رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. هل يكفي أن قلت أن عقلي توقف عن التفكير من قوة الصدمة؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. ياه يا قلبي آسفةةةةةةةةةةةةة

      حذف
  2. فعلا انا مصدومة هل يعقل أن يتحول لايسن وشعبه إلى بشر ويخسر قواه أمر محزن جدا ومؤلم أن يخسر كل شي لأجل تصرف متسرع منه لابد أن لديك مفاجأة تنتظرنا بهذا الخصوص ولايسن دراكولا لديه قوة خفية أكثر مما نتصور اتمنى ذلك من كل قلبي
    مبدعة هافن حقا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      أتمنى أن تعجبكِ النهاية يا قلبي

      حذف
    2. طبعا مهما قولت مش هعرف أوفى حقك أبدا ككاتبة رائعة وسرد ممتع بجد مش عارفه اقول ايه تسلمي حبيبتي وتسلم أفكارك وبالنسبة للرواية اتمنى لايسن ميفقدش قوته وتفجءينا بنهاية رائعةذى ما عودتينا

      حذف
    3. أشكركِ جزيل الشُكر حبيبتي
      أتمنى من قلبي أن تعجبكِ النهاية وتكون عند حُسن توقعاتك لها

      حذف

رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني



سامحيني






دينا**



" فورتوناااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

هتفت بهستيرية وشعرت بالأرض تميدُ بي وقبل أن أسقط على الأرض غائبة عن الوعي شعرت بيدين تمسك جسدي بإحكام وأروس يصرخ برعب

 

" دينا حبيبتي... "

 

استيقظت بعد مدة وفورا انتفضت جالسة


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

ثم صرخت بخوف و بألمٍ كبير

 

" لااااااااااااااااااااااا.. فورتونا صديقتي..... آااااااااااااااااااااه.. لقد ماتت... آااااااااااااااااااااااااااه.. لقد مات صديقتي المُقربة والوحيدة.. لااااااااااا.... لا.. لا فورتونا... "

 

نظرت حولي بانكسار وتشنجت تعابير وجهي ثم بدأت في البكاء بشكلٍ هستيري.. وقلت بتعاسة وأنا أُخفي أنفي بيدي

 

" كم كنتُ غبية.. غبية وحمقاء وجاهلة.. لقد قاموا باستغبائي.. لقد احتالوا عليّ الملاعين.. لقد أخفوا عني ما يحدث مع صديقتي... كم أنا غبية... غبية جداً "

 

هتفت باستنكار وبعصبية وأغمضت عيناي بشدّة واعتصرت الدموع المتبقية في عيناي وبدأت أندب حظ صديقتي وغبائي

 

" يا حبيبتي سامحيني.. سامحيني فورتونا.. كنتُ حمقاء وغبية والحب أعمى بصيرتي.. كان يجب أن أشك بتصرفات ذلك الحقير دراكولا و أروس.. إلهي.. أروس.. هو أيضا لقد كذب عليّ "

 

بكيت وبكيت وانتحبت بهستيرية حتى في النهاية جفت دموعي.. نظرت حولي بمرارة ثم بغضب.. وهمست بقهر

 

" لقد طفح بي الكيل.. يجب أن أواجههُم "

 

نزلت عن السرير وارتديت بسرعة حذائي و خرجت راكضة من الجناح.. لم أعر أهمية للحارس والذين حاولوا إيقافي عن الخروج وهرولت مسرعة إلى مكتب ذلك النذل.. نظرت إلى الحارس والذي وقف بسرعة أمامي يمنعني من دخول المكتب..

 

تأملتهُ بحقد عندما سمعتهُ يقول

 

" غير مسموح لكِ بالدخول أنسة دينا.. الملك في اجتماع مهم مع قائده "

 

أمسكت سترته وجذبته نحوي بأقصى قوة أمتلكها وقلتُ له بغضب

 

" اسمعني يا هذا.. سوف تسمح لي بالدخول وإلا قطعت لك عضوك الذكري المقرف.. هل فهمت؟! "

 

كان يتأملني بنظرات مصدومة وقبل أن يتكلم انفتح الباب ورأيت أروس يقف وهو ينظر إليّ بحزن قائلا

 

" ابتعد عنها "

 

وفورا ابتعد عني ذلك الحارس الغبي بعد أن أزلت يداي عن سترته.. نظرت إلى أروس بغضب بينما هو بحزن وأشار لي بالدخول..

 

تخطيته ودخلت إلى المكتب ووقفت في وسط الغرفة أنظر بكره إلى الملك لايسن.. وقف وحاول أن يُكلمني ولكن قبل أن يفعل هتفت بقهر بينما دموعي انسابت بكثرة دون استئذان من عينيّ

 

" لقد كنتُ أظن بأنك لطيف وطيب وتُحب صديقتي بصدق.. لكنك لستَ سوى مُخادع وجبان.. و... "

 

قاطعني أروس هاتفاً بغضب

 

" دينااااااا.. انتبهي لألفاظكِ.. أنتِ تتكلمين مع الملك "

 

التفت ناحية أروس وقلتُ له بكره وأنا أشهق

 

" ملك!!!.. هو بالنسبة لي ليس سوى دراكولا شيطان وخبيث.. "

 

ثم نظرت ناحية لايسن وقلتُ له

 

" أخبرني.. عندما أتيت مثل الغبية أطلب منك أمنيتي الحمقاء.. هل.. هل كانت فورتونا هنا في القصر؟ "

 

نظر إليّ نظرة ثاقبة ثم تنهد وقال بهدوء

 

" نعم.. "

 

خرجت صرخة متألمة من فمي وسألتهُ ببكاء

 

" هل كانت صديقتي حبيسة تلك الغرفة منذ ذلك الوقت؟! "

 

وأيضا أجابني موافقا... أغمضت عيناي بشدة ودموعي لم تتوقف عن السيل وبدأت ألطم خدي بقوة وأنا أهتف بمرارة

 

" يا إلهي.... يا إلهي كم كنتُ غبية.. غبية و ملعونة.. "

 

توقفت عن لطم خدي وفتحت عيوني ونظرت إليه بكره وقلتُ له

 

" لذلك كنتَ متوتراً.. كنتَ خائفاً أن تشمل أمنيتي فورتونا إن عرفت بما فعلتَ لها... و أنا مثل الحمقاء ظننتك متوتراً بأنك ربما لن تستطيع تحقيق أمنيتي إن كانت مُستحيلة عليك "

 

رفعت يدي ووجهت أصبعي السبابة ناحيته وقلتُ له بصراخٍ هستيري

 

" لقد خدعتني.. لقد استغبيتني وجعلتني أطلب أمنية حقيرة بدل أن أنقذ صديقتي.. أنا أكرهك أيها الشيطان الخسيس.. أتمنى أن تتعفن في الجحيم مدى حياتك و.. آاااااااااااااااااه.. "

 

صرخت برعب وبألمٍ رهيب عندما أمسكني أروس بذراعي و أدارني و صفعني بقوة على وجنتي اليمنى..

 

" أروووووووس... "

 

هتف لايسن بغضب باسم قائده بينما كنتُ أضع يدي على خدي الملتهب وأنا أنظر بذهول إلى أروس.. أبعدت يدي عن خدي وصفعت أروس بكامل قوتي على خده...

 

" توقفواااااااااااااااا حالااااااااااااااااااااا... "

 

هتف الملك لايسن بغضبٍ مرعب جعلني أرتعش بقوة.. نظرت إليه وأنا أبكي بصمت.. اقترب ووقف أمامي وقال بنبرة قاسية

 

" لو أحداً غيركِ كلمني بتلك الطريقة.. كنتُ قطعت رأسه بأقل من ثانية.. سوف أسامحكِ حاليا لأنكِ مصدومة وخائفة على صديقتكِ.. هي بخير لم تمت و... "

 

قاطعته عن تكملة حديثه وقلتُ له بلهفة

 

" هي بخير.. لم .. لم تمت؟!!.. حقا!!!.. أنتَ لا تكذب عليّ؟.. فورتونا بخير؟ "

 

نظر إلى أروس بحزن قائلا

 

" نعم هي بخير.. الأفضل أن تعودي إلى غرفتكِ الآن برفقة أروس "

 

نظرت إليه بغضب قائلة

 

" لا.. لن أفعل.. أريدُ رؤية فورتونا في الحال.. سوف أخذها معي ونعود إلى عالم البشر.. لأنك لا تستحق إنسانة رائعة مثلها.. أنتَ لا تستحق حُبها الكبير لك.. لقد سجنتها وأخفيت عني الأمر حتى لا أنقذها منك.. سوف أذهب لأرى صديقتي الآن وأطمئن عليها بموافقتك أو عدمها.. فورتونا سوف تعود معي اليوم إلى عالمنا "

 

ثم نظرت إلى أروس وقلتُ له بخيبة أمل كبيرة

 

" لقد ظننت أنك مُختلف عنهم.. ظننت أنك طيب ورائع.. ولكنك مُجرد وحش لعين مثلهم.. أنا أكرهُك أروس.. ولا أريد أن أراك بعد اليوم.. سأعود إلى عالمي وأنسى أنني أحببت بغباء يوما ما وحش نذل و قذر مثلك "

 

وما أن أنهيت كلمتي أمسك أروس بذراعي وجذبني إليه بعنف وقال بفحيح أرعب روحي وخاصة عندما تحولت عيونه إلى اللون الأحمر

 

" حتى في أحلامكِ لن يحدث ذلك "

 

وفورا رفعني بخفة ووضعني على ظهره.. لم يكترث لصراختي وشتمي له بل قال بهدوء لصديقهُ لايسن

 

" لا تقلق سمو الملك لن أدعها ترى الأميرة.. والآن سأفعل ما كان يتوجب عليّ فعله منذ البداية "

 

سمعت لايسن يقول لهُ بهدوء

 

" جيد.. أنا موافق.. سوف نتكلم لاحقا "

 

خرج أروس من المكتب بينما كنتُ أركله و أضربه بكلتا يداي وأنا أصرخ بجنون

 

" أتركني أيها النذل الحقير والخسيس.. أتركني أيها القذر.. "

 

" حبيبتي.. عليكِ أن تهدئي الآن لأننا سوف نتزوج "

 

تجمد جسدي بصدمة وفتحت عيوني على وسعها ورفعت رأسي ونظرت أمامي بذهولٍ شديد عندما سمعت ما تفوه بهِ أروس..

 

بلعت ريقي بقوة وهمست بتلعثم

 

" مــ.. مــ.. ماذا قُلت؟!!... "

 

ظننت نفسي أهلوس.. لكن أروس ضحك بقوة وصفع مؤخرتي بخفة وقال لي بكل هدوء

 

" سوف نتزوج الآن حبيبتي "

 

صرخت بهستيرية

 

" لااااااااااااااااااااااااا.. على جُثتي... في أحلامك أيها القذررررررررررررر.. أنا لن أوافق على الزواج بحقيرٍ مثلك أبدا "

 

وفجأة توقف أروس عن السير وأنزلني عن ظهره وجعلني أقف أمامه وصفعة قوية جعلت رأسي يلتف إلى الجانب بقوة.. تأوهت بألم وانسابت دموعي وبللت بشرتي الملتهبة.. وشعرت بصدمة رهيبة.. لقد ضربني مجددا!!!!...

 

سمعت ذلك الحقير أروس يهتف بغضب

 

" سوف تتزوجين بي رغما عنكِ دينا.. أنا لن أسمح لكِ بالعودة إلى عالمكِ وتركي.. أنتِ لي وإلى الأبد "

 

أمسك معصمي بشدة وسحبني خلفه بعنف.. كنتُ أبكي وأنا أحاول أن أُحرر يدي من قبضته لكن ذلك كان مستحيلاً..

 

" أريدُ كاهن المملكة هنا أمامي وفي أسرع وقت "

 

سمعت أروس يهتف بغضب على الحُراس وفورا امتثلوا لأمره وذهبوا.. فتح أروس باب إحدى الغرف ودخل إليها ورماني بعنف على الأريكة..

 

" إياكِ أن تفعلي "

 

قال بتهديد أرعب روحي عندما حاولت النهوض عن الأريكة.. تجمدت في جلستي بينما كنتُ أنظر إليه بفزعٍ كبير.. هذا ليس أروس الذي أحببته!!.. فكرت بصدمة بينما قلبي كان يحترق ألما..

 

بدأ أروس يزرع الغرفة بخطواتٍ غاضبة ذهابا وإيابا بينما كنتُ جامدة برعب أتتبع خطواته وأبكي بصمت..

 

" قائد أروس.. لقد قالوا لي بأنك تريدني.. بماذا أستطيع أن أخدمك؟ "

 

التفت بسرعة ناحية الباب وشهقت برعب عندما رأيت رجل فارع الطول يرتدي السواد وشكله مرعب جدا.. اقترب أروس منه وقال له

 

" أريدُك أن تزوجني فورا "

 

ضحك ذلك الرجل بخبث وقال

 

" من دواعي سروري سيدي القائد "

 

استفقت هنا من صدمتي ووقفت بسرعة وأنا أصرخ برعب وحاولت الهروب.. أمسكني أروس بذراعي وجذبني إليه وقال بغضب أرعب روحي

 

" إلى أين حبيبتي؟.. سوف نتزوج أولا وبعدها نعود إلى غرفتنا "

 

بدأت أبكي وأنتحب وأنا أحاول الفرار منه لكن من دون جدوى.. كان ذلك الرجل يتفوه بكلمات لم أستطع سماعها لكثرة شهقاتي و محاولاتي المستمرة  للفرار والصراخ..

 

فجأة أمسك ذلك الرجل بيدي اليسرى وحاولت سحبها بعنف من قبضته لكنني لم أستطع.. تجمدت برعب عندما رأيتهُ يضع مخلبهُ في كف يدي وغرزه بلحمي

 

" آااااااااااااااااااااااااااااااااااااه... "

 

صرخت بألمٍ رهيب ورأيت بذهول الدماء تسيل من كف يدي بغزارة.. فجأة وضع يد أروس فوق يدي وقال

 

" الآن بعد أن التحمت دمائكم.. اعلنكما زوجا وزوجة.. يمكنك وضع علامتك على العروس سيدي القائد "

 

ودون أن أعي ما يحدث بسبب ذهولي وألمي رأيت أروس يمسك بذقني ويدير رأسي ناحية اليمين ثم شاهدت برعب أنيابه تطول وأخفض رأسه وفورا شعرت بألمٍ رهيب في عنقي والنار اشتعلت في شراييني وصرخة متألمة نابعة من أعماق روحي خرجت من فمي وما هي سوى لحظات وبدأت عيناي تنغلق وشعرت بجسدي يرتخي ولم أعد أعي شيئا بعدها....

 

 

 

لايسن**

 

 

 

خمسة أشهر لعينة عُشتها في الجحيم.. جحيم لا أستطيع وصفه.. نظرت بحزن إلى سقف غرفتي وفكرت.. هل يعقل أن يحدث هذا لي؟!.. أن أقع تحت وطأة المشاعر والشعور والعشق.. أنا الذي أقسم أن يكره ابنة خالي بن وأحتقرها وأعذبُها.. أصبحت عاشق ولهان لها أتألم وأتعذب على فراقي لها.. لولا أن الحياة ترفض أن تعتق رقبتي من سلاسل قدري المكتوب كان قلبي مات من جديد واسترحت..

 

لقد اشتقت لها لحد الجنون.. كم أرغب برؤيتها وأن أحتضنُها بشدة وأقبلها وأقول لها بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام.. لكن على من أضحك؟.. على نفسي؟!!.. لا شيء سوف يكون على ما يرام.. كُرهها لي يقتلني... 

 

انتفضت منتشل نفسي من هذا الضباب الأسود الذي يحاصر عقلي وجسدي محاولا منع نفسي من العودة إلى الواقع ولكن سماعي لبكائها المرير أحزن روحي..

 

أدرت رأسي على الوسادة ناحية اليمن وحزنٌ كبير ظهر على ملامح وجهي بينما كنتُ أنظر بتعاسة أمامي.. ثم أغمضت عيناي بعذاب بينما كنتُ أستمع إلى بكائها..

 

استقمت وجلست و أحنيت رأسي إلى الأسفل أنظر بشرود بحزنٍ كبير بينما كنتُ أسمع حبيبتي تبكي


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

بعد مدة استلقيت وأرحت رأسي على الوسادة بينما كنتُ أعنف نفسي لأنني كنتُ على وشك الذهاب ورؤيتها.. لا يجب أن أضعف.. ما الذي كنتُ أفكرُ به؟!.. أين عقلي؟!.. بمجرد رؤيتي لها بهذا الشكل سوف أنسى فورا كل ما فعلتهُ بي و.. و أضعف و أسامحها..

 

أغمضت عيناي لثواني و أنا ألتقط أنفاسي لعل عقلي يعود للتفكير السليم.. ثم همست بإصرار

 

" لن أذهب إلى غرفتها ولن أراها "

 

اتخذت قراري ونزلت عن السرير ثم ارتديت ملابسي وخرجت من الجناح.. رأيت أروس ينزل على السلالم وطلبت منه أن يتبعني.. دخلت إلى مكتبي وجلست بإرهاق على الأريكة.. جلس أروس على المقعد أمامي ونظر إليّ بحزن..

 

" هي ما زالت تبكي مثل العادة.. وترفض تناول الطعام "

 

خرج صوتي ضعيف وأنا أُخبر أروس بذلك.. تنهد صديقي بحزن وسألني

 

" هل ما زال كلايتون يُرسل لها الطعام بانتظام؟ "

 

أجبتهُ بحزن

 

" نعم.. ودائما يعود إلى غرفتها برفقة إيزي حتى تُعطيها كأس دمائي لتشربهُ.. هي حاليا تعيش على دمائي أروس.. لولا ذلك كانت.. كانت مـ.. ماتت منذ زمن "

 

تنهد أروس بقوة وقال

 

" إرحم نفسك لايسن قبل أن ترحمها.. أنت تتعذب.. حاول أن تتكلم معها وتفهم منها ما حدث.. هذا اللعين ديوس كذب عليك.. أنا متأكد من ذلك.. بدأت أشُك بذلك عندما رأيت ردة فعله فور علمه بما فعلتهُ أنت بالأميرة فورتونا.. هي حفيدتهُ لكن ذلك الحقير لم يهتم ولم يحزن عندما عرف بأنك سجنتها داخل تلك الغرفة حتى تلد ابنك.. بل ابتسم بسعادة وبرضا تام.. ومُعاملتك القاسية له لم تجعلهُ يندم.. فكر ماليا لايسن.. ديوس قد يكون كذبَ عليك بأنها سلمتهُ الخنجر والقلادة بإرادتها "

 

نظرت إليه بعجز وقلتُ في نفسي.. يا ليت.. أغمضت عيناي ثم فتحتها ووقفت ومشيت ببطء ووقفت خلف مكتبي وجلست على المقعد ونظرت إلى أروس قائلا

 

" فورتونا دخلت إلى الحظيرة في ذلك اليوم وأخذت حصاني رايجين وذهبت إلى جدها فور علمها بأنني خارج غابيغا.. هي تكرهني أروس وهذه هي الحقيقة الوحيدة "

 

فجأة التقطت أذناي وبوضوح كلمات فورتونا الحزينة واستنشقت رائحة دمائها.. وقفت بسرعة ونظرت بصدمة كبيرة باتجاه الباب


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

ثم صرخت برعبٍ مميت

 

" فورتوناااااااااااااااااااااا.... "

 

انتفض أروس برعب وهو ينظر إليّ بخوف ولكن في لمحة عين كنتُ أفتح باب مكتبي بعنف وأنا أصعد إلى جناحي بسرعةٍ مخيفة.. ودون أن استخدم المفتاح لكي أفتح باب غرفتها حطمته بجسدي ودخلت مثل الإعصار إلى غرفتها..

 

تجمدت فجأة والصدمة شلت معالم وجهي.. قلبي كان ينبض بسرعةٍ كبيرة.. يخفق ويتخبط داخل قفصي الصدري بجنون..

 

كانت الدماء تسيل بشكلٍ مُخيف من معصم يدها اليسرى ووجهها شاحب جدا..

 

" لا.. لا.. لا!!.. لا لا لا لا لاااااااااااااااا... "

 

همست برعب أغرق روحي وركضت وجلست بجانبها ورفعت جسدها وحضنتها إليّ بشدة..

 

ارتعش جسدي بقوة رهيبة بينما كنتُ أُحاول جُهدي كبت دموعي.. أنا السبب.. أنا السبب لأنها انتحرت.. فكرت بعذاب أحرق قلبي وروحي وكياني وأنا أهمس لها بحرقة

 

" لماذا؟!... لماذا؟!!... "

 

كانت غائبة عن الوعي وهي لا تستجيب لهزي لرأسها حتى تستيقظ.. شعرت بصديقي أروس يدخل إلى الغرفة وفورا خرجت من فمه شهقة قوية صادمة..

 

لم أبالي لأي شيء ولأي أحد كان همي أميرتي المتوحشة.. صرخت لها بحرقة وبألم وبرعبٍ كبير

 

" ماذا فعلتِ أميرتي؟!!.. لماذاااااااااااااااا؟!!!!!.... "

 

غاب عقلي عن كل شيء حولي ولم أهتم لأحد سوى أميرتي.. وضعتها بسرعة على الفراش وأمسكت معصمها وقبلت مكان جرحها ثم وضعت يدي واستخدمت سحري وقمتُ بشفائها..

 

كان قلبها ينبض بضعف وعرفت بأنني سوف أخسرها إن لم أتصرف بسرعة.. رفعت يدي اليمنى وأطلت ظفر اصبعي السبابة وقمت بجرح معصم يدي اليسرى وفورا بدأت الدماء تخرج منه..

 

فتحت فم فورتونا ووضعت معصمي فوقه وتركت الدماء تسيل وتسقط داخل فمها.. لم أتوقف عن جعلها تشرب من دمائي إلا عندما رأيت الشحوب يختفي عن وجهها وعاد لون بشرتها إلى طبيعته وانتظمت دقات قلبها..

 

تنفست براحة و أنا أنظر إليها بحزن.. وضعت يدي على وجنتها أتحسسها برقة.. ثم همست لها بندم و بعذاب

 

" سامحيني أميرتي.. لكن لم أعد أحتمل.. لذلك سوف أتصرف قبل فوات الأوان.. لن أسمح لكِ بفعل ذلك مجددا.. لذلك اخذت قراري النهائي.. سامحيني "

 

ثم أخفضت رأسي ونظرت إلى بطنها المنتفخة.. همست له وارتعش جسدي بقوة

 

" ابني.. سامحني على قراري.. ولكن ذلك أفضل لك ولأمك "

 

ثم قبلت برقة جبين فورتونا وقبل أن أغير رأيي وقفت بسرعة وحملتها بين يداي واستخدمت قوتي السحرية بالتنقل..

 

كنتُ أقف في وسط الغرفة في منزل فورتونا في عالم البشر.. رائحة المنزل كانت كريهة.. أغمضت عيناي وخرج ضوء من جسدي ولف المنزل بأكمله.. ثواني قليلة فتحت عيوني ورأيت المنزل أصبح نظيفاً وامتلاء بأثاث فاخر..

 

دخلت إلى غرفتها.. كانت غرفتها قد تحولت لتصبح غرفة لأميرة.. وضعتها على الفراش ثم رفعت الغطاء على جسدها..

 

جلست بجانبها لأكثر من ربع ساعة أتأملها وأحاول أن أحفظ ملامحها لآخر مرة.. لقد قررت أن أُعيدها للأبد إلى عالم البشر وقبل أن تلد ابني.. أنا لا أستطيع أن أحرمها منه ولا أستطيع أن أؤذيها.. لذلك اتخذت ذلك القرار عندما رأيتها بذلك المنظر مُضرجة بدمائها..

 

ربما عندما يكبر ابني قليلا وقبل أن يكتشف قوته قد أدخل إلى عالم البشر وأعيده إلى غابيغا..

 

وضعت يدي على رأسها ومحيت ذكرياتها منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي دخلت به إلى عالم البشر.. الآن هي لن تتذكر شيء عما حدث لها في ذلك النهار لغاية اليوم..

 

أمسكت بيدها و بدأت أُقبلها برقة وأنا أمسحُها على وجهي بأكمله.. شهقت بقوة وهمست لها بعذاب

 

" سامحيني أميرتي.. سامحيني لأنني ألمتُكِ.. لن أعشق سواكِ لآخر العمر متوحشتي الجميلة.. ولن أنساكِ إلى الأبد.. ابني أمانة عندكِ.. أحبيه أرجوكِ.. لا تكرهيه كما كرهتني.. أحبيه من أعماق قلبكِ لأجلي أرجوكِ "

 

وللمرة الثانية في حياتي تسيل دمعة من عيني.. شعرت بها تسيل ببطء لتستقر على خدي الأيمن ولكن سالت أخرى فوقها وجعلتها تسيل إلى الأسفل لتسقط على يدي ويد فورتونا التي كنتُ أمسكها..

 

أغمضت عيناي بألم وأخفضت رأسي وطبعت قبلة صغيرة على شفتيها ثم ابتعدت عنها وهمست لها بوجعٍ كبير

 

" أنا أحبُكِ فورتونا غراد "

 

أبعدت يدي عن يدها ووقفت ثم استخدمت سحري وظهر على المنضدة صندوق متوسط الحجم.. في هذا الصندوق يوجد به مجوهرات كثيرة.. تركتهم لها حتى تستطيع العيش برخاء هي وطفلي.. وقفت أنظر إليها وإلى بطنها المنفوخة وقلتُ لها بهمس قبل أن أختفي

 

" سوف أظل أعشقكِ إلى الأبد أنتِ وطفلنا.. أحبكِ أميرتي المتوحشة.. الوداع "

 

استدرت ونظرت باتجاه الباب.. شهقت بخفة ثم التفت إلى الخلف ونظرت إليها بوجعٍ كبير


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني


بلعت ريقي بقوة ثم همست برقة

 

" أحبُكِ فورتونا.. متوحشتي الجميلة أحبكِ جداً "

 

مسحت دموعي ثم أغمضت عيناي وهنا استخدمت قوتي السحرية وعُدت إلى غابيغا.. ولكن ليس إلى القصر.. بل كنتُ أقف تحديدا أمام شجرة الدماء والتي هي الممر الوحيد للبشر إلى عالمي.. وهي الممر الوحيد لنا أيضا إلى عالم البشر باستثنائي.. لأنني الوحيد الذي يستطيع استخدام سحره بالتنقل والدخول إلى عالم البشر متى ما يحلو لي..

 

نظرت إلى الشجرة العملاقة بحزن ثم أغمضت عيناي واستخدمت سحري.. وعندما فتحت عيوني رأيت الكاهن البشري مارتن يقف أمامي وهو يرتجف برعب..

 

نظرت إليه وكلمته بهدوء 

 

" لا تخف.. أنا لن أقتلك.. أولا سوف أمحي ذاكرتك ولن تتذكر كل ما حدث لك هنا وحتى ما حدث في عالم البشر قبل قدومي بيومين.. ثم سوف أُعيدك إلى عالمك.. لكن عليك أن تهتم بزوجتي فورتونا وبابنها.. سوف تكون وحيدة هناك لا سند لها.. اهتم بها و احميها واحمي ابني.. إنهما أمانة لديك "

 

نظر إليّ الكاهن بصدمة وقال بدهشة كبيرة

 

" حررتها فعلا؟!!... لكن.. لكن.. ماذا عن والدها روبن و صديقتها دينا؟!.. هما هنا في عالمك و... "

 

قاطعته قائلا ببرود

 

" الأفضل لهما أن يظلا هنا "

 

وقبل أن يعترض أو حتى يفتح فمه ليتكلم استخدمت سحري ونيمته ثم أمحيت له ذاكرته وأرسلته إلى عالم البشر وتحديدا إلى كنيسته...

 

عندما اختفى من أمامي نظرت إلى شجرة الدماء بحزن ودون تردد رفعت كلتا يداي عاليا وموجة عملاقة من النار ظهرت أمامي.. وما أن حركت يداي باتجاه الأمام اتجهت موجة النار نحو الشجرة..

 

وقفت بهدوء أُشاهد بصمت النار تأكل الشجرة بأكملها وعندما اختفى الباب اهتزت الأرض بعنف و انشقت الأرض وابتلعت الشجرة واختفت النيران وفي أقل من ثانية عادت الأرض كما كانت ولكن لا أثر لشجرة الدماء.. لقد اختفت إلى الأبد...

 

وهنا قررت أن أذهب وأرى كلاوديوس لأمرٍ مهم جدا.. فاستخدمت سحري ورأيت نفسي أقف في وسط صالون الشرف في قصر ملك العمالقة السحرة..

 

كنتُ أنظر إليه بهدوء وقلتُ له

 

" كلاوديوس.. أريدُك أن تسمعني جيدا ولا تتكلم حتى أُنهي حديثي "

 

أجابني موافقا وتنهدت براحة ثم تابعت قائلا

 

" جيد.. لقد أتيت إلى مملكتك الليلة تحديدا حتى أعيد لك قوتك في التحول إلى عملاق.. ثم السبب الثاني هو أريد أن أجعلك المسؤول عن مملكة المتحولين بدلا عن الأميرة أثيا.. أما بن خالي سوف أحرره وأعيدهُ إلى مملكة جولام حتى يحكمها بعدل.. هو سيفعل ذلك.. أنا متأكد من ذلك.. ثم الإجتماع مع جميع الملوك سيكون غدا لأنني أريد أن أعقد السلام بين الجميع.. لا حرب بعد اليوم.. ولا كره.. ولا ضغينة.. فقط سلام.. كما يمكنك منذ هذه اللحظة أن ترى شقيقتك سيرنيتي في أي وقت.. طبعا إن وافق إيفوس على ذلك.. من ناحيتي لم أعد أُمانع رؤيتك لها "

 

كان كلاوديوس يتأملني بنظرات مذهولة بينما كنتُ أتكلم.. وعندما أنهيت حديثي كان ينظر إليّ ببلاهة وهو يفتح فمه على وسعه... ثم سمعته يقول بدهشة

 

" هو.. هــ.. هو.. هل أنتَ جاد فعلا؟!!!.. "

 

أجبتهُ موافقاً وقبل ذهابي أعدت إليه سحره بالتحول إلى عملاق وخرجت من مملكته....

 

استخدمت سحري ورأيت نفسي أقف أمام باب قصري.. نظرت إليه تعاسة.. لقد أصبح موحشا بالنسبة لي.. أميرتي المتوحشة ليست هنا.. لقد رحلت وإلى الأبد..

 

" دعوني ي ي ي ي.. أريد أن أرى الملك لايسن ثورم أولا قبل أن تضعوني في الزنزانة يا ملاعين.. دعوني.. "

 

التفت بسرعة إلى الخلف ورأيت بدهشة حارسين من حدود غابيغا يمسكون بذراع أثيا و يسحبونها بعنف باتجاه القصر..

 

تأففت بضيق وأشرت لهما من بعيد حتى يوقفونها أمامي.. عندما رأتني أثيا ظهر الارتياح على معالم وجهها وهذا ما أدهشني خاصةً أنها بدأت بالبكاء فور اقترابها مني..

 

أشرت للحارسين بتركها وامتثلوا لأمري على الفور وعندما تركوها ركضت آثيا ونظرت إليّ من بين دموعها بقلق


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

ثم جثت على ركبتيها أمامي وأمسكت بساقي اليسرى بكلتا يديها ورفعت رأسها ونظرت إليّ برجاء وقالت بتوسل

 

" جلالة الملك.. أعلم بأنني عصيت أوامرك بعدم الخروج من مملكتي.. سامحني أرجوك.. لكن فعلت ذلك عندما عرفت بأن ابنتي فورتونا مختفية منذ خمسة أشهر ولا أحد يعلم عنها أي شيء.. أتوسل إليك أشفق عليّ واخبرني ماذا فعلتَ بها.. أرح قلب أم يحترق على طفلتها.. أطفئ النيران في قلبي و آرحني أرجوك وقل لي بأنك لم تُصدق جدها النذل.. أرجوك قُل لي بأن ابنتي الوحيدة بخير وأنها هنا معك في القصر "

 

نظرت إليها وقلت لها بهدوء

 

" أثيا.. أنتِ أولا خالفتِ أوامري بعدم خروجكِ من مملكتكِ.. ثانيا ابنتكِ خانتني و... "

 

قاطعتني هاتفة بقوة

 

" لاااااااااااااااااااااااا.. لا لا لا لا لا لا لا لا لا.. ابنتي لم تخُنك أبداااااااااااااااا.. "

 

وقفت آثيا أمامي ثم بكت بمرارة وقالت

 

" ابنتي أتت إلى قصر جدها حتى تطمئن عليّ عندما عرفت بأنك قدمتني هدية لجدها ديوس.. كانت خائفة عليّ وأرادت إخراجي من قصره وأخذي معها إلى قصرك.. لكن اللعين ديوس دخل إلى الغرفة وأخذ منها بالقوة خنجر فورن وقلادة فيري وحاول قتلها وقتل حفيدي بالسيف لكنني حميتُها منه.. اللعين أراد قتلها لأنها عرفت حقيقتهُ وقالت له بأنها سوف تُخبرك بكل شيء حتى تُحاسبه.. ابنتي تُحبك بجنون.. فورتونا لم تُسلمه القلادة والخنجر أبدا.. ولم توافق على تركك معه والهروب معي كما طلبت منها أن تفعل.. فضلت أن تذهب وتكون معك حتى تُحذرك منه.. صدقني أرجوك.. ابنتي مغرمة بك ولم تخونك أبدا "

 

ارتعشت يداي بشدة بينما كنتُ أنظر إليها بذهول وبصدمة كبيرة


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

شعرت بقلبي يسقط بين قدماي ونار مُشتعلة أحرقت كياني..

 

همست بندم و بخوف أحرق روحي

 

" لا!!.. لا مستحيل!!.. ماذا فعلت؟!!!!.. ما الذي فعلتهُ؟!!.... "

 

وتردد السؤال في عقلي بينما كنتُ أقف مذهولا دون أن أستطيع التحرك من قوة صدمتي

 

" أميرتي المتوحشة تُحبني!... هي تُحبني... "

 

همست برعب وفورا اقتربت من آثيا وأمسكت بكتفيها وسألتُها بغضب جنوني

 

" ديوس أراد قتلها؟!!.. أراد قتل زوجتي وطفلي؟.. وهي.. هي تُحبني؟!!.. "

 

بكت بكثرة وأجابتني

 

" ابنتي تعشقك سمو الملك.. ابنتي تُحبك بجنون.. أرجوك قُل لي أنها بخير وأنك لم تؤذيها...  ونعم ديوس اللعين أراد قتلها.. أراد طعنها بسيفه وقتل ابنتي وحفيدي "

 

أغمضت عيناي بشدة وفكرت بأسى.. كم كنتُ أحمقاً... ما الذي فعلته؟!!..

 

فتحت عيناي و صرخت بغضبٍ مهول

 

" اللعنة عليك ديوس... سأقتلك "

 

وفورا تحركت وتركت أثيا وأمرت الحراس بإعادتها إلى مملكتها ودخلت إلى قصري وأنا أتوعد بالجحيم لذلك القذر ديوس..

 

" ديوس.. أين أنت أيها السافل؟.. أين هواااااااااااااااااااا؟... "

 

هتفت بغضب أعمى على الجميع وفورا وقفوا برعب أمامي و أحنوا رؤوسهم وسمعت كلايتون يقول بخوف

 

" هو.. هو في المطبخ سيدي ينظفهُ كما أمرت "

 

توجهت بسرعة نحو المطبخ ورأيت ديوس يقف أمام الطاولة وهو يمسحها بقرف.. أمسكت بسلسلته وسحبتهُ بعنف نحوي.. شهق برعب ووقف ينظر إليّ بفزعٍ كبير..

 

كانت عيوني تنفس النيران منها من شدة الغضب وجدي الحقير ديوس عرف فورا أنهُ السبب خلف غضبي المُميت..

 

بلع ريقه وقال بثقة وبشجاعة مُصطنعة

 

" حفيدي هنا.. يا ترى هل دخلتَ حتى ترى إن كنتُ أُنظف المطبخ كما طلبتَ مني؟.. لا تقلق لأنني لم أعترض على أوامرك لي.. متى سوف تسامحني وتتركني أعود إلى مملكتي "

 

سحبت السلسلة أكثر واقترب مني أكثر وهو يتأملني بنظرات متوترة وبخوف.. نظرت إليه بكره وسألتهُ بحدة

 

" هل حاولتَ قتل زوجتي وابني أيها الحقير؟.. تكلم.. هل حاولت قتل زوجتي وطفلي أيها النذل؟.. أجبني واللعنة "

 

نظر إليّ بدهشة والتزم الصمت بينما كان يرتعش بشدة.. تأملتهُ بنظرات كارهة هتفت بوجهه بغضب جنوني

 

" لقد كذبتَ عليّ وقلت لي بأنها سلمتك الخنجر والقلادة بنفسها وأنا صدقت نذل وحقير مثلك.. لم أُصدق أميرتي بل مثل الغبي صدقتُك.. اعترف أيها القذر.. هيا اعترف.. أخبرني بما فعلتهُ بها في ذلك اليوم "

 

نظر ديوس إلى وجهي بنظرات كارهة وبكبرياء.. ثم قال بحقدٍ كبير

 

" لطالما كرهتُك لأنك كنتَ المخلوق الذي كنا نخشاه طيلة حياتنا في عالم الجن.. كرهتُك لأنك نصف جني ونصف مصاص دماء.. ما كان يجب أن تولد بتاتاً.. بسببك خسرت ابنتي الوحيدة التي أحببتُها بصدق وأردت جعلها الملكة الشرعية على مملكتي.. بسبب والدك اللعين الذي جعل ابنتي تحمل في أحشائها طفله أصبحتَ أنتَ أقوى كائن في عالمنا.. كائن هجين ملعون.. كائن مُخيف بقدرات لا أحد يمتلكُها في عالمنا حتى أنا "

 

نظرت إليه بدهشة ولكن ديوس ضحك ضحكة شريرة وهتف بحقد

 

" فلتحترق بنار شكك يا حفيدي.. لأنني لن أخبرُكَ أبدا بما حدث في ذلك اليوم "

 

جُن جنوني واشتعلت غضبا وعروقي انتفضت بعصبية شديدة وضغطت بقوة على أسناني وصوت أنفاسي السريعة سُمع في أرجاء الغرفة.. نظرت إليه بحقدٍ كبير وقلتُ له

 

" إذا حان الوقت حتى أفعل ما كان يجب أن أفعلهُ بك منذ زمنٍ بعيد يا جدي العزيز "

 

نظر ديوس إليّ برعب وحاول الابتعاد عندما رآني أرفع يدي اليمنى باتجاهه وطالت مخالبي

 

" لااااااااااااااا.. أنتَ لن تفعل!!.. أنا جدُك... لايسن لا تفعل أرجوك.. أنتَ لا يمكنك قتلي.. لا يمكنك قتلي لأنني جدُك ولأن والدتك فيري ستحزن بشدّة إن قتلتني بنفسك.. إياك حفيدي.. "

 

اشتعلت عيناي بنار الحقد وهتفت بغضب

 

" إياك أن تتكلم عن أمي أمامي أيها الحقير أو تلفظ اسمها.. أنتَ لا تستحق ابنة مثلها أيها الحقود "

 

تراجع ديوس إلى الخلف عدة خطوات وهتف بذعر

 

" لا لايسن.. حفيدي اسمعني أرجوك.. لا تتهور.. لا تؤذيني أرجوك "

 

لم أكترث لتوسُلاته إذ اقتربت منهُ بسرعة  وأمسكت بيدي اليسرى بإحكام السلسلة وسحبتُها بعنف حتى جعلت ديوس يسقط على الأرض أمامي على ركبتيه..

 

انحنيت ووضعت مخالبي أمام قلبه وقلتُ له بغضبٍ شديد

 

" حان الوقت لأُريح الجميع منك.. احترق في جحيمك الخاص أيها القذر "

 

غرزت مخالبي إلى الداخل وصرخ ديوس بألم كبير.. أدخلت يدي إلى قلبه وأمسكته وأخرجته ورفعته أمام عيونه.. ثم رميته على الأرض وقطعت رأس ديوس بمخالبي.. طار رأسهُ وسقط في وسط المطبخ..

 

نظرت بقرف إلى المكان إذ كانت الدماء تغطي المكان بأكمله.. رميت السلسلة بقرف على الأرض ومشيت فوق جثته وخرجت من المطبخ..

 

هتفت بحدة

 

" كلايتون.. أحرق جثته.. أو لا.. أرميه لأسودي حتى تأكله.. اجمع أشلائه وارميها في الحال لأسودي الجميلة لتتغذى به "

 

أمرت كلايتون عندما رأيته يقف أمام باب المطبخ بذهول وتابعت السير صاعدا إلى جناحي..

 

همست بسعادة بينما كنتُ أستحم

 

" يجب أن أُصحح كل شيء.. يجب أن أُعيد أميرتي إليّ وفي أسرع وقت.. هي تُحبني.. تُحبني أنا.. متوحشتي الجميلة تُحبني.. فورتونا تُحبني كما أُحبها "

 

ابتسمت بسعادة وعندما انتهيت ارتديت ملابسي وذهبت إلى مكتبي.. كان أروس يجلس أمامي وهو ينظر إليّ بحزن بينما كنتُ أخبرهُ بما حدث وبما فعلتُه..

 

تنهد أروس بقوة وقال بحزن

 

" لايسن.. لقد أمحيت ذاكرتها.. هي لن تتذكرك.. هل تدرك ذلك؟ "

 

أجبتهُ بندم

 

" نعم أعلم.. يا ليتني عرفت الحقيقة قبل اليوم.. لقد تصرفت بتسرُع.. لكن هناك أمل أن تُحبني من جديد أروس.. لقد أحبتني سابقا وسأفعل المستحيل حتى أجعلها تُحبني من جديد.. لن أفقد الأمل.. لذلك يجب أن أُعيدها إلى هنا "

 

فجأة سمعت صوت دينا الغاضب وأمرت أروس بالسماح لها بالدخول.. كنتُ صامت معظم الوقت وهي تهينني.. كنتُ أستحق كل كلمة وإهانة قالتها لي.. ولم أغضب منها.. لكنني غضبت عندما رأيت أروس يصفعها لأنها أهانتني..

 

تبا ماذا ستفعل لو عرفت بما فعلتهُ بصديقتها منذ قليل؟!!!!.. فكرت بأسى ولكنني لم أُخبرها بأن فورتونا لم تعد هنا بل في عالم البشر..

 

عرفت فورا بما ينوي أروس فعله عندما قالت لهُ دينا أنها سوف تتركه وتذهب برفقة فورتونا إلى عالم البشر.. ولم أعترض على ذلك.. لأنني أنوي تصحيح خطئي و إعادة فورتونا إلى غابيغا.. عندها دينا سوف تُسامح أروس وتنسى غضبها عليه وحقدها عليّ..

 

عندما أخذها أروس خرجت من القصر وتوجهت فورا إلى موقع شجرة الدماء.. حاولت بسحري إعادتها لكنني لم أنجح.. بعد عدة محاولات توقفت وقررت أن أستخدم سحري وأذهب إلى منزل فورتونا في عالم البشر لكن لصدمتي لم أستطع فعل ذلك..

 

" ما اللعنة؟!!!.... "

 

هتفت بذهول وحاولت تكرار فعلتي لكنني لم أنجح.. بدأت القلق والخوف يتملكونني لكنني لم أستسلم.. عاودت مراراً وتكراراً المُحاولة باستخدام سحري والذهاب إلى عالم البشر لكنني لم أستطع..

 

نظرت إلى الغابة أمامي وهمست بقلقٍ شديد

 

" ما الذي يحدث؟!.. لماذا لا أستطيع استخدام سحري والدخول إلى عالم البشر؟!!!!!... ما الذي يحدث؟! "

 

ولأكثر من نصف ساعة وأنا أحاول وأحاول التنقل باستخدام سحري لكن لم أستطع فكل محاولاتي باءت بالفشل.. انهرت جاثيا على الأرض ورفعت رأسي عاليا ناحية السماء وصرخت بوجعٍ كبير


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

صرخت بعذاب لدرجة أن الأرض أسفلي اهتزت بعنف وفي كامل المملكة..

 

توقفت عن الصراخ ثم هتفت بألم و بندمٍ رهيب

 

" فورتونااااااااااااااااااااااااااا.. سامحيني حبيبتي.. سامحيني.... "

 

أغمضت عيناي وبأسى كبير أحنيت رأسي إلى الأسفل وبكيت.. بكيت ندما.. بكيت تحسرا على ذاتي.. وبكيت ألما على الفُراق.. لقد خسرت أميرتي وابني إلى الأبد...

 

لم أعرف كم ظللت جاثيا على الأرض وأنا أبكي بتعاسة وبندم أحرقا روحي قبل قلبي..

 

فجأة رفعت رأسي وهمست باسم والدتي


" فيري.... "

 

مسحت دموعي وابتسمت بسعادة وفكرت بأمل.. كيف لم أُفكر بوالدتي؟!.. هي سوف تُساعدني.. نعم أمي سوف تفعل.. أمي تستطيع إعادة فورتونا إليّ..

 

وقفت وركضت بسرعتي الخارقة إلى القصر.. رأيت كلايتون وأروس يقفان أمام الباب الرئيسي للقصر ومعالم القلق واضحة على وجوههم..

 

سألني كلايتون بارتباك

 

" سمو الملك.. أنتَ بخير؟ "

 

أجبتهُ بهدوء

 

" أنا بخير كلايتون "

 

ثم نظرت إلى الخلف ورأيت حارس الحدود يركض وهو يصرخ قائلا

 

" جلالة الملك.. جلالة الملك.. كلاوديوس بيرون يريدُ طلب الإذن منك بالدخول إلى المملكة وتحديدا إلى موقع شجرة الدماء "

 

نظرت إلى أروس و كلايتون وقلتُ لهما

 

" اذهبوا فورا وتكلموا معه.. لا تستخدموا العنف معه "

 

ثم وجهت حديثي لصديقي أروس

 

" لقد نسيت أن أخبرهُ بأن شجرة الدماء لم يعد لها وجود.. يبدو أن كلاوديوس يريد إعادة رفيقتهُ المُقدرة إلى عالمها.. اذهب وتفاهم معه.. إن لم يصدقك دعه يرى بعينيه أن شجرة الدماء قد اختفت.. وعلى فكرة تهاني لك أيها العريس "

 

وصعدت بسرعة إلى جناحي.. دخلت إلى الغرفة الذهبية وأخرجت قلادة فيري من الصندوق وفوراً سمعت أمي تهتف بلوعة في رأسي

 

( لايسن.. ماذا فعلت؟.. )

 

وضعت القلادة على عنقي وقلتُ لها بندم

 

" آسف أمي.. لقد كنتُ غبي.. لقد خسرت فورتونا.. خسرتها.. أنا لا أفهم.. لماذا لا أستطيع استخدام سحري والدخول إلى عالم البشر أمي؟!.. لماذا لا أستطيع أن إعادة أميرتي إليّ؟!.. أخبريني أمي قبل أن أفقد عقلي.. ما الذي يحدث؟! "

 

أجابتني والدتي بحزن

 

( ابني.. حبيب قلبي.. لقد دمرتَ بنفسك شجرة الدماء والحياة التي كانت تسكن بداخلها.. بفعلتك تلك أغلقت كل شيء يربط عالم البشر مع عالمنا.. لذلك لم يعد باستطاعتك استخدام سحرك والدخول إلى عالم البشر وجلب فورتونا )

 

شعرت بجسدي يُصبح كتلة من الجليد.. هززت رأسي بالرفض وانهرت جالسا على الأرض بانكسار وهمست بعذاب

 

" لا.. لا!!!.. لا.. لا لا لا لا لا وألف لا.. أنا لن أسمح بحدوث ذلك.. لن أتقبل ذلك.. أنا لم أخسرها إلى الأبد.. أرجوكِ أمي.. قولي لي بأن لديكِ حلا لمشكلتي.. أنا أرجوكِ "

 

فجأة اضاءة القلادة ورأيت نورا خفيفا يظهر أمامي وشيئا فشيئا ظهرت أمي أمامي بوضوحٍ تام..


رواية وحش الجبل - فصل 40 - سامحيني

 

نظرت إليها بدهشة كبيرة إذ لم أستطع تصديق ما تراهُ عيناي.. كنتُ أنظر إلى وجه أمي الجميلة بانبهار وبسعادة..

 

انحنت أمامي ووضعت يدها على خدي.. فعليا يدها كانت تدخل إلى بشرتي لأنها كانت مثل الروح أمامي.. لم أستطع الشعور بيدها لكنني شعرت بذبذبة غريبة في خدي..

 

همست لها بحنية فهذه المرة الأولى التي أراها بها

 

" أمي.... "

 

نظرت والدتي إليّ بحبٍ كبير وقالت بحنان

 

" ابني.. ابني لايسن.. يا قلبي.. "

 

ثم أغمضت عينيها وفتحتها وتابعت قائلة

 

" لدي الحل.. لكنهُ صعب جدا.. الحل الوحيد حتى تعود شجرة الدماء من جديد وتستطيع رؤية فورتونا وإعادتها إليك أن.. أن.. أن تُحطم حجر قلادتي بخنجر فورن بنفسك "

 

انتفضت إلى الخلف بقوة ونظرت إلى والدتي فيري بصدمة كبيرة.. هززت رأسي رفضا وقلتُ لها بارتباك

 

" لا.. لا لا لا لا لا.. لا أمي.. بالتأكيد هناك حل آخر لمُشكلتي.. أنتِ أقوى جنية في عالمنا و.... "

 

قاطعتني والدتي قائلة بحزن

 

" لا بُني.. للأسف لا يوجد حلا آخر.. لقد استطعت رؤية المُستقبل وما سيحدث وحاولت تحذيرك لكنك وضعتني في الصندوق ولم تستمع إليّ.. أنا لا ألومك على شيء.. فهذا ما كتبهُ القدر لك.. عليك أن تُدمر قلادتي وتتحول أنتَ وجميع شعبك إلى بشر حتى تستطيع جمع شملك مع زوجتك وابنك من جديد.. لا حل آخر أمامك.. وأظن قد حان الوقت لي حتى ألتقي بزوجي مالون.. رغم أنني لا أرغب أن أفترق عنك وأريد بشدة أن أرى حفيدي لكن القدر قال كلمته "

 

نظرت والدتي إليّ بشوقٍ كبير وقالت

 

" كم أرغب بضمك إلى صدري وتقبيلك.. أنتَ أغلى شيء على قلبي.. وكم أرغب أن أظل برفقتك وإلى الأبد.. ولكن سعادتك هي الأهم عندي.. عندما تُدمر القلادة سوف أستخدم أقوى تعويذة وكامل قوتي حتى أُعيد شجرة الدماء قبل أن أختفي إلى الأبد.. لا أستطيع فعل ذلك إلا إن دمرتَ حجر القلادة لايسن.. وافق على فعل ذلك فهذا هو الحل الوحيد "

 

رفعت أمي يدها ورأيت خنجر فورن يطوف أمامي في الهواء ويسقط في حضني..

 

نظرت إلى الخنجر بعذاب وسمعت والدتي تقول

 

" شعبك لن يتخلوا عنك.. سوف يوافقون إن اتخذتّ قرارك بتدمير حجر قلادتي.. اذهب بُني بعدها وادخل إلى قرية فورن واستخدم الماس الموجود في الجبل وابني مدينة لك ولشعبك.. شجرة الدماء لن تختفي أبدا بعدها.. ربما لوسيا وبعض الجن يساعدونك ببناء المدينة من جديد وبسرعة.. واذهب بعدها واجلب فورتونا إليك "

 

رفعت نظراتي وتأملت والدتي بصدمة كبيرة.. ابتسمت ابتسامة حنونة وقالت

 

" أنتَ مميز لايسن.. ستبقى دماء الجن بداخلك ولكن قوة دراكولا بداخلك ستختفي إلى الأبد.. وسينتهي وجود مصاصين الدماء إلى الأبد "

 

وقفت أمي وأشارت لي بيدها لأمسك بالخنجر.. أمسكته بيد مُرتعشة ونظرت إليه بوجعٍ كبير..

 

وهنا أغمضت عيناي واتخذت ثاني أصعب قرار في حياتي.. قرار سوف يُحدد مصيري ومصير شعبي إلى الأبد....


انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©