رواية المتادور - فصل 13
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية المتادور - فصل 13

 

رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب



على طبقٍ من ذهب












 

ساريتا**

 

في غرفة الضيوف داخل قصر ميغيل استرادا، احتضنت ساريتا ظهر ميغيل بذراعيها بقوة بينما دموعها تنهمر بغزارة على صدره.. كانت ترتجف بخوف واضطراب بعد تعرضها للتحرش من ذلك الرجل, وكانت الرعشة في جسدها تكاد تفضي إلى تجمدها..

 

سمعتهُ يقول بأنهُ سيحميني.. وهنا توقفت عن البكاء ورفعت رأسي ونظرت إليه بحزنٍ عميق.. ثم سألتهُ بألم أحرق روحي

 

" لماذا لم تحميني من نفسك في تلك الليلة؟ "

 

رأيت نظراتهِ التي كانت تتأملني بذهولٍ شديد.. كنتُ أنظر إليه بعتاب وبألم لا يوصف أنتظر إجابته.. والغريب بأنني لم أكن خائفة منه ومن قربهُ لي.. رغم خوفي الكبير من اقتراب الرجال مني إلا أنني لا أشعر بهذا الخوف مع ميغيل..

 

كان عقلي يفكر بهذا الشيء.. وشعرت بالتوتر بسبب عدم خوفي منه.. تشوشت أفكاري تماماً, فالرجل الذي يجب أن أخاف منه والذي سرق عذريتي في تلك الليلة أنا لا أشعر بالخوف منه بتاتا..

 

رفع ميغيل كلتا يديه ووضعهما على كتفي.. ثم هزني بخفة وسألني بتوتر

 

" ساريتا, لماذا قمتِ ببيع عذريتكِ في تلك الليلة؟.. أريد أن أعرف الحقيقة منكِ والآن.. لماذا فعلتِ ذلك؟ "

 

تجمدت ساريتا بين ذراعيه، لا تعرف ماذا تجيب.. تبدو عينيها كمستنقع من الحزن واليأس, وكأنها تسابق زمنًا لتجد إجابة تليق بسؤاله..

 

فجأة، بدأت تبتعد إلى الخلف, تاركة ذراعي ميغيل وتبتعد عنه بتوتر, عقلها يعج بالأفكار والتساؤلات, تحاول التصدي للعاصفة الداخلية التي تجتاحها..

 

نظرت إلى عينيه بتوتر ورأيت إصراره على معرفة الحقيقة.. بلعت ريقي بقوة وهمست بألمٍ شديد

 

" لقد تأخرت كثيراً لتعرف الحقيقة "

 

كان ميغيل ما زال يجلس على ركبتيه على الأرض.. جسدهُ جامد مثل لوح الخشب, بينما عينيه كانت تنظر إليّ بطريقة غريبة..

 

تنفس ميغيل بعمق, وقال بصوتٍ هامس

 

" أخبريني بالسبب ساريتا, يجب أن أعرفه "

 

شعرت بمدى حاجتي للتكلم والبوح عن آلامي وعذابي الكبير.. كنتُ بحاجة ماسة لأتكلم مع أحد لأُخفف من هذا الوجع الذي يسكن بداخلي.. ربما حان الوقت لأفعل ذلك..  ميغيل استرادا عليهِ أن يعرف كم ألمني وظلمني في تلك الليلة..

 

فتحت فمي لأخبرهُ بالحقيقة.. يجب أن يعرف بأنني فتاة شريفة.. يجب أن يعرف بأنني تعرضت للخيانة والغدر والظلم في تلك الليلة

 

" ميغيل, في تلك الليلة هربـــ... "

 

وبينما كنتُ على وشك البوح بالحقيقة, فجأة, انفتح الباب ودخلت مارتا إلى الغرفة, ونظرت إلينا بنظرات حادة وغاضبة


رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب

 

التفت ميغيل ونظر إلى الخلف.. رأيتهُ يضغط قبضتيه بقوة بينما كان ينظر إلى حبيبتهِ مارتا, والتي كانت نظراتها تُعبر عن غضبها بوضوح..

 

نظرت مارتا إليه بنظرات سامة وقالت بغضب

 

" ميغيل, كنتُ أبحث عنك "

 

ثم هتفت بصوت مليء بالغضب

 

" لماذا أنتَ في غرفة ساريتا وتجلس هنا على الأرض؟ "

 

قفز ميغيل بسرعة, ووقف يواجه مارتا بتوتر وقلق قائلا لها بسرعة

 

" حبيبتي, أنتِ هنا؟ "

 

رفت مارتا رأسها عالياً ونظرت إليه بحدة وقالت بغضب

 

" نعم أنا هنا كما ترى, لماذا دائماً أجدُك بوضعٍ غريب مع صديقتك العزيزة؟.. أريد بعض التوضيحات ميغيل وبسرعة "

 

بدت على وجهها علامات الاستياء والدهشة والغضب, اقترب ميغيل منها ووقف أمامها وقال بهدوء

 

" ساريتا لم تكن بخير, ثم كان يجب أن تطرقي الباب قبل الدخول إلى الغرفة بهذه الطريقة "

 

ولكنها قبل أن تتحدث مجددًا, أمسك ميغيل بذراعها وأخرجها من الغرفة بسرعة, محاولًا إنهاء هذه الوضعية الحرجة التي تعيشها ساريتا..

 

داخل هذه الغرفة وجوها المضطرب, ظلت ساريتا وحيدة مع أفكارها المشوشة, وكأن الكلمات كانت قد تجمدت في حلقها, مترقبة ما سيحدث بعد هذا اللقاء العاطفي والمفاجئ بين ميغيل وحبيبته...

 

تنهدت بقوة ثم وقفت ونظرت بأسى أمامي.. جلست على الأريكة وهمست بتوتر

 

" كنتُ سأرتكب أكبر خطأ في حياتي منذ قليل.. ميغيل استرادا يجب أن يتعذب كما جعلني أتعذب.. هو لا يستحق أن يعرف حقيقة ما حدث لي.. سأنتقم منه أولا بسبب ما فعلهُ بي.. ثم سأنتقم من خورخي القذر "

 

وهكذا قررت ساريتا وبتصميم أن تنتقم.. ولن تجعلها أي قوة على وجه الأرض تغيير رأيها...

 

 

ميغيل استرادا**

 

بينما خرج ميغيل برفقة حبيبته مارتا من غرفة ساريتا, جذبها خلفه ودخلا إلى الصالون الذي يقع في الطابق الثاني في قصره الضخم والفخم.. وقف ميغيل ميغيل أمام الباب ثم أغلقهُ بقوة, وبينما كان ينظر إلى مارتا بعيون مليئة بالغضب, بدأ بخلع سترته بحركة غاضبة, ثم قام بخلع بربطة عنقه ووضعهما على الأريكة بغضب..

 

وضع يديه داخل جيب سروالهِ الرسمي ونظر إلى مارتا بغضب


رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب

 

" كيف تفعلين ذلك؟ "

 

هتف ميغيل بصوت مرتفع ووجهه يعبر عن الغضب المتقد.. ثم تابع هاتفاً بغضب أعمى

 

" كيف يمكنكِ الدخول إلى غرفة نوم ساريتا بهذه الطريقة؟, لقد نسيتِ كل الأصول والاحترام مع ضيفتي وصديقتي, لن أسمح لكِ بفعل ذلك مرة أخرى مارتا, عليكِ الانتباه إلى تصرفاتكِ داخل قصري واحترام ضيوفي وخصوصيتهم.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجابت مارتا بغضب متنامي

 

" ومن يجعلني أحترم ساريتا؟, تصرفاتك معها أصبحت مشبوهة بنظري, هل وقعتَ في فخ هذه الفتاة؟, أخبرني الحقيقة ميغيل.. هل تُحب صديقتك ساريتا؟ "

 

تجمدت ونظرت إليها بذهول ثم بغضب.. كنتُ غاضباً منها لحد الجنون لأنها قاطعت حديثي مع ساريتا.. كنتُ على وشك معرفة الحقيقة منها ولماذا قامت ببيع عذريتها لي في تلك الليلة.. ولكن مارتا مثل العادة تقتحم قصري في الوقت الغير مناسب..

 

نظرت إليها بحدة وهتفت بغضب

 

" هي صديقة فقط بالنسبة لي.. لم تكن بخير.. و.... "

 

قاطعتني مارتا هاتف بغيرة وبغضب

 

" هي صديقتُك!.. أصبح لدي شكوك نحوها.. لماذا لم تُخبرني عنها سابقاً؟.. لماذا فجأة رأيتُها في قصرك؟.. ولماذا تُعاملها بطريقة وكأنها حبيبتُك؟.. أنا هي حبيبتُك.. أم نسيتَ ذلك ميغال؟ "

 

تصاعدت الخلافات بينهما مثل الرياح العاتية, حتى بدأت الكلمات تتطاير بينهما كالبرق والرعد.. كانت مارتا تشعر بالغيرة والغضب تجاه ميغيل, وكانت كلماتها تنطلق بحماسة مع كل حرف تنطقه..

 

اقتربت خطوة منها وهتفت بقوة

 

" ساريتا هي فقط مُجرد صديقة بالنسبة لي.. أنا لا أُحب امرأة سواكِ مارتا, متى ستفهمين ذلك؟ "

 

تنفست بقوة, ثم هتفت بحنق

 

" غيرتُكِ ليس لها أي مُبرر.. لقد سئمت من تصرفاتكِ.. عليكِ أن تحترمي صديقتي وتحترمي حُرمة قصري.. ولن أسمح لكِ باتهامي مرة أخرى بأنهُ لدي علاقة غرامية مع ساريتا "

 

بين هذا الصخب والصوت العالي, تقدمت مارتا بخطى هادئة نحو ميغيل, وعلى وجهها تعبير الاعتذار والندم.. وقفت على بُعد خطوة منه ونظرت إليه بحزن وقالت بندم

 

" أنا آسفة, ميغيل.. لن أفعل ذلك مرة أخرى "

 

ثم عانقته بقوة وقالت بصوت هادئ ومليء بالندم

 

" شعرت بالغيرة عليك حبيبي.. لا تلومني.. فأنا أحبك بجنون "

 

رفعت ذراعاي وحضنتُها بخفة.. نظرت أمامي بحزن.. شعرت بشعورٍ غريب في قلبي.. كان وقلبي هادئ تماماً, لم يكن ينبض كما يفعل عندما تكون ساريتا بين ذراعاي..

 

نظرت أمامي بدهشة كبيرة إذ أدركت مدى الخطأ الذي ارتكبتهُ الآن بتفكيري بتلك الطريقة.. ابتعدت بسرعة عن مارتا ونظرت إليها بتوتر..

 

رفعت مارتا يدها ووضعتها على خدي وقالت بنبرة رقيقة

 

" هل سامحتني حبيبي؟.. لا تحزن مني لو سمحت.. أعدُك بأنني لن أُكرر فعلتي وأقتحم أي غرفة داخل قصرك دون استئذان "

 

نظرت إليها نظرة من الرضا والقبول ثم ضممتُها إلى صدري وهمست بنبرة هادئة

 

" لا بأس.. لقد سامحتكِ "

 

وبدأت الأمور تهدأ تدريجياً بينهما, وكأن السلام يعود من جديد إلى الغرفة المشحونة بالتوتر.. ولكن ميغيل كان عقله في مكان آخر تماما.. مع ساريتا....

 

 

ساريتا**

 

في الساعة الثانية والنصف ظهراً, تم إرسال ملابسي الجديدة |إلى غرفتي, شعرت بسعادة لا توصف تملأ كل زوايا قلبي.. كانت تنبض أحاسيسي بالفرح والحماس, وكنتُ سعيدة للقمة وكأنني على وشك القيام بشيء مهم ومثير, في الحقيقة أنا فعلا كنتُ على وشك فعل ذلك الشيء..

 

بعد أن قامت الخادمات بتوضيب ملابسها, جلست ساريتا على الأريكة الناعمة في غرفتها, وبدأت تُلملم أفكارها وترتب خطواتها بعناية فائقة.. كانت تنوي استخدام جمالها وسحرها لجذب انتباه ميغيل, وكانت واثقة تمامًا من نجاح خطتها..

 

أخذت ترتب خططها بعناية شديدة, وكأنها ترسم لوحة فنية تحتاج إلى التفاصيل الدقيقة والإعداد الجيد.. بدأت تفكر في كيفية إغواء ميغيل وكسب قلبه بسرعة, وكانت تدرك جيدًا أنه يمثل تحديًا كبيرًا, لكنها كانت على استعداد للمخاطرة من أجل الحصول على ما تريده.. الانتقام منه..

 

فجأة سمعت حركة وأصوات في حديقة القصر, ثم سمعت صوت ميغيل, كان يتكلم مع أحد.. وقفت بسرعة وركضت باتجاه الشرفة..

 

ومن شرفة غرفتها, راقبت ساريتا بغضب مشهد ميغيل يخرج برفقة حبيبته مارتا من القصر..


رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب

 

شعرت بألم في صدري.. شعرت بنبضات قلبي تتسارع وبنفس الوقت شعرت بشعور غريب يمزج بين الغيرة والأسى.. حاولت تهدئة نفسي, فقد كانت اللحظة ليست وقتًا للضعف, بل كانت فرصتي للتصدي للظروف والفوز بقلب ميغيل بأي ثمن..

 

رأيت بحزن أحد الحُراس يوقف سيارة ميغيل رولز رويس فانتوم السوداء وترجل منها بسرعة وفتح الباب الأمامي بجانب السائق..

 

رأيت بغصة كبيرة ميغيل يُقبل مارتا على شفتيها بحنان قبل مساعدتها بالجلوس في المقعد في السيارة, تذكرت بحزن لحظات الحميمة التي عشتُها مع ميغيل في تلك الليلة في الفندق, تذكرت قبلاته, تذكرت بمرارة كيف كان يُغرق جسدي وشفتاي بقبلاته الحارة التي أحرقت جسدي في تلك الليلة قبل روحي..

 

شعرت بالغضب منه, شعرت بالنفور من حبيبتهِ مارتا, وفي هذه اللحظة شعرت بالكره الشديد نحو مارتا.. راقبت ميغيل وهو يُغلق باب السيارة ثم يتكلم مع السائق.. ثم شاهدته يجلس على المقعد خلف المقود وقاد السيارة مُبتعداً عن القصر..

 

لم أفهم سبب غضبي الآن ونفوري من تلك القبلة.. ولم أفهم سبب كُرهي لـ مارتا الآن..

 

لكن رغم كل تلك المشاعر المختلطة, قررت عدم الاستسلام للحزن والأسى.. سأجعل ميغيل يعشقني بجنون.. ثم سوف أدوس بقدمي على قلبه وأُغادر إلى الأبد من هنا..

 

ولكن لدهشتي ظللت لساعات أنتظر عودة ميغيل إلى القصر.. فبعد مرور ساعتين ارتديت فستاني الجديد الأبيض والقصير والمكشوف على الصدر والكتف, واستعدت بشغف لعودة ميغيل إلى القصر, حيث ستبدأ خطتي الجريئة لإغوائه والفوز بقلبه..

 

عندما أصبحت الساعة الحادية عشر والنصف قبل منتصف الليل, سمعت صوت سيارة تقترب, ركضت وخرجت إلى الشرفة ورأيت بسعادة ميغيل يوقف سيارته ويترجل منها, والأهم كان بمفرده..

 

ابتسمت بسعادة وبسرعة أمسكت حقيبة يدي الصغيرة  وخرجت من غرفتي وركضت إلى الأسفل نحو الطابق الأرضي, كنتُ أشعر وكأن قلبي ينبض بقوة في انتظار لحظة اللقاء وبدء انتقامي الجميل..

 

وعندما وصلت إلى الطابق الأرضي, رأيت ميغيل يدخل إلى القصر وهو يحمل هاتفه الخلوي وينظر إلى الشاشة دون أن ينتبه لوجودي.. فابتسمت بشر, وشعرت بالفرح العارم يملأ قلبي, ثم هرعت نحوه بسرعة..

 

حينما كان ميغيل مشغولًا بنظره إلى هاتفه, ارتطمت به عن عمد لأقع برقة على صدره, شهقت برقة وبنعومة, كأنني أرغب بإظهار مشاعري بأقصى لطف وجاذبية..

 

ميغيل, الذي لم يكن يتوقع هذا الاصطدام, ضم ساريتا بقوة إلى صدره.. شعر بقلبه ينبض بشدة, وعندما شعر بيديها على صدره وجسدها يلتصق به بقوة, نظر إليها بذهول ودهشة.. كانت هذه اللحظة مفاجئة بالنسبة له, لكنها جلبت له السعادة والدفء بطريقة غريبة..

 

رفعت رأسي ببطء ونظرت إلى ميغيل بطريقة مغرية, وهمست بإغراء وبدهشة مصطنعة باسمه

 

" ميغيل.... "

 

رمشت برقة بينما كنتُ أنظر إلى عينيه بطريقة ساحرة.. أُظهر له مشاعري بوضوح ولأُعبر عن رغبتي العارمة في التقرب منه...

 

ميغيل استرادا**

 

ذهبت برفقة مارتا لتناول وجبة الغداء معاً في أحد المطاعم الفخمة في اكستريمادورا.. ولكن رغم أنني كنتُ أنظر إليها إلا أنني كنتُ أُفكر بـ ساريتا..

 

طيلة الوقت كنتُ أُفكر بها وبما كانت على وشك الاعتراف به.. عندما انتهينا من تنال الغداء كنتُ أحترق من الداخل للعودة إلى قصري والتكلم مع ساريتا, ولكن مارتا طلبت مني زيارة والديها لنتكلم بخصوص حفلة الخطوبة..

 

لم أستطع الرفض, وذهبت إلى قصر عائلتها, وبملل استمعت إلى حديث والدتها عن إجراءات حفلة الخطوبة, ولم أعترض عندما طلبت مني والدتها أن نقيم حفلة الخطوبة في قصري..

 

بل بسبب تفكيري بـ ساريتا لم أعترض على أي شيء تكلموا عنه أمامي.. كنتُ أرغب بالعودة وبسرعة إلى قصري لأتكلم مع ساريتا..

 

عندما وصلت إلى قصري, ترجلت من السيارة ودخلت إلى قصري بينما كنتُ أنظر إلى شاشة هاتفي, إذ رأيت بدهشة كبيرة عدد كبير من الاتصالات وردتني من رئيس الشرطة جواكين..

 

شعرت بالدهشة بسبب عدد اتصالاته, كان هاتفي على وضعية الصمت لذلك لم أنتبه.. رفعت الصوت في هاتفي, وبينما كنتُ على وشك الاتصال به ارتطم بي أحد بقوة.. وبردة فعل عفوية ضممت بقوة ذلك الجسد الصغير والرقيق..

 

وبسرعة عرفت من كنتُ أضم بقوة.. عرفتُها من رائحة عطرها الساحر, ومن رائحة شعرها الذي يتميز برائحة أنثوية جذابة, مزيج من الورد والفانيليا وروائح الأزهار البيضاء.. وكانت رائحة جسدها وشعرها وعطرها كفيلة بأن تجعل قلبي ينبض بجنون..

 

" ميغيل... "

 

عندما همست ساريتا بإغراء باسمي, نظرت إليها بذهول شديد.. لم أكن أتوقع هذا التصرف الجريء منها, أن تهمس باسمي بتلك الطريقة الساحرة والمُغرية.. وكانت هذه اللحظة كفيلة بأن تجعل قلبي يحترق بنار الرغبة..

 

بينما كان ميغيل يضمّ ساريتا بطريقة مُتملكة إلى صدره, شعر بالراحة والسعادة بينما هي في حضنه.. حاولت ساريتا أن تبتعد قليلاً لتنظر إليه, لكنه لم يسمح لها بذلك, بل أمسكها بقوة ولم يُفلتها..

 

تحركت ساريتا في حضني مرة أخرى لتبتعد عني.. وفي رد فعل فوري, ضممت ساريتا بطريقة مُتملكة إلى صدري, ولم أسمح لها بالابتعاد عني حين حاولت فعل ذلك.. كانت يداي تلتصق بجسدها بقوة, كأنني أحاول حمايتها من العالم الخارجي, أو كما لو أنني أخشى أن تتلاشى في الهواء بعيداً عني..

 

بينما كانت ساريتا تحاول التملّص من حضني, همست بنعومة

 

" ميغيل, هل يمكنك أن تبتعد عني قليلا؟.. سأختنق "

 

وعلى الرغم من أنني لم أرغب بإبعادها عني إلا أنني اضطررت لفعل ذلك.. أبعدت ذراعاي عن ظهرها ووضعت هاتفي بجيب سترتي, ورأيتُها ترجع إلى الخلف عدة خطوات.. ووقفت تتأملني وهي تبتسم ابتسامة أذابت قلبي..


رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب

 

إلا أن نظراتي تجمدت بصدمة كبيرة عندما رأيت ما كانت ترتديه.. كانت هذه اللحظة كفيلة بإشعال غضبي.. نظرت إلى ساقيها ثم إلى الفستان القصير اللعين والذي بالكاد كان يُغطي مؤخرتها ومنطقتها الحميمة.. ارتفعت نظراتي واستقرت على صدرها..

 

ارتعشت يداي من الغضب عندما رأيت كم كانت ساريتا تبدو مثيرة وجميلة لحد اللعنة.. لدرجة بدأ عضوي الذكري ينتصب..

 

وكأن الزمن توقف في هذه اللحظة.. وأصبح كل شيء يدور حولنا فقط.. ساريتا أخرجت شياطيني من قبورها الآن بسبب ارتدائها لهذا الفستان اللعين والمثير لحد الجنون..

 

وجُنّ جنوني بالكامل بينما كنتُ أنظر إليها بغيرة عمياء.. اقتربت خطوة وهتفت بغضب أعمى لم أستطع السيطرة عليه

 

" لماذا ترتدين هذا الفستان؟, وإلى أين كنتِ ذاهبة في هذا الوقت المتأخر من الليل؟ "

 

كان صوتي يتراقص في الهواء مع حرارة الغضب, وكانت عيناي تتوهجان بالغيرة والاستياء, فيما تراقصت الأسئلة في الهواء كالسيوف المُشتتة حولي..

 

ابتسمت ساريتا بطريقة جعلت قلبي ينبض بجنون.. وسمعتُها بغضب تقول بجرأة

 

" ليس من شأنك ميغو.. والآن ابتعد عني.. أريد أن أذهب إلى موعدي.. لا أريد أن أتأخر "

 

توسعت عيناي وهمست بصدمة كبيرة

 

" موعد؟!... "

 

في لحظة من الجنون المتصاعد, أدرك ميغيل أنه لا يستطيع تحمل تهور ساريتا, كانا يقفان في القاعة الفسيحة للقصر, حيث انتشرت أنفاس الجناح الهادئة وهدوء الليل.. كانت ساريتا ترتدي فستانًا مثيرًا بشكل لا يليق بالمكان والزمان, ولكنها كانت على استعداد لخوض مغامرة لا تعلم مدى خطورتها مع ميغيل استرادا..

 

وبصدمة لم أتوقعها, هتفت ساريتا بوقاحة وهي تعانق حقيبتها بإحكام

 

" ميغو, سأخرج الآن, لا تنتظرني.. سأخذ سيارة من مجموعة سيارتك.. لا تقلق فأنا أُجيد القيادة ولن أخدش سيارتك الثمينة.. أعدُك بذلك.. والآن, الوداع صديقي "

 

اشتعلت النار في عروقي.. وقبل أن تتحرك ساريتا من مكانها هتفت بغضب جنوني

 

" لا, لا يمكنكِ أن تفعلي هذا "

 

ثم اقترب ووقف أمامها على بُعد خطوة صغيرة.. وهتف بجنون بينما وجهه ينقبض بالغضب والغيرة

 

" أنتِ لن تذهبي إلى أي موعد في هذا الوقت المتأخر, خاصةً بهذا الشكل, وبهذا الفستان الذي يليق بالعاهرات "

 

في هذه اللحظة, رفعت ساريتا رأسها بكبرياء, ونظرت إلى ميغيل بعينين تشتعلان بالاحتقار, وهتفت بغضب

 

" ليس لكَ حق في التدخل فيما أفعله.. وأنتَ لا تحتاج لمعرفة مع من سأكون.. أنا حرّة, ولا شيء يُقيدني.. هل سمعت؟.. أنا حرّة.. أستطيع فعل ما أريده, والخروج مع من أريد.. والآن ابتعد عني.. إن لم ترغب بأن أقود إحدى سيارتك الثمينة سأطلب سيارة أجرة "

 

لم أستطع تحمل ما تفوهت به أمامي بوقاحة.. وبغضب أعمى, اقتربت منها بسرعة وأمسكت كتفيها وهززتُها بعنف, وكأنني كنتُ أحاول إخراج الجنون من داخلها.. وهتفت بغضبٍ عاصف

 

" أخبريني.. من هو هذا الرجل الذي ستذهبين معه؟, وإلى أين؟.. تكلمي واللعنة قبل أن أقتلكِ "

 

لم تستسلم ساريتا.. بل حاولت بشراسة الإفلات من قبضته, ولكن ميغيل كان قويًا جدًا.. توقف ميغيل عن هزها ونظر إليها بنظرات قاتلة.. ولكن ساريتا رفعت رأسها بعنفوان وأجابته بحدة

 

" ليس لكَ دخل بذلك "

 

ثم همست بصوت متجمد

 

" وأنا لن أخبركَ شيئًا "

 

في هذه اللحظة, فقدت السيطرة تمامًا.. دون أدنى تفكير, رفعت جسد ساريتا عاليا وألقيتُها على كتفي واتجهت نحو الدرج وصعدت إلى جناحي في الطابق العلوي..

 

كانت ساريتا تصرخ وتحاول الإفلات, وهي تشتمني وتضرب ظهري بقبضتيها الصغيرتين

 

" دعني أيها المُتخلف.. أنزلني.. أتركني أيها المجنون.. دعني.. أنزلني بسرعة أيها اللعين "

 

لكن لم أهتم, بل وضعت يدي على مؤخرتها واشتعل الغضب في صدري عندما لمست سروالها الداخلي, اللعنة, كانت ترتدي سروال داخلي بخيطان رفيعة.. وفستانها القصير اللعين كان قد ارتفع بسبب حملي لها بهذه الطريقة..

 

نظرت بطرف عيناي إلى مؤخرتها وتجمدت بسرعة في مكاني عندما رأيت المنظر الجميل.. مؤخرتها الجميلة جعلتني أنتصب بسرعة.. شعرت بالاختناق وبرغبة جنونية لمضاجعة ساريتا هنا والآن على هذه الدرجة..

 

ضغطت على أسناني بقوة بينما كنتُ أفكر بأن رجل آخر الليلة كان سيرى مؤخرتها.. رفعت يدي اليمنى وصفعت مؤخرتها بقوة, تجمدت ساريتا على كتفي وتوقفت عن المقاومة, ثم بدأت تبكي بذعر, وهتفت ببكاء وبخوف وهي تركل معدتي بقدميها

 

" صفعتَ مؤخرتي أيها الحقير!!.. دعني.. سأقتلك أيها القذر.. أيها السافل, كيف صفعتَ مؤخرتي؟.. سأقتلك.. دعني.. دعني أيها الحقير "

 

ضممت ساقيها بذراعي اليمنى بينما مؤخرتها كنتُ أضمها بذراعي اليسرى, وصعدت إلى جناحي الخاص..

 

وصل ميغيل إلى جناحهِ الخاص ودخل بسرعة, وأغلق الباب وراءه بقوة, ومشى مُسرعاً إلى غرفة نومه وهو يختنق بالغضب والإحباط والغيرة..

 

رميت ساريتا على السرير ورأيت بغضبٍ مُميت كيف ارتفع الفستان إلى خصرها.. نظرت بجمود إلى سروالها الأبيض الشفاف من الدانتيل.. والرغبة أحرقتني بجنون..

 

حدث معي مثلما حدث لي في تلك الليلة.. الرغبة تملكتني وسيطرت على جسدي وعقلي.. لم يحدث ذلك معي سوى مع ساريتا.. كما لو أن لديها القدرة على السيطرة على جسدي ورغباتي..

 

خلعت السترة وربطة عنقي ورميتهما بعيداً بينما كنتُ أنظر إلى ساريتا وهي تتحرك فوق سريري وتقفز عنه, حاولت الهروب ولكن أمسكت بسرعة ذراعها وجذبتُها بعنف ليلتصق جسدها الصغير والمثير بجسدي الضخم..

 

أمسكتُها بإحكام من ظهرها عندما بدأت تقاومني بشراسة.. ضممتُها بقوة إلى صدري وتوقفت ساريتا عن مقاومتي وبدأ أنين متألم يخرج من حُنجرتها..

 

رفعت جسدها قليلا وحركت عضوي الذكري المنتصب على منطقتها الحميمة, شهقت ساريتا بقوة وهمست بأنفاس مُختنقة

 

" لا.. أرجوك.. لا تفعل.. ابتعد عني "

 

أخفضت رأسي ودفنتهُ في عنقها.. استنشقت بقوة رائحة جلدها المثيرة.. وهمست بتصميم قبل أن أبدأ بتقبيل بشرة عنقها الرائعة

 

" لن أبتعد.. أنتِ لي ساريتا, مُلكي.. أخبريني جميلتي.. هل لمسكِ رجل آخر من بعدي؟.. همممم!.. أخبريني.. هل ضاجعكِ رجل غيري بعد تلك الليلة التي حصلت بها على عذريتكِ؟ "

 

حاولت ساريتا التحرك بين ذراعاي لكنها لم تستطع.. سمعتُها تشهق بقوة وأجابتني ببكاء وبخوف

 

" لا.. لم يلمسني رجل سواك.. أرجوك.. دعني أذهب.. أرجوك "

 

شعرت بالسعادة عندما سمعت اعترافها الآن.. في هذه اللحظة تملكني شعور بالسعادة والتمُلك.. شعرت بالسعادة لأنني الوحيد من لمسها.. هي لي.. لي أنا فقط..

 

قبلت عنقها بقبلات قاسية.. وشمتهُ بعلاماتي.. امتصصت بشرتها بنهم وبرغبة جنونية, بينما ساريتا كانت تبكي وتطلب مني التوقف.. ولكن عقلي كان قد أصبح تحت سيطرة رغبتي وشهوتي الجنونية نحو ساريتا..

 

مشيت نحو السرير ورميت ساريتا على الفراش وحاصرتُها بجسدي.. ووسط بكائها ومقاومتها لي بدأت بتقبيل كتفها وترقوتها بقبلات جنونية مُتملكة..

 

أريدُها بجنون.. أريدُها.. ولن يوقفني شيء عن ممارسة الجنس معها الآن..

 

هذا ما كان عقلي يُردده عندما فجأة تلقيت صفعة خفيفة على خدي.. ثم أمسكت ساريتا بخصلات شعري وجذبتها وبدأت تصرخ ببكاء

 

" دعني أيها القذر.. لا تلمسني.. ابتعد عني.. ابتعد... "

 

رفعت رأسي ونظرت إليها بغضب جنوني.. ثم أمسكت معصميها بقبضتي ورفعت ذراعيها لفوق رأسها.. نظرت إلى عيونها الباكية وسألتُها بغضب جنوني

 

" من هو الرجل الذي كنتِ ستقومين ببيع جسدكِ له الليلة؟.. تكلمي واللعنة "

 

توقفت ساريتا عن البكاء ونظرت بذهولٍ شديد وبصدمة إليّ.. قربت وجهي من وجهها حتى لمس أنفي أنفها الصغير.. نظرت في عمق عينيها المذهولتين وهمست بفحيح

 

" كم دفع لكِ مقابل الحصول على جسدكِ الليلة؟.. مائة ألف يورو.. ثلاثة.. أربعة!!.. سأدفع لكِ الضعف جميلتي.. سبق ودفعت ثمن الحصول على عذريتكِ.. يمكنني الآن أن أدفع لكِ الضعف.. فقط أطلبي الرقم الذي تريدينهُ وسأدفعهُ لكِ "

 

توسعت عينيها ونظرت إليّ بطريقة غريبة.. ثم فجأة بصقت بوجهي وقالت بغضب وبحقدٍ كبير

 

" حقير.. سافل.. مُنحط.. أكرهُك.. أكرهُك أيها السافل.. قذر.. ولعين.. لو قدمتَ لي كل ما تملكه لن أسمح لك بلمسي أيها السافل "

 

نظرت إليها بغضب وهمست بحدة من بين أسناني

 

" حقا!!.. سنرى جميلتي إن كنتُ سألمسكِ أم لا "

 

ومزجت شفتاي بشفتيها بسرعة وقبلتُها قبلة عنيفة وقاسية.. تذوقت شقتيها بنهم.. كنتُ ألتهم شفتيها بعنف بينما جسدي كان يحترق من الرغبة..

 

أخفضت يدي وفتحت أزرار سروالي.. ولكن بينما كنتُ أُقبلها بعنف وبرغبة جنونية سمعت صوت رنين هاتفي..

 

كنتُ قد فقدت السيطرة على نفسي مثلما حصل معي في تلك الليلة في الفندق.. لم أهتم لرنين هاتفي.. لم أهتم لدموع ساريتا.. وبينما كنتُ أُخرج عضوي الذكري والمُنتصب من سروالي الداخلي حركت ساريتا رأسها بقوة وفصلت القبلة وهتفت ببكاء

 

" لااااااااا.. توقف.. أرجوك.. أرجوك... توقف.. كنتُ أشعر بالملل.. لذلك أردت أن أخرج بمفردي وأقود إحدى سيارتك.. صدقني.. أنا لا أكذب... "

 

نظرت إليها بذهول وتجمدت نظراتي على دموعها والتي كانت تنهمر مثل الشلال على وجنتيها الشاحبتين.. هنا استيقظت من تلك الرغبة التي كانت تتحكم بي..

 

تجمدت فوق جسد ساريتا أنظر بصدمة كبيرة إليها بينما كنتُ أُفكر.. إلهي.. ما الذي فعلته؟!.. لقد فقدت السيطرة على نفسي تماماً.. ما الذي يحدث معي؟.. كيف فعلت ذلك؟..

 

استمر هاتفي بالرنين مُصدراً صوتاً مزعجاً في أرجاء الغرفة.. رنين هاتفي امتزج مع صوت بكاء وشهقات ساريتا..

 

حررت ذراعيها من قبضتي وابتعدت عنها بسرعة.. أعدت بحركة سريعة إدخال عضوي الذكري المنتصب إلى داخل سروالي الداخلي ثم أغلقت أزرار بنطالي.. وجلست أنظر إلى ساريتا بندمٍ كبير..

 

كانت تضم ذراعيها على صدرها وتبكي بشكلٍ هستيري.. تأملتُها بندم ثم أمسكت كتفيها ورفعتُها وضممتُها إلى صدري..

 

كانت ساريتا تبكي بعنف على صدري وهي تشهق مثل طفلة صغيرة وترتعش بعنف بين ذراعاي.. مسحت شعرها برقة وهمست بندم

 

" آسف.. أنا آسف.. لقد.. لا أعرف ما أصابني.. توقفي عن البكاء.. أنا أعتذر "

 

توقف هاتفي عن الرنين ولكن ثواني قليلة عاد ليصدر صوت رنتهِ مرة أخرى.. كانت ساريتا بدأت تهدأ في حضني وصوت شهقاتها ينخفض..

 

رفعتُها وجعلتُها تتسطح على السرير ثم رفعت اللحاف على جسدها ووقفت.. استدرت ونظرت إلى سترتي على الأرض.. اقتربت ورفعتُها وأخرجت هاتفي منها.. رأيت بأن المُتصل ليس سوى رئيس الشرطة جواكين.. وبسبب اتصالاتهِ المُتكررة عرفت بأن هناك موضوع  طارئ وخطير يريد اخباري به..

 

وما أن أجبت على مُكالمته حتى سمعتهُ يهتف بتوتر

 

( ميغيل, غارسيا هرب من الزنزانة داخل مركز الشرطة.. ذهبت برفقة عناصر الشرطة للبحث عنه في المنطقة, حاولت الاتصال بـ المتادور ولكنهُ لا يُجيب على هاتفه.. ومنذ دقائق وردني اتصال من القصر, لينيا هارفين قد هربت من القصر, و المتادور ذهب ليبحث عنها.. ولكن وصلنا اتصال إلى مركز الشرطة من شركة بيع اللحوم.. لقد فقدوا الاتصال بالعامل لديهم والذي كان يجب أن يوصل طلبية إلى قصر المتادور.. أظن غارسيا لديه علاقة بذلك.. لا بُد بأن لديه يد باختفاء لينيا هارفين وذلك العامل )

 

شعرت بالقلق فوراً وبالخوف على سلفادور عندما تابع جواكين قائلا بتوتر

 

( غارسيا هرب ومعه سلاح.. أشعر بالقلق على سلفادور.. أريدُك أن تذهب برفقة رجالك للبحث عن صديقك بسرعة.. كلما كان عددنا أكبر كلما تجنبنا وقوع حادث مؤلم.. غارسيا قد يقتل سلفادور وتلك المرأة.. فهو ناقم عليهما بسبب دخوله إلى السجن بسببهما )

 

ودون تردد أجبت جواكين بسرعة

 

" سأذهب وأبحث عنهم برفقة رجالي.. إن وجدت سلفادور اتصل بي بسرعة "

 

انهيت المُكالمة ونظرت إلى ساريتا بحزن.. كانت تبكي وبكائها ألمني..

 

ركضت وجلست على طرف السرير بجانبها.. مسدت شعرها برقة بيدي وقلتُ لها بحزن

 

" ساريتا.. أنا فعلا آسف.. صدقيني لا أعرف ما أصابني.. أعدُكِ لن يتكرر ما حدث الليلة "

 

توقفت عن البكاء وفتحت عينيها ونظرت إليّ بحزن.. ابتسمت برقة وقلتُ لها بندم

 

" صدقيني أنا آسف.. لم.. لن ألمسكِ مرة أخرى "

 

داعبت وجنتها المبلولة بدموعها ثم قلتُ لها بسرعة وأنا أقف

 

" يجب أن أذهب.. صديقي في خطر.. سوف نتكلم لدى عودتي.. أريد سماع الحقيقة منكِ ساريتا, لذلك انتظريني هنا لن أتأخر "

 

وغادرت لأبحث عن سلفادور برفقة رجالي...

 

ولكن ساريتا بسبب خوفها وإرهاقها وحزنها أغمضت عينيها ونامت بهدوء على سرير ميغيل....

 

 

المتادور سلفادور**

 

تحت ضوء القمر الفضي الذي يتسلل خافتًا من بين فجوات الأشجار, كانت بحيرة دورا تتلألأ بسحرها الخاص.. وهناك, في هذا المكان الساحر, وقف سلفادور, المتادور الشجاع, وهو يضم بين ذراعيه لينيا, التي كان وجهها الجميل يشع بسعادة تحت أشعة القمر..

 

كانا يتبادلان قبلات العشق تحت سماء مليئة بالنجوم, حيث كانت اللحظة تبدو كأنها مأخوذة من قصص الحب الخيالية..

 

كانت اللحظة تمتزج بالرومانسية والشغف, كانت لينيا تستسلم ببساطة لقبلات سلفادور, وكانت كلمات الحب تتردد في ذهنها في هذه اللحظة الرومانسية..

 

تحت سحر القمر الذي ينثر أشعته الفضية على سطح بحيرة دورا, كانت لحظة العشق تتفتح بين سلفادور ولينيا.. كانت قبلاتهما تتراقص مع انعكاسات النجوم في المياه الساكنة, وكانت أصوات أنين الحب تتعانق مع صمت الليل..

 

كنتُ أُقبلها بشغفٍ كبير وبتملك.. أردتُها الآن.. أردت امتلاكها بجنون وجعلها تئن بمتعة بين ذراعاي..

 

لأول مرة في حياتي أفقد السيطرة على نفسي.. ومع من؟.. مع ساكورا.. كرزتي الجميلة..

 

لم أعد مُهتماً بأنها كانت امرأة شقيقي.. لينيا ستكون امرأتي.. لي.. مُلكي.. وبأي ثمن...

 

فصلت القبلة ولكن شفتاي كانت تُقبل كل إنش من عنقها بينما كنتُ أُداعب صدرها الجميل بقبضتي..

 

أجمل شعور في حياتي كنتُ أختبرهُ الآن مع لينيا.. بينما كنتُ ألمس صدرها بيدي شعرت بقلبي يذوب من روعة شعوري به وبجمال ثديها الرائع..

 

بشرتها الساخنة كانت تُحرق شفتاي بلذة لم أشعر بها سابقاً مع أي امرأة.. أما شفتيها.. إلهي.. لقد توقف قلبي عندما تذوقت رحيقهما..

 

أردت المزيد والمزيد والمزيد.. أردت لينيا الآن بجنون.. أردت امتلاكها هنا في بحيرة دورا..

 

أخفضت قميص نومها لحدود خصرها وضممت لينيا بقوة إلى صدري بينما كنتُ أُقبل عنقها وكتفها بقبلات كثيرة مُشتعلة..

 

شعوري بثديها على صدري أفقدني صوابي.. ولم يعُد باستطاعتي التحمُل أكثر.. خاصةً عندما سمعت لينيا تهمس باسمي بصوتها الناعم..

 

" سلفادور... سلفادور.... "

 

رفعت رأسي وبحثت شفتاي بجنون عن شفتيها.. ولم أتردد للحظة بسحق شفتيها بقبلة نارية أحرقتني حتى العظام..

 

أخفضت يدي اليمنى لأسفل المياه ولمست مؤخرتها الجميلة.. شهقت لينيا بضعف وسط قبلتنا بينما كنتُ ألمس مؤخرتها بجرأة..

 

كانت مُستسلمة لي بالكامل.. تسمح لي بفعل ما أريدهُ بها وبجسدها المثير والذي يجعلني أفقد صوابي.. وهذا أعجبني.. ضعفها أمامي أعجبني الآن.. وجعلني أشعر بالتملُك نحوها.. وعرفت بأنني أستطيع الحصول عليها الآن بسهولة تامة..

 

ولكن فجأة, انقطعت هذه اللحظة الرومانسية بصوت صفارات الشرطة التي اقتربت بسرعة في الغابة المجاورة..

 

توقفت فجأة عن تقبيل لينيا, وضممتُها بقوة إلى صدري.. رفعت لينيا رأسها بخوف ونظرت إلى الأعلى باتجاه الجرف الذي سقطت منه ورأت رجال الشرطة يقفون هناك على التلة وهم يهتفون بأنهم قد وجدونا..

 

أخفضت لينيا نظراتها وتأملتني بنظرات مُرهقة وبخجل.. وقالت بصوتٍ مبحوح بالكاد خرج من حُنجرتها وبتلعثم

 

" سنيور.. أنا.. أنا.. قميص نومي.. هي.. أقصد.. سوف.. "

 

قربت وجهي منها وقبلتُها برقة على شفتيها لترتعش بقوة بين ذراعاي.. أغمضت لينيا عينيها واستسلمت لقبلتي.. رفعت يدي ووضعتُها خلف رأسها.. ولكن فجأة توقفت عن تقبيل لينيا عندما شعرت بسائل ساخن يسيل على يدي..

 

رفعت يدي بسرعة ورأيت بقعة كبيرة من الدماء عليها.. ثم رأيت رأس لينيا يترنح إلى الخلف وهي تشهق بضعف وتغمض عينيها..

 

شعرت بجسدها يرتخي وبسرعة تحركت وضممتُها بقوة إلى صدري.. رفعت يدي وصفعت بخفة وجنتها بينما كنتُ أهتف بقلق

 

" ساكورا.. ساكورا.. أنظري إليّ "

 

رأيتُها تُحارب الإغماء وهي تُحاول فتح عينيها والنظر إليّ ولكن كل ما استطاعت فعله هو الأنين بألم.. رفعت قميصها بسرعة إلى الأعلى ولكن نظراتي تجمدت على صدرها والذي كان يظهر بوضوح أسفل القماش الشفاف المبلول..

 

فجأة سمع سلفادور صوت خطوات كثيرة تقترب.. رفع رأسه ونظر باتجاه اليسار فرأى رجال الشرطة يتجهون نحوه, وسمع صديقه جواكين يهتف بقلق متزايد

 

" سلفادور.. أنتَ بخير؟ "

 

ضممت لينيا بقوة إلى صدري لأمنع أي أحد من النظر إليها ورؤية جسدها الشبه العاري.. كانت ذراعاي تُحيطان بها كالدرع الواقي, حاملةً إياها بحب وحماية وبتملُك..

 

خبأت جسد لينيا الشبه العاري بجسدي.. أضمُها إليّ بقوة, نظرت إلى جواكين ورجال الشرطة برفقته وهتفت بقوة

 

" لا تقتربوا أكثر.. جواكين, ارمي لي سترتك "

 

السترة لم تكن من أجلي, بل لحماية لينيا من نظرات الرجال.. لأنني ببساطة لا أريد لأي رجل بأن يرى جسد لينيا العاري..

 

بينما كان جواكين يسرع في رمي سترته للمتادور, أمسك سلفادور السترة وجعل لينيا ترتديها بسرعة, كانت لينيا بين الوعي ولا وعي.. تتحرك بين ذراعين المتادور كالدمية وهي تُخرج أنيناً ضعيفاً..

 

نظر سلفادور إليها بقلق ورفعها بذراعيه وسارع بالخروج من المياه المتلألئة, وكأنه يحمل أغلى كنوز الأرض بين ذراعيه..

 

اقترب جواكين ووقف أمامي وسألني بتوتر

 

" سلفادور, أنتَ بخير؟, هل أصابك أي مكروه؟ "

 

نظرت إليه وأجبتهُ بهدوء

 

" أنا بخير, لا تقلق صديقي.. هل ألقيتَ القبض على ذلك الحقير غارسيا؟ "

 

أجابني جواكين بسرعة

 

" نعم, لقد وجدناه فاقد الوعي على حافة الجرف.. رجالك اتصلوا بي فور سماعهم لصوت طلقة نارية في الغابة, لذلك أتيت بسرعة للبحث عنك "

 

ثم نظر جواكين إلى لينيا وسألني

 

" هل هي بخير؟ "

 

وقبل أن أُجيبه أطلقت صفيراً قوياً, وما هي سوى ثواني معدودة رأيت حصاني إيتان يعدو بسرعة مُخترقاً الأشجار ويتقدم باتجاهي.. وخلفه رأيت رجالي..

 

وقف حصاني إيتان أمامي وصهل بخفة.. وضعت لينيا برفق على ظهره, وقبل أن أقفز لأجلس على ظهره نظرت إلى جواكين وقلتُ له

 

" ارمي الحقير غارسيا في الزنزانة.. سأقوم بزيارته الليلة بنفسي "

 

ثم نظرت إلى رئيس حُراسي بيريز وأمرته

 

" اتصل بالطبيب أليخاندرو ليأتي بسرعة إلى قصري.. أخبره بأن لينيا قد انفتح الجُرح في رأسها.. يجب أن يُعالجها بسرعة "

 

قفزت بمهارة وجلست على ظهر حصاني إيتان.. ضممت جسد لينيا بقوة بذراعي وأرحت رأسها على صدري وجعلت إيتان يعدو بسرعة باتجاه قصري ( بلاسيو بلانكو ) والذي يعني قصر الجوهرة...

 

بتفوق القمر وسط السماء المظلمة, وتحت ضوئه الفضي الذي يلامس سطح الأرض, كان المتادور سلفادور يسيطر بقوة على حصانه إيتان وهو يضم جسد لينيا بذراعه بقوة.. كانت الرياح تهب بشدة, وكانت أصوات صهيل الحصان تختلط مع صوت زفير الهواء..

 

وصلوا إلى بوابات القصر العملاقة, حيث ترجل سلفادور عن حصانه بسرعة, وحمل لينيا بذراعيه برفق, وكأنه يحمل أثقالًا ثقيلة من الحزن والقلق.. وبينما كان يتجه نحو باب القصر الرئيسي, هتف بحدة على الحُراس وأمرهم

 

" أريد جميع العُمال في القصر وأنتم بالتحديد في غرفة الاجتماع الكبرى, وانتظروني جميعكم هناك خلال فترة عشرُ دقائق فقط.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجابوني بذعر موافقين وتحركوا بسرعة مُبتعدين من أمامي..

 

وبينما كان سلفادور يقترب من الباب الرئيسي للقصر, كانت نظرات جدته رامونا وأبناء عمه كارميتا و خوان تحترق من الغضب والدهشة.. ودخل سلفادور القصر وهو يحمل لينيا بذراعيه, وأمر الخادمة أريا لتتبعه, حيث كانت تلك اللحظة تحمل في طياتها الكثير من الجدية والتوتر..

 

صعد سلفادور بخطوات ثابتة إلى غرفة لينيا, وما أن فتحت الخادمة أريا الباب, كانت الدهشة ترتسم على وجهه عندما رأى الغرفة رأسًا على عقب, ومعظم التحف على الأرض, دليلا على عراك قد حدث..

 

كانت الغرفة تبدو وكأنها مشهد من كوابيس اليقظة, ولم يكن سلفادور يمكنه إلا أن يشعر بالصدمة والقلق حول ما حدث مع لينيا داخل قصره المُحصن والأمن..

 

وسط الصمت المطبق, أمر سلفادور الخادمة أريا بعزل الغرفة وعدم السماح لأحد بالدخول إليها.. ثم استدار وصعد إلى جناحهِ الخاص..

 

وضع لينيا برفق على سريره وجلس بجوارها.. أمسك يدها برفق ونظر إلى وجهها الهادئ, ثم سألها برقة

 

" ساكورا, هل تسمعينني؟ "

 

حاولت لينيا فتح عينيها لكنها لم تستطع بسبب شعورها بذلك الصداع القوي في رأسها.. حركت جفونها ثم همست بضعف

 

" رأسي.. يؤلمني... "

 

نظرت باتجاه الباب وهتفت للخادمة أريا والتي ظلت تقف في صالون جناحي دون أن تتجرأ على الدخول إلى غرفة نومي

 

" أريا, يمكنكِ الدخول "

 

رأيتُها تدخل بسرعة ووقفت في وسط الغرفة ونظرت إليّ بخوف.. تنهدت بقوة وأمرتُها

 

" أولا اذهبي إلى غرفة لينيا واجلبي لها ملابس داخلية وقميص نوم مُحتشم.. ثم عودي بسرعة إلى هنا وساعدي سنيوريتا, أزيلي عنها هذه السترة والقميص.. وعندما يصل الطبيب ابقي معه ولا تتركي لينيا.. فهمتِ؟ "

 

أجابتني أريا بسرعة

 

" نعم سنيور "

 

لكنها ظلت تقف في مكانها ولم تذهب.. نظرت إليها بتعجُب وسألتُها بحدة

 

" ما بكِ؟.. لماذا لم تذهبي؟ "

 

أجابتني بخوف

 

" سنيور.. أنا.. هو.. سنيور أنتَ يجب أن تعرف بأن السنيورا رامونا هي من أجبرت سنيوريتا لينيا بارتداء هذه القميص والدخول إلى جناحك الليلة "

 

وقفت بسرعة واقتربت منها, وقفت أمامها ونظرت إليها وسألتُها بدهشة كبيرة

 

" ماذا فعلت جدتي؟ "

 

ارتعشت أريا بخوف وبدأت تُخبرني بالتفصيل المُمل ما فعلته جدتي بـ لينيا.. ارتعشت يدي بعنف بينما كنتُ أنظر إلى أريا بغضبٍ عاصف..

 

وعندما انتهت من اخباري بما حدث طلبت منها  بأن تذهب إلى جناح جدتي وتطلب منها القدوم إلى غرفة الاجتماع.. وانصرفت بعدها أريا بهدوء من جناحي..

 

نظرت إلى لينيا والتي كانت شبه فاقدة للوعي على سريري.. تنهدت بقوة وهمست بحدة

 

" جدتي.. متى سوف تتوقفين عن مُخالفة أوامري؟.. حان الوقت لأتصرف "

 

دخلت إلى غرفة ملابسي ولم اهتم بتجفيف جسدي وشعري من المياه بل ارتديت احدى قمصاني وخرجت من الغرفة.. ووقفت أنظر بحزن إلى ساكورا النائمة على سريري.. وبعد عودة أريا غادرت جناحي ونزلت إلى الأسفل..

 

دخل المتادور سلفادور إلى غرفة الاجتماع بخطوات ثقيلة وعيناه تحمل فيهما بريق الغضب المتقد.. وقف في وسط الغرفة, وألقى نظرة حادة على العمال المتواجدين في القاعة وجدتهِ رامونا, وكانت الأجواء مليئة بالتوتر والخوف..

 

" كيف لم ينتبه أحد بدخول غارسيا إلى قصري؟!.. تكلموا واللعنة "

 

هتف سلفادور بغضب جنوني, وصدى صوته كان يرتطم بجدران القاعة محدثًا ارتجافًا في أَرْوِقَة القصر.. كانت عيناه تحمل في طياتهما غضبًا لا يمكن تهدئته, وهو يستنكر تقصير الحراس وغياب اليقظة..

 

سمعت أحد الحارسين المسؤولين عن حراسة البوابة الخلفية لقصري والسماح للموظفين بالدخول منها يُكلمني بخوف

 

" سنيور دي غارسيا, لقد رأينا مثل العادة شاحنة اللحوم الخاصة بمصنعك تقترب من البوابة.. لم نتأكد من السائق.. إذ لم نكن نعلم بأن غارسيا قد هرب من السجن و... "

 

" يكفي... "

 

هتف سلفادور بغضب أعمى بتلك الكلمة, مما جعل الجميع حتى جدته ينظرون إليه بخوفٍ كبير..

 

ودون تردد, قام المتادور بتوجيه غضبه نحو الحارسين الذين كانا مسؤولين عن حماية بوابة قصره الخلفية.. أمسكهما بقوة وجعلهم يواجهونه بجدية شديدة.. وصرخ بهم بغضب متصاعد, وكان صوته يترنح مع همهمة الغضب الشديد

 

" كيف سمحتما بدخول الشاحنة دون التأكد من هوية السائق؟!.. كيف فعلتما ذلك أيها الحمقى؟.. لقد سمحتما لذلك المُجرم بالدخول إلى قصري بسهولة تامة.. وصعد إلى غرفة سنيوريتا لينيا وخطفها بسببكما.. وأيضاً استطاع الخروج بسهولة من قصري دون أن تنتبهوا له "

 

" سنيور, نحن لــ... "

 

حاول أحد الحراس تبرير خطأه.. ولكن قاطعتهُ هاتفاً بغضب أعمى

 

" اخرس.. لن أسمح بتكرار ما حدث الليلة في قصري "

 

أبعدتهم بعنف عني ثم أصدرت أمرًا بزيادة الحراسة في قصري وعدم السماح لأي شخص من الدخول دون التأكد من هويته بشكل صارم..

 

كانت عيناه تنبعث منهما شرارات الغضب, وكان واضحًا أنه لن يسمح بتكرار أي انتهاك لأمان قصره بعد هذه الليلة..

 

بعد انصراف الحراس والعُمال من قاعة الاجتماع, نظرت إلى جدتي بعيون مليئة بالغضب, كانت الانتهاكات التي حدثت في قصري تثير غضبي الشديد, ولم يكن يمكنني تقبل التقصير والإهمال الذي طال عمال الحراسة, وخاصةً ما فعلته جدتي مع لينيا..

 

بصوتٍ حاد ونبرةٍ صارمة, أمرت جدتي رامونا

 

" جدتي.. منذ هذه اللحظة لن أسمح لكِ من الاقتراب من لينيا مرة أخرى, إن لم تستطيعي فعل ذلك.. سوف أُرسلكِ إلى قصري في مدريد "

 

كانت هذه القرارات صارمة ومحددة, تعكس إصراري على حماية سلامة لينيا ومنع أي تدخل يمكن أن يُعرضها للخطر..

 

لكن بدلاً من الانصياع لأوامري, نظرت جدتي رامونا بصدمة كبيرة إليّ, وهتفت بذهول

 

" سوف ترسلني إلى قصرك في مدريد بسبب تلك العاهرة والقاتلة؟, هل نسيتَ سلفادور بأنها متورطة بمقتل شقيقك بينيتو؟ "

 

واجهت جدتي ببرود وهدوء, إذ قلتُ لها بصوتٍ هادئ

 

" جدتي, لقد وافقت على تنفيذ الانتقام.. ولكنني لن أسمح بتدخلكِ في هذا الأمر.. لقد اتخذت قراري, إن كانت لينيا ستحمل بطفلي, سأحميها بكل قوتي وقدرتي, بغض النظر عن أنها متورطة في جريمة قتل شقيقي "

 

تأملتني جدتي بنظرات غاضبة, اقتربت ووقفت أمامي وقالت بحزن

 

" لأول مرة تُهددني سلفادور بإبعادي عنك وإرسالي إلى القصر في مدريد.. كل ذلك بسبب تلك المرأة العاهرة؟!.. هل تُعجبُك؟.. أخبرني سلفادور.. هل لينيا هارفين تُعجبُك؟ "

 

تجمدت نظراتي على وجه جدتي.. شعرت بقلبي ينبض بشكلٍ غريب.. وهنا في هذه القاعة, وفي هذه اللحظة, اعترفت لنفسي بأن لينيا هارفين تُعجبني..

 

اشتد كل عصب في جسدي بينما كنتُ أرى جدتي تتأملني بنظرات حادة.. كيف لي أن أعترف لها بأن امرأة شقيقي تُعجبني؟!.. بل كيف لي أن أُخبرها بأنني شعرت بالانجذاب نحو لينيا هارفين منذ لقائي الأول معها في الجامعة عندما ارتطمت بي وهي تبكي..

 

كان جداً صعباً عليّ الاعتراف بذلك لنفسي, فكيف يمكنني أن أعترف بذلك أمام جدتي؟!..

 

ولأول مرة أكذب على جدتي.. إذ قلتُ لها بثقة وبإنكار

 

" طبعا هي لا تُعجبني.. كيف يمكنكِ التفكير بذلك جدتي؟.. من المُستحيل أن أفعل ذلك.. أولا, لينيا كانت عشيقة بينيتو.. ثانياً, هي متورطة في مقتله.. لينيا هارفين هي مُجرد امرأة سأقوم بتنفيذ الانتقام الذي اخترتموه لها.. عندما تحمل بطفلي وتلده ستعود إلى قريتها وينتهي كل شيء "

 

نظرت رامونا إلى حفيدها بنظرات حادة, على الرغم من استيائها, فهمت رامونا أنها لن تتمكن من التدخل في قرارات سلفادور, وأن عليها أن تثق بحكمته وقراراته, حتى وإن كانت لا توافقه الرأي بحماية لينيا على الإطلاق..

 

تنهدت رامونا بقوة واقتربت من سلفادور.. أمسكت يدهُ و ضمتها إلى صدرها وقالت بنبرة حنونة

 

" حفيدي, أعدُك بأنني لن أتدخل بينك وبين تلك المرأة.. ولكن عليك جعلها تحمل بطفلك بسرعة.. أنا أعلم بأنك لم تلمسها الليلة, أتفهم أسبابك, فأنتً تشعر بالنفور منها, فهي المرأة التي تسببت بموت شقيقك الوحيد.. ولكن واجبك نحو العشيرة أكبر بكثير من مشاعرك بالنفور منها.. على لينيا أن تدفع ثمن موت بينيتو بسرعة "

 

تنهدت بحزن وأجبت جدتي

 

" سأفعل جدتي, قريباً جداً سأجعل لينيا تحمل بطفلي.. لا تقلقي "

 

ابتسمت رامونا بانتصار, فقد تراجعت أمام ثبات سلفادور وحكمته, ووافقت على عدم التدخل في قراراته.. وأن عليها أن تثق به وتدعمه في سعيه للعدالة والانتقام, فهمها الوحيد الآن أن تجعل لينيا تحمل بطفل المتادور لتعوضهم عن خسارتهم لـ بينيتو...

 

 

الجدة رامونا**

 

خرجت من قاعة الاجتماع وصعدت إلى جناحي, أمرت الحراس بإرسال الخادمة أريا وبسرعة إلى جناحي الخاص..

 

وبعد مرور نصف ساعة**

 

دخلت الخادمة أريا إلى جناح الجدة رامونا, وقفت الجدة بمكانها متجمدة, عيناها تلتقطان كل تفصيل من وجه الخادمة الجميل بغضبٍ شديد.. اقتربت, وكانت خطواتها تتسارع مع كل خطوة تقترب بها من أريا.. وبينما تقترب, تضاعف غضبها أكثر فأكثر, تجاهلت الجدة العواطف والرحمة, فقد انتهكت أريا الثقة والولاء..

 

فجأة, وقفت الجدة رامونا أمام أريا, وبدون تردد رفعت يدها وصفعتها بكامل قوتها على وجنتها.. الصوت القوي للصفعة اندلع في الجناح الهادئ, مثل الصاعقة في السماء الصافية.. وانطلقت صرخة الألم من فم المسكينة أريا.. والتي لم تكن تعلم ما ينتظرها الليلة..

 

هتفت الجدة رامونا بغضب أعمى, وجهها يتوهج بالغضب

 

" أيتُها الخائنة.. قمتِ بخيانتي وأخبرتِ حفيدي سلفادور بما فعلتهُ مع لينيا.. أنتِ لا تستحقين الثقة التي وضعتها فيكِ, أنتِ لستِ سوى خادمة قبيحة عديمة النفع وخائنة "

 

بدأت الخادمة أريا تبكي بشدة, تجاهلت الألم الناجم عن الصفعة وتوسلت للجدة رامونا بالسماح

 

" أرجوكِ, سنيورا.. أنا آسفة.. أرجوكِ, سامحيني.. السنيور سلفادور طلب مني بأن أخبره بكل شيء يحدث مع لينيا هارفين داخل القصر.. أنا لم أفعل شيء.. لقد نفذت أوامر المتادور فقط.. صدقني سيدتي "

 

لكن الجدة رامونا لم تكن مستعدة للسماح.. اقتربت أكثر من أريا, وقالت بحقد متنامي في صوتها

 

" أعلم بما يحدث هنا داخل هذا القصر, أريا.. أعلم بكل شيء, بما في ذلك علاقتكِ مع حفيدي خوان "

 

تجمدت أريا في مكانها ونظرت بصدمة كبيرة إلى أم العشيرة السنيورا رامونا..


رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب

 

شعرت أريا بالذعر, وهتفت بصدق وببكاء متوسلة

 

"لا, لا يحدث شيء بيني وبين السيد خوان.. صدقيني سنيورا, أنا لا أكذب عليكِ.. لا يوجد شيء بيني وبين السنيور خوان.. صدقيني أرجوكِ "

 

ابتسمت بحقد واقتربت منها خطوة وأمسكت خصلات شعرها بقبضة يدي وجذبت رأسها بعنف إلى الأمام ونظرت بغضب في عمق عينيها وهمست بفحيح

 

" إياكِ أن تكذبي عليّ أريا, أنا أعرف كل شيء داخل جدران هذا القصر.. وأعرف تماماً بأنكِ دخلتِ إلى غرفة حفيدي منذ ليلتين.. ولم تخرجي منها سوى بعد مرور نصف ساعة "

 

شهقت أريا بقوة وقالت ببكاء

 

" لم يحدث شيء بيننا سنيورا, صدقيني أرجوكِ.. السنيور خوان حاول التحرش بي في تلك الليلة عندما جلبت له وجبة عشاءه.. وأنا هربت منه واختبأت داخل الحمام, ثم, بعد مرور نصف ساعة خرجت من الحمام ومن غرفته بعد أن سمح لي بالخروج ووعدني بعدم الاقتراب مني.. هذا ما حصل سنيورا, صدقيني سيدتي "

 

كنتُ أعلم بأنها صادقة, فقد طلبت رؤية خوان في تلك الليلة بعد أن أخبرني بما حدث أحد الخدم, وخوان اعترف لي بأنهُ لم يلمس أريا بل كان يحاول إخافتها قليلا..

 

ابتسمت بخبث وحررت خصلات شعر أريا من قبضتي.. ثم لمست وجنتها ومسحت دموعها برقة, ثم هددتُها ببساطة

 

" أريا, هل تظنين بأنني غبية؟.. هذا مؤسف.. أنا أم عشيرة دي غارسيا, لا يستطيع أحد الكذب عليّ.. اسمعيني جيداً, سأذهب بنفسي وأخبر والدكِ عن علاقتكِ بحفيدي خوان, ولكن إن كشفتِ لي عن ما يحدث بين لينيا و حفيدي سلفادور, قد لا أذهب وأُخبر والدكِ بالعار الذي جلبتهِ له "

 

شهقت أريا بذعر ثم ركعت أمامي وأمسكت قدماي وقالت ببكاء وهي تنظر إليّ بفزعٍ كبير

 

" ارحميني سنيورا, أتوسل إليكِ لا تُخبري والدي بذلك, سيقتلني.. صدقيني أرجوكِ, لم يحدث شيء بيني وبين السنيور خوان.. أرجوكِ سنيورا, لا تُجبريني على خيانة ثقة المتادور.. لا تفعلي ذلك بي أرجوكِ "

 

" لا تلمسيني, ابتعدي عني "

 

هتفت بغضب بوجهها.. وبسرعة ابتعدت أريا عني وجلست على الأرض أمامي تبكي بخوف.. ابتسمت بغرور وقلتُ لها بحدة

 

" لن أذهب وأتكلم مع والدكِ إن وعدتني بإخباري بكل ما يحدث بين حفيدي المتادور وتلك المرأة.. وإن لم توافقي, سأذهب وأتكلم مع والدكِ.. وحينها سيقتلكِ لأنكِ سلمتِ شرفكِ برخص "

 

توقفت أريا عن البكاء وهتفت بذعر

 

" لا سنيورا, أرجوكِ لا تفعلي ذلك بي.. أنا شريفة.. لم أسمح للسنيور خوان بلمسي.. صدقيني سيدتي "

 

للأسف كنتُ أعلم بأنها شريفة ولم يحدث شيء بينها وبين حفيدي خوان.. ولكن ذلك سيتغير الليلة..

 

ابتسمت بشر, ثم استدرت وأمرت أريا بحدة

 

" غادري جناحي على الفور, أنتِ لستِ سوى خائنة لا قيمة لها.. ولكن رغم خيانتكِ لي, لا تقلقي لن أُخبر والدكِ بشيء.. والآن غادري جناحي وبسرعة "

 

سمعت أريا تتحرك, ثم قالت ببكاء وبنبرة سعيدة

 

" أشكركِ سنيورا رامونا لأنكِ عفوتِ عني.. شكراً لكِ سيدتي "

 

وبعد مُغادرتها, نظرت أمامي بحقد وهمست برقة

 

" ربما حان الوقت ليستمتع حفيدي الآخر.. سأسمح لـ خوان بمضاجعة تلك القبيحة أريا.. وحينها سأجعلها خاتماً في أصبعي.. سوف تُنفذ كل ما أريدهُ منها وبسهولة "

 

غادرت جناحي وتوجهت إلى غرفة نوم حفيدي خوان.. وما أن فتحت الباب رأيتهُ يجلس على الأريكة وهو يتكلم عبر هاتفه مع أحد أصدقائه..

 

اقتربت منه وسحبت الهاتف من يده وانتهيت الاتصال ثم رميت الهاتف على المنضدة.. وقف خوان وهتف باعتراض

 

" جدتي, لماذا فعلتِ ذلك؟.. كنتُ أتكلم مع صديقــ.. "

 

قاطعتهُ بسرعة, إذ سألتهُ بنبرة خبيثة

 

" هل ما زلتَ ترغب بالحصول على الخادمة أريا؟ "

 

تجمدت نظرات خوان على وجهي.. في البداية كانت نظراتهِ مذهولة, ولكن تحولت بسرعة نظراتهِ إلى سعيدة.. إذ ابتسم بوسع وسألني

 

" ماذا قلتِ جدتي؟ "

 

جلست على الأريكة وقلتُ له بهدوء

 

" أنا أعلم بأنها تُعجبك رغم فقرها, ورغم أنها خادمة لدينا في القصر.. ولكن سأسمح لك الليلة بالحصول عليها وعلى عذريتها الثمينة "

 

شهق خوان بدهشة.. ثم جلس بجانبي ونظر إليّ بسعادة وسألني بلهفة

 

" هل أنتِ جادة بكلامكِ جدتي؟.. أنتِ لا تمزحين معي؟, أليس كذلك؟ "

 

قهقهت بقوة ثم نظرت إليه بحنان وأجبته

 

" بالطبع أنا لا  أمزح معك حفيدي.. أريدُك الليلة أن تحصل على عذرية أريا وتجعلها امرأتك.. ولكن طبعا يجب أن تضع واقياً ذكرياً.. لا أريدها أن تحمل بطفلٍ منك.. هل فهمت؟ "

 

ابتسم خوان بوسع وهمس بذهول

 

" هل أنا أحلم؟!.. جدتي, أنتِ متأكدة مما تقولينه؟ "

 

وقفت ونظرت إليه بجدية قائلة

 

" نعم, أنا واثقة ومتأكدة تماماً مما أقوله.. جهز نفسك خوان, الليلة سأجلب لك أريا على طبقٍ من ذهب.. ولكن عليك أن تنتظرها أمام جناحي.. بعد مرور نصف ساعة سأطلب من أريا بأن تجلب لي بعض من الفواكه إلى جناحي, ستكون أنت بانتظارها عندما تخرج من جناحي.. ستأخذها إلى غرفتك وتحصل عليها.. ولا تقلق, الليلة جميع الخدم والحُراس مشغولون بأوامر سلفادور.. لن يتجرأ أحد على الاقتراب من السلالم.. لذلك تستطيع بسهولة جلب أريا إلى غرفتك والاستمتاع بها "

 

وقف خوان وعانقني بقوة.. ثم ابتعد عني وقال بسعادة

 

" أنتِ أفضل جدة في الكون, وأجملهم "

 

قهقهت بخفة, ثم نظرت إليه بجدية قائلة

 

" جهز نفسك للمهمة, سوف أُمهلك فترة ساعتين معها.. ثم سأدخل إلى غرفتك وأتفاجأ برؤية أريا نائمة على سريرك وعارية تماما, و, ودماء عذريتها على شرشف سريرك "

 

عقد خوان حاجبيه ونظر إليّ بحدة.. ثم سألني

 

" مهلا لحظة, ماذا تُخططين لفعله بـ أريا؟.. أنا أعرفكِ جيداً جدتي.. أنتِ لن تُقدمي لي أريا على طبقٍ من ذهب سوى لغاية خاصة بكِ.. يا ترى ما هي؟ "

 

ابتسمت بوسع وأجبته بصدق

 

" حفيدي, أنتَ ذكي جداً.. سأخبرك بأسبابي.. أريا قامت بخيانتي الليلة إذ أخبرت سلفادور بما فعلته بتلك العاهرة لينيا, وحفيدي قام بتهديدي بعدم التدخل مرة أخرى بينهُ وبين لينيا.. لذلك على أريا أن تدفع ثمن خيانتها لي, وبهذه الطريقة سأجعلها تُنفذ جميع أوامري لها دون أي اعتراض "

 

تجمدت ملامح خوان وتأملني بنظرات باردة.. ثم استدار وقبل أن يدخل إلى الحمام قال بنبرة هادئة

 

" سأكون أمام جناحكِ بعد نصف ساعة "

 

كنتُ أعلم بأنهُ سينفذ ما سأطلبهُ منه.. خوان زير نساء ويعشق بجنون الجنس اللطيف.. كان جدا سهل أن أُقدم له أريا على طبقٍ من ذهب..

 

خرجت من غرفة خوان بينما كنتُ أُفكر.. أريا مُعجبة بحفيدي.. هي مُجرد خادمة غبية وفقيرة وعانس.. لقد تعدت سن الثلاثين ولم تتزوج.. عندما تلد لينيا طفل سلفادور سأطرد أريا من القصر ولكن سأعطيها مبلغاً كبيراً من المال لتلتزم الصمت ولا تتفوه بحرف أمام أحد..

 

في النهاية أنا أُقدم لها خدمة بأن يلمسها الرجل الذي تعشقه.. من الجيد بأن خوان لا يكن لها أي مشاعر, هو فقط يشعر بالرغبة ليمتلكها..

 

ولكن أم العشيرة رامونا دي غارسيا, لا تعلم بأنها الآن تلعب بالنار.. وهذه النيران ستُحرقها قبل أن تُحرق الجميع...

 

 

الخادمة أريا**

 

عندما خرجت أريا من جناح السنيورا رامونا, كانت دموعها تنهمر بخوف ومرارة.. تهديد الجدة رامونا لها أرعبها جداً, حتى وإن لم يحدث شيء بينها وبين السنيور خوان.. خطواتها كانت ثقيلة وغير متأكدة وكأنها تحمل عبء العالم على كتفيها..

 

نزلت أريا إلى الطابق السفلي للقصر, حيث يُخزن الأثاث القديم في القبو.. اختارت الانعزال في هذا المكان, حيث الهدوء والظلمة تحيط بها, وحيث يُسمع صدى صوتها المكتوم يملأ الغرفة بحرية..

 

جلست أريا على أريكة مغطاة بشرشف أبيض لحمايتها من الغبار.. انعكست ملامح الحزن واليأس على وجهها المحاط بالظلام, ودموعها لم تتوقف عن التدفق..

 

بدأت أريا تفكر بتعاسة, كيف كانت تحب السنيور خوان منذ زمنٍ بعيد.. كانت تتذكر لحظة رؤيته لأول مرة عندما دخلت إلى القصر, وكيف أسرتها جاذبيته الفريدة.. ومع ذلك, كانت تدرك تماماً أن حبها له كان من جانب واحد فقط..

 

فمن المستحيل أن ينظر السنيور خوان إلى فتاة قبيحة وعانس مثلها.. فتاة فقيرة تعمل خادمة في قصر المتادور.. والدها مُزارع ولديها ثلاثة أشقاء صغار.. والدتها توفيت منذ عشر سنوات لدى ولادتها لشقيقها التوأم.. ومنذ ذلك الوقت بدأت العمل في قصر المتادور سلفادور كخادمة لأُساعد والدي بالمصروف..

 

بعد موت والدتي تركت الجامعة وعملت هنا كخادمة في المساء.. ثم عندما أحبتني أم العشيرة السنيورا رامونا طلبت من والدي بأن أبقى في القصر وأعمل في خدمتها مقابل راتب بأربعة أضعاف من راتبي الحالي في ذلك الوقت.. وافق والدي بسرعة فقد شعر بالسعادة بحجم راتبي الجديد.. وكنتُ أُرسلهُ له في آخر كل شهر ليدفع مصاريف مدارس أشقائي الثلاثة..

 

كنتُ الابنة الكبرى لـ والداي.. منذ احدى عشر سنة حملت والدتي وأنجبت شقيقي رافاييل.. وبعد مرور سنة أنجبت التوأم رامو و رامون.. ولكنها توفيت بعد ولادتهما.. تركت جامعتي وعملت هنا في القصر ولم أندم للحظة على ما فعلته..

 

من كان يتخيل بأن أعشق السنيور خوان من النظرة الأولى.. لقد أحببتهُ من النظرة الأولى عندما رأيتهُ لأول مرة في القصر.. هو أكبر مني بسنة واحدة فقط..

 

دموعي لم تجف, بينما كنتُ أتذكر أحلامي عنه, وكم كنتُ أتمنى أن يُحبني.. كنتُ أتمنى في كل يوم أن ينظر إليّ بإعجاب ولو بنظرة صغيرة وعابرة.. لكن الآن, كل ذلك يبدو وكأنه حُلم بعيد..

 

كان قلبي ينبض بشدة له.. ولكن حُبي له كان مصدرًا للألم, حيث يبدو أنني الوحيدة التي تشعر بهذه العاطفة..

 

كنتُ أرى بعذاب صديقاتهِ يأتون لزيارتهِ في القصر.. كنتُ أراقبهُ من بعيد وهو يأتي في وقتٍ متأخر إلى القصر وهو ثمل وأثار أحمر الشفاه على عنقه وقمصانه.. ولسخرية القدر كنتُ أنا من أغسل له قمصانهُ تلك..

 

ومنذ يومين حاول السنيور التحرش بي داخل غرفة نومه, قاومتهُ بذعر رغم عشقي الكبير له, فأنا لن أسمح له بلمسي أبداً, بل لن أسمح بأن أفقد شرفي حتى لو كنتُ أعشقه..

 

مسحت دموعي وقررت أن أصعد إلى الطابق الأرضي وأذهب إلى المطبخ.. ولكن ما أن دخلت إلى المطبخ حتى وقف الخادم سانتو وكلمني بتوتر

 

" أريا, أين كنتِ؟.. لقد بحثت عنكِ في كامل القصر.. السنيورا رامونا تريدكِ أن تصعدي إلى جناحها بسرعة "

 

ثم سلمني سلة الفواكه وطلب مني أن أصعد بسرعة حتى لا تغضب مني أم العشيرة.. صعدت إلى جناحها الخاص بينما كنتُ أرتعش بخوف.. الليلة السنيورا رامونا جعلتني أشعر بالرعب منها بسبب تهديدها المُخيف لي..

 

طرقت باب جناحها بخفة وسمعتُها تهتف لأدخل.. دخلت بهدوء ونظرت إليها باحترام وبتوتر.. رأيتُها تقف بجانب الأريكة وهي ترتدي قميص نومها المُحتشم, وأمرتني بعدم الاكتراث بأن أضع سلة الفواكه على الطاولة وأغادر..

 

تنهدت براحة بينما كنتُ أُغلق الباب خلفي.. ولكن ما أن مشيت خطوتين إلى الأمام حتى شهقت بذعر عندما فجأة وقف السنيور خوان أمامي..

 

نظرت إليه بإعجاب رغماً عني.. كان يرتدي قميص أسود اللون يلتصق بعضلات جسدهِ الضخم والمفتول العضلات.. كان يبدو وسيماً جداً كعادته.. بلعت ريقي بقوة وهمست بتوتر

 

" سنيور خوان, آسفة لم أنتبه لك "

 

اقترب ووقف أمامي وقال بهدوء

 

" من الجيد بأنني رأيتكِ هنا..  رافقيني إلى جناحي.. أريدُكِ أن تقومي بتنظيف الحمام وأخذ ملابسي.. أريدُكِ أن تغسيلها وتُرسلينها في الصباح إلى غرفتي "

 

نظرت إليه بخوف وهمست باعتراض

 

" لكن سنيور, أنــ... "

 

قاطعني قائلا وهو يمسك ذراعي ويسحبني خلفهُ بقوة

 

" لا تعترضي, أنتِ مُجرد خادمة في قصر ابن عمي.. ولا داعي لتخافي مني.. ما حدث منذ يومين كان مُجرد نزوة لإخافتكِ فقط "

 

سحبت يدي من قبضته ووقفت.. وقف سنيور خوان ونظر إليّ ورفع حاجبه بتساؤل.. ابتسمت بحزن وقلتُ له

 

" طبعاً سنيور, لن أعترض على أوامرك.. سأنظف الحمام وأغسل ملابسك "

 

وتبعتهُ بحزن إلى جناحه.. دخلت إلى غرفة نومه وتوجهت نحو الحمام.. ما أن دخلت إلى الحمام رأيتهُ بتعجُب نظيفاً.. كان يوجد فقط منشفتين كبيرتين على الأرض وملابس السنيور التي كان يرتديها في النهار..

 

انحنيت ولملمت الملابس والمنشفتين.. ثم وقفت, ولكن ما أن استدرت تجمدت نظراتي بذعر لا يوصف على السنيور خوان.. إذ كان قد دخل إلى الحمام وأغلق الباب خلفه..

 

ثم اقترب خطوة مني ورأيتهُ بفزعٍ شديد بدأ بخلع قميصهُ السوداء أمامي..


رواية المتادور - فصل 13 - على طبقٍ من ذهب

 

ارتعش جسدي بقوة وسقطت الملابس من يداي على الأرض.. رجعت خطوة إلى الخلف وهمست بذعرٍ شديد

 

" ســ.. سنيور خوان.. مــ.. مــ... ماذا تفعل؟ "

 

ابتسم السنيور خوان ابتسامة أرعبتني للموت ورمى قميصهُ على الأرض وبدأ يقترب مني بخطوات هادئة..

 

" لاااااااااااااااا... "

 

صرخت بجنون قبل أن يصل إليّ, وحاولت الركض ودفعهُ بعيداً من أمامي والهروب من الحمام, لكن أمسكني خوان بإحكام من ذراعاي وجذبني إليه بقوة وسحق عظامي بعناقهِ القاسي..

 

حاول تقبيلي لكن حركت رأسي بسرعة باتجاه اليسار لتستقر شفتيه على عنقي.. صرخت برعب لا يوصف عندما بدأ بتقبيل عنقي وهو يُصدر صوت همهمات مُستمتعة

 

" لا سنيور, أرجوك, أتوسل إليك دعني أذهب.. أرجوك... "

 

أنين متألم خرج من حُنجرتي عندما أمسك خصلات شعري ورفع رأسي عاليا ونظر بغضبٍ عاصف في عمق عيناي, ثم همس من بين أسنانه بغضب

 

" خادمة لعينة مثلكِ ترفضني!.. لا أريا, سوف تكونين لي الليلة.. سأحصل عليكِ ولو بالقوة "

 

صرخت بجنون عندما رفع جسدي وخرج من الحمام, وما هي سوى ثواني معدودة رماني على السرير واعتلاني وحاصر جسدي بجسدهِ الضخم..

 

قاومته.. قاومتهُ بكامل قوتي وبكيت.. بكيت وتوسلت منهُ الرحمة وتركي أذهب.. توسلت ببكاء ليتركني ولا يجعلني أفقد شرفي.. ولكنهُ مزق ملابسي كلها وأصبحت أسفلهُ عارية تماماً..

 

صرخت بجنون.. ولم أتوقف عن طلب النجدة.. ولكن تلقيت منه صفعة تلو الأخرى والأخرى..

 

حاربتهُ بكامل قوتي بينما كنتُ أرفض لمساتهِ الجريئة لجسدي.. حاربتهُ وقاومت وبكيت وتوسلت منه العطف والرحمة ليتركني.. لكن كان السنيور خوان قد فقد سيطرته تماما وبدأ يُمطر جسدي العاري بقبلاتهِ القاسية والتي أحرقت حُبي له قبل روحي المتألمة..

 

استطعت تحرير ذراعي من قبضة يده وصفعته على وجنته قبل أن يقوم بتقبيلي.. تجمد خوان ونظر إليّ بنظرات أرعبتني للموت.. ثم فجأة التف رأسي بعنف باتجاه اليسار عندما تلقيت منه صفعة قوية جعلت دماغي يرتج بفعلها..

 

أصابني الوهن.. وكنتُ أُحاول فتح عيناي والصُراخ وطلب النجدة.. ولكن شفتين قاسيتين كتمت أنفاسي بقبلة مؤلمة كالجحيم..

 

دموعي سالت كالنهر على وجنتاي بينما كان السنيور يُقبلني بوحشية أفقدتني أنفاسي وأحرقت روحي معها..

 

ثم فجأة تحرك سنيور خوان وابتعد عني ووقف, رغم ضعفي حاولت النهوض من على السرير والهروب.. ولكن ما أن تحركت صفعني السنيور بكامل قوته على وجنتي, لأسقط باستسلام تام على فراشه بانهيار..

 

فتحت عيوني المتورمة بضعف ورأيت السنيور يقف عارياً بجانب السرير, وبصدمة كبيرة رأيتهُ يضع شيئاً غريباً شفاف اللون على عضوه الذكري المنتصب..

 

لم أفهم ما كان يفعله.. كنتُ ساذجة جداً بهذه الأمور.. كما شعرت بالخجل الشديد رغم خوفي عندما رأيت السنيور عارياً أمامي..

 

حاولت من جديد النهوض عن السرير.. ولكن سقط جسدي بعنف على الفراش عندما دفعني السنيور خوان بقوة إلى الخلف..

 

عادت دموعي تنهمر بغزارة على وجنتاي بينما كنتُ أحاول مقاومة السنيور ومنعه من لمسي..

 

ولكن فجأة, رغم ضعفي والذعر الذي تحكم بجسدي, أطلقت صرخة من أعماق روحي المُحترقة عندما دفع السنيور عضوه الذكري دفعةً واحدة داخل منطقتي الحميمة..

 

" اااااااااااهههههههههههععععععهههههه... "

 

تشنج جسدي من الألم.. لم أستطع تحمُل ذلك الألم الرهيب الذي قسم ظهري ومنطقتي الحميمة وروحي إلى قسمين..

 

ارتخى رأسي إلى الخلف على الوسادة.. وارتخى جسدي أسفل جسد السنيور.. وبعذاب لا يوصف تركتهُ يعبث بجسدي ويمتلكهُ مرة تلو الأخرى والأخرى..

 

صوتي اختفى تماماً, ودموعي لم تتوقف للحظة عن الهطول من عينيّ كما لو كانت تعترض بحزن على ما يحدث معي الآن..

 

لقد فقدت عذريتي بطريقة مؤلمة جداً وبطريقة قاسية جداً مع الرجل الوحيد الذي أحببتهُ في حياتي..

 

" اللعنة كم أنتِ جميلة أريا.. أنتِ لي.. مُلكي.. مُلكي.. أنتِ مُلكي الآن... "

 

هتف خوان بتلك الكلمات وهو يقذف سائلهُ بداخلي.. ولكن لم أشعر بشيء.. لم أشعر سوى بقلبي يحترق في أتون من النار..

 

ابتعد السنيور عني وحمل جسدي الشبه الميت بذراعيه ودخل إلى الحمام.. وضعني في حوض الاستحمام, وبعذاب رأيت فخذي عليه قطرات صغيرة من دماء عذريتي..

 

أغمضت عيناي وبكيت بحرقة روح.. لقد فقدت أغلى ما أمتلكهُ في هذه الحياة.. فقدت عذريتي بطريقة مؤلمة جداً وقاسية جداً..

 

غسل خوان جسدي وعاد ومارس معي الجنس بقوة داخل حوض الاستحمام..

 

فقدت الشعور بالوقت.. فقدت الإحساس بالحياة.. فقدت الشعور بجسدي وبروحي.. كنتُ فقط أحترق.. أحترق في الجحيم بين يدين خوان دي غارسيا...

 

حملني من جديد بذراعيه وخرج من الحمام.. وضعني برفق على فراشه ثم تسطح بجانبي.. أمسك طرف ذقني بيده وحرك رأسي باتجاه اليمين ونظر في عمق عيناي بنظرات غريبة..

 

تأمل دموعي بنظرات هادئة.. ثم مسحها بأصابعه برقة, وقال بنبرة مُرعبة

 

" أصبحتِ لي أيتُها الخادمة.. أصبحتِ مُلكي أريا "

 

سالت دموعي أكثر على وجنتاي الشاحبتين, واستطع الهمس بخوف وباعتراض

 

" لا.. لا.. لا.. أنا لستُ لك.. لستُ لك... "

 

قهقه خوان بمتعة ثم قبلني قبلة قاسية على شفتاي, ثم فصل القبلة وعضني بكتفي.. أطلقت صرخة متألمة بسبب عضتهِ المؤلمة..

 

ضمني خوان إلى صدره بقوة وهمس بأذني

 

" لن أمل منكِ بسهولة أريا.. لن أمل منكِ أبداً "

 

توقف عن التكلم عندما انفتح الباب.. توسعت عيناي بذعرٍ شديد عندما رأيت السنيورا رامونا تدخل إلى الغرفة.. ثم وقفت أمام السرير ونظرت إليّ بنظرات قاتلة أرعبتني للموت...

 

انتهى الفصل


















فصول ذات الصلة
رواية المتادور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©