رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. غوركي ايها الاحمق لقد فتحت عليك ابواب الجحيم انتظر فقط وشاهد ماذا يحدث لها من قبل الاسد الغاضب مونرو.
    باغو وكاتي كنت سوف احزن اذا حدث لهم شي هم يستحقون ان يحظو بنهاية سعيدة وخاصة مع طفلهم منيح الجنين لساتو بخير.
    ايثان حببته فعلا علاقته مع مونرو فعلا هو مايقال عنه الصديق الحقيقي...علاقتهم احلى شي خاصة عندما كانو يعذبون ذلك الحقير.
    حالت مونرو عندما فكر انه خسر كاتي 😥😥...وبابلو هو بخير اليس كذلك.
    الطبيب ههههههه ايها المسكين شكلو اليوم اخر يوم في حياتك عندما يعرف مونرو انه كاتي بخير.
    بانبي حبيبتي انتي قويه وبينتي ذلك عندما دافعتي عن نفسك مونرو قادم وسوف ينقذك هذه المرة.
    البارت اكثر من رائع واحداث مشوقه تسلم ايدك ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث يا قلبي

      حذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي



الروسي




انتباه: الفصل يحتوي على مشاهد عنيفة قد لا يتقبلها البعض.. تم التنبيه وشكراً.





غوركي مالكوفيتش**


 

نظرت إلى الصور أمامي على الطاولة واشتد فكي بعنف بينما كنتُ أرى صور للكابوس كتالينا بيلاتشو مع ذلك الحقير باغو بالوفا في سبياجيا في مدينة جنوة..

 

رجالي راقبوا الجميلة كتالينا بيلاتشو جيداً لأسابيع عديدة.. وكالعادة اكتشفوا لي علاقتها اللعينة مع دون باغو بالوفا الحقير..

 

وقفت ونظرت أمامي بدهشة كبيرة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

شعرت بالنار تكوي عظامي بسبب الغضب الذي تملك جسدي.. كنتُ أريد تلك العاهرة لي ولكنها الحقيرة على علاقة سرية مع دون باغو القذر..

 

وبينما كنتُ أُفكر بحقد كبير دخل مُساعدي ديميتري إلى مكتبي ثم وقف أمامي وقال باحترام

 

" سيد غوركي.. لقد وصلتني معلومات جديدة عن زعيم المافيا مونرو بيلاتشو.. معلومات هامة جداً سيدي "

 

حركت نظراتي باتجاهه وتأملتهُ بغضب ثم قلتُ له

 

" قبل أن تُخبرني عن تلك المعلومات أريدُك أن تُرسل لي أفضل قناص يعمل لدي ليقتل كتالينا بيلاتشو وطبعاً دون باغو بالوفا.. أرسلهُ الليلة إلى سبياجيا.. أريدهُ أن يقتلهما الليلة.. هل كلامي واضح؟.. أريدُهما الليلة في عداد الأموات "

 

أجابني ديميتري موافقا ثم طلبت منهُ بغضب ليُخبرني عن المعلومات المُختصة بذلك الحقير بيلاتشو.. تقدم ديميتري وسلمني صورة لفتاة جميلة وقال

 

" هذه ابنة البروفيسور رافاييلي بيلوني وهي وريثتهُ الشرعية الوحيدة.. لقد كتبَ البروفيسور وصية قبل وفاته وترك جميع ممتلكاته هنا في إيطاليا وفي الخارج لابنتهِ الوحيدة بانبلينا بيلوني.. كما كتبَ بأن على ابنته أن تتزوج من بيلاتشو قبل بلوغها سن الثالثة والعشرين حتى تحصل على مراثها ويحصل مونرو على زعامة المافيا.. وطبعا بيلاتشو تزوج منها.. ولكن لن تُصدق ما فعلهُ مونرو بيلاتشو منذ أيام.. لقد اجتمع مع رؤساء أعضاء المافيا بسرية تامة وأعلن أمامهم بأنهُ في حال حدث لهُ أي مكروه وتوفي الزعامة ستنتقل إلي زوجته بانبلينا بيلاتشو وشقيقته كتالينا بيلاتشو "

 

توسعت عيناي بذهولٍ شديد ثم نظرت أمامي بكرهٍ لا يوصف..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

ذلك الحقير قتل شقيقي والآن يريد تسليم زعامة المافيا لامرأتين.. هذا الوغد فقد عقله..

 

سمعت ديميتري يُتابع قائلا

 

" مونرو بيلاتشو لم يكتفي فقط بتصريحهُ بل جعل جميع رؤساء المافيا يوقعون على وثيقة رسمية أمامهُ بموافقتهم على هذا القرار.. بالطبع معظمهم يخافون من كتالينا بيلاتشو فقاموا بالتوقيع دونَ أي اعتراض والأخرون وقعوا الوثيقة تحت تهديد السلاح.. ولكن الوحيد الذي لم يوقع الوثيقة دون باغو بالوفا بسبب عدم تمكنهِ من الذهاب إلى الاجتماع.. وطبعا هذا القرار لم يُعجب رئيس العصابة الصيني فاتصل ليتكلم معك وطلبتَ مني سيدي أن أذهب بالنيابة عنك وأجتمع به.. وهو من أخبرني الليلة بما حدث.. يريدُك أن تقوم بقتل الزعيم مونرو بيلاتشو وسيُرسل لك جميع رجاله لهذه المهمة "

 

نظرت إلى ديميتري بنظرات خبيثة ثم قلتُ لهُ بتسلية

 

" مونرو بيلاتشو انتهى.. ولكن لدي خطة أخرى "


نظرت إلى صورة بانبلينا بيلاتشو بإعجاب وابتسامة خبيثة ظهرت على ثغري.. سأضرب عصفورين بحجرٍ واحد.. أولا سأقتل مونرو بيلاتشو بكل سرور ثم سأحصل على زوجته وزعامة المافيا الإيطالية وجميع أملاك البروفيسور..

 

ابتسمت بسعادة ثم نظرت إلى ديميتري وقلتُ له

 

" اتصل بذلك الغبي الصيني واخبره بأنني موافق.. ولكن بشروط.. زعامة المافيا ستكون لي مع ابنة البروفيسور "

 

وهكذا بعد ذهاب ديميتري بدأت أُفكر بخطة القضاء على مونرو بيلاتشو وفي أسرع وقت...

 

 

دون باغو بالوفا**

 

بينما كنتُ أقود سيارتي بسرعة باتجاه قصر مونرو بدأت بسعادة أُفكر.. كاتي حامل بطفلي أنا.. نعم إنهُ طفلي أنا وليس طفل ذلك الرجل..

 

إلهي كتالينا حامل بطفلي.. سأفعل المُستحيل لأحصل على مُسامحتها لي ثم حُبها لي.. أتمنى أن نُرزق بطفلة تشبه أُمها.. اوه نعم أريد طفلة جميلة تشبه والدتها الجميلة بكل شيء.. طفلة جميلة تتمتع بقوة والدتها وشخصيتها المميزة.. إلهي كم سأعشق ابنتي.. لكن طبعا كتالنيا تبقى هي الرقم واحد في قلبي..

 

ابتسمت بغباء بينما كنتُ أتخيل كاتي تحمل طفلتنا وأنا أحتضنهما معا إلى صدري.. تخيلت كاتي وهي تنام بجانبي ونلعب معا مع طفلتنا الصغيرة..

 

لكن وبينما كنتُ غارقاً في خيالي رأيت بذهول ما أن اقتربت من قصر مونرو بيلاتشو سيارات رباعية الدفع بعددٍ كبير تُحاصر القصر وصوت طلقات الرصاص كان مسموعاً بوضوح تام في السماء..

 

أوقفت سيارتي بعنف ثم ترجلت منها وسحبت سلاحي وأمرت رجالي بحدة

 

" هناك هجوم يحدث على الزعيم.. تخلصوا من هؤلاء المُلثمين واحموا كتالينا بأرواحكم.. تحركوا بسرعة "

 

ركضت باتجاه البوابة المُحطمة وشاهدت رجالاً مسلحين بعددٍ هائل يهاجمون رجال الأمن وحبيبتي التي كانت برفقتهم..

 

تسارعت نبضات قلبي وركضت نحوهم مستعداً للتصدي لهؤلاء المهاجمين وحماية المرأة التي أُحبها بجنون وطفلنا..

 

لم يكن لدي الكثير من الوقت للتفكير فالأوضاع كانت خطيرة وكان عليّ التصرف بسرعة.. بدأت بإطلاق النار على المهاجمين والتحرك بسرعة لإخراج حبيبتي من وسط النيران المتقدة.. كنتُ أتحرك بسرعة نحو حبيبتي كاتي التي كانت تشير إليّ بيدها اليسرى وبرأسها حتى أذهب.. لكنني اقتربت منها بينما كنتُ أُحاول حمايتها وقتل كل من يحاول قتلها وهتفت لها بقوة لتسمعني وسط إطلاق النار العنيف

 

" كاتي.. عودي إلى القصر.. الوضع خطير جداً.. تذكري أنتِ حامل الآن حوريتي "

 

سمعتُها بقهر تُجيبني

 

" هل أنتَ مخبول؟.. ما الذي تفعلهُ هنا أيها الأحمق؟.. اذهب إلى المكان الذي أتيت منه ولا تدعني أرى وجهك مرة أخرى "

 

شتمت بقهر بسبب عنادها وبينما كنتُ أُطلق النار على الرجال المُلثمين رأيت بذعر قناص مُلثم يقف خلف عامود وهو يصوب بندقيته باتجاه كتالينا..

 

توسعت عيناي بذعر وهتفت بجنون بينما كنتُ أركض باتجاه كاتي

 

" لااااااااااااا.. كتالينا احترسي حبيبتي "

 

وقفت أمام كاتي والتي استدارت وتأملت وجهي بدهشة ثم همست بذعر

 

" باغووووووو... "

 

هتفت كاتي بذعر عندما رأت جسدي ينتفض إلى الأمام.. نظرت إليها بألم ثم أخفضت نظراتي إلى الأسفل باتجاه بطني.. رأيت الدماء تسيل ببطءٍ شديد من بطني وبللت قميصي..

 

سقطت على ركبتاي ثم ترنحت إلى الخلف وسقطت على ظهري على الأرض.. تساقطت دموعي ببطء بينما كنتُ أرى حوريتي الجميلة تتقاتل بعنف مع خمسة رجال بعد أن أطلقت النار على ذلك القناص وقتلته..

 

كانت تُدافع عني وتمنع أي أحد من الاقتراب مني وهي تهتف بقوة

 

" تماسك باغو.. إياك أن تموت وإلا قتلتُك.. سمعتني؟.. تماسك أرجوك.. إياك أن تموت "

 

فجأة رأيت كاتي تتوقف عن القتال ونظرت إليّ بنظرات جاحظة ثم بذعر رأيتُها تسقط بجانبي غائبة عن الوعي..

 

" كاتي.. لا حبيبتي.. لا.. لا حوريتي لا.. "

 

همست بضعف بينما كنتُ أنظر إلى وجهها والذي بدأ الشحوب يتسلل إليه.. تساقطت دموعي بكثرة بينما كنتُ أنظر بألم وبعذابٍ كبير إلى وجهها الجميل..

 

حركت ذراعي اليسرى بما تبقى لي من قوة وأمسكت بيدها وحضنتُها.. أغمضت عيناي ثم رأيت نفسي أسقط داخل تلك الهاوية المُظلمة....

 

 

 

 

ماثيو لودر**

 

توسعت عيناي برعب عندما سمعت تلك الفتاة الجميلة تقول بالإيطالية بأنني حبيبُها.. نظرت إلى إيثان بفزع وسألتهُ بهمس إن كان صحيحاً ما سمعتهُ.. ولرعبي الشديد أجابني بمرح موافقا ثم طلب مني أن أقوم بتنفيذ ما تطلبهُ مني تلك الفتاة إن كنتُ أرغب بالعيش..

 

عرفت بأنني وقعت لسوء حظي اللعين في ورطة جديدة مُرعبة.. كانت أصابع قدماي ترتعش بقوة عندما أدخلتني تلك الفتاة كتالينا إلى داخل غرفة مكتب فخم..

 

نظرت بذعر إلى شقيقها والذي يبدو بأنهُ زعيم مافيا.. كيف واللعنة أخبرني إيثان الكاذب بأن هذا الرجل مونرو بيلاتشو هو رجل مُسالم!.. تباً تخيلتهُ رجلا عجوزاً ذو ملامح بريئة ومُسالمة.. ولكن من يقف أمامي رجل بجسد ضخم وعضلات مفتولة.. أما ملامح وجهه ونظراتهِ الغاضبة التي تتأملني الآن كانت كفيلة بجعلي أرتعش رعباً منه..

 

توسعت عيناي بذعر عندما سمعت حوارهُ مع شقيقتهِ المخيفة كتالينا.. أخفضت نظراتي وتأملت السجادة بخوف


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

ثم فكرت بحزن.. لن أستطيع تحمُل مسؤولية موت فتاة أخرى بسببي.. سيكون عبئا ثقيلا لن أستطيع تحملهُ بتاتاً.. يجب أن أُساعد هذه الفتاة رغم تهديدها لي..

 

كنتُ أستطيع فهم حديثهما بالإيطالية لأنني كنتُ أتعلم اللغة من أجل ابنتي رغم أن صغيرتي الجميلة إيلينا تُجيد بطلاقة اللغة الإنجليزية..

 

رفعت رأسي ونظرت إلى مونرو بيلاتشو وأجبتهُ موافقا بأنني حبيب شقيقتهُ وهي حامل مني..

 

كنتُ أعلم بأنني ارتكبت ثاني أكبر خطأ في حياتي الآن.. ولكنني لن أتحمل موت فتاة أخرى بسببي.. أتمنى فقط أن تمضي الأمور على خير..

 

لحُسن حظي صدق مونرو بأنني حبيب شقيقتهُ والأب البيولوجي لجنينها.. وشعرت بالسعادة عندما دخل إيثان إلى المكتب وأخرجني منه ومن ذلك القصر..

 

كنتُ أفرك كلتا يداي بتوتر بينما إيثان كان يقود السيارة باتجاه قصر الماركيز وهو يضحك بمرح..

 

نظرت إليه بحدة وهتفت بتوتر

 

" توقف إيثان عن الضحك.. ما حدث لي ليس مُضحكاً.. أنا واللعنة وقعت في ورطة ثانية كبيرة.. إن اكتشفت شقيقتي ماريسا ما حدث معي ستقتلني بنفسها.. أنا في كلتا الحالتين في عداد الأموات "

 

قهقه إيثان بقوة ثم قال بمرح

 

" أحسدُك يا رجل.. أنتَ محظوظ جداً.. فمن هي حبيبتُك الآن ليست سوى كابوس إيطاليا المُرعب.. كتالينا بيلاتشو لقبها في إيطاليا الكابوس.. وهي فعلا كابوساً مُخيفاً.. مونرو بيلاتشو يُرعب رجال المافيا من خلالها.. في الحقيقة الجميع في إيطاليا يخافونه وشقيقتهُ الجميلة والمجنونة "

 

توسعت عيناي بذعر وتأملتهُ بفزعٍ كبير ثم هتفت بهستيرية

 

" ما اللعنة؟!.. إلهي.. ماذا فعلتَ بي إيثان؟.. جعلتني أغرق في ورطة لعينة أنا في غنى عنها.. لقد كذبتَ عليّ بأن صديقك رجل مُسالم بينما هو زعيم مافيا.. إلهي.. إلهي ساعدني.. يجب أن أُغادر إيطاليا وفي أسرع وقت "

 

قهقه إيثان بمرح ثم أجابني بهدوء

 

" توقف عن القلق.. لن أسمح بأن يُصيبك أي مكروه وإلا قتلني رومانوس.. اهدأ وسترى قريبا بأن كتالينا ستُخبر شقيقها الحقيقة.. لذلك لا داعي لخوفك "

 

نظرت أمامي بخوف وتمنيت فعلا أن يحدث ما قالهُ لي إيثان.. بعد مرور عشرُ دقائق سمعت إيثان يشتُم بغضب ثم قال بحدة

 

" تباً.. لقد نسيت هاتفي اللعين على المنضدة في الصالون في قصر مونرو.. اللعنة.. "

 

أغمضت عيناي بأسى عندما خفف إيثان سُرعة السيارة ثم دخل في مفرق ليستلم من جديد طريق السريع المؤدية إلى قصر مونرو بيلاتشو..

 

بعد مرور دقائق نظرت أمامي بتعجُب بسبب ما رأيته على الطريق أمامنا


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

تأملت بذهول من بعيد سيارات رباعية الدفع بعددٍ كبير تسير بسرعة جنونية خلف شاحنة ضخمة مُصفحة باتجاه قصر مونرو بيلاتشو..

 

سمعت إيثان يهمس بذهول

 

" ما اللعنة!!.. ما الذي يحدث هنا؟!.. تباً.. "

 

نظرت إلى إيثان وسألتهُ بقلق عندما أوقف سيارتهُ بعنف في جانب الطريق

 

" إيثان.. لماذا توقفت؟.. ما الذي يحدث؟.. وما هو هذا الموكب الغريب أمامنا؟ "

 

تأملني إيثان بنظرات أرعبتني وهتف بأمر

 

" أعطني بسرعة هاتفك الخلوي.. بسرعة "

 

شعرت بالخوف لأن إحساسا بداخلي أخبرني بأن مصيبة جديدة ستقع.. سلمتهُ هاتفي ورأيتهُ يضغط على الشاشة ثم سمعتهُ يهتف بقلق وهو يتكلم عبر الهاتف

 

" هنري.. ارسل فرقة دعم مسلحة بسرعة إلى قصر مونرو بيلاتشو.. تباً لك نفذ ما أطلبهُ منك بسرعة.. اللعنة هناك هجوم سيحدث على مونرو بيلاتشو.. والأفضل أن تأتي برفقة سيارات الإسعاف كذلك.. سأنتظرك لا تتأخر "

 

توسعت عيناي برعب عندما رأيتهُ يُنهي المُكالمة ثم طلب رقم آخر وسمعتهُ يهتف عبر الهاتف

 

" ماركيز.. سأشرح لك لاحقا ما يحدث.. لكن أولا ارسل لي جميع الرجال مع أسلحة ثقيلة إلى قصر مونرو بيلاتشو.. فقط ثق بي وسأخبرُك لاحقا بكل شيء.. اللعنة.. آسف.. اسمعني لو سمحت.. لا ماثيو بخير.. الهجوم ليس علينا بل على بيلاتشو.. سأنتظر الرجال بجانب القصر.. سأحمي ماثيو لا تقلق.. شكرا لك ماركيز "

 

وبينما كان إيثان يتكلم عبر الهاتف رأيت بذعر موكب سيارات رباعية الدفع تسير بسرعة جنونية باتجاه قصر مونرو بيلاتشو..

 

أنهى إيثان المكالمة ونظر إلى السيارات التي عبرت أمامنا بسرعة جنونية وسمعتهُ بتوتر يهتف بدهشة قائلا

 

" ما لعنتهُ الآن دون باغو بالوفا!!.. اللعنة ما الذي يحدث اليوم؟!.. تباً يجب أن أحمي صديقي و بانبلينا "

 

تأملت إيثان بخوف وسألتهُ بفزعٍ شديد

 

" ما الذي يحدث إيثان؟!.. أخبرني لو سمحت "

 

تأملني إيثان بنظرات جادة وقال

 

" مونرو بيلاتشو يتعرض الآن لهجوم مُسلح في قصره.. وأنا يجب أن أُساعد صديقي.. لكن الماركيز لم يسمح لي بالذهاب بسببك.. سأذهب بمفردي الآن إلى القصر وأنتظر وصول رجالي.. عليك أن تبقى هنا في السيارة.. ستكون هنا في أمان.. إياك أن تتحرك من مكانك.. فهمتني؟ "

 

رغم خوفي الكبير نظرت إليه بقهر وهتفت بحدة

 

" وكيف لي أن أتحرك وأنا شبه مُقعد.. تذكر إيثان أنا لا أستطيع السير أيها المعتوه.. تباً لك.. إلى أين جلبتني اليوم؟.. لقد جلبتني إلى الجحيم أيها اللعين "

 

رفع إيثان حاجبه عاليا وأجابني بهدوء

 

" لم ترى شيئاً من الجحيم ماثيو لودر.. ولكن أهلا بك في عالم مونرو بيلاتشو.. لأنك قريباً جداً ستمضي الكثير من الوقت برفقته "

 

سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة ولكن إيثان سلمني هاتفي ثم فتح الباب وترجل من السيارة ثم أغلق الباب وهتف بحدة قائلا وهو يسحب مُسدسهُ من على خصره ويتأكد من ذخيرته

 

" لا تفتح الباب لأحد.. السيارة مُصفحة ولن يُصيبك أي مكروه هنا.. انتظر عودتي "

 

رأيتهُ بذعر يركض مُسرعاً على الطريق باتجاه القصر.. وبعد لحظات اختفى من أمامي.. أغلقت قفل المركزي للسيارة ونظرت بخوف أمامي واستطعت السماع بوضوح رغم المسافة البعيدة للسيارة والقصر صوت طلقات نار كثيفة..

 

وانتظرت بخوف رجوع إيثان.. وبعد دقائق طويلة بدت لي كالدهر رأيت ثلاث سيارات رباعية الدفع مُصفحة تسير بسرعة جنونية من اتجاه طريق القصر وتابعت طريقها مُسرعة باتجاه طريق السريع..

 

وما هي سوى لحظات معدودة رأيت سيارات الشرطة والإسعاف وموكب رجال الأمن الخاص بالماركيز رومانوس يمرون أمامي باتجاه قصر مونرو بيلاتشو...

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

نظرت إلى بابلو بحدة وهمست بفحيح يشبه فحيح الأفاعي

 

" اجمع الرجال كلهم.. سأُشعل الأرض وأحرق إيطاليا كلها على ذلك الوغد والمغتصب باغو بالوفا.. سأحرق قلبهُ بيدي كما أحرق قلب شقيقتي وأحرق قلبي الآن "

 

دفعت بابلو من أمامي ونزلت مُسرعاً إلى القبو في قصري وفتحت باب المستودع السري للأسلحة وبدأت أختار أسلحتي بينما كنتُ أتوعد بالجحيم الحارقة لذلك الحقير دون باغو بالوفا...

 

رمى بابلو سترة واقية من الرصاص أمامي على الطاولة وهتف بقلق

 

" ارتدي هذه على الأقل سيدي.. ثم لو سمحت قبل أن تتخذ قراراً مُتسرعاً تكلم مع الأنسة كتالينا وافهم منها بوضوح ما حدث بينها وبين باغو بالوفا و... "

 

حملت بكلتا يداي رشاش هوك هامر والذي يتميز بقدرته على إطلاق النار بمعدل يصل إلى 1200 طلقة في الدقيقة.. ثم نظرت إلى بابلو بغضب أعمى هاتفاً بحدة

 

" إياك أن تتكلم معي بخصوص كتالينا.. أنتَ السبب بابلو.. لقد أخفيتَ عني الحقيقة منذ البداية.. ولن أُسامحك بتاتاً على ذلك.. والآن أعطي الأوامر لجميع رجالي ليتأهبوا ويتسلحوا.. سأذهب لأقتل بنفسي ذلك العاهر دون باغو "

 

تأملني بابلو بحزن ثم قال باحترام

 

" إنها المرة الأولى التي أكذبت بها عليك سيدي.. فعلت ذلك لأحمي الأنسة كتالينا من غضبك.. سامحني صديقي.. ولكن لو سمحت ارتدي السترة الواقية من الرصاص على الأقل.. سأذهب وأتجهز مع الرجال "

 

بعد خروجه خلعت سترتي ثم قميصي وارتديت سترة واقية من الرصاص ثم ارتديت قميصي والسترة وبدأت أجمع أسلحتي والذخائر ثم خرجت من غرفتي السرية وتوجهت إلى ساحة القصر..

 

كنتُ أقف أمام سيارتي الرباعية الدفع المُصفحة وأنا أهتف بحدة على الجميع

 

" هيا اصعدوا إلى السيارات وتجهزوا.. وانتبهوا جيداً إياكم أن تلمسوا شعرة واحدة من ذلك الدون الحقير لأنني أرغب بسحب روحه بكلتا يداي.. تحركوا "

 

وما أن استدرت لأفتح الباب الأمامي لسيارتي سمعت بابلو يهتف بحدة

 

" احترسوااااااااااا... "

 

التفت باتجاه بوابة قصري وشاهدت حركة مشبوهة قرب البوابة الخارجية للقصر.. فجأة رأيت بدهشة كبيرة شاحنة ضخمة تُحطم بوابة قصري ودخلت وتوقفت في وسط الساحة بينما رجالي كانوا يركضون في كل مكان وبدأوا بإطلاق النار باتجاه الشاحنة المُصفحة.. ولكن عشرات من السيارات الرُباعية الدفع وقفت خلف الشاحنة وترجلوا منها رجال مسلحين وملثمين وبدأوا في إطلاق النار العنيف عشوائيا باتجاه الجميع..

 

نظرت بغضبٍ مهول أمامي وتأهبت للمواجهة.. تأجج الغضب بداخلي لأنني لم أعرف من تجرأ على اقتحام قصري ومُهاجمتي ورجالي في هذا الصباح.. لم أعرف كم عدد الرجال المسلحين ولا أهدافهم.. ولكنني سأقتلهم جميعاً..

 

 رفعت الرشاش بيدي اليمنى وبدأت بإطلاق النار على الرجال الملثمين.. هتفت بملء صوتي على رجالي ليحتموا بسرعة ويصدون الهجوم.. وبسرعة تحركوا رجالي المسلحين بقيادة بابلو وتمركزوا في الفناء الأمامي للقصر واستخدموا الأعمدة والجدران كدروع لهم.. وبدأوا يطلقون النار بشكل عشوائي في كل اتجاه..

 

قمت بالتخفي خلف سيارتي المُصفحة المتواجدة في الفناء وتجهزت بسرعة للمواجهة العنيفة.. بدأت بإطلاق النار باتجاه الرجال المسلحين الملثمين وكنتُ أقوم بتحركات متقنة لتجنب النيران التي تأتي في اتجاهي..

 

كنتُ أُطلق النار بعنف على الرجال المسلحين.. في حين كانت الرصاصات تتطاير في جميع أنحاء الساحة والتي تحولت إلى ساحة حرب عنيفة..

 

الهجوم كان قوي والرجال المسلحين والملثمين يبدون أنهم لا يرغبون بتاتاً بالاستسلام.. تمكنت من قتل أكثر من عشرين وغداً منهم ولكن فجأة التفت باتجاه القصر ورأيت بذهول كتالينا تخرج منه وبرفقتها طفلتي الجميلة...

 

فقدت أعصابي عندما رأيت بانبي في ساحة القتال.. وخوف كبير تملكني عليها.. وأمرت كاتي بإعادة بانبي إلى القصر وحمايتها.. وبينما كنتُ أطلق النار بجنون على هؤلاء الرجال سمعت بذهول بانبي تهتف بقوة حتى أحترس..

 

التفت إلى الخلف ورأيت بذعر مُلثم على وشك طعن طفلتي بسكين.. وفيما تتناثر الرصاصات في كل اتجاه ركضت بسرعة باتجاه ذلك الرجل ثم أمسكت رأسهُ بقوة بكلتا يداي وأدرتهُ عكسياً بعنف وصوت تهشم عظام عنقه استطعت سماعهُ بوضوح باستمتاع وبحقد..

 

رميت جسدهُ بعيدا ثم اقتربت وعانقت طفلتي بقوة إلى صدري دونَ أن أكترث للرصاص الطائش حولنا.. حميتُها بجسدي وحضنتُها بقوة إليّ وبتملُك..

 

وبعد أن قبلتُها بشغف قبلة حارة وراغبة أمرت بابلو بأخذها إلى داخل القصر ويضعها في الغرفة السرية ويُقفل الباب عليها..

 

ولكن بينما كنتُ أُطلق النار رأيت بذهول باغو بالوفا يدخل إلى الساحة برفقة رجاله وبدأوا بقتل الملثمين.. نظرت إلى باغو بحقد عندما رأيتهُ يركض باتجاه شقيقتي كاتي..

 

لكن فجأة نظراتي التقطت رجل مُلثم يمسك قنبلة يدوية بيده.. وبذهول رأيتهُ يرميها باتجاه باب القصر الرئيسي.. أدرت رأسي ببطء إلى الخلف وشاهدت بذعر لا يوصف القنبلة تسقط بين قدمين طفلتي..

 

" بانبلينااااااااااااااا.. بابلوووووووووووووووو.... "

 

هتفت بجنون بأسمائهم ولكن بذعر شل روحي رأيت القنبلة تنفجر وشاهدت بصدمة كبيرة جسد بابلو و بانبي يطيران عاليا وسقطا أمام السلالم بعنف..

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

صرخت بشكلٍ هستيري ولكن قبل أن أركض باتجاههم حاصروني خمسة رجال ملثمين ورفعوا أسلحتهم بوجهي.. تأملتهم بغضب أعمى وأمسكت بالرشاش بكلتا يداي وضربت بقاعدته رأس ثلاثة منهم ثم ركضت ودفعت الرجل الرابع بكتفي وأطلقت النار على رأسه.. أما الخامس أمسكتهُ من عنقه ووضعت الماسورة أمام عينيه وأطلقت النار عليه..

 

أعدت شحن الرصاص في الخزان ثم أطلقت النار على الملثمين الثلاثة على الأرض أمامي ثم نظرت بخوف باتجاه بانبي و بابلو..

 

نبض قلبي بعنف عندما رأيتُها تحاول انعاش بابلو.. وما أن كنتُ على وشك التحرك والركض باتجاههم رأيت نفسي أطير عالياً وسقطت بعنف على الأرض وصوت دوي انفجار عنيف خلفي أصم أذناي..

 

تأوهت بألم عندما شعرت بشيء ثقيل يرتطم على ظهري.. رفعت رأسي قليلا ورأيت بشكلٍ ضبابي جزء صغير من حائط الحاجز قد سقط على ظهري..

 

شعرت بالألم الشديد في عامودي الفقري.. حاولت الوقوف لكنني لم أستطع.. كنتُ سأستسلم لذلك الألم لكنني تذكرت أن عائلتي لا تزال في الساحة وعليّ حمايتهم.. عليّ أن أستمر في المواجهة وأُحاول جاهدًا إنقاذ عائلتي وإنقاذ رجالي وقصري..

 

ضغطت بعنف على أسناني وثبت كلتا يداي على الأرض ورفعت جسدي عاليا بكامل قوتي فسقط الثقل عن ظهري ووقفت بعنفوان وبغضب أنظر أمامي بحقد لا يوصف..

 

لكن وكأن الجحيم تنتظرني اليوم إذ رأيت بصدمة شلت روحي شقيقتي كاتي تسقط على الأرض بجانب جسد باغو بالوفا..

 

ترنح جسدي بعنف وشحب وجهي بشدة بينما كنتُ أرى قميصها أصبح لونه أحمر..

 

" كتاليناااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

هتفت بجنون مُطلق ولكن قبل أن أركض باتجاهها سمعت صرخة بانبي بأذني.. التفت إلى الخلف ورأيت رجل يرتدي السواد يحمل طفلتي على كتفه وهو يركض باتجاه سيارة رباعية الدفع..

 

تسارعت أنفاسي وارتعش جسدي بعنف من جراء الغضب وهنا سحبت مسدسي عن خصري وركضت باتجاه بانبي وبدأت أصرخ بجنون باسمها

 

" بانبليناااااااااااااااااااااا.. بانبي.. طفلتي... بانبلينااااااااااااااااا... "

 

حاولت أن أطلق النار على ذلك القذر لكنني لم أستطع حتى لا تُصاب بانبي برصاصة.. صوبت مسدسي باتجاه قدمه ولكن قبل أن أُطلق النار عليها وقفت بأرضي فجأة وشهقة متألمة خرجت من حُنجرتي عندما شعرت بشيء ساخن يخترق كتفي ثم شعرت بألمٍ شديد في ظهري وبقوة غريبة تدفعني إلى الأمام لأسقط على الأرض بعنف..

 

رفعت رأسي بضعف وهمست بألم وبخوفٍ شديد

 

" لا.. لا طفلتي.. لا تأخذها.. بانبي.... "

 

تحملت ألم جسدي ووقفت وبدأت أركض باتجاه تلك السيارة بينما كنتُ أُطلق النار على عجلاتها الخلفية لكن ومع الأسف لم أستطع الركض بشكلٍ أسرع بسبب إصابة كتفي والوجع الرهيب في ظهري..

 

وقفت بتعاسة أنظر إلى تلك السيارة التي تم وضع بانبي بها وخلفها تبتعها سيارتين رباعية الدفع.. وقفت جامداً أنظر إلى السيارات الثلاثة حتى اختفوا من أمام أنظاري..

 

وهنا سمعت إيثان بوربون يهتف بقوة

 

" مونرو احترس... "

 

سمعت صوت طلقات نارية خلفي ولم أهتم بالنظر إلى الخلف ورؤية ما يحدث بل ظللت جامداً بأرضي أنظر إلى الطريق أمامي بنظرات خاوية وباردة لا روح بها..

 

" اللعنة مونرو.. استيقظ من حالة الجمود هذه.. كنتَ ستموت.. مونرو.. مونرو هل تسمعني؟.. تباً يا رجل أنتَ تنزف من كتفك "

 

أدرت رأسي ببطء ونظرت إلى إيثان بوربون والذي كان قد وقف بجانبي وكان يتأمل كتفي بنظرات قلقة.. لم أهتم لشيء إذ كان العالم قد أظلم في عيناي.. وشياطيني كلها خرجت من قبورها وسكنت بي..

 

استدرت ومشيت ببطء باتجاه الساحة والتي لم يتوقف اطلاق النار بها.. مشيت فوق الركام ورأيت الرشاش الخاص بي على الأرض.. أمسكتهُ رغم إصابتي بكتفي ثم وقفت في وسط الساحة وصرخت بجنون

 

" ااااااااااعععععععععععععععععععععع.. إلى الجحيم السابعة أيها القذرون... "

 

وبموجة جنون بدأت أطلق النار على كل مُلثم أراه ولم أتوقف حتى تبقى أمامي رجلا واحدا.. رأيتهُ يركض هاربا باتجاه الطريق وهنا سمحت صوت سيارات الشرطة والاسعاف تقترب..

 

نظرت إلى إيثان والذي كان يقف فوق الحُطام والركام وهو ينظر إليّ بذهولٍ شديد.. رميت الرشاش على الأرض وقلتُ له بهدوء

 

" هل يمكنك أن تجلب لي ذلك السافل.. أريدهُ على قيد الحياة.. ولا تسمح للشرطة من الاقتراب منه "

 

استدرت ومشيت ببطء باتجاه جسد كاتي.. جلست على ركبتاي أمام جسدها وهنا دموع حارة تساقطت من عيناي بينما كنتُ أنظر إلى الثقبين في قميصها..

 

وبيدين مُرتعشتين أمسكت كتفيها وادرتُها بهدوء ثم رفعت جسدها وعانقتُها بقوة إلى صدري وبدأت أبكي مثل الطفل بينما كنتُ أُقبل وجنتيها الشاحبتين..

 

" كاتي.. كتالينا.. أختي حبيبتي.. لا تموتي أرجوكِ.. لا تتركيني كاتي.. لقد سامحتكِ يا قلبي.. لا تموتي.. "

 

كنتُ أحتضن جسدها البارد وأبكي بشكلٍ هستيري عندما شعرت بذراعين تُبعدني عنها بالقوة ورأيت رجال الإسعاف يحاولون اسعافها..

 

مسحت دموعي ووقفت بهدوءٍ غريب أنظر إلى رجال الشرطة والاسعاف يركضون في كل مكان أمامي..

 

كانت ساحة القصر مدمرة بالكامل.. وكنتُ مصابًا بجروح طفيفة من الرصاصة التي دخلت في كتفي.. أما الرصاصة الثانية في ظهري أنقذتني منها السترة والواقية من الرصاص.. لكن الألم كان عنيفاً.. ألم جسدي وألم قلبي..

 

تجمدت نظراتي على رجال الإسعاف وهم يحملون بابلو و كاتي و باغو بالوفا على أسرّة نقالة ويركضون بهم باتجاه سيارات الإسعاف..

 

ورأيت رجال الشرطة يحاولون مساعدة رجالي المصابون.. أما القتلى فقد تم وضع جثثهم داخل أكياس سوداء خاصة..

 

للأسف وصل الدعم العسكري إلى القصر متأخراً كعادته..

 

وقف اللواء هنري أمامي وقال بحزن

 

" مونرو.. آسف لما حدث.. لم أستطع الوصول بوقتٍ أبكر ومُساندتك.. "

 

تنهد بعمق وتابع قائلا

 

" لقد تم إلقاء القبض على الرجل المُلثم.. ومن أجلك طلبت من رجالي بعدم أخذه إلى السجن.. ذلك الرجل داخل القصر برفقة رجالي و إيثان.. "

 

كنتُ أنظر إليه بنظرات هادئة.. ونظراتي أخافته لصديقي هنري.. يحق لهُ أن يخاف منها.. فلو عرف ما أُفكر بفعلهِ الآن كان فقد عقلهُ بكل تأكيد..

 

سمعتهُ يُتابع قائلا بتوتر

 

" مونرو الأضرار جسيمة هنا.. تم تدمير الكثير من الممتلكات في القصر بسبب الرصاص.. والساحة مُدمرة بالكامل.. وتعرض حُراسك معظمهم لجروح خطيرة بسبب الهجوم.. كما أنك خسرتَ ثلاثة عشرة منهم.. آسف لذلك.. أما شقيقتك و بابلو تم نقلهما إلى مستشفى بوربون.. وكذلك دون باغو بالوفا.. حالتهم خطيرة جداً.. لقد اتصلت بنفسي بالطبيب ماركو وهو جهز المستشفى بكاملها لاستقبال الجرحى والجثث "

 

نظرت إليه ببرود وقلتُ له كلمة واحدة فقط

 

" شكراً "

 

استدرت ونظرت إلى قصري بهدوء ومشيت باتجاهه ودخلت من الباب الرئيسي المُحطم ورأيت إيثان يلكم بعنف ذلك الرجل الجاثي أمامهُ على الأرض والذي تم ربط كلتا يديه بالأصفاد خلف ظهره.. وشرطيين يقفان خلف ذلك المُلثم يمسكان كتفيه بقوة..

 

وقفت أمام الحقير ونظرت إليه بهدوء وسألته

 

" من الذي أرسلكم اليوم لقتلي؟.. وأين هي زوجتي؟ "

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات كارهة خلف قناعه وهمس بفحيح وبحقد باللغة الروسية

 

" فلتحترق في الجحيم أيها الحقير.. لن أخبرك بشيء.. الأفضل لك أن تقتلني لأنني لن أتفوه بحرف "

 

نظرت إلى إيثان وفهمني على الفور إذ لكم الحقير بعنف على وجهه ثم سحب القناع عن رأسه وأمسكهُ إيثان من خصلات شعرهِ الشقراء ورفع رأسهُ عاليا وهتف بوجهه بالإيطالية

 

" اعترف أيها القذر من الذي أرسلك لقتل الزعيم "

 

شتمهُ الحقير باللغة الروسية قائلا

 

" عاهر إيطالي قذر.. أيها الخسيس لن أتكلم حتى لو قطعتَ جسدي إلى ألف قطعة "

 

نظر إيثان إليّ بنظرات متعجبة وسألني

 

" ماذا قال لي ذلك السافل بالروسية؟.. هل شتمني؟ "

 

نظرت إلى إيثان ولكن قبل أن أُجيبه رأيت ماري تدخل برفقة بعض من الخدم المذعورين وهتفت ماري بفزع

 

" سيدي.. سيد بيلاتشو.. ماذا حدث اليوم؟.. من هؤلاء الرجال؟.. وأين هي حفيدتي كاتي؟.. إلهي سيدي أنتَ مُصاب كــ... "

 

قاطعتُها قائلا بهدوء

 

" اهدئي ماري.. أنا بخير كما ترين.. هل يمكنكِ أن تجلبي لي سكينا من المطبخ.. أو الأفضل أن تجلبي لي المنشار الكهربائي من القبو "

 

أجابتني ماري موافقة وركضت برفقة الخدم وخرجوا من الردهة.. اقتربت من الروسي ونظرت بحدة إلى عينيه.. رفعت ذراعي المُصابة وأمسكت فكهُ بقبضتي بعنف ورفعت رأسهُ عاليا ثم نظرت بحقد في عمق عينيه وكلمتهُ بالروسية قائلا

 

" من أرسلكم اليوم لقتلي؟.. ومن خطف زوجتي؟.. وأين هي الآن؟.. تكلم.. إن تكلمت أعدُك وعد شرف بأنني سأتركك على قيد الحياة وسأعفو عنك وأسمح لك بالعودة إلى بلدك "

 

هز رأسهُ بعنف محاولا تحرير فكهُ من قبضتي لكنني ضغطت بعنف عليه فتأوه بألم وهتف بحقد بالروسية

 

" عليك اللعنة أيها السافل.. ستموت قريباً ولن ترى زوجتك مرة أخرى.. رئيسي سوف يستمتع بها ويضاجعها بجنون ويستولي على زعامة المافيا وعلى زوجتك الجميلة.. لقد انتهيت مونرو بيلاتشو إلى الأبد "

 

اسود بؤبؤ عيناي ونظرت إلى عينهِ اليمنى بغضب أعمى ثم رفعت ذراعي اليسرى وغرزت أظافري داخل عينهِ اليمنى وصوت صراخاتهِ المتألمة ملأت أرجاء القصر بينما كنتُ أقتلع عينهُ بأظفاري..

 

سحبتُها بعنف ثم وضعتُها في قبضة يدي وسحقتُها بقوة حتى سال سائل أبيض من بين أصابعي.. فتحت قبضة يدي ونظرت إلى ما تبقى من عينه.. رفعت نظراتي ورأيت إيثان يتأملني بنظرات مُندهشة ثم بلع ريقه ورفع عاليا رأس الرجل الروسي من خصلات شعره..

 

نظرت بمتعة إلى الدماء التي كانت تسيل على  وجهه ثم نظرت إلى عينهُ السليمة الباكية وقلتُ له بهدوء بلغتهِ الروسية والتي أُطقنها بطلاقة

 

" لا تدعني أُكرر لك أسئلتي.. اعترف لي بالحقيقة وفي الحال "

 

الغبي بصق على وجهي وقال بأنفاس مُتسارعة

 

" أقتلني أيها القذر.. فأنا ميت في الأصل.. لن أعترف لك مهما فعلتَ بي "

 

هذا الغبي الروسي لا يعلم بأنهُ فتح أبواب الجحيم على نفسه.. سمعت إيثان يسألني

 

" هل اعترف لك هذا الروسي الغبي؟ "

 

وقبل أن أُجيبه سمعت الروسي يهتف بحقد على إيثان

 

" وحدك الغبي أيها القذر والسافل "

 

رفعت حاجبي عاليا إذ تأكدت بأن الحقير الروسي يُجيد اللغة الإيطالية.. نظرت إلى إيثان وقلتُ له بهدوء

 

" هذا الروسي قال بأنهُ سيُعاشر زوجتك ويجعلها تئن بمتعة أسفله بينما هو يُضاجعها بعضوهِ الذكري.. كما منذ قليل قال بأنك مُخنث وسيرغب بمضاجعتك من فتحة مؤخرتك وتمزيقها لك "

 

شهق الروسي بخوف عندما سمعني أتفوه بتلك الكلمات ولكن إيثان بوربون لم يترك لهُ المجال ليتكلم إذ صرخ بجنون وتحرك ليقف أمام الروسي وإنهال عليه بالضرب والركل واللكمات وهو يشتمهُ ويصرخ بجنون

 

" أيها العاهر والسافل.. سأجعل كلابي تُضاجع فتحة مؤخرتك اللعينة.. أيها القذر سأجعلك تندم لأنك تكلمتَ عن زوجتي.. سأقتلك الآن أيها العاهر والقذر "

 

وقفت بهدوء أنظر باستمتاع إلى إيثان وهو يضرب ذلك الروسي ضرباً مبرّحاً.. وفي هذه اللحظات دخلت ماري وسلمتني المنشار.. ضغطت على زر التشغيل وما أن سُمع صوته في الغرفة توقف إيثان عن ضرب الروسي ووقف خلفه يتأملني بصمت بجانب الشرطيين والذين كانا يتأملانني بخوف..

 

اقتربت من الروسي وضغطت بيدي اليسرى على فكه وما أن فتح فمه أدخلت عينهُ بداخل فمه وأجبرتهُ على ابتلاعها..

 

ثم أمسكت المنشار ونظرت إلى كتفهِ الأيسر.. حركت المنشار باتجاه كتفه ولكن فجأة تجمدت ذراعاي عندما صرخ الروسي بفزع بالإيطالية

 

" لااااااااااااااااااااا.. أرجوك توقف.. سأتكلم سيدي.. سأتكلم وأُخبرك بكل شيء سيد مونرو "

 

أطفأت المنشار الكهربائي وقلت للحقير بهدوء

 

" تكلم "

 

تأملني الرجل الروسي بفزع بعينهِ اليسرى السليمة وقال ببكاء

 

" غوركي مالكوفيتش.. هو من أرسلنا برفقة رجال هون كين الزعيم الصيني لقتلك وخطف زوجتك.. أمرنا بقتلك مع جميع رجالك وشقيقتك حتى يستطيع الزواج من ابنة البروفيسور ويستولي على زعامة المافيا الإيطالية وجميع أملاك زوجتك.. لكن لا أعرف أين تم أخذ زوجتك.. صدقني سيدي.. هذا كل ما أعرفه.. صدقني أرجوك "

 

اشتدت قبضتاي على قاعدة المنشار ونفرت عروق جسدي بكاملها عندما سمعت باسم ذلك الحقير غوركي.. بالطبع أعرف ذلك السافل وجيداً..

 

نظرت إلى الرجل الروسي وهمست بفحيح

 

" الجحيم فتحت أبوابها اليوم على الجميع "

 

ضغطت على زر تشغيل المنشار وقطعت رأس ذلك السافل الروسي.. وما أن سقط رأسهُ على الأرض غاب شرطي عن الوعي بينما الآخر بدأ يتقيأ أما إيثان هتف بقرف

 

" اللعنة بيلاتشو.. لقد لوثتَ قميصي بدمائهِ الوسخة لذلك السافل.. تباً لك "

 

أطفأت المنشار وقلتُ له بهدوء

 

" تصرف أنتَ و هنري هنا.. سأذهب إلى المستشفى لأطمئن على شقيقتي "

 

 استدرت وتركت القصر وتوجهت إلى المستشفى لأتلقى العلاج اللازم وأطمئن على كاتي.. وبعدها سأذهب وأفتح أبواب الجحيم على غوركي مالكوفيتش وذلك السافل رئيس العصابة الصيني هون كين..

 

وصلت إلى المستشفى وما أن أطفأت مُحرك سيارتي رأيت ممرضتين تركضان باتجاهي برفقة طبيب الطوارق.. فتحوا لي الباب وهتف الطبيب بقلق

 

" سيد مونرو.. اتبعني لو سمحت يجب عليك الحصول على العلاج اللازم كتفك مُصاب بطلقة نارية سيدي "

 

تبعتهم بهدوء وما أن دخلت من المدخل الخاص للطوارق نظرت إلى الطبيب وقلتُ له بأمر

 

" أولا أريدُك أن تأخذني إلى غرفة العمليات التي تم وضع شقيقتي كتالينا بيلاتشو بها.. ثم يمكنك مُعالجة إصابتي هناك "

 

تأملني الطبيب بخوف وقال بارتباك

 

" لكن سيد بيلاتشو لا يمكنني مُعالجة إصابتك هناك "

 

تأملتهُ بنظرات حادة وقلتُ له بنبرة غاضبة

 

" أرشدني وعلى الفور حيث تم وضع شقيقتي.. وهناك في غرفة الانتظار يمكنك مُعالجة كتفي المُصاب "

 

أجابني طبيب الطوارق بذعر

 

" طبعا.. طبعا سيدي.. تفضل اتبعني "

 

رغم أنني نزفت الكثير من الدماء من إصابتي في كتفي إلا أنني تبعته إلى الطابق السفلي المُخصص لغُرف العمليات.. وقفت أمام باب احدى الغُرف وسمعت الطبيب يقول

 

" لقد تم نقل شقيقتك إلى هذه الغرفة برفقة السيد باغو بالوفا.. الدون باغو موجود في الغرفة المجاورة.. والطبيب ماركو بوربون يُشرف بنفسه على العمليتين.. تفضل سيدي اجلس لو سمحت حتى أستطيع مُعالجة كتفك المُصاب "

 

جلست على المقد بهدوء وبدأ الطبيب بقص سترتي وقميصي بالمقص من صدري إلى الأعلى ليُزيل القماش المبلول بالدماء بمساعدة ممرضة..

 

كنتُ طيلة الوقت أنظر بجمود باتجاه الباب أنتظر خروج ماركو من الغرفة لأطمئن على كاتي.. لم أُبعد نظراتي عن الباب لثانية واحدة بينما الطبيب كان يُزيل الرصاصة من داخل كتفي ثم بدأ بتطهير وتقطيب الجرح.. وبعد وقتٍ طويل تنهد الطبيب براحة وكلمني قائلا بتوتر بسبب خوفهُ مني

 

" سيد مونرو عليك أن تنتبه جيداً للجُرح.. أنتَ تحتاج الراحة الكافية لتسريع عملية الشفاء والتعافي.. وعليك أن لا تُحرك كتفك حـــــ..... "

 

لم أسمع باقي حديثهُ لأنني لم أهتم له إذ كان كل تفكيري مُنحصراً بمن في داخل هذه الغرفة أمامي..

 

بعد ذهاب الطبيب جلست بهدوء أنظر إلى الباب وأنا أُفكر.. سأطمئن على كاتي أولا ثم سأذهب لأنقذ زوجتي.. على كاتي أن تعيش.. إن ماتت لا أريد أن أتخيل ما قد يحدث لي.. عليها أن تعيش هي والطفل في رحمها.. عليهما أن يكونان بخير..

 

فجأة رأيت الباب من ناحية اليمين ينفتح ثم الباب أمامي وخرج طبيبين من الغرفتين.. وقفت بسرعة وأعقت طريقهما إذ وقفت أمامهما وسألت أول طبيب بتوتر وبخوف

 

" حضرة الطبيب أخبرني أرجوك.. هل.. هل.. "

 

بسبب نظرات الطبيب الحزينة توقفت عن التكلم وتجمدت نظراتي بذعر في عمق عينيه ورأيته يُزيل الكمامة عن فمه وقال بحزن

 

" آسفة سيدي.. تعازي الحارة لك "

 

انتفض جسدي بقوة وشعرت بصاعقة تضرب في عامودي الفقري وسمعت الطبيب الثاني يقول بحزن

 

" إصابتهما كانت بليغة جداً.. لم نستطع إنقاذهما.. تعازي الحارة لك سيد بيلاتشو "

 

انقطع الهواء فجأة في الغرفة وشعرت بأنني أختنق.. شعرت بألمٍ مؤلم جداً في قلبي.. روحي كانت تحترق وتبكي على خسارتي لشقيقتي كتالينا.. كتالينا ماتت وحبيبها مات مع طفلهما..

 

ترنح جسدي إلى الخلف وجلست بانهيار على المقعد.. كتالينا فارقت الحياة.. لم أستطع فعل شيء سوى الالتزام بالصمت.. فقد تعبير وجهي أصبح مكبوتاً ومعبراً عن الحزن العميق والصدمة التي سيطرت عليّ..

 

لم أستطع تصديق ما سمعتهُ من الطبيب.. كتالينا هي شقيقتي الوحيدة والآن خسرتُها.. كتالينا فرحة قلبي وحبيبتي الصغيرة ومستشارتي ورفيقتي في الحياة رحلت وتركتني إلى الأبد..

 

لحظات الصمت الطويلة مرت كالساعات بداخل رأسي وكلمات الطبيب كانت ترن في أذنيّ كصوت متواصل ومُجهد..

 

كان قلبي ينزف حزناً.. فقد فقدت الشخص الذي كنتُ أحبه وأعتمد عليه في الحياة..

 

وقفت بهدوء وحاولت إيجاد أرضية لقدميّ ولكن الأرض التي كنتُ أدوس عليها تبدو زلقة وغير مألوفة..

 

تحوّلت إلى مخلوق بلا روح.. وأصبحت قادراً فقط على النظر إلى الفراغ لأحاول التخفيف من حزني العميق ووجع قلبي النازف...

 

لم أستطع البكاء أو الصراخ أو حتى الحركة.. بل كنتُ جامداً في مكاني وأنا أتذكر بتعاسة كل شيء عن شقيقتي الراحلة..

 

تذكرت بعذاب أنها كانت تحب اللون الأحمر والأسود وكانت تحب إغاظتي وتقبيل وجنتاي طيلة الوقت.. وكانت تضحك بصوت عالي عندما تكون سعيدة.. لكن الآن.. كل هذه الذكريات تشعرني بالألم و بالحزن.. لأن شقيقتي الغالية كتالينا قد رحلت عني إلى الأبد..

 

فكرت بتعاسة في كل الأشياء التي لم أقلها لشقيقتي.. كنتُ أعتقد أن الأمور ستبقى كما هي إلى الأبد.. كنتُ أعتقد بأنني من سيموت قبلها بعد سنوات طويلة جداً.. لكن الآن فقدت كل شيء..

 

تألمت بشدّة الآن إذ أدركت أنني لن أرى كتالينا مرة أخرى أو أتحدث معها أو أضمها في ذراعاي.. وأنها قد غادرت هذه الحياة بشكل نهائي..

 

أغمضت عيناي بقوة وهمست بعذاب

 

" كتالينا صغيرتي.. كيف لي أن أتحمل خسارتي لكِ يا قلب أخاكِ؟.. كيف لي أن أتحمل وجع قلبي الآن؟.. يا ليتني مُت بدلا عنكِ يا قلبي.. اه كاتي.. سامحيني صغيرتي.. سامحيني.. أنا السبب في موتك.. لم أحميكِ كما وعدتكِ منذ صغركِ.. سامحيني "

 

شعرت بالدموع تتجمع في عينيّ لكن حاولت بكل قواي التماسك وعدم الانهيار.. لن أنهار الآن.. لن أنهار قبل أن أنقذ بانبلينا وأنتقم لشقيقتي..

 

استدرت وخرجت من غرفة الانتظار وتوجهت إلى خارج المستشفى.. سمعت الطبيب ماركو يهتف باسمي

 

" سيد مونرو.. إلى أين تذهب؟!.. سيد مونرو انتظر لو سمحت... "

 

لكن لم أتوقف لأتكلم معه إذ كانت أبواب الجحيم قد انفتحت على مصراعيها بداخلي ولم أرى أمامي سوى نار الانتقام..

 

خرجت من المُستشفى وجلست خلف المقود.. سحبت هاتفي من التابلو الأمامي واتصلت باللواء هنري.. ثواني معدودة تلقى مُكالمتي وسمعتهُ يقول قبل أتكلم معه إذ يبدو بأنهُ عرف ما سأطلب منه إذ قال بسرعة

 

( لقد وجدت لك مكان ذلك العاهر غوركي.. سأرسل لك عنوانه الآن.. لكن مونرو إياك أن تُحرق إيطاليا بسببه.. سأطلب من عناصر الشرطة في المدينة حتى لا يتدخلوا.. لديك فقط أربع ساعات لا أكثر لتُنهي بها ذلك العاهر.. بالتوفيق صديقي )

 

انتظرت قليلا حتى وصلتني رسالتهُ بموقع ذلك العاهر وهنا نظرت إلى المقعد الخلفي لأتأكد من وجود أسلحتي والتي سبق كنتُ وضعتها على المقعد قبل حدوث الهجوم.. نظرت أمامي بغضبٍ عاصف ثم أدرت المُحرك وقدتُ سيارتي بسرعةٍ جنونية إلى العنوان الذي أرسلهُ لي هنري..

 

سأُنهي وبمفردي ذلك السافل الروسي وأُرسلهُ إلى الجحيم بنفسي...

 

 

لكن مونرو لم ينتبه للطبيب ماركو بينما كان يخرج من المستشفى ويهتف له بقوة

 

" مونرو توقف.. إلى أين تذهب؟.. أيها الغبي كيف لم تسأل عن شقيقتك؟.. ما بهِ هذا الرجل ذهب دونَ أن يسأل عن شقيقتهِ كتالينا؟!.. هذا غريب.. حسناً سيعرف قريباً بأنها بخير هي وطفلها.. أتمنى أن يكون مونرو لديه خبر بحمل شقيقته.. المهم بأنني أنقذت اليوم حياتها وحياة الجنين في رحمها "

 

استدار ماركو ودخل إلى المستشفى وسأل الطبيب رونالد عن صحة دون باغو فأجابه ذلك الآخر بأن دون باغو بالوفا تخطى مرحلة الخطر وهو في العناية الفائقة حاليا..

 

وبينما ماركو كان يتفقد الجرحى من رجال أمن مونرو وصلهُ خبر مُحزن بوفاة اثنان منهما في غرفة العمليات منذ قليل...

 

 

بانبلينا**

 

 

تساقطت دموعي بجنون وأحرقت روحي عندما رأيت مونرو يسقط أمامي على الطريق بعد أن تلقى رصاصتين في جسده..

 

رأيت المكان يدور بي ويدور.. ويدور..

 

أغمضت عيناي وهمست بعذابٍ كبير

 

" حبيبي.. حبيبي مات.. "

 

وقبل أن أذهب إلى ذلك العالم المُظلم شعرت بجسدي يرتمي على شيء ناعم ثم سمعت صوت رجل بلكنة غريبة يهتف باللغة الروسية والتي تعلمتُها جيداً من والدي المرحوم..

 

" تحرك بسرعة.. ذلك اللعين لــ... "

 

وكان هذا آخر ما سمعتهُ قبل أن يُحاوطني الظلام.....

 

استيقظت على صوت صراخ وصخب.. فتحت عيوني بضعف ووجدت نفسي محاصرة بواسطة الظلام الدامس..

 

حاولت الحركة ولكن عجزت عن ذلك بسبب قيود حديدية ملتفة حول رسغاي وكاحليّ.. بدأت أتنفس بسرعة وأُحاول فهم ما حدث لي وكيف وصلت إلى هذه الحالة وأين أنا...

 

فجأة تذكرت اللحظات الأخيرة قبل أن أفقد الوعي.. كنتُ أُحاول إنعاش قلب بابلو عندما فجأة يدين أمسكتني بقوة وأبعدتني عنه..

 

شعرت بالرعب عندما سمعت أصوات الأقدام تقترب من الغرفة الموجودة بها.. وهنا تذكرت برعب كيف رأيت كاتي تموت وحبيبي مونرو ثم تم وضع شيء على فمي وبعدها فقدت الوعي..

 

فتحت عيناي بذعر وحاولت الصراخ والتحرك ولكن لم أستطع.. كان يوجد قطعة قماش على فمي كتمت صرخاتي..

 

رفعت رأسي وبدأت أبكي بوجعٍ كبير بينما كنتُ أتذكر كيف مات حبيبي وجميع من أحبهم.. مونرو  و كاتي و بابلو ماتوا جميعهم أمامي مثلما توفي والدي أمامي..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي
 


بكيت وبكيت بتعاسة ولكن توقفت عن البكاء عندما سمعت من جديد ضجيج خارج الغرفة وخطوات تقترب.. ثم سمعت صوت رجل يطلب فتح الباب..

 

لم أكن متأكدة من هو صاحب الصوت.. لكن استطعت المعرفة بأنني لم أسمع صوت هذا الرجل سابقاً.. عندما سمعت صوت الباب ينفتح انتابتني حالة من الخوف الشديد.. هل هذا الشخص هو من خطفني؟.. أم شخص يحاول مساعدتي؟..

 

نظرت في الظلام ولكن لم أستطع رؤية ذلك الرجل.. فجأة أغمضت عيناي عندما أنار ضوء خفيف الغرفة.. فتحت عيوني ببطءٍ شديد ثم استقرت نظراتي بفزع على رجل غريب يقترب ببطء نحوي..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

نظرت بفزعٍ شديد إلى ذلك الرجل.. فأنا لا أعرفهُ بتاتاً وكانت هذه المرة الأولى التي أراهُ بها في حياتي..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

اقترب ووقف أمامي ثم ابتسم بوسع وقال بلكنتهِ الغريبة بالإيطالية

 

" أخيراً استيقظتِ.. تبدين أجمل بكثير من صورتكِ أيتُها الجميلة.. هممم.. أرى بأن سترتي جعلتكِ تشعرين بالدفء.. عندما جلبوكِ رجالي كنتِ ترتعشين بقوة.. هل تشعرين بالبرد الآن؟ "

 

نظرت إليه بتعجُب


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 27 - الروسي

 

ثم تأملتهُ بغضب بسبب غبائهِ.. كيف لي أن أتحدث وهو يضع على فمي تلك القماشة؟.. أحمق لعين.. ولكن لم أستطع إخفاء رعبي منه لأنهُ مُخيف ولكنني قررت الصمود ومواجهته بشجاعة..

 

وقف الخاطف أمامي وكان ينظر إليّ بابتسامة شريرة ويحمل مُسدساً في يده.. بلعت ريقي بقوة و نظرت في أرجاء الغرفة الموجودة بها مُحاولة فهم موقفي والمكان الذي أنا به.. ولاحظت بأنني مُحتجزة في غرفة عادية قليلة الأثاث وشبه مظلمة ولا يوجد بها أي نافذة..

 

وهنا عادت بي ذكرياتي المُخيفة عندما خطفني كاسترو وسجنني داخل غرفة مُشابهة لهذه الغرفة المُخيفة..

 

سمعت الرجل يُكلمني بسخرية قائلا

 

" ياه كيف نسيت؟.. لا تستطيعين التكلم بسبب هذه القماشة على فمكِ.. همممم "

 

اقترب وسحب القماشة إلى الأسفل نحو عنقي ونظر إلى وجهي بنظرات مُخيفة.. أبعدت رأسي إلى الخلف وسألتهُ بصوتٍ مُرتعش

 

" من أنت؟.. ولماذا خطفتني؟ "

 

ابتسم بوسع ثم استقام بوقفته وأجابني

 

" اسمي غوركي جميلتي "

 

توقف عن التكلم ثم تابع باللغة الروسية قائلا

 

" وقريباً جداً سوف تُصبحين زوجتي.. وعندها سأجلس على عرش المافيا الإيطالية وأستولي على كل شيء "

 

بالطبع فهمت كل كلمة تفوه بها الحقير.. إنهُ روسي.. لكن فكرت بسرعة وقررت أن لا أجعلهُ يعرف بأنني أُجيد اللغة الروسية بطلاقة حتى أكتشف ما يُخطط لفعلهُ بي..

 

أخفضت نظراتي إلى الأسفل حتى لا أجعلهُ يرى ردة فعلي ونظراتي الخائفة منه.. بلعت ريقي بقوة وقلتُ له بصوتٍ مُنخفض

 

" لم أفهم ما قلتهُ لي سيدي؟ "

 

قهقه الحقير بمرح ثم تحدث إليّ بلهجة باردة وقاسية قائلا بالإيطالية

 

" انتبهي جميلتي.. ليس مسموحا لكِ بفهم ما أقولهُ لكِ.. كل ما عليكِ فعلهُ هو إطاعتي.. ولا تحاولي الهرب لأني سأضطر لإيذائكِ حينها.. فهمتِ؟ "|

 

أومأت لهُ موافقة فسمعتهُ يضحك بمرح ثم قبل أن يُغادر الغرفة رفعت رأسي وسألتهُ بحقد

 

" لماذا قتلتَ زوجي والجميع؟ "

 

توقف بسرعة عندما سمعني واستدار ونظر إليّ بنظرات جعلتني أرتعش بقوة.. 

 

 تمسكت بما لدي من شجاعة لأُواجهه بحزم.. وسألتهُ من جديد

 

" من أنت ولماذا خطفتني؟.. ولماذا قتلتَ مونرو؟ "

 

ولكن هذا الخاطف اللعين لم يرغب بالإجابة على تلك الأسئلة.. بل تأملني بنظرات مُهددة وقال بهدوء

 

" سبق وقلتُ لكِ اسمي غوركي.. ويكفي أن تعرفي بهذه المعلومة.. والآن كوني هادئة ومطيعة والتزمي الصمت "

 

على الرغم من الخوف الذي سيطر عليّ إلا أنني حاولت الوقوف بثبات أمام الخاطف ومواجهتهِ بشجاعة.. نظرت إليه بعنفوان وقلتُ له بصوتٍ ثابت

 

" لن تحصل على ما تريدهُ مني حتى لو كلفني ذلك حياتي "

 

تأملني بنظرات جعلتني أسقط على الأريكة من الخوف.. ابتسم بخبث وقال بنبرة قاسية

 

" ما أريدهُ أحصل عليه دائماً.. والآن استريحي "

 

وغادر الغرفة وتركني وحدي في هذا المكان الشبه مُظلم.. انهمرت الدموع على وجنتاي وشعرت بالحزن و بالتعب وبالخوف الشديد..

 

لقد تأكدت بأنهُ يريد الزواج مني ليستولي على أموال والدي وسلطة المافيا بعد وفاة حبيبي مونرو..

 

تكورت على الأريكة وشرعت أبكي بعنف وأنا أهمس بعذاب وبوجعٍ كبير باسم حبيبي..

 

كان قلبي يحترق بسبب خسارتي لأسدي مونرو.. لقد مات أسدي وأخذ معهُ قلبي وكياني.. حبيبي مات وتركني وحيدة لتأكلني الضباع..

 

وبينما كنتُ أبكي بمرارة وبتعاسة انفتح الباب ورأيت رجلين يدخلان إلى الغرفة.. استقمت بسرعة وجلست ثم توقفت عن البكاء ونظرت بفزع إلى الرجلين بينما كانا يقتربان مني..

 

أمسكوني من ذراعاي ورفعوني بقوة لأقف.. حاولت مقاومتهما بينما كنتُ أصرخ بفزعٍ شديد

 

" من أنتما؟.. ماذا تفعلان؟.. أتركاني.. دعوني.. "

 

جذبوني بعنف لأمشي ورأيت نفسي أخرج برفقتهما من الغرفة ومشينا داخل ممر طويل.. شاهدت برعب رجال مُسلحين يقفون في كل مكان وهم يحملون أسلحتهم ويراقبون المكان..

 

كنتُ غارقة لاذناي من الخوف بينما كان يتم أخذي إلى مكان مجهول.. فجأة وقف الرجلين أمام باب لونهُ أحمر.. فتح الحارس الباب أمامي ثم فجأة شهقت بذعر عندما تم رميي داخل الغرفة وبعدها أغلقوا الباب..

 

وقعت على الأرض بقوة فخرجت صرخة متألمة من فمي عندما ارتطم جسدي بعنف على الأرض.. رفعت رأسي بضعف ونظرت أمامي..

 

تجمدت عيناي بذعرٍ شديد على سريرٍ ضخم يتوسط الغرفة.. وبفزعٍ لا يوصف رأيت ذلك العاهر يدخل إلى الغرفة وهو لا يضع على جسده سوى روب الحمام..

 

سقط قلبي بين قدماي عندما رأيتهُ يقترب مني ثم انحنى وأمسكني من معصمي ورفعني عاليا لأقف أمامه.. ابتسم ابتسامة شريرة وقال بسخرية

 

" على فكرة يا زوجتي المستقبلية المُسدس الذي كان على خصرك أخذته عندما وضعوكِ رجالي في حضني داخل سيارتي.. وأنتِ مُقيدة لا يمكنكِ الفرار مني.. "

 

صرخت بذعرٍ شديد عندما جذبني ورماني بعنف لأقع على السرير ثم وقف بجانب السرير ورأيته يُزيل روب الحمام عن جسده وهو يقول بنبرة مُخيفة

 

" سوف أضاجعكِ الآن حتى أشعر بالملل.. أريد الترفيه عن نفسي قليلا وأنتِ أعجبتني.. أخيرا سأحصل على ابنة البروفيسور و زوجة مونرو بيلاتشو المرحوم "

 

تسارعت أنفاسي وارتعش جسدي بقوة.. رأيت الروب يسقط إلى الأسفل عن جسده وهنا صرخت بجنون عندما شاهدت عضوه الذكري المُقرف..

 

لا أعرف كيف تحركت رغم القيود على قدماي ومعصماي إذ رأيت نفسي أقفز إلى الخلف ووقفت من الناحية الثانية للسرير وهتفت بجنون بينما كنتُ أنظر بحقد وبخوف إلى وجه ذلك المعتوه

 

" لن أسمح لك بلمس شعرة واحدة من رأسي أيها الحقير.. لن أخضع لك بتاتا ولن أسمح لك بلمسي.. سأفعل كل ما بوسعي للهرب وحماية نفسي منك أيها اللعين  "

 

قهقه الحقير بمتعة ثم رأيتهُ بذعر يركض حول السرير باتجاهي.. استدرت وحاولت الركض لكن وقعت بعنف على الأرض بسبب القيود..

 

صرخت بعنف عندما حاصرني القذر بجسدهِ الضخم وبدأ بتمزيق السترة بكلتا يديه وهو يحاول تقبيل عنقي.. صرخت بشكلٍ هستيري ثم رفعت ذراعاي عاليا ووضعتهما خلف رأسه إذ تذكرت حركة قتالية علمتني إياها كاتي المسكينة منذ أسبوعين..

 

ما أن تأكدت بأن ذراعاي أصبحت خلف رأسه رفعت رأسي وعضضت خدهُ بقوة.. انتفض مبتعدا عني قليلا وصرخ بألمٍ شديد وهنا تحركت بسرعة وسحبت جسدي أسفله ثم قفزت على ظهره ورفعت كلتا ذراعاي على عنقه وضغط عليه بكامل قوتي..

 

شتم الحقير بغضب أعمى بأنفاس مُتقطعة بسبب خنقي له بينما كان يحاول الوقوف.. ضغطت حلقات الأصفاد على عنقه وحاولت بكامل قوتي خنقه بينما كان الحقير يحاول ابعاد يداي وحلقات الأصفاد عن عنقه..

 

ولكن عندما بدأ جسدهُ يرتفع عن الأرض شعرت بالذعر ومع ذلك لم أستسلم بل حاوطت خصره بساقيّ ولم أتوقف عن خنقه..

 

رجع بخطواته إلى الخلف وشهقة قوية خرجت من حُنجرتي عندما ارتطم ظهري ورأسي بقوة بالحائط.. رغما عني ارتخت قبضتاي عن عنقه وهنا حرر نفسهُ ذلك الروسي اللعين ولم أرى نفسي إلا وأنا أطير عاليا لأسقط بعنف على الأرض..

 

ألم فظيع قسم ظهري إلى نصفين بينما رأسي شعرت بأنهُ انقسم عن جسمي.. سالت دموعي على وجنتاي عندما رأيت بشكلٍ ضبابي ذلك الروسي يقترب مني وهو يشتمني بلغتهِ الروسية

 

" أيتُها العاهرة واللعينة سأقتلكِ "

 

أمسك ياقة السترة ورفعني عاليا ثم صفعني على وجنتي صفعة تلوى الأخرى والأخرى حتى شعرت بشيءٍ دافئ يسيل على فمي وذقني..

 

كنتُ على وشك الإغماء عندما توقف عن صفعي ورماني على الأرض ثم انحنى وأمسك عنقي بكلتا يديه وبدأ بخنقي..

 

أغمضت عيناي بضعف بينما كنتُ أفقد أنفاسي.. رأيت شريط حياتي يمر بسرعة غريبة أمام عيناي وكأنني أُشاهدهُ على شاشة التلفاز..

 

وآخر شيء رأيتهُ وجه مونرو أسدي الوسيم قبل أن أفقد آخر نفس لي وأرى الظلام أمامي...


انتهى الفصل




















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©