ثأر الأسد
إيثان بوربون**
وقفت بهدوء
أنظر إلى مونرو بيلاتشو وهو يُغادر قصره الشبه المُدمر
تنهدت بعمق ثم دخلت
إلى الصالون وأمسكت هاتفي ووضعته في جيب سترتي ثم خرجت من القصر ووقفت بجانب اللواء
هنري وقلتُ له
" عليك أن
تُحدد وبسرعة مكان ذلك العاهر غوركي.. الماركيز رومانوس أرسل إلى هنا أفضل رجاله
لمُساندة مونرو.. سأقود الفريق بنفسي وأذهب لمُساعدة مونرو.. أنا أعرفهُ جيداً لن
يهدأ لهُ بال حتى يثأر من ذلك الروسي الحقير "
استدار هنري
لمواجهتي وتأملني بنظرات قلقة
ثم قال بتوتر
" ما
تطلبهُ مني إيثان شبه مُستحيل.. في المرة السابقة مونرو بيلاتشو أحرق نصف إيطاليا
لينتقم لحبيبته.. والآن كيف ستكون ردة فعله بعد أن تم مُهاجمته فجأة في قصره
وقتلوا نصف رجاله.. أما شقيقته وصديقه بابلو ورئيس الثاني للمافيا دون بالوفا في
المستشفى الآن يصارعون الموت والأهم تم خطف زوجته "
توقف هنري عن
التكلم وتأملني بنظرات ضائعة ثم هتف بحنق
" تباً
إيثان.. في المرة السابقة بالكاد استطعت تغطيت مونرو وأوهمنا الصحافة والعالم بأن
الشرطة داهمت أفراد العصابات وقامت بتصفيتهم.. اليوم لن تمضي الأمور على خير
بتاتاً.. مونرو في قمة غضبه ولن يرحم ذلك الروسي الأحمق "
تأملتهُ بجدية
وأجبته
" إن
ساعدتَ مونرو أو لم تفعل إيطاليا ستحترق من جديد اليوم ولكن على رأس ذلك الروسي..
الأفضل أن تتقبل الحقيقة وتُساعده.. أنا مدين للأسد مونرو بيلاتشو بخدمة واليوم
سوف أساعده.. ارسل لي عنوان ذلك الحقير غوركي.. ولا تتأخر بإيجاده.. والأسد
بيلاتشو سيتصل بك لمعرفة عنوانه قريباً "
نظرت باستمتاع
إلى عيون هنري المُندهشة.. ابتسمت بخفة وقلتُ له
" سأذهب
لأجمع رجالي وبعدها سأطمئن على ماثيو ثم على رجالي أن يتسلحوا بأسلحة ثقيلة.. علينا
خوض معركة شرسة اليوم بقيادة الأسد بيلاتشو "
غمزته بمرح ثم
استدرت وهتفت لرجالي بالانسحاب ومشيت خارجاً من الساحة المُدمرة باتجاه سيارتي..
ما أن اقتربت
من سيارتي رأيت بدهشة ماثيو يبكي بسعادة وهو يهتف باسمي.. قلبت عيناي وهمست بغيظ
" هذا
الرجل لا يتمتع بأي صفة رجولية المسكين.. الأسد بيلاتشو سيهتم به قريباً "
فتحت الباب وما أن جلست على مقعد السائق خرجت شهقة مُتفاجئة من فمي عندما
عانقني ماثيو بقوة وهتف بفزع
" ظننت بأنك فارقتَ الحياة.. تباً لك إيثان.. إياك أن تتركني بمفردي
مرة أخرى.. وإياك أن تجلبني إلى هنا مرة أخرى "
نظرت ببرود أمامي ثم أبعدت ماثيو عني وقلتُ له بحدة
" تمالك نفسك ماثيو.. ما بك يا رجل؟.. تبكي الآن مثل الفتيات الصغيرات
وتنتحب.. تمالك نفسك "
تأملني ماثيو بنظرات حادة ثم هتف بقهر وهو يمسح دموعه
" تباً لك.. أنا المُلام هنا لأنني شعرت بالقلق عليك.. ولأنني وثقتُ
بك.. جلبتني إلى منزل زعيم مافيا وجعلتني أعيش أسوأ لحظات في حياتي من جديد..
أكرهُك "
قهقهت بقوة وأدرت المُحرك وقلتُ لـ ماثيو
" سوف تكرهني أكثر قريبا.. صدقني "
التزم ماثيو الصمت للحظات ثم سألني بتوتر
" هل كتالينا بيلاتشو بخير هي وطفلها؟ "
نظرت إليه بطرف عيناي ثم نظرت باتجاه الطريق وتابعت القيادة وأجبتهُ بصدق
" لا أدري.. لقد أُصيبت في ساحة المعركة.. للمرة الثانية في حياتي أرى
مونرو بيلاتشو يبكي على امرأة.. أولا حبيبتهُ الراحلة ثم شقيقته.. أتمنى أن تكون
بخير هي والجنين "
تابعت القيادة باتجاه قصر الماركيز ورجالي تبعوني جميعهم.. عندما وصلت إلى
القصر طلبت من حارس بإدخال ماثيو إلى القصر ثم غادرت إلى مستودع الأسلحة..
بينما كنتُ أراقب الرجال يحملون الأسلحة ويضعونها في صناديق السيارات سمعت
رنين هاتفي الخلوي.. سحبتهُ من جيب قميصي ورأيت المتصل ليس سوى ماركو شقيقي..
ابتسم برقة وتلقيت المُكالمة وقلتُ له
" شكرا لك ماركو لأنك وافقت على استقبال الجرحى والجثث في مُستشفاك..
أدين لك بخدمة شقيقي "
سمعت ماركو يتنهد بقوة وكلمني بغضب قائلا
( مائة وتسعة عشرة جثة وصلت إلى مُستشفاي صباح اليوم.. بينما خمسة وستون
جريحا تلقوا العناية في الطوارئ.. و خمسة وعشرون موجودون في العناية المركزة وفي غرفة
العمليات... المستشفى لم تعد تساع للمزيد من الجرحى والقتلى.. ماذا فعل اليوم
مونرو بيلاتشو؟.. هيا اعترف )
تنهدت بعمق وأجبتهُ بصدق
" تم مُهاجمته في الصباح الباكر في قصره.. هذه المرة بيلاتشو لا دخل
له.. كان فقط يحمي عائلته وقصره.. ولكن الليلة أنا متأكد بأن جميع مُستشفيات
إيطاليا سوف تكتظ بالجرحى والقتلى.. ثأر الأسد قادم لا مُحال "
شهق ماركو بقوة وهتف بقلق
( كيف؟!.. إلهي.. إيثان إياك أن تتدخل وتذهب لمُساعدته.. ما زلتُ لا أفهم
كيف أصبح ذلك الرجل الخطير بيلاتشو صديقاً مُقرباً لك!!.. ابتعد عنهُ شقيقي لأنني
لا أريد أن أخسرك.. فهمتني؟.. أنتَ لديك عائلة وزوجة تُحبك بجنون وابن يعشقك بشدة..
كما زوجتك حامل بطفلكم الثاني.. إياك إيثان أن تتهور وتذهب لمُساعدته )
ابتسمت برقة وأجبته
" لا تقلق ماركو سأكون بخير.. "
وقبل أن يتكلم ماركو تابعت قائلا له مُغيراً الحديث
" على فكرة لم تُخبرني.. هل نجت كتالينا بيلاتشو مع جنينها؟.. وماذا
عن الدون باغو و بابلو؟ "
تنهد ماركو بخفة وأجابني بهدوء
( كتالينا بيلاتشو بخير.. لقد أجريت لها بنفسي العملية.. تلقت رصاصتين في
كتفها الأيسر.. من حُسن حظها لم تفقد الكثير من الدماء كما الجنين بخير.. أما دون
باغو اضطررنا لنقل ثلاث عينات دمٍ له فإصابتهُ كانت خطيرة جداً وهو يُحارب الموت
في غرفة العناية الفائقة الآن.. بخبرتي كتطبيب أنا متأكد بأنهُ سينجو.. أما بابلو...
)
عقدت حاجباي ونظرت أمامي بقلق عندما توقف ماركو عن التكلم عن بابلو..
سألتهُ بسرعة بقلق
" هل نجا؟.. أخبرني ماركو "
سمعت بذهول ماركو يُجيبني قائلا بحزن
( الوقعة التي تعرض لها كانت خطيرة جداً.. فقد تلقى ضربة قوية على جمجمته..
وقعته أحدث شرخاً في جمجمته وتوقف قلبه عن النبض.. لكن بعض الحُراس الأمن الجرحى لدى
بيلاتشو أخبروني بأن بانبلينا بيلاتشو أنعشت لهُ قلبه بسرعة.. لو لم تفعل ذلك كان سيكون
في عداد الأموات.. وطبيب الدماغ والعظام في مُستشفاي أجرى له عملية خطيرة جداً
ولكن.. لكن مع الأسف بابلو في غيبوبة الآن.. ولا نعلم إن كان سوف يستيقظ من
الغيبوبة و.. ولا نعلم إن كان هناك تداعيات خطيرة من جراء العملية.. ما أعنيه إن استيقظ
بابلو من غيبوبته قد يفقد إحدى حواسه الخمسة أو مشلولا أو يفقد النطق أو.. لا أدري
فعلا... )
نظرت أمامي بحزنٍ شديد وتألمت على حال بابلو.. هو لا يستحق ما حدث له.. لقد
أنقذ بانبي من الموت.. أتمنى أن يكون بخير..
تنفست بعمق وقلت لشقيقي بحزن
" أتمنى أن يُشفى بسرعة.. بابلو صديق مُخلص جدا ورجل محترم.. مونرو لن
يتحمل خسارته لأنه بمثابة شقيقه "
رأيت رجالي يقفون بانتظاري فتابعت قائلا لشقيقي عبر الهاتف
" حسناً ماركو يجب أن أُنهي المُكالمة.. اهتم بالأسد بيلاتشو واخبره
بأن شقيقته بخير مع جنينها.. أراك قريبا "
انهيت المُكاملة وما هي سوى ثواني معدودة وصلتني رسالة من صديقي هنري.. لقد
أرسل لي موقع ذلك الروسي السافل.. ولم أندهش بتاتاً عندما عرفت أين يختبئ وأين وضع
صغيرتي بانبي.. ذلك السافل يحمي نفسه لدى رئيس العصابة الصيني..
ابتسمت بخبث وهمست بحقد
" فتحتم أبواب الجحيم على أنفسكم.. ثأر الأسد قادم إليكم وسيُرسلكم
جميعاً إلى جحيمه الخاص "
نظرت إلى رجالي وهتفت لهم بحدة
" اتبعوني جميعكم.. عندما نصل إلى الموقع عليكم بتنفيذ أوامر مونرو
بيلاتشو.. هيا تحركوا "
مشيت باتجاه سيارتي ثم قدتُها على الطريق وموكب رجالي رافقني
وتوجهت إلى الموقع لمساندة صديقي مونرو بيلاتشو....
مونرو بيلاتشو**
كنتُ أقود سيارتي الرباعية الدفع المُصفحة والتي لم تخترقُها رصاصة واحدة في
ساحة المعركة
حاولت جاهداً التماسُك وعدم الانهيار بسبب خسارتي لشقيقتي الجميلة كاتي..
كنتُ أمر الآن بتجربة صعبة ومؤلمة جداً...
منذ لحظة وفاة شقيقتي وخطف زوجتي تحولت حياتي إلى جحيم.. لم يكن هناك شيء
يمكن أن يُخفف عني الألم الذي أشعر به الآن إلا الانتقام..
لذا.. قررت أن أثأر لشقيقتي وللجميع وخاصة لطفلتي بانبي.. سأنتقم من غوركي
ومن ذلك الصيني الخائن هون كين..
ولكن كنتُ أعلم جيداً بأن مهمة الانتقام تحتاج إلى التخطيط الدقيق والتحرك
بحذر.. فذلك الحقير غوركي يحتمي برئيس العصابة الصيني وعصابته.. وأنا أعلم بأن لديهم
العديد من الموارد والأسلحة على أنواعها.. ولكن لم أفقد الأمل.. بل أصريت على
مواصلة انتقامي وعلى الاستعداد لأي شيء..
سأقتلهم جميعاً.. جميعهم سأقتلهم الليلة وأُرسلهم بنفسي إلى الجحيم
السابعة.. و سوف أنقذ طفلتي بانبي مهما كان الثمن..
كنتُ محطم القلب وممزق الروح بعد أن انتزع غوركي مني كل ما أملكه.. قتل
شقيقتي وخطف زوجتي..
ترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أقود سيارتي بسرعة جنونية وأُفكر
بصغيرتي كاتي
صعب جداً أن أتحمل خسارتي لها.. كنتُ أعلم بأن روحي تحطمت بالكامل وقلبي
احترق عليها.. وبدأت بلوم نفسي لأنني تسببت في موتها..
يا ليتني سمعت من جدتها ماري منذ زمنٍ بعيد.. لقد طلبت مني أن لا أقوم
بتربية كتالينا على مواجهة الأخطار وتعلم القتال وحمل الأسلحة.. لكنني لم أستمع
إليها.. كنتُ فقط أريد التأكد من أن شقيقتي الوحيدة ستكبر لتغدو شابة قوية تستطيع
حماية والدفاع عن نفسها.. لكن يبدو بأنني أخطأت..
ذلك القذر بابلو اغتصبها داخل قصري وأنا لم أستطع حمايتها.. واليوم كتالينا
ماتت وهي تدافع عني.. ما هذا العذاب الذي يُحرقني لدرجة الموت؟!!... كيف أستطيع
تحمله!!.. كاتي خسرت حياتها وحياة طفلها بسببي...
بعد مرور ثلاث ساعات وقبل حلول الظلام وصلت أخيراً إلى مُقاطعة فوجيا
المترامية الأطراف في المنطقة الجنوبية من بوليا الإيطالية..
طبعاً كنتُ أعرف جيداً موقع قصر الحقير هون كين والذي كان يحمل
الجنسية الإيطالية بسببي.. فأنا من ساعدته على أخذ الجنسية وليُصبح عضوا مهما في
المافيا عندما كان والدي الروحي البروفيسور على قيد الحياة..
والآن ذلك الحقير طعنني في ظهري وأنا أعرف السبب جيداً.. فمنذ أسبوع قررت
عقد اجتماع سري لأعضاء المافيا وأخبرتهم بقراري المفاجئ بأن زعامة المافيا من بعدي
ستنتقل إلى زوجتي وشقيقتي..
اتخذت هذا القرار لأحمي بانبلينا أولا.. لأنها ستكون وريثتي الشرعية إن
أصابني أي مكروه وفارقت الحياة..
بانبي طفلتي الرقيقة والناعمة والتي لا أستطيع التوقف عن التفكير بها منذ
أشهر أصبحت تُشغل عقلي وقلبي دائما..
ويبدو بأن القرار الذي اتخذته لم يُعجب ذلك الخان هون كين وقرر التحالف مع
شقيق لوديس.. ويبدو واضحاً لي بأن غوركي أتى إلى إيطاليا لينتقم لموت شقيقه.. ولكنهُ
لا يعرف بأن دقائق قليلة فقط تفصلني عن قتله وإرساله إلى الجحيم خلف شقيقه...
أوقفت سيارتي بعيدًا عن قصر العدو حيث لا يمكن أن يشعر بي أحد من رجال الأمن..
نظرت من خلال المنظار الخاص بالسيارة إلى القصر وراقبت حركة العدو بعناية..
سيارتي كانت مُجهزة بمعدات مراقبة وأجهزة حديثة للتنصت عن بُعد.. ضغطت على
لوحة التحكم أمامي وشغلت جهاز التنصت..
استطعت سماع بوضوح حديث غوركي مالكوفيتش مع هون كين وما يُخطط لفعله بطفلتي
بانبي..
شعرت بغضب عارم وغير مسبوق عندما اكتشف ما سيفعله غوركي بزوجتي التي خطفها..
كان ذلك الغضب يغمرني وسيطر عليّ بشكلٍ كبير.. وشعرت بأنني أحترق من الداخل.. لقد
شعر بالخيانة الكبيرة التي وقعت على عائلتي وأحبائي و زوجتي.. وقد عزز هذا الشعور
رغبتي في الانتقام وتحقيق العدالة بنفسي...
فتحت باب السيارة بهدوء وترجلت منها ولكن قبل أن أفتح الباب الخلفي تجمدت
بذهول ثم تحركت بسرعة وسحبت مسدسي عن خصري ورفعتهُ أمامي عندما رأيت سيارات رباعية
الدفع تقترب مني وتقف بهدوء أمامي..
نظرت بغيظ أمامي ثم أخفضت السلاح عندما رأيت إيثان يترجل من سيارته
الرباعية الدفع واقترب مني وهو يبتسم بمرح..
تأملتهُ بغيظ وسألتهُ بحدة
" ما الذي تفعلهُ هنا إيثان؟ "
وقف أمامي وقال ببساطة
" لم أكن أعرف بأنك أناني بيلاتشو.. دائما ترغب بالحصول على المرح
بمفردك.. كما ترى أتيت برفقة أفضل رجالي لمُساندتك في حربك.. وطبعا أتيت لأتأكد
بنفسي بأنك ستبقى على قيد الحياة وتنقذ صغيرتي بانبي "
تأملتهُ بحقد وهمست من بين أسناني بحدة
" إياك أن تنادي زوجتي بانبلينا بصغيرتك مرة أخرى وإلا سحبت لسانك من
مكانه "
اشتعلت نار الغيرة في عروقي عندما ضحك إيثان بمرح وسألني ببراءة اللعين
" لماذا بيلاتشو؟.. هل تغار على زوجتك مني أنا؟ "
اشتعلت عيناي بنار الغضب وانتابتني رغبة قوية لأقتل هذا المعتوه.. ولكن
لأجعله يفقد أعصابهُ كما فعل بي تأملتهُ بنظرات خبيثة وقلتُ له بهدوء
" ولماذا سأغار منك بوربون؟.. فأنتَ لديك زوجة جميلة جداً وناعمة بجسد
مثير جداً.. الجميع يحسدونك على شارلي.. في الحقيقة أنتَ لا تستحقها "
كتمت ضحكتي عندما انتفض مونرو وتأملني بغضب وهمس بفحيح
" تباً لك مونرو.. إياك أن تتكلم عن زوجتي أمامي.. ما زلتُ لا أستطيع
نسيان بأنك أخذتها مني في الملهى الليلي وكنتَ ستنال منها.. حقير "
لم أستطع إخفاء ابتسامتي السعيدة أمامه.. تأملتهُ بنظرات تقدير واحترام ثم
كلمتهُ بجدية قائلا
" في تلك الليلة منذ سنوات كانت بداية غريبة لصداقتنا الغريبة.. لا
تقلق إيثان فزوجتك بالنسبة لي ليست سوى زوجة شقيقي "
تجمدت نظرات إيثان على وجهي ولدهشتي الكبيرة اقترب وعانقني بأخوية لثواني
ثم ابتعد عني وقال بسعادة
" لي الشرف الكبير بأن يكون لي أخ مثلك مونرو.. والآن أخي تعال لننقذ
زوجتك ونقتل هؤلاء العاهرين.. دع الجميع يرون الليلة في إيطاليا كيف يكون ثأر
الأسد مونرو بيلاتشو "
تأملتهُ بتقدير وشكرتهُ ثم بدأت أشرح لرجال إيثان خطتي وكيف سنبدأ هجومنا
الليلة..
حمل الرجال جميعهم أسلحتهم وذخائرهم وبدأوا يتفرقون وتسللوا حول القصر
واختبئوا بانتظار إشارتي لهم..
فتحت الباب الخلفي لسيارتي وأخرجت أر بي جي وأسنده على كتفي السليم.. وقف
إيثان بجانبي وقال بقلقٍ واضح
" مونرو.. أنتَ تلقيتَ اليوم رصاصة في كتفك الأيمن.. دعني أحمل أر بي جي
عنك "
تأملتهُ بنظرات جادة وأجبته
" أنا لستُ مُقعداً إيثان.. يمكنني التحمل.. كل ما عليك فعله أن تتبع
خططي بحذافيرها.. والأهم أن تبقى على قيد الحياة "
استدرت ومشيت عدة خطوات ثم وقفت ونظرت بحقد أعمى إلى القصر.. عندما تنصت
قبل وصول إيثان اكتشفت بأن بانبي موجودة في غرفة داخل قبو من الجهة الجنوبية للقصر..
لذلك ما سأفعله الآن لن يوقع أي أضرار جسيمة على القبو الجنوبي..
وقفت بثبات ونظرت بكره إلى القصر وأطلقت صاروخاً باتجاهه..
وقفت باستمتاع أُشاهد الجزء الشمالي من القصر يشتعل بكامله.. وهذه كانت
إشارتي لرجال إيثان ليبدأوا بالهجوم
رميت أر بي جي بعيداً ثم أمسكت بندقية تشيكا تيكا.. والتي تتميز بدقتها
وسرعة إطلاق النار.. كما أنها موثوقة وسهلة الاستخدام فهي تتسع لحوالي 16 إلى 20
طلقة.. ويمكنها إطلاق نيران بسرعة تصل إلى 800-1000 طلقة في الدقيقة مما يجعلها
بندقية قوية وفعالة في المعارك.. وأنا أُفضل استخدامها دائما..
دمر إيثان بوابة القصر الخارجية بقنبلتين يدوية ورأيت رجال غوركي و هون كين
يطلقون النار بعشوائية وهم يحاولون إيجاد مواقع رجال إيثان لكن دون جدوى.. رأيت
باستمتاع سقوط معظمهم واحدا تلو الآخر وتقدم إيثان برفقة رجاله إلى ساحة القصر..
رفعت بندقيتي وبدأت بإطلاق النار على حُراس ذلك القذر.. مشيت فوق حُطام
البوابة الحديدية وألقيت قنبلة يدوية باتجاه مدخل القصر الرئيسي..
إيثان كانت مهمته حمايتي لحين دخولي إلى القصر وفعل ذلك بنجاح.. دخلت إلى
القصر وبدأت بإطلاق نار بكثافة باتجاه الحُراس الذين ظهروا أمامي فجأة من على
السلالم..
ركضت واحتميت خلف العامود الضخم.. حركت رأسي قليلا واختلست النظر باتجاه
السلالم.. رأيت خمسة حراس ينزلون ويقفزون فوق الجثث الحُراس الذين قتلتهم منذ
قليل.. خرجت من مخبأي وأطلقت النار عليهم بسرعة وبمهارة..
تخلصت منهم واقترب بهدوء أتأمل الركام في القصر الذي أحدثه صاروخي.. شعرت
بحركة على يميني وفورا التفت ونظرت من النافذة بجانبي ورأيت هون كين يتسلل من
الباب الخلفي للقصر برفقة بعض من حُراسه وركب في سيارته..
الحقير والجبان يريد الهروب.. ابتسمت بسخرية ثم حطمت الزجاج بقاعدة بندقيتي
وصوبت باتجاه خزان الوقود للسيارة وبدأت بإطلاق النار باتجاهه طلقة تلوى الأخرى
والأخرى.. وفي الطلقة الرابعة وبينما السيارة كانت تتجه بسرعة نحو المدخل الخارجي
المُحطم انفجرت السيارة واشتعلت النيران بها..
تخلصت من أول حقير ولكن تبقى لي الثاني..
نظرت إلى الخلف ورأيت بغضب النيران بدأت تنتشر في أرجاء القصر.. لذلك قررت
أن أتحرك بسرعة وأبحث عن طفلتي الجميلة..
ركضت في ممر واسع ورأيت أمامي حارس يخرج من باب جانبي وهو ينظر أمامهُ بذعر..
ركضت مُسرعاً باتجاهه وضربتهُ بعنف بقاعدة البندقية فسقط على الأرض.. ركلت رأسهُ
بقدمي حينما حاول الجلوس فسقط على الأرض وهو يتأوه بألم..
وضعت بندقيتي جانبا وانحنيت وأمسكت ياقة قميصه ورفعته قليلا وهتفت بوجهه
بحدة
" أين هي زوجتي أيها الحقير؟.. وأين هو ذلك السافل غوركي؟.. تكلم
"
تأملني بنظرات خائفة ولكنهُ لم يتكلم.. وهنا عرفت بأنه روسي ولم يفهم لغتي
الإيطالية.. لكمتهُ بكامل قوتي على وجهه وأعدت سؤاله باللغة الروسية عن مكان زوجتي
و السافل غوركي..
أجابني الغبي بذعر بالروسية
" إنهما في الأسفل في الطابق السفلي الثاني.. أرجوك لا تقتلني "
صفعت خدهُ بخفة وقلتُ له بالإيطالية
" أحسنتَ أيها المعتوه.. لكني للأسف سأُرسلك إلى الجحيم "
سحبت المسدس عن خصري ووضعت فوهته على جبهة الغبي وأطلقت النار ببرود أعصاب..
رميتهُ بقرف ثم ثبت مسدسي على خصري وحملت بندقيتي ووضعت في الخزان الذخيرة ثم حركت
الأنبوب الناقل للذخيرة وهو الجزء الذي يقوم بنقل الذخيرة من الخزان إلى الأجزاء
الأخرى من البندقية.. تحركت بحذر ودخلت من الباب الذي خرج منهُ ذلك الغبي منذ
قليل...
نزلت السلالم بهدوء وفجأة ظهر أمامي رجلين مسلحين يصعدان السلالم بخوف..
توقفا أمامي ونظرا إليّ بذهول.. تحركت بسرعة وركلت الأول على معدته ثم أطلقت النار
باتجاه قلبه قبل أن يسقط عن السلالم.. أما الثاني حركت بندقيتي بسرعة وأطلقت في
وسط جبينه رصاصة جميلة بداخله..
تابعت النزول ولكن عندما وصلت إلى الدرجة الأخيرة شاهدت بذهول رصاصة تدخل
في الحائط القريب من وجهي..
شتمت بغضب ونظرت بسرعة باتجاه اليسار ورأيت حارس لعين يحاول اطلاق النار
باتجاهي لكنني كنتُ أسرع منه إذ رصاصتي دخلت مباشرةً في وسط قلبه وسقط على الأرض
بسرعة..
وجهت بندقيتي باتجاه الأمام بينما كنتُ أفتح بابا تلو الآخر بحثاً عن
بانبي.. دخلت في ممر طويل ورأيت ذلك العاهر غوركي يرتدي روب حمام أسود اللون كان
يركض في الممر أمامي برفقة ثلاثة رجال هاربا مني طبعاً.. لكن بانبي لم تكن معه وهذا
أقلقني..
توقف غوركي بذعر عندما شاهدني أقف أمامهُ وأنا أُصوب البندقية باتجاهه..
رأيت الجبان غوركي يهتف بذعر ودفع حراسه أمامهُ ثم استدار وبدأ يركض هارباً
مني..
لماذا لم أطلق النار عليه بينما كان بإمكاني وبسهولة فعل ذلك.. السبب بسيط
جداً.. أنا أريدهُ على قيد الحياة لأستمتع بتعذيبه.. قتلي لهُ بسهولة سيكون رحمةً
مني لا يستحقها..
هجموا الحراس الثلاثة عليّ فقررت أن أتسلى قليلا معهم.. وضعت البندقية على
الأرض وأسندتُها على الحائط ثم انتظرت الحراس الثلاثة بهدوء..
وفور اقترابهم مني بدأ القتال بيننا بشراسة وبهجوم قوي.. رغم إصابة كتفي
إلا أنني استخدمت مهارتي في الفنون القتالية بكل قوته وشجاعته.. ومع كل لحظة تمر
كانت قوتي تزداد أضعافاً..
الأول كسرت ساقهُ اليمنى ثم عنقه.. أما الثاني خلعت كتفهُ الأيمن ثم سحبت
السكين من يده وغرزته داخل عنقه بكامله إلى الداخل.. أما الثالث هاجمتهُ بقوة..
وكانت الضربات تتبادل بيننا بشكل سريع وعنيف..
كلانا كان يستخدم مهاراته بالفنون القتالية بشكل رائع وباحترافية.. نظرت
إلى مساعد غوركي والذي أعرفهُ جيداً.. ديميتري القذر.. نظرت إليه بحدة بينما كنتُ
أتصدى لكماته وقلتُ له بحقد باللغة الروسية
" أصبحتَ ضعيفاً ديميتري.. ماذا حدث لك؟.. لقد كنتَ بطل الملاكمة في
روسيا لعدة سنوات.. يبدو بأنك فقدتَ مهارتك أمامي "
تأملني بحقد وهتف بحنق بينما كان يحاول لكم كتفي المصاب لكنني أمسكت بقبضة
يده ولويت ذراعه إلى الخلف
" تبا لك بيلاتشو.. لن تستطيع النيل من غوركي أبداً..
ااااااععععععع... "
هتف بألمِ شديد عندما كسرت ذراعه ثم لكمتهُ على أنفه وبعدها وجهت له ضربة
قاضية على صدره باتجاه القلب..
رجع خطوتين إلى الخلف ونظر إليّ بذعرٍ شديد ورأيت الدماء تسيل من ركن فمه
ثم سقط أمامي على ركبتيه.. وقفت جامداَ أتأملهُ بهدوء لحين توقف قلبه عن النبض..
فالضربة التي وجهتها إلى قلبه تُفجر الأوعية الدموية بداخله ويحتاج إلى ثلاثون
ثانية فقط حتى يتوقف قلبه تماما عن النبض..
وهذا ما حدث لـ ديميتري.. فبعد ثلاثون ثانية ارتخى وسقط بهدوء جسده على
الأرض ورأيتهُ يُغمض عينيه ولفظ أنفاسه الأخيرة..
أمسكت بندقيتي وركضت في الممر الذي هرب منه غوركي ولكن رأيت باب أحمر أمامي
في نهاية الممر.. باب وحيد لونه أحمر..
رفعت البندقية أمامي ثم ركلت الباب بقوة.. وقفت جامداً بأرضي عندما رأيت
جسد بانبلينا على الأرض وبدا واضحا لي بأنها غائبة عن الوعي.. ولكن غوركي القذر
كان يقف أمام جسدها وهو يحمل بيده مسدسهُ ويوجه فوهة السلاح على رأسها..
دخلت بهدوء إلى الغرفة لكن توقفت بسرعة عندما هتف غوركي بحدة
" اوه لا بيلاتشو.. إن اقتربتَ خطوة واحدة أخرى سأُطلق النار على رأس
زوجتك الجميلة.. لذلك من الأفضل لك أن ترمي البندقية بعيداً وتُنفذ كلامي بالحرف
الواحد "
تأملتهُ بنظرات قاسية ثم حركت نظراتي باتجاه وجه بانبي الشاحب.. نبض قلبي
بعنف عندما شعرت بأنها لا تتنفس.. وشحب وجهي عندما استقرت نظراتي على أثار الأصابع
على عنقها..
رفعت نظراتي إلى وجه غوركي وهتفت بجنون
" أيها العاهر.. قتلتَ زوجتي.. سأشرب من دمك أيها السافل "
وما أن تحركت باتجاهه توقفت بسرعة عندما رفع غوركي المسدس باتجاهي وهتف
بحدة
" لا بيلاتشو إياك أن تتحرك.. للأسف زوجتك الجميلة لم تمُت.. كنتُ على
وشك مضاجعتها ولكنها شرسة جداً.. المهم حاولت خنقها وقتلها ولكنك مع الأسف وصلت في
اللحظة الأخيرة وأنقذتها من الموت.. لذلك أي حركة منك سأقوم بتفجير رأسها بسلاحي..
"
ابتسم الحقير بخبث وتابع قائلا بتهديد بينما كنتُ على وشك الانفجار من
الغضب
" هيا بيلاتشو.. ارمي البندقية باتجاهي مثل الولد المُطيع "
من أجل سلامة طفلتي نفذت كلامه بسرعة.. رميت البندقية باتجاهه على الأرض
ورأيتهُ يركلها بقدمه إلى الخلف قليلا.. ابتسم غوركي ابتسامة شريرة وقال بحقد
" كما أرى الآن أنتَ ضعيف أمام نسائك بيلاتشو.. ههههه.. أحمق.. سأنتقم
منك الآن لأنك قتلتَ شقيقي بسبب حبيبتك الأولى الحقيرة.. سأقتلك الآن وبعدها سأحصل
على زوجتك وعلى منصبك في المافيا.. أنا ربحت وأنتَ خسرت بيلاتشو "
حرك ذراعهُ باتجاهي وبذهول رأيته يُطلق النار عليّ.. شهقة متألمة خرجت من
فمي عندما أصابت الرصاصة كتفي اللعين المُصاب.. ترنح جسدي إلى الخلف ورفعت ذراعي السليمة
وضغطت بقوة على كتفي في المكان الذي اخترقته الرصاصة..
ضحك غوركي بشر وهو يقترب مني ولكمني بعنف على وجهي لأرجع عدة خطوات إلى
الخلف.. تأملني بنظرات حاقدة وقال بفحيح
" قاتلني الآن أيها الضعيف.. أرني ما لديك بيلاتشو "
ضغطت على أسناني بقوة وزمجرت بغضب ورغم الألم الشديد في كتفي إلا أنني بدأت
بمُقاتلته والتصدي بكامل قوتي لضرباته ولكماته..
المعركة كانت عنيفة وساخنة بيننا.. حيث كان كل منا يحاول السيطرة والتغلب
على الآخر بأي ثمن.. ولكن رغم إصابتي في
كتفي للمرة الثانية اليوم كنتُ أكثر حظًا في هذه المعركة.. تمكنت من تفادي ضربات غوركي
بذكاء وسرعة.. ووجهت لهُ اللكمات بذراعي السليمة..
ركلت غوركي بقوة على معدته فتراجع إلى الخلف بعيداً عني وسقط بعنف على
الأرض.. مشيت بخطوات بطيئة باتجاهه لكن القذر رفع ساقه وركلني بقوة على ركبتي فسقطت بعنف على ظهري على الأرض..
حاولت الوقوف لكن رأيته يقف أمامي وهو يضحك بمرح.. رفع المسدس باتجاه رأسي
وقال بحقد
" الوداع مونرو بيلاتشو "
وصوت طلقة نارية خرقت أذناي وشعرت بثقلٍ شديد يسقط على جسدي وبعدها لا شيء...
شهقة جميلة سمعتُها ثم تبعتها شهقة أخرى وسمعت طفلتي تبكي وهي تهتف بجنون
" مونروووووووو.. حبيبي.. حبيبي... "
فتحت عيناي ورأيت جسد ذلك القذر فوق صدري.. رفعت رأسي وأبعدت جسدهُ عني ثم
نظرت بحنان إلى زوجتي الجميلة بانبلينا رغم الألم الذي فتك بكتفي..
ابتسمت لها بوسع بينما كنتُ أنظر إليها وهي تمسك بندقيتي وتبكي بسعادة..
نظرت بحنان كُلي إليها وهمست برقة
" طفلتي الجميلة.. لقد أنقذتِ حياتي للتو "
رأيت دموعها تسيل بكثافة على وجنتيها ثم ضحكت بسعادة ورمت بندقيتي بعيداً
وركضت وجثت أمامي وعانقتني بشدة وهي تبكي بسعادة وتهتف بعدم التصديق
" أنتَ لم تمُت حبيبي.. أنتَ هنا.. اه أسدي كم تألمت عندما ظننتُك
فارقتَ الحياة.. اه حبيبي كم أُحبك "
اعترافها بحبها لي جعلني أشعر بغصة مؤلمة في صدري.. أغمضت عيناي ورأيت
أمامي وجه رالبيكا وهي تبتسم لي بسعادة ثم بدأت رالبيكا تبتعد وتبتعد وتبعد شيئاً
فشيئاً حتى اختفت كليا..
فتحت عيناي بذهول ورأيت إيثان برفقة البعض من رجاله يدخلون إلى الغرفة..
وقف إيثان أمامنا وتنهد براحة وقال بمرح
" مستحيل أن لا تُصيبك رصاصك لعينة بيلاتشو.. أيها الوغد لقد أخفتني
عليك.. اوه مرحبا صغيرتي "
ابتعدت بانبي عني ثم وقفت ونظرت إلى إيثان بخجل ثم رمت نفسها في أحضانه
وقالت ببكاء
" إيثان.. إيثان.. "
نظرت بغضب إلى إيثان بينما كان يُعانق زوجتي.. رفعت ذراعي السليمة وأشرت له
نحو عنقي بأنني سأقطع لهُ عنقهُ.. ثم أشرت له بـ عيناي حتى يبتعد عن زوجتي..
اللعين ضحك بسعادة وسمعتهُ بغيظ يقول لصديقه لوكاس
" لوكاس.. ما رأيك أن تساعد الأسد بيلاتشو ليقف.. أظنهُ سيحترق في
مكانه "
اقترب لوكاس لمساعدتي لكنني دفعت يده بعيدا عني ووقفت بجهُد ونظرت إلى
إيثان بحدة ثم نظرت إلى جسد غوركي وابتسمت بخبث.. الحقير ما زال يتنفس..
أمرت إيثان بإخراج بانبي من القصر بسرعة قبل أن تصل النيران إلى هنا.. ثم
أمرت رجاله بحمل غوركي وخرجت من القصر وذهبنا إلى أقرب مستشفى لكنني أمرت رجال
إيثان بأخذ الحقير غوركي بسرية تامة في سيارة إسعاف إلى مستشفى ماركو بوربون..
وقفت بانبلينا أمامي في قسم الطوارئ وهي تتأمل الطبيب وهو يُداوي كتفي.. إصابتي كانت طفيفة فالرصاصة دخلت في الطرف العلوي لكتفي ومزقت الجلد فقط.. من حُسن
حظي طبعا ولكن الألم كان لا يُحتمل..
عندما وصلنا إلى المستشفى طلبت من الأطباء بمعاينة بانبي أولا.. وعندما
تأكدت بأنها بخير سمحت لطبيب الطوارئ بمعالجتي..
عندما انتهى الطبيب وقفت ونظرت برقة إلى طفلتي.. رفعت يدي وداعبت وجنتها
بأصابعي ثم قلتُ لها بحنان
" كنتِ شجاعة جداً اليوم طفلتي.. أنقذتِ حياتي من الموت "
احمرت وجنتيها بشدة ثم نظرت بفزع في عمق عياني وقالت بذعر وبصوتٍ مُنخفض
" هل قتلته؟.. إلهي.. لقد أصبحت مُجرمة.. هل سيتم إلقاء القبض عليّ
الآن؟ "
قهقهت بقوة ثم أجبتُها برقة
" لا تخافي بانبي.. ذلك الوغد لم يمُت لسوء حظه.. وطالما أنا على قيد
الحياة وأتنفس لن أسمح لأحد بأذيتكِ "
تأملتني بانبي بخجل ثم تحولت نظراتها إلى حزينة وسألتني بحزنٍ عميق
" كتالينا و بابلو هل.. هل نجو من.. "
توقفت بانبي عن التكلم وهنا أظلمت عيناي ونظرت بألم بعيداً وقبل أن أُجيبها
سمعت صوت إيثان يقول
" إنهما بخير.. لا تقلقي صغيرتي "
توسعت عيناي بذهول والتفت بسرعة باتجاه اليسار ونظرت إلى إيثان بغضب هاتفاً
" لا تكذب إيثان.. في النهاية بانبلينا ستعرف الحقيقة عاجلا أم أجلا..
كتالينا ماتت.. شقيقتي الصغيرة رحلت.. خسرتُها إلى الأبد "
هتفت بقهر في النهاية وبعذاب.. لم أستطع إخفاء الألم في قلبي.. وقبل أن أنهار
أخيرا أمامهما سمعت إيثان يقول بتعجُب
" ما الذي تتكلم عنه بيلاتشو؟!.. من أخبرك بأن كتالينا ماتت؟.. ماركو
بنفسه اتصل بي وأخبرني بأنهُ من أجرى العملية لها و لـ باغو بالوفا.. وهما بخير..
كاتي وطفلها بخير "
توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة كبيرة
" ما اللعنة!!!!.. كاتي ما زالت على قيد الحياة؟!!.. صغيرتي لم
تمُت!!!!.. سأقتله.. اوه نعم سأقتل ذلك السافل واللعين.. سأقتله الآن "
صحيح كنتُ في قمة سعادتي لاكتشافي بأن شقيقتي بخير.. ولكن غضب أعمى تملكني
عندما اكتشفت بأن ذلك العاهر طبيب الطوارئ في مستشفى بوربون أخذني إلى غرفة الخطأ
وجعلني أظن بأن كاتي ماتت وتركني أتمزق بوجعٍ كبير بداخلي..
وقفت وأمست بذراع بانبي وجذبتها خارجا من المستشفى.. أمرت أحد رجال إيثان
بأخذ بانبي إلى قصري في الريفي في سان فينديميانو في مقاطعة تريفيزو الواقعة في الشمال
قرب حدود دي فالكوني..
ساعدتُها بالجلوس في المقعد الخلفي وقلتُ لها قبل أن أُغلق الباب
" سوف تكونين بخير في قصري هناك.. لدي مشكلة صغيرة يجب أن أحلها
وبعدها سأذهب إلى القصر.. أراكِ قريباً طفلتي "
أغلقت باب السيارة وأمرت لوكاس بأخذ زوجتي إلى قصري في الريف.. وقف إيثان
خلفي وأعطى العنوان لصديقه ثم بعد ذهابه وقف أمامي وكتف يديه على صدره وقال بحدة
" ما الذي أصابك فجأة مونرو؟.. أخبرني بصدق "
نظرت إليه بحدة وهتفت بغضب أعمى
" ذلك الحقير الطبيب الذي يعمل في مستشفى شقيقك ماركو جعلني أتمزق من
الداخل بسبب غبائه.. إن لم أُلقنهُ الليلة درسا لن ينساه لن يكون اسمي مونرو
بيلاتشو "
استدرت ومشيت باتجاه سيارتي ولم أهتم لصراخات إيثان باسمي..
قدت سيارتي بسرعة قصوى باتجاه مستشفى بوربون.. وعندما وصلت أوقفتها بعنف
أمام مدخل قسم الطوارئ.. ترجلت منها ودخلت وفوراً رأيت ممرضة تقف أمامي وهي
تتأملني بإعجاب ثم بقلق عندما استقرت نظراتها على كتفي المصاب..
" سيدي أنتَ بخير؟.. كيف يمكنني مساعدتك؟ "
نظرت إليها بحدة ثم ابتسمت بخبث وسألتها بهدوء قائلا
" في الظهيرة كان يوجد طبيب في قسم الطوارئ اهتم بي.. أظنهُ الطبيب المسؤول
عن القسم.. هل تعرفين اسمه؟.. وأين يمكنني أن أجدهُ الآن؟ "
تأملتنا بنظرات مغرية وقالت
" اوه تقصد الطبيب ستيفانو كافيلو.. إنهُ المسؤول عن قسم الطوارئ في النهار..
آسفة سيدي.. فالطبيب ليس متواجد حالياً في المستشفى "
لعنت بداخلي بغضب ثم اقتربت منها وسألتُها بنبرة مثيرة قائلا
" هل يمكنكِ بطريقةٍ ما أن تجدي لي عنوان منزله؟ "
تأملتني بتوتر مُصطنع ثم همست بإغراء قائلة
" سأفعل أي شيء لمساعدتك سيد.... "
أجبتُها بسرعة
" بيلاتشو.. مونرو بيلاتشو "
توسعت عينيها وتأملتني بسعادة إذ يبدو بأن هذه الغبية سمعت باسمي مُسبقا..
ابتسمت بوسع وقالت
" سيد بيلاتشو.. أنا محظوظة جداً لأنني تعرفت عليك شخصياً.. ومن أجلك سأخرق
سياسة المستشفى وأعطيك عنوان الطبيب ستيفانو.. انتظرني قليلا لو سمحت.. لن أتأخر
"
قلبت عيناي بملل عندما استدارت وتوجهت نحو مكتب الاستعلامات.. ثواني قليلة
عادت وهي تحمل بيدها ورقة صغيرة.. سلمتني الورقة ولدهشتي كان مكتوب عليها أرقام..
رفعت نظراتي وتأملت تلك الغبية أمامي عندما قالت بحياء مصطنع
" هذا رقم هاتفي سيد بيلاتشو.. اسمي هو فرانشيسكا.. اتصل بي ساعة ما
تشاء إن احتجت لأي خدمة خاصة مني "
هذه العاهرة سأقتلها الآن.. فكرت بغضب بفعل ذلك ولكن هدأت عندما سمعتُها
تتابع قائلة بنبرة مثيرة
" أما عنوان الطبيب فهو شارع مونتي كاريتو الخامس في دي فالكوني.. منزل
رقم سبعون في نهاية الشارع "
ابتسمت برضا تام واقتربت منها ثم أخفضت رأسي وهمست بأذنها
" أشكركِ على مساعدتكِ لي فرانشيسكا.. ولكن أعتذر منكِ فأنا متزوج..
احتفظي برقم هاتفك لرجل أعذب.. وفي المرة القادمة إياكِ أن تخترقي سياسة المستشفى
وتوزعي عناوين الأطباء لكل شخص غريب تلتقين به.. سأخبر ماركو عنكِ ليطردكِ "
شهقت الممرضة بذعر بينما كنتُ ابتعد عنها ثم وضعت الورقة في جيب ردائها ومشيت
باتجاه الاستعلامات.. سألتُها عن رقم غرفة شقيقتي وأخبرتني الموظفة بأن كاتي ما
زالت في غرفة العناية الليلة بأوامر من الطبيب ماركو شخصيا..
شكرتُها وغادرت المستشفى وتوجهت مُسرعاً إلى عنوان ذلك الطبيب السافل...
روزاليا كافيلو**
ابتسمت بسعادة عندما رأيت شقيقي ستيفانو يدخل إلى المنزل.. ركضت باتجاهه
ورميت نفسي عليه وعانقتهُ بقوة هاتفة بسعادة
" ستيفانو.. أخيراً أتيت.. لماذا تأخرت؟ "
بادلني شقيقي العناق ثم ابتعد عني وقال بإرهاق
" اليوم كان حافلا في المستشفى.. لقد استقبلنا عددا كبيراً من الجرحى..
لذلك تأخرت صغيرتي "
دخل ستيفانو إلى المطبخ الصغير وتابع قائلا بمرح
" أتضور جوعا صغيرتي.. أستطيع تناول فيلا الآن "
قهقهت بمرح ثم قلتُ له بينما كنتُ أركض باتجاه الثلاجة
" لقد طهوت لك سباجيتي بالخضار.. دقائق قليلة وسأقوم بتسخينها لك
"
نظرت بسعادة إلى شقيقي الوحيد ستيفانو.. شقيقي هو رئيس قسم الطوارئ في أهم
مستشفى في إيطاليا كلها.. مستشفى بوربون..
ستيفانو بالنسبة لي هو الحياة كلها.. لقد قام بتربيتي بنفسه بعد أن هجرتنا
والدتنا عندما كنتُ مجرد طفلة في السادسة من عمرها.. أمي تخلت عنا لأنها أغرمت
بشاب أصغر منها في السن.. طلبت الطلاق من والدي المسكين وغادرت المنزل إلى الأبد..
شقيقي ستيفانو كان في السادسة عشر في ذلك الوقت.. اعتنى بي واحتضني وقام
بتربيتي بنفسه خاصةً عندما توفي والدنا بعد مرور ستة سنوات..
تنهدت بقوة ووضعت الطبق على الطاولة وقلت لشقيقي بسعادة
" ذهبت اليوم للبحث عن عمل.. ووجدت بالصدفة عمل محترم في قصر
الماركيز.. سأكون مُساعدة لشقيق زوجة الماركيز رومانوس دي فالكوني.. هل تصدق
ذلك؟.. لقد اختارتني الماركيزة بنفسها من بين آلاف الفتيات الذين تقدموا لهذه الوظيفة..
سأبدأ العمل بعد أسبوع.. فكما فهمت شقيقها مُقعد ويحتاج لعلاج فيزيائي مُكثف حتى
يُشفى بسرعة ويستطيع السير.. و الماركيزة تريدني أن أكون مرافقة لشقيقها والسكرتيرة الخاصة به.. فهو لديه شركة في إنجلترا وكان يريد من يساعده بإدارة شركته هنا.. لو
ترى الماركيزة ماريسا كم هي جميلة وطيبة القلب لــ.. "
قاطعني ستيفانو بحزن قائلا
" روزاليا.. لماذا تقدمتِ لهذه الوظيفة؟.. سبق وتكلمنا بهذا الموضوع..
لا أريدكِ أن تعملي.. أستطيع التكفل بجميع مصاريفكِ صغيرتي.. فأنا راتبي جيد.. ويكفي
لكلينا.. اتصلي في الصباح واعتذري من الماركيزة و... "
نظرت إليه بحزن وقاطعته قائلة بقهر
" يكفي ستيفانو.. أنا راشدة.. أصبحت في الثالثة والعشرين من العمر وما
زلتَ تُعاملني كأنني طفلة صغيرة.. لقد تخرجت منذ سنة ولدي شهادة بإدارة الأعمال
والسكرتارية.. ولم تسمح لي بأن أعمل في مجال اختصاصي.. لو سمحت لا تعترض.. هذه
الوظيفة ستجعلني أحــ... "
توقفت عن التكلم ونظرت باتجاه الباب بذهول عندما سمعت صوت طلقة نارية ثم
صوت ارتطام عنيف
توسعت عيناي بذعرٍ شديد عندما رأيت رجل غريب يحمل سلاحا بيده يقتحم منزلنا ودخل
بعد أن ركل الباب.. نظرت إلى شقيقي وهتفت بفزعٍ شديد
" ستيفانو.. ستيفانووووو... "
ركضت واختبأت خلف شقيقي الذي وقف وتجمد بذهول وهو ينظر إلى ذلك الرجل
المُسلح..
ارتعشت بعنف عندما سمعت شقيقي يهمس بخوف
" سيد مونرو.. مــ.. ماذا تفعل في منزلي؟.. لماذا اقتحمتَ منزلي الآن وترفع
السلاح في وجهي؟ "
بدأت أبكي بخوف بينما كنتُ أحتمي خلف جسد شقيقي.. سمعت ذلك الرجل المُخيف يهتف
بغضب
" بسببك أيها الغبي احترق قلبي على شقيقتي.. بسبب غبائك اللعين أخذتني
إلى غرفة عمليات شقيقتي ليست بداخلها.. وبسببك أيها الأحمق ظننت شقيقتي ماتت..
والآن سأقتلك لأخلص العالم من غبائك اللعين ولأنتقم منك لأنك جعلتني أرى الجحيم
أمامي "
رأيتهُ يُحرك أصبعه على الزناد وهنا صرخت بعنف وقفزت ووقفت أمام ستيفانو
أحميه بجسدي.. نظرت إلى ذلك الرجل المجنون بذعر ولكن رغم خوفي الكبير منه هتفت
ببكاء
" لن أسمح لك بقتل شقيقي.. إن كنتَ تريد قتله عليك أن تقتلني أولا
"
تأملني ذلك الرجل بنظرات مُخيفة ثم سأل ستيفانو بنبرة هادئة مُخيفة
" هل هذه شقيقتك؟ "
أجابه شقيقي بفزع موافقا وحاول ابعادي من أمامه لكنني تجمدت بثبات ولم أتحرك
لانشٍ واحد لأحمي شقيقي..
ارتعش جسدي بخوف عندما اقترب ذلك الرجل مني ثم دفعني بعيدا عن ستيفانو..
صرخت بخوف ظنا مني بأنهُ سيقتل أخي لكن تجمدت بذهول عندما سمعت ذلك الرجل المُخيف
يقول لشقيقي
" عادة الأغبياء أقتلهم دونَ أن يرف لي جفن.. ولكن سأنتقم منك على
طريقتي أيها الغبي.. سأجعل قلبك يحترق على شقيقتك كما أحرقت قلبي اليوم.. ربما
تتعلم درسك حينها "
نظر ستيفانو إليه بخوف وسأله
" ما الذي تقصده سيد بيلاتشو؟.. أرجوك لا تؤذي شقيقتي.. سأفعل أي شيء
تطلبه مني فقط لا تؤذي روزاليا.. كنتُ متوترا عندما وصلتَ سيدي إلى المستشفى وأخذتُك إلى غرفة مختلفة عن غير قصد.. صدقني أرجوك.. لم أقصد أي سوء و... "
قاطعه ذلك المدعو بـ مونرو قائلا بغضب
" يكفي.. لا رغبة لي بسماع المزيد من تبريراتك الغبية.. شقيقتك ستأتي
معي وتعمل خادمة في قصري.. وأنت غير مسموحا لك برؤيتها حتى أسمح لك بذلك "
تجمدت بذعر عندما سمعت ما قاله وبدأ شقيقي يعترض بخوف ويحاول أن يشرح له
سوء التفاهم الذي حصل في المستشفى.. ولكن مونرو بيلاتشو قال له بنبرة هادئة
" عليك أن تختار حضرة الطبيب.. إما أن تموت الآن برصاصة في وسط جبينك
أو تُسلمني شقيقتك "
وقبل أن يُجيب شقيقي هتفت بقوة
" سأذهب.. سأذهب سيدي برفقتك.. فقط أرجوك لا تقتل ستيفانو "
حاول شقيقي الاعتراض وحاول اقناعي بالعدول عن قراري لكنني رفضت و أصريت على
الذهاب برفقة ذلك الرجل المُخيف..
أمرني مونرو بيلاتشو حتى أنتظره أمام مدخل الباب.. وبينما كنتُ أقف وأبكي
بخوف سمعتهُ يُهدد شقيقي بعدم الاتصال بالشرطة وإلا قتلني..
شهقت بفزع عندما اقترب من المدخل وأمرني لأتبعه ثم أمرني بالصعود داخل
سيارة رباعية الدفع سوداء اللون ومُصفحة..
شهقت بقوة عندما قاد السيارة بعيدا عن منزلي ورأيت شقيقي يركض خلف السيارة
وهو يبكي ويهتف باسمي.. ولكننا ابتعدنا كثيراً عنه ولم يعد باستطاعتي رؤيته..
انتفضت بذعر عندما هتف بغضب بينما كان يقود بسرعة مُخيفة
" اكتمي شهقاتكِ اللعينة وتوقفي عن البكاء أيتها الغبية.. يبدو بأن
الغباء وراثة في عائلتكم.. لا تخافي يا فتاة فلن أكلكِ.. وأنا لستُ بمغتصب حقير..
كما أنني متزوج والخيانة ليست من طبعي "
بلعت شهقاتي بذعر وتوقفت عن البكاء ونظرت إليه بدهشة كبيرة بسبب تصريحهُ
الغريب.. تنهد مونرو بقوة وقال بنبرة هادئة
" لا تخافي مني.. كنتُ غاضب لحد اللعنة بسبب غباء شقيقكِ.. ثم يومي
كان حافل جداً.. كم عمركِ يا فتاة؟ "
أجبتهُ بخوف وبصوتٍ مُنخفض
" ثلاثة وعشرون سيدي "
همهم بهدوء ثم سألني
" ما هو اسمكِ الكامل؟ "
أجبته بخوف بأن اسمي هو روزاليا كافيلو.. نظر مونرو بيلاتشو إليّ بطرف
عينيه ثم استقرت نظراتهِ على الطريق وكلمني بنبرة هادئة حتى أتوقف عن الارتعاش
بخوف بجانبه
" صدقيني لا داعي لتخافي مني.. في الحقيقة لم أكن سأقتل شقيقكِ
الأحمق.. أردت فقط تلقينه درسا لن ينساه في حياته حتى ينتبه أكثر في عمله.. ثم
زوجتي في نفس عمرك وكذلك شقيقتي كتالينا.. سوف تتعرفين عليهما قريبا "
التزمت الصمت بينما كنتُ أتأمل كتفهُ المُصاب بخوف.. تنهد مونرو بقوة وتابع
قائلا بنبرة حنونة
" عادة أنا لا أُخيف الفتيات الجميلات باستثناء زوجتي بانبي.. المهم..
عندما نصل إلى قصري لن تتفوهي بحرف أمام أحد خاصة زوجتي عن ما حدث.. ولا تقلقي
أنتِ ضيفتي.. لن أحتجزكِ لوقتٍ طويل.. سأعيدكِ قريبا إلى شقيقكِ الغبي.. والآن
أخبريني ما هو تخصصكِ في الجامعة ربما أجد عذرا مقنعا لوجودكِ برفقتي "
شعرت بالراحة قليلا وبدأت أُخبره عن تخصصي ثم أخبرته بأنني وجدت عملا في
قصر الماركيز رومانوس دي فالكوني.. وأخبرته بأنني سأكون مرافقة وسكرتيرة شقيق
الماركيزة.. عندما انتهيت شهقت بذعر عندما أوقف السيارة بعنف في وسط الطريق
وتأملني بنظرات مُندهشة..
التصقت بالباب ونظرت إليه بفزع وسألتهُ بخوفٍ شديد
" سيدي لماذا توقفت؟.. هل ستقتلني وترميني هنا؟ "
لدهشتي الكبيرة بدأ يضحك بقوة ولم يتوقف عن الضحك سوى بعد لحظات طويلة..
تأملني بنظرات غريبة وقال بهدوء بينما تابع القيادة بسرعة
" أحيانا لا أستطيع أن أفهم القدر.. أهلا بكِ روزالينا في عالمي أنتِ و
ماثيو لودر "
نظرت إليه بتعجُب وسألته
" سيد بيلاتشو.. أنتَ على معرفة شخصية بالسيد ماثيو لودر شقيق
الماركيزة؟ "
أجابني بمرح موافقا وسمعتهُ بدهشة يقول
" سوف تلتقين به قريبا في قصري في الريف.. وبعدها في شركتي.. ماثيو
لودر يمكنكِ القول بأنني سأكون بمثابة العراب له "
قهقه بمرح ثم طلب مني أن أُخبر الجميع بأنني سكرتيرة ماثيو لودر الجديدة..
ثم التزم السيد الصمت بعدها وفعلت المثل..
ولكن طبعاً روزاليا كافيلو لا تعلم ما يخبئهُ لها المُستقبل....
كتالينا بيلاتشو**
مضى أسبوع بكامله وأنا ما زلت في مستشفى بوربون.. تحسنت كثيراً ولكن مونرو
رفض أن أخرج من المستشفى إلا عندما يتأكد بأنني تعافيت كليا من إصابتي..
لم أعترض بتاتا بل وافقت بسعادة على البقاء في المستشفى رغم كُرهي الشديد
لها.. وافقت لأنني عرفت بأن باغو موجود في المستشفى وهو يتعافى من إصابته..
بكيت كثيراً عندما استيقظت ورأيت نفسي في غرفة العناية المُشددة.. ظننت
بأنني خسرت طفلي وخسرت باغو.. ولكن عندما دخلت الممرضة طمأنتني بأنني لم أخسر
الجنين.. فسألتها عن باغو وبحزنٍ كبير سمعت ما حدث له.. لكن كان لدي أمل بأنهُ
سيتخطى الخطر وينجو.. عليه أن يعيش من أجل طفلنا..
في اليوم الثاني تم نقلي إلى غرفة فخمة في الطابق الثاني في المستشفى..
مونرو كان يزورني في كل يوم وأخبرني بكل ما حدث معه وبأنه أمر بترميم القصر في دي
فالكوني..
ثم بتوتر أخبرني بأنهُ وظف سكرتيرة لحبيبي ماثيو.. بينما كان يُخبرني بذلك
نظراتهِ لي أقلقتني.. لكن التزمت الصمت وقررت عدم البوح بالحقيقة لـ مونرو حتى لا
يذهب ويقتل باغو..
وفي يومي الأخير في المستشفى بعد مرور أسبوع كامل على تواجدي بها.. تسللت
من غرفتي في الصباح وذهبت لأرى باغو في غرفة العناية المُشددة..
وقفت أمام الزجاج أبكي بصمت بينما كنتُ أتأمل باغو على السرير والأسلاك
موصولة في قلبه وبطنه وذراعيه.. مسحت دموعي وهمست قائلة بألمٍ شديد
" عليك أن تعيش من أجلي ومن أجل طفلنا.. لن أُسامحك إن فارقتَ
الحياة.. أحبُك باغو "
تأملت وجهه الشاحب بحزن ثم استدرت وغادرت القسم وصعدت إلى غرفتي..
ما أن دخلت شهقت بذعر عندما رأيت مونرو يقف أمامي وهو يُكتف ذراعيه على
صدره.. أغلقت الباب بهدوء ووقفت أمامهُ وسألتهُ بتوتر
" مومو.. متى وصلتَ إلى هنا؟ "
تأملني بنظرات غريبة وأجابني ببرود
" منذ نصف ساعة تقريبا.. في البداية ظننت بأنهُ تم اختطافك.. لقد
عندما رأيت الغرفة مُرتبة ولا يوجد أي جثة عرفت بأنكِ ذهبتِ لتطمئني ربما على بابلو "
بلعت ريقي بقوة وأجبته
" اوه صحيح.. ذهبت لأطمئن عليه.. مسكين بابلو ما زال في غيبوبة..
أتمنى أن يستيقظ بسرعة "
" اجلسي "
أمرني مونرو بحدة ونفذت بسرعة.. جلست على الكرسي أمامه ونظرت إليه بتوتر..
اقترب مونرو وجلس على الكرسي بجانبي وقال بهدوء
" كاتي.. أنتِ تعلمين جيداً بأنني لا أتدخل في حياتكِ الشخصية ولا أضع
قيود على حياتكِ.. صحيح أرسلتكِ سابقا إلى فرنسا رغما عنكِ ولكن فعلت ذلك حتى
أُبعدكِ عن بابلو.. ولكن الآن أنتِ حامل بطفل.. الحياة لم تعُد مجرد لعبة وتسلية
وتمضية للوقت.. كنتُ سأخسركِ في ذلك النهار لأنكِ لم تسمعي كلمتي وتدخلين إلى
القصر برفقة بانبي "
نظرت إليه بحزن فتنهد شقيقي بقوة وتابع قائلا
" سوف تُصبحين أم عن قريب ومسؤولة عن طفل.. عليكِ أن تُفكري الآن به
وكيف تحمينه وتؤمني له مستقبل جيد.. ما
أعنيه هو أمومتكِ.. والدعم العاطفي وأسرة سعيدة.. على الطفل أن يعيش معكِ ومع
والده "
توسعت عيناي بذعر وتأملت مونرو بارتباكٍ شديد.. تباً.. ماذا يحاول فعلهُ
مومو؟.. انتشلني من أفكاري القلقة صوت مونرو وهو يقول بهدوء
" هل ترغبين بإخباري بأي شيء عنكِ وعن طفلكِ و.. والدهُ؟ "
أشحت بنظراتي إلى البعيد وأجبته بسرعة بارتباك
" لا أخي.. لا شيء مهم.. أنا أعشق ماثيو وطفلنا.. سأكون سعيدة مع طفلي
لا تقلق "
سمعت مونرو يتحرك فنظرت إليه ورأيتهُ يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات غاضبة..
شعرت بالذعر بأن يكون ماثيو قد أخبر مومو بالحقيقة بأنني أجبرته على القول بأنهُ حبيبي وبأنهُ الاب البيولوجي لطفلي.. تباً سأقتل ماثيو لودر إن فعل ذلك..
لكن سقط فكي إلى الأسفل بصدمة كبيرة عندما قال مونرو بنبرة غاضبة
" ما زلتِ غير مسؤولة وطائشة.. هذا الطفل في أحشائكِ لن يتربى بعيدا
عن والده كتالينا.. لذلك سوف تتزوجين من ماثيو لودر بعد فترة شهر من اليوم.. تحضري
منذ الآن للزفاف "
وقفت بسرعة وهتفت بذهول وبصدمة كبيرة
" ماذاااااااااااا؟!!.. لكن مومو أنا لا أريــ... "
قاطعني هاتفا بحدة
" يكفي.. لا أريد سماع أي كلمة أخرى منكِ.. سوف تُنفذين أوامري كتالينا.. تحملي
نتيجة تصرفاتكِ الطائشة.. الطفل الذي تحملينهُ في رحمكِ لن يُخلق من دون زواج
وبعيداً عن والده.. ثم بما أنكِ مغرمة بحبيبكِ ماثيو لا أعتقد بأنكِ سوف تُمانعين
الزواج منه "
استدار مونرو ومشى باتجاه الباب ثم قال قبل أن يُغادر الغرفة
" أنتظركِ في الأسفل.. سنذهب إلى قصري في الريف.. لا تتأخري "
بعد مغادرتهِ سقطت جالسة على الكُرسي ونظرت بخوف أمامي.. إلهي.. ما هذه
الورطة التي أوقعت نفسي بها الآن؟!.. كيف سأنقذ نفسي منها؟!...
شحب وجهي بشدة إذ عرفت بأنني لن أنجو من هذه الورطة بسهولة إن كنتُ أُريد حماية باغو من الموت.. إلهي.. يبدو
بأنني فعلا سأتزوج مُرغمة من ماثيو لودر....
ماثيو المسكين🤣🤣🤣🤣اضافة الى مونرو يبدو ان روزلينا سوف تساعده ليكون رجلا حقيقيا هههههه.
ردحذفبابلو 😭😭😭😭😭 رجاءا ان يكون بخير ويعود لزوجته وابنته سالما.
ايثان دا عسل عسل فعلا رغم هو ومونرو دائما يستفزون بعض ولكن وقت الشده يساندون ويقفون مع بعض فعلا صداقة حقيقية.
غوركي ايها الغبي لاتعرف بعد ماذا ينتظرك سوف تتمنى الموت ولن تجده على يد مونرو حقير سوف تموت موته بشعه مثلك.
بابني انتي فعلا الان زوجه مونرو اجل كوني قويه دائما لقد انقذتي حياته...وانت مونرو انسى رالبيكا واعترف بحبك لبانبي فقط فانت سوف تموت بسبب الغيرة بدل الرصاصه التي في كتفك ههههههههه.
فرحته انه كاتي حيه هي وطفلها ياحبيبي مونرو انت اخ رائع فعلا....ولكن الطبيب المسكين لقد نجى بعجوبه ههههههه.....روزلينا كم انتس قويه جدا.
كاتي انه مونرو اكيد لن يصدق كذيته كان عليكي فقط ان تخبريه الحقيقة بدل الموافقه على زواج من ماثيو المسكين 😁.....مونرو طلب منها الزواج يربد ان يعرف اذا كانت سوف تخبره او لا كان عليكي ان تتكلمي فقط.
تسلم ايدك البارت اكثر من رائع تحفه ❤❤.
أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت والأحداث حبيبتي
حذفوما كتبته عن الأبطال جميل جدا
سنرى قريبا أحداث رائعة وغير متوقعة
البارت تحفه والأحداث اللي جايه انا حاسه انها مشوقه خصوصا بين بانبي ومومو وماثيو والسكرتيره الجديده
ردحذف