رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 24
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. اهلا بعودتك من جديد....
    كاتي 😭😭 ولكن احلى شي عرفت ان ماري جدتها وتقبلتها بسرعة اتها بحاجة لها الان
    مونرو غباءه يكون مع بانبي المسكيته فقط هو فقط لايريد ان يعترف لنفسه انه احبها.
    بابني اجل عليك ان تكوني قويه امام ذلك الاسد الهمجي وتعلمي درسا لن ينسى.
    متت من الضخك 🤣🤣🤣 بانبي ومرنو توم وجيري فعلا 😂😂😂😂.
    ماثيو المسكين ماذا فعلت ههههههه نظره من مونرو سوف يعترف...وباغو سوف يجن الان.

    تسلم ايدك البارت اكثر من رائع ❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث
      وفعلا بانبي و مونرو مثل توم و جاري
      وماثيو المسكين ينتظره الكثير قريبا

      حذف
  2. البارت رائع كالعادة.. انني حقا لا أصدق لقد وصل روايتك اسطورة ملك الذئاب الى مليون مشاهدة في سنة واحدة حرفيااا انا لا اطيق الانتضار اكثر نريد منكي جزء ثاني ارجوكي.. انتِ اول كاتبة إلى هذه الدرجة اتعلق برواياتك احب طريقة سردك أفكارك وطريقة كتابتها.. ارجوكي ومن الممكن أن اتعبك معي اريد منك كتابة جزء ثاني من رواية اسطورة ملك الذئاب ارجوكي ليس لدي صبررر.... نحبك جدااا هافن...

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من أعماق قلبي
      أسطورة ملك الذئاب كانت أول رواية أكتبها مع رواية حياتي سجن وعذاب في حسابي القديم
      أشكركِ من قلبي أحببتِ رواياتي
      وسأفكر بكتابة جزء ثاني لها قريبا

      حذف
  3. البارت رائع لا أعرف ماذا اكتب فقط لاعبر عن جمالهااا شكراا لك من أجل البارت ♥️♥️♥️♥️♥️♥️😭😭

    ردحذف
    الردود
    1. يا قلبي أنتِ شكرااااااااااااااااااااا

      حذف
  4. تحفه بجد تسلم ايدك 👏🏻👏🏻 يا قلبي اتمنلك التوفيق والنجاح الدائم

    ردحذف
  5. جميله جدا جدا
    وياريت فعلا ترجعلنا روايه حياتي سجن وعذاب لأنها أكثر من رائعه

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      قريباً جدا سأبدأ بإعادة كتابة حياتي سجن وعذاب ونشرها هنا

      حذف
  6. رووووعة.... عود احمد💓💓💓

    ردحذف
  7. من اجمل الروايات لعام 2023 مبدعة دائما هافن

    ردحذف
  8. اهلا بك هافن و بعودتك انتظرنا عودتك حقا رواياتك لا تمل مبدعة جدا ... لقلبك السعادة ❤️❤️🌹🌹🌹❤️❤️❤️❤️❤️❤️🌹🌹🌹💖💖💖❤️❤️💖💖

    ردحذف
  9. ماذا يحدث كات كدبت علي مومو ودعت ان ماثيو اب طفلها

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 24

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي



أسدي






بانبلينا**


 

أمسكت بيد مونرو وشبكت أصابعي بأصابعه ونظرت بحزنٍ عميق إليه.. كان حزينا وخائفا جداً على شقيقته.. لأول مرة أرى مونرو بيلاتشو بهذا الضعف.. لأول مرة يسمح لأحد برؤيتهِ بهذا الضعف..

 

التزمت الصمت بينما كنا ننتظر الطبيب ماركو ليخرج من تلك الغرفة.. وتمنيت أن تكون كتالينا بخير.. فهي صديقتي الوحيدة وأنا أُحبها جداً..

 

تنهدت بحزن وتوقفت عن النظر إلى وجه أسدي الوسيم لأنني لا أستطيع رؤيتهُ ضعيفا وخائفا.. حركت بؤبؤ عيناي ونظرت إلى يدي الممسكة بيده


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

لأول مرة يسمح لي بلمس يده.. لم يعترض ولم يتشاجر معي بل تركني أمسك بيده.. كانت يدهُ باردة وترتعش بخفة.. أصابعهُ الطويلة كانت تقبض على أصابعي الصغيرة بخفة وهي ترتعش كذلك..

 

كم أردت أن أُخفف عنه قلقهُ وخوفهُ على شقيقتهِ الوحيدة لكنني جبانة ولم أتجرأ على لفظ كلمة واحدة حتى لا أجعلهُ يغضب مني..

 

وبعد وقتٍ طويل خرج أخيراً الطبيب ماركو من تلك الغرفة وفوراً سحب مونرو قبضته من يدي ووقف وركض باتجاه ماركو وبدأ يسألهُ عن وضع كاتي..

 

وقفت بخجل بجانب مونرو أنظر إلى الطبيب.. كنتُ أتذكر بحياء كيف كشف على عذريتي.. لا يجب أن أخجل منه فهو في النهاية طبيب ولكن كلما تذكرت ما فعلهُ مونرو بي قلبي يحترق حُزنا وألماً بسببه.. مستحيل أن أُسامحهُ على ما فعلهُ بي منذ البداية لغاية فحص عذريتي..

 

لكنني حمقاء فأنا غارقة بحبهُ لحد الجنون.. وأنا مثل الغبية استسلمت لقبلاته ولمساتهِ عندما عاقبني بطريقة خطفت أنفاسي.. يجب أن أكون قوية وأمنعهُ عن لمسي..

 

وبينما كنتُ أفكر بذلك سمعت براحة ما قالهُ الطبيب عن صحة كاتي.. الحمدُ الله هي بخير.. هي تعاني فقط من فقر الدم كما توقعت..

 

وهكذا انتهت ليلتنا الكارثية من الخروج من المستشفى برفقة كاتي وذهابنا إلى القصر..

 

جلست على طرف السرير ونظرت بعاطفة إلى كاتي وسألتُها بحنان

 

" هل ترغبين بأن أُساعدكِ بتبديل ملابسكِ كاتي؟.. سأجلب لكِ قميص نوم و... "

 

قاطعتني بضعف قائلة

 

" لا.. لا أريد.. أقصد.. أنا أستطيع تبديل ملابسي بمفردي.. شكراً لكِ بانبي ولكن لا تحزني مني حبيبتي أرغب بالبقاء بمفردي قليلا "

 

أومأت لها موافقة ثم انحنيت وقبلت جبينها برقة ثم استقمت وتمنيت لها أحلاماً سعيدة وخرجت من الغرفة.. أغلقت الباب بهدوء وما أن كنتُ على وشك الذهاب إلى غرفتي تجمدت بأرضي عندما رأيت السيدة ماري تركض مُسرعة باتجاه غرفة كاتي..

 

وقفت أمامي وتأملتني بنظرات فزعة وهتفت بذعر دون أن تنتبه لنفسها

 

" أين هي حفيدتي؟!.. ما بها حفيدتي؟!.. أخبريني أنسة بانبي ما بها حفيدتي كتالينا؟!.. ماذا أصابها؟!.. لماذا أخذها السيد إلى المستشفى؟!.. ما بها صغيرتي كاتي؟!!.. إلهي لن أتحمل أبداً خسارتي لحفيدتي.. هل هي بخير؟.. و... "

 

توسعت عيناي بذعر وقاطعتها بسرعة هامسة لها بخوف

 

" هششش.. سيدة ماري أخفضي صوتكِ فقد تسمعكِ كاتي فهي لم تنم لغاية الآن و... "

 

توقفت عن التكلم وتوسعت عيناي بذعرٍ شديد عندما سمعت صوت الباب خلفي ينفتح وسمعت صوت كاتي تهمس بذهول وبصدمة كبيرة خلفي

 

" ماذا قلتِ نانا ماري؟!.. أنا حفيدتُك؟!! "

 

ارتعشت بذعر ونظرت بفزعٍ لا يوصف إلى ماري والتي كانت تنظر برعب وبصدمة كبيرة إلى كتالينا وعيونها بدأت تذرف الدموع


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي


ارتعش فك ماري بعنف وهمست بخوف وبتلعثم

 

" أنا.. أنا.. أنسة كاتي أنــ.. أنا.. كنتُ أقصد بأنني أعتبركِ كحفيدتي و... "

 

انتفض جسدي بعنف ونظرت بذعر إلى كاتي عندما قاطعة ماري وهتفت بضعف وبمرارة بوجهها

 

" لا تكذبي عليّ.. لقد سمعت بوضوح ما تفوهتِ به.. أنتِ جدتي؟.. أخبريني بالحقيقة والآن "

 

حاولت الاقتراب من كتالينا لكنها رفعت ذراعها أمامي ومنعتني من الاقتراب منها.. رأيتُها بحزن تقترب بخطوة مُتعرجة من السيدة ماري ووقفت أمامها وهتفت بمرارة

 

" أخبريني يا امرأة.. أنتِ جدتي الحقيقية نعم أم لا؟.. تكلمي "

 

سالت دموع ماري بكثرة على وجنتيها وهمست بصوت بالكاد سمعناه

 

" نعم.. أنا جدتُكِ أنسة كتالينا "

 

وما أن لفظت ماري بتلك الكلمات حتى رأيت بذعر لا يوصف جسد كتالينا يترنح ثم سقطت على الأرض غائبة عن الوعي..

 

" لاااااااااااااا.. حفيدتي.. "

 

" كتاليناااااااااااا.... "

 

هتفنا بذعر أنا والسيدة ماري وجثونا على الأرض وبدأنا بمحاولة رفع جسد كاتي..

 

ثواني قليلة انتفضنا بذعر عندما سمعنا مونرو يهتف بغضب أعمى

 

" ما اللعنة.. كاااااااااااتي.. ابتعدوا عنهااااااااااا... "

 

وقفت بجانب السيدة ماري ننظر بخوف إلى مونرو وهو يحمل جسد كاتي ويركض داخلا إلى غرفتها.. تبعناه ووقفنا أمام السرير ننظر بقلق إلى كاتي و مونرو الذي كان يمسح على وجه شقيقتهِ برقة ويُحاول جعلها تستيقظ وهو يهتف لها بقلق وبخوف

 

" كاتي.. صغيرتي الجميلة.. استيقظي.. هيا استيقظي صغيرتي... كاتي.. كاتي... "

 

لكن عندما لم تستجب كاتي له وتستيقظ رأيت بفزعٍ شديد مونرو يبتعد عنها ببطء ثم وقف ونظر إلينا بنظرات حادة وغاضة ومُخيفة جداً..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

بلعت ريقي بقوة وتأملتهُ بخوف وبدأ جسدي يرتعش وفكرت بذعر.. أبي.. أمي.. ساعدوني سيقتلني مونرو بيلاتشو الآن عندما يعرف بما حدث..

 

سمعتهُ بذعر يسألنا بنبرة جامدة وجادة وحادة وغاضبة

 

" ماذا حدث لشقيقتي؟.. أخبروني وبسرعة "

 

توقف عن التكلم واقترب خطوة وتابع قائلا بحدة

 

" أريد الحقيقة.. تكلما واللعنة.. "

 

انتفضت بعنف بسبب خوفي منه ورأيت السيدة ماري تبكي بصمت وهي تنظر إلى مونرو بنظرات مُرتعبة..

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بتلعثم

 

" هو.. هي.. كاتي.. سمعت.. لقد سمعت السيدة مــ... اااااااععععععععه.... "

 

انتفض جسدي بعنف وهتفت بذعر في النهاية عندما هتف مونرو بغضب أعمى علينا

 

" تكلمي بسرعة واللعنة.. ماذا سمعت كاتي؟ "

 

هنا رأيت السيدة ماري تُخفض رأسها إلى الأسفل وتساقطت دموعها بكثرة على الأرض وقالت ببكاء

 

" لقد أخبرت سابقاً السيدة بانبلينا بأنني أكون جدة الأنسة كاتي.. ومنذ قليل عندما عرفت بأن حفيدتي كانت في المستشفى شعرت بالخوف الشديد عليها وركضت صاعدة إلى هنا و.. وعندما رأيت السيدة بانبي أمامي هتفت دون انتباه مني أسألها عن ما حدث لحفيدتي و.. و.. والأنسة كاتي سمعتني وعرفت الحقيقة "

 

تجمدت نظرات مونرو عليها ورأيت عروق عنقه تنفر وتنتفض بقوة.. عرفت بأنهُ غاضب.. بل غاضب لحد اللعنة.. لذلك تحركت بسرعة ووقفت أمام السيدة ماري ونظرت إلى مونرو وكلمتهُ بنبرة هادئة حتى أجعلهُ يهدأ ولو قليلا

 

" لا تغضب منها لو سمحت.. في النهاية كانت كاتلينا ستعرف الحقيقة و... "

 

ارتعش جسدي بعنف عندما قاطعني مونرو هاتفا بغضب أعمى

 

" اخرسي.. وإياكِ أن تتفوهي بحرف أمامي الآن وإلا عاقبتكِ "

 

ثم نظر خلفي باتجاه السيدة ماري وقال لها بأمر

 

" اقتربي وقفي أمامي يا امرأة "

 

رأيت بذعر السيدة ماري تقترب لتقف بجانبي ونظرت إلى مونرو بنظرات خائفة وهي تبكي وتكتم شهقاتها.. اقترب مونرو منها ووقف أمامها وقال بنبرة حادة غاضبة

 

" منذ سنوات طويلة كنتُ أطلب منكِ أن تُخبري كاتي بحقيقة من تكونين بالنسبة لها لكنني احترمت قراركِ بعدم الإفصاح لها بأنكِ جدتها.. والليلة دون سواها اخترتِ عدم الانتباه والبوح بأنها حفيدتكِ.. شقيقتي مريضة وحضرتكِ جعلتها تتلقى صدمة كبيرة لم تتحملها.. ماذا تريدين مني فعلهُ بكِ الآن ماري؟.. تكلمي "

 

شهقت ماري بقوة وأجابته ببكاء

 

" آسفة سيد بيلاتشو.. كانت زلة لسان مني.. لم أنتبه لنفسي بسبب خوفي الكبير على حفيدتي "

 

تنهد مونرو بقوة ثم أمرها بحدة

 

" اذهبي إلى غرفتكِ "

 

لكن ماري مسحت دموعها وسألتهُ بتوتر

 

" هل ستطردني من القصر سيدي؟.. هل ستحرمني من رؤية حفيدتي؟ "

 

تأملها مونرو بنظرات جادة وكلمها بنبرة حازمة

 

" هذا القرار يعود إلى كتالينا.. هي من ستقرر مصيركِ ماري.. والآن عودي إلى غرفتكِ و... "

 

وهنا قاطعته كاتلينا قائلة بضعف

 

" مومو.. أريد البقاء مع ماري بمفردنا قليلا.. لو سمحت "

 

التفتَ مونرو ونظر إلى كاتي بسعادة ثم ركض وجلس بجانبها وعانقها بقوة ثم قبلها على جبينها وأبعد خصلات شعرها عن وجهها وكلمها بحنان قائلا

 

" هل تشعرين بخير صغيرتي؟.. إن أردتِ سأتصل بالطبيب ماركو وأطلب منه القدوم إلى قصري و.. "

 

قاطعته كاتي عن التكلم بينما كانت تنظر إلى جدتها بنظرات غريبة

 

" أنا بخير مومو.. لا داعي لتتصل بالطبيب.. والآن هل تسمح لي بالتكلم على انفراد مع نانــ.. مع جدتي "

 

أجابها مونرو موافقا ثم وقف وتقدم باتجاهي وأمسكني من معصمي وجذبني خارج الغرفة وصعد إلى جناحه..

 

كنتُ أتبع خطواته شبه راكضة بينما قلبي كان ينبض بسرعةٍ رهيبة من جراء الخوف.. فتح باب جناحه وجعلني أدخل بالقوة ثم صفع الباب بعنف ووقف أمامي وهو يُكتف كلتا يديه على صدره وتأملني بنظرات حادة غاضبة وكلمني بنبرة مُخيفة

 

" منذ متى وأنتِ تُخفين عني هذا السر بانبي؟ "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بتلعثم بسبب خوفي الشديد منه

 

" أنا.. مـ... أنا.. منــ... منذ فترة ليست بطويلة "

 

اقترب مونرو مني وهو يحدق في عينيّ بنظرة غاضبة مُرعبة وهمس بحدّة

 

" زوجتي لا تُخفي عني أسرار.. زوجة مونرو بيلاتشو لا يجب عليها أن تُخفي أسراراً عنه.. والسبب بسيط جداً.. لا يحلو لي أن تُخفي زوجتي عنّي أي سرٍّ لعين.. وأنتِ أخفيتِ سراً لعيناً عني "

 

توسعت عينيّ بذعر وهمست له بجرأة رغم خوفي الكبير منه

 

" كيف كان لي أن أعلم بأنك لا تريدني أن أُخفي عنك أي سرّ؟.. فأنتَ طيلة الوقت تُعاقبني بسجني في غرفتي.. وإن تنفست تُعاقبني.. وإن كلمتُك تُعاقبني.. وإن نظرت إليك تُعاقبني.. وإن أردت التنزه خارج القصر تُعاقبني.. وإن أردت التكلم مع أي أحد من حُراسك أو خدمك تُعاقبني..  "

 

توقفت عن التكلم ورأيت مونرو يتأملني بنظرات مُندهشة.. فتملكتني الشجاعة أكثر وتابعت هاتفة بوجهه بكبرياء

 

" لقد مللت منك ومن عقابك لي طيلة الوقت.. هل تظنني طفلة؟!.. أنا لستُ طفلة.. كما لقد مللت منك نهائياً.. أنا حرة نفسي.. وزواجنا اللعين ليس سوى حبراً على ورق.. سأستخدم أموال والدي التي ورثتها منه وأبتعد عنك إلى الأبد لأستريح من جنونك "

 

سأموت.. سيقتلني الآن....

 

هذا ما رددهُ عقلي عندما ظهرت على وجهه علامات الانفعال والاحتقان وبدت علامات الغضب واضحة على وجهه كما رأيت عينيه تشتعل بالغضب الكاسح.. بل حرفياً كانت عيونه تقذف شرارات الغضب وكأنها كانت على وشك الانفجار..

 

رجعت خطوة إلى الخلف عندما اقترب مني مونرو خطوة ثم صرخت بصوتٍ مكتوم عندما هتف بوجهي بقوة

 

" أنا مجنون.. مجنون وبقوة.. اوه نعم أعترف بذلك.. ولكن سأجعلكِ ترين ما أستطيع فعلهُ بجنوني يا زوجتي العزيزة "

 

وقبل أن ينقض عليّ صرخت برعب وركضت باتجاه الباب وفتحته وركضت بسرعة الصاروخ في القصر وأنا أهتف بفزع

 

" ساعدوني.. سيقتلمي هذا الأسد المجنون.. باااااابلو ساعدني... النجدةةةةةةةةةة..... "

 

توسعت عيناي بذعر عندما سمعت خطواتهِ تقترب مني من الخلف وهو يهتف بغضب جنوني

 

" بااااااااانبي.. توقفي في مكانك واللعنة.. توقفي في الحااااااااااال.... "

 

التفت إلى الخلف وأطلقت صرخة عنيفة عندما رأيت الأسد الهمجي مونرو على وشك أن يمسك بي.. ركضت بكامل قوتي ودخلت إلى غرفة السفرة الفخمة واحتميت خلف طاولة السفرة العملاقة المزودة بسطح من الخشب اللماع المصنوع من خشب الأرز والمطلي بالذهب على أطرافه مع قواعد خشبية ضخمة على شكل أسدين ضخمين مطليين بالذهب الخالص..

 

وقفت خلف الكرسي ألهث بقوة بينما الأسد مونرو كان يقف من الجهة المُقابلة لي وهو يتأملني بنظرات قاتلة.. ثم هتف بغضب على الخدم المساكين

 

" أخرجوا جميعكم من قصري وعودوا إلى المبنى الخاص بكم قبل أن أقتلكم.. تحركواااااااااااا.. "

 

فروا جميعهم بسرعة البرق وخرجوا من القصر وتركوني بمفردي مع الأسد الغاضب.. نظرت بحسرة باتجاه الباب وفكرت بخوف.. أين هو بابلو؟!.. لماذا لم يأتي لإنقاذي؟!!...

 

وبينما كنتُ أفكر بذلك شعرت بحركة أمامي وفورا حركت بؤبؤ عيناي ورأيت الأسد مونرو يتحرك بخفة وبسرعة باتجاهي وهو على وشك الإمساك بي..

 

أطلقت صرخة رعب من أعماق قلبي

 

" اااااااااااااااااااعععععععععععععع.. ساعدووووووووووني.... "

 

تحركت بسرعة من مكاني قبل أن ينقض عليّ الأسد الغاضب.. أصبحت في الجهة المُعاكسة لـ مونرو ورأيتهُ يقف في مكاني السابق وهو يتأملني بنظرات تتوعد لي بالموت..

 

بلعت ريقي بقوة عندما هتف بحنق وبغضب جنوني

 

" تعالي إلى هنا أيتها الجبانة.. هذه الطاولة اللعينة لن تحميكِ مني بانبي.. نفذي أوامري وتعالي إليّ بإرادتكِ وإلا لن يسركِ بتاتاً ما سأفعله "

 

رفعت رأسي بكبرياء وتأملتهُ بنظرات حادة وبجرأة أجبته

 

" لا.. لن أقوم بتنفيذ أوامرك اللعينة.. أنا لستُ عبدة لديك.. أنا زوجتُك أيها الأسد الهمجي.. عليك أن تتحكم بغضبك وتتوقف عن إرهابي "

 

تأملني مونرو بنظرات مُندهشة ثم رأيت بذعر بريق يلمع في عينيه بينما كان يتأملني بنظرات خبيثة مُخيفة واضحة..

 

ارتعش جسدي بقوة عندما رأيتهُ يبتسم بخبث ثم بدأ يخلع سترتهُ ورماها بعيداً.. ثم خلع حذائه وجوربيه ووقف يتأملني بنظرات ماكرة وكلمني بهدوءٍ مُخيف

 

" حسناً إذا يا زوجتي العزيزة.. عليكِ أن تتحملي نتيجة تصرفاتكِ الطفولية اللعينة معي "

 

وقبل أن أفهم ما كان يقصد بكلماتهِ تلك رأيتهُ بفزع يقفز على الطاولة وركض فوق شرشف المصنوع من الحرير والمطرّز والمشغول بالخرز و الأورغنزا وخيوط من الذهب والذي كان يمتد على الطاولة بشكل مُسطح مستطيل.. والذي يتماشى لونه مع ألوان الكراسي المُنجدة و الستائر و قطعة السجاد التي تفترش الأرضية..

 

وقفت بصدمة أنظر إليه وهو يركض فوق الطاولة وقفز بمهارة ليقف أمامي بعنفوان وهو يبتسم ابتسامة شريرة مُخيفة..

 

" ااااااااااااعععععععععععععععع..... "

 

أطلقت صرخة رعب نابعة من أعماق روحي.. وما أن تحركت لأهرب منه أمسكني من معصماي وجذبني بعنف إليه ليلتصق صدري بعضلات صدرهِ القوية..

 

قاومتهُ بفزع وحاولت تحرير نفسي بينما كنتُ أركلهُ وأتخبط بجنون وأهتف بهستيرية

 

" لااااااااااااااا.. دعني أيها الأسد الهمجي.. دعني... "

 

توقفت كلياً عن الحركة عندما أحرقت أنفاسهِ الحارة شحمة أذني وسمعتهُ يهمس بتهديد في أذني

 

" طفلتي الغبية.. حان الوقت لتعرفي ما يعنيه أن تكوني زوجة مونرو بيلاتشو.. "

 

ارتعش جسدي بعنف في أحضانه وتابع مونرو هامسا في أذني

 

" حان الوقت لتعرفي ما يعنيه أن تكوني زوجتي.. زوجة الأسد الهمجي طفلتي "

 

شعرت بجسدي يرتفع عن الأرض واستقرت معدتي على كتفه وتدلى رأسي إلى الأسفل واستقرت نظراتي على مؤخرتهِ المشدودة والجميلة..

 

وما أن تحرك حتى بدأت أبكي وأضرب ظهره بكلتا يداي بينما كنتُ أحاول رفع جسدي والقفز.. صفعتين مؤلمتين كالجحيم تلقتهما مؤخرتي المسكينة من ذلك الأسد الهمجي بينما كان يصعد باتجاه جناحه..

 

رأيت بابلو يقف بجانب السلالم في الطابق الثاني وهو يتأملنا بنظرات فرحة.. بكيت بعنف وهتفت لـ بابلو حتى ينقذني من الأسد

 

" ساعدني بابلو أرجوك.. سيقتلني هذا الهمجي.. ساعدني أرجوك "

 

لكن لصدمتي الكبيرة ابتسم بابلو بوسع وهتف بمرح

 

" إنهُ زوجكِ أنسة بانبي.. استمتعي الليلة مع السيد "

 

توقفت عن البكاء ونظرت إلى بابلو بذهول بينما كان يُلوح لي بيده مودعا ثم استدار وعاد إلى غرفة نومه..

 

انتحبت وبكيت بمرارة عندما تابع مونرو الصعود إلى الطابق العلوي باتجاه جناحه وهو يضحك ضحكة شريرة مُخيفة..

 

وما أن دخل إلى غرفة نومه صرخت بجنون عندما رماني على سريره وحاصرني بسرعة بجسدهِ الضخم قبل أن أتحرك..

 

أمسك بكلتا ذراعاي ورفعهما لفوق رأسي وثبتهما بقبضة يدهِ اليسرى ونظر إليّ بنظرات ماكرة مُخيفة..

 

شهقت بقوة وتوقفت عن البكاء وهمست له بخوف

 

" أعتذر.. أنا أعتذر.. يمكنك الآن تحريري والسماح لي بالعودة إلى غرفتي لأنام.. لقد اعتذرت منك وبصدق "

 

ارتعش جسدي بعنف عندما قرب وجههُ من وجهي وهمس برقة بينما كان ينظر في عمق عيناي بطريقة غريبة

 

" ومن قال لكِ بأنني أريدكِ أن تعتذري مني يا زوجتي الطفلة والغبية "

 

نبض قلبي بسرعة جنونية بينما كنتُ أنظر إليه بذهول وبفزع.. فجأة خرجت صرخة صغيرة متفاجئة من فمي والتي كتمها مونرو بسرعة بشفتيهِ عبر قبلة قاسية أفقدتني أنفاسي.. و.. وأفقدتني نفسي معها...

 

بدل أن أقاومهُ وأصرخ وأمنعهُ من تقبيلي كنتُ أذوب بين يديه وأسفلهُ بسبب قبلتهُ المُتملكة والقاسية والجميلة..

 

 

انتباه مشهد جريء**

 

 

ارتعش جسدي بمتعة بينما يدهُ اليمنى كانت تتجول بحرية على كتفي ثم صدري ثم بطني.. شهقة مكتومة خرجت من حُنجرتي عندما أمسك مونرو قميصي من الياقة وسحبها بعنف لتتقطع الأزرار كلها..

 

أغمضت عيناي بضعف وبخجل وبدون خبرة بدأت أتجاوب مع قبلتهُ المُتملكة.. حرر كلتا يداي من قبضته ولكنني لم أستطع تحريكهما فجسدي بكامله كان مُتخدرا من المتعة بينما مونرو يُقبلني قبلة جنونية وهو يمتص كلتا شفتاي بشهية..

 

أمسك حمالة صدري بكلتا يديه وقطعها بعنف ورعشة لذيذة اجتاحت جسدي عندما شعرت بيديه تُداعب صدري وحلماتي..

 

توقف مونرو عن تقبيل شفتاي وشعرت بشفتيه تستقر على بشرة عنقي.. أملت رأسي إلى جهة اليسار عندما بدأ بتوزيع قبلاتهِ الحارة على ترقوتي نزولا إلى صدري..

 

شهقة عميقة خرجت من فمي عندما استقرت شفتيه على حلمتي وبدأ يمتصها بشهية ويُداعبها بلسانه..

 

تصلب جسدي من المتعة ثم ارتخى بلذة أسفل الأسد الوسيم بينما كان يُداعب صدري الأيمن بيدهِ اليمنى ويمتص حلمتي بجنون.. بينما يده اليسرى استقرت على بنطالي وقام بفك الزر ثم السحاب..

 

كنتُ مُستسلمة له وبالكامل دون إرادتي ولم أعترض عندما أخفض بنطالي إلى الأسفل وبدأ بمداعبة مهبلي من فوق سروالي الداخلي بأصابعه..

 

عرفت بأنني الليلة سأفقد عذريتي مع زوجي المجنون والوسيم.. ولكن رغم غضبي وحُزني منه لم أستطع التحكم بجسدي ومنعه.. بل استسلمت له من مُجرد قبلة..

 

شهقت بقوة وارتعش جسدي بعنف عندما توقف عن تقبيل حلمتي واستقرت شفتيه على معدتي ثم سُرتي.. أنفاسي تسارعت ونبضات قلبي تسابقت معها..

 

عضضت شفتي السفلية عندما أخفض مونرو سروالي الداخلي برقة إلى الأسفل ثم سحبه مع بنطالي وأخرجهما من قدماي.. ارتعشت بعنف عندما فرق ساقاي عن بعضهما وشعرت بأصابعهِ تُداعب مهبلي بطريقة جعلتني أرتعش بجنون من رأسي إلى أخمص قدماي..

 

رفعت رأسي عاليا وأمسكت بكلتا يداي الوسادة وضغطت بعنف عليها عندما شعرت بلسانهِ يُداعبني في الأسفل.. تأوهت بنعومة وبمتعة رغما عني عندما أدخل طرف لسانهُ في فتحة مهبلي..

 

كنتُ في عالمٍ مُختلف بين يديه.. عالم جميل وساحر.. عالم لا مثيل له.. كنتُ ثملة جراء لمساتهِ لجسدي الجريئة ولحسهُ لمهبلي.. شعور جميل لم أختبره في حياتي كلها..

 

فجأة توقف مونرو عن مُداعبتي في الأسفل.. فتحت عيناي ونظرت إليه بضياع بينما كنتُ أتنفس بسرعة.. رفع مونرو رأسه وتأملني بنظرات غريبة ثم همس بصوتٍ مبحوح

 

" سوف تتحولين إلى امرأة الليلة بانبي.. سأجعلكِ تتعلمين كيف تكونين امرأتي وتُسعديني وأسعدكِ "

 

رفع جسده عاليا ورأيته يجلس على ركبتيه وسط ساقاي المفتوحتين ورأيتهُ بخجل يفتح زر بنطاله ثم السحاب ثم أخفضه قليلا ورأيت بحياء انتصاب عضوه الذكري الضخم من خلف سروالهِ الداخلي الأسود..

 

أغمضت عيناي بخجل عندما أخفض سرواله الداخلي ورأيت عضوه الذكري المنتصب.. ارتعشت بقوة عندما شعرت بجسدهِ ينخفض ثم أصبح فوقي..

 

شهقت بقوة عندما لامس عضوه الذكري مهبلي وشعرت بذبذبة غريبة في جسدي..

 

" جميلة.. جميلة جداً "

 

سمعت بسعادة مونرو يهمس بتلك الكلمات ثم استقرت شفتيه على خاصتي.. بادلتهُ القبلة بخجل بينما عضوه الذكري كان يحتك صعودا ونزولا على مهبلي جعلني أرتعش بجنون من جراء المُتعة..

 

وبخجل رفعت كلتا يداي ووضعتهما على كتف مونرو وبدأت بخجل ألمسهُ بينما كنتُ أتبادل معهُ القبلات بطريقة جنونية راغبة وبشغف..

 

كنتُ بين يديه مثل اللعبة يستطيع أن يتحكم بها كيفما شاء.. والغريب لم أعترض لأنني كنتُ أرغبهُ بجنون رغم علمي بأنني سأندم عندما أستيقظ من هذه الرغبة..

 

توقف مونرو عن تقبيلي وهمس بأنفاس مُتسارعة بينما كان يتحرك في الأسفل بسرعة وهو يجعل عضوهُ الذكري يحتك بسرعة على مهبلي

 

" طفلتي الجميلة أبلغي نشوتكِ الآن.. هيا طفلتي.. "

 

خدشت ظهره بأظفاري عندما أغرق حلمتي بفمه وتسارعت حركت جسدهِ.. تأوهت بعمق وشعرت بأنني في الجنة عندما أحسست بذلك الشعور الجميل وبجسدي يتصلب بمتعة كبيرة أسفل أسدي مونرو..

 

ولكن قبلات مونرو على صدري ولمساتهِ الجريئة لجسدي جعلتني أغرق بتلك الحمم من جديد.. أغمضت عيناي بسعادة وهمست لهُ دونَ أن انتبه

 

" مونرو.. أريدُك... "

 

توقف مونرو عن تقبيل معدتي وشعرت بجسدهِ يتصلب..

 

 

انتهى المشهد الجريء**

 

 

فتحت عيناي ونظرت إلى وجه مونرو بدهشة وبعدم الفهم.. كان يتأملني بنظرات جامدة أرعبتني.. تأملتهُ بقلق وهمست لهُ بخوف

 

" مونرو.. أنتَ بخير؟ "

 

رأيت فكهُ يرتعش ثم رأيتهُ يستقيم وابتعد عني ووقف موليا لي ظهره وسمعتهُ بفزع يُكلمني بنبرة باردة لا حياة بها قائلا

 

" انتهى الدرس هنا.. ارتدي ملابسكِ وغادري غرفتي في الحال.. ما زال أمامكِ الكثير لتصبحي امرأة أرغبها وأريدُها بجنون.. اذهبي بسرعة.. هيا تحركي.. غادري غرفتي وفي الحااااااااال... "

 

تساقطت دموعي كالنهر على وجنتاي وخدودي بينما كنتُ أراه يتجه بخطوات سريعة باتجاه الحمام وهو يشتُم بغضب..

 

انتفض جسدي بعنف عندما صفع مونرو باب الحمام بعنف.. رفعت يدي اليمنى وغطيت بها فمي لأمنع شهقاتي من الخروج من حُنجرتي.. مسحت دموعي بيدي الأخرى ونزلت عن السرير بقدمين ترتعشان بعنف..

 

ولا أعرف كيف استطعت ارتداء ملابسي وحمالة صدري وقميصي الممزقتين ثم ركضت خارجة بسرعة الريح من غرفة نومه وجناحه للأسد اللعين والهمجي..

 

رميت نفسي على سريري ودفنت رأسي في الوسادة وبكيت بمرارة وبتعاسة كبيرين.. لقد جرحني بعمق من جديد.. لقد أزلني وجرح كبريائي كامرأة.. لقد أهان أنوثتي.. لقد أهانني من جديد مونرو بيلاتشو..

 

ولكن أنا هي من سمحت لهُ وبغباء بإهانتي من جديد.. بسبب حُبي اللعين له ضعفت أمامهُ وكنتُ على وشك أن أُسلمهُ عذريتي وبكامل إرادتي وعشقي له.. أنا الوحيدة المُلامة على ما حدث لي منذ قليل.. أنا المذنبة الوحيدة لأنني سمحت لهُ بإهانتي بتلك الطريقة المُذلة..

 

بكيت وانتحبت بجنون لوقتٍ طويل.. طويل جداً.. وغفوت وأنا أشهق بإرهاق وبضعف....

 

 

ماري**


 

بعد مُغادرة السيد مونرو الغرفة برفقة السيدة بانبي وقفت بتوتر أنظر إلى حفيدتي والتي كان وجهها شاحباً جداً.. لم تتوقف دموعي الساخنة عن السيلان للحظة واحدة بينما كنتُ أنتظر حفيدتي لتُكلمني..

 

" توقفي عن البكاء نانا واجلسي على هذا الأريكة لنتكلم "

 

كلمتني كاتي بنبرة هادئة ضعيفة وأشارت لي بيدها باتجاه الأريكة بجانب سريرها.. مسحت دموعي ونظرت إليها بامتنان


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

كنتُ ممتنة لها لأنها ترغب بالتكلم معي وبالتأكيد ترغب بمعرفة الحقيقة مني.. ابتسمت لها بمحبة ومشيت بهدوء وجلست على الأريكة.. كتفت يداي وتأملتُها بتوتر قائلة وبقلق

 

" تبدين مُرهقة أنستي.. وجهكِ شاحب ومُلطخ قليلا بالكُحل.. هل يمكنني تنظيفهُ لكِ قبــ... "

 

تأملتني حفيدتي بحزن


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

ثم قاطعتني قائلة بضعف

 

" أنا بخير.. كما يمكنني تنظيف وجهي بنفسي "

 

بدأت تحاول الجلوس وهنا وقفت بسرعة وقلتُ لها بقلق

 

" لا تتحركي.. سوف أساعدكِ "

 

ولكن قبل أن أخطو خطوة واحدة منها جلست بهدوء وقالت بحزم

 

" أنا لستُ طفلة.. وطبعا لستُ ضعيفة ولا أحتاج لمساعدة أحد.. تذكري جيدا من أكون.. اجلسي "

 

أومأت لها موافقة وجلست بهدوء كما طلبت مني.. ازداد مُعدل ضربات قلبي وشعرت بالقلق و التوتر و بالخوف.. كنتُ أُفكر بذعر بأنها لن تتقبلني كجدة لها وستطلب مني المُغادرة والابتعاد عنها إلى الأبد.. وتفكيري هذا أرعبني بشدّة..

 

سمعت حفيدتي كاتي تُكلمني بجدية قائلة

 

" أريدُ أن أسمع مني كامل الحقيقة.. من هي أمي وما هو اسمها؟.. وكيف كانت حياتها؟.. وكيف ماتت والسبب؟.. ولماذا أخفيتِ عني بأنكِ جدتي؟ "

 

فركت كلتا يداي ببعضهما بتوتر وأجبتُها بصدق

 

" أمكِ تدعى ماريا وهي ابنتي الوحيدة..... "

 

وبدأت أُخبرها بالتفصيل عن حياة ابنتي وكيف أحبت غويدو بيلاتشو الظالم والقاتل.. أخبرتُها كيف قتل غويدو ابنتي وكيف أنقذها مونرو وبحث عنها في المياتم كلها في إيطاليا حتى وجدها وقام بتربيتها.. ثم أخبرتُها كيف بحث عني السيد مونرو ليجعلني قريبة من حفيدتي وأعتني بها..

 

عندما انتهيت من سرد الحقائق لها سالت دموعي رغما عني على وجنتاي وقلتُ لها

 

" أخفيت عنكِ حقيقة من أكون بالنسبة لكِ لأنكِ كنتِ تظنين كالا بيلاتشو هي أمكِ الحقيقية.. السيد بيلاتشو طلب مني كثيراً أن أعترف لكِ بالحقيقة لكنني شعرت بالخوف من أن ترفضيني كجدة لكِ وتكرهينني.. وعندما حاول في يوم السيد أن يُخبركِ حقيقتي توسلت إليه بأن لا يفعل ذلك.. والسبب بسيط جداً.. "

 

توقفت عن التكلم ثم مسحت دموعي وتابعت قائلة لها بألمٍ شديد

 

" أردت أن لا تكرهي أمكِ الحقيقية عندما تكتشفين من تكون وما فعلته.. أنا متأكدة بأن ابنتي ماريا أحبتكِ بطريقتها الخاصة مثلما أحبت والدكِ الظالم.. كما لم أرغب بأن تعرفي بأن أمكِ الحقيقية كانت مُجرد عشيقة لوالدكِ "

 

رأيت بفزع نظرات حفيدتي الباردة والتي كانت تتأملني بها وهنا انهارت أعصابي تماماً.. أجهشت بالبكاء المرير وقلتُ لها بحرقة قلب

 

" أرجوكِ أنسة كاتي لا تُبعديني عنكِ.. لا تحرميني من رؤيتكِ حفيدتي.. رضيت بأن أكون مُجرد مُربية لكِ حتى أعتني بكِ وأبقى بجانبكِ.. رؤيتي لكِ في كل يوم تُسعدني وتُفرح قلبي الحزين.. سبق لي وخسرت ابنتي إلى الأبد لذلك أرجوكِ لا تحرميني من رؤيتكِ أنستي "

 

رأيت الدموع تترقرق في عيون حفيدتي الجميلة فانهارت أعصابي تماما لأنني لم أرى حفيدتي كاتي تبكي أمامي ولو لمرة واحدة منذ صغرها..

 

وقفت وركضت باتجاه السرير ثم جثوت على ركبتاي على الأرض وأمسكت بيد حفيدتي وقبلتُها بحنان وهتفت لها بعذاب

 

" لا تبكي حفيدتي.. لا تبكي كتالينا.. إن كنتِ ترغبين برحيلي من هنا وإلى الأبد لن أعترض بتاتا ولن أحزن.. سأذهب من هنا عـــ... "

 

سحبت كتالينا يدها من قبضتي وقاطعتني بحنان قائلة بينما كانت تمسح دموعي بأصابعها برقة عن وجنتي

 

" هذه الدموع هي دموع الندم جدتي.. فأنا نادمة جداً لأنني كنتُ أُعذبكِ بتصرفاتي ولا أسمح نصائحكِ لي.. أنا نادمة لأنني ألمتكِ جداً جدتي.. كما منذ وقتٍ طويل كنتُ أعرف بأن كالا بيلاتشو ليست أمي "

 

ظننت نفسي أهلوس فنظرت إليها بغباء وسألتُها بهمس

 

" ماذا قلتِ؟ "

 

رأيت كاتي تمسح دمعتها عن وجنتها ثم ابتسمت برقة وقالت بنبرة حنونة

 

" أحبكِ جدتي ماري.. ولطالما تمنيت لو كنتِ جدتي فعلا "

 

شهقت بقوة وتجمدت بصدمة كبيرة أنظر إليها ثم أطلقت العنان لدموعي عندما عانقتني حفيدتي.. بادلتُها العناق بقوة وبكيت بسعادة لا توصف بينما كنتُ أستنشق رائحة شعرها وأُقبل رأسها بقبلات عديدة..

 

سمعت كاتي تتأوه بألم عندما ضغطت على صدرها وذراعيها.. ابتعدت عنها بسرعة ثم وقفت وجلست على طرف السرير بجانبها وهتفت بقلقٍ شديد

 

" أنتِ بخير حفيدتي؟.. أين تتألمين؟.. دعيني أرى لأساعدكِ "

 

ولكن قبل أن ألمس قميصها أمسكت كاتي بسرعة بمعصمي وأبعدت يدي عنها بهدوء جانبا وقالت

 

" أنا بخير جدتي.. فقط يجب أن أستريح قليلا لأنني مُرهقة "

 

أومأت لها موافقة بسعادة ثم قبلت جبينها ووجنتيها برقة وقلتُ لها بحنان

 

" أحبكِ جداً حفيدتي "

 

ثم وقفت وساعدتُها لتستلقي على ظهرها ودثرتُها باللحاف ثم تمنيت لها أحلاماً سعيدة وغادرت غرفتها وتوجهت إلى غرفتي.. ولأول مرة منذ زمنٍ بعيد أنام بهناء وأنا أبتسم بسعادة...

 


 

بانبلينا**

 

 

استيقظت باكراً ونظرت بمرارة إلى سقف الغرفة وبكيت بصمت بسبب ما حدث معي في ليلة الأمس..

 

كنتُ ما زلتُ أرتدي ملابسي الممزقة اللعينة والتي جعلتني أتذكر بقهر ما حدث معي..

 

مسحت دموعي ووقفت ونظرت إلى انعكاس صورتي في المرآة وهمست بغضب

 

" سأنتقم منك مونرو بيلاتشو.. أنا بانبلينا بيلاتشو ابنة البروفيسور رافاييلي بيلوني لن أسمح لك بإزلالي وإضعافي بعد الآن.. سأجعلك ترى بانبلينا أخرى ومنذ هذه اللحظة.. وسأجعلك تُصاب بالجنون أكثر مما أنتَ مجنون.. سأحرق قلبك وأجعلهُ يعشقني بجنون ويرغبني كامرأة.. وعندما أحصل على قلبك سأدوس عليه وسأغادر هذا القصر اللعين وإلى الأبد.. سترى "

 

صممت على الانتقام من الأسد وطبعاً لن أتراجع عن انتقامي هذا أبداً.. وطبعا فكرت بخطة كاتي السابقة.. سأغوي الأسد في عرينه وسأجعله يفقد قلبهُ وعقلهُ من أجلي وبعدها سأركلهُ بعيداً عني انتقاما لي ولكرامتي وكبريائي..

 

خلعت الملابس ورميتُها في سلة المُهملات ثم دخلت إلى الحمام لأستحم.. بعد مرور ساعة وقفت أمام منضدة الزينة ولكن قبل أن أمسك بفرشاة الشعر وقفت جامدة عندما استقرت نظراتي على المنضدة الجانبية الصغيرة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

نظرت بتعجُب عندما رأيت وردة حمراء اللون جميلة جداً موضوعة عليها بطريقة جميلة وقد تم إزالة الأشواك منها بحيث أصبحت ناعمة وخالية من الأشواك الحادة التي قد تتسبب في الإصابة بالجروح..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

عرفت بسرعة من وضعها لي.. ذلك الأسد الهمجي.. لكن متى وضعها؟!..

 

فكرت بغضب بتصرفهِ الغريب وعرفت بأنهُ وضع لي هذه الوردة الوقح ليعتذر عن ما بدر منهُ من تصرف مُهين في ليلة الأمس..

 

أمسكت الوردة ونظرت إليها بحدة وهمست بغضب

 

" اعتذارك مرفوض مونرو بيلاتشو "

 

رميت الوردة الجميلة في سلة المُهملات ثم سرحت شعري وبعدها جففته بمجفف الشعر ثم قررت أن أتناول وجبة الفطور برفقة كتالينا..

 

وهكذا غادرت غرفتي وذهبت لأطمئن على كاتي..

 

" إلهي.. هاهاهاهاهههه.. مورنو شقيقي وضع لكِ وردة حمراء على المنضدة؟.. واو هذا تصرف جديد منه.. شقيقي أصبح رومانسي ويعتذر بوضع الورود الحمراء والجميلة لكِ على المنضدة.. هذا رومانسي جداً.. بعد رفضهِ لكِ في الأمس أتى في الصباح ووضع لكِ وردة حمراء وأنتِ رميتها في سلة المهملات.. سوف يتقطع قلب شقيقي على الوردة المسكينة إن اكتشف مصيرها.. ههههههه.. "

 

نظرت بسخط إلى كتالينا بينما كانت تضحك بمرح بعد تصريحها الرومانسي عن شقيقها.. كتفت يداي وكلمتُها بقهر قائلة

 

" هذا ليس مُضحكا كاتي.. توقفي عن الضحك.. "

 

حاولت كاتي جاهدة كتم ضحكاتها ونجحت في النهاية.. تأملتُها بحنان رغم سخريتها مني ومن شقيقها لنحو ساعة كاملة منذ وصولي إلى غرفتها..

 

كانت كاتي مستيقظة عندما طرقت باب غرفتها.. وأخبرتني ما حدث معها ومع جدتها ماري.. شعرت بالسعادة لأنها تقبلت السيدة ماري ولم تُحزنها.. وبعدها أخبرت كاتي بالتفصيل الممل ما فعلهُ شقيقها الأسد بي في الأمس وعن الوردة منذ قليل..

 

تأملتني كتالينا بجدية قائلة

 

" حان الوقت لتنفذي خطتي بانبي.. عليكِ من الآن وصاعداً تنفيد كل ما أقولهُ لكِ.. ولن تعترضي عليها بتاتا "

 

شعرت بالسعادة عندما تفوهت كاتي بتلك الكلمات.. أنا بحاجة ماسة لمساعدتها لانتقم من شقيقها ولكن طبعا لن أُخبرها بأنني أنوي على سحق قلبهُ والمغادرة إلى الأبد..

 

غمزتني كاتي بمرح وقالت بجدية

 

" حان الوقت لأحولكِ إلى امرأة يرغبها شقيقي ويريدها بجنون.. أولا سنذهب للتسوق في أسرع وقت.. عليكِ أن تحصلي على الكثير من الملابس المُغرية والجريئة عزيزتي.. ثانياً عليكِ أن تتعلمي القتال والدفاع عن نفسكِ "

 

توسعت عيناي بذعر وهتفت بدهشة كبيرة

 

" أتعلم القتال؟!!.. ولكن لماذا؟!!.. بماذا سأستفيد من تعلم القتال والدفاع عن النفس؟ "

 

نظرت كاتي إليّ بنظرات جامدة وقالت

 

" مونرو يعشق المرأة القوية.. رالبيكا كانت قوية ولم تخف منه بسهولة.. صحيح لم تكن تعرف الدفاع عن نفسها المسكينة ولكنها كانت قوية ولا تخاف منه بسهولة.. لذلك سأعلمكِ الدفاع عن نفسكِ ليس لتستخدمي حركات القتالية ضد أخي بل لتحمي نفسكِ من أعدائه.. هذا أولا.. أما ثانياً.. حتى تنمو شخصيتكِ أكثر وتقوى.. وبعدها سأحولكِ إلى امرأة حقيقية تستحق قلب شقيقي مومو "

 

أعجبتني فكرتها طبعاً ولكن عندما سمعت اسم رالبيكا انتابني الحُزن.. نظرت إلى كاتي بمرارة وسألتُها

 

" لكن مونرو ما زال يعشق رالبيكا لغاية الآن.. أظنهُ يرفضني بسببها.. فهو لم ينساها للمسكينة.. كيف لي أن أُنافس امرأة ماتت منذ عشرة أشهر؟.. كيف لي أن أُنافس امرأة متوفية ما زال يتألم مونرو على ذكراها بجنون؟ "

 

تأملتني كاتي بحزن وقالت بصوتٍ مُنخفض

 

" البقاء للأحياء بانبي.. صحيح كنتُ أُحب رالبيكا ولن أنسى أبداً فضلها وإنقاذها لحياة شقيقي ولكنها ماتت المسكينة.. و مونرو لن ينساها ليومٍ واحد في حياتهِ كلها ولكنهُ سيحبكِ مثلما أحبها وأكثر "

 

وعلى أمل أن يتحقق ما قالتهُ لي استمعت لفترة ساعة كاملة عن خطة كاتي والتي أعجبتني جداً.. ورغم إرهاقها الشديد أصرت كاتي بأن نذهب غداً لشراء ملابس مثيرة وبعدها سنبدأ بتنفيذ خطتنا..

 

 

بعد مرور أسبوع**

 

مونرو بيلاتشو**


 

لم أستطع التوقف للحظة واحدة عن التفكير بطفلتي.. فبعد تلك الليلة أصبحت مثل الثور الهائج أرغبُها.. ولم أستطع التحكم بسهولة برغبتي بها..

 

لقد رفضتُها لأنني لم أستطع خيانة ذكرى رالبيكا..

 

فبعد رفضي لطفلتي بانبي استحممت وارتديت ملابسي وغادرت القصر وتوجهت إلى المدافن.. وقفت أمام قبر رالبيكا أنظر إليه بتأنيب الضمير وبوجعٍ كبير..

 

تكلمت معها لساعات طويلة جداً وأخبرتُها عن مشاعري الجديدة والتي تُخيفني بجنون.. أخبرتُها بصدق بأنني لا أريد خيانتها وخيانة ذكراها مع أي امرأة حتى لو كانت زوجتي بانبي..

 

طلبت منها السماح مراراً وتكراراً بسبب مشاعري.. وطلبت منها السماح مرارا وتكرارا لأنني تسببت في موت شقيقتها..

 

الندم وتأنيب الضمير أحرقوا روحي بشدة.. كنتُ أتعذب جداً بسبب موت إيميليا وبسبب تلك المشاعر التي تنتابني نحو بانبي..

 

وقبل طلوع الفجر عُدت إلى القصر وقطفت وردة حمراء جميلة وأزلت الأشواك عنها حتى لا تجرح أصابع طفلتي الناعمة.. ثم صعدت إلى غرفتها وفتحت الباب بهدوء ودخلت..

 

رأيتُها بحزن نائمة على السرير بملابسها الممزقة وأثار الدموع كانت واضحة على وجنتيها الشاحبتين.. اقتربت من السرير ووقفت أنظر إليها بندمٍ شديد..

 

انحنيت ولمست برقة وجنتها ثم همست لها بحزن

 

" يا ليتني التقيت بكِ في ذلك اليوم عندما ذهبت لزيارة والدكِ.. ربما كانت الأمور تغيرت "

 

أبعدت أصابعي عن وجنتها ثم استقمت وتابعت هامسا بحزن

 

" لا تُحرقي قلبكِ من أجلي بانبي.. فأنا رجل ميت لا يوجد قلب في صدرهِ ينبض "

 

تنهدت بخفة وهمست بألم

 

" سامحيني طفلتي الجميلة "

 

استدرت ومشيت عدة خطوات ووضعت الوردة برقة على المنضدة الصغيرة ثم غادرت بهدوء غرفتها..

 

وها أنا في غرفة الاجتماعات الخاصة بمدراء أقسام شركتي أقف أمام النافذة العملاقة الزجاجية أنظر إلى المدينة بشرود وبحزن.. أسبوع بكامله مضى على تلك الليلة وطفلتي بانبي لم تتكلم معي لغاية اليوم..

 

في الحقيقة كنتُ أتجنب رؤيتها إذ كنتُ أُغادر القصر في الصباح الباكر ولا أعود إلا في وقتٍ متأخر من الليل.. لكنني اشتقت إليها بجنون.. اشتقت لرؤية عينيها الجميلتين.. اشتقت لرؤية ملاح وجهها البريء.. واشتقت أكثر لتقبيلها برغبة وبشغف وبتملُك..

 

" سيد بيلاتشو.. أنتَ بخير؟ "

 

سمعت بابلو يسألني بقلق وهنا تنهدت بعمق وسمعت خطواته تقترب ثم سألني

 

" هل تُفكر بالأنسة بانبلينا؟ "

 

ودونَ أن أنظر إليه أجبته بصدق

 

" نعم.. أنا أُفكر بها "

 

سمعت بابلو يتنهد بخفة ثم سألني

 

" هل تتجنب رؤيتها بسبب مُعاشرتك لها في تلك الليلة؟ "

 

لأول مرة يسألني بابلو عن أمر شخصي.. لم أغضب بل أجبتهُ بصدق مرة أخرى

 

" لم يحدث شيء بيننا.. فقط مُجرد مُداعبات وقبلات "

 

" اووووه... "

 

عرفت بأن إجابتي صدمتهُ لصديقي وقبل أن يسألني عن السبب كلمتهُ بحزن

 

" لم أستطع ممارسة الجنس معها.. ليس لأنني لا أرغبُها بل العكس تماماً.. بانبي تجعلني أفقد نفسي عندما أكون برفقتها.. تجعلني أحترق بنار الرغبة لأمتلكها وأجعلها لي.. لكنني ببساطة أتذكر رالبيكا وأتوقف قبل فوات الأوان "

 

سمعت بابلو يُكلمني بجدية قائلا

 

" أنتَ تؤلم نفسك سيدي بهذه الطريقة.. يجب أن تُخرجها من قلبك سيدي.. أنا لا أطلب منك أن تنساها نهائيا كل ما أطلبهُ منك أن تعيش وتسمح لقلبك بأن يـــ.... "

 

توقف بابلو عن التكلم عندما أصدر هاتفهُ الخلوي صوت رنة خاصة.. وما أن تلقى المُكالمة سمعتهُ يقول

 

" دونتي.. لماذا تتصل بي؟ "

 

ما أن لفظ بابلو باسم دونتي المسؤول عن الحرس في قصري في غياب بابلو انتابني القلق الشديد وأدرت رأسي بسرعة إلى الخلف ونظرت إلى بابلو بقلق وبحدة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

رأيتهُ ينظر إلى الأسفل بذهول ثم توسعت عينيه وكأنهُ لا يُصدق ما يسمعه..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

شعرت بالتوتر واستدرت لأواجهه وسمعتهُ يُكلم دونتي بجدية قائلا

 

" سنأتي على الفور.. تصرف بسرعة دونتي "

 

انهى بابلو المُكالمة وتأملني بنظرات قلقة ومتوترة وقال بارتباك واضح

 

" لدينا مشكلة صغيرة في القصر سيدي "

 

نظرت إليه ببرود أعصاب مُخيف


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

وسألتهُ بهدوء لا يُعبر عن مدى القلق الذي تملك قلبي و روحي

 

" تكلم بابلو.. ماذا حدث في قصري؟.. هل أصابَ بانبلينا و كتالينا أي مكروه؟ "

 

وما أن أخبرني حتى تملكتني نوبة هلع جراء خوفي الشديد وقلقي الكبير على تلك الطفلة الغبية.. ارتعش جسدي بجنون واشتعلت شراييني بنيران حامية وتسارعت نبضات قلبي بعنف وغضب عنيف تملكني لحد الجنون..

 

رفعت رأسي عاليا وهتفت بملء صوتي

 

" سأقتلها بنفسي إن لم تمُت هي "

 

وركضت خارجا من غرفة الاجتماعات وتبعني بابلو وهو يهتف بقلق

 

" سيدي.. مونرو اهدأ.. سيتم إنقاذها لا تقلق فجميع الحُراس في القصر.. سيد مونرو... "

 

كنتُ على وشك أن أنفجر من شدة غضبي.. وعقلي كان يُردد في كل ثانية.. سأقتلها.. سأقتلها بنفسي اليوم.. بانبلينا بيلاتشو ستموت على يدي اليوم..

 

تبعوني رجالي برفقة بابلو باتجاه الموقف السفلي الخاص بي.. ركضت باتجاه سيارتي بنتلي كونتيننتال جي تي أوروم الجديدة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

فتحت الباب وجلست خلف المقود وأنا أشتم بعصبية.. أدرت المُحرك وقدتُ سيارتي بسرعة جنونية خارج الشركة باتجاه قصري بينما كنتُ أتوعد لتلك الطفلة الغبية بالموت..

 

وما أن وصلت إلى القصر أوقفت سيارتي في وسط الساحة الأمامية ثم أطفأت المُحرك ونظرت بصدمة كبيرة باتجاه قصري..

 

شحبَ وجهي بشدة عندما رأيت جسد بانبلينا يتدلى من الطابق الرابع وهي بالكاد مُتمسكة بالحاجز الفاصل لشرفة غرفة نومي وشرفتها..

 

ثم رأيت بذهول كتالينا وعشرة من حُراسي يقفون في الساحة وهم يهتفون لها لكي لا تخاف وتتشبث بقوة..

 

رفعت نظراتي من جديد باتجاه جناحي الخاص ورأيت ماري وخمسة من الحُراس يحاولون رمي حبلا طويلا لـ بانبي لتتمسك به ولكنها كانت تصرخ برعب بأنها خائفة جدا من تحرير يدها والسقوط..

 

" سأقتلهااااااااااااااااا... "

 

هتفت بغضب أعمى وترجلت مُسرعاً من السيارة ودفعت الحراس من أمامي ووقفت أمام كاتي وهتفت بغضب

 

" ما الجحيم الذي يحدث هناااااااااا؟.. واللعنة ماذا تفعل تلك الحمقاء على الجدار الفاصل بين شرفتي وشرفتها اللعينة؟ "

 

تأملتني كاتي بخوف وقالت بارتباك

 

" كنتُ أُعلمها كيفية الفرار من غرفتك وتسلق الجدار و... "

 

قاطعتُها هاتفاً بجنون

 

" ااااااااااااااععععععععععع.. سأقتلكِ كاتي بنفسي إن وقعت تلك الغبية "

 

تأملتني كاتي بخوف ولزمت الصمت.. رفعت رأسي عاليا وهتف بجنون

 

" وأنتِ أيتها الطفلة الغبية سأقتلكِ.. هل تظنين نفسكِ طرزان أيتها الحمقاء؟.. التقطي الحبل بسرعة أيتها المُغفلة "

 

سمعتُها تصرخ برعب وكادت أن تنزلق وهنا صرخت أنا والجميع بفزع لكن بانبي عادت وتشبثت بعنف بالحاجز وهي تبكي وتهتف بفزع لننقذها..

 

نظرت إلى جميع حُراسي وهتفت بغضبٍ عاصف

 

" أيها الملاعين سأقتلكم جميعاً اليوم إن وقعت بانبي.. بل سأقتلكم جميعاً بعد قليل "

 

استدرت وركضت بسرعة داخلا إلى القصر.. قلبي كان ينبض بجنون خوفا وقلقاً عليها.. لن أتحمل إن وقعت.. لن أتحمل ألم خسارة وفُراق وموت شخص عزيز على قلبي مرة أخرى..

 

دخلت إلى جناحي وركضت باتجاه الشرفة.. أبعدت الجميع من أمامي ثم خلعت سترتي ورميتُها وتسلقت حاجز الشرفة ثم أدرت جسدي وثبت قدمي على الأحجار النافرة وبدأت بهدوء أقترب يسارا باتجاه طفلتي الغبية..

 

تمسكت بأصابعي بشدة الأحجار النافرة وما أن اقتربت من الجدار الفاصل بين شرفتي وشرفة غرفة بانبي تنهدت براحة وكلمت بانبي الباكية بنبرة حنونة

 

" بانبي.. لا تخافي طفلتي.. سأنقذكِ.. لن أسمح لكِ بالوقوع إلى الأسفل.. تبقى لي القليل وسأصل إليكِ طفلتي.. لا تخافي.. تشبثي جيداً بالجدار.. سأنقذكِ طفلتي.. لا تخافي "

 

رفعت بانبلينا وجهها ونظرت إليّ بسعادة رغم خوفها الكبير.. كان وجهها أحمر ومُتعرق.. ودموعها بللت وجهها وعنقها.. ابتسمت بوسع وهتفت ببكاء

 

" مونرو.. ساعدني أرجوك..  لا أريد أن أموت.. ساعدني "

 

أومأت لها موافقا حتى تهدأ وقلتُ لها بحنان

 

" سوف أُساعدكِ طفلتي.. لن تموتي.. "

 

توقفت عن التكلم واقتربت قليلا منها ثم تابعت قائلا لها برقة

 

" سأنقذكِ بانبي.. لن أسمح بأن تقعي.. تبقى القليل وسأصل إليكِ.. لا تخافي.. فقط لا تتحركي "

 

تابعت التقدم ببطء باتجاهها.. وعندما وصلت إليها هتفت لها بسرعة

 

" بانبي.. اقفزي فورا وتشبثي بعنقي.. ثقي بي ولا تخافي "

 

لدهشتي الكبيرة نفذت بسرعة ما طلبتهُ منها إذ رأيتُها تُحرر كلتا يديها وهي تدفع جسدها بكامل قوتها باتجاهي.. كتمت صرخة ألم عندما تشبثت بانبي بعنف بكتفي وعلى عنقي بينما كنتُ أتشبث بيد بكامل قوتي بذلك الحجر النافر وبيدي اليمنى حاوط خصرها الصغير لكي لا تقع..

 

اقتلعت ظفرين من أصابعي بينما كنتُ أحاول بكامل قوتي التشبث وعدم الوقوع مع بانبي.. تحركت ببطء والصقت ظهرها في الحائط ثم الصقت جسدي بجسدها الصغير وهمست لها برقة لتتوقف عن البكاء والارتعاش

 

" لقد أمسكتكِ طفلتي.. لا تخافي.. أنا هنا.. أنا هنا معكِ "

 

تشبثت بانبي بقوة بكلتا يديها بعنقي ودفنت رأسها في كتفي وبكت بسعادة وهي تهمس من بين شهقاتها

 

" أنتَ هنا معي.. أنتَ معي.. لا تتركني أرجوك "

 

كان جداً صعباً عليّ التحرك بينما كنتُ أحتضن جسدها بجسدي وخصرها بيدي اليمنى.. قبلت رأسها وهمست لها بحنان

 

" أنا معكِ.. لن أترككِ أبداً "

 

سمعت بابلو يهتف قائلا لي

 

" سيدي.. حاول أن تفلت خصرها والتقط الحبل.. سوف أسحبكما معاً إلى الشرفة "

 

رفعت رأسي ورأيت بابلو يقف على شرفة بانبي برفقة خمسة حُراس وهو يرمي حبلا باتجاهي..

 

أخفضت رأسي ونظرت إلى بانبي وكلمتُها بنبرة هادئة قائلا

 

" اسمعيني جيداً بانبي.. سأُحرر خصركِ من قبضتي.. تشبثي بقوة برقبتي ولا تفلتيني مهما حدث.. ثقي بي لو سمحتِ ولا تخافي ولا تُحرري عنقي مهما حدث "

 

سمعتُها تجيبني ببكاء قائلة

 

" أنا أثقُ بك.. لن أتركك "

 

تنهدت براحة وما أن رأيت الحبل يتأرجح باتجاهي تحركت بسرعة ودفعت بذراعي اليسرى جسدي وجسد بانبي باتجاه الأمام وأمسكت بيدي اليمنى بالحبل والتقطه بكامل قوتي بينما بذراعي اليسرى عُدت وحاوطت خصر بانبي بها..

 

بسبب ثقل جسدينا تمزقت عضلات ذراعي اليمنى ولكني تحملت الألم بينما كان بابلو والرجال يسحبوننا باتجاه الشرفة..

 

انحنى بابلو إلى الأسفل وأمسك بكتفي المُصاب وهنا رغما عني تأوهت بألم.. سحبني إلى الأعلى وما أن أصبحنا أمام حاجز الغرفة هتفت لهُ بحدة

 

" بسرعة احمل بانبي أولا وارفعها إلى داخل الغرفة "

 

ثم نظرت إلى بانبي وقلتُ لها برقة

 

" حرري رقبتي طفلتي ليسحبكِ بابلو إلى داخل الغرفة "

 

لدهشتي الكبيرة رفضت إذ هزت رأسها بالرفض وهتفت بخوف

 

" لا.. لن أتركك.. لن أتركك.. "

 

تنهدت بعمق وأشرت لـ بابلو ليرفعنا معاً.. تم رفعي مع بانبي وما أن استقرت قدماي على حاجر الشرفة حتى حركت كلتا ذراعي وحررت ذراعيها عن رقبتي ودفعتُها باتجاه بابلو ولكن فقدت توازني ولم أرى نفسي سوى وأنا أقع إلى الأسفل....

 


 

بانبلينا**


 

كنتُ أضحك بعمق بسبب تذمر كتالينا عليّ.. إذ كانت تهتف بمرارة وباستياء واضح

 

" أنتِ فاشلة تماما في تعلم الفنون القتالية بانبي.. لو كنتُ أقوم بتعليم طفل في السادسة من عمره كان سيتعلم أسرع منكِ "

 

قهقهت برقة وقلتُ لها ببراءة

 

" ليس ذنبي فأنا تلميذة مبتدئة.. عليكِ أن تُصبري عليّ قليلا "

 

ضحكوا الحراس بمرح ولكنهم كتموا ضحكاتهم بسرعة ونظروا بذعر إلى كتالينا عندما هتفت بحدة عليهم

 

" لماذا تضحكون أيها الأغبياء؟.. سأقتلكم إن رأيتكم تضحكون أو تبتسمون مرة أخرى أمامي.. هيا تحركوا وابتعدوا من أمامي "

 

أخفضوا رؤوسهم إلى الأسفل ورأيتهم يرتعشون بخوفٍ منها وغادروا مسرعين من أمامنا.. اقتربت من كاتي ووقفت أمامها وهمست قائلة لها

 

" لا توبيخهم للمساكين.. ليس ذنبهم إن كنتُ تلميذة كسولة "

 

تأملتني كاتي بنظرات حادة وقالت بجدية

 

" لا تتدخلي وتُملي عليّ كيف أُعاملهم.. ثم أنتِ كسولة جداً.. في الأمس أيتُها الأنسة رميتِ المسدس وبكيتِ بخوف قبل أن تتعلمي كيفية استخدامه.. واليوم حركات دفاعية بسيطة لم تستطيعي تنفيذها.. كيف واللعنة سأجعلكِ قوية؟.. ها!!.. أخبريني كيف؟ "

 

نظرت إليها ببراءة وأجبتُها بصدق

 

" حسناً أعترف.. أنا تلميذة كسولة وجبانة.. ما رأيكِ أن نتوقف عن أخذ هذه الدروس وتُعلمينني كيفية الفرار من شقيقكِ قبل أن يلمسني؟ "

 

تأملتني كاتي بنظرات خبيثة أقلقتني ثم سمعتُها بذعر تقول

 

" أول درس عن الفرار سيكون عبر تسلقكِ الشرفة "

 

توسعت عيناي برعب وهتفت بصدمة وبخوف لا حدود له

 

" ماذاااااااااا؟!!!.. هل أنتِ جادة كاتي؟ "

 

تأملتني بنظرات باردة وقالت

 

" نعم.. عليكِ أن تتسلقي الشرفة من غرفة مومو باتجاه شرفة غرفتكِ "

 

ارتعش جسدي من الخوف وهتفت لها بذعر

 

" أنتِ تمزحين؟!.. أليس كذلك!! "

 

أجابتني كاتي بتصميم

 

" لا أنا لا أمزح بتاتا.. إن كنتِ ترغبين بمساعدتي لكِ عليكِ بتنفيذ ما أقولهُ لكِ وبالحرف الواحد "

 

طبعا اعترضت ولكنها لم تستمع لي بل قالت بأنها ستصعد إلى جناح مونرو وتتسلق الشرفة باتجاه شرفتي حتى تجعلني أرى كم هو سهل فعل ذلك..

 

وطبعا وقفت في ساحة القصر أنظر إلى الأعلى وأُراقب بفزع كاتي تخرج إلى الشرفة وبدأت تتسلق بسرعة وبسهولة الجدار باتجاه شرفتي.. وبدل أن تصعد إلى شرفتي تسلقت الجدار نزولا وفي النهاية وقفت أمامي وهي تنفض ملابسها وتبتسم بوسع..

 

تأملتُها بغباء وبذهول عندما قالت لي

 

" رأيتِ الأمر سهل جداً.. فقط عليكِ التركيز والثقة بنفسكِ وستنجحين.. والآن حان دوركِ.. "

 

وبدأت تُملي عليّ إرشاداتها بكيفية تسلق الجدار وتتبع الأحجار النافرة.. وعندما انتهت قالت بمرح

 

" لا تقلقي سأكون هنا لألتقطكِ في حال وقعتِ من الأعلى "

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بخوف

 

" هذا مُطمئن.. أشكركِ على بادرتكِ اللطيفة كاتي.. إن وقعت ومُت سأقتلكِ "

 

قهقهت كاتي بمرح وبرعب لا يوصف دخلت إلى القصر وأنا أرتعش من الخوف..

 

" بانبي.. إلى أين تذهبين؟.. كنتُ أمزح.. تعالي لنُكمل التدريبات.. لا تهربي "

 

لكن لم أنتبه عندما هتفت كاتي بأنها تمزح لأنني وببساطة كنتُ مشغولة بالتكلم مع نفسي بخوف بينما كنتُ أصعد إلى الطابق الرابع..

 

وقفت أنظر برعب إلى الحاجز.. بلعت ريقي بقوة وهمست لنفسي

 

" الأمر سهل جداً كما أخبرتني كتالينا.. لن أسقط إلى الأسفل.. لا يجب أن أخاف.. أنا قوية.. نعم قوية وجداً "

 

تسلقت الحاجز ثم أخرجت ساقي اليمنى وثبتُها على الحجر النافر ثم رفعت ساقي اليسرى وثبتُها.. تمسكت بكلتا يداي وبدأت ببطء أتحرك باتجاه اليسار نحو شرفتي..

 

ابتسمت بوسع عندما بدأت أقترب من شرفتي لكن فجأة تجمدت برعبٍ شديد عندما سمعت كتالينا تهتف بذعرٍ شديد

 

" إلهي بااااااااااااانبي.. ماذا فعلتِ؟.. لا تتحركي من مكانكِ وإلا وقعتِ أيتُها المجنونة.. سيقتلني مونرو الآن.. بل سيقتل الجميع "

 

عندما سمعت ما قالته وخاصة عندما ذكرت اسم مونرو حركت رأسي والتفت إلى الخلف ونظرت إلى الأسفل وهنا فقدت توازني قليلا من جراء الدوار الذي أصابني وكدتُ أن أقع...

 

" اااااااااااااععععععععععععع... أنقذوني أرجوكم... "

 

تشبثت بقوة بالحوافر النافرة ثم أغمضت عيناي وبدأت أبكي بعنف بسبب الرعب الذي تملكني.. وجسدي تصلبَ بكامله ولم أعد أستطيع تحريك اصبعا واحدا في يدي..

 

سمعت كاتي تهتف بأمر للحُراس حتى يصعدوا وينقذونني.. وبدأت تهتف بفزع حتى لا أخاف وأتشبث جيداً..

 

لا أعرف كم مضى من الوقت لكن عندما سمعت صوت مونرو يهتف بغضب أعمى ويتوعد لي بالموت صرخت بخوف ولكنني كنتُ سعيدة لأنهُ أتى لينقذني ثم ليقتلني..

 

وبين ذراعيه شعرت بالأمان.. شعرت بأنني محمية وأمنة.. رغم أننا كنا مهددين بالسقوط في أي لحظة إلا أنني الآن كنتُ أعيش أجمل لحظات في حياتي مع مونرو بيلاتشو..

 

كلماته الحنونة وتشجيعهُ لي والطريقة التي كان يُعانق بها جسدي جعلوني أنسى ما يحدث في هذه اللحظات الحاسمة.. وفعلا لم أعترض بأن أموت معه وأنا أُعانقه..

 

بكيت بتعاسة لأنني سأموت قبل أن أُصبح امرأته.. لكن لا يهم فما يهمني بأنني سأموت وأنا سعيدة.. كنتُ غافلة عن ما يحدث حولي ولكن عندما شعرت بجسدي يبتعد عن جسد مونرو وتم دفعي بقوة لأسقط على جسد بابلو ويلتقطني نظرت بسرعة باتجاه مونرو وهنا صرخة ذعر عنيفة خرجت من حُنجرتي عندما رأيتهُ يفقد توازنه وسقط أمامي إلى الأسفل

 

" مونرووووووووووووووو.... "

 

لا أعرف إن كانت صرختي أم صرخة بابلو أو صرخة كاتي من الأسفل كانت الأقوى.. كل ما أعرفه بأنني دفعت بابلو عني وركضت ونظرت باتجاه الأسفل لأتنهد براحة عندما رأيت مونرو يتشبث بالحبل المُتدلي بكلتا يديه ولكن لم يغب عن بالي أبدا رؤيتي لملامح الألم في وجهه الشاحب..

 

هتف بابلو بغضب على الرجال ليرفعوا الحبل بسرعة وما أن أصبح مونرو يقف أمامي بكيت بجنون وعانقته دون أن أكترث لأحد..

 

دفنت رأسي في صدره وحاوطت خصره بكلتا يداي وهتفت ببكاء

 

" أنتَ بخير.. بخير.. بخير.. سامحني.. سامحني... "

 

شعرت بجسده يترنح قليلا وهنا تم ابعادي عنه بالقوة ثم رأيت بابلو يحمل جسد مونرو على كتفه وركض مُسرعا به إلى الداخل باتجاه جناحه وهو يهتف بحدة على الرجال

 

" بسرعة اتصلوا بالطبيب ماتياس.. فليأتي فوراً إلى القصر "

 

كنتُ أريد أن أتبعهم لكن كتالينا وقفت أمامي ورأيتُها تبكي ثم مسحت دموعها وعانقتني بشدة وقالت

 

" لا تدخلي بانبي.. مونرو ليس بخير "

 

رفعت رأسي ونظرت إليها بدهشة ثم سألتُها بعدم الفهم

 

" ماذا تقصدين بأنهُ ليس بخير؟!.. ما بهِ مونرو؟.. تكلمي كاتي "

 

ابتعدت عني قليلا وقالت بغصة

 

" عندما فقد توازنه وسقط إلى الأسفل تشبث بالحبل بعنف في اللحظة الأخيرة ولكن.. لكن ارتطم ظهره بعنف على الحائط وكتفهُ الأيمن كذلك..  ومن قوة الضربة انخلع كتفه ويبدو واضحا بأنهُ يتألم بجنون لكنه تحمل ولم يصرخ حتى لا يجعلكِ تخافين عليه "

 

ارتعش فكي بقوة وسمعت كاتي تتابع قائلة بمرارة

 

" أنا السبب بما حصل لكِ ولشقيقي مومو.. كنتُ أمزح معكِ بخصوص تسلق الحائط ولم أنتبه بأنكِ صدقتني وذهبتِ فعلا لتنفيذ ذلك.. وعندما رأيتكِ مُتسلقة الحائط لا أدري ما أصابني.. شعرت بالدوار وبالغثيان ولم أستطع الركض والدخول إلى القصر ومساعدتكِ.. سامحيني بانبي "

 

عانقتُها بشدة وبكيت على كتفها بينما كنتُ أهمس لها بندمٍ شديد

 

" أنا السبب.. أنا.. مونرو بسببي خلعَ كتفه وهو يتألم.. هو يتألم بسببي أنا.. معهُ حق أنا مُجرد طفلة غبية وحمقاء جداً "

 

حاولت كاتي تهدئتي وبعد دقائق أتى الطبيب وظل لفترة ساعة برفقة مونرو و بابلو داخل الغرفة..

 

بكيت بعنف عندما سمعت صرخة مونرو العنيفة والمتألمة وحاولت الدخول لأطمئن عليه لكن كاتي أخبرتني بأن الطبيب قد يكون قد أعاد كتفهُ المُصاب إلى مكانه لذلك سمعنا صرختهُ المتألمة..

 

عندما خرج الطبيب نظر إلى كتالينا باحترام وقال لها

 

" السيد بخير.. لحُسن حظه إصاباته ليست خطيرة.. لقد تلقى ضربة قوية على ظهره وكتفهُ خُلع من مكانه ويبدو واضحا بأن لديه تمزق بعضلات كتفه وذراعه.. عليه أن يستريح لفترة أسبوع ولا يحاول تحريك ذراعهُ اليمنى وكتفه.. وصفت له دواء مُسكن للألم.. بالشفاء السريع له "

 

شكرته كتالينا ثم قالت لي بنبرة حنونة

 

" تعالي بانبي.. أدخلي لتطمئني بنفسكِ عليه "

 

لا أدري ما أصابني إذ أصابني الجُبن.. نظرت إليها بخوف وقلتُ لها بتوتر

 

" أنا.. أنا.. سأراه لاحقا.. "

 

وركضت داخلة إلى غرفتي ثم أغلقت الباب وأسندت ظهري عليه وبكيت بتعاسة.. كنتُ خائفة من رؤيتهِ.. ليس لأنهُ سيغضب لدى رؤيتي بل لأنني لا أستطيع رؤيتهُ مريضا وبسببي.. مشيت بهدوء باتجاه الباب الفاصل لجناحه وغرفتي وجلست على الأرض أبكي لوقتٍ طويل حتى حل الظلام..

 

وقفت ونظرت إلى الباب وتمنيت أن لا يكون مُقفلا.. أمسكت بالمقبض وما أن حركته تنفست براحة عندما انفتح الباب بهدوء..

 

دخلت إلى جناح مونرو ومشيت بهدوء باتجاه غرفة نومه.. فتحت الباب ودخلت.. وقفت جامدة أنظر بحزنٍ شديد إلى أسدي مونرو وهو نائم على سريره عاري الصدر.. ولكن دموع حارة وساخنة سالت من عيوني عندما رأيت أربطة وضمادات تُغطي كامل كتفهُ الأيمن وذراعه..

 

اقتربت من السرير ونظرت إليه بحسرة وبكيت بصمت حُزنا عليه..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

جلست بخفة على طرف السرير ونظرت إليه بألم وهمست لهُ بندمٍ شديد

 

" سامحني أسدي.. أسدي الجميل سامحني.. لم أُفكر وبغباء نفذت ما طلبتهُ مني كاتي.. لم أنتبه بأنها كانت تمزح معي بخصوص تسلقي الجدار... "

 

شهقت ضعف وتابعت قائلة بهمس

 

" سامحني لأنني تسببت بإيلامك.. لكنني أشكرك بطلي الوسيم.. أشكرك لأنك أنقذتني من الموت اليوم "

 

انحنيت وقبلت برقة خدهُ الأيسر.. استقمت ونظرت إلى وجهه الشاحب بحزن ثم مسحت دموعي وبدأت بإزالة حذائي الرياضي.. وضعتهُ جانبا ثم استلقيت بخفة بجانب مونرو ورفعت غطاء السرير على جسدي وجسده ثم استلقيت على جنبي وأمسكت بخفة بيدهُ اليسرى والتي كان يضعها على بطنه..

 

ابتسمت برقة وتحركت بخفة لألتصق به ثم وضعت رأسي على كتفهُ الأيسر وأغمضت عيناي..

 

كنتُ أبكي بصمت عندما سمعت مونرو يهمس بنبرة حنونة

 

" لا تبكي طفلتي.. أنا بخير لا تخافي "

 

فتحت عيوني بسرعة ونظرت إليه بدهشة.. رأيتهُ يتأملني بنظرات حنونة وهو يبتسم ابتسامة ضعيفة.. كان يبدو واضحا بأنهُ يتألم وهذا أحزنني بجنون..

 

شهقت بقوة وقلتُ لهُ ببكاء

 

" أنا آسفة.. سامحني أرجوك.. لم أقصد أن أتســ... "

 

قاطعني قائلا بصوتٍ مُنخفض

 

" هشش.. لا بأس طفلتي..  المهم أنكِ بخير.. نامي بانبي.. نامي طفلتي "

 

ابتسمت لهُ بوسع ومسحت دموعي ثم أغمضت عيناي وغرقت بنومٍ عميق بجانب أسدي الوسيم...

 

مضت ثلاثة أسابيع بهدوء تام.. حسنا تقريباً بهدوء.. مونرو تحسن كثيراً وأصبحت مُعاملتهُ لي مُختلفة جداً.. لم يتكلم معي بخصوص الحادث بتاتاً حتى أنهُ لم يحاول قتلي كما وعدني وحتى لم يوبخني..

 

مونرو أصبح يُعاملني بطريقة غريبة.. كان جداً مُحترماً معي ولم يُحاول التقرب مني بتاتا ولمسي أو حتى تقبيلي وهذا أحزنني..

 

وطبعا نفذت وعدي لنفسي وارتديت له منذ أسبوع قميص نوم أحمر شفاف مثير جداً.. دخلت إلى غرفة نومه لكنهُ طردني بتهذيب منها دونَ أن يحاول لمسي وحتى تقبيلي..

 

تحطم قلبي نهائياً بسبب تصرفاتهِ الباردة معي مؤخراً واحترامهُ الزائد لي.. من أين تعلم كل هذا الاحترام؟! تباً...

 

أما كتالينا لم تُساعدني كثيراً.. كانت تبدو شاردة في عالمها الخاص.. ومعظم الوقت كان وجهها شاحباً.. بالكاد كانت تأكل أو تتكلم مع أحد.. وشعرت بالحزن قليلا لأنها كانت تتجنبني.. ربما هي حزينة مني بسبب حادث تسلقي للجدار!!..

 

وقبل يومين من عيد رأس السنة الجديدة اختفت كاتي منذ الظهيرة ولم تعُد إلى القصر لغاية منتصف الليل..

 

كنتُ أجلس على الأريكة أُشاهد فيلم روميو و جولييت.. وكعادتي كنتُ أبكي بصمت حتى لا أُزعج مونرو بشهقاتي.. المسكين روميو قتل نفسه.. لقد انتحر.. روميو انتحر بعدما اعتقد أن جولييت قد توفيت.. وعندما استيقظت جولييت ووجدت روميو ميتاً.. تقوم هي أيضاً بالانتحار بواسطة سكين..

 

شهقت بقوة وهمست بمرارة وبأسى

 

" لقد ماتت جولييت.. ااااااعععععع.. لماذا دائما أشاهد أفلام رومانسية نهايتها حزينة ومأساوية؟!!!.. ااااععععع... "

 

انتفضت بذعر عندما انفتح الباب الفاصل وهتف مونرو بقلق وهو يدخل

 

" بانبي.. أنتِ تبكين؟!.. من هذه جولييت التي ماتت؟ "

 

مسحت دموعي بسرعة ونظرت إليه بارتباك ثم أجبته بخجل

 

" إنها بطلة الفيلم.. لقد ماتت المسكينة هي والبطل "

 

اقترب مونرو ووقف أمامي ونظر بحقد إلى التلفاز ثم تأملني بنظرات ثاقبة وقال بجدية

 

" يجب أن تتوقفي عن مُشاهدة أفلام حزينة تتسبب لكِ بالبكاء.. والآن أخبريني أين هي شقيقتي؟ "

 

تأملتهُ بدهشة ثم وقفت وأجبتهُ بصدق

 

" لم أرى كاتي منذ الظهيرة.. ثم هي لم تعُد تتكلم معي كثيراً منذ حادثة تسلقي للجدار "

 

تأملني مونرو بتمعن ثم تنهد بقوة وقال بقلقٍ واضح

 

" هاتفها مُغلق ولا أستطيع تتبعهُ.. كما كاتي أزالت جي بي أس من سيارتها لذلك لا أستطيع تحديد مكانها "

 

شعرت بالقلق عليها فقلتُ له بسرعة

 

" ربما قد تكون ذهبت في رحلة إلى روما مثلما فعلت في السابق.. لا تقلق عليها فهي قوية جداً "

 

وضع مونرو كلتا يديه بجيب بنطاله وتأملني بنظرات هادئة ثم سمعتهُ بذهول يسألني برقة

 

" وأنتِ.. لماذا تبدين حزينة دائماً بانبي؟ "

 

رمشت بقوة بينما كنتُ أنظر بعشق إلى عينيه الساحرة.. بالطبع لن أُخبره بأنني أشتاق إليه بجنون وأريدهُ أن يعود إلى جنونهِ السابق لأكرهه وأنتقم منه.. التزمت الصمت ووقفت بغباء أتأملهُ بهيام..

 

اقترب مني خطوة وهمس برقة

 

" هل السبب يعود لأنكِ تشتاقين إليّ بانبي؟ "

 

شهقت برقة ونظرت إليه بضياع.. اقترب أكثر مني حتى لم يعد يفصلهُ عني سوى إنشات قليلة.. شعرت بالثمالة من جمال رائحة عطرهِ.. أغمضت عيناي وارتعشت بعنف عندما شعرت بأصابعهِ الدافئة تلمس طرف ذقني..

 

رفع رأسي برقة ونبض قلبي بسرعة عندما لفحتني أنفاسهُ الحارة برائحة النعنع وسمعتهُ يقول بصوت مُنخفض وبنبرة صوتهِ الساحرة

 

" وأنا اشتقت إليكِ وبجنون طفلتي "

 

كاد قلبي أن ينفجر من فرط السعادة عندما سمعت اعترافهُ البسيط لي والرومانسي.. وما أن كانت شفتيه على وشك لمس شفتاي انتفضت بذعر عندما صدرت رنة غريبة من هاتف مونرو الخلوي..

 

فتحت عيوني ونظرت بأسى إليه عندما ابتعد عني.. رأيتهُ يسحب هاتفهُ من جيب سترته ونظر بتعجُب إلى الشاشة ثم تنهد براحة عندما قرأ رسالة قد وصلته..

 

ابتسم بوسع بينما كان يضع هاتفه بجيب سترته وقال بمرح

 

" إنها كاتي.. لقد أرسلت لي رسالة وقحة كعادتها تُخبرني بها بأنها ذهبت إلى روما لتستمتع وتحتفل بقدوم رأس السنة الجديدة.. وكتبت لي بوقاحة بأن لا أُزعجها وأبحث عنها "

 

ابتسمت لهُ بخجل وقلتُ لهُ دونَ تفكير

 

" لم يُسبق لي أن احتفلت بعيد رأس سنة جديدة.. كنتُ دائما أحتفل به برفقة والدي في قصره وعندما توفي... "

 

كسى الحُزن ملامح وجهي وترقرقت الدموع في عيناي عندما تذكرت ما عانيته بعد وفاة والدي..

 

اقترب مونرو وتأملني بنظرات حنونة قائلا

 

" سيتغير ذلك في هذه السنة.. والآن حان وقت النوم طفلتي "

 

استدار وأطفأ التلفاز ثم تمنى لي أحلاماً سعيدة وغادر غرفتي بهدوء.. شعرت بالحزن الشديد لأنني لم أحصل على قبلتي منه..

 

بدلت ملابسي بقهر وقررت أن أنام وأحلم بأسدي الوسيم وهو يُقبلني...

 

في اليوم الأخير من السنة.. كنتُ أقف في الحديقة بمفردي أنظر بحزن وبشرود وبمللٍ شديد.. مونرو وعدني بأن نهاية هذه السنة ستكون مُختلفة بالنسبة لي.. حسنا لم يعدني بذلك لكنني اعتبرته وعداً منه.. ولكنهُ غادر القصر كعادتهِ قبل أن أستيقظ وتركني بمفردي برفقة نانا ماري والحُراس والموظفين..

 

فجأة سمعت الحارس دونتي يُكلمني باحترام قائلا

 

" سيدتي.. لقد اتصل السيد مونرو منذ قليل.. يريدكِ أن ترافقني الآن "

 

استدرت ونظرت إليه بدهشة وسألتهُ بحماسٍ شديد

 

" حقاً!!.. أعني السيد يريدني أن أُرافقك خارج القصر؟.. إلى أين سنذهب؟ "

 

ابتسم باحترام وأجابني

 

" إنها مفاجأة لكِ سيدتي "

 

بالطبع لم أنتظر كثيراً ومشيت مُسرعة أمامه باتجاه سيارة الحُراس.. ساعدني دانتي بالصعود والجلوس في المقعد الخلفي ثم أغلق الباب..

 

غادر الموكب القصر بحراسة مُشددة بينما أنا كنتُ غارقة بحماسي.. فكرت كثيراً بسبب طلب مونرو الغريب ولكن رغم فضولي الكبير قررت أن أنتظر.. فأنا أعشق المفاجآت..

 

لكن عندما رأيت السيارة تقترب من مطار خاص شعرت بالتوتر.. نظرت إلى دونتي وسألتهُ

 

" أين هو مونرو؟.. وأين هو بابلو؟ "

 

التفت دونتي وتأملني بسعادة وأجابني باحترام

 

" لقد وصلنا سيدتي "

 

شعرت بالتوتر عندما لم يُجيبني على أسئلتي.. وبدأ الخوف يتملكني.. ترجلت من السيارة ومشيت برفقة الحُراس داخل المطار الخاص ثم خرجنا إلى المُدرج..

 

وقفت جامدة بذهول عندما رأيت مونرو يقترب مني لاستقبالي.. ابتسمت بوسع لدى رؤيتي له وشعرت بالسعادة لأنهُ هنا إذ كان الخوف سيقتلني..

 

وقف مونرو أمامي وكلمني بمرح قائلا

 

" مرحباً طفلتي.. تبدين جميلة اليوم "

 

احمرت وجنتاي بشدة وشعرت بالخجل لأنهُ ناداني بطفلتي وتغزل بي أمام حُراسه.. أمسك بيدي وشبك أصابعه بأصابعي ثم مشينا جنبا إلى جنب باتجاه طائرة هليكوبتر.. وقفت أمامها وابتسمت بسعادة عندما رأيت بابلو يجلس أمام الطائرة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

وسمعتهُ يهتف بمرح

 

" لقد تأخرتما كثيراً "

 

وقف ورأيتهُ بذهول يجلس في المقعد الأمامي للقيادة.. نظرت إلى مونرو وسألتهُ بدهشة كبيرة

 

" بابلو يُجيد قيادة طائرة هليكوبتر؟ "

 

أجابني مونرو بغرور

 

" لقد علمتهُ بنفسي قيادتها.. هيا تعالي لأساعدكِ لتصعدي.. لقد تأخرنا بالفعل "

 

كنتُ واقعة تحت تأثير الصدمة لاكتشافي بأن مونرو و بابلو يُجيدان قيادة هليكوبتر.. ساعدني مونرو بالجلوس ثم جلس بجانبي ووضع الحزام لي وبدأ يتكلم مع بابلو عن خطوط الطيران وأشياء لا أفهمها..

 

نظرت باتجاه النافذة وتأملت بسعادة المناظر أمامي عندما أقلعت الطائرة.. كنتُ سعيدة جداً ولا أعرف وجهتنا ولكنني لم أهتم..

 

حطت الطائرة على سطح مبنى وساعدني مونرو بالنزول منها وسمعتهُ يودع بابلو ثم رافقني إلى داخل المبنى.. رأيت حارسين مُسلحين يقفان أمام باب أسود ضخم وما أن اقتربنا منهما فتحوا بسرعة الباب لنا ووقفا جانباً..

 

رأيت نفسي أقف داخل جناح ملوكي فخم جداً وقبل أن أسأل مونرو سمعتهُ يُكلمني بنبرة حنونة قائلا

 

" إنهُ مبنى خاص بي.. لقد ورثتهُ من والدي.. أو لنقل انتقل لي بعد وفاته.. نحن هنا في مدينة فيرونا الإيطالية.. سنقضي ليلة رأس السنة بها "

 

نظرت إليه بسعادة لا توصف ثم رأيت باب الجناح ينفتح ودخلت امرأة برفقة ستة فتيات.. وقفوا أمامنا وكلمَت تلك المرأة الغريبة مونرو قائلة باحترام

 

" سيدي.. نحنُ جاهزات لتجهيز السيدة "

 

" جيد "

 

أجابها مونرو بعملية ثم تأملني بنظرات جميلة وقال

 

" سأترككِ برفقة السيدة ماتي.. سأذهب لأتفقد أعمالي.. نلتقي قريباً طفلتي "

 

ولدهشتي الكبيرة اقترب مني وقبلني على وجنتي اليمنى برقة ثم ابتعد عني وغادر الجناح برفقة حُراسه..

 

كنتُ غارقة تحتَ تأثير سحر قبلتهُ الجميلة لوجنتي وتركت تلك السيدة ماتي برفقة فريقها يُسرحون شعري ويضعون مساحيق تجميلية على وجهي.. وبعد وقتٍ طويل وقفت أمام المرأة الضخمة أنظر بذهول إلى انعكاس صورتي في المرآة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

كان مونرو قد أرسل لي فستان أبيض قصير جداً و ضيق على الخصر وبكتف واحد ومثير جداً.. شعرت بأنني أحلم من جديد وتمنيت أن لا أستيقظ من هذا الحُلم الجميل..

 

كانت الساعة التاسعة عندما دخل مونرو إلى الجناح بكامل أناقته ووقف جامداً يتأملني بنظرات إعجاب واضحة.. احمر وجهي بسبب نظرتهِ الجريئة والتي كانت تلتهمني فعليا..

 

اقترب مني وسمعتهُ بسعادة يقول

 

" تبدين جميلة جداً طفلتي "

 

ثم أمسك بيدي اليمنى ورفعها بخفة وقبلها قبلة رقيقة أشعلت جسدي بعنف.. ثم احتضنها بيده ورافقني إلى الخارج.. ما أن خرجنا من المبنى رأيت سيارة ليموزين بيضاء اللون بانتظارنا.. فتح الحارس الباب وساعدني مونرو بالجلوس ثم جلس بجانبي..

 

نظرت إلى مونرو بحياء وسألته

 

" إلى أين سنذهب لنحتفل برأس السنة الجديدة؟ "

 

ابتسم بوسع ثم أجابني بنبرة هادئة

 

" ستعرفين قريبا بانبي "

 

شعرت بالفضول القاتل لمعرفة ما ينتظرني الليلة لكن كان يجب أن أتحكم بفضولي لأن أسدي لن يُخبرني بشيء..

 

بعد مرور ربع ساعة رأيت بذهول الليموزين تقف أمام برج توري دي لامبرتي الشهير.. ترجل مونرو من السيارة وساعدني لأخرج ثم وقفت بذهول أنظر إلى البرج الجميل..

 

أمسك مونرو بيدي ورأيت الحُراس يقفون أمامنا لحمايتنا ولكن عندما دخلنا إلى البرج لم يُرافقوننا.. صعدت برفقة مونرو إلى قمة البُرج وما أن وصلنا رأيت صف كبير من الخدم بانتظارنا ولكن ما جمدني رؤيتي لطاولة واحدة فقط مزينة بشكل رومانسي في الغرفة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

لم أستطع تصديق ما تراه عيناي ومن فرط سعادتي استدرت وقبلت مونرو على خده وقلتُ له بعفوية

 

" شكرا لك أسدي على هذه المفاجئة الجميلة.. لقد أحببتُها جداً "

 

ابتسم بوسع ورافقني إلى الطاولة ثم ساعدني بنفسه بالجلوس وجلس بعدها مُقابلا لي.. نظرت بفرحٍ كبير إلى النافذة الزجاجية العملاقة ثم نظرت إلى مونرو وسألتهُ

 

" كيف استطعتَ حجز برج توري دي لامبرتي الأثري بكاملهِ لنا لهذه الليلة؟ "

 

نظر مونر إلى رئيس الخدم وأمره ليبدأ بتقديم الطعام ثم نظر إليّ وأجابني

 

" إيثان بوربون تكلم مع رئيس الوزراء وسمح لي الليلة بحجز البرج بكامله لنا الليلة "

 

عندما سمعت اسم إيثان عيناي ضحكت بسعادة وابتسامة كبيرة ظهرت على ثغري وسألت مونرو بحماس

 

" إيثان صديقي هو من ساعدك!.. ياه.. لقد اشتقت لهُ كثيراً "

 

تجهم وجه مونرو وقست نظراته وقال بحدة

 

" غير مسموح لكِ بأن تشتاقي لأي رجل سواي سيدة بيلاتشو "

 

اختفت ابتسامتي السعيدة ونظرت إليه بعدم الفهم وسألته

 

" كيف؟! "

 

قرب وجهه ومني وهمس بحدة وبغضب

 

" لا أسمح لزوجتي بأن تشتاق لأي رجل لعين سواي.. فهمتِ الآن؟ "

 

نظرت إليه بخوف وأجبته بصوتٍ مُنخفض

 

" لكن إيثان صديقي و... "

 

قاطعني هامسا بفحيحٍ غاضب

 

" لا أهتم.. ثم لا تذكري اسمهُ الليلة أمامي.. فهمتِ؟ "

 

حاولت أن أعترض لكنهُ رفع يده عالياً أمام وجهي وأشار لي بالصمت.. زممت شفتاي وبدأت بتناول الطعام بحزن.. ولكن مونرو جعلني أنسى ما حصل عندما استخدم سحرهُ عليّ وجاذبيته وبدأ يُكلمني عن إيطاليا وخاصةً عن جمال برج توري دي لامبرتي ومتى تم بنائه وتاريخهُ في مدينة فيرونا.. ثم أنهى كلامهُ قائلا

 

" فيرونا الإيطالية هي مدينة الحب فعلا "

 

تنهدت بهيام بينما كنتُ أنظر إليه بنظرات هائمة.. فجأة سمعت صوت معزوفة جميلة تصدح بنعومة داخل الغرفة.. التفت ناحية اليسار ورأيت فرقة موسيقية مؤلفة من سبعة أعضاء يعزفون لحن رومانسي وجميل جداً على ألات موسيقية مُختلفة ..

 

وقف مونرو ورفع يدهُ أمامي وسألني برقة

 

" هل تسمحين لي بهذه الرقصة أنستي الجميلة؟ "

 

وكالمسحورة رفعت يدي ووضعتُها بكف يده ووقفت.. قربني مونرو منه وجعلني التصق به ثم جعلني أضع كلتا يداي على صدره ثم أمسك رأسي برقة وجذبه إلى صدره ثم حاوط خصري بكلتا يديه وبدأنا نرقص..

 

صوت نبضات قلب مونرو السريعة كان طاغيا على الموسيقية بالنسبة لي..

 

لم نتوقف عن الرقص حتى أبعدني مونرو عنه قليلا وقال بهمس

 

" كل عام جديد وأنتِ بخير وسعيدة طفلتي الجميلة "

 

ثم أخفض وجهه قليلا وأغمض عينيه وقبلني بنعومة على شفتاي.. ضاع كل شيء من حولي ولم أسمع صوت المفرقعات ولا حتى صوت الموسيقى.. غاب كل شيء عني إلا حضور أسدي مونرو..

 

بادلتهُ القبلة وكانت هذه أول قبلة ناعمة و هادئة و رومانسية لي مع زوجي مونرو بيلاتشو..

 

وعندما توقف عن تقبيلي وقفنا بهدوء ننظر إلى بعضنا البعض بنظرات حنونة وهائمة وجميلة.. أخفضت رأسي وأسندت جبهتي على ذقنه وهمست لهُ بنعومة

 

" كل عام جديد وأنتَ بخير وسعيد أسدي "

 

احتضنني مونرو بقوة ورقصنا لفترة على تلك الوضعية ثم حملني مونرو عندما شعر بإرهاقي وغادر البرج..

 

للأسف لم يحدث شيئاً بيننا في تلك الليلة إذ ذهبنا إلى المبنى الذي يمتلكهُ ووضعني مونرو على السرير في غرفة جميلة وخرج بعد أن تمنى لي أحلاماً سعيدة..

 

في اليوم الثاني تجولنا في مدينة فيرونا الجميلة والساحرة ثم في المساء عدنا بطائرة الهليكوبتر إلى دي فالكوني..

 

بعد مرور أسبوع.. استيقظت على صرخات مونرو الغاضبة.. أبعدت الغطاء عني وارتديت ملابسي على عجل ونزلت إلى الطابق الأرضي ركضا..

 

وقفت أمام السلالم أنظر بصدمة كبيرة إلى مونرو وهو يهتف بغضب أعمى على كتالينا

 

" حاااااااااامل!!.. أنتِ حامل؟!.. من هو والد الجنين كاتي؟.. تكلمي قبل أن أقتلكِ.. من هو والد الجنين؟.. هل هو بابلو؟.. تكلمي واللعنة "

 

كانت كاتي تقف أمام مونرو وهي تتأملهُ بنظرات هادئة.. نظرت بصدمة إليها عندما اكتشفت بأنها حامل.. هل هي حامل من بابلو؟!!..

 

شهقت بذعر عندما أمسك مونرو كتفيها وهزها بقوة قليلا ثم توقف وهتف بجنون

 

" من هو والد طفلكِ كاتي؟.. تكلمي واللعنة "

 

أبعدت كاتي يديه عن كتفيها وقالت لهُ بحدة

 

" لا تقلق مومو.. بابلو ليس والد الجنين بل هو بـــ... "

 

ولكن قبل أن تُكمل كاتي جملتها سمعنا صوت رجل يهتف بقوة

 

" مونرو بيلاتشو "

 

نظرنا جميعاً باتجاه الباب ورأيت بدهشة رجل وسيم يدخل إلى الصالون برفقة حُراسه بينما حُراس مونرو كانوا يتبعونهم بذعر..

 

سمعت كاتي تشهق بينما مونرو ابتعد عنها وهتف بغضب أعمى على ذلك الرجل

 

" كيف سمحتَ لنفسك بالدخول إلى قصري باغو بالوفا؟ "

 

" اللعنة؟.. ستندلع الحرب الآن "

 

سمعت بابلو يهمس خلفي بتلك الكلمات ورأيتهُ يقترب ليقف يجانب مونرو وحاول تهدئته قائلا

 

" سيد بيلاتشو.. لا تغضب.. ربما أتى لأن لديه أسباب بالغة الأهمية.. اسمعهُ أولا و.. "

 

قاطعهُ مونرو هاتفا بحدة وبغضب

 

" ابتعد عني بابلو وتوقف عن الدفاع عن ذلك الرجل الخسيس.. ومن الأفضل لك أن تبدأ بإجراءات الطلاق أيها القذر لأن كاتي حامل منك "

 

" ماذاااااااااا؟!!!... "

 

" ما اللعنة؟!!!!... "

 

هتف بابلو أولا بصدمة كبيرة ثم تبعهُ ذلك الرجل المدعو بـ باغو.. إذ شتم بذهول ونظر إلى كتالينا بصدمة كبيرة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 

ما كان يحدث أمامي مسرحية جنونية.. إذ ركضت كاتي ووقفت أمام مونرو  وهتفت بحدة

 

" مونرو.. سبق وقلتُ لك بابلو ليس والد طفلي بل.. بل.. "

 

قاطعها مونرو هاتفا بغضبٍ عنيف

 

" من هو تكلمي؟.. لأنني سأقتلهُ وسأشرب من دمه لذلك القذر و... "

 

فجأة توقف مونرو عن الصراخ ونظر بهدوءٍ مُخيف إلى باغو بالوفا ثم إلى كاتي ثم عاد ونظر إلى باغو وسمعناه يقول وكأنهُ يتكلم مع نفسه

 

" الطريقة التي تم انقاذك بها من لوديس لا يستطيع أحد فعلها سوى الكابوس... "

 

رأيت كاتي تخطو خطوة إلى الخلف بذعر وسمعت مونرو يُتابع بهدوءٍ مُخيف قائلا

 

" وفي تلك الليلة دخلتِ إلى مستودعي وسرقتي عينتين من الدماء.. وتلك العينتين مُتطابقة لفئة دم الحقير باغو.. وطبعا بابلو اكتشف سركِ لذلك عدتِ إلى القصر وكتم سركِ عني... وأنتما بغباء ظننتما بأنني لم أكتشف سرقة العينتين من مستودعي.. "

 

توسعت عيناي برعب عندما سحب مونرو مسدسهُ عن خصره وهتف بغضب أعمى وهو يصوبه باتجاه باغو بالوفا والذي كان يقف بجمود وبصدمة كبيرة يتأمل كاتي بنظرات غريبة..

 

" سأقتلك أيها القذر والسافل وابن العاهر.. سأقتلك.. "

 

صرخت برعب ولكن قبل أن يُطلق مونرو بيلاتشو النار على باغو صرخت كاتي بذعر وركضت ووقفت أمام مونرو وهتفت بحدة

 

" لا مومو.. لا تقتله.. هو ليس والد طفلي.. هل فقدتَ عقلك لتظن بأنهُ أب طفلي؟.. بالطبع ليس ذلك القذر باغو "

 

أخفض مونرو سلاحه وسألها بحدة

 

" إذاً تكلمي.. من هو والد الجنين؟.. تكلمي واللعنة "

 

رأيت كاتي تبلع ريقها بقوة وقالت بغصة

 

" والد الجنين هو.. هو.. "

 

وقبل أن تُكمل جملتها سمعت صوت أحب إنسان على قلبي يهتف بسخرية

 

" واو بيلاتشو.. كما أرى لديك ضيوف مُسلحين في القصر وفي الصباح الباكر كذلك.. لماذا لم تُرسل لي دعوة أيها الجاحد؟ "

 

ابتسمت بوسع عندما رأيت إيثان بوربون يدخل إلى الصالون برفقة شاب وسيم ولكن المسكين كان يجلس على كُرسي مُتحرك..

 

ولكن قبل أن يفهم أي أحد ما حدث رأينا كاتي تصرخ بسعادة ثم هتفت بفرحٍ كبير

 

" حبيبي.. أخيراً أتيت.. "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة ورأيت الشاب الكسيح ينظر إليها بذهول


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو-  فصل 24 - أسدي

 
 

فجأة ركضت كاتي وسط نظرات الذهول التي تُلاحقها وجلست على حُضن ذلك الشاب ثم عانقته بقوة وبعد لحظات أبعدت وجهها عن عنقه ونظرت إلى شقيقها مونرو بيلاتشو المصدوم وقالت بسعادة

 

" مومو.. أُعرفك على حبيبي الوسيم وأب الطفل الذي ينمو في أحشائي.. واسم حبيبي هو... "

 

توقف عن التكلم ونظرت إلى حبيبها وهنا حمحم بتوتر المسكين وقال بارتباك

 

" مرحباً.. أدعى ماثيو لودر.. و.. وأنا حبيبُها!.. أقصد والد الجنين "

 

وكانت هذه صدمة كبيرة للجميع وخاصةً لي.. إذ لم أكن أعرف بأن كاتي لديها حبيب وهو كسيح المسكين.....


انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©