لن أسمح لنفسي
فصل ما قبل الأخير
فورتونا**
استيقظت وفتحت عيناي بضعف ثم أغلقتُها بسرعة بسبب أشعة الشمس التي
كانت تضرب وجهي.. تثاءبت بقوة وجلست على مهل على الفراش وفركت عيوني بضعف بيدي..
أخذت نفسا عميقا وزفرتهُ ببطء ثم فتحت عيوني ونظرت بذهول أمامي...
" أين أنا؟!!!!... "
همست بدهشة عندما رأيت نفسي في غرفة نوم بيضاء جميلة جدا وفاخرة..
كنتُ أفتح فمي على وسعه بسبب دهشتي لروعة الغرفة.. أبعدت الغطاء عن جسدي بسرعة ونظرت
أمامي بذهولٍ تام..
وقفت ببطء واقتربت من النافذة ونظرت إلى الخارج.. توسعت عيناي وهمست
بذعر
" أنا في منزل والدي؟!!!!... "
ثم شعرت بركلة قوية في بطني وفورا أخفضت رأسي ونظرت بدهشة إلى بطني
المُنتفخة....
" لا!... لا لا لا لا لا لا لا... لاااااااااااااااااااااااا...
"
صرخت برعبٍ كبير وفورا رفعت يدي اليسرى ونظرت إلى معصمي وهتفت برعبٍ
كبير عندما لم أرى علامة الجرح به.. رفعت رأسي ونظرت أمامي بفزعٍ كبير وصرخت بجنون وبملء صوتي
" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... لايسن ن ن ن
ن ن ن ن ن ن....... "
لايسن**
وقفت أمي وأشارت بيدها لأمسك بالخنجر.. أمسكتهُ بيدٍ مرتعشة ونظرت
إليه..
وهنا أغمضت عيناي واتخذت ثاني أصعب قرار في حياتي.. قرار سوف يحدد
مصيري ومصير شعبي....
فتحت عيوني والتي تحول لونها إلى اللون الأحمر ونظرت إلى والدتي وقلتُ
لها بإصرار
" لا أمي.. لن أفعل ما تطلبينهُ مني "
أخذت نفسا عميقا ثم زفرتهُ بهدوء ثم نظرت بحزن وبتفكير
وهنا تابعت قائلا لوالدتي
" أنا لن أُدمر حجر قلادتكِ أمي.. مستحيل أن أفعل ذلك.. أولا
صحيح أنني أموت آلف مرة في الثانية ونادم على ما فعلتهُ ولأنني خسرت فورتونا لكنني
لن أقبل أن أخسركِ ولن أقبل أن أتخذ قرارا يُحدد مصير شعبي بأكمله بسبب أنانيتي
وعشقي وغبائي.. لن أفعل أمي.. مستحيل أن أفعل ذلك بكم.. "
توقفت عن التكلم ورأيت أمي تتأملني بنظرات حزينة وتابعت قائلا لها
" عليكِ أن تتفهمي قراري.. لو كنتُ الوحيد الذي سيتحول إلى بشري
ودون أن أخسركِ كنتُ وافقت و بسرعة.. لكن لن أسمح أبدا أن أظلم بنفسي شعبي.. لن أوافق
أن أظلم شعبي بسببي وبسبب غبائي "
نظرت أمي بضعف إليّ وقالت
" لايسن.. بُني.. أنتَ لا تفهم.. الوقت ليس في حليفك.. تذكر لقد
كانت فورتونا تعيش على دمائك لفترة خمسة أشهر كاملة.. لقد غاب عنك أنه عندما
تزوجتها وامتزجت دمائكم وخاصة أنها لفترة خمسة أشهر كانت تتغذى على دمائك سحرك لن
ينفع معها.. أي أنتَ لم تمسح لها ذكرياتها.. فورتونا سوف تستيقظ وترى نفسها في
عالم البشر ولكنها سوف تتذكر كل شيء.. وقد تظنك تخليت عنها إلى الأبد وهذه المرة
قد تقتل نفسها دون أن تستطيع مساعدتها "
فتحت عيوني على وسعها ونظرت برعبٍ كبير إلى والدتي وهمست قائلا بغصة
" لا!!.. لا!!.. لا لا لا لا لا.... لا بد أن الأمور تلخبطت معكِ
أمي.. لقد مسحت ذكرياتها.. أنا متأكد بأنني فعلت ذلك.. هي مستحيل أن تتذكر..
مستحيل!!!.. مستحيل أن تفعل.... "
نظرت أمي بحزنٍ شديد إليّ وقالت
" آسفة بُني.. لكنها الحقيقة.. فورتونا لن تتأثر بسحرك الأن..
أنتَ لا تستطيع أن تُمحي لها ذكرياتها لآن دمائكم امتزجت ولأنها كانت تتغذى على
دمائك لفترة طويلة وخاصة لأنها حامل منك.. هي سوف تتذكر كل شيء حدث معها هنا..
عليك أن تتصرف وبسرعة قبل فوات الأوان.. يجب أن تتخذ قرارك وبسرعة قبل أن تزول
قوتي "
وهنا اختفت والدتي ورأيت نفسي أنظر ببلاهة أمامي وبصدمة كبيرة وبتعاسة..
كل ما فعلتهُ ذهب سدى.. لقد دمرت نفسي ودمرت حبيبتي بسبب تسرعي
وغبائي.. لقد خسرت.. لقد خسرتُها وخسرت نفسي إلى الأبد..
وقفت ومشيت بضعف و بانكسار خارجا من جناحي وأنا أمسك بيدي خنجر فورن..
وضعتهُ في جيبة بنطالي وتابعت السير ببطء..
في تلك اللحظة شعرت بأنني مُحاصر تمامًا ولا أقوى على الهروب من الفخ
الذي وقعت فيه بسبب غبائي وتسرعي.. وأدركت أن حياتي نفسها ومصيري مرهونين بيدي
وكذلك مصير شعبي...
" ماذا يجب أن أفعل الآن؟!!!.... "
همست بيأس ونزلت على السلالم واتجهت إلى الأسفل ناحية الزنزانات..
تقدمت ببطء في الممر ووقفت أمام باب زنزانة خالي بن.. فتحت الباب
ودخلت.. رأيت خالي يجلس على سريره وهو يسند رأسه بيديه ويبكي بألم.. عندما شعر
بتواجدي رفع رأسه ونظر إليّ بدهشة..
مسح دموعه وتأملني بنظرات حزينة ومتألمة وقال
" هل أتيت حتى تذلني وتُخبرني بأن زوجتي أصبحت مُلكا لوالدي؟..
هل أتيت حتى ترى بأم عينيك إذلالي وحزني وألمي لأنني خسرت زوجتي وابنتي الوحيدة
بسبب طمعي وحقدي؟.. "
نظرت إلى خالي بنظرات هادئة.. وعندما لم أجيبه تابع خالي بمرارة قائلا
" إذا دعني أُخبرُك سمو الملك.. لقد ربحت.. لقد ربحتَ يا ابن
شقيقتي.. لقد كسرتني وجعلتني أستيقظ بعد أن فاتَ الأوان.. لقد خسرت أغلى شخصين على
قلبي.. خسرتهم إلى الأبد.. أهنئك لايسن.. لقد نجحت بتحطيمي.. أمامك الآن رجل مُحطم
لا حياة به.. أستحق كل ما فعلتهُ بي.. نعم أستحق.. لقد جعلت ابنتي تعيش في الجحيم
بسببي.. لقد دمرت فورتونا بيدي وبعتُها لك بسبب طمعي المُقرف.. أنا لا أستحق أن
يكون لي ابنة مثلها.. أنا في الأصل لا أستحق أن أكون والدها.. "
توقف عن التكلم فجأة ثم وقف وقال بأسى
" إن أتيتَ حتى تُكمل انتقامك مني وتقتلني تفضل وافعل ذلك على
الفور.. اجعلني أرتاح من عذابي ومن تعاستي وندمي.. أنا أستحق الموت بعد كل ما فعلتهُ بابنتي
وخاصةً بشقيقتي فيري وبوالدُك مالون و.. و بك.. "
نظرت إليه بحزن وقلتُ له
" أنا لن أقتُلك.. لقد سامحتُك خالي كما سامحتك والدتي.. آثيا لم
يلمسها ذلك الملعون جدي.. لم أسمح لهُ بفعل ذلك.. لقد وضعت تعويذة على آثيا حتى لا
يستطيع جدي لمسها.. فعلت ذلك ليس من أجلك بل من أجل زوجتي فورتونا حتى لا تكرهني
إن عرفت بما فعلتُه "
نظر بن إليّ بدهشة كبيرة ثم تجمدت ملامحه وقال بهمس
" أنتَ تُحبها.. أنتَ تُحب ابنتي فورتونا؟!!.. بالطبع تفعل.. أنتُ
تُحبُها "
توقف عن التكلم للحظات ثم تنهد بهدوء وقال
" أشكرك لأنك منعتَ والدي من لمس زوجتي.. أين هي ابنتي وأين هي
زوجتي؟.. أريدُ رؤيتهما لو سمحت "
تأملتهُ بهدوء وقلتُ له
" أولا أتيت إلى هنا حتى أقول لك بأنك أصبحتَ حرا.. منذ هذه
اللحظة لم تعد سجينا لدي.. سأسمح لك بالذهاب إلى مملكة جولام.. كما سأجعلُك الحاكم
عليها.. أريدُك أن تحكم بعدل وبمساواة.. ويمكنك العيش مع زوجتك آثيا في مملكة
الجن.. أما فورتونا... "
أخفضت رأسي ونظرت إلى يداي بحزن وتابعت قائلا بأسى
" فورتونا في عالم البشر الآن.. و أنا دمرت شجرة الدماء.. لذلك
لن تستطيع رؤيتها مجددا "
انتفض بن وهتف بذهول
" ماذا فعلت؟!!!.... "
رفعت رأسي ونظرت إليه ثم تنهدت بقوة ووقفت واقتربت منه ثم وقفت أمامهُ
وقلتُ له بغصة
" كما سمعت.. لقد دمرت بغباء شجرة الدماء بعد أن أرسلت زوجتي إلى
عالم البشر "
توسعت عيون خالي وتأملني بفزعٍ شديد ثم هتف بصدمة كبيرة
" لكن... لكن.. هل تدرك ما فعلته؟!.. لقد أغلقتَ صلة الوصل
الوحيدة بين العالمين.. والآن لن تستطيع حتى أن تستخدم سحرك لتتنقل بين العالمين..
و.. ابنتي أصبحت وحيدة هناك.. لماذا؟!!.. لماذا فعلتَ ذلك؟! "
استدرت ونظرت أمامي بحزن وبدأت أخبره بكل ما حدث.. عندما انتهيت خرجت
شهقة متألمة من فم بن واقترب ووقف أمامي وقال بحزن
" أنا السبب.. أنا.. لقد أخبرتُها بما فعلتَ بوالدتها.. لو لم
أفعل لما حدث ذلك.. آسف.. أنا آسف لايسن "
نظرت إليه بدهشة ورأيت خالي يبكي بصمت وهو ينظر إليّ بندمٍ كبير..
وضعت يدي على كتفه وقلتُ له بهدوء
" لا تُلقي اللوم على نفسك.. الذنب ذنبي أنا خالي.. لم أُصدق
زوجتي.. بل وبكل غباء صدقت ديوس بدلا عنها.. أنا المُلام الوحيد هنا لما حدث
"
اقترب بن وعانقني.. في البداية تشنج جسدي لكن ثواني قليلة استرخيت
وبادلتهُ العناق.. لأول مرة أفعلها.. أنا الآن أُعانق خالي الذي كرهتهُ طيلة
حياتي..
ربتَ بن على ظهري بحنية ثم ابتعد عني وقال
" أنا آسف لما حدث.. و آسف لآن لا خيار آخر أمامك سوى بتدمير حجر
القلادة.. لا أستطيع حاليا أن أقول لك ما يجب أن تفعله.. لكن كأب أتمنى أن لا تترك
ابنتي وحفيدي بمفردهما في عالم البشر.. كأب سأطلب منك أن تُعيد ابنتي وحفيدي إلى
هنا حتى أراها من جديد وأطلب منها السماح على كل ما فعلتهُ بها.. و طبعا أريدُ أن
أراها سعيدة ولن يحدث ذلك إن كنتَ بعيدا عنها.. لكن في النهاية أنتَ الوحيد من يجب
أن يتخذ القرار النهائي.. لكن تذكر مهما كان قرارك سوف أدعمُك به "
نظرت إليه بامتنان وقلتُ له قبل أن أخرج من الزنزانة
" سأطلب من كلايتون حتى يُجهز لك العربة لتذهب إلى مملكة
المتحولين وبعدها إلى جولام.. وداعا بن "
مشيت خارجا من القصر ومن غابيغا.. رأيت نفسي أسير باتجاه قرية ألفا
كلاي دون أن أشعر.. شاهدوني حُراس حدود الغابة وانحنوا أمامي باحترام لكنني لم
أهتم وتابعت السير حتى وقفت أمام باب القصر..
فتح الحراس الباب وهم ينظرون إليّ برعب.. لم اكترث لهم ودخلت إلى
القصر ورأيت لوسيا تركض باتجاهي ثم وقفت أمامي ونظرت إليّ بحنية فائقة وعانقتني
بعدها بشدة.. بادلتها العناق وهمست لها بعذاب
" لوسيا.. أنا ضائع.. ضائع.. وفي قمة حُزني ويأسي.. ساعديني
أرجوكِ... "
ابتعدت لوسيا بسرعة عني ونظرت إليّ بقلقٍ كبير قائلة
" أخفتني لايسن.. ماذا حدث معك؟! "
نظرت إلى الجهة اليمنى ورأيت كلاي و إيفوس يقفان أمامنا وهما ينظران
إلينا بنظرات قلقة..
سألني إيفوس بقلق وهو يقترب مني
" لايسن... ماذا جرى؟!.. لماذا أنتَ حزين؟! "
وضعت يدي على كتفه ووجهت حديثي للجميع قائلا
" دعونا نذهب أولا إلى مكتب ألفا كلاي وبعدها نتكلم على راحتنا
هناك "
أزلت يدي عن كتف إيفوس وتوجهنا إلى المكتب.. نظرت إليهم بينما كنتُ
أقف في وسط الغرفة وبدأت أخبرهم بما فعلتُه..
ساد الصمت لدقائق كثيرة ما أن انتهيت من سرد كل شيء لهم... تأملني
إيفوس بحزن وقال بتصميم
" يجب أن تُدمر حجر القلادة.. الأميرة فورتونا وابنك يحتاجون
إليك.. سعادتك هي الأهم.. من ناحيتي لا يهمني إن تحولت إلى بشري و.. "
وقف كلاي وهتف بخوف وهو ينظر إلى ابنه
" لا إيفوس... أنا لن أتحمل أن أخسرك.. أنا لم أُصدق أنك بدأتَ
تتقبلني أخيراً كوالدُك.. لن أحتمل فكرة أن أخسرك من جديد "
وقف إيفوس واقترب ببطء من كلاي ولأول مرة عانق والده بنفسه.. نظرت إليه
أنا ولوسيا بدهشة خاصة عندما سمعنا إيفوس يقول لوالده
" أبي.. أنا لن أموت.. أنتَ لن تخسرني.. أنا فقط سوف أتحول إلى
بشري "
ابتعد كلاي عنه وهمس قائلا لهُ بذهول
" لقد.. لقد ناديتني بي.. بـ.. بـ أبي!!!... "
ترقرقت الدموع في عيون إيفوس وأجابه بنبرة حنونة
" نعم أبي.. أنتَ أروع أب قد يحصل عليه أي كائن في عالمنا.. أنا
فخور لأنك والدي.. سامحني و.... "
" ابني حبيبي ي ي ي ي.... "
صرخ كلاي بفرح مقاطعا حديث إيفوس ثم عانقه بشدة وهو يُقبل وجهه
بقبلاتٍ كثيرة.. وقفت لوسيا واقتربت منهما وعانقتهما معا بينما كانت تبكي بسعادة..
بعد لحظات ابتعدوا عن بعض ونظروا إليّ..
تأملتني لوسيا بنظرات حزينة وقالت بجدية
" أنا لن ألومك لأنك لم تستمع إلى كلامي لايسن.. لكن يجب أن تعلم
أن فورتونا وخاصةً ابنك بحاجةٍ إليك.. لذلك أنا أقف بصف ابني إيفوس.. عليك أن تدمــ..
تُدمر حجر القلادة "
وافقها الرأي ألفا كلاي وقال بهدوء
" إنهُ أنسب حل ليجتمع الملك لايس مع زوجته وابنه.. عليك سمو الملك
أن تُدمر حجر القلادة بنفسك "
فجأة هتف إيفوس قائلا بتوتر
" قبل أن تفعل ذلك أريد أن أتزوج من حبيبتي سيرنيتي غدا.. لا
أريد أن أتحول إلى بشري قبل أن أتزوجها "
ابتسمت برقة وأجبته
" إذا غدا لدينا زفاف في النهار وفي المساء سوف يتم عقد الاجتماع
مع جميع الملوك في عالمنا كما كان مُقرراً.. وبعدها سأقرر ما سأفعله "
وهكذا خرجت من المكتب ومن القصر ومشيت عائدا إلى مملكتي غابيغا....
أروس**
كنتُ أجلس على السرير بجانب دينا وأنا أنظر إليها بحزن.. لقد صفعتها
وأجبرتُها على الزواج بي.. لكنني فعلت ذلك خوفا من خسارتها..
فكرت بحزن بذلك بينما كنتُ أمسك بيدها اليمنى برقة وأنظر إليها بأسف..
بدأت دينا تفتح عينيها ببطء وعندما تركزت نظراتها عليّ انتفضت بقوة
وابتعدت عني ساحبة يدها من قبضتي.. جلست ونظرت إليّ بغضب و بكره أحرقوا قلبي.. ثم صرخت
دينا بهستيرية واحمر وجهها بشدة بفعل ذلك
" أيها القذر والحقير.. أُخرج.. أُخرج في الحال.. لا أريد رؤية
وجهك المُقرف أمامي "
نظرت إليها بندم وقلتُ لها بهدوء
" دينا.. أنا آسف.. آسف حبيبتي.. اسمعيني أولا أرجوكِ و.. "
نزلت دينا عن السرير و هتفت بغضب قائلة وهي تشير بيدها باتجاه الباب
" لا أريد سماع تبريراتك الكاذبة.. أنتَ مُجرد كاذب لعين..
أخرج.. أخرج حالااااااااااااااا... "
وقفت وتقدمت باتجاهها وقبل أن تهرب مني أمسكتُها بذراعها وجذبتُها حتى
التصق جسدها بي.. قاومتني ولكنني أحكمت إمساكها حتى في النهاية استكانت..
وضعت رأسها على صدري وسمعت بحزن بكائها المرير و شهقاتها.. عانقتها
بشدة وأغمضت عيناي قائلا لها بندم
" سامحيني حبيبتي.. لم أقصد أن أكذب عليكِ وأضربكِ.. لقد كذبت
عليكِ بطلب من الملك.. لم أستطع مُعارضتهُ.. آسف.. أنا قائدهُ دينا.. من المستحيل
أن أرفض لهُ طلبا.. أرجوكِ تفهمي موقفي.. "
شهقت دينا بقوة وشعرت بجسدها يرتعش بين يداي.. فتحت عيناي ونظرت أمامي
بحزن وتنهدت بأسى وجلست على السرير ووضعت دينا في حضني وبدأت بتمسيد شعرها برقة
بيدي وقلتُ لها بصدق وبنبرة حنونة
" سامحيني لأنني صفعتكِ.. لقد كانت صفعاتي لكِ بمثابة طعنة قاتلة
في صدري.. لقد ارتعبت.. نعم لقد شعرت بالرعب عندما سمعتكِ تشتمين الملك لايسن..
أنتِ لا تعرفينهُ.. لقد سبق ورأيتهُ يقتل بدمٍ بارد رجالا بعددٍ كبير فقط لأنهم
تجرؤوا واعترضوا أوامرهُ البسيطة.. لن تتخيلي كم شعرت بالخوف عليكِ.. كنتُ خائف أن
يقتلكِ لذلك.. لذلك صفعتكِ حبيبتي.. آسف.. أنا آسف.. سامحيني أرجوكِ.. لقد.. لقد
أجبرتكِ على الزواج بي لأنني لا أستطيع تحمل بُعدكِ عني.. لا أحتمل خسارتكِ دينا..
أنتِ كل شيء بالنسبة لي.. سامحيني حبيبتي أرجوكِ "
سمعتها تشهق بقوة ثم قالت ببكاء
" لـ.. لقد ألمتني.. و.. وحطمتَ قلبي... "
قبلت رأسها وقلتُ لها بندم
" آسف.. آسف.. آسف.. آسف.. سامحيني حبيبتي أرجوكِ.. أنا أعدُكِ
أنني سأقطع يدي قبل أن تمتد عليكِ مرة أخرى.. أعدُكِ بأنني لن أُكرر فعلتي مجددا
مهما فعلتِ بي.. من المستحيل أن أفعل.. أنا أحبكِ بجنون دينا.. لكن أرجوكِ لا
تبتعدي عني ولا تكرهيني لأنني لا أستطيع أن أحتمل ذلك "
رفعت دينا رأسها ونظرت إلى عيناي بحزن ثم أغرقت وجهها في عنقي وقالت
" لقد سامحتك أروس.. لكن أرجوك أريد رؤية فورتونا.. أرجوك "
أغمضت عيناي بقوة وقلتُ لها بحزن
" ذلك مستحيل حبيبتي "
رفعت دينا رأسها بسرعة ونظرت إليّ بصدمة وقالت بهمس
" ما الذي تقصده؟!... هي لم تمت!.. لم تمُت.. أليس
كذلك؟!!.. لقد قال لي ذلك الملعون أنها على قيد الحياة.. هل.. هل كذب عليّ؟!!..
أجبني أروس.. هل كذب؟!!! "
وضعت يدي على خدها وقلتُ لها
" لا.. لم يكذب.. سوف أخبركِ بما حدث معها.. فقط عديني بأن تبقي
هادئة "
هزت رأسها موافقة وبدأت أخبرها بما حصل.. عندما انتهيت من سرد كل
شيء.. تجمدت دينا بين يداي لدقائق ثم فجأة انتفضت بقوة ووقفت أمامي وصرخت بأعلى
صوتٍ تمتلكه
" ماذااااااااااااااااااااااااا؟؟؟!!!... ماذا فعل ذلك الغبي ي ي
ي ي ي؟؟!!!!... "
أغمضت عيناي ثم فتحتها ونظرت إلى دينا ووقفت وأمسكت بيدها وضغطت عليها
بخفة قائلا
" لا تغضبي أرجوكِ.. هو حزين ويائس ومُحطم الروح والقلب.. هو
مُحطم.. لايسن يتعذب.. وهو نادم أشد الندم على ما فعله.. هو يحبُها بجنون لذلك
أرسلها إلى عالم البشر حتى لا تؤذي نفسها ولأنه لا يستطيع أذيتها.. هو لم يحتمل
فكرة أن تنتحر.. لقد أرسلها إلى عالم البشر حتى قبل أن يعلم ببراءتها.. لا تقلقي
حبيبتي سوف يجد لايسن قريباً حلا لهذه المُشكلة.. سوف يُعيد فورتونا إليه "
ابتعدت دينا عني ثم بدأت تمشي بتوتر وهي تهمس
" غبي.. أحمق.. رأس فارغ.. كيف لهُ أن يُصدق بأنها خانته وبأنها
لا تحبهُ فعلا؟!!!.. سوف أقتلهُ إن رأيتهُ أمامي الآن لأنهُ ألم صديقتي.. غبي..
أحمق.. ويقول عن نفسه بأنهُ دراكولا ذكي.. "
توقفت فجأة ونظرت بحزن
ثم قالت
" أين هو الآن؟!.. أريدُ التكلم معهُ.. سوف أُريه لأنه... "
قاطعتها قائلا بسرعة
" دينا.. اهدئي حبيبتي.. لايسن ليس في غابيغا لقد خرج.. تفهميه
أرجوكِ.. أنا لم أراه مُسبقاً حزيناً بهذا الشكل.. هو يُحبها.. هل سمعتِ؟..
يُحبُها.. سامحيه لأجلي.. أرجوكِ "
نظرت دينا إليّ بحزن وقالت بثبات بعد أن ابتلعت ريقها
" لكنهُ عذبها أروس.. الأعمى استطاع أن يرى مدى عشق فورتونا له..
لقد عذبها وسجنها في غرفة وجعلها تنتحر.. لقد أساء إليها كثيرا.. كيف تُريدني أن
أسامحه؟ "
اقتربت من دينا وعانقتها إلى صدري وقلتُ لها
" إذا سامحيه لأجل صديقتكِ.. سامحيه لأجلها.. دعينا نقف معه هذه
الفترة ونساعدهُ حتى يجد حلا ويدخل إلى عالم البشر حتى يُعيد فورتونا "
تنهدت دينا بقوة وقالت
" حسنا.. لأجلها فقط سأفعل "
رفعت رأسها بيدي برقة ونظرت إليها بعشق قائلا
" أحبكِ زوجتي الجميلة "
ابتسمت دينا بخجل وقالت
" لقد نسيتَ بأنك أجبرتني على الزواج بك بعد أن صفعتني.. عليك أن
تفعل المستحيل حتى أنسى ذلك.. لطالما كنتُ اتخيل أن تطلب يدي بطريقة رومانسية لكنك
فعلت بأبشع طريقة.. عليكَ أن تعوضني... "
نظرت إليها بندم وأجبتُها بصدق
" أعدُكِ سوف أفعل المستحيل حتى أنسيكِ ما فعلته و أعوضكِ
حبيبتي.. "
ثم أخفضت رأسي ومزجت شفتاي بشفتيها بقبلةٍ عاشقة....
سيرنيتي**
كنتُ أمشي بتوتر في غرفتي وأنا أفكر بقلق.. كيف سأخبر إيفوس بأنني
حامل؟!.. توقفت عن السير ونظرت إلى بطني بحنية وبدأت أمسدهُ برقة
" حبيبي طفلي.. أنا سعيدة لأنك تنمو في أحشائي.. والدك سوف يشعر
بالسعادة عندما يعلم بوجودك.. أتمنى أن تكون صبي وتحمل ملامح والدك.. سوف أعشقك
بجنون و والدُك كذلك.. "
رفعت رأسي ونظرت إلى السرير وابتسمت بخجل.. خمسة أشهر مضت وأنا أعيش
أجمل أيام حياتي برفقة إيفوس.. لقد تغير كثيرا وكان يُعاملني كالملكة..
كان في كل ليلة يتسلل إلى غرفتي في المساء ونمارس الحب حتى الفجر.. وكان
حبيبي في كل دقيقة يُخبرني عن مدى عشقهُ الكبير لي.. أصبح إيفوس يخاف عليّ من نسمة
الهواء.. كان يُدللني ولا يجعلني أفعل شيء دون أن يساعدني.. كم أعشقهُ..
تنهدت بقوة وأغمضت عيناي وابتسمت بسعادة.. أتمنى أن نبقى سُعداء إلى
الأبد..
" حبيبتي... "
التفت إلى الخلف و رأيت إيفوس يقف أمام الباب.. ابتسمت لهُ أجمل ابتساماتي
ولكن ابتسامتي اختفت فور أن رأيت نظراتهِ المتوترة..
أغلق إيفوس الباب بهدوء وتقدم مني.. وقف أمامي ونظر إليّ بحزن..
تأملتهُ بنظرات متوترة
ثم سألتُه
" إيفوس.. لماذا أنتَ حزين حبيبي؟! "
أمسكَ بيدي وجعلني أمشي وأجلس على الأريكة وجلس بجانبي دون أن يترك
يدي.. نظر إليّ وقال بهدوء
" حبيبتي.. هناك ما يجب أن تعرفينه.. لقد أتى منذ قليل الملك لايسن
و.. و.. هناك ما حدث للأميرة فورتونا "
ارتعش جسدي بقوة وتسارعت أنفاسي وقلتُ له بخوف
" إيفوس.. ماذا حدث لابنة خالتي؟!.. هل هي بخير؟!.. والطفل؟!!..
أرجوك أجبني.. هما بخير؟ "
أخفض رأسهُ ثم رفع نظراته وتأملني بحزن أرعب روحي.. وأجابني
" هما بخير لا تقلقي "
تنهدت براحة وقلتُ له بعتاب
" أخفتني للموت إيفوس.. إذا أخبرني ماذا حدث؟ "
رفع رأسه ونظر للبعيد وبدأ يُخبرني بما فعلهُ الملك لايسن بزوجته
فورتونا... عندما انتهى من إخباري كل شيء تجمدت الدماء في عروقي ونبض قلبي بشدة و
ارتعشت يداي..
كنتُ أنظر إلى إيفوس بعدم التصديق.. وبعد لحظاتٍ طويلة همست قائلة
بصدمة
" أنتَ تمزح.. أليس كذلك؟!.. الملك لايسن لم يُرسل فورتونا إلى
عالم البشر ولم يُدمر شجرة الدماء.. مستحيل أن يفعل!!!! "
سمعت بذعرٍ شديد إيفوس يُجيبني بحزن
" آسف حبيبتي.. لكنهُ فعل.. وليس أمامهُ الآن سوى حلا واحداً
فقط.. عليه أن يُدمر حجر قلادة فيري بنفسه "
وقفت بسرعة وهتفت برعب أغرق روحي
" لااااااااااااااااااااا!!!.. لا إيفوس.... أنتَ سوف تتحول إلى
بشري.. أنا لا أريد خسارتك.. لا حبيبي!!.. لاااااااااااااااااااا.... "
أخفيت وجهي بكلتا يداي وأجهشت بالبكاء.. شعرت بيدين تحاوط خصري وفورا
وضعت رأسي على صدر إيفوس وانتحبت بشدة
سمعت حبيبي يهمس برقة
" هششش حبيبتي.. أنا لا أستطيع رؤيتكِ تبكين.. توقفي أرجوكِ عن
البكاء.. أنا لن أموت.. أنا فقط سوف أتحول إلى بشري.. كما غدا سوف نتزوج "
رفعت رأسي ونظرت إليه من بين دموعي بصدمة.. ابتسم برقة وقال
" نعم حبيبتي الجميلة.. غدا سوف نتزوج.. أنا لا أريد أن أتحول
إلى بشري قبل أن أتزوجكِ.. أتمنى أن توافقي "
سالت دموعي بكثرة وخرج أنين من فمي وقلتُ له
" إيفوس.. حبيبي.. بالطبع أنا موافقة.. لكن أنا.. أنا حامل منك
"
تجمد إيفوس و نظر إلى عيناي بصدمة كبيرة.. بلعت ريقي بتوتر ونظرت إليه
بترقب..
" ماذا قلتِ؟!!!!.. "
همس بذهول وشعرت بالخوف إذ ظننت أنهُ لم يفرح بخبر حملي بطفله.. بكيت
بخوف وقلتُ له
" أنـ.. أنا حامل... "
أغمضت عيناي بشدة وارتعش جسدي بقوة من رأسي حتى أخمص قدماي...
" آااااااااااااااااااااعه....... "
صرخت برعب عندما شعرت بجسدي يرتفع عاليا..
" حبيبتي شكراااااااااااااااااا.. شكرا لكِ.. هذا أجمل خبر
سمعتهُ في حياتي "
فتحت عيوني ونظرت بدهشة أمامي ثم بدأت أضحك بسعادة.. توقفت عن الضحك
وهتفت بمرح
" أنزلني يا مجنون سوف أتقيأ.. "
أنزلني إيفوس لأقف على الأرض وعانقني بشدة وبدأ يقبلني على وجهي بجنون
وهو يضحك بسعادة.. كنتُ ابتسم بفرح عندما مزج إيفوس شفتيه بخاصتي وقبلني قبلة
أفقدتني أنفاسي..
عندما فصل القبلة وضع يديه على بطني يلمسهُ برقة وقال بسعادة
" ابني هنا؟.. ابننا هنا.. هو فعلا هنا!!.. "
ضحكت بخجل وأجبته
" نعم حبيبي.. ابننا هنا.. "
عانقني بشدة ثم حملني ومشى ووضعني على الفراش.. جلس بجانبي ووضع رأسه
على بطني وقال وهو يبتسم بسعادة
" أستطيع سماع دقات قلبه.. ابني هنا.. ابننا هنا "
داعبت شعرهُ بكلتا يداي وقلتُ له
" أنا حامل بشهري الثالث الآن.. لقد اكتشفت ذلك منذ الأسبوع
الأول.. كنتُ أفكر بطريقة رومانسية حتى أخبرُك بذلك.. آسفة حبيبي لم أفعل منذ
البداية وأعلمُكَ بحملي "
رفع نظراته و تأملني بنظرات حنونة وقال
" أعشقكِ سيرنيتي.. أعشقكِ جميلة قلبي "
رفع رأسه وقبلني برقة ثم جعلني أتمدد على السرير وهمس قائلا
" ما رأيكِ أن نمارس الحب طيلة الليل؟.. سوف تكون الأخيرة لي
وأنا نصف مصاص دماء "
قهقهت بخجل وأشرت له برأسي موافقة.. أزال ملابسي عني وعندما أصبحت
عارية أمامهُ نظر إلى بطني وبدأ يمطرهُ بقبلاتٍ رقيقة جعلت بدني يقشعر.. ثم بدأت
قبلاته تصعد تدريجيا حتى أغرق صدري بقبلاته الكثيرة...
مارسنا الحب لساعات.. وجعلني إيفوس أُحلق عاليا في السماء... أنا
أحبهُ.. أحبهُ كثيراااااااااااا......
في الصباح استيقظت على صوت لوسيا وهي تقول بحنان
" هيا حبيبتي.. حان الوقت حتى تستيقظي.. اليوم زفافكِ أيتها
الكسولة.. ثم ابني الحنون جعل الجميع يقلق عليه بسبب توترهِ الدائم ورغبتهِ بأن
يتزوجكِ في أسرع وقت.. هو لا يكف عن الصراخ بأعلى صوته بأنه سوف يصبح أب وأنهُ سوف
يتزوج حبيبة قلبهِ أخيرا "
نظرت إلى لوسيا بخجل وقلتُ لها
" لقد أخبرتهُ في الأمس أنني حامل "
جلست لوسيا بجانبي وأمسكت بيدي وقالت بسعادة
" أخيرا أخبرته.. لقد كتمت سركِ لثلاثة أشهر لأجلكِ فقط.. أنا
سعيدة لأجلكم حبيبتي.. أتمنى لكما السعادة لمدى العمر.. هيا سيرنيتي عليكِ أن
تستحمي وتذيلي عنكِ رائحة الجنس حتى نُجهزكِ للزفاف "
احمر وجهي بشدة وشعرت بخجلٍ كبير بسبب صراحة لوسيا.. ضحكت لونا لوسيا وعندما
هدأت قالت بنبرة خبيثة
" هل كنتِ تظنين طيلة هذه الفترة بأننا لم نسمعكُم وفي كل ليلة و
أنتما تمارسان الحب؟!.. على ابني أن يتعلم أن لا يتأوه بقوة وهو يمارس معكِ الحب
ويجعلكِ تُخرجين أنيناً مُستمراً وتهمسين باسمهُ بجنون.. زوجي كلاي المنحرف كان
يجعلني أعاشرهُ حتى طلوع الفجر بسببكم و... "
" لونا لوسيااااااااااا... "
قاطعتُها عن حديثها هاتفة باسمها بخجلٍ شديد.. ضحكت لوسيا بقوة ثم
وقفت وقالت
" ماذا؟!!.. هذه هي الحقيقة.. حسنا.. سأتوقف عن قول الحقيقة..
هيا استحمي سوف أنتظركِ هنا وأطلب من الفتيات بالقدوم حتى نساعدكِ.. ثم ابني ألفا
فعلا حتى في السرير مثل والدهُ كلاي.. هو قوي ولا يشعر بالإرهاق أبدا ولا يتوقف عن
ممارســ... "
" لونا لوسيااااااااااااااااا... "
هتفت بخجل باسمها للمرة الثانية وركضت داخلة إلى الحمام وأنا أشعر
بحريقٍ كبير في خدودي ووجهي بأكامله وعنقي من شدة الخجل بينما لوسيا كانت تضحك
بسعادة و بمرح على ردة فعلي.....
عندما انتهت لوسيا من تجهيزي وقفت أمامي ونظرت إليّ بعاطفة كبيرة
وأدمعت عينيها وهي تقول بنبرة حنونة
" كم أنتِ جملية سيرنيتي.. أمكِ كانت سوف تشعر بالفخر بكِ.. أنتِ
أجمل عروسة رأتها عيناي.. أنا سعيدة جدا لأجلكما.. أخيرا سأفرح بابني وبكِ "
شعرت بالدموع تهدد بالنزول من عيناي عندما ذكرت لي لوسيا والدتي..
عانقتني لوسيا ثم ابتعد وقالت
" لا تبكي حبيبتي.. لا للبكاء اليوم.. كما أن لدي مفاجأة لكِ
الآن "
نظرت إليها بسعادة وسألتُها
" مفاجأة لي؟.. ما هي؟! "
ابتسمت لوسيا بوسع وقالت
" نعم سيرنيتي.. لدي مفاجأة جميلة جداً لكِ.. مفاجأة سوف تجعلكِ
في قمة سعادتكِ "
رأيتها تبتعد عني ثم مشت باتجاه الباب وفتحته وأشارت بيدها لأحد
بالدخول.. تجمدت بصدمة كبيرة وأنا أرى من دخل
" أخي ي ي ي ي ... أخي كلاوديوس... "
هتفت بفرحٍ كبير عندما رأيت شقيقي يقف أمامي وهو يتأملني بفخر و باشتياقٍ
كبير.. فتح يديه على وسعهما وفورا ركضت إليه واحتضنتهُ بشدة ودفنت رأسي في صدره..
سمعت شقيقي يهمس بنبرة حنونة
" صغيرتي الجميلة.. كم اشتقتُ لكِ شقيقتي الحبيبة.. تبدين جميلة
جدا سيرنيتي "
رفعت رأسي عن صدره وسالت دمعة من عيني وفورا مسحها كلاوديوس بإبهامه
وقال بحنان
" لا تبكي أميرتي.. اليوم هو يومكِ المميز وممنوع أن تبكي "
ابتسمت لهُ بوسع ثم تأملتهُ بفزعٍ شديد وهتفت بخوف
" أخي.. أخي حبيبي.. كيف أتيت إلى هنا؟!.. إن عرف الملك لايسن
سوف... "
قاطعني كلاوديوس قائلا وهو يضع يده على وجنتي وبدأ يلمسها برقة
" لا تخافي.. لقد سامحني الملك لايسن وأعاد لي قوتي وسمح لي
برؤيتكِ ساعة ما أشاء "
تأملني بعاطفة وتابع قائلا
" أخيرا سوف أصبح خال.. وأخيرا سأفرح بكِ صغيرتي "
عانقني بشدة وفعلت المثل.. أبعدني عنه بعد لحظات وقبلني على جبيني
وقال برقة
" هناك شخص أريدُكِ أن تتعرفي عليه "
أشار لي بيديه لأنتظره وخرج من الغرفة ودخل بعد لحظات برفقته فتاة
بشرية فائقة الجمال.. كان يُشبك يدهُ بيدها وهو يتأملني بتوتر..
نظرت إلى الفتاة البشرية ورأيتُها تتأملني بنظرات متوترة ثم قالت
بحياء
" مرحبا سيرنيتي.. أنا أشلي.. آمممم.. حبيبة كلاوديوس.. لقد..
لقد أخبرني عنكِ كثيرا لكنه غفل عن إخباري عن مدى جمالكِ "
كنتُ أنظر إليها بدهشة ثم نظرت إلى شقيقي وسألتهُ بـ عيناي إن كان صحيحاً ما قالته.. لأول مرة أرى شقيقي خجلا وأشار برأسه بأنها فعلا كما قالت.. حبيبته..
" آااااااااااااااااااااااااااع.. أخيرااااااااااااااااااااا...
"
صرخت بسعادة وركضت واحتضنت أشلي بشدة.. كانت جامدة في مكانها بذهول
بسبب ردة فعلي المسكينة.. لا بد أنني أخفتُها.. لكنها بعد ثواني قليلة بادلتني
العناق وتنهدت براحة..
ابتعدت عنها وطبعت قبلة كبيرة على خدها وقلتُ لها بفرحٍ كبير وأنا
أمسك بيدها
" أنا سعيدة جدا لأنني أخيرا التقيت بكِ.. كم أنتِ جميلة يا زوجة
أخي المستقبلية.. لم أكن أعلم بأن شقيقي الوسيم وجد أخيرا رفيقتهُ المُقدرة "
احمر وجه أشلي بخجل بينما كلاوديوس كان ينظر إلينا بنظرات حنونة..
تقدم وعانقنا معا وقال لنا
" أنا سعيد لأنني أخيرا أصبح باستطاعتي معانقة أغلى امرأتين على
قلبي "
" احممممم... "
سمعنا لوسيا تُحمحم برقة وابتعدنا عن بعض ونظرنا إليها.. كانت لوسيا
تبتسم لنا بحنان وهي تقف أمام الباب وتكتف يديها.. ابتسمت بوسع وقالت
" حان وقت الزفاف.. العريس ينتظر.. لا يجب أن نجعلهُ يقلق "
تأفف كلاوديوس بغيظ وقال بهمس
" فلينتظر قليلا.. أريدُ التكلم مع شقيقتي.. ثم... "
قاطعتهُ لوسيا قائلة
" كلاوديوس.. أتفهم رغبتك.. ثم لقد تصالحتما معا.. لقد تصالحتَ
مع ابني إيفوس عندما أتيت من أجل سيرنيتي.. لذلك تحمل وهيا بنا.. العريس بانتظار
عروسته "
نظرت إلى شقيقي وسألتهُ بسعادة
" حقا أخي!!.. تصالحتَ مع إيفوس من أجلي؟! "
وضع كلاوديوس تلقائيا يده على خده وقال بهمس
" همممم.. اللعين.. لقد صالحني بعد أن لكمتهُ و لكمني.. و...
"
هتفت أشلي باعتراض
" كلاوديوس.. توقف حبيبي.. سوف تُخيف شقيقتك "
وفورا رأيتهُ ينظر إليها بخجل و باعتذار.. ابتسمت لهما وفكرت بسعادة..
أنا لم أرى شقيقي مُسبقا ينظر بتلك الطريقة إلى أي امرأة.. هو يُحب أشلي كثيرا..
وحبيبي إيفوس المسكين تلقى لكمة منه.. سأجعلهُ ينسى اللكمة لاحقا على طريقتي
الخاصة...
اقترب شقيقي مني ونظر إليّ بسعادة قائلا
" هل تسمح لي شقيقتي الجميلة بتسليمها إلى عريسها بنفسي "
ضحكت بسعادة ورفعت لهُ يدي اليسرى وقلتُ له
" هذا شرف لي جلالة الملك كلاوديوس بيرون "
أمسك بيدي وقبل راحتها بخفة ثم شبكها بيده ومشينا خارجين من الغرفة..
وقفنا أمام باب القصر وسمعت شقيقي يتنهد بخفة وتابعنا السير إلى الخارج..
شهقت بصدمة من روعة المنظر أمامي ونبض قلبي بجنون عندما رأيت حبيبي
إيفوس..
كانت حديقة القصر قد تم تزينها بمختلف أنواع الورود البيضاء وكذلك
الأرض.. كان الجميع في المملكة يقفون من ناحية اليمين بينما إيفوس وكاهن القطيع
والملك لايسن يقفون في وسط الحديقة..
كان إيفوس يتأملني بنظرات هائمة والابتسامة السعيدة لا تفارق ثغره..
شعرت بوجهي يحمر من شدة الخجل بينما كنا نسير أنا وشقيقي كلاوديوس نحوه.. وقفنا
أمام إيفوس وشعرت بقبضة يد شقيقي تضغط على يدي.. نظرت إليه بقلق ثم ابتسمت له برقة
عندما رأيتهُ ينظر إليّ بحزن..
تحولت نظراته من حزينة إلى فرحة ثم بهدوء رفع يده وهو يحاوط يدي برقة
ونظر إلى إيفوس وقال له
" هي أمانة لديك.. حافظ عليها واحميها واجعلها سعيدة و إلا...
"
قاطعتهُ هامسة له بصدمة
" كلاوديوس لا تفعل... "
حمحم شقيقي بصوتٍ مُنخفض وتابع قائلا
" شقيقتي الصغيرة والغالية على قلبي أصبحت في حمايتك الآن..
عاملها كملكة.. "
أجابهُ إيفوس بسرعة قائلا
" سأضعها في قلبي قبل عيناي "
اقترب حبيبي وأمسك بيدي وشبك أصابعه بأصابعي وهو يتأملني بسعادة لا
توصف....
وبعد مرور نصف ساعة سمعت كاهن القطيع يقول بسعادة
" اعلنكما زوجا و زوجة.. يمكنك أن تقبيل زوجتك ألفا إيفوس "
كنتُ سارحة بأفكاري السعيدة عندما سمعت الكاهن يقول ذلك.. اقترب إيفوس
مني ونظر إلى عيناي بعشقٍ كبير وهمس قائلا
" زوجتي.. أحبُكِ "
أخفض رأسه ومزج شفتيه بخاصتي بقبلةٍ رقيقة جعلت قلبي يرقص بداخلي
بجنون.. عندما فصل القبلة سمعت تصفيق حار من الجميع لكن لم أنظر إلى أحد إذ كنتُ
أنظر إلى إيفوس بهيام وهمست له
" زوجي.. أنا أعشقك "
عانقني إيفوس بشدة وبعدها بدأ الجميع بتهنئتنا.. عندما انتهت الحفلة في المساء طلب منا ألفا كلاي أن نتجهز للذهاب إلى مملكة غابيغا من أجل الاجتماع.. وهكذا ذهبت برفقة إيفوس و ألفا كلاي و لوسيا و شقيقي و أشلي إلى مملكة غابيغا وقلبي في كف يدي...
آثيا**
عندما أعادوني الحراس إلى مملكتي وقفت أمام باب قصري وأنا أنتحب
بهستيرية.. ابنتي.. ابنتي فورتونا لن أراها مجددا.. كان هذا الواقع المرير يجعل
قلبي يحترق ويصبح رمادا.. لقد خسرت ابنتي بسبب تهوري و حماقتي..
جلست على الأريكة في الصالون وبكيت لفترة طويلة بينما كنتُ ألوم نفسي
على ما حدث لابنتي الصغيرة..
" آثيا... "
تجمد جسدي بالكامل عندما سمعت صوتهُ يناديني برقة.. توقفت عن البكاء
ورفعت رأسي ببطء و جحظت عيناي ونظرت بصدمة إلى بن أو روبن زوجي..
كان يقف أمامي وهو يتأملني بحزن وبشوقٍ كبير.. ظننت نفسي أهلوس.. أغمضت
عيناي ثم فتحتُها ونظرت إليه.. لا أنا لا أهلوس.. بن يقف أمامي وهو الآن يبتسم لي
ابتسامة صغيرة دافئة حنونة..
" روبن!.... "
همست بذهول باسمه إذ لم أستطع تصديق بأنهُ أمامي.. عادت في تلك اللحظة
كل ذكرياتي معه في عالم البشر.. لقد تذكرت كل حياتي معه ومع ابنتي فورتونا في عالم
البشر.. وقفت وصرخت بسعادة
" روبن حبيبي.... "
ركضت ورميت نفسي في حضنه وأغرقت رأسي في صدره وبكيت بشدة و أنا أهمس باسمه
دون توقف.. كان يعانقني بشدة وهو يلمس ظهري بكلتا يديه ويهمس باسمي بسعادة..
لا أدري كم ظللنا على هذه الوضعية مُتعانقين.. لم نكن نرغب بترك بعضنا
أبدا.. بعد فترة طويلة.. طويلة جدا.. أبعدني عنه برقة ورفع وجهي بيده ونظر إليّ
بحبٍ كبير.. ثم رفع يدهُ الثانية ومسح دموعي بأناملهُ وهمس بألم قائلا
" اشتقت لكِ بجنون آثيا.. آثيا زوجتي ووالدة طفلتي.. أنا أحبكِ
جدا.. سامحيني حبيبتي.. سامحيني لأنني كنتُ السبب بآلامكِ وعذاب ابنتنا الوحيدة..
أنا نادم على كل شيء.. سامحيني أرجوكِ "
سالت دموعي من جديد ونظرت إليه بحبٍ كبير.. رفعت كلتا يداي وأمسكت
بيده التي كان يمسح بها دموعي وقلتُ له
" روبن.. يا عشقي الأبدي.. لقد اشتقت لك كثيرا.. لا تطلب مني
السماح.. لأنني المُلامة الوحيدة على ما حدث لابنتنا.. كيف.. كيف أتيتَ إلى
هنا؟!.. كيف سمح لك وحش الجبل بالقدوم إليّ؟!!!.. "
أمسك روبن بيدي وجعلني أجلس على الأريكة وبدأ يُخبرني بكل ما حدث..
عندما انتهى نظرت إليه بذهول وهمست قائلة له بدهشة كبيرة
" وحش الجبل سامحنا؟!!!!.. ياه... هو فعلا يُحب ابنتنا.. لكن..
لكن لماذا أعادها إلى عالم البشر؟!.. أنا لن أرى ابنتي مجددا.. لن أراها... أنا
السبب.. أناااااااااااااا... "
أجهشت ببكاءٍ مرير وفورا عانقني روبن وبدأ يُمسد شعري بخفة وهو يقول
" جميعنا أخطأنا حبيبتي.. لا تلومي نفسكِ.. تحلي بالقوة من أجل ابنتنا..
أنا أثق بالملك لايسن.. لقد سمح لي بأخذكِ معي إلى مملكتي وأنا متأكد بأنهُ سوف
يُعيدُ فورتونا.. هو يُحبها بجنون ولن يتخلى عنها "
نظرت إليه وتنهدت بقوة وتسارعت نبضات قلبي عندما نظر روبن إلى شفتاي
وهمس قائلا
" اشتقت لكِ زوجتي الجميلة.. لقد أصبحتِ أكثر جمالا مما أذكر
"
احمر وجهي بخجل و أغمضت عيناي عندما أخفض رأسهُ وقبلني.. كانت شفتيه
تلمسُ شفتاي وتُقبلها برقة متناهية.. شفتيه كانت دافئة وطعمُها رائع..
تنهدت بلذة وأنا أُحاوط عنقهُ بكلتا يداي وأبادلهُ القبلة.. توقف عن
تقبلي وأراح جبينهُ على خاصتي وهمس قائلا
" سوف نعيش للأبد في مملكة جولام.. سوف أعوضكِ عن كل شيء والسنين
التي فرقتنا عن بعض.. سوف تعود ابنتنا إلينا و نطلب منها السماح و نعوضها عن كل شيء..
ومنذ هذه اللحظة اسمي هو روبن غراد وليس بن فورمنت.. بن فورمنت مات منذ زمنٍ
بعيد.. لقد تغيرت آثيا ولن أعود ذلك الوغد والطماع و الحقود.. لقد دفنت بن إلى
الأبد ولن أجعلهُ يعود.. سوف أعوضكِ أنتِ وابنتنا.. سأفعل المستحيل حتى أجعلكُم
أسعد مخلوقتين في الوجود "
أرحت رأسي على كتفه وقلتُ له
" إذا ماذا تنتظر؟!.. أنا معك لآخر العمر زوجي الحبيب.. سأنتظر
بفارغ الصبر عودة ابنتنا وحفيدنا إلينا.. وعندها لن نسمح للحزن والكره بأن يملأ
عالمنا.. فقط الحب والسعادة.. "
حملني روبن بين يديه وضحكت بخجل وقلتُ له
" روبن.. ماذا تفعل؟!.. لقد كبرنا على هذه التصرفات.. أنزلني
هههههههه.. "
ضحك بقوة ثم نظر إليّ بعاطفة قائلا
" لا يهمني.. أريدُ للجميع أن يعرفوا بمدى عشقي لكِ آثيا.. والحب
ليس له عمر.. هناك أشياء لا نستطيع أن نحصرها داخل فترة زمنية معينة.. بل من
الممكن كلما مر عليها الزمن أن تزداد قيمتها.. ومن تلك الأشياء الحُب حبيبتي..
"
ابتسمت بخجل وتركتهُ يحملني بين يديه كالعروسة ويخرج بي من القصر...
وصلنا إلى مملكة جولام وشعرت بالخوف حال وقوف العربة المالكة التابعة لمملكة وحش
الجبل أمام القصر..
ساعدني روبن بالخروج من العربة وهو يمسك بيدي بإحكام كأنه خائف أن أفر
هاربة..
خوفي تبخر فورا عندما رأيت جميع شعب الجن يقفون في باحة القصر وهم
يبتسمون بسعادة لنا.. أحنوا رؤوسهم لنا ثم رفعوها وبدأوا يهتفون مُرحبين بنا
بسعادة كبيرة.. اقترب أحد المستشارين منا ونظر إلينا باحترام وقال
" سمو الأمير بن.. لقد أرسل لنا الملك لايسن ببرقية و أعلمنا
بعودتك إلى مملكة جولام كحاكمٍ لها.. لي الشرف بأن أكون رئيس مُستشاريك سمو الأمير
"
نظر إليه روبن وقال له
" أشكرك.. لكن نادوني باسم روبن من الأن وصاعدا.. ثم أين هو
سيرنوك؟!.. لماذا لم يأتي لاستقبالي؟! "
نظر المستشار بحزن إلى روبن وقال له
" للأسف سمو الأمير.. لقد قتلهُ الملك الراحل ديوس.. لقد خسرنا
المستشار سيرنوك عندما كان يدافع عن الأميرة فورتونا "
أغمض روبن عيونه بشدة ثم فتحها وهمس بغضب
" مؤسف.. خسارتهُ كبيرة.. سيرنوك كان شهم ومُخلص.. لن أنسى
معروفهُ أبدا لأنه حمى ابنتي من جدها الحقير.. أشكر ابن شقيقتي لايسن لأنه قتل ذلك
الملعون ديوس "
دخلنا إلى القصر وتوجهنا إلى غرفة روبن الملوكية.. دخلناها وتنهد روبن
بحزن وقال
" لم أدخل هذه الغرفة منذ زمنٍ طويل "
نظرت إليه بحزن وقلتُ له
" إن أردتَ حبيبي يمكنك أن تختار غرفة أخرى "
ابتسم برقة ثم وضع يده على كتفي وقال
" لا.. لا يهم.. المهم أنكِ معي الآن "
أخفض رأسهُ وبدأ يوزع قبلاتٍ كثيرة على وجهي وأنا أضحك بخجل قائلة
" روبن.. توقف.. لقد كبرنا على هذه الأمور "
قهقه بخفة وقال وهو يحملني ويمشي باتجاه السرير
" لم نكبر أبدا على الحُب.. أنا مُشتاقٌ لكِ حبيبتي "
وضعني على الفراش وابتعد.. أحمري وجهي بشدة بينما كنتُ أراه يزيل
ملابسه عنه حتى أصبح عاريا أمامي..
آوه.. ما زال جسده مثيراً كما أتذكر.. فكرت بخجل بينما كان روبن يتمدد
بجانبي على الفراش وبدأ يقبلني على عنقي ويمتصه بخفة
" آاااااااااااه.. روبن... "
همست باسمه بينما كنتُ أتأوه بلذة بسبب قبلاته.. وتركتهُ يفعل بي ما
يشاء.. مارسنا الحب كما لم نفعل سابقا لساعتين متواصلتين.. ونحن نهمس بهيام بأسماء
بعضنا...
في الصباح استيقظت و أنا أبتسم بسعادة.. جلست على الفراش وأغرقت حمرة
الخجل وجهي بالكامل بينما كنتُ أتذكر ما فعلناه في الأمس..
تبا لقد كان روبن رائعاً ولم أستطع التوقف عن التأوه والارتعاش بلذة
وهو يمارس معي الحب..
" ياه.. كم هو رائع "
همست بخجل ثم أنبت نفسي قائلة
" آوه.. يا لي من منحرفة.. سأصبح جدة قريبا وأنا.. و أنا
ماذا؟!.. مارست الحب مع روبن بجنون في الأمس... أغغغغغغغ.. لكنه رائع وأنا أحبهُ
جداااااااااااا... "
" أعلم بأنني ما زلتُ رائعاً.. و أنا أحبكِ بجنون زوجتي الحبيبة
"
انتفضت برعب وأنا أضع يدي على قلبي ثم نظرت بخجلٍ كبير إلى روبن.. كان
يحمل بيده صينية وهو يقف أمام الباب ثم غمزني وتأملني بنظراتٍ لعوبة..
" روبن ن ن ن.... "
همست باسمهِ بخجل وأنا أنظرُ إليه.. أغلق الباب وتقدم ووضع صينية
الطعام على المنضدة بجانب السرير ثم جلس بجانبي وأمسك بيدي وقال
" لا داعي للخجل حبيبتي.. أنتِ زوجتي.. ما فعلناه شيء طبيعي..
سوف أدللكِ لمدى العمر وأُعبر لكِ عن مدى عشقي لكِ في كل يوم.. والآن سأطعمكِ بنفسي..
لقد جلبت لكِ وجبة الفطور.. وبعدها سوف نستحم معا و... "
قاطعتهُ قائلة بخجل
" روبن توقف.. سأموت من كثرة الخجل "
قهقه بقوة ثم حضنني وقبل خدي وقال
" أحبكِ وأنتِ خجلة حبيبتي.. هيا سوف نتناول وجبة الفطور وبعدها
نستحم وفي المساء يجب أن نذهب معا إلى مملكة غابيغا من أجل الاجتماع.. هذه أوامر
لايسن.. أتمنى أن يجد حلا لإعادة فورتونا إلينا "
وافقتهُ بهدوء و أنا أتمنى أن يجد لايسن حلا في أسرع وقت.. تناولنا
الفطور وطبعا جعلني روبن أستحم معه و.. وطبعا مارسنا الحب في حوض الاستحمام بجولتين..
ياه.. أنا أعشقهُ بجنون لزوجي....
لايسن**
بعد انتهاء مراسم زفاف إيفوس خرجت بهدوء من قرية ألفا كلاي وعدتُ إلى
غابيغا.. كنتُ سعيداً من أجله ولكن تلك الغصة الأليمة في صدري لم تفارقني منذ
الأمس..
حبيبتي ليست معي.. متوحشتي الجميلة كم ألمتُها بسبب غبائي..
دخلت إلى غرفتي و جلست على الكرسي أنظر أمامي بحزن وأنا أفكر
بتعاسة..
يا ترى ماذا تفعل الآن أميرتي المتوحشة؟!.. هل هي بخير؟!.. هل تذكرتني
فعلا؟!.. هل ظنت بأنني تخليت عنها وعن طفلنا إلى الأبد؟!..
همستُ بعذاب أحرق قلبي وفؤادي
" لكنني فعلا فعلت ذلك.. لقد تخليت عنها بكل غباء و أعدُتها إلى
عالمها لظني بأنها سوف تنساني و أنني لن أؤذيها بذلك.. تخليت عنها لظني أنني وبكل
غباء أحميها مني.. كم كنتُ غبياً.. سامحيني أميرتي المتوحشة.. سامحيني حبيبتي...
"
فورتونا هي ابنة خالي البشرية التي جعلت قلبي ينبض لأجلها فقط و
ملكتهُ واسرت فؤادي وتحكمت في أحاسيسي ومشاعري كلها.. كنتُ أتجنب أن يحدث لي كما
حدث لوالدي مالون.. كنتُ أخاف العشق وها أنا الآن أحترق بنار العشق وعذابه ولوعته
وحرمانه..
ظللت جالسا بهدوء طيلة النهار وأنا أفكر بأسى حتى سمعت طرقاتٍ خفيفة
على الباب.. تنهدت ثم نظرت نحو الباب وامرت أروس قائلا
" أدخل أروس "
دخل أروس وتقدم ووقف أمامي و أحنى رأسه ثم رفعهُ وقال
" جلالة الملك.. لقد وصل جميع الملوك والقادة إلى القصر وهم
حاليا في قاعة الاجتماع بانتظارك "
نظرت إليه وقلتُ لهُ
" جيد.. أريدُك أن تكون برفقتي في الاجتماع أروس.. وعندما ينتهي الاجتماع
و يذهبوا الملوك أريدُك أن تجمع شعبي في ساحة القرية.. يجب أن أتكلم مع شعبي
الحبيب بأمرٍ مهم "
أجابني موافقا وخرج بهدوء..
نظرت أمامي بحزن
وقررت أن لا أتراجع بتاتاً عن قراري..
خرجت واتجهت إلى قاعة الاجتماع ودخلتُها.. فور دخولي وقف الجميع و
أحنوا لي رؤوسهم باحترام.. أشرت لهم بيدي بالجلوس وفعلوا.. تقدمت إلى الكرسي الذي
يترأس الطاولة وجلست عليه ونظرت إلى الجميع وقلتُ لهم
" لقد طلبت حضوركم الليلة من أجل أن أعقد السلام مع جميع
الممالك.. من المهم أن يحدث ذلك.. لا أريد أن يكون هناك حروب جديدة بين الممالك
كلها.. سفك الدماء سوف يتوقف للأبد في عالمنا.. لن أسمح أن تحدث حربا بعد هذا
اليوم.. عليكم أن تحترموا بعضكم وتكونوا متساويين لأجل عقد السلام بين جميع
الممالك.. أنا لم أعد أعتبر نفسي ملكا ومسؤولا عن أحد سوى شعبي فقط.. لكن هذا لا
يمنع بأنني لن أقبل بوجود أي شرخ بين الممالك.. لذلك منذ هذه اللحظة كل ملك أصبح
مسؤولا عن شعبه ومملكته.. أحكموا بعدل ولا تظلموا أحد "
ابتسم الجميع بسعادة وشعرت بالارتياح وتابعت قائلا لهم
" أشكركم جميعا لقدومكم إلى غابيغا.. من لديه أي اعتراض يمكنه أن
يناقشهُ معي هنا وفورا وأمام الجميع.. سأستمع إليكم وأحل أموركم العالقة "
استمعت إلى عدة شكاوي وأراء مختلفة وطبعا حليتها وفي النهاية بعد مرور
ساعة ذهب الجميع وعادوا إلى مملكتهم..
بقيت لوسيا برفقة كلاي و إيفوس و زوجته سيرنيتي لأنني طلبت منهم ذلك
شخصيا.. وطبعا طلبت من خالي بن البقاء والذي أعلن للتو أن نناديه من الأن وصاعدا باسم
روبن.. وبرفقته كانت آثيا....
توجهنا إلى ساحة غابيغا ووقفت في وسطها أمام شعبي بأكمله..
نظرت إليهم بحزن قائلا
" أنا هنا أقف أمامكم ليس بصفتي ملككم.. بل واحداً منكم.. قررت
أن أعلمكُم بما حدث لملكتكُم المستقبلية الأميرة فورتونا غراد زوجتي.. لقد أعدتُها
إلى عالمها وأحرقت شجرة الدماء.. و بفعلتي تلك لم يعد باستطاعتي الدخول إلى عالم
البشر و رؤيتها من جديد.. هناك حل واحد فقط حتى أستطيع أن أجتمع معها.. "
توقفت عن التكلم ثم تنهدت بأسى وقلتُ لهم
" الحل أن أُدمر بنفسي قلادة فيري ونتحول جميعنا إلى بشر "
تعالت الهمسات والشهقات المندهشة بين الجميع.. نظرت إليهم بحزن وتابعت
قائلا
" لا تقلقوا.. أنا لن أُدمر حجر قلادة والدتي مهما كان الثمن..
أنا لن أظلم شعبي وأحولهُ بيدي بسبب تسرعي وأخطائي.. لذلك أردت اخباركُم
بالحقيقة.. يجب على الجميع أن يعرفوا بأنني لن أتخذ قرارا يشملكم دون إرادتكم..
والآن أنا أستأذن منكم يجب أن أعود إلى القصر "
ما أن كنتُ على وشك الذهاب اقترب حارس مني ووقف أمامي وكتف يديه أمام
صدره..
نظرت إليه بذهول لكن دهشتي ازدادت عندما بدأ الجميع يقتربون ويقفون
بجانبه ويمنعوني من الذهاب وهم يكتفون أيديهم.. كنتُ أنظر إليهم وأنا لا أستطيع تصديق
ما يفعلونه الآن من أجلي..
تقدم أروس برفقة إيفوس ووقفا أمامي وقال أروس
" جلالة الملك لايسن ثورم.. شعبك لن يوافق أبدا على أن تعيش
بتعاسة وللأبد بعيدا عن الأميرة فورتونا و ابنك "
ثم وقف إيفوس بجانبي ونظر إلى الجميع وهتف قائلا
" الملك لايسن لطالما كان عادلا معنا ويحمينا.. هو بفضله عشنا
لقرون لا تُحصى بأمان هنا في غابيغا.. وحش الجبل هو ملكنا إلى الأبد ونحن لن نوافق
أن نكون أنانيون وندعهُ يعيش طيلة حياته بحزن و بأسى لفراقه عن زوجته و ابنه..
لذلك من يوافق على أن يُدمر الملك حجر القلادة فليرفع يدهُ عاليا فورا ويهتف.. أنا
موافق.... "
رفع أروس يدهُ عاليا وهتف بقوة
" أنا موافق... "
ثم رفع إيفوس يده اليمنى عاليا وهتف بقوة
" أنا موافق... "
وبذهولٍ كبير رأيت جميع أفراد شعبي وفردا فردا يرفعون أيديهم وهم
يهتفون عاليا
" أنا موافق... أنا موافق... أنا موافق... أنا موافقة.. أنا
موافق... أنا موافق....... "
لم يتبقى أحد من شعبي لم يرفع يدهُ عاليا ويهتف بموافقته.. شعرت
بالسعادة وبالفخر بشعبي الحبيب.. أنا فعلا لا أستحق تضحيتهم الكبيرة من أجلي..
ساد الصمت للحظات في الساحة وعندما كنتُ على وشك التكلم و الرفض سمعت
صوت دينا تقول
" أنا موافقة.... "
نظرت إليها بدهشة وهي تتقدم لتقف بجانب أروس.. ابتسمت دينا له بحب ثم
نظرت إليّ وقالت
" أنا موافقة صديقي دراكولا.. عليك أن تذهب وتُعيد فورتونا
إليك.. سعادتك هي من سعادة شعبك.. لن يكون شعبك سعيداً وهم يعلمون بمدى حزن
ملكهم.. لذلك الجميع وافقوا على أن يتحولوا إلى بشر من أجلك و من أجلهم.. وافق
أرجوك ودمر حجر قلادة فيري واجمع شملك مع صديقتي فورتونا و ابنُك "
" نعم وافق جلالة الملك... "
هتف شاب من شعبي وبدأ الجميع من بعده يهتفون بقوة قائلين
" وافق سمو الملك.. وافق جلالة الملك.... "
شعرت بالفخر من شعبي ورغم حماسهم إلا أنني لم أستطع أن أتقبل فكرة تضحيتهم
الكبيرة من أجلي.. لم استطع أن أتقبل فكرة أن أحولهم إلى بشر بسبب غبائي..
" لايسن... "
نظرتُ إلى اليسار ورأيت لوسيا تقف بجانبي وهي تنظر إليّ بحنية.. أمسكت
بيدي وضغطت بخفة عليها وقالت
" وافق ولا ترفض طلب شعبك.. لن تكون أنانياً إن فعلت.. لن يتغير
شيء.. محبتهُم لك سوف تظل قوية.. لا ترفض أرجوك.. أنتَ تستحق السعادة.. كما سوف
أكون بجانبك حتى النهاية "
نظرت إليها بامتنان ورفعت يدها وقبلت راحتها ثم نظرت إلى شعبي.. كانوا
يهتفون بحماسٍ شديد حتى أقوم بتدمير القلادة..
أبعدت يدي من قبضة لوسيا ثم أمسكت قلادة فيري وأزلتُها عن عنقي..
وفورا ساد السكون في المملكة بأكملها..
كان الجميع ينظرون إليّ بسعادة.. سعادة لم أستطع أن أستوعبها.. شعبي
من أقوى الكائنات في عالمنا وهم سُعداء بأن يتحولوا إلى بشر من أجلي فقط..
أخرجت بيدي الثانية خنجر فورن من جيب بنطالي ونظرت إليه بتمعن.. هل حقا
أستطيع فعل ذلك؟!.. هل حقا أستطيع تدمير حجر القلادة؟!!.. هل حقا شعبي وافقوا أن
يتحولوا إلى بشر من أجل سعادتي؟!!!..
أغمضت عيناي وقلتُ لهم
" أنا آسف.. لا أستطيع فعل ذلك بكم "
شهق الجميع بدهشة.. فتحت عيناي ورأيت الجميع ينظرون إليّ بحزن.. تنهدت
بقوة وسلمت الخنجر والقلادة إلى أروس وقلتُ له
" أنا لن أسمح لنفسي أبدا أن أظلم شعبي حتى لو وافقوا على ذلك
"
استدرت بنية الذهاب لكن تجمدت بأرضي ونظرت بذهولٍ شديد أمامي
فما حدث بعدها جعلني أقع تحت تأثير الصدمة.....
روعه وابداع
ردحذفشكرا حياتي
حذفمتغبيش الباىت الجاي بلييييز😍😍😍
ردحذفبليز كملي بسرعة البارت الأخير بليز
حذفمن عيوني
حذفروعه البارت روعه جدا جدا هذا البارت
ردحذفأشكركِ جزيل الشُكر حياتي
حذفشكرا حبيبتي قلبي ❤
ردحذفالشكر لكِ دائما سلمى على محبتكِ الكبيرة لرواياتي ودعمكِ المعنوي لي الدائم والرائع
حذفماذا حدث يا ترى هل عادت فورتونا بنفسها إلى غابيغا أم أن بوابة جديدة فتحت اعتقد أمرا كهذا سيحصل من المستحيل والمؤلم حقا أن يتحول شعبه إلى بشر ... شكرا لك هافن
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفسوف تعرفين ما سيحدث في بارت النهاية
أتمنى أن تعجبكِ النهاية
البارت جميل جداا❤️❤️
ردحذفاتوقع لايسن شاف فورتونا.. فيري اعادتها لعالم مصاصي الدماء
ممكن صح
او انا تحمست زيادة؟😂😂
بانتظار البارت الاخير
لاخر لحظة كنت انتظر سيرنوك وداستر يطلعوا عايشين وموتهم مجرد مقلب😢😢
حياتي أشكركِ من قلبي
حذفأتمنى أن تنال اعجابكِ النهاية
الروايه جميله بجد تسلم ايديكي الفصل كمان كارثي بمعني الكلام
ردحذفشكرا جزيلا على الرسالة ولأنك أحببت روايتي
حذففصل النهاية سيكون خارجا عن المألوف
أتمنى أن ينال اعجابك