رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. جميلة جدا وأحداثها مثيرة لكن فعلا كاتي حمقاء لا تجيد الكذب أوقعت نفسها في مشاكل كبيرة و معقدة لكن أعتقد أن المافية الروسية ستؤذيها و ستكون سببا لتوحد شقيقها وحبيبها لمحاربتهم لا اعلم هكذا اتوقع . مبدعة هافن شكرا لك

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حبيبتي لأنكِ أحببتِ الأحداث
      وتحليلاتكِ للأحداث القادمة جميلة جداً
      سنرى الليلة ما سيحدث مع أبطال روايتنا

      حذف
  2. بارت جدا رائع كاتي فاشلة في الكذب الان اصبح مومو زكي بانتظار بارت اليوم سوف يكون ناررر🔥🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا لأنكِ أحببتِ البارت وأحداثه
      واللية سنرى أحداث جنونية لن بتوقعها أحد

      حذف
  3. واوووووو اشتعلت الحرب
    البارت روعه ياقلبي تسلم ايدك متحمسه لبارت الليله ومستنياه بفارغ الصبر ❤❤❤❤
    واسفه ياقلبي مكنتش بقرأ البارتات السابقه إللي نزلت بعد العيد عشان كنت مشغوله جدا بفترة العيد ولمى العيله وكمان بعدها انشغلت في التحضيرات لولادتي وأحب اقلك وحشتيني جدا ياقلبي يارب تبقي دايما مبدعه ومتألقه 💋❤💋❤💋❤💋❤💋❤💋❤💋❤

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي أشكركِ من أعماق قلبي
      الله يتممها على خير وتكون ولادتكِ سهلة وتكونين بخير أنتِ والطفل
      أحبكِ جدا عزيزتي

      حذف
  4. واو هافن خطفتي قلبي البارت كان غير متوقع الأحداث جميله ومشوقه وانا في انتظار رد فعل مومو حبيب قلبي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك من القلب لأنك أحببت الاحداث حياتي

      حذف
  5. باغو رجاءا لاتكون غبي في مسائل الحب مثل مورنو كاتي تحبك جدا وانتي ذهبت وجعلتها تتألم والان عليك ان تتعذب قليلا لتسامحك....ولكن الان اكيد سوف يفكر انها حامل منه.
    ماثيو المسكين شوي ويغمى علية ولكنك شجاع عندما ساعدت كاتي.😂😂😂😂 ولكن مونرو ليس غبيا ياماثيو ههههههه.
    كاتي تمثيلك لم ينجح ابدا اكيد مونرو سوف يحاول قتل باغو ولكن اتمنى ان يحدث العكس ويتعاونو سوا من اجل التخلص من ذلك الروسي الحق.ير.
    تسلم ايدك البارت اكثر من رائع ❤❤

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25

 
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25 - ضحيتي الوسيم



ضحيتي الوسيم




دون باغو بالوفا**

 


وقفت أمام الشاطئ الخاص بي والتابع لقصري أنظر بحزن إلى الأفق البعيد.. لم أتوقف منذ أسبوعين وللحظة واحدة عن التفكير بحوريتي الجميلة كاتي والتي قمتُ بأذيتها بسبب غضبي وقلة تحكُّمي في مشاعري...

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25 - ضحيتي الوسيم

 

بعد ما فعلتهُ بها في تلك الليلة لم أستطع تحمُل آلام قلبي وحُزني وندمي الشديد.. غادرت مدينة دي فالكوني في اليوم الثاني وذهبت إلى قصري في سبياجيا في مدينة جنوة.. ومنذ وصولي إلى هنا وأنا أتعذب في جحيمي الخاص بسبب محبوبتي كتالينا بيلاتشو..

 

نظرت بعمق إلى الأمواج الهادئة كأنني أريد أن أجد فيها أي طريقة لتُمحي بها كل تلك الأفعال التي ارتكبتُها بحق حوريتي الجميلة والتي لم تكن إلا حزناً وتعبيراً عن غضبي الدفين..

 

وفي هذا الوقت الذي كنتُ أتأمل فيه شاطئي الخاص وهدوء أمواجه تساءلت عن قدرتي على إصلاح ما فعلتهُ بحبيبتي.. وفي هذه اللحظة أدركت أن الحُب ليس فقط عن التعبير عن المشاعر الإيجابية.. بل يتضمن أيضاً التحكم في الأفعال والتفكير بعقلانية..

 

كاتي جعلتني أختبر لأول مرة في حياتي مشاعر الحُب الحقيقي.. جعلتني أكتشف الحُب ومعانيه وآلامه..

 

كاتي جعلتني اكتشف بأن الحب يحتاج إلى قوة الإرادة والصبر لتحقيق السعادة المطلوبة.. وأنه يحتاج إلى العمل الجاد والتضحية لإصلاح الأخطاء التي ارتكبتُها بحقها..

 

أنا أحبُها بجنون.. لا بل أعشقها بجنون.. وسأفعل المُستحيل لأحصل على مُسامحتها لي أولا ثم قلبها.. نعم سأجعلها تُحبني عن حق مهما كلفني ذلك..

 

لم أعد أهتم بأنها دخلت إلى قصري حتى تتجسس عليّ لمصلحة شقيقها.. لم أعُد أهتم بأنها الكابوس بحد ذاته.. ولم أعُد أهتم بأنها كانت تُمثل عليّ البراءة حتى تجعلني أقع في عشقها..

 

اللعنة أنا يائس.. أنا رجل عاشق ويائس ليحصل على حبيبته..

 

الآن فهمت وعرفت بأن الحُب يستحق العمل الشاق والتضحية وأن الوقت قد حان لتغيير وإصلاح ما فعلته.. فقد أدركت أنهُ لا يوجد جرح لا يمكن أن أتعافى منه.. ولا خطأ لا يمكن أن تصحيحه.. وأن الحُب قادر على التغيير وتجديد الروح والعقل..

 

نعم أنا لم يعُد يهمني بتاتاً بأن حوريتي خدعتني لمصلحة شقيقها.. فلتأخذ جميع شركاتي وأموالي وكل ما أمتلكهُ في هذه الحياة.. كل ما أريدهُ هو هي فقط.. أنا فقط أُريد كاتي..

 

أنا رجل عاشق بشدة لحبيبته.. كنتُ أفعل كل شيء من أجلها.. ومع ذلك فإن الخوف من تفكيري بأنها لا تُحبني واكتشافي لهويتها الحقيقية جعلوني أفقد غريزتي الإنسانية وأصبحت شخصاً شريراً ومدمراً.. تحولت إلى رجل أكرهه.. رجل اغتصب حبيبتهُ وشوه روحها وكيانها..

 

فبعد أن انتقمت منها ووصلت إلى هدفي ولكن بثمن باهظ جداً أدركت أنني قد فقدت كل شيء.. والآن أنا أعيش في جحيمي الخاص والذي صنعتهُ بنفسي.. ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في دوامة من الألم والندم والأسف.. أتلوى في مشاعري المتضاربة بين حُبي الشديد لحوريتي وأفعالي الشريرة التي دفعتها أكثر بعيداً عني..

 

تنهدت بعمق ونظرت بأسى إلى البحر وهمست بعذاب

 

" سامحيني حوريتي الجميلة.. كنتُ أحمقاً وتسرعت واغتصبتكِ.. في الحقيقة أنا لم أغتصب جسدكِ بل اغتصبت روحي وقلبي وكياني وأنفاسي.. اغتصبت حُبي العميق لكِ.. فأنتِ هي أنفاسي و كياني و روحي و قلبي وعشقي الوحيد "

 

استدرت ونظرت إلى قصري بأسى وبعذاب


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25 - ضحيتي الوسيم

 

وفكرت بمرارة وبألمٍ شديد.. كيف سوف تُسامحني الآن حبيبتي كاتي؟!.. كيف لها أن تُسامح رجلا شوه جسدها بقبلاته وامتلكها رغما عن إرادتها وبطريقة عنيفة جداً...

 

 ففي لحظة غضب شديدة قمتُ بفعل شيء لا يغتفر.. أنا بذاتي لا أستطيع مُسامحة نفسي عليه.. لقد جعلتُها تكرهني أكثر وأبعدتُها عني نهائياً.. لكن لا أستطع العيش بدونها.. فقد أصبحت هي كل ما أملكهُ في هذه الحياة..

 

ومن أجل العودة إلى كتالينا بيلاتشو بدأت أُفكر بتصميم بما يجب أن أفعلهُ وكيف سأجعلها تُسامحني.. وقررت القيام بأعمال شريرة وتدميرية لتحقيق غايتي..

 

ابتسمت بوسع وهتفت بسعادة

 

" سأخطفُها "

 

اكتشف طريقة جديدة لتحقيق رضا حبيبتي وفي نفس الوقت إصلاح أخطائي المُدمرة.. سأخطفها وسأفعل المستحيل حتى أجعلها تُسامحني وتُحبني..

 

ركضت باتجاه قصري وهتفت لصديقي بسعادة

 

" فيليبو.. فيليبو.. لقد وجدت الحل أخيراً.. سنعود إلى دي فالكوني وفي أسرع وقت "

 

رأيت فيليبو يركض ليقف أمامي وهو يتأملني بنظرات مندهشة.. بلع ريقهُ بقوة وسألني بقلق

 

" ماذا ستفعل باغو الآن؟.. أنتَ لن تعود إلى دي فالكوني وتُشعل الحرب على الزعيم بيلاتشو بسبب شقيقته؟!!.. أرجوك أخبرني بأنك لن تفعل ذلك "

 

ابتسمت بوسع ثم أمسكت كتفيه وهززتهُ بخفة وأجبتهُ بصدق

 

" لا تقلق فيليبو لن أفعل ذلك.. بل سأفعل المُستحيل لنيل صداقة الزعيم بيلاتشو.. كما سأخطف حوريتي الجميلة "

 

شهق فيليبو بذعر ثم هتف بفزعٍ شديد

 

" تريد أن تخطف الكابوس!!!.. تباً.. هل فقدتَ عقلك صديقي؟.. سيقتلك بيلاتشو إن فعلتَ ذلك.. ثم في الأصل لا يمكنك أن تخطف وبسهولة كتالينا بيلاتشو.. إنها الكابوس بحد نفسها.. ستقتلك إن اقتربتَ منها "

 

أبعدت قبضتاي عن كتفه وكلمتهُ بجدية قائلا

 

" لا تقلق.. أنا أعرف كاتي جيداً.. ستفعل المستحيل لتنتقم مني.. لذلك عندما نصل إلى دي فالكوني أريدُك أن تُراقب أنتَ وجميع رجالي شركاتي ومستودعاتي وقصري في دي فالكوني.. بهذه الطريقة سأكون قد سبقتُها بخطوة واحدة.. وبعدها سأخبرُك بما سأفعله "

 

ووسط ذهول فيليبو أمرت جميع حُراسي ليتجهزوا للعودة إلى دي فالكوني..

 

وكما توقعت.. فور عودتي إلى دي فالكوني بدأوا رجالي بمراقبة جميع أملاكي في المنطقة.. وطبعاً تم رؤية الكابوس كتالينا بيلاتشو تُراقب مقر شركتي الأساسية ومستودعاتها في كل ليلة بعد حلول منتصف الليل..

 

لم يقترب منها أحد تنفيذا لأوامري طبعاً.. وعرفت هنا بأنها تريد تدمير مقر شركتي بكامله.. لذلك في النهار أمرت جميع موظفيني والعُمال بنقل كل شيء إلى مقر شركتي في توسكانا..

 

كانت عملية اخلاء الشركة والمستودعات صعباً جداً لأنني لم أكن أعلم متى ستُنفذ حوريتي الجميلة ضربتها القاضية عليّ.. ولكن من حُسن حظي استعطنا نقل كل شيء وبسرية تامة وبهدوء بعد مرور خمسة أيام..

 

وبعد مرور أسبوع.. كنتُ أقف من بعيد أنظر عبر منظار ليلي باتجاه شركتي وأنا ابتسم بسعادة وبفخر وبحماسٍ شديد..

 

حوريتي الجميلة كانت تزرع الألغام أمام شركتي ومُحيطها.. كنتُ أراقبها بسعادة وهي تضع الألغام بطريقة مدروسة ومُرتبة..

 

ولم أتوقف عن مراقبتها من بعيد بعد تفجيرها لشركتي ومستودعاتها.. ثم همست باستحسان وبإعجاب تام عندما قامت حوريتي بتفجير الألغام عن بُعد

 

" ياه.. حوريتي فعلا تُجيد التعامل مع الألغام.. أعشقُها بجنون "

 

أخفضت المنظار وسلمتهُ لـ فيليبو ثم هتفت بأمر لرجالي

 

" تحركوا بسرعة إلى أماكنكم.. وتذكروا جيداً.. إياكم أن يقترب منها أحد أو يحاول أذيتها.. وتأكدوا أولا بأن مسدساتكم فارغة من الرصاص.. إن أطلق أحدا منكم رصاصة واحدة عليها عشوائياً سأقتلهُ بنفسي وأرسلهُ إلى الجحيم السابعة.. فهمتم؟ "

 

أجابوني بذعر موافقين ثم ركضوا وتمركزوا في أماكنهم والبعض منهم قاموا بقطع الطريق..

 

رأيت سيارتها الرباعية الدفع تقترب وهنا شعرت بالحماس الزائد فركضت ووقفت جانب الطريق وشاهدت حوريتي وهي وتوقف سيارتها وتترجل منها..

 

سحبت الحقنة الصغيرة من جيب سترتي واقتربت منها ببطء من الخلف بينما كنتُ أنظر بتهديد إلى رجالي حتى لا يقتربوا منها أكثر


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25 - ضحيتي الوسيم

 
 

تحركت بسرعة قبل أن تهجم حبيبتي على رجالي وتقتلهم.. طوقت صدرها بذراعي اليسرى بقوة ثم حقنت عنقها بالمُخدر وهمست بنبرة حنونة في أذنها قبل أن تغيب عن الوعي وتذهب في سبات عميق

 

" أخيراً.. أخيراً حوريتي الجميلة أنتِ بين يداي "

 

ثم همست لها بحنان بأن ذكائها الحاد قد خانها هذه المرة وأنني لم أتركها تُفجر شركتي ومستودعي بسهولة كما ظنت..

 

استنشقت بسعادة وبهيام رائحة شعرها ثم همست لها بانتصار

 

" أخيراً.. أخيراً ستكونين لي حوريتي الجميلة.. وإلى الأبد "

 

وبعدها حملتُها بكلتا ذراعي ومشيت باتجاه سيارتي الرباعية الدفع.. وضعت حوريتي برقة على المقعد الخلفي ثم انحنيت وقبلت شفتيها بقبلة ناعمة..

 

رفعت رأسي ونظرت بعشق إليها.. داعبت بأصابعي خدها الناعم وهمست لها بسعادة

 

" سأعتني بكِ جيداً حوريتي.. أحلاماً سعيدة حبيبتي "

 

أغلقت الباب وأمرت رجالي بأخذ سيارتها وإخفائها تماما في أحد مستودعاتي الخاصة.. ثم صعدت خلف المقود وأدرت مُحرك السيارة وقدتُ سيارتي بسرعة باتجاه الطريق السريع وخلفي تابعوني رجالي بسياراتهم..


 

 

كتالينا**


 

" اه.. رأسي.. همممم.... "

 

تحركت قليلا وبضعف على سريري بينما كنتُ أهمهم بتذمر بسبب شعوري بذلك الصداع الأليم وبجفاف في فمي.. همهمت بضعف بينما كنتُ أستيقظ من غفوتي المزعجة وفتحت عيناي لتتجمد نظراتي على سقف غريب عني كلياً في وسطه مرآة كبيرة يحاوطها إطار خشبي تم الحفر عليه على شكل ورود..

 

رمشت بقوة ونظرت من جديد إلى السقف لأرى بذهول انعكاس جسدي في تلك المرآة اللعينة.. ولكن الذي جعلني أشعر بالذهول هو رؤيتي لتلك السلاسل الضخمة والتي تحاوط كلتا ذراعاي وساقاي..

 

شعرت بالتشوش في البداية إذ لم أكن متأكدة من ما يحدث حولي الآن.. ربما عقلي يصور لي ما أراه..

 

أبعدت نظراتي عن السقف وأخفضتُها تدريجياً.. كانت الغرفة شبه مظلمة وهادئة ولكن شيئًا ما كان يشير إلى أن شيئًا خاطئًا يحدث.. حاولت الجلوس.. ولكن لم تكن يدي تتحرك..

 

بدأت في الحركة ولكن لم تسير الأمور كما ينبغي.. كانت رجليَّ ويديَّ مربوطتين بالسرير بإحكام بتلك السلاسل اللعين.. وكانت هذه السلاسل الحقيرة تقطع بشدة في جلدي..

 

وهنا أدركت أنني قد اختُطفت من قبل ذلك المعتوه والمجنون والحقير دون باغو بالوفا..

 

كان يجلس على الأريكة الموجودة في الزاوية الأخرى من الغرفة وهو يحدق إليّ بعيون مشدودة وبنظرات غامضة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 25 - ضحيتي الوسيم

 

وقف بهدوء وبينما كان يقترب مني أدركت أنه هو الذي اختطفني وبأنني لا أحلم أو أتوهم رؤيتي له..

 

لم أكن أعرف كيف ولماذا اختار القيام بذلك.. ولكن لم أستطع إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن استيائي وغضبي الذي يُخيم على حواسي حالياً..

 

أردت أن أقفز وأقتلهُ بكلتا يداي عندما وقف أمام السرير يتأملني بنظراتهِ الحنونة تلك.. ولكن ما أن تحركت لأقفز عليه تلك السلاسل اللعينة ضغطت بقوة على معصماي وكاحليّ..

 

تأملتهُ بنظرات كارهة وغاضبة بينما هو الأحمق كان يتأملني بقلق وهو يقول

 

" لا تتحركِ حوريتي فقد تؤذين نفسكِ "

 

وما أن سمعتهُ يلفظ كلمة حوريتي حتى جُن جنوني.. بدأت أتخبط على السرير بعنف وأنا أحاول تحرير نفسي من تلك السلاسل اللعينة.. نظرت إليه بحقد وهتفت بغضب أعمى

 

" أيها الحقير والسافل سأقتلك.. سمعتني؟.. سأقتلك إن لم تُحررني الآن أيها الوغد.. لقد خدرتني وخطفتني أيها النذل والحقير.. صدقني عندما أُحرر نفسي من هذه السلاسل اللعينة أول ما سأفعله سأقطع لك رأسك من مكانه أيها القذر "

 

كنتُ غاضبة منه لحد اللعنة لأنهُ خدرني وخطفني.. كنتُ قلقة على طفلي من تأثير المُخدر.. الخوف على طفلي أفقدني عقلي تماماً..

 

فبعد أن اغتصبني الملعون كنتُ واقعة تحت تأثير صدمة نفسية كبيرة جداً.. باغو بالوفا حطم قلبي العاشق له وأحرقهُ بكلتا يديه بعد ما فعلهُ بي في تلك الليلة..

 

ولكنني تداركت جراح قلبي وقررت أن أنتقم منه وأقتله لأنهُ ألمني وحطمني.. ولكن وللأسف بعد مرور أسبوعين بدأت عوارض غريبة تنتابني.. كنتُ أشعر بالغثيان وبالدوار.. وأنواع كثيرة من الأطعمة كانت تثير غثياني.. وحينها فكرت بأنني قد أكون حامل من هذا القذر..

 

تسللت من قصر شقيقي وذهبت إلى صيدلية وابتعت اختبار للحمل والنتيجة كانت إيجابية.. أنا حامل من دون باغو بالوفا الحقير..

 

فكرت كثيراً بما يجب أن أفعله بالجنين وبالوغد والده.. قررت أن أتخلص من طفلي لكنني لم أستطع.. قلبي اللعين ومشاعري الأمومية منعاني من التخلص من طفلي.. لذلك قررت أن أحتفظ بالجنين مهما كان الثمن.. وطبعاً اتخذت قراراً حاسماً وهو الانتقام..

 

ومع الأسف هذا اللعين باغو سبقني بخطوة إذ يبدو واضحا بأنهُ توقع بأنني سأنتقم منه وراقبني القذر ثم خطفني.. لكنه لا يلم أي لعنة جلبها على نفسهِ الآن.. فأنا لم أقتلهُ لأنهُ الاب البيولوجي للجنين الذي ينمو في أحشائي.. ولكن سأقتلهُ قريباً لأنه أخطأ وخدرني ثم خطفني..

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات حزينة ونظراتهِ تلك جعلتني رغماً عني أهدأ وأتوقف عن الحركة ومحاولة تحرير نفسي..

 

تنهد باغو بعمق وقال بنبرة حزينة

 

" أتفهم سبب غضبكِ حوريتي.. لكن الآن ليس الوقت المناسب لنتكلم فأنتِ غاضبة جدا ولن تستمعي إليّ.. لذلك سنتكلم لاحقاً عندما تهدئين.. نامي الآن واستريحي "

 

اشتعلت غضبا على غضب وهتفت بحدة بوجهه

 

" أيها اللعين.. من قال لك بأنني أرغب بالتكلم معك والاستماع إليك أيها المغتصب الحقير.. الشيء الوحيد الذي سأفعله هو قتلك "

 

تأملني بنظرات غريبة لم أستطع تفسيرها ثم قال بنبرة هادئة

 

" سنتكلم لاحقا كتالينا.. استريحي الآن حوريتي "

 

اشتعل بي الغضب أضعافا فانتفضت بعنف وصرخت بملء صوتي

 

" أيها القذر.. إياك أن تناديني بحوريتي مرة أخرى.. فهمت؟ "

 

القذر ابتسم بنعومة ثم رأيتهُ ينحني قليلا باتجاهي.. لا أعرف ما أصابني اذ تجمد جسدي بكامله ولم أستطع تحريك أصبعاً واحداً عندما استنشقت رائحة عطرهِ الجميل..

 

تجمدت نظراتي على عينيه وفكرت بحزن.. تباً له كم هو غبي.. لقد جعلني أكرهه عندما اغتصبني بطريقة همجية لعينة.. لقد ألمني كثيراً وأحرق قلبي و روحي بكلتا يديه.. والآن كل ما أفكر به هو أن أقتلهُ لأنهُ خدرني وخطفني.. ماذا لو أذى طفلي بذلك المُخدر؟!.. إن عرضى الجنين للخطر سأنتقم منه أشد انتقام..

 

رأيت باغو يرفع غطاء السرير على جسدي ثم استقام واستدار وأولاني ظهره وسمعتهُ يقول بغصة

 

" نامي كاتي ما زالت الساعة الخامسة فجرا.. وعلى فكرة لقد أخذت هاتفك من حقيبتكِ وأرسلت رسالة لشقيقكِ مومو.. كتبت له بأنكِ ذهبتِ إلى روما لقضاء العطلة وعيد رأس السنة هناك "

 

توسعت عيناي بذهول عندما سمعت ما تفوه به هذا الغبي.. حاولت أن أتحدث إليه ولكنه لم يرد عليّ.. الغبي فقط أدار رأسهُ وتأملني بنظرات حزينة متألمة وكأنني من اغتصبته وخطفته..

 

تجمدت عيناي على عينيهِ الحزينة.. بدا وكأنهُ يعرف بالفعل كل ما يجول في ذهني.. تباً له.. سوف أفاجئهُ قريبا بما سأخطط لفعلهُ به..

 

أدار رأسه ومشى ببطء وقام بإطفاء الأضواء وخرج من الغرفة وتركني وحيدة في الظلام..

 

 

وهنا شهقت بضعف وبينما كانت دموعي تتدفق على وجنتاي بدأت في التفكير في كيفية قتل باغو والهروب من هذا المكان الذي يشبه السجن..

 

كان يجب أن أجد طريقة لإطلاق نفسي.. لكن بينما كنت أتأمل في الأمر.. بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي وأصبحت أشعر بأنني لا أستطيع الهروب من حبيبي المجنون.. أقصد الوغد المجنون..

 

انتفضت واستقمت جالسة.. سقط غطاء السرير على ساقاي وهنا بصدمة كبيرة انتبهت بأنني شبه عارية إذ لم أكن أرتدي سوى ملابسي الداخلية..

 

اشتعلت غضبا على غضب وهمست بحقد

 

" القذر.. لقد جردني من بدلتي الخاصة بالقتال وتركني فقط في ملابسي الداخلية.. سأقتله "

 

نظرت بكره أمامي وفكرت بأسى.. والآن كيف سأحرر نفسي من تلك السلاسل اللعينة؟!.. يجب أن أجد أي أداة لأزيل هذه اللعنة عن معصماي وكاحليّ..

 

وبدأت أحاول كثيراً تحطيمها ولكنها ضخمة.. ثم حاولت كثيراً فتح الأغلال ولكن لم أنجح لأنها الكترونية..

 

ومضت ساعات طويلة منذ ذلك الحين وأنا أحاول تحرير نفسي من السلاسل.. ولم يعد باغو القذر ودخل الغرفة.. كنتُ أشعر بالجوع والعطش.. وكنتُ خائفة على الجنين في أحشائي.. وكان من الصعب تخيل كيف يمكن لي الحصول على الطعام والشراب في هذا المكان داخل غرفة نومهِ اللعينة والتي سأحرقها قريباً..

 

كان شبه مستحيلا لي أن أتحرك لخارج السرير.. في النهاية استسلمت عندما شعرت بموجة كبيرة من الغثيان..

 

بدأت أتنفس ببطء لأسيطر على الدوار والغثيان.. أخفضت جسدي وأسندت ظهري على الأريكة وأغمضت عيناي..

 

فجأة سمعت صوتاً خفيفاً يتحرك باتجاه الغرفة ثم سمعت صوت الباب ينفتح.. بدأت أسمع تنفساً ثقيلاً وعلمت أن باغو قد عاد..

 

فتحت عيناي قليلا ورأيته يقف في وسط الغرفة وهو يتأملني بحزن.. بدا متوتراً ومضطرباً.. ولكن لم يقل شيئًا وظللت أتأملهُ بنظرات غاضبة وساخطة.. تنهد باغو بحزن ثم استدار وأغلق الباب وغادر الغرفة مجددًا..

 

انتفضت جالسة وهتفت لهُ بملء صوتي

 

" أنا أتضور جوعاً أيها الغبي.. هل تريدني أن أموت من الجوع والعطش؟.. تباً لك "

 

ولكن لم أسمع منهُ أي رد خارج الغرفة.. أغمضت عيناي وفكرت بمرارة.. سيجعلني أموت من الجوع أنا وطفله هذا الأحمق.. اللعنة كم أرغب بقتلهِ الآن..

 

ثواني سمعت ضجة قريبة من الغرفة ثم رأيت الباب ينفتح ودخل باغو وهو يحمل صينية كبيرة في يديه..

 

اقترب ووقف أمام السرير وكلمني بهدوء

 

" لا تحاولي فعل أي حركة سخيفة كاتي.. سأجلس بجانبكِ وأطعمكِ بنفسي.. من الأفضل أن تظلي هادئة وساكنة ومطيعة وإلا... "

 

توقف عن التكلم ورأيتهُ يرفع يدهُ اليمنى والتي كان يحمل بها حقنة وأشار بها قائلا

 

" هذا مُخدر خاص تم صنعهُ في مصانع شركتي.. لن يؤذيكِ وليس لديه مفعول سلبي.. سيجعلكِ فقط تنامين لعدة ساعات.. أي حركة منكِ سأحقنكِ به "

 

عندما سمعت ما قالهُ أصابني القلق الشديد على طفلي.. عندما اكتشفت أنني حامل وقررت الاحتفاظ بطفلي أجريت بحوث كثيرة عن الحمل وكيف أهتم بصحة الجنين.. وطبعا أي نوع من الأدوية والمُخدر لا يجب أن أسمح لها بالدخول إلى جسدي..

 

أومأت لهُ موافقة رغماً عني ورأيتهُ بغيظ يبتسم بوسع ثم اقترب وجلس بجانبي ثم وضع الصينية على حضنه..

 

أمسك بقطعة توست كان قد وضع عليها مربى التفاح والذي أعشقهُ بشدة.. ما أن قرب يدهُ من فمي حتى حركت يدي اليمنى ورفعتها بسرعة وأمسكت معصمه ونظرت إليه بنظرات قاتلة وكلمتهُ بصوتٍ منخفض وبتهديد

 

" الآن أنتَ متفوق عليّ دون باغو بالوفا.. ولكن عندما أتحرر من أسرك سأجعلك ترى الجحيم بسبب ما سأفعلهُ بك.. ثم سأستمتع بقتلك "

 

اللعين ابتسم بمكر وسحب يدهُ بسرعة من قبضتي ورأيتهُ يضع قطعة التوست في الصينية ثم حمل الحقنة وقال بمرح

 

" هل ترغبين بتناول وجبة الفطور أو النوم حوريتي؟ "

 

تأملتهُ بنظرات كارهة وهمست بحقد

 

" لا شكرا لك.. لا رغبة لي بالنوم الآن.. هيا أطعمني وبسرعة "

 

بدأت بتناول الطعام بمرح بينما كنتُ أملي عليه أوامري البسيطة ليضع لي الجبن ويجعلني أشرب العصير.. في الحقيقة استمعت جداً أثناء تناولي للوجبة فقد جعلت الدون يفقد صبره بسبب أوامري البريئة والبسيطة..

 

عندما انتهيت وضع باغو الصينية على المنضدة بجانبه ثم لدهشتي أمسك بمنديلهُ الخاص وبدأ يمسح فمي ببطء..

 

عندما التقت نظراتي بنظرات باغو.. تلاشت جميع المشاعر السلبية من داخلي واستبدلتها بالحب والأمل والإيمان بأن الحياة ستكون جميلة بجانبه..

 

أغمضت عيناي رافضة تماما تفكيري الضعيف.. لا يجب أن أضعف أمامهُ أبداً.. بل لا يجب أن أسامحهُ مهما فعل.. هو لا يستحق المسامحة ولا حُبي له.. مع الأسف ما زلتُ أحبهُ لهذا الغبي باغو..

 

" كتالينا... "

 

سمعت باغو يهمس بنعومة باسمي الحقيقي.. فتحت عيناي ونظرت إليه بنظرات باردة لا حياة بها..

 

تأملني باغو بنظرات حزينة متألم.. كان يبدو وكأنهُ يرغب بمُصارحتي بشيء.. وكنتُ محقة بإحساسي إذ سمعتهُ يقول

 

" أريد أن أعتذر منكِ بسبب ما فعلتهُ بكِ في تلك الليلة.. سامحيني كتالينا.. كنتُ غبياً وأحمقاً.. أنا آسف جدًا.. لم يكن بمقدوري السيطرة على أفعالي وأقوالي في ذلك الوقت.. لقد كنتُ متوترًا ومرهقًا بسبب مشاعري العميقة نحوكِ وغضبي الكاسح عندما اكتشفت حقيقتكِ ومن تكونين.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بنظرات متألمة وتابع قائلا قبل أن أفتح فمي وأشتمهُ

 

" ولم أكن أعرف كيف أتصرف بالشكل الصحيح عندما اكتشفت بأنكِ الكابوس شقيقة مونرو بيلاتشو.. عندما اختفيتِ في ذلك اليوم ظننت بأنه تم قتلكِ.. بحثت عنكِ مثل المجنون في كل مكان في إيطاليا.. تألمت بجنون بسبب اختفائكِ وبعدكِ عني حوريتي.. تعذبت في الجحيم بسبب خوفي وقلقي عليكِ.. وتمنيت الموت لأكون معكِ لأنني أحبكِ... "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة عندما سمعت اعترافهُ الأخير.. باغو يُحبني!!.. إلهي...

 

تجمدت نظراتي على وجهه وبسبب صدمتي التزمت الصمت.. لم أستطع التفوه بحرفٍ واحد بسبب اعترافهُ الغريب بمشاعرهِ الصادقة واعتذاره..

 

سمعتهُ يُتابع بحزن قائلا

 

" خططت بقتلكِ انتقاما لكرامتي وتحطيمكِ لقلبي العاشق لكِ.. لكنني ببساطة لم أستطع قتلكِ بينما كنتُ أراقبكِ من بعيد.. ليلة تلوى الأخرى والأخرى ذهبت لتنفيذ قراري بقتلكِ بنفسي لكنني لم أستطع.. وبغباء قررت أن أؤلمكِ كما جعلتني أتألم.. فذهبت في تلك الليلة و.. واغتصبت روحي بكلتا يداي.. دمرتكِ في تلك الليلة كاتي.. لكنني دمرت نفسي أضعافاً "

 

اقترب خطوة من السرير ووسط نظراتي المُندهشة له تابع قائلا بغصة

 

" لكن أنا هنا الآن أمامكِ.. أتوسل إليك أن تُسامحيني وتمنحيني فرصة واحدة فقط لأتعرف عليكِ من جديد.. أعطني فرصة واحدة فقط حتى أجعلكِ تسامحينني وتحبينني كما أحبكِ كتالينا بيلاتشو "

 

رمشت بقوة ظنا مني بأنني لم أسمعهُ جيداً.. وكل ما فعلته همست لهُ بذهول

 

" ماذا؟!!!... "

 

بلع باغو ريقهُ بقوة وقال بسرعة

 

" لا تعترضي كاتي.. فقط اسمعني حتى النهاية لو سمحتِ.. أنا لا يهمني بأنكِ شقيقة مونرو بيلاتشو.. ولا يهمني بأنكِ دخلتِ إلى قصري حتى تتجسسي عليّ.. ما يهمني هو أنتِ فقط.. أنتِ حوريتي.. إن أردتِ سأتنازل لكِ عن جميع ممتلكاتي لكن أرجوكِ لا تبتعدي عني.. كل ما أريدهُ منكِ هو فرصة واحدة فقط لأجعلكِ تتعرفين عليّ أكثر.. فرصة واحدة لأجعلكِ تُسامحيني وتحبيني.. لا ترفضي كتالينا.. فكري ماليا ثم أعطني قراركِ النهائي في المساء "

 

رغم قلبي الخائن والذي كان ينبض بسعادة بسبب اعتراف باغو ولكن لن أنخدع بكلمات باغو الرومانسية..

 

نظرت إليه بحقد وهتفت بغضبٍ شديد

 

" في أحلامك أيها السافل والمُغتصب.. حتى في أحلامك لن أوافق على اعطائك فرصة أخيرة ولن أسامحك... "

 

تأملني بدهشة وبحزن لكنني لم أكثر لنظراتهِ اللعينة والحزينة بل تابعت هاتفة بغضب أعمى

 

" أنا أحتقرُك أيها السافل.. أكرهُكَ بجنون وأتمنى في كل لحظة أن أقتلك.. "

 

ثم ابتسمت بقرف وتابعت قائلة

 

" كنتُ أتقيأ كلما لمستني ومارستَ معي الجنس.. كنتُ أشعر بالاشمئزاز و بالقرف كلما لمستني.. لكنني تحملت قبلاتك ولمساتك القذرة لجسدي حتى أحصل على ما خططنا له أنا و شقيقي مونرو.. كنتَ أغبى رجل رأيتهُ في حياتي وصدقتَ بأنني مجرد مراهقة ضعيفة و... "

 

انتفض جسد باغو بقوة وهتف بغض جنوني مُقاطعا حديثي السام له

 

" يكفي.. يكفي.. أنتِ تكذبين.. تكذبين.. أنا رجل استطاع أن يعرف ويكتشف مشاعركِ الصادقة لي من مُجرد تقبيلي لكِ ولمسكِ.. لا تكذبي كتالينا كنتِ امرأة راغبة لي ولقبلاتي ولمساتي لجسدكِ.. كنتِ ترغبينني كما كــ.. "

 

هذه المرة قاطعتهُ هاتفة بحدة

 

" هذا لأنك أحمق صدقتَ تمثيلي عليك.. فأنا أحتقرك بجنون وأتمنى أن أقتلك.. وصدقني سأقتلك.. وقريباً جداً سأفعل ذلك... "

 

تأملني باغو بذهول فابتسمت بكره وتابعت قائلة له بغضب أعمى رغم الألم الشديد الذي كنتُ أشعرُ به في قلبي

 

" تذكر جيداً أنا عاهرة.. مُجرد عاهرة أحصل على كل رجل أشتهيه.. أنتَ بنفسك قلتَ لي بأنني مُجرد عاهرة لعينة في تلك الليلة عندما خدرتني واغتصبتني أيها القذر.. أنا عاهرة أمارس الجنس مع أي رجل أرغبه.. وهذا صحيح فعلا.. فلا تحزن لأنني مارست معك الجنس لأستمتع مع عدو شقيقي قليلا.. لقد فعلت ذلك كثيراً مع أعداء شقيقي قبل أن أقتلهم.. ولكن استمتعت معك أكثر بممارسة الجنس لأنني كنتُ أشعر قليلا بالملل داخل قصرك الممل "

 

شهقت بدهشة عندما هجم باغو عليّ وأمسكني بعنف بكتفي وبدأ يهزني بقوة وهو يهتف بألم وبغضب بوجهي

 

" كاذبة.. كاااااااااااذبة.. لقد مارستِ معي الحُب كاتي وليس الجنس.. اعترفي بذلك واللعنة.. اعترفي.. "

 

توقف عن هزي وهنا بهدوء تام نظرت إليه رغم شعوري بالإعياء وبالدوار وأجبته

 

" تقبل الحقيقة دون باغو.. لقد مارست الجنس مع الكثيرين واستمتعت أكثر معهم مما استمتعت معك.. لن أُهين رجولتك أكثر دون باغو بالوفا.. لذلك الأفضل لك أن تُحررني وتتركني أرحل بسلام من هنا و... "

 

قاطعني هاتفا بغضبٍ شديد وهو ينظر في عمق عيناي بطريقة جعلتني أنا بنفسي أخاف

 

" اللعنة.. لا تكذبي عليّ كاتي.. لا تكذبي.. سأجعلكِ الآن ترين بنفسكِ بأنكِ تكذبين "

 

شهقت بضعف عندما جعلني أتسطح على ظهري وحاصرني بجسدهِ الضخم ثم سحق شفتاي بقبلة عنيفة جداً..

 

رغم قوتي وإتقاني للفنون القتالية إلا أنني تجمدت برعب أسفله بينما كان يقبلني بتلك الطريقة.. ذكرياتي الأليمة والمرعبة لتلك الليلة التي اغتصبني بها عادت إلى ذاكرتي لتجعلني أغرق في عالمي المظلم المُخيف والضعيف..

 

خوف شديد سيطر على جسدي من أن يعود باغو ويُكرر فعلتهُ المقرفة معي ويؤذيني ويؤذي طفلهُ في رحمي..

 

حاولت التنفس ومقاتلته ولكن إعياء غريب سيطر على جسدي بينما كنتُ أحاول التنفس والسيطرة على شعوري بالإغماء..

 

رغم ضعفي الكبير إلا أنني حركت ذراعي اليمنى ولكمت باغو على خصره بقوة وهنا توقف عن تقبيلي بهمجية ورفع رأسه ونظر إليّ بذهول بينما كان يتأوه بألم..

 

أملت رأسي بضعف ثم أغمضت عيناي وقلتُ لها بإرهاقٍ شديد

 

" ان كنتَ ستغتصبني مرة أخرى عليك أن تخدرني أولا ثم افعلها.. لأنني لو ظللت بكامل وعيي وأنتَ تُكرر فعلتك القذرة مرة أخرى صدقني لن يوقفني شيء حينها عن قتل جميع من تحبهم أمامك حتى الموظفون في شركاتك.. سأقتل كل إنسان ألقى عليك التحية ولو لمرة واحدة في حياته.. ثم سأقتلك بهدوء "

 

سمعت صوت أنفاسهِ المتسارعة ثم سمعتهُ يقول بصوتٍ مُنخفض وبتلعثم

 

" كتالينا.. أنا لم أكن ســـ.. لم.. أنا من المستحيل أن أُكرر ما فعلتهُ بكِ سابقاً "

 

أجبتهُ بسرعة

 

" هذا واضح.. غادر الغرفة لو سمحت أريد أن أبقى بمفردي "

 

لكنهُ لم يبتعد عني بل سمعتهُ يقول

 

" كتالينا أنظري إليّ لو سمحتِ.. أنا أحبكِ حوريتي الجميلة ومن المُستحيل أن أُكرر ما فعــ.. "

 

انتفض واستدرت ونظرت إليه بكرهٍ شديد وهتفت بقهر وبعذاب بوجهه

 

" إياك ثم إياك أن تقول لي مرة أخرى بأنك تُحبني أيها السافل.. ابتعد عني وإلا قتلتك.. ابتعد "

 

لكنهُ لم يُحرك ساكنا.. ورغم الضعف الذي كنتُ أشعر به تحركت بمهارة ورفعت جسدي ثم رفعت ذراعاي وحاوطت بهما عنقه مع السلسلة وبدأت أضغط على عنقهِ بقوة السلسلة لأخنقه..

 

ولكن القذر تحرك بسرعة وسحب الحقنة من جيب سترته وشهقة متفاجئة خرجت من حُنجرتي عندما حقنني باغو بالمنوم..

 

توقفت عن خنقه بينما قلبي كان ينبض بجنون.. نظرت بذعر في عمق عينيه ليس خوفا منه بل بسبب خوفي على الجنين في بطني..

 

سمعت باغو يهمس بحزن

 

" سامحيني حوريتي... "

 

ثم انغلقت عيناي وذهبت في نومٍ عميق...

 

 

دون باغو**

 

سحبت الحقنة ورميتُها بعيدا ثم حضنت جسد حوريتي وعانقتُها بقوة وهتفت بألمٍ شديد

 

" لماذا حبيبتي؟!.. لماذا؟!!.. أرجوكِ تكرهينني.. لا تفعلي.. سامحيني كاتي.. حبيبتي سامحيني لم أقصد أذيتكِ "

 

كانت نائمة تحت تأثير المُخدر اللعين.. ابتعدت عنها قليلا وأبعدت يديها والسلسلة عن عنقي ثم أخفضت جسد كاتي لتنام على ظهرها وتأملتُها بصمت وبحزنٍ شديد..

 

داعبت خصلات شعرها برقة بأصابعي وهمست قائلا بألم

 

" أنا أعلم جيداً بأنكِ لستِ عاهرة حوريتي.. أنا أعلم جيداً بأنكِ تحاولين اغضابي لأنني ألمتكِ.. لكن سأجعلكِ قريباً تحبينني وبجنون حبيبتي.. والأهم سأجعلكِ تسامحينني لأنني ألمتكِ وجرحت مشاعركِ كامرأة "

 

ظللت لفترة ثلاث ساعات جالساً على السرير بجانب حوريتي أتأملها بنظرات حنونة عاشقة..

 

كنتُ قد جلبتُها إلى قصري في سبياجيا في مدينة جنوة الساحرة.. ورغما عني كبلت يديها وقدميها حتى لا تهرب مني أو تحاول قتلي..

 

أنا أتفهم سبب كُرهها الكبير لي الآن لكن سأفعل المستحيل من أجلها حتى أجعلها تنسى وتُسامحني وتُحبني..

 

عندما استيقظت كاتي من المُخدر في الظهيرة امتنعت عن التكلم معي لكنها شتمتني في النهاية عندما قلتُ لها أحبكِ..

 

هي ما زالت غاضبة مني وهذا طبيعي.. فقد خدرتُها لمرتين في أقل من يوم.. ذهبت وطلبت من فيوليت لتصعد إلى جناحي وتساعد حوريتي لتستحم.. وبعد مرور ساعة نزلت فيوليت وهي تبكي..

 

انتابني القلق الشديد فسألتُها بارتباك

 

" فيوليت.. لماذا تبكين؟!.. ما بها كاتي؟ "

 

تأملتني فيوليت بنظرات غاضبة ولأول مرة في حياتها تهتف بغضب في وجهي

 

" لم أكن أعرف بأنك اغتصبتها سيدي.. كيف استطعت فعل ذلك بها للمسكينة؟!.. كيف طاوعك قلبك العاشق لها بأن تغتصبها؟!!.. كيف أمكنك أن تحرق روحها وتفعل بها ذلك؟.. للأسف الشديد أنتَ لا تختلف بتاتا عن رجال المافيا القذرين.. أصبحتَ واحداً منهم الآن.. بينما في السابق كنتَ تكره كل من يستخدم العنف ضد المرأة واغتصابها وضربها.. الآن أصبحتَ واحدا منهم.. تهاني لك.. ولكن حتى لو كنتُ أتقاضى راتبي منك الآن لن أسمح لك بأذيتها بعد اليوم.. "

 

سقط فكي بذهول بينما كنتُ أنظر إليها بغباء.. ولكن فيوليت لم تهتم لدهشتي الكبيرة بل تابعت قائلة بتصميم وبعنفوان

 

" إن كنتَ ترغب بطردي الآن سيدي لن أهتم طالما الأنسة كاتلين.. أقصد الأنسة كتالينا تسكن في هذا القصر.. لن أتركها أبدأً ولن أذهب إلى أي مكان بعيداً عنها.. لن أسمح لك بأذيتها مرة أخرى خاصةً لأنني أعرف جيداً كم تعشقها سيدي.. والآن أستأذن منك فالأنسة كاتي ترغب بتناول قطعة من الكيك بالليمون وسأقوم بتحضيرهُ لها وعلى الفور "

 

استدارت فيوليت وغادرت الصالون وسط نظراتي الصادمة لها.. سمعت قهقهة خفيفة خلفي فاستدرت بسرعة لأرى فيليبو يقف وهو يتأملني بتسلية ويحاول كتم ضحكاته..

 

كتفت كلتا يداي على صدري وقلتُ له بغيظ

 

" هيا اضحك أيها اللعين.. لن أعترض "

 

أطلق فيليبو العنان لضحكاته وعندما هدأ اقترب مني وربتَ بخفة على كتفي وقال

 

" من يمكنهُ أن يفهم النساء؟.. لا أحد.. تحمل صديقي "

 

وفر هاربا من أمامي الجبان..

 

تنهدت بعمق وصعدت إلى جناحي.. دخلت إلى غرفة النوم ورأيت كتالينا تنظر بدهشة كبيرة باتجاه الشرفة.. سألتني بذهول وكأنها عرفت بأنني من دخل إلى الغرفة

 

" أين أنا؟!.. إلى أين أخذتني؟ "

 

وقفت أمامها وكلمتُها بحنان قائلا

 

" أنتِ في قصري الزهرة البيضاء في سبياجيا.. إن أردتِ يمكنني أن أخذكِ في جولة داخل أرضي و.. "

 

التفتت كاتي وتأملني بنظرات باردة وقالت

 

" لا يهمني.. يمكنك الخروج الآن فأنا أريد أن أستريح قليلا "

 

نظرت إليها بنظرات خبيثة وقمتُ بإزالة سترتي ورميتُها على الأريكة ثم بدأت بفك أزرار قميصي وقلتُ لها بهدوء

 

" هذه غرفة نومي كاتي.. لا يمكنكِ طردي منها ومن قصري حوريتي "

 

ابتسمت كاتي بوسع وأجابتني

 

" رائع.. إذا فُك السلاسل وسأذهب من هنا.. لا تقلق لن أقتلك لأنني أُشفق عليك "

 

تجمدت الدماء في عروقي وأجبتُها بحدة

 

" لن يحدث ذلك حتى تُسامحينني.. والآن بالإذن منكِ حوريتي أريد أن أستحم "

 

بعد خروجي من الحمام رأيت كاتي تجلس على السرير وهي تأكل بنهم قطعة من الكيك.. ابتسمت بحنان ثم تابعت المشي ودخلت إلى غرفة الملابس..

 

بعد دقائق خرجت لأرى كاتي تتأملني بنظرات غاضبة.. تنهدت بعمق وجلست بجانبها.. رفعت يدي اليمنى لأمسح برقة على وجنتها ولكن قبل أن ألمسها صفعت كاتي ذراعي وأعدتها عن وجهها وقالت بحدة

 

" لا تلمسني "

 

نظرت في عمق عينيها الساحرة وقلتُ لها

 

" هل تعلمين بأنني أحببتكِ من النظرة الأولى حوريتي.. "

 

ساد الصمت بيننا للحظات طويلة بينما كنتُ غارقا في بحر عينيها الجميلتين.. تنهدت برقة وقلتُ لها بصدق

 

" أحببتكِ من النظرة الأولى عندما رأيتكِ داخل سيارتكِ.. وكم تألمت وتعذبت عندما ظننتكِ مراهقة.. ولكنكِ تسللتِ إلى قلبي بعمق دونَ أي استئذان.. امتلكتِ قلبي وكياني و روحي وأصبحتِ كل ما أتمناه وأريدهُ في هذه الحياة.. ولم يعُد يهمني فارق العمر بيننا.. أحببتكِ بجنون وما زلت.. وسأفعل المستحيل لنيل مسامحتكِ حبيبتي "

 

ابتسمت كتالينا بسخرية ثم أبعدت نظراتها عني وقالت بحدة

 

" وأنا سأفعل المستحيل لتحرير نفسي وقتلك "

 

تألمت كثيراً ولكن حاولت التحمل من أجلها.. وقفت وقلتُ لها

 

" سأنتظر جوابكِ في المساء كاتي.. فكري ماليا واسمحي بإعطائي فرصة أخيرة.. لن تندمي حوريتي "

 

خرجت من الغرفة بينما كنتُ أسمعها بألم تشتمني بألفاظ بذيئة وكارهة.. ولكن في المساء عندما صعدت إلى غرفتها تلقيت منها جواب كان بالنسبة لي صدمة العمر...

 

 

كتالينا بيلاتشو**


 

هذا دون باغو ذكي جداً.. لم يترك شيئا حاداً قريباً من السرير حتى أستخدمهُ لتحرير نفسي والفرار..

 

وعندما رأيت فيوليت تدخل إلى الغرفة انهارت أعصابي وبكيت أمامها عندما عانقتني وحاولت مواساتي أن أسمح لدون باغو من التقرب مني.. فأخبرتُها بصدق عن مشاعري نحوه وكم ألمني وما فعلهُ بي منذ شهر..

 

بعدها خرجت فيوليت غاضبة من الغرفة وهي على وشك الانفجار من غضبها..

 

ولكن دون باغو عندما دخل إلى غرفة نومه لم يفتح فمهُ بحرف بخصوص فيوليت.. وبعد خروج باغو من الجناح فكرت كثيراً وقررت الموافقة على طلبه حتى أستطيع تحرير نفسي والفرار منه.. حسناً سأهرب من هنا ولكن ليس قبل أن أقتله..

 

عندما دخل باغو إلى الغرفة في المساء وقبل أن يكلمني نظرت إليه بنظرات هادئة وقلتُ له

 

" موافقة.. سأعطيك فرصة أخيرة دون باغو.. ولكن إن لم تجعلني أُسامحك سأغادر المكان ولن أسمح لك برؤيتي بعدها "

 

شهق باغو بسعادة وركض وعانقني بقوة وهتف بفرح وهو ينظر بنظرات عاشقة إلى وجهي

 

" شكراً لكِ حوريتي.. شكرا لكِ حبيبتي.. لن تندمي أبداً أعدُكِ بذلك "

 

نظرت إليه ببراءة وقلتُ له بدلال

 

" حسنا إذا.. هل يمكنك فك تلك السلاسل الآن؟ "

 

تجمدت نظراتهِ عليّ ورأيتهُ يستقيم ثم كلمني بجدية

 

" آسف حوريتي.. هذه السلاسل ستبقى "

 

اشتعلت بنار الحقد والغضب بداخلي وكم رغبت بقتله في هذه اللحظة لكنني تحكمت بغضبي وادعيت البرود وأجبته بهدوء

 

" لا بأس.. فأنتَ ما زلتَ لا تثق بي حاليا.. ولكن عليك لاحقا أن تعوضني "

 

سأجعلهُ يرى ما تستطيع الكابوس فعلهُ.. فكرت بخبث بذلك ثم قلتُ له بدلال

 

" تعال ونام بجانبي.. أرغب بالنوم الليلة على كتفك "

 

توسعت عينيه بذهول ورأيتهُ كالمنوم مغناطسيا يقترب مني وجلس بجانبي.. خلع حذائه وتسطح بجانبي وهنا نظرت في عمق عينيه ثم أغمضت عيناي وقبلت وجنتهِ برقة ثم أرحت رأسي على صدره..

 

كنتُ أستطيع سماع دقات قلبهِ السريعة.. أغمضت عيناي وفكرت بحزن.. للأسف سأقتل قريباً الرجل الذي أحبهُ.. وهو السبب في ذلك..

 

في هذه الليلة غرقت بنومٍ عميق ومريح على صدر باغو.. ولم أكن أتوقع بتاتا ما سيفعلهُ من أجلي في الأيام القادمة...

 

في اليوم الثاني أمسك باغو السلاسل وحررني منها وخرجت برفقتهِ إلى شاطئ البحر في المساء.. كانت فيوليت ساعدتني بارتداء فستان بعد أن أزال الغبي السلاسل عن معصماي وكاحليّ..

 

كنتُ سأهرب ولكنني تجمدت عندما رأيت المنظر الساحر أمامي.. كان الشاطئ مزين بكاملهِ بوردي البيضاء النقية.. وطاولة مستديرة لشخصين تم وضعها في وسط الشاطئ مع قناديل من الشموع حوليها..

 

أمسك باغو بيدي وساعدني بالجلوس على الكرسي ثم جلس مقابلا لي وقال بحزن

 

" سأتفهم أسبابكِ إن هربتِ الآن من هنا.. وسأتفهم أسبابكِ إن قتلتني الآن قبل أن تهربي.. ربما ستقولين عني الآن بأنني غبي وحررتكِ من أسري.. لكن كاتي أنا لستُ بغبي بتاتا.. بل أنا مجرد رجل عادي يعشقكِ بجنون ويتمنى الموت على يديكِ حتى تُسامحينه "

 

سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة وسمعتهُ يتابع قائلا بحزن

 

" أنا أعلم جيداً بأنكِ لن تسامحينني بعد ما فعلتهُ بكِ.. صحيح بأنني خطفتكِ وجلبتكِ إلى هنا رغما عن إرادتكِ.. فعلت ذلك لأنني يائس ونادم.. أردت أن أعترف بحبي الكبير لكِ وأطلب السماح منكِ.. فعلت ذلك ولكن أدركت بأن الحُب والمسامحة لا يمكن أن أحصل عليهما بالقوة وخاصة منكِ حوريتي "

 

تأملني بنظرات حزينة وتابع قائلا

 

" إن أردتِ قتلي لن أحاول منعكِ.. ولكن قبل أن تفعلي ذلك أريدُكِ أن تسمحي لي بأن أقضي ليلة رأس السنة برفقتكِ حوريتي.. حققي لي هذه الأمنية الأخيرة وبعدها أنتِ حرة بالذهاب.. حرة لتفعلي ما تريدينه "

 

تنهد باغو بعمق وتابع قائلا

 

" كل ما أتمناه الليلة أن تنسي من أكون وما فعلته.. أن ننظر إلى بعضنا البعض وكأننا نلتقي للمرة الأولى.. أن تتخيلي بأننا غرباء ونلتقي للمرة الأولى الآن.. نتعرف للمرة الأولى على بعضنا البعض.. ما رأيكِ كتالينا؟.. هل توافقين؟ "

 

تأملتهُ بذهولٍ تام ثم لدهشتي أجبته

 

" موافقة "

 

ابتسم باغو بسعادة ثم وقف واقترب مني وقال بنبرة حنونة وهو يرفع ذراعه باتجاهي لمُصافحتي

 

" مساء الخير.. ادعى باغو بالوفا.. وأنتِ أنستي الجميلة؟ "

 

وضعت كف يدي بكف يدهُ الدافئة ثم وقفت وقلتُ له بنعومة

 

" مرحباً.. أنا كتالينا بيلاتشو "

 

وما أن تلاقت نظراتي بنظراتهِ الدافئة والحنونة توقف الزمن وانتشر الهدوء في المكان.. كما لو أن العالم قد توقف عن الدوران ليشهد على لحظة الجمال والسحر التي تجمعنا الآن..

 

سحبت يدي ونظرت إلى باغو بارتباك لكنهُ ابتسم لي ابتسامتهُ الجميلة وساعدني بالجلوس ثم جلس وبدأ يُكلمني عن نفسه..

 

استمعت بتركيز تام إليه وشعرت بأنني مسحورة بوسامته وجاذبيته.. كنتُ أُحارب نفسي طيلة الوقت بين تفكري بقتله وبالعفو عنه.. ولكن في النهاية قلبي العاشق له غلبني.. أنا لن أستطيع قتله.. لكن يجب أن أقتله...

 

في النهاية سمعتهُ يسألني

 

" هل ترغبين بالتحدث عن نفسكِ أنستي الجميلة؟.. طبعا إن رغبتِ بذلك "

 

نظرت بشرود إلى وجهه وقلت بصوتٍ مُنخفض حزين

 

" كانت طفولتي سعيدة مع شقيقي مونرو.. لا أذكر بأنني في يوم من الأيام بكيت.. مونرو كان يحاول جهده لإسعادي ونجح بذلك.. جعلني طفلة سعيدة ومراهقة قوية تتمرن طيلة الوقت على الفنون القتالية واستخدام الأسلحة على شتى أنواعها.. "

 

تنهدت بحزن وتابعت قائلة

 

" والشيء الوحيد في هذا العالم والذي يجعلني أخاف هو شقيقي مونرو.. لقد تربيت على يديه وأغرقني بعطفه ومحبتهِ الكبيرة وحنانه وحمايته.. أخاف من إغضابه.. أخاف من أن أكون السبب في حزنه.. حُبي لشقيقي لا يمكن قياسه أو مُقارنته.. وإن طلب مونرو مني حياتي سأقدمها له دون أن أسألهُ عن السبب.. "

 

توقفت عن التكلم وهنا نظرت إلى وجه باغو وتابعت قائلة

 

" في تلك الليلة كنتُ غاضبة منه ومن بابلو صديقه.. خرجت من القصر حتى لا أقتلهما لأنهما أخفيا عني سراً خطيراً.. في تلك الليلة كنتُ أقود سيارتي بسرعة جنونية وفجأة رأيت سيارة مُسرعة باتجاهي.. في تلك الليلة أنقذني من الموت عدو شقيقي الأول "

 

توقفت عن التكلم ورأيت باغو يتأملني بنظرات مذهولة.. ابتسمت بحزن وقلتُ له بصدق

 

" أنا لم أكن جاسوسة لشقيقي أو ما شابه.. الصدفة جعلتني ألتقي بك.. والقدر جعلني أسكن في قصرك "

 

وهنا أمسكت بالسكين الحاد بقبضتي ووقفت وركضت ووضعت النصل على عنقه وضغطت قليلا.. لكن باغو ظل جامداً بذهول جالسا على كرسيه ولم يُحرك ساكنا للدفاع عن نفسه..

 

نظرت إلى وجهه بألمٍ شديد وتابعت بحرقة قلب قائلة له

 

" الآن منتصف الليل.. لقد انتهت السنة وبدأنا بسنة جديدة.. وقتك انتهى دون باغو بالوفا.. حان الوقت لأقتلك وأنتقم منك على ما فعلتهُ بي "

 

احترق قلبي بشدة عندما تأملني بنظرات متألمة وقف بهدوء بينما كنتُ أنظر إليه بتهديد وأنا أضغط نصل السكين على عنقه.. ابتسم باغو برقة وقال بهمس

 

" أحبكِ كتالينا بيلاتشو.. والموت على يديكِ هو الجنة بالنسبة لي حبيبي.. أقتليني الآن حبيبتي.. فأنا محظوظ لأنكِ من ستقتلني.. كما أنا أستحق الموت بسبب ما فعلتهُ بكِ حوريتي الجميلة "

 

كان جسدي ينتفض بداخلي بعنف.. استخدمت كامل طاقتي لمنع نفسي من البكاء.. وقبل أن أُحرك يدي وأذبحه رأيت باغو يعقد حاجبيه ونظر خلفي بحدة ثم هتف بقوة

 

" احترسي حبيبتي "

 

لم أفهم ما يحدث إذ فجأة أمسك باغو بذراعي اليمنى وأبعدها عن عنقه ثم أمسكني بكتفي وأدارني بسرعة وعانقني بقوة وقذفني معه أسفل الطاولة.. ولكن قبل أن نسقط على الأرض سمعت بذهول صوت طلقة نارية ثم شهقت باغو المتألمة..

 

سقطت على الرمال وسقط جسد باغو فوقي ورغم سقطتنا القوية باغو ثبت ثقل جسدهِ بذراعيه على الرمال حتى يحميني من ثقل جسده.. ثم أرخى ذراعيه وسقط رأسهُ على صدري وهو يتأوه بألمٍ شديد..

 

" باغو.. باغو.. "

 

همست بذعر باسمهِ عندما رفعت رأسي ورأيت الدماء تسيل من كتفه.. لقد أُصيب بطلق ناري في كتفهِ الأيمن..

 

رفعت رأسي ونظرت باتجاه اليسار.. رأيت عاهر لعين يركض باتجاهنا.. أبعدت باغو عني ثم رميت السكين بقوة باتجاه القذر ورأيت بسعادة السكين يدخل في وسط صدره للقذر..

 

استقمت واقفة وركضت باتجاه اللعين بينما كان جاثيا على ركبتيه وهو يحاول اطلاق النار باتجاهي لكنهُ لم يُصيبني.. وما أن اقتربت منه ركلت المسدس بقدمي ثم ركلت رأسه بقدمي ليسقط الحقير على ظهره وهو يصرخ بألمٍ شديد..

 

أمسكت مسدسهُ ثم وقفت فوق جسدهِ للرجل المصاب وصوبت فوهة السلاح على رأسه وهتفت بحدة

 

" من أرسلك لتقتل باغو أيها القذر؟.. تكلم وإلا أطلقت النار في وسط جمجمتك القذرة.. تكلم "

 

فتح عينيه بضعف ونظر بكُره إليّ وكلمني باللغة الروسية قائلا بحقد

 

" اذهبي إلى الجحيم أيتها العاهرة.. كان على رصاصتي أن تدخل في قلبكِ وليس في ذلك الدون الحقير "

 

توسعت عيناي بذهول عندما اكتشفت بأنهُ روسي الجنسية.. للمرة الثانية يحاولون الروس قتلي.. ما هي لعنتهم 

معي؟!!

أخفضت جسدي قليلا وضغطت قبضة السكين بركبتي لينغرز السكين أكثر في صدره وهتفت بحدة باللغة الروسية

 

" من الذي أرسلك أيها العاهر لقتلي؟.. تكلم واللعنة "

 

بصق الدماء من فمه وهمس بأنفاس متقطعة

 

" اذهبي إلى الجحيم.. لن أعترف لكِ أيتها العاهرة "

 

اشتعل الغضب بي أضعافا وهنا ضغطت السكين بكامل قوتي بركبتي ليدخل في وسط صدرهِ بكامله ثم أفرغت ذخيرة المسدس بكاملها في رأسه..

 

بصقت عليه بينما كنتُ أستقيم ورأيت فيليبو يركض مُسرعاً برفقة الحُراس باتجاهي وهو يهتف بقلق

 

" أنسة كتالينا.. أنتِ بخير؟.. أين هو السيد باغو؟ "

 

بدل أن أجيبه استدرت إلى الخلف وركضت باتجاه الطاولة وأنا أهتف بفزعٍ شديد

 

" باغوووووووووو.. باغو.. "

 

جلست على ركبتاي على الرمال بجانبه وبدأت أمسح وجههُ برقة بكلتا يداي وأنا أهتف بخوف

 

" باغو.. افتح عينيك.. باغو.. "

 

كان قد نزف الكثير من الدماء وهنا ابتعدت عنه وأنا أبكي خوفا عليه وسمحت لـ فيليبو والرجال بحمله وركضت خلفهم باتجاه القصر..

 

أربعة أيام مضت كنتُ أعتني بها بنفسي بحبيبي باغو حتى تحسن وأصبح بإمكانه الجلوس براحة وتحريك كتفهُ..

 

لحُسن الحظ إصابتهُ لم تكن بليغة ولكنني لم أستطع تركهُ حتى أطمئن عليه.. أما باغو ظن بأنني سامحته وكان يبتسم ويضحك طيلة الوقت وهو يناديني بحوريتي الجميلة..

 

نظرت إليه بحزن وهو نائم بعمق على سريره.. كنتُ أتسطح على السرير بجانبه وادعيت النوم حتى نام أخيراً.. رفعت رأسي ونظرت إليه بحزن ثم همست

 

" الوداع حبيبي.. حان الوقت لنفترق وإلى الأبد.. لقد تراجعت عن فكرة قتلك بعد أن أنقذتني من الموت أنا وطفلك الذي ينمو في أحشائي.. "

 

أخفضت رأسي وقبلتهُ قبلة ناعمة على شفتيه ثم استقمت وتابعت بغصة قائلة

 

" سامحني لأنني سأبتعد عنك.. فأنا لم أسامحك ولا أعتقد بأنني سوف أسامحك في يوم على ما فعلتهُ بي.. لكن سأبقى أحبك وطفلنا إلى الأبد.. الوداع "

 

وقفت ثم ارتديت ملابسي وأخذت حفنة من المال من محفظة باغو.. وقفت أمام الباب وفتحته ولكن قبل أن أخرج نظرت إلى الخلف باتجاه حبيبي وسالت دموعي بصمت على وجنتاي..

 

مسحتُها بعنف وتسللت بهدوء خارجة من الغرفة ومن القصر.. ومشيت لوقتٍ طويل حتى وصلت إلى الشارع العام.. بعدها ركبت في سيارة أجرة وأعطيت السائق عنوان قصر مومو..

 

وصلت إلى القصر في الصباح الباكر.. دخلت بهدوء إليه ونظرت أمامي بحزن ثم همست بقهر بينما كنتُ ألمس بطني بمحبة

 

" سوف نسافر قريبا خارج إيطاليا طفلي الحبيب.. وعندما أنجبُك سأخبر خالك عنك وأسمح لهُ بزيارتك و... "

 

انتفضت بذعر ونظرت إلى الخلف بفزع عندما سمعت مونرو يهتف بصدمة كبيرة وبغضب جنوني

 

" أنتِ حااااااااااااامل... ما اللعنة؟!!!... "

 

استدرت ونظرت إليه بفزع وهمست بتلعثم

 

" مــ.. مونــ.. مونرو!!.. "

 

اقترب ووقف أمامي وهتف بحدة بينما وجهه أصبح مثل الطماطم

 

" أنتِ حامل؟!.. والجحيم لااااااااااااااا.. من هو أب الجنين كاتي؟.. تكلمي واللعنة قبل أن أحرق إيطاليا بكاملها لأجده.. تكلمي من هو؟ "

 

بسبب خوفي الكبير منه أجبتهُ بتلعثم

 

" أنا.. أنــ.. أنا.. هو.. هـــ.. هو.. "

 

انتفض مونرو من الغضب وهتف بغضب أعمى

 

" حاااااااااامل!!.. أنتِ حامل؟!.. من هو والد الجنين كاتي؟.. تكلمي قبل أن أقتلكِ.. من هو والد الجنين؟.. هل هو بابلو؟.. تكلمي واللعنة "

 

تأملتهُ بنظرات مذهولة ثم هادئة.. مونرو ظن بأن بابلو هو والد طفلي.. إن كذبت وأجبتهُ موافقة سيقتل المسكين.. طبعاً لن أسمح بحدوث ذلك.. وإن أخبرت شقيقي الغاضب بأن باغو بالوفا هو والد الجنين سيقتلني مونرو وبعدها سيذهب ويقتل باغو وهذا ما لن أسمح بحدوثه..

 

شهقت بذعر عندما أمسكني مونرو بكتفي وهزني بقوة قليلا ثم توقف عن هزي وهتف بجنون بوجهي

 

" من هو والد طفلكِ كاتي؟.. تكلمي واللعنة "

 

أبعدت يديه عن كتفي وقلتُ لهُ بحدة

 

" لا تقلق مومو.. بابلو ليس هو والد الجنين بل بـــ... "

 

كنتُ على وشك لفظ اسم باغو بالخطأ لكن لحُسن حظي سمعت صوت رجل يهتف بقوة

 

" مونرو بيلاتشو "

 

أغمضت عيناي بشدة وفكرت بذعر.. إلهي.. باغو هنا.. لقد وقعت الكارثة على رأسي ورأسه.. فتحت عيناي ونظرت باتجاه الباب ورأيت باغو يدخل إلى الصالون برفقة حُراسه و فيليبو بينما حُراس مونرو كانوا يتبعونهم بذعر وبتوتر..

 

شهقت بخوف عندما ابتعد مونرو عني وهتف بغضب أعمى على باغو كيف تجرأ ودخل إلى قصره ثم سمعت بابلو يُكلم مونرو بنبرة هادئة كعادته قائلا وهو يقف بجانبه

 

" سيد بيلاتشو.. لا تغضب.. ربما أتى لأن لديه أسباب بالغة الأهمية.. اسمعهُ أولا و.. "

 

قاطعهُ مونرو هاتفا بحدة وبغضب

 

" ابتعد عني بابلو وتوقف عن الدفاع عن ذلك الرجل الخسيس.. ومن الأفضل لك أن تبدأ بإجراءات الطلاق أيها القذر لأن كاتي حامل منك "

 

هتف بابلو أولا بصدمة كبيرة

 

" ماذاااااااااا؟!!!... "

 

ثم هتف باغو بذهولٍ شديد بينما كان يتأملني بنظرات مصدومة

 

" ما اللعنة؟!!!!... "

 

شعرت بالتوتر الشديد وبالخوف على حياة أب طفلي.. إن اكتشف مونرو علاقتي السابقة بـ باغو وبأنني حامل منه سيقتلهُ أمامي..

 

كنتُ خائفة من مونرو لحد اللعنة.. وفكرت بذعر بطريقة أستطيع من خلالها حماية باغو وحماية طفلي و نفسي من غضب شقيقي مونرو..

 

ركضت ووقفت أمام مونرو وهتفت بحدة

 

" مونرو.. سبق وقلتُ لك بابلو ليس والد طفلي بل.. بل.. "

 

قاطعني مونرو هاتفا بغضبٍ عنيف

 

" من هو تكلمي؟.. لأنني سأقتلهُ وسأشرب من دمه لذلك القذر و... "

 

فجأة توقف مونرو عن الصراخ ونظر بهدوءٍ مُخيف إلى باغو بالوفا ثم إليّ ثم عاد ونظر إلى باغو وسمعتهُ بفزعٍ شديد يقول وكأنهُ يتكلم مع نفسه

 

" الطريقة التي تم انقاذك بها من لوديس لا يستطيع أحد فعلها سوى الكابوس... "

 

خطوت خطوة واحدة إلى الخلف ونظرت بذعر إليه بينما تابع قائلا بتحليل وبذكاءٍ حاد كيف سرقت عينتين من الدماء متطابقة لفئة دم باغو.. وسمعتهُ بفزع يُخبرني كيف اكتشف سرقتي وتواطئ بابلو معي وإخفاء الحقيقة عنه..

 

توسعت عيناي برعبٍ شديد عندما سحب مونرو مسدسهُ عن خصره وهتف بغضب أعمى وهو يصوبه باتجاه باغو والذي كان يقف بجمود وبصدمة كبيرة يتأملني بنظرات غريبة

 

" سأقتلك أيها القذر والسافل وابن العاهر.. سأقتلك.. "

 

صرخت بذعر وركضت ووقفت أمام مونرو وهتفت بحدة

 

" لا مومو.. لا تقتله.. هو ليس والد طفلي.. هل فقدتَ عقلك لتظن بأنهُ أب طفلي؟.. بالطبع ليس ذلك القذر باغو "

 

كان يجب أن أتصرف بسرعة لأمنعه من قتل باغو أمامي.. لذلك كذبت لأحمي حبيبي من شقيقي الغاضب..

 

أخفض مونرو سلاحه وسألني بحدة

 

" إذاً تكلمي.. من هو والد الجنين؟.. تكلمي واللعنة "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بغصة

 

" والد الجنين هو.. هو.. "

 

وقبل أن أُكمل حديثي وأخترع له اسم رجل لا وجود له على وجه هذه الأرض سمعت صوت رجل يهتف بسخرية

 

" واو بيلاتشو.. كما أرى لديك ضيوف مُسلحين في القصر وفي الصباح الباكر كذلك.. لماذا لم تُرسل لي دعوة أيها الجاحد؟ "

 

استردت ورأيت إيثان بوربون يدخل إلى الصالون برفقة شاب وسيم ولكن المسكين كان يجلس على كُرسي مُتحرك..

 

نظرت إلى الشاب بنظرات خبيثة ثم لمعت فكرة شريرة في رأسي.. وتصرفت بسرعة وهتفت بسعادة

 

" حبيبي.. أخيراً أتيت.. "

 

كان يجب أن أفعل ذلك لأنقذ باغو وأنقذ طفلي وأنقذ نفسي من الموت المُحتم على يدين شقيقي.. وكل ما كنتُ أتمناه أن يكون هذا الشاب أعزباً وإلا قتلتهُ بنفسي..

 

ركضت وجلست على حُضن ذلك الشاب ثم عانقتهُ بقوة وهمست بتهديد في أذنه

 

" اسمعني جيداً.. إن لم توافق على ما سأقوله سأقتلك.. ولكن ليس قبل أن أقتل كل من تحبهم على هذه الكرة الأرضية أمامك.. وإياك أن تعترض أو تصدر أي حركة غريبة.. فهمت؟ "

 

لم أرغب بسماع جوابه لأنهُ أصبح ضحيتي الآن.. ضحية يتوجب عليه إنقاذي وإنقاذ طفلي و باغو..

 

أبعدت وجهي ونظرت إلى مونرو المصدوم وهتفت له بسعادة

 

" مومو.. أُعرفك على حبيبي الوسيم وأب الطفل الذي ينمو في أحشائي.. واسم حبيبي هو... "

 

توقفت عن التكلم ونظرت إلى الرجل المصدوم أمامي.. يبدو غبياً ولكنني أحتاج إليه.. قرصتهُ بذراعه حتى يستيقظ من صدمته وهمست له من بين أسناني

 

" تكلم وإلا اقتلعت رأسك من مكانه.. تكلم.. "

 

وهنا حمحم بتوتر وبخوف المسكين وقال بارتباك

 

" مرحباً.. أدعى ماثيو لودر.. و.. وأنا حبيبُها!.. أقصد والد الجنين "

 

ركض مونرو باتجاهنا وشهقة متألمة خرجت من حُنجرتي عندما أمسكني مومو من معصمي وجذبني بعنف لأقف ثم هتف بوجهي بغضب أعمى

 

" ما اللعنة التي تحدث هنااااااااااااا؟.. من هذا القذر وكيف تعرفتِ عليه كاتي؟.. تكلمي قبل أن أقتله "

 

نظرت إليه ببرود وأجبته

 

" إنهُ حبيبي ماثيو لودر.. لم تسمع ما قالهُ لك؟.. أنا حامل منه ونحن نعشق بعضنا بجنون "

 

شحب وجه مونرو ثم دفعني بعيداً عنه ورأيتهُ بذعر يرفع سلاحهُ على رأس ذلك المسكين المُقعد وهتف بغضب مُرعب

 

" سأقتلك أيها النذل "

 

ولكن قبل أن يضغط على الزناد ركض إيثان بوربون وسحب المسدس من قبضة مونرو وهتف بحدة

 

" ما اللعنة مونرو.. اهدأ واللعنة يا رجل.. لن أسمح لك بقتل شقيق زوجة الماركيز رومانوس دي فالكوني.. هل فقدتَ عقلك؟.. تمالك أعصابك بيلاتشو "

 

توسعت عيناي بدهشة كبيرة عندما اكتشفت بأن ماثيو لودر ليس سوى شقيق زوجة الماركيز الوسيم رومانوس دي فالكوني..

 

نظرت باستحسان إلى ماثيو الخائف ثم غمزتهُ لضحيتي الوسيم وأرسلت له قبلة في الهواء بينما مونرو كان يتأملنا بصدمة كبيرة..

 

نظرت بطرف عيناي إلى باب الصالون ورأيت بأن باغو كان قد غادر برفقة جميع رجاله.. تنهدت براحة ولكن شهقة متألمة خرجت من فمي عندما أمسكني مونرو بذراعي وهتف بحدة

 

" إلى مكتبي على الفور.. انتظريني برفقة حبيبكِ هذا هناك وفي الحاااااااااااااال.. تحركي "

 

ركضت خلف الكرسي المُتحرك ثم أمسكت المقبضين وبدأت بتحريك الكرسي باتجاه المصعد الكهربائي..

 

عندما انغلق باب المصعد هتف ماثيو بذعر

 

" ما الجحيم الذي يحدث هنا؟!.. لماذا ورطني يا امرأة بشيء أنا لا دخل لي به بتاتاً؟!.. من أنتِ؟.. وماذا تريدين مني؟.. أنتِ لا تعرفين ما عانيته وما أعانيه لغاية الآن.. لماذا تريدين أن يقتلني ذلك المجنون؟.. تكلمي "

 

قلبت عيناي بملل وأجبته

 

" اهدأ.. لا داعي لكل هذا الغضب ضحيتي الوسيم "

 

تأملني بنظرات مصدومة ثم هتف بغضب

 

" اهدأ!!.. كيف واللعنة تريدينني أن أهدأ بينما أنتِ قمتِ بتوريطي ورطة كبيرة لا مخرج لي منها.. ثم أنا لن أسمح بأن أكون ضحيتكِ واللعنة.. عليكِ أن تخبري شقيقكِ المجنون بأنني لا أعرفكِ ولم ألمسكِ في حياتي كلها.. سوف تُخبرينهُ بالحقيقة والآن "

 

ضغطت على اللوحة وأجبتهُ بصدق

 

" أحتاج لمساعدتك.. لو سمحت لا تُخبر مونرو الحقيقة.. سيقتلني وسيقتل الجنين في أحشائي وسيقتل حبيبي بعدها "

 

تأملني ماثيو بنظرات مُندهشة فتابعت قائلة لهُ بحزن وبصدق

 

"  لو سمحت ساعدني.. وأعدُك بأنني لن أسمح لأحد بأذيتك.. خاصةً مونرو.. وعلى فكرة اسمي كتالينا بيلاتشو.. ولقبي هو الكابوس في إيطاليا.. هكذا إن سألك مونرو إن كنتَ تعلم من أنا أخبره فقط بأنني حبيبتك الكابوس "

 

تأملني بنظرات الشك وقال بتصميم

 

" لا أيتها الأنسة لن أوافق على الكذب.. سأخبر شقيقكِ بالحقيقة ولن أهتم بما سيحدث لكِ "

 

توقف المصعد وانفتح الباب.. نظرت إلى ماثيو بحزن وهمست بأسى

 

" إن لم توافق على مساعدتي سأموت مع طفلي والرجل الذي أحبه "

 

دفعت الكرسي المتحرك باتجاه غرفة مكتب مونرو وما أن دخلنا رأيت شقيقي يقف أمام مكتبه وهو يتأملنا بنظرات جعلتني أرتجف خوفا بسببها..

 

أغلقت الباب ووقفت بجانب الكُرسي المُتحرك ونظرت إلى مومو بارتباك.. كتف كلتا يديه على صدره ونظر إلى ماثيو وسألهُ بحدة

 

" كيف واللعنة جعلتَ شقيقتي تُحبك وتحمل منك؟.. لا أقصد أي إهانة لك ولكنني أريد أن أعرف كيف بحق الجحيم استطعت جعلها تنسى بابلو بسرعة وتحمل منك "

 

ساد الصمت للحظات في الغرفة وهنا عرفت بأن مونرو سيكتشف الحقيقة الآن.. نبض قلبي بعنف ووضعت يدي على بطني وفكرت بألم.. سامحني طفلي.. سامحني..

 

لكن فجأة شعرت بيد تمسك يدي اليمنى.. أدرت رأسي بسرعة ونظرت إلى الأسفل ورأيت بذهول ماثيو يمسك يدي بإحكام وقال بنبرة هادئة

 

" لقد وقعت بحب كاتي من النظرة الأولى.. وهي كذلك.. سيد بيلاتشو لا يمكنك أن تحكم علينا وتحرمني من حبيبتي ومن طفلي فقط بسبب إعاقتي الجسدية.. ثم إعاقتي ليست دائمة فأنا أتعالج ويمكنني استخدام العكازات والمشي حاليا "

 

رمشت بقوة إذ لم أستطع التصديق بأن ماثيو ضحيتي الوسيم وافق على مساعدتي.. يا ترى ما الذي جعلهُ يغير رأيه؟!..

 

لم أهتم لتحليل أسبابه في الوقت الراهن إذ سمعت مونرو يُكلمهُ بنبرة حادة ولكن باحترام قائلا

 

" اليوم تعرفت إليك بطريقة غريبة ماثيو لودر.. ولكنني سوف أراقبك عن كثب.. لذلك احترس جيداً من أن تجعل شقيقتي تحزن وإلا قتلتك.. هل كلامي واضحاً لك؟ "

 

حسناً.. مونرو كان يُهدد ماثيو بطريقة مباشرة وواضحة.. وطريقتهُ مُخيفة جداً.. ماثيو المسكين لا عجب أن تكون يدهُ الممسكة بيدي ترتعش الآن..

 

ابتسمت بوسع وكلمت شقيقي بمرح قائلة

 

" مومو.. لا تُهدد حبيبي في لقائك الأول له.. سوف تُخيفه "

 

اشتعلت عيون مونرو من الغضب وهتف بحدة

 

" عليه أن يخاف.. فأنا لن أسمح لهُ باللعب بعواطف شقيقتي.. والآن أيها الشاب أخبرني.. هل تعرف من تكون كاتي عن حق؟ "

 

نظر ماثيو إليّ ثم بلع ريقهُ بقوة ثم نظر إلى مونرو وأجابه بهدوء

 

" بالطبع أعرف.. إنها حبيبتي الكابوس "

 

توسعت عيون مونرو بدهشة ثم سألهُ بهدوء

 

" ولستَ خائفاً منها؟ "

 

أجابهُ المسكين ماثيو ببراءة

 

" ولماذا سأخاف منها؟.. إنها حبيبتي وأنا أحبها كيفما كانت.. أعني حتى لو كانت هي الكابوس بنفسه "

 

تأملهُ مونرو باستحسان ثم سمعنا طرقة خفيفة على الباب وبعدها دخل إيثان بوربون إلى الغرفة وهو يبتسم بوسع وقال بمرح

 

" آسف لمقاطعتكم ولكن حان موعد مغادرتنا القصر "

 

ثم نظر إلى مونرو بطريقة غريبة وقال له

 

" نتكلم لاحقا بيلاتشو "

 

ثم اقترب إيثان ووقف أمامي وغمزني وهمس بأذني

 

" أحسنتِ التمثيل أيتها الكابوس.. فليكن الله في عونكِ عندما يكتشف مونرو الحقيقة "

 

نظرت إليه بحدة لكنهُ أبعد قبضة ماثيو عن يدي وقال بمرح

 

" سوف ترى حبيبتك قريبا ماثيو.. حان وقت المُغادرة "

 

لوحت مودعة لضحيتي الوسيم ثم نظرت إلى مومو بتوتر.. اقترب ليتكلم معي لكن بانبلينا دخلت إلى المكتب وهي تقول بارتباك

 

" صباح الخير.. آسفة دخلت دونَ استئذان.. مونرو هل يمكنني التكلم مع كاتي على انفراد؟.. لو سمحت "

 

تأملها مونرو بنظرات غامضة ثم أجابها

 

" فلتحل اللعنة عليّ إن استطعت في يوم من الأيام فهم النساء.. سأترك مكتبي لكما لكن إياكما أن تُدمراه "

 

وغادر مُسرعاً من المكتب ثم صفع الباب خلفه..

 

سقطت جالسة على الأريكة بانهيار ثم بدأت أبكي بحزن وأنا أدفن وجهي بكلتا يداي.. جلست بانبي بجانبي ثم عانقتني بحنان وقالت

 

" كاتي لا تبكي.. أخبريني صديقتي بما يؤلمكِ "

 

وبسبب هرمونات حملي والضغط النفسي الذي تعرضت إليه مؤخرا قررت أن أفتح قلبي لـ بانبي وأخبرها الحقيقة....

 

 

 

مونرو بيلاتشو**


 

من نظرة واحدة فقط لشقيقتي كاتي عرفت بأنها تكذب عليّ وبأن ذلك الشاب المُقعد ليس حبيبها وأب الجنين..

 

وهنا أفكاري كلها اتجهت نحو باغو بالوفا.. كورت قبضتاي بشدة بينما كنتُ أُشاهد المسرحية القائمة أمامي والتي بطلتها ليست سوى شقيقتي..

 

في الحقيقة تمثيلها رديء.. وكان واضحا لي أن أدائها في التمثيل غير جيد وأيضًا هي لم تكن قادرة على تقديم دورها بشكلٍ فعال.. كاتي سيئة جداً بالتمثيل عليّ..

 

ولكن قررت أن أُجاريها حتى أتأكد مائة بالمائة من شكوكي نحوها ونحو باغو بالوفا..

 

بعد دخولها المصعد الكهربائي برفقة ماثيو نظر إيثان إليّ وقال بجدية

 

" ليس لديها أي علاقة مع ذلك المسكين ماثيو.. شقيقتك تكذب.. ماثيو كان في إنجلترا ولم يصل إلى إيطاليا سوى في الأمس.. وأتيت برفقتهِ اليوم لأطلب منك خدمة صغيرة "

 

أجبت إيثان بهدوء

 

" أعلم بأنها تكذب.. ولكن أخبرني ما الخدمة التي تريدها مني "

 

سمعت حديث إيثان بهدوءٍ تام وعندما انتهى أجبته

 

" سأفكر بالموضوع ولكن الآن يجب عليّ حل لغز كذب شقيقتي عليّ "

 

استدرت ورأيت طفلتي بانبي تقف أمام السلالم وهي تتأملني بنظرات قلقة.. اقتربت منها ونظرت إليها بعاطفة وكلمتُها بنبرة حنونة قائلا

 

" أعتذر لأنني أخفتكِ طفلتي.. لم أستطع التحكم بغضبي عندما اكتشفت حمل كاتي "

 

داعبت وجنتها برقة بأصابعي ثم طلبت منها

 

" بعد ذهاب إيثان و ماثيو أريدكِ أن تصعدي إلى المكتب وتتكلمي مع شقيقتي.. حاولي أن تفهمي منها ما يحزنها وسبب إخفائها عني هوية حبيبها وحملها.. هل تفعلين ذلك من أجلي طفلتي؟ "

 

أجابتني بانبي موافقة.. ابتسمت لها بحنان ثم صعدت السلالم ولكنني توقفت عندما سمعت بانبي تهتف بسعادة باسم إيثان.. التفت إلى الخلف ورأيتُها بغيظ وبغضب تركض وتُعانق ذلك الحقير إيثان بوربون.. سأقتلهُ لأنهُ تجرأ وعانق زوجتي في حضوري القذر..

 

صعدت بغضب الدرجات وتوجهت إلى مكتبي بينما كنتُ أحترق بنار الغيرة..

 

بعد ذهاب إيثان و ماثيو دخلت بانبي إلى المكتب كما طلبت منها.. غادرت مُسرعاً وصفعت الباب بقوة ثم وقفت أمام الباب أستمع بصدمة كبيرة إلى حديث بانبلينا مع شقيقتي كتالينا..

 

اصفر وجهي بعنف ثم شحب لونه بشدة عندما سمعت شقيقتي الصغيرة تقول ببكاءٍ مرير

 

( في تلك الليلة دخل إلى غرفتي من الشرفة واغتصبني بعنف.. في تلك الليلة اغتصب روحي واغتصب جسدي و كياني وقلبي العاشق له.. باغو بالوفا الرجل الذي عشقتهُ بجنون دخل إلى غرفتي وخدرني ثم اغتصبني بوحشية.. باغو هو الاب البيولوجي للجنين في رحمي.. عدو شقيقي هو الرجل الذي أحببته وقتلني عندما اغتصبني وجعلني حاملا منه.... )

 

توقفت الأرض عن الدوران أمامي.. وتجمد العالم بأسره أمام عيناي.. رأيت الجحيم بكاملها في عيناي بينما جسدي كان يرتعش بقوة من هول الصدمة التي تلقيتها الآن..

 

تسارعت أنفاسي بعنف وتصلبت عروقي وعضلات جسمي بكاملها.. استدرت ورأيت بابلو يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات قلقة متوترة.. وعرفت بأنهُ سمع حديث كاتي كما سمعته..

 

نظرت إلى بابلو بحدة وهمست بفحيح يشبه فحيح الأفاعي

 

" اجمع الرجال كلهم.. سأُشعل الأرض وأحرق إيطاليا كلها على ذلك الوغد والمغتصب باغو بالوفا.. سأحرق قلبهُ بيدي كما أحرق قلب شقيقتي وأحرق قلبي الآن "

 

دفعت بابلو من أمامي ونزلت مُسرعاً إلى القبو في قصري وفتحت باب المستودع السري للأسلحة وبدأت أختار أسلحتي بينما كنتُ أتوعد بالجحيم الحارقة لذلك الحقير دون باغو بالوفا...


انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©