رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ما هذا حرفيا تحولت الأمور إلى ظلام دامس احداث غير متوقعه و مفاجئة هل يعقل أن يموت بابلو أو كاتي يا الهي انت مبدعة هافن اوقفتي قلوبنا بما وصلت إليه الأمور لكني اثق بقدرتك على حلها بطريقة مرضية .

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حبيبتي على رسالتكِ الجميلة لي
      وأشكركِ لأنكِ أحببتِ الأحداث
      البارت القادم سيكون صادم أكثر
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  2. اووووووووف الأحداث اتحولت واتبدلت بشكل جذري الحرب كانت عنيفه جدا واظن سبب الهجوم ده أخ لوديس الروسي
    مش عارفه هجيلي الصبر للسبت إزاي بتمنى بعد التشويق والإثارة دي كلها إننا نفرح بالأحداث إللي جايه ومتبقاش ظلام دامس فعلا زي دلوقتي
    أبدعتي كالعادة هافن البارت صادم ومثير ومشوق وفيه كل المعاني👏🏻💝👏🏻💝👏🏻💝👏🏻💝👏🏻💝👏🏻

    ردحذف
    الردود
    1. جميلة قلبي أنا سعيدة جدا لأنكِ أحببتِ البارت وأحداثه
      القادم سيكون أجمل بكثير

      حذف
  3. ناااار ♥️♥️♥️♥️

    ردحذف

  4. ماهذا الي حدث بلحظة واحدة تغير كل شي اكيذ ذلك الحق.ير وراء كل هذا كلها انصابو باغو كاتي هل سوف يحدث لطفلها شي ومونرو 😥😥 بليز لاتجعلي بابلو يموت بليز عليه ان يعيش ويذهب يرى زوجته وطفلته 😥😥.
    ولماذا خذو بانبي بالذات ولكن اكيد هذه المرة مونرو لن يتركها ابدا وسوف يعود قوي لحماية من يحبهم....ياريت ايثان يكون سمع وياتي لانقاذهم بسرعة.
    البارت رغم الحزن الي بي ولكنه رائع لا اعرف كيف سوف ننتظر للسبب لمره ماذا يحدث تسلم ايدك ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. لا تحزني يا قلبي ستعرفين الليلة الإجابة عن كل أسئلتك

      حذف
  5. مبدعه هافن 👏 الأحداث غير متوقعه و أكثر من شيقه💞

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام



أَغْرَق في الظلام






إيثان بوربون**



 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أقود سيارتي الرباعية الدفع وأسمع بمرح تعليقات زوجتي شارلي الجميلة.. نظرت عبر المرآة أمامي إلى موكب الماركيز


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

تنهدت براحة عندما تأكدت بأن الموكب يسير بأمان ورجالي يواكبون الماركيز وعائلته.. انتشلتني شارلي من تفكيري الدائم بسلامة الماركيز رومانوس دي فالكوني وهي تقول بمرح

 

" أخيراً عُدنا إلى إيطاليا.. وأخيراً الماركيز تصالح مع ماريسا.. أنا سعيدة جداً ماردي الوسيم.. ماريسا سامحتني وعدنا أصدقاء من جديد.. أليس هذا جميلا حبيبي؟ "

 

نظرت إليها بطرف عيناي ثم ابتسمت لها بوسع وأجبتُها بحنان

 

" نعم حبيبتي هذا جميل.. الماركيز سعيد جداً مع زوجته الآن وأطفاله.. ولكن ما يهمني الآن أن تنتبهي لصحتكِ وصحة طفلنا في أحشائكِ "

 

سمعت ابني بيترو يقول بدهشة كبيرة

 

" دادي.. ماما أكلت شقيقي؟!.. لماذا أكلته؟ "

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة ثم سعلت بقوة ونظرت إلى شارلي وقلتُ لها بهمس

 

" سأترك لكِ الشرح لهُ بنفسكِ حبيبتي.. تصرفي "

 

قهقهت شارلي بمرح ثم قالت بجدية لابننا بيترو

 

" طبعا لم أتناول شقيقك طفلي الجميل.. عندما نصل إلى منزلنا سأشرح لك "

 

ولكن بيترو الذكي لم يقتنع بكلام والدته إذ اعترض قائلا بطفولية

 

" لكن مامي شقيقي في معدتكِ.. هذا يعني بأنكِ أكلته.. لماذا فعلتِ ذلك مامي؟ "

 

قهقهت بمرح وسمعت شارلي تتكلم مع طفلنا بارتباك وهي تحاول أن تجد لهُ عذراً مُقنعا ليصدقهُ وبأنها لم تأكل شقيقهُ.. في النهاية شهقت بصدمة كبيرة عندما سمعت ابني بيترو يقول بسعادة طفولية

 

" هذا يعني بأنهُ يمكنني أن أحصل على طفل من إيلينا إن قبلتُها.. أنا أحبُها "

 

سعلت شارلي بقوة بينما أنا غرقت بموجة عنيفة من الضحك وعندما هدأت كلمت ابني بجدية قائلا

 

" لن تُقبل إيلينا ولن تحصل على طفل منها إلا عندما تُصبح في الثلاثين يا ولد "

 

نظرت شارلي إليّ بذهول عندما بدأ بيترو يبكي على كلام والده.. وبختني بعنف ثم حملت بيترو ووضعته في حضنها وبدأت تواسيه..

 

ابني الوسيم يُحب إيلينا ابنة شقيقة الماركيز الراحلة.. عندما يكتشف رومانوس ذلك سيقتلني بكل تأكيد.. فكرت بمرح وتابعت القيادة باتجاه قصر الماركيز رومانوس دي فالكوني في مدينة دي فالكوني الإيطالية..

 

عندما وصلنا إلى القصر ترجلت من السيارة وساعدت زوجتي وطفلي بالنزول ثم وقفت بانتظار الماركيز.. اقترب ماثيو مني وهو يدفع كُرسيه المُتحرك عبر ضغطه للزر الكهربائي والذي يتحكم بنظام الدفع والتوجيه.. أوقف الكُرسي وهمس بارتباك قائلا

 

" ماثيو.. هل ستتكلم مع الماركيز الآن بخصوصي؟ "

 

أومأت لهُ موافقاً ثم قلتُ له

 

" عليك أن تبقى ماثيو برفقتي.. يجب أن تتحكم بذلك الخوف الذي يتحكم بك.. رومانوس سبق وسامحك على ما فعلته وطوى صفحة الماضي نهائياً.. لذلك توقف عن الشعور بالخوف منه فهو لن يأكلك "

 

تأملني ماثيو بتوتر وأجابني بصوتٍ منخفض

 

" لا أستطيع إيثان.. لا أستطيع مُسامحة نفسي والنسيان.. صعب جداً أن أنسى ما فعلتهُ بحق شقيقتهِ البريئة.. ثم ابنتي إيلينا لا ذنب لها لتعيش من دون أم.. لقد ارتكبَ غلطة كبيرة في حياتي لا يمكن أن تُغتفر "

 

تأملتهُ بشفقة ثم تنهدت بعمق وقلتُ له بجدية

 

" عليك أن تنسى الماضي وتُسامح نفسك وتعيش من أجلك ومن أجل ابنتك.. الأيام كفيلة بتضميد جراح الماضي.. مرور الوقت يمكن أن يُخفف من حدة الألم والجراح التي تُسببها الأحداث المؤلمة في الماضي.. ومرور الوقت يمكن أن يساعد في شفاء الجروح وتقليل تأثيرها عليك.. تفاءل ماثيو وحاول مسامحة نفسك "

 

وقبل أن يُجيبني ماثيو رأينا الماركيز يقترب باتجاهنا بعد أن ساعد زوجتهُ ماريسا وأطفاله بالدخول إلى القصر.. وقف رومانوس أمامي وتأملني بنظرات هادئة..

 

تأملتهُ باحترام


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

ثم قلتُ له بجدية

 

" ماركيز.. أريد أن أتكلم معك على انفراد برفقة ماثيو.. الأمر لا يحتمل التأجيل "

 

نظر رومانوس إلى ماثيو بتعجُب ثم تأملني بنظرات حادة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

رفع ذراعه اليمنى وأشار باتجاه القصر قائلا

 

" لندخل إلى القصر ونذهب إلى مكتبي الخاص لنتكلم "

 

لكن أجبتهُ بسرعة قائلا

 

" ماثيو لا يريد أن تقلق ماريسا إن رأتنا ندخل برفقتك إلى مكتبك الخاص.. ستقلق وبعدها ستنهال عليك وعلى شقيقها بالأسئلة.. لذلك من الأفضل أن نتكلم هنا "

 

همهم رومانوس بخفة ثم قال

 

" أنا أستمع إليكما.. ماذا تريدان؟ "

 

نظرت إلى ماثيو ورأيت يديه ترتعشان.. ما زال المسكين يخاف من رومانوس.. لا ألومه.. صديقي رومانوس أحيانا يكون مُخيفا بالفعل..

 

تأملت رومانوس بنظرات هادئة وكلمتهُ بجدية قائلا

 

" لقد تكلم معي ماثيو في الأمس قبل أن نذهب إلى المطار في مُقاطعة ديفون في إنجلترا.. ماثيو يريد أن يطلب منك طلبا بسيطاً ولكنه يخجل منك.. لذلك كلمني وقررت أن أتحدث معك الآن بحضور ماثيو "

 

عقد الماركيز حاجبيه وتأملنا بنظرات متعجبة ثم قال بهدوء

 

" تكلم إيثان وتوقف عن شرح أسباب ماثيو لي.. ماذا تريدان؟ "

 

تنهدت بعمق وقلتُ للماركيز

 

" ماثيو يشعر بالخجل منك.. هو حاليا ما زال في طور الشفاء ولا يريد أن يثقل عليك بمساعدتك له بإدارة شركته في إنجلترا.. لذلك هو لا يرغب أن يُثقل عليك أكثر وقرر أنهُ من الأنسب له أن يفتح مكتباً خاصاً به خارج شركتك.. لكنني فكرت بالموضوع ورأيت بأنهُ من الأنسب أن أتكلم مع مونرو بيلاتشو.. سأطلب من صديقي أن يُخصص مكتباً خاصا داخل شركته من أجل ماثيو.. هكذا مونرو سوف يساعده ويجعل شخصية ماثيو تنمو أكثر وطبعا سوف يعطيه نصائح عن إدارة شركته.. ما هو رأيك رومانوس؟.. هل أنتَ موافق؟ "

 

تجهمت ملامح الماركيز وهتف بالإيطالية حتى لا يفهم ماثيو حديثنا

 

" ما اللعنة إيثان؟.. هل تريد أن ترمي ماثيو تحت رحمة زعيم مافيا لا يرحم؟!!.. هل فقدتَ عقلك إيثان؟.. طبعا لن أسمح لشقيق زوجتي بأن يقضي لحظة واحدة برفقة ذلك الرجل الخطير مونرو بيلاتشو.. ما تطلبه شبه مستحيل.. لا بل مستحيل أن أوافق عليه "

 

سمعت ماثيو يشهق بخوف فنظرت إلى رومانوس بجدية وأجبته بالإنجليزية

 

" ماثيو يتعلم اللغة الإيطالية ماركيز.. طبعا من أجل ابنته إيلينا رغم أن الصغيرة تُجيد التكلم بطلاقة بالإنجليزية.. كما ماثيو أصبح يفهم لغتنا قليلا ولكنهُ يتعلم قواعدها وتركيب الجُمل بطريقة صحيحة.. والآن لقد أخفته للمسكين.. ثم مونرو لن يورطهُ بأعماله مع المافيا.. فقط سأطلب منه أن يُخصص مكتبا داخل شركته لـ ماثيو ويساعده بإدارة أعماله قليلا "

 

ساد الصمت للحظات بيننا ثم قاطع الصمت رومانوس قائلا بهدوء

 

" أستطيع أن أفعل ذلك لهُ بنفسي ومساعدته.. لماذا لا تريد ماثيو مساعدتي لك؟.. أخبرني الحقيقة "

 

تنهد ماثيو بحزن ونظر إلى البعيد وقال للماركيز بصدق

 

" أحتاج للوقت حتى أعتاد على حياتي الجديدة برفقة ابنتي.. أنا مُمتن لك ماركيز على كل ما فعلتهُ من أجلي ومساعدتك لي.. لكنني خجل من نفسي وما زلت لا أستطيع مسامحة نفسي على ما فعلته منذ سنوات بحق شقيقتك.. ما زلت لا أستطيع النظر إليك بسبب ما فعلتهُ بك وبشقيقتك المرحومة.. أحتاج أن أتأقلم مع حياتي الجديدة وأحاول مُسامحة نفسي والاهتمام بطفلتي الوحيدة "

 

اقترب رومانوس منه وسألهُ بغصة

 

" هل تريد أخذ صغيرتي إيلينا بعيداً عني؟.. لا ترغب بالعيش حتى في قصري؟ "

 

في الحقيقة ماثيو أخبرني بأنهُ يخجل ولا يريد أن يعيش في قصر رومانوس.. لكنني تدخلت بسرعة قبل أن يُجيبهُ ماثيو وقلتُ للماركيز

 

" في الوقت الراهن سيبقى حتى تتحسن صحته ويستطيع الاعتناء بابنته.. لا تقلق رومانوس.. ماثيو لن يحرمك من الصغيرة إيلينا.. فقط وافق على فكرتي وسأذهب في الغد برفقة ماثيو إلى مونرو ونتكلم معه "

 

تأملني رومانوس بنظرات غاضبة ثم كلمني بالإيطالية

 

" افعل ما تراه مناسبا إيثان.. لكن إن أصاب ماثيو أي مكروه بسبب مونرو بيلاتشو سأقتلك بنفسي ثم سأقتل زعيم المافيا صديقك "

 

ثم استدار رومانوس ودخل إلى القصر بغضبٍ عاصف.. سمعت ماثيو يُكلمني بالإنجليزية قائلا بارتباك وبخوف

 

" لقد فهمت ما قالهُ الماركيز.. هو غاضب بسببي لأنني سأُبعد إيلينا عنه.. ثم يبدو صديقك مونرو خطيراً.. هل هو فعلا زعيم المافيا الإيطالية؟ "

 

نظرت إليه ببراءة وقلتُ له كاذباً

 

" مونرو زعيم مافيا؟.. شيه.. طبعا لا.. مونرو لا دخل له بالمافيا بتاتا.. مونرو بيلاتشو أكثر رجل مُسالم في إيطاليا.. بل هو أكثر رجل مُسالم في العالم كله.. ثم الماركيز فقط ضخمَ الموضوع قليلا لأنك لا تريد مساعدتهُ لك "

 

حاولت كتم ضحكتي بسبب ما تفوهت به عن مونرو بيلاتشو اللعين.. تبا الشيطان بنفسه يخاف منه ومن جنونه.. سأترك ماثيو يكتشف بمفرده حقيقة بيلاتشو المجنون لاحقا..

 

وهكذا دخلت إلى قصر الماركيز برفقة ماثيو ثم غادرت برفقة زوجتي وابني إلى قصري..

 

في الصباح الباكر أخذت ماثيو من قصر الماركيز وقدتُ سيارتي بهدوء باتجاه قصر مونرو بيلاتشو.. وما أن وصلت أمام البوابة الرئيسية للقصر حتى رأيت بدهشة كبيرة رجال مسلحين منتشرين في كل مكان وهم يشهرون أسلحتهم على بعضهم البعض..

 

" ما اللعنة التي تحدث هنا؟!... "

 

همست بذهول بينما كنتُ أوقف السيارة في وسط الساحة.. سمعت ماثيو يهتف بفزع

 

" إيثان.. ماذا يحدث هنا؟!.. لماذا حُراس الأمن المسلحون يشهرون أسلحتهم على بعضهم البعض؟.. هل صديقك فعلا من المافيا؟.. إلهي..  لا أرغب بالمزيد من المشاكل.. الأفضل أن نعود إلى قصر الماركيز وبسرعة "

 

فتحت الباب بهدوء وأجبت ماثيو بحماس قائلا

 

" توقف عن كونك جباناً ماثيو.. قريباً جداً سيجعلك مونرو رجلا شجاعا وقد يعطيك منصباً مهماً في المافيا.. ثم أعتقد بعض حراس الأمن هنا ليسوا من رجاله.. هذا اللعين بيلاتشو يحصل دائماً على المرح "

 

رأيت باستمتاع الحُراس يوجهون أسلحتهم باتجاهي فور خروجي من السيارة.. نظرت إليهم بملل وهتفت بحدة

 

" تابعوا عملكم أيها الأغبياء.. لا ترغبون بأن أقوم بتحطيم عظامكم.. أبعدوا أسلحتكم وقفوا بتهذيب حتى أدخل إلى القصر "

 

أخرجت كُرسي المتحرك من صندوق سيارتي ورأيت باستمتاع الحُراس يخفون أسلحتهم وهم يتأملونني بخوف ويهمسون لبعضهم البعض بذعر

 

" إنهُ بطل العالم السابق في الملاكمة إيثان بوربون.. هذا إيثان صديق الزعيم بيلاتشو... إنهُ إيثان بوربون صديق الماركيز رومانوس المُقرب.. لا تقتربوا منه.... "

 

ابتسمت بغرور عندما سمعت ما كانوا يتهامسون به بخوف عني.. اقتربت وفتحت الباب لـ ماثيو وساعدته بالجلوس على كرسيه المُتحرك ثم دخلت إلى القصر.. وهنا كانت المفاجأة..

 

وقفت باستمتاعٍ كبير أُشاهد ما يحدث في قصر مونرو بيلاتشو


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

ثم توسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما هتفت كتالينا بيلاتشو للمسكين ماثيو بأنه حبيبها..

 

تأملني ماثيو بذعر وهمس بالإنجليزية

 

" إيثان.. هل فعلا قالت تلك الفتاة أمام الجميع بأنني حبيبُها؟.. أم أنا فهمتها بطريقة خاطئة؟!!!.. أرجوك أخبرني "

 

نظرت إلى ماثيو باستمتاع وهمست له بمرح

 

" لا ماثيو.. لقد فهمتها بطريقة صحيحة.. كتالينا بيلاتشو قالت أمام الجميع بأنك حبيبها بالإيطالية.. اسمع نصيحتي جيداً.. إن كنتَ ترغب أن تُحافظ على حياتك افعل ما تطلبهُ منك تلك الفتاة.. فهي خطيرة جداً.. وجميلة.. إياك أن تقول لزوجتي بأنني قلتُ عن كتالينا بأنها جميلة وإلا قتلتُك بنفسي "

 

وبمرحٍ لا يوصف شاهدت ما يحدث أمامي.. طبعا سمعت كتالينا عندما همست للمسكين ماثيو وهددته بقتله وجميع من يحبهم إن لم يُنفذ ما تريده.. أظن ماثيو فهمها المسكين لآن وجهه أصبح شاحباً جداً..

 

وطبعاً عرفت بأن مونرو بيلاتشو لم يُصدق المسرحية الجميلة أمامه.. فذلك يبدو واضحا في عينيه..

 

بعد ذهاب الجميع وقفت أمام بيلاتشو وأخبرته بأن ماثيو المسكين لا دخل له بشقيقته والجنين في رحمها.. وطبعاً لم أتفاجئ عندما أجابني بأنهُ يعرف..

 

تأملتهُ بهدوء وقلتُ له

 

" أريد طلب خدمة صغيرة منك.. ماثيو شقيق الماركيزة لديه شركة في إنجلترا ويرغب بفتح مكتب خاص به هنا ليُدير أعماله ومعمله.. هو يفكر ببيع المعمل وشركته والتعافي هنا والعيش بهدوء مع ابنته.. ولكن لحين بيعهُ للشركة أريدُك أن تُخصص له مكتباً خاصاً به في شركتك وتساعدهُ بنفسك "

 

تأملني مونرو بغضب وهتف بغيظ

 

" إيثان بوربون.. هل تظنني مربية أطفال؟.. تباً لك.. بالطبع لستُ موافقا.. فأعمال شركاتي تُنهكُني.. ناهيك عن أعمال المافيا.. جوابي هو الرفض "

 

نظرت إليه بجدية قائلا

 

" لا ترفض مونرو.. ماثيو يحتاج للمساعدة.. فقد تعرض لحادث أليم منذ خمس سنوات ونصف وشخصيتهُ ضعيفة جداً.. أريدك أن تساعده وتحوله إلى رجل يتمتع بشخصية قوية ويستطيع الإعتماد على نفسه.. إن وافقت سأكون مدينا لك بخدمة "

 

تأملني مونرو بنظرات هادئة وقال

 

" سأفكر بالموضوع ولكن الآن يجب عليّ حل لغز كذب شقيقتي عليّ "

 

ثم رأيت بسعادة الصغيرة بانبي.. انتظرت مونرو ليصعد السلالم وهنا ركضت وعانقت بانبي بقوة وبأخوية.. ابتعدت عنها قليلا وتأملتُها بسعادة وهتفت بصدق

 

" لقد كبرتِ صغيرتي بانبي.. أصبحتِ امرأة جميلة جداً "

 

احمرت وجنتيها بشدة وتأملتني بخجل وقالت

 

" شكراً إيثان.. ياه.. لقد اشتقت لك كثيراً.. أنا سعيدة جداً لأنني رأيتك اليوم "

 

داعبت خدها بأصابعي وقلتُ لها بثقة

 

" سنرى بعضنا البعض كثيراً في الفترة المقبلة.. وأنا كذلك اشتقت لكِ كثيراً صغيرتي "

 

ثم غمزتُها وقلتُ لها بصوتٍ منخفض

 

" يبدو بأنكِ روضتِ الأسد مونرو بيلاتشو "

 

احمرت وجنتيها أكثر وسألتني بحياء

 

" كيف عرفت بأنني أُلقب مونرو بالأسد؟ "

 

قهقهت بمرح وأجبتُها

 

" هذا لقبهُ لدى الجميع صغيرتي.. مونرو بيلاتشو الأسد "

 

تكلمت معها لدقائق عديدة ثم استأذنت منها وصعدت لأخذ ماثيو.. وبعدها غادرت القصر برفقة ماثيو وقدتُ سيارتي وأنا أضحك بجنون عندما أخبرني ماثيو ما حصل معه داخل مكتب مونرو بيلاتشو..

 

وعرفت بأن الأيام المقبلة ستكون ممتعة ومشوقة جداً للجميع خاصةً لـ ماثيو لودر...


 

 

باغو بالوفا**


 

كنتُ أنتظر الموت على يد حبيبتي كتالينا بيلاتشو ولكن فجأة رأيت من بعيد خيال شخص يحمل بيده مسدس وهنا عرفت بأن كاتي في خطر..

 

حميتُها بروحي ولم أهتم بأنني تلقيت رصاصة في كتفي الأيمن ولكن لم أستطع الوقوف ومنعها من مُهاجمة ذلك القاتل..

 

الرصاصة اخترقت كتفي وحريق مؤلم جدا شعرت به..

 

" كاتي لا حبيبتي.. لا تذهبي... "

 

همست بألم بينما كنتُ أحارب الإغماء بسبب النزيف الحاد.. رفعت ذراعي السليمة وضغطت بقوة على كتفي لأحاول وقف النزيف ثم بجُهد رفعت رأسي ورأيت بذعر مزق روحي كاتي تركض وسط طلقات النار الموجهة صوبها...

 

إن دخلت رصاصة بجسدها أفضل الموت الآن على أن أراها تتألم أو تتأذى أمامي.. بدأت الرؤية تُصبح ضبابية أمامي وآخر ما رأيته قبل أن أسقط في الظلام هو حوريتي كاتي وهي تركل المسدس من قبضة ذلك القاتل المأجور...

 

استيقظت بصعوبة وكنتُ أشعر بالألم الشديد ينتشر في كل جزء من جسدي حاولت أن أفتح عيناي لكنها كانت ترفض.. فأغمضها مجدداً بقوة وتأوهت بألم..

 

لحظات من الصمت المطبق سادت الغرفة المظلمة.. ولكن حينما فتحت عيناي مجددًا رأيت حوريتي المحبوبة تجلس بجانبي وهي تمسك يدي بحنان وهي تُريح رأسها بخفة على صدري..

 

في لحظة شديدة من الألم شعرت بأن الواقع ينهار حولي وكل شيء يتلاشى.. لكن رفعت رأسي ووجهي نحوها وهمست بنبرة حنونة

 

" حوريتي.. "

 

رفعت كاتي رأسها بسرعة ونظرت بسعادة إليّ.. نظرت إلى عينيها الرائعتين وتلمست لمحة من القلق على وجهها الملائكي..

 

حوريتي كانت تشعر بالقلق عليّ.. ابتسمت لها أجمل ابتساماتي رغم شعوري بالألم الشديد في كتفي وهمست بسعادة

 

" أنتِ هنا وبخير "

 

ابتسمت برقة وقالت بهمس

 

" أنا بخير.. وسأبقى هنا معك "


شعرت بالأمان وبالطمأنينة.. فعندما أراها بالنسبة لي كل الألم يتلاشى.. وكأن العالم يتوقف من أجلها.. لحظات من الصمت المليئة بالمشاعر مضت ببطء الآن.. وفي هذا الوقت اتسع قلبي بالحب والإحساس.. ومع كل لمسة من حوريتي الجميلة شعرت بأنني أُشفى بسرعة.. ومع كل نظرة من عينيها الساحرتين شعرت بأنني أتحسن بشكلٍ أسرع.. فهي الأمل الوحيد الذي يمكنني التمسك به في الحياة.. ومعها أستطيع تجاوز كل ما حدث والبدء في بناء حياة ومستقبل من جديد..

 

فقط أريد حوريتي كتالينا أن تسامحني وتبقى بجانبي إلى الأبد...

 

فجأة انزلقت يد حبيبتي من بين يدي وبدأت ترفع رأسها ببطء وهي تنظر إلى وجهي بارتباك.. شعرت بالقلق يتصاعد في داخلي بينما كنتُ أراقبها وأحاول معرفة ماذا يجري..

 

تأملتُها بقلق وقلتُ لها بصوتٍ مُتعثر

 

" لا تتركيني "

 

ثم تابعت قائلا لها بتوتر

 

" أنا لا أريدكِ أن تذهبي حوريتي..  أنتِ هنا الآن وأنا بخير بجانبكِ "

 

لا أعرف إن كنتُ أهذي أو ما كنتُ أعيشهُ الآن هو حقيقة.. ابتسمت كتالينا وأخذت تتحدث بصوتٍ ناعم

 

" سأعود قريبًا.. ابقى هنا ولا تتحرك.. سأعود قريبًا "

 

وبينما كنتُ أراقبها تبتعد عني شعرت بالوحدة تنغص على قلبي.. لكن عرفت بأنها ستعود ولن تتركني.. لحظات قليلة دخلت كاتي برفقة الطبيب ريكاردو ثم استأذنت وانصرفت..

 

اقترب ريكاردو ووقف أمام سريري وقال بمرح

 

" مرحباً دون باغو.. يبدو بأنك بسبعة أرواح صديقي مثل الهرة.. للمرة الثانية تتلقى رصاصة في احدى كتفيك.. ولكن لا تقلق لقد عالجتُك وستكون بألف خير بعد عدة أيام.. المهم الآن كيف تشعر؟.. هل تشعر بالألم؟ "

 

نظرت إليه بضعف وأجبته

 

" أشعر بالألم الشديد في كامل أنحاء جسدي اللعين.. وبثقل في كتفي "

 

قهقه ريكاردو بمرح ثم جلس بجانبي وساعدني لأجلس وبدأ بإزالة الضمّادة عن كتفي وقال

 

" من الطبيعي أن تشعر بذلك.. سوف تتحسن بسرعة.. والآن سأقوم بتغيير الضمّادة عن كتفك حتى لا يلتهب الجُرح.. سأعتني بك أيها البطل "

 

تأملتهُ بنظرات مُتعجبة وسألته

 

" بطل؟!.. لماذا تناديني بالبطل؟ "

 

ابتسم ريكاردو بوسع ثم أجابني بجدية

 

" لقد أنقذتَ حوريتك الجميلة من الموت منذ ليلتين.. بالتحديد بعد منتصف الليل بثواني من حلول السنة الجديدة.. لقد استقبلتَ السنة برصاصة في كتفك.. كاتي كانت خائفة جداً عليك ولم تتركك لثانية واحدة.. أظنها تُحبك.. بل أنا متأكد من مشاعرها نحوك.. هي تعشقك "

 

نبض قلبي بسرعة وشعرت بالسعادة تغمرني.. تأملت ريكاردو بفرحٍ كبير وسألته

 

" حقا؟!!.. هل تعتقد بأنها تُحبني؟ "

 

طهر ريكاردو كتفي ثم وضع مرهم وبدأ بلف ضمّادة على كتفي وقال

 

" الأعمى يستطيع أن يرى بأن كاتي تحبُك.. وكذلك أنت.. إنها مناسبة لك باغو.. إياك أن تُفرط بها "

 

بعد ربع ساعة غادر ريكاردو ورأيت بسعادة حوريتي تدخل إلى غرفة نومي..

 

جلست بجانبي ونظرت إليّ بعينيها الناعمتين والجميلتين.. ابتسمت برقة وقلتُ لها

 

" تبدين جميلة جداً حوريتي.. أحببت الوردة على شعركِ "

 

وضعت كاتي كلتا يديها على ركبتيها ونظرت إليّ بنظرات حنونة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

ثم أجابتني بهدوء

 

" أصبحت أُحب هذه الورود بسببك.. كنتَ تقطف لي في كل يوم واحدة منها في قصرك النجمة وتضعها لي على صينية الطعام أو على المنضدة.. في السابق الزهور والورود لم يكونوا يعنوا لي الكثير.. ولكن أصبحت أحبهم بسببك.. لذلك قطفت بنفسي الآن هذه الوردة الجميلة ووضعتُها على شعري بعد أن استيقظتَ أخراً من هلوساتك.. لقد جعلتَ الجميع يقلقون عليك "

 

تأملتُها بحنان وسألتُها بهمس

 

" هل قلقتِ عليّ كاتي؟ "

 

ساد الصمت بيننا للحظات ثم بسعادة سمعت كاتي تُجيبني قائلة بكلمة واحدة بسيطة لكنها جعلتني أسعد رجل في الكون

 

" نعم "

 

رفعت ذراعي السليمة وأمسكت بيدها وهمست لها بعشق

 

" أنا أحبُكِ كتالينا بيلاتشو "

 

لم تُجيبني لكن عينيها أعطتني الإجابة التي كنتُ أحترق لسماعها.. قريباً جداً سأسمع كلمة أحبُك من بين شفتيها الجميلتين.. قريباً..

 

في الأيام اللاحقة بدأت اتعافى من إصابتي.. وكانت حوريتي بجانبي في كل لحظة..

 

كانت تحتضنني برفق وتنظر إليّ بعينيها الناعمتين والساحرتين.. وكلما شعرت بالألم أو الوحدة كانت تضع يدها الدافئة على كتفي السليم لتهدئتي.. وفي اليوم الرابع من السنة الجديدة عندما استيقظت من نومي لم أجد حبيبتي جالسة بجانبي كعادتها..

 

نظرت بتوتر إلى الغرفة وبدأت أنده باسمها لكن لم أسمع أي رد.. انتابني القلق وشعور غريب بداخلي أنبأني بأنها رحلت..

 

وقفت وارتديت بصعوبة روب منامتي وركضت خارج جناحي وبدأت أهتف بقلقٍ شديد باسم كتالينا.. فجأة رأيت فيليبو يقف أمامي وقال بحزن

 

" لقد رحلت "

 

ما أن لفظ فيليبو بتلك الكلمتين حتى شعرت بالفراغ في قلبي والحزن يملأ كل خلايا جسدي.. لم أستطع تصور حياتي بدون كاتي.. فقد كانت هي الشمس التي تنير حياتي والماء الذي يروي عطشي..

 

ارتعش جسدي بقوة وفكرت بألمٍ شديد.. لقد ظننت بأنها سامحتني وبأنها اختارت البقاء بجانبي.. لكن يبدو بأنني أخطأت الظن..


 

صدمتني هذه الحقيقة وكأن شيئًا ما قد تمزق داخلي.. هززت رأسي بالرفض وهتف بعذاب وبألم لا يوصف

 

" لاااااااااااااا.. لا.. لن أسمح لها من الابتعاد عني.. ليس قبل أن تُسامحني.. لا.. لن أرضى بقرارها "

 

استدرت وركضت باتجاه جناحي بينما فيليبو كان يهتف بقلق وهو يتبعني

 

" باغو.. توقف.. ماذا ستفعل؟ "

 

توقفت على درجة من السلالم والتفت إلى الخلف وقلتُ له بتصميم

 

" سأذهب وأعترف لـ مونرو بيلاتشو بكل شيء.. سأذهب وأطلب منها السماح أمام الجميع.. وإن تطلب الأمر سأطلب منها السماح أمام جميع السُكان في إيطاليا.. لن أتخلى عنها أبداً بهذه السهولة.. وإن كنتُ سأموت أُفضل الموت على يديها هي فقط "

 

أدرت وجهي وتابعت الركض صاعداً إلى غرفتي.. نزلت بعد دقائق ورأيت فيليبو يقف أمام مدخل القصر وكلمني باحترام

 

" سوف أرافقك مع الحُراس.. لن أتركك بمفردك باغو "

 

أومأت له موافقاً ومشيت باتجاه سيارتي وقررت قيادتها بنفسي رغم الألم الطفيف الذي كنتُ أشعر به في كتفي الأيمن..

 

قدتُ سيارتي بسرعةٍ جنونية وعندما وصلت إلى القصر أخفضت الزجاج بجانبي وكلمت الحارس بهدوء قائلا له

 

" أنا باغو بالوفا.. السيد بيلاتشو ينتظرني "

 

تأملني الحارس باحترام ولكنه أجابني

 

" أعتذر سيد بالوفا.. ليس لدي تعليمات من السيد عن زيارتكَ له.. لا أستطيع السماح لك بالدخول "

 

شتمت بعصبية ثم أطفأت المُحرك وفتحت الباب وما أن كنتُ على وشك النزول نظرت إلى الخلف بإعجابٍ شديد


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

إذ رأيت حُراسي بقيادة فيليبو يرفعون أسلحتهم على حُراس مونرو وأمرهم فيليبو بحدة

 

" افتحوا البوابة للسيد بالوفا.. فهو الزعيم الثاني بالقيادة للمافيا.. سيغضب السيد مونرو إن عاملتموه بطريقة غير محترمة "

 

ولكن طبعا حُراس مونرو بيلاتشو رفضوا ورفعوا أسلحتهم علينا.. شتمت بغضب ثم ترجلت من سيارتي.. خلعت معطفي ورميته على المقد الجانبي للسائق في سيارتي ثم اقتربت من حارس وأمسكت به على غفلة مِنه من خلف قضبان البوابة الحديدية وحاوطت ذراعي اليسرى على عنقه ثم رفعت مسدسي بيدي اليمنى ووضعت فوهة المسدس على رأسه وهتفت بحدة

 

" افتحوا لي الباب وإلا قتلته.. الأفضل لكم أن تنفذوا وبسرعة وإلا قتلتكم جميعاً "

 

قبل أن يُجيبني الحارس المسؤول رن هاتفهُ الخلوي ورأيته يتكلم عبره ثم تأملني بذهول وسمعتهُ يقول

 

" لكن سيد بابلو الرئيس لم يُعطني تعليمات عن زيارة دون باغو للقصر اليوم و... حسنا سيد بابلو.. كما تأمر "

 

رأيت بذهول المسؤول يُنهي المكالمة ثم نظر إليّ بغضب وقال وهو يفتح البوابة

 

" سأفتح البوابة لك.. وذلك بأمر من رئيس حرس الزعيم.. بابلو يريدُك أن تنتظرهُ هنا ليتكلم معك أولا دون باغو "

 

لم أهتم للعنة بابلو.. حررت الحارس وابتعدت عن البوابة وما أن انفتحت حتى ركضت باتجاه مدخل القصر الرئيسي..

 

سمعت حُراس مونرو يهتفون بحدة عليّ وعلى حُراسي لكن لم أهتم بل تابعت الركض باتجاه القصر ثم فتحت الباب ودخلت..

 

سمعت صوت مشاجرة قريبة من الردهة.. ركضت وما أن دخلت إلى الصالون هتفت بقوة

 

" مونرو بيلاتشو "

 

لكن بعد لحظات قليلة تلقيت صدمة العُمر عندما عرفت بأن كاتي حامل.. وقفت مثل الأحمق جامداً بذهولٍ شديد أنظر إلى كتالينا برجاء على أمل أن تقول بأنني الأب البيولوجي للجنين.. لكنها لم تفعل بل قالت أمام الجميع بأنها ليست حامل بطفلي ومن المستحيل أن يحدث ذلك..

 

شعرت بالصدمة والألم عندما اكتشفت حمل حوريتي من رجل غيري.. كان قلبي يتقطع بألم لأنه كان يعتقد أن حبيبتي ستكون معي فقط وأنها ستحبني كما أحبها وبأنها ستحمل بطفلي يوماً ما.. لكن الآن شعرت بالخيبة والخذلان لأنني أعلم بأنها لن تكون لي مهما حاولت..

 

روحي تحطمت.. شعرت باليأس والإحباط.. وكأن حياتي قد انتهت..

 

لا أعرف كيف استدرت ومشيت كأنني منوم مغناطسيا وخرجت من قصر مونرو بيلاتشو بقلب مُحطم بالكامل.. لا أعرف كيف جلست خلف مقود سيارتي ولا أعرف كيف كنتُ أقود سيارتي ببطءٍ شديد.. كل ما أعرفه بأنني شعرت برغبة كبيرة لأبكي بعذاب وأُعبر عن مدى وجع قلبي الآن..

 

كنتُ أحتاج إلى البكاء لأنني شعرت بأن حُلمي الجميل قد انتهى.. وأن حوريتي الجميلة لم تكن لي أبداً..

 

شعرت بأنني أختنق.. أوقفت السيارة جانب الطريق ثم أسندت رأسي على المقود وصرخت بعذاب

 

" كتالينااااااااااااااااااااا.. لماذا حبيبتي؟... "

 

كانت روحي تحترق من شدّة العذاب.. الوجع في قلبي أحرقني بجنوني.. لكن رغم الألم الذي فتك بجسدي لم أستطع البكاء..

 

رفعت رأسي ونظرت أمامي بشرود وفكرت.. ماذا لو كانت كاتي تكذب وكان الطفل مني؟!!.. فأنا لم أتوقى أبداً أثناء ممارستي للحب معها.. بسبب عشقي لها لم أضع واقيا ذكرياً لمرة واحدة.. لأنني بداخلي أردتُها أن تحمل بطفلي..

 

اشتدت عيناي وكورت كلتا قبضتاي على المقود وهمست بحدة

 

" إنهُ ابني.. إنهُ طفلي أنا.. كاتي تكذب.. ذلك الرجل اللعين ليس أب الجنين بل أنا "

 

رأيت موكب حُراسي خلفي وعرفت بأنهم ينتظرونني.. أدرت المُحرك وحركت بغضب المقود باتجاه اليمين وقدتُ سيارتي بسرعة جنونية عائداً إلى قصر بيلاتشو...

 

ولكن لم أتوقع للحظة واحدة أن أرى ما رأيته عندما وصلت إلى القصر برفقة حُراسي....

 


 

بانبلينا**


 

دخلت إلى مكتب مونرو وطلبت منهُ أن أتكلم مع بانبي كما طلبَ مني منذ قليل أن أفعل.. بعد خروجه نظرت بحزن إلى كاتي ثم جلست بجانبها على الأريكة ثم عانقتُها بحنان وقلتُ لها

 

" كاتي لا تبكي.. أخبريني صديقتي بما يؤلمكِ "

 

شهقت كاتي بقوة وأجابتني بحزن

 

" قلبي.. قلبي هو من يؤلمني وبشدة.. أنا تعيسة بانبي.. تعيسة جداً "

 

ابتعدت كاتي عني وهنا نظرت إليها بنظرات مُندهشة جامدة عندما سمعت ما قالته


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

" لقد أحببت عدو شقيقي الأول.. كان لقائي به مُجرد صدفة جميلة.. لقد أنقذني من الموت عندما تعرضت لحادث في تلك الليلة التي اكتشفت بها بأن بابلو متزوج ولديهِ ابنة.. "

 

توقفت كاتي عن التكلم ثم مسحت دموعها وابتسمت بحزن وقالت

 

" منذ طفولتي تعلقت بـ بابلو وظننت بأنني أحبهُ.. لدرجة أنني خدرته عندما كنتُ في السابعة عشر وجعلتهُ رغما عن إرادته يُعاشرني ويُفقدني عذريتي "

 

احمرت وجنتاي من الخجل بينما كنتُ أستمع إلى كاتي.. أنا متزوجة وما زلتُ عذراء وأخجل للموت عندما أتخيل نفسي أفقد عذريتي مع أسدي مونرو..

 

سمعت كاتي تتابع قائلة بمرارة

 

" لكنني عرفت بأنني في حياتي كلها لم أعشق بابلو.. كانت مشاعري نحوه مُجرد تعلق فتاة بصديق طفولتها.. اكتشفت ذلك عندما أحببت وبصدق العدو اللدود لشقيقي.. "

 

نظرت كاتي بتعاسة إليّ وقالت ببكاء

 

" لقد أحببتهُ رغماً عن إرادتي.. لقد تغلغل إلى قلبي دون أي استئذان.. أحببتهُ من أعماق روحي وجوارحي.. أحببتهُ جداً لدرجة أنني قررت أن أبقى معهُ إلى الأبد.. لكن في يوم هاجموني رجال من الجنسية الروسية وحاولوا خطفي.. طبعا قتلتهم ولكن في ذلك النهار كان بابلو يراقبني.. فهو بحث عني بالخفاء عن مونرو واكتشف بأنني أعيش في قصر العدو.. "

 

سمعت كتالينا تُخبرني بألمٍ شديد كيف تركت حبيبها واضطرت للعودة إلى هنا.. ثم بصدمة كبيرة سمعتُها تقول

 

" في تلك الليلة دخل إلى غرفتي من الشرفة واغتصبني بعنف.. في تلك الليلة اغتصب روحي واغتصب جسدي و كياني وقلبي العاشق له.. باغو بالوفا الرجل الذي عشقتهُ بجنون دخل إلى غرفتي وخدرني ثم اغتصبني بوحشية.. باغو هو الاب البيولوجي للجنين في رحمي.. عدو شقيقي هو الرجل الذي أحببته وقتلني عندما اغتصبني وجعلني حاملا منه.... "

 

شهقت بقوة وتوسعت عيناي بذعر وهتفت بصدمة كبيرة

 

" اغتصبكِ ذلك الرجل الذي أتى اليوم إلى القصر؟.. إلهي كاتي.. أنا آسفة عزيزتي.. آسفة لأنكِ تعرضتِ لهذا الموقف الأليم ومن قبل الرجل الذي تحبينه "

 

تأملتني كتالينا بنظرات متألمة وقالت بغصة

 

" لن تتخيلي مقدار الألم الذي جعلني أتحمله وأعيشه.. وأردت قتله لأنتقم لكنني اكتشفت حملي منه بعد مرور أسبوعين على اغتصابه لي... "

 

وبحزنٍ عميق سمعت ما فعلت بشركته وكيف خطفها ذلك الدون الأحمق وما حدث لها وكيف عادت اليوم إلى القصر..

 

نظرت إليها بألم وقلتُ لها بصدق

 

" لقد أخطأتِ كاتي عندما نسبتِ ابوة طفلكِ لذلك الرجل المدعو ماثيو.. الآن مونرو يظن بأنكِ حبيبة ذلك المسكين.. ماذا ستفعلين الآن؟.. يجب أن تُصارحي مونرو بالحقيقة "

 

تنهدت كاتي بعمق وقالت

 

" سيقتل باغو إن أخبرتهُ الحقيقة.. مونرو لن يُسامحني ولن يُسامح باغو بالوفا.. وأنا لا أريد أن يموت والد طفلي "

 

أمسكت يدها اليمنى وضغطت عليها برقة وسألتُها

 

" هل ما زلتِ تحبين باغو؟ "

 

رفعت كاتي عينيها وتأملتني بنظرات متألمة مجروحة وأجابتني بحزن

 

" أنا أعشقهُ بجنون.. رغم أنهُ حطم قلبي لكنني أهواه.. وأنا واثقة بأنني من المستحيل أن أسامحه في يوم على ما ارتكبهُ في حقي وتحطيمهُ لقلبي "

 

تأملتُها بحزن وقلتُ لها

 

" أتفهمكِ كاتي ولــ.... "

 

توقفت عن التكلم ونظرت بذعر باتجاه النافذة والشرفة عندما سمعت صوت تحطم في الخارج..

 

همست كاتي بدهشة وهي تقف

 

" ما هذا؟!.. "

 

نظرت إليها بتوتر ثم فجأة صرخت بذعرٍ شديد عندما سمعت صوت طلقات الرصاص في الخارج كالمطر..

 

ركضت كاتي وأمسكتني بكتفي وقالت بأمر

 

" ابقي هنا.. إياكِ أن تخرجي مهما حدث.. فهمتِ بانبي؟ "

 

نظرت إليها بذعر وهتفت بخوفٍ شديد

 

" لا تتركيني هنا بمفردي.. أرجوكِ كاتي.. أنا خائفة جداً "

 

شتمت كتالينا بهمس ثم أمسكت معصمي وقالت بأمر وهي تركض باتجاه الباب

 

" لا تبتعدي عني مهما حدث.. سأحمكِ لا تخافي.. نفذي فقط ما أطلبهُ منكِ "

 

هتفت موافقة بينما كنتُ أتبعها إلى الأسفل.. دخلت برفقة كتالينا إلى الطابق السفلي الثاني ورأيت بذهول غرفة ممتلئة بالأسلحة على شتى أنواعها..

 

رأيت بدهشة كاتي تختار أسلحتها ثم وضعت حزام على خصرها وبدأت تضع ذخائر وخناجر وقنابل به.. فجأة استدارت ورمت مُسدس أمام وجهي فالتقطته بسرعة ونظرت إليه بذعر عندما سمعت كاتي تهتف بحدة

 

" سبق وعلمتُكِ كيف تضعين الذخيرة به وتطلقين النار.. استخدميه الآن لحماية نفسك.. فهمتِ بانبي؟ "

 

نظرت إليها بذعر وأومأت موافقة ثم نظرت بفزع إلى المُسدس وبدأت بتلاوة الصلوات بسبب خوفي..

 

فجأة وقفت كتالينا أمامي وسحبت المسدس من قبضتي وثبتتهُ على خصري ثم رفعت قميصي إلى الأعلى وربطتها من الخلف ثم ابتعدت عني ورأيتُها بفزع تمسك مطرقة كبيرة جدا جعلتني أحملها..

 

انحنى جسدي إلى الأمام من ثقل المطرقة.. نظرت إلى كاتي بدهشة وسألتُها بذعر

 

" لماذا هذه المطرقة؟.. ماذا سأفعل بها؟ "

 

ابتسمت ابتسامة شريرة وقالت بهدوء

 

" استخدميها عزيزتي لطحن الأدمغة.. ستنفعكِ كثيراً "

 

ما أن قالت ذلك تخيلت نفسي أضرب رجلا بها ورأيت دماغه أمامي.. صرخت بفزع وحاولت إعطاء المطرقة لـ كاتي لكنها أمسكتني من ذراعي وسحبتني خلفها وهتفت بأمر

 

" لا تعترضي بانبي.. سأحميكِ لكن إياكِ أن تُخالفي أوامري.. إن أصابكِ أي مكروه سيقتلني مومو.. دافعي عن نفسكِ.. من في الخارج شياطين وليسوا ببشر.. سيقتلونكِ بدون رحمة.. وأنا يجب أن أقف بجانب أخي في حربه.. لقد هجموا على زعيم المافيا الملاعين وشقيق الكابوس.. اليوم سأستمتع جداً "

 

كنتُ أركض بجانبها وأنا أتمسك بقوة بتلك المطرقة المُخيفة.. ولكن ما أن وصلنا إلى مدخل القصر الرئيسي ونظرت إلى الخارج رأيت مشهداً مرعباً.. حيث رأيت رجال مونرو المسلحين يتمركزون في الفناء الأمامي للقصر ويستخدمون الأعمدة والجدران كدروع لهم فيما يطلقون النار بشكل عشوائي في كل اتجاه..

 

ورأيت بعدد شعر رأسي رجال مُقنعين وطبعا مُسلحين يقفون خلف شاحنة كبيرة متوقفة في وسط ساحة القصر.. كانوا يطلقون النار باتجاه مونرو ورجاله.. نظرت باتجاه البوابة ورأيت عشرات السيارات الرباعية الدفع ورجال بعددٍ هائل ملثمين ومسلحين يخرجون منها ويدخلون من البوابة التي تم خلعها بتلك الشاحنة..

 

جذبتني كاتي لأركض خلفها وهتفت بملء صوتها

 

" أخفضي رأسكِ بانبي واركضي بسرعة "

 

رفعت رأسي بذعر ونظرت بفزعٍ شديد أمامي.. رأيت مجموعة من الرجال الملثمين يركضون باتجاهنا وباتجاه القصر.. رفعت كاتي يدها اليسرى وسحبت عن خصرها قنبلة يدوية ثم أزالت القبضة السفلية بأسنانها ورمت القنبلة باتجاه هؤلاء الرجال..

 

رأيت بذعر أجسادهم تطير عاليا وسقطوا على الأرض جثث مُقطعة.. صرخت بذعرٍ شديد وهنا سمعت صوت أسدي يهتف بجنون

 

" بااااااااااانبي.. ما اللعنة؟!!.. كتالينا أدخليها إلى القصر بسرعة واحميها.. هل فقدتِ عقلكِ لتخرجيها إلى ساحة القتااااااااال؟!!.. اللعنة.. سأقتلكِ إن ماتت "

 

هتفت كاتي بقوة وهي تُصوب المسدس نحوه الملثمين وتطلق النار وتتحرك بسرعة وتجذبني خلفها

 

" لا تخف عليها.. سأحميها بروحي.. "

 

شتم مونرو بعنف ورأيتهُ بهيام يمسك سلاح كبير بكلتا يديه يشبه الرشاش أظن.. وخرج من مخبأه وبدأ يصرخ بجنون وهو يطلق النار بعشوائية على الرجال الملثمين

 

" موتوا أيها الملاعين... سأقتلهم جميعاااااااااااااااااا.. إلى الجحيم السابعة أيها العاهرين... "

 

استقرت نظراتي على عضلات جسدهِ المشدودة.. تأوهت بهيام وبفخر وبإعجاب بينما كنتُ أتأملهُ بعشقٍ كبير.. أسدي الشجاع كان يبدو وسيماً جداً وهو في ساحة المعركة..

 

تأوهت بألم عندما شعرت بظهري يرتطم بحائط.. انتشلتني كاتي من أحلامي الوردية بأسدي وهتفت بوجهي وهي تقف أمامي

 

" هل فقدتِ عقلكِ بانبي؟!.. هذا ليس الوقت المناسب لتشرُدي بنظراتكِ على مومو.. ابقي هنا خلف هذا الجدار وإياكِ أن تخرجي مهما حدث.. هل كلامي واضح؟ "

 

أومأت لها موافقة ورأيتُها تُخفض ظهرها ثم رفعت مسدسين بيديها وركضت وبدأت تطلق النار بعشوائية على الملثمين..

 

وقفت بذهول أنظر بصدمة أمامي بينما كنتُ أحمل المطرقة الكبيرة بكلتا يداي وأتنفس بسرعة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

اقتربت قليلا واسترقت النظر إلى الساحة.. الساحة تحولت إلى ساحة حرب حيث أحاط بها الدخان والأشجار المحترقة.. وتصاعد صوت النيران والرصاص الذي يرتد على الجدران في كل مكان..

 

شعرت بالإثارة والخوف في نفس الوقت.. رأيت كتالينا تُطلق النار عليهم بشجاعة وحنكة وسط تحركاتها السريعة والماهرة.. كانت تتجنب الرصاص الذي يتم إطلاقه عليها بينما تركض باتجاه أعدائها وترد عليهم بنيران قاتلة..  ولكن نظراتي استقرت بخوف على أسدي..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 26 - أغرق في الظلام

 

رأيت بذعر رجل ملثم يتسلل من من خلف الأشجار واتجه خلف مونرو ورأيتهُ بذعر يوجه مسدسه على ظهر حبيبي..

 

توسعت عيناي بذعر وركضت خارجة من مخبأي ولم أهتم لتطاير الرصاص من حولي بل ركضت بكامل قوتي باتجاه ذلك الرجل وهتفت بجنون

 

" مونرووووووووووووو.. احترس حبيبي... "

 

رفعت المطرقة وضربت بكامل قوتي ذراع ذلك الرجل التي كان يحمل بها مسدسه.. ارتعش جسدي بعنف عندما صرخ الرجل بألمٍ شديد واستدار ونظر إليّ من خلف قناعه بحقدٍ مُخيف..

 

رميت المطرقة من يداي ورجعت خطوة إلى الخلف عندما رأيت الرجل الملثم يسحب سكين وهجم عليّ...

 

" ااااااععععععععععععععععععع.... "

 

صرخت بفزعٍ شديد لكن توقفت عن الصراخ عندما لم يحدث لي شيء.. فجأة شهقت بذعر عندما شعرت بذراعين تحاوطني وتضمني بقوة إلى صدر صلب كالصخر..

 

بدأت أقاومه وأنا أصرخ برعب

 

" لااااااااااا.. دعني.. دعني... "

 

لكن جسدي استكان فجأة عندما سمعت مونرو يهتف

 

" هذا أنا طفلتي.. لا تخافي.. تعالي طفلتي "

 

جذبني بسرعة لأحتمي خلف احدى سيارات حُراس أمنه.. كان ظهري يُلامس باب السيارة.. فتحت عيناي ورأيت مونرو يتأملني بنظرات قلقة..

 

رفع كلتا يديه وحاوط بهما وجنتاي وسألني بقلق

 

" هل أُصبتِ برصاصة؟.. أنتِ بخير؟ "

 

أومأت له موافقة فشهقت بدهشة كبيرة عندما عانقني بقوة وهتفت بغضب

 

" هل فقدتِ عقلكِ لتركضي وسط اطلاق النار العشوائي؟.. ماذا أفعل بكِ بانبي؟.. أيتُها المجنون كنتِ ستموتين "

 

ابتعد عني فنظرت إليه وهتفت ليسمعني

 

" كان سيقتلك.. كنتَ تريدني أن أتركهُ يفعل ذلك؟ "

 

أمسك وجنتاي بكلتا يديه وهتف بغضب

 

" نعم.. نعم.. كنتِ أتركيه يقتلني.. الأهم عندي أن تكوني بخير أيتها المجنونة "

 

نظرت إليه بذهول وذاب قلبي حرفياً عشقاً له عندما تفوه بتلك الكلمات.. لم أعد أسمع صوت طلقات الرصاص وصرخات بابلو و كاتي.. تحول المكان إلى سكون تام بالنسبة لي.. فقط مونرو ونظراتهِ الخائفة والقلقة لي كانت محور اهتمامي وقلبي الآن..

 

رفعت كلتا يداي ووضعتهما على وجنتيه وهمست لهُ بحنان

 

" أنا أحبك أسدي.. ولن أسمح لك بأن تموت وتتركني في هذا العالم بمفردي "

 

تأملني مونرو بنظرات مذهولة وجامدة.. عرفت بأنهُ سمعني.. طبعا سمعني.. لأنني رأيت نظراتهِ المذهولة تتحول إلى نظرات حنونة جميلة..

 

لا أعرف ما أصابني إذ رفعت جسدي ورأسي ثم أغمضت عيناي وقبلتهُ على شفتيه بينما يديه كانت ما زالت تحاوط كلتا وجنتاي..

 

شهق مونرو بقوة وكأنهُ يسحب نفساً عميقاً ثم بادلني القبلة بقوة.. إلهي كم أحببت قبلتنا هذه.. كانت أجمل و أروع قبلة قبلني إياها مونرو..

 

قبلة راغبة.. مُتملكة.. حنونة.. شغوفة.. رقيقة.. مُتفجرة.. ثم قاسية.. وجميلة جداً..

 

فجأة أبعدني عنه ومسح وجهه بكلتا يديه وهتف بأمر لـ بابلو

 

" بابلو احميها بسرعة.. خذها إلى داخل القصر وضعها في الغرفة السرية الأمنة.. لا تسمح لها من الخروج.. أغلق عليها الباب وعُد إلى هنا "

 

نظرت إلى أسدي بخوف وهتفت بقوة

 

" لا.. لن أتركك.. لن أتركك مونرو "

 

نظر إليّ بغضب وهتف بحدة

 

" عودي أيتها الطفلة إلى داخل القصر.. وهذا أمر.. هيا اذهبي برفقة بابلو "

 

تأملتهُ بنظرات حزينة متألمة وسمحت لـ بابلو بجذبي وحمايتي بجسده وركضت معه بينما كنتُ أنظر إلى الخلف إلى مونرو بحزنٍ كبير.. فجأة رأيت بذعرٍ لا يوصف قنبلة يدوية ترتمي أمامي و بابلو..

 

نظرت إلى القنبلة وهي تسقط بين قدماي فصرخت بفزعٍ مهول

 

" بااااااااااااااااااااابلو.. قنبلة.. قنبلة.. احترس "

 

أمسكني بابلو من كتفاي ورفع جسدي عاليا أمامه وركض بكامل قوته باتجاه القصر لكن فجأة ضغط عنيف جذبنا بعنف إلى الأمام ثم رفع جسدينا عاليا وبعدها سمعت صوت انفجار قوي أصم أذناي وبعدها سقط جسدي بسرعة إلى الأسفل..

 

صرخت بجنون باسم أسدي بينما كنتُ أقع وارتطم جسدي بعنف على شيء طري قليلا حماني من قوة السقطة..

 

تسارعت نبضات قلبي بعنف مع أنفاسي.. كنتُ أسمع نبضات قلبي بوضوحٍ تام بينما الصراخات وصوت اطلاق النار العنيف سمعتهُ بعيداً وكأن ضغط خِفي كان يصم أذناي..

 

رفعت رأسي قليلا بينما كنتُ أفتح فمي وأتنفس بسرعة.. فتحت كلتا عيناي وأول ما رأيته هو رأس بابلو المائل على جنب على الأرض..

 

نظرت إلى الأسفل رأيت نفسي قد سقطت  بكامل ثقلي على جسد بابلو.. ابتعدت عنه قليلا ثم نظرت إلى عينيه المُغمضة وهمست لهُ بصوتٍ مبحوح

 

" بابلو.. استيقظ.. بابلو.. هل تسمعني؟ "

 

ارتعش جسدي بعنف عندما رأيت الدماء تسيل بكثرة من رأسه وتُغرق الأرض.. توسعت عيناي بذعر وأمسكت رأس بابلو بكلتا يداي ورفعتهُ قليلا.. رأيت بذعرٍ شديد جرح عميق جدا في رأسه..

 

" باااااااااااااابلووووووووووو..... لاااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخت بجنون عندما عرفت بأنه لا يتنفس.. جلست على ركبتاي بجانبه على الأرض ومزقت قطعة من قميصي ثم ضغطت الجرح في رأسه لأوقف النزيف..

 

بدأت أبكي بلوعة وأنا أهتف له برجاء وبتوسل

 

" تنفس بابلو.. لا تموت أرجوك.. لا تموت.. تنفس بابلو أرجوك "

 

وضعت يد فوق الأخرى على صدره وبدأت أضغط بشكلٍ متواصل لتوفير دفعة دموية وتنشيط قلبه.. كنتُ أبكي وأنتحب عندما لم يستجب لي..

 

فجأة قبضتين قاسيتين أمسكتا بذراعيّ وتم سحبي بعيداً عن جسد بابلو بعنف.. بدأت أركل بجنون عندما التفت إلى الخلف ورأيت رجل مُقنع يحملني..

 

صرخت بجنون بينما كنتُ أحاول تحرير نفسي منه

 

" لاااااااااااااااااااا... مونروووووووووووو... "

 

لكن ذلك الرجل ركض باتجاه الجدار المُدمر للحديقة وبينما كان يسحبني باتجاه الطريق رأيت بذعر كاتي تتلقى رصاصة من الخلف بينما كانت تتقاتل مع خمسة رجال لحماية حبيبها والذي رأيتهُ مستلقيا على الأرض والدماء تسيل من جسده..

 

رأيت بصدمة كبيرة كاتي تسقط بجانب حبيبها والدماء تخرج من ظهرها..

 

تساقطت دموعي بغزارة على وجنتاي وتجمد جسدي بكامله عندما رأيت مونرو يركض باتجاهي وهو يرفع مسدس بيده ويهتف بجنون باسمي..

 

تساقطت دموعي بجنون وأحرقت روحي عندما رأيت مونرو يسقط أمامي على الطريق بعد أن تلقى رصاصتين في جسده..

 

رأيت المكان يدور بي ويدور.. ويدور..

 

أغمضت عيناي وهمست بعذابٍ كبير

 

" حبيبي.. حبيبي مات.. "

 

وقبل أن أذهب إلى ذلك العالم المُظلم شعرت بجسدي يرتمي على شيء ناعم ثم سمعت صوت رجل بلكنة غريبة يهتف باللغة الروسية والتي تعلمتُها جيداً من والدي المرحوم..

 

" تحرك بسرعة.. ذلك اللعين لــ... "

 

وكان هذا آخر ما سمعتهُ قبل أن أغرق في الظلام.....


انتهى الفصل



















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©