رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. يبدو أن الرواية قاربت على الانتهاء للاسف ابطالها اصبحوا جزءا من حياتنا وحقا مونرو يحب أخته كثيرا ولابد أنه قد احضر باغو للزواج منها .. انت مبدعة هافن شكرا لك .💖❤️💖♥️🌹🌹❤️🌹❤️🌹❤️💖💖

    ردحذف
    الردود
    1. نعم تبقى القليل وتنتهي الرواية
      أشكركِ يا قلبي على محبتكِ الكبيرة لروايتي

      حذف
  2. جدا رائع هذا البارت ..كله ألم وشوق وحنين لمن نحب ... كم اتمنى لو كانت حياتي تشبه هذه القصة والتقي بمن احبه قلبي ونعيش السعادة

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  3. والله يا اختي من كتر ما أعجبوني رواياتك نقلت العدوى لجميع العائلة بالتوفيق اختي العزيزة الرجاء إعادة نشر رواية حياتي سجن و عذاب

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ شكرا لكِ
      بعد أسبوع سأبدأ بكتابة ونشر روايتي حياتي سجن وعذاب بسرعة ثم سأكتب خاتمة جميلة لها.

      حذف
  4. 🤣🤣🤣 كاتي كيف تنظرين لرجل اخر  وتقبلينه وانتي تملكين باغو اذا لاتريدينه اخذه انا هههههه.....كاتي لو فقط تتكلمين سوف ينتهي كل هذا العذاب لكي ولباغو.
    باغو شكد مسكين انت هههههه تعذب ويه كاتي بس تستاهل على الي سويته وهذا هو الحب تحمل......باغو لاتقلق مونرو لن يبعدك عن كاتي ابدا هو فقط يريد تعذيبكم قليلا.
    علاقة مونرو وكاتي من البداية كانت وماوالت رائعة كيف حبهم واهتمامهم ببعض يجنن...مونرو مستحيل يدمر اربعه اشخاص بهذا الزواج يعرف انه كاتي وباغو لبعض وماثيو وروزاليا يحبون بعض فاكيد عنده خطه.
    صحيح مؤلم ان تسمع زوجها يتكلم عن اخرى امامها ولكن مونرو لن ينسى بسهوله رالبيكا ليس لانه يحبها الى الان فقط يشعر بالالم انه ماتت وهي تحمي وهو احب بابني من البداية ولكن لم بعترف لنفسه بعد.....شكلو قريبا الاسد سوف يصبح بابا.
    يبدو العريس قد وصل اكيد مونرو لن يفرقهم ابدا .....افرحي كاتي العريس الذي تريدينه قد اتى.
    تسلم ايدك البارت يجنن كالعادة❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أحببت جدا رسالتكِ وما كتبته عن الابطال
      أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي وأحداثها
      أتمنى أن تُعجبكِ النهاية قريبا عزيزتي.

      حذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع



دموع






 

 

كتالينا بيلاتشو**



 

الأمور تعقدت جداً خاصة عندما أقفل مونرو الباب عليّ وسجنني داخل جناحه..

 

توقفت عن طرق الباب ونظرت بخبث باتجاه الشرفة.. ابتسمت بوسع وهمست بكبرياء

 

" مومو.. أخي العزيز.. هل فعلا ظننت بأن باب مُقفل وكم حارس خارجه سوف يمنعوني من الهروب؟.. هل فعلا ظننتَ بأنني سأبقى هنا وأجلس على الأريكة وأُكتف ذراعاي وأنتظرُك؟!.. لا مومو ما زلتَ لا تعرف شقيقتك الكابوس "

 

ركضت باتجاه الشرفة.. ثم تسلقت الحاجز باتجاه الجناح المُلاصق لجناح مومو.. صعدت إلى الشرفة ثم قفزت ومشيت بخطوات سريعة وفتحت الباب ودخلت..

 

تجمدت في مكاني بذهول ثم ابتسمت بسخرية عندما رأيت نفسي داخل غرفة نوم فخمة.. ولكن ما جعلني أستمتع هو رؤيتي لرجل وسيم يجلس على السرير وهو على وشك النوم ولم يكن يرتدي سوى سروالهُ الداخلي الأبيض المثير..

 

تأملت عضلات جسده باستمتاع ثم حمحمت بخفة حتى ينتبه لوجودي..

 

انتفض بذعر ورأيتهُ يسحب مسدسهُ من أسفل الوسادة ووقف أمامي وهتف بغضب بينما كان يرفع مُسدسهُ باتجاه رأسي

 

" من أنتِ؟.. وكيف دخلتِ إلى غرفتي؟.. تكلمي قبل أن أطلق النار عليكِ "

 

قهقهت بخفة ثم اقتربت منهُ خطوة لكنه هتف بحدة

 

" لا تتحركِ وإلا قتلتكِ.. من أنتِ؟.. وماذا تفعلين في غرفة نومي؟.. تكلمي قبل أن أتصل بالشرطة "

 

نظرت إليه بطريقة مُنحرفة واستقرت نظراتي على معدتهِ المُقطعة ثم أخفضت نظراتي وتأملت ما يُخفيه سروالهُ الداخلي..

 

رفعت نظراتي وتأملت وجهه باستمتاع ثم اقتربت منه بسرعة وسحبت السلاح من يده ووضعت فوهته في وسط جبينه.. تأملني بنظرات مُرتعبة وقال بصوتٍ مُنخفض

 

" لا تقتليني أرجوكِ.. أنا لم أفعل أي شيء.. لا تقتليني... "

 

قربت وجهي من وجهه وتأملت عينيه بمرح وقلتُ لهُ بنبرة مثيرة

 

" لا تخف أيها الوسيم لن أقتلك.. فقط دخلت إلى جناحك حتى أهرب.. ومع أنك وسيم لحد اللعنة لكن قلبي مُلكاً لرجل أعشقهُ بجنون.. لذلك... "

 

توقفت عن التكلم وأبعدت المسدس عن جبينه ثم قبلت شفتيه بقبلة رقيقة وابتعدت عنه.. تأملني الرجل بنظرات مُندهشة ثم بإعجاب..

 

غمزته وقلتُ له بينما كنتُ أرمي المسدس على الأريكة

 

" للأسف تعرفت عليك في وقت غير مناسب.. وهذه القبلة هي عربون شُكري لك.. فقط لا غير أيها الوسيم.. من الأفضل لك أن لا أراك مرة أخرى أمامي لأنني لا أضمن لك ما قد أفعله.. ولا تُخبر أحد بأنني قبلتُك وإلا انتهت حياتك "

 

ثم أرسلت لهُ قبلة في الهواء وبعدها أمسكت سترته وارتديتها وغادرت غرفة نومه وأنا أضحك بمرح.. خرجت من جناحه وصعدت إلى جناحي الخاص.. رميت سترة ذلك الرجل على الأريكة ثم حملت حقيبة الأسلحة ثم تسللت خارجة من الفندق..

 

قهقهت بمرح بعد ضربي للحارس المسكين مينو وأخذت إحدى سيارات حُراس الأمن التابعة لشقيقي..

 

راقبت على شاشة هاتفي تحركات مومو.. فأنا أراقب هاتفه دائما عند الضرورة..

 

أدرت المُحرك وقدت السيارة وتبعت مونرو.. وراقبته من بعيد بينما كان يقوم بتصفية عائلة غوركي مالكوفيتش الحقير.. وقررت عدم التدخل ومُساندته إلا عندما يحتاج لمُساعدتي..

 

شاهدت بفخر شقيقي مومو يقوم بتصفية الأعداء.. صحيح شعرت بالغيظ وبالإحباط لأن مومو كان يستمتع بمفرده بتصفيتهم ولكن لا بأس لن أتدخل إلا عندما يحتاج للمساعدة..

 

تابعت مراقبته حتى ذهب إلى بيترهوف وأوقف سيارتهُ بعيداً عن المبنى السري والذي يمتلكهُ الحقير نيكولاي مالكوفيتش وهو ابن عم غوركي..

 

حملت حقيبة أسلحتي والذخائر وخرجت من سيارتي بهدوء وتبعت مونرو بحذر.. وقفت بعيداً أراقبه وشعرت بالريبة عندما لم أرى أي حارس خارج المبنى..

 

نظرت بحدة إلى المبنى وفكرت.. قد يكون مُجرد كمين لشقيقي.. فبعد المجزرة التي ارتكبها الليلة مونرو بالتأكيد وصلته معلومات لذلك السافل نيكولاي.. يجب أن أحمي مونرو بأي ثمن حتى لو كلفني ذلك حياتي وحياة الجنين في رحمي..

 

وبينما كنتُ أُفكر فجأة شاهدت كلاب من نوع البيتبول تركض بسرعة وتقف خلف شقيقي وهي على وشك مُهاجمته.. ركضت مُسرعة باتجاههم لكن فجأة وقفت خلف شجرة وتنهدت براحة عندما رأيت مومو يقتل تلك الكلاب المتوحشة قبل مُهاجمته..

 

زممت شفتاي بقهر عندما طلب مني مونرو الخروج من مخبئي..

 

وبقهر نفذت أوامرهُ لي عندما طلب مني البقاء وعدم مُداهمة المبنى قبل مرور ربع ساعة.. وإن لم يخرج خلال هذا الوقت يمكنني التدخل ومُساعدته..

 

عندما دخل مونرو إلى المبنى نظرت بغيظ أمامي وهمست بقهر

 

" ما هذا الظلم؟!.. مونرو أصبح يُبالغ في حمايتي وكأنني في الخامسة من عمري.. أنا فقط حامل بطفل.. لستُ ضعيفة ولستُ طفلة.. اغغغغغغغغ.. الآن هو يستمتع بقتل الأعداء وأنا هنا أقف مثل الغبية "

 

سمعت بوضوح صوت طلقات النار من داخل المبنى وعرفت بأن شكوكي كانت صحيحة.. نيكولاي ورجاله في الداخل..

 

بعد مرور عشر دقائق لم يعد باستطاعتي الوقوف والانتظار.. ابتسمت بخبث وركضت باتجاه الشجرة وفتحت حقيبة أسلحتي..

 

وضعت مسدسين على خصري مع خناجر وقنبلتين يدوية.. ثم حملت مسدس في يدي اليمنى وبندقية في يدي اليسرى.. وبعدها وضعت مسدس في حذائي.. ومشيت باتجاه المبنى..

 

دخلت إلى المبنى المظلم.. وأنا مستعدة لمواجهة الأشرار الذين ينتظروني.. تحركت بخفة وحذر وركزت على المهمة التي أواجهها..

 

مشيت بهدوء ودخلت إلى قاعة واسعة مُظلمة.. واستطعت من خلال نظري الحاد رؤية من بداخل القاعة.. حيث رأيت مجموعة من الأشرار يقفون في الزوايا المظلمة بانتظار مُهاجمتي..

 

نظرت حولي بعيون حادة مستعدة للتحرك في أي لحظة.. رأيت أحد ارجال نيكولاي يقترب بهدوء مني.. ولكني طبعاً لاحظت حركته.. تحركت بسرعة باتجاهه وتعرضت لهُ بلكمة سريعة ومُباغتة على وجهه ثم لكمتهُ على عنقه.. وصدر صوت ضربة اللكمة القوية في الهواء مما يجذب انتباه الآخرين لي..

 

رفعت المسدس وأطلقت النار على رأسه ثم استدرت لمواجهة البقية..

 

اشتعلت المعركة في القاعة المظلمة.. تبادلت اللكمات والركلات بسرعة وقوة مع رجال نيكولاي الذين يحاولون التصدي لي.. استخدمت مهاراتي القتالية الرائعة وكنتُ الفائزة بكل تحدي واجهته.. وأظهرت لمحات من تفوقي في القوة والسرعة والبراعة عليهم.. فلا أحد يستطيع مواجهة الكابوس والتفوق عليها..

 

وقفت بشموخ ونظرت بحقارة إلى رجال نيكولاي والذين كانوا يُصدرون أنين متألم بسبب ضربي لهم.. رفعت البندقية وما أن كنتُ على وشك إطلاق النار عليهم وقتلهم تجمدت في مكاني وتجمدت نظراتي بذهول باتجاه باب القاعة..

 

إذ رأيت نيكولاي يدخل وهو يدفع بيده حبيبي ليتقدم بينما بيدهِ الأخرى كان يضع فوهة المسدس على رأس حبيبي باغو..

 

دخل نيكولاي إلى القاعة وخلفه شقيقه فلاديمير برفقة رجالهم والذين كانوا يدفعون رجال باغو داخل القاعة..

 

وقفت جامدة أنظر إلى باغو وأنا لا أُصدق ما أراه.. كان يبدو حبيبي حزيناً ومضطربًا.. وخلفهُ يقف نيكولاي وهو يضع فوهة مسدسه على رأسه.. وبجانب الحقير نيكولاي وقفوا رجاله بأسلحتهم المرعبة جاهزون للقضاء على باغو ورجاله..

 

أغمضت عيناي ونبض قلبي بعنف عندما سمعت نيكولاي يهتف بمرح بالروسية

 

" واو.. أنظروا من هنا.. كتالينا بيلاتشو الكابوس بنفسها.. ما هذه الزيارة المفاجئة والجميلة والغير المرغوب بها؟.. أولا أتى الزعيم الأول للمافيا الإيطالية ثم الزعيم الثاني ثم الكابوس.. هههه.. هذا أجمل يوم في حياتي.. لأنني سوف أستمتع بقتلكم "

 

فتحت عيوني ونظرت إلى باغو بغضب وكلمتهُ باللغة الإيطالية والتي لا يُجيدُها نيكولاي ورجاله فسبق أن أخبرني لوديس بذلك

 

" ما الذي تفعلهُ هنا باغو؟.. بحق الجحيم هل كنتَ تراقبني!.. سبق وقلتُ لك إن رأيتُك أمامي سأقتلك "

 

تأملني باغو بنظرات عاشقة وقال أمام الجميع بالإيطالية

 

" مستحيل أن أترك امرأتي.. أنا أحبكِ كتالينا بيلاتشو.. ولن أتوقف عن حمايتكِ وطلب السماح منكِ حتى آخر يوم في حياتي "

 

قبل أن أُجيبه سمعت نيكولاي يهتف بغضب

 

" توقفوا عن التكلم باللغة الإيطالية.. إن تفوهتم بحرف آخر سأقتلكم بسرعة.. "

 

ثم ضحك نيكولاي بشر وقال بأمر

 

" إرمي أسلحتكِ أيتُها الكابوس وإلا قتلت دون باغو وجميع رجاله أمامكِ.. هيا إرميها كلها "

 

نظرت إلى نيكولاي بحقد وهمست بغضب

 

" اللعنة عليك.. سافل وحقيرر "

 

شعرت بصدمة عميقة وحزن مطلق.. كنتُ أدرك بأنني لا أستطيع الاستمرار في المعركة وأن حياة حبيبي في خطر.. تنفست بعمق ثم ألقيت جميع أسلحتي على الأرض ورفعت يداي بلا مقاومة..

 

كنتُ أعلم بأن باغو لا يُجيد اللغة الروسية وهو لا يفهم ما يقوله ذلك العاهر نيكولاي..

 

ما أن رميت جميع أسلحتي على الأرض اقترب رجلين وجمعوا الأسلحة عن الأرض ثم وقفوا خلفي ورفعوا أسلحتهم عليّ..

 

نظرت إلى باغو بعيون مليئة بالأسف والحب.. حاولت أن أرسم ابتسامة عابرة على شفتاي لأُعبر بها عن حبي العميق له.. وكان تواصلنا عبر النظر أكثر قوة من الكلمات..

 

اقترب نيكولاي ودفع باغو باتجاهي ورفع سلاحهُ علينا.. وقف باغو أمامي وكلمني بصوتٍ مُنخفض

 

" آسف حبيبتي.. بدل أن أحميكِ أوقعتكِ في ورطة.. لن أسمح له بقتلك.. أنتِ أغلى من حياتي كتالينا "

 

تنهدت برقة وهمست لهُ بالروسية

 

" أحبُك "

 

كنتُ أعلم بأن باغو الوحيد الذي سمعني أهمس بتلك الكلمة ولكنهُ مع الأسف لم يفهم ما تعنيه..

 

فجأة ينكسر الصمت عندما قال فلاديمير بصوت متعالٍ

 

" أيتُها الكابوس.. أنتِ ذكية جدًا لأنكِ استسلمتِ بهذه السهولة.. قد نتفادى الألم والصعاب من أجل شقيقكِ والدون باغو.. إذ يمكنني أن أُحول حياتهما إلى جحيم وببطء.. تفهمين؟.. والأن اركعي على ركبتيكِ بهدوء وضعي يديكِ خلف رقبتكِ "

 

تلوى الحنق والغضب في قلبي.. وقفزت عواطفي من الحزن والاستسلام إلى العزم والتصميم على حماية حبيبي وشقيقي..

 

نظرت إلى فلاديمير ثم إلى نيكولاي وهتفت بصوت حاد

 

" لن تلمسوا شعرة واحدة من رأسيهما.. أنا جاهزة للمواجهة والتضحية بكل شيء من أجلهما "

 

تأملني نيكولاي بدهشة ثم هتف بإعجاب

 

" واو.. الكابوس على استعداد تام للتضحية بنفسها من أجل شقيقها والدون باغو.. هذا رائع "

 

وقبل أن أُجيبه رأيت بتعاسة شقيقي مونرو يدخل إلى القاعة وهو يحمل مسدس بيده..

 

نظرت إلى باغو بطرف عيناي ورأيته يتأملني بنظرات قلقة.. أشرت لهُ بعيني باتجاه قدمي اليسرى.. رأيتهُ يُخفض نظراته ببطء باتجاه قدمي.. وهنا لاحظ المسدس الصغير والذي كنتُ قد ثبتهُ داخل حذائي سابقا..

 

رفع باغو نظراته وهنا حركت شفتاي ببطء بكلمة ثلاثة.. أي عليه أن يقوم بالعد إلى رقم ثلاثة ويتحرك بسرعة ويسحب السلاح من حذائي ويقتل ذلك السافل..

 

وكما توقعت حبيبي فهمني بسرعة.. إذ ما أن هدد ذلك السافل نيكولاي شقيقي بقتلي حتى تحرك باغو بسرعة وسحب السلاح وأطلق النار على نيكولاي وأصابه بكتفه.. لكن باغو وقف ورمى نفسه على نيكولاي وهنا سمعت صوت طلقة نارية ثانية فهتفت بفزعٍ كبير

 

" باغووووووووووووووووووو... "

 

وبعدها صوت طلقات النار ملئ أرجاء القاعة.....

 

 

 

دون باغو بالوفا**

 

 

شعرت بأنني أحلم.. لم أستطع تصديق بأن كاتي هنا معي في غرفة نومي داخل الجناح في الفندق.. مارست معها الحُب بشغف وبحرارة وبعشق لا يوصف..

 

لم أستطع التوقف عن ممارسة الحُب معها طيلة الليل.. وفي الصباح احتضنت جسدها وغرقت بنوم عميق ومُريح بينما الابتسامة السعيدة كانت مرسومة على ثغري..

 

استيقظت وشعرت بالفراغ بجانبي.. فتحت عيناي ونظرت بسرعة بجانبي ولم أرى حوريتي.. جلست ونظرت في أرجاء الغرفة لكن لم أجد أي أثر لحبيبتي..

 

وقفت بسرعة وهتفت بقلق

 

" كاتي.. حبيبتي.. أين أنتِ؟ "

 

ركضت باتجاه الحمام ولكن لم أجد كاتي.. خرجت من غرفة نومي وبحثت عن كاتي في الجناح لكن لا أثر لها..

 

شتمت بعصبية ثم ركضت إلى غرفة النوم وأمسكت هاتفي الخلوي واتصلت برجالي.. لدهشتي أجابني فيليبو بصوتٍ ناعس

 

( باغو.. لماذا تتصل؟.. فــ.. )

 

سمعته يشتُم ثم هتف بغضب

 

( تباً.. لقد تم تخديرنا من قبل رجال مونرو بيلاتشو )

 

وهنا قبل أن أسأله عن كتالينا عرفت بما حدث.. الزعيم مونرو هنا في روسيا.. تباً.. سيقتلني الآن بعد أن اكتشفَ وجودي هنا.. لكنني لن أهتم.. سأرى كاتي رغما عنه.. أنا أحبها وهي حامل بطفلي..

 

شتمت بغيظ ثم هتفت بحدة

 

" فيليبو.. أريدُك أن تجد لي كتالينا في أسرع وقت.. وعندما تجدها اتصل بي.. وإياك أن تتوقف عن مُراقبتها مهما حدث "

 

أجابني فيليبو موافقا ثم أنهيت المُكالمة.. رميت هاتفي على المنضدة ودخلت إلى الحمام لأستحم..

 

تسطحت على السرير ونظرت بسعادة أمامي بينما كنتُ أتذكر ليلة الأمس


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

ابتسمت برقة وهمست بسعادة

 

" كتالينا تحبني.. هي تُحبني.. أنا متأكد من ذلك "

 

تقلبت وتسطحت على ظهري ونظرت إلى سقف الغرفة وفكرت بسعادة.. حوريتي تُحبني.. هي لا تُحب ذلك الرجل المدعو بـ ماثيو.. لو كانت فعلا تُحبه ما كانت قضت ليلتها الساخنة معي في الأمس..

 

حوريتي جعلتني أشعر بمدى عمق مشاعرها نحوي.. جعلتني في الأمس أعيش في الجنة..

 

تنهدت برقة ثم أغمضت عيناي وتذكرت ليلة الأمس الرائعة.. كم كانت جميلة كاتي وهي مُستسلمة لي.. كانت حنونة ومليئة بالشغف والعاطفة.. جعلتني أمتلكُها بعشق.. لقد سمحت لي بأن أُعبر عن مدى عشقي الكبير لها.. وهذا دليل على حُبها العميق لي..

 

ابتسمت بوسع وهتفت بسعادة

 

" أحبكِ كتالينا بيلاتشو.. ولن أتخلى عنكِ وعن طفلنا مهما كان الثمن "

 

ضحكت بسعادة وانتظرت اتصال فيليبو.. وبعد مرور ساعتين اتصل بي وأخبرني بأنهُ وجد كتالينا وهي الآن برفقة شقيقها في فندق بيلمونتي جراند هوتيل إيجوريف..

 

أمرته ليبقى ويُراقبها وطلبت منه أن يُرسل لي موقع الفندق..

 

عندما أنهيت المُكالمة وقفت بهدوء أنظر إلى هاتفي حتى وصلتني رسالة فيليبو بالموقع


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

ابتسمت بوسع وهمست بسعادة

 

" وجدتكِ حوريتي.. لن أترككِ وطفلنا أبداً "

 

استدرت ومشيت باتجاه الخزانة.. سحبت قميص وارتديتها ثم سترة سوداء اللون ثم خرجت من جناحي وأمرت رجالي ليتبعوني..

 

تجمدت عيناي بذعر عندما رأيت فتاة تتسلق احدى الشرفات في الفندق وتقفز باتجاه شرفة أخرى مجاورة.. انتفضت في مكاني داخل سيارتي وهتفت بفزعٍ شديد

 

" إنها حوريتي!.. ما اللعنة؟!!!!... هي حامل.. كيف تُخاطر في حياتها وحياة طفلنا وتقفز بهذا الشكل على الشرفات؟!.. يوجد شيء أسمه أبواب.. تباً.. سوف تجعلني أفقد أعصابي بسببها "

 

سمعت فيليبو يضحك بخفة.. نظرت إليه بغضب وهتفت بحدة

 

" توقف عن الضحك.. إنها حبيبتي وحامل بطفلي.. شيء عادي أن أخاف عليها "

 

ابتسم فيليبو برقة وأجابني باحترام قائلا

 

" بالطبع دون باغو.. الأنسة هي حبيبتُك وحامل بطفلك.. ولكن تذكر جيداً بأنها الكابوس بنفسه.. عليك أن تتحمل جنونها الجميل "

 

تأملتهُ بنظرات غاضبة ثم رأيتهُ ينظر إلى الأمام وقال بمرح

 

" أنظر حوريتك الجميلة ماذا تفعل "

 

نظرت بسرعة إلى الأمام ورأيت بذهول كاتي تضرب حارس شقيقها داخل موقف السيارات ثم أخذت المفتاح منه وقادت السيارة بسرعة..

 

أدرت مُحرك السيارة وتبعتُها برفقة رجالي من بعيد.. نظرت إلى سيارتها المُسرعة وهتفت بغضب

 

" أنظر كيف تقود السيارة بتهور وهي حامل.. سوف أفقد أعصابي بسببها قريباً "

 

سمعت فيليبو يضحك بمرح ثم قال بسخرية

 

" تحمل حوريتك صديقي.. فهي... "

 

قاطعتهُ هاتفاً بغضب

 

" هي الكابوس.. نعم أعرف.. أعررررررررررررف.. وأنا أحبُهاااااااااااااااااااا.. وهي حامل بطفلي.. ورغم حملها هي ترمي نفسها في النار.. سأموت بسببها قريباً.. اوه نعم سأموت "

 

ضحك فيليبو بشدة ثم كتم ضحكاته عندما نظرت إليه بغضب... تابعت القيادة وراقبت من بعيد كتالينا وهي تُراقب شقيقها..

 

وبعد وقت طويل أوقفت السيارة بعيداً عن سيارة كاتي وترجلت منها وأمرت رجالي ليتبعوني بهدوء.. وبينما كنتُ أمشي وبجانبي فيليبو خلف كتالينا من بعيد نظرت بذهولٍ شديد إليها


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

ثم همست بصدمة كبيرة

 

" أنظر إليها فيليبو.. بحق الجحيم.. إنها تحمل ألاف الأسلحة وهي حامل بطفلي.. سوف أعاقبها قريبا "

 

قهقه فيليبو بخفة بينما أنا كنتُ أشتعل من الغيظ والخوف على حوريتي الجميلة.. كانت تبدو كأنها ذاهبة إلى ساحة حرب..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

نظرت إلى ملابسها المثيرة واشتعلت نار الغيرة بداخلي.. سوف تقتلني حوريتي بسبب ملابسها وتصرفاتها المتهورة..

 

دخلت إلى المبنى ولكن ما أن مشينا داخل رواق هاجمونا رجال ملثمين.. رفعت سلاحي وبدأت بإطلاق النار على الملثمين وهتفت لرجالي بحدة

 

" احتموا بسرعة.. سأذهب خلف كتالينا وأحميها "

 

قتلت خمسة من الملثمين وضربت ثلاثة منهم ولكن فجأة وقفت في مكاني عندما سمعت أحد يهتف بحدة باسمي

 

" دون باغو بالوفا "

 

توقفت عن القتال واستدرت لأرى أمامي نيكولاي مالكوفيتش وهو يضع فوهة سلاحه على رأس فيليبو.. تجمدت عيناي على وجه صديقي بينما نيكولاي هتف بالإنجليزية وبأمر

 

" دون باغو.. يا لها من مفاجأة.. ولكنها مفاجئة غير سارة.. ما الذي جلبك إلى روسيا؟.. وما الذي تفعله هنا مع رجالك؟ "

 

شتمته بالإنجليزية وهتفت بحدة بوجه وأنا أرفع سلاحي بوجهه

 

" أخفض سلاحك نيكولاي وإلا قتلتك "

 

قهقه بمرح ثم تأملني بنظرات حاقدة وقال بكُره بالإنكليزية حتى أفهمه لأنني لا أجيد اللغة الروسية

 

" ارمي سلاحك دون باغو.. إن لم تفعل سأقتل صديق عمرك أمامك "

 

أشار لي فيليبو بعينيه بأن لا أوافق لكن لم أستطع المُخاطرة بحياة صديقي.. رميت مسدسي على الأرض وهنا هجموا رجال نيكولاي عليّ وحاصروني ورفعوا أسلحتهم على رأسي..

 

قهقه نيكولاي بمرح وتكلم مع شقيقه فلاديمير باللغة الروسية ورأيتهما يضحكان بسعادة.. ثم اضطررت للسير معهم ودخلنا إلى قاعة كبيرة وهنا رأيت حبيبتي..

 

قمتُ بلوم نفسي لأنني وضعت كتالينا في هذا الموقف.. كنتُ أرى في عينيها الحزن والغضب.. ومع ذلك قررت أن أفعل المستحيل وأجعلها تخرج من هنا سليمة..

 

وقبل أن يطلق نيكولاي النار عليها فهمت بسرعة نظرات وإشارات كاتي لي.. تحركت بسرعة وسحبت السلاح ثم أطلقت النار على ذلك العاهر ووقفت بسرعة وقفزت عليه.. سحبت سلاحهُ من يده فانطلقت رصاصة وأصابت أحد رجاله..

 

أمسكت مسدسه ورميتهُ إلى الخلف لحبيبتي وهتفت لها حتى تسمعني وسط طلقات النار

 

" كاتي.. اهربي من هنا بسرعة "

 

ثم نظرت إلى العاهر أسفلي وبدأت ألكمهُ وأنا أهتف بغضب

 

" سأقتلك لأنك حاولت قتل امرأتي أيها العاهر اللعين "

 

تأملني نيكولاي بنظرات كارهة وقال بحقد بالإنجليزية

 

" اذهب إلى الجحيم أنتَ وتلك العاهرة اللعينة "

 

هنا لم أعد أرى أمامي عندما شتم كتالينا أمامي بالإنجليزية حتى أفهمه.. بدأت ألكمهُ بكامل قوتي ثم أمسكت برأسه ولويت رأسه إلى الخلف بعنف وسمعت صوت تحشم عظام عنقه... رميت رأسه على الأرض ثم وقفت وأطلقت النار على قلبه رغم أنهُ ميت..

 

نظرت إليه بقرف وهمست بحدة

 

" لا أحد يشتُم حبيبتي أمامي أيها العاهر "

 

ثم استدرت ورأيت كتالينا تتصارع مع رجال نيكولاي بينما مونرو كان يتقاتل مع فلاديمير وخمسة من رجاله.. ركضت باتجاه كاتي وبدأت بالقتال بجانبها..

 

تعاونا بشكل متناغم.. وكنا نُغطي ظهور بعضنا البعض ونستخدم استراتيجياتنا المتنوعة لتجاوز الرجال الروس..

 

قفزت كاتي في الهواء وأطلقت سلسلة من اللكمات والركلات المتتالية.. وضعتهم تحت سيطرتها المطلقة.. في الوقت نفسه تحركت بسرعة وبراعة وقاتلت معظم الرجال وأوقعتهم أرضًا بضرباتي القوية والقاضية..

 

استخدمت حوريتي مهارتها الفريدة حيث تحولت إلى إعصار مدمر يجتاح الأعداء بقوته وسرعته الهائلة.. كانت ترمي رجال نيكولاي في الهواء وتسقطهم بلا رحمة أمامي.. أما أنا كنتُ أطلق النار عليهم..

 

في اللحظة المناسبة وقفت أنا و حوريتي في المركز القلبي للقاعة.. نظرنا إلى بعضنا البعض بتفاؤل وقوة.. ابتسمت لها بسعادة وكنتُ أعلم بأننا قادران على التغلب على أي تحدي يُواجهنا سويًا..

 

وبينما كنتُ أنظر إليها بحب فجأة تلقيت لكمة قوية على وجهي جعلتني أسقط على الأرض.. نظرت بذهول أمامي ورأيت مونرو بيلاتشو يقف أمامي وهو على وشك الانفجار من شدة غضبه..

 

مسحت الدماء عن ركن شفتاي ونظرت إليه ببرود وقلتُ له

 

" مساء الخير زعيم بيلاتشو "

 

تنفس مونرو بغضب ثم أمسكني من ياقة قميصي ورفعني عاليا لأقف ثم هتف بوجهي بحدة

 

" ما اللعنة التي تفعلها هنا باغو بالوفا؟.. اسمعني جيداً أيها الحقير.. ستذهب من هنا وتعود في أول طائرة إلى إيطاليا.. ولا تجعلني أرى وجهك اللعين أمامي بعد الآن.. هيا ارحل برفقة رجالك قبل أن أقتلكم جميعكم "

 

حاولت أن أنظر إلى كتالينا لكن مونرو وقف أمامنا كالجدار الفاصل.. حرر مونرو ياقة قميصي من قبضته ثم رأيتهُ يمسك بمعصم كتالينا وأمرها بحدة لتخرج برفقته..

 

وبحزن راقبتهما وهما يبتعدان ويخرجان من القاعة المدمرة والتي امتلأت برائحة الدماء والجثث....

 


مونرو بيلاتشو**

 

 

كنتُ أقود سيارتي خلف سيارة كتالينا وأنا أشتم بغضب.. أحرقت المبنى الخاص بـ نيكولاي بعد ذهاب باغو برفقة رجاله ثم أمرت كتالينا لتقود السيارة التي أتت بها باتجاه فندقنا..

 

كادت شقيقتي أن تموت الليلة هي وحبيبها بسبب تهورها اللعين.. وذلك الغبي دون باغو اللعنة عليه.. أصبح أغبى من روميو ذلك الذي مات في الفيلم وجعل طفلتي بانبلينا تبكي لساعة كاملة..

 

تابعت القيادة بغضب وعندما وصلنا إلى الفندق أوقفت السيارة بجانب سيارة كاتي.. فتحت زجاج نافذتي وهتفت لها بحدة

 

" كتالينا.. اصعدي في الحال إلى سيارتي "

 

ثم نظرت إلى حُراسي وأمرتهم بغضب حتى لا يتبعوني.. وما أن جلست كاتي على المقعد بجانبي انطلقت مُسرعاً أقود السيارة وأنا أحاول السيطرة على غضبي..

 

سمعت كتالينا تقول بصوتٍ مُنخفض

 

" مونرو.. أنتَ مُصاب.. لديك جرح طفيف في جبينك و.. "

 

رفعت يدي أمام وجهها وهتفت بحدة مُقاطعاً حديثها

 

" إياكِ.. ثم إياكِ أن تتفوهي بحرفٍ واحد أمامي "

 

نظرت أمامي بتوتر بينما كنتُ أتذكر ما فعلته كاتي في تلك القاعة مع حبيبها المجنون


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

بدأت بقيادة سيارتي بسرعة عالية على طريق متعرج.. وكان التوتر يسيطر على الهواء المحيط بيننا.. كنتُ غاضب وقلق.. وقلبي ينبض بسرعة..

 

صمت ملئ المقصورة لبضع لحظات.. حتى قررت أخيراً التعبير عن غضبي.. نظرت إلى كتالينا بطرف عيناي ثم نظرت أمامي وهتفت بصوت مختلطًا بالخوف والحزن والغضب وخيبة الأمل قائلا لشقيقتي

 

" كيف يمكنكِ أن تتعرضي للخطر بهذه الطريقة؟.. أنتِ لا تدركين مدى خطورة هذا على حياتكِ وحياة الجنين في رحمكِ.. لماذا أصبحتِ تُخالفين أوامري كتالينا؟.. هل تريدين الموت؟.. تكلمي واللعنة "

 

نظرت إليها لعدة ثواني ورأيت كتالينا تتأملني بنظرة ممزوجة بالندم والأسف والحزن.. ولكنها أبقت صمتها قائمًا.. كانت تدرك تمامًا مدى صحة كلامي وقلقي عليها وعلى جنينها..

 

كان الجو داخل السيارة يمتلئ بالتوتر والغضب.. تابعت القيادة بسرعة ورفعت صوتي بغضب ووبختُها هاتفاً بحدة 

 

" كيف يمكنك أن تضعي نفسكِ والجنين في رحمكِ في خطر؟.. أنتِ مسؤولة عن حياتكِ وحياة الطفل الذي ينمو بداخلكِ "

 

نظرت إليها بطرف عيناي ورأيت كاتي تنظر إليّ بعيون دامعة وتعبّر عن ندمها العميق.. تراجعت في مقعدها محاولةً التعبير عن آسفها والتفهم.. وقالت بصوت مرتجف

 

" أعلم أنني أخطأت وقمت بأمر غير مسؤول الليلة.. لقد تسببت في قلقك وأعتذر بصدق "

 

احكمت قبضتي على عجلة القيادة.. كنتُ أشعر بالغضب والخوف يتسللان إلى داخلي ويحرقان قلبي.. نظرت إلى شقيقتي بنظرةٍ مليئة بالانزعاج والقلق.. ثم هتفت بغضب

 

" كيف يمكنك أن تعرضي نفسك والجنين في رحمك لهذا الخطر المجنون؟.. لم تفكري في المخاطر التي يمكن أن تتعرضي لها؟.. لم تفكري في تبعات أفعالك؟.. إنها مسؤوليتكِ حماية نفسك وحماية الجنين.. كان من الممكن أن يقتلكِ ذلك العاهر.. كنتِ على وشك الموت أمامي.. كنتُ سأخسركِ كتالينا الليلة.. وأنتِ تعرفين جيداً بأنني من المُستحيل أن أتحمل خسارتي لكِ.. أنا غاضب لأنني لا أستطيع تحمل فقدانكِ أو خطر الأذى الذي قد يواجهكِ.. أنتِ تعلمين جيداً بأنني أُفضل الموت على أن يُصيبكِ أي مكروه "

 

نظرت كتالينا إلى الأمام وعرفت بأنها تشعر بالندم والحزن.. تبدو ملامح الاعتذار واضحة على وجهها الشاحب..

 

سمعتُها بحزن تقول بصوتٍ متلثم بالألم

 

" أعلم أني أخطأت.. وأنا أشعر بالندم العميق.. لكنني كنتُ مضطرة للقيام بذلك في ذلك الوقت.. أرجوك مونرو حاول أن تفهمني.. لم أستطع تركك تدخل إلى المبنى بمفردك وأنا أعلم بوجود نيكولاي ورجاله في الداخل.. أردت فقط حمايتك ومُساندتك.. لكنني لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد.. أنا آسفة حقًا.. أعدك أنني سأحرص على سلامتي وسلامة الجنين بكل الطرق الممكنة "

 

كنتُ أشعر بمزيد من الغضب والحزن.. لكن أدركت بأن الغضب لن يفيدنا في هذه اللحظة..  تنفست بعمق وهمست بصوت مُنخفض بينما كنتُ أُحاول السيطرة على مشاعري

 

" أعلم أنكِ تشعرين بالندم.. وأنا أيضًا أشعر بالخوف والقلق عليكِ.. لكننا يجب أن نتعاون ونقف معًا للتغلب على جميع التحديات التي تواجهنا وحماية بعضنا البعض وحماية الجنين في رحمكِ "

 

حاولت التركيز على الطريق أمامي ولكن لا يمكنني تجاهل الشعور بالخيبة والقلق.. تنفست بعمق وقلتُ لها بصوت مهزوز

 

" كتالينا.. أشعر بالغضب والخوف لأنني أحبكِ وأهتم بسلامتكِ وسلامة الجنين.. لكن الآن ليس الوقت المناسب للانغماس في الغضب.. هل يمكننا التركيز على الوضع الراهن وكيفية حمايتكِ وحماية الجنين؟.. "

 

رفعت يدي ومسحت وجهي بإحساس من الإرهاق.. ثم التفت إلى شقيقتي بنظرةٍ مليئة بالألم والحنان.. وتحدثت بصوتٍ هادئٍ ومليء بالعاطفة قائلا لها

 

 " أعلم أنكِ تفعلين ما تعتقدين أنه الأفضل.. وأنا لا أستطيع إلا أن أهتم بسلامتكِ وسلامة الجنين.. لنبحث عن حلٍ سويٍ يحمي الجميع ويضمن سلامتكما.. يجب أن تتزوجي وبسرعة.. فقد حان الوقت لنتكلم وبصدق عن علاقتكِ بـ ماثيو لودر "

 

نظرت بطرف عيناي إليها ورأيت كتالينا تتأملني بنظرات متوترة.. نظرت أمامي وتابعت القيادة بسرعة مُعتدلة وسمعت كاتي تسألني بارتباك

 

" لماذا تريد أن نتكلم عن علاقتي بـ ماثيو؟ "

 

أجبتُها بهدوء

 

" موعد الزفاف قد اقترب.. وأنتِ لا تهتمين بتاتاً بذلك.. أخبريني كاتي وبصدق.. هل تحبين ماثيو لودر؟ "

 

سمعتُها بخيبة أمل كبيرة تُجيبُني بصوت مُرتجف

 

" بالطبع أحبه.. لو لم أكن أحبهُ ما كنتُ سمحت له بلمسي ولم أكن سأحمل طفلهُ في رحمي "

 

اشتدت قبضتاي على عجلة القيادة وشتمت بداخلي بغضب.. كتالينا لن تثق بي وتُخبرني الحقيقة أبداً.. وهذا ما يؤلمني..

 

اشتعل بداخلي الغضب وأردت فعلا تحطيم عجلة القيادة الآن لكنني تحكمت بصعوبة بغضبي وقلتُ لها بنبرة حنونة وبصدق

 

" كتالينا.. أنتِ شقيقتي الغالية ودعمي الحقيقي في هذه الحياة.. منذ طفولتكِ لم أرد سوى أن تكوني سعيدة وبخير.. أنتِ رفيقتي في رحلة الحياة.. لا يمكنني الاستغناء عنكِ ولا عن حضوركِ المليء بالحب والدعم.. أنتِ أكثر من شقيقة بالنسبة لي.. أنتِ صديقتي ورفيقتي في كل لحظات الحياة.. الأخوة هو رابط لا يمكن كسره.. وأنا ممتن لأنني أمتلككِ كشقيقة.. أنتِ المصدر الأبدي للابتسامة في حياتي.. وعندما أراكِ.. تتلاشى كل الهموم ويملأ قلبي بالسعادة.. أريدُكِ أن تكوني سعيدة دائما كتالينا.. سعادتكِ هي سعادتي "

 

نظرت كتالينا إليّ بنظرات مليئة بالدموع وقالت بنبرة حنونة

 

" أخي.. أنتَ حياتي كلها.. بجانبك أشعر بأنني قوية ومدعومة.. فأنتَ تعطيني الثقة وتشجعيني على تحقيق أحلامي.. أريدُك أن تعرف بأنني من المستحيل أن أجعلك تحزن بعد الآن بسببي.. لذلك سأتزوج وبسرعة من ماثيو.. سأفعل كل ما تطلبهُ مني من الآن وصاعداً.. لن أكون السبب في حُزنك بعد اليوم "

 

أوقفت السيارة جانباً ونظرت إلى كاتي بحزن.. هي ما زالت لا تفهمني.. أنا أعرف جيداً سبب كذبها عليّ حتى تحمي حبيبها باغو مني ان اكتشفت ما فعلهُ بها.. لو تعلم فقط بأنني أريدُها أن تثق بي ثقة عمياء.. فأنا من المُستحيل أن اظلمها في يوم.. ولكنها للأسف لا تثق بي..

 

رفعت يدي وداعبت خدها برقة بأصابعي ثم جذبتُها إليّ وعانقتُها بعاطفة.. قبلت جبينها بقبلة ناعمة وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" ثقي بي كتالينا.. ثقي بي دائماً صغيرتي "

 

أجابتني بحنان بأنها تثق بي.. شعرت بألم في قلبي وهنا أبعدتُها عني وتابعت القيادة بهدوء باتجاه الفندق..

 

عندما وصلنا نظرت إليها بحزن وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" اصعدي إلى جناحكِ واستريحي الليلة.. غداً سنعود إلى إيطاليا "

 

راقبتُها بحزن وهي تدخل إلى الفندق.. ترجلت من السيارة وصعدت إلى جناحي.. أمسكت هاتفي واتصلت بطفلتي الجميلة بانبلينا.. ثواني سمعت صوتها الجميل وهي تهتف بسعادة

 

( أسدي.. أخيراً اتصلتَ بي.. اشتقتُ إليك بجنون.. أنتَ بخير حبيبي؟.. كنتُ قلقة عليك.. هل وجدتَ كتالينا؟ )

 

خلعت حذائي وتسطحت على الأريكة وأجبتُها بحنان قائلا

 

" اشتقتُ إليكِ أكثر طفلتي.. أنا و كتالينا بخير.. الآن أخبريني ماذا ترتدين؟ "

 

قهقهت بانبي بخجل وأجابتني بحياء

 

( لا أرتدي سوى ملابسي الداخلية الآن.. كما أنا نائمة على سريرك وأحتضن ثلاثة من قمصانك )

 

تأوهت برقة وقلتُ لها بصوتٍ مبحوح

 

" تباً صغيرتي.. جعلتني أنتصب الآن.. أرغب بممارسة الحُب معكِ بجنون "

 

سمعت صوت أنفاسها المتسارعة فابتسمت بخبث وقلتُ لها بنبرة مثيرة

 

" داعبي نفسكِ من أجلي "

 

سمعت بانبي تشهق بقوة ثم قالت بخجل

 

( أنتَ تمزح!!.. أليس كذلك؟.. مستحيل أن أفعل ذلك أيها المُنحرف )

 

ضحكت من أعماق قلبي بسعادة وعندما توقفت عن الضحك قلتُ لها بجدية

 

" لم أكن أمزح.. سوف أعلمكِ قريبا كيف تُداعبين نفسكِ "

 

شهقت بانبي بقوة وهتفت بخجل

 

( مونرو.. توقف عن إخجالي.. لن أُداعب نفسي.. مُنحرف )

 

 ابتسمت بوسع ثم قلتُ لها بمرح

 

" لم تُشاهدي شيئاً من انحرافي.. والآن أخبريني.. هل تشعرين بالممل في غيابي؟ "

 

سمعت صوت أنفاسها السريعة ثم سمعتُها تجيبني بخجل

 

( إياك أن تتركني بمفردي مرة أخرى.. صحيح الجميع يهتمون بي وأنا أتسلى برفقة روزاليا ولكن أشعر بالفراغ عندما تكون بعيداً عني )

 

ابتسمت برقة وتحدثت لمدة ساعة كاملة مع زوجتي الجميلة.. وبعدها أنهيت المُكالمة وتمنيت لو كانت بانبي برفقتي هنا الآن.... 



 

كتالينا**

 

صعدت إلى جناحي وبعد أن استحممت ارتديت ملابس مثيرة وأنيقة ثم وضعت عقد من اللولو على عنقي ثم رفعت شعري ونظرت بحزن في أرجاء الغرفة..

 

شعرت بأنني أختنق بينما كانت تراودني أفكار مؤلمة.. كنتُ أعلم أن مصيري يقترب وأن قرارًا مؤلمًا ينتظرني على الرغم من أنني لا أرغب في اتخاذه..

 

مع كل نبضة في قلبي كنتُ أشعر بألم يتعاظم في صدري.. كنتُ أحاول تجاهل الحقيقة ولكنني أعلم بأني لا تستطيع التهرب منها..

 

تذكرت لحظاتي المشتركة مع باغو.. تذكرت حُبنا العميق الذي نما بصمت وراوغنا الزمن.. وتساءلت بحزن لماذا يجب أن أخسر حبيبي من أجل حمايته...

 

اقتربت من المرآة الكبيرة فوق منضدة الزينة وراقبت تفاصيل وجهي الجميل.. نظرت إلى عيوني المتلألئتين بالحزن ورأيت فيهما صورة حبيبي العزيز باغو..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

  

لمست بيدي بطني أحاول التواصل مع الجنين الذي ينمو بداخلي.. كنتُ أدرك أن هذا القرار سيؤثر على حياتها وحياة الآخرين.. قرار زواجي النهائي من ماثيو هو قرار مصيري..

 

بكلمات تنزف بالألم والحزن صرخت بصوت مكسور

 

" لماذا يجب أن أتزوج رجلاً لا أحبه؟.. لماذا يجب أن أفقد الحب الذي يشعر قلبي به؟.. هل يجب أن أضحي بسعادتي الشخصية من أجل الحماية؟ "

 

تساقطت دموعي بغزارة على وجنتاي.. شهقت بقوة وفكرت بحبيبي باغو.. الرجل الوحيد الذي سرق قلبي وأشعل فيه الحب العميق..

 

تذكرت اللحظات الجميلة التي قضيتُها معه.. وشعرت بالألم العميق لأنني على وشك التضحية بحبي له من أجل حماية حياته..

 

غمرتني الدموع ببطء وتدفقت على خدودي كنهرٍ من الأسى تضم قلبي المثقل بالحزن..

 

شهقت بقوة وخرج صوتي المكسور يندحر في الغرفة الصامتة أتساءل بصوتٍ مكتوم

 

" لماذا يجب أن أفعل ذلك؟.. لماذا يجب أن أدخل نفسي في هذا الزواج الباطل؟ "

 

نظرت بعذاب إلى انعكاس صورتي في المرآة.. دموعي كانت تذكرني بواجبي ومسؤوليتي نحو عائلتي وحبيبي باغو.. تلك المسؤولية التي لا يمكنني تجاهلها.. حتى وإن كان قلبي يتألم من القرار الذي اضطررت لاتخاذه..

 

بكيت بحرقة وألم.. أطلقت أحزاني في الهواء المليء بالصمت.. وهمست بكلماتٍ مبحوحة

 

" أنا آسفة، باغو.. آسفة لأنني لن أكون بجانبك كما تستحق.. آسفة لأنني سأخون مشاعري وأتزوج رجلاً لا أحبه.. ولكن سأفعل ذلك من أجلك.. لأحميك من مصيرٍ مرير على يد شقيقي مونرو "

 

تعال أنيني الحزين في الغرفة وأصبحت الدموع تنهمر بغزارة.. قوة حبي ورغبتي في حماية باغو تعمل على تقوية قراري.. ولكن الألم العميق في قلبي لا يمكن لأحد إزالتهُ..

 

مسحت دموعي ووضعت القليل من مساحيق التجميل وأحمر الشفاه على شفتاي ثم أسدلت شعري لتتناثر خصلاته بحرية على ظهري ثم غادرت جناحي ونزلت إلى الأسفل..

 

لم أرغب بالبقاء في الجناح بمفردي لأبكي بتعاسة.. لذلك قررت أن أتناول وجبة العشاء في مطعم الفندق.. ولكن ما أن خرجت من المصعد الكهربائي رأيت باغو يقف أمامي..

 

تأملتهُ بنظرات لا حياة بها.. وقررت أن أدوس على قلبي العاشق له وأُعاملهُ معاملة باردة وسيئة..

 

تنهدت بقوة وسألتهُ بنبرة ساخرة

 

" ماذا تريد الآن؟.. لقد مللت منك ومن مُراقبتك لي ورؤيتي لك أينما ذهبت.. ارحل باغو ودعني أعيش بسلام "

 

اقترب مني خطوة وقال بصوتٍ مُنخفض

 

" لن أترككِ كتالينا أبداً.. لن أتخلى عنكِ وعن طفلنا و... "

 

قاطعتهُ هاتفة بغضب

 

" يكفي.. لقد سئمت من غبائك "

 

اقتربت منه خطوة ونظرت في عمق عينيه بنظرات حادة وتابعت بغضب أحرق قلبي قائلة لهُ رغماً عني

 

" أنا حامل من ماثيو لودر.. متى ستفهم بأنني كنتُ أتلاعب بك وبعواطفك؟.. أنا لا أُحبُك أيها المعتوه.. لقد سئمت من مراقبتك لي طيلة الوقت.. بعد أسبوعين سأتزوج ماثيو وسأكون في قمة سعادتي معه.. والآن توقف عن الظهور أمامي في كل مكان أذهب إليه.. إن لم يقتلك مونرو أنا من ستفعل ذلك حتى أستريح منك ومن غبائك اللعين "

 

استدرت لأذهب مبتعدة عنه لكن باغو أمسكني بذراعي وأدارني بعنف لأواجهه.. ولكن قبل أن يتفوه بكلمة رفعت يدي اليسرى وصفعتهُ بقوة على خده ثم سحبت ذراعي من قبضته وهتفت بغضب

 

" لا تلمسني.. إياك أن تلمسني مرة أخرى لأنني أشمئز منك ومن لمساتك.. إن اقتربتَ مني مرة أخرى سأقتلك بنفسي "

 

استدرت وركضت باتجاه حمام السيدات.. أغلقت الباب وهنا انهارت أعصابي.. حاولت عدم البكاء والسيطرة على مشاعري.. حاولت أنا ألتقط أنفاسي.. ولكن الألم يملأ قلبي بكل حجمه.. كنتُ أشعر بالعجز والحزن العميق.. وأدركت أن تضحيتي كبيرة.. ولكن باغو يستحق هذه التضحية مني ليعيش..

 

خرجت من الحمام ولكن فجأة وقفت في مكاني عندما رأيت خيال رجل يقف خلف الحائط الفاصل لحمام السيدات والممر.. وعرفت بأنهُ باغو..

 

مشيت بخطوات بطيئة ووقفت أمام الحائط.. ثم اقتربت وأسندت جسدي على الحائط ثم أغمضت عيناي وألمني قلبي بقوة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

  

سمعت حبيبي يهمس بحزن

 

" لقد فهمت.. فهمت أخيراً بأنني كنتُ أحمق وصدقت بأنكِ تُحبينني.. سأترككِ بسلام حوريتي.. كوني سعيدة مع الرجل الذي تحبينه.. ولكن أنا وقلبي لن ننساكِ لمدى الحياة.. سأظل أحبكِ حتى آخر نفس لي.. "

 

وبعدها سمعت خطواته تبتعد وعرفت هنا بأن باغو استسلم أخيراً.. عرفت في هذه اللحظات المؤلمة بأنني خسرت وإلى الأبد الرجل الذي أحبه..

 

 

بانبلينا**



 

كنتُ أنتظر بلهفة كبيرة وصول حبيبي مونرو إلى القصر.. اليوم سيصل حبيبي وسأراه أخيراً.. لقد اشتقت إليه بجنون..

 

كنتُ سعيدة جداً لأن أسدي الوسيم سيأتي اليوم.. جلست على الكُرسي أمام منضدة الزينة وبدأت بتسريح شعري..

 

فجأة رأيت في المرآة باب غرفتي ينفتح ثم رأيت حبيبي يدخل إلى الغرفة وهو يبتسم بسعادة.. شهقت بقوة ثم وقفت وركضت باتجاه مونرو وأنا أهتم بسعادة

 

" اععععععععععععه.. لقد أتيت.. أنتَ هنااااااااااااا.. "


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

عانقتهُ بقوة وقبلت خدهُ وسط ضحكاتهِ السعيدة ثم قبلت شفتيه بقبلة عاشقة.. رفعني مونرو من خصري عاليا ودونَ أن يتوقف عن تقبيلي مشى مُسرعاً باتجاه السرير ثم جعلني أتسطح عليه..

 

توقف مونرو عن تقبيلي ونظر بسعادة في عمق عيناي وقال بحنان

 

" ما هذا الاستقبال الرائع طفلتي؟.. لقد اشتقت إليكِ كثيراً.. ما رأيكِ أن نمارس الحُب الآن؟.. لأنني سأفقد عقلي إن لم نفعل ذلك "

 

رغم كل ما حدث بيننا سابقاً إلا أنني كنتُ ما زلتُ أشعر بالخجل منه.. تأملتهُ بنظرات خجلة وهمست بحياء

 

" موافقة حبيبي "

 

وفي أقل من دقيقة كان مونرو قد أزال ملابسه وجردني من ملابسي..

 

مارست الحُب مع زوجي بعاطفة جياشة وبرغبة كبيرة.. أصبحت مُدمنة على لمساته وقبلاته.. ولا أستطيع تخيل حياتي من دونه..

 

بعد فترة طويلة أغمضت عيناي ووضعت رأسي على صدره.. سمعت مونرو يتنهد بعمق ثم قال برقة

 

" نامي صغيرتي واستريحي "

 

تنهدت بسعادة وفعلا ما هي سوى لحظات قصيرة غرقت بنومٍ عميق.. استيقظت ورأيت نفسي نائمة بمفردي على السرير.. تثاءبت ثم نظرت بسعادة أمامي عندما سمعت صوت جريان المياه من داخل الحمام..

 

شعرت بالكسل ولم أرغب بالتحرك.. تسطحت على جنبي ورأيت حبيبي يخرج من الحمام وهو يرتدي روب الحمام..

 

تأملني بنظرات مثيرة وقال

 

" أخيراً استيقظتِ.. إنها الساعة التاسعة صباحاً طفلتي "

 

ابتسمت له بوسع وأجبته بصوتٍ مبحوح

 

" لا رغبة لي بالنهوض.. أريد أن أظل في السرير "

 

اقترب مونرو وجلس على طرف السرير وقال بنبرة مغرية

 

" أبعدي غطاء السرير عن جسدكِ وداعبي نفسكِ أمامي طفلتي "

 

توسعت عيناي بذهول ثم شهقت بقوة وهتفت بصدمة كبيرة

 

" أنتَ بكل تأكيد تمزح!.. لن أفعل ذلك "

 

قهقه مونرو بمرح ثم لصدمتي الكبيرة سحب الغطاء عن جسدي ورماه بعيداً.. رأيتهُ يتأمل جسدي العاري بنظرات راغبة وبإعجاب.. ثم قال برغبة

 

" هيا بانبي.. تسطحي على ظهركِ وداعبي نفسكِ أمامي "

 

شهقت بقوة وقفزت جالسة بسرعة ثم أمسكت وسادة وضربت رأس مونرو بها وهتفت بقهر

 

" مجنون و مُنحرف.. لن أفعل ذلك.. أنتَ تحلم "

 

أمسك مونرو الوسادة ورماها بعيداً ثم قال بمرح

 

" سوف تدفعين الثمن غالياً على ضربكِ لوجهي الوسيم بالوسادة.. تعالي إلى هنا... "

 

توسعت عيناي بذعر ثم صرخت بقوة وقفزت عن السرير وبدأت أركض هاربة من أسدي الوسيم وأنا أضحك وأهتف بقوة

 

" اااااعععععععععععه... هاهاهاهاهههه... مونرو إياك أن تقترب مني.. ابتعد عني أيها المُنحرف.. ههههه... "

 

ركضت في كامل الجناح هاربة من أسدي الوسيم بينما ضحكاتي ملأت الجناح بكامله.. صرخت بقوة عندما أمسكني حبيبي من خصري وحملني عاليا ثم ركض باتجاه غرفة النوم ورماني على السرير ثم حاصرني بجسده الضخم..

 

كنتُ أضحك بسعادة مع حبيبي بينما كنا ننظر إلى بعضنا البعض بنظرات سعيدة.. فجأة توقفنا عن الضحك وساد السكون الغرفة..

 

نظرت إلى مونرو بعشق وهمست برقة

 

" أُحبُك أسدي الوسيم "

 

ابتسم مونرو ابتسامة حنونة ثم اخفض رأسهُ وقبلني قبلة ساحرة..

 

 

انتباه: مشهد جريء**

 

 

بادلتهُ القبلة بشغف بينما قلبي كان ينبض بجنون.. أزال مونرو الروب عن جسده وتابع تقبيلي قبلة جميلة خطفت أنفاسي ودقات قلبي معها..

 

رفعت كلتا يداي ووضعتهما على أكتاف حبيبي وبدأت ألمس عضلات كتفيه بينما كنتُ أتأوه بمتعة..

 

توقف مونرو عن تقبيلي ولعق شحمة أذني بلسانه وهمس بنبرة مثيرة

 

" أحب الطريقة التي تتأوهين بها بصوت عالٍ.. وأحب عندما تناديني بأسدي الوسيم بينما أمارس معكِ الحُب بجنون "

 

شهقت بقوة وشعرت بحرارة تكتسح جسدي بكامله.. فقدت السيطرة على جسدي وبدأت أتلوى أسفل مونرو برغبة..

 

قبّلني مونرو على رقبتي ووجد مكان الحساس.. ارتعشت بقوة وتذمرت بصوت عالٍ

 

" أسدي.. أريدُك بسرعة.. لا تعذبني "

 

 شعرت بيد مورنو  تمسك فخذي ثم شعرت بأصابعه تلمس مهبلي بطريقة مثيرة.. شهقت بقوة وحفرت أصابعي في كتفيه ثم تأوهت بقوة وبعدها هتفت بصوت مُختنق من الرغبة

 

" أوه.. أوه.. نعم .. نعم حبيبي.. لا تتوقف.. أريدُك.. آه.. مونرو.. مونرو... "

 

نظر مونرو في عمق عيناي وهمس برقة بينما كان يُداعبني في الأسفل بأصابعه

 

" كم أنتِ جميلة بانبلينا.. جميلة جداً.. "

 

وعادت شفتيه تقبلني بشغف بينما أصابعهُ كانت تتحرك بشكل دوائر على منطقتي الحميمة.. تأوهت بقوة وهمست بأنفاس مُتسارعة

 

" مونرو.. أنا بحاجة إليك.. الآن "

 

شعرت برأس عضوه الذكري على فتحة مهبلي وما هي سوى ثواني دفع مونرو عضوه المنتصب بداخلي.. شهقت بقوة ثم أغمضت عيناي وتسارعت نبضات قلبي عندما دفع مونرو عضوه الذكري دفعة واحدة بداخلي..

 

رغم أننا مارسنا الحُب في المساء إلا أنني ما زلت أشعر بالألم في منطقتي.. حبيبي يمتلك عضو ذكري طويل وضخم.. وجميل..

 

تحولت بين يدين مونرو وأصبحت كالعجينة بين يديه.. تركتهُ يمارس معي الحُب بطريقة خلابة.. مارسنا الحُب على السرير ثم على الأرض ثم على الأريكة ثم بجانب الحائط..

 

وفي النهاية أفرغ سائله المنوي بداخلي وسقطنا على السرير نلهث بقوة ونحن نحتضن بعضنا..

 

 

انتهى المشهد الجريء**

 

 

قبلني مونرو على خدي وقال برقة

 

" استريحي قليلا.. سأستحم من جديد وبعدها سأذهب إلى المستشفى لزيارة بابلو ثم سأذهب إلى الشركة.. أراكِ في المساء طفلتي "

 

أغمضت عيناي وتنهدت بسعادة وبرضا تام.. كنتُ أشعر بأنني أسعد إنسانة في الكون مع حبيبي مونرو.. وبسبب إرهاقي من ممارسة الحُب أغمضت عيناي وغرقت بنوم عميق..

 

مضى أسبوع على عودة مونرو و كاتي من روسيا.. أسبوع هادئ بالنسبة للجميع لكن بالنسبة لي كان رائعاً.. مونرو لم يتوقف عن تدليلي للحظة واحدة..

 

في غمرة الحب تعمقت حتى أذنيّ.. وغرقت في بحره الجميل.. حيث رقصت مشاعري ونبض القلبي بالحماس.. فأنا أغوص بعمق في عشق مونرو.. وأشعر بأنني جزء منه.. فقد غمرني الحب حتى أصبحت لا أجد طريقي إلا إلى قلب مونرو..

 

ولكن الغريب في الأمس تأخر مونرو في الخارج ولم يعُد إلى القصر إلا في وقت متأخر وللأسف كنتُ نائمة ولم أشعر بعودته.. استيقظت في الصباح ولم أجده..

 

حاولت أن أتصل به لكن لم يتلقى مُكالماتي ربما هو مشغول في الشركة..

 

كنتُ مستلقية بهدوء على المقعد أمام حوض السباحة عندما سمعت كاتي تُكلمني بنبرة حنونة قائلة

 

" سنعود اليوم إلى القصر في دي فالكوني.. مونرو اتصل بجدتي ماري وقال لها بأن لا ننتظره.. لديكِ مهلة ساعة واحدة حتى تتجهزي "

 

التفت ونظرت إليها بسعادة وسألتُها

 

" سنعود إلى دي فالكوني؟.. هذا رائع.. سأصعد إلى غرفتي وأتجهز بسرعة.. لن أتأخر "

 

وقفت وركضت بسعادة داخلة إلى القصر ولكن لم أنتبه لنظرات كتالينا الحزينة..

 

في المساء وفي قصر مونرو في دي فالكوني.. وقفت على الشرفة أنتظر عودة مونرو.. لقد تأخر كثيراً..

 

كنتُ أشعر بالتوتر دون أن أفهم السبب.. ساعة كاملة ظللت واقفة على الشرفة أنتظر بفارغ الصبر وصول حبيبي..

 

فجأة رأيت حُراس الأمن يفتحون البوابة الخارجية للقصر ورأيت سيارة مونرو تقترب.. ابتسمت بسعادة وما أن ترجل مونرو من سيارته رأيتهُ يتكلم مع حُراسه ثم بدهشة كبيرة رأيتهُ يمشي وخرج من البوابة ثم وقف أمام الرصيف ورأيتهُ يجلس على الأرض ثم أخفض رأسه وكتف يديه..

 

شعرت بالقلق واستغربت تصرف مونرو الغريب والغير المألوف.. نظرت إليه بقلق وبحزن


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

لم أفهم لماذا حبيبي يجلس على الرصيف ويبدو عليه الحزن الشديد.. استدرت وغادرت الجناح.. نزلت إلى الطابق الأرضي لكن قبل أن أخرج من القصر وقفت أمامي كاتي ومنعتني من التقدم والخروج من القصر..

 

نظرت إليها بقلق لكن قبل أن أفتح فمي وأسألها عن ما يحدث سمعت كاتي تقول بحزن

 

" لا تخرجي بانبي.. أتركي مونرو بمفرده قليلا "

 

سيطر عليّ القلق الشديد.. نظرت إليها بخوف وسألتُها بصوت مُرتجف

 

" ما بهِ مونرو؟.. تكلمي كاتي.. لماذا هو حزين؟.. هل بابلو بخير؟.. أرجوكِ أخبريني "

 

تأملتني كتالينا بنظرات حزينة وأجابتني بصوت مُنخفض

 

" اليوم هو ذكرى السنة على وفاتها.. من الأفضل أن تتركي مونرو بمفرده قليلا "

 

توسعت عيناي بذهول وشعرت بألمٍ شديد في قلبي.. إذ فهمت ما يحدث لحبيبي.. اليوم هو ذكرى السنة على وفاة رالبيكا..

 

نظرت إلى كاتي وسألتُها بهمس

 

" لماذا هو يجلس على الرصيف في الخارج؟ "

 

أشاحت كتالينا نظراتها وقالت بحزن

 

" بجانب ذلك الرصيف لفظت رالبيكا أنفاسها الأخيرة.. مونرو يتألم الآن.. ليس سهلا عليه أن ينسى تلك الحادثة "

 

ترقرقت الدموع في عيناي وهمست بوجعٍ كبير

 

" لكنهُ يحبني أنا الآن.. أنا.. أنا أتفهم حُزنه.. ولكن.. أنا من هي بحاجةٍ إليه الآن.. سأخرج وأبقى بجانبه و... "

 

نظرت كتالينا إليّ بحزن وقاطعتني قائلة بجدية

 

" بانبي لو سمحتِ لا تخرجي الآن.. دعيه بمفرده قليلا.. لا تضغطي عليه خاصة في هذه الليلة "

 

أومأت لها موافقة.. تنهدت كاتي بحزن ومشت مبتعدة وصعدت إلى جناحها.. ولكن رغم نصيحة كتالينا لي إلا أنني ظللت واقفة في مكاني أُفكر بما يجب أن أفعله.. هل أترك حبيبي بمفرده رغم علمي بأنهُ حزين ويحتاج إليّ؟!!.. بالطب لن أتركه..

 

ركضت خارجة من القصر باتجاه البوابة الخارجية.. وقفت أمام مونرو والذي لم يحاول النظر إليّ بل ظل مُنحني الظهر والرأس وهو ينظر إلى الأرض..

 

اقتربت وجلست بجانبه وهمست برقة بينما كنتُ أنظر إلى وجهه بحزن

 

" مونرو.. أنتَ بخير حبيبي؟ "

 

لم يُجيبني بل ظل على وضعيته ينظر بشرود إلى الأرض.. بلعت ريقي بقوة وسألتهُ بقلق

 

" أنتَ بخير حبيبي؟ "

 

سمعتهُ يقول بنبرة هادئة

 

" أتركيني بمفردي بانبلينا "

 

لكن لم أستطع تنفيذ ما طلبهُ مني.. أمسكت يدهُ وضغطت عليها برقة وقلتُ له بحنان

 

" لن أتركك حبيبي.. أنتَ تحتاجني الآن.. سأبقى معك "

 

لكن فجأة سحب مونرو يدهُ من قبضتي ووقف وهتف بحدة وهو يمسك بذراعي وجذبني لأقف أمامه

 

" لم تفهمي ما قلتهُ لكِ؟.. لقد قلتُ لكِ أن تدعيني بمفردي.. أدخلي إلى القصر في الحال "

 

تساقطت دموعي بكثرة على وجنتاي بينما كنتُ أنظر إلى مونرو بألم وبقلب مُحطم


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

شهقت بقوة وهمست لهُ بتعاسة وبحرقة قلب

 

" متى سوف تنساها؟.. متى؟!.. أخبرني إلى متى ستبقى تُحبها؟.. ماذا عني أنا؟.. هل تُفكر ولو قليلا بما أشعرُ به عندما أراك تتألم بسبب امرأة غيري  "

 

تأملني بنظرات متألمة وهتف بغضب

 

" يكفي.. يكفي.. يكفي بانبلينا.. أنا لن أنساهااااااااااا.. لن أنسى المرأة الأولى التي أحببتُها بصدق.. لن أنسى المرأة التي ضحت بحياتها من أجل أن أعيش.. هل أنتِ راضية الآن بإجابتي؟.. والآن عودي إلى القصر ودعيني بمفردي "

 

نظرت إليه بتعاسة ثم استدرت وركضت باتجاه القصر.. شعرت بأنني أتعس إنسانة في الكون في هذه اللحظات.. دموع.. دموع مؤلمة سالت على وجنتاي وأحرقتني.. دموع الحزن والألم تساقطوا من عيناي وجعلوا قلبي يتحطم..

 

عرفت الآن بأن مونرو لا يُحبني.. هو لن يُحبني في يوم.. وأنا هي الغبية التي حلمت منذ أسابيع طويلة مضت بأنهُ يُحبني..

 

دخلت إلى جناح مونرو بينما دموعي كانت تنساب بحرقة على وجنتي.. قلبي كان ينزف حزنًا عميقًا.. وصوت الصمت يلف الغرفة بثقله..

 

راودتني مشاعر اليأس والوحدة.. حاولت أن أتحمل آلامي الداخلية بصمت..

 

تذكر بيأس لحظات قصيرة من السعادة التي عُشتها مع مونرو.. ولكن الحقيقة القاسية تظل تلاحقني.. مونرو لم ينسى حبيبته الراحلة رالبيكا التي فارقت الحياة منذ سنة.. قلبه ما زال ينبض بذكرياتهما ومشاعرهما ولا يتسع لحبي له..

 

بكيت بصمت وشعرت بالألم الحاد يملأ صدري.. نظرت إلى السرير والذي فقدت عذريتي عليه.. تأملت السرير بتعاسة وهمست بوجعٍ كبير

 

" لماذا يجب أن أعيش في ظل ظلال الماضي؟ "

 

شهقت بقوة وتابعت هامسة بتعاسة

 

" لماذا يجب أن أتحمل عدم الحصول على حبه واهتمامه؟ "

 

تأملت وجهي في المرآة.. ورأيت في عيوني صورة الماضي المؤلم.. عيوني كانت تبدو متعبة وخاضعة للأسى.. وتبدو الدموع كأنها تخترق أعماقي وتنبعث من قلبي المجروح..

 

لقد حطم قلبي العاشق له منذ قليل.. كيف يريدني أن أتقبل مشاعرهُ لامرأة متوفية؟.. كيف يريدني أن أبقى معه وأنا أعلم بأنهُ لا يُحبني ولن يُحبني في يوم..

 

دموع مؤلمة سالت على وجنتاي.. أتعبتني تلك الدموع وأحرقتني..

 

في هذه الليلة مونرو لم يدخل إلى القصر.. ولم يحاول مواساتي والاعتذار مني.. بل تركني أبكي بحزن طيلة الليل..

 

مضت الأيام ببطءٍ شديد.. كان القصر في فوضة عارمة بسبب تجهيزات القائمة لزفاف كتالينا و ماثيو.. الجميع كانوا سُعداء باستثنائي أنا..

 

كنتُ تعيسة وأشعر بالحنين وبالشوق.. أسدي تركني وحيدة بعد تلك الليلة.. عرفت من كتالينا بأنهُ كان ينام في شقتهِ في المبنى الفخم في كينتو منطقة البحيرات الشمالية القريبة من دي فالكوني..

 

كنتُ حزينة جداً وقلبي تحطم بالكامل بسبب سوء معاملته لي وتجنبهِ لرؤيتي..

 

والليلة كانت سهرة وداع العزوبية الخاصة بـ كتالينا.. وكانت ستقام في فندق غراند دي لا مينيرفي والذي يمتلكهُ الماركيز رومانوس دي فالكوني..

 

ولتعاستي ذهبت إلى الفندق برفقة كتالينا الحزينة.. مونرو لم يأتي و يصطحبني معه..

 

جلست على طاولة الشرف وما هي سوى لحظات رأيت مونرو يدخل إلى القاعة برفقة صديقي إيثان و الماركيز رومانوس دي فالكوني..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

تلاقت نظراتنا وشعرت بقلبي الخائن على وشك الخروج من قفصي الصدري عندما رأيت نظرات الاعجاب والحنان في عيون مونرو..

 

أشحت بنظراتي بعيداً عنه إذ كنتُ غاضبة منه لحد اللعنة.. فأنا لن أسامحه على ما فعلهُ بي في تلك الليلة واعترافهُ لي بأنهُ لن ينسى حبيبتهُ المتوفية..

 

" بانبلينا... "

 

سمعت صوت مونرو يهمس باسمي بنعومة.. التفت ونظرت إليه بنظرات حادة وسألتهُ ببرود

 

" ماذا تريد؟ "

 

تنهد بعمق ثم سحب الكرسي بجانبي وجلس عليه.. تأملني بنظرات حنونة ثم أمسك بطرف ذقني بأصابعه وقال برقة

 

" تبدين جميلة جداً طفلتي "

 

حركت رأسي إلى الخلف ثم دفعت يدهُ بعيداً عن وجهي وقلتُ له بحدة

 

" رأيك بي لا يهمني.. والآن يمكنك الانصراف.. هذه الحفلة للفتيات فقط.. الرجال يحتفلون في قاعة أخرى بوداع العزوبية.. ويمكنك أن تحتفل معهم وبصخب "

 

تسارعت أنفاسهِ ورأيت عينيه تشتعل بنار الغضب.. شهقت بذعر عندما أمسك كتفي وجذبني إليه ثم قبلني قبلة قاسية ومُتملكة على شفتاي..

 

بسبب ذهولي لم أستطع منعهُ من تقبيلي.. توقف فجأة عن تقبيلي ثم رأيته يمسح أحمر الشفاه عن شفتيه بمنديله وبعدها وقف وقال بتهديد

 

" تذكري بأنني زوجكِ بانبلينا بيلاتشو.. لن أسمح لكِ بالتكلم معي بطريقة غير مُحترمة.. والآن عزيزتي استمتعي بالحفلة "

 

استدار ليذهب لكنني وقفت بسرعة وهتفت بغضب وبقهر وبغيظ

 

" أنتَ من عليه أن يتذكر بأنني زوجتُك.. ثم إياك أن تهددني مرة أخرى.. أنا لا أخاف منك مونرو بيلاتشو "

 

تأملني من رأسي نزولا إلى أخمص قدماي.. ثم ارتفعت نظراته واستقرت على عيناي.. بلعت ريقي بقوة ونبض قلبي بسرعة بسبب نظرات مونرو المُخيفة..

 

اقترب مني خطوة ثم وضع يدهُ اليمنى على خصري وجذبني بقوة إليه.. تسارعت أنفاسي بينما كنتُ أنظر إليه بخوف وأستعد لمواجهة عقابه.. ولكن لذهولي ابتسم مونرو بوسع ثم قال بصوتٍ مُنخفض

 

" سوف أُعاقبكِ لاحقاً طفلتي.. تحتاجين لعدة صفعات على مؤخرتكِ الجميلة.. وربما أستخدم بعض من ألعابي الجنسية لتأديبكِ.. ولكن ليس الليلة لأنني مشغول.. ولكن أعدكِ عندما ينتهي زفاف كتالينا لن يوقفني شيء عن مُعاقبتكِ "

 

توسعت عيناي ونظرت إليه بخوف.. قهقه مونرو بمرح ثم قبلني قبلة صغيرة على شفتاي وقبل أن يبتعد عني همس بأذني بنبرة مثيرة جعلتني أرتعش بقوة

 

" تبدين مثيرة جداً في هذا الفستان طفلتي.. لكنهُ يليق بامرأة وليس بطفلة ساذجة مثلكِ.. ومع ذلك لدي عقاب صغير لكِ لأنكِ ارتديتِ هذا الفستان المثير الليلة.. تعالي "

 

أمسك معصمي وجذبني بسرعة باتجاه حمام السيدات.. حاولت بذعر تحرير معصمي من قبضته ولفت انتباه كتالينا حتى تنقذني لكن للأسف لم تنتبه لي..

 

أدخلني مونرو إلى حمام السيدات ثم رأيتهُ بفزع يقفل الباب بالمفتاح.. وقف أمامي وتأملني بنظرات أرعبتني للموت..

 

تقدم بخطوات بطيئة وحاولت الفرار منه لكنهُ أمسك ذراعي وجذبني إليه واحتضنني بشدة وقبلني على عنقي وقال من بين قبلاته

 

" رائحتُكِ تقتلني.. طفلتي الجميلة.. سوف أعاقبكِ على طريقتي الآن.. لا تقاومي وإلا مزقت فستانكِ الجميل "

 

شهقت بذعر عندما رفع فستاني من الأسفل ووضع يده على فخذي ثم بدأ يلمسني بأصابعه ويعتصر فخذي بقبضته...

 

 

انتباه: مشهد جريء**



 

حاولت مقاومته ودفعهُ بعيداً عني لكنه أمسك ذراعاي بقبضة يده اليسرى وثبتهما خلف ظهري ثم حاصر جسدي بينه وبين الحائط..

 

شهقت بقوة عندما مزق سروالي الداخل وبدأ بأصابعهُ يُداعب مهبلي.. ارتعشت ساقاي بعنف عندما أدخل أصبعين في فتحة مهبلي وبدأ يُحركهما ويدفعهما بداخلي بسرعة..

 

شهقت بألم وهتفت بخوف

 

" لا.. لا.. دعني.. دعني أيها المنحرف.. أتركني.. ااااااااه... "

 

تأوهت رغماً عني عندما امتص عنقي بشفتيه بطريقة مثيرة بينما أدخل أصبعه الثالث بداخل فتحة مهبلي..

 

حاولت أن أقاومه.. حاولت دفعهُ بعيداً عني.. لكنني لم أستطع.. استسلمت لهُ بضعف خاصة عندما أخرج أصابعه من مهبلي ثم فتح سحاب بنطاله وأخرج عضوه الذكري المنتصب ودفعهُ داخل فتحة مهبلي دفعة واحدة..

 

ارتخى جسدي بكامله ولا أعرف ما أصابني إذ شعرت بأنني على وشك الاغماء بينما مونرو كان يُضاجعني بقوة..

 

ووسط استسلامي وضعفي الغريب تابع مونرو الدفع بسرعة وهو يقبلني بقساوة.. شهقة مكتومة خرجت من حُنجرتي عندما فقد مونرو السيطرة على نفسه وأنزل سحاب فستاني إلى الأسفل وجعلني أقف عارية أمامه بعد أن أزال حمالة الصدر ورماها بعيداً..

 

عانقني إليه بطريقة مُتملكة بينما كنتُ مُنهكة وأشعر بشعور غريب بداخلي.. شهقت بألم عندما حملني مونرو وثبت ساقاي على خصره ثم دفعني باتجاه الحائط وأمسك وجنتاي مؤخرتي ورفعها وأدخل عضوه الذكري المنتصب في فتحة مؤخرتي وبدأ يدفع بسرعة وهو يتأوه بجنون ويمتص حلمتي ويلعقها..

 

شعرت بالدوار وشعرت بأنهُ سيغمى عليّ.. تشبثت بضعف بكتفيه وهمست بصوتٍ مُرتعش

 

" مونرو.. تــ.. وقف.. مونرو.. أرجــ.. "

 

لكن مونرو لم ينتبه لضعفي إذ رفع رأسهُ وبدأ يقبلني على عنقي وهو يتأوه بسعادة ثم همس بسعادة

 

" نعم طفلتي.. نعم.. ارتعشي من أجلي.. أنتِ تشتعلين بين يداي.. لقد اشتقت إليكِ بجنون.. أريدُكِ بجنون بانبي.. أنتِ لي.. لي أنا.. خُلقتِ من أجلي.. من أجلي أنا فقط خُلقتِ "

 

لم يتوقف عن مُضاجعتي رغم إرهاقي الغريب والذي لم ينتبه له مونرو إذ ظن بأنني استسلمت له برضاي..

 

ورغم طرقات القوية على الباب لم يتوقف مونرو عن الدفع بداخلي حتى أفرغ سائلهُ بداخلي..

 

أخرج عضوه الذكري من فتحة مهبلي ثم وضعني برقة على المغسلة.. غسل عضوه الذكري ثم نظف مهبلي ومسحه..

 

 

انتهى المشهد الجريء**


 

ساعدني بارتداء ملابسي ثم الحذاء وبعدها حملني بذراعيه ومشى باتجاه الباب.. ما أن فتح مونرو الباب حتى سمعت صوت شهقات النساء ثم سمعت رجل يقول

 

" لو سمحتم سيداتي.. أفسحوا الطريق ليمر سيد بيلاتشو.. زوجته ليست بخير "

 

شكرهُ مونرو وتابع المشي وهو يحملني ولم يهتم لنظرات النساء وهمساتهم.. ما أن دخل إلى القاعة حتى سمعت كتالينا تهتف بقلق

 

" ما بها بانبي؟.. ماذا حدث لها مونرو؟ "

 

وضعني مونرو برقة على الكرسي ثم جلس بجانبي وأمسك بيدي وحاوطها بيديه وقال لشقيقته

 

" لا تقلقي.. هي بخير.. نحنُ فقط مارسنا الحُب في الحمام "

 

نظرت إليه بحزن بينما كان يُساعدني بشرب المياه من الكوب.. ويبدو بأن كتالينا ظنتهُ يمزح إذ قالت لهُ مُعاتبة

 

" توقف مومو.. هذا ليس الوقت المناسب لتمزح.. بانبي وجهها شاحب ولا تبدو بخير.. "

 

اقتربت كتالينا مني ثم لمست جبيني برقة بأصابعها وقالت بحنان

 

" أنتِ بخير بانبي؟.. ماذا فعل لكِ شقيقي المعتوه؟ "

 

ابتسمت برقة وأجبتُها بإرهاق

 

" أنا بخير.. لا تقلقي كاتي.. المعتوه شقيقكِ عاقبني.. ولكنهُ لا يعلم بأنني سأعاقبهُ قريباً "

 

وضع مونرو الكأس على الطاولة ثم وضع ذراعه على كتفي وجذبني إليه وجعلني أضع رأسي على كتفه وقال بحدة

 

" كاتي.. اذهبي واستقبلي ضيوفكِ.. سأبقى هنا برفقة زوجتي وأعتني بها "

 

نظرت إلى مونرو بغضب.. وعندما ابتعدت كتالينا هتفت بوجهه بغضب

 

" ارحل.. هيا اذهب من هنا.. فأنتَ لا تعرف سوى الهروب والاختفاء بعيداً عني.. لقد مارستَ معي الجنس منذ قليل رغماً عن إرادتي.. أنا أكرهُك مونرو بيلاتشو "

 

لدهشتي الكبيرة ابتسم برقة ثم رفع ساقي اليسرى ووضعها في حضنه ثم أزال الحذاء عن قدمي ووضعه بهدوء على الأرض وبدأ مونرو بتدليك قدمي برقة وقال بهدوء وكأنهُ لم يسمع كلامي

 

" تبدين مُرهقة طفلتي.. سأُدلك قدميكِ حتى تستريحي قليلا.. استرخي وسوف أهتم بكِ "

 

نظرت إليه بغيظ وهتفت بحدة

 

" ما الذي تفعلهُ مونرو؟.. أنزل ساقي عن حُضنك.. هل فقدتَ عقلك؟.. نحنُ لسنا في قصرك أيها المجنون "

 

ابتسم بوسع وتابع تدليك ساقي وقدمي ولم يسمح لي بإبعادها عن حُضنه إذ أمسك ساقي بثبات بيدهِ اليسرى وتابع تدليك قدمي بيدهِ اليمنى..

 

تأملتهُ بنظرات غاضبة وحزينة ولكنهُ نظر إليّ بحنان وقال بهدوء

 

" أنا مجنون والجميع يعرفون ذلك.. ولا يوجد قانون يمنعني من الاهتمام بزوجتي وتدليك قدميها.. لذلك توقفي عن التذمر واسترخي طفلتي "

 

كتفت كلتا يداي على صدري وهمست بغيظ

 

" أحمق "

 

ابتسم مونرو بسعادة وقال بمرح

 

" سوف أُعاقبكِ على هذه الكلمة بعد انتهاء الحفلة "

 

عقدت حاجبي وهمست بحدة

 

" أكرهُك "

 

قهقه مونرو بمرح ثم قال

 

" أعرف.. ويحق لكِ ذلك.. "

 

تجمدت نظراتي بذهولٍ شديد على عينيه ورأيتهُ يتأملني بنظرات حنونة ودونَ أن يتوقف عن تدليك قدمي قال بنبرة حنونة

 

" أعتذر بانبي عن ما بدر مني في تلك الليلة.. أحداث كثيرة تراكمت فوق رأسي في الفترة الأخيرة.. وأنا في النهاية مُجرد إنسان عادي.. تحملت فوق طاقتي الكثير.. مشاكل العمل ومُهاجمة ذلك الغبي لقصري.. وضع بابلو الصحي.. حمل كتالينا وزواجها وسفرها المُفاجئ إلى روسيا.. ثم ذكرى السنوية لوفاة رالبيكا... "

 

تأملتهُ بذهول إذ لأول مرة يتكلم مونرو معي بتلك الصراحة المُطلقة.. ولدهشتي تابع قائلا بحزن

 

" رالبيكا كانت أول فتاة أحببتُها بصدق في حياتي.. علمتني الكثير وجعلتني أتغير للأفضل.. وفي النهاية خسرتُها.. وقبل أن تموت طلبت مني أن أعتني بشقيقتها الوحيدة إيميليا.. وحتى طلبها الأخير لم أستطع تحقيقهُ لها "

 

نظرت بتعجُب إليه وسألته

 

" ماذا تعني مونرو بأنك لم تستطع تحقيق طلبها الأخير؟.. أين هي إيميليا؟ "

 

تنهد مونرو بحزن وأجابني

 

" ماتت.. لقد قتلها خطيبها السابق أمام قصري بعد أن طردتُها بسبب ما فعلتهُ بكِ "

 

شهقت بقوة ووضعت يدي على فمي ونظرت بصدمة كبيرة إلى مونرو.. صحيح لم أكن أُحب إيميليا بسبب تصرفاتها السيئة معي ولكن شعرت بالحزن العميق لأنها ماتت..

 

تأملني مونرو بنظرات حنونة وتابع قائلا

 

" لم أستطع حماية إيميليا كما طلبت مني رالبيكا قبل وفاتها.. شعرت بتأنيب الضمير وبالحزن.. وفي ذكرى وفاتها كنتُ أتألم بشدة لأنني أخلفت بوعدي لها.. "

 

توقف مونرو عن التكلم وتأملني بنظرات متألمة.. وضعت يدي على خده وقلتُ له بنبرة حنونة

 

" لا تشعر بعذاب الضمير مونرو.. لقد فعلتَ الكثير لـ إيميليا وحاولت مساعدتها.. هذا قدرها للمسكينة.. أنتَ لا ذنب لك.. يظهر القدر كصانع حكيم يتلاعب بخيوطنا بأنامله الخفية.. لنكتشف في نهاية الأمر أننا جميعًا جزء من نسيج لا يمكن تفكيكه.. مرتبطين ببعضنا البعض برباط لا يعرفه الزمن ولا المكان.. فلا تُلقي اللوم على نفسك فهذا قدرها منذ اللحظة التي خُلقت بها "

 

ابتسم مونرو برقة ثم رفع ساقي اليمنى ووضعها على حُضنه وبدأ بتدليكها.. تلاقت نظراتنا بطريقة سحرية..

 

عندما تلاقت نظراتي مع زوجي الحبيب.. انبعثت من قلبي أمواج من السعادة والحب العميق.. وتراقصت بداخلي الفرحة كأنها مسرحية رومانسية مليئة بالألوان والضوء.. ففي هذه اللحظة شعرت بأن العالم بأسره انتقل ليتسع في عينيه.. وكأن كل أحلامي قد تحققت بوجوده الساحر بجانبي....

 

ابتسمت برقة وفكرت.. يبدو بأنني سأبقى وسأعيش بداخل جحيم قلب آل بيلاتشو...

 

 

كتالينا بيلاتشو**

 

حفلة العزوبية كانت من أخر اهتماماتي.. بالنسبة لي كانت حفلة توثيق لبداية عذابي الأبدي..

 

لم أهتم باختيار فستان الزفاف والزينة وحفلة الزفاف.. لم أهتم بشيء بل تركت مُنسقة الحفلات العالمية ماندي مور تتكفل بجميع الإجراءات..

 

مونرو هو من اقترح إقامة حفلة للعزوبية الخاصة بالفتيات فقط في الفندق الذي يمتلكهُ الماركيز رومانوس دي فالكوني.. أما الرجال قرر مونرو إقامة الحفلة في الملهى الليلي الموجود في الفندق..

 

لم أعر أهمية لأي شيء.. لم أكن مهتمة لشيء.. إذ كنتُ أتمزق من الداخل من الألم..

 

روحي المُقاتلة تبخرت بسبب تعاستي.. أصبحت مُجرد امرأة بجسد وقلب ينبض رغماً عنه..

 

في حفلة العزوبية لدهشتي الكبيرة مونرو لم يذهب برفقة الرجال إلى الملهى الليلي بل ظل برفقة بانبلينا ولم يتركها لثانية واحدة.. مونرو يعشق بانبي لكنهُ لم يكتشف مشاعره نحوها.. أتمنى أن يفعل قريباً..

 

انتهت الحفلة وعدنا إلى القصر..

 

وقفت في غرفة نومي ونظرت إلى المرآة ورأيت دموعي تتلألأ في عيناي المليئتين بالألم والحزن والتعاسة.. قلبي ينزف من جرحٍ عميق.. كنتُ أعلم بأنني سأتزوج قريبًا من رجل لا أحبه.. رجل يحمل اسم ماثيو لودر.. وحتى هو لا يُحبني المسكين..

 

دموع.. دموع كثيرة متألمة تساقطت على وجنتاي الشاحبتين.. تمنيت للمرة المليون أن يأتي باغو ويخطفني أو يفعل أي شيء ليمنع هذا الزواج.. لكنهُ لم يأتي.. لقد استسلم كما استسلمت..

 

تسطحت على السرير ووضعت يدي على بطني وكلمت طفلي بحزن قائلة

 

" لا تحزن طفلي.. والدتك ستكون بخير.. أنا وأنت سنكون بخير.. ما أفعلهُ هو الصواب ولمصلحة والدك.. والدك يستحق تضحيتي.. ولكن أعدُك إن أراد والدك في يوم أن يتزوج سأقتل الفتاة قبل الزفاف.. والدك باغو لي.. ولن أسمح لهُ بأن يكون لامرأة غيري.. هل رأيت كم أعشق والدك الوسيم؟.. كثيراً.. هو حُب حياتي.. وسيبقى إلى الأبد حُب حياتي الوحيد "

 

ولم أتوقف عن ذرف الدموع طيلة الليل حتى غلبي النوم في النهاية..

 

واليوم هو يوم زفافي الأسود.. كنتُ أرغب فعلا بارتداء فستان أسود لكن بانبي أصابها الذهول منذ أسبوع عندما ذهبنا لاختيار الفستان إذ بدأت تبكي كأنها طفلة صغيرة عندما طلبت فستان زفاف أسود اللون.. لذلك تصنعت بأنني أمزح وسمحت لها بأن تختار لي فستان حتى تتوقف عن البكاء.. إن عرف مونرو بأنني جعلتُها تبكي سيقتلني..

 

وقفت في وسط غرفتي مُحاطة بفستان الزفاف الأبيض الرائع والأزهار التي تزينه.. كنتُ أحمل باقة الزهور بيدي المرتجفة بينما قلبي ينزف من الألم العميق وتضحيتهُ الكبيرة..

 

سمعت بانبي تهتف بسعادة

 

" ياه كتالينا.. تبدين جميلة جداً عزيزتي.. أنتِ أجمل عروسة رأيتُها في حياتي.. في الحقيقة أنتِ أول عروسة أراها في حياتي "

 

ابتسمت لها برقة رغم تعاستي.. ثم سمعت جدتي ماري تبكي وهي تقول بفرح

 

" إلهي.. كم أنتِ جميلة حفيدتي.. أتمنى لكِ السعادة في حياتكِ الزوجية يا قلبي.. اه.. قلبي لا يحتمل كل هذه السعادة.. أحبكِ جداً كتالينا "

 

عانقتني جدتي ومسحت دموعها ثم قبلتني على وجنتي وقالت بسعادة

 

" السيد مونرو ينتظركِ في الأسفل.. لا تتأخري بالنزول حفيدتي.. لا نريدُكِ أن تتأخري على العريس.. فهو ينتظركِ بلهفة في الكنيسة "

 

أومأت لها موافقة ورأيتُها تخرج برفقة بانبلينا..

 

استدرت وتأملت نفسي في المرآة وألقيت نظرة أخيرة على ملامحي الحزينة.. كنتُ أعلم أن هذا اليوم يجب أن يكون يوم سعيد.. لكن الحزن بداخلي يبقى يتفاقم..

 

كنتُ أعلم بأني سأتزوج رجلاً اسمه ماثيو لودر وهو رجل جيد ولطيف.. لكن قلبي لا يتقبله وروحي لا ترتاح بجانبه..

 

نظرت إلى الشرفة بترقب.. أنتظر حبيبي باغو ليهبط عليها وينقذني من هذا المصير المرير.. لكنهُ لم يأتي..

 

كنتُ في وضع لا أُحسد عليه بتاتاً.. لا أريد أن يتم هذا الزفاف ولكن لا أستطيع التراجع عنه.. إذ كنتُ أعلم بأن مونرو لن يتردد في قتل باغو إذا علم بمشاعري تجاهه.. هذا الزواج هو الحماية الوحيدة لحبيبي.. ولكن هذا القرار يعتبر حكمًا بسجني في زنزانة من الحزن والتضحية والعذاب..

 

حاولت بكل قوتي إخفاء ألمي.. حاولت أن أتنفس بصعوبة وأقاوم الصراخ المكبوت في صدري.. أردت البكاء لأنني أعلم أن قلبي لن ينبض بالحب الحقيقي في هذا الزواج..  أردت ذرف الدموع لأنني أعلم أنني سأعيش حياة من الروتين والتجاهل العاطفي وسأعيش بتعاسة..

 

شهقت بقوة وهمست بأسى

 

" باغو.."

 

نطقت اسمه بصوت مكسور كأنني أريد أن يحمل الكون بأسره ألمي..

 

ثم همست بتعاسة

 

" لماذا يجب أن أضحي بحبي وسعادتي؟.. لماذا يجب أن أتزوج رجلاً لا يشعر بأي شيء تجاهي؟.. أين أنتَ حبيبي؟.. لماذا لا تأتي وتُريحني من عذابي؟!!!... "

 

بحثت في عيناي الحزينتين عن إجابات في الفراغ.. لكن الصمت يلف الغرفة ويعود بي إلى وحدتي القاتمة..

 

شعرت بالوحدة والضعف.. وشعرت بالحنين إلى حضن باغو الدافئ.. إلى ضحكته العذبة ولمسة يده الرقيقة..

 

أنا أعلم أن ماثيو رجل جيد ولطيف.. لكن قلبي ينتمي إلى باغو.. وروحي ملتصقة بروحه..

 

نظرت باتجاه باب غرفتي وهمست بصوت يحمل الأسى العميق

 

" سأفعل ما هو صحيح وسأتزوج من ماثيو لأنقذ حبيبي من يد مونرو.. لكن بداخلي سيبقى ألم لا يمكن أن يختفي لمدى الحياة "

 

مشيت باتجاه الباب بثقة وخرجت من الغرفة ومشيت باتجاه السلالم.. وبينما كنتُ أنزل الدرجات وقفت فجأة وشهقت بقوة ثم استدرت وبدأت بالصعود..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع

 

لم أستطع النزول.. شعرت بالضعف.. شعرت بأنني أختنق.. لكن رأيت في مُخيلتي صورة باغو.. فوقفت واستدرت من جديد ونزلت السلالم..

 

ولكن قبل أن أصل إلى الدرجة الأخيرة من السلالم رأيت مونرو يمشي مُسرعاً ولكنه وقف فجأة عندما شاهدني أقف أمامه


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 33 - دموع


 

تأملني بدهشة في البداية ثم بنظرات حنونة وسعيدة.. تراقصت عينيه بسعادة ثم أخذ نفسًا عميقًا ليهدئ من داخله.. ثم توجه بهدوء نحوي.. أمسك بيدي المرتجفة بلطف ونظر إليّ بعيون مليئة بالفرح والتأمل.. ثم قال بصوت مليء بالحب والسعادة

 

" كتالينا.. أنتِ تبدين ملائكية.. لا يمكنني أن أصف جمالكِ وأناقتكِ في هذا الثوب.. أنا فخور بكِ وبقوتكِ.. تستحقين السعادة والحب خاصةً في هذا اليوم المميز لكِ "

 

نظرت إليه بدهشة وترقب.. فقد كنتُ أتوقع رد فعل مختلفة منه.. ولكنني شعرت بشعور دافئ يملأ قلبي عندما سمعت كلماته العاطفية

 

إذ أضاف مونرو بلطف وبحنان قائلا

 

" أعلم أن هذا اليوم ليس كما كنتِ تحلمين.. وأن هذا الزواج قد يكون تحديًا لكِ.. ولكن أرجوكِ.. اعلمي أنني هنا معكِ.. دعيني أكون دعمكِ وكتفكِ الذي تستندين عليه.. أنا أتمنى لكِ السعادة الحقيقية.. حتى وإن كانت ستأتي من مكان غير متوقع "

 

نظرت إليه باستغراب بسبب مغزى كلماتهِ.. رغم ذكائي الحاد لم أفهم رسالتهُ الخفية.. ربما لأنني أشعر بالتعاسة وبالمرارة.. ولكن أحسست بالامتنان والاحترام تجاه شقيقي.. وفهمت أنه يحبني ويرغب في رؤيتي سعيدة مع والد طفلي كما يظن..

 

وكانت إجابتي هي ابتسامة خجولة تلوح على شفتي بينما كنتُ أنظر إلى مونرو بعيون ممتلئة بالامتنان والحب..

 

ابتسمت برقة ثم قلتُ له بصوتٍ هامس ومؤثر

 

" شكرًا لك أخي.. أنا أعلم بأنك تحاول أن تجعلني أشعر بالتقبل والسعادة في هذا اليوم المهم.. أعدك.. سأحاول أن أجد الفرح والمعنى في حياتي.. بغض النظر عما قد يكون قدري "

 

اقترب مونرو وأمسك بيدي وقبلها بحنان ثم حضنها بكلتا يديه وقال بنبرة حنونة

 

" أنا هنا من أجلكِ كتالينا.. وسأكون دائمًا بجانبك.. لا تنسي أنكِ تستحقين السعادة والحب الحقيقي.. ولا تنسي أبداً بأنني أحبُكِ أكثر من حياتي "

 

ومع تلك الكلمات الحنونة بدأت دموع الفرح تملأ عيني.. عانقت شقيقي بقوة ووضعت رأسي على صدره وقلتُ له

 

" أحبك أخي.. وسأظل أحبك لمدى الحياة.. فأنتَ هو قوتي وسعادتي.. ولن أسمح لنفسي بأن أكون في يوم من الأيام السبب في حُزنك "

 

بادلني مونرو العناق وقال برقة

 

" وأنا أحبكِ صغيرتي.. ولن أسمح لنفسي في يوم بأن أكون السبب في تعاستكِ أو حُزنكِ "

 

حاربت بكامل قوتي دموعي.. كنتُ سأنهار وابكي بتعاسة أمام شقيقي.. لكن تحكمت في نفسي في آخر لحظة..

 

ابتعدت عن مونرو وابتسمت ابتسامة حزينة.. داعب وجنتي بأصابعه ثم قال برقة

 

" هيا بنا لنذهب.. لقد تأخرنا.. لا أريد أن أكون السبب في تأخركِ على العريس "

 

أومأت له موافقة ورافقني مونرو إلى الخارج وساعدني بالجلوس في المقعد الخلفي في سيارة الليموزين البيضاء والمزينة بالورود.. ثم أغلق الباب وسمعتهُ يأمر السائق بقيادة السيارة..

 

بعدها صعد مونرو إلى سيارته رولز-رويس فانتوم السوداء وقاد سيارته خلف سيارتي..

 

نظرت إلى سائق السيارة على أمل أن أرى باغو.. لكن خاب أملي عندما رأيت جوفاني يجلس خلف المقود.. نظرت بحزن إلى الخارج وهمست بعذاب

 

" لن يأتي.. لقد تخلى عني فعلا "

 

وبينما كنتُ أجلس في السيارة الفاخرة.. غمرتني مشاعر متناقضة من القلق والحزن والتضحية.. لمست فستان زفافي الأبيض بأصابعي المرتجفة..

 

سحبت نفسًا عميقًا لتهدئة أعصابي المشدودة.. نظرت خارج النافذة ورأيت المناظر الجميلة تمتزج مع دموع الألم التي تتجمع في عيوني.. رأيت الناس يمشون في الشوارع.. وسمعت أصوات الحياة والابتهاج تتعالى من حولي.. ولكن قلبي كان ينبض بآلام الفراق والتضحية..

 

لمست يدي الخاوية على المقعد بجانبي وتذكرت لحظات الحب والسعادة التي عشتُها مع باغو.. شعرت بالقسوة العميقة للقدر والمصير الذي يبعدني عن الرجل الذي أحبهُ بجنون..

 

فجأة توقفت السيارة وهنا استيقظت من شرودي وأفكاري الحزينة.. رأيت بتعاسة بأن السيارة وقفت أمام الكنيسة.. رأيت مونرو وهو يقف على بعد خطوات من السيارة وهو يتأملني بنظرات ساحرة وسعيدة..

 

فتح مونرو باب السيارة بنفسه ونظر إليّ بابتسامة صادقة وعيون مليئة بالفرح.. ثم قال بصوتٍ هامس ومؤثر

 

" حان الوقت صغيرتي "

 

ارتعشت يدي بعنف وترقرقت الدموع في عيناي بينما كنتُ أضع يدي في كف يد شقيقي.. ساعدني لأترجل من السيارة.. ثم رافقني باتجاه مدخل الكنيسة..

 

سمعت صوت التصفيق يصدح عالياً في الكنيسة فور دخولي إليها برفقة مونرو والذي كان يحتضن ذراعي بذراعه ويقودني إلى الأمام باتجاه المذبح..

 

بسبب دموعي والتي كانت قد تجمعت في عيناي لم أستطع الرؤية بوضوح.. ولكن عندما تساقطت دموعي على وجنتاي وقفت في مكاني جامدة وتوقف مونرو بسرعة ونظرت بصدمة كبيرة أمامي وهمست بأنفاس مُتلاحقة

 

" باغو!!!!.... "

 

انتهى الفصل

 




 





 


فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©