لقد خسرت
إيفوس**
وقف ألفا كلاي أستور أمامي وتأملني بنظرات حزينة
ثم سألني
" هل أنتَ مُستعد بُني؟ "
أومأت له موافقا فابتسم برقة واقترب من السرير وساعدني كلاي بارتداء
الملابس ثم حملني بذراعيه ولم يوافق على أن يساعدهُ أحد..
حملني ومشى بهدوء وخرج من الغرفة ونزل إلى الأسفل.. خرج من القصر
واتجه إلى وسط الحديقة..
كان كلاي يسير بخطى ثقيلة وهو ينظر أمامه.. حركت رأسي ونظرت أمامي
بحزنٍ شديد.. قلبي كان مُحطم و روحي كانت مُتعبة بينما كنا نقترب إلى مكان المراسم
لوداع صديقتي وحبيبها الوداع الأخير..
وصلنا إلى المكان المخصص لمراسم الجنازة ورأيت بحزن النعشين أمامي على
الأرض والجميع كانوا يقفون بالصفين ويرمون بالدور الورود والزهور فوق جسد داستر و
سيرنوك..
الجميع كانوا يبكون ويتحضرون لوداعها بحزنٍ شديد.. تذكرت بألمٍ شديد كيف
كانت صديقتي داستر تضحك وتبتسم دائمًا عندما أُغيظُها.. وكم كانت متفائلة ومحبوبة
من الجميع.. كانت مميزة بجنونها وقوتها وعفويتها وصدقها.. داستر كانت صديقتي
المُقربة الوحيدة..
وقف كلاي وانتظر حتى انتهى الجميع من رمي الورود على النعشين.. ثم اقترب
وساعدني بالوقوف أمام نعش داستر...
نظرت بحزنٍ كبير إليها
وشعرت بدمعة ساخنة تسيل ببطء و تُحرق وجنتي.. أغمضت عيناي بشدة وأخذت
نفساً عميقاً بينما كنتُ أُحاول السيطرة على دموعي وهمست لها بألم
" لقد فقدت أفضل وأعز صديقة لي.. كنتِ تعنين لي الكثير.. ولن
يكون هناك يوم يمر دون أن أفتقد وجودكِ في حياتي.. لقد كنتِ شخصاً رائعاً.. سمحتِ
لي دون سواي أن أتعرف على حقيقة المُقاتلة والمُحاربة داستر الجميلة.. ولن أنسى
أبداً ضحكتكِ وحنانكِ وقوتكِ.. ولن أنسى أبداً كلماتكِ الدافئة التي كانت تجعلني
أشعر بالأمان.. ولن أنسى حمايتكِ لي بشكلٍ دائم "
كنتُ في حالة من الحزن الشديد وكنتُ على وشك البكاء.. ولكنني حاولت
السيطرة على نفسي.. تأملت بنظرات حزينة جثمان صديقتي داستر وحبيبها سيرنوك.. ثم
همست بحزنٍ شديد
" وداعا صديقتي.. سوف أشتاق لكِ كثيراً.. كوني سعيدة حيثُ أنتِ
مع رفيقكِ المُقدر "
نظرت إلى كلاي وفهمني على الفور.. أمسك بيدي وسلمني بيده الأخرى وردة
بيضاء وساعدني بالسير حتى أصبحت قريبا جدا من نعشها.. انحنيت وقبلت جبينها برقة ثم
استقمت ووضعت الوردة البيضاء بين يديها وقلتُ لها بهمس
" الوداع داستر... لن أنساكِ أبداً صديقتي "
حملني كلاي مجددا وأشار برأسه ناحية اليمين وفورا اقترب شاب ومعه كرسي
ووضعه أمامنا.. جعلني كلاي أجلس عليه ثم وقف الجميع و حنوا رؤوسهم أمام النعشين
عندما اقترب كاهن القطيع وبدأ بمراسم الدفن..
كانت والدتي لوسيا تقف بجانب كلاي.. وحبيبتي سيرنيتي تقف بجانبي وهي
تمسك يدي اليسرى بيدها..
نصف ساعة كانت كأنها دهر بالنسبة لي بينما كنتُ أنظر بحزن إلى داستر و
سيرنوك.. عندما انتهى الكاهن أغلقوا النعشين و وضعوهما في القبر الذي بنته لوسيا
لهما بسحرها ثم أغلقوا الحجر..
بكى الجميع عليهما واقترب المحاربون ورموا الورود والزهور على القبر..
بعد ذهاب الجميع ظللت جالسا على الكرسي أنظر بحزن إلى القبر.. فجأة رأيت لوكاس
أمامي وجثى على ركبتيه و أحنى لي رأسه وقال لي وهو يبكي
" ألفا إيفوس.. سامحني أرجوك.. أخطأت وتصرفت دون التفكير
بالعواقب.. لقد.. لقد تصرفت بتهور.. سامحني ألفا.. لم أقصد أذيتك و.. "
قاطعهُ كلاي قائلا بصرامة
" لوكاس.. لم أحكم عليك ولم أُعاقبك لأنني أردت أن يفعل ابني
إيفوس ذلك بنفسه.. لقد كان على وشك الموت بسبب غبائك وعصيانك لأوامري ودخولك غرفة
الأسلحة من دون إذني "
توقف ألفا كلاي عن التكلم ثم اقترب ووقف أمامي وقال لي بنبرة حنونة
" أنتَ بُني من يحق له أن يُعاقبه "
نظرت إليه بذهول ثم إلى لوكاس الجاثي أمامي والذي كان يبكي بحرقة..
تنهدت بخفة وقلتُ له برقة
" قف لوكاس "
رفع رأسه ونظر إليّ برعب ثم وقف و أحنى لي رأسه وتابع البكاء بصمت..
ضغطت سيرنيتي يدها على يدي.. رفعت رأسي ونظرت إليها بحنان واختفت بسرعة ملامح
الرعب عن وجهها الجميل فابتسمت برقة إذ عرفت ما سأفعلهُ..
نظرت إلى لوكاس وقلتُ له
" توقف عن البكاء لوكاس.. أنا لن أحكم عليك ولن أُعاقبك.. يمكنك
الذهاب ولكن إياك أن تقترب من امرأتي مجددا وإلا قطعت رأسك بمخالبي "
رفع رأسهُ وتأملني بنظرات مصدومة ثم بعدم التصديق ثم بفرحٍ كبير..
اقترب مني بسرعة وأمسك يدي اليمنى وبدأ يُقبلها.. سحبت يدي بسرعة وقلتُ له
" لا تفعل.. لقد سامحتُك.. يمكنك الذهاب الآن "
" شكرا ألفا.. شكرا.. شكرا.. شكرا لك ألفا إيفوس "
هتف لوكاس بسعادة ثم استدار ونظر بحزن إلى كلاي و أحنى له رأسه وقال
له
" سامحني ألفا كلاي.. أعدُك مهما حدث في المستقبل لن أتصرف بتهور..
ولن أُخالف أوامرك وأوامر ألفا إيفوس أبدا.. سامحني ألفا أرجوك "
تنهد كلاي بقوة ثم اقترب من لوكاس ووضع يده على كتفه وقال له بتفهُم
" لقد سامحتُك لأن ابني فعل ذلك.. لو خسرتهُ كنتُ.... "
نظر إليّ وتابع بهمس قائلا
" كنتُ سأموت من بعده "
نظرت إليه بصدمة ثم دون أن أشعر ابتسمت لهُ برقة.. ابتسم كلاي بسعادة
ونظر إلى لوكاس وأمره قائلا
" يمكنك الانصراف "
بعد ذهابه اقترب كلاي مني وحملني وسار بي إلى القصر.. وضعني على
السرير في الغرفة التي خصصها لي وخرج برفقة لوسيا بعد أن طلب من سيرنيتي أن تبقى
برفقتي..
بعد خروجهم نظرت إلى سيرنيتي بحزن.. جلست حبيبتي على السرير وعانقتني
بقوة.. ظللنا متعانقين لفترة طويلة حتى في النهاية نامت بجانبي ونحن نحتضن بعضنا
البعض دون أن نتفوه بكلمة....
بعد خروج لوسيا برفقة كلاي من الغرفة نظرت لوسيا إلى زوجها وقالت لهُ
بقلق
" كلاي.. أنا قلقة على الملك لايسن والأميرة فورتونا.. يجب أن
أذهب لرؤيتهما.. أريد الاطمئنان عليهما "
نظر كلاي إليها بنظرات حنونة وقال لها
" حسنا حبيبتي.. سأطلب أن يُجهزوا لكِ العربة على الفور "
وهكذا ذهبت لوسيا إلى غابيغا لكي تطمئن على الملك لايسن و زوجته
فورتونا...
لايسن**
الألم الذي كنتُ أشعرُ به في قلبي كان يُقطِّع روحي إلى أشلاءٍ
صغيرة.. وضعت يدي على قلبي وبدأت أمسدهُ بخفة أحاول التخفيف من آلامه.. بعد فترة
وقفت ببطء ونظرت أمامي بحزن ثم خرجت وصعدت إلى جناحي..
أول ما سمعتهُ أذناي عندما وقفت أمام باب جناحي هو أنينها و شهقاتها و
آهاتها.. شعرت بطعنات مؤلمة في قلبي ومع ذلك دخلت إلى غرفتي بهدوء وأغلقت الباب..
جلست على السرير لساعة كاملة أنظر إلى الأرض بحزن.. ثم أغمضت عيناي بينما كنتُ أسمع بُكائها
المرير المؤلم...
فجأة رفعت رأسي ونظرت ناحية الباب إذ سمعت صوت لوسيا وهي تهتف بغضب
" قلتُ لكم أريدُ الدخول ورؤية الملك لايسن.. أفسحوا لي الطريق
ودعوني أدخل يا حمقى "
أجابها أحد الحُراس بخوف
" آسف سيدة لوسيا.. هذه أوامر الملك.. ممنوع على أحد بالدخول إلى
هذا الطابق سوى القائد أروس "
وفورا سمعتُها تهتف بغضب قائلة
" ابتعدوا من أمامي قبل أن أريكم ما أستطيع فعلهُ بسحري..
هيااااااااااا.. ابتعدوااااااااااا... "
تنهدت بقوة ورفعت يدي واستخدمت سحري وفتحت باب جناحي لها.. ثواني
قليلة رأيت لوسيا تدخل إلى غرفتي.. تجمدت أمام الباب عندما رأت حالي.. شهقت بقوة
وركضت باتجاهي ثم جثت على ركبتيها أمامي و عانقتني بشدة..
وضعت رأسي على كتفها وأغمضت عيناي بقوة بينما لوسيا كانت تُربت على
ظهري بحنية وهي تقول
" لايسن.. لماذا أنتَ حزين؟!!... أرجوك أرح قلبي و قُل لي أن
الجميع بخير "
ابتعدت عنها ثم أمسكت كتفها ورفعتها وجعلتُها تجلس بجانبي وقلتُ لها
بحزن
" لا تقلقي لوسيا.. الجميع بخير إلا.. إلا قلبي... "
نظرت إليّ بدهشة وقالت بهمس
" ما الذي حدث في مملكة جولام لايسن؟!... أخبرني أرجوك "
نظرت إليها بحزن ثم أدرت رأسي ونظرت بألم وبعذاب أمامي
وبدأت بحزنٍ كبير أخبرُها كل ما حدث.. عندما انتهيت شهقت لوسيا بقوة
وقالت بعدم التصديق
" لا!!!... لا!!... أنا متأكدة أن هناك سوء تفاهم كبير لايسن..
فورتونا من المُستحيل أن تفعل ذلك بك... هي أرق من أن تسمح لجدها بتدمير فيري و
تحويلك إلى بشري مع شعبك... أنا متأكدة من ذلك "
التفت ونظرت إليها بألم وقلتُ لها بحرقة قلب
" مؤسف أنها فعلت.. صدقي ذلك لوسيا فورتونا خانتني.. لقد
أعطيتُها فرصة حتى تتعرف عليّ وتتقرب مني و... و.. تُحبني لذاتي.. لكنها للأسف لم
تفعل.. لقد خدعتني.. خدعتني وأرادت أن تتخلص مني ومن طفلي وشعبي إلى الأبد... "
بلعت ريقي بقوة وتابعت بغصة وبألم قائلا
" كنتُ مثل الغبي أتمنى في كل لحظة أن تُحبني وتتخلى عن خطتها مع
ديوس.. كنتُ أشعر بالخوف أن تفعل وتغدر بي.. فعلت أشياء من المستحيل أن تخطر على
بالكِ حتى أجعل فورتونا سعيدة وتتقرب مني وتشعُر بي.. فعلت المستحيل وجعلتُها ترى
جانبي الآخر والذي لا يعرفهُ أحد.. جعلتُها ترى حنيتي.. تفهُمي.. رقتي..
طيبتي.. و.. و.. لكنها للأسف مشاعر الكره التي تملأ قلبها ناحيتي لم تتغير.. "
تأملتني لوسيا بذهول وتابعت قائلا لها بأسى
" حتى أنني ومثل الأحمق عندما عرفت أنها أخذت الخنجر من الغرفة
الذهبية حاولت أن اقناع نفسي بأنها سوف تُعيده.. أقنعت نفسي بأنها لن تفعل وتتركهُ
معها.. أقنعت نفسي بغباء وصدقت بأنها بدأت تُحبني.. وعندما سقطت عن الجرف وكادت أن
تموت جُن جنوني ووضعت قلادتي على عنقها.. أردت فعلا أن أترك فيري معها لكن في آخر
لحظة غيرت رأيي ووضعت على عنقها القلادة المُزيفة والتي صنعتها تلك البشرية.. بيني
وبين نفسي أردت أن أعرف ماذا ستفعل وكيف سوف تتصرف.. "
أغمضت عيناي وتابعت قائلا بحسرة و بألم
" تمنيت من قلبي أن تأتي فورتونا وتُخبرني بكل ما خطط جدي الحقير
بفعله.. لكنها لم تفعل.. تمنيت بشدة أن تعترف لي بحبها لي وتُصارحني بكل شيء
وتُسلمني الخنجر والقلادة.. لكنها لم تفعل.. لم أعطيها القلادة المُقلدة لأنني لم
أكن أثق بها بل أعطيتُها لها حتى تسلمني إياهم بنفسها.. لكنها لم تفعل.. بل عندما
ذهبت من القصر لأتفقد إيفوس هربت فورتونا إلى مملكة جولام وسلمتهم إلى ديوس.. لقد
خانتني بكل بساطة.. هي تكرهني لوسيا... تكرهني.. وهذا ما يؤلمني بشدة "
فتحت عيناي عندما سمعت شهقة لوسيا المتألمة.. نظرت إليها ورأيتها تبكي
بحزن و بألم كبيرين.. عانقتني لوسيا بقوة وقالت
" أنتَ تُحبُها... أليس كذلك؟ "
لم أستطع أن أتفوه بحرف وأخبرُها بأنني أفعل.. شعرت بأنني أخون نفسي
إن اعترفت بحُبي لزوجتي.. ابتعدت لوسيا ووضعت يديها على وجنتاي وقالت بحزن وهي
تنظر إلى عيوني المتألمة
" أنتَ تُحبُها.. أليس كذلك؟؟!! "
أيضا لم أستطع التفوه بحرف فقط عيوني هي من أخبرتها بالحقيقة الكامنة
في قلبي وكياني..
تأوهت لوسيا بقوة وهمست بحزن
" يا قلبي.. آسفة.. آسفة.. آسفة لأن الأمور انتهت على هذا النحو
بينكما.. سامحها لايسن.. سامحها واعطها فرصة ثانية و... "
قاطعتها قائلا بألم
" لا أستطيع.. لا أستطيع فعل ذلك.. هي لن تُحبني أبدا مهما
فعلت.. هي لن تُحب وحش الجبل أبدا "
نظرت أمامي بحزن وتابعت قائلا بعذاب
" هي لن تُحبني مهما فعلت وتنازلت من أجلها.. لذلك لن تنفع
الفرصة الثانية بشيء "
أزالت لوسيا يديها عن وجنتاي وأمسكت بيدي وضغطت عليها بخفة وقالت بقلق
" ماذا تنوي أن تفعل بها لايسن؟!!... أرجوك لا تؤذيها.. تذكر
فورتونا حامل بطفلك "
نظرت إليها بعمق وضحكت بداخلي بسخرية.. فقط لو تعلم لوسيا كم أنا ضعيف
ناحية فورتونا عندها لن تقلق عليها من غضبي وعقابي.. لأنني مثل الأحمق لا أستطيع
أن أؤذيها أبدا حتى لو لم تكن حامل بابني في أحشائها..
تأملتني لوسيا بنظرات قلقة وقالت بتوتر
" لايسن.. لا تُخيفني.. ماذا تنوي أن تفعل بها؟ "
نظرت إلى عينيها وقلتُ لها بغصة
" عندما تلد ابني سوف أُعيدُها إلى عالم البشر بعد أن أمسح
ذاكرتها "
شهقت لوسيا برعب ثم سحبت يديها ووضعتها على فمها وبدأت تهز رأسها رفضا
بقوة.. وقفت ومشيت ببطء نحو النافذة ووقفت أنظر إلى البعيد.. وقلتُ لها بنبرة
هادئة
" هذا أفضل لها ولي ولطفلي.. هي لا تُحب ابني الذي تحملهُ في
أحشائها.. لذلك أنا لن أظلمها.. أنا لن ألمس شعرة واحدة من رأسها لوسيا ومن المستحيل
أن أؤذيها.. لذلك اتخذت قراري وهو نهائي.. عندما تلد فورتونا طفلي سوف أعيدُها إلى
عالم البشر ولن تتذكر ما حدث معها أبدا "
( لايسن لا تفعل بُني.. هناك ما يجب أن أخبرك به و.. )
سمعت صوت أمي في رأسي وفورا قبل أن تُكمل كلامها أزلت القلادة عن عنقي
وخرجت من الغرفة باتجاه الغرفة الذهبية وأخرجت خنجر فورن من جيبي و وضعتهُما في
صندوق وأغلقته ثم خرجت من الغرفة وأقفلت الباب..
استدرت ورأيت لوسيا تقف وهي تنظر إليّ بحزنٍ كبير وقالت
" لا أعلم كيف أستطيع التخفيف عنك و أواسيك يا ملكي.. في النهاية
أنا فخورة جدا بك.. فخورة لأنك أحببت وبصدق.. فخورة بك لأنك تغيرتَ كثيراً من أجل
زوجتك.. لكنني حزينة على ما ألت إليه الأمور بينكما.. وحزينة على ألامك.. لكنني ما
زلتُ مُتأكدة بأن هناك حلقة مفقودة.. ما زلتُ أعتقد أن فورتونا لم تُسلم الخنجر
والقلادة إلى جدها بإرادتها.. تكلم معها.. حاول أن تسمع منها ما حدث فعلا..
ربما... "
قاطعتها قائلا بإصرار
" لا فائدة.. لا فائدة من ذلك.. أنا لن أراها حتى تلد.. وهذا
قراري النهائي لوسيا "
نظرت لوسيا إليّ بأسف وقالت وهي تقترب مني وتقف بجانبي
" هذا مؤسف.. أتمنى أن تحدث مُعجزة و... "
تنهدت لوسيا بخفة ثم تابعت قائلة
" سأذهب الآن.. لكن سأعود للاطمئنان عنك.. كُن بخير "
قبلتني على وجنتي برقة ورافقتها إلى الخارج.. عندما كنا ننزل على
السلالم رأيت كلايتون يصعد راكضا والرعب واضح على معالم وجهه.. وقف أمامنا و أحنى
رأسه باحترام ثم رفعه وقال لي بخوف
" جلالة الملك.. ستيفن.. لقد.. لقد انتحر "
شهقت لوسيا بقوة ونظرنا إليه بعدم التصديق.. عقدت حاجبي وقلتُ له بغضب
" ما الذي تعنيه كلايتون؟.. تكلم... "
أخفض كلايتون نظراته وقال بخوف وبارتباك
" لقد لف السلسلة حول عنقه و.. و.. لقد قتل نفسه مولاي "
" اللعين.. "
همست بغضب لأن خطة تعذيبي له لم تكتمل.. نظر كلايتون إليّ بتوتر وقال
" سمو الملك.. ماذا تريدنا أن نفعل؟ "
تأففت بضيق ثم نظرت إلى لوسيا وقلتُ لها
" اذهبي واخبري كلاي بما حدث.. إن كان يريد أن يستلم جثة شقيقه
سأسمح له بذلك "
أومأت برأسها موافقة وذهبت..
بعد ذهابها تابعت السير وتوجهت إلى الزنزانة ونظرت بقرف إلى جثة ذلك
النذل الجبان ستيفن.. أمرت الحراس بفك السلاسل عنه ووضعه بنعش..
خرجت وتوجهت إلى الطابق الأول.. الجميع كانوا يتأملونني بحزن وعندما
كنتُ أمر من أمامهم كانوا يحنون رؤوسهم باحترام ثم ينسحبون من أمامي بسرعة...
شعرت بالإحباط وقررت أن أعود إلى جناحي.. خرجت إلى الشرفة العريضة
والممتدة على مسافة أمتار وتنهدت بحزن..
جلست على الكرسي المخصص لي بسنداته الخشبية العريضة ورفعت رأسي ناحية
السماء ونظرت إلى الغيوم بحزن وهمست بتعاسة
" من يمكنه أن يُحب وحشا مثلي؟!.. "
ثم أغمضت عيناي وهمست بعذاب و بيأس
" لا أحد... لا أحد.. "
بعد فترة ساعة أو ساعتين لستُ أدري سمعت طرقاتٍ خفيفة على باب غرفتي..
عرفت طبعا من يطرق الباب.. تنهدت بقوة وهمست لهُ بهدوء
" أدخل أروس "
وفورا سمعت صوت الباب ينفتح ثم ينغلق.. وقف أروس أمامي ونظر إليّ بحزن
وقال
" دينا تريد رؤيتك.. أظن بأنها سوف تطلب أُمنيتها منك.. و..
مممم... و لقد أخبرتُها أن صديقتها في منزلك المنعزل في الغابة و.. وهي صدقت ذلك..
وأمرت الجميع بعدم التفوه بحرفٍ واحد أمامها "
نظرت إليه و أجبته بهدوء
" جيد.. أريدها في مكتبي بعد نصف ساعة "
أجابني موافقا ثم قال بصوتٍ مُنخفض
" الأميرة لم تتوقف عن البكاء.. هي.. هي تبدو منهارة و... "
قاطعته قائلا بغضب
" منهارة لآن خطتها لم تنجح.. لا تقلق من ناحيتها سوف تكون
بخير.. سوف أستخدم سحري وأجعل حيطان جناحي كاتمة للصوت حتى لا يسمعها أحد "
ثم فكرت بحزن.. وحتى لا يسمعها أحد سواي... ثم أمرت أروس بالانصراف
وفعل.. تنهدت بحزن ووقفت وفعلت كما قلت للتو لقائدي وصديقي أروس.. استخدمت سحري..
الآن لن يسمع أحد بكائها و صرخاتها المتألمة سواي..
" يبدو أنني أُحب تعذيب نفسي.. "
همست بحزن بتلك الكلمات وذهبت إلى مكتبي....
دينا**
كنتُ أجلس على الأريكة في الصالون الخاص بجناح أروس بينما كنتُ أتذكر
بغيظ كم حظي مُقرف مع حبيبي.. تبا له لقد أصبحت لا أراه أكثر من السابق..
تأففت بغيظ وهمست بحدة
" مُغفل.. أحمق.. هل كان من الضروري أن أُحب مصاص دماء دائم الانشغال.. تبا لحظي المُقرف "
همست بغيظ و بغضب وجلست أتأفف بقهر خاصة عندما تذكرت كيف لايسن ذهب
إلى منزله المنعزل برفقة فورتونا دون أن ألحق به وأطلب منه أمنيتي..
ابتسمت بمكر ثم بخجل بينما كنتُ أُفكر بأمنيتي..
" أروس يا حبيبي.. سوف تكون لي وبالكامل لمدة شهرٍ كامل.. سترى..
"
ضحكت بسعادة بينما كنتُ أفكر بما سيحدث له و لصديقي دراكولا عندما
يعرفون ما هي أمنيتي.. نظرت بسرعة باتجاه الباب عندما سمعت الحرس يهمسون بأن الملك
لايسن قد أتى إلى القصر..
وقفت بسرعة وركضت نحو الباب وفتحته بقوة وخرجت من الجناح ووقفت أمام
الحُراس وسألتهم بسعادة وبلهفة كبيرة
" الملك لايسن أتى؟ "
أجابوني موافقين وعندما حاولت أن أسير وأذهب لأرى صديقي دراكولا قبل
أن يذهب مثلما فعل سابقا منعوني الحراس وقالوا لي باحترام
" سمو الملك مشغول حاليا أنسة دينا.. كما أن القائد أروس أمرنا
بمنعكِ من الخروج من الجناح "
نظرت إليهم بدهشة ثم بغضبٍ مهول وهتفت بقهر
" تبا لكم وله.. أريد رؤية سيد دراكولا فورااااااااااااااااااا..
ابتعدوا من أمامي.. هيا ابتعدوا "
نظروا إليّ بذهول ثم أجابني حارس
" آسفة أنسة دينا.. ممنوع عليكِ من الخروج قبل أن يأتي القائد
أروس.. هذه هي الأوامر.. لو سمحتِ عودي إلى داخل جناح القائد وانتظري عودته "
ضربت قدمي بالأرض بغيظ ودخلت الجناح بقهر.. ثلاث ساعات كاملة وأنا
أنتظر حبيبي المُغفل حتى يأتي.. وعندما دخل الجناح نظرت إليه بغضب كعادتي وقلتُ له
بحدة
" أخيرا أتيتَ أروس؟ "
نظر إليّ بحزن وشعرت بقلبي يعتصر بسبب ذلك.. هو حزين؟!!!.. لماذا؟!!!!..
فكرت بدهشة وشعرت بالحزن عليه لكنني لم أرد أن أريه ذلك فأنا ما زلت غاضبة منه..
تنهد أروس بخفة وقال بهدوء
" كما ترين.. أنا هنا "
جلس على الأريكة بجانبي وتابع قائلا
" لماذا أنتِ غاضبة؟ "
نظرت إليه ببرود وأجبته
" أريد أن أرى صديقي لايسن.. هو هنا ولا أريده أن يذهب من جديد
دونَ أن أراه.. هل أتى برفقة فورتونا؟ "
تأملني أروس بنظرات حنونة وقال
" هو مشغول حاليا.. ولا الأميرة فورتونا ما زالت في ذلك المنزل..
سأذهب وأخبر لايسن بأنكِ تريدين رؤيته "
وقف ثم اقترب مني ولانت ملامحه المرهقة وقال برقة
" هل ما زلتِ غاضبة مني دينا؟! "
نظرت إليه بعتاب وارتسمت ابتسامة دافئة حنونة على وجهه.. رغما عني
ابتسمت لهُ برقة وقلتُ له
" لا لستُ غاضبة منك.. ثم لقد أتى أخيراً الملك لايسن "
وقف أروس يتأملني عن قرب بنظرات غريبة ثم انحنى وقبلني على جبيني وذهب
بعدها.. بعد مرور نصف ساعة عاد أروس وأمرني لأُرافقه..
كنتُ أسير بقربه وأنا أشعر بحماسٍ مفرط.. أخيرا سأرى لايسن وأطلب منه
أن يُحقق لي أمنيتي.. فتح أروس باب المكتب وأفسح لي الطريق لأدخل وعندما دخلت قال
لي
" سوف أترككِ مع الملك.. لا تضغطي عليهِ كثيراً دينا.. لايسن مُرهق
قليلا الليلة "
وأغلق الباب خلفه وذهب.. استدرت ونظرت بسعادة إلى لايسن وقلتُ له بمرح
" أخيرا.. أنتَ هنا صديقي "
كان يجلس على الكرسي خلف مكتبه وهو يتأملني بنظرات حنونة.. ابتسم بخفة
وأشار لي بيده بالجلوس أمامه.. عندما جلست نظرت إليه بفرح قائلة
" أين هي فورتونا؟.. لماذا لم تأتي معك اليوم؟.. و كيف تسير
أموركم؟.. وكيف هو العشق معكم؟.. همممم.. أخبرني... "
اختفت ابتسامتهُ بسرعة ونظر إلى يديه ثم عاد وتأملني بنظرات هادئة
وقال بنبرة جافة استطعت تمييزها
" هي ما زالت في منزلي المُنعزل في الغابة.. و.. و أمورنا جيدة
"
" جيدة فقط؟!!!... "
سألتهُ بدهشة لكنهُ عقد حاجبيه وقال
" حسنا نحن في أفضل أحوالنا.. سُعداء بالكامل "
صفقت بسعادة وقلتُ له
" هذا رائع.. أريد أن أرى فورتونا لدى عودتي و... "
قاطعني قائلا بتعجُب
" لدى عودتك؟!!! "
نظرت إليه بخبث وقلتُ له
" نعم.. أنا أريد منك أن تُحقق لي أُمنيتي كما وعدتني "
استقام بجلسته وعرم كتفيه وعاد وابتسم براحة رغم رؤيتي لمعالم وجهه
المتوترة.. وقال
" حسنا انستي الصغيرة.. ما هي أمنيتكِ المُستحيلة؟ "
أخذت نفسا عميقا وزفرتهُ بهدوء وقلتُ له
" أريد أن أذهب برفقة أروس لفترة شهرٍ كامل إلى جزيرة ميكونوس في
اليونان "
نظر لايسن إليّ بدهشة كبيرة وقال بذهول
" شهرٍ كامل؟!!!... لكن أروس لا يستطيع تحمل الشمس لـ ثانية
واحدة.. تذكري دينا هو مصاص دماء "
ابتسمت بسعادة وأجبته بثقة
" لا مشكلة.. سوف ننام في النهار وفي الليل سوف نستمتع ونقضي
أوقات ممتعة مع بعضنا "
ابتسمت بخبث وتابعت قائلة لصديقي
" هل تستطيع تحقيق هذه الأمنية لي؟ "
ابتسم لايسن براحة وهنا شعرت بالريبة.. ما به؟!!.. لماذا كان متوتراً
قبل أن أطلب منهُ أمنيتي؟!.. فكرت بدهشة بذلك ثم قلتُ لنفسي.. ربما كان قلقاً ان طلبت
منهُ أمنية لا يستطيع أن تحقيقها لي...
سمعت صديقي الملك يُجيبني بنبرة هادئة وعملية
" إنها أمنية سهلة دينا وليست مُستحيلة.. لكن بما أنكِ اخترتها سوف أُحققها لكِ رغم أنني أحتاج لقائدي أروس وبشدة في هذه الفترة في غابيغا.. كما سأعطيكِ
حقيبة النقود حتى تستخدميها كما يحلو لكِ هناك "
وقف لايسن واقترب من الباب وفتحه وأمر الحارس قائلا
" أُطلب من القائد أروس بالقدوم إلى مكتبي بسرعة "
ثم أغلق الباب واستدار ونظر إليّ قائلا
" سوف أستخدم سحري و أنقلكما إلى تلك الجزيرة وأنتِ اهتمي
بالباقي.. لقد أظلمت السماء في عالم البشر الآن لذلك أروس سوف يكون بخير.. انتبهي
لهُ جيدا دينا واغلقي كل الستائر قبل أن تناموا حتى لا تؤذي الشمس أروس.. مفهوم؟
"
وقفت بسرعة وركضت وحضنتهُ بشدة وقلتُ لهُ بسعادة
" شكرا.. شكرا.. شكرا لك سيدي دراكولا "
ثم ابتعدت عنه وتابعت قائلة بفرحٍ كبير
" لا تقلق على أروس سأهتم به و أحميه بحياتي.. لن يصيبهُ أي
مكروه.. أعدُك بذلك "
ابتسم لايسن برقة ثم اقترب من الخزانة وفتحها وأخرج منها حقيبة سوداء
ثم أغلق الخزانة واستدار واقترب مني وسلمني الحقيبة قائلا
" إن كانت النقود لا تكفي سوف أعطيكِ قلادة حتى تبيعينها "
فتحت الحقيبة وشهقت بصدمة.. كانت الحقيبة ممتلئة برزمات كثيرة من
الدولارات تكفي لشراء قصر.. أقفلتُها وقلتُ له بذهول
" لا داعي لتفعل.. يوجد مبلغ ضخم في هذه الحقيبة.. النقود تكفي..
لن نحتاج للمزيد "
انفتح الباب ودخل أروس ونظر إلينا بترقب.. اقترب لايسن منه ووضع يده
على كتفه وقال له
" سوف تذهب الآن برفقة دينا إلى عالم البشر وتحديدا إلى جزيرة
لفترة شهرٍ كامل "
جحظ أروس عيونه ونظر إليّ ثم إلى لايسن بدهشة وقال بتوتر
" الآن!!.. ولشهرٍ كامل!!!.. لكن لايسن.. ماذا عن الأميــ..
أعني.. ماذا عن واجباتي و.. "
قاطعهُ لايسن قائلا
" لا تقلق سأهتم بالموضوع "
كنتُ أقف مثل الغبية أُتابع حديثهم ونظراتهم المُريبة لبعضهم البعض..
يبدو أنهما يخفيان شيئا عني!!.. فكرت بقلق ثم أبعدت هذه الأفكار عن رأسي لأنني
حاليا لا أريد أن يُعكر فرحتي أي شيء..
اقترب أروس مني ونظر إليّ بنظرات حنونة ثم أمسك بيدي برقة ثم عانقني..
وسمعت صديقي دراكولا يُكلمنا بهدوء قائلا
" سأضع تعويذة عليكما تُعيدكما إلى غابيغا في اليوم الأخير من
رحلتكم.. وقبل شروق الشمس سوف تعودان إلى هنا.. لديكما شهرٍ بكامله.. استمتعا به
مع بعضكما "
أغمضت عيناي وشعرت بجسدينا يطيران عاليا ثم رياحا قوية عصفت حولنا..
ثواني واختفت..
كنتُ أقف على أرض صلبة و أروس يعانقني بقوة.. أبعدت رأسي وأول ما
رأيتهُ أمامي هو شاطئ البحر والمباني تُحاوطه..
ابتعدت عن أروس وهتفت بسعادة لا توصف
" اااااااااااااااع.. نحن في جزيرة ميكونوس... اااااااااااعــ..
ممممممم.... "
وضع أروس يدهُ على فمي وكتم صرختي وقال بهمس
" هشششش.. سوف تفضحينا... "
أبعد يدهُ عن فمي فابتسمت له باعتذار.. ابتسم أروس برقة ثم رفع رأسه
وبدأ يتأمل المكان بانبهار.. نظر بدهشة كبيرة إلى السيارات على الطريق بجانبنا
وسمعتهُ يهتف بذهول
" ما هذه الأشياء الغريبة؟ "
قهقهت بمرح وبدأت أشرح لهُ قليلا عن التكنولوجيا وعندما انتهيت تأملني
أروس بذهول وهتف بحدة
" أنتم البشر تستخدمون هذه الأشياء الغريبة للتنقل؟.. أنتم ضعفاء
جدا حبيبتي "
تأملتهُ بسخرية قائلة
" هذا لأننا لا نمتلك قدُرات خارقة مثلكم "
ابتسم أروس بمرح ثم أخفض رأسه ونظر بحزن إلى ثيابه ثم إليّ وهمس قائلا
" الجميع ينظرون إلينا بغرابة.. لماذا؟ "
ضحكت بخفة ثم أمسكت بيده وقلتُ له وأنا أجذبهُ خلفي
" هذا طبيعي.. نحن نرتدي ملابس تُصلح لفصل الشتاء وليس هنا على
جزيرة.. هيا بنا.. أول شيء يجب أن نفعله علينا أن نحجز في فندق ثم سنذهب للتسوق..
يجب أن نبتاع الكثير من الملابس الصيفية "
ضحك أروس بسعادة وشعرت بقلبي ينبض بجنون.. هذا الشهر سوف يكون أجمل
شهر في حياتي كلها... فكرتُ بسعادة ونحن ندخل إلى إحدى الفنادق أمامنا....
بعد مرور ساعة كنتُ أقف بجانب الموظفة في محل للألبسة الرجالية أنظر
إلى حبيبي أروس بنظرات مذهولة ثم بإعجابٍ شديد..
إذ كان أروس قد خرج للتو من غرفة تبديل الملابس ووقف أمامنا يتأملني
بنظرات متوترة.. وكان يبدو وسيماً جداً لحد اللعنة..
رأيت بغضب الموظفة تتأمل حبيبي بنظرات إعجاب واضحة.. تأملتُها بنظرات
حادة وغاضبة ثم اقتربت من حبيبي وساعدتهُ
بإزالة السترة ثم قبلتهُ على خده وقلتُ له برقة وبدلال
" تبدو وسيماً جداً حبيبي.. لكن لا داعي لترتدي السترة "
ابتسم حبيبي بوسع ومن حُسن حظه لم ينتبه إلى نظرات تلك الموظفة
الحقيرة وإلا كنتُ قتلته.. دفعت حساب جميع الملابس التي اختارها حبيبي ثم طلبت من
بإرسالها إلى الفندق وخرجت برفقة أروس ومشينا باتجاه شارع المطاعم..
بعد مرور ساعتين عُدنا إلى الفندق منهكين ودخلنا إلى الجناح الذي
حجزته.. كنا محظوظين إذ استطعنا إيجاد هذا الجناح من بين أربعة فنادق.. نظرت بخجل
إلى أروس وقلتُ له
" أين.. مممم.. أين تريد أن تنام؟ "
اقترب أروس مني وهو يتأملني بنظرات تشتعل من الرغبة.. وضع يدهُ على
خدي ثم أمسك بأصابعه ذقني ورفع وجهي برقة ونظر بعمق إلى عيناي وهمس قائلا بحنية
" أينما تريدين.. لأنني لن أنام إلا وأنتِ بجانبي دينا "
كنتُ أنظر بضياع إلى عيونهِ الجميلة وتذكرت بخجل كم شعرت بالغيرة في
إحدى المحلات عندما رأيت الموظفات ينظرون إلى أروس بهيام.. إلهي كم هو جميل..
تأوهت بداخلي بينما كنتُ غارقة في بحر عينيه الجميلتين.. أخفض أروس
رأسه ومزج شفتيه بـ شفتاي وبدأ يقبلني برقة.. حملني بين يديه بخفة كأنني ريشة لا أزن
شيء وسار بي دون أن يتوقف عن تقبيلي..
كنتُ أحاوط عنقه بكلتا يداي وأنا أداعب شعره بخفة بأناملي.. شفتيه
كانت مثالية ولسانه كان يمسح شفتي السفلية برقة.. فتحت فمي وفورا أدخل أروس لسانه
إلى الداخل.. كان لسانه يدور داخل فمي ثم بدأ يداعب لساني.. فجأة شهقت بقوة عندما
سحب لساني بشفتيه إلى الخارج وبدأ يمتصه برقة.. تأوهتُ برغبة وأنا أقرب وجههُ أكثر
إليّ..
انتباه مشهد جريء**
وضعني أروس بخفة على السرير وجثى فوقي ولم يتوقف للحظة عن تقبيلي..
فصل القبلة فجأة وبدأنا نلهث بقوة ونحن ننظر إلى بعضنا البعض بهيام..
همس أروس بأنفاس سريعة
" هل تعرفين ماذا سأفعل بكِ الآن؟ "
هززت رأسي بالرفض فنظر أروس في عمق عيناي وقال بنبرة مثيرة
" سأمارس معكِ الحب حتى الصباح.. سوف تصبحين لي بالكامل.. ولن
أتوقف عن ممارسة الحُب معكِ حتى لن تتحملي المزيد "
احمرت وجنتاي بشدة من كثرة الخجل ولم أستطع التفوه بحرف.. استقام أروس
وبدأ يزيل ملابسه بسرعة وبلعت ريقي بصعوبة بينما كنتُ أنظر إلى جسده الجميل..
ثم أزال سرواله ولباسه الداخلي ووقف عاريا بالكامل أمامي وهو ينظر
إليّ بطريقة غريبة..
عيونه الزرقاء كانت تلمع بشهوة واضحة.. اقترب مني ثم جلس بجانبي وبدأ
يُزيل ملابسي برقة.. عندما أصبحت عارية أمامه أغمضت عيناي وانتظرته..
كان قلبي ينبض بسرعةٍ جنونية لدرجة شعرت بأنهُ سيخرج من جسدي.. شعرت
بشفتيه على عنقي يقبلهُ برقة وفورا تيار كهربائي سار بكامل أنحاء جسدي..
بدأ أروس يقبلني على عنقي برقة متناهية وفورا خرج أنين مستمتع من بين
شفتاي عندما بدأ يداعب صدري بيديه.. تأوهت بقوة عندما شعرت بشفتيه على حلمة صدري
الأيسر.. أخرج لسانه وبدأ يداعبها برقة ثم أدخلها إلى فمه و بدأ يمتصها برقة..
دفعني أروس إلى حد الجنون وهو يقبلني على صدري ويمتص حلماتي.. كنتُ
أتأوه بمتعة وأنا مُغمضة العينين وأرتعش بالكامل..
" أــ.. أروس.. "
همست باسمه بضياع عندما بدأ يُقبلني على معدتي ويديه تتجول على كامل
أنحاء جسدي يلمسهُ بهدوء.. استطعت أن أشعر بعضوه الذكري المنتصب على ساقي..
اللعنة... فكرت بخوف إذ عضوه جدا ضخم وطويل.. كيف سيدخل بي؟!.. فكرت بخوف لكنني
قررت أن أزيل هذا الخوف حاليا لأنني كنتُ أعلم بأن أروس لن يؤذيني أبدا..
فرقَ أروس ساقاي عن بعضهما وشعرت بأنفاسهِ الحارة على مهبلي.. ارتعش
جسدي بقوة وتأوهت وأنيت بعمق عندما شعرت بلسانه يداعب مهبلي...
" أرــ.. أروس "
همست باسمه بينما كنتُ أرفع رأسي عاليا عندما أدخل لسانه في فتحتي
وبدأ يداعبه ويقبله برقة.. اللعنة ما أجمل هذا الشعور.. فكرت بضياع وأنا أرتعش
بقوة بين يديه..
صوت قبلاته وامتصاصه لمهبلي وتأوهاته ملأت الغرفة بأكملها.. فجأة رفع
رأسه ونظر إليّ بشهوة حارقة ثم رفع جسده ووقف على ركبتيه بين ساقاي ورأيته يمسك بعضوه
المنصب ثم إنحنى وبدأ يُقبلني بعمق..
كنتُ أبادله القبلة وأنا أمسك برأسه من الخلف وأقربه إليّ أكثر وتأوهت
بقوة من بين القبلة عندما شعرت برأس عضوه الذكري على فتحة مهبلي... لم أكن أريد أن
يتوقف أروس عن تقبيلي ولم أكن أريد أن أبتعد عنه أبدا لذلك أبعدت كلتا يداي عن
رأسه وبدأت ألمس كتفه ثم ظهره..
طق طق طق طق...
تجمدنا أنا و أروس بصدمة عندما سمعنا طرقاتٍ خفيفة على باب الجناح..
نظرت إلى أروس بدهشة ورأيت عروق عنقه تنتفخ وتنفر بشكلٍ مخيف..
" سوف أقتلهُ لذلك اللعين.. وسأشرب دمائه حتى آخر قطرة "
عندما كان على وشك النهوض أمسكت بذراعه وسألته بخوف
" من على الباب أروس؟! "
نظر إليّ وقال بغضب
" الموظف اللعين.. سأقتله بعد أن أمتص دمائه ثم... "
قاطعته قائلة برعب
" لا تفعل.. نحن في عالم البشر وهذه تُعد جريمة قتل مُروعة.. لا
تفتح له الباب ولا تؤذيه أرجوك "
نظر بحنان إليّ ثم أخفض رأسه وبدأ يقبلني.. لم نعر أهمية لطرقات الباب
ولم نهتم لشيء سوى تقبيل بعضنا بعمق والأنين بمتعة
" آاااااااااااااااااااه... مــ.. مؤلم... "
همست بألمٍ شديد عندما أدخل أروس رأس عضوه الذكري في فتحتي وتقوس ظهري
وأبعدت رأسي وأغمضت عيوني وعضضت على شفتي السفلية بأسناني بقوة..
" لا تخافي حبيبتي.. سوف يزول الألم قريبا.. فقط استرخي...
"
همس أروس بتلك الكلمات بنبرة حنونة وهو يداعب شعري و وجنتاي بيديه
برقة.. كان قد توقف عن دفع عضوه الذكري بداخلي وانتظر حتى بدأ تنفُسي يعود بالتدريج
إلى طبيعته..
عندما هدأت واسترخيت بين يديه فتحت عينيّ ونظرت إليه بخجل وهمست قائلا
" أدخله.. "
ابتسم برقة ثم أخفض رأسه وعاد يقبلني بعمق.. انتفض جسدي بقوة وانسابت
دموعي بكثرة عندما أدخل أروس عضوه الذكري والمنتصب ببطء..
" ممممممممم... "
صرختي المتألمة كُتمت بقبلة أروس.. كان يمسح بيديه دموعي دون أن يتوقف
عن تقبيلي ودفع عضوه بداخلي.. اهتزت ركبتاي بقوة و شعرت بالخدر في مهبلي.. ظل
يقبلني حتى توقفت دموعي..
رفع أروس وجهه قليلا ونظر إليّ بحنية وقال
" لن أتحرك حتى تعتادي على حجم عضوي الذكري بداخلكِ.. مهبلكِ مُبتل
لأجلي حبيبتي.. هو مبتل لأجلي وأنا لم أبدأ بعد "
فجأة رأيت عيونه تتحول إلى اللون الأحمر.. أغمضها بسرعة ورفع جسده
وأخرج عضوه الذكري من مهبلي ونظر إليه.. شعرت بالفراغ بسبب فعلتهِ تلك.. أخفضت
نظراتي ورأيت بخجل قطرات من دماء عذريتي على عضوه الذكري المنتصب..
احمر وجهي بقوة عندما رأيت أروس يبتسم بسعادة ثم فجأة نظر إليّ ورأيت
عيونه تعود إلى لونها الأزرق الطبيعي..
رفعني وحملني بخفة بين يديه.. كنتُ أنظر إليه بخجل وهو يدخل بي إلى
الحمام.. وضعني في الحوض ثم جلس خلفي وبدأ يداعب صدري بين يديه.. أرحت رأسي على
كتفه عندما بدأ يداعب مهبلي بأصابعه.. ثم فجأة أمسكني من خصري ورفع جسدي عاليا ثم
أدارني ناحيته وأخفض جسدي ببطء إلى الأسفل
" آااااااااااااااااااااااااه... ممممممممم... "
تأوهت بألم عندما أدخل عضوه الذكري في فتحتي وجعلني أجلس عليه.. وأنيت
بقوة وأنا أعض على شفتي.. وضعت رأسي على كتفه أحاول أن أمنع نفسي من البكاء بسبب حجم
عضوه الذكري الضخم والذي شطر مهبلي إلى نصفين..
كان أروس يداعب شعري بيده وظهري بحنية.. وعندما اختفى الألم رفعت رأسي
ونظرت إلى عيونه بحبٍ كبير..
لقد أصبحت لك أروس.. هتفت بسعادة بداخلي بتلك الكلمات وقربت وجهي منه
وبدأت بتقبيل شفتيه برقة.. تأوه أروس بقوة عندما حركت مؤخرتي ناحيته دون أن أنتبه
وشعرت بعضوه الذكري يتحرك بداخلي..
" آهمممم... "
تأوهت بمتعة بسبب ذلك الشعور.. إنه رائع.. فكرت بمتعة وبدأت أُحرك
مؤخرتي بهدوء..
همس أروس بقوة
" اللعنة.. هذا رائع حبيبتي.. "
ثم أمسك خصري بكلتا يديه وبدأ يرفع جسدي عاليا ويُخفضهُ ببطء إلى
الأسفل.. جسدي كان يصرخ ويرتعش بقوة من شدة المتعة والشعور الرائع الذي أحسست به..
أمسكت بكتف أروس وأنا أحاول أن ألقي ثقلي عليه ورفعت رأسي عاليا وأنا أتأوه بقوة
وأهمس باسم أروس بضياع..
كنتُ أستطيع أن أشعر بكل إنش من عضوه الذكري بداخلي.. ولم أستطع فعل
شيء سوى الاستمتاع بهذا الشعور الغريب والمذهل والجديد عليّ.. توقف أروس فجأة ورفع
نفسه ووقف في الحوض وأنا بين أحضانه..
" آاااااااااااه.. تبا "
همست بألم وأنا أضع ساقاي على خصره إذ دخل عضوه المنتصب بداخلي بشكلٍ
أعمق.. خرج أروس من الحوض ثم بدأ يقبلني بنهمٍ شديد.. أحسست بظهري يميل على الحائط..
فتحت عيناي ورأيت أروس يضع يده اليسرى على الحائط وهو يسند ظهري عليه وبدأ يدفع
بداخلي بقوة..
" أروس س س... "
همست بشهوة باسمه وبدأ أروس يدفع بسرعةٍ أكبر.. أرحت رأسي على الحائط وبدأ جسدي
يعلو ويهبط بقوة مع كل حركة.. كانت يداي على كتفه بينما رأس أروس في صدري.. كان
يمتص حلمتي بقوة وهو يزيد من سرعته.. اللعنة ما أجمل هذا الشعور.. فكرت بضياع وأنا
أتأوه بقوة..
" أروس ظهري "
همست بألم لأن ظهري أحرقني بسبب احتكاكه على الحائط.. أبعدني بسرعة
ولم يتوقف عن مضاجعتي بسرعةٍ رهيبة.. سار بي إلى الداخل ووضعني على السرير دون أن
يتوقف عن الدفع بسرعة.. بدأ يقبلني على عنقي وصدري وهو يتحرك بسرعة..
صوت تأوهاتنا وتنفسنا المتسارع وصوت احتكاك جسدينا ببعضهما كان الوحيد
المسموع في الغرفة لفترة نصف ساعة.. في النهاية شعرت بجسد أروس يهتز بقوة وأحسست بعضوه
الذكري ينتفض بداخلي وعلمت هنا بأنه قذف سائله بداخلي..
انتهى المشهد الجريء**
أراح أروس جبينه على خاصتي وكنا نلهث بقوة ونحن ننظر إلى بعضنا بهيام
تام
" أحبُك أروس "
همست برقة بتلك الكلمتين وفورا شعرت بجسدهِ يتصلب ونظر إليّ بصدمة..
شعرت بالخوف و بالحزن وسالت دموعي برقة وقلتُ له بسرعة
" أعلم أنني بشرية و.. و لستُ الفتاة التي تتمناها لأنني ضعيفة..
و.. و لكنني أحببتُك.. نعم.. أن أحبك أروس.. لا بأس معي إن لم تبادلني الحب..
لكن.. أنا.. يكفيني أن أبقى بجانبك ومعك.. و.. وممممممممم... "
كُتمت كلماتي عندما سحق أروس شفتاي بشفتيه بقبلة عاصفة شهوانية..
بادلته القبلة وأنا أتأوه بسعادة.. فصل القبلة وأغمض عيونه وقال بسعادة
" غبية.. حبيبتي لو تعلمين كم حلمت وتمنيت أن أسمع هذه الكلمة من
بين شفتيكِ الجميلتين.. أنا أحبكِ دينا.. لطالما فعلت.. لأنكِ امرأتي المنشودة..
أنتِ فتاتي... أنتِ لي منذ البداية "
نظرت إليه بصدمة وبكيت بسعادة وسألته بهمس
" حقا!... "
فتح عيونه ونظر إليّ بحب وقال
" نعم حبيبتي.. هل ظننتِ أنني سأقول لكِ حبيبتي لو لم أكن أحبُكِ؟..
لو تعلمين كم كنتُ أتألم وأنا أظن بأنكِ تكرهينني.. أحبكِ دينا.. ولن أتخلى عنكِ
أبدا "
عانقته بشدة وبكيت بفرح لا يوصف.. في هذه الليلة لم ننام حتى طلوع
الفجر.. مارسنا الحب بجنون.. مارسنا الحب دون أن نمل ونتعب.. أخيرا أصبحنا جسدا
واحدا.. هذه الليلة كانت أسعد وأجمل ليلة في حياتي كلها...
فورتونا**
" من يخون مرة يخون كل مرة "
قالها لايسن ورأيتهُ برعب يستدير ويخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه ورحل...
رحل وتركني وحيدة في هذه الغرفة..
صرختُ بهستيرية وأنا أرفع يدي ناحية الباب وأبكي بلوعة
" لااااااااااااااااا... لا تذهب أرجوك.. لا تتركني حبيبي.. لا
تذهب أتوسل إليك.. أنا لم أخُنك.. لا تذهب أرجوك.. أنا لا أستطيع العيش من دونك..
لايسن حبيبي.. حبيبي لا ترحل... "
لم أستطع النهوض ولم أستطع فعل شيء سوى النواح والبكاء بهستيرية
كاملة.. لقد تركني وحيدة مُشردة الروح والنفس..
أحسست بموجة من الندم والخوف تتقاذف بي يمينا و يسارا.. كم كنتُ غبية
ومتهورة.. كم كنتُ حمقاء لأنني ذهبت إلى قصر جدي وبحوزتي القلادة والخنجر.. يا
ليتني تذكرت أنهما معي.. يا ليتني لم أذهب..
لكن كلمة يا ليت لم تعد تُجدي نفعا الآن... ناديت لايسن برجاء وهتفت
بلوعة باسمه لكنه لم يأتي.. بكيت بتعاسة لا توصف وبندم أحرق روحي.. بكيت لساعات
حتى في النهاية جفت دموعي وحنجرتي لم يعد باستطاعتها إخراج الأنين والشهقات... لقد
دمرت نفسي بيدي بسبب غبائي..
عيوني كانت مُنتفخة لدرجة أنني لم أعُد أستطيع الرؤية بها.. وجسدي لم
يتوقف عن الارتعاش للحظة واحدة.. في النهاية أغلقت عيناي وغرقت في النوم..
" لايسن ن ن ن ن ن ن..... "
استيقظت و أنا أصرخ برعبٍ شديد باسم حبيبي... شهقت بقوة عندما رأيت
نفسي في تلك الغرفة.. أنيت بألم لأنني علمت أن كل ما حدث لم يكن مجرد كابوس...
عاودت البكاء بتعاسة وأنا أندب حظي وغبائي... حاولت النهوض لكني وقعت
على الأرض بسبب إرهاقي النفسي وتعبي الجسدي..
" لايسن حبيبي.. تعال أرجوك ك ك ك ك.. لا تتركني حبيبي....
"
هتفت بعذاب و انهرت أكثر وانزويت أمام السرير وضممت ركبتيّ نحو صدري
وأخفيت وجهي بينهما وأنا أبكي بحرقة...
مر عليّ أحد عشر يومًا فقط في هذه الغرفة والتي أصبحت سجني ولم أعُد
أظن أنني سوف أقدر أن أتعافى من حزني وأقاوم كل ما يحدث لي..
توقفت عن تناول الطعام وبالكاد كنتُ أشرب قطرات قليلة من المياه حتى
أبلل حنجرتي لأستطيع النداء والتوسل لحبيبي حتى يأتي وأراه ويسامحني على غبائي...
اشتقت له بجنون.. اشتقت لعيونه و لضحكته وسماع صوته.. أصبح البكاء
وندائي له المستمر عادة عندي.. وفي اليوم الثاني عشر وبجسد مرهق وعقل مشتت وأعصاب
مضطربة وروح ضائعة وأحلام منتهية وكوابيس مرعبة فتحت عيوني بتعب ليوم آخر من أيام
جحيمي الخاص كما أسميتُها..
تململت في نومتي ثم بدأ جسدي بالارتعاش مثل اليوم الذي سبقه بسبب عدم
تناولي للطعام..
سالت دموعي بصمت وفكرت بحزن أرهق روحي.. لقد تركني.. حبيبي تخلى عني
وصدق جدي الحقير.. حبيبي تركني وحيدة مُشردة الروح والنفس أبكي بصمت..
دموعي أصبحت رفيقتي الوحيد.. أصبحت أتنفس بلا رغبة وأحيا رغما عني..
كنتُ أتألم و أتمزق من الداخل.. الندم لم يعد ينفعني أبدا.. لقد خسرتهُ.. خسرتهُ
إلى الأبد.. لقد خسرت حبيبي إلى الأبد..
لو أنهُ عرفني جيدا وأدرك مكونات روحي لما تطرق أي شك إلى نفسه.. لما
كان صدق جدي أبدا.. لكن أنا هي المُلامة الوحيدة على ذلك.. لولا غبائي لما وصلت
إلى هذه المرحلة...
كان كلايتون الوحيد الذي يدخل إلى الغرفة فقط ليجلب لي الطعام
والمياه.. رغم محاولاتي الكثيرة وتوسلاتي له حتى يطلب من لايسن القدوم لكنه لم
يتفوه بحرف..
سمعت صوت اقتراب خطوات فاضطربت قليلًا وحاولت أن أجلس لكن لم أستطع..
إنه لايسن بالتأكيد... يبدو أن كلايتون أخبره بامتناعي عن تناول الطعام..
فكرت بسعادة وأنا أبتسم براحة.. نعم إنه هو.. بالتأكيد عاد من أجلي..
لكن ماذا يجب أن أخبره؟.. أولا يجب أن أعتذر منه وأقول له بأنني لم أقصد وأنني
كنتُ غبية وينتهي كل شيء..
حبيبي سوف يسامحني ويبتسم لي وينسى.. سوف يسامحني على حماقتي ويأتي لي
بالطعام الذي لم أتذوقه منذ مدة.. ونعيش إلى الأبد مع أطفالنا بسعادة.. فكرت
بسعادة وأنا ابتسم بإرهاق..
انفتح الباب فارتبكت نظرتي ثم رفعت وجهي وقبل أن أنطق بكلمات الاعتذار رأيت بحزن كلايتون يدخل برفقة امرأة غريبة إلى الغرفة.. أصابني الإحباط فورا وشرعت
أبكي بتعاسة..
أغمضت عيناي وسمعت كلايتون يقول
" هي ترفض تناول الطعام إيزي.. لذلك طلب الملك أن تتصرفي..
"
أحسست بأحد يجلس بجانبي وبيد على جبيني..
" هممممم... "
همهمت تلك المرأة وقالت بحزن
" كلايتون.. ساعد الأميرة لتجلس "
شعرت بيدين تمسكان كتفي وترفعني.. تأوهت بألم وفجأة شعرت بشيء بارد
على شفتاي..
فتحت عيناي ونظرت بضعف إلى تلك المرأة ثم إلى ما تضعه على فمي.. كانت
تمسك كوب من النحاس وفورا استطعت استنشاق رائحة الدماء.. نظرت إلى داخل الكوب
ورأيت سائل أحمر به..
شعرت بالغثيان وقلتُ لها بضعف
" مـ.. ما هذا؟ "
ابتسمت المرأة الغريبة برقة وقالت
" هذه دماء الملك.. أنتِ حامل سمو الأميرة وترفضين تناول الطعام
وهذا ليس جيداً لكِ وللجنين.. لذلك الملك أمرني برؤيتك وإن كنتِ تحتاجين لدمائه..
وكما أرى أنتِ على وشك خسارة الطفل وحياتك.. لذلك يجب أن تشربي من دماء الملك حتى
تُشفين بسرعة.. وعليكِ بعدها بتناول الطعام بانتظام وإلا اضطررت لإعطائك من دماء
الملك بانتظام "
نظرت إليها بحزن وقلتُ لها بتعاسة
" لا أريد.. أريد فقط أن أرى لايسن.. أرجوكِ قولي له أنني أريدُ
رؤيته "
هزت المرأة رأسها بأسف وقالت بحزن
" هيا اشربي أولا هذه الدماء وبعدها أعدُك أنني سأتكلم مع الملك
وأخبرهُ برسالتكِ له "
نظرت إليها بضعف وفكرت براحة.. هناك بصيص من الأمل أن يرق قلب لايسن
عليّ و يأتي حتى يراني... شربت كامل الكوب وأنا أحاول أن لا أتقيأ من طعمه.. عندما
انتهيت أبعدت إيزي الكوب عن فمي ثم وقفت وقالت
" الدماء سوف يكون مفعولها قوي عليكِ.. يجب أن تنامي وتستريحي
الآن سمو الأميرة "
ساعدتني بالاستلقاء على ظهري وخرجت برفقة كلايتون.. شعرت بدمائي تُصبح
حارة في جسدي وفورا تشنجت وصرخت بألمٍ شديد ولم أعد أعي شيئا بعدها...
شهر.. ثم شهر آخر وآخر وآخر وآخر.. خمسة أشهر مضت وها هو بطني أصبح
أمامي وأنا ما زلت حبيسة هذه الغرفة اللعينة.. بكائي وعذابي و روحي المُحطمة لم
تجعل لايسن يرق عليّ..
أنا لم أراه طيلة هذه الفترة.. كانت الأيام تمضي ببطء وأنا أعيش جحيمي
الخاص.. رفضت تناول الطعام لكن تلك المدعوة إيزي كانت تُجبرني على شُرب دماء لايسن
باستمرار وبشكلٍ يومي...
لماذا هو قاسي معي؟!.. ألهذه الدرجة كرهني؟!.. هل حقا خسرتهُ إلى
الأبد؟.. كنتُ أفكر بذلك دون أن أتوقف عن البكاء.. روحي اعتلاها البؤس.. أصبحت
كحال زهرة ذابلة مهما رويتها لن تزهر أبدا..
كنتُ مكتئبة وعابسة وأبكي طيلة الوقت.. أنا ميتة.. أصبحت جسدا بلا
روح.. روحي ماتت مع ابتعاد لايسن عني...
ومثل العادة دخل كلايتون إلى الغرفة ووضع صينية الطعام على المنضدة
بجانبي وقال لي جملتهُ المعتادة
" سمو الأميرة.. هذا فطوركِ.. إن رفضتِ تناوله سوف تأتي إيزي في
الظهيرة وتجعلكِ تشربين من دماء الملك لايسن "
وذهب ببساطة وأغلق الباب خلفه بالمفتاح.. نظرت بحزن إلى صينية الطعام
وشردت نظراتي على السكين الموضوع بجانب الصحن..
" لما لا!!!!.... "
همست بتفكير ودون تردد أمسكت بالسكين ونظرت إلى نصله ودون أي تردد
رفعت يدي اليسرى وقطعت بها شرياني.. كنتُ أنظر بجمود إلى الدماء وهي تسيل كالنهر
من معصمي..
" سامحني ابني.. سامحني لايسن "
همست بعذاب ورميت السكين على الأرض وأنا أنظر باعتذار إلى بطني
المنفوخة.. شعرت بدوار وأغمضت عيناي وسالت دموعي بكثرة...
لقد فضلت الموت على أن أخسر لايسن وطفلي.. فضلت الموت برفقة طفلي الذي
لم ألده لأنني خسرت.. خسرت حُب حياتي..
سالت دموعي بضعف على وجنتاي بينما كنتُ أنتظر الموت..
لايسن حول قوتي إلى ضعف عندما أحببته وعشقته.. خسارتي له كانت بالنسبة
لي هي الموت.. لذلك قررت أن أموت على أن أعيش حياتي بمفردي في عالم البشر وأنحرم
من حبيبي وطفلي الذي لم يولد..
شعرت بالجنين في رحمي يتحرك.. طفلي كان يتألم مثلي..
شهقت بقوة وهمست ببكاءٍ مرير
" سامحني طفلي.. سامحني لايسن.. "
لقد خسرت.. خسرتهما معاً وإلى الأبد.. خسرت حبيبي وطفلي إلى الأبد...
روعه
ردحذفشكراااااااااااا
حذفالبارت روعه ياقلبي تسلم ايدك متحمسه للبارت إللي جاي ومستنياه بفارغ الصبر ❤❤❤❤💝
ردحذفجميلة قلبي شكرا لكِ من القلب
حذفالبارت حزين جدا ومؤلم اشك أن دماء لايسن التي تغذيها يوميا ربما تكون تسبب له الضعف وهي لا تدري .. شكرا لك هافن
ردحذفآسفة أحزنتكِ حياتي
حذفجميل جدا أسلوب كتابتك مشوق وراقي
ردحذفأشكركِ من القلب
حذفمتحمسه للفصل الجاي اوي ♥️♥️♥️ وحزينه علي ملكي وسيم اوي 🥺🥺🥺
ردحذفيا قلبي لا تحزني
حذفموعد الباتات
ردحذفنشرت بارت في الأمس ومنذ قليل
حذفوموعدنا مع بارت 40 مساء الأربعاء