اعتراف بالحُب
كلاوديوس**
كنتُ أقف على الشرفة التابعة لجناحي الملكي في قصري الجديد وأنا
أسند نفسي على الحائط وأُفكر بعمق..
خمسة أشهر قد مضت منذ أن عاقبني وحش الجبل وأوقف تحولي إلى عملاق..
صحيح أنني لم أتقبل ذلك لغاية الآن وأشعر بالعار لأنني كملك العمالقة لم يعد
باستطاعتي أن أعود إلى حجمي الطبيعي.. لكن وجود أشلي في حياتي عوضني عن كل شيء..
لقد بنى لي شعبي هذا القصر وطبعا حتى أساعدهُم استخدمت سحري حتى ينتهي
القصر في أسرع وقت.. لكن الجميل هو أن أشلي لم تعد تخاف مني ومن شعبي.. وللأسف هي
ظنت أنني لم أعد أرغب بالتحول إلى عملاق من أجلها.. ولم أستطع أن أخبرها الحقيقة..
" أشلي... "
همست باسمها بهيام بينما كنتُ أنظر بسعادة إلى مملكتي.. هي بشرية
مُفعمة بالحياة والمرح.. تُحب إضحاكي وإسعاد الجميع حولها.. ومقالبها... أخ من
مقالبها التي لا تنتهي.. أحيانا أشعر بأنها طفلة بسبب مقالبها الدائمة..
ابتسمت ابتسامة صغيرة بينما كنتُ أتذكر أول مقلب فعلتهُ بي أشلي..
كان قد مر على تواجدها في مملكتي أسبوعين.. كنتُ منهمك مع العاملين
وأُعطيهم إرشاداتي وأشرح لهم أين أريد أن يكون جناحي في قصري الجديد عندما فجأة
تجمدت برعب لدى سماعي صرخات أشلي المُرتعبة
" اااااااااااااااااااععععععععه.. كلاوديوس س س س س س...
آااااااااااااااااااااااااااااااااااعه.... "
استدرت بسرعة وتجمد قلبي برعب عندما رأيتُها تمسك بيدها وتضغط عليها بشدة
والدماء تغطيها بالكامل..
" أشلي ي ي ي ي... "
هتفت برعبٍ كبير وركضت باتجاهها وأمسكت بكتفها وبدأت برعب اتفحص جسدها
حتى أستطيع معرفة أين هي مصابة وأشفيها..
" أيــ.. أين أنتِ مصابة؟!!.. ماذا حدث لكِ؟!!.. أشلي أجبيني
أرجوكِ.. ما هذه الدماء على يدكِ؟.. تكلمي.. "
فجأة رفعت رأسها ورأيتها بذهول تضغط بشدة على شفتيها ثم بدأت تضحك
بجنون.. كنتُ جامداً وأنا أنظر إليها بدهشة كبيرة.. هل جُنت؟!!.. هي تنزف و تضحك
بسعادة!!!... ثم لماذا رائحة دمائها غريبة؟!!!...
فكرت بتعجُب وما هي سوى لحظات حتى سقطت أشلي على الأرض وهي تضحك
بجنون..
جثوت أمامها وقلتُ لها بقلق
" أشلي.. لماذا تضحكين واللعنة؟!!... أنتِ مصابة و... "
قاطعتني قائلة من بين ضحكاتها
" هههههه.. أنا... هههههههه.. أنا لستُ مصابة.. هذا كاتشب "
فتحت فمي بذهول وقلتُ لها بغباء
" كاتشب؟!.... ماذا تعنين بالكاتشب؟!.. ما هذا الكاتشب؟!!!...
"
ضحكت بصخب وقالت عندما توقفت عن الضحك قليلا
" لقد كان مقلب صغير.. لا تخف أنا بخير.. لكنني شعرت بالملل
وقررت أن أفعل بكِ مقلب.. والكاتشب لقد صنعتهُ بنفسي.. هو صلصة خاصة نأكلها نحن
البشر.. ههههههههههه.. "
فتحت فمي بغباء ونظرت إليها ببلاهة قائلا
" مقلب؟!.. صلصة؟!.. أنتِ بخير؟!... ماذا تعنين بمقلب؟!!! "
نظرت إليّ بنظرات حنونة وقالت
" مقلب هو خدعة نفعلها للضحك مع الأخرين.. آسفة أخفتك.. لكن شعرت
بالملل و أردت أن أضحك قليلا "
ثم نظرت إلى يديها وقالت بهمس
" كنتُ دائما أفعل ذلك على أفراد عائلتي.. لا تغضب مني "
نظرت إليها برقة وابتسمت لها بحنان.. كيف لي أن أغضب من مُعذبة
قلبي؟!.. مستحيل أن أفعل.. فقط لو تعلم كم أحبها..
لم أعترف لها بمشاعري لأنني أردت أولا أن تتعرف عليّ وتُحبني لذاتي..
أردتها أن تتعود على حياتها هنا وتتعود على رفقتي لها.. لكنها للأسف كانت دائما
حزينة وتقول لي بأنها ترغب بالعودة إلى عائلتها وعالمها...
وقفت أشلي وقالت بتوتر
" آسفة أخفتُك سمو الملك.. لكنني مللت فأنتَ دائماً مشغول
وبالكاد تتكلم معي "
تأملتُها بحزن وحاولت أن أُخبرها بأنني أفعل ذلك لأتجنب وجع قلبي..
لأنني لا أستطيع رؤيتها حزينة وأسمعها تطلب مني بأن أسمح لها بالعودة إلى عالم
البشر..
لكن التزمت الصمت ورأيت أشلي تتأملني بحزن ثم قالت
" اذهب وتابع الإشراف على بناء قصرك الجميل سمو الملك.. لا تهتم
بي.. سأحاول عدم إزعاجك مرة أخرى "
استدارت أشلي وابتعدت عني ودخلت إلى قصري الملكي العملاق..
بعد عدة أيام طلبت من الخادم أن يطلب من أشلي بالقدوم إلى مكتبي..
لحظات وسمعت صرخات مُرتعبة من الخادم ركضت بأقصى سرعة أمتلكُها وتجمدت برعب عندما
رأيت جسد أشلي على الأرض أسفل السلالم..
نظر إليّ الخادم بخوف وقال لي برعب
" لقد أتيت ورأيتها هكذا سمو الملك.. لقد وقعت عن السلالم.. إنها
صغيرة جداً.. لا أفهم كيف أرادت أن تنزل على هذا السلالم! "
جثوت أمامها وبدأت أهتف برعب بينما كنتُ أتفحص جسدها
" أشلي.. أشلي.. يا للهول.. ماذا حدث لكِ؟!!.. أشلي افتحي عينيكِ
أرجوكِ.. لا تُخيفيني "\
الجميع في مملكتي باتوا يعلمون بأن أشلي هي رفيقتي المُقدرة لكنني
أمرتهم بعدم البوح لها بذلك..
تنهدت براحة عندما عرفت أن لا كسور في جسدها.. حملتها بسرعة وصعدت إلى
غرفتها.. وضعتها على الفراش وجلست بجانبها وبدأت برعب أنظر إليها.. فجأة فتحت
عينيها ونظرت إليّ بضعف وقالت
" من أنت؟!.. "
" ماذااااااااااااااا؟؟!!!!... "
هتفت بصدمة كبيرة وهنا أغمضت أشلي عينيها ثم بدأت تضحك بجنون وهي تقول
من بين ضحكاتها
"ههههههههههه.. آسفة.. لكنه مقلب آخر.. ههههههههه.. يا ليتك ترى
كيف كان وجهك الآن.. هههههههههه.. آسفة لكنني لم أستطع أن أطيل المقلب أكثر...
ههههههههه.. "
نظرت إليها بحزن وقلتُ لها بغصة
" هذا ليس مُضحكا أشلي.. لقد كاد قلــ... "
لم أُكمل جملتي لها والتزمت الصمت.. كنتُ بغباء سأعترف وأقول لها بأن
قلبي كاد أن يتوقف من شدة الخوف عليها وأنني لن أحتمل إن أصابها مكروه..
توقفت أشلي عن الضحك ونظرت إليّ بهدوء وسألتني بهمس
" لقد كاد ماذا؟! "
لم أستطع أن أُخبرها.. ليس قبل أن تُحبني.. وقفت وقلتُ لها بجدية
" توقفي عن فعل المقالب بي أشلي.. يوما ما قد يحدث لكِ شيئاً سيئاً
وقد لا أصدقكِ حينها "
وغادرت غرفتها بحزن.. لكنها طبعا لم تتوقف عن فعل المقالب بي حتى بعد
مرور خمسة أشهر ونصف على تواجدها هنا..
في الحقيقة في معظم مقالبها كنتُ أمثل أنني خائف حتى أجعلها تضحك..
وشعبي المسكين لم ينجوا من مقالبها أيضا..
تنهدت بقوة بينما كنتُ أتمنى أن تشعر بي أشلي وتُحبيني قريبا.. أنا
أتألم كلما قالت لي بأنها تريد العودة إلى عائلتها وحياتها السابقة..
همستُ بحزن قبل أن أدخل إلى غرفتي
" إن لم تُحبني سوف أُحقق لها طلبها.. لن أكون أنانياً وأتركها
معي غصبا عن إرادتها "
في الصباح ومثل العادة رأيتها على طاولة الطعام تجلس وهي تأكل طعامها
بصمت.. كانت حزينة وهذا ما جعل قلبي يعتصر بشدة داخل قفصي الصدري
" أشلي... "
همستُ باسمها بنبرة حنونة وفورا رفعت نظراتها ونظرت في عمق عيناي..
تنهدت بخفة وقلتُ لها
" لماذا أنتِ حزينة؟!.. ألا تشعرين بالسعادة هنا في مملكتي؟!
"
أخفضت نظراتها بسرعة وأمسكت بالشوكة وبدأت تلعب بطعامها.. لحظات قصيرة
وسمعتُها تقول بغصة
" أنا سعيدة هنا.. لكنني أفتقد أهلي جدا.. وكذلك أصدقائي و.. و
عملي و حياتي السابقة في عالم البشر.. أفتقد شقيقي وأمي وأبي و... "
ورأيتها بحزن تمسح بسرعة دمعة سالت على وجنتها ثم وقفت وخرجت من
الغرفة راكضة..
نظرت ناحية الباب بحزن وفكرت بأسى.. هي لن تُحبني أبدا.. وقررت أنه
حان الوقت حتى أُعيدُها إلى عالمها حتى لو دمرني قراري..
في المساء تفاجأت عندما دخل أحد حراسي إلى مكتبي وقال لي برعب
" سمو الملك.. و.. وحش الجبل هنا.. و.. هو.. هو يريدُ رؤيتك فورا
"
نظرت إليه بذهول وفكرت بدهشة عن سبب قدوم وحش الجبل إلى قصري.. لكنني
لم أجد إيجابة.. وشعرت بالرعب إذ فكرت أن سبب قدومه هو حتى يأخذ أشلي مني..
لن أسمح له بذلك أبدا.. سأُعيدها إلى عالمها مهما فعل بي..
أمرت الحارس قائلا بحدة
" أدخلهُ فورا "
ثواني قليلة رأيت وحش الجبل الملك لايسن ثورم يدخل إلى مكتبي ونظر إليّ
بنظرات باردة..
وقفت لاستقباله وبلعت ريقي بصعوبة بينما كنتُ أنظر إليه بتوتر.. وأول
ما تفوهت به دون أن أشعر
" ملك لايسن ثورم.. أنتَ لن تأخذ أشلي مني صحيح؟!! "
نظر إليّ ببرود وهو يعقد حاجبيه بتفكير ثم لمعت عيونه ببريق أرعبني
لكن شعرت بالراحة والسعادة عندما قال
" أشلي؟!.. أوه تلك البشرية صانعة المجوهرات.. لا لن أفعل.. لقد
أتيت لأمرٍ شخصي "
ثم نظر حوله وقال
" قصرك الجديد جميل.. للأسف لن تستخدمهُ قريباً "
جلس على الأريكة وأشار لي بيده حتى أجلس وفعلت.. ما الذي عناه بكلماتهِ
تلك؟!.. فكرت بذهول لكنني قررت أن أنتظر ما سيقولهُ لي الآن
" كلاوديوس.. أريدُك أن تسمعني جيدا ولا تتكلم حتى أُنهي حديثي "
أجبته موافقا فتنهد وحش الجبل براحة ثم تابع قائلا
" جيد.. لقد أتيت إلى مملكتك الليلة تحديدا حتى أُعيد لك قوتك في
التحول إلى عملاق.. ثم السبب الثاني هو....... "
كنتُ أنظر إليه بذهولٍ تام وهو يتكلم.. أولا أدهشني بشدة.. لم أتوقع
أبدا أن يفعل الملك لايسن ذلك.. هو حقا يريد أن يُعيد لي قوتي!.. ولكن صدمتي كانت
في السبب الثاني.. عندما أنهى حديثه معي كنتُ أنظر إليه ببلاهة وأنا أفتح فمي على
وسعه...
رمشت بقوة وسألته بارتباك
" هو.. هــ.. هو.. هل أنتَ جاد فعلا؟!!! "
رأيتهُ يبتسم بحزن وقال
" نعم كلاوديوس أنا جاد.. غدا في المساء سأدعو جميع الملوك في
عالمي إلى إجتماع مهم في قصري في غابيغا وأنتَ يجب أن تكون حاضرا "
نظرت إليه بدهشة وقلتُ له
" لكن.. لكن.. هل حقا ستفعل ذلك؟!.. أعني ليس الإجتماع بل ما أخبرتني
به "
وقف ونظر إليّ بجدية قائلا
" نعم.. لقد اتخذت قراري وجميع شعبي وافق عليه.. أراك غدا في
غابيغا "
وهكذا ببساطة رفع يديه وخرج ضوء قوي منها واتجه ناحيتي.. شعرت بجسدي
يرتفع عن الأرض لثواني معدودة ثم سقطت بعنف على الأرض..
رفعت رأسي ورأيت وحش الجبل يستدير ثم خرج من مكتبي دون أن يكترث أو
يعطي أي اهتمام لذهولي و صدمتي الكبيرين.. نظرت أمامي بحزن إذ عرفت أن الليلة يجب
أن أُعيد أشلي إلى عالم البشر.. الليلة يجب أن أفعل قبل فوات الأوان..
لم أهتم بأن وحش الجبل أعاد لي قوتي فكل تفكيري كان مُنحصراً على أشلي
ووداعي الأخير لها.. وبحزنٍ كبير خرجت من مكتبي وتوجهت إلى غرفتها....
أشلي**
كنتُ أجلس على المقعد في شرفة غرفتي الخاصة في قصر كلاوديوس الجديد..
كنتُ أبكي بتعاسة على حظي السيء وأنا أفكر بمرارة وبأسى..
أنا أحب الملك كلاوديوس بجنون.. أحبهُ.. أنا أحبهُ من دون شروط ومن
دون أي تحفظ.. لكنه لا يبادلني مشاعري.. هو لا يشعر بي.. لقد وقعت بعشقه بعد مرور
شهر ونصف على تواجدي هنا.. هو رائع.. حنون.. متفاهم.. رقيق القلب.. مهذب.. وسيم
جداً.. وعطوف.. وملك مُحب..
مسحت دموعي وهمست بقهر
" آااااااااااااااااااااااه.. أكان من الضروري أن يكون مهذباً إلى
هذه الدرجة؟!!!!!!... آغغغغغغغغغغ.... "
نظرت بأسى إلى المملكة أمامي وفكرت بحزن مثل عادتي.. يا ليتهُ يعانقني
ويقبلني و.. يا ليته يشعر بي.. لقد فقدت الأمل أن يُحبني.. كيف له أن يفعل وأنا
مجرد بشرية؟!... أنا لستُ بساحرة ولستُ عملاقة.. هو لن يُحبني أبدا...
مسحت دموعي وقررت أن أضع بلسماً على جروحي.. وخاصةً جروح قلبي.. لا
أمل لي معه.. ولذلك بدأت أطلب منه منذ مدة أن يُعيدني إلى عالمي حتى أحمي قلبي وأُعطي
ذاتي الوقت الكافي للتعافي..
يجب أن أنساه.. عليّ فعل ذلك.. يجب أن أعود وبأي ثمن إلى عالمي حتى
أنسى كلاوديوس.. أنا لستُ له وهو ليس لي.. حُبي له مستحيل.. ومن طرفٍ واحد..
أجهشت بالبكاء وكتمت شهقاتي بيدي حتى لا يسمعني أحد.. كان جسدي يهتز
بقوة وقلبي.. آه على قلبي.. قلبي يحترق ألما على حُبي له.. هل كان يجب على القدر
أن يغدر بي؟!.. لماذا اختارني القدر حتى أدخل إلى هذا العالم؟!.. ربما حتى
أتعذب!!!!!...
طرقاتٍ خفيفة على الباب انتشلتني من عذابي.. مسحت دموعي بسرعة ووقفت
ودخلت إلى غرفة نومي وقلت بهدوء
" تفضل.. "
ثواني ورأيت الملك كلاوديوس يدخل إلى غرفتي وتقدم ووقف أمامي..
نبض قلبي بجنون بينما كنتُ أنظر إلى عيونه الصفراء الجميلة..
هذه المرة الأولى التي يدخل بها إلى غرفتي في قصرهِ الجميل.. ابتسمت
له ابتسامة صغيرة رقيقة لكنها اختفت بسرعة عندما رأيت وجهه الجامد من دون أي
تعابير..
نظرت إليه بقلق وسألته
" كلاوديوس.. هل أنتَ بخير؟! "
منذ ثلاثة أشهر سمح لي بمناداته باسمه دون لقب وشعرت بالسعادة حينها
إذ ظننت أنه بدأ يشعر بي ويحبني.. لكنني كنتُ مُخطئة...
سمعتهُ بذعر يقول بنبرة جادة وقاسية
" أشلي.. ارتدي ملابسكِ بسرعة.. سوف أعيدُكِ إلى عالم البشر
الليلة "
ارتعدت مفاصلي بقوة ونظرت إليه بصدمة كبيرة.. توقفت الكلمات في حلقي
ولم أستطع اخراجها والاعتراض أو حتى سؤاله عن السبب..
كان يتأمل ردة فعلي ورأيت لمحة من الحزن بعيونه وقبل أن أتفوه بكلمة
قال قبل أن يستدير ببساطة ويذهب
" سوف أنتظركِ في الأسفل.. لا تتأخري "
بعد خروجه سقطت على الأرض منهارة وأنا أبكي بتعاسة.. لقد تخلى عني...
لكن هذا متوقع منه.. لقد نخرت رأسه بطلبي منه المُستمر بأن يُعيدني إلى عالمي.. ثم
أليست هذه رغبتي منذ البداية!!.. أليست هذه رغبتي اللعينة بالعودة إلى عالم
البشر!..
بكيت وبكيت حتى جفت دموعي وفي النهاية وقفت بانهيار وقررت أن أرتدي
ملابسي وأفعل كما طلب مني..
بعد ربع ساعة كنتُ أقف بجانبه أمام باب القصر وأنا أشعر بقلبي يحترق
ألما على فراقي له.. فجأة وبدهشة كبيرة رأيته يتحول إلى حجمه العملاق وسمعت الحراس
يشهقون بذهول ثم احنوا رؤوسهم جمعيا له باحترام..
استغربت تصرفهم.. ربما اندهشوا لأنه لم يتحول من أجلي منذ شهور..
أمسكني بخفة بأنامله ووضعني بكف يده ورفع يده عاليا وبدأ يسير.. تكورت
على نفسي وأنا أضع كلتا يداي على جلده أتحسسه برقة.. هذه المرة الأخيرة لي بلمسه..
دموعي انسابت دون استئذان على وجنتاي وبكيت بألم على فُراقي له..
بعد مضي بعض الوقت توقف كلاوديوس فجأة وسمعته يقول لشخصٍ ما
" لقد أتيت حتى أدخل إلى شجرة الدماء وأعيد البشرية إلى عالمها..
أخبر الملك لايسن ثورم بذلك.. سأنتظر هنا لحين السماح لي بالدخول "
بشرية؟!.. فقط بشرية؟!.. هكذا يُعرّف عني؟؟!!.. شعرت بألمٍ كبير في
قلبي وفي أمعائي.. هو لن يفكر بي بطريقةٍ أخرى.. أنا مجرد بشرية بالنسبة له.. مسحت
دموعي وحاولت أن اهدأ وأتوقف عن البكاء حتى لا يرى كلاوديوس مدى حزني وتعاستي..
دقائق وسمعت شخص يقول له
" تحول كلاوديوس "
أخفض كلاوديوس يده وثبتها على الأرض وفتح كف يده.. فورا وقفت ونزلت
ووقفت على الأرض.. رأيت أمامي جنود بعددٍ كبير ويترأسهم رجل شعره كستنائي طويل..
هو وسيم لكن ليس بوسامة حبيبي.. ولكن من يقف بجانبه هو من أرعبني إنه ذلك الرجل
الذي خطفني مسبقا.. لقد انتهى كل شيء.. أنا عائدة إلى عالمي وإلى الأبد.. فكرت
بحزن واخفضت رأسي إلى الأسفل أنظر بأسى إلى قدماي..
قلص كلاوديوس حجمه ووقف بجانبي وسمعتهُ يقول
" مرحبا قائد أروس.. آسف للإزعاج.. لكن كما تعلم غدا الملك لايسن
سوف يُنهي كل شيء.. لذلك قررت أن الأنسب أن أعيد البشرية إلى عالمها قبل.. "
قاطعني أروس قائلا
" لقد فات الأوان كلاوديوس.. المخرج والمدخل إلى عالمنا لم.....
"
هنا كنتُ قد اكتفيت وقررت أن أوقف هذا الجنون.. أنا أريد كلاوديوس..
لا أستطيع العيش من دونه.. سوف يتعلم أن يحبني.. إن لم يفعل لا يهمني.. المهم أن
أبقى معه لآخر يوم في حياتي..
وقفت أمام كلاوديوس وقاطعت ذلك المدعو بـ أروس عن تكملة حديثه وقلتُ
لـ كلاوديوس ببكاء
" لا تُعيدني إلى عالم البشر.. أرجوك... "
شهقت بقوة ورأيتهُ يتأملني بصدمة
لكنني لم أهتم بل أمسكت بيده وقلتُ له بغصة
" لا أستطيع العيش من دونك.. أنا.. أنا.. أنا أحبُك كلاوديوس
بيرون.. أحبُك جداااااااااا.. "
" هذا شيء مثير للاهتمام.. أراك غدا كلاوديوس.. واهتم بالبشرية
المُقدرة لك.. الوداع "
سمعت ذلك الرجل يقول قبل أن يذهب برفقة الجنود بينما كلاوديوس كان
ينظر إليّ بصدمة شديدة.. فتح فمه بنية التكلم لكنني فورا وضعت أناملي على فمه
وقلتُ له برجاء
" لا ترفضني أرجوك.. اسمعني أولا.. "
تنهدت بخفة ونظرت مباشرةً إلى عيونه وقلتُ له
" في البداية كنتُ خائفة منك.. أنتَ كائن لستَ بشري بل عملاق
وساحر أيضا.. نحن في عالم البشر نكتب روايات ونصنع أفلام عنكم ونظن بأنكم مجرد
خرافة وأساطير ولا وجود لكم.. لذلك لا تتخيل كم كنتُ خائفة عندما خطفني مصاص دماء
وأجبرني على صنع قلادتين له.. آوه لقد أخبرتُك بالسر.. لا يهمني.. المهم أن تعرف
ما شعرت به عندما رأيتُك.. في البداية ظننت أنك ستأكلني كما شاهدت في فيلم سينمائي
سابقا.. ولكنك كنتَ متفاهم معي.. حنون.. رقيق.. متواضع.. لطيف.. "
أغمضت عيناي بقوة وتابعت قائلة
" لقد.. لقد أحببتُك وبجنون.. لذلك كنتُ حزينة ومنهارة لأنك لا
تُبادلني الحب.. ولذلك طلبت منك أن تُعيدني إلى عالمي.. صحيح أنني أفتقد وبشدة
عائلتي وعملي وحياتي السابقة.. لكنك أصبحتَ عالمي الآن.. أرجوك دعني أبقى معك و..
و.. ربما يوما ما قد تُبادلني المشاعر و... "
أبعد كلاوديوس أناملي عن فمه وأمسك بيدي برقة وهمس قائلا
" غبية... "
نظرت إليه بصدمة وفورا سالت دموعي بكثرة على وجنتاي.. لقد دُست على
كرامتي واعترفت له بحبي له لكنه ببساطة رمى حُبي واعترافي له تحت أقدامه ولقبني
بالغبية..
هوى قلبي وارتعش جسدي بقوة وسالت دموعي أكثر بينما كنتُ أنظر إليه
بتعاسة..
" غبية.. غبية.. غبية... ألم تسمعي ما قالهُ القائد أروس منذ
قليل؟!.. "
أبعدت يدي بعنف من قبضته ومسحت دموعي بكف يدي ونظرت إليه بغضب قائلة
" أنتً وحدك الغبي.. ربما معك حق أنا غبية لأنني أحببت حقيراً
مثلك.. أعدني إلى عالمي في الحااااااااااااال... "
استدرت بنية الذهاب دون أن أعلم وجهتي.. فقط أردت أن أهرب منه وأغرق
بعاري و بتعاستي لكنه أمسك ذراعي وجعلني أستدير وجذبني بقوة فارتطم جسدي به وحاوط
خصري بيديه.. حاولت الابتعاد عنه لكنه كان مثل الجاموس جامد وهو يضحك بسعادة..
هززت رأسي بقوة بالرفض بينما كنتُ أضربه على صدره هاتفة ببكاء
" توقف عن الضحك أيها الغبي.. دعني.. ابتعد.. أريدُ الذهاب..
أريدُ الذهــــ... "
صمت بذهول وتوقفت عن ضربه وتجمد جسدي كلوح من الخشب عندما سمعتهُ يهمس
لي بحنان قائلا
" إلى أين تُريدين الذهاب حبيبتي؟... مكانكِ بجانبي وإلى الأبد
"
رفعت رأسي ببطء ونظرت إلى وجهه بضياع وفتحت فمي بغباء عندما رأيت
نظرات الحب في عيونه.. ابتسم كلاوديوس برقة وقال
" أنتِ فتاتي المقدرة أشلي.. وهذا يعني في عالمنا أنكِ خُلقتِ
حتى تكوني نصفي الآخر وشريكة حياتي.. أنتِ لي حبيبتي.. أنتِ غبية لأنكِ لم تعرفي
كم تألمت لظني أنكِ لا تُحبيني.. تألمت وتعذبت كثيرا كلما طلبتِ مني أن أعيدُكِ
إلى عالم البشر.. كان باستطاعتي أن أسحركِ وأجعلكِ تنسين عالمكِ لكنني لم أفعل
لأنني أردت أن تُحبيني بصدق من دون أن أستخدم أي سحر عليكِ "
ابتسم بسعادة عندما رآني أفتح عيوني على وسعهما وأنظر إليه بذهول..
رفع يده ومسح الدموع عن وجنتي برقة وقال بصوتٍ رقيق
" منذ اللحظة الأولى التي رأيتُكِ بها عرفت بأنكِ رفيقتي المقدرة
و.. وأحببتكِ.. وصدقيني لقد تألمت كثيرا وشعرت بنصف روحي تخرج مني عندما اتخذت قراري بإعادتكِ إلى عالمكِ.. كان هذا أصعب قرار أتخذهُ في حياتي كلها.. لذلك
سأعاقبكِ لأنكِ ألمتني ولأنكِ نعتني بالغبي والحقير.. لكن سأفعل المستحيل بعدها
حتى أجعلكِ أسعد بشرية في عالمنا "
أخفض وجهه وأصبح قريباً جدا من وجهي و لفحتني أنفاسهُ الدافئة وهمس
قائلا بحنان
" أحبكِ أشلي... "
وأغمض عيونه ومزج شفتيه بـ شفتاي بقبلة رقيقة أفقدتني حواسي كلها....
سيرنيتي**
استيقظت في اليوم الثاني ورأيت نفسي نائمة على صدر إيفوس.. ابتسمت
بسعادة وأغرقت وجهي أكثر في صدره.. أحسست بيده تداعب شعري ورأسي برقة وسمعتهُ يقول
" صباح الخير جميلة قلبي.. "
رفعت رأسي ونظرت إليه بحبٍ كبير وقلتُ له بخجل
" صباح الخير إيفوس "
ابتسم ابتسامة حنونة ثم رأيت نفسي بدهشة نائمة على ظهري وهو فوقي..
ضحكت بخجل وقلتُ له
" إيفوس أنتَ لم تتعافى جيداً.. لا.. آمممم.. لا نستطيع فعل.. لا
نستطيع ممارسة الحــ.. ممم.. "
ضحك إيفوس بخفة وقال
" من قال أنني أريدُ ممارسة الحب معكِ الآن حبيبتي؟ "
احمر وجهي بشدة إذ ظننت أنه لا يريدني.. لكنه قبلني على أنفي وقال برقة
" أنا أريدُكِ حبيبتي وبشدة.. لكن سأنتظر حتى أتحسن.. لكن الآن
أريدُ فعل هذا "
جلس على الفراش ببطء وأبعد الغطاء عن جسدنا ثم رفع فستاني لفوق فخذي..
كنتُ أنظر إليه بذهول وأنا أفكر بما يريدُ فعله.. رأيتهُ ينظر بحزن إلى العلامة
التي وشمها على فخذي.. وبدأ يلمسها بأنامله برقة وشعرت بقشعريرة تكتسح جسدي
بأكمله..
تنهد إيفوس بقوة وهمس قائلا بحزن
" سامحيني حبيبتي.. سامحيني لأنني كنتُ غبياً وألمتُكِ "
" إيفوس... "
همست باسمه بحزن لكنه لم ينظر إليّ بل تابع لمس العلامة على فخذي
قائلا
" سوف أعوضكِ عن كل شيء فعلتهُ بكِ.. سوف أُصحح أخطائي كلها..
فقط سامحيني جميلة قلبي "
وقبل أن أقول له أنني سامحتهُ منذ زمن وضع يديه على فخذي فوق العلامة
وأغمض عيونه..
رأيت يديه تضيء ويخرج منها نور ودخل ذلك النور إلى جسدي.. أغمضت عيناي
وشعرت بلسعة حارة في فخذي ولكنها اختفت بعد لحظات.. فجأة شعرت بجسد إيفوس يسقط
بقوة بجانبي..
فتحت عيوني وجلست ونظرت بخوف إلى إيفوس المُرهق و هتفت برعب
" إيفوس س س س س... "
وضعت كلتا يداي على وجنتيه.. فتح عيونه بضعف ونظر إليّ وقال بإرهاقٍ
شديد
" لا تخافي سيرنيتي.. أنا فقط استخدمت كامل طاقتي حتى أُشفي
فخذكِ.. أنا فقط أشعر بالإرهاق.. سأتحسن قريباً لا تقلقي "
نظرت إليه بذهول وهنا عرفت ما فعلهُ.. نظرت إلى فخذي ولم أرى أي أثر
للعلامة عليه.. لقد أخفاها.. نظرت إليه بعيون مُحتقنه بالدموع وقلتُ له
" إيفوس.. لماذا أخفيتها الآن؟!.. كان يمكنك فعل ذلك عندما
تتحسن.. لقد.. لقد أرهقتَ نفسك و... "
قاطعني قائلا بحنان
" أردت فعل ذلك الآن.. لم أعد أريدكِ أن تتذكري بعد اليوم ما
فعلتهُ بكِ.. لأنني أعلم أنكِ كلما رأيتها سوف تتذكرين كم كنتُ حقيراً وسافلا
معكِ.. سامحيني جميلة قلبي "
سالت دموع الفرح على وجنتاي ونظرت إليه بحب وقلتُ له بعشق
" أنا أحبك إيفوس.. لطالما فعلت.. ولقد سامحتك حبيبي منذ زمن..
العلامة لم تكن تعني لي أي شيء.. صحتكِ عندي هي الأهم "
وبسرعة وضع إيفوس يده على رأسي من الخلف وقربني إليه وهمس قائلا برقة
وهو ينظر إلى شفتاي
" أحبُكِ جميلة قلبي "
وضع شفتيه على خاصتي وبدأ يقبلني برقة متناهية.. تأوهت بسعادة وأغمضت
عيناي.. شفتيه كانت دافئة وتتحرك بمثالية على شفتاي.. كان يقبلني برقة وكأنه خائف
أن يجرح شفتاي..
فصل القبلة ووضع جبينه على خاصتي وهمس
" سوف أحبكِ إلى آخر العمر.. و سأحاول جهدي أن أنسيكِ كل ما
فعلتهُ بكِ وسأجعلكِ سعيدة جميلة قلبي إلى الأبد.. كما أنا أريدُ أطفالا منكِ بعددٍ
كبير.. أطفال يُشبهونكِ يا جميلتي "
ضحكت بخجل وقلتُ له بحياء
" سأنجب لك الكثير من الأولاد حبيبي.. ونكون سعداء إلى الأبد..
أنا أعشقك إيفوس "
عاد وقبلني برقة حتى سمعنا طرقات على الباب.. توقف إيفوس عن تقبيلي
وقال
" أدخلوا.. "
جلست بسرعة وأنزلت فستاني إلى الأسفل.. رأيت ألفا كلاي و لوسيا يدخلان إلى الغرفة ولكن كان يبدو ألفا كلاي حزيناً..
" إيفوس.. "
قل كلاي بهدوء وتابع قائلا
" لقد ذهبت لوسيا في الأمس إلى غابيغا و.. و أخبرتني عندما عادت بأن
ستيفن قد انتحر "
نظر إيفوس إليه بدهشة ثم قال له بنبرة باردة
" مؤسف أنه مات.. كنتُ أرغب بتعذيبه "
تنهد كلاي بقوة وقال
" أعرف.. ولا ألومك على ذلك.. لكن.. أنا سأذهب الآن لجلب جثمانه
من قصر وحش الجبل.. لن أدفنهُ هنا في قريتي.. لكنه رغم ما فعله بي هو يبقى شقيقي
الصغير في النهاية.. لذلك سأقوم بدفنه بشكل لائق ولكن خارج مملكتي.. أردت إخبارك
بما أنوي فعلهُ حتى أرى إن كان لديك أي اعتراض على ذلك.. سأفعل ما ترغب به بُني
"
نظر إيفوس إليه بدهشة ثم ابتسامة رقيقة صغيرة ارتسمت على ثغره وقال
بهدوء
" لا.. ليس لدي أي اعتراض.. أنا أتفهمُك.. يمكنك فعل ما يحلو لك
"
ابتسم كلاي براحة واقترب من إيفوس وقبل رأسهُ بعفوية.. رأيت لوسيا
تنظر إلى إيفوس بسعادة لأنه لم يعترض أن يقبلهُ والده.. وشعرت بالسعادة لأنني عرفت
بأن إيفوس بدأ يتقبل كلاي ويتقرب منه....
دينا**
شهر كامل ولا في الأحلام قضيتهُ برفقة أروس في جزيرة ميكونوس..
استمتعنا جدا بشواطئها الخلابة والهادئة والرومانسية بعد غروب الشمس..
كنا نقضي معظم الوقت على تلك الشواطئ واستمتعنا كثيرا.. كما قمنا
بتجربة الرياضات المائية مثل جت سكي.. التزلج.. الإبحار وركوب الأمواج في افاق المياه
القزحية الساحرة..
معظم الناس كانوا ينظرون إلينا بغرابة إذ كنا نفعل تلك الرياضات بعد
غروب الشمس.. لكن أنا و أروس حبيبي لم نهتم لأحد..
في يوم استأجرنا كوخ على الشاطئ وقضينا وقت شواء ممتع في المساء..
وأجمل ما استمتعنا به هناك هو رؤية منظر غروب الشمس داخل الكوخ.. حقا كانت لحظات
لا تنسى..
وقبل يوم من عودتنا إلى غابيغا.. كنتُ أسبح مع أروس ونحن نضحك بمرح..
كان الشاطئ خاليًا لم يكن سوانا يسبح.. فجأة وقف أروس و أمسك بكتفي وقربني إليه..
كان ضوء القمر يُلقي بنوره على البحر بشاعرية.. رفعت رأسي ونظرت إلى أروس بهيام..
رفعت يدي و أبعدت خصلات شعره المبتلة عن وجنته وهمست قائلة له
" أحبُك أروس "
لمس أنفه أنفي واغمض عيونه وقال بهمس
" أعشقكِ دينا "
انتباه مشهد جريء**
ثم أمال رأسه للجانب ولمست شفتيه شفتاي برقة.. كان يمتص شفتي السفلية
بينما أنا أمتص شفته العلوية.. شفتيه كانت مالحة لكن لذيذة.. تأوهت بقوة عندما
أدخل لسانه في فمي وبدأ يمرره بخفة على لساني.. ثم سحب لساني برقة وبدأ يمتصه
بشغف..
كنتُ أداعب شعره بكلتا يداي وأنا أُقرب رأسه أكثر لتعميق القبلة..
شعرت بيديه تُبعد حمالات ثوب السباحة عن كتفي.. فصل القبلة وبدأ يمتص عنقي
ويلعقه.. رفعت رأسي عاليا وأنا أتشبث بكتفيه بـ يداي المرتعشتين.. فجأة فك الحمالة
ورماها بعيدا.. فتحت عيوني بصدمة وهمست بذهول
" أروس.. ماذا تفعل؟!.. كيف سأخرج و... "
قاطعني قائلا بهمس
" هششش حبيبتي.. دعينا نستمتع في ليلتنا الأخيرة هنا "
أغمضت عيناي واقشعر بدني عندما بدأ يُداعب صدري بيديه.. فجأة أزال
القطعة السفلية من لباسي البحري وأمسكني من خصري ورفعني وجعلني أحاوطُ خصره
بساقاي.. أخفض رأسه وبدأ يمتص حلمتي بينما يده الثانية كان يداعب بها مهبلي..
" أروس س س.... "
همست باسمه بنشوة وأغمضت عيناي وخرجت تأوهات مستمتعة من فمي عندما
أدخل عضوه الذكري المنتصب بداخلي برقة..
اللعنة ما أجمل هذا الشعور.. ما أجمل أن أشعر به بداخلي.. أن أشعر بكل
إنش من عضوه الذكري بداخلي.. فكرت بضياع وبدأ أروس يُخرج قضيبه ولكنه كان يترك
رأسه بداخلي وبعدها كان يُدخله بقوة بي..
مع كل حركة كنتُ أصرخ بمتعة وجسدي يرتعش بقوة من قوة المشاعر التي
كنتُ أشعرُ بها..
مارسنا الحب لساعة كاملة وعندما قذف سائله بداخلي أسندت رأسي في عنقه
وأنا أهمس له
" أحبُك.. أحبُك.. أحبُك.. أحبُك.. "
انتهى المشهد الجريء**
حملني بخفة بين يديه وخرج من البحر ووضعني بخفة على الرمال ثم ستر
جسدي بالمنشفة وحملني مجددا إلى جناحنا..
تلك الليلة لم نستطع أن نتوقف عن ممارسة الحب.. كنا مُتعطشين لبعضنا
بشكلٍ جنوني.. وقبل شروق الشمس وقبل أن نعود إلى غابيغا بفعل تعويذة سيدي الوسيم دراكولا
تركنا الجناح وسلمنا المفتاح لموظف الاستقبال وخرجنا نتمشى على الشاطئ..
وقفنا في وسط الشاطئ ونظرنا إلى بعضنا بهيام.. أخفض أروس رأسه وقبلني
برقة..
كنا نتبادل القُبل بعشق عندما شعرنا بجسدينا يرتفعان عن الأرض ورياحا
قوية هبت حولنا.. لم نكترث لشيء بل ظللنا نُقبل بعضنا حتى شعرنا بجسدينا يقفان على
أرضٍ صلبة..
فتحت عيناي عندما توقفنا عن تقبيل بعضنا ورأيت نفسي في غرفة أروس في
قصر الملك لايسن..
" لقد عُدنا... "
همس أروس برقة وهو ينظر إليّ بعاطفة.. ابتسمت لهُ أجمل ابتساماتي
وقلتُ له بدلال
" نعم.. أتمنى أن لا يُشغلك الملك لايسن ويُبعدك عني كما كان
يفعل سابقا "
ضحك أروس بقوة و لدهشتي سمعنا طرقات على الباب وصوت الحارس يقول
" سيدي القائد.. آسف للإزعاج لكن سمو الملك لايسن يريدُ رؤيتك في
مكتبه الآن لأمرٍ ضروري "
توقف أروس عن الضحك ونظر إليّ بحزن.. فتح فمه ليكلمني لكنني لم أسمح
له إذ قلتُ لهُ بسرعة
" لا.. لا تقل شيئا.. أنا لن أشتكي.. لقد تغيبتَ عنه لفترة شهرٍ
كامل ويحق لهُ رؤيتك فور عودتك بلحظات "
حسنا كنتُ مستاءة لكنني لن أعترض.. تأملني أروس بإمعان وهو يتفحص
معالم وجهي وأيضا عندما أراد أن يكلمني منعته قائلة
" فقط لا تقل شيئا.. اذهب إليه ولا تدعهُ ينتظرك كثيرا.. ثم أنا
مُنهكة قليلا وأشعر بالنعاس.. سوف أستريح وأنام.. هيا حبيبي اذهب "
ابتسم بحنان وقبلني على جبيني برقة وقال قبل أن يذهب
" حسنا حبيبتي.. نامي واستريحي.. سأعود بسرعة.. لن أتأخر "
بعد ذهابه نظرت إلى الباب بحزن وهمست قائلة
" أنا أعلم بأنك لن تعود إلا متأخرا... "
تنهدت بحسرة وجلست على السرير ثم خلعت حذائي و تسطحت وأغلقت عيناي
وذهبت بنومٍ عميق...
ثلاثة أشهر مضت على عودتي إلى غابيغا.. كان أروس معظم الوقت مشغولا مع
الملك ولكن ليس مثل السابق وشعرت بالامتنان فصديقي لايسن لأنه لم يُشغله كثيرا..
ولكن الغريب أنني طيلة هذه الفترة كنتُ أحاول أن أطلب من لايسن أن أرى
فورتونا لكنه دائما كان يجد لي عذرا كي لا أذهب وأراها في منزلهُ المُنعزل في
الغابة.. وهذا غريب..
في البداية لم أشك بشيء لكن بعد مرور ثلاثة أشهر على عودتي من جزيرة
ميكونوس ثم الرابع بدأت الشكوك تنتابني.. وشعرت بالخوف إذ أيقنت أن أروس والملك
لايسن يخفيان عني شيئا مهما يخص فورتونا..
وقفت ونظرت باتجاه الباب بنظرات حادة
وهمست بإصرار
" يكفي.. لقد اكتفيت.. إن لم يسمح لي سيد دراكولا اليوم بالذهاب
ورؤية صديقتي هذا يعني أنها في خطر.. وحينها سأقتلهُ إن قام بأذيتها وهي حامل بطفله
"
فتحت الباب وخرجت من الجناح وسألت الحُراس عن مكان وجود الملك
وأخبروني أنهُ برفقة أروس في مكتبه.. ركضت باتجاه المكتب ولكن لرعبي وقبل أن أصل
سمعت صرخة الملك من داخل مكتبه
" فورتوناااااااااااااااااااااا.... "
وفجأة انفتح الباب بعنف لدرجة أنه تحطم لجزئيين ورأيت بذهول الملك
لايسن يركض بسرعةٍ مخيفة ناحية جناحهِ الخاص..
" فورتونا هنا في القصر!!!!!... "
همست بذهولٍ شديد بينما كنتُ أرى أروس يخرج من المكتب راكضا.. تجمد فجأة
أمامي عندما رآني وفورا اقترب مني وأمسكني بكتفي وقال بأمر
" دينا.. ماذا تفعلين هنا حبيبتي؟!.. اصعدي فورا إلى الجناح
وانتظريني " وتركني وتبع لايسن..
نظرت إليهِ بغضب وهو يركض خلف الملك لايس وهمست بحدة
" واللعنة لا.. لن أفعل.. فورتونا في القصر هنا وكانوا يخفون عني
ذلك.. سأرى ما يحدث بنفسي.. يجب أن أرى صديقتي فورا "
ركضت بسرعة وتبعتهم.. دخلت إلى جناح الملك ورأيت الحُراس يقفون أمام
باب ضخم وهم يحنون رؤوسهم بحزن إلى الأسفل..
ركضت ووقفت أمام الباب والذي كان مُحطماً بالكامل.. ونظرت بصدمة كبير إلى
داخل الغرفة...
ارتعش جسدي بقوةٍ رهيبة و نبض قلبي بشدة لدرجة أنه كان سيخرج من جسدي
عندما رأيت الملك يُعانق جسد فورتونا والدماء تبلل ثوبها ويدها اليسرى
" ماذا فعلتِ أميرتي؟!!.. لماذاااااااااااااااا؟!!!!!.... "
هتف لايسن بهستيرية وهو يضم جسدها الفاقد الروح... صديقتي ماتت.. هذا
ما فكرت به برعب شل روحي
تجمدت عيناي على جسد صديقتي الوحيدة فورتونا وهتفت بهستيرية
" فورتوناااااااااااااااااااااااااااا.... "
وشعرت بالأرض تميدُ بي وقبل أن أسقط على الأرض غائبة عن الوعي شعرت
بيدين تمسك جسدي بإحكام وأروس يصرخ برعب
" دينا حبيبتي.... "
وذهبت إلى عالم الظلام......
فصل جميلة ورواية جميلة قريتها اكتر من مرة علي وتتبادل ومع ذلك بقرأها تاني
ردحذفتسلم يديك
اتمني نشر رواية falling into the darkness مرة أخري
شكرا لكِ حياتي
حذفولكن رواية falling into the darkness ليست لي يا قلبي
جميلة الرواية وممتعة أحداثها يبدو أنها قاربت على النهاية لا اعلم هكذا أشعر كل الشخصيات في الرواية حققت سعادتها الا ابطال القصة ولنرى ابداعك هافن في إعادتهم لبعض اتمنى ذلك وشكرا لك 💖🌹
ردحذفأشكركِ من القلب لأنكِ أحببتِ البارت والأحداث حياتي
حذفونعم الرواية اقتربت على نهايتها