رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. وقعت بالحب من النظرة الاولى ماثيو...ولكنه مسكين حالته فعلا توجع القلب ولن يسمح لنفسه ان يكمل حياته ويسمح لاحد بالتقرب منه احساسه بالذنب سوف يمنعه.....ماثيو لاتكن غبيا مع روزاليا وتعاملها هكذا لانك سوف تندم كثيرا بعدين.
    روواليا حبيبتي المسكينه وقعتي مع ماثيو الغبي لاتبكي بسببه انه احمق ولساتو يعيش بالماضي الحزين خليكي قويه امامه وجعلي يندم ولكن عندما تعرفين مامر بي سوف تحزنين من اجله.
    كاتي مونرو يعرفكي جيدا ويعرف كم انتي ممثله فاشله ههههههه لاتقلقي لقد سامح باغو من اجلك....تشوقت لاعرف كيف سوف تنتقم من ذلك غوركي الحقير.....ولن تهربي من باغو هذه المره لانه لن يترككي ايضا انتي وطفلكم.
    تسلم ايدك البارت كان رائع كالعادة❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي على رسالتكِ الجميلة حياتي
      أود أن أعبر لكِ عن امتناني العميق لدعمكِ المعنوي لي ومتابعتكِ المستمرة لروايتي
      شكرا جزيلا لكِ عزيزتي

      حذف
  2. بليز كملي بسرعة البارت الجديد بليز بليز بليل

    ردحذف
  3. مسكين ماثيو
    اي ناس اللي مش عارفه تعيش حياتها من غير مشاكل ومصايب دي

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعكِ



سأتبعُكِ






ماثيو لودر**

 

 

ساعدني ميكو لأخرج من السيارة ووضعني على الكُرسي المُتحرك ثم ساعدني لأدخل إلى القصر.. نظرت بذهولٍ شديد بينما كنتُ أرى حُراس الأمن يحملون أجهزة التلفاز ويخرجون من القصر مُسرعين..

 

فجأة تجمدت نظراتي على فتاة شقراء تبدو خائفة وهي تتكلم مع امرأة.. تأملت تلك الفتاة بنظرات مسحورة رغما عني


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعكِ


وجدت نفسي أتأمل تلك الفتاة الشقراء الجميلة ولم أستطع تحريك نظراتي بعيداً عنها.. شعرت بأن قلبي قد ذاب في جمالها وأنوثتها.. لم أستطع إلا أن أصفها لنفسي بأنها كالشمس المشرقة في يوم صيفي تنير الدنيا بجمالها وتجعل الحياة أكثر إشراقًا وجمالًا..

 

كانت جميلة جداً لدرجة شعرت وكأنما كنتُ أنظر إلى لوحة فنية لأشهر رسام عرفهُ التاريخ.. بلعت ريقي بقوة وحاولت.. اوه نعم حاولت إبعاد نظراتي عنها لكنني كنتُ مثل المسحور أتأملها..

 

أفاقني ميكو من شرودي بها عندما كلمني باحترام قائلا

 

" سيد ماثيو.. غرفتك ستكون في الطابق الأول.. لكن لا تقلق يوجد مصعد كهربائي تستطيع استخدامه دائما "

 

دفع ميكو الكُرسي المُتحرك باتجاه المصعد الكهربائي وهنا أبعدت نظراتي عن تلك الفتاة الجميلة والتي لم تنظر إليّ حتى للمحة واحدة..

 

نظرت بحزن أمامي وفكرت.. لا أريدها أن تنظر إليّ.. بل لا أريد لأي فتاة أن تنظر إليّ.. فأنا مُجرد وحش ملعون.. ثم لا يوجد فتاة على وجه الكون ستوافق بأن تتكلم مع مُغتصب وقاتل لعين مثلي..

 

أدخلني ميكو إلى الغرفة ونظرت في أرجائها بحزن.. ساعدني على تبديل ملابسي والاستلقاء على السرير ثم غادر..

 

لم أستطع النوم بسهولة مثل عادتي بسبب ذكرياتي الحزينة.. في النهاية غرقت بنومٍ عميق مليئ بالكوابيس..

 

في الصباح ساعدني ميكو لأخرج من القصر وتركني في الحديقة وذهب بعد أن طلبت منهُ ذلك..

 

تنهدت بسعادة بينما كنتُ أنظر إلى حديقة القصر الجميلة.. ألوانها تمتزج بألوان السماء الزرقاء الصافية وأشعة الشمس الذهبية الدافئة.. فتبدو كأنها لوحة فنية رائعة.. تتراقص الأزهار الجميلة بشكل لطيف مع النسيم الهادئ والنافورات الراقصة.. ويمكن سماع أصوات الطيور الجميلة والحيوانات الصغيرة التي تعيش في الجبل القريب من القصر.. كل هذا يخلق جوًا من السحر والجمال ويجعل المشهد مذهلاً ورائعاً للنظر..

 

ضغطت على الزر في لوحة التحكم في الكُرسي المُتحرك وابتسمت بنعومة بينما الكُرسي كانت تسير بهدوء..

 

" اااااااااععععععععععععععه... "

 

فجأة شعرت بشيءٍ ثقيل يسقط على حضني وصرخة أنثى متألمة صدحت عاليا في أرجاء الحديقة.. أوقفت الكُرسي  بسرعة واحتضنت بكلتا يداي ذلك الجسد الصغير الذي سقط في حضني..

 

أخفضت نظراتي إلى الأسفل وتجمدت عيناي على شعر ذهبي اللون..

 

" اااوه.. ركبتي.. هذا مؤلم.. اوووه... "

 

سمعت صوتها الناعم وهي تتحرك في حضني وتحاول تثبيت يديها على فخذي لترفع جسدها وتقف.. شعرت بالتوتر وبكامل قوتي رفعت الفتاة قليلا عن حُضني وقلتُ لها بارتباك

 

" أنتِ بخير أنستي.. آسف لم أنتبه لكِ.. لم أقصد أذيتكِ "

 

رفعت رأسها قليلا ورأيتُها تُبعد خصلات شعرها الذهبي عن وجهها ونظرت إليّ بعيونها الرائع وتجمدت عينيها في عمق عيناي..

 

شعرت في هذه الثواني بأن الزمن قد توقف وتوقفت الأرض عن الدوران.. وشعرت بأنني أرى عالمًا من الجمال والحب والعاطفة.. تلك العيون الزرقاء تشبه البحر الهادئ في يوم صافٍ ينبض فيها الحياة والأمل والأحلام الجميلة..

 

تعتبر العيون الزرقاء رمزًا للجمال والأنوثة.. وقد تم ارتباطها في الثقافة الشعبية بالعديد من المفاهيم الرومانسية والشاعرية والتي تشير إلى أن العيون الزرقاء تعبّر عن الحب والرقة والأحلام الجميلة..

 

لم أستطع التوقف عن التفكير بجمال عينيها ووصفها لنفسي..

 

نظرت إلى عيونها الزرقاء اللامعة وشعرت بأنني أغوص في بحرٍ من الجمال والعاطفة.. فتلك العيون الجميلة كانت وكأنها تحتضن كل الأسرار والأحلام في بصرها العميق.. وكلما نظرت إليها زادت لمعانًا وتألقًا..

 

قلبي نبض بقوة وبشغف.. وشعرت بأنني أُحلق في الفضاء اللا متناهي بينما كنتُ أنظر إلى تلك العيون الزرقاء الرائعة الجمال.. عيونها تحتوي على كل الأسرار والأحلام التي تسكن في قلبها..

 

وبينما كنتُ غارقاً في أفكاري بشرود بجمال عينيها رأيت نظراتها تتأملني بخجل.. حمحمت الفتاة بحياء وقالت بخجل بصوتها الناعم والجميل

 

" آسفة.. لم أنتبه لك سيدي.. كنتُ أسير شاردة الذهن ولم أراك تقترب "

 

انتشلني صوتها الجميل من أفكاري وهنا انتبهت بأنني ما زلتُ أحتضن تلك الفتاة في حضني ويداي تمسك ذراعيها بطريقة مُتملكة..

 

نظرت إليها بفزع ثم انتفضت وابعدتُها عني قليلا إلى الخلف وأزلت يداي بسرعة عن ذراعيها وتأملتُها بارتباك قائلا

 

" لا بأس.. لا داعي لتعتذري أنستي "

 

وقفت أمامي بارتباك ثم تأملت الكُرسي المُتحرك بذهول ثم ارتفعت عينيها على وجهي وقالت بتلعثم

 

" آسفة.. لــ.. لم أنتبه بــ.. أنــ.. أنا.. اسمي روزاليا "

 

تأملتُها بذهول وهتفت بدهشة كبيرة

 

" أنتِ مرافقتي وسكرتيرتي؟ "

 

شعرت بالذعر عندما اكتشفت من تكون تلك الفتاة.. إنها جميلة.. جميلة جداً.. لا يمكنها أن تكون سركتيرتي والمرافقة لي.. لا لا لا لا.. لا أريدُها بالقرب مني.. لا أريد...

 

سمعتُها تشهق بذهول ورأيتُها تتأملني بنظرات مُندهشة ثم هتفت

 

" أنتَ هو السيد ماثيو لودر؟! "

 

نظرت إليها بنظرات حادة وأجبتُها غصباً عني بحدة وبقساوة

 

" نعم إنهُ أنا.. في المرة الثانية انتبهي جيداً أين تسرين.. لا أريد أن ألتقطكِ دائما في حضني.. هذا النوع من الفتيات لا يُعجبني بتاتا "

 

شعرت بقلبي يعتصر بقوة وحركت الكُرسي مُبتعداً عنها بينما هي كانت تتأملني بنظرات مذهولة وحزينة..

 

أغمضت عيناي بشدّة ثم فتحتُها وتنهدت بقوة ثم فكرت بحزن.. يجب أن أُعاملها بطريقة قاسية حتى تكرهني وتستقيل من وظيفتها.. هذا أفضل لها ولي..

 

 


روزاليا**


 

شعرت بألمٍ شديد في قلبي عندما تفوه بتلك الكلمات القاسية أمامي.. فهذا الرجل الوسيم الذي سقطت بغباء في حُضنه ليس سوى رب عملي الجديد ماثيو لودر..

 

عندما سقطت في أحضانه ورفعت رأسي ونظرت في عمق عينيه شعرت بصاعقة تضرب كياني.. لا أدري ما أصابني في تلك اللحظة إذ تجمدت على حُضنه ولم أستطع إزالة نظراتي عن عينيهِ الجميلة والحزينة..

 

استطعت رؤية الحُزن في عينيه.. واستطعت رؤية جمال وجهه وجاذبيته.. وعندما ابتعدت عنه ووقفت انتبهت هنا بأنهُ كان يجلس على كُرسي مُتحرك.. هو كسيح المسكين.. هل تعرض لحادث؟.. يا لهُ من مسكين..

 

وعندما عرفت هويتهُ شعرت بالذعر الشديد.. ثم فكرت بتعجُب.. لماذا الماركيزة وسيد مونرو لم يُخبراني بأن السيد ماثيو رجل مُقعد؟!!..

 

وبينما كنتُ أُفكر بأسبابهم سمعت بألمٍ شديد ما قالهُ لي بلؤم.. تبعتهُ بنظراتي الحزينة حتى دخل إلى القصر ثم همست بقهر

 

" هل يظنني فتاة مُستهترة؟!.. غبي.. لو لم أكن مُضطرة للبقاء هنا والعمل معه كنتُ ذهبت على الفور "

 

مشيت بهدوء بينما كنتُ أنظر بحزن إلى الحديقة الجميلة.. جلست على الأريكة بجانب النافورة الجميلة وتنهدت بقوة..

 

لقد طلب مني السيد مونرو في اليوم الثاني على وجودي في قصره أن أتكلم مع السيد ماثيو باللغة الإنجليزية.. كنتُ أُجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة وكنتُ أتكلم مع السيد بها دائما.. رغم أن السيد ماثيو كان يتعلم اللغة الإيطالية ويفهمها جيداً..

 

مُديري في العمل وسيم جداً لكن يبدو عليه بأنهُ مُتعجرف.. يجب أن أتحملهُ ليس لأنني أحتاج لهذا العمل بل من أجل شقيقي.. أريد تخفيف العبء عنه قليلا وتحمُل مسؤولية نفسي.. شقيقي ستيفانو يُبالغ كثيراً في حمايتي.. كما حان الوقت لهُ ليتزوج ويستقر..

 

جلست بحزن أُفكر بشقيقي ستيفانو وتناولت وجبة فطوري بهدوء وتذكرت بسعادة كيف التقيت في الأمس بصديقتي الجديدة بانبلينا..

 

في الأمس وفي وقت الصباح خرجت إلى الحديقة وجلست أستمتع بمناظر الطبيعة أمامي.. رأيت فتاة جميلة جداً تقترب باتجاهي.. وطبعاً توقعت من تكون.. إنها زوجة السيد مونرو..

 

تعرفت عليها وشعرت بالسعادة بينما كنتُ أتكلم معها.. أحببتُها جداً وعرفت بأن لقائنا هذا سيكون بداية لصداقة متينة جداً..

 

وفي المساء تناولت وجبة العشاء في غرفتي إذ السيد وزوجته كانا مشغولين قليلا.. واليوم قررت تناول وجبة فطوري هنا في الحديقة وتعرفت على السيد ماثيو بطريقة مُحزنة.. أتمنى أن يكون لطيفاً معي وينسى لقائنا الأول..

 

ولكن لم أكن أعرف بأن هذا اليوم سيكون بداية لعذابي..

 

أسبوعين قضيتهما برفقة السيد ماثيو هنا وفي الشركة.. كان يجعلني أبكي معظم الوقت بسبب مُعاملتهِ القاسية لي.. كان دائما يوجه لي كلمات قاسية ومؤذية ومُهينة لكياني كامرأة..

 

تحملت قساوتهِ معي من أجل شقيقي.. تحملت مُعاملتهُ المؤلمة لي إذ ظننت بأنهُ سيتغير عندما يكتشف بأنني لستُ فتاة مُستهترة كما يصفني دائماً بهذه الكلمة..

 

ولكن اليوم تخطى الحدود معي..

 

رافقت السيد ماثيو إلى المصعد الكهربائي في شركة السيد مونرو.. وبينما كان المصعد يصعد إلى الطابق الثلاثون توقف المصعد في طابق العشرون ودخل رجل وسيم إلى المصعد..

 

كنتُ أقف بجانب كُرسي المتحرك أحمل ملف بيدي وأنتظر بتوتر وصول المصعد إلى الطابق الثلاثون لأبتعد عن السيد ماثيو..

 

فجأة وقف بجانبي ذلك الرجل الغريب وكلمني قائلا

 

" مرحباً.. اعذريني على الازعاج.. ولكن هل تعملين هنا في الشركة؟ "

 

نظرت إليه وابتسمت له باحترام وأجبتهُ موافقة وكنتُ غافلة تماما عن نظرات السيد ماثيو الغاضبة نحونا..

 

ابتسم الرجل بوسع ورفع يدهُ ليصافحني وقال بمرح

 

" هذا من حُسن حظي أنستي الجميلة.. ادعى تيموثي فالسيلي.. وأنا أعمل هنا في قسم المبيعات "

 

صافحتهُ وأجبتهُ باحترام

 

" اسمي روزاليا.. وأنا أعمل مع السيد ماثيو لودر.. هـــ.. هاااااااهه.... "

 

شهقت بألم عندما أمسك السيد ماثيو بمرفقي بقوة وقال بحدة

 

" لقد وصلنا.. تحركي.. لدينا الكثير من العمل.. يمكنكِ أن تتعرفي على السيد فالسيلي في وقتٍ آخر "

 

ودفعني بذراعه باتجاه باب المصعد المفتوح وحرك كُرسيه المُتحرك باتجاه مكتبه.. وما أن أصبحنا في مكتبي المجاور لمكتبه هتف السيد بقساوة

 

" اتبعيني بسرعة "

 

تبعتهُ إلى داخل مكتبه وأغلقت الباب ونظرت إلى السيد ماثيو وهو يُحرك كُرسيه المُتحرك خلف مكتبه.. أوقف الكُرسي وهتف بغضبٍ شديد

 

" حركات فتيات المُستهترات لا أريدُها أثناء العمل.. يمكنكِ أن تتعرفي على عشارات الرجال خارج دوام العمل.. فهمتِ؟.. أنتِ هنا لتعملي وليس لتمرحي برفقة الرجال.. هذا ما كان ينقصني فتاة مُستهترة صغيرة مثلكِ لا خبرة لها في مجال العمل "

 

ترقرقت الدموع في عيناي وهمست لهُ بحزنٍ شديد

 

" آسفة سيدي.. لن يتكرر ما حدث منذ قليل.. أعدُك بذلك "

 

تأملني بنظرات غاضبة وهتف بحدة

 

" لا يهمني اعتذاركِ.. لقد مللت من اعتذاراتكِ المُتكررة لي.. أنتِ فتاة طائشة لا تُصلحين للعمل.. والآن اذهبي إلى مكتبكِ واطبعي لي تقرير عن آخر صفقة تمت في شركتي وفي المصنع الأسبوع الماضي.. واتصلي بالسيد بورجيا وحددي لهُ موعداً اليوم ليأتي ويقابلني.. هيا تحركي "

 

أومأت لهُ موافقة ثم أجبتهُ بغصة

 

" حاضر سيدي "

 

وخرجت بهدوء من مكتبه وما أن أغلقت الباب حتى تساقطت دموعي بكثرة على وجنتاي.. مسحت دموعي وهمست بحزن

 

" لماذا يكرهني؟!!.. ماذا فعلت له حتى باتَ يكرهني إلى هذه الدرجة؟.. لماذا يظنني فتاة غبية ومُستهترة؟! "

 

جلست خلف مكتبي وأدرت جهاز الحاسوب وبحثت عن رقم السيد بورجيا.. نظرت بحيرة إلى شاشة الحاسوب عندما رأيت اسمين يمتلكان العائلة نفسها.. ياه.. أي اسم يريد السيد التكلم معه؟!..

 

فكرت بتوتر ثم قررت أن أتصل بالسيد ماثيو وأسأله.. رفعت سماعة الهاتف وضغطت على رقم واحد.. ثواني سمعت صوت السيد ماثيو يُجيبني بحدة مثل عادته

 

( ماذا تريدين؟ )

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بخوف

 

" سيد ماثيو لدي رقم هواتف لشخصين عائلتهما بورجيا.. بمن تريد أن أتصـــ.. "

 

قاطعني هاتفاً بغضب

 

( هل أنتِ حمقاء؟.. اتصلي بالسيد فرانكو بورجيا.. لو كنتِ ذكية بما يكفي كنتِ تذكرتي بأنهُ أتى لرؤيتي منذ يومين.. اتصلي به بسرعة )

 

وانهى المكالمة وسمعته من مكاني يشتُم داخل مكتبهُ بغضب.. نظرت بحزنٍ عميق أمامي ووضعت سماعة الهاتف ثم مسحت دموعي عن وجنتي واتصلت بالسيد بورجيا وبعدها بدأت بطباعة التقرير الذي طلبهُ مني سيد ماثيو..

 

عندما انتهيت من طباعة التقرير أمسكت الملف ووقفت ولكن قبل أن أخطو خطوة واحدة رأيت بدهشة السيد تيموثي فالسيلي والذي سبق وتعرفت عليه في الصباح داخل المصعد يدخل إلى مكتبي ويقف أمامي وهو يبتسم بسعادة..

 

نظرت إليه بتوتر وفكرت بارتباكٍ شديد.. إلهي.. لماذا جاء إلى هنا؟.. لا أريد المزيد من المشاكل مع السيد ماثيو.. يكفيني بأنهُ يظنني فتاة لا أخلاق لها.. إن رأى تيموثي هنا قد يطردني من العمل..

 

سمعت تيموثي يقول وهو يتأملني بنظرات لم تُعجبني

 

" روزاليا.. أعذريني على وقاحتي ولكنني أتيت لأدعوكِ اليوم إلى الغداء.. بالطبع لديكِ فترة ساعة للراحة ولتناول الغداء.. ما رأيكِ أن ترافقيني اليوم؟.. لي الشرف بأن أمضي معكِ فترة ساعة كاملة ونتعرف بها على بعضنا.. إن وافقتِ سأنتظركِ في تمام الساعة الواحدة ظهراً في الكافيتريا "

 

نظرت بذعر باتجاه باب مكتب السيد ماثيو ولأجعل تيموثي يُغادر بسرعة أجبته

 

" نعم.. بالطبع.. موافقة.. والآن أعذرني لدي عمل.. أراك قريباً "

 

كنتُ أريدهُ أن يُغادر بسرعة قبل أن يسمع السيد صوته وأقع في مشكلة أنا في غنى عنها.. ابتسم تيموثي بسعادة ثم ودعني وغادر مكتبي..

 

تنهدت براحة عندما غادر ثم نظرت بفزع أمامي عندما انتبهت بأنني وافقت على تناول وجبة الغداء برفقته وفي كافتيريا الشركة.. سيعرف السيد ماثيو.. بالتأكيد سيعرف فهو يتناول وجبته دائما في الكافتيريا..

 

قررت بسرعة أن لا أخرج من المكتب وأتحجج لهُ لاحقا بأنهُ كان لدي الكثير من العمل لذلك لم أستطع الحضور..

 

وقفت أمام باب مكتب السيد وطرقت الباب بهدوء.. سمعت سيد ماثيو يسمح لي بالدخول.. فتحت الباب وما أن دخلت إلى الغرفة حتى تجمدت في مكاني عندما هتف السيد بغضب

 

" لماذا تأخرتِ؟.. حتى لا يمكنكِ القيام بعملٍ سهل.. أين هو التقرير؟.. سلميني إياه بسرعة "

 

تأملتهُ بنظرات حزينة وقلتُ له

 

" آسفة سيدي.. هذا هو التقرير "

 

ركضت باتجاه المكتب ووضعت التقرير أمامه ووقفت أتأمله بنظرات متوترة بينما كان يُراجع التقرير بنظرات غاضبة..

 

فجأة رفع السيد رأسه وتأملني بغضب أعمى ثم هتف بحُنق

 

" ما هذا التقرير اللعين؟.. هل تُسمين ما نسخته تقريراً أيتُها الأنسة؟.. لقد نسختِ مُعظم عقد الشراء في تقريركِ اللعين.. كيف واللعنة يكون اختصاصكِ إدارة الأعمال والسكرتارية وأنتِ لا تعرفين بتاتاً كتابة تقرير بسيط لي؟ "

 

شهقت بقوة وأغمضت عيناي عندما رمى التقرير عليّ وتناثرت الأوراق على الأرض أمامي.. منعت نفسي من البكاء أمامه وقلتُ لهُ باعتذار وأنا أنحني وبدأت بالتقاط الأوراق عن الأرض

 

" أعتذر سيد ماثيو.. سأكتب بسرعة تقريراً آخر  وأطبعه.. سامحني لن يتكرر هذا الخطأ "

 

حضنت الأوراق إلى صدري واستقمت واقفة ونظرت إلى الأسفل إذ لم أستطع النظر إليه حتى لا أرى نظراتهِ الكارهة لي وأبكي أمامه..

 

سمعتهُ بحزن يهتف بغضب

 

" لقد مللت من عدم امتلاككِ للخبرة.. كل ما تُجيدين فعله هو الاعتذار والابتسام بسعادة لكل رجل ترينهُ أمامكِ "

 

تقلص حجم قلبي بسبب الألم الذي فتك به.. رفعت نظراتي بسرعة ونظرت بذهول وبحزن إلى السيد ثم أخفضت نظراتي بسرعة إلى الأسفل عندما شعرت بالدموع تُهدد في أي لحظة بالهطول من عيناي..

 

ارتعش جسدي بقوة عندما هتف السيد بغضب

 

" ماذا تنتظرين أيتُها الغبية؟.. اذهبي بسرعة واكتبي تقرير جديد.. أريدهُ أمامي في أقل من ساعة.. فهمتِ؟ "

 

أجبتهُ بغصة موافقة ثم استدرت وركضت خارجة من المكتب.. تابعت الركض باتجاه الحمام الخاص في مكتبي.. أغلقت الباب وسقطت على ركبتاي على الأرض وبدأت أبكي بألمٍ شديد..

 

كنتُ حزينة جداً وأتألم بشدّة.. لا أفهم لماذا سيد ماثيو يكرهني بشدّة!!.. حاولت أن أتفهم أسباب كُرههُ لي لكنني لم أستطع..

 

انهُ أول رجل في حياتي أرى مدى كرههُ لي في عينيه وحتى في تصرفاته.. فهو لا يهتم إن أظهر كُرههُ الكبير لي أمامي.. تصرفاتهِ معي أصبحت أقسى من ذي قبل..

 

حتى لو كان يكرهني ليس من حقه وليس من حق أي شخص التصرف بطريقة سيئة تجاهي أو إيذائي بأي شكل من الأشكال..

 

بعد مرور خمس دقائق وقفت وغسلت وجهي ثم خرجت من الحمام وقررت أن أبدأ بكتابة تقرير جديد له..

 

من حُسن حظي لم يتفوه سيد ماثيو بأي كلمة عندما سلمتهُ التقرير الجديد.. ولدهشتي قال لي.. لا بل أمرني قائلا قبل أن أُغادر مكتبه

 

" يمكنكِ أخذ ساعة راحة الآن.. سأتناول وجبة غدائي هنا.. لا تتأخري.. هيا انصرفي واذهبي وتناولي وجبة غدائكِ.. وهذا أمر "

 

نظرت إليه بدهشة ثم شكرته وغادرت المكتب وقررت أن أنزل إلى الكافتيريا وأتناول وجبة غدائي برفقة تيموثي.. لا ضير من أن أفعل ذلك ما دام سيد ماثيو سيبقى في مكتبه...

 

نزلت إلى الطابق الأول ومشيت باتجاه الكافتيريا.. ولكن قبل أن أدخل إليها تذكرت بقهر بأنني نسيت أخذ حقيبة يدي.. وأنا عادة لا أُحب أن يدفع رجل غريب ثمن وجبتي..

 

وما أن كنتُ على وشك أن أستدير لأعود إلى المكتب سمعت تيموثي يهتف بسعادة

 

" روزاليا.. أنا هنا.. "

 

استدرت ورأيته يركض باتجاهي ثم وقف أمامي وقال بسعادة

 

" لقد أتيتِ.. ظننت للحظة بأنكِ لن تأتي "

 

أمسكني من معصمي وجذبني باتجاه احدى الطاولات وساعدني بالجلوس على الكُرسي.. كنتُ مترددة وأحاول التفكير بإيجاد أي عذرٍ له لأصعد إلى مكتبي وأجلب محفظة يدي لكن  تيموثي قاطع أفكاري عندما قال بلهفة وبسعادة

 

" أتمنى أن تكوني تُحبين تناول سباجيتي مع اللحم وصوص حمراء.. لقد طلبت لكِ طبقاً منها وآخر لي.. كما طلبت طبق سلطة بانزانيلا.. وطبق من سلطة كابريزي.. كما طلبت لكِ كوب من عصير البرتقال الطازج... أتمنى أن تُسامحيني على جرأتي لكن أحببت أن أختار بنفسي أصناف الطعام.. أتمنى أن تعجبكِ "

 

نظرت إليه بارتباك وفكرت.. أنا بطبعي لستُ جبانة ولستُ ضعيفة الشخصية.. ولا أُحب من يختار لي أطباق الطعام التي يجب أن أتناولها.. والأهم لا أريده أن يدفع ثمن وجبتي..

 

صحيح بأنني أحترم الناس لكن أستطيع تماما الدفاع عن النفسي واتخاذ أي قرار يُريحني.. لكن فقط أشعر بالضعف أمام السيد ماثيو..

 

لا أفهم لماذا لغاية الآن لم أصفعه وأهتف بوجهه بأنهُ رجل مُتعجرف ومغرور وغبي.. ثم أُقدم استقالتي له وأعود إلى منزل شقيقي!!...

 

أشعر بأنني ضعيفة عندما أكون بجانبه.. أشعر بالخوف وبالحزن العميق لأنهُ يكرهني دونَ أي سبب.. وأبكي بسرعة وبألم من كلماتهِ الجارحة لي..

 

انتشلني تيموثي من أفكاري عندما سألني بقلق

 

" روزاليا.. هل سمعتِ ما قلتهُ لكِ؟! "

 

وقفت وابتعدت عن الكُرسي وقلتُ له باحترام

 

" آسفة تيموثي.. لا يمكنني تناول وجبة الغداء برفقتك.. لقد تذكرت بــ.. "

 

قاطعني تيموثي قائلا وهو يقف أمامي

 

" لا روزاليا.. لو سمحتِ لا تعترضي "

 

توقف عن التكلم ونظرت إليهِ بذهولٍ شديد عندما أمسك يدي وضغط عليها بخفة وتابع قائلا بإصرار

 

" أرجوكِ وافقي واسمحي لي بأن أكون برفقتكِ في هذه الساعة "

 

نظرت بحدة إلى يدهِ والتي كانت تمسك يدي.. سحبتُها بقوة ثم نظرت إليه بنظرات جادة وغاضبة.. ورغم غضبي منه لأنهُ لمسني كلمتهُ باحترام قائلة

 

" آسفة.. فقد تذكرت بأن السيد ماثيو قد سبق وقال لي أن أنتظره أمام مدخل الشركة لأذهب برفقته.. أعتذر تيموثي فقد نسيت ذلك كلياً "

 

تأملني بنظرات غاضبة أخافتني ثم اقترب مني خطوة وقال بحدة

 

" لماذا أشعر بأنكِ تكذبين عليّ؟.. روزاليا أنا لســ.. "

 

شعرت بالغضب يتصاعد بداخلي ولكن قبل أن يُكمل هذا الغبي حديثه سمعت بذعرٍ شديد صوت السيد ماثيو وهو يتكلم بغضب قائلا

 

" لم تسمع ما قالته لك أيها الولد؟.. هي لا ترغب بتناول وجبة الغداء برفقتك المُملة لأنها محجوزة.. والآن ابتعد عنها قبل أن أطلب من جوفاني برميك خارج الشركة "

 

انتفضت بقوة واستدرت إلى الخلف ونظرت بدهشة أمامي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعُكِ

 

رأيت السيد ماثيو يجلس على كُرسيه المُتحرك وهو يضغط كلتا يديه بقوة على المساند الجانبية ويتأمل تيموثي بنظرات غاضبة مُخيفة جداً.. وخلفه كان يقف الحارس جوفاني وهو يتأمل تيموثي بنظرات قاسية..

 

نظرت بذعر إلى وجه ماثيو وبسبب نظراتهِ الغاضبة الموجهة لي أخفضت نظراتي وتوسعت عيناي بدهشة كبيرة عندما رأيت حقيبة يدي على حُضنه..

 

سمعت تيموثي يعتذر بقهر من ماثيو ثم شهقت بخوف عندما أمسك السيد بذراعي ودفعني أمامه وقال بنبرة قاسية

 

" لقد تأخرنا.. تحركِ "

 

لم أفهم ما كان يقصده بكلماتهِ تلك.. هل أصعد إلى المكتب؟.. أم أخرج من الشركة؟!..

 

وبين ضياعي بتفكيري همهم سيد ماثيو بغضب ثم أشار بيده باتجاه مدخل الشركة ثم ضغط على لوحة التحكُم في كرسيه المُتحرك واندفعت العجلات إلى الأمام.. وتبعت السيد بارتباك...

 

وقفت أمام سيارة البنتلي السوداء والتي خصصها السيد مونرو لـ ماثيو.. نظرت إلى جوفاني بارتباك بينما كان يقف خلف السيد ماثيو..

 

اقترب السائق وفتح باب السيارة الخلفي وهنا تأملني سيد ماثيو بغضب ثم أمسك بحقيبة يدي وقال بحدة

 

" في المرة المُقبلة لا تنسي حقيبة يدكِ في المكتب.. أنا لستُ مربية لكِ ولا أعمل لديكِ.. بسبب طيشكِ اللا محدود اضطررت لأتبعكِ إلى الكافتيريا وأرى ما تفعلينه بالرجال وكيف تتلاعبين بهم "

 

اعتصر قلبي من الألم ونظرت إليه بحزن وقلتُ له

 

" سيد ماثيو.. أنا لم أكن أُحاول اللعــ.. "

 

قاطعني هاتفاً بغضب أمام السائق والحارس

 

" لا أرغب بسماع تبريراتكِ الكاذبة.. اصعدي إلى السيارة بسرعة "

 

أمسكت حقيبة يدي وجلست في المقعد الخلفي في السيارة وحاولت حبس دموعي ومنعها من السيل على وجنتاي..

 

ساعد جوفاني السيد بالدخول إلى السيارة ثم رأيته يطوي الكُرسي المُتحرك ووضعها في الصندوق ثم جلس في المقعد الأمامي بجانب السائق..

 

رأيت السيد ماثيو يُغلق الزجاجي الفاصل بين المقاعد الأمامية للسيارة والخلفية.. ارتعش جسدي بقوة عندما حرك ماثيو رأسهُ ببطء وتأملني بنظرات قاتلة مُرعبة..

 

شهقت بذعر عندما أمسكني من معصم يدي اليمنى وجذبني إليه بقوة حتى كدتُ أن أرتطم به لكنني أسندت نفسي بسرعة ونظرت برعب إلى عينيه الغاضبة..

 

تسارعت أنفاسي ونبض قلبي بعنف عندما قرب ماثيو رأسهُ من رأسي وهتف بفحيح من بين أسنانه

 

" أنتِ إما غبية أو فتاة متهورة لحد اللعنة.. كيف بحق الجحيم ومن أول لقاء لعين تذهبين لتناول وجبة الغداء برفقة رجل لا تعرفينه؟.. ثم تحاولين التلاعب عليه لتُظهري لهُ بأنكِ امرأة صعبة المنال وليس سهلا عليه أن يحصل عليكِ "

 

تجمدت بذهول أنظر إليه بينما كنتُ أحترق بشدة بداخلي من الحزن والألم.. هزني ماثيو قليلا وتابع هاتفا بغضب

 

" هل أنتِ رخيصة إلى تلك الدرجة؟.. ترمين نفسكِ على كل رجل ترينه.. لا يوجد أي احترام لديكِ لنفسكِ وكيانكِ؟!.. حتى لو كنتِ عاهرة لن أسمح لكِ برمي نفسكِ على كل رجل ترينه في شركة السيد مونرو وفي قصره.. اللعنة سوف أقوم بتأديبكِ من الآن وصاعداً "

 

شعرت بأنني أختنق بسبب إهانتهُ الكبيرة لي.. انتفضت وبدأت أقاومه وأنا أهتف بوجعٍ كبير

 

" أنا لستُ عاهرة.. لا أسمح لك بالتكلم معي بهذه الطريقة.. أنا لستُ رخيصة ولستُ عاهرة ولستُ طائشة.. إن كنتَ مريضاً نفسياً هذه مُشكلتك لك لوحدك.. ابتعد عني.. ابتعد.. أنا أستقيل.. لا أريد العمل لديك بعد الآن.. أتركني.. "

 

تأملني بدهشة في البداية ثم رأيت عينيه تشتعل بنار الغضب.. ثم فجأة لم أرى نفسي إلا وأنا أستلقي على ظهري على مقعد السيارة ثم رأيت وجه السيد أمامي لا يبتعد عن وجهي سوى إنشات قليلة..

 

نظرت بذهول إلى عيون السيد ماثيو الغاضبة وسمعتهُ بذعر يهمس بحقد

 

" أنا فعلا مريض نفسي.. بل في داخلي تسكُن الجحيم بنفسها.. وسأجعلكِ ترين بنفسكِ جحيمي روزاليا كافيلو "

 

ثم أخفض رأسه وتوسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما استقرت شفتيهِ على شفتاي وقبلني قبلة قاسية أفقدتني أنفاسي..

 

كنتُ جامدة بصدمة كبيرة أنظر إلى عينيه المُغمضة بينما كان يُقبلني قبلة قاسية مؤلمة جداً.. وهذه القبلة كانت قبلتي الأولى..

 

نبض قلبي بعنف وسالت دموعي من ركن عيناي وبدأت أُقاومهُ وألكم صدره بقبضتيّ..

 

حلمت لأسبوع بكامله بهذه القبلة.. كنتُ أرى في أحلامي السيد ماثيو يُقبلني قبلة رومانسية حنونة وعاشقة.. وها قد تحققت أحلامي.. لكنهُ كان يُقبلني بقساوة وبعنف حتى يُعاقبني...

 

أمسكت فكه بكلتا يداي وحاولت رفع رأسه حتى يتوقف عن تقبيلي بتلك الطريقة الشرسة والمؤلمة.. وعندما أخيراً نجحت أملت رأسي جانباً وبكيت بعنف وهمست لهُ بخوف من بين شهقاتي

 

" توقف.. أرجوك.. لا أريد.. ابتعد عني.. أرجوك سيدي "

 

شعرت بهِ يُحرك جسدهُ وابتعد عني بسرعة.. استطعت سماع صوت أنفاسهِ المُتسارعة بينما كنتُ أبكي وأرتجف بعنف على المقعد..

 

سمعت السيد ماثيو يهمس بخوف

 

" إليهي.. إلهي.. ما الذي فعلته؟!!... روزاليا أنا آسف.. لم أقصد.. سامحيني "

 

فتحت عيناي ورأيتهُ يتأملني بنظرات مصدومة وبخوف.. جلست ثم مسحت دموعي وهتفت بقهر بوجهه

 

" أكرهُك.. أكرهُك بجنون.. لقد سلبتني قبلتني الأولى والتي كنتُ أحلم بها وأنا في سن الرابعة عشر.. لا أريد رؤيتك بعد اليوم.. أكرهُك "

 

كان ينظر إليّ وكأنهُ خائف.. ثم تأملني بندم وحاول التكلم لكن أمسكت حقيبة يدي وطرقت على الزجاج الفاصل بعنف بيدي اليسرى وهتفت بجنون للسائق

 

" أوقف السيارة.. أوقفها في الحال.. أوقف السيارة.. أوقفهااااااااااا "

 

أوقف السائق بسرعة السيارة وهنا فتحت الباب وترجلت من السيارة وبدأت أركض على الرصيف وأنا أبكي بمرارة..

 

سمعت ماثيو يهتف بفزع باسمي لكنني لم أهتم بل تابعت الركض والبكاء بتعاسة..

 

ماثيو لودر كان فتى أحلامي منذ اليوم الأول الذي التقيتهُ به.. انجذبت لهُ رغم إعاقته.. لم أهتم بأنهُ مُقعد.. ولغبائي لم أهتم لكرههُ لي.. بل بكل غباء كنتُ أحلم به وأظل طيلة فترات النهار أُفكر به بطريقة رومانسية..

 

وكنتُ أحلم باستمرار بأنهُ يُقبلني بشغف وبحنان وبعاطفة..

 

وبينما كنتُ أركض فجأة أمسكتني يدين من ذراعي اليسرى وأوقفتني بعنف ثم ارتفع جسدي عاليا ورأيت بفزع من بين دموعي الحارس جوفاني يحملني على كتفه ثم وضعني في المقد الخلفي للسيارة بجانب السيد وأغلق الباب..

 

مسحت دموعي عن وجنتاي وبدأت أُحاول فتح الباب لكن القفل المركزي كان مُقفل.. صرخت بذعر عندما أمسكني ماثيو من كتفي وجذبني إليه ثم عانقني بقوة وبدأ يمسح ظهري برقة بيديه وهو يقول بنبرة حزينة

 

" آسف روزاليا.. لم أقصد.. كنتُ غاضبا بسبب العمل و.. ولم أنتبه على طريقة تصرُفي معكِ.. سامحيني "

 

قاومته وحاولت الابتعاد عنه لكنهُ حضنني إليه أكثر وقال بنبرة حنونة جعلت جسدي يهدأ بسرعة وأتوقف عن مُقاومته

 

" لا  تقاوميني روزاليا.. لا تخافي مني.. أنا أعتذر.. أعدُكِ لن يتكرر ما حدث منذ قليل بيننا مرة أخرى.. أنا من المستحيل أن.. أن ألمسكِ بعد اليوم "

 

عندما قال كلماتهِ الأخيرة شعرت بألمٍ حاد في قلبي.. ثم سمعت السيد يقول

 

" أعدُكِ لن يتكرر ما حدث مرة أخرى.. توقفي عن البكاء لو سمحتِ "

 

شعرت بالإحباط الشديد من كلماته.. عرفت بأنهُ كان صادقاً بكلماتهِ تلك.. لكنني.. أنا..

 

توقفت عن التفكير وشهقت بقوة وشرعت أبكي بمرارة.. لا أفهم ما يحدث لي!!.. أريدهُ أن يتعد عني ولا أستطيع تركه يفعل ذلك.. ما الذي يحدث لي؟...

 

ووسط ضياعي بمشاعري وأفكاري سمعت سيد ماثيو يقول بنبرة حنونة

 

" سنعود إلى القصر.. عندما نصل اصعدي إلى غرفتكِ واستريحي.. سأطلب من السيدة ماري لتجلب لكِ وجبة غداء شهية "

 

أبعدني عنه برقة ولم أستطع النظر إليه.. ابتعدت عنه قدر الإمكان ونظرت بحزن إلى النافذة..

 

عندما وصلنا إلى القصر ترجلت من السيارة ولكن تجمدت بأرضي عندما رأيت طفلة تقف أمام مدخل القصر الرئيسي وهي تمسك بيد السيدة ماري..

 

وقفت بدهشة أنظر إلى تلك الفتاة الجميلة وهي تضحك بسعادة.. الطفلة تبدو في الخامسة أو السادسة من عمرها ولكنها كانت جميلة جداً..

 

فجأة رأيت تلك الفتاة تصرخ بسعادة ثم هتفت بقوة

 

" داااااااادي.. دادي.. أبي ماثيو "

 

توسعت عيناي بذعر وتأملت الطفلة وهي تسحب يدها من قبضة ماري ثم ركضت باتجاهي وتخطتني.. التفت ببطء إلى الخلف وشهقت بصدمة كبيرة عندما رأيت السيد ماثيو يُعانق بقوة تلك الطفلة الجميلة وهو يقول بنبرة حنونة

 

" ابنتي الجميلة.. أخيراً أتيتِ لزيارة والدكِ.. اشتقت إليكِ بجنون طفلتي "

 

كنتُ واقعة تحتَ تأثير الصدمة.. إذ وقفت جامدة في مكاني أنظر إليهما بعدم التصديق..

 

ترقرقت الدموع في عيناي وهتفت بعذاب بداخلي.. إنهُ متزوج.. سيد ماثيو متزوج ولديه ابنة.. إلهي.. هو متزوج ولديه ابنة..

 

استدرت وركضت بسرعة ودخلت إلى القصر دونَ أن أنتبه للسيدة ماري وأرد عليها التحية.. صعدت إلى غرفتي ثم رميت نفسي على السرير وبكيت بتعاسة..

 

بكيت وبكيت ولم أستطع التوقف عن البكاء بينما كنتُ أفكر بأسى وبعذاب.. السيد ماثيو متزوج ولديهِ ابنة.. وهو قبلني اليوم.. أكرهه.. أكرهه......


 

 

كتالينا بيلاتشو**


 

 

بعد خروج مومو من الغرفة فكرت بحزنٍ شديد بالورطة التي أوقعت نفسي بها..

 

صحيح بأنني الكابوس بنفسه.. وصحيح بأنني أُرعب جميع أفراد المافيا في البلد.. لكن نقطة ضعفي الوحيدة في الحياة هي شقيقي مونرو..

 

لا أحد يستطيع فهم ما يعنيه شقيقي مونرو بالنسبة لي..

 

محبتي لشقيقي الوحيد عميقة جداً.. مونرو بنظري كزهرة نادرة تزدهر في حديقة العائلة وترتقي بأناقة وبعنفوان وتنبض بقلب مفعم بالحنان والعاطفة..

 

منذ صغري كنتُ رفيقته وواكبته في رحلة حياته.. كنتُ ألتقط كل ضحكة وأُجفف له كل دمعة.. هو ملاذي الآمن وأنا ملاذه الآمن وكتفه القوي في أوقات الضيق والفرح..

 

أنا أعرف جميع أمنيات شقيقي حتى قبل أن ينطق بها.. وأفهم لغة صمته ببراعة..

 

مونرو منذ صغري كان يُقدم لي دعمة بلا شروط.. وأنا بالمُقابل أُقدم له الدعم اللا مشروط في كل تحدٍ يواجهه..

 

كنتُ دائماً وسأظل مستعدة للوقوف إلى جانبه حتى نهاية الطريق.. مونرو هو المنارة التي تضيء طريقي في ظل الظروف الصعبة.. وهو صخرة الحياة بالنسبة لي..

 

ولن أتردد للحظة واحدة المُخاطرة في حياتي من أجله..

 

فمنذ صغري عندما كان يراودني شعور بالضياع أو اليأس أو الخوف كان شقيقي يأخذني بمحبتهُ لي إلى عالمٍ آخر.. حيث كان يلفني بالأمان ويعطيني الثقة والشجاعة لمواجهة التحديات..

 

شقيقي مونرو شخصية فريدة يجعلني أشعر بالقوة والاهتمام.. وأضعهُ دائماً في قلبي كأعز إنسان في الحياة كلها..

 

لذلك مهما طلب مني لا أستطيع الرفض.. حتى لو طلب روحي في المُقابل..

 

نظرت أمامي بتعاسة وهمست

 

" مهما بلغ حُبي وعشقي لدون باغو لا أستطيع رفض أوامر مونرو.. أنا و باغو من المُستحيل أن نكون مع بعضنا.. حُبي لهُ منذ البداية كان مُستحيلا "

 

مسحت دمعة سالت على وجنتي وهمست بألمٍ شديد

 

" سأتزوج من ماثيو لودر.. لا مفر لي من ذلك "

 

وقفت وحملت حقيبة ملابسي الصغيرة التي جلبتها لي جدتي منذ يومين وغادرت الغرفة ثم المستشفى بهدوء..

 

جلست على المقعد الأمامي في سيارة شقيقي لامبورغيني أفينتادور.. وانطلق بها مونرو بسرعة على الطريق..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعُكِ

 

نظرت إليه بطرف عيناي وقلتُ له

 

" مومو.. أريد الذهاب إلى القصر في دي فالكوني.. أحتاج لأكون بمفردي لبعض الوقت وأتعافى بهدوء من إصابتي في كتفي.. أنا أعلم بأنه بدأت ورشة الترميم به منذ أسبوع لكن سأكون مرتاحة أكثر هناك "

 

لم ينظر إليّ بل تابع القيادة والنظر أمامهُ على الطريق ولكنهُ أجابني بهدوء

 

" إن كانت هذه رغبتكِ لا مانع لدي.. لكن سأسمح لكِ بالبقاء بمفردكِ لفترة أسبوعاً واحداً فقط.. وبعدها ستذهبين إلى قصري في الريف "

 

حاولت الاعتراض لكنهُ رفض رفضاً قاطعاً بأن أبقى في القصر في دي فالكوني لغاية انتهاء الترميم وعدوته برفقة بانبي والجميع..

 

نظرت أمامي بحزن ثم سألته

 

" ماذا فعلت بذلك الحقير غوركي؟.. لم تُخبرني شيئاً عنه "

 

سمعت مومو يُجيبني بهدوء قائلا

 

" ما زال على قيد الحياة ويتنفس.. ولكن الحقير عليه أن ينجو ويكون بصحة جيدة جداً.. لن أسمح لهُ بالموت قبل أن أنتقم منه.. عندما تتحسن صحته رجالي سيجلبونه إلى القبو في قصري.. وهناك سوف أستمتع كثيراً بتعذيبه كما استمتعت بتعذيب شقيقهُ لوديس "

 

ابتسمت بسعادة عندما سمعت ما قاله.. ولكن كان لدي خطة أخرى لذلك الوغد غوركي.. وقريباً جداً سأُنفذها بنفسي..

 

أوقف مونرو سيارته في ساحة القصر في دي فالكوني.. ترجلت منها ونظرت بحزن إلى القصر والساحة والحديقة.. تركت شقيقي يتكلم مع الحُراس والعاملين وصعدت إلى غرفتي..

 

وضعت حقيبتي بجانب المنضدة ثم مشيت ببطء واستلقيت على السرير.. وضعت يدي اليمنى على بطني ثم نظرت أمامي برقة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعُكِ

 

وهمست لطفلي بحنان

 

" والدتك قوية صغيري.. لا تخف عليها.. أنا أستطيع تحمُل ألم قلبي.. زواجي من ماثيو سينقذ والدك من الموت.. لا يمكنني أن أدع خالك الوسيم يقتل والدك.. لذلك يجب أن أتزوج من ماثيو لودر "

 

ثم نظرت بشرود وهمست بحزن

 

" لا أعرف ما يخبئه المُستقبل لنا.. لكن أنا أعرف جيداً بأنني سأحبُك بجنون وسأحميك مهما كلفني ذلك.. "

 

سالت دمعة من عيني وتابعت هامسة بألم

 

" وسأظل أعشق والدك حتى آخر نفس لي.. لقد سامحت والدك على ما فعلهُ بي من أجلك صغيري.. لكنهُ لا يجب أن يعرف بذلك.. ولا يجب أن يعرف بأنك ابنه.. سامحني صغيري ولكن ما أفعله من أجل حماية والدك "

 

أزلت حذائي وقررت أن أنام وأستريح قليلا حتى أتوقف عن التفكير بحبيبي باغو.. على الأقل هو ما زال على قيد الحياة وهذا ما يهمني..

 

أغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق..

 

مضى على حادثة القصر ثلاثة أسابيع.. واليوم مونرو سيُرسل رجاله ليرافقوني إلى قصره في الريف.. ولكن أنا كان لدي خطة أخرى..

 

ارتديت فستان مثير لونه بيج ووضعت نظرات شمسية سوداء اللون ثم حملت حقيبة يدي المتوسطة الحجم ونزلت إلى مستودع الأسلحة السري في القصر.. اخترت مُسدس ووضعت الذخيرة به ثم ابتسمت بخبث وصعدت إلى الطابق الأرضي..

 

ما أن خرجت من القصر ابتعدوا العُمال بسرعة ما أن شاهدوني ووقفوا المساكين أمام حائط القصر وهم يرتعشون بخوف..

 

في الحقيقة كنتُ أشعر بالملل الشديد طيلة الأسبوع الذي مضى لذلك لأتسلى قليلا كنتُ أقوم بإخافتهم وإرعابهم..

 

قهقهت بخفة عندما اقتربوا مني حُراس آمن شقيقي وقال إنزو المسؤول في غياب بابلو و جوفاني

 

" أنسة كتالينا.. لا يمكنكِ الخروج من القصر.. السيد أعطى أوامر صارمة بعدم السماح لكِ من الخروج من القصر.. وبعد ساعتين سوف يصلون الحُراس لمرافقتكِ إلى قصر السيد في الريف "

 

اقتربت منهُ خطوة ورأيتهُ يتأملني بفزعٍ شديد هو ورفاقه خاصةً عندما رفعت مُسدي أمام وجهه وقلتُ لهُ بحدة

 

" أنا لا أحد يمكنهُ منعي من الخروج وخاصةً أنتم.. وقل لشقيقي مونرو بأنني قررت السفر لأمرٍ طارئ "

 

ثم أطلقت النار على ذراعه وساقه وبعدها بمهارة وبسرعة أطلقت النار على رفاقه بذراعهم وسيقانهم.. وسقطوا أمامي على الأرض وهم يصرخون بألمٍ شديد..

 

قهقهت بخفة وقلتُ لهم بسخرية

 

" توقفوا عن البكاء مثل الأطفال.. إنها مُجرد خدوش "

 

ثم نظرت إلى العُمال الأغبياء وهتفت

 

" وأنتم اتصلوا بالإسعاف فور ذهابي من القصر "

 

ثم نظرت إلى رجال شقيقي وقلتُ لهم بتسلية

 

" هواتفكم الخلوية سوف أحتجزُها معي لفترة لذلك لا تحاولوا الاتصال بشقيقي قبل المساء وإلا قتلت كل من تحبونهم في هذه الحياة.. مفهوم؟ "

 

أجابوني بذعر موافقين ثم مشيت بطريقة مُغرية باتجاه غرفة المراقبة ووضعت هواتفهم في حقيبة يدي..

 

مشيت بهدوء وفتحت باب احدى سيارات الحُراس وجلست على المقعد وقدتُ السيارة بسرعة باتجاه مطار دي فالكوني..

 

كنتُ سبق واتصلت بالمطار ليُجهزوا لي طائرة مونرو الخاصة وطبعا وافقوا بسرعة خوفاً مني.. حسناً أعترف مونرو سابقا كان قد كلمهم وسمح لي باستخدام طائرتهِ الخاصة متى ما احتجتُها.. لكنني لم أستخدمها..

 

ولكن اليوم سوف أستخدمها لغايتي.. الانتقام..

 

أوقفت السيارة الرباعية الدفع في مطار دي فالكوني.. فتحت حقيبة يدي ووضعت المسدس وهواتف الحُراس على المقعد الأمامي بجانب السائق.. ثم عدلت تسريحة شعري الأنيقة.. تركت مفتاح السيارة بداخلها وترجلت منها..

 

سلمت جواز سفري للضابط المسؤول في المطار وألقى عليّ التحية باحترام ثم استلمت جواز سفري منه وصعدت إلى الطائرة دونَ أن يتم تفتيش حقيبتي..

 

وبعد مرور أربع ساعات حطت الطائرة بهدوء في مُدرج المطار في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.. وقفت أمام باب الطائرة ونظرت أمامي بحذر وبدأت أنزل تلك الدرجات بهدوء


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعُكِ


ترجلت من الطائرة وأنهيت المُعاملات بسرعة ثم اتصلت بأحد زعماء المافيا الروسية والذي هو صديق لشقيقي..

 

سمعت سيرغي يُجيبني بسعادة قائلا

 

( الكابوس تتصل بي بنفسها.. ما هذه المفاجأة السارة.. كيف حالكِ أنسة بيلاتشو؟.. وكيف يمكنني أن أخدمكِ؟ )

 

ابتسمت بوسع وقلتُ له بهدوء باللغة الروسية

 

" أولا مساء الخير.. وثانياً أنا بخير.. والآن أخبرني.. كيف حالك سيرغي؟ "

 

سمعتهُ يُقهقه بمرح ثم أجابني

 

( أشعر بأنني على شفير الموت بسبب اتصالكِ بي كتالينا بيلاتشو.. لقد سمعت بأنكِ ولأول مرة أُصبتِ في معركة وكنتِ على وشك الموت.. هل هذه الإشاعة صحيحة؟ )

 

قهقهت بمرح وأجبته بكبرياء وبسخرية

 

" لا تُصدق جميع الإشاعات التي تسمعها عني.. صحيح أُصبت في المعركة ولكن في كتفي.. لم أكن على وشك الموت.. وأنا هنا في روسيا لأنتقم "

 

سمعت شهقة سيرغي ثم سألني بنبرة جادة

 

( من تريدين الانتقام منه؟.. والأهم هل يعلم مونرو بيلاتشو بأنكِ في روسيا؟ )

 

أجبته بينما كنتُ أجلس بهدوء في كافتيريا المطار

 

" سيرغي.. لديك فترة ربع ساعة فقط حتى تُرسل لي أحد رجالك إلى المطار.. وبعدها أريد رؤيتك على انفراد.. أريدُك أن تُساعدني "

 

ساد الصمت بيننا لثواني ثم سمعت سيرغي يشتم بخوف قائلا

 

( تبا.. مونرو بيلاتشو لا يعرف بأنكِ هنا في روسيا.. سيقتلني إن اكتشف بأنني ساعدتكِ و.. )

 

قاطعته قائلة بهدوء

 

" سأدفع لك مبلغ ثلاثة مليون دولار.. وطبعاً المبلغ سيكون نقداً.. ما رأيك؟ "

 

سمعتهُ يتنهد بقوة ثم قال

 

( تعرفين جيداً كيف تحصلين على انتباهي أنسة بيلاتشو.. عشرُ دقائق وسيكون سائقي الخاص بانتظاركِ أمام مدخل المطار.. أراكِ بعد قليل )

 

ابتسمت بخبث وانتظرت وصول سائق سيرغي.. لكن فجأة سمعت صوت يهمس باسمي بنبرة حنونة جداً

 

" كتالينا "

 

التفت بسرعة باتجاه اليمين ورأيت بذعرٍ شديد آخر شخص توقعت رؤيته يقف أمامي وهو يبتسم ابتسامة حنونة

 

" باغو!!!!.. "

 

همست باسمهِ بدهشة كبيرة ونظرت إليه بعدم التصديق


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 30 - سأتبعُكِ

 

اقترب بخطوات بطيئة ووقف أمامي ثم تأملني بنظراتهِ العاشقة وقال برقة

 

" تبدين جميلة جداً حوريتي "

 

نبض قلبي بعنف بينما كنتُ أنظر إليه بتوتر.. شهقت بقوة وهتفت بارتاك

 

" ما الذي تفعلهُ هنا؟.. و.. ومتى في الأصل استيقظت من غيبوبتك وخرجت من المستشفى؟ "

 

ابتسم باغو بسعادة وأجابني بهدوء

 

" عندما أتى شقيقكِ لزيارتي في المستشفى.. في ذلك اليوم اكتشفت بأنكِ لم تفارقي الحياة حبيبتي.. في ذلك اليوم قررت الخروج من المستشفى رغم اعتراض الطبيب المسؤول.. وبعدها طلبت من رجالي حتى يراقبونكِ حوريتي لأنني كنتُ خائفاً عليكِ من غضب شقيقكِ.. وطبعا رجالي اتصلوا بي في الظهيرة بسرعة وأخبروني بأنكِ أطلقتِ النار على رجال شقيقكِ وسوف تسافرين خارج البلد.. فتبعتكِ "

 

اقترب خطوة واحدة وقال بنعومة وسط ذهولي الشديد

 

" وسوف أتبعكِ حتى نهاية العالم إن تطلب مني الأمر.. سأتبعكِ لآخر العُمر.. سأتبعكِ لآخر يوم في حياتي.. وسأتبعكِ حتى آخر نفس لي.. "

 

ثم اقترب خطوة أخرى وتابع قائلا

 

" لن أتخلى عنكِ حوريتي.. ولن أتخلى عن ابني.. سأتبعكِ في جميع بلدان العالم ولن أتخلى عنكِ وعن طفلي مهما فعلتِ.. أحبكِ كتالينا بيلاتشو.. وأصبحت أعشقكِ أكثر الآن لأنكِ حامل بطفلنا "

 

شحب وجهي بشدّة ووقفت ببطء ونظرت إليه بصدمة كبيرة..



انتهى الفصل




















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©