ليلة الوداع
ماثيو لودر**
في مكتبٍ هادئ ومنير جلس ماثيو
لودر خلف مكتبه الضخم داخل شركة بيلاتشو العالمية.. إنه رجل جذاب وذكي وعاطفي جداً
وحنون.. ويتمتع بسمعةٍ طيبة في الشركة رغم وجوده لثلاثة أسابيع فقط داخل شركة
بيلاتشو العالمية.. وأمامه وقفت السكرتيرة الرائعة الآنسة روزاليا وهي شابة جميلة
وموهوبة..
قلب ماثيو كان ينبض بجنون من أجل روزاليا.. سبق لهُ وأُعجب ببراعتها
وجدارتها بالعمل.. وكان يروي كل يوم تفاصيل قصصها المشرقة وإبداعها في أداء المهام
لشقيقتهِ ماريسا عبر الهاتف.. وفي كل مرة يشاهدها تضيء عينيه بابتسامة.. ويرى فيها
موظفةً نشيطةً ومتفانية..
ولكن هناك عائق كبير يقف بينه وبين روزاليا.. وذلك العائق يعترض طريق الحب
الذي بدأ ينمو في قلب ماثيو.. إنها قضية مأساوية ومؤلمة جداً.. وهي كافية لأن
تُحول تصرفات ماثيو تجاه روزاليا إلى قسوةٍ لا تعكس حقيقة إعجابهُ الكبير بها..
ولكن ماثيو لا يستطيع أن يستسلم لقلبه ولتلك المشاعر الجديدة التي بدأ يشعر
بها تجاه روزاليا.. فهو من المُستحيل أن ينسى للحظة واحدة وضعهُ الصحي وماضيه
المؤلم..
نظرت إلى تقرير روزاليا وبدأت بقراءته.. كنتُ غاضباً وحزيناً جداً من نفسي
بسبب مُعاملتي القاسية لها.. كل ما كنتُ أريدهُ أن أجعلها تستقيل وترحل بعيداً
عني.. كنتُ خائفا من مشاعري الغريبة نحوها.. كنتُ خائفا من قلبي والذي لا يتوقف
للحظة واحدة عن النبض بسرعة جنونية عندما أرى روزاليا أمامي أو عندما أُفكر بها..
وبسبب غضبي من نفسي وخوفي من مشاعري نحوها بدأت أبحث عن أي خطأ ارتكبته في
التقرير حتى لو كان صغيراً.. ونعم وجدت مقطعاً واحداً نسخت به البند الجزائي في
حال حدث أي خرق في الاتفاقية بين شركتي والعميل..
وهنا انتهزت الفرصة وعاملتُها بقسوةٍ لا تليق بها بتاتاً إذ رميت التقرير
عليها وتناثرت الأوراق على الأرض.. رأيتُها بحزن قتلني وهي تنحني وبدأت تلتقط
الأوراق عن الأرض بينما كانت ترتفع نبرة صوتي وتغيرت ملامح وجهي بالكامل إلى
استياء وغضب عنيف..
كنتُ غاضباً من نفسي بجنون.. قلبي كان يحترق ألماً عليها.. وشعرت بأنني
أختنق عندما رأيت روزاليا تقف وهي تحتضن الأوراق إلى صدرها ومعالم الحزن والصدمة
واضحين على وجهها.. واستطعت رؤية الدموع تترقرق في عينيها الساحرتين..
تألمت بشدّة لأنني السبب في حُزنها.. لكنني مُجبر على فعل ذلك.. أريدُها أن
تكرهني أكثر وترحل بعيداً عني.. نظرت إليها بنظرات غاضبة لكنني من الداخل كنتُ
أتمزق بينما كنتُ أراها تُحاول أن تمسك بأعصابها وتبتسم بصعوبة وتبدي لي التفهم
والتعاون وبدأت تعتذر مني..
تصرفت بحقارة معها غصباً عني وأمرتُها بغضب لتُعيد كتابة تقرير ثاني.. بعد
خروجها من مكتبي شهقت بقوة ونظرت بحزنٍ عميق باتجاه الباب
نظرت إلى شاشة كاميرات المُراقبة في مكتبي ورأيت روزاليا تركض باتجاه
الحمام.. شعرت بألمٍ فظيع في قلبي ودونَ شعور مني حركت الكُرسي المُتحرك باتجاه
باب مكتبي ثم خرجت وتوجهت إلى حمام روزاليا التابع لمكتبها..
أوقفت الكُرسي المُتحرك أمام باب الحمام ولكن قبل أن أطرق الباب وأسألها إن
كانت بخير تجمدت يدي عاليا عندما سمعت صوت بكائها ونحيبها وشهقاتها من خلف الباب..
نظرت بعذاب إلى الباب بينما كنتُ أستمع بحزنٍ دفين إلى بكائها المرير..
كان قلبي يعصف به ألمًا عميقًا.. ذلك الألم ينبعث من صوت بكاء روزاليا
العزيزة الذي وصل إليّ من خلال باب الحمام..
أثر صوت بكاء روزاليا عليّ بشدة.. لم أستطع تحمل أن أكون السبب وراء دموعها
الحزينة.. كنتُ أشعر بالندم و الأسف لكلماتي القاسية وتصرفاتي السيئة.. ولم يكن
باستطاعتي تقديم الدعم والحنان الذي تستحقه.. وحتى لم أستطع الاعتذار منها..
كنتُ أتمنى أن أكون بجانبها وأقدم لها الدعم والراحة التي تحتاجها في هذه
اللحظات الصعبة.. لكن كان من المُستحيل أن أفعل ذلك..
استنشقت أنفاسي العميقة بينما تسللت الدموع لتجمع في عيناي.. وضعت يدي بلطف
على الخشب البارد استمع إلى بكاء روزاليا الذي كان يمزق قلبي إلى شظايا..
همست بنبرة مليئة بالأسف أُعبّر عن مشاعري الحقيقية بعمق
" روزاليا.. أنا آسف.. آسف لما فعلته.. للكلمات القاسية والتصرفات
الخاطئة التي بدرت مني تجاهكِ.. ولن يمر يوم بدون أن أندم على كلامي.. سامحيني
"
كنتُ أعلم بأنها لم تسمعني لأنني بالكاد سمعت ما تفوهت بهِ بصوتٍ جداً
مُنخفض.. أدرت الكُرسي المُتحرك وعُدت إلى مكتبي..
أوقفت الكُرسي خلف المكتب ونظرت بشرود أمامي أُفكر بالجميلة روزاليا.. منذ
اللحظة الأولى التي رأيتُها بها شغلت روزاليا عقلي وتفكيري وقلبي.. لكنني مُجرد
حُطام رجل بماضٍ أسود.. ماضٍ مؤلم جداً وسوداوي..
الماضي يقف أمامي ويمنعني من العيش بحرية.. ووجع الضمير يؤلم روحي بشدّة..
روزاليا سكنت في عقلي وفي قلبي من اللحظة الأولى التي رأيتُها بها.. حاولت
أن أمنع نفسي من التفكير بها والشعور بتلك المشاعر الغريبة نحوها لكنني لم أستطع..
لذلك قررت أن أجعلها تكرهني وترحل.. ما أفعلهُ من أجل مصلحتها ومصلحتي.. لا
أريدُها أن تتقرب مني.. لا أريد أن أتعذب أكثر إن.. إن تعلقت بها...
تنهدت بقوة وتابعت عملي أحاول عدم التفكير بزهرتي الجميلة الموجودة في
المكتب المجاور..
عندما قدمت روزاليا التقرير الثاني طلبت منها أن تذهب وتستريح قليلا
وتتناول وجبة الغداء.. وبينما كنتُ أُراقبها عبر شاشة كاميرات المُراقبة رأيت
بأنها لم تأخذ حقيبة يدها.. وبتهور دفعت الكُرسي المُتحرك وخرجت من مكتبي ثم وضعت
حقيبة يدها على حُضني وقررت النزول إلى الطابق الأرضي في الشركة..
لكن عندما وصلت إلى الكافيتريا تجمدت الدماء في عروقي واشتعلت بعنف عندما
رأيت ذلك الحقير تيموثي فالسيلي يمسك بيد روزاليا ويتأملها بنظرات أشعلت الجحيم في
قلبي..
لا أدري ما أصابني إذ جُن جنوني بالكامل وتصرفت بتهور مع روزاليا في
السيارة.. وقبلتُها..
قبلتُها قبلة أشعلت النار في جسدي.. قبلتُها بطريقة مُتملكة.. قبلتُها بقساوة
لأنها عذبتني وجعلتني أفقد أعصابي لأنها سمحت لذلك اللعين بلمس يدها.. قبلتُها
بشغف وبرغبة أفقدتني نفسي..
ولكن عندما أبعدت وجهي ارتعش جسدي ووقعت تحت تأثير الصدمة.. نظرت بذعرٍ
شديد إليها وهي تبكي وتهتف بحزن وبألم بأنني أخذت منها قبلتها الأولى..
تشنج جسدي إذ عرفت بأنها ما زالت عذراء.. روزاليا نقية كالزهرة الجميلة.. احترق
قلبي بشدة وشعرت بالندم وبالخوف.. شعرت بالندم بسبب ما فعلتهُ بها.. وشعرت بالخوف لأنني
شعرت بالرغبة نحو روزاليا وأردتُها لي..
شعرت بالخوف الشديد بسبب ما فعلته وبسبب مشاعري نحو روزاليا.. ثم انتابني
الفزع عندما رأيتُها تخرج من السيارة وتركض مُسرعة على الرصيف..
نظرت إلى جوفاني وهتفت بذعر
" اتبعها بسرعة.. تحرك جوفاني قبل أن يُصيبها أي مكروه بسببي "
حاولت تحريك قدماي لأخرج من السيارة لكن واللعنة لم أستطع.. نظرت إلى الخلف
وراقبت روزاليا بنظرات قلقة.. وعندما وضعها جوفاني بجانبي على المقعد عانقتُها
بشدة وطلبت منها السماح..
ولكنها لم تُسامحني..
عندما وصلنا إلى قصر مونرو رأيت ابنتي إيلينا تنتظرني أمام الباب الرئيسي
للقصر.. طفلتي إيلينا هي الوحيدة الآن من تجعلني أضحك من أعماق قلبي.. رؤيتي لها
تجعلني سعيداً رغم أن ابنتي أتت إلى هذا العالم نتيجة اغتصابي لأمها..
أمضيت الوقت مع طفلتي ولم أستطع التوقف عن الضحك بسبب أخبار ابنتي الذكية..
وفي المساء وصل سائق الماركيز وأخذ ابنتي..
في الصباح استيقظت وخرجت مثل عادتي إلى حديقة القصر.. وبينما كنتُ أدفع
الكُرسي المُتحرك باتجاه حوض السباحة الضخم أوقفت الكُرسي بسرعة عندما رأيت من بعيد
روزاليا تقف بجانب رجل وسيم وكانت تمسك بيده وتتكلم معه..
رأيتهُ بغضب يمسك بيد روزاليا وعانقها بحماس وباشتياقٍ كبير.. توسعت عيناي
وتأملت ذلك الحقير بحقدٍ لا يوصف عندما بادلتهُ زهرتي الجميلة العناق..
غمرتني مشاعر الغيرة العمياء.. وظللت أُراقب هذا المشهد اللعين بعينين
مليئتين بالحيرة والتوتر والغضب..
تسارعت أنفاسي واشتدت قبضتاي بقوة على مساند الذراعين في الكُرسي ونفرت عروق جسدي
بكاملها وتصلبت مفاصلي عندما رأيت روزاليا تُقبل ذلك العاهر على خده بقبلاتٍ لعينة
كثيرة..
كنتُ على وشك تحطيم مساند الكُرسي
بسبب قوة ضغط قبضتاي عليها.. ولم أنتبه على نفسي عندما وقفت على قدماي.. كل ما كنتُ
مُنتبها له هو روزاليا وهي تُعانق وتُقبل ذلك المعتوه اللعين..
احمر وجهي بشدّة وهتفت بغضب أعمى
" روزاليااااااااااااااااااااااا.... "
رأيت جسدها ينتفض وابتعدت عن ذلك الرجل ونظرت إلى الخلف باتجاهي.. وعندما
تلاقت نظراتنا سمعتُها تشهق وهمست بذعر باسمي ونظرت إلى قدماي وارتفعت نظراتها
ببطء إلى وجهي.. وهنا انتبهت على نفسي بأنني أقف على قدماي..
أخفضت نظراتي إلى الأسفل ونظرت بدهشة كبيرة إلى قدماي ولكن فجأة شعرت
بعضلات ساقاي ترتعشان بقوة إذ لم تتحمل ثقل جسدي..
بدأ جسدي يتمايل ولم أستطع الثبات.. رفعت نظراتي وتأملت روزاليا بذهول ثم
شعرت بجسدي يميل بسرعة باتجاه اليسار وسقطت بسرعة داخل حوض السباحة العميق...
مونرو بيلاتشو**
كنتُ غاضب لحد اللعنة عندما اكتشفت هروب كتالينا من إيطاليا.. وبينما كنتُ
أقود السيارة بسرعة باتجاه قصري سمعت طفلتي تقول بخوف
" مونرو.. لو سمحت خفف من سُرعتك.. أنا أخاف من السرعة "
خففت فوراً سرعة سيارتي ونظرت إلى طفلتي بحنان ثم نظرت أمامي على الطريق
وقلتُ لزوجتي باعتذار
" آسف بانبي.. لم أكن أعرف بأنكِ تخافين من السرعة "
سمعت بانبي تتنهد برقة ثم قالت بنعومة
" أنتَ لا تعرف الكثير من الأشياء عني.. ولكن مع الوقت سوف تكتشفها
"
ابتسمت برقة وقلتُ لها بينما كنتُ أقود باتجاه قصري وخلفي سيارات حُراسي
" بل أعرف الكثير عنكِ طفلتي.. أنتِ حنونة جداً ورقيقة.. وتُحبين
مُشاهدة التلفاز كثيراً.. ورغم معرفتكِ بأن البطل أو البطلة لم يموتا عن حقيق إلا
أنكِ تبكين لساعة على موتهما في أحداث الفيلم.. وأكثر أطباق طعام تحبينها وهي
المُفضلة لديكِ هي اللازانيا والريزوتو والكانيلوني والبرشيتا والتيراميسو..
وتحبين عصير الفراز الطبيعي والليمون.. أما الألوان المُفضلة لديكِ هي لون الأزرق
والأبيض والأسود والزهري.. وتحبين ارتداء الفساتين أكثر من السراويل.. "
توقفت عن التكلم ونظرت بطرف عيناي إلى بانبي ورأيتُها تتأملني بنظرات مذهولة..
ابتسمت برقة وتابعت قائلا بنبرة حنونة
" تُحبين تناول الطعام بالملعقة ولا تستخدمين الشوكة كثيراً سوى
للضرورة أو لتناول الباستا.. حتى السلطة تتناولينها بالملعقة.. تمتلكين قلب صادق
ينبض بالرحمة والعطف.. وتسعين دائماً لمساعدة الآخرين وتخفيف آلامهم.. أنتِ خجولة
جداً ومتواضعة.. تُظهرين احترامًا كبيرًا للآخرين وأنتِ على استعداد للتضحية من
أجل سعادتهم.. لديكِ صوت هادئ وأنيق.. وتعبيرات وجهكِ تعكس حنانكِ العميق
والاهتمام الذي تكنيه لمن حولكِ.. "
توقفت عن التكلم عندما تأوهت بانبي بطريقة حالمة.. لم أنظر إليها بل تابعت
قائلا بنبرة حنونة
" بالرغم من خجلكِ تستطيعين بسهولة إحداث تأثير كبير على الآخرين..
تلك الابتسامة الخجولة والعناية الحنونة التي تمنحينها تجعل الناس يشعرون بالأمان
والراحة بجواركِ.. وأنتِ تتلقين الكثير من الحب والاحترام من المحيطين بكِ.. وقد يظن البعض أن خجلكِ هو ضعف أو عدم ثقة في النفس.. ومع ذلك أنتِ تمتلكين بداخلكِ قوة
وجمال لا يُرى بسهولة "
سمعت بانبي تشهق بقوة ثم توسعت عيناي عندما شعرت بثقل جسدها عليّ.. ابتسمت
بحنان عندما عانقتني بانبي بقوة ووضعت رأسها على كتفي وقالت بارتباك وبسعادة
" أسدي الوسيم.. لم أكن أعلم بأنك.. بأنك.. ياه.. جميل جداً ما قلتهُ
عني.. شكراً لك "
ابتسمت بنعومة وأملت رأسي وأسندت خدي على رأسها وهمست بحنان
" ما قلتهُ عنكِ هو الحقيقة.. أنا محظوظ جداً لأنني تعرفت عليكِ
بانبي.. صحيح التقيت بكِ في وقت غير مُناسب.. وصحيح بأنني تصرفت بطريقة قاسية
ومُهينة معكِ.. ولكنني الآن نادم على كل ما فعلتهُ بكِ طفلتي.. أرجو أن تكوني قد سامحتني
على كل ما فعلتهُ بكِ "
سمعتُها تشهق وبعدها شعرت بشيء سقط على عنقي.. نظرت أمامي بحزن عندما شعرت
بدمعة بانبي تسيل ببطء على عنقي..
تنهدت برقة وكلمت بانبي بصوتٍ مُنخفض حزين
" لا تبكي بانبلينا.. سبق وقلتُ لكِ بأنني لا أريد رؤية دمعة واحدة
تسقط من عينيكِ خاصةً بسببي "
قبلت رأسها برقة وتابعت القيادة بهدوء.. بعد دقائق ابتعدت بانبي عني وسمعتُها
تقول بصوتٍ مُنخفض
" سبق واعترفت لك بأنني أحبُك في ذلك اليوم عندما تم الهجوم على
القصر.. في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة كنتُ قد سامحتُك مونرو بيلاتشو.. والدي رافاييلي
كان دائماً يقول لي بأن الحُب هو المُسامحة.. وعندما تجد شخصًا يحبك بصدق يغفر لك
عندما تخطئ.. فهذا هو الكنز الحقيقي في الحياة.. وأنا تعلمت ذلك من والدي.. أنا
أحببتُك بصدق ومن النظرة الأولى التي رأيتُك بها في قصر والدي منذ عدة سنوات.. لذلك
سامحتُك مع أنني ما زلتُ حزينة على ما فعلتهُ بي.. لكنك جعلتني أنسى حُزني وآلامي
"
توسعت عيناي بذهول عندما سمعت ما تفوهت به طفلتي.. ثم كتمت شهقتي عندما
تابعت بانبي قائلة
" عندما تتعلم أن تمنح الحب والمسامحة بلا حدود.. ستجد السعادة تغمر
حياتك وتعيش في حالة أمل وسلام دائم.. هذا ما تعلمتهُ دائماً من والدي "
تجمدت نظراتي على الطريق أمامي وتابعت القيادة بسرعة مُعتدلة بينما قلبي
كان ينبض بجنون في هذه اللحظات..
ساد الصمت بيننا في السيارة حتى وصلت أخيراً إلى قصري في الريف.. أطفأت
مُحرك السيارة ونظرت إلى بانبي..
ابتسمت بحنان عندما رأيتُها نائمة
تأملتُها بنظرات حنونة ثم حركت يدي اليمنى وأبعدت خصلات شعرها عن وجهها
وهمست لها برقة
" وأنتِ طفلتي جعلتني أعود إلى الحياة وجعلتِ قلبي ينبض من جديد
بسعادة "
أخفضت رأسي وقبلت شفتيها برقة ثم ترجلت من السيارة.. حملت بانبي ودخلت إلى
القصر وصعدت إلى جناحي.. وضعت بانبي على السرير ثم غادرت الغرفة ونزلت إلى الطابق
الأرضي.. جلست على الأريكة واتصلت برجالي في دي فالكوني وأمرتهم ليأتوا وفي أقل من
ساعة إلى قصري ولم أهتم بأنهم جرحى..
ثم أجريت عدة اتصالات واكتشفت بغضب إلى أين هربت شقيقتي الصغيرة.. حان الوقت
حتى أجعلها تتأدب قليلا.. سوف أُعاقبها..
بعد مرور أربعين دقيقة وقفت في وسط الغرفة في الطابق السفلي الأول ونظرت
إلى رجالي بنظرات حادة وهتفت بغضب وبقسوة عليهم
" كيف سمحتم لشقيقتي بمغادرة القصر أيها الحمقى؟.. تكلموا؟.. كيف
تركتم كتالينا تهرب؟.. تكلموا أيها الأغبياء "
قال إنزو وهو المسؤول عن الأمن في قصري في دي فالكوني
" سيد بيلاتشو ما تطلبهُ منا كان شبه مُستحيل.. إنها الأنسة كتالينا
من تتكلم عنها.. إنها الكابوس بنفسه.. لا أحد يجرؤ على مواجهتها.. ثم الأنسة أطلقت
النار علينا و... "
اقتربت من إنزو وسحبت مُسدسهُ من حزامه على خصره ووضعت فوهة المُسدس على
رأسه وهتفت بغضب أعمى
" أيها السافل.. ذكرني لماذا وظفتك لتكون من حُراسي؟.. ثم هل تظن الرجولة
في حمل السلاح أيها الغبي؟.. يمكنني أن أعطيك درساً طويلا عن الرجولة ولكن
سأختصرها لك ببضع كلمات حتى تفهمها أنتَ وجميع رجالي الحمقى هنا.. الرجولة تتطلب
الشجاعة في مواجهة التحديات والمواقف الصعبة.. الرجولة هي أن تتمتع بالشجاعة.. الشجاعة
في الرجل تتجلى في القدرة على مواجهة المخاطر والتحديات بدون خوف أو تردد "
تأملني إنزو بخوف فأبعدت المُسدس عن رأسه وهتفت بغضب أعمى
" وأنتم ضعفاء لا نفع لكم.. تخافون من فتاة أيها الحمقى "
لكمت إنزو بقوة على وجهه فوقع على الأرض بينما كانت الدماء تسيل من أنفه..
نظرت إلى رجالي بغضب وهتفت بقوة
" إن حدث أي مكروه لشقيقتي في روسيا سأقتلكم جميعاً.. والآن انصرفوا
من أمامي.. لا أريد رؤية أي أحد منكم.. انصرفوااااااااااااا "
ساعد رجلين إنزو بالوقوف ثم غادروا جميعهم الغرفة..
خرجت من الطابق السفلي وأنا أشتُم بقهر وصعدت إلى الطابق الأول
كنتُ أشتُم بغضب لأنهم أفسدوا سهرتي مع طفلتي بانبي.. كنتُ قد حجزت مطعم
قريب من قصري وهو داخل أفخم فندق في المنطقة.. كنتُ أريد تقديم هديتي المميزة لها
الليلة.. فقد اشتريت قصر فخم في دي فالكوني لطفلتي وأردت أن أُقدمهُ هدية لها
بمناسبة مرور سنة على زواجنا.. حسنا في الحقيقة بعد ثلاثة أسابيع ذكرى السنة
الأولى لزواجنا ولكن قررت الاحتفال به الليلة لأن زفاف كاتي قريب..
مشيت بغضب وفكرت بقهر.. حتى لم أستطيع مفاجئة بانبي بقالب الحلوى الكبير..
وحتى لم أستطع تقديم هديتي لها.. طفلتي الجميلة لم تعرف بمفاجأتي لها الليلة وهذا
أغضبني بشدة.. وكتالينا عليها أن تدفع ثمن هروبها اليوم..
دخلت إلى غرفة البليار وسكبت كأساً من الويسكي.. جلست على الأريكة ونظرت
بغضب أمامي وهمست بغيظ
" لن تمر فعلتكِ كتالينا بهذه السهولة.. سوف أعاقبكِ عندما أجدكِ
"
اوه نعم لقد قررت السفر غداً إلى روسيا لأجد كاتي وأُعيدُها إلى إيطاليا
وأُعاقبها مثل الطفلة الصغيرة..
" مونرو "
انتشلني صوت بانبي من أفكاري.. نظرت بسرعة باتجاه الباب ورأيت طفلتي تقترب
بخطوات بطيئة لتقف أمامي وهي ترتدي قميص نوم أسود مثير جدا والروب الخاص بها وحذاء
بكعبٍ عالي..
وضعت الكأس على الطاولة وهتفت بغضب
" كيف خرجتِ من الغرفة بقميص نومكِ سيدة بيلاتشو؟.. هل فقدتِ عقلكِ؟..
إن رآكِ أحد رجال الأمن سأقتله "
وقفت أمامها ووضعت يدي على خصرها ثم جذبتُها إليّ حتى التصق جسدها بي..
رفعت بانبي رأسها وتأملتني بنظرات مثيرة وقالت بنعومة
" هل تشعر بالغيرة سيد بيلاتشو؟.. هممم!.. لا داعي لغيرتك أسدي
الوسيم.. لم أرى سوى السيدة ماري وهي أخبرتني بأنك في هذه الغرفة "
أخفضت رأسي قليلا ونظرت في عمق عينيها وقلتُ لها
" لا أسمح لأحد برؤية ما أمتلكهُ سيدة بيلاتشو.. وأنتِ من أملاكي
الخاصة "
لدهشتي أبعدتني بانبي عنها ثم ابتسمت بإغراء ثم أزالت الروب عن جسدها ثم
قميص نومها ووقفت أمامي عارية وقالت بنبرة مثيرة
" لم أكن أعلم بأنني من أملاكك الخاصة سيد بيلاتشو.. اثبت لي ذلك..
اثبت لي بأنك تمتلكني "
شتمت بعصبية إذ انتصب عضوي الذكري وكاد ان ينفجر.. اقتربت من بانبي
وعانقتُها إلى صدري بطريقة مُتملكة وهمست بأذنها
" أنا لا أحتاج لإثبات أي شيء لكِ يا زوجتي العزيزة.. فأنتِ خُلقتِ من
أجلي أنا فقط "
انتباه مشهد جريء**
رفعت رأسها ثم قبلتُها بشغف.. وعندما شعرت بأنفاسها تنقطع فصلت القبلة ثم
جذبت بانبي باتجاه طاولة البليار.. أدرت جسدها حتى بات ظهرها مُلتصقاً بصدري..
خلعت سترتي ورميتُها بعيداً ثم ثبت كف يدي على ظهر بانبي وجعلتُها تنحني
قليلا على الطاولة
لمست مؤخرتها بيدي اليمنى وقلتُ لطفلتي بأنفاس مُتسارعة
" سوف أمارس معكِ الحُب بطريقة مُختلفة الليلة طفلتي الجميلة.. فقط لا
تخافي مني صغيرتي.. لن أؤذيكِ "
لدهشتي سمعت بانبي تسألني بتوتر
" هل ستضع لي تلك اللعبة في.. في فتحة مؤخرتي؟.. إنها تؤلم جداً.. لا أريد
أن أتألم "
أخفضت رأسي وقبلت ظهرها بقبلات عديدة ثم قلت لصغيرتي
" لن أؤلمكِ بانبي.. ولن أستخدم أي لعبة.. ثقي بي "
بدأت بلمس ظهرها وخصرها ثم صدرها.. وزعت قبلاتي الحارة على رقبتها وظهرها
ثم فتحت زر بنطالي والسحاب وبعدها أخرجت عضوي الذكري المنتصب وبدأت بمداعبة مؤخرة
بانبي الجميلة بعضوي الذكري..
شعرت بجسدها يرتعش.. رفعت رأسها بيدي اليسرى ثم أدرتهُ إلى الخلف قليلا وقبلتُها
بشغف على شفتيها الجميلتين..
فرقت ساقيها بيدي اليمنى وبركبتي ثم أمسكت بعضوي الذكري ودفعتهُ بهدوء داخل
فتحة مهبلها الضيقة والجميلة..
تأوهت بقوة بسبب شعوري بعضوي يقتحم فتحة مهبلها الرائعة.. ثم بدأت أدفع
برقة في البداية وبعد لحظات بدأت أدفع بسرعة..
تأوهات بانبي وهمسها باسمي بطريقة مثيرة أفقدتني نفسي.. ودونَ أن أتوقف عن
مُضاجعتها بقوة رفعت ظهرها بكلتا يداي وبدأت ألمس جسدها وصدرها.. وزعت قبلاتي على كتفها وعنقها.. أدرت جسد بانبي ثم رفعت ساقيها ووضعتُها على خصري ثم أخفضت ظهرها على
طاولة البليار وبدأت أدفع بقوة بينما تأوهاتي ملأت الغرفة بكاملها..
ولم أتوقف عن ممارسة الحُب مع بانبي لنصف ساعة كاملة.. أفرغت سائلي المنوي
بداخل مهبلها واحتضنت بانبي بقوة إلى صدري..
قبلت شفتيها برقة ثم أخرجت عضوي من مهبلها ثم مسحتهُ بمحرمة ورميتُها في
سلة مهملات..
انتباه: انتهى المشهد الجريء**
ارتخى جسد بانبي وكانت ساقيها ترتعشان بقوة.. حملتُها برقة ووضعتُها على
الأريكة ثم ساعدتُها بارتداء قميص نومها والروب ثم حملتُها وصعدت إلى جناحي..
ساعدت طفلتي لتستحم ثم تركتُها تنام بهدوء على صدري وأنا أحتضنُها بقوة...
في الصباح خرجت إلى الحديقة اذ اتصلوا بي رجالي وأخبروني بأنه يوجد شاب يُدعى
ستيفانو كافيلو يريد رؤية شقيقته روزاليا.. وطبعاً أخبروني رجالي بأنهُ هددهم
بالاتصال بالشرطة إن لم يسمحوا له برؤية شقيقته..
كنتُ فعليا قد توقعت سابقاً من ذلك الطبيب أن يأتي إلى قصري ليرى شقيقته..
وطبعا زيارته غير مرغوب بها.. ولكن شعرت بالشفقة عليه وقررت السماح له برؤية
شقيقته.. أمرت رجالي بإدخاله ويجلبوا شقيقته لتراه في حديقة القصر الخلفية بجانب
حوض السباحة..
وقفت بهدوء وشاهدت ما فعلهُ ماثيو.. هو يُحب روزاليا.. هذا واضح..
ابتسمت برضا عندما رأيتهُ يقف على قدميه وهتف باسم حبيبته بغيرة وبغضب
أعمى.. ثم رأيت جسدهُ يترنح وسقط في حوض السباحة.. ركضوا رجال أمني لمُساعدته
لكنني أشرت لهم بيدي ليتقفوا إذ رأيت روزاليا تركض وهي تصرخ بجنون
" ماثيووووووووووو.. ماثيو.. ماثيووووووووو... "
ثم رأيتُها تقفز في حوض السباحة العميق.. ابتسمت بسعادة وأمرت رجالي
" أخرجوا سيد ستيفانو من قصري.. زيارتهُ لشقيقته قد انتهت "
وفوراً تحركوا رجالي وأخرجوا بالقوة الطبيب وهو يهتف بخوف باسم شقيقته..
اقتربت من الحوض وقررت مُساعدة ماثيو و روزاليا.. وما أن أصبحت بجانب الحوض
وقبل أن أقفز رأيت رأس روزاليا يخرج من المياه ثم رفعت رأس ماثيو خارج المياه
وبدأت تبكي وتهتف بأنفاس مُختنقة
" ماثيو.. ماثيو تنفس أرجوك.. تنفس أرجوك... "
أخفضت جسدي وأمسكت بكتف ماثيو ورفعتهُ بسهولة قائلا للمسكينة روزاليا
" لا تخافي.. سيكون بخير.. أخرجي من الحوض بسرعة "
رفعت جسد ماثيو ووضعتهُ على الأرض.. نظرت إليه بقلق عندما هتفت روزاليا وهي
تجلس على ركبتيها بجانب جسد ماثيو
" سيد بيلاتشو.. ساعدهُ أرجوك.. هو لا يتنفس "
نظرت إليها بغضب وهتفت
" هل تريدين مني أن أُقبلهُ يا فتاة؟.. تحركِ وقبليه.. أقصد يجب أن تبدئي فوراً
بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي له.. هيا تحركي "
راقبتُها بينما كانت تُجري الإنعاش القلبي الرئوي للمسكين ماثيو.. تنهدت
براحة عندما بصق المياه من فمه وبدأ يشهق بقوة ويسحب الهواء إلى رئتيه..
تنهدت براحة وانسحبت بهدوء وتركتهما بمفردهما.. أخبار ماثيو و روزاليا
تصلني كلها وبالتفصيل في كل يوم.. لقد أمرت سابقاً رجالي بمراقبتهما في شركتي وفي
قصري..
صعدت إلى غرفتي ورأيت بضعف زوجتي الجميلة تخرج من الحمام وهي عارية.. ولم
أستطع مقاومة مشاعري فمارست الحُب معها... وبعد ساعة اتصلت بالمطار وأمرت بتجهيز
طائرتي الخاصة الثانية لأنني سأسافر إلى روسيا وأُشعلها بشقيقتي الجميلة..
كتالينا بيلاتشو**
" لن أتخلى عنكِ حوريتي.. ولن أتخلى عن ابني.. سأتبعكِ في جميع بلدان
العالم ولن أتخلى عنكِ وعن طفلي مهما فعلتِ.. أحبكِ كتالينا بيلاتشو.. وأصبحت
أعشقكِ أكثر الآن لأنكِ حامل بطفلنا "
شحب وجهي بشدّة ووقفت ببطء ونظرت إليه بصدمة كبيرة.. وفكرت بتوتر.. باغو لا
يجب أن يكون هنا.. ما كان يجب أن يكون هنا.. إلهي.. ماذا يجب أن أفعل الآن؟!..
اقترب باغو ببطء ووقف أمامي وتأملني بنظرات حنونة وقال
" أحبُكِ بجنون كتالينا بيلاتشو.. ولن أتخلى عنكِ وعن طفلنا مهما
فعلتِ "
نظرت إليه بغضب وهتفت بوجهه
" من تظن نفسك أيها الأحمق؟.. هل فعلا تظن بأن الطفل الذي أحملهُ في
أحشائي هو ابنك!.. أنتَ فعلا غبي "
رأيت بحزن باغو يتأملني بنظرات حزينة ومصدومة.. ولكنني لا يجب أن أضعف
أمامه حتى أحميه من مونرو.. قسيت على نفسي وتابعت رغماً عني هاتفة بغضبة وبسخرية
" أنتَ فعلا أغبى مما كنتُ أظن.. "
اقتربت منه ورفعت رأسي عاليا.. تباُ له فهو طويل.. رفعت رأسي ونظرت بحقد
إلى عينيه وتابعت بسخرية قائلة
" دون باغو لا تُسافر بعيداً بخيالك.. والد طفلي هو ماثيو لودر.. وأنا
أعشق ماثيو لودر وسوف أتزوجه بعد ثلاثة أسابيع.. أما أنت.. هممم.. لن أكذب عليك..
لقد استمتعت بالتلاعُب بك طيلة فترة إقامتي في قصرك النجمة.. وكنتُ طبعاً أتخذ احتياط حتى لا أحمل بطفلٍ منك.. كنتُ أستخدم دواء لمنع الحمل أيها الغبي حتى لا أحمل
بطفلٍ قبيحٍ منك "
اعتصر قلبي بألمٍ شديد عندما رأيت فكهُ يرتعش وعيونه تتأملني بصدمة كبيرة..
استخدمت ما تبقى لي من قوة قبل أن أنهار أمامه وأعترف لهُ بكل شيء وقلتُ له بسخرية
" تصور أن أكون حامل بطفلك.. مُجرد تفكيري بذلك أشعر بالغثيان
وبالقرف.. كُن رجلا وتوقف عن مُراقبتي وتتبُعي مثل المهوسين.. أنا أكرهُك وكنتَ
مُجرد تسلية بالنسبة لي و... اااههه... "
تأوهت في النهاية عندما أمسكني باغو بكتفيّ ثم هزني بقوة وهتف بغضب
" توقفي.. توقفي عن التفوه بالأكاذيب كتالينا.. أنا أعرفكِ جيداً
حبيبتي.. أنتِ تُحبينني كما أنا أحبكِ.. وأنتِ حامل بطفلي.. "
توقف عن الصُراخ وتوقف عن هزي.. نظرت إليه بحدة وهتفت بغضبٍ كبير
" إياك أن تلمسني مرة أخرى دون باغو بالوفا وإلا قطعت لك يديك "
ثم اقتربت منه ورفعت ركبتي بسرعة وضربت عضوه الذكري بها.. شهق باغو بألم
وانحنى ظهره إلى الأمام.. أمسكت كتفيه ثم ركلت معدتهُ بركبتي ثم رفعت كتفيه عاليا
ورغم ألمه لكمت معدتهُ لكمة قوية..
سقط باغو على الأرض على ركبتيه أمامي وتأوه بألمٍ شديد.. نظرت إليه بحزن
ولكن تمالكت نفسي.. استدرت وأمسكت حقيبتي وقبل أن أُغادر الكافتيريا نظرت إلى باغو
وقلتُ له بغضبٍ بارد
" إياك أن تحاول التكلم معي مرة أخرى.. صدقني إن حاولت الاقتراب مني
والتكلم معي سأقتلك "
غادرت المطار ورأيت سائق سيرغي بانتظاري..
وصلت إلى مقر السري للزعيم الروسي سيرغي بروخروف.. رأيت رجالهُ يتأملونني
بنظرات الإعجاب ولكن عندما اقترب سيرغي واستقبلني بسعادة قائلا بالروسية
" مرحباً بالكابوس كتالينا بيلاتشو "
رأيت رجالهُ تتوسع عيونهم بخوف ثم أشاحوا نظراتهم بعيداً عني.. قهقهت بخفة
واقتربت من سيرغي وصافحته قائلة
" مرحباً سيرغي.. كنتُ سألفظ بكلمة زعيم لكن بنظري لا يوجد زعيم سوى
شقيقي بيلاتشو "
تأملني بإعجاب مثل عادته وقال باحترام
" ما زلتِ قوية الشخصية أنسة كاتي وجريئة جداً.. وطبعاً أحترم رأيكِ..
مونرو بيلاتشو هو زعيم الأول والوحيد عن حق.. تفضلي لو سمحتِ ورافقيني إلى مكتبي
"
تبعته إلى غرفة مكتبهِ الفخم.. جلست بأناقة وبطريقة مُغرية على الأريكة.. ظهري
مستقيمًا ومستويًا ثم وضعت ساقاً فوق الأخرى..
وضعت حقيبتي على الأرض ونظرت بهدوء إلى سيرغي.. تأملني بنظرات الاعجاب
وسمعتهُ يتغزل بي قائلا
" أصبحتِ أكثر جمالا من ذي قبل.. كل مرة ألتقي بكِ أجد نفسي أسافر في
عالم آخر مليء بالجمال والسحر.. أنتِ بالفعل تجعلين الحياة أكثر إشراقًا "
ابتسمت ببرود وأجبته بسخرية
" توقف عن التغزل بي سيرغي ودعنا نُباشر بالعمل "
ابتسم بوسع وأجابني موافقا.. رفعت حقيبتي عن الأرض ورميتُها على سطح مكتبهِ
أمامه وطلبت منهُ أن يفتحها..
فتحها وابتسم بوسع عندما رأى النقود.. رفع نظراته وتأملني بنظرات جادة وقال
" ما هو المطلوب مني أنسة بيلاتشو مقابل هذا المبلغ؟ "
ابتسمت بوسع وقلتُ له
" أريد قائمة بجميع أسماء المُقربين من ذلك الوغد غوركي مالكوفيتش.. وطبعاً
أسماء جميع أفراد عائلته.. أريد أسماء الكبار والصغار.. وحتى أسماء كلابهم
اللعينة.. وأسماء خدمهم.. وبعدها أريد بعض من الأسلحة "
تأملني سيرغي بإعجاب وقال بجدية
" طلبكِ سهل.. القائمة ستكون جاهزة في الصباح.. والآن أنسة بيلاتشو
أخبريني ما هي الأسلحة المُفضلة لديكِ لأحضرها لكِ الآن إن أردتِ "
ابتسمت برضا وأجبته
" أريد بندقية قنص دراجونوف.. و بندقية كلاشنكوف.. و مسدس ماكاروف الروسي..
و بندقية أك-47.. وطبعا أريد بعض الخناجر والسكاكين وقنابل يدوية.. وطبعاً أريدُك أن تُرسلها إلى غرفتي في الفندق "
ابتسم سيرغي بوسع وقال
" طلبكِ موجود أنسة بيلاتشو.. في أي فندق حجزتي؟ "
عندما أخبرته باسم الفندق وقف سيرغي وقال بنبرة جادة
" في تمام الساعة الثامنة صباحاً ستصلكِ قائمة بالأسماء.. وستصل الأسلحة إلى
غرفتكِ في الفندق "
وقفت بهدوء وشكرته ولكن قبل أن أُغادر مكتبه سألني سيرغي بجدية
" هل يمكنني أن أسألكِ أنسة بيلاتشو لماذا تريدين الانتقام من غوركي
مالكوفيتش "
نظرت إليه بنظرات باردة وأجبتهُ
" لقد عبث مع عائلة آل بيلاتشو.. وسأجعل الجميع غداً يرون كيف يكون
انتقام عائلة آل بيلاتشو مع كل من يحاول العبث معها "
استدرت وغادرت مقر سيرغي السري وأوصلني سائقه إلى فندقي.. اتصلت بإدارة
الفندق وطلبت أن يُرسلوا لي أفخم ملابس موجودة في أقرب متجر فخم للملابس النسائية
من الفندق.. ثم أعطيتهم مقاسي وأنهيت المُكالمة..
بعد مرور ساعة خرجت من غرفتي ولكن ما أن مشيت خطوتين حتى أغمضت عيناي وكورت
قبضتاي بشدة عندما سمعت
" كتالينا.. حوريتي الجميلة "
تباً.. باغو هنا!.. اللعنة...
استدرت ونظرت إليه بغضب.. لكن باغو مثل عادته اقترب مني وهو يبتسم ثم رفع
يدهُ ولمس خدي بنعومة بأصابعه وقال بنبرة حنونة
" لا تذهبي حبيبتي.. لا تبتعدي عني.. أرجوكِ توقفي عن تعذيبي.. الموت
أهون لي ألف مرة من تعذيبكِ لي بهذه الطريقة.. أنا أعلم بأنكِ حامل بطفلي.. وأنا
أعرف جيداً بأنكِ تحبينني.. توقفي عن تعذيبي كتالينا.. لا تبتعدي عني حبيبتي
"
تأملتهُ بغضب وكلمتهُ بصوتٍ مُنخفض
" توقف عن مُلاحقتي باغو.. لقد مللت منك.. وأنا لستُ حاملا منك.. توقف
عن تـــ... "
توقفت عن التكلم وارتعش جسدي بلذة عندما اقترب مني باغو وقرب وجهه مني
أنفاسه الحارة أحرقت وجنتي.. وقلبي نبض بقوة بسبب قربهُ الشديد مني..
إلهي.. شعرت بالضعف الشديد بسبب قربهُ مني وشعوري بأنفاسه..
قبلني باغو برقة على وجنتي ثم تابع قائلا بنبرة حنونة
" أحبكِ حوريتي الجميلة.. أريدُكِ كاتي.. أريدُكِ بجنون كتالينا
"
هرموناتي اللعينة جعلتني أستسلم عندما قبلني باغو على شفتاي بقبلة ناعمة
وحنونة و رومانسية..
استسلمت.. استسلمت وضعفت أمام قلبي ومشاعري..
تركت باغو يقبلني وسمحت له بأن يحملني ومشى باتجاه آخر غرفة.. فتح الباب ودخل
إلى غرفته ثم أغلق الباب...
في هذه الليلة استسلمت ومارست الحُب بجنون مع حبيبي دون باغو بالوفا.. ولكن
لم أنم طيلة الليل بسبب باغو.. إذ مارسنا الحُب مراراً وتكراراً دونَ أن نشعر بالإرهاق..
وفي الصباح نام باغو بسعادة وهو يحتضنني.. وظللت لساعات طويلة أنظر بحنان إلى وجهه
وهو نائم..
ولكن في الظهيرة تحركت بهدوء وابتعدت عنه.. وقفت وارتديت ملابسي ولكن قبل
أن افتح الباب نظرت إلى حبيبي والذي كان نائماً بعمق وبراحة..
تأملتهُ بنظرات عاشقة ثم قلتُ له بحزن
" سامحني حبيبي.. لكن هذه ليلتُنا الأخيرة معاً.. قريباً سأكون زوجة
لرجلٍ غيرك.. ولكن من المُستحيل أن أنساك للحظة واحدة.. ستبقى في قلبي وإلى
الأبد.. الوداع حبيبي.. "
خرجت من غرفته وتوجهت إلى غرفتي.. فتحت الباب ثم دخلت إلى جناحي الفخم وأغلقت
الباب ولكن ما أن استدرت تجمدت في مكاني برعبٍ شديد عندما رأيت شقيقي مونرو يجلس
على الأريكة وهو يحمل ملف وينظر إليّ بطريقة مُخيفة جداً..
بلعت ريقي بقوة وهمست بصدمة كبيرة
" مونرو.. ماذا تفعل هنا؟! "
تحرك ووقف ووضع الملف على الطاولة بجانبه ثم تأملني بنظرات غاضبة وقال
ببرود أعصاب مُخيف
" مرحباً كاتي.. هل هكذا تستقبلين شقيقكِ الوحيد؟.. خيبتِ أملي..
كنتُ أتوقع ترحيباً حاراً منكِ.. "
اقترب ووقف أمامي وتابع قائلا بنبرة غاضبة
" كنتُ أنتظركِ منذ ساعة تقريباً.. وطبعا اضطررت لاستخدام هاتفكِ
الخلوي عندما اتصل بكِ سيرغي وأراد أن يتأكد بأنكِ استلمتِ ما أرسلهُ رجالهُ لكِ..
وطبعاً نظرت في الجناح ورأيت الأسلحة وهذه القائمة الجميلة التي كنتُ أقرأها منذ
قليل.. "
توقف عن التكلم واقترب مني خطوة ثم تأملني بنظرات مُشتعلة من الغضب وهتف بقسوة
" أين كنتِ؟.. تكلمي "
نظرت إليه بخوف وأجبته بارتباك
" كنتُ في.. في.. "
أمسكني مونرو بكتفي وقال بغضب
" لا أريد سماع أكاذيبكِ بعد اليوم.. سنخرج من هنا على الفور ونذهب
إلى مكان آخر بعيداً عن هذا الفندق اللعين.. وعندما تنتهي مهمتنا هنا في روسيا
سنعود إلى إيطاليا.. وهناك عقاباً لكِ سوف تكونين سجينة في غرفتكِ لحين يوم زفافكِ
على ماثيو لودر "
ترقرقت الدموع في عيناي ولكن غصباً عني لأحمي باغو أجبت مونرو موافقة.. حرر
مونرو كتفي من قبضته ثم اتصل برجاله وطلب منهم الدخول إلى الجناح..
عندما دخلوا رجال مونرو أمرهم بإخراج الأسلحة ثم أمسك مونرو بالملف الذي
أرسله سيرغي لي..
وقف مونرو أمامي وأمرني لأتبعه.. غادرت الفندق برفقة مونرو وأنا أعلم جيداً
بأن ليلة الأمس كانت فعلا ليلة الوداع الأخيرة لي مع حبيبي باغو..
وعرفت بتعاسة بأن حكايتي مع باغو انتهت هنا وإلى الأبد.....
ماثيو المسكين الماضي لساتو عائق في طريقه واحساسه بالذنب يمنعه ان يعيش بسعادة مع من يحبها ولكن لاتبعدها عنك روزاليا هي التي سوف تجعلك تتمسك بالحياة اضافه الى ابنتك....الغيرة ولعت لدرجة وقف على قدميه.
ردحذفمورنو ايها الرائع ماهذا....فدوة كيف يعرف عنها كل شي دا يثبت كم انت تحبها ولكن كل ماعليك ان تعترف بذلك وبسرعة ...انت اسد رائع وجميل.
او او او او ماهذا بابني تعليمات ودروس كاتي لم تذهب سدى 🤣🤣 الاسد سوف يتفجر هههههههههه.
كاتي وباغو 😥😥😥 اوففف لو فقط كاتي اخبرت مونرو سوف تنتهي المسرحية هذه كلها وسوف تعرف انه سامح باغو لاجلها وطفلها فقط لو تتكلم.....اكيد مونرو يعرف اين كانت في احضان حبيبها....باغو ماهي رده فعله عندما يستيقظ.
البارت يجنن وتحفه كالعادة تسلم ايدك❤❤.
أشكركِ من أعماق قلبي لأنكِ أحببتِ الرواية حياتي وأحداثها
حذفسنرى أحداث جدا جميلة قريباً
قصة ماثيو وروزاليا جميييييلة جدااا😩❤️
ردحذفموقف ماثيو صعب، ماضيه ليس سهلاً أبدا وليس الكل يتقبل أن يكون شريكه يحمل ماضي اسود لهذه الدرجة
فعلاً لا اعلم كيف سيكون موقف روزاليا
يعطيك العافية هافن البارت جميل
ستكون هناك رواية خاصه ب ماثيو صحيح؟
اتمنى ان تكون هناك رواية خاصة به هو وروزاليا وليس بها الكثير من الشخصيات
أشكركِ حياتي
حذفوأنا سعيدة جدا لأنكِ أحببتِ قصة ماثيو و روزاليا
ونعم أفكر بكتابة رواية قصيرة عنهما لأنني لا أرغب باختصار قصتهما
جميل جدا وباغو صعبان عليه فعلا وماثيو كمان ونفسي روزاليا تعذبه شويه زي مهو قاسي عليها
ردحذفأشكركِ يا قلبي لأنكِ أحببتِ الرواية
حذفومن عيوني سيحدث ما طلبته قريباً
حقا باغو ضحية حبه لكتالينا وخوفها من أخيها وهو أيضا سبب تورطها في المشاكل ووقوعها في يد ذلك الروسي الحقير بسبب خوفها عليه أما مونرو فهو حقا بارع في الضغط على أخته وجعلها تعترف بعلاقتها بدون باغو هو فعلا يجيد التعامل مع الأمور .. اتمنى نهاية سعيدة للجميع وشكرا لك هافن مبدعة كالعادة .
ردحذفحياتي أشكركِ جزيل الشكر على محبتكِ الكبيرة لرواياتي ولي.
حذفجميله تسلم ايدك 😍
ردحذفشكراااااااااااااااا
حذف