رواية المتادور - فصل 21
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية المتادور - فصل 21

 

رواية المتادور - فصل 21 - الوحش



الوحش















 

ميغيل**

 

سارت السيارة الأنيقة بين الطرق المتعرجة التي تمتد في أراضي اكستريمادورا, وكانت الشمس الساطعة تضفي لمعانًا على هيكلها المعدني اللامع.. في داخلها, كان المتادور سلفادور يقود بينما يجلس خوان إلى جانبه, وميغيل في المقعد الخلفي, وهو يحاول التوقف عن التفكير بأن تكون فراشتهِ ساريتا قد استطاعت فعلا الهروب منه..

 

وصلوا أخيرًا إلى المكان الذي أشار إليه الجهاز التتبع.. لكن عندما اقتربوا من السيارة, كانت المفاجأة تنتظرهم.. لم يكن هناك أي أثر لساريتا داخل السيارة, بل وجدوا مفتاح السيارة متروكًا على المقعد الأمامي, مما أثار الغضب في قلب ميغيل واستياءه بشدة..

 

شعر ميغيل بالغضب يغلي في داخله, وكأن الغيمة السوداء تتجمع فوق رأسه, متلبّسة بالغضب والحزن على السواء..

 

ألقيت وجهي بزجاج الباب الأمامي من ناحية السائق, ورغم أن الزجاج أسود إلا أنني استطعت بقهر رؤية سيارتي خالية ولا يوجد سوى المفتاح على المقعد..

 

" اللعنة, لقد هربت... "

 

هتفت بغضب أحرق روحي بينما كنتُ أبتعد عن سيارتي بخطوات سريعة.. أمسكت هاتفي واتصلت برئيس حرسي وأمرته بجلب المفتاح الثاني لسيارتي وإعادتها إلى قصري..

 

وبينما كان ميغيل يغلي بغضب, خرج شاب في مقتبل العمر من بين الأشجار المجاورة, وتقدم بخطوات ثابتة نحوهم.. ثم وقف أمام الرجال الثلاثة وسألهم بابتسامة

 

" هل تبحثون عن مالكة هذه السيارة الجميلة؟ "

 

بينما كان ميغيل يتأمل في الفارغ, خطفه صوت الشاب من حالة الانزعاج والغضب.. نظرت إلى الشاب وسألته بلهفة وبحماس

 

" هل رأيتَ الفتاة التي كانت تقود هذه السيارة؟ "

 

رد الشاب ببراءة

 

" بالطبع رأيتها.. كانت هنا منذ ساعة تقريباً, مع امرأتين جميلتين.. توقفن هنا للحظات قصيرة ومن ثم غادرن بسرعة.. وتركن السيارة هنا ببساطة "

 

فيما كان الشاب يروي ما شاهده, أصيب الرجال الثلاثة بدهشة شديدة.. ثم هتف سلفادور بدهشة عميقة

 

" أمر مدهش حقًا!.. ما هذه الصدفة؟! "

 

بعدها نظروا الرجال الثلاثة إلى بعضهم البعض بدهشة كبيرة, ثم صاح سلفادور وخوان معًا

 

" هل من الممكن أن تكون لينيا و أريا الفتاتين اللتين كانتا برفقة ساريتا؟ "

 

وعلى الفور, اقترب سلفادور بسرعة من الشاب وسألهُ بلهفة محاولًا استخراج أي معلومة تساعدهم على فهم الموقف

 

" ما هي مواصفات الفتاتين؟ هل تستطيع تذكر ملامحهم؟ هل رأيتهما بوضوح؟ "

 

بدأ الشاب يتأمل للحظة سلفادور وهو يُفكر.. ثم فجأة هتف بحماس شديد

 

" أنتَ هو المتادور الشهير سلفادور دي غارسيا؟.. إلهي, لا أستطيع التصديق.. أنتَ فعلا هو.. أنا من أشد المُعجبين بك سنيور.. هل يمكنني أخذ صورة تذكارية معك متادور؟ ستفرح والدتي كثيراً عندما أُخبرها بأنني رأيتُك شخصياً "

 

تنفس سلفادور بغضب, ولكنهُ تحدث مع الشاب بنبرة هادئة قائلا

 

" نعم, سأسمح لك بأخذ صورة تذكارية معي, ولكن أولا أخبرني عن مواصفات الفتاتين "

 

أجاب الشاب بإعجاب

 

" نعم سنيور, لقد رأيتهما بوضوح.. كانتا جميلتين للغاية, الفتاة الأولى كانت طويلة القامة وتمتلك شعر أسود لامع, وعينيها كبيرتين وساحرتين.. أما الفتاة الثانية كانت أقصر قامة بقليل وشعرها ناعم وطويل يصل إلى أسفل ظهرها.. كانتا تشعان بجاذبية لا يمكن وصفها بالكلمات.. في الحقيقة الفتيات الثلاثة جميلات ويمتلكن سحراً لا يمكن وصفه بالكلمات "

 

هذه الكلمات أثارت غيرة عميقة وغضب عنيف داخل قلوب الرجال الثلاثة, مما جعلهم يشعرون بالرغبة في تحطيم وجهه هذا الشاب لأنهُ تغزل بنسائهم..

 

نظرت إلى الشاب بنظرات قاتلة لأنهُ تغزل بفراشتي أمامي, ولكن قبل أن أتحرك لأضربه رأيت خوان يقترب منهُ بسرعة وهو على وشك لكمه.. لكن سلفادور وقف أمام خوان وأبعدهُ عن الشاب بسرعة..

 

وضع سلفادور يده على كتف الشاب وسأله

 

" هل رأيت في أي اتجاه غادروا؟ "

 

أجابه الشاب بسرعة بأنهُ راقبهم وهم يُغادرون باتجاه الحدود الشمالية لـ اكستريمادورا نحو منطقة قشتالة..

 

رأيت بقهر سلفادور يسمح للشاب بأخذ صورة تذكارية معه في هاتفه, ثم شكرهُ ونظر إلينا بنظرات جادة..

 

عندما ابتعد الشاب, اقترب سلفادور ووقف أمامي وأمام خوان, وقال بجدية

 

" صدفة غريبة حصلت اليوم, ولكنها لمصلحتنا.. أريا و ساريتا و لينيا هربوا معاً, ويجب أن نجدهم بسرعة "

 

تأملني سلفادور بنظرات هادئة وسألني

 

" هل تمتلك ساريتا أوراقها الثبوتية؟ "

 

أجبتهُ بسرعة بالرفض إذ كنتُ سبق ووضعت هاتفها وحقيبة يدها في خزنتي, ومن المستحيل فتح خزنتي سوى على بصمات يدي ورقم السري..

 

تنهد سلفادور براحة ثم سأل خوان نفس السؤال, وهنا أجابه خوان بأن أريا تمتلك أوراقها الثبوتية طبعا..

 

رأيت بدهشة سلفادور يبتسم براحة, ثم سمعتهُ يقول بثقة تامة

 

" سوف نجدهم وبسرعة.. بالطبع سوف يحتاجون لمكان لقضاء الليلة به والنوم.. سأتصل بصديقي جواكين رئيس الشرطة في المنطقة, سأطلب منه تعميم صور أريا في كافة الفنادق ومحطة القطارات.. حينها في أي فندق يذهبون سيتم التعرف على أريا بسرعة.. كما سيكون هناك مُكافئة مالية لمن يُخبرنا عن رؤيتهِ لها.. أريا الوحيدة من تمتلك بحوزتها أوراقها الثبوتية, سوف تستخدمها بسرعة وسنجدهم "

 

ابتسمت بسعادة وشعرت بالراحة, إذ كنتُ متأكداً بأنني سأجد فراشتي وبسرعة بفضل ذكاء سلفادور..

 

اتصل سلفادور بصديقه جواكين, وطبعا رئيس الشرطة لم يرفض طلب المتادور.. ورغم أننا كنا على ثقة تامة بأننا سنجد نسائنا قريباً, إلا أننا ذهبنا برفقة سلفادور إلى منطقة قشتالية..

 

في الساعة السابعة مساءً, تلقى سلفادور اتصال من جواكين وأخبره بأنهُ وجد أريا.. شعرت بالسعادة بينما كان سلفادور يقود باتجاه الفندق الرخيص في منطقة ليون..

 

سمعت خوان يقول بمرح

 

" أريا المُجرمة الخطيرة قد تم العثور عليها بسرعة في فندق رخيص في منطقة ليون.. يليق بها لقب المجرمة الخطيرة في نظري "

 

قهقه سلفادور بمرح, ثم كلمنا بنبرة جادة قائلا

 

" خوان, ميغيل, إياكم والتصرف بتهور عندما تأخذان الفتاتين.. لا أريدُكما أن تتحولا إلى مُغتصبين حقيرين "

 

نظرت إلى سلفادور بذهول, ثم هتفت بقرف

 

" أنا أتحول إلى مُغتصب؟!.. اللعنة, أُفضل الموت على أن أكون رجل مُغتصب.. فكل رجل يغتصب امرأة يستحق الموت في نظري.. أكره بقوة الرجال المُغتصبين, وأتمنى أن يتم وضع قانون في كل دولة بإعدام كل رجل يغتصب امرأة "

 

حمحم خوان بخفة, ثم نظر إليّ بغضب وهتف بحدة

 

" تباً لك ميغيل, إعدام!, هل أنتَ جاد؟.. أظن السجن لعدة سنوات يكفي "

 

شعرت بالاشمئزاز من كلامه, فهتفت بوجهه بحدة

 

" السجن لعدة سنوات!, لماذا؟ عندما يتم الافراج عن كل مغتصب ويخرج من السجن سيذهب ويُعيد فعلته مرة أخرى.. الإعدام هو ما يستحقهُ كل رجل اغتصب امرأة "

 

تأملني خوان بنظرات غاضبة, ثم همس بغضب

 

" تباً لك وللإعدام "

 

ولكن قبل أن أشتمه, أوقف سلفادور سيارته بجانب الطريق, ثم هتف بحدة

 

" يكفي, لا أريد سماع مشاجرتكم السخيفة.. أنتَ و خوان لن تمارسوا الجنس مع الفتاتين بالقوة ودون رغبتهما "

 

ثم رفع سلفادور أصبعهُ السبابة نحو خوان وأشار به بقوة وهو يقول بتهديد واضح

 

" وأنتَ خوان بالذات, إن عرفت بأنك لمستَ أريا رغماً عن إرادتها, سأقتلك بنفسي "

 

بلع خوان ريقهُ بقوة, وهمس بتوتر

 

" هي عشيقتي.. أقصد, أنا مارست معها الجنس بإرادتها طبعاً "

 

نظر سلفادور إليه بتحذير قائلا

 

" لا تهمني علاقتك بها, ما يهمني بأنك يا ابن عمي سوف تُحافظ على سُمعتك وسُمعة عائلتنا وشرف كل امرأة تعيش وتعمل في قصري.. اغتصاب النساء مرفوض تماما في قوانيني.. هل فهمت؟ "

 

ابتسم خوان ابتسامة خبيثة وأجاب بهدوء غريب

 

" نعم, لقد فهمت ماتادور.. غريب فعلا فأنتَ سوف تضاجع البروفيسورة وتجعلها تحمل منك في النهاية "

 

اشتعلت نظرات سلفادور بنار مُرعبة, وهتف بغضب بوجه خوان

 

" أنا رئيس عشيرة دي غارسيا.. وأنتَ تعلم جيداً حقيقة ما حدث وبأنني مُجبر على فعل ذلك وإلا تم قتل لينيا هارفين إن رفضت تنفيذ العِقاب.. ورغم ذلك لم ألمسها لغاية الآن بالقوة, فأنا لستُ بمغتصب لعين.. سأبحث عن الحقيقة وسأجد طريقة لحماية لينيا وحماية نفسي من هذا العقاب "

 

ثم نظر سلفادور إليّ وأشار بأصبعه أمام وجهي وقال بحدة

 

" وأنتَ ميغيل, أنا غاضب منك لحد اللعنة.. لقد أخفيتَ عني سر خيانة مارتا لك.. ورغم أنك تعلم بأنها ليست شريفة ما زلتَ ترغب بالزواج منها أيها اللعين.. أنا أعلم جيداً بأنك رجل نزية وشريف, وبأن علاقتك مع ساريتا كانت بموافقتها منذ البداية.. ولكن من الأفضل أن لا تؤذيها وإلا واجهتَ غضبي.. هل كلامي واضح؟ "

 

تباً, كيف اكتشفَ سلفادور السر؟.. بالطبع الحقير خوان أخبره.. اللعنة, لا أستطيع مُعارضة سلفادور.. كنتُ أُخطط لممارسة الجنس بجنون مع فراشتي الليلة.. ولكن لا بأس سأفعل ذلك قريباً..

 

تنهدت بحزن وأجبته موافقاً.. تنفس سلفادور بقوة, ثم قال

 

" جواكين ورجاله ينتظروننا أمام الفندق.. سوف يُسلمنا جواكين مُخدر لنقوم بتخدير الفتيات حتى لا يُقاوموا ويلفتون الأنظار.. سوف يتم تأمين مخرج لنا من الباب الخلفي مع حماية تامة من عناصر الشرطة "

 

همس خوان بنبرة مُستمتعة

 

" هذا أفضل إجراء, موافق عليه طبعاً "

 

وقاد سلفادور سيارته من جديد باتجاه الفندق.. وعندما رأيت ساريتا أمامي شعرت بسعادة لا مثيل لها, وكأنني استعدت جزء من قلبي.. وبعد تخديري لها حملتُها وخرجت من الفندق..

 

 

ساريتا**

 

عندما فتحت عينيها ببطء, وجدت ساريتا نفسها في غرفة النوم داخل قصر ميغيل استرادا.. وبدأ جسدها يرتجف من الخوف عندما رأت بجانبها ميغيل وهو يجلس بصمت على طرف السرير, وهو يراقبها بابتسامة سعيدة وبنظرات مُنتصرة..

 

لم تتحمل ساريتا رؤيتها لوجه ميغيل أمامها, فانتفضت بعجلة مذعورة, مبتعدة إلى الطرف الآخر من السرير, وعينيها تبحث عن مخرج, وقلبها ينبض بسرعة..

 

وقف ميغيل ببطء, وتحدث بصوت هادئ متماسك

 

" لا تخافي, لن أؤذيكِ.. ولكن عليكِ أن تدركي أنكِ لن تغادري هذه الغرفة حتى يأتي موعد حفلة الخطوبة "

 

لم أكن على استعداد لقبول هذا الوضع.. وقفت بسرعة ونظرت إليه  بغضب, وهتفت بوقاحة أتحدى ميغيل بصوت مُرتفع وحاد

 

" أنا لن أكون أسيرة لأحد, خاصةً لكَ ميغيل استريدا.. لن أقبل بذلك أبدًا.. يحقُ لي الذهاب من هنا ومتى يحلو لي "

 

لكن ميغيل لم يبدو مُهتماً ولم يتأثر بالرغم من تحديها له.. بل ظل هادئًا وثابتًا.. ابتسم بسخرية وقال بنبرة هادئة

 

" لا يمكنكِ الذهاب من هنا إن لم أسمحَ لكِ بذلك.. وهذه المرة لن تستطيعي الهروب من القصر.. نصيحة مني لكِ فراشتي لا تُحاولي الهروب.. سيكون عقابي لكِ حينها كبيراً جداً "

 

وقفت أنظر إليه بقهر وبغضب.. ورفضت الخضوع لتهديدهُ اللعين.. رفعت رأسي بكبرياء ونظرت إليه بتحدي, ثم كذبت قائلة له بانفعال وبتهديد واضح

 

" لقد اتصلت بوالدي في الأمس, وعرف بما فعلتهُ بي.. والدي سيأتي ويُنقذني منك, وسيجعلك تدفع الثمن غاليًا, ولن يهتم لتسجيلاتك اللعينة باعترافي السابق لك, سأقول له بأن التسجيل مزيف وسوف يُصدقني لأنني ابنته "

 

لزم ميغيل الصمت للحظات بينما كان يتأملني بنظرات هادئة.. شعرت بالخوف من هدوئه الغريب.. لماذا لم يغضب؟!.. لماذا لم ينفعل بسبب تهديدي له؟!.. لقد أخافني أكثر الآن بهدوئه..

 

وبذعر كبير رأيت ميغيل يبتسم برقة, ثم غادر الغرفة وأقفل الباب بالمفتاح.. وبينما كنتُ أقف في مكاني أتصارع مع أفكاري حول تصرفات ميغيل الغريبة, فجأة, بعد لحظات سمعت صوت احتكاك المفتاح بقفل الباب.. لقد عاد ميغيل بسرعة ودخل إلى الغرفة وهو يحمل بيده هاتفي الخلوي..

 

وقف أمامي ونظر إليّ بهدوء قائلا

 

" اتصلي بوالدكِ الآن, واطلبي منهُ القدوم وإنقاذكِ "

 

ووسط صدمتي الكبيرة سلمني ميغيل هاتفي ورجع خطوة إلى الخلف بعيداً عني..

 

شعرت بالدهشة بسبب تصرفهِ الغريب.. هل هو يتحداني؟!.. هو فعلاً غبي, سأتصل بوالدي وسأطلب المساعدة منه..

 

لم أتردد في اتباع تعليماته.. سارعت بالاتصال بوالدي ليون كاريلو.. لكن تملكني اليأس عندما لم يرد والدي على مُكالمتي.. فحاولت الاتصال بوالدتي روزا, ولكن واجهت نفس الصمت العصيب.. والدتي لم تجب هي أيضاً على مُكالمتي لها..

 

حاولت لأكثر من مرة الاتصال بهما, ولكن لم أتلقى أي رد منهما.. ولكن لم أستسلم, نظرت إلى الرقمين لأتأكد منهما, وهنا تملكني اليأس أكثر والإحباط الشديد, فـ ميغيل لم يتلاعب بأرقام هاتف والداي إذ كانت صحيحة..

 

في النهاية عندما استسلمت, رفعت نظراتي نحو ميغيل وتأملتهُ بانكسار..

 

اقترب ميغيل مني ببطء, وأخذ الهاتف من يدي برفق, ثم وضعهُ في جيب سترته, وقال بنبرة هادئة ولكن بسخرية واضحة

 

" مؤسف أن والديكِ لم يجيبوا على المكالمات.. عليكِ الآن أن تواجهي الواقع.. "

 

شهقت بضعف عندما أمسك ميغيل فكي بقبضة يده ورفع رأسي لأنظر في عمق عينيه.. ولكن أغمضت عيناي بسرعة إذ لم أرغب بجعله يرى دموع اليأس في عيناي والتي كنتُ أُحاول جاهدة منعها من التساقط أمامه..


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

سمعتهُ بذعر يهمس بتهديد قائلا

 

" سوف تظلين سجينة هذه الغرفة لحين موعد الحفلة.. ولا تفكري بالهروب فراشتي, فسوف تندمين أكثر حينها "

 

شهقت بضعف عندما قبلني برقة على شفتاي, ثم قبلتهُ تحولت إلى قبلة مؤلمة وقاسية جداً..

 

ثم فجأة, توقف ميغيل عن تقبيلها بقسوة وخرج بهدوء من الغرفة, وأقفل الباب بالمفتاح, تاركًا ساريتا تقف وحدها تبكي بتعاسة وبيأس...

 

 

خوان دي غارسيا**

 

وصل خوان إلى قصر سلفادور, حاملاً معه أريا التي كانت مغمورة في عمق النوم بفعل المُخدر.. دخل إلى غرفته بخطوات هادئة, ووضعها برفق على سريره, ثم خلع سترتهُ المصنوعة من الجلد الفاخر والطبيعي ورماها بإهمال على الأريكة, ثم وقف ينظر إلى أريا بعينين تنم عن الغضب المُتجمع بداخله والذي كان يُحرق روحه بقوة..


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

نظرت إلى أريا بنظرات متوعدة وقاتلة, ثم همست بغضب مُشتعل

 

" لن أسمح لكِ بالابتعاد عني أبداً, أنتِ مُلكي أريا سيرانو.. هروبكِ مني أخرج شياطيني كلها من الجحيم.. وعليكِ الآن أن تتحملي عقابي لكِ "

 

استدرت واقتربت من الأريكة, جلست بهدوء عليها وبدأت أُفكر كيف سيكون عقابي لزهرة القمر عندما تستيقظ...

 

ظل خوان يراقب أريا لوقتٍ طويل, جالسًا على الأريكة بجوار السرير, وهو يفكر بغضب بسبب محاولتها الفاشلة للهروب.. لولا تدخل ابن عمه سلفادور بطريقة ذكية, لكانت قد نجحت في الهرب بعيدًا عنه.. ولم يتوقف خوان عن التفكير باستمتاع بعقابه الجديد لزهرة القمر البيضاء خاصته...

 

وبعد وقتٍ طويل, شعر خوان بالتعب يتسلل إليه, فاستلقى على الأريكة ونام في سكون..

 

في الساعة الرابعة والنصف فجراً, استيقظ خوان من نومه عندما سمع صوت حركة في الغرفة.. نظر بسرعة نحو السرير, لكن لم يجد أريا نائمة عليه..

 

قفز خوان من الأريكة بسرعة, استدار ورأى أريا على وشك الخروج من الغرفة.. بدون تردد, تحرك بسرعة وأمسكها بقوة من ذراعها, ثم دفعها بقسوة إلى داخل الغرفة وأغلق الباب بعنف..

 

وقفت أنظر إليها بنظرات غاضبة, وبصوت مليء بالسخط سألتُها

 

" ما الذي كنتِ تحاولين فعله؟ هل فكرتِ أنه سيكون من السهل عليكِ الهروب مني ومن عقابي لكِ؟ "

 

نظرت إليّ أريا بعينين ممتلئتين بالخوف..


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

ولكن أريا لزمت الصمت, إذ لم تستطع التكلم بسبب الخوف الذي سيطر عليها.. كما لم تجد كلمات للرد على خوان الغاضب.. كانت محاصرة, معتمدة على رحمة خوان, الذي كان يبدو أكثر غضبًا من أي وقت مضى..

 

ابتسم خوان ابتسامة مُخيفة جعلت أريا ترتعش برعب بسببها.. ثم اقترب خطوة واحدة منها ووقف جامداً يتأملها بنظرات تشتعل برغبة وشهوة..

 

قهقهت بخفة عندما رأيت أريا ترتعش أمامي بشكلٍ واضح.. خلعت قميصي ورميتُها بعيداً, ثم قلت بأنفاس تشتعل من الرغبة

 

" أنتِ مُلكي بطتي القبيحة.. هروبكِ مني لن يمر مرور الكِرام.. والآن حان وقت عقابكِ.. سأجعلكِ تتعلمين الدرس جيداً, وسأحرص على جعلكِ تفهمين بأن غضبي لا يُمكن إخمادهُ بسهولة.. الآن ستعرفين بأنكِ تنتمين إليّ.. وبأنكِ مُلكي.. وما يمتلكهُ خوان دي غارسيا يبقى له إلى الأبد "

 

ولكن رغم رؤيتي للخوف في عينيها, أريا جعلتني أشعر بالإعجاب نحوها عندما هتفت بحدة وبغضب

 

" أنتَ مجنون.. أنا لستُ من أملاكك اللعينة أيها المعتوه والمريض النفسي والمُغتصب.. أكرهُك.. وسأظل أكرهُك إلى الأبد.. أتمنى لك الموت لأنك اغتصبتني وجعلتني أبتعد عن أخواتي وأهرب بسببك.. ربما بقوتك اللعينة البدنية تستطيع السيطرة على جسدي وإخضاعهُ لك... "

 

توقفت أريا عن التكلم ورأيتُها بذهول تضع يدها على قلبها ثم هتفت بغضب

 

" ولكن خوان دي غارسيا, أنتَ لن تستطيع أن تمتلك روحي وكياني وقلبي.. هم مُلكي أنا وليسوا لك.. أنتَ سافل ومُنحط, أنتَ لستَ برجل.. كلمة رجل لا تليق بك أيها الحقير "

 

وقفت للحظة أنظر إليها بصدمة كبيرة.. زهرة القمر تحولت إلى لبوة شرسة فجأة, وهذا التحول أعجبني بجنون.. ولكنها مع الأسف أشعلت إعصار من نار يشتعل بداخلي بسبب إهانتها لي ولرجولتي..

 

تحرك خوان بسرعة وأمسك أريا بقوة, دافعاً إياها نحو السرير.. رماها بعنف عليه ثم حاصرها بجسدهِ الضخم.. نظر في عينيها بنظرات جعلت حتى شياطينهُ ترتعب منها.. وبحركة واحدة من يده مزق قميصها بعنف..

 

فتحت أريا فمها وبدأت تصرخ لطلب النجدة, ولكن خوان كتم صرختها بيدهِ الضخمة, ثم همس بفحيح مُرعب أمام وجهها قائلا

 

" روحكِ وكيانكِ وقلبكِ هم مُلكي كذلك بطتي القبيحة.. والآن سأجعلكِ ترين بأنني رجل.. بل رجل حقيقي "

 

وبوحشية لا مثيل لها بدأ خوان بتمزيق ما تبقى من ملابس أريا حتى أصبحت عارية أسفله.. ورغم مقاومتها وبكائها وتوسلاتها له ليرحمها ويتركها, خوان دي غارسيا مارس الجنس بوحشية مُرعبة معها.. كان مثل الوحش ينهش جسدها دون رحمة أو أي شفقة..

 

لو كان للجدران فم لتتكلم كانت تكلمت وطلبت من خوان دي غارسيا الرحمة لـ أريا.. لو كان للجدران عيون كانت بكت بحزن على قسوة ما يحدث الآن مع أريا, زهرة القمر البيضاء والبريئة..

 

وبعد مرور وقتٍ طويل, دخل خوان إلى الحمام ليستحم تاركاً خلفه فتاة ممزقة الروح والجسد شبه فاقدة للوعي على السرير.. هذا السرير الذي شهد على وحشية خوان..

 

شهقات متألمة وحزينة ومُحطمة ملأت أرجاء الغرفة وكستها بظلام مُحزن.. بين جدران هذه الغرفة تم رمي فتاة على سرير الأحزان, فتاة بريئة لا ذنب لها سوى أنها أشعلت رغبات الوحش بها...

 

وبضعف وانهزام تحركت أريا عن السرير ومشت بخطوات مُتعرجة ومتألمة, أمسكت قميص الوحش وارتدتها بيدين مُرتعشتين.. ثم خرجت حافية القدمين من الغرفة وذهبت إلى غرفتها الأمنة التي تتشاركها مع أخواتها الصغار..

 

بينما خوان دي غارسيا كان يُراقبها من خلف باب الحمام والذي فتحهُ قليلا.. راقبها بعينيه بهدوء وهو ضائع بسبب مشاعرهُ.. بين الغضب والحنين, بين الحزن والتمُلك, بين شعور السيطرة والندم, وقف خوان ووضع يدهُ على قلبه إذ شعر بألم غريب بداخله لم يستطع تفسيره...

 

وكأنهُ بمحاولة منه ليُزيل الألم عن قلبه, همس بثقة

 

" هي مُلكي, مُلكي لوحدي "

 

كان كمن يحاول إقناع نفسه بأن الجريمة التي ارتكبها بحق أريا ليست بجريمة, بل هي حق مُكتسب له, وكأنها من الحقوق التي تستحق للأشخاص عند ولادتهم, أو بحكم ولادتهم, لكنهُ كان مُخطئا بذلك.. و خوان دي غارسيا لا يعرف ما يخبئهُ القدر له قريباً, بل قريباً جدا..

 

 

لينيا هارفين**

 

 

استيقظت لينيا ببطء, ثم تأملت الغرفة المظلمة المحاطة بجدران من الحجر الرمادي.. كانت الأضواء خافتة, تتسلل من خلال النافذة الضيقة, مما يخلق أنماطًا غامضة على الأرضية.. لم تكن تستطيع تذكر كيف وصلت إلى هنا, ولكنها شعرت بالقلق يتسلل داخلها كالظلال المتحركة في الغرفة..

 

فجأة, تذكرت لينيا بحزن اللحظات المرعبة التي عاشتها في الأمس.. وجدت نفسها محاصرة داخل هذه الغرفة بواسطة سلفادور, الرجل الذي تعشقهُ بجنون.. تذكرت لينيا بحزن كيف وجدها سلفادور في الأمس في تلك الغرفة داخل الفندق وقام بتخديرها, وهذه الذكرى أضافت إلى شعورها بالانهزام.. حتى أنها لم تستطع تصديق أنها كانت قريبة جدًا من الهروب قبل أن يُغلق سلفادور عينيها بإحكام..

 

وقفت لينيا ببطء, وأحسست بالانهزام يغمرها.. علمت أنها لا يمكنها الهروب من سلفادور مهما حاولت, وأنها ملزمة بالبقاء هنا تحت رحمته ورحمة أفراد عشيرته..

 

تنهدت لينيا بحزن وقررت أن تستحم لتنظف نفسها من الشعور بالذنب والخوف والعجز..

 

ولكن قبل أن تدخل لينيا إلى الحمام, انفتح الباب ودخل سلفادور إلى غرفتها ووقف ينظر إليها بنظرات غاضبة مرعبة..


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

شعرت بالخوف من نظرات سلفادور التي كان يتأملني بها.. شعرت بالخوف يتسلل إلى كل خلية في جسدي, وأنا أحاول تمالك أعصابي أمامه.. نظرت إليه بهدوء بانتظار ما سيقوله.. وطبعا بانتظار ردة فعله بسبب هروبي منه في الأمس..

 

سألني سلفادور بصوت مليء بالغضب, وعينيه تلمعان بشرارات الغضب المشتعلة

 

" لماذا هربتِ؟ "

 

بالرغم من خوفي, رفعت رأسي بجرأة وقلت بصوت ثابت

 

" لا يُمكنك لومي لأنني حاولت الهروب من هنا.. أنتَ لا تستطيع أن تحتجزني هنا.. لن أبقى تحتَ رحمتك ورحمة عشيرتك إلى الأبد "

 

رأيت بذعر سلفادور يمسك الكُرسي بجانبه ثم رفعه عاليا ورماه بكامل قوته باتجاه الحائط.. صوت تحطم الكُرسي جعلني أرتجف بخوف..

 

بدأ سلفادور بتحطيم الأثاث بغضب, وهو يصرخ بشكلٍ مُرعب

 

" أنتِ مُلزمة على البقاء هنا وتنفيذ العقاب الذي اختاروه أفراد عشيرتي.. وسأجعلكِ تدفعين ثمن كل ما فعلتهِ بشقيقي, لينيا هارفين "

 

وقفت أُراقب سلفادور بذعر, وعندما هدأ قليلاً اقترب ووقف أمامي.. ترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أنظر إلى وجهه بخوف..


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

فجأة, عانقني سلفادور بقوة.. نظر في عمق عيناي وهمس بحدة

 

" ساكورا, أنتِ لي, شئتِ أم أبيتِ.. أنتِ مُلكي, سواء أردتِ ذلك أم لا "

 

أخفض رأسه بسرعة ومزج شفتيه بـ شفتاي, قبلني قبلة خطفت أنفاسي, ولكن قبل أن أدرك ما حدث, ابتعد سلفادور فجأة وغادر الغرفة مُسرعاً, وتركني غارقة بألم حُبي له وبالشعور بالضعف أمامه, وأنا أبكي باستسلام أمام مشاعري العميقة نحوه...

 

مضى اليوم ببطءٍ شديد, كان خواكيم مع بعض الخدم في القصر قد نظفوا غرفتي ووضعوا طاولة جديدة مستديرة متوسطة الحجم وكرسي..

 

عندما انتهوا من التنظيف, غادروا الخدم ولكن خواكيم ظل واقفاً أمام الباب وهو يتأملني بنظرات خجولة.. ابتسمت بحزن وسألته

 

" خواكيم, أنتَ بخير؟ "

 

لدهشتي الكبيرة أجابني قائلا بخجل قبل أن يُغادر غرفتي بسرعة

 

" سنيوريتا, قد تظنين بأنني وقح بسبب ما سأقولهُ لكِ, ولكن أنا فقط سأعترف لكِ بما أشعر به بصدق.. أنا سعيد لآن المتادور استطاع أن يجدكِ بسرعة بعد هروبكِ منه.. أرجوكِ لا تحزني من السنيور, فهو رجل رائع وشهم وحنون.. لا تكوني السبب في حُزنهِ سنيوريتا, لو سمحتِ "

 

تجمدت بذهول أنظر إلى الباب بعد أن أغلقهُ خواكيم قبل أن يهرب.. ابتسمت بحزن وهمست بأسى

 

" أنتَ مُخطئ خواكيم.. سلفادور هو السبب في حُزني, لأنهُ لا يُحبني كما أحبه... "

 

مسحت دمعة حزينة سالت على وجنتي, ثم همست بعذاب

 

" متى ستُحبني سلفادور؟ قلبي قد مات شوقاً لك "

 

في اليوم التالي**

 

تم السماح لي من قبل المتادور طبعاً بمغادرة غرفتي, ولكن طبعاً خواكيم أخبرني بأن المتادور أعطى أوامر لجميع أهالي القرية بمراقبتي ومنعي من الهروب إن حاولت..

 

ولكن عندما خرجت من مبنى الحُراس, رأيت أم العشيرة السنيورا رامونا تقف برفقة كارميتا في باحة القصر.. حاولت أن أستدير وأعود إلى المبنى, ولكن تجمدت في مكاني عندما سمعت أم العشيرة تهتف بحدة باسمي

 

" لينيا هارفين... "

 

وقفت في مكاني ثم استدرت ونظرت إليها.. رأيتُها تقترب مني بخطوات سريعة ثم وقفت أمامي ونظرت إليّ بنظرات غاضبة وحاقدة..

 

تنفست رامونا بقوة, ثم هتفت بحقد

 

" كيف تجرأتِ على الهروب أيتها الوقحة؟ ربما حفيدي سلفادور يُشفق عليكِ قليلا, لكنني أعلم من أي صنف من النساء أنتِ.. مجرد عاهرة وقاتلة وسافلة لعينة "

 

تنهدت بقوة, ثم أجبتُها باحترام

 

" سنيورا رامونا, أنا فعلاً أُحاول احترام الكِبار في السن, ولكنكِ تُصعبين الأمر عليّ كثيراً "

 

نظرت سنيورا رامونا إليّ بدهشة كبيرة, ثم احمر وجهها بشدة, وهتفت بغضب

 

" أيتُها الوقحة وقليلة الأدب "

 

رفعت يدها عاليا ولكن قبل أن تصفعني رأيت بدهشة كبيرة سنيور خوان يقف بجانب جدته وهو يمسك ذراعها بقبضته, لقد منعها من صفعي وهذا أدهشني..

 

ابتسم خوان وقال لجدته بنبرة حنونة

 

" جدتي, اذهبي برفقة كارميتا إلى الحديقة.. سأتكلم قليلا مع البروفيسورة "

 

نظرت رامونا إلى حفيدها بنظرات غاضبة, ثم لدهشتي الكبيرة استدارت ومشت باتجاه كارميتا والتي كانت تُراقب باستمتاع ما يحدث..

 

تنهدت بقوة وكتفت يداي على صدري ونظرت إلى خوان بملل, إذ ظننت بأنهُ يريد توبيخي وشتمي لأنني أغضبت جدته.. ولكن لدهشتي الكبيرة أمسك خوان معصمي وأبعد ذراعي عن صدري ثم جعلني أمشي خلفه بسرعة خارج حدود القصر..

 

وقفنا بجانب الطريق, سحبت يدي من قبضته وسألته

 

" ماذا تريد؟ "

 

ابتسم خوان بوسع وقال باستمتاع

 

" أعشق مُراقبة مُشاجراتكِ مع جدتي.. لكن بروفيسورة احترسي جيداً من جدتي, فهي ليست سهلة.. من الأفضل أن تبتعدي عنها وتتحاشي التكلم معها "

 

رفعت حاجبي عالياً ونظرت إليه بنظرات مُتعجبة.. ابتسمت برقة رغماً عني, وقلتُ لهُ بصدق

 

" شكراً على النصيحة.. لكنني فعلاً أحاول الابتعاد عن جدتك, لكنها لا تسمح لي بفعل ذلك "

 

رأيت بدهشة خوان يتأملني بنظرات جادة.. ثم فجأة قال لي بجدية قبل أن يُغادر المكان

 

" بروفيسورة, حاولي كذلك الابتعاد عن شقيقتي كارميتا.. ابتعدي عنها قدر الإمكان, ولن تندمي "

 

راقبتهُ بدهشة وهو يبتعد ثم صعد في سيارة رباعية الدفع وغادر المكان برفقة حُراسه.. لم أفهم سبب تحذيرهُ لي من شقيقته.. هل هذه خطة جديدة منهم؟!.. تباً لهم...

 

الرصيف كان هادئًا تحت أقدام لينيا, وهي تنظر إلى الشارع الرئيسي الذي يمتد أمامها.. كانت تفكر في مشاكلها ونصائح خوان لها, عندما سمعت صهيل وأصوات حوافر حصان قريبة أعادتها إلى الواقع.. نظرت لينيا باتجاه اليسار ووجدت سلفادور يجلس ببراعة على ظهر حصانه الضخم..

 

رأيت بحيرة الحصان الضخم والمُخيف يقترب بثقة مني وبهدوء, بينما ملامح وجه سلفادور القوية تبرز بوضوح تحت أشعة الشمس.. كانت عيناه تلمعان بالحماس والحيوية, مما جعله يبدو كالفارس الأسطوري الذي خرج من صفحات الروايات القديمة..

 

وقف الحصان بجانبي, بل قريب جداً مني.. رفعت رأسي وبلعت ريقي بقوة بينما كنتُ أنظر إلى سلفادور بنظرات متوترة..

 

دون سابق إنذار, أمسك سلفادور كتفاي بقوة مفاجئة, ورفعني عالياً في الهواء.. شعرت بالرعب يتسلل إلى قلبي وتشبثت بسرعة بذراع سلفادور وهتفت بصوت مرتفع

 

" ماذا تفعل؟ حصانك الشرس لا يحبني, أرجوك, انزلني "

 

ضحك سلفادور بمرح وهو يجعلني أجلس أمامه على ظهر حصانه الضخم والمُرعب.. وضع سلفادور يدهُ حول خصري ثم قرب وجهه نحوي ونظر إليّ بابتسامة تعكس الثقة والأمان, وقال بصوت ينم عن الاطمئنان

 

" ساكورا, لا تقلقي.. إيتان لا يحب أحد سواي, لكنه سيكون هادئًا طالما أنا هنا.. لن يؤذيكِ بأي طريقة "

 

شهقت بخوف وهمست بسخرية

 

" جعلتني أطمئن فعلا "

 

رفع سلفادور رأسهُ عالياً وبدأ يضحك بمرح.. ولكن بينما كان سلفادور يضحك, تراقصت الشمس في خيوطها الذهبية على وجهه, والهواء المنعش أعطى للمشهد لمسة من السحر والجمال.. جلست بهدوء على ظهر الحصان, وراقبت بإعجاب وبعشق كبير سلفادور وهو يضحك باستماع وبسعادة.. كان يبدو وسيماً جدا, سحرتني ضحكتهُ بالكامل, وتجمدت نظراتي على وجهه وغرقت في بحر من العشق..

 

توقف سلفادور عن الضحك, ثم أخفض رأسه ونظر إليّ.. تجمدت نظراتنا بالكامل, كنا ننظر إلى بعضنا البعض بنظرات هادئة وبلغة خاصة بها..

 

بلع سلفادور ريقهُ بقوة, ثم همس بنبرة ساحرة

 

" ساكورا, كم أنتِ جميلة "

 

قلبي انفجر واشتعل ورقص بسعادة.. احمرت وجنتاي بخجل وشعرت بالتوتر.. تسارعت أنفاسي وفكرت بانهيار.. لينيا, أنتِ لستِ مراهقة لتحمري خجلا.. سأفضح نفسي أمام سلفادور وسيكتشف بأنني غارقة في حُبه..

 

أخفضت نظراتي بسرعة ثم نظرت أمامي وحاولت السيطرة على رعشة جسدي.. إذ كان جسدي يرتعش بلذة بسبب كلمات سلفادور.. ولكن لم أستطع السيطرة على نفسي, ابتسمت بوسع وبسعادة كبيرة بينما كنتُ أنظر أمامي.. كما شعرت بالراحة والأمان بين ذراعين سلفادور..

 

تحرك الحصان وبدأ يركض بسرعة مُعتدلة.. وفي غمرة هذا السكون الساحر, دخل الحصان إيتان حدود الغابة الجميلة بخطوات ثابتة ومتأنية.. وكأن سلفادور يقودهُ بسحره الخاص..

 

وصل الحصان أمام بحيرة دورا, التي كانت تتلألأ تحت أشعة الشمس الذهبية.. قفز سلفادور عن ظهر الحصان إيتان ببراعة, ومد يده ليساعد لينيا على النزول..

 

وقفت لينيا أمامه, هادئة, وهي تنظر إليه بعيون مليئة بالإعجاب والتقدير والحُب.. بينما سلفادور كان يضع كلتا يديه على خصرها برقة..

 

فجأة, جذب سلفادور لينيا برقة إليه ليلتصق صدرها بصدرهِ الضخم والعضلي..

 

وفي هذا الموقف الرومانسي, اخفض سلفادور ببطء رأسه وقبّلها بلطف على شفتيها, مما أثار شعورًا دافئًا في قلبها..

 

تعمق سلفادور أكثر بقبلته, إذ أدخل لسانهُ داخل فم لينيا وبدأ يتذوقه باستمتاع وهو يتنفس بسرعة.. ثم بدأ يلمس جسدها برفق بكلتا يديه, مُغمض عينيه في عالمهما الخاص, حيث لا شيء سوى الجمال يحيط بهما من كل جانب..

 

بدأ سلفادور بفك أزرار قميصي بسرعة, لم أعترض, لم أقاومه, بل كنتُ مستسلمة لهُ تماما..

 

شهقت بقوة عندما توقف سلفادور عن تقبيلي وبدأ يمتص بشرة عنقي ويُقبلها بشفتيه الساحرتين.. قلبي كان ينبض بسرعة عجيبة.. ارتفعت حرارة جسدي بكامله.. وكل خلية وعصب في جسدي استسلموا أمام قبلات سلفادور..

 

أغمضت عيناي ورفعت رأسي عاليا لأسمح لـ سلفادور بتقبيل عنقي بشكلٍ أعمق.. فتحت فمي وتأوهت برقة ثم همست بصوتٍ مبحوح من الرغبة

 

" سلفادور.. سلفادور... "

 

توقف سلفادور عن تقبيل عنقي.. فتحت عيناي ونظرت إليه لأرى سبب توقفه عن تقبيل عنقي.. رأيتهُ يتأملني بنظرات غريبة لكنها كانت جميلة..

 

تسارعت أنفاس سلفادور, وسمعتهُ يهمس بصوتٍ مبحوح

 

" إلهي.. ساكورا, أريدُكِ بجنون "

 

ارتخى جسدي عندما سمعت سلفادور يهمس بتلك الكلمات.. ضمني حبيبي إلى صدره بقوة, ثم جعلني أتسطح على ظهري على الأعشاب..

 

انتباه مشهد جريء**

 

أغمضت عيناي وارتعش جسدي بلذة عندما أخفض سلفادور حمالة صدري إلى الأسفل ليظهر له صدري بحرية.. رغم أنني كنتُ خجلة لكن كنتُ أرغب بجنون بالشعور بشفتيه على حلمة صدري..

 

تأوهت بقوة عندما أمسك سلفادور ثديي وداعبهُ برقة بأصابعه, ثم شعرت بشفتيه تمتص برقة حلمتي..

 

حركت رأسي وتأوهت باستمتاع, واشتعل جسدي بنار حامية من الرغبة والمشاعر العاصفة..

 

كان شعور رائع شعوري بشفتيه حول حلمة صدري.. وأحببت كثيراً شعوري بلسانه يُداعب حلمتي..

 

في هذه اللحظة أردت أن يمتلكني سلفادور, لم يعُد باستطاعتي التحمُل أكثر ومُقاومته..

 

شهقت بضعف عندما فك سلفادور زر بنطالي والسحاب, ثم شعرت بيده تتسلل داخل سروالي الداخلي.. استقرت أصابعهُ على مهبلي, وهنا شعرت بجسدي يرتعش بجنون من الرغبة وعمق مشاعري العاشقة لـ سلفادور..

 

بدأ سلفادور يُداعبني  بأصابعهُ برقة وهو يلمس مهبلي ويكتشفهُ بأصابعه بلمسات ساحرة, ولم يتوقف عن تقبيل صدري وحلماتي بشكلٍ رائع...

 

انتباه انتهى المشهد الجريء**

 

كنتُ أريده بجنون, أريد الشعور به بداخلي, أريدهُ أن يمتلكني لأكون له رسمياً... ولكن فجأة, سحب سلفادور بسرعة يدهُ من أسفل سروالي الداخلي, ثم توقف عن تقبيل حلمتي.. وبحركة سريعة ضم قميصي بقبضته على صدري ليُغطي عُريه.. رفع رأسهُ ونظر بسرعة إلى الخلف..

 

نظرت بعدم الفهم وبضياع إلى سلفادور عندما رأيتهُ يقف, ثم قال بسرعة

 

" ساكورا, رتبي ملابسكِ بسرعة, يجب أن نعود إلى القصر "

 

لم اكن أرغب بالعودة إلى ذلك القصر.. أردت بأي ثمن أن أبقى هنا معه..

 

هززت رأسي برقة وسألتهُ بصوتٍ مُختنق

 

" لكن لماذا؟ "

 

تنهد سلفادور بقوة ثم اقترب مني ورفع حمالة صدري عاليا, ثم أغلق بسرعة أزرار قميصي وبنطالي ورفع السحاب.. عندما انتهى نظر إليّ بحزن وقال

 

" سمعت حركة, هناك من كان يُراقبنا "

 

توسعت عيناي بذعر بينما كنتُ أنظر إليه.. لكن لدهشتي الكبيرة عانقني سلفادور برقة وهمس في أذني

 

" لا تخافي ساكورا, من كان يراقبنا لا أظن بأنهُ شاهد الكثير.. كما سنُكمل ما بدأناه الآن في المساء.. كوني جاهزة ساكورا "

 

هذا كان سبب هروبي منه في الأمس.. أنا ومع الأسف الشديد لا أستطيع مقاومة سلفادور عندما يُقرر تنفيذ العقاب..

 

وبطاعة تامة سمحت له برفع جسدها وجعلها تجلس على ظهر حصانه إيتان, ثم قفز سلفادور برشاقة وبخفة وجلس خلف لينيا..

 

عادت لينيا برفقة سلفادور على ظهر حصانه, وهما يتجهان إلى القصر الضخم الذي يرتفع في أعلى التل.. وصلوا إلى البوابة الرئيسية للقصر, حيث كانوا الحُراس ينتظرون وصول رئيس عشيرتهم...

 

قفز سلفادور بخفة على الأرض وساعد لينيا أمام جميع الحراس لتنزل برشاقة عن ظهر حصانه إيتان.. ابتسم برقة وغمزها بطريقة ساحرة, ثم همس بصوت لا يستطيع أحد سماعه سوى لينيا

 

" الليلة كوني في انتظاري, ساكورا "

 

لمعت عيون لينيا بالخجل, ثم احمرت وجنتيها بشدة.. قهقه سلفادور بسعادة, ثم وقفت لينيا تُراقبهُ وهو يمتطي صهوة حصانه, وابتعد الحصان إيتان وهو يعدو بسرعة..

 

شعرت بالوحدة تُلامس قلبي, ولكن كنتُ متأكدة بأن هذا اليوم سيكون مُختلف.. ففي المساء سوف يمتلكني سلفادور, ولا شيء سيمنعهُ عن فعل ذلك..

 

فجأة, اقتربت أريا ووقفت أمامي.. نظرت إليّ بحزن وقالت بصوت هادئ

 

" لينيا, هل ترغبين بأن نتمشى قليلاً قرب القصر؟ "

 

أعجبتني الفكرة, إذ أردت الابتعاد قليلا عن هذا القصر.. أجبتُها بابتسامة خفيفة

 

" نعم, أرغب في ذلك.. شكرًا, أريا "

 

انطلقت لينيا برفقة أريا, تتجولان على الطرقات القريبة من القصر.. شعرت لينيا بالسلام والهدوء يتسلل إلى قلبها, وكأنها تجد هنا الملاذ الآمن من عواصف الحياة..

 

لكن فجأة, وقفت لينيا كالتمثال, ونظرت بعينيها المذهولتين إلى حلبة مفتوحة توجد أمامها.. وهناك, خلف مبنى ضخم من الخشب وأمام بوابتهِ الكبيرة المفتوحة, شاهدت لينيا المتادور سلفادور يخرج وهو يضع قبعة على رأسه وكان قد بدل ملابسه بملابس جعلت قلب لينيا يرتعش بإعجاب...


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

تنهدت بطريقة حالمة, وهمست برقة

 

" متى بدل ملابسه؟ "

 

انتفضت بذعر عندما سمعت أريا تقول وهي تقترب لتقف بجانبي

 

" المتادور لديه غرفة خاصة داخل هذا المبنى, يُبدل دائما ملابسهُ عندما يريد أن يتدرب لمصارعة الوحش هاغون "

 

نظرت إلى أريا بعينين مُتسعتين, وهمست بفزع

 

" يتدرب لمصارعة الوحش!.. هاغون!.. "

 

ابتسمت أريا بوسع وقالت بفخر

 

" نعم, المتادور يمتلك مجموعة كبيرة من ثيران المصارعة, يتم تربية ثيران المصارعة خصيصاً لهذا الغرض.. ولكن الثور هاغون هو الأشرس بين جميع الثيران.. إنهُ وحش مُخيف.. لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه وتحديه ومُصارعته سوى المتادور سلفادور "

 

تملكني الخوف على سلفادور عندما سمعت ما تفوهت به أريا.. رأيت أريا تُشير بأصبعها السبابة باتجاه اليسار, ثم قالت

 

" هل ترين هذا المرعى المفتوح أمامكِ والشاسع؟ إنهُ خاص لتربية الثيران.. الثور المقاتل يتم تربيتهُ في المراعي المفتوحة, ويعيش الثور المقاتل من أربعة إلى ستة سنوات في المراعي.. وكما تُلاحظين تم تسييج حدود المرعى لمنع أي أحد من الدخول إليه حتى لا يتعرض للقتل من قبل ثور مُقاتل وغاضب "

 

فجأة, هتفت أريا بحماس قائلة وهي تُشير بيدها نحو حلبة المصارعة أمامنا

 

" أنظري لينيا, الماتادور يُجهز نفسه لمصارعة الوحش هاغون "

 

نظرت أمامي ورأيت بذعر سلفادور يقف في وسط الحلبة.. فجأة سمعت صرخات الرجال, رأيتهم يفتحون بوابة وهربوا مُسرعين وقفزوا خلف السياج..

 

فجأة رأيت الغبار يتطاير في كل مكان عندما خرج ثور ضخم للغاية وغاضب لحد اللعنة..


رواية المتادور - فصل 21 - الوحش

 

شاهدت بذعر ذلك الوحش يركض مُسرعاً باتجاه سلفادور.. كان ثور ضخم يتحدى الأرض بقوته الهائلة وهو يتجه نحو الرجل الذي أعشقهُ بجنون..

 

شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي عندما اقترب الثور بسرعة نحو سلفادور.. ولكن قبل أن أصرخ بفزع رأيت سلفادور يتحدى الثور بكل براعة وشجاعة.. كانت حركاته تنبض بالحيوية والإتقان, كما لو كانت تمثل لحظات فنية في رقصة من الموت والحياة..

 

وعندما هاجم الثور الضخم بعنف شديد, اندفعت قلوب الحاضرين بينما كانوا ينظرون بتوتر إلى حلبة الصراع.. لكن سلفادور, ببراعة لا مثيل لها, تفادى الهجوم بحركة فائقة السرعة, كأنه يرقص على وتيرة موسيقية لا يستطيع أحد سماعها سواه..

 

قفزت بحماس وبدأت بالتصفيق بسعادة بينما كنتُ أُشاهد سلفادور يُصارع الثور.. لقد تحقق حُلمي أخيراً برؤيتهِ يُصارع ثور مُقاتل..

 

شعرت بإحساس لا مثيل له.. المُصارعة كانت أجمل بكثير من رؤيتي لها على شاشة التلفاز..

 

وهكذا, بين الخوف والإعجاب, تجلى جمال هذه اللحظة, وقامت لينيا بأرق التصفيقات, لتشير إلى شجاعة وبراعة حبيبها سلفادور, الذي بقي رمزًا للقوة والإرادة في عينيها حتى في أصعب الظروف..

 

رأيتهُ بطلاً خارقاً.. بطل وسيم وشجاع.. راقبتهُ بنظرات عاشقة بينما كان يتدرب ويُصارع الثور الوحش هاغون مصارعة غير دامية..

 

حُلمي تحقق إلى حقيقة بمشاهدة سلفادور شخصياً يُصارع ثور مُقاتل.. في هذه اللحظات الجميلة غرقت في عالمي الخاص, حيث لا شيء سوى حُبي وعشقي لـ سلفادور وشعوري بالفخر نحوه كان يحيط بي من كل جانب..

 

لم ينظر سلفادور باتجاهي, ظننت بأنهُ لم ينتبه لوجودي ومراقبتي له.. وعندما انتهى التدريب وتم ترك الوحش هاغون المُرهق يعود إلى المرعى, رأيت سلفادور مشغول بالتكلم مع رجاله..

 

سمعت أريا تُكلمني بنبرة سريعة

 

" لينيا, يجب أن أعود إلى القصر.. سوف يصلون أخواتي من المدرسة بعد قليل "

 

نظرت إليها بحنان وقلتُ لها برقة

 

" اذهبي, سوف أتبعكِ بعد قليل لأُساعد الفتيان بواجباتهم المدرسية "

 

أومأت أريا موافقة وغادرت المكان مُسرعة.. تنهدت بعمق وبدأت أمشي مُبتعدة عن الحلبة..

 

وبينما كانت لينيا تمشي, شعرت بحركة خلفها على الطريق, فتحت عيناها بدهشة والتفتت إلى الخلف, لترى بتعجب سيارة رباعية الدفع بزجاج أسود تسير ببطء غريب خلفها.. كانت تلك السيارة تبعث على الشك والتوتر في نفسها, لكنها لم تعطي الأمر الكثير من الاهتمام, إذ ظنت أن أحد حراس المتادور قد تم إرساله لمراقبتها..

 

لكن فجأة, سمعت لينيا صوت مُحرك تلك السيارة بطريقة مخيفة, فأثار هذا الصوت الرعب في قلبها.. نظرت بحيرة وهلع إلى الخلف لترى السيارة تسير بسرعة مخيفة نحوها.. وهنا عرفت لينيا بأن من يقود تلك السيارة ليس لديه أي نية سوى قتلها..

 

صرخت برعب, وبدأت أركض مبتعدة عن تلك السيارة المرعبة, لكن السائق لم يتراجع, بل زاد من سرعته, وكاد أن يدهسني, لكن في لحظة اليأس واليقين بأن الموت يقترب مني, قفزت ببراعة بعيدًا عن تلك السيارة في آخر لحظة, وشعرت بألم حاد في جسدي وساقي اليمنى بينما كنتُ أقف..

 

ورغم ألمي لم أستسلم, بل ركضت باتجاه السياج القريب, وتسلقت السياج بمهارة, وبعد ذلك قفزت من الجانب الآخر وأسرعت هاربة, وأنا أبكي بحرقة وأرتجف من الخوف والقلق..

 

فجأة تجمدت في مكاني برعب لا مثيل له عندما رأيت ثور ضخم للغاية يقف أمامي على بُعد أمتار قليلة..

 

ارتجف جسدي بجنون وتسارعت أنفاسي عندما رأيت الوحش يتأملني بنظرات غاضبة مُرعبة جداً.. فجأة, أطلق الثور خوار مُرعب ورأيته بفزع شل روحي يركض مُسرعا باتجاهي..

 

" اعععععععععععععع.. النجدة.... "

 

صرخت بجنون واستدرت بسرعة وبدأت أركض بكامل قوتي هاربة من الوحش المُرعب..

 

ولكن فجأة, تم دفع جسدي بقوة.. أغمضت عيناي بشدة واستطعت الشعور بذلك الضغط الذي كان يرفعني عاليا.. تساقطت دموعي بغزارة على وجنتاي عندما ارتفع جسدي عاليا وطار بسرعة.. لأشعر بعد ثواني بجسدي يسقط بعنف على التراب...

 

أطلق الوحش خوار مُرعب للغاية بينما كنتُ أتصارع مع ألم جسدي لأتحرك, لكن لم أستطع.. سمعت صوت حوافر الثور تقترب مني.. وهنا عرفت بأنني سأموت الآن أسفل قرون الوحش, هاغون...

 

انتهى الفصل





العودة إلى الفصل 19 ᐸ



العودة إلى الفصل 17 ᐸ




فصول ذات الصلة
رواية المتادور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©