رواية المتادور - فصل 10
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. شكرا يا قلبي علي تعبك

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ الشُكر لكِ على محبتكِ الكبيرة لرواياتي.

      حذف
  2. الروايه في منتها الروعه وأحداثها شيقه

    ردحذف
  3. بارت أكثر من رائع ❤️❤️.
    __ساري حبيبتي القويه أجل خليكي هكذا دائما قويه ولا تبيني خوفك لذلك الغبي دعي يتعذب كثير.....اجل وإذا كانت حامل ماذا سوف تفعل ياترى.
    __مارتا الان سوف تتحول إلى افعى صفراء شريره اكيد وتبدأ المصائب من جانبها.
    __ ماذا حدث مع لينيا 😶.
    تسلم ايدك ❤️❤️.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكِ من القلب حبيبتي
      مساء الغد سأنشر بارت جديد أتمنى أن ينال إعجابكِ.

      حذف
  4. امتي البارت الجديد انا متشوقه

    ردحذف

رواية المتادور - فصل 10

 

رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح



قبلة الروح













ساريتا كاريلو**

 

تأرجحت الغرفة في هدوء مُخيف.. حيث تعتمد الظلال على حائطها وتضفي جوًا من الغموض.. كانت ساريتا تجلس على السرير بوجه يعبسه الحزن تحت أنفاسها الثقيلة.. كانت تحمل هاتفها الخلوي بين يديها والذي كان يظهر على شاشته رسالة من والديها.. وعندما فتحتها.. بدأت الصور في الظهور ببطء..

 

نظرت ساريتا إلى صور والديها وشعرت بالحنين إليهما.. تأملت مدى سعادة والديها بينما كانا يقضيان أوقات مُمتعة في رحلتهما..

 

في هذه اللحظة تذكرت ساريتا الليلة المُرعبة التي قضتها في مدينة ماردة في ذلك الفندق.. شعرت بالألم يتسلل إلى قلبها مرة أخرى وتفتحت جروحًا قديمة بداخله.. تلك الجروح التي لا شفاء لها.. تساقطت الدموع من عينيها بينما كانت تُقبل صور والديها.. شهقت ساريتا بضعف وهمست بعذاب

 

" أحتاج إليكما وبشدة.. ليتكما تعلمان ما حدث لابنتكما الوحيدة.. أنا السبب بما حصل لي في تلك الليلة.. أنا السبب "

 

وضعت الهاتف على المنضدة الصغيرة بجانب السرير ثم مسحت دموعي عن وجنتاي بينما كنتُ أتذكر كل لحظة مررت بها في تلك الليلة مع ميغيل استرادا.. ظننت نفسي لن أراه في حياتي كلها مرة أخرى.. ولكن كنتُ مُخطئة.. إذ وجدت نفسي في سجن ميغيل وفي قصرهِ الخاص داخل عالم أكثر ظلمة مما كنتُ أتخيل..

 

ولكن هذه المرة قررت أن أكون أقوى.. قررت أن أتخذ خطوة نحو الانتقام.. قررت أن أعيش بكبرياء داخل هذا السجن الفاخر الذي خصصهُ لي ملك الأغبياء ميغيل.. رفعت رأسي بعنفوان وقلت لنفسي بتصميم

 

" لن أسمح لـ ميغيل استرادا بأن يكسرني.. لن يجعلني يومًا ما أنهزم أمامهُ.. لن أسمح له برؤية خوفي.. سأظل قوية أمامهُ وسأنتقم منهُ لأنهُ سلبني شرفي في تلك الليلة.. لن يرى الخوف في عينيّ مرة أخرى.. بل لن أسمح للخوف بالسيطرة على قلبي.. وبعدها سأجد طريقة وأنتقم من ذلك العاهر خورخي "

 

أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بسكرتيرتي ماريمار.. وعندما تلقت مُكالمتي طلبت منها ارسال جميع التقارير اليومية مثل المُعتاد على هاتفي.. وأنني سأشرف بنفسي على مُتابعة العمل في شركتي على هاتفي وحاسوبي المحمول..

 

عندما أنهيت المُكالمة نظرت في أرجاء الغرفة.. وفجأة.. ابتسمت بشكل فجائي عندما استقرت نظراتي على منضدة كبيرة في الزاوية.. وقررت أن أجعلها جزءًا من خطتي..

 

وقفت وركضت باتجاه تلك الزاوية.. بدأت بسحب ودفع المنضدة الثقيلة عبر الأرض نحو الباب.. كنتُ أعلم بأنني لن أكون قادرة على رفعها بشكل كامل.. ولكن قررت أن أستخدمها كحاجز لمنع ميغيل وخدمه من الدخول إلى هذه الغرفة.. بينما كنتُ أسحبُها وأدفعُها بعنف ابتسمت بتحدي وهتفت بصوت عالي

 

" ملك الغباء ميغيل.. لنرى كيف ستكون ردة فعلك عندما تُقرر الدخول إلى غرفتي.. سأجعلك تفقد عقلك عن قريب أيها السافل.. سترى الجحيم بسببي أيها الغبي "

 

في هذه اللحظة.. قررت بأنني لن أكون ضحية لظروفي.. بل سأكون بطلة حقيقية في رحلة انتقامي واستعادتي لكرامتي وعزة نفسي..

 

بينما كنتُ أدفع المنضدة بصعوبة إلى الأمام.. شعرت بكل ضغط في كل عضلة في جسدي.. وعندما أخيراً نجحت في وضع عقبة كبيرة أمام باب الغرفة وأنجزت مهمتي بنجاح وقفت بشموخ أنظر أمامي وابتسمت ابتسامة شريرة وهمست بنبرة خبيثة

 

" لنرى ماذا ستفعل الآن يا ميغيل.. قد أكون أنا السجينة.. ولكنني أيضًا صاحبة السلطة في هذا العالم الصغير "

 

ثم جلست بهدوء على الأريكة أستعد لمواجهة ميغيل بشجاعة وقوة.. مع طابع الثأر يسكن في عينيّ..

 

ولكن بسبب حماسي الشديد لم أتذكر الشرفة.. إذ فجأة وجدت نفسي وجهاً لوجه مع ميغيل.. وعاد الخوف يسكن قلبي بينما كان يقترب مني..

 

حاولت أن أكون قوية أمامهُ ولكن عالمي انهار أمامي عندما دفعني ميغيل لأقع على السرير وحاصرني  بجسدهِ الضخم..

 

شعرت بنار الجحيم تسكن كل خلية في جسدي.. والخوف والذعر وذكريات تلك الليلة سيطروا على عقلي.. كلماتهِ كانت كسيفٍ حاد يخترق قلبي ويقسمهُ إلى نصفين.. لم يعتذر مني على ما فعلهُ بي في تلك الليلة.. بل قال بأن ما فعلهُ في تلك الليلة كانت الغلطة الوحيدة التي ارتكبها في حياته..

 

كرهتهُ أكثر بسبب اعترافه.. سرق مني عذريتي وشرفي دون أن يرمش له جفن.. والآن بكل وقاحة يقول بأنهُ أخطأ.. لم يعتذر مني.. لم يحاول تبرير ما فعلهُ بي.. والأهم بأنهُ غبي جداً إذ لم ينتبه بأنني في تلك الليلة ظللت جامدة معه.. لم ينتبه بأنني كنتُ تحت تأثير المُخدر بينما كان يغتصبني مرة تلو الأخرى والأخرى...

 

بعد خروج ميغيل من الغرفة حضنت نفسي وبكيت بتعاسة.. بكيت بحزن.. بكيت بدمار.. بكيت بحرقة روح..

 

كان صعباً عليّ البقاء تحت سقفٍ واحد مع الرجل الذي دمرني.. كان يمكنني الذهاب من هنا.. ولكن لم أرغب بإقلاق والدي.. رينو رئيس الحرس في قصر والدي سوف يتصل بـ والداي ويُخبرهما بأنني عُدت إلى القصر.. كما لا أستطيع الذهاب إلى أي فندق.. فقد أصبح لدي رهاب وخوف فظيع من الفنادق.. كما ليس لدي صديقات..

 

كنتُ وحيدة الآن.. لا يوجد أحد يمكنهُ مُساعدتي.. بكيت لوقتٍ طويل.. طويل جداً.. وفي النهاية بسبب اجهادي وتعبي النفسي غرقت بالنوم..

 

كنتُ أجلس على الكُرسي في الحديقة وأنا أتناول الكرواسون اللذيذة بالشكولاتة.. كنتُ ابتسم بانتصار لأنني جعلت ذلك السافل ميغيل يغضب..

 

قهقهت بمرح وتابعت تناول وجبة فطورهِ اللذيذة بهدوء.. عندما استيقظت اليوم قررت أن لا أتنازل وأنتقم.. سأجعل ميغيل يندم أشد الندم قريباً..

 

مسحت فمي بالمنديل ثم وقفت وبدأت أمشي في حديقة القصر.. كنتُ أتأمل باستمتاع جمال الحديقة والطريقة التي تم تصميمها.. فجأة سمعت رنة هاتفي الخلوي.. سحبتهُ من جيب فستاني ونظرت بتعجُب إلى ذلك الرقم الغريب الذي ظهر على الشاشة..

 

قررت معرفة من يمتلك هذا الرقم المميز.. لذلك تلقيت المُكالمة وتجمدت نظراتي بصدمة كبيرة عندما سمعت ذلك الغبي ميغيل يتكلم ويُعرفني عن نفسه..

 

كيف واللعنة عرف رقمي الشخصي؟!.. ولكن مهلا لحظة!.. هو يريد مُصممة الديكور روزا.. كتمت ضحكتي بصعوبة وحاولت جاهدة التكلم معهُ باحترافية.. وعندما انهيت المُكالمة ركضت وصعدت إلى غرفتي بينما كنتُ أضحك بسعادة.. ميغيل استرادا لا يعلم ما ينتظرهُ في الغد.. سوف يتلقى صدمة عمره ذلك الغبي..

 

في اليوم التالي**

 

في غرفة النوم الهادئة.. يرتسم الهدوء حول ساريتا وهي تستمتع بلحظات السكون النادرة في قصر ميغيل بينما كانت تجلس على الأريكة.. الشمس تتسلل من خلال الستائر الثقيلة.. تنسج أشعتها الدافئة على وجه ساريتا الجميل.. لكن هذا السكون لم يستمر طويلاً..

 

فجأة.. انفتح الباب بشكل مفاجئ.. وظهر ميغيل وهو يدخل إلى الغرفة بخطى ثقيلة.. وقف أمامي وبدأ يتأملني بنظرات مُتسلطة..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

نظرت إليه بغضب لأنهُ تجرأ ودخل إلى غرفتي دون أن يطرق الباب.. مُغفل عن صحيح.. كتفت يداي على صدري ونظرت إليهِ ببرود عندما قال بصوت مليء بالتحدي.. بل بأمر

 

" ساريتا.. اليوم لدي ضيوف.. ولا أرغب في أن تظهري أمامهم.. لا أريدُكِ أن تخرجي من هذه الغرفة حتى أسمح لكِ بذلك "

 

توسعت عيناي ونظرت إليه ببراءة وسألتهُ بتعجب

 

" لديك ضيوف!.. يا ترى من هم ضيوفك؟ "

 

تأملني ميغيل بنظرات غاضبة وقال بنبرة مُتجبرة

 

" لا دخل لكِ.. ليس من حقكِ معرفة من أستضيف في قصري أيتُها الوقحة.. وأنتِ غير مسموح لكِ من الخروج من هذه الغرفة اليوم.. هل فهمتِ؟.. لا أريد أن أراكِ أمام ضيوفي "

 

وقفت واقتربت نحوه.. وقفت أمامهُ ونظرت إليه بكبرياء وقلتُ لهُ ببرود

 

" من دون شك.. لا أريد أن أكون عائقًا أمام عظمتك "

 

رفع ميغيل حاجبيه بدهشة ثم قال بغضب

 

" أنتِ تتجاوزين حدودكِ معي.. أنتِ لا تعلمين من تتحدثين إليه؟.. إياك أن تقومي باستفزازي مرة أخرى ساريتا.. وإلا... "

 

ابتسمت بسخرية وقاطعتهُ قائلة بهدوء

 

" بالطبع أنا أعرف مع من أتكلم.. أنا أتحدث مع رجل يحاول أن يسجنني في قصره.. والذي لا يفهم معنى الخصوصية.. ويدخل إلى غرفة ضيفته دون أن يطرق الباب.. والأهم يقوم بتهديدي بكل وقاحة "

 

فقد ميغيل هدوءه إذ صرخ بوجهي بغضب أعمى وهو يرفع أصبعهُ السبابة أمام وجهي ويلوح به بتهديد

 

" أنا سيد هذا القصر وأنا من يُحدد ويضع القوانين هنا.. لا تتجرئين على الخروج من هذه الغرفة اليوم وإلا عاقبتكِ "

 

لأستفزهُ أكثر ضحكت بصوت عالٍ بينما كنتُ أقول

 

" حسنًا.. أولا أنا لستُ طفلة لتُعاقبني.. ثم يبدو أنك غاضب جدًا.. لكنني لا زلتُ أرغب في معرفة من هؤلاء الضيوف الذين يستحقون هذا العناء.. هل هي امرأة؟ "

 

نظرت باستمتاع بينما كان ميغيل ينفجر في غضب وهو يقول بصوت مُرتفع

 

" أنتِ عديمة التربية.. اللعنة كم أنتِ وقحة.. تستحقين العقوبة إذا خالفتِ أوامري.. وصدقيني سوف أُعاقبكِ فعلاً إن خالفتِ أوامري يا وقحة "

 

رحل ميغيل بغضب من الغرفة وصفع الباب خلفهُ بعنف.. ولكن كنتُ أقف في مكاني وأنا أضحك بمرح وبتسلية..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

عندما توقفت عن الضحك نظرت أمامي وهمست بفخر

 

" حسنًا.. حان الوقت لأخرج وأُظهر لك من أنا حقًا.. تحضر يا ملك الغباء ميغيل استرادا.. سوف تتلقى اليوم صدمة العُمر "

 

ابتسمت بمرح وبدأت في التجهيز للمقابلة.. استحممت وارتديت ملابسي الأنيقة.. سرحت شعري ووضعت أحمر الشفاه.. حدقت في نفسي في المرآة بابتسامة مكشوفة وعيون تشع بالتحدي.. استدرت ونظرت إلى الساعة المُعلقة على الحائط.. ابتسمت بكبرياء وهمست بتحدي

 

" لنرى كيف ستكون ردة فعلك يا ملك الغباء عندما تكتشف أن الزائرة هي نفسها ضيفتك الغير مرغوب بها والتي أتت من عالم التصميم والأناقة "

 

وهكذا.. خرجت من غرفتي ونزلت إلى الطابق الأرضي.. سألت إحدى الخادمات أين يقع مكتب ميغيل.. وعندما أخبرتني صعدت بهدوء إلى الطابق الثاني وفتحت الباب ودخلت إلى الغرفة.. هذه اللحظة كانت مثالية لأفاجئ ميغيل بحقيقة هويتي كمصممة الديكور الشهيرة روزا لا سيردا..

 

 

ميغيل استرادا**

 

ظهرت الدهشة على وجه ميغيل بينما كان ينظر إلى ساريتا بصدمة كبيرة.. بدت اللحظة وكأنها تجمدت.. كأن الزمن قد توقف على الفور..

 

وقفت في مكاني بجمود بينما ساريتا كانت تجلس على الكُرسي أمام مكتبي بثقة..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

وبينما كنتُ تحت تأثير الصدمة سمعتُها تقول بكبرياء وبغرور

 

" نعم.. أنا روزا لا سيردا.. مصممة الديكور الأشهر في إسبانيا.. وأنتً اتصلتَ بي وطلبتَ مُقابلتي شخصياً.. في الحقيقة لم أستطع الرفض.. ولأرد لك حُسن ضيافتك لي في قصرك قررت إعطائك موعداً ومُقابلتك "

 

لم يكن لدي ما أقوله بينما كنتُ أحاول تصديق ما سمعتهُ منها.. تأرجحت الغرفة حولي كما لو أنني في كابوس.. ثم.. فجأة.. قفزت باتجاه ساريتا وأمسكت ذراعها بقوة رافعًا إياها عن الكرسي بقسوة..

 

نظرت إليها بحقد وهتفت بغضب أعمى بينما كان وجهي قد تورم من الغضب

 

" ما هذا لهراء؟!.. كيف تجرئين على الدخول إلى هنا وتدَّعي بأنكِ روزا لا سيردا؟ "

 

نظرت ساريتا إليّ بعنفوان وقالت بكبرياء

 

" أنا لا أخدُعك.. أنا هي المُصممة روزا لا سيردا.. وإن كنتَ ترغب بأن أقوم بإعادة تصميم بعض الغُرف في قصرك كُن رجلا مُحترماً وحرر ذراعي واجلس بهدوء لنتكلم ونتفق على العمل "

 

حاولت ساريتا تهدئته.. ولكن غضبه كان لا يعرف حدودًا.. بدأ ميغيل يهزها بقسوة وهو يهتف بكلمات مُهينة جداً.. وكانت كل كلمة خرجت من فمه كالسهام الحادة تخترق قلبها

 

" "أنتِ عاهرة.. أتظنين أنكِ ستخدعينني بهذا الشكل؟.. روزا لا سيردا لن تتنازل عن عذريتها بهذه الطريقة الرخيصة.. لن تبيع جسدها لتلهو وتستمتع مع رجل غريب لا تعرفه فقط لتُرضي نفسها وعُهرها.. أنتِ لستِ سوى امرأة رخيصة لا قيمة لها "

 

توقفت عن هزها ونظرت إلى عينيها بغضبٍ مُتفجر.. تأملتني ساريتا بكبرياء وهتفت من بين أسنانها بغضب

 

" أنا لستُ عاهرة أيها الأحمق.. بل أنتَ هو الرخيص.. تذهب إلى رجال المافيا وتشتري الفتيات البريئات لتُمارس معهم الجنس وتجعلهم يفقدون عذريتهم معك.. أنتَ رجل حقير ومريض وسافل.. أكرهُك بجنون ميغيل استرادا.. ولو قدمتَ لي جميع أملاكك لن أعمل لديك أبداً أيها الحقير "

 

غضبي كان يزيد ويتفجر بداخلي.. حررت ذراعيها من قبضتي وبينما كنتُ على وشك صفعها.. تجمدت يدي عاليا في هذه اللحظة إذ انفجرت ضحكة ساريتا بصوت عالٍ.. ثم هتفت بقهر وبغضب

 

" هل حقًا تعتقد بأنك تعرفني جيدًا؟.. من أنتَ لتقول عني بأنني عاهرة ورخيصة؟.. أنا تلك الفتاة التي حاولت حجب نفسها عن العالم والعمل بعرق جبينها بعيداً عن نفوذ واسم والدها.. الغلطة الوحيدة التي ارتكبتُها في حياتي كانت الحُب.. بسببه تعرفت عليك أيها الحقير.. ولكني اليوم قررت أن أُظهر للجميع ولك من أنا حقًا "

 

ووسط صدمتي الكبيرة رأيتُها تمشي بكبرياء أمامي واتجهت نحو الباب.. فتحته بهدوء ولكن قبل أن تُغادر مكتبي التفت ساريتا إلى الخلف وتأملني بنظرات قاتلة وقالت بحقد

 

" أنتَ لستَ سوى رجل ضعيف وجبان.. مسكينة مارتا لأنها أحبت رجلا مثلك "

 

وغادرت مكتبي بهدوء بينما أنا كنتُ أرتجف من الغضب.. صرخت بغضب أعمى ثم خرجت إلى الشرفة أحاول استنشاق الهواء بهدوء والسيطرة على غضبي..

 

تشوش عقلي بسبب اكتشافي لحقيقة عمل ساريتا ومن تكون.. وتشوش عقلي أكثر بسبب كلماتها.. حاولت التفكير بأسبابها ومعرفة لماذا قامت ببيع جسدها وعذريتها في تلك الليلة ولكن لم أجد الإجابات المناسبة..

 

نظرت أمامي وصرخت بغضب وبغيظٍ شديد..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

لم يعُد باستطاعتي التفكير أكثر.. ولن أتنازل أبداً وأذهب وأسأل ساريتا عن أسبابها ولماذا قامت ببيع عذريتها.. لذلك قررت مُغادرة قصري والذهاب إلى شركتي لأعمل..

 

في الساعة الثامنة مساءً.. وبينما كنتُ ما زلتُ أعمل بهدوء سمعت رنين هاتفي.. نظرت إليه ورأيت بأن المُتصل ليس سوى صديقي سلفادور..

 

تلقيت المُكالمة وفورا سمعت صديقي يُكلمني بهدوء قائلا

 

( ميغيل.. كيف حالك؟.. )

 

أجبتهُ بهدوء بأنني بخير وأخبرتهُ بأنني ما زلت في الشركة أعمل.. ولكن تجمد جسدي بالكامل عندما سمعت متادور يقول

 

( اتصلت بك الآن لأقول لك شيئاً مهما.. كنتُ أُفكر بك وبابنة ليون كاريلو.. أريد أن أسألك.. في تلك الليلة هل اتخذتَ إجراءات الوقائية عندما مارستَ الجنس مع ساريتا؟.. أقصد.. هل وضعتَ الواقي الذكري في تلك الليلة قبل أن تُمارس معها الجنس؟ )

 

توسعت عيناي ونظرت أمامي بذعرٍ شديد بينما كنتُ أتذكر تلك الليلة والتي لا أستطيع نسيانها أبداً مهما حاولت.. ارتجفت يدي وهمست بصوتٍ مبحوح

 

" لا سلفادور.. لم أضع الواقي الذكري في تلك الليلة "

 

شحب وجهي بعنف عندما سمعت سلفادور يقول بنبرة حزينة

 

( إلهي.. ميغيل.. هل تعلم أن ساريتا قد تكون حامل؟.. لم تُفكر بأنها قد تكون حامل منك!.. ربما بسبب ذلك قد تكون أتت إلى قصرك! )

 

وقفت بسرعة عن الكُرسي ونظرت أمامي بخوفٍ كبير.. بلعت ريقي بقوة وهمست بصدمة كبيرة

 

" لا.. لا يمكن!.. لا يمكن أن تكون حامل.. مُستحيل.. لا.. لا.. لا يُمكن ذلك "

 

وبتعاسة سمعت سلفادور يقول بنبرة جادة

 

( أظن من الأفضل لك أن تذهب بسرعة وتتكلم مع ساريتا وتعرف منها إن كانت حامل بطفلك.. كما يجب أن تعرف منها الحقيقة.. حقيقة السبب خلف بيعها لجسدها لك في تلك الليلة.. وإياك أن تتصرف بتهور ميغيل.. إن كانت حامل بطفلك عليك أن تتحمل مسؤولية أفعالك.. فهمتني؟ )

 

انسحب الهواء في الغرفة وشعرت بأنني أختنق.. حاولت التنفس وهمست بصوتٍ مُختنق

 

" لا.. لا يُمكن!.. هي ليست حامل.. إلهي ساعدني.. سلفادور.. سأتصل بك لاحقا "

 

انهيت المُكالمة وركضت خارجاً من مكتبي بينما كنتُ أهمس بفزع

 

" ما هذه الكارثة!.. لا!.. أرجوك إلهي.. لا تسمح بحدوث ذلك.. ساريتا ليست حامل بطفلي.. هي ليست حامل بطفلي.. مستحيل أن تكون حامل بطفلي.. "

 

فتح الحارس الباب الخارجي أمامي وركضت باتجاه سيارتي.. جلست على الكُرسي خلف المقود وقدت سيارتي بسرعة جنونية باتجاه قصري.. من هول تلك الأخبار التي وصلت إليّ من المتادور..

 

كانت الليلة مُظلمة.. والطريق إلى قصر ميغيل مليئة بالظلال المُرعبة.. كان يقود سيارته بسرعة جنونية.. كأنه يحاول الهروب من شيء ما.. الرياح تعصف بالأشجار على جانبي الطريق وكأنها تُعبّر عن هول اللحظة.. تراقصت أوراق الأشجار في الهواء وكأنها تحاول اللحاق بالسيارة السريعة..

 

كانت الهمسات الليلية تتسلل إلى أذنيه.. تلك الهمسات التي كانت ترافقه في طريقه إلى قصره.. قلبه ينبض بشدة.. وفكره يتقلب كالعاصفة.. عندما اتصل به المتادور قبل قليل وفجر تلك القنبلة أمامهُ جعلهُ يغرق في بحر من التوتر والخوف.. وكانت كلمات المتادور تتردد في ذهن ميغيل كالأصداء المُفزعة..

 

( هل تعلم أن ساريتا قد تكون حامل؟.. ) هكذا كانت الكلمات التي هزت عالمه حيث ترددت كثيرًا قبل أن تتسلل إلى أذنيه بوحشية..

 

وصل ميغيل إلى قصره بسرعة مدهشة.. لكن الذعر لم يتركه حتى بعد توقف السيارة.. ترجل من السيارة وأغلق الباب بقوة ودخل إلى القصر بخطوات مُتسارعة بينما وجهه يعكس القلق الشديد والحيرة والتوتر...

 

استقبلتهُ رئيسة الخدم في قصره بابتسامة واسعة.. ولكن عينيه لم تنظران إليها بل كان ينظر في الأرجاء بتوترٍ شديد.. فجأة تجمدت نظرات ميغيل نحو غرفة الجلوس.. ودون تردد ركض ميغيل مُسرعاً وتوجه نحو غرفة الجلوس حيث كانت تجلس ساريتا على الأريكة وهي تحتسي كوب من عصير التفاح..

 

وقف ميغيل أمام ساريتا ونظر إليها بذهول بينما كانت تركض أفكاره بسرعة كبيرة وهو يتخيل سيناريوهات مختلفة..

 

تأملتني ساريتا بنظرات باردة وقالت باستفزاز واضح

 

" أنتَ هنا أخيراً.. لا تظن بأنني كنتُ أنتظرُك.. بل العكس تماماً.. لا رغبة لي برؤية وجهك القبيح أمامي.. لذلك أعذرني.. أُفضل الصعود إلى غرفتي وعدم رؤية وجهك اللعين أمامي "

 

لم أهتم بما قالته.. بل أمسكت ذراعها بقوة وجذبتُها بعنف لتقف وانطلقت بها نحو الطابق الثاني حيث كان يقع مكتبي الخاص..

 

هتفت ساريتا بدهشة ورعب بينما كانت تُحاول تحرير ذراعها من قبضتي

 

" ماذا حدث؟.. دعني.. أنتَ تؤلمني.. لماذا أنتَ غاضب؟.. كل ما قلتهُ لك بأنني لا أرغب برؤية وجهك القبيح أمامي.. دعني.. دعني أيها الهمجي "

 

لكن لم أجب عليها بل دفعتُها داخل غرفة مكتبي بقوة ثم أغلقت الباب بعنف ووقف أمامها بعيون مُظلمة مليئة بالغضب..

 

تأملتني ساريتا بنظرات غاضبة وقالت بحدة

 

" أترك ذراعي.. سوف تُصيبها الرضوض بسبب همجيتك "

 

حررت ذراعها من قبضتي وهمست بصوتٍ حاد

 

" هل أنتِ حامل؟! "

 

تجمدت نظرات ساريتا على وجهي ونظرت إليّ بصدمة كبيرة.. كلماتي ارتطمت بالجدران كالصاعقة أمامها.. ولكنها لزمت الصمت..

 

اقتربت منها خطوة وهمست بفحيح من بين أسناني

 

" أخبريني الآن.. هل أنتِ حامل؟! "

 

صدمت ساريتا.. ولكنها رفعت رأسها بكبرياء وقالت بغضب

 

" وإذا كنت؟.. هل سيتغير شيء؟ "

 

فقدت أعصابي تماماً في هذه اللحظة.. أمسكتُها بكتفيها وهززتُها بعنف وهتفت بغضب جنوني

 

" تكلمي واللعنة.. هل أنتِ حامل؟! "

 

توقفت عن هزها ونظرت إليها بغضب.. تأملتني ساريتا بكبرياء.. ثم رأيتُها تفتح فمها وقالت

 

" أنـــ... "

 

ولكن فجأة انفتح الباب ونظرنا معاً باتجاهه بصدمة كبيرة عندما دخلت حبيبتي مارتا إلى الغرفة وهي تهتف بغضب أعمى

 

" هي حامل؟!.. هي حامل منك؟.. تكلم ميغيل؟.. من تكون هذه المرأة؟.. هل هي عشيقتك؟ "

 

دفعت ساريتا بعيداً عني ونظرت بصدمة كبيرة إلى مارتا.. شعرت بالتوتر والخوف.. لقد انتهيت.. لقد خسرت مارتا..

 

وقفت أمامها ونظرت إليها بارتباك ولم أستطع التكلم..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح


وقفت مارتا أمامي ودفعتني بكلتا يديها على صدري وهتفت بغضب جنوني

 

" هل هي حامل منك؟.. جلبتَ عشيقتك إلى قصرك وأوهمتني بأنها صديقة طفولتك.. كنتَ تخدعني؟.. تكلم واللعنة.. هي حامل منك؟.. كنتَ تخونني معها طيلة هذا الوقت! "

 

تحولت الغرفة إلى همس مُخيف من صرخات مارتا واتهاماتها لي.. وعرفت بأنني خسرت مارتا إلى الأبد..

 

 

المتادور سلفادور**

 

 

لدى وصولي إلى قصري الجوهرة قررت أن أصعد لأطمئن على لينيا وأتكلم معها وأُخبرها بأنني أرغب بمساعدتها وتهريبها من قريتي..

 

كانت غرفة لينيا تتسم بالهدوء الذي يُشعر الإنسان بالعزلة رغم وجود المتادور.. الذي دخل إلى الغرفة بحذر.. تاركًا وراءه أثر أناقته ورائحة الجلد والعود في أرجاء الغرفة.. رأت لينيا بصدرها الضاغط كيف امتلأت الغرفة بحضوره السيد الذي يتحكم في حياة الجميع حوله..

 

نظرت إلى الخادمة أريا وطلبت منها بأن تنصرف.. ثم نظرت إلى لينيا بنظرات حنونة وسألتُها عن صحتها.. ولكن لم أتوقع بتاتاً أن تكون ردة فعلها بهذا الشكل..

 

كَانت الغرفة حولي أشبه بالجحيم بينما كنتُ أنظر إلى لينيا بحزن غامر.. كان قلبي يعتصرهُ الألم.. وعيناي تكشفان عن مكايدة الحياة التي لم تكن بالأمر السهل.. لينيا.. الامرأة التي أحبها شقيقي الصغير كانت تقف أمامي وهي تهتف بالشتائم والإهانات.. ووجهها يعكس الغضب والرفض والحقد..

 

رفعت لينيا رأسها بتلك النظرة المتجمدة.. تلك النظرة التي تكشف عن الآثار الواضحة للألم والمرارة.. في تلك اللحظة.. كانت تلك النظرة أكثر من كفيلة بقتل أي شعورٍ آخر يتسلل إلى قلبي.. خاصةً عندما اعترفت لينيا أمامي بأنها كانت عشيقة بينيتو واستمتعت بممارسة الجنس معه في الجامعة وفي منزلها وفي كل مكان..

 

كسى الغرفة جوًا من الحزن والكآبة.. كأنها كونت أطلالًا لذكريات تفصل بين الماضي والحاضر.. ولم أكن أدرك أن كلمات لينيا كانت قوية بما فيه الكفاية لتهز جدران العزلة التي بنيتُها حول قلبي منذ زمن..

 

حاولت جعلها تهدأ وتستمِع إليّ.. لكنها عنيدة جداً.. رفضت لينيا سماعي.. لم تسمح لي بشرح موقفي أمامها.. كنتُ أعلم بأنها مجروحة.. وحاولت أن أتفهم سبب غضبها..

 

ولكن فجأة ابتعدت لينيا عني ورأيت بذهولٍ شديد الروب الأبيض ينفتح بهدوء وظهر جسدها العاري أمامي.. لم أستطع في هذه الثواني ابعاد نظراتي عن جمال جسدها.. نبض قلبي بعنف وشعرت بحرارة في جميع عروقي..

 

وقفت في مكاني جامداً أنظر إلى جمال جسدها.. واشتعلت الرغبة بداخلي رغماً عني.. وقد اندلعت في داخلي مشاعر متضاربة.. لم أكن أعرف كيف أتصرف أو أتحكم برغبتي في هذه اللحظة.. وكأن الزمن قد توقف عن الجريان أمامي..

 

ولكنها امرأة شقيقي.. لا يجب أن أشعر بهذه الرغبة نحوها.. أغمضت عيناي وأدرت رأسي إلى جهة اليسار وطلبت منها تعديل رداء نومها..

 

ثم بعد لحظات.. نظرت إليها واعتذرت منها.. ولكن بينما كنتُ أعتذر فجأة تلقيت منها صفعة قوية على وجنتي.. صفعة لم أكن أتوقعها من لينيا..

 

الغضب طغى على وجه المتادور.. واشتعلت عيونه بنيران الغيظ والغضب.. كانت لينيا قد فجأته بفعلتها الجارحة.. صفعة تركت آثارها وراءها على وجنته.. وكانت لينيا بفعلتها هذه قد أيقظت وحشاً غاضباً في داخله..

 

في هذه اللحظة.. خرج غضبي بسرعة كالزئبق من قلبي.. لم أعد قادرًا على السيطرة على غضبي.. واندلع في عينيّ لهيب الانتقام.. كنتُ مستاء وبقوة.. وفكرت بداخلي بينما كنتُ أنظر بغضب إلى لينيا.. ستدفعين غالياً ثمن اهانتكِ لي اليوم..

 

دفعت بعنف لينيا إلى الوراء وجعلتُها تتسطح على السرير وحاصرت جسدها بجسدي الضخم.. كان وجهي يُعبر عن رغبة شديدة في الانتقام.. امتلأت الغرفة بالتوتر.. وكأن الهواء نفسه أصبح ينقل رغبتي في الانتقام..

 

بدأت بتركيب خيوط الانتقام في ذهني.. بينما كنتُ أهمس في أذنها بكلمات جارحة ومُهينة.. لم أُفكر بلحظة في تدابير الرحمة أو الشفقة.. الغيظ الذي شعرت به أدمى قلبي وحولني إلى وحش غاضب لا يعرف الرحمة..

 

في هذا اللحظة المشحونة بالتوتر قررت أن أكون أنا من يكتب نهاية هذه الصفحة الملطخة بالغضب والانتقام.. أخفضت رأسي واستنشقت عنقها بهدوء.. كنتُ أريد إخافتها ولكن عندما بدأت بتقبيل بشرة عنقها وكتفها شعرت برغبة مؤلمة تجتاح جسدي..

 

أردتُها..

 

أردت امرأة شقيقي.. أردت امتلاكها الآن وإخضاعها لرغباتي بقوة.. ولكن فجأة ظهرت صورة بينيتو في مُخيلتي.. وهنا توقفت جامداً أنظر إلى شفتيها المُرتعشتين بصدمة كبيرة..

 

كانت مُستسلمة تماما أسفلي.. كان يُمكنني امتلاكها بسهولة تامة دون أي مقاومة منها.. شعرت بالقرف منها ومن نفسي.. واشتعل غضبي أكثر بسبب استسلامها لي.. مؤسف فعلا بأن شقيقي الراحل أحب امرأة عاهرة..

 

ابتعدت عن لينيا بسرعة وغادرت الغرفة بعد أن قلتُ لها كلمات مُهينة.. ولكنها طبعا تريد استفزازي إذ رفضت تناول الطعام الذي أرسلته لها أريا.. وصعدت وأطعمتُها بنفسي رغما عنها.. وغادرت غرفتها وأنا أشتعل من الغضب..

 

دخل المتادور إلى غرفة مكتبه وهو كالبركان المشتعل.. وجهه يعكس الغضب الهائل الذي يتجلى في عينيه اللتين اشتعلتا بلهيب الانتقام.. غمره الغضب أكثر بمجرد أن أغلق الباب وراءه.. وكأن الهواء في الغرفة انتفض معه ليكون شاهدًا على هذه اللحظة الحاسمة..

 

رمى المتادور الملفات عن مكتبه بغضب.. كأنه يحاول تفريغ الغضب الذي ينبعث من داخله.. تطاير الورق في الهواء.. والملفات تناثرت في كل اتجاه تُرافق همسات الغضب التي تتلاطم كالأمواج في رأسه..

 

في هذه اللحظة.. شعرت بالفقدان والحزن.. غمرتني ذكريات الأيام الجميلة مع شقيقي بينيتو.. الذي رحل وترك وراءه فراغًا كبيرًا.. لكن حقيقة أن لينيا كانت عشيقة له كانت صدمة تتداول في أعماقي..

 

رفعت يدي ومسحت وجهي بعنف.. نظرت أمامي بارتباك وهمست بضياع

 

" لماذا أشعر بالغضب؟!.. فالديس سبق وأخبرني بأن لينيا كانت عشيقة بينيتو.. والآن هي اعترفت بوقاحة أمامي بأنها كانت عشيقة أخي.. لماذا تحول اعترافها لي إلى طوفان من الغضب والحزن؟.. لينيا فعلا قد ألقت بظلالها السوداء على حياتي "

 

ألقيت نظرة حادة إلى المرآة الكبيرة أمامي.. رأيت وجهي وكأنه يستفزني ليظهر مظهري المُتحول بسبب الغضب.. تأملت انعكاس وجهي في المرآة.. رأيت الرجل الذي كان يتحكم في كل شيء حوله بعدالة.. ولكن ها هو اليوم مُسخّرٌ بوجه انتقامه الذي لم يكن يشعر به من قبل..

 

تجمدت للحظة وكأنني أستعيد توازني.. وقفت وسط الفوضى التي خلقتُها.. وحاولت تنظيم أفكاري وتهدئة نفسي.. كانت هذه اللحظة هي لحظة القرار..

 

تنهدت بقوة وهمست بحزن

 

" سامحيني سنيوريتا.. سيتم تنفيذ الانتقام "

 

استدرت وانطلقت متجهاً نحو الباب.. وخرجت من مكتبي بعدما أغلقت الباب خلفي بقوة.. وكنتُ قد اتخذت بدقة قراراتي.. لن أسمح لأحد بالتدخل.. بل سأكون المتحكم في رحلتي نحو هذا الانتقام..

 

 

لينيا هارفين**

 

في اليوم التالي**

 

كنتُ جالسة على الأريكة أنظر أمامي بحزن بينما أريا كانت تقف أمامي وهي تُثرثر بعفوية

 

" لقد وضعت ملابسكِ الجميلة في الخزانة.. وجهزت لكِ الحمام لتستحمي.. إن أردتِ أي شيء سأجلبهُ لكِ على الفور "

 

عندما لم أُجيبها تابعت أريا قائلة بثرثرة

 

" هل تعلمين سنيوريتا.. لم أرى السنيور دي غارسيا غاضباً إلى تلك الدرجة طيلة فترة عملي هنا في قصره.. لقد اجتمع في الأمس مع جميع الخدم والحُراس وحتى مع أم العشيرة السنيورة رامونا وكذلك مع السنيور خوان وشقيقته.. وقد طلب المتادور من الجميع بعدم الاقتراب منكِ.. وأنهُ سمح لكِ بالتجول في قصره وخارجه.. ولكن طبعا طلب المتادور من الحارس خواكيم بأن يُرافقكِ إلى كل مكان بعد عودته من الجامعة "

 

نظرت إليها بحزن وهمست بسخرية

 

" هذا رائع.. يا لكرم أخلاقهِ النبيلة "

 

تأملتني أريا بحزن وقالت

 

" سنيوريتا.. لا تحزني.. سنيور سلفادور رجل رائع.. فهو فعلا نبيل ورجل شهم وطيب النفس.. و... "

 

قاطعتُها قائلة بقهر

 

" الرجل النبيل لا يُجبر امرأة على مُعاشرته والحمل بطفلٍ منه ثم يحرمها من رؤية ابنها ويرميها بعيداً.. ما سيفعلهُ بي الليلة هو اغتصاب بموافقة جميع أهالي هذه القرية.. إنها جريمة.. هذا ليس بانتقام بل جريمة كبيرة بحقي "

 

تأملتني أريا بنظرات حزينة ولزمت الصمت.. وقفت ومشيت باتجاهها ثم وقفت أمامها ونظرت إليها برجاء.. أمسكت كلتا يديها وقلتُ لها بحرقة قلب

 

" أرجوكِ أريا.. ساعديني.. ساعديني لأهرب اليوم من هنا.. اجلبي لي هاتفكِ الخلوي.. وبعدها ساعدني لأخرج من القصر ومن هذه القرية بأي طريقة.. لن يعلم أحد بأنكِ ساعدتني.. أرجوكِ وافقي.. لا تسمحي لهم بتدميري "

 

شهقت أريا بقوة بينما كانت تنظر إليّ بنظرات مُندهشة.. سحبت يديها من قبضتي وابتعدت عدة خطوات إلى الخلف.. وقالت بتوتر

 

" آسفة سنيوريتا.. لا أستطيع.. أنا.. يجب أن أذهب.. سأعود بعد ساعة لأخذ صينية الطعام "

 

رأيتُها بتعاسة تستدير وتركض هاربة من الغرفة.. جلست بانهيار على الأريكة أبكي بتعاسة بينما كنتُ أنظر إلى صينية الطعام على المنضدة أمامي..

 

وبعد وقتٍ طويل.. توقفت عن البكاء وقررت تناول وجبة الفطور التي جلبتها أريا.. يجب أن أكون قوية وبصحة جيدة لأستطيع الهروب من هنا وفي أسرع وقت..

 

فجأة.. انفتح الباب ودخل المتادور إلى الغرفة.. كانت الغرفة معبأة بأجواء من الهدوء والراحة.. ولكن وجهي كان يكشف عن حيرة وخوف ملموسين.. خاصةً عندما رأيت نظرات المتادور الغاضبة..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

وقف أمامي بوجهٍ عابس.. وبدأ يتأملني بنظرات أرعبتني للموت.. رفعت رأسي عالياً وتأملتهُ بحذر.. ولكن نظراتي فضحت قلقي وهمسات الخوف الذي ألم بداخلي.. كانت مشاعري مُتقلبة بين الرهبة والتوتر.. وقلبي كان ينبض بسرعة واضحة..

 

شهقت بخوف عندما أمسك سلفادور ذراعي ورفعني بقوة لأقف أمامهُ.. ارتعش جسدي بقوة بينما كان ينظر في عمق عيناي بغضب.. جذبني بقوة لأقترب منه وهمس بحدة من بين أسنانه

 

" تريدين الهروب من هنا سنيوريتا؟.. تكلمي... "

 

أغمضت عيناي وشهقت بضعف بينما كنتُ أُفكر بتعاسة.. أريا أخبرته بأنني طلبت منها المُساعدة وتهريبي من هنا.. تباً لها.. اللعنة كم كنتُ غبية.. ظننت بأنها لن تُخبر أحد.. تباً لغبائي..

 

تأوهت بألم وبضعف عندما هزني سلفادور بقوة وهتف بغضب

 

" لن تستطيعي الهروب من هنا مهما حاولتِ سنيوريتا.. ولن يُساعدكِ أحد.. وإن عرفت بأنكِ حاولتِ الهروب سيكون عقابي كبيراً.. فهمتِ؟ "

 

توقف عن هزني وهنا نظرت إليه بغضب وسحبت ذراعي من قبضته وقلتُ له بكبرياء

 

" ماذا كنتَ تتوقع؟.. أن أبقى هنا بانتظار تنفيذك لانتقامك اللعين!.. لا سنيور.. بالطبع سأُفكر بالهروب.. لأنني لن أسمح لك بلمسي "

 

شهقت بضعف عندما أمسكني من خصري وجذبني إليه بقوة ليلتصق صدري بجسدهِ الضخم.. ارتعشت بعنف بين ذراعيه عندما رفع يدهُ اليمنى ببطء وبدأ يلمسني برقة صعوداً حتى استقرت يدهُ على عنقي.. جذب رأسي إلى الأمام وشعرت بالضعف عندما أحرقتني أنفاسهُ الدافئة..

 

بلعت ريقي بقوة بينما كنتُ أنظر إلى شفتيه.. تملكني الضعف بالكامل ولم أستطع مقاومتهُ والابتعاد عنه.. أغمضت عيناي وارتعش جسدي بلذة عندما شعرت بشفتيه تستقر على خدي.. وقبلني قبلة ناعمة ورقيقة.. وبتعاسة سمعتهُ يهمس قائلا بنبرة صوتهِ الجذابة

 

" رأيتِ سنيوريتا.. لا يمكنكِ مقاومتي.. لذلك توقفي عن الادعاء بأنكِ ترفضين أن ألمسكِ "

 

سالت دموع الذل من عيناي وبللت وجنتاي.. تحرك سلفادور مُبتعداً عني قليلا.. ولدهشتي الكبيرة ساعدني لأجلس على الأريكة.. فتحت عيناي ونظرت إليهِ بضياع.. رأيتهُ يجلس بجانبي ورفع يدهُ ومسح برقة الدموع عن وجنتاي..

 

ولفترة طويلة جداً غرقت الغرفة بالصمت بينما كنتُ أنظر إلى المتادور بدهشة وبضياع كُلي.. أما هو نظراتهِ كانت هادئة وغريبة.. لم أستطع فهمها..

 

فجأة.. همس سلفادور بنبرة حنونة وكانت عينيه تحملان اهتمامًا حقيقيًا

 

" سنيوريتا.. هل تناولتِ وجبة الفطور؟ "

 

حركت نظراتي باتجاه الصينية ثم نظرت إليه بحزن.. أبعد سلفادور يدهُ عن خدي ولدهشتي الكبيرة وضع صينية الطعام على حضنه.. ومثلما فعل في الأمس بدأ يُطعمني بنفسه..

 

وبينما كنتُ أمضغ اللقمة في فمي رأيت سلفادور ينظر بشرود إلى فمي.. بلعت بسرعة ونظرت إليه بتوتر بينما كنتُ أحاول الحفاظ على هدوء ظاهري..

 

بلع سلفادور ريقهُ بقوة.. وقال بصوتهِ الهادئ

 

" يوجد على طرف فمكِ القليل من... "

 

توقف عن التكلم ورأيتهُ بدهشة يمسك بمنديل وقال برقة

 

" سأقوم بمساعدتكِ في ذلك... "

 

وبدأ في مسح شفتي برقة ثم فمي.. كما لو أنه يحاول محو أي آلام مُحتملة في قلبي..

 

فجأة توقف عن مسح فمي ورمى المنديل في الصحن.. ثم رفع الصينية عن حضنه ووضعها على الطاولة.. وقف سلفادور بسرعة وقال بجديّة

 

" كوني جاهزة الليلة في تمام الساعة التاسعة.. سأطلب من أريا لتُساعدكِ.. وإياكِ أن تحاولي الهروب من هنا سنيوريتا.. صحيح بأنني سمحت لكِ بالتجول في القصر وفي القرية.. ولكن سيتم مُراقبتكِ من قبل الجميع.. لذلك من الأفضل أن لا تحاولي "

 

انهمرت دموعي بكثرة على وجنتاي دون أن أُبدي أي مقاومة أو اعتراض.. وغادر المتادور الغرفة بعد أن فجر كلماتهِ المؤلمة أمامي..

 

كانت لينيا تنظر إلى النافذة بعيون مليئة بالخوف والدموع..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

حيث كانت تترقب بخوف حلول المساء ولحظة انتقام سلفادور.. طوال النهار كانت تترقب اللحظة المحتومة التي يعود فيها رجل أحلامها لتطبيق وعدهُ البائس.. كل دقيقة مرت كساعة.. وكانت لحظات القلق تتسارع مع ساعات النهار الساخنة..

 

دخلت أريا إلى غرفتي في الظهيرة ووضعت بصمت صينية الطعام على الطاولة.. ثم اعتذرت مني بخجل وهربت راكضة من الغرفة قبل أن أقوم بلومها لأنها أخبرت سلفادور بما طلبتهُ منها في الصباح..

 

وفي الساعة الثامنة مساءً.. بينما كنتُ أجلس على الأريكة وأنا أفرك كلتا يداي بتوتر.. دخلت فجأة السنيورة رامونا إلى الغرفة برفقة الخادمة أريا.. كانت عيون الجدة تلمع بالفرح المشوب بالشر.. وكأن اللحظة التي كانت تنتظرها قد حانت أخيرًا.. بينما كنتُ أنظر إليها برهبة قالت الجدة بصوت حاد ومليء بالإثارة

 

" مساء الخير لينيا.. لقد حان الوقت أخيراً.. حان وقت تجهيزكِ لحفيدي "

 

أريا.. الخادمة الوفية.. وقفت بجانب الجدة بابتسامة حزينة بينما كانت تنتظر الأوامر بفارغ الصبر.. لكن الجدة رامونا بكل قوة وحسم قررت أن تجعل هذه الليلة مميزة بطريقتها الخاصة.. إذ بينما كنتُ أنظر إليها بخوف سمعتُها تقول بأمر

 

" أريا.. جهزي الحمام من أجل السنيورا.. تأكدي بأن سخونة الماء جيدة.. وضعي في حوض الاستحمام الزيوت العطرة.. تذكري بأن تضعي زيت خشب الصندل.. وزيت الياسمين والورد.. فحفيدي طوريرو العظيم يعشق رائحة تلك الزيوت العطرة.. نحتاج إلى تحضير لينيا بعناية فائقة لهُ الليلة "

 

ارتعش جسدي بعنف بينما كنتُ أنظر إلى الجدة رامونا بذعر.. بلعت ريقي بتوتر عندما أمرت الجدة الخادمة أريا بمساعدتي في الاستحمام..

 

وقفت أمامها وهتفت بغضب أعمى

 

" لا.. أنا لستُ لعبة بين يديكِ سنيورا.. لن أسمح لكم بفعل ذلك بي.. لن أسمح لكم "

 

ركضت مُسرعة باتجاه الباب.. ولكن ما أن فتحتهُ تجمدت في مكاني عندما رأيت حارسين يقفان أمامي يمنعاني من الخروج خطوة واحدة خارج هذه الغرفة.. أغلقت الباب بعنف ونظرت بصدمة كبيرة إلى الجدة رامونا..

 

ابتسمت رامونا بحقد وقالت بنبرة خبيثة

 

" الهروب من هنا لن يكون بهذه السهولة سنيورا.. بل لن أسمح لكِ بتاتا بأن تهربي من هنا قبل أن تلدي حفيدي.. لقد أمرت الحارسين بحراسة غرفتكِ منذ الصباح.. طبعاً بعد مُغادرة حفيدي سلفادور.. "

 

توقفت الجدة رامونا عن التكلم ونظرت إليّ بنظرات مُنتصرة وحاقدة.. الجو كان مليئًا بالتوتر والتوقعات السيئة.. ابتلعت رغبتي في البكاء.. لن أبكي أمامها وأجعلها تشعر بالسعادة بسبب إذلالها لي وخوفي من القادم..

 

ارتعش جسدي بقوة عندما قالت الجدة بصوتٍ مُرتفع

 

" والآن توقفي عن التظاهر بأنكِ مجروحة وخائفة.. لقد رأيت كيف كنتِ تنظرين إلى حفيدي.. أنتِ ترغبينهُ.. وتريدينهُ أن يُعاشركِ.. وهذا لمصلحتي.. لا يهمني إن كنتِ عاهرة.. ولكن... "

 

ووسط ذهولي من كلماتها المُهينة.. توقفت الجدة عن التكلم واقتربت مني.. أمسكت خصلة من شعري ولمستها برقة بأصابعها ثم نظرت في عمق عيناي بنظرات مُخيفة أرعبتني.. وتابعت الجدة قائلة بحقد

 

" عندما جلبكِ المتادور ووضعكِ في هذه الغرفة.. كنتُ أعلم بأنهُ لن يبقى في الغرفة مع الطبيب.. بل سيترككِ برفقة الطبيب وخادمتي المُخلصة أريا.. لذلك عندما وصل الطبيب أليخاندرو تكلمت معهُ على انفراد وطلبت منهُ أن يسحب عينة من دمائكِ ويقوم بتحليلها إن كنتِ تُعانين من أمراض خبيثة أو مُزمنة.. والنتيجة ظهرت اليوم.. فقد اتصل بي الطبيب وأخبرني بأنكِ بصحة جيدة جيداً "

 

قهقهت الجدة رامونا باستمتاع بينما كانت تتأمل ردة فعلي وصدمتي الكبيرة.. توقفت عن الضحك وحررت خصلة شعري وقالت بسخرية

 

" أريدكِ جاهزة وفي كامل أنوثتكِ وجمالكِ المثير.. الليلة هي ليلتُكِ.. أريدُكِ أن تحملي وبسرعة بحفيدي.. فهمتِ؟ "

 

هززت رأسي بالرفض وهتفت بوجهها بغضب

 

" أنتِ مجنونة.. لقد فقدتِ عقلكِ تماماً.. لن أسمح لكم بفعل ذلك بي.. لــ... اااااوه... "

 

تأوهت بألمٍ شديد عندما تلقيت صفعة قوية من الجدة.. التف رأسي بعنف باتجاه اليسار من قوة صفعتها.. شهقت بضعف عندما أمسكت الجدة عظام فكي بأصابعها بقوة وحركت رأسي بعنف إلى الأمام ونظرت في عمق عيناي بغضب وهتفت بحقد

 

" إياكِ أن تُقللي من احترامي مرة أخرى أيتُها العاهرة.. أنا أم عشيرة دي غارسيا.. أنتِ لا تعرفين ما استطيع فعلهُ بكِ.. لذلك عليكِ بطاعتي وتنفيذ جميع أوامري وإلا حولت حياتكِ إلى جحيمٍ أكبر "

 

توقفت عن الهُتاف ثم نظرت بخبث في عمق عينيّ وقالت بحدة من بين أسنانها

 

" إن لم تحملي من سلفادور خلال فترة شهرين.. سأطلب من حفيدي خوان حتى يُضاجعكِ لتحملي.. لذلك من الأنسب لكِ أن تحملي بطفل سلفادور وبسرعة.. وإلا نفذت قراري بجعل خوان يُضاجعكِ أيتُها القاتلة والعاهرة "

 

كنتُ أقف أمامها بجمود تام لأنني كنتُ تحت تأثير صدمة لا مثيل لها.. لم يستوعب عقلي مدى حقد وشر هذه العجوز..

 

حررت فكي من قبضتها وقالت بحدة

 

" أريدُكِ أن تكوني جميلة الليلة.. على حفيدي أن يشعر بالرغبة ليُضاجعكِ.. لذلك جهزت لكِ كل شيء "

 

فجأة دفعتني الجدة إلى الحمام.. ووسط ذهولي الشديد بدأت بفك زر الرداء الذي كنتُ أرتديهُ.. أفقت من صدمتي وضممت الرداء على صدري بقوة وهتفت بعنف

 

" لااااااااااا.. توقفي.. توقفي.. "

 

شهقت بضعف عندما أمسكت الجدة رامونا خصلات شعري وجذبت رأسي بعنف إلى الأمام.. نظرت في عمق عيناي بتهديد وقالت بفحيح

 

" اسمعيني جيداً.. إن لم تُنفذي أوامري الآن سأطلب من حفيدي خوان ليصعد إلى هنا ويُضاجعكِ "

 

لم أستطع أمام تهديها المُرعب سوى هز رأسي موافقة.. كنتُ أعلم من نظراتها الحاقدة لي بأنها كانت صادقة بتهديدها..

 

حررت العجوز خصلات شعري من قبضتها ثم رأيتُها تُشير بعينيها للخادمة أريا لتخرج من الحمام.. بعد خروج أريا تأملتني الجدة بنظرات باردة وقالت بأمر

 

" استحمي بسرعة.. لديكِ فترة عشر دقائق فقط لتستحمي "

 

أومأت موافقة وراقبتُها بخوف وهي تبتعد وتخرج بهدوء من الحمام ثم أغلقت الباب خلفها.. سقطت جالسة بانهيار على الأرض وبكيت بصمت بوجعٍ كبير..

 

ما يحدث معي الآن هو كابوس لا خلاص لي منهُ أبداً.. وقفت وخلعت الرداء عن جسدي ثم جلست في حوض الاستحمام أبكي بصمت..

 

بعد مرور دقائق معدودة سمعت الجدة رامونا تهتف بنفاذ صبر

 

" هل انتهيتِ من الاستحمام؟.. تبقى لكِ دقيقتين فقط.. إن لم تخرجي سأدخل بنفسي وأجعلكِ تخرجين من الحمام.. فهمتِ؟ "

 

نظرت بذعر إلى الباب وهتفت بخوف

 

" نعم سنيورا.. سأخرج.. لقد انتهيت من الاستحمام "

 

جففت جسدي وشعري بسرعة ثم نظرت أمامي بتوتر.. رأيت روب استحمام صُنع من القطن الفاخر بلون مميز يمنحك الشعور بالدفء بعد الاستحمام.. كان قد تم تعليقهُ بعناية على شماعة معاطف بتصميم عصري..

 

ارتديت الروب بسرعة وخرجت بخطوات بطيئة من الحمام.. وقفت بجانب السرير ونظرت إلى العجوز بترقب..

 

ابتسمت الجدة بخبث.. ثم رأيتُها تمسك بقميص نوم فاضح الذي اختارته بعناية لأرتديه من أجل حفيدها.. اقتربت ووقفت أمامي ورمت القميص على صدري.. التقطتُها بسرعة وضممتُها إلى صدري بقوة.. كنتُ أحاول التماسك.. ولكن الجدة لم ترحمني.. إذ هتفت ببرود

 

" الآن.. ارتدي هذا القميص ثم الرداء.. وعندما تنتهين سوف تُرافقكِ أريا إلى جناح حفيدي سلفادور.. هيا تحركي بسرعة "

 

هتفت الجدة بغضب كلماتها الأخيرة.. نظرت إليها بعنفوان ثم رميت القميص والرداء على السرير ورفضت بثبات رفضًا صريحًا للظلم الذي فرضته عليّ الجدة.. إذ قلتُ لها بتصميم وبكبرياء

 

" لا.. لن أرتدي هذا القميص.. لن أرتديه مهما فعلتِ "

 

لكن الجدة رامونا لم تتسامح مع المعارضة.. بل اقتربت مني بسرعة ووجهت صفعة قوية على وجنتي اليمنى وكنتُ متأكدة بأنها تركت علامة حمراء عليها..

 

شهقت بألم بينما كنتُ أضع يدي برفق على وجنتي المُلتهبة.. أغمضت عيناي وحاولت جاهدة منع نفسي من البكاء أمامها.. وسمعتُها بذعر تهتف بغضب

 

" أنا أمركِ بارتداء هذا القميص.. وإلا ستكون العقوبة أكثر قسوة.. قد أطلب من حفيدي خوان ليصعد الآن ويُنجز المُهمة بدلا عن حفيدي المتادور "

 

نظرت إليها بذعر وهمست بفزعٍ كبير

 

" لا.. لا تفعلي.. سأرتدي القميص.. سأرتديه "

 

تأملتني العجوز بنظرات جامدة وأشارت بعينيها لأدخل إلى الحمام.. لم يكن لدي خيارات أخرى..  برغم ألمي واستيائي انزلقت يدي تلقائيًا نحو قميص النوم المثير الذي اختارته الجدة.. حملتهُ رغما عني ومشيت باتجاه الحمام.. أغلقت الباب وأزلت روب الاستحمام عن جسدي.. ووسط الصمت المؤلم بدأت بارتداء القميص الفاضح.. كنتُ أشعر بالعجز والظلم يُحاوطني من كل جانب.. وفي هذه اللحظة.. أدركت أن هذه الليلة لن تكون كأي ليلة أخرى..

 

لم تكن لينيا تستطيع رفع رأسها عندما خرجت من الحمام وهي ترتدي قميص النوم الفاضح الذي اختارته الجدة رامونا.. كانت الأفكار تلتف حولها كسلسلة من السلاسل الثقيلة.. والخجل يرتسم على وجنتيها بوضوح.. كان العار يتسلل إلى كل خلية في جسدها.. والخوف يسكن في عمق عينيها..

 

الجدة رامونا شعرت بالسعادة بينما كانت تنظر إلى لينيا برضا تام.. كما لو أنها قد أتمت مهمتها بنجاح.. فقد أعجبها رؤية لينيا بهذا المنظر المُثير.. وكانت متأكدة بأن حفيدها سلفادور دمائهُ الحارة ستفور لدى رؤيتهِ لهذا الجمال المُثير..

 

ثم بصوت يخترق الصمت المحيط.. أمرت الجدة الخادمة أريا بنبرة حادة

 

" أريا.. بعد مرور خمس دقائق رافقي السنيورا لينيا إلى جناح المتادور.. سيأتي حفيدي قريباً إلى القصر.. لا نريد جعلهُ ينتظر كثيراً "

 

رفعت رأسي ونظرت إليها بذهول وبخوف.. تأملتني العجوز بنظرات مُنتصرة وعندما خرجت من الغرفة سمعت أوامرها الحازمة للحارسين بالمُغادرة.. عرفت بسرعة بأنها طلبت منهما المُغادرة حتى لا يُشاهداني بهذه القميص عندما أخرج من الغرفة..

 

كنتُ في حالة من الجمود التام.. جسدي كان هنا.. لكن روحي كانت في مكان آخر.. لم تمر خمس دقائق حتى وجدت نفسي أسير خلف الخادمة أريا نحو جناح المتادور الذي يقع في الطابق الرابع..

 

الأرضية كانت باردة تحت قدماي.. وكل خطوة كانت تزيد من حمل الوجع في قلبي.. كنتُ أشعر بالحزن والخوف يتسللان إلى أعماق روحي.. وسألت نفسي بتعاسة كيف وصلت إلى هذه اللحظة المريرة.. ربما بسبب صمتي وعدم بوحي بالحقيقة المؤلمة..

 

وصلنا أخيرًا إلى جناح المتادور.. حيث فتحت أريا الباب أمامي وتركتهُ مفتوحًا لأدخل.. دخلت ورأيت نفسي داخل جناح كبير ذات طابع ملكي يحتوي على غرفة الاستراحة وغرفة المعيشة وصالون ضخم ومكتب.. وكان يوجد غرفة ممتلئة بالمعدات الرياضية.. ويتضمن قاعة عرض سينمائي خاصة.. خصوصا التراس الكبير الذي يتسع لإقامة حفل فيه.. ويعكس أثاث الجناح الرقي والفخامة.. كما أنه يحتوي على تحف أثرية ثمينة جداً واكسسوارات ملونة غير متوقعة وديكورات داخلية تشعرك بالدفء والاسترخاء..

 

ومثل المنومة مغناطيسيا مشيت خلف أريا ودخلنا إلى غرفة واسعة جداً.. كل زاوية فيها تعكس أثاثًا فاخرًا وجدرانًا مغطاة بالتحف.. وفي وسط الغرفة.. كان السرير ينتظر.. مزينًا بألوان الليل الهادئة..

 

انتفضت برعب عندما سمعت صوت الباب ينغلق.. استدرت بسرعة ونظرت باتجاهه.. وجدت نفسي وحيدة.. كانت أريا قد غادرت الغرفة.. والآن كنتُ بمفردي في غرفة نوم الرجل الوحيد الذي أحببتهُ في حياتي منذ مُراهقتي..

 

تسارعت أنفاسي وشعرت بالذعر.. انهمرت دموعي بلا توقف بينما كنتُ أنظر حولي بفزعٍ شديد.. كنتُ أحلم لسنوات طويلة بأن أجد نفسي في يوم من الأيام في غرفة نوم طوريرو العظيم الذي أعشقهُ بجنون.. كنتُ أحلم أن أكون امرأته.. ولكن الآن هذه الغرفة تحولت إلى جحيمي الخاص..

 

الهواء كان ثقيلاً.. والليل يحمل عتمة تسكن أركان الغرفة.. جلست لينيا على مسند لذراع الأريكة.. قلبها ينبض بسرعة.. وعيونها تتتبع بحذر كل حركة في الغرفة.. كانت تنتظر بخوف دخول المتادور.. الذي كانت تحمل وعداً مُرعبًا منه..

 

فجأة.. تحول تركيزها نحو الطاولة.. كان هناك صحن من الفواكه الطازجة يبعث عبقًا لذيذًا في الهواء.. لكن ما جعل نظراتها تتجمد كان السكين الموجود على الجانب.. السكين.. كان يُنادي لها بصوتٍ صامت لتأخذه.. أشعل هذا السكين شرارة من الأمل في داخلها..


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

بلا تردد وقفت بسرعة وركضت نحو الطاولة.. أمسكت السكين بيدي وخبأتها خلف ظهري.. كنتُ أتحضر وأستعد للمواجهة.. رغمي حُبي الكبير لـ سلفادور لن أسمح لهُ بأن يلمسني.. لن أكون عاهرة له.. كنتُ أعلم بأن هذه الليلة تحمل مفاجأتها الخطيرة لي.. وكان عليّ أن أكون جاهزة للتصدي لتلك المفاجآت الخطيرة..

 

عندما كنتُ أستعد للعودة إلى مكاني انفتح الباب بهدوء ودخل المتادور إلى الغرفة... كانت بدلتهُ الرسمية السوداء تعكس الضوء بشكلٍ غامض.. وعينيه الحادة تتجول بحثًا عن أي حركة في الغرفة..

 

وفي هذه اللحظة تجمدت.. لم أكن قادرة على تحريك عضلة واحدة.. السكين في يدي والتي كانت خلف ظهري التصقت بقوة وكأنها جزء من ظهري.. وعينيّ توسعت وتفتحت بعرضها أمام هذا المشهد المُرعب..

 

نعم.. رؤيتي الآن للمتادور سلفادور دي غارسيا وهو يدخل إلى غرفة نومه كان مشهداً مُرعباً بالنسبة لي..

 

كانت عيونه تتجول حول الغرفة بشكل فحصي وبملل.. كانت لحظة من الصمت المرعب يسبقها الهمس الخافت لخطواته المتقدمة..

 

فجأة توقف المتادور بدا وكأنه قد تجمد في مكانه عندما التقت نظراتهِ بنظراتي المُرتعبة.. تجمد كل شيء في هذه اللحظة وكأن الزمن قد توقف على حدة السكين.. الغرفة بأكملها أصبحت مكانًا هادئًا..

 

رأيت عينيه الزرقاوين تتأمل كل تفصيل في وجهي بهدوء.. وبعد لحظات طويلة رأيت نظراتهِ تنخفض ببطءٍ شديد وكأنها تستعرض جسدي وقميص النوم المثير.. اللحظات كانت تمر ببطء بينما كان المتادور يتأمل كل إنش من جسدي بدقة..

 

استقرت عينيه على أصابع قدماي لثواني.. ثم ارتفعت نظراتهِ ببطء إلى الأعلى واستقرت على صدري.. شهقت بضعف ورفعت يدي اليسرى وضممت بقوة الرداء على صدري لأستره أمام نظرات المتادور المُشتعلة..

 

وببطء ارتفعت نظراتهِ لتستقر في عمق عينيها الخائفتين.. لم يكن هناك حديث.. الصمت هو السيد الساحر في هذه اللحظة.. وكأنهما تحدثا بلغة خاصة بهما.. استمرا في تبادل النظرات التي تحمل في طياتها العديد من الألغاز.. وكان الليل يشهد على مشهدٍ لا يمكن نسيانه.. حينما تصارعت عيونهما بتلك النظرات المُشتعلة..

 

الغرفة كانت تختنق بالتوتر.. والهواء يشعر بالثقل بين الجدران المُظلمة.. لينيا.. الفتاة الشجاعة.. كانت تحمل السكين خلف ظهرها جاهزة للدفاع عن نفسها.. وكان الضوء الخافت يلعب على حواف السكين مكمِّلًا الليل المُظلم..

 

فجأة.. تحول انتباه المتادور إلى ذراع لينيا اليمنى.. التي كانت مُخبأة خلف ظهرها.. ركز عيونه الحادة على تلك الذراع.. وبدأ الشك والفضول يلوحان في زاوية عينيه.. اقترب المتادور بخطوات هادئة وثابتة.. كأنه يقرأ في ذراع لينيا اليمنى رسائل خفية..

 

اقترب المتادور من لينيا بحركات محسوبة.. وقف فجأة بعيداً عنها عدة خطوات.. رفع نظراته لتستقر على وجهها وبدأ ينظر في عمق عينيها كما لو أنهُ يقرأ في أعماقها.. ثم نظرات حادة تسللت من عينيه...


رواية المتادور - فصل 10 - قبلة الروح

 

ثم.. دون سابق إنذار.. أصبح المتادور واقفاً أمام لينيا.. وإنشات قليلة كانت تفصل بين أجسادهما.. كانت النظرات المتبادلة بينهما أكثر كلمات اللغة الجسدية فهمًا من أي حوار..

 

لكن قبل أن تتمكن لينيا من التصرف.. قام المتادور بخطوة مفاجئة.. أمسك ذراعها بيدهِ اليسرى.. وبيدهِ اليمنى أخذ السكين وسحبهُ بقوة من قبضة لينيا.. كانت الحركة سريعة وفعالة.. كما لو أنها ليست أول مرة يتعامل فيها مع مثل هكذا موقف.. كانت حركة متقنة.. كأنه يعلم كل حركة ستقوم بها لينيا..

 

ثم رمى المتادور السكين بعيدًا في حركة ظهرت بها سيطرته وقوته.. كأنهُ يُخبر لينيا أنه لا يخشى أي تهديد منها..

 

بينما كان السكين يتطاير في الهواء.. جذب المتادور لينيا نحوه برفق حتى أصبحوا واقفين وجوههم تتلامس تقريبًا.. اندمجوا في لحظة مثيرة.. حيث تلاصقت أجسادهم بشكل لا يمكن تجاوزه..

 

رفعت رأسي قليلا ونظرت في عمق عينيهِ بخوف.. قلبي كاد أن ينفجر بسبب سُرعة نبضاته.. شعرت بأنني أذوب بسبب نظرات سلفادور الجميلة والتي كان يتأملني بها..

 

وفي هذا اللحظة الحميمة.. قال المتادور بنبرة ساحرة مُبدياً اندهاشهُ تجاه استعدادها للقتال

 

"  كنتِ تريدين قتلي، سنيوريتا؟ "

 

ارتعشت في أحضانه بشدة.. وهمست بخوف

 

" أرجوك... "

 

أغمضت عيناي بضعف وارتعش جسدي بقوة عندما أمسك المتادور طرف ذقني ورفع رأسي بخفة.. أنفاسهُ الحارة أحرقت روحي قبل أن تُحرق بشرة وجهي.. رائحة عطرهِ جعلتني أشعر بأنني أطير فوق السحاب.. وشعوري بكل عضلة في جسدهِ الضخم جعلتني أذوب عشقاً وهواً..

 

ارتعشت مفاصلي بقوة عندما سمعتهُ يهمس بصوتهِ العذب

 

" أرجوك ماذا, سنيوريتا؟.. أنظري إليّ وأخبريني "

 

ارتعشت في أحضانهِ بقوة.. وهمست بخوف

 

" أرجوك.. لا تفعل... "

 

ساد الصمت المُخيف في الغرفة.. لم أكن أسمع سوى صوت نبضات قلبي وأنفاسي.. وانتظرت.. انتظرت جواب المتادور.. وانتظرت...

 

فكان رد المتادور ليس كما كانت تتوقع لينيا.. لم يكن جوابهُ بكلمات.. بل كانت قبلة عميقة وعاطفية تحمل في طياتها خليطًا من الشغف والإثارة..

 

اهتز عرش قلب لينيا بعنف عندما اندمجت شفتيها مع شفاه المتادور.. لم يكن هناك حاجة للكلمات.. إذ كانت لحظة لقاء شفتيهما ببعضهما البعض تروي قصةً معقدة من التناقضات والاندماج والجاذبية المُدمرة.. استمر الليل في حمل أسراره.. والظلام في الغرفة شهد على تفاصيل هذه اللحظة الرائعة.. حيث اندمجت أرواحهما في قبلة لا يفهمها إلا القلب والشغف والحُب..

 

برقة وبنعومة تحركت شفتاي مع حركة شفتيه.. أسندت ثقل جسدي على جسده لأنني لم أستطع الوقوف على قدماي..

 

تفتحت جميع الشرايين في جسدي وضخت الدماء بسرعة عجيبة.. قبلتهُ لي الآن كانت قبلة الروح بالنسبة لي.. قبلة الروح التي كنتُ أنتظرها منذ زمنٍ بعيد.. بعيد جداً..

 

توقفت فجأة شفتيه عن تقبيل شفتاي.. وبحزن شعرت بشفتيه تبتعد.. أنين مُعترض خرج من حُنجرتي.. لم أكن أرغب بأن تنتهي هذه القبلة.. قبلة الروح والتي أعادت الروح إلى جسدي وقلبي المُتألم..

 

فتحت عيناي ببطء ونظرت إلى رجل أحلامي الوحيد في هذه الحياة.. رأيتهُ يتأملني بعينيه الزرقاوين بطريقة غريبة ولكنها جميلة..

 

تجمدت نظراتنا ببعضها البعض لوقتٍ طويل.. وبينما كنتُ مُستسلمة تماماً في أحضانه عرفت في هذه اللحظات بأنني لن أستطيع أبداً مقاومته.. لن أستطيع منعهُ من لمسي.. لن أستطيع الاعتراض والرفض.. لأنهُ ببساطة رجُلي..

 

" لينيا.. كم أنتِ جميلة.. جميلة جداً.. "

 

همس المتادور بهذه الكلمات بنبرة ساحرة.. وابتسم بنعومة ابتسامة جذابة وساحرة خطفت قلبي وعقلي..

 

أغمضت عيناي باستسلام عندما شعرت بيده تفك رباط الرداء.. ثم رفع المتادور يديه على كتفي وسحب الرداء وأخفضهُ إلى الأسفل ليسقط بهدوء أمام قدماي..

 

تسارعت أنفاسي بعنف عندما شعرت بشفتيه تستقران على بشرة عنقي.. وبدأ بنعومة يوزع قبلاتهِ الساحرة والرقيقة على عنقي..

 

كاد قلبي أن يتوقف من كثرة المشاعر التي اجتاحت جسدي.. وبضعف استسلمت لحبيبي وسمحت لهُ بأن يمتلكني الليلة...

 

توقف المتادور عن تقبيل عنق لينيا.. رفع وجهه وقربهُ من وجه لينيا حتى أصبحت شفتيهما تتلاقى بلطف.. أنفاسهِ جعلت النار تشتعل في جسد لينيا و روحها وقلبها الذي يعشق المتادور..

 

كان الهواء مليئًا بالإثارة.. وفي هذه اللحظة الحاسمة.. اجتمعت شفتيهما في قبلة عاطفية.. حاملةً في طياتها الكثير من المشاعر..

 

اندمجوا في لحظة مثيرة.. كأنهما يتحدان العالم بأسره.. لم تكن هناك كلمات.. بل كان هناك سحر غامض بينهما..

 

فجأة توقف سلفادور عن تقبيلي وأبعد وجهه.. فتحت عيناي ونظرت إليه بضعف.. كانت رؤيتي مشوشة.. بالكاد استطعت تمييز عينيه..

 

بلعت ريقي بقوة ثم مررت لساني على شفتاي.. وهمست بضعف

 

" سلفادور.... "

 

ثم أغمضت عيناي وسقط رأسي بسرعة إلى الخلف وانهار جسدي معه.. وقبل أن أذهب إلى ذلك العالم المُظلم شعرت بذراعين تمسكان ظهري بقوة.. وسمعت صوت حبيبي يهتف بخوف باسمي.. وبعدها رأيت الظلام أمامي.. وذهبت إلى عالم الصمت....


انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية المتادور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©