رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. روزاليا المسكينه عم تتوجع كل مرة يعاملها ماثيو هكذا ولكن يكون سوف تكون رده فعلها عندما تعرف حقيقته اتمنى ان تسمع الحقيقة كامله ....ونكسر قلبها عندما سمعت زواج ماثيو وكاتي.
    ماثيو واضح انه نجحت في تجنبها ههههه انت واقع بحبها على الاخير ولن تستطيع التخلص منها ابدا ولكن الماضي واقف بينهم......ياريت ماريسا تعمل شي لماثيو واضح انها لم تصدقه.
    ماثيو وروزاليا اثنينهم يتمنى الاخر ان يحبه وهم في الاصل يعشقون بعض....ياريت يعترفون بحبهم مساكين.
    كاتي كان ممكن ان ينتهي كل شي لو فقط اخبرتي مونرو الحقيقيه هم صدكي انه فعلا صدق كذبتك.....اوف كاتي دائما تحب ان تضع نفسها في الخطر وباغو المسكين يركض خلفها.
    تسلم ايدك البارت يجنن وتحفه ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت والأحداث
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  2. مسكين باغو وربي أجمل شخصية فالرواية ودايم يضحي عشان كاتي، ليتها تعترف عاد... كم باقي حبيبتي هافن عن نهاية الرواية؟ وهل حقاً ستكتبي جزء 3 لماثيو؟؟؟
    كالعادة مبدعة متألقة... دمتي بخير.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث
      وفعلا فكرت بكتابة رواية خاصة عن ماثيو لكنني سوف أنهي حكايته هنا في رواية بيلاتشو
      تبقى القليل وتنتهي الرواية
      أظن 4 بالكثير 6 فصول وتنتهي الرواية

      حذف
  3. حقا باغو ضحية حب وعذاب مع كتالينا وخوفها من أخيها وهو أيضا من يكون سبب ورطتها في كل معركة وهجوم لانشغالها به انا متأكدة بأنه السبب في وقوعها بيد ذلك الروسي الحقير ومونرو سيستمر في الضغط عليها حتى تعترف بحبها لدون باغو فعلا مونرو زعيم يجيد التعامل مع عائلته ومن يتولى أمرهم ... اتمنى نهاية سعيدة للجميع وشكرا لك هافن انت مبدعة كالعادة .

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ على رسالتكِ الجميلة يا قلبي وأشكركِ على محبتكِ لروايتي وأحداثها
      سنرى قريبا كيف ستكون النهاية
      أتمنى أن تعجبكِ

      حذف
  4. مبدعه كالعاده
    دون باغو بيضرب من اول الروايه بسبب كاتي لازم بقي مونرو يجوزهم كفايه عليه كده😂😂

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي
      ونعم المسكين باغو يتحمل الكثير من أجل كتالينا

      حذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم



أيها الزعيم







روزاليا**


 

وقفت بهدوء أنظر إلى انعكاس صورتي في المرآة.. تنهدت برقة وهمست بحزن

 

" لماذا يكرهني سيد ماثيو؟.. ماذا فعلت له ليكرهني إلى تلك الدرجة؟!.. "

 

زفرت بقوة ثم فكرت بغضب.. يجب أن أتوقف عن التفكير به وبأسباب كُرههُ لي.. هو متزوج ولديه ابنة.. إلهي ساعدني أرجوك.. أنا يُعجبني رجل متزوج ولديه ابنة.. يجب أن أنساه.. بل من الضروري أن لا أُفكر به بعد اليوم..

 

نظرت إلى وجهي في المرآة وهمست بحزن

 

" يا ترى من هي زوجته؟!.. ثم هل هي مُنفصلة عن السيد ماثيو؟!!!.. تباً.. لقد قبلني اللعين وهو لديه زوجة.. منحرف لعين "

 

كنتُ على وشك البكاء لأنهُ متزوج وسرق قبلتي الأولى لكن قبل أن تسيل دموعي على وجنتاي سمعت طرقات خفيفة على باب غرفة نومي..

 

ركضت وفتحت الباب بنفسي لأرى السيدة ماري تقف أمامي وهي تبتسم برقة.. تأملتني بنظرات حنونة وقالت

 

" أنسة روزاليا.. يوجد ضيف ينتظركِ في حديقة القصر الخلفية بجانب حوض السباحة "

 

تأملتُها بنظرات مُتعجبة وسألتُها بدهشة

 

" يوجد ضيف يريد رؤيتي أنا؟!.. من هو؟ "

 

تأملتني ماري بنظرات حنونة وقالت قبل أن تُغادر

 

" إنها مفاجأة لكِ.. لا تتأخري كثيراً.. قد يُغير رأيه سيد بيلاتشو ويمنع ذلك الضيف من رؤيتكِ "

 

خرجت من غرفتي وتوجهت إلى الطابق الأرضي ثم خرجت من الباب الخلفي باتجاه حوض السباحة والحديقة الخلفية للقصر..

 

تجمدت في مكاني عندما رأيت شقيقي ستيفانو يقف بتوتر وهو ينظر باتجاه القصر.. ابتسمت بوسع وهتفت بسعادة

 

" ستيفانوووووووووووو... أخي... "

 

ركضت ورميت نفسي عليه وعانقتهُ بقوة.. تبادلنا العناق ثم ابتعدت عنه قليلا وأمسكت بيده اليسرى ونظرت إليه بسعادة وسألته

 

" أخي حبيبي.. اشتقت إليك بشدّة.. أنتَ بخير عزيزي؟.. هل تأكل جيداً؟.. وكيف هو عملك؟.. ثم كيف سمحو لك بالدخول إلى القصر؟.. إلهي.. لا يجب أن يراك سيد بيلاتشو وإلا أمر حُراس أمنه برميك خارجاً "

 

ابتسم ستيفانو بحنان وداعب وجنتي بأصابعه برقة وقال

 

" اشتقت إليكِ بجنون روزالي.. تبدين جميلة جداً مثل عادتك حبيبتي الصغيرة.. أنا بخير كما ترين.. ولقد أتيت اليوم حتى أُعيدكِ إلى منزلي.. لن أسمح بتاتا بأن تظلي في منزل زعيم مافيا خطير.. سنذهب معاً من هنا وإلى الأبد.. هيا تعالي برفقتي الآن ولا تخافي.. سأتصل بالشرطة إن لم يسمحوا لكِ بالخروج من هنا "

 

تأملتهُ بنظرات حزينة وقلتُ له بتوتر

 

" لكن ستيفانو لا أستطيع الذهاب.. تذكر بأن السيد بيلاتشو ســ.. "

 

جذبني شقيقي إليه وقبلني بحرارة على وجنتاي ثم ضمني إليه وقال بحنان

 

" لا يهمني أمر ذلك الزعيم.. سنخرج من هنا ونعود إلى منزلنا "

 

ابتعدت قليلا عن شقيقي فامسك بكلتا يداي ولكن قبل أن يتفوه بكلمة واحدة سمعت بذعر صرخة السيد ماثيو الغاضبة

 

" روزاليااااااااااااااااااااااا..... "

 

توسعت عيناي بذعر واستدرت بسرعة ونظرت إلى السيد ماثيو بذعر ثم شهقت وهمست باسمهِ بخوف

 

" سيد ماثيو!!.. "

 

ما جمدني في مكاني هو رؤيتي له يقف على قدميه.. لقد وقف السيد على قدميه.. إلهي...

 

سمعت شقيقي ستيفانو يسألني بغضب

 

" من هو هذا الرجل المُقعد؟.. ولماذا هتف باسمكِ بطريقة غاضبة؟.. روزاليا!!.. "

 

لم أستطع الإجابة عن أسئلة شقيقي إذ رأيت بفزعٍ كبير جسد ماثيو يترنح ثم سقط داخل حوض السباحة..

 

توسعت عيناي بذعر وهتفت بقوة

 

" ماثيووووووووووو.. ماثيو.. ماثيووووووووو.... "

 

ركضت بسرعة ورميت نفسي داخل حوض السباحة في المكان الذي سقط به ماثيو وبدأت أسبح إلى الأسفل.. بدأت أبحث عنه ورأيت بفزع جسدهُ في قعر الحوض وعيونهُ الجميلة مغمضة..

 

سبحت بسرعة باتجاهه وأمسكت بكتفيه ورفعتهُ بكامل قوتي وبدأت أسبح صاعدة إلى الأعلى.. ساعدني سيد مونرو إذ رفعه عاليا ووضع جسد ماثيو على الأرض..

 

وعندما بدأت بإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي له ارتعش جسدي بقوة عندما لامست شفتاي شفتيه.. شعرت بتلك الصاعقة تضرب جسدي للمرة الثانية.. في المرة الأولى عندما قبلني في السيارة والآن ها هي الصاعقة الكهربائية تضرب جسدي للمرة الثانية..

 

فجأة شهق ماثيو بقوة وبصق المياه من فمه ثم بدأ يتنفس.. كانت دموعي تتساقط على وجنتاي دونَ انتباه مني.. لم أنتبه بتاتا بأن السيد بيلاتشو غادر وبأن شقيقي ليس موجوداً.. كنتُ فقط أنظر بسعادة إلى وجه ماثيو الشاحب وأنا ابتسم بسعادة..

 

مسحت المياه عن وجهه ثم عانقتهُ بشدة وكلمتهُ بصوتٍ مُنخفض

 

" الحمدُ الله أنتَ بخير.. بخير سيدي "

 

وضعت رأسي دونَ انتباه مني على كتفه وأغمضت عيناي بينما كنتُ أحتضن ماثيو بقوة.. فجأة شهقت بذعر عندما دفعني ماثيو بعيداً عنه وسقطت على مؤخرتي على الأرض..

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بذهول إذ لم أفهم ما حدث.. رأيت سيد ماثيو يتأملني بنظرات غاضبة وهو يمسح وجهه من المياه ثم رفع يدهُ اليمنى ومسح المياه عن جبينه وشعره..

 

ارتعشت شفتاي وترقرقت الدموع في عيناي عندما هتف السيد بأنفاس مُختنقة

 

" ابتعدي عني.. إياك أن تلمسيني مرة أخرى.. اذهبي من هنا.. لا أريد شفقتكِ ولا أريد مُساعدتكِ لي.. ولا أريد رؤيتكِ أمامي.. ارحلي.. ارحلي من هنااااااااااا "

 

سالت دموعي على وجنتاي وما أن شعرت بها تُحرق بشرتي وقفت بسرعة وركضت مُسرعة باتجاه القصر وأنا أنتحب وأبكي بمرارة....

 

لم أخرج من غرفتي طيلة اليوم.. حتى أنني لم أذهب برفقة سيد ماثيو إلى الشركة.. كنتُ حزينة ولم أرغب برؤية أحد..

 

في المساء دخلت ماري إلى غرفتي وقالت بنبرة حنونة

 

" آنسة روزاليا.. أنتِ لم تأكلي شيئاً منذ الصباح.. العشاء جاهز ولا يوجد في غرفة الطعام سوى السيدة بانبلينا.. ما رأيكِ أن تتناولين وجبة العشاء برفقتها؟ "

 

نظرت إليها بحزن وسألتُها بتوتر

 

" والسيد ماثيو لن ينزل لتناول وجبة العشاء؟ "

 

تأملتني السيدة ماري بنظرات حنونة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم

 

 

ثم قالت برقة

 

" سيد ماثيو رفض تناول العشاء في غرفة الطعام.. لقد أرسلت لهُ وجبة العشاء منذ قليل إلى جناحه الخاص "

 

نظرت إلى ماري بخجل وسألتُها بارتباك

 

" سيدة ماري.. هل.. هل سيد ماثيو متزوج؟.. لقد رأيت سابقاً ابنته و.. اممم... "

 

ابتسمت ماري بوسع وأجابتني

 

" سيد ماثيو ليس متزوجاً.. لكن المسكين ماضيه مؤلم جداً.. والدة ابنته متوفية منذ ستة سنوات تقريباً.. وهو لم يكتشف بأن لديه ابنة سوى منذ عدة أشهر.. والسبب لأنهُ كان في غيبوبة "

 

شهقت بذهول وشعرت بالسعادة بسبب معرفتي بأنهُ ليس متزوج.. لكن قلبي غرق بالحزن عليه وعلى ابنتهُ المسكينة..

 

نظرت بحياء إلى السيدة ماري وسألتُها

 

" مسكين سيد ماثيو.. هل تعرفين كيف أصبح مُقعداً ولماذا كان في غيبوبة؟ "

 

تنهدت ماري بعمق وأجابتني

 

" أعرف القليل فقط عنه.. كل ما أعرفه بأنهُ شقيق الماركيزة ماريسا دي فالكوني.. وبأن السيد ماثيو يتعالج ليقف على قدميه من جديد وبسرعة.. وأعرف بأن والدة ابنته إيلينا هي شقيقة الماركيز المرحومة "

 

توسعت عيناي بذهول ونظرت إلى ماري بعدم التصديق.. إذ طبعا تذكرت ليدي إيلينا دي فالكوني.. من لا يعرفها في إيطاليا كلها.. فهي كانت شقيقة الماركيز.. والمسكينة تعرضت لحادث أليم في ليلة زفافها وخسرت زوجها ثم هي دخلت في غيبوبة وماتت بعد مرور سبعة أشهر..

 

أملت رأسي جانباً وهتفت بدهشة كبيرة

 

" لكن ماري الأنسة إيلينا دي فالكوني كانت تُحب السيد جيف ميلانو.. الجميع في إيطاليا يعرفون قصتها الحزينة.. المسكينة خسرت زوجها في ليلة زفافها بسبب الحادث الذي تعرضوا له مع الماركيز.. كيف تكون الطفلة إيلينا ابنتها وابنة السيد ماثيو؟ "

 

تأملتني ماري بنظرات جادة وقالت

 

" لا أستطيع إخباركِ ما لا أعرفه.. اسألي السيد ماثيو.. قد يُرضي فضولكِ عنه أنستي الجميلة "

 

احمرت وجنتاي بشدة واعتذرت منها بسبب فضولي ثم غادرت غرفتي..

 

تناولت العشاء برفقة صديقتي بانبلينا واستمعت بسعادة إلى حديثها عن زوجها وكم هي سعيدة معه.. وبدأت أحلم بأحلام اليقظة بالسيد ماثيو.. ودونَ شعور مني تمنيت أن يُعجب بي ويُحبني قريباً...

 


 

ماثيو**


 

نظرت بحزن إلى روزاليا وهي تركض داخلة إلى القصر بعد أن هتفت بوجهها بغضب.. ثواني قليلة جاء حارس وساعدني بالجلوس على كُرسي المُتحرك ثم ساعدني بالدخول إلى القصر..

 

كنتُ أتألم بشدة لأنني اكتشفت بأنني أُحب روزاليا.. رفضت الاعتراف لنفسي بحُبي لها في البداية لكنني استسلمت واعترفت الآن بمشاعري لنفسي..

 

روزاليا هي الفتاة التي كنتُ أحلم منذ زمن أن ألتقي بها وأُحبها وأتزوجها وأمضي حياتي برفقتها..

 

روزاليا هي فتاة أحلامي والتي كنتُ أحلمُ بها منذ زمنٍ بعيد..

 

تنهدت بعمق وأرخيت ظهري على ظهر الكُرسي المُتحرك ونظرت بشرود وبحزن أمامي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم

 

للأسف تعرفت عليها في الوقت الغير مناسب.. لا أمل لي بتاتا معها.. إن اكتشفت روزاليا حقيقتي أول ما سأراه في عينيها هو الاشمئزاز ثم الحقد والكراهية.. بالتأكيد ستكرهني عندما تكتشف الماضي الخاص بي والمؤلم..

 

رفعت يدي ووضعتُها على قلبي وهمست بحزن لقلبي العاشق

 

" سوف تعتاد على الحزن والألم.. هي ليست لنا.. لا هي ولا أي امرأة أخرى ستكون لنا.. هذا جزاء ما فعلتهُ في الماضي.. لقد خسرت المرأة التي أُحبها حتى قبل أن تُحبني هي.. وحتى قبل أن أتعرف عليها خسرتُها.. لا يوجد مُستقبل لي معها ولا مع أي امرأة أخرى.. لذلك يا قلبي أنا وأنت علينا أن نعتاد على هذا الألم "

 

نظرت إلى صينية الطعام وقررت أن أتناول طعامي قبل أن يبرد أكثر.. فضلت البقاء في غرفتي حتى لا أرى روزاليا وأشعر بالضعف أمامها وأُعاملها بقسوة بسبب أوجاعي اللعينة..

 

عندما انتهيت من تناول وجبتي حركت الكُرسي المُتحرك باتجاه الشرفة.. أوقفتُها أمام الحاجز ونظرت بحزن إلى حوض السباحة..

 

تذكرت ما حدث في الصباح.. وعاد قلبي ليؤلمني عندما تذكرت عناقها لذلك الرجل.. هل هو حبيبها؟.. هل هو صديقُها أم....

 

توقفت عن التفكير وهمست بغضب

 

" اللعنة.. يجب أن أتوقف عن التفكير بها.. هي وحياتها الشخصية لا تُهمني بتاتا.. لقد اتخذت قراري بالابتعاد عنها نهائياً.. روزاليا ليست لي ولن تكون لي في يوم "

 

وما أصعب هذا القرار الذي اتخذته.. صعب جداً أن أنظر إلى المرأة التي أحببتُها وأمنع نفسي من إظهار شعوري نحوها.. وما أصعب أن أُعاملها بقساوة بينما زهرتي الجميلة يليق بها الحُب والدلال..

 

نظرت إلى الأسفل وقررت أن أنزل إلى الحديقة وأريح أعصابي وقلبي قليلا..

 

خرجت من غرفتي ثم من القصر وأوقفت الكُرسي المُتحرك أمام نافورة جميلة للمياه.. سمعت خطوات تقترب فالتفت إلى الخلف ورأيت روزاليا تقترب..

 

لم أستطع إزالة نظراتي عنها.. كانت تبدو جميلة جداً.. جميلة مثل الزهرة النادرة..

 

رأيتُها تُشيح بنظراتها بعيداً عني وتابعت المشي باتجاهي ولكن ما أن أصبحت بجانبي قلتُ لها دونَ شعور مني

 

" روزاليا.. لا تذهبي "

 

اللعنة.. هل فقدت عقلي؟.. ماذا فعلت الآن؟.. واضح جداً بأنني أتبع قراري بتجنُبها.. تباً..

 

شتمت نفسي عندما رأيت روزاليا تقف بجانبي ونظرت إليّ بطريقة جميلة جداً..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم

 

كانت تبدو مُندهشة بسبب طلبي الغريب.. ثم ابتسمت بسعادة ووقفت أمامي تتأملني بخجل..

 

حمحمت بتوتر وأشحت بنظراتي بعيداً عنها وقلتُ لها بارتباك

 

" إن.. هو.. أنتِ.. إن كنتِ لا ترغبين بالبقاء فلا بأس بذلك.. يمكنكِ الانصراف "

 

لدهشتي الكبيرة سمعتُها تُجيبني بنبرة صوتها الناعمة والجميلة

 

" أرغب بالبقاء برفقتك سيد ماثيو "

 

طريقة لفظها باسمي جعلتني أتأوه برقة.. أغمضت عيناي ولعنت نفسي بداخلي لأنني لم أستطع السيطرة على مشاعري.. وبتعاسة سمعت روزاليا تسألني بنبرة قلقة

 

" أنتَ بخير سيد ماثيو؟ "

 

بسبب توتري اللعين لم أعرف كيفية التصرف.. إذ فتحت عيناي ونظرت إليها بتوتر وسألتهُا دونَ أن أنتبه

 

" من هو ذلك الرجل الذي كان يحتضنكِ في الصباح؟.. هل هو حبيبُكِ؟ "

 

اوه لا!!.. لا لا لا لا لا... ماذا فعلت؟!.. اللعنة لقد فضحت نفسي أمامها.. أتمنى أن لا تنتبه.. تباً لي ولغبائي ولتسرعي...

 

تأملتني روزاليا بنظرات مُندهشة في البداية ثم ابتسمت ابتسامة حنونة وقالت

 

" إنهُ ستيفانو شقيقي.. ثم أنا ليس لي حبيب "

 

نبض قلبي بعنف عندما سمعت ما تفوهت به.. ومثل الأحمق ابتسمت بسعادة أمامها.. رأيت روزاليا تتأملني بنظرات مُندهشة ثم ابتسمت بخجل ولم تُبعد نظراتها عن ابتسامتي السعيدة..

 

انتبهت على نفسي فأخفيت ابتسامتي بسرعة وحمحمت بارتباك ثم قلتُ لها بتوتر

 

" توقعت ذلك.. أعني.. لا يهم.. "

 

ابتسمت روزاليا بوسع ثم لدهشتي رأيتُها تمسك مساند الكُرسي الخلفية على الظهر وبدأت تدفع الكُرسي المُتحرك إلى الأمام وسمعتُها تقول بنبرة حنونة

 

" شقيقي اسمهُ ستيفانو.. وهو طبيب ومسؤول قسم الطوارق في مستشفى بوربون.. أتى اليوم إلى القصر لزيارتي "

 

استرخيت بهدوء على الكُرسي أستمع بسعادة إلى حديث روزاليا عن شقيقها.. أوقفت روزاليا كرسي المتحرك بجانب أشجار الزيتون و أشجار السرو.. ثم جلست على العشب أمامي وتابعت سرد حكايتها عن طفولتها مع شقيقها..

 

رأيت جسدها يرتعش قليلا بسبب البرد.. خلعت سترتي وقاطعتُها قائلا بنبرة حنونة

 

" خذي سترتي وضعيها على كتفيكِ.. أنتِ ترتجفين قليلا من البرد "

 

تأملتني روزاليا بذهول ثم بخجل وأخذت السترة ووضعتها على كتفها ثم قالت بحياء

 

" شكرا لك سيد ماثيو "

 

ابتسمت برقة ورأيت بسعادة وجنتيها تحمران من الخجل.. تنهدت برقة وتأملت روزاليا بعاطفة وبحنان بينما كانت تُخبرني عن شقيقها وكم تحبه وكم هي مُتعلقة به


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم


ذكرتي روزاليا بشقيقتي ماريسا.. ماريسا هي عالمي وحياتي كلها..

 

وبعد مرور وقتٍ طويل تنهدت روزاليا بقوة وقالت بخجل

 

" يبدو بأن حديثي قد أشعرك بالملل.. آسفة سيدي.. عندما أتكلم عن ستيفانو أنسى نفسي "

 

قهقهت بخفة وأجبتُها بحنان

 

" لم أشعر بالملل.. بل أشكركِ لأنكِ جعلتني أستمتع برفقتكِ والاستماع إليكِ "

 

احمرت وجنتيها بخجل ثم حاولت روزاليا الوقوف لكنها لم تستطع.. تأملتُها بنظرات قلقة وسألتها بسرعة

 

" أنتِ بخير؟ "

 

تأملتني روزاليا بنظرات متألمة وقالت بحزن

 

" أشعر بالخدر في قدماي.. لا أستطيع الوقوف وتحريكها "

 

قربت الكُرسي منها ثم أملت ظهري إلى الأمام ورفعت يدي أمامها وقلتُ لها

 

" أعطني يديكِ وحاولي والوقوف.. سوف أساعدكِ لا تقلقي "

 

وضعت روزاليا يديها في كف يداي ونظرت إليّ بطريقة سحرتني.. وبينما كنتُ غارقا في سحر عينيها لم أنتبه عندما جذبت روزاليا يديها بقوة لتقف إذ بدل أن أساعدها رأيت جسدي يُسحب إلى الأمام ثم وقعت فوق جسد روزاليا..

 

سمعتُها تشهق بألم فتحركت ورفعت صدري عاليا ونظرت إليها بفزع.. كانت روزاليا مُغمضة العينين ويبدو على ملامح وجهها الجميل الألم..

 

تملكني الخوف عليها وهتفت بذعر

 

" روزاليا.. أنتِ بخير؟.. آسف لم أقصد.. أنا لم أقصد أذيتكِ "

 

كنتُ أحاول تحريك جسدي وساقاي بعيداً عنها لكن لذعري سقطت من جديد فوق جسدها وارتطم جبيني برأسها..

 

شهقت بقوة وسمعت شهقة روزاليا المتألمة.. انتابني الخوف عليها أكثر فثبت ذراعي اليسرى على الأرض ورفعت وسطي عنها ونظرت إلى وجهها بقلق..

 

رفعت ذراعي اليمنى وبدأت ألمس وجهها بتوتر بأصابعي وأبعدت خصلات شعرها عن وجهها.. ثم سألتُها بارتباك وبقلقٍ شديد

 

" إلهي آسف.. لم أقصد.. أنتِ بخير زهرتي الجميلة؟ "

 

تجمدت نظراتي بخوف على وجهها عندما انتبهت على الخطأ الفادح الذي ارتكبته للتو.. لقد قلتُ لها زهرتي الجميلة وهو لقبها المُحببة لدي في الخفاء عن الجميع..

 

فتحت روزاليا عينيها ونظرت في عمق عيناي وهمست باسمي بطريقة ساحرة جداً

 

" ماثيو.... "

 

ارتعش جسدي بقوة فوق جسدها عندما سمعتُها تهمس بتلك الطريقة الجميلة باسمي.. لا أعرف ما أصابني إذ بدأت بخفض رأسي تدريجياً وقبل أن تلمس شفتاي شفتيها الناعمتين همست باسمها برقة

 

" روزاليا... "

 

ثم أغمضت عيناي وقبلتُها.. قبلتُها من أعماق قلبي العاشق لها.. قبلتُها بحنان.. قبلتُها بشغف.. قبلتُها بحب.. قبلتُها برغبة عميقة..

 

وبينما كنتُ أُقبلُها برغبة عميقة لم أنتبه على نفسي عندما بدأت بيدي ألمس عنقها نزولا إلى كتفها ثم صدرها..

 

لمست صدرها الجميل وداعبتهُ بيدي من فوق قميصها.. تأوهاتنا ملأت أرجاء الحديقة.. وقبلتي الرقيقة تحولت إلى قبلة نارية..

 

ولكن عندما شعرت بانتصابي توقفت فجأة عن تقبيل روزاليا ورفعت رأسي ونظرت إليها بذعرٍ شديد.. ثم نظرت إلى يدي والتي كانت تحاوط صدرها الأيسر والذي كان يعلو ويهبط بسرعة..

 

أبعدت يدي عنها بسرعة وكأنها احترقت.. ثم انتفضت ورميت جسدي بعيداً عنها.. نظرت أمامي بفزع ودونَ أن أنظر إلى روزاليا قلتُ لها بأنفاس مُتسارعة وبندم

 

" سامحيني.. لن يتكرر ما حدث.. أعتذر منكِ.. ما كان يجب أن يحدث ذلك.. الأفضل أن تعودي إلى غرفتكِ "

 

سمعت صوت شهقتها ومن طريقة تنفسها عرفت بأنها تبكي.. ثواني سمعت روزاليا تتحرك لتقف ثم ركضت مبتعدة عني..

 

أغمضت عيناي بشدة وسالت دموعي على وجنتاي.. قلبي كان يؤلمني جداً.. لم يعُد بإمكاني تحمل المزيد من الألم.. كنتُ بحاجة لأُفضفض عن عذابي لأحد لذلك وبإصرار زحفت باتجاه الكُرسي ورفعت جسدي وجلست عليه ثم دخلت إلى القصر واتصلت بشقيقتي ماريسا وطلبت منها أن تأتي لزيارتي في قصر مونرو بيلاتشو في أقرب وقت..

 

ولم أنم طيلة الليل بسبب تفكيري بزهرتي الجميلة روزاليا...

 

 

روزاليا**


 

دخلت إلى غرفة نومي ثم أغلقت الباب وسقطت على الأرض أبكي بتعاسة وبألمٍ شديد..

 

شهقت بقوة وهمست ببكاء

 

" أنا أحبه.. أنا أحب ماثيو لودر "

 

اعترفت بمشاعري أخيراً نحو ماثيو.. عندما قبلني منذ قليل عرفت بأنني أحبهُ بجنون.. هو الرجل الوحيد الذي جعلني أفكر به ليلا نهاراً.. هو الرجل الوحيد الذي يجعل قلبي ينبض من أجله بجنون.. هو الرجل الوحيد الذي جعلني أتمنى أن يُقبلني.. ماثيو لودر هو الرجل الوحيد الذي امتلك أحلامي من اللحظة الأولى التي رأيتهُ بها.. ماثيو هو الرجل الوحيد الذي أتمنى من أعماق قلبي أن يحبني..

 

أسندت ظهري على الباب وبكيت بتعاسة.. مسحت دموعي بقهر وهمست بعذاب

 

" أنا أحبه.. أحبه.. ماذا يجب أن أفعل؟.. كيف سأجعلهُ يحبني؟.. أنا يائسة.. الحُب مؤلم جداً "

 

للأسف بكيت طيلة الليل بسبب ما حدث.. ولم أستطع النوم سوى في أوقات الفجر..

 

مضى يومين على حادثة الحديقة.. يومين مؤلمين جداً.. كنتُ أتجنب رؤية ماثيو قدر الإمكان رغم مرافقتي له إلى الشركة.. حتى هو كان يتجنب التكلم معي ورؤيتي.. كنتُ أذهب برفقة سائق السيد بيلاتشو إلى الشركة وأعود برفقته.. أما ماثيو فكان يذهب برفقة الحارس جوفاني..

 

اشتقت إليه بجنون.. اشتقت لرؤيته وسماع صوته.. حتى في الشركة كان يضع على مكتبي ورقة مكتوب عليها كل ما يريدهُ مني لأنجزه في العمل.. كان يرسل الورقة مع الحارس جوفاني.. وأي شيء يريده يطلب من جوفاني أن يُخبرني به.. أصبحت أكره جوفاني بشدة..

 

في المساء وصلت إلى القصر.. ما أن أوقف السائق سيارته في الموقف الخارجي رأيت سيارة بنتلي جديدة جميلة جدا كانت متوقفة أمامي.. وبجانبها يوجد خمس سيارات رباعية الدفع سوداء اللون..

 

ترجلت من السيارة وما أن دخلت إلى القصر رأيت ماري تتحرك بسرعة في البهو وهي تعطي تعليمات صارمة للخدم..

 

اقتربت منها وسألتُها بتعجُب

 

" ماري.. لماذا تبدين متوترة؟.. وتلك السيارات في الخارج لمن تعود؟ "

 

تأملتني ماري بنظرات حنونة وأجابتني بسرعة قائلة

 

" إنها الماركيزة دي فالكوني.. أتت اليوم لزيارة شقيقها.. كما السيد بيلاتشو وصل برفقة الأنسة كتالينا منذ قليل.. والسيد بيلاتشو يبدو غاضبا جداً من حفيدتي.. وهو ينتظر وصول السيد ماثيو.. أنا خائفة.. أظن كارثة على وشك الحدوث الليلة.. من الأفضل أن تصعدي إلى غرفتكِ "

 

نظرت إليها بذهول ولكن قبل أن أفتح فمي لأعترض ركضت ماري باتجاه المطبخ وهي تهتف على الخدم المساكين ليجهزوا القهوة إذ وصل السيد ماثيو..

 

طبعاً فضولي تغلب عليّ.. وكان يجب أن أعرف ما يحدث.. ركضت واختبأت خلف الحائط الفاصل بين السلالم وغرفة الجلوس..

 

سمعت الحارس جوفاني يتكلم مع ماثيو قائلا له

 

" السيد بيلاتشو اتصل بي منذ خمس دقائق وطلب أن أوصلك إلى مكتبه.. الماركيزة تنتظرك برفقة سيد بيلاتشو في مكتبه "

 

سمعت ماثيو يسأل جوفاني بسعادة

 

" ماريسا هنا؟.. هذا رائع.. ثم متى وصل السيد بيلاتشو؟ "

 

سمعت جوفاني يُجيبهُ باحترام قائلا

 

" وصل منذ ساعة إلى القصر برفقة الأنسة كتالينا والرجال "

 

اختلست النظر إليهما ورأيتهما يدخلان في المصعد الكهربائي ثم صعدا به.. نظرت أمامي بدهشة وهمست

 

" من هي كتالينا؟ "

 

وطبعا غلبني فضولي للمرة الثانية لمعرفة ما يحدث.. رأيت الخادمة تجر عربة عليها فناجين القهوة وقطع الكيك وقوارير مياه للشرب.. ودونَ تفكير ركضت باتجاهها ووقفت أمامها أُعيق طريقها وقلتُ لها بتصميم

 

" كارين.. اذهبي واستريحي قليلا.. سأخدم السيد بيلاتشو وضيوفه بنفسي "

 

حاولت كارين الاعتراض لكنني أصريت عليها وأقنعتُها في النهاية حتى تسمح لي بأخذ العربة.. وافقت في النهاية وجررت العربة باتجاه مصعد الخاص بالخدم..

 

جررت العربة وما أن وصلت إلى باب غرفة مكتب السيد بيلاتشو تجمدت في مكاني عندما سمعت السيد بيلاتشو يقول بصوتٍ مُرتفع وباللغة الإنجليزية

 

" نعم ماركيزة دي فالكوني.. قراري نهائي.. ماثيو عليه أن يتزوج من شقيقتي كتالينا فهي حامل بطفله "

 

شحب وجهي بشدة وارتعشت أناملي عندما سمعت الماركيزة تهتف بصدمة كبيرة

 

" حامل؟!!.. كيف تكون حامل من شقيقي وهي... "

 

قاطعها ماثيو قائلا بصوتٍ مُرتعش

 

" ماريسا أرجوكِ لا تعترضي.. أنا أحب كتالينا وسوف أتزوجُها.. وهي حامل بطفلي "

 

سمعت الماركيزة تهتف بغضب

 

" ما هذا الجنون؟.. ما الذي يحدث هنا؟!.. هل هددتَ ماثيو حتى يتزوج من شقيقتك؟ "

 

كنتُ على وشك الإغماء عندما سمعت سيد بيلاتشو يُجيبها بنبرة جادة وحازمة

 

" أنا لم أُهدد شقيقكِ ماركيزة.. ماثيو و كتالينا يُحبان بعضهما بجنون.. هل لديكِ مانع؟.. لا أظن.. ثم شقيقتي حامل منه ولن أوافق بتاتا على أن تنجب طفلها من دون زواج.. والآن أستأذن منكم.. يجب أن أُجري مُكالمة هاتفية ضرورية "

 

تساقطت دموعي عندما سمعت حديثهم.. ولكن لا أعرف كيف تحركت واختبأت خلف الحائط حتى لا يراني السيد ويعرف بأنني كنتُ أتنصت عليهم..

 

وضعت العربة بجانبي وكتمت فمي بيدي حتى لا يسمع سيد بيلاتشو شهقاتي.. ولكن رأيت فتاة جميلة جداً تتبعه عندما دخل إلى المصعد الكهربائي ورأيتُها تكلمهُ ومن لغة جسدها كان يبدو عليها بأنها خائفة منه.. ولكن تلك الفتاة دخلت إلى المصعد ثم انغلق الباب..

 

لا أعرف كيف خرجت من مخبئي ومشيت بخطوات مُترنحة باتجاه باب المكتب ..

 

وقفت جامدة أنظر إلى الباب من بين دموعي عندما سمعت الماركيزة تهتف بغضب

 

" أخبرني ماثيو بالحقيقة.. ماذا فعلوا لك هنا؟.. من المُستحيل أن يكون ما سمعتهُ حقيقي.. أنتً لستَ الأب البيولوجي لجنينها.. تكلم.. أخبرني أي شيء.. تكلم ماثيو.. هل قاموا بتهديدك؟.. أخبرني أخي أرجوك "

 

سمعت ماثيو يُجيبها بغضب

 

" أنا أُحبهاااااااا.. والطفل في رحمها هو ابني.. لماذا أنتِ متفاجئة ماريسا؟.. فأنا رجل لعين بماضٍ مُقرف.. أنا مُجرد مُغتصب وقاتل.. ولدي ابنة من ثمرة اغتصاب.. ما المانع بأن أضاجع فتاة أعجبتني وجعلتُها تحمل بطفلي من جديد؟.. ها.. أخبريني ما الذي يمنعني؟.. فسبق واغتصبت فتاة في ليلة زفافها وأمام جثة زوجها وجسد شقيقها المُحترق.. كتالينا لم تهتم لماضيّ المُقرف بل أحبتني دونَ أي شروط وهي الآن حامل بطفلي "

 

ترنح جسدي بقوة وجحظت عيناي وشحب وجهي بعنف عندما سمعت ما تفوه به الرجل الذي أحببتهُ بغباء.. لا أعرف كيف استدرت وركضت إلى غرفتي.. كل ما أعرفه بأنني وقفت في وسط غرفة نومي وهمست بإعياء

 

" ماثيو لودر ليس سوى مُغتصب وقاتل... الرجل الذي أحببته ليس سوى قاتل ومُغتصب.. "

 

وسقطت على الأرض أبكي بدمار وأنتحب.. تحطمت أحلامي كلها.. وتحطم قلبي..

 

وبعد مرور ساعة نزلت إلى الأسفل وطلبت من السيدة ماري هاتفها.. اتصلت بشقيقي ستيفانو وما أن تلقى مُكالمتي قلتُ له بهدوء

 

" ستيفانو.. سوف أنتظرك أمام بوابة القصر.. تعال أخي وأخرجني بسرعة من هنا.. لا أريد البقاء.. لا أريد "

 

سمعتهُ يهتف بقلق

 

( ماذا فعلوا لكِ شقيقتي؟.. لا تخافي.. سآتي بسرعة.. انتظريني.. لن أتأخر )

 

عندما أنهيت المُكالمة سلمت الهاتف للسيدة ماري ولم أترك لها المجال لتتكلم معي إذ استدرت وغادرت القصر.. ولدهشتي الحُراس لم يتفوهوا بكلمة واحدة عندما طلبت منهم أن يفتحوا لي البوابة الخارجية بل نفذوا بسرعة ما طلبتهُ منهم..

 

مشيت بهدوء ووقفت ساعة كاملة أمام البوابة أنتظر شقيقي.. وعندما وصل أوقف السيارة أمامي ثم ترجل منها وساعدني بالجلوس على المقعد بجانب السائق.. وبعدها قاد سيارتهُ عائداً إلى منزلنا.. ولم يتفوه شقيقي بكلمة واحدة أثناء قيادته للسيارة بل تركني أبكي واحترم صمتي..

 

وعرفت بأنني لن أرى ماثيو لودر بعد هذه الليلة.. وعرفت بأنني يجب أن أنساه وأنسى حُبي له...

 

 

مونرو**

 

 

وصلت إلى روسيا وتحديداً إلى مدينة سانت بطرسبرغ.. ما أن تم فتح باب الطائرة رأيت ذلك الغبي سيرغي ينتظرني برفقة رجاله وكان يبدو عليه الخوف الشديد.. عليه أن يخاف مني لأنهُ أحمق ولعين..

 

نزلت السلالم ورأيت السائق يفتح لي باب السيارة الخلفي لكنني تجاهلته ومشيت باتجاه ذلك السافل سيرغي والذي لم يستطع السير بسبب خوفهُ الشديد مني..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم


عندما شاهدني أقتربُ منه ركض باتجاهي ثم وقف أمامي ورفع يدهُ ليصافحني وهو يقول بلغتهِ الروسية

 

" أهلا بك في سانت بطرسبرغ زعيم.. أعذرني لــــ... ااااعععععععه... "

 

هتف بألمٍ شديد عندما لكمتهُ لكمة قوية على وجهه ووقع على الأرض أمامي.. تأملتهُ بنظرات غاضبة ثم أمسكتهُ بذراعه ورفعتهُ عالياً ليقف على قدميه ثم لكمتهُ لكمة ثانية على وجهه ولكن قبل أن يقع على الأرض من جديد أمسكتهُ بإحكام بذراعه ونظرت إليه بغضب أعمى خاصة عندما سألني اللعين ببراءة

 

" سيد بيلاتشو.. لماذا لكمتني؟.. ماذا فعلت لك حضرة الزعيم؟ "

 

أبعدت يدي عن ذراعه ووضعت كف يدي على خده وصفعتهُ بخفة وقلتُ لهُ بحدة باللغة الروسية

 

" سيرغي العاهر.. متى ستتعلم بأن تتصل بي فور ما أن تتواصل معك الكابوس شقيقتي؟.. هممم.. أجبني "

 

توسعت عينيه بذعر وقال بتلعثم الأحمق

 

" الكــ.. الكابــ.. الكابوس هنا في روسيا؟.. لم أكن أعلم بأنها هنا سيد بيلاتشو.. صدقني "

 

صفعتهُ بقوة على خده فشهق سيرغي بألم وتأملني بخوف.. حدقت في وجهه القبيح وهتفت بغضب

 

" إياك أن تكذب عليّ أيها الأحمق.. عادة أنا أقتل كل من يكذب عليّ لكن الآن ليس لي مزاج لأقتل أحد.. لذلك لا تختبر صبري كثيراً وأخبرني ماذا أرادت منك الكابوس.. وأين هي الآن؟ "

 

شهق سيرغي بقوة ثم أخبرني بسرعة بما حدث منذ وصول كتالينا إلى روسيا لغاية أن أوصلها سائقهُ الخاص إلى الفندق..

 

نظرت إليه بغضب ثم لكمتهُ لكمة قوية على وجهه فوقع على الأرض وتأملني بخوف وهو يضع يدهُ على أنفه النازف..

 

تأملتهُ بقرف وقلتُ له بأمر

 

" في المرة القادمة إن تواصلت معك كتالينا ولم تُخبرني بذلك سأجعل كلابي تُضاجعك ثم سأقتلك وأُطعم لحمك وعظامك لرجالك الأغبياء.. والآن تحرك واتبعني أيها السافل "

 

استدرت ومشيت باتجاه السيارة ثم أمرت رجالي ليتبعوني وجلست في المقعد الخلفي وأمرت السائق ليتوجه بسرعة إلى فندق كوتلينا بالاس.. ثم بدأت أُفكر وأتوعد لشقيقتي بعقاب كبير...

 

ترجلت من السيارة ودخلت إلى الفندق وتبعوني رجالي برفقة سيرغي وحُراسه الأغبياء.. تأهل بي مدير الفندق ورافقني إلى مكتبه..

 

جلست بهدوء على الأريكة وطلبت منه ليتصل بشقيقتي ويطلب منها أن تأتي.. ولكن بعد عدة محاولات منه ليتصل بها قال المدير بخوف

 

" سيد بيلاتشو.. يبدو بأن الأنسة كتالينا ليست في غرفتها "

 

 تأملتهُ بنظرات غاضبة وأمرته ليضع لي كاميرات المراقبة.. وطبعا نفذ طلبي إذ أعاد تسجيل الكاميرات منذ ليلة الأمس ورأيت بغضب ما حدث..

 

كورت كلتا قبضتاي بشدة وهمست بغضب

 

" دون باغو بالوفا.. لماذا لم أستغرب بأنك هنا في روسيا وتحديداً في فندق كوتلينا بالاس "

 

وقفت وتابعت هامساً بغضب

 

" هو فعلا يُحب كاتي.. طبعاً يُحبها وبجنون.. هذا جيد "

 

شكرت المدير وأخذت منه مفتاح الثاني لجناح كتالينا ثم غادرت مكتبه.. وقفت وأمرت سيرغي ورجاله ليتكفلوا برجال الدون وطبعا لا أريدهم أموات.. ثم صعدت إلى جناح كتالينا وأمرت رجالي حتى ينتظروني في الأسفل..

 

ما أن دخلت إلى الجناح رأيت صناديق أسلحة وذخائر ودفتر تم وضعه على المنضدة في غرفة الجلوس.. شتمت بغضب واتصلت بالغبي سيرغي وما أن تلقى مُكالمتي هتفت بغضب أعمى

 

" أيها الغبي أرسلتَ لها الأسلحة والذخائر إلى جناحها في الفندق.. لماذا لم تُخبرني بذلك أيها اللعين؟ "

 

سمعت صوت أنفاسه المُتسارعة ثم سمعتهُ يُجيبني بخوف

 

( سيد بيلاتشو.. ظننت بأنني أخبرتُك في المطار بأنني أرسلت لها ما طلبتهُ مني الأنسة كتالينا إلى غرفتها في الفندق )

 

تنفست بعصبية وهتفت بغضب

 

" أيها الغبي لم تُخبرني بذلك.. سوف أعاقبك.. والآن تصرف مع رجال الدون واذهب إلى مقرك السري وانتظرني.. إن هربتَ مني سأقتلك بنفسي ثم سأقتل عشيقتك ثم سأقتل زوجتك.. وأنتَ أيها السافل أمام كتالينا لم تستقبلني اليوم في المطار.. هل كلامي واضح أم أعيدهُ لك حتى يستوعبه رأسك الفارغ؟ "

 

أجابني موافقاً بخوف وأنهيت المُكالمة وشتمت بغضب.. الآن لا يجب أن تعلم كاتي بأنني رأيت سيرغي في المطار.. ولا يجب أن تعلم بأنني عرفت أين أمضت ليلتها الساخنة ومع من..

 

مشيت بهدوء وسحبت الملف وجلست بهدوء على الأريكة وبدأت بقراءة أسماء وعناوين كل من له صلة بذلك العاهر غوركي مالكوفيتش..

 

بعد مرور نصف ساعة دخلت كتالينا إلى الجناح وتجمدت بذعر عندما شاهدتني أجلس بهدوء أمامها..

 

" مونرو.. ماذا تفعل هنا؟! "

 

وقفت ووضعت الملف على الطاولة بجانبي ثم تأملت بغضب بارد شقيقتي المُشاغبة والكاذبة والتي تحتاج إلى تأديب مني.. وقلتُ لها ببرود أعصاب مُخيف

 

" مرحباً كاتي.. هل هكذا تستقبلين شقيقكِ الوحيد؟.. خيبتِ أملي.. كنتُ أتوقع ترحيباً حاراً منكِ.. "

 

اقتربت ووقفت أمامها وتابعت قائلا بنبرة غاضبة

 

" كنتُ أنتظركِ منذ ساعة تقريباً.. وطبعا اضطررت لاستخدام هاتفكِ الخلوي عندما اتصل بكِ سيرغي وأراد أن يتأكد بأنكِ استلمتِ ما أرسلهُ رجالهُ لكِ.. وطبعاً نظرت في الجناح ورأيت الأسلحة وهذه القائمة الجميلة التي كنتُ أقرأها منذ قليل.. "

 

توقفت عن التكلم واقتربت منها خطوة ثم تأملتُها بنظرات مُشتعلة من الغضب وهتفت بقسوة

 

" أين كنتِ؟.. تكلمي "

 

نظرت إليّ بخوف وأجابت بارتباك

 

" كنتُ في.. في.. "

 

وطبعاً كاتلينا لن تُخبرني بالحقيقة مثل عادتها اللعينة مؤخراً.. شعرت بالحزن وبخيبة أمل كبيرة لأنها لا تريد إخباري بالحقيقة..

 

لقد قمتُ بتربيتها بنفسي وعلمتُها أن تكون صادقة معي وأن تثق بي دائماً.. لكنها خذلتني.. شقيقتي لا تثق بي بتاتاً.. وهنا اتخذت قراري النهائي والذي لن أتراجع عنه مهما حدث..

 

اضطررت لأعاملها بقسوة وطلبت منها مُرافقتي.. ثم اتصلت براجلي وأمرتهم ليأتوا إلى الجناح..

 

عندما دخلوا رجالي أمرتُهم بإخراج الأسلحة ثم أمسكت بالملف الذي أرسله سيرغي وأمرت كاتي لتتبعني.. وغادرت الفندق..

 

أوقف السائق السيارة أمام مقر سيرغي السري.. نظرت إلى كتالينا بغضب وكلمتُها بحدة

 

" اتبعيني.. وإياكِ أن تُعصي أوامري.. عليكِ بتنفيذ كل ما أطلبهُ منكِ "

 

ترجلت من السيارة ودخلت إلى المبنى برفقة كاتي ورجالي.. استقبلني الغبي سيرغي وما أن رفع يدهُ ليصافحني لكمتهُ بقوة على وجهه فسقط على الأرض وهو يتأوه بألم..

 

وقف أمامي ومسح الدماء عن أنفه المُتورم وقال بخوف

 

" ما هي أوامرك سيد بيلاتشو؟ "

 

أجبتهُ ببرود

 

" أرشدني إلى مستودع الأسلحة الخاص بك "

 

تبعته برفقة كاتي ورجالي إلى مستودع الأسلحة.. تأملت الأسلحة بملل وبينما كنتُ أفحص بندقية كلاشنكوف نظرت إلى سيرغي وقلتُ له بملل

 

" أريد الأفضل سيرغي.. ما هو أجدد سلاح تمتلكهُ؟ "

 

ابتسم سيرغي بسعادة وأجابني

 

" لدي مجموعة جديدة استلمتُها في الأمس.. وفي تلك المجموعة يوجد سلاح فتاك "

 

توقف عن التكلم وركض باتجاه باب حديدي كبير.. ضغط على زر في لوحة الكترونية على الحائط وانفتح الباب الحديدي ورأيت أسلحة نالت إعجابي على الفور..

 

مشيت بهدوء ودخلت إلى تلك الغرفة.. نظرت إلى الأسلحة باستحسان ثم اخترت بندقية ورفعتُها وبدأت أفحصها..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم

 

وقف سيرغي الغبي بجانبي وقال بشغف

 

" اختيار مميز زعيم.. إنها أفضل بندقية أمتلكها.. أطلقت عليها اسم المُدمرة.. إنها الأقوى والأمتن على الاطلاق.. لن تندم مُطلقاً لأنك اخترتها "

 

وجهت البندقية على رأسه فهتف سيرغي بذعر وهو يرفع ذراعيه عالياً باستسلام

 

" لا لا لا لا لا.. لا تقتلني.. سيد بيلاتشو.. اسمعني أرجوك.. لن يتكرر ما فعلته في الأمس.. صدقني أرجوك "

 

ابتسمت بخبث وقلتُ له بسخرية

 

" إنها محشوة.. هذا جيد.. لا تتبول على نفسك سيرغي.. لن أقتلك "

 

تنهد سيرغي براحة فابتسمت بسخرية ثم أخفضت البندقية وسلمتُها لحارسي وقلت لـ سيرغي بأمر

 

" أريدُها.. وأريد بعض من الأسلحة لرجالي ولي "

 

تأملني القذر بسعادة وقال بوقاحة

 

" بالطبع سيد مونرو.. ولكن كم ستدفع مُقابل تلك الأسلحة؟ "

 

نظرت إليه بغضب وقلتُ له بحدة

 

" سبق ودفعت لك كتالينا مبلغاً كبيراً في الأمس.. والآن ابتعد من أمامي قبل أن أقتلك "

 

ارتعش بخوف واعتذر مني ثم ابتعد عني وأمر رجاله بخدمتنا..

 

بعد مرور ساعتين كنتُ في فندق بيلمونتي جراند هوتيل إيجوريف.. هذا الفندق من أقدم الفنادق في روسيا.. حيث تم بناؤه في عام 1875.. يتميز بأجوائه الفاخرة والتصميم الكلاسيكي الأنيق..

 

كنتُ أتأكد من أسلحتي وأضعها في حقيبة سوداء كبيرة.. دخلت كتالينا إلى جناحي وقالت برقة

 

" مومو.. ما زلتَ لا ترغب بالتكلم معي؟ "

 

لم أُجيبها فسمعتُها تتنهد بحزن ثم اقترب ووقفت أمامي ونظرت إليّ بحزن قائلة

 

" أرجوك مومو تكلم معي.. لا تُعاملني بهذه الطريقة وكأنني غير موجودة.. لو سمحت أخي تكلم معي "

 

وضعت المُسدس في الحقيبة ونظرت إليها ببرود قائلا

 

" هل كنتِ تتوقعين مني أن أظل في إيطاليا بعد هروبكِ يا أنسة؟.. هل فعلا توقعتِ أن أعفو عنكِ بعد أن أطلقتِ النار على حُراسي وهربتِ من القصر وسافرتِ إلى روسيا حتى لم تُحاولي الاتصال بي وإعلامي بأنكِ تريدين الانتقام من عائلة غوركي.. هل فعلا ظننتِ بأنني لن أتبعكِ؟.. هل فعلا ظننتِ بأنني لن أشعر بالقلق عليكِ وعلى الجنين الذي تحملينه في أحشائك؟ "

 

تأملتُها بخيبة أمل كبيرة وتابعت قائلا لها بنبرة مُعاتبة

 

" أنا لم أقم بتربيتكِ بنفسي حتى يأتي يوم وتفقدي ثقتكِ بي.. ولم أقم بتربيتكِ بنفسي حتى تكذبي عليّ وتتخذي قرارات بالنيابة عني.. أنا هو من يحق لهُ الانتقام كتالينا.. أنا هو رأس عائلة بيلاتشو.. أنا شقيقُكِ والمسؤول عنكِ حتى لو كنتِ في التسعين من عمركِ.. إن لم أعُد في نظركِ جديراً بعائلة آل بيلاتشو أخبريني بذلك الآن "

 

ألمني قلبي عندما رأيت الدموع تترقرق في عينيها الجميلتين.. وشعرت بالأمل بأنها قد تعترف لي عن علاقتها بالدون باغو.. ولكن لخيبة أملي اقتربت كاتي وقبلتني على وجنتي ثم عانقتني بشدة وقالت بحزن

 

" لا أخي.. لا تقل هذه الكلمات القاسية.. أنتَ هو عالمي وكل حياتي.. وأنتَ زعيم ورأس عائلة آل بيلاتشو.. أنا فقط كنتُ غاضبة من ذلك السافل غوركي وقررت أن أسافر وأقتل كل من يحبهم بسبب ما فعلهُ بك وبزوجتك وبي وبــ باغــ.. أقصد بابلو صديقي.. والحُراس المساكين الذين فقدوا حياتهم بسببه "

 

تنهدت بقوة ولم أُبادلها العناق لأنها ألمتني من جديد بعدم ثقتها بي وكذبها عليّ..

 

ابتعدت كاتي عني وتأملتني بنظرات حنونة ثم قالت بندم

 

" سامحني مومو.. أنا لم أُخبرك بما أُخطط لفعله لأنك كنتُ مشغولا قليلا برفقة بانبلينا "

 

وعادت لتكذب عليّ من جديد.. تأملتُها بنظرات غاضبة وأجبتُها ببرود

 

" مهما كنتُ مُنشغلا في أمور حياتي الشخصية والعملية سأجد دائما الوقت لأراكِ ولأتكلم معكِ.. أنتِ شقيقتي كاتي.. ولن أُحب أحداً كما أحبكِ "

 

ابتسمت كتالينا بوسع إذ ظنت بأنني سامحتُها.. اقتربت مني وعانقتني بقوة ثم قالت بمرح وهي تبتعد عني

 

" أُحبك بجنون مومو.. أنتَ أفضل أخ في العالم "

 

نظرت إليها بنظرات هادئة وأجبتُها برقة

 

" أتمنى أن تتذكري ذلك دائما "

 

تأملتني كاتي بدهشة وسألتني

 

" أتذكر ماذا؟ "

 

أجبتُها بينما كنتُ أُغلق سحاب حقيبتي

 

" أن تتذكري دائما بأنني أفضل أخ في العالم بالنسبة لكِ وبأنكِ تُحبينني كما أحبكِ "

 

أجابتني بتوتر

 

" طبعاً مومو.. من المُستحيل أن أنسى ذلك "

 

حملت حقيبتي ثم نظرت إلى كاتي وقلتُ لها بأمر

 

" أنتِ حامل.. ولن أسمح لكِ بأن تتأذي.. لن تأتي برفقتي وهذا أمر "

 

شهقت كتالينا بذهول ثم هتفت باعتراض

 

" لكن مومو أريد أن أكون برفقتك.. لا يمكنك منعي مــ.. "

 

اقتربت منها بسرعة ورفت أصبعي السبابة أمام وجهها وقاطعتُها قائلا بتهديد

 

" لن تأتي برفقتي كتالينا.. أنتِ حامل الآن ولا أريدُكِ أن تتأذي أنتِ والطفل.. لقد أجلت انتقامي من عائلة غوركي حتى أتعافى جيداً من إصابة كتفي وأتأكد بأنكِ و بابلو بخير.. لكنكِ أفسدتِ كل شيء بهروبكِ.. والآن سوف تنفذين أوامري دونَ أي نقاش.. لن تأتي وأنا أعنيها.. وهذا من أجل سلامتكِ "

 

حاولت كاتي الاعتراض واقناعي بالعدول عن قراري لكنني غادرت جناحي وأقفلت الباب عليها وتركتُها تطرق الباب وهي تهتف بغضب حتى أفتح الباب لها..

 

نظرت إلى رجالي الواقفون أمام باب جناحي وأمرتهم بحدة

 

" إياكم أن تسمحوا لها من الخروج من هنا.. لا تتحركوا من هنا لحين عودتي "

 

وغادرت الفندق وقدت سيارتي التي أرسلها لي ذلك الغبي سيرغي وتوجهت إلى أول مبنى يسكنهُ أقارب غوركي مالكوفيتش..

 

هذه البندقية المُدمرة كانت رائعة.. لساعتين متواصلتين قتلت نصف مَن مكتوبة أسمائهم في الملف.. أما النصف الآخر كان يجب أن أقود سيارتي إلى بوشكين والتي تقع على بُعد حوالي 24 كيلومترًا جنوب شرق سانت بطرسبرغ.. وكان يتوجب عليّ القيادة إلى بيترهوف والتي تقع على بُعد حوالي 29 كيلومترًا غرب سانت بطرسبرغ..

 

وأخيراً عندما وصلت إلى بيترهوف كان قد تبقى لي اسم نيكولاي مالكوفيتش وهو ابن عم غوركي و لوديس مالكوفيتش.. وهو يمتلك عصابة لا بأس بها في روسيا.. فهو يُتاجر بالمخدرات وتجارة الأعضاء البشرية..

 

أوقفت سيارتي بعيداً عن المبنى وبدأت بالمنظار الليلي أراقب تحركات حُراسه.. شعرت بالريبة قليلا عندما لم أجد حارساً واحداً خارج المبنى..

 

خرجت من السيارة وأمسكت بحقيبة الأسلحة وحملت مُسدس في يدي ومشيت بهدوء باتجاه المبنى.. نظرت من بعيد إلى كاميرات المُراقبة.. رفعت حاجبي ونظرت باستغراب إلى الكاميرات المطفأة.. ضوء الأحمر في وسطها كان مُطفئ وهذا دليل على أن الكاميرات لا تعمل.. وهذا غريب..

 

فجأة سمعت صوت زمجرة خلفي.. يوجد كلاب شرسة خلفي.. ضغطت قبضة يدي على مقبض المسدس واستدرت ببطء ورأيت أمامي ستة كلاب شرسة من نوع البيتبول.. كانتُ تُظهر أنيابها وتُزمجر عليّ وتتأملني بغضب..

 

وقبل أنا أتحرك نبحوا بعنف وهجموا عليّ.. للأسف الشديد كان يجب أن أتخلص من تلك الكلاب مع أنني أُحب بطبيعتي الكلاب..

 

رفعت ذراعي وأطلقت النار على رؤوسهم واحداً تلو الأخر وسقطوا أمامي على الأرض.. نظرت بحزن إلى تلك الكلاب الجميلة ثم سمعت حركة أمامي.. تنهدت بقوة وأمرتُها بحدة

 

" يمكنكِ الخروج من مخبأكِ اللعين كتالينا "

 

رفعت نظراتي ورأيت بغضب كتالينا تخرج من مخبأها وتقترب إلى وسط الطريق ومشت باتجاهي..

 

وقفت أمامي وتأملتني بتوتر ولكن قبل أن تفتح فمها رفعت يدي أمام وجهها وقلتُ لها بغضب

 

" لا تتكلمي.. لقد سئمت من تصرفاتكِ الطائشة واللعينة.. سأدخل إلى المبنى بمفردي.. إن لم أخرج منه في خضون ربع ساعة يمكنكِ التدخل "

 

رأيتُها بغيظ تبتسم بسعادة لكنها قالت ببراءة

 

" مومو.. ماذا لو حدث لك مكروها في الداخل؟.. اسمح لي بمرافقتك و.. "

 

قاطعتُها قائلا بحدة

 

" لا.. نفذي ما قلته لكِ.. وحسابكِ لاحقا لأنكِ هربتِ من الفندق "

 

تأملتني بنظرات بريئة تجعلني بها أنسى غضبي منها.. لكن هذه المرة لم تنجح حيلتها معي.. اقتربت منها وقلتُ لها بغضب

 

" لا تنظري إليّ بتلك الطريقة.. هذه النظرات لم تعد تنفع معي "

 

شعرت بالألم في قلبي عندما رأيت نظراتها الحزينة.. تنهدت بعمق وسألتُها برقة

 

" هل جلبتِ أسلحتكِ؟ "

 

اختفت طبعا نظراتها الحزينة لشقيقتي وأجابتني بسعادة

 

" نعم مومو لقد جلبتُها.. خبأتُها خلف تلك الشجرة "

 

وأشارت بيديها باتجاه احدى الشجرات.. لم أستطع منع نفسي من الابتسام.. تأملت شقيقتي بحنان وقلتُ لها

 

" أنتِ فعلا الكابوس بنفسه كاتي.. سأدخل الآن ولكن إياكِ أن تدخلي إلى المبنى قبل مرور ربع ساعة "

 

استدرت ثم فتحت حقيبتي وأخرجت ما أحتاجه من ذخيرة وبعض الأسلحة ومشيت باتجاه المبنى ودخلته.. نظرت بحذر أمامي بينما كنتُ أصعد السلالم بخطوات بطيئة.. وما أن وصلت إلى الطابق الأول هاجموني مجموعة من الرجال وبدأوا بإطلاق النار باتجاهي..

 

اختبأت خلف الحائط وبدأت بإطلاق النار عليهم وأصبتهم واحدا تلو الآخر وقتلتهم.. خرجت بهدوء من مخبأي وبينما كنتُ أبحث عن ذلك العاهر نيكولاي رأيت فجأة عدد كبير من الرجال يدخلون من النوافذ ومن الأبواب وبدأوا بإطلاق النار..

 

رفعت طاولة ذلك المكتب الضخمة وجعلتُها كالجدار الحامي أمامي واختبأت خلفها وبدأت بإطلاق النار على هؤلاء الأغبياء..

 

سحبت قنبلة يدوية وسحبت عنها صمام الأمان ثم استقمت بسرعة ورميت القنبلة على رجال نيكولاي ثم قفزت على الأرض وأغلقت أذناي بكلتا يداي.. صوت انفجار قوي سمعتهُ مع صرخات الرجالي المُرتعبة.. تسطحت على ظهري ثم وقفت واختلست النظر إلى الأمام..

 

ابتسمت برضا عندما رأيت بعض الجثث على الأرض مع بعض الأشلاء.. ولكن خمسة من الرجال استطاعوا الهروب.. وقفت وما أن خرجت من خلف الطاولة المقلوبة دخلوا رجال إلى الغرفة ورفعوا أسلحتهم باتجاهي..

 

قفزت على الأرض وتسطحت على جنبي بجانب جثة وبدأت بإطلاق النار عليهم واحداً تلو الآخر.. وعندما قتلتهم وتبقى واحدا منهم فرغت ذخيرة مُسدسي.. شتمت بعصبية وأزلت الخزنة القابلة للإزالة لتسهيل إعادة التعبئة بالذخيرة وقمت بتعبئة الذخيرة بسرعة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم



 

ثم أطلقت النار على ذلك الغبي وقتلته.. وقفت ونفضت الغبار عن بدلتي.. تباً بدلتي الجميلة أصبحت ممتلئة بالغبار الروسي اللعين..

 

أصابني الهلع بسبب وسواسي اللعين بالنظافة.. شتمت بعصبية ثم فجأة تذكرت زوجتي الجميلة بانبي.. ابتسمت بخفة وهمست بمرح

 

" ياه صغيرتي المثيرة.. هي الوحيدة التي لا أقرف منها وحتى لا أقرف إن رأيت أوساخ عندما تكون برفقتي.. اشتقت لطفلتي جداً.. وأرغب بممارسة الحب معها بجنون.. لدى عودتي إلى إيطاليا سوف أمارس معها الحُب بجنون.. ولن يوقفني شيء عن فعل ذلك "

 

ما ان خرجت من المكتب والذي أصبح مُجرد ركام وممتلئ بالجثث هجموا خمسة رجال عليّ ولكم واحدا منهم ذراعي التي أحمل بها المسدس ليطير مسدسي عاليا ويقع على الأرض..

 

شتمت بعصبية وبدأ القتال.. استخدمت مهارتي في الفنون القتالية وأبرحتهم ضرباً للملاعين مع أنني تلقيت لكمتين قويتين على وجهي الجميل..

 

اشتد بي الغضب عندما لكمني ذلك العاهر فركلتهُ على معدته ثم أمسكت ذراعه وحطمت لهُ عظامها ثم خلعت كتفه.. رميت القذر على الأرض ثم أمسكت مسدسي وأطلقت النار على الرجال الخمسة الذين حطمت عظامهم بسعادة..

 

 مشيت في الممر ولكن فجأة سمعت صوت طلقات نارية وصوت صرخات..

 

أغمضت عيناي وهمست بحدة

 

" كتالينا.. لماذا دخلتِ واللعنة إلى المبنى؟ "

 

فتحت عيناي ونظرت إلى ساعتي.. خمس دقائق وتنتهي الربع ساعة خاصتي.. ولكن كاتي مثل عادتها أصبحت تعشق مخالفة أوامري اللعينة..

 

ركضت باتجاه الأصوات ونزلت السلالم باتجاه الطابق السفلي الأول.. رفعت مسدسي أمامي وما أن دخلت احدى الغرف رأيت رجلين مُسلحين أمامي ولكن قبل أن يتنفسان في حضوري أطلقت النار عليهما


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم

 

خرجت من تلك الغرفة وركضت إلى الأمام أحاول أن أجد كتالينا قبل أن يُصيبها أي مكروه هي وطفلها.. وعندما دخلت إلى الغرفة الثالثة تجمدت في مكاني بذهول عندما رأيت نيكولاي يقف أمامي وهو يصوب سلاحه على رأس شقيقتي والتي كانت جاثية على ركبتيها أمامه وتضع يديها خلف عنقها باستسلام ورأيت بقهر بجانبها العاشق دون باغو بالوفا وبجانبه خمسة من رجاله كانوا يجلسون على ركبهم وهم يرفعون أيديهم عاليا باستسلام..

 

وطبعاً خلفهم رجال الحقير نيكولاي.. وكان عددهم كبير..

 

سمعت العاهر نيكولاي يضحك بمرح ثم قل لشقيقهُ القذر فلاديمير

 

" أنظر فلاديمير من في ضيافتنا الليلة.. الزعيم مونرو بيلاتشو وشقيقتهُ الكابوس وزعيم المافيا الثاني دون باغو بالوفا.. يااااااي.. بدأ المرح أخي.. سيكون لنا الشرف الليلة بقتلهم "

 

رفع نيكولاي مسدسهُ على رأس كتالينا ولكنني تحركت بسرعة ورفعت مسدسي باتجاه رأس شقيقهُ الحبيب فلاديمير..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 32 - أيها الزعيم

 

نظرت إلى نيكولاي بغضب وقلتُ له بحدة بالروسية

 

" أبعد سلاحك عن شقيقتي.. دعها ترحل من هنا وسأبقى مكانها أنا ودون باغو بالوفا.. لكن دع كتالينا تذهب من هنا وإلا قتلت شقيقك المعتوه أمامك "

 

تأملني نيكولاي بنظرات حاقدة وقال بكراهية

 

" أنتَ لستَ في موقف يسمح لك بالتفاوض معي أيها الزعيم.. كما ترى أنتَ مُحاصر هنا.. أستطيع قتلك الآن وقتل شقيقتك الكابوس ومُساعدك في المافيا دون باغو بالوفا.. لذلك أيها الزعيم أنتَ هنا الخاسر الوحيد "

 

تأملني بنظرات مُستمتعة وتابع قائلا بحقد

 

" لقد قتلتَ الليلة جميع أصدقائي وجميع أفراد عائلتي.. لقد قتلتَ ابن عمي لوديس ثم غوركي.. والآن أتيت لقتلي أيها الزعيم.. ولكن غاب عنك بأنني توقعت مجيئك الليلة.. فأخبار المجزرة التي ارتكبتها الليلة وصلتني بسرعة وسبقتُك بخطوة أيها الزعيم "

 

ابتسم بخبث وتابع قائلا بكُره

 

" والآن سأقتل شقيقتك أمام عينيك.. سأجعلك تحترق في الجحيم قبل أن أُرسلك إليها بنفسي "

 

توسعت عيناي بذعر ورأيتهُ يُحرك أصبعه على الزناد وصوت طلقة نارية سُمع صداها عاليا في الغرفة وتبعها صوت صرختي الهستيرية

 

" كتالينااااااااااااااااااااااااا.... "


ثم سمعت كتالينا تحتف بذعر


" باغووووووووووووووووووو... "


انتهى الفصل















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©