رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ما هذا الجمال واخيرا مونرو وبانبي سويا حقا جميل جدا أن يحضى بمن يحب بعد كل هذه المعاناة في حياته اتمنى أن تستمر سعادتهم دون منغصات أخرى .. انت مبدعة هافن و رائعة في عرض الاحداث وجعلها أكثر تشويقا

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي عزيزتي لأنكِ أحببتِ الأحداث والبارت
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة

      حذف
  2. جميل جدا تسلم ايدك كاتي هتهرب مع دون باغو ولا ايه 😍😍

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      لن تتخيلي ما فعته كاتي
      انتظري بارت الغد

      حذف
  3. هافن هل تصلك تعليقاتي ...
    اخبرنك سابقا بان كل ماتكتبيه يزداد تألقا ابداع فهنيئاً لنا نحن قرائك بمثلك ايتها المبدعة يامن جعلتي الفرحة والابتسامة تعرف طريقها الينا .شكراً هافن 🌺

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي شكرااااااااا
      أشكركِ من أعماق قلبي حياتي
      ونعم وصلني تعليقكِ وجعلته ظاهر

      حذف
  4. روحي انتي هافن ❤❤❤❤❤❤😘🥰

    ردحذف
  5. بارت أكثر من رائع و اخيرا مونرو استسلم بانبي كثير حلو انك دمجت روايتان مع بعض لقد اشتقنا لتشارلي و ايثان 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث ودمجي للروايتين

      حذف
  6. اخخخ قلبي وجعني على ماثيو الالم الي عم يعيشه ليس سهلا وخاصة هو ينظر الى ابنته...ومعك حق ماثيو لقد وقعت في ورطة ولكن ورطة جميله اسمها روزاليا😁.
    بانبي وحركاتها الطفوليه هههههه هل تغارين على اسد الغضبان ههههههه....ولكن بداية صداقتها بروزاليا سوف تكون جميلة.
    💃🏼💃🏼💃🏼💃🏼💃🏼 واخيرا اعترف لنفسك بحبك لبانبي ايها الاسد الغاضب...انت رائع....واخيرا حصلو على سعادتهم الخاصة ياريت يبقون هكذا دون اي مشاكل.
    علاقة ايثان ومونرو احلى شي توم وجيري هههههههه.
    حبيت انه نسى خلافه مع باغو من اجل كاتي....ولكن كاتي ياترى ماذا تخططين له شكلها عامله مصيبه ههههههههه.
    تسلم ايدك البارت اكثر من رائع تحفه ويجنن ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ على رسالتكِ الجميلة يا قلبي ولأنكِ أحببتِ الأحداث
      ولكن انتبهي مونرو لم يعترف لغاية الآن بأنهُ يحب بانبي ولكنهُ لم ينفر للفكرة
      وسنرى قريبا ما سيحدث مع الجميع

      حذف
  7. حبيبتي هافن كم انت رائعة حقا في سرد روياتك فعلا شيقة يسلمو ايديك حبيبتي

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم



مثل الحُلم







ماثيو لودر**


 

كنتُ جالساً على الكُرسي المُتحرك في غرفة نومي وأنا أفرك كلتا يداي بتوترٍ شديد..

 

كنتُ خائفاً لحد اللعنة من ما يُخبئهُ المُستقبل لي.. لقد ارتكبت ثاني أكبر خطأ في حياتي عندما طلبت المُساعدة من إيثان بوربون..

 

بلعت ريقي بقوة وشعرت بغصة مؤلمة في صدري.. شهقت بقوة ثم نظرت باتجاه باب غرفتي وهمست بإصرار

 

" يجب أن أذهب وأتكلم مع شقيقتي ماريسا.. يجب أن أُخبرها بما حدث معي بسبب إيثان بوربون.. شقيقتي هي الوحيدة من تستطيع إخراجي من هذا الجحيم "

 

ضغط على الزر في لوحة التحكم على ذراع الكُرسي فتحركت ببطء باتجاه الباب.. فتحتهُ وتوجهت إلى المصعد الكهربائي..

 

اقتربت من جناح الماركيز وطرقت الباب بخفة وندهت باسم شقيقتي.. لكن عندما لم تفتح ماريسا الباب قررت أن أدخل دونَ استئذان.. فتحت الباب وتابعت طريقي إلى صالون الجناح..

 

نظرت بتعجُب أمامي عندما لم أرى ماريسا فقررت أن أطرق باب غرفة نومها.. طرقت الباب بخفة لكن لم تفتح شقيقتي الباب.. بلعت ريقي بقوة وأمسكت بالمقبض وفتحت الباب ودخلت..

 

نظرت في أرجاء الغرفة الفخمة ثم استقرت نظراتي باتجاه غرفة الملابس.. دفعت الكرسي باتجاه الغرفة وما أن دخلت رأيت شقيقتي ماريسا تجلس بجانب منضدة الزينة وهي تضع أحمر الشفاه..

 

ابتسمت برقة وهمست بحنان

 

" ماريسا.. يبدو بأنكِ خارجة الليلة برفقة زوجكِ "

 

التفتت شقيقتي وتأملتني بنظرات حنونة وابتسمت برقة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

وقفت شقيقتي بهدوء واقتربت مني وقالت بنبرة حنونة وهي تقف أمامي

 

" صحيح.. سأذهب برفقة ماركيزي إلى العشاء.. لديه دعوة لحفلة افتتاح فندق جديد في دي فالكوني "

 

انحنت مارسي قليلا ونظرت بحنان إلى وجهي وسألتني برقة

 

" أنتَ بخير عزيزي؟ "

 

نظرت إلى عينيها بارتباك وفكرت بأسى.. لا أستطيع إخبارها عن سبب وجودي الآن في غرفتها.. لا أريد تعكير مزاجها وجعلها تخاف وتقلق عليّ أكثر..

 

ابتسمت لها برقة وأجبتُها

 

" أنا بخير.. فقط أتيت لرؤيتكِ قليلا والتكلم بأمور الأطفال ومتابعتي لتعلم اللغة الإيطالية.. لا يوجد شيء مهم "

 

ابتسمت ماريسا بوسع ثم جلست أمامي على الأريكة وقالت بلهفة

 

" سنتكلم غداً بهذا الموضوع.. ولكن قبل أن أذهب أريد أن أُخبرك بأنني اخترت لك مرافقة وسكرتيرة لتعمل معك.. اسمها روزاليا "

 

توقفت ماريسا عن التكلم ثم غمزتني وتابعت قائلة بمرح

 

" وهي جميلة جداً.. وذكية.. وأنا ارتحت لها كثيراً.. ستبدأ العمل معك بعد أسبوع و.. "

 

شعرت بالخوف الشديد عندما سمعت ما تفوهت بهِ ماريسا.. نظرت إليها بتوتر وقاطعتُها عن تكملة حديثها قائلا بخوف لم أستطع اخفائه

 

" لا.. لا ماريسا.. لا أريد فتاة بجانبي.. أعني لتعمل معي كسكرتيرة و مُرافقة.. أُفضل أن توظفي رجلا فهذا أفضل بالنسبة لي "

 

شعرت بالخوف من وجود فتاة غريبة برفقتي.. وشعرت بالخوف أكثر عندما قالت عنها شقيقتي بأنها جميلة جداً.. فهمت ما كانت ماريسا تحاول فعله فهي تريدني أن أتقرب من الفتاة وربما.. لا.. مُستحيل أن يحدث ذلك.. أنا مُجرد حُطام رجل.. رجل حقير اغتصب فتاة في ليلة زفافها أمام جثة زوجها..

 

أنا رجل سافل وملعون.. لدي ابنة نتيجة اغتصاب.. أنا رجل مُدمر.. لا أستطيع متابعة حياتي وكأن شيئاً لم يكن.. لا أستطيع الاقتراب من امرأة وخوض أي علاقة معها إن كانت عملية أو عاطفية.. لا أستطيع فعل ذلك..

 

سمعت ماريسا تُكلمني بحزن قائلة

 

" لكن ماثيو لا أستطيع التراجع الآن.. لقد اتفقت مع الفتاة وسوف تُباشر عملها معك قريبا.. لا تقلق أخي سوف ترتاح لها كثيراً.. أنا متأكدة من ذلك "

 

رفعت رأسي ونظرت إلى وجه شقيقتي بذعر ولكن قبل أن أعترض وقفت ماريسا ومشت مُسرعة باتجاه المنضدة وحملت حقيبة يدها وقالت بسرعة

 

" ياه لقد تأخرت كثيراً.. رومانوس ينتظرني منذ ربع ساعة تقريبا في الأسفل.. أراك في الغد ماثيو "

 

استدارت واقتربت مني وقبلتني على وجنتي ثم مسحت بأصابعها أحمر الشفاه عن خدي وقالت بسرعة

 

" أحبك كثيراً.. لا تقلق سيكون كل شيء على ما يرام "

 

ورأيتُها بقهر تركض مُسرعة خارجة من الغرفة ومن الجناح.. لقد هربت مني حتى تتفاد هذه المُحادثة بيننا وهذا واضح جداً..

 

نظرت أمامي بقهر وهمست بغيظ

 

" ما هذه الورطة الثانية التي وقعت بها الآن؟.. إلهي ساعدني "

 

أدرت الكُرسي المتحرك وخرجت من الجناح وتوجهت إلى غرفتي..

 

كنتُ أبكي بصمت وأنا مُستلقي على السرير.. كنتُ أتذكر بعذاب تلك الليلة المشؤمة.. ليلة الحادث.. تذكرت بعذابٍ كبير كل لحظة بلحظة وما فعلتهُ مع ذلك الوغد أدم..

 

شهقت بقوة وسالت دموعي أكثر على وجنتاي بينما كنتُ أتذكر كيف وافقت بحقارة على اغتصاب تلك الفتاة البريئة.. صحيح بأنني كنتُ مُنتشي وغير واعياً بسبب تلك الحبوب المُخدرة التي أعطاني إياها ذلك السافل.. ولكن كان بإمكاني أن أعترض على ما فعله وأمنعهُ من ارتكاب تلك الجريمة..

 

مسحت دموعي عن وجنتي وهمست بتعاسة

 

" كم كنتُ غبياً وضعيفاً.. لم أستطع حماية تلك الفتاة وزوجها ولم أستطع حماية شقيقتي ونفسي من ذلك الشيطان الحقير آدم سميث.. سامحني إلهي أرجوك.. "

 

توقفت عن التكلم عندما سمعت صوت باب غرفتي ينفتح ثم سمعت صوت ابنتي الجميلة تهمس بصوتٍ ناعس

 

" دادي.. أنتَ مستيقظ؟.. أريد أن أنام بجانبك لو سمحت "

 

مسحت بسرعة ما تبقى من أثار الدموع على وجهي ثم رفعت رأسي ونظرت بحبٍ كبير إلى طفلتي الجميلة إيلينا.. ابتسمت بوسع وأشرت لها بيدي لتقترب وقلتُ لها بحنان

 

" ما زلتُ مستيقظاً صغيرتي.. تعالي إيلينا.. تعالي صغيرتي ونامي بجانبي "

 

ضحكت ابنتي بسعادة وركضت وصعدت على السرير ثم رمت نفسها عليّ وعانقتني بقوة وهي تضع رأسها على صدري وقالت بسعادة

 

" دادي.. أحبك كثيراً "

 

رفعت رأسها وقبلت خدي ثم قالت

 

" لم أرغب بالنوم في غرفتي.. لذلك أتيت لأنني أريد أن أنام بجانبك "

 

داعبت خدها برقة بأصابعي ثم حضنتُها بقوة إلى صدري وقلتُ لها بحنان

 

" وأنا أحبكِ جداً ابنتي الجميلة "

 

رفعت بيدي غطاء السرير على جسدينا وتركت ابنتي إيلينا تنام على صدري.. عندما غرقت بنومٍ عميق نظرت بألمٍ شديد إلى وجهها الجميل.. كانت تُشبهني قليلا لكنها تُشبه والدتها أكثر..

 

تأملت طفلتي بعذاب وهمست بوجعٍ كبير

 

" يوما ما عندما تكبرين ستعرفين حقيقة والدكِ وماضيه القذر.. أنا أعلم بأنكِ سوف تكرهينني عندما تكتشفين ما فعلته بوالدتكِ المرحومة.. سامحيني ابنتي.. سامحيني "

 

أغمضت عيناي وبكيت بصمت حتى غلبني النعاس في النهاية..

 

استيقظت في الصباح على صوت ضحكات الأطفال السعيدة القادمة من الحديقة الخلفية للقصر.. فتحت عيناي وكما توقعت لم أرى ابنتي بجانبي.. يبدو واضحا بأنها استيقظت باكرا وهي تلعب مع أولاد عمتها في حديقة القصر الخلفية..

 

أبعدت غطاء السرير عن جسدي ونظرت بحزن إلى ساقاي.. أحتاج للكثير من التمارين والعلاج حتى أستطيع وبسرعة السير من جديد.. العلاج الفيزيائي الذي أتلقاه يساعدني على تحسين وظيفة المَفاصِل والعضلات ومساعدتي على الوقوف و التوازن و المشي و صعود السلالم بشكل أفضل وأسرع..

 

انفتح باب غرفتي ورأيت شقيقتي ماريسا تدخل برفقة المُعالج الفيزيائي وشابين وظفهما الماركيز لمساعدتي بالاستحمام وارتداء الملابس..

 

اقتربت شقيقتي وقبلتني برقة على جبيني ثم قالت بحنان

 

" صباح الخير ماثيو.. لقد أتى الطبيب من أجل العلاج.. عندما تنتهي سأنتظرك في الحديقة.. رومانوس أجل مواعيده في الشركة إلى الغد ليبقى اليوم برفقتي.. أراك قريبا أخي "

 

بعد مُغادرتها الغرفة ساعدوني الموظفين لأجلس على الكُرسي وتوجهت إلى الغرفة المُلاصقة لغرفتي والتي خصصها الماركيز لي ليتم وضع معدات خاصة لعلاجي..

 

بعد مرور ساعتين كنتُ أجلس على الكُرسي المُتحرك في الحديقة الخلفية للقصر بجانب حوض السباحة الكبير.. كنتُ أنظر إلى ابنتي إيلينا وهي تلعب برفقة جيف و مابيلا..

 

سالت دموعي وأحرقت وجنتي بشدّة بينما كنتُ أتأمل ابنتي وهي تضحك بسعادة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

إنها ابنتي أنا.. لكنني مُجرد  مُغتصب وقاتل حقير.. لا أستحق ابنة رائعة مثل إيلينا.. لقد ماتت والدتها بسببي.. ابنتي أتت إلى هذه الحياة نتيجة ثمرة اغتصاب.. إلهي سامحني واجعل ابنتي تسامحني عندما تكبر وتكتشف حقيقتي..

 

وبينما كنتُ أبكي بصمت وأنا أتأمل طفلتي وأولاد شقيقتي سمعت صوت ضجيج ومُشاجرة.. مسحت دموعي بسرعة ونظرت إلى الماركيز وشقيقتي بتوتر.. رأيت الماركيز يقف وهتف بحدة على حُراسه

 

" ما الذي يحدث أمام البوابة الخارجية للقصر؟.. ما هذه الأصوات؟ "

 

وقفت ماريسا وأمرت نانا ماريتا بأخذ الأطفال إلى داخل القصر.. ثم سمعت بذعر حارس يُجيب الماركيز قائلا بتوتر

 

" سيدي الماركيز.. السيد إيثان بوربون وصل إلى القصر لكن برفقته الزعيم مونرو بيلاتشو.. وهو يحمل سلاح بحوزته والحُراس يحاولون منعه من الدخول لأنهُ مُسلح.. والسيد بوربون غضب على الحُراس وهو يتشاجر معهم الآن "

 

نبض قلبي بسرعة وشعرت بالخوف الشديد وفكرت بذعر.. ماذا يفعلان هنا هذين الرجلين؟..

 

وقفت ماريسا وسألت زوجها بقلق

 

" من هو مونرو بيلاتشو؟ "

 

رأيت الماركيز ينظر إليّ بنظرات حادة ثم تأمل شقيقتي بنظرات حنونة وقال لها بهدوء

 

" لا تخافي.. إنه صديق "

 

نظر رومانوس إلى حُراسه وأمرهم بحدة

 

" اسمحوا له بالدخول حتى لو كان مُسلحاً.. تحركوا "

 

ثواني قليلة رأيت مونرو بيلاتشو يقترب باتجاهنا برفقة إيثان.. صافح مونرو الماركيز ثم شقيقتي وقال بهدوء للماركيز

 

" ماركيز.. لقد أتيت اليوم لأخذ ماثيو.. ابتداءً من اليوم سوف يعيش في قصري في الريف مؤقت وعندما يتم ترميم قصري في دي فالكوني سيأتي للعيش به.. لا أظنك تعترض على هذه الإجراءات الجديدة.. فهكذا أستطيع مساعدته أكثر "

 

توسعت عيناي بذعرٍ شديد وسمعت شقيقتي ماريسا تهتف بفزع

 

" ماذاااااااااا؟!!!.. أخي سيذهب للعيش مع هذا الرجل الغريب في قصره؟.. لكن لماذا رومانوس؟ "

 

أجابها الماركيز بهدوء

 

" سأخبركِ لاحقا بالسبب.. لو سمحتِ حبيبتي أتركينا بمفردنا قليلا لنتكلم "

 

حاولت ماريسا الاعتراض لكن رومانوس أقنعها لتدخل إلى القصر وذهبت شقيقتي رغما عنها وهي تتأملني بنظرات قلقة..

 

جلس مونرو بيلاتشو على الكرسي بجانبي أما ماثيو ظل واقفا وهو يبتسم بمرح.. جلس الماركيز وتأملني بنظرات قلقة ثم نظر إلى مونرو وسألهُ

 

" أريد معرفة أسبابك الحقيقية بيلاتشو.. ما الذي تُخطط له؟ "

 

سمعت مونرو يتكلم بسرعة باللغة الإيطالية ولم أستطع فهم كلمة واحدة بسبب سرعة تكلمه.. نظرت إلى إيثان الخائن لكنهُ غمزني وأشاح نظراتهُ عني..

 

فجأة شهقت بدهشة كبيرة عندما سمعت الماركيز يضحك بقوة.. نظرت إليه بذهول ورأيتهُ يتأملني بنظرات تسلية.. وعندما توقف أخيراً عن الضحك نظر إلى مونرو بيلاتشو وقال له بالإيطالية

 

" موافق "

 

ارتعش جسدي بقوة وهمست بذعر قائلا للماركيز

 

" على ماذا وافقت؟!.. ماذا يحدث هنا؟.. أخبرني ماركيز "

 

وقف رومانوس وكلمني بهدوء قائلا

 

" لقد وافقت على عرض السيد بيلاتشو... منذ هذه اللحظة ستذهب ماثيو للعيش في قصر مونرو بيلاتشو "

 

نظرت إليه بذعرٍ شديد وهتفت بفزع

 

" ماذا عن ابنتي إيلينا؟.. وعلاجي الفزيائي؟ "

 

تأملني رومانوس بنظرات هادئة وأجابني

 

" لن تعيش في قصر مونرو إلى الأبد بل لفترة مُحددة ومع ذلك سيد بيلاتشو سيتكفل بعلاجك وراحتك.. أما صغيرتي إيلينا ستبقى هنا ولكنها ستذهب لزيارتك أسبوعياً "

 

شحب وجهي بذعر خاصة عندما سمعت الماركيز يأمر الخدم بتوضيب ملابسي.. ثم قال لي لأدخل إلى القصر وأودع ابنتي وشقيقتي..

 

وهنا عرفت بأنني فعلا وقعت في ورطة لا خروج لي منها بتاتا....

 


 

بانبلينا**


 

وصلنا إلى القصر في الريف في الساعة العاشرة مساءً.. صعدت إلى غرفتي ورميت سترة ذلك الحقير المجنون في سلة المهملات ثم دخلت إلى الحمام لاستحم..

 

ارتديت ملابسي وقررت أن أنزل إلى الطابق الأرضي وأنتظر وصول حبيبي الأسد..

 

جلست على الأريكة أنتظرهُ بفارغ الصبر.. كنتُ فقط أريد الاطمئنان عليه والتأكد بأنهُ بخير..

 

تذكرت بخوف ما حدث لي الليلة.. وتذكرت كيف استيقظت ورأيت ذلك العاهر على وشك قتل حبيبي.. شعرت في تلك اللحظات بخوف لم أشعر به سابقاً.. ذلك الخوف الذي يجعل الروح والقلب يشتعلان معاً..

 

في تلك اللحظات الحاسمة رأيت بندقية بجانبي.. ودونَ أي تردد أمسكتُها ووقفت وأطلقت النار على ذلك السافل..

 

لأول مرة في حياتي أستخدم سلاح.. قررت أن أستخدمهُ لأنقذ رجُلي والذي هو حبيبي الوحيد.. ولغاية هذه اللحظة لم أشعر بالندم لأنني أطلقت النار على ذلك المعتوه لأنقذ زوجي..

 

تنهدت بطريقة هائمة وهمست بعشقٍ كبير

 

" مونرو بيلاتشو.. أحبُك جداً أسدي الوسيم "

 

ابتسمت برقة بينما كنتُ أتذكر كيف اعترفت بحبي له.. احمرت وجنتاي بشدّة ثم تمنيت لو أنهُ اعترف كذلك بحبهُ لي.. لكن لا بأس سأجعلهُ يعشقني بجنون قريباً جداً..

 

كشرت بطفولية ثم تنهدت بقوة وفكرت بحزن.. صحيح أنا ما زلتُ غاضبة منه لأنه جعل ذلك الطبيب يفحص عذريتي.. وصحيح لم أسامحهُ لغاية الآن لكنني أعشقه.. ماذا أفعل بقلبي العاشق له.. مونرو بيلاتشو سرق قلبي من النظرة الأولى في ذلك اليوم منذ سنوات..

 

نظرت في أرجاء غرفة الصالون بحزنٍ عميق وقررت التوقف عن التفكير قليلا... لكن لم أستطع فعل ذلك إذ ابتسمت بطريقة حالمة بينما كنتُ أتذكر ما حدث اليوم وكيف وجدني أسدي الوسيم وأنقذني من ذلك المُختل عقليا..

 

انتظرت لساعتين طويلتين حتى في النهاية سمعت صوت سيارة تقترب في الخارج..

 

وقفت وضحكت بسعادة وركضت باتجاه النافذة.. أزحت الستائر ونظرت إلى الخارج.. رأيت سيارة مونرو الرباعية الدفع تقف في الساحة أمام القصر..

 

ابتسمت بوسع ولكن قبل أن أستدير لأركض باتجاه المدخل الرئيسي للقصر تجمدت بأرضي تماما عندما رأيت الباب الجانبي للسائق ينفتح وخرجت فتاة شقراء من السيارة..

 

تجمدت عيناي بذهولٍ شديد عليها خاصةً عندما اقتربت تلك الفتاة ووقفت بجانب مونرو.. تأملت بغيرة عمياء وجهها الجميل وكيف كانت تبتسم بخجل لزوجي..

 

وقفت في مكاني بصمت أتأملهما بألمٍ شديد بينما مشاعر الغيرة تحرق قلبي كالنيران.. كنتُ أنظر بصورة غير متوقعة إلى زوجي الذي كان يتحدث بابتسامة واسعة مع تلك الفتاة الجميلة بشكل لا يمكن تجاهله..

 

مشاعر متضاربة سيطرت عليّ حيث كنتُ أريد أن أقتحم المكان عليهما وأصرخ عليهما بعدم احترامهما لمشاعري.. وفي الوقت نفسه كنتُ أتمنى أن أكون هي الفتاة التي يتحدث زوجها إليها بهذا الشغف وبهذه الابتسامة السعيدة على وجهه..

 

خائن لعين.. سأقتله.. فبعد أن أنقذت حياته وتحولت إلى مُجرمة ها هو يجلب إلى قصره وبكل وقاحة فتاة جميلة ويضحك لها بسعادة..  أكرهه..

 

كنتُ أشعر بأن العالم ينهار حولي وكأن شيئًا ما قد تمزق بداخل.. منعت نفسي من البكاء بقهر بينما كنتُ أتأملهما بغيرة عمياء..

 

رأيت الخائن مونرو يُشير بيده للفتاة لتتقدم باتجاه الباب الرئيسي للقصر.. استدرت بسرعة ونظرت بذعر في أرجاء الغرفة ثم قررت أن أختبئ خلف الحائط الفاصل بين غرفة الجلوس والصالون..

 

ركضت بسرعة واختبأت خلف الحائط.. كنتُ أتنفس بسرعةٍ كبيرة عندما سمعت أصواتهما تقترب.. حركت رأسي إلى الأمام واختلست النظر..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

 رأيت زوجي العزيز وهو يتحدث بابتسامة واسعة مع تلك الفتاة الجميلة بالقرب من مدخل الصالون.. شعرت بأن قلبي يتقطع إلى أجزاء صغيرة..

 

كنتُ أنظر إليهما وهما يضحكان ويتحدثان بحماس.. فجأة وقف مونرو أمام الأريكة وطلب من تلك الفتاة لتجلس ثم هتف بقوة وهو يجلس على الأريكة بجانب تلك الفتاة الجميلة

 

" ماااااااري.. ماري.. تعالي بسرعة "

 

اسودت عيناي ونظرت إليه بحقد ثم همست بغيظ وبغضبٍ شديد

 

" سافل وخائن.. كان يجب أن أدع ذلك المجنون يقتلك.. لا بل أنا هي من ستقتلك مونرو بيلاتشو "

 

" سيدة بانبي.. ماذا تفعلين هنا؟! "

 

توسعت عيناي بذعرٍ شديد وانتفضت بعنف وقبل أن أصرخ بفزع كتمت فمي بكف يدي ونظرت بذعر إلى الخلف.. تنهدت براحة وتنفست بعمق عندما رأيت السيدة ماري تقف أمامي وتبتسم بخفة بطريقة مرحة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

أبعدت يدي عن فمي وهمست لها بصوتٍ جداً مُنخفض

 

" لقد أخفتني للموت سيدة ماري.. من الجيد بأنكِ تكلمتِ معي بهمس وإلا كان سمعنا ذلك الأسد الخائن "

 

تأملتني ماري بنظرات مُتعجبة وسألتني بهمس

 

" سيدتي.. لماذا تختبئين هنا؟ "

 

فجأة سمعنا صوت مونرو يتأفف بغضب ثم هتف بحدة

 

" ماري.. أين أنتِ يا امرأة؟.. تعالي إلى الصالون بسرعة "

 

رأيت ماري تتأملني بنظرات غريبة ثم ابتسمت بوسع وقالت بهمس

 

" الأفضل أن تختبئي خلف هذا الحائط.. السيد لا يُحب من يتنصت عليه "

 

كتمت ماري ضحكتها عندما رآتني أنظر إليها بقهر ثم غمزتني ومشت باتجاه الصالون.. ركضت بخفة واختبأت خلف الحائط الثاني واستطعت سماع حديث مونرو جيداً وهو يتكلم مع ماري

 

" أخيراً أتيتِ.. لقد ندهت لكِ منذ ساعة تقريباً.. لماذا تأخرتِ ماري؟ "

 

سمعت ماري المسكينة تُجيبه

 

" أعذرني سيدي كنتُ على وشك الذهاب إلى المبنى المجاور لأنام.. كيف يمكنني خدمتك سيد مونرو؟ "

 

توسعت عيناي بذعر عندما هتف بصوتٍ مُرتفع

 

" خُذي الأنسة روزاليا إلى غرفة الضيوف.. ستكون ضيفتي لفترة.. وفي الغد أريد أن يتم جلب مجموعة كاملة من الملابس لها.. تكفلي بكل شيء ماري "

 

سمعت ماري تُجيبه باحترام موافقة.. وبعدها سمعت خطوات تقترب من السلالم.. التصقت بالحائط ولكن استطعت رؤية من طرف عيناي تلك الفتاة الشقراء تتبع السيدة ماري إلى الطابق العلوي الأول المُخصص للضيوف..

 

شعرت بالقهر عندما اكتشفت بأنها ضيفة أسدي الخائن.. وفضولي قتلني لأعرف من تكون تلك المدعوة روزاليا..

 

كشرت بطفولية وهمست بغيرة وبغضب

 

" الغبي.. يريد أن يشتري لها ملابس جديدة.. رجل خائن.. هل جلب عشيقته إلى القصر؟.. سأقتله "

 

" عن أي عشيقة تتكلمين طفلتي؟.. ومن ستقتلين الليلة؟ "

 

" اااااااااعععععععععععععععععه... "

 

 

سمعت صوت مونرو بجانبي وهنا قفزت بذعرٍ شديد وأنا أصرخ بفزعٍ كبير وأضع يدي على قلبي المُرتعب

 

رأيت مونرو يسند كتفهُ الأيسر على الحائط وهو يتأملني بنظرات غريبة وبتسلية.. وكان يبتسم اللعين بمرح..

 

بلعت ريقي بقوة ونظرت إليه بغضب.. وطبعا مثل عادتي تفوهت بسرعة بما في قلبي إذ هتفت بوجهه بحدة

 

" أيها الخائن.. لقد أنقذت حياتك الليلة من الموت ومع ذلك أتيتَ إلى القصر برفقة فتاة جميلة.. أكرهُك مونرو بيلاتشو.. أكرهُك بجنون "

 

شعرت بالقهر عندما بدأ يضحك بمرح اللعين.. حاولت أن أتخطاه وأصعد إلى غرفتي وأبكي بمرارة على سريري لكن مونرو توقف عن الضحك ووقف أمامي مانعاً اياي من التقدم خطوة واحدة..

 

تأملني بنظرات هادئة ثم بدأ يقترب مني ببطءٍ شديد.. رجعت بخطواتي إلى الخلف حتى التصق ظهري بالحائط.. وقف مونرو أمامي وحاصرني بجسده ثم رفع ذراعهُ السليمة وأسندها بجانب وجهي..

 

قرب وجههُ من وجهي ونظر في عمق عيناي وهمس برقة

 

" هل تغارين عليّ طفلتي؟.. هممم.. هل شعرتِ بالغيرة طفلتي عندما رأيتني برفقة روزاليا؟ "

 

نظرت إلى عينيه بضياع ثم همست بأنفاس مُتسارعة

 

" لا.. ولماذا سأغار؟.. فأنا أكرهُك "

 

ابتسم برقة وقرب وجههُ من وجهي أكثر وهمس بنعومة

 

" أظن لم يُصيني الخرف طفلتي.. فكما أتذكر جيداً.. اليوم لقد اعترفتِ بحبكِ لي طفلتي الجميلة "

 

تسارعت نبضات قلبي لدرجة كنتُ أسمعُها تطرق داخل أذني.. نظرت إليه بقهر وحاولت بكلتا يداي دفعهُ بصدره بعيداً عني لكنني لم أستطع..

 

نظرت إليه بغرور وقلتُ له أول شيء طرق في مُخيلتي

 

" هاه.. هل صدقتَ فعلا بأنني أحبُك؟.. لقد هتفت بتلك الكلمة لأنني تخيلت نفسي أعيش داخل احدى أفلام الاكشن التي شاهدتُها على التلفاز مؤخراً.. كنتُ مُتحمسة قليلا لأنني أعيش مغامرة حقيقية.. كما أنا أخطأت التصويب في تلك الغرفة في القبو.. رصاصتي كان يجب أن تدخل في قلبك.. وبعدها كنتُ سأقتل ذلك المُختل وأهرب بعيداً.. لكن حظي سيء مثل العادة "

 

توسعت عيناي بذعر عندما رأيت نظرات مونرو المُحدقة بوجهي والمُخيفة جداً.. ارتعش جسدي بعنف ثم أطلقت صرخة مُرتعبة عندما أمسكني بكتفي ودفعني بقوة إلى الخلف لالتصق أكثر بالحائط.. وهتف مونرو بغضب جنوني في وجهي

 

" تخيلتِ نفسكِ تعيشين داخل فيلم اكشن لعين.. وأخطأتِ التصويب أيتُها الطفلة الغبية.. سأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا على وقاحتكِ وقلة أدبكِ بانبلينا بيلاتشو "

 

تأملتهُ بذعرٍ شديد ثم صرخت بفزع عندما أمسكني من معصمي وجذبني بعيداً عن الحائط وجعلني أتبعه بخطوات مُتعثرة باتجاه السلالم..

 

وقف أمام السلالم وهتف بغضب أعمى

 

" ميكو.. تعال إلى هنا في الحاااااااال "

 

كنتُ أقف خلف مونرو وأنا أرتعش بقوة وأنظر إلى جسدهِ المشدود وعضلاتهِ المُتصلبة من جراء الغضب.. رأيت حارس يقترب منا ووقف قائلا بخوف

 

" نعم سيدي "

 

نظر مونرو إليه وهتف بحدة

 

" ستصعد الآن برفقة الرجال جميعهم وترمون كل تلفاز موجود في هذا القصر اللعين.. لا أريد أن أرى تلفازاً واحداً داخل قصري وإلا قتلتكم جميعاً.. تحرك بسرعة هياااااااااااا "

 

ثم صعد السلالم وجعلني أركض خلفهُ بفزع بينما كان يسحبني بذراعي خلفه..

 

بدأت أبكي بفزع وهتفت بداخلي بندم.. لماذا أغضبته؟!.. تباً لي.. سيقتلني الآن.. إلهي لو كان بابلو هنا لكان أنقذني من هذا الأسد المجنون والغاضب..

 

دخل إلى جناحه ولم يتوقف حتى رماني بعنف على الأريكة.. تكورت على نفسي ونظرت إليه بفزع.. تأملني مونرو بنظرات غاضبة أرعبت روحي ثم ابتسم بخبث وقال بصوتٍ مُنخفض بنبرة مُخيفة جداً جعلتني أرتعش من رأسي إلى أخمص قدماي

 

" زوجتي كانت تريد قتلي والهروب..هممم.. ماذا سأفعل بكِ الآن بانبلينا بيلوني بيلاتشو؟.. أظن لديّ عقاب مناسب.. قفي أمامي "

 

هتف بأمر في النهاية وبخوفٍ شديد نفذت بسرعة.. وقفت أمامهُ وأنا أُحاول جاهدة عدم الوقوع أسفل قدميه بسبب ارتعاش جسدي..

 

حاوط مونرو خصري بذراعهُ السليمة وجذبني لالتصق به.. ارتعشت أكثر عندما تأملني بنظرات مُرعبة للنفوس ثم سمعتهُ بفزعٍ شديد يهمس بفحيحٍ مُخيف

 

" هذه الليلة طفلتي سأحولكِ إلى امرأة حقيقية.. فقد حان الوقت لأفعل ذلك "

 

لم أفهم ما كان يقصده بكلماتهِ تلك لكن فجأة انقضى عليّ وقبلني قبلة وحشية على شفتاي.. حاولت مُقاومته لكن دونَ جدوى.. شعرت بأنفاسي تنقطع إذ كان مونرو يسحب الهواء من رئتاي بقبلتهِ الشرسة..

 

قاومتهُ من جديد قبل أن أفقد أنفاسي.. ودونَ انتباه مني لكمتهُ على كتفهِ المُصاب.. فصل مونرو القبلة وشتم بألمٍ رهيب وهو يبتعد عني..

 

شهقت بقوة طلبا للهواء.. ثم ركضت بسرعة باتجاه الباب وقبل أن أهرب نظرت إليه بغضب وهتفت بحدة

 

" إياك أن تلمسني مرة أخرى أيها الأسد الهمجي.. أكرهُك "

 

رأيتهُ يلمس كتفهُ المُصاب وهو يتأملني بنظرات متألمة وغاضبة.. شعرت بالقلق عليه وبالخوف ولكن نظرت إليه بغضب قبل أن يرق قلبي عليه ثم مددت لهُ لساني وقلتُ له بقهر

 

" اذهب إلى غرفة ضيفتك أيها الخائن.. اجعلها امرأتك التي تريدها.. أنا لا أريد أن أكون امرأتك حتى لو كلفني ذلك حياتي "

 

رأيتهُ يضغط بغضب على أسنانه ثم هتف بغضب

 

" بااااااااااااانبي.. تعالي إلى هنا أيتها الطفلة الجبانة والوقحة "

 

صرخت بفزع وقبل أن يتحرك مونرو فتحت باب الجناح وفررت هاربة باتجاه غرفتي.. أغلقت الباب وأقفلته بالمفتاح ثم تجمدت برعب عندما سمعت مونرو يهتف من خلف الباب بغضب

 

" سوف أُعاقبكِ أيتها الطفلة الغبية.. ولكن ليس الليلة.. وأول عقاب لكِ لا تلفاز بعد اليوم لمدى حياتك.. أحلاما سعيدة طفلتي الغبية "

 

نظرت بسرعة باتجاه التلفاز ولم أجدهُ في مكانه.. نظرت بقهر أمامي ثم ركضت ورميت نفسي على السرير وبكيت بحزنٍ شديد وبقلب مُحطم...

 

شعرت بأن قلبي يتقطع إلى أجزاء صغيرة.. لم أستطع التحكم في مشاعر الغيرة.. فقد اجتاحتني كالعاصفة الشديدة.. مما جعلني أشعر بأني فقدت السيطرة على نفسي..

 

جلست بعد مدة ومسحت دموعي وهمست بحزن

 

" لقد حرمني من سلوتي الوحيدة.. لقد حرمني من التلفاز "

 

بكيت بقهر على خسارتي للتلفاز وبكيت بقهر لأنهُ لم يكن بإمكاني التوقف عن التفكير في أن زوجي قد يكون يحاول الانجذاب لتلك الفتاة الجميلة.. وربما يحبها..

 

دفنت رأسي في الوساد وبكيت بوجع قلب مُحطم.. في النهاية غرقت بالنوم..

 

استيقظت في الصباح ونظرت بقهر إلى وجهي الشاحب.. تأملت وجهي بغضب ثم همست بتصميم

 

" اوه لا أسدي.. أنا هي زوجتُك وسأجعلك تحترق لتلمسني وتحصل عليّ "

 

استدرت وغادرت غرفتي باتجاه غرفة كاتي.. دخلت إلى غرفة ملابسها ووقفت بخجل أنظر إلى ملابسها المثيرة.. لا أستطيع أن أرتدي مثل هذه الملابس الفاضحة..

 

صحيح كانت ملابس كتالينا من أشهر دور الأزياء العالمية ومن أفضل العلامات التجارية الفاخرة ولكنها فاضحة جداً ومثيرة جداً..

 

ولكن بشجاعة اخترت أكثر فستان مُحتشم تمتلكهُ كاتي.. كان لونه أسود بحمالات رفيعة على الكتف وينسدل بنعومة فضفاضا إلى الأسفل.. وكان قصيراً جداً بالكاد يخفي مؤخرتي.. ولكن هذا هو المطلوب.. يجب أن أجعل مونرو يفقد عقله ولا يُفكر بتلك الفتاة الجميلة روزاليا..

 

أخذت الفستان وركضت إلى غرفتي وقررت أن أستحم وأُجهز نفسي..

 

عندما انتهيت نظرت برضا تام إلى انعكاس صورتي في المرآة.. ابتسمت بإغراء وقررت أن أبتسم هذه الابتسامة لأسدي طيلة الوقت.. كانت كاتي علمتني أن أبتسم بإغراء وبعض الحركات التي قد تجعل مونرو يفقد عقله.. لكنني للأسف لم أستخدمها بسبب خجلي الكبير..

 

خرجت من غرفتي ونزلت إلى الطابق الأرضي.. رأيت سيدة ماري في الردهة وما أن رآتني تأملتني بنظرات سعيدة وقالت بحنان

 

" ياه سيدة بانبي.. تبدين جميلة جداً.. للأسف السيد غادر القصر باكراً "

 

ابتسامتي السعيدة اختفت فوراً وشعرت بالإحباط الشديد.. تقدمت ماري ووقفت أمامي وقالت برقة

 

" لا تحزني سيدتي.. فقد أخبرني السيد بأنهُ لن يتأخر كثيراً.. كما الأنسة روزاليا تجلس بمفردها في الحديقة.. إنها فتاة لطيفة جداً ومهذبة.. إن أردتِ سأجلب لكِ وجبة الفطور إلى الحديقة "

 

فكرت بغيظ بداخلي.. تلك الفتاة سرقت قلب ماري كذلك.. أكرهُها أكثر الآن.. ولكن بسبب فضولي الكبير وافقت على تناول الفطور برفقة تلك الفتاة..

 

شكرت ماري وخرجت من القصر.. مشيت باتجاه التراس والذي يوفر إطلالات بانوراميه على الحديقة والمناظر الطبيعية الجميلة المُحيطة بالقصر..

 

وما أن اقتربت من التراس رأيت تلك الفتاة روزاليا تتأملني بنظرات غريبة بينما كنتُ أقترب منها


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

وما أن وقفت أمامها هتفت بقهر دونَ أن أنتبه لنفسي

 

" أنتِ جميلة جداً "

 

تباً لك مونرو بيلاتشو أيها الخائن القذر.. فكرت بقهر وبألم بذلك ورأيت تلك الفتاة تبتسم بخجل ثم وقفت ورفعت يدها لتُصافحني قائلة بخجل

 

" شكراً لكِ.. وصباح الخير.. أنا روزاليا كافيلو.. لا بُد أنكِ السيدة بانبلينا زوجة السيد.. لم يُخطئ سيد مونرو بتاتا.. لقد أحسن اختيار الوصف عندما وصف سيد مونرو جمالكِ.. فأنتِ بالفعل كالنجمة الساطعة التي تتألق في سماء الليل وتضيء دروب الحب والجمال في الكون "

 

سقط فكي إلى الأسفل ونظرت إليها بصدمة كبيرة.. ثم نبض قلبي بنبضات العشق ونظرت بخجل إلى روزاليا ثم صافحتُها وقلتُ لها بحياء

 

" حقاً مونرو وصفني بتلك الكلمات؟.. و.. اوه آسفة.. صباح الخير.. أنا بانبلينا زوجة مونرو بيلاتشو.. يمكنكِ مناداتي باسم بانبي "

 

وبينما كنتُ أصافحها فكرت بسعادة.. أسدي وصفني أمام هذه الفتاة بتلك الكلمات الجميل.. اه قلبي.. لقد ظلمت أسدي وظلمت روزاليا..

 

جلست على الكُرسي ونظرت إلى روزاليا بسعادة وبدأنا نتكلم مع بعضنا كأننا صديقتين منذ الطفولة.. أخبرتني روزاليا عن سبب وجودها هنا وقالت لي بأنها ستعمل مع رجل يدعى ماثيو لودر وزوجي سيقوم بمساعدة ماثيو بأعماله..

 

بعد مرور وقتٍ طويل كنتُ أمشي برفقة روزاليا في الممرات والمسارات المبلطة بالحجر الطبيعي ونستمتع بالمشاهد الجميلة.. نظرت أمامي بسعادة وتنهدت برقة بينما كنتُ أتأمل المنظر الجميل أمامي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

 نظرت إلى روزاليا وسألتُها بارتباك

 

" روزاليا.. أخبريني بصدق لماذا مونرو جلبكِ كضيفة إلى قصره؟.. أنا أعرف بأنكِ ستعملين كرفيقة وسكرتيرة لـ ماثيو لودر لكن أشعر بأنكِ تُخفين عني سراً "

 

تأملتني روزاليا بذهول ثم قالت بصوتٍ مُنخفض

 

" اممم.. هو.. إلهي.. سيد مونرو أمرني بعدم إخباركِ الحقيقة.. لكنني أحببتكِ وارتحت لكِ بانبي لذلك سأخبركِ بالحقيقة.. لكن رجاءً لا تُخبري زوجكِ بأنكِ عرفتِ الحقيقة "

 

أجبتُها بسرعة موافقة وبدأت روزاليا تُخبرني ما فعلهُ مونرو في الأمس.. عندما انتهت من سرد كل ما حدث معها في الأمس وقفت أنظر إليها بدهشة كبيرة ثم فجأة أطلقت العنان لضحكاتي..

 

لم أستطع التوقف عن الضحك حتى بعد أن وبختني روزاليا قائلة بحزن

 

" بانبي.. توقفي عن الضحك.. ما حدث معي في ليلة الأمس ليس مُضحكا بل مرعباً.. بانبي!!.. اغغغغغغغ... "

 

حاولت جاهدة التوقف عن الضحك وعندما هدأت قلتُ لها بمرح

 

" وأنا ظننتكِ عشــ.. لا عليكِ.. ههههه.. زوجي مجنون فعلا.. من الجيد بأنه لم يقتل شقيقكِ المسكين فأنتِ لا تعلمين كم كتالينا مهمة بالنسبة لـ مونرو.. ولكن فعل خيراً بأنه جلبكِ إلى هنا إذ تعرفت عليكِ "

 

ابتسمت روزاليا بوسع وأجابتني برقة

 

" وأنا سعيدة جداً لأنني تعرفت عليكِ بانبي "

 

تابعنا المشي في حديقة القصر الجميلة ثم قررنا الدخول إلى القصر إذ كان قد حان موعد الغداء..

 

للأسف مونرو تأخر بالعودة إلى القصر.. ولكن قبل غروب الشمس وبينما كنتُ أجلس برفقة روزاليا في غرفة الجلوس سمعت بسعادة الحُراس والخدم يتأهلون بوصول السيد..

 

وقفت وهمست بسعادة

 

" لقد أتى أسدي الوسيم "

 

ركضت باتجاه مدخل القصر الرئيسي لأستقبلهُ بنفسي ولكن ما أن دخل مونرو وقف جامداً بأرضه وهو يتأملني بنظرات مندهشة ثم مُشتعلة من الغضب من رأسي إلى أخمص قدماي ثم صعودا لتستقر نظراته على فتحة الفستان الجريئة على الصدر..

 

بلعت ريقي برعب وسمعت صوت اصطكاك أسنانه بوضوح ثم ارتعش جسدي بعنف عندما تكلم بحدة وبأمر قائلا للحارس ميكو

 

" ميكو.. ساعد ماثيو ورافقه إلى الغرفة التي أمرت بتجهيزها له في الصباح.. ثم أريد من جميع الخدم بمغادرة قصري والتوجه إلى المبنى المُخصص لهم "

 

أجابه ميكو بتوتر موافقا ثم اقترب مونرو مني وهمس في أذني بفحيح أرعبني

 

" اصعدي فوراً إلى غرفتكِ اللعينة وأزيلي عنكِ هذا الفستان الفاضح.. تحركِ قبل أن أفقد السيطرة على نفسي وأزيله هنا بنفسي "

 

أبعد رأسه قليلا عني ثم أخفض نظراته وتأمل صدري بنظرات قاتلة.. ارتعشت بذعر عندما رأيت عروق عنقه تتضخم ثم نفرت وتصلبت عضلات رقبته كلها وكانت على وشك الانفجار..

 

بسب خوفي الكبير منه وقفت جامدة في مكاني أرتعش بعنف أمامه.. رفع مونرو نظراتهِ ببطء ونظر في عمق عيناي بغضبٍ مُميت وهمس من بين أسنانه بحدة

 

" لا ترتدين أسفل هذا الفستان اللعين حمالة صدر لعينة؟.. سأقتلكِ بانبلينا بيلاتشو.. "

 

ارتعش فكي بقوة ثم قفزت بفزعٍ شديد عندما صرخ مونرو بغضبٍ قاتل

 

" قلتُ لكِ اصعدي في الحاااااااااال إلى غرفتكِ اللعينة.. تحركِ واللعنة "

 

لا أعرف كيف استدرت وركضت هاربة منه وصعدت إلى غرفتي بسرعة جنونية.. أغلقت الباب وأقفلته بالمفتاح ثم وقفت أرتعش بقوة من الخوف..

 

وبينما كنتُ أقف بخوف وأنا أرتعش بجنون سقط قلبي إلى قدماي وقفزت برعب عندما سمعت خبطة قوية على باب غرفة نومي وصوت مونرو يهتف بغضب أعمى

 

" بانبي.. افتحي لي البااااااااااااب.. افتحيه وإلا حطمته.. افتحي الباااااااااااااب... "

 

تساقطت دموعي بخوف ونظرت إلى الباب بذعر.. ولكن قبل أن أقترب وأفتح له الباب شهقت بفزع عندما سمعت صوت مُخيف ثم رأيت الباب ينفتح على مصراعيه وارتطم بقوة على الحائط وتحطم..

 

صرخت بفزع عندما رأيت مونرو يقترب مني بخطوات بطئة وهو يتأملني بنظرات تتوعد لي بالموت.. تراجعت بخطواتي إلى الخلف ثم صرخت بذعر عندما ركض مونرو وأمسكني بذراعي وجذبني إليه وثبتَ ظهري بذراعه السليمة بقوة وتأملني بنظرات قاتلة هامسا بغضب جعلني أشعر بأنني على وشك فقدان الوعي

 

" سوف تندمين لأنكِ ارتديتِ هذا الفستان الفاضح وجعلتِ رجالي وجميع الموظفين يرونكِ به.. أنا لا أسمح لأحد برؤية ما هو لي.. وأنتِ لي.. لي بانبلينا بيلاتشو.. وهذه المرة لن أتراجع بتاتا عن جعلكِ امرأتي حتى لو اضطررت لاستخدام القوة معكِ يا زوجتي الجميلة "

 

توسعت عيناي بذعر ولكن قبل أن أفتح فمي وأعتذر وأطلب منهُ العفو مع أنني لم أفعل شيئاً خاطئاً  جذبني مونرو خلفه خارج الغرفة وتابع السير بخطوات سريعة باتجاه جناحه..

 

دفعني بقوة إلى الأمام بعيداً عنه عندما دخلنا إلى جناحه.. سقطت على الأريكة وبفزع أبعدت خصلات شعري لأرى ما يفعلهُ هذا المجنون.. رأيتهُ بفزع يُقفل الباب بالمفتاح ثم وضعه في جيب بنطاله ثم نظر إليّ بنظرات متوعدة وغاضبة وقال بهدوء وهو يفك ربطة عنقه

 

" قفي واخلعي الفستان أمامي.. هياااااااااااا تحركِ "

 

انتفضت بذعر ونظرت إليه بعدم التصديق ثم بدأت أبكي بخوف وحاولت أن أعتذر قائلة له

 

" مونرو أنا لــ.. "

 

قاطعني هاتفاً بغضب وهو يرمي ربطة عنقه بعيداً ثم خلع سترته وقميصه و رماهم على الأريكة

 

" اععععععععععع.. اخرسي.. لم أطلب منكِ التكلم.. إياكِ أن تتكلمي إن لم أسمح لكِ بفعل ذلك.. نفذي ما أمرتكِ به وإلا سأخلع هذا الفستان اللعين عن جسدكِ بنفسي "

 

تساقطت دموعي أضعافاً على وجنتاي ولم أستطع التحرك بسبب خوفي الكبير منه.. كان مونرو غاضباً جداً ويبدو مُخيفاً.. وطبعا لم أستطع تنفيذ ما أمرني بسبب خوفي منه وخجلي..

 

صرخت بذعر وقفزت عن الأريكة وركضت في الجناح هرباً من الأسد الغاضب مونرو بيلاتشو.. إذ عندما لم أقم بتنفيذ أمره ركض باتجاهي وهو يصرخ بغضب أعمى..

 

ركضت محاولة الهروب منه لكن ذراعه السليمة حاوطت خصري ورفعني عالياً ومشى بي باتجاه غرفة نومه..

 

ركلت قدماي وحاولت افلات ذراعه عن خصري لكن لم أستطع.. وصرخة مُرتعبة خرجت من فمي عندما رماني مونرو على سريره وحاصرني بجسده الضخم وبدأ بتمزيق الفستان عن جسدي..

 

أغمضت عيناي وبدأت أقاومه وألكم صدره بقبضتيّ ولكن فجأة سمعته يتأوه بألم وتوقف عن تمزيق الفستان..

 

فتحت عيناي ونظرت إليه بذعر وبحذر.. شهقت بقوة عندما رأيت الضمادة على كتفه الأيمن ممتلئة بالدماء.. تأملت كتفه وهتفت بفزع

 

" مونرو.. أنتَ تنزف.. إلهي.. يجب أن نوقف النزيف وبسرعة.. لا تتحرك "

 

ما أن وقفت سقط الفستان عن جسدي واستقر أسفل قدماي.. حركت نظراتي إلى الأسفل بفزع ورأيت نفسي عارية لا أرتدي سوى سروالي الداخلي من الدانتيل وأسود اللون.. وبردة فعل سريعة رفعت كلتا ذراعاي وسترت بهما صدري..

 

شهقت بذعر ثم ارتعش جسدي بعنف عندما وقف مونرو أمامي وبدأ يتأملني بنظرات غريبة.. نظراتهِ أسرتني بشكلٍ غريب وجعلتني أقف جامدة أمامه دون أي حركة..

 

" بانبي.. "

 

همس مونرو باسمي بطريقة حالمة جعلت قلبي ينبض بجنون داخل قفصي الصدري.. اقترب مني خطوة واحدة وأمسك معصماي وأبعد ذراعاي عن صدري..

 

توسعت عيناي بذعر وتأملتهُ بخجلٍ شديد خاصة عندما بدأ يتأمل جسدي بنظرات راغبة وبشهوة....

 

" أريدُكِ بانبي.. أريدُكِ بجنون "

 

همس مونرو بتلك الكلمات وجعلني أسقط في هواه أكثر..... واستسلمت لهذا الحُلم الجميل.. استسلمت لقلبي العاشق.. واستسلمت لحبيبي مونرو بيلاتشو...

 


 

مونرو بيلاتشو**


 

أوقفت سيارتي أمام قصري وترجلت منها.. تبعتني روزاليا ووقفت أمامي وابتسمت بخجل وقالت

 

" سيد بيلاتشو.. أنا أحتاج لملابسي إن كنتُ سأبيت في قصرك لوقتٍ مُعين.. هل يمكنني أن أتصل بشقيقي وأطلب منه أن يُرسل لي ملابسي إلى هنا؟ "

 

ابتسمت بوسع وأجبتُها

 

" لا داعي لذلك سأطلب من ماري بأن تتكفل بشراء كل ما يلزمكِ من ملابس وأغراض خصوصية.. في قصري يتم تكريم الضيف دائماً "

 

توقفت عن التكلم ثم أشرت لها بيدي باتجاه القصر وقلتُ لها

 

" تفضلي روزاليا.. اعتبري قصري منزلكِ الثاني "

 

ابتسمت بحياء ثم رافقتي إلى مدخل الرئيسي للقصر.. فجأة وقفت روزاليا وسألتني بتوتر

 

" لكن سيد مونرو.. ماذا لو اعترضت زوجتك على وجودي؟.. أقصد أنا انسانة غريبة و.. "

 

قاطعتُها قائلا بنبرة حنونة بينما كنتُ أفكر بطفلتي الجميلة بطريقة رومانسية

 

" بانبي أرق إنسانة ممكن أن تتعرفي عليها.. زوجتي لطيفة جداً وحنونة.. لن تعترض بتاتا على وجودكِ هنا.. بل أظن بأنكما ستصبحان صديقتين وبسرعة.. بانبي كالنجمة الساطعة التي تتألق في سماء الليل وتضيء دروب الحب والجمال في الكون "

 

ابتسمت روزاليا بوسع وقالت برقة

 

" تبدو زوجتك لطيفة جداً.. ويبدو واضحا بأنك تُحبها جداً "

 

اختفت ابتسامتي بسرعة عندما سمعت ما تفوهت به روزاليا.. وفكرت بارتباك.. أنا أُحب بانبي؟!..

 

نبض قلبي بجنون داخل قفصي الصدري.. ولم أشعر بالغضب أو بالانزعاج من كلماتها.. ابتسمت برقة وقررت أن أجعل بانبي مُلكي الليلة.. كنتُ مُتلهفاً لرؤيتها وضمها إلى صدري وممارسة الحُب معها حتى طلوع الفجر..

 

وصممت الآن على فعل ذلك..

 

فتحت الباب ودخلت برفقة روزاليا إلى القصر ثم توجهنا إلى صالون الخاص بالضيوف.. وبينما كنتُ أهتف لـ ماري التقطت نظراتي خيال شخص يختبئ خلف الحائط الفاصل لغرفة الصالون وغرفة الجلوس.. وعرفت من شكل الخيال بأنها طفلتي..

 

فقررت أن أتسلى قليلا وأرى ما ستفعلهُ طفلتي..

 

بعد ذهاب ماري و روزاليا وقفت بهدوء وتسللت على رؤوس أصابعي باتجاه الحائط.. وقفت أستمع بمرح إلى بانبي وهي تتكلم مع نفسها وتشتمني.. كانت علامات الغيرة واضحة على ملامحها لطفلتي الجميلة..

 

ولكن غضب أعمى تملكني عندما كلمتني بوقاحة وقالت لي بأنها اعترفت بحبها لي لأنها واللعنة كانت تظن نفسها في مغامرة لعينة داخل فيلم لعين وسافل..

 

شعرت بالإهانة وبألمٍ غريب في قلبي.. تباً أحسست بأنها أهانت كرامتي.. ولم أفهم لماذا قلبي كان يؤلمني بسبب كلماتها الجارحة..

 

وطبعاً لم أكن سأصمت على إهانتها لي وقررت تلقينها درسا لن تنساه.. ولكن طفلتي هربت مني واختبأت في غرفتها..

 

أخذت حبة مُسكنة للألم لآن كتفي اللعين كان يؤلمني للغاية.. عندما استكان ألمي قررت أن أتسلل إلى غرفتها.. فطفلتي لا تعلم بأنني أمتلك نسخة كاملة عن جميع المفاتيح في قصوري..

 

ابتسمت بخبث بينما كنتُ أمسك المفتاح بيدي وخرجت من جناحي.. وقفت أمام باب غرفتها وفتحته.. دخلت بهدوء ووقفت أمام السرير أتأمل طفلتي وهي نائمة..

 

جلست على طرف السرير وداعبت برقة وجنتها الشاحبة بأصابعي وهمست لها بحنان

 

" لن أسمح لكِ بأن تبكي بعد الآن طفلتي.. دموعكِ أصبحت تؤلم قلبي "

 

ابتسمت برقة وتأملت وجهها بنظرات حنونة وتابعت هامساً لها

 

" سرقتِ قلبي اليوم بشجاعتكِ وقوتكِ طفلتي.. لم أتخيل للحظة واحدة بأنكِ بهذه الشجاعة.. لقد سرقتِ أنفاسي ونبضات قلبي عندما أنقذتني من الموت "

 

أخفضت رأسي وقبلت جبينها قبلة صغيرة ثم استقمت وهمست

 

" أريدُكِ لي بانبلينا بيلوني.. بل أنتِ لي وإلى الأبد.. غداً مهما حدث سأجعلكِ امرأتي بكل ما للكلمة من معنى.. لقد أصبحتِ المرأة التي أرغبُها لي "

 

ولدقائق طويلة جداً جلست بهدوء أتأمل وجه طفلتي بنظرات حنونة.. فجأة تنهدت برقة وهمست قائلا لها

 

" لا يمكن للغة الكلمات أن تصف جمالكِ الذي يشبه بريق النجوم في السماء.. فأنتِ تتألقين بالجمال والسحر والروعة التي تتجاوز أي وصف ممكن أن يُكتب أو يُقال.. "

 

توقفت عن التكلم ثم أغمضت عيناي وتابعت قائلا

 

" مثل الحُلم دخلتِ إلى حياتي وقلبتها رأساً على عقب.. في البداية كنتُ أكرهُكِ بشدّة وأردت أن أنتقم منكِ.. ولكن ما حدث بعدها يُشبه المُعجزات.. أنتِ من أنقذتني من انتقامي ومن السواد الذي كان يغرق بداخلهِ قلبي.. ثم أنقذتني من الموت اليوم.. أنتِ مُعجزتي بانبلينا.. أنتِ المُعجزة التي كنتُ أنتظرها منذ طفولتي "

 

فتحت عيناي ووقفت.. نظرت بعاطفة إلى بانبي وهي نائمة ثم ابتسمت بوسع وكلمتُها بمرح قائلا

 

" لكنني أعرف جيداً بأنكِ تُحبينني طفلتي فلا تكذبي عليّ وتؤلمينني.. حُبك لي يعني لي الكثير "

 

غادرت غرفتها بهدوء بعد أن أقفلت الباب بالمفتاح وتوجهت إلى جناحي..

 

استيقظت باكرا وقررت أن أذهب بسرعة إلى دي فالكوني لأبدأ بما خططت لفعله مع ماثيو لودر و روزاليا كافيلو وطبعاً شقيقتي كتالينا..

 

وقبل خروجي من القصر أعطيت تعليماتي بتجهيز غرفة خاصة لـ ماثيو ويُجهزوا له غرفة أخرى ليتلقى علاجه الفيزيائي بها ثم غادرت قصري بمفردي دون حُراس..

 

ذهبت إلى قصر إيثان بوربون وما أن وصلت استقبلتني زوجتهُ الجميلة شارلي.. اقتربت منها وصافحتُها ثم قلتُ لها بصدق

 

" مرحباً شارلي.. تبدين جميلة جداً مثل العادة "

 

ابتسمت بحياء وهي تنظر إليّ


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم

 

ثم شكرتني بتهذيب ولكن قبل أن يتسنى لي التنفس داخل القصر ظهر إيثان بوربون فجأة أمامي وهتف بحدة وبغيرة طبعا

 

" مونرو بيلاتشو.. ابتعد عن زوجتي.. شارلي اصعدي إلى غرفة ابننا في الحال "

 

نظرت إليه بخبث وقبل أن تُنفذ شارلي أوامرهُ اللعينة اقتربت منها وقبلتُها على خدها ثم ابتعد عنها.. ووسط نظراتها المذهولة قلتُ لها

 

" لا تدعي زوجكِ تقتلهُ الغيرة عزيزتي.. أراكِ قريباً سيدتي الجميلة "

 

تأملتني شارلي بنظرات مُندهشة ثم ركضت مُسرعة إلى الأعلى عندما هتف إيثان بغضب

 

" سأقتلك بيلاتشو إن لمستَ زوجتي مرة أخرى "

 

نظرت إليه ببرود وأجبته

 

" واحدة بواحدة.. قبلتَ طفلتي أمامي فقبلت زوجتُك أمامك.. إن عانقت طفلتي سأفعل المثل لزوجتك.. وإن قبلتَ طفلتي سأُقبل زوجتُك الجميلة.. العين بالعين والسن بالسن بوربون "

 

زمجر إيثان بغضب أعمى لكنهُ سيطر على نفسه وكلمني بحدة

 

" سأنتقم منك قريباً.. والآن أخبرني ما هو سبب زيارتك اللعينة لي صباح هذا اليوم الجميل؟ "

 

قهقهت بمرح وأخبرته بخطتي.. وعندما انتهيت تأملني إيثان بذهول وهتف بدهشة كبيرة

 

" ستجعل شقيقتك تتزوج من ماثيو لودير!!!.. ما اللعنة معك بوربون.. هل فقدتَ عقلك؟ "

 

نظرت إليه بهدوء وأجبته ببساطة

 

" على كتالينا أن تتعلم الدرس.. إن صارحتني بالحقيقة سأعفو عن ذلك الوغد دون باغو بالوفا.. ولكن إن أصرت على كذبتها حينها سأجعلها تتزوج من ماثيو "

 

فقد إيثان أعصابه وبدأ الأحمق يشتُمني ويهتف بعصبية بأنني فقدت عقلي تماما.. عندما انتهى أخيراً من شتمي تأملته بهدوء وقلتُ له

 

" سأنتقم منك لاحقاً لأنك شتمني لكن الآن ليس لدي المزيد من الوقت.. هل سوف ترافقني إلى قصر الماركيز أم أذهب بمفردي؟ "

 

تأملني إيثان بحدة ثم قال بهزيمة

 

" تباً لك بيلاتشو.. أنا أعلم بأنك تُخطط لفعل شيء آخر وسأكتشف قريباً ما تُخفيه عني.. لكن إن كانت شقيقتُك حامل من الرجل الذي تُحبه لماذا بحق اللعنة سوف تزوجها برجلٍ آخر!.. وبمن؟.. بالمسكين ماثيو "

 

تأملتهُ بمرح وأجبته بتسلية

 

" ستعرف قريبا ما سأفعله.. والآن رافقني إلى قصر الماركيز ولا تجعلني أسمع صوتك المُزعج.. وعلى فكرة تحتاج وبشدّة لمُعالجة عصبيتك بوربون "

 

تأملني إيثان بنظرات حاقدة وهتف بغضب

 

" تباً لك مونرو.. أنتَ آخر شخص تتكلم معي عن العصبية.. فأنتَ مجنون رسمي "

 

ابتسمت بمرح وأجبته بسخرية

 

" شكراً لك.. أنا فعلاً مجنون رسمي.. والآن تحرك لنذهب.. لقد تأخرنا "

 

بينما كنتُ أقود السيارة باتجاه قصر الماركيز سمعت إيثان يقول

 

" بيلاتشو.. أنا فعلا لم أكن أمزح بخصوص اقترابك من زوجتكِ وتلك القبلة اللعينة.. إن كررتَ فعلتك سأقتلك.. وقبل أن أنسى يجب أن تعلم بأن ماثيو لا يُجيد اللغة الإيطالية.. هو حاليا يتعلمها ويفهم القليل.. لذلك الأفضل أن تتكلم معه بالإنكليزية دائما "

 

دُست بقوة على الفرامل وأوقفت السيارة في وسط الطريق.. أزعجني سائق السيارة خلفي بصوت بوق سيارته.. فتحت الزجاج وسحبت مًسدس وأطلقت النار على العجلة الأمامية لسيارته وهتفت بغضب على السائق المُرتعب

 

" إن سمعت صوت بوق سيارتك مرة أخرى رصاصتي سوف تستقر في وسط جبينك أيها السافل "

 

ثم أغلقت الزجاج ونظرت إلى إيثان المذهول والذي كان يتأملني بنظرات مصدومة.. تأملتهُ بنظرات هادئة وقلتُ له

 

" ماذا؟.. لماذا أنتَ مُندهش؟.. لقد أزعجني صوت بوق سيارته.. لا يهم.. ماذا كنتُ سأقول لك؟!.. "

 

سألتهُ بتفكير ثم نظرت بغضب إلى إيثان بوربون وهتفت بحدة

 

" تباً لك إيثان.. ماثيو لا يُجيد اللغة الإيطاليا؟.. لكنهُ كلمني بالإيطالية عندما رأيتهُ في المرة الأولى في قصري برفقتك "

 

تأملني إيثان بنظرات باردة وقال بسخرية

 

" يبدو بأنك بدأت تفقد عقلك بوربون.. أخبرتُك منذ لحظات بأنهُ يتعلم اللغة ويفهم القليل.. لذلك توجب عليّ إخبارك فصهرك العزيز المُستقبلي لا يُجيد لغتنا "

 

نظرت إلى إيثان بحقد وشتمته ثم تابعت القيادة بسرعة باتجاه قصر الماركيز....

 

طبعاً تكلمت مع الماركيز عن خطتي ولدهشتي ضحك بسعادة ووافق عليه.. هذا الماركيز بدأ يُعجبني لأنه فهم بسرعة ما سأفعله..

 

جلست برفقة الماركيز وتكلمت معه لنصف ساعة وكأننا صديقين منذ زمن.. بينما إيثان كان يشتعل من غيظه بجانبي.. إلهي كم أعشق إغاظة هذا الرجل لكنهُ صديقي فعلا..

 

عندما وضعوا أغراض ماثيو في سيارتي ذهبت إلى شركتي برفقة إيثان وماثيو.. اصطحبت ماثيو وجعلتهُ يتعرف على جميع أقسام شركتي ومُدراءها والموظفين لديّ.. ثم أمرت بتجهيز مكتب خاص له وبعدها اضطررت لإنهاء بعض الأعمال.. وفي ذلك الوقت أتت زوجة إيثان إلى شركتي وغادر برفقتها..

 

وفي الظهيرة ذهبت برفقة ماثيو إلى المستشفى وقمت بزيارة شقيقتي وجميع الجرحى من حُراسي ثم ذهبت وتكلمت مع ماركو وقدمت له شيك بميلغ ضخم بمصاريف المستشفى والعلاج ثم ذهبت لزيارة بابلو..

 

سمح لي ماركو بالدخول إلى غرفة العناية المُشددة ولكن لفترة قصيرة.. دخلت ووقفت أمام السرير ونظرت إلى صديق عمري بحزنٍ شديد.. اقتربت وأمسكت بيدهِ وكلمتهُ بغصة قائلا

 

" قاوم صديقي.. إن لم يكن من أجلي قاوم من أجل ابنتك الوحيدة وزوجتك.. أعدُك بابلو إن فتحتَ عينيك سأفعل كل ما تطلبهُ مني.. فقط لا تموت وتتركني وحيداً.. لا ترحل أخي.. أنتَ تعلم جيداً بأنك الصخرة التي أسند كتفي عليها.. و بدونك أنهار.. لذلك لا تحرق قلبي "

 

وقفت أنظر إليه بحزن وبعد دقائق قليلة دخلت الممرضة وطلبت مني المُغادرة..

 

رافقني ماركو إلى غرفة ذلك الحقير غوركي.. وقفت أنظر إليه وهو نائم على السرير في غرفة العناية الفائقة..

 

سمعت ماركو يُكلمني بنبرة هادئة قائلا

 

" عندما يتعرض شخص لرصاصة في الظهر.. فإنه من المعتاد أن يتم الاعتقاد بأن حالتهُ حرجة وأنه من المحتمل أن يفارق الحياة.. ولكن.. في بعض الحالات النادرة ينجو المريض من الرصاصة في الظهر ويتعافى تمامًا.. ومن بين الأسباب التي يمكن أن تساهم في إنقاذ حياة المريض هي مكان الرصاصة "

 

توقف ماركو عن التكلم ثم تنهد بخفة وتابع قائلا

 

" وهذا الرجل كان محظوظ جداً إذ الرصاصة لم تصل إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب و الرئتين و الكبد.. ومن الممكن أن ينجو المريض من الموت.. رجال الإسعاف أوقفوا نزيفه وأجريت جراحة فورية لإزالة الرصاصة من جسمه وقمت بتقليل الضرر الناتج عنها.. هو شاب وبصحة جيدة.. فمن المرجح أن يكون لديه القدرة على مقاومة الصدمة والشفاء بشكل أفضل "

 

سمعت كل كلمة تفوه بها الطبيب ماركو ومع ذلك ظللت أنظر بحقد إلى الحقير غوركي.. ودونَ أن أُزيل نظراتي عنه كلمت ماركو بهدوء قائلا

 

" افعل المُستحيل ليُشفى.. أريدهُ أن يبقى على قيد الحياة ويتنفس.. أريدهُ بصحة جيدة.. بل ممتازة..  "

 

توقفت عن التكلم ونظرت إلى ماركو وتابعت قائلا له

 

" سأضع حارسين أمام باب غرفته لحراستهِ جيداً.. اللواء هنري أعلن بأن غوركي مالكوفيتش قد فارق الحياة.. لذلك ما أن يتحسن غوركي رجالي سيتكفلون بنقله وإخراجه من مُستشفاك "

 

لم يعترض ماركو على كلامي بل طلب مني أن لا أقوم بتوريط شقيقه بالمزيد من المشاكل.. ابتسمت بتقدير وأجبته

 

" أنتَ رجل صالح حضرة الطبيب ماركو.. إيثان محظوظ جداً لأنهُ لديهِ أخ مثلك.. لا تقلق فلن أسمح بأن يُصيب إيثان أي مكروه بسببي.. قد لا تُصدق ولكن صحيح في البداية كنا أعداء ونكره بعضنا بجنون ولكن الآن أنا أعتبر إيثان بمثابة الأخ لي.. لذلك لا تخف عليهِ مني لأنني من المُستحيل أن أؤذيه "

 

ابتسم ماركو بسعادة وأومأ موافقا.. وقبل مُغادرتي للمستشفى ذهبت لرؤية شقيقتي كاتي..

 

وقبل مغيب الشمس أوقفت سيارتي أمام قصري في الريف.. مشيت بهدوء باتجاه مدخل القصر وابتسمت برقة عندما رأيت بانبي تفتح الباب وتقف لاستقبالي..

 

ياه.. أحببت جداً بأنها تقف الآن أمام مدخل القصر لتستقبلني.. ولكن تجمدت بصدمة كبيرة عندما رأيت اللعنة التي ترتديها..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم


كانت ترتدي فستان أسود قصير جداً.. تباً كان قصير لدرجة أنني لو أخفضت رأسي قليلا كنتُ سأرى سروالها الداخلي.. وهذا الفستان اللعين كان يُظهر مفاتنها بشكل يخطف الأنفاس..

 

استقرت نظراتي على صدرها وهنا اشتعلت النيران في جسدي وفقدت أعصابي تماماً..

 

لا أعرف كيف سيطرت على نفسي ولم أخلع الفستان اللعين عن جسدها بسرعة.. كل ما فعلته هتفت بعنف وأمرت جميع الخدم بالخروج من القصر ولم أهتم لوجود روزاليا..  والجبانة بانبي هربت مني وأقفلت باب غرفتها بالمفتاح.. لكنني حطمت الباب وأخذت بانبي بالقوة إلى جناحي وقررت الحصول عليها بأي ثمن..

 

قطعت حمالات الفستان الرفيعة بينما كانت بانبي تقاومني بشراسة.. ولكن فجأة تلقيت لكمة على كتفي المُصاب.. ابتعدت عنها وتأوهت بألمٍ شديد بينما كان كتفي ينزف..

 

ظننت طفلتي ستهرب مني كعادتها مثل الدجاجة الجبانة ولكن لدهشتي هتفت بخوف وبقلق عندما شاهدت الضمادة قد تحولت إلى اللون الأحمر.. وما أن وقفت سقط الفستان عن جسدها واستقر بين قدميها على الأرض..

 

تسارعت أنفاسي ونبض قلبي بجنون بينما كنتُ أنظر إلى جمالها الأخاذ.. اشتعلت نار الرغبة بداخلي وأحرقتني بشدّة..

 

لا أعرف ما أصابني إذ فجأة اختفى وجع كتفي وشعرت برغبة جنونية لأمتلك زوجتي الجميلة.. اقتربت منها وهمست لها بنبرة حنونة مليئة بالرغبة والشوق

 

" أريدُكِ بانبي.. أريدُكِ بجنون "

 

كانت أنفاسي تتسابق مع نبضات قلبي بينما كنتُ أتأمل بانبلينا بنظرات هائمة.. اقتربت خطوة منها حتى باتَ لا يفصلني عنها سوى عدة إنشات..

 

رفعت ذراعي السليمة ولمست خد بانبي برقة ثم همست من جديد

 

" لا ترفضيني.. لا تبتعدي عني طفلتي.. أريدُكِ لي وبشدّة "

 

أخفضت ذراعي وأمسكت بكلتا يديها وأبعدتهما عن صدرها...

 

 

انتباه مشهد جريء**

 

 

تأملت جمال بانبي الذي خطف أنفاسي.. كاد قلبي أن يخرج من مكانه بسبب سرعة نبضاته..

 

أخفضت رأسي وقبلت شفتيها برقة.. قبلتُها قبلة نابعة من أعماق قلبي.. قبلة كان قلبي يتمناها منذ فترة..

 

حركت كتفي المُصاب ولم أشعر بأي ألم عندما أمسكت فخذها الأيمن ورفعت ساقها على خصري..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 29 - مثل الحُلم


رغم أنني سادّي إلا أنني نسيت كلياً سادّيتي مع طفلتي الآن.. قبلاتي لها كانت ناعمة وراغبة.. لم أرد إخافة بانبي مني إن قبلتُها بشراسة وبرغبة قاتلة.. تحكمت بنفسي من أجل بانبي.. كنتُ أرغب بتقبيلها بتملك لكن من أجل طفلتي والتي ترتعش الآن بجنون في أحضاني قررت أن أكون رقيقاً وحنوناً معها خاصةً لأنها ستكون تجربتها الأولى في ممارسة الحُب..

 

توقفت عن تقبيل بانبي لكن شفتاي كانت ما زالت تلمس شفتيها.. شهقت بانبي بقوة بينما كنتُ أوزع قبلات رقيقة على شفتيها الجميلتين وذقنها ثم عنقها..

 

رفعت شفتاي ببطءٍ شديد على بشرة عنقها لتستقر على ذقنها ثم شفتيها.. قبلتُها بلهفة وبشغفٍ كبير ثم رفعت بانبي من خصرها بكلتا يداي وتجاهلت ألم كتفي ودونَ أن أتوقف عن تقبيلها مشيت باتجاه السرير.. وضعت بانبي على سريري وحاصرتُها بجسدي..

 

لم أتوقف عن تقبيلها بشغف بينما كنتُ أُلقي ثقل جسدي على ذراعي السليمة.. توقفت عن تقبيلها ونظرت بنظرات حنونة إلى وجه بانبي الأحمر مثل الطماطم.. ابتسمت بحنان وهمست لها برقة

 

" لا تخجلي مني بانبي.. أنتِ زوجتي وأنا زوجكِ.. أنتِ لي وأنا لكِ "

 

فتحت عينيها وتأملتني بحياء.. حاولت تحريك يديها وستر صدرها بهما لكنني قلتُ لها بحنان

 

" لا تفعلي.. لا تُخبئي جسدكِ عني.. أنتِ جميلة.. جميلة جداً طفلتي.. "

 

أبعدت يديها عن صدرها ورأيتُها بحنان تمسك شرشف السرير بقبضتيها ثم أغمضت عينيها واحمر وجهها من الخجل أكثر..

 

ابتسمت برقة ثم أخفضت رأسي وبدأت بتقبيل ترقوتها بقبلات ناعمة رقيقة.. أخفضت رأسي ووزعت قبلاتي على صدرها الجميل..

 

شهقت بانبي بقوة وارتعش جسدها أسفلي عندما لمست حلمت صدرها بشفتيّ.. أغمضت عيناي وامتصصت حلمتها بنعومة.. انتصب عضوي الذكري وكاد أن ينفجر لأنه أراد الحصول على باني والشعور بها.. لكن تحكمت بنفسي إذ أردت إسعاد طفلتي أولا..

 

لعقت حلمتها بلساني ثم امتصصتها برقة وداعبت ثديها الثاني بيدي اليمنى..

 

كنتُ غافلا عن ألم كتفي.. كنتُ غافلا عن كل ما هو موجود حولي.. ولكن تركيزي ومشاعري ورغباتي كانت كلها مع بانبي..

 

توقفت فجأة عن لعق ومُداعبة صدرها ورفعت رأسي ثم أزلت القلادة عن عنقي.. نظرت إلى الرصاصة المُعلقة بالسلسلة ثم ابتسمت بسعادة ورميت القلادة على المنضدة بجانب السرير..

 

أخفضت رأسي وبدأت بتوزيع قبلاتي الحارة على معدة امرأتي.. أخفضت قبلاتي إلى الأسفل وفرقت ساقيها عن بعضهما ونظرت بشوق وبرغبة وبإعجاب كبير إلى مهبل امرأتي..

 

" جميل.. جميل جداً "

 

همست برقة وأخفضت رأسي وبدأت بلعق مهبلها بلساني.. انتفض جسد بانبي وارتعشت ساقيها بقوة.. أغمضت عيناي وتأوهت بسعادة عندما سمعت صوت تأوهات بانبي الخجولة..

 

" اااااوههههه.. مــ.. مونرو.. أسدي... "

 

نبض قلبي بجنون عندما همست باسمي وباللقب الذي تُطلقهُ عليّ.. أسدي..

 

بدأت بامتصاص مهبلها ولم أترك إنشا منه.. حركت رأسي جانبا وبدأت بتوزيه قبلاتي على فخذها الجميل.. رفعت جسدي ونظرت إليها بنظرات حنونة ثم ابتعدت عنها ووقفت وبدأت بخلع بنطالي ولباسي الداخلي..

 

فتحت بانبي عينيها وتأملتني بنظرات مصدومة ثم بحياء عندما استقرت نظراتها على عضوي الذكري المنتصب..

 

قهقهت بخفة عندما صرخت بخجل وأغمضت عينيها بكلتا يديها.. جلست على السرير ثم اعتليتُها وأبعدت يديها عن عينيها لكن ظلت مُغمضة العينين وجهها أصبح أحمر اللون..

 

أخفضت رأسي وهمست لها بنبرة حنونة

 

" لا تخجلي مني فأنتِ زوجتي وامرأتي.. أريدُكِ بانبي.. لا تعرفين كم حاربت نفسي ومنعت نفسي من امتلاككِ.. لا تعرفين كم حلمت منذ أسابيع بأن أحصل عليكِ.. لا تعرفين كم رغبت بضمكِ إلى صدري في كل ليلة وأجعلكِ تنامين في أحضاني.. ولكن في الأمس حررتني من أحزاني وجميع ألامي.. وأريدُكِ أن تكوني امرأتي إلى الأبد "

 

فتحت بانبي عينيها ونظرت إليّ بنظرات سعيدة.. لكن عيوني تجمدت على تلك الدمعة التي سقطت من ركن عينيها.. رفعت يدي ومسحت دمعتها برقة ثم همست لها بحزن

 

" لا تبكي بانبي.. أعدكِ بأنني سأفعل المُستحيل حتى أجعلكِ سعيدة.. فقط لا تبكي طفلتي "

 

شهقت بانبي بقوة ثم رفعت كلتا يديها وحاوطت رأسي من الخلف بهما وجذبتني إلى الأسفل وقبلتني قبلة جميلة بريئة.. امرأتي لم تكن تعرف كيف تُقبلني لكن أحببت بجنون قبلتها البريئة لي..

 

بادلتُها القبلة بشغف ولم أستطع الانتظار أكثر.. حركت ذراعي السليمة وأمسكت بعضوي الذكري وأدخلت رأسهُ بهدوء في فتحة مهبلها الصغيرة..

 

شهقت بانبي بقوة ثم أمالت رأسها وعضت شفتها السفلية بأسنانها وتأوهت بألم.. توقفت عن الدفع بداخلها ونظرت إليها بقلق وبتوتر..

 

لأول مرة في حياتي أتوتر أثناء ممارستي للحب.. لا أعرف لماذا شعرت بالخوف وبالقلق عندما رأيت بانبي متألمة أسفلي..

 

توقفت عن دفع عضوي بداخلها وكلمتُها بقلق

 

" آسف.. أعني.. إلهي.. لا تخافي طفلتي.. هذا الألم يحدث فقط في البداية.. أنا.. سأحاول أن أكون رقيقاً معكِ.. لا تخافي مني لو سمحتِ "

 

أدارت بانبي رأسها ونظرت إليّ بنظرات عاشقة وقالت بخجل بصوتٍ مُنخفض

 

" أنا لستً خائفة منك.. شعرت فقط بوخزة مؤلمة.. لا تقلق.. يُمكنك أن تتابع.. أعني.. اوه... "

 

أغمضت عينيها بخجل فابتسمت بسعادة وبدأت بتقبيلها بينما كنتُ أدفع عضوي ببطء بداخلها حتى لا أجعلها تتألم.. ومع ذلك تأوهت بانبي بألم بينما كنتُ أقبلها لكنني لم أستطع التوقف.. لم أستطع التوقف عن الدفع بداخلها إذ كان جسدي يحترق بنار الشوق والرغبة من أجلها..

 

لم أتوقف عن الدفع بداخلها حتى دخل عضوي الذكري بكامله.. تأوهت بقوة وشعرت بأجمل شعور إختبرته في حياتي.. ما كنتُ أشعر به الآن كان من المُستحيل أن أصفه بالكلمات لروعة جماله..

 

أصبحت جسداً واحدا مع امرأتي.. أخيراً أصبحت لي..

 

بدأت أدفع برقة داخل مهبلها بينما كنتُ أُقبلها بشغف وبعاطفة جنونية..

 

مارست الحُب مع امرأتي بطريقة لم أختبرها في حياتي كلها.. أحسست بأنني أسعد رجل في الكون وأكثر رجل محظوظ في الكون.. بانبي جعلتني أنسى كل عذابي وآلامي.. بانبلينا بيلاتشو جعلتني أشعر بالسعادة من جديد..

 

ولأكثر من نصف ساعة مارست الحُب معها.. ثم أفرغت سائلي بداخلها ورميت جسدي بجانبها وأغمضت عيناي بينما كنتُ أضم جسد بانبي إلى صدري..

 

رفعت رأسي وقبلت جبينها برقة ثم انتبهت لقطرات دماء عذريتها على شرشف السرير.. ابتسمت بسعادة ولدهشتي لم أشعر بالقرف لأول مرة في حياتي رغم أنني مهوس نظافة..

 

 

انتهى المشهد الحميم**


 

اتسعت ابتسامتي السعيدة وأغمضت عيناي بهدوء عندما سمعت طفلتي تهمس بخجل

 

" كان ذلك رائعاً أسدي.. أحبُك "

 

ضممتُها بقوة إلى صدري ثم رفعت رأسها بيدي وقبلتُها برقة على شفتيها.. ابتسمت بسعادة عندما رأيت نظرات بانبي الخجولة..

 

قهقهت بخفة وقلتُ لها بحنان

 

" لا تخجلي بانبي.. أصبحتِ امرأتي وأنا رجُلكِ.. ما رأيكِ أن نستحم؟ "

 

توسعت عينيها وتأملتني بخجل ثم أخفضت نظراتها وقالت بحياء

 

" تقصد أن نستحم معاً؟! "

 

ابتسمت بسعادة وأجبتُها

 

" نعم.. أريد أن نستحم معاً.. في الحقيقة من الآن وصاعداً سوف نستحم معاً ودائماً.. كما سوف تنتقلين للنوم هنا في غرفتي.. لا أريد أن تكون امرأتي بعيدة عني "

 

قهقهت بسعادة عندما دفنت بانبي رأسها في عنقي وهمهمت بخجل.. رفعت جسدها قليلا من كتفها ولكن عندما نظرت بانبي إلى كتفي المُصاب شهقت بذعر وهتفت بخوف

 

" مونرو.. كتفك ينزف.. إلهي.. لقد أذيت نفسك بسببي.. بسرعة اجلس.. سأهتم بكتفك وأُغير الضمادات بسرعة "

 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أجلس وتركت بانبلينا تفعل بي ما يحلو لها..

 

لم أستطع التوقف عن النظر إلى وجهها طيلة الوقت بينما كانت تقوم بتطهير الجُرح ثم تضميده.. عندما انتهت نظرت إلى عينيها بنظرات حنونة وقلتُ لها

 

" شكراً زوجتي "

 

ضحكت بسعادة عندما احمر وجهها بشدّة.. غمزتُها وقلتُ لها بجدية

 

" حان وقت الاستحمام زوجتي الجميلة.. أدخلي إلى الحمام وانتظريني "

 

ضحكت بقوة عندما وقفت بانبي وأمسكت بسترتي وارتدتها وركضت هاربة من نظراتي إلى الحمام..

 

شعرت بأنني حر أخيراً.. شعرت بأنني أسعد رجل في العالم في هذه اللحظات.. وبنشاط وقفت واتصلت بـ ماري وطلبت منها أن تأتي إلى جناحي وتُغير شرشف  و ملاءات وغطاء السرير.. ثم فتحت باب الجناح الذي كنتُ قد أقفلته سابقا بالمفتاح ودخلت بعدها إلى الحمام لأرى طفلتي الجميلة تنتظرني بخجل وهي ما زالت ترتدي سترتي..

 

اقتربت منها وأمسكت بسترتي وأزلتُها بخفة ثم رميتُها بعيداً.. نظرت إلى بانبي بنظرات راغبة ثم همست برغبة

 

" بانبي.. أريدُكِ من جديد.. أريدُكِ طفلتي الجميلة "

 

ولم تعترض امرأتي الجميلة عندما الصقت جسدها بجسدي ومارست معها الحُب من جديد في الحمام ثم في حوض الاستحمام..

 

في هذه الليلة لم أبخل على بانبي بإظهار عواطفي لها.. في هذه الليلة والتي هي مثل الحُلم بالنسبة لي أظهرت أخيرا لطفلتي الجميلة مشاعري نحوها..

 

ولفترة ستة أيام لم أتوقف عن إظهار مشاعري وسعادتي لـ بانبي.. كنتُ طيلة الوقت أضحك أمام الجميع بسعادة.. القصر امتلأ بالضحكات السعيدة وبالسعادة.. الجميع حتى العاملين لدي كانوا سُعداء..

 

كنتُ أذهب في كل يوم لزيارة كاتي في المستشفى و بابلو و غوركي الحقير لأتأكد بأنهُ ما زال يتنفس وعلى قيد الحياة.. فما ينتظرهُ مني مُستحيل أن يتخيلهُ أي عقل بشري..

 

أما في المساء كنتُ مثل المُراهق أُمارس الحُب بجنون مع طفلتي بانبي والتي تحولت إلى امرأة عاشقة وراغبة بسرعة..

 

كنتُ في كل ليلة أجلب لها هدية مميزة.. ففي اليوم الثاني بعد ليلتنا الأولى ملأت جميع غُرف القصر بأجهزة التلفاز من أجلها.. كما أمرت ببناء غرفة سينما مُلحقة للقصر من أجل بانبي.. وأمرت ببناء غرفة سينما في قصري في دي فالكوني والذي كان يتم ترميمهُ بسرعة بعد الدمار الذي أحدثه ذلك العاهر غوركي..

 

في الليلة الثالثة جلبت لها سيارة أحلامها.. بورش بسقف مُتحرك لونها أحمر.. كانت شقيقتي كتالينا أخبرتني عن رغبة بانبي بامتلاك سيارة بورش باللون الأحمر..

 

عندما رأت بانبي السيارة صرخت بجنون ثم قفزت عليّ وحاوطت خصري بساقيها الجميلتين وقبلتني أمام الجميع..

 

كنتُ سعيداً.. بل في قمة سعادتي مع بانبي.. وشعرت بالراحة عندما اكتشفت بأن طفلتي أصبحت صديقة مُقربة مع روزاليا..

 

أما ماثيو المسكين كانت مهمة تأهيله ليتحول إلى رجل صعبة جداً.. ولكنني أحاول جُهدي لأعيد ثقتهُ بنفسه.. شعرت بأنهُ أخي الصغير ويحتاج لمُساعدتي.. وطبعاً انتبهت لنظراتهِ الهائمة نحو روزاليا..

 

هذا الأسبوع كان مثل الحُلم بالنسبة لي.. شعرت بأنني اكتسبت عائلة جديدة وحياة جديدة.. والفرحة لم تُفارقني للحظة.. ابتسامة بانبي السعيدة كانت بالنسبة لي كأنني امتلكت الكون..

 

استيقظت في الصباح وقررت أن أذهب إلى المستشفى لأخرج كتالينا.. فقد قمتُ بتهديدها إن حاولت الخروج من المستشفى دونَ اذن مني سأُعيدها إلى فرنسا برفقة جدتها ماري.. وطبعا كاتي وافقت بسرعة وطبعا عرفت السبب.. ليس لأنني هددتُها بل لآن ذلك العاهر دون باغو بالوفا ما زال في المُستشفى..

 

وصلت إلى مُستشفى بوربون في الساعة التاسعة صباحاً.. استقبلني ماركو بنفسه مثل العادة إذ كنتُ أتصل به دائماً قبل قدومي إلى مُستشفاه..

 

وقفت أمام ماركو وقلتُ له

 

" أريد رؤية دون باغو بالوفا "

 

تأملني ماركو بنظرات مُندهشة ثم قال بهدوء

 

" هو بخير كما سبق وأخبرتُك في الأمس.. ونفذت تعليماتك بحذافيرها.. طلبت من جميع الأطباء أن يخبروا كاتي بأن دون باغو بالوفا ما زال في غيبوبة ولم يستيقظ.. والممرضات يُراقبونها جيداً لمنعها من التسلل ورؤيته "

 

وافقت على كلامه لكن قلتُ له بتصميم

 

" أرغب برؤيته لأمر شخصي.. لا تقلق ماركو لن أقتل ذلك السافل.. هناك شيء واحد يمنعني من فعل ذلك به "

 

الشيء الوحيد الذي يمنعني من قتل ذلك المُغتصب الحقير هو طفل كاتي..

 

تأملني ماركو بنظرات هادئة وقال باحترام

 

" أنا أثق بكلامك مونرو.. لذلك سأسمح لك برؤيته.. لكن انتبه بعد نصف ساعة الممرضة عليها أن تحقنه.. والدواء سيجعلهُ يسترخي ويُسكن أوجاعه ويستريح قليلا من آلامه "

 

ابتسمت بخبث وأجبت ماركو

 

" دعهُ يتألم فهو لا يستحق بنظري الراحة "

 

تأملني ماركو بجدية وأجابني

 

" للأسف لا أستطيع تنفيذ ما طلبتهُ الآن مونرو.. أنا طبيب ومن واجبي الاعتناء بالمرضى وكل شخص يحتاج إلى مُساعدتي "

 

ابتسمت بوسع وتبعت ماركو بهدوء.. إنهُ رجل جيد ويتمتع بأخلاق نبيلة.. أحسد إيثان عليه..

 

دخلت إلى غرفة ذلك الحقير ووقفت أمام سريره.. رأيتهُ يفتح عينيه وتأملني بنظرات مُتعجبة ثم مُندهشة.. وهمس بذهول

 

" مونرو بيلاتشو!!.. ماذا تفعل هنا؟ "

 

وضعت كلتا يداي في جيب بنطالي وقلتُ له بحدة

 

" أتيت حتى أُحاسبك أيها المُغتصب اللعين "

 

توسعت عينيه وتأملني بنظرات مصدومة ثم حزينة وقال

 

" أقتلني.. لن أمنعك.. فأنا أستحق الموت بعد ما فعلته بالمرأة الوحيدة التي أحببتُها في حياتي.. كنتُ أتمنى أن أنال الموت على يديها ولكن يبدو بأن أمنيتي لن تتحقق.. أقتلني.. وأنهي عذابي.. كتالينا ماتت وماتت روحي معها.. "

 

تأملتهُ بدهشة عندما قال بأن كاتي ماتت.. يبدو بأن باغو يظن شقيقتي ماتت.. لم أُصحح له معلوماته بل قررت أن أكتشف منه الحقيقة الكاملة بما حدث بينه وبين شقيقتي الكاذبة الفاشلة..

 

اقتربت ووقفت بجانبه.. رأيت دموعه تسيل بكثرة من عينيه وهو يحاول كتم شهقاته.. نظرت إليه ببرود وبحقد وكلمتهُ بحدة

 

" أريدُك أن تُخبرني بالتفصيل كيف تعرفت على شقيقتي وما حدث بينكما.. وإياك أن تكذب باغو عليّ حينها لن أرحمك والموت سيكون رحمة منكِ لك لن تنالها أبداً.. تكلم وأخبرني بصدق كل شيء حدث بينكما "

 

تأملني باغو بنظرات حزينة وقال

 

" أغلى ما في حياتي خسرتهُ إلى الأبد.. كتالينا كانت أغلى من روحي ومن حياتي.. والآن بعد خسارتي لها لن أهتم إن عذبتني أو قتلتني.. لن أهتم مهما فعلتَ بي.. لذلك سأُخبرك بكل شيء.... "

 

 

بدأ باغو يُخبرني بهدوء بما حدث واستمعت لأكثر من نصف ساعة لحديثه.. ماركو كان ينتظرني في الخارج خوفا على صحة هذا الغبي باغو بالوفا.. وطبعا لم يُدخل الممرضة لأنني لم أخرج من الغرفة.. إذ كان ماركو يراقبني بهدوء من الحائط الزجاجي الأمامي للغرفة..

 

سمعت بهدوء الحقيقة الكاملة.. وغصة مؤلمة شعرت بها عندما بدأ باغو يبكي وهو يُخبرني بألم كيف اقتحم قصري واغتصب شقيقتي..

 

ما منعني من قتله في هذه اللحظات هو طفله.. الطفل الذي تحملهُ شقيقتي في رحمها.. أردت بقوة أن أقتلهُ بكلتا يداي وأجعلهُ يدفع الثمن غاليا بسبب ما فعلهُ بصغيرتي كاتي.. لكنني المُلام الوحيد بما حصل لها.. فأنا لم أحميها كما يجب.. لم أستطع حماية شقيقتي الوحيدة وفي داخل قصري..

 

ثم سمعت بغيظ كيف خطفها عندما دمرت لهُ كاتي شركته والمستودعات التابعة لها.. لو لم يكن طريح الفراش في المستشفى كنتُ قتلتهُ بكل تأكيد الآن وبطريقة بشعة..

 

عندما انتهى من سرد الحقيقة لي نظرت إليه بنظرات قاسية.. استدرت ومشيت باتجاه الباب ولكن قبل أن أُغادر الغرفة قلتُ له بنبرة باردة

 

" شقيقتي كتالينا لم تمُت.. "

 

توقفت عن التكلم وأدرت رأسي باتجاه السرير ورأيت الحقير باغو ينظر إليّ بنظرات مصدومة.. تنفست بعمق وتابعت قائلا لهُ بحدة

 

" لا تفرح كثيراً.. إن خرجتَ من المستشفى وعرفت بأنك حاولت رؤيتها أو حتى التكلم معها سأقتلع عينيك وبعدها سأقطع رأسك من مكانه وأرميك في مكان لن يستطيع أي كائن حي إجاد رفاتك به.. توخى الحذر باغو.. لن أرحمك بتاتاً هذه المرة.. تركتُك الآن على قيد الحياة لأنني رأيت كم أنتَ نادم أيها الحقير على ما فعلته بصغيرتي.. ورأيت كم تُحبها.. لكن لا حُبك لها ولا حتى ندمك سوف يوقفوني عن قتلك بأبشع طريقة إن حاولت رؤية كاتي مرة أخرى.. لا تختبرني باغو.. والأفضل لك أن تُسافر خارج البلد وإلى الأبد "

 

فتحت الباب وغادرت الغرفة وفوراً دخلت الممرضة لتحقن ذلك السافل.. تكلمت مع ماركو قليلا عن صحة العاهر باغو ثم مشينا في الممر الطويل..

 

وقبل أن أدخل إلى المصعد الكهربائي برفقة ماركو رأيت بصدمة كبيرة كاتي تنزل السلالم بهدوء وتتجه نحو غُرف العناية..

 

كورت قبضتاي بشدّة واستأذنت من ماركو ومشيت بهدوء خلفها.. وقفت خلف الحائط أستمع بحزن إلى بكاء شقيقتي ثم سمعت كلماتها له..

 

استدرت وغادرت بهدوء وصعدت إلى غرفتها وانتظرت عودتها.. وبينما كنتُ أنتظرها فكرت بحزن وبألم.. كاتي تُحبهُ بصدق لذلك السافل والحقير.. ولكنني السبب في تعاستها..

 

بسبب الخلاف البسيط بيني وبين باغو بالوفا ها هي شقيقتي تدفع الثمن غاليا.. تخلت عن حبيبها من أجلي وتعرضت للاغتصاب بسببي.. والآن هي حامل من ذلك اللعين وما زالت تُحبه..

 

تنهدت بقوة وفكرت بحزنٍ شديد.. أنا أعرف كاتي جيداً كانت ستقتل باغو لو لم تكن تُحبهُ بصدق.. وما كانت ستسمح لهُ بلمسها لو لم تكن تُحبه.. تباً.. ماذا سأفعل الآن؟!!.. أنا أعلم بأن خلافي مع باغو ليس سوى خلاف بسيط لا قيمة له.. لكنني كرهتهُ عندما اشترى قصر أحلام والدتي المرحومة.. كرهته لأنني لم أستطع شراء القصر في ذلك المزاد إكراماً لذكرى والدتي كالا بيلاتشو..

 

تنفست بعمق ونظرت بعجز أمامي.. كاتي هي نقطة ضعف بالنسبة لي.. أريدُها سعيدة حتى لو كان ذلك مع عدوي الأحمق..

 

فكرت بطريقة لأجعلها تعترف لي.. إن اعترفت لي بالحقيقة سوف أُسامح ذلك اللعين باغو من أجلها.. وإن كانت ترغب بالزواج منه لن أعترض كذلك.. سأفعل أي شيء لأجعلها سعيدة..

 

توقفت عن التفكير عندما دخلت كاتي إلى الغرفة وهمست باسمي بصدمة كبيرة عندما رأتني أقف بانتظارها..

 

حاولت التكلم معها وجعلها تعترف لي بالحقيقة لكن كتالينا ومع الأسف لم تعترف بل أصرت على كذبتها.. نظر إليها بغضب لأنني عرفت أسباب تشبُثها بكذبتها بأنها حبيبة ماثيو والجنين منه.. عرفت أسبابها طبعاً.. كاتي تريد حماية باغو مني.. هي تخاف من أن أقتله إن عرفت الحقيقة وما فعلهُ بها وعلاقتها السابقة معه..

 

ولأجبرها على الاعتراف نفذت خطتي الأولى والتي أخبرت بها إيثان والماركيز..

 

قلتً لها بغضب بأنها سوف تتزوج من ماثيو لودر بعد مرور شهر من اليوم.. وطبعا حاولت شقيقتي الاعتراض لكنني قاطعتُها وقلتُ لها بغضب بأن عليها تنفيذ أوامري دونَ أي نقاش..

 

ثم استدرت ومشت باتجاه الباب ثم قلتُ لها قبل مُغادرتي غرفتها

 

" أنتظركِ في الأسفل.. سنذهب إلى قصري في الريفي.. لا تتأخري "

 

نزلت بغضب إلى الأسفل وخرجت من المستشفى بانتظار كاتي..

 

 

بانبلينا**


 

كنتُ أعيش أجمل أيام حياتي مع حبيبي مونرو بيلاتشو.. حياتي انقلبت رأساً على عقب مثل الحُلم الجميل بعد تلك الحادثة في قصر مونرو واختطافي..

 

أصبحت أعشقهُ أكثر.. هو حُبّي الأبدي.. وقلبي ينبض فقط لأجله.. مونرو هو رجلي الوسيم الذي أحببته منذ اللحظة الأولى.. ولا يمكنني تصوّر حياتي بدونه.. فهو سرّ سعادتي.. وأنا أحتاج إليه في كل يوم وفي كل لحظة.. أحبهُ بكل ما فيّ.. وسأظلّ أحبه حتى نهاية الزمان..

 

تنهدت بهيام بينما كنتُ أحتضنهُ ونحن نرقص في وسط حلبة الرقص في المطعم الذي حجزهُ بكامله الليلة لنا.. استنشقت رائحة عطره وشعرت بأنني أذوب بين ذراعيه..

 

مضى على حادثة القصر ثلاثة أسابيع ونصف.. وكنتُ أعيش أجمل أيام حياتي في هذه الفترة مع أسدي الوسيم مونرو..

 

كنتُ أشعر بالسعادة العارمة عندما أتذكر كيف يعاملني مونرو بكل رقة وحنان.. وكيف ينظر إليّ بعيون مليئة بالحب والإعجاب.. أنا أدرك أن جمالي الخارجي ليس كل شيء.. وإنما معاملتي الطيبة وحسن تعاملي هما ما جعله يقع في حُبي..

 

أنا متأكدة بأن مونرو يُحبني.. صحيح هو لم يعترف لغاية الآن بحبهُ لي ولكنني متأكدة بأنهُ يحبني..

 

 قلبه ينبض بشدة عندما أقترب منه.. وأشعر في كل خلية في جسدي بالحب والتقدير الذي يكنهُ لي... كنتُ أراه ينظر إليّ بعينيه المليئتين بالحب.. وأشعر بأنني في أمان عندما يضع يده على كتفي ويحتضنني بحنان..

 

أنا أعلم أن مونرو يحبني لأنني امرأة جميلة بداخلي ولأنني أعامله بحُب وبكل إحساس.. وأفكر دائماً في سعادته وراحته.. أنا أدرك بأن حبيبي هو الأعز والأغلى عندي وأنني لن أجد أفضل منه في هذه الحياة..

 

وإحساسي لا يُخطئ أبداً.. أنا أشعر بحُب مونرو الحقيقي لي.. فقد تغير كثيرا معي منذ وقوع تلك الحرب في ساحة قصره..

 

تجولت عيناي على ملامحهِ الوسيمة.. وكأنني أرى فيها حياة جديدة ومستقبل زاهر.. لقد كنتُ دائماً أعتقد بأن الحب هو عنصر أساسي في الحياة.. ولكنني كنتُ أتساءل دائماً.. كيف يمكن أن يكون الحب حقيقياً؟!.. لكن أصبحت أدرك الآن بأن الحُب حقيقي مع مونرو بيلاتشو..

 

" هل أنتِ سعيدة طفلتي؟ "

 

سمعت بسعادة مونرو يسألني بحنان بينما كان يُعانقني ويرقص معي بهدوء على أنغام الموسيقى الهادئة.. هممت بسعادة وأجبته

 

" أنا سعيدة جداً.. طالما أنا معك سأكون سعيدة "

 

توقف مونرو عن الرقص وأبعدني عنهُ قليلا ونظر بحنان إلى وجهي وقال

 

" وأنا سعيد جداً طالما أنتِ معي "

 

اه قلبي.. سيغمى عليّ الآن..

 

كاد فعلا أن يغمى عليّ عندما قال لي تلك الكلمات.. شعرت كأنهُ يعترف بحبهُ لي.. أخفض مونرو رأسه وقبلني برقة على شفتاي.. وبينما كنتُ أبادلهُ القبلة سمعت رنين هاتفه..

 

تجاهل مونرو الاتصال وتابع تقبيلي قبلة مُدمرة.. ولكن عندما لم يتوقف الهاتف عن اصدار تلك الرنة المُزعجة.. ابتعد مونرو عني قليلا وشتم بغضب وهو يسحب هاتف من جيب سترته..

 

رأيتهُ ينظر إلى شاشة هاتفه بنظرات مُتعجبة.. ثم ضغط على الشاشة ورفع الهاتف إلى أذنه.. سمعتهُ يهتف بغضب

 

" ماذا تريد جوفاني؟.. لا تفهم ما معنى لا أريد أي إزعاج و.... ما اللعنة!!... ماذا فعلت كتالينا؟!.. تباً لكم جميعاً.. سأقتلكم.. سأقتلكم جميعكم "

 

أنهى مونرو الاتصال فنظرت إليه بقلق وسألته

 

" ماذا حدث مونرو؟!.. ما بها كاتي؟.. هل هي بخير مع الجنين؟ "

 

تنهد مونرو بقوة ثم مسح وجهه بتوتر بكف يده وأجابني بجدية قائلا

 

" آسف بانبي.. يجب أن نغادر على الفور.. كتالينا هربت من القصر وسافرت خارج البلد "

 

توسعت عيناي بذعر وعرفت بأن كارثة كبيرة ستحل على رأس صديقتي كتالينا قريباً.. بل قريباً جداً...


انتهى الفصل



















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©