رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. محزن ماحدث فعلا وهي مسكينة اخطأت التصرف ووقعت بسبب جدها الان ستكون بحاجة لمعجزة كي يسامحها اتمنى ذلك ... شكرا هافن انت مبدعة دائما

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ
      آسفة أحزنتكِ ولكن الأحداث القادمة ستكون جميلة

      حذف
  2. إبداع بالتوفيق دائما وابدا 🤎🤎❤️

    ردحذف
  3. رووووعه استمرى ♥️♥️🥰
    زائد ممكن اعرف الروايه كام فصل😌♥️🤗🥰

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      تبقى 5 فصول وتنتهي الرواية

      حذف

رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء

 

رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء



انتهى كل شيء






فورتونا**



" سيرنوك.. لاااااااااااااا... "

 

هتفت برعب  وارتعشت مفاصلي بقوة عندما رأيت جدي يطعن سيرنوك بالسيف في ظهره...

 

" لا!!.. لا لا لا لا لا لا... لا!!... "

 

همست بفزع بينما كنتُ أرى جسدهُ يسقط على الأرض وهو يحتضن تلك الفتاة إليه..

 

" يا للهول... ماذا فعلنا؟!!!... "

 

صرخت رومان برعب وهي تقف بجانبي وبدأت تبكي بهستيرية.. رأيت شقيقتيها ينظران إلى الخارج.. وبدأوا الجنيات الثلاثة بالبكاء والنحيب وهم يلومون أنفسهم..

 

كنتُ خائفة جدا.. جدي فقد عقلهُ تماما.. هو مجرم حقير ونذل... كم كنتُ غبية سابقا إذ ظننتهُ لطيفاً.. لكنه العكس تماما..

 

" ابنتي اهربي من هنا بسرعة.. دعي الجنيات يُعيدونكِ إلى قصر زوجكِ و... "

 

استدرت ونظرت إلى أمي آثيا بجدية وقلتُ لها بتصميم

 

" لا أمي.. أنا لن أذهب قبل أن أسترجع قلادة فيري والخنجر من جدي.. هو لا يجب أن يدمرهم.. إن فعل ذلك لن أسامح نفسي أبدا "

 

اقتربت أمي وعانقتني بقوة ثم ابتعدت وبدأت تلمس وجنتي بخفة بإبهامها وقالت بحزن

 

" لا تستطيعين حبيبتي إيقافه.. أنتِ لا تعلمين كم هو شرير.. لقد حاول قتلكِ وقتل حفيدي.. أرجوكِ اذهبي بسرعة من هنا قبل أن يؤذيكِ.. اذهبي أرجوكِ "

 

سمعت سولان تهتف بسعادة

 

" الملك لايسن قد أتى "

 

التفت ناحية النافذة ورأيت الجنيات يرفعون رؤوسهم ناحية السماء.. نظرت إلى السماء وتنهدت براحة وهمست بسعادة

 

" حبيبي هنا... لقد أتى أخيراً "

 

أمسكت أمي بيدي و أدارتني لكي أواجهُها وقالت برعب

 

" فورتونا.. أرجوكِ اسمعي كلامي.. اذهبي من هنا بسرعة قبل أن يؤذيكِ ديوس "

 

نظرت إليها بسعادة وأجبتُها بثقة

 

" لا تقلقي أمي.. لايسن هنا.. أنا لن أذهب إلى أي مكان.. يجب أن أُحذرهُ بأن الحقير جدي أصبح بحوزتهِ الخنجر وقلادة فيري.. لايسن قوي جداً وأنا متأكدة بأنهُ يستطيع استرجاع القلادة والخنجر منه "

 

نظرت أمي برعبٍ كبير إليّ وقالت

 

" أنتِ لا تفهمين يا ابنتي.. قد يُدمر جدكِ القلادة الآن.. اهربي بسرعة قبل أن يؤذيكِ بعدها "

 

هززت رأسي بالرفض وقلتُ لها بإصرار

 

" أنا لن أتخلى عن لايسن.. مستحيل أن أتركهُ بفرده مع ذلك المجنون.. يجب أن أحذرهُ فورا "

 

فجأة سمعنا جميعا صوت قفل الباب يُغلق.. نظرت بصدمة باتجاهه.. لقد حبسونا بالغرفة!.. فكرت بذهول وركضت ناحيتهُ وبدأت بمحاولة فتحه..

 

" لا لا لا لا لا لا... لااااااااااا.. افتحوا الباب.. افتحوا لي الباب أرجوكم... "

 

هتفت برعب بينما كنتُ أُحاول فتح الباب بهستيرية.. اقتربت مني إرنيكا و أمسكت بيدي وقالت لي بهدوء

 

" سمو الأميرة.. لا تخافي.. نحن هنا معكِ.. سوف نُساعدكِ "

 

نظرت إليها بقلق ورأيتها تمسح دموعها بيدها ثم رفعت يدها ناحية الباب وأغمضت عينيها وفي أقل من ثانية انفتح القفل.. ابتسمت بسعادة ولكن قبل أن أفتح الباب اقترب رومان مني وقالت لي

 

" سمو الأميرة.. سوف أرافقك لغاية باب القصر.. إن حاول أحد إيقافكِ سأستخدم سحري وأمنعه "

 

ثم نظرت إلى شقيقتيها وقالت لهم بأمر

 

" سولان.. إرنيكا.. أبقوا هنا برفقة الأميرة آثيا.. سأرافق الأميرة فورتونا وأحميها من الجنود "

 

أجابوها موافقين وقبل أن تعترض أمي فتحت الباب وأمسكت بيد رومان وخرجنا.. وفعلا كان يوجد حُراس أمام باب الجناح واستطاعت رومان تجميدهم بسحرها و تسللنا إلى الأسفل..

 

عشرُ دقائق مرت كالدهر عليّ ونحن نحاول التسلل دون أن ينتبه لنا أحد وإن فعلوا كانت رومان تُجمدهم بسحرها على الفور.. عندما وقفت أمام باب القصر تنهدت براحة ونظرت إلى رومان بامتنان و قلتُ لها

 

" أشكركِ رومان و.. "

 

قاطعتني قائلة بلهفة

 

" بسرعة سمو الأميرة.. سحري مدتهُ محدودة على الجن.. سوف يزول بعد ثواني.. بسرعة اذهبي إلى الملك لايسن وانقذيه "

 

ابتسمت لها بسعادة وقبلت وجنتها بسرعة وخرجت من باب القصر..

 

تجمدت بأرضي عندما رأيت حشد كبير من الجن يقفون في ساحة القصر وهم ينظرون إلى جدي و لايسن بحزن..


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء

 

نظرت إلى لايسن ونبض قلبي بسرعةٍ جنونية عندما رأيتهُ حزين.. يا إلهي.. ماذا قال له جدي؟!.. فكرت بخوف وهتفت لهُ بقوة

 

" لايسن ن ن ن ن ن ن.... "

 

رأيتهُ ينظر ناحيتي بطريقة جعلت وبر جسدي يقشعر وشعرت بالخوف الشديد.. ركضت بأقصى سرعةٍ امتلكها باتجاهه وعندما وصلت وحاولت الاقتراب منهُ منعني..

 

عقلي تجمد وروحي تألمت.. أما قلبي.. قلبي كان يبكي دما.. لايسن صدق جدي القذر.. لقد صدقهُ....

 

كنتُ في حالة صدمة عميقة مدهوشة وتفكيري توقف في البداية بينما كنتُ أسمع كلمات جدي له.. كل كلمة تفوه بها هي مُجرد كذب و افتراء وخدعة منه...

 

لقد كذب بكل بساطة وقال أنني سلمتهُ الخنجر والقلادة.. شعرت  بالذعر وبدأت أتوسل من لايسن حتى لا يصدقهُ.. لكن للأسف فعل.. لقد صدق أكاذيب جدي..

 

كم كنتُ غبية.. لماذا أتيت لأطمئن على والدتي وبحوزتي الخنجر والقلادة؟.. الآن لايسن لن يُصدقني... فكرت برعب شل روحي وبدأت أبكي بلوعة واترجى لايسن أن يصدقني..

 

لم أهتم بأن الجميع شاهدوني بهذا الشكل.. لم أهتم لشيء سوى أن يُصدقني حبيبي.. جثوت على ركبتيّ أمامهُ وترجيتهُ حتى يُصدقني لكنه لم يفعل..

 

وعندما بدأت أفقد الأمل اعترفت بحبي الكبير لهُ ولكنهُ لم يُصدقني.. شعرت كأن العالم بأسره قد انهار أمامي مباشرة.. لقد خسرتهُ.. خسرت لايسن.. خسرت وحشي الجميل...

 

كنتُ أحاول أن أبتعد عن أروس حتى أذهب واحتضن حبيبي وأترجاه أن يصدقني لكن لم أستطع.. وبرعب مزق أحشائي وجمدَ روحي رأيت جدي يوجه الخنجر إلى حجر القلادة الكبير...

 

تجمدت دمائي وقلبي وروحي وجحظت عيوني بهلعٍ كبير بينما كنتُ أرى الخنجر يُحدث شقاً كبير في حجر القلادة الكبير.. ثواني ورأيت بخوف مُميت حجر القلادة يتشقق لأجزاء وطارت القطع على الأرض...

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخت بهستيرية بينما كنتُ أنظر بفزع إلى القطع على الأرض.. رياحا قوية هبت وفجأة سمعت خبطة قوية واهتزت الأرض بعنف أسفلنا..

 

حررني أروس وشعرت بهِ يبتعد عني.. كنتُ أقف مثل التمثال جامدة برعب وأنا أنظر إلى القطع على الأرض.. عندما توقفت الهزة سقطت جاثية على الأرض بانكسار و بخوف وأنا أسمع ضحكة جدي الشريرة....

 

سالت دموعي بكثرة على وجنتاي بينما كنتُ أُفكر بوجعٍ كبير.. لقد انهزمت.. لقد جردت حبيبي من قوته بسببي.. اللعنة تحققت بسببي...

 

 

إيفوس**

 

 

نظرت إلى سيرنيتي وعقدت حاجبي بقلق.. كانت تبدو حزينة ومتوترة.. شعرت بأن ما رأته لا يبشر بالخير وانتابني القلق..

 

رفعت جسدي بإرهاق وجلست ونظرت إليها قائلا

 

" ما بكِ حبيبتي؟!.. ماذا رأيتِ؟!!.. لماذا أنتِ حزينة؟!.. من في تلك النعوش؟! "

 

تأملتني بحزن ثم اقتربت ووقفت بجانب السرير وبدأت تفرك يديها ببعضهما بتوتر وهي تنظر إلى الأسفل.. خفق قلبي بشدة إذ عرفت بأن ما ستقولهُ لي لن يُعجبني أبدا..

 

تأملتُها بتوتر وهمست لها برقة

 

" جميلة قلبي.. أنظري إليّ "

 

رأيتها ترفع نظراتها ببطء ونظرت إليّ بحزنٍ كبير.. بلعت ريقي وقلتُ لها بهدوء

 

" من في تلك النعوش سيرنيتي؟!.. أخبريني.... "

 

أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتها ونظرت مباشرة إلى عينيّ وقالت

 

" هو.. هم.. هـ.. هما.. المستشار سيرنوك و.. و.. و دــ.. والمحاربة داستر "

 

فتحت عيوني على وسعها ونظرت إليها بصدمة كبيرة... شعرت بغصة في حلقي ولم أستطع أن أتفوه بحرف.. فجأة وبسبب صدمتي ابتسمت بخفة ثم ضحكت بقوة... كانت سيرنيتي تنظر إليّ بذهولٍ تام.. وعندما هدأت من الضحك قلتُ لها

 

" لا... ناااااه.. بالتأكيد أنتِ تمزحين حبيبتي!... داستر مستذئبة.. كما أنها أقوى محاربة في جميع قطيع المستذئبين.. هي لن تموت.. و سيرنوك هو من الجن.. أي لن يموت أيضا.. هو و داستر يستطيعون شفاء أنفسهم و... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيت دمعة تنساب برقة على وجنتها.. تجمدت ملامح وجهي بصدمة وبدأت يداي ترتعشان بشدة.. هززت رأسي رفضا وهمست بعدم التصديق

 

" لا!... لا مستحيل!.. "

 

ثم صرخت بقوة وبغضب

 

" لاااااااااااااااااااا.... لاااااااااااااا.. صديقتي لم تمُت!!!.. هي مستذئبة وتستطيع شفاء نفسهااااااااااااا... هي لم تمت...... "

 

انتفضت سيرنيتي بقوة وبدأت تبكي ثم قالت لي وهي تجلس بجانبي على السرير

 

" آسفة حبيبي.. لقد.. لقد ماتت.. سيرنوك كان المايت الخاص بها و.. ويبدو أنهما قد أقاما علاقة حميمة وأصبحا جسداً واحداً.. لذلك.. "

 

أمسكت سيرنيتي بيدي وضغطت عليها برقة وتابعت قائلة بحزن و ببكاء بينما كنتُ جامداً بصدمة كبيرة

 

" لذلك هما أصبحا ضُعفاء.. كما تعلم الجن لا يستطيعون التزاوج من غير فصيلتهم.. آسفة.. أنا آسفة لقد ماتت صديقتك حبيبي.. آسفة.. أنا لا أمزح صدقني... "

 

أغمضت عيناي بشدة وشعرت بحزنٍ كبير.. أحسست بيدين تحاوط ظهري وهنا وضعت فورا رأسي على صدر سيرنيتي..

 

لم أستطع البكاء أو حتى التكلم بسبب قوة صدمتي.. الحزن أغرق قلبي عليها.. صديقتي القوية والمخلصة قد ماتت.. لقد أخفت عني بأن المستشار سيرنوك هو مايت الخاص بها ولم تُخبرني بسبب حزنها..

 

انفتح الباب واستطعت أن أعرف من دخل إلى الغرفة بسبب رائحتهُم.. لم أبتعد سيرنيتي ولم أتحرك بوضعيتي..

 

همست بألم مزق قلبي

 

" أخبرني.. من قتلهما؟!.. "

 

سألت ألفا كلاي بهدوء وسمعتهُ يتنهد بحزن ثم أجابني بصوتٍ مُنخفض

 

" ديوس "

 

رفعت رأسي ونظرت إليه وإلى أمي.. ثم سألتهُ ببرود لا يُعبر عن مدى الغضب الذي أشعر به

 

" لماذا فعل ذلك؟!.. لماذا قتلهُما؟!.. "

 

نظر كلاي إلى لوسيا بقلق ثم إليّ وقال

 

" لقد قال لي الحارس بأن الملك لايسن من أمر بإرسال الجثتين إلى هنا حتى يتم دفنهما في القرية معا.. و.. و بأن الملك ديوس قد فقد عقله وقتلهما لأنهما كانا يُدافعان عن الأميرة فورتونا "

 

نظرت إليه بصدمة وفورا أبعدت سيرنيتي عني وحاولت النهوض لكنني وقعت على الأرض ولم أستطع النهوض..

 

" إيفوس احترس... "

 

" احترس ابني..... "

 

صرخت سيرنيتي برعب وتبعتها صرخة لوسيا.. ركض كلاي وانحنى وحملني بسرعة ووضعني على السرير

 

" دعني... أريدُ أن أذهب في الحال.. يجب أن أكون مع الملك لايسن.. يجب أن... "

 

جلست لوسيا بجانبي وهي تبكي وقالت بغصة

 

" أنتَ ضعيف.. لن تستطيع الذهاب إلى أي مكان.. أنتَ لا تستطيع الوقوف حاليا.. لا تقلق على الملك لايسن والأميرة فورتونا.. سوف يكونان بخير "

 

هززت رأسي بالرفض وقلتُ لها بقهر

 

" لن يكونان بخير.. لقد قتل ذلك الحقير داستر و سيرنوك.. من يدري ما ينوي فعلهُ الآن!.. يجب أن أكون برفقة الملك لايسن "

 

نظر كلاي بحزن إليّ وقال

 

" لا.. أنتَ لن تذهب إلى أي مكان.. أنا لا أريد أن أخسرك أنتَ أيضا بعد خسارتي الكبيرة للمُحاربة داستر.. لن أحتمل ذلك أبدا.. ثم أنتَ ما زلت ضعيفا ولا تستطيع السير وحتى التحول إلى ذئبك دارك.. لا تخف على وحش الجبل.. هو قوي ولن يستطع ديوس التغلب عليه.. اهدأ لو سمحت واسترح قليلا.. والدتك لوسيا استخدمت سحرها وبنت مدفن خاص لهما في حديقة القصر.. سوف ندفن الجثتين في الظهيرة.. إن.. إن أردت يمكنك حضور مراسم الدفن و.. وتودع داستر.. سوف أساعدُك بنفسي.. فقط استرح قليلا بُني ولا تُجهد نفسك "

 

كنتُ قلقاً وخائفاً على لايسن وفي قمة الحزن على خسارتي لصديقتي الوحيدة.. نظرت إلى كلاي بتعاسة وبعجز ورأيته يبتسم بحزن.. ثم انحنى وقبلني على رأسي وهمس قائلا بحزن

 

" أنتَ ابني الوحيد.. وحياتُك أهم عندي من أي شيء.. وحش الجبل لن يتغلب عليه ديوس.. وأنا آسف لأنك خسرتَ رفيقة مُخلصة.. تذكر بأنني أيضا والجميع هنا قد خسرنا فردا من القطيع.. وليس أي فرد.. بل أعظم مُحاربة في جميع القطعان.. وخسارتنا لا تعوض "

 

استقام كلاي وأمسك بيد لوسيا وجعلها تقف وقال لـ سيرنيتي

 

" اعتني بابني ولا تتركيه بمفرده "

 

أومأت لهُ سيرنيتي موافقة وذهبوا...

 

نظرت إلى سيرنيتي بحزن وهمست قائلا بألم

 

" يا ليتني أستطيع الذهاب.. كم أرغب بقتل ذلك الحقير ديوس.. لقد قتلها... قتل صديقتي الوحيدة ورفيقها أيضا.. أتمنى أن يقتلهُ لايسن.. أتمنى أن يفعل ذلك وبسرعة "

 

نظرت إليها بتعاسة وتابعت قائلا لها بحزن

 

" لماذا كان يجب أن تموت؟!.. لقد كانت عزيزة جدا على قلبي.. أنا السبب في موتها.. أنا... "

 

نظرت سيرنيتي إليّ بدهشة و قالت بحزن

 

" لا حبيبي.. أنتَ لا ذنب لك بموتها.. أرجوك لا تقل ذلك "

 

نظرت إليها بألم وقلتُ لها بقهر

 

" لا سيرنيتي.. أنا السبب بموتها.. لا أدري.. لقد رماني القدر في طريقها لأكون السبب في نهاية حياتها.. لو لم تُرافقني داستر إلى غابيغا كانت ستكون الآن بخير وعلى قيد الحياة.. أتمنى لو أستطيع أن أعود بالزمن إلى الوراء وأمنعها من القدوم برفقتي بأي ثمن.. يا ليتني عصيت أوامر لايسن ولم أسمح لها بمرافقتي.. أنا أتألم سيرنيتي.. قلبي يتألم الآن من أجلها.. لقد كانت رائعة.. قوية.. حنونة.. مجنونة.. لكن جنونها كان جميل.. قلبها كان رقيقاً وطيباً وجميلا..  داستر كانت بمثابة شقيقتي "

 

عانقتني سيرنيتي بقوة وهمست لها بنبرة مُعذبة مجروحة

 

" أنا سأفتقدها كثيرا.. رحلت وتركت في حياتي مكانا لن يملئهُ أحد.. لقد كانت صديقتي الوحيدة.. "

 

لم أستطع أن أبكي لكن عقلي و قلبي و روحي كانوا يحترقون من شدة الألم عليها.. رحيل داستر ألمني كثيرا...

 

 

لايسن**

 

 

رأيت جدي يضرب حجر القلادة بقوة بالخنجر.. أغمضت عيناي بألمٍ كبير.. تبا كم يكرهني وبشدّة... فكرت بحزن وفتحت عيناي وسمعت فورتونا تصرخ برعبٍ كبير وهي تنظر إلى القطع على الأرض..

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

وهنا كنتُ قد اكتفيت من المشاهدة وقررت أن أتصرف وأنتقم من الجميع...

 

رفعت كلتا يداي عاليا نحو السماء وفورا رياحا قوية هبت وبغضب ملء روحي وكياني رفعت قدمي اليمنى وخبطُها بقوة على الأرض وفورا اهتزت الأرض بعنف أسفلنا وفي كامل أنحاء مملكة جولام.. وضحكات جدي اللعين السعيدة ملأت الساحة بأكملها....

 

فجأة توقف ديوس عن الضحك ونظر إليّ بصدمة كبيرة خاصةً عندما سمعَ أروس يقول لي بفرح وبعدم التصديق

 

" اللعنة لايسن.. أنا لم أتحول إلى بشري!.. و.. وأنتَ كذلك.... هههههه... كيف حدث ذلك؟!... "

 

لم أنظر إلى أروس بل كنتُ أنظر إلى جدي الحقير بغضبٍ بارد ورأيت فورتونا ترفع رأسها ونظرت ناحيتي ببلاهة وبذهولٍ كبير..

 

تأملتُها بخيبة أمل و باتهام وعتابٍ قاسٍ.. تأملت البشرية التي أحببتُها من جوارح قلبي وهي ببساطة طعتني بألف خنجر في قلبي العاشق لها.. هي ببساطة أحرقتني وأحرقت روحي..


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء


ثم هززت رأسي بأسف ورفعت نظراتي إلى جدي المُرتعب.. ابتسمت ببرود وقلتُ له

 

" همممم... مفاجأة يا جدي المُحب و يا زوجتي العزيزة.. أنا لم أتحول إلى بشري للأسف كما خططتما "

 

نظر برعب إليّ وقال بتلعثم

 

" لا.. لا أفهم!!.. كان يجب أن تتحول إلى بشري.. لقد.. لقد دمرت القلادة.. كيف.. كيف ذلك؟!.. كيف لم تتحول؟!.. القلادة تدمر حجرها.. لقد تدمر بالكامل "

 

رفعت يدي وأخرجت من جيب سترتي شيئا ثم وجهتهُ ناحية ديوس وقلتُ له وأنا أضحك بقوة

 

" هاهاهاهاهاها.. لقد دمرتَ القلادة المُزيفة يا جدي العزيز.. ههههههه... قلادة فيري كانت وستظل دائما في حوزتي "

 

نظر ديوس برعب إلى يدي وبلع ريقه بقوة عندما شاهد قلادة فيري الحقيقية في قبضة يدي.. رفع نظراته وتأملني بخوف وبتوتر


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء

 
 

وضعت قلادة فيري على عنقي ثم اقتربت منه ووضعت يدي على خده ونظرت ببرود تام في عمق عينيه..

 

كنتُ أستطيع الشعور بمدى عمق خوفهُ مني ورعبهُ الكبير من ردة فعلي.. نظرت إليه ببرود ولم أكترث لخوفه وقلتُ له

 

" ألم يُخبرك أحد مُسبقا بأنني لا أسمح لأحد بارتداء قلادتي مهما كان "

 

سمعت فورتونا تبكي وهي تشهق بقوة وشعرت بجرحٍ كبير في صدري ومع ذلك لم أستطع أن أنظر إليها.. نظرت إلى ديوس بكرهٍ كبير وأبعدت يدي عن خده وقلتُ له

 

" خيبتَ ظني بك ديوس.. ظننتُك أذكى بكثير.. هل فعلا صدقتَ أن تعويذة سخيفة وضعتها في مكتبك الخاص سوف تمنعني من سماع ما تقولهُ وبالحرف الواحد؟... وهل حقا صدقتَ بأن هذه القلادة التي في يدك هي قلادة فيري؟.. ألم تُلاحظ بأن أحجارها أصغر من الحقيقية؟.. مؤسف لك "

 

سمعت فورتونا تشهق بقوة أما جدي شحب وجهه بشدة وظهر الرعب على معالمه وارتعش جسدهُ بعنف.. ضحكت بقوة وعندما هدأت نظرت إليه بشرٍ كبير..

 

وهنا تدفقت الأحداث الي ذاكرتي دفعةً واحدة وكأنها اتفقت عليّ لكي تُغيظني و تُشعل نيران غضبي أكثر... وعادت بي الذاكرة إلى ذلك النهار الذي توجت نفسي ملكا على مملكة الجن...

 

 

العودة إلى الماضي**

 

 

وقفت عن كرسي العرش ووجهت يدي ناحية الحصن وفورا عاد الجنود إلى شكلهم بعد أن كانوا تماثيل من الحجر ورأيتهم ينحنون أمامي.. تقدمت ووقفت أمام فورتونا ورفعت يدي اليسرى ناحيتها قائلا

 

" حان الوقت حتى نعود إلى غابيغا "

 

نظرت إلى وجهي برعب ولكن فجأة سمعت جدي يكلمني قائلا برجاء

 

" لايسن قبل أن تأخذ فورتونا معك اسمح لي بأن أتكلم معها على انفراد وأودعها "

 

نظرت إليه بشك لكن في النهاية وافقت... أمسك ديوس بيد متوحشتي وأخذها إلى القصر وتحديداً إلى مكتبه..

 

كنتُ أنظر إلى مملكة الجن وشعبها بملل بعد ذهاب جدي الملعون برفقة زوجتي.. وقررت أن أستخدم قوتي وأرى وأسمع ما سيفعلهُ ويقولهُ جدي لزوجتي في مكتبهِ الخاص.. أدرت رأسي ناحية القصر ثم تحول لون عيناي إلى اللون الأحمر وبدأت أرى وأسمع ما يحدث...


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء

 

بعد أن أغلق الحراس الباب خلفهم تنهد جدي بحزن وقال

 

" كنتُ أريد أن أتوجكِ ملكة قبلهُ كي يكون الحكم في يدك.. لكنكِ لم تسمحي لي.. في النهاية لا يهم لأنه زوجكِ وحكما كان سيصبح الملك على مملكتي "

 

" لكن جدي أنتَ لم تتوجه.. هو من توج نفسهُ ملكا.. أليس ذلك مُخالفاً للقانون؟! "

 

كنتُ أسمع حديثهم وأراهم.. اوه نعم لقد استخدمت قوتي السحرية لفعل ذلك وحاليا أنا أستطيع رؤيتهم في رأسي كأنني متواجد برفقتهم في المكتب..

 

إذا جدي أراد أن يضع السلطة الكاملة في يد زوجتي.. فكرت بغضب بينما كنتُ أنظر إلى جدار القصر تحديدا ناحية المكتب.. كانت عيوني قد أصبحت سوداء اللون وأحسست بقائدي  أروس يقف أمامي لكن عندما شاهدني جامداً في وقفتي وفي كامل تركيزي عرف على الفور بأنني أتنصت على حديث زوجتي مع جدي اللعين فالتزم أروس الصمت..

 

رأيت ديوس يتنهد بحزن وأمسك بيد فورتونا وجعلها تجلس على أريكة بيضاء اللون وجلس بجانبها.. تأمل وجهها برقة وقال

 

" هو مخالف للقانون نعم.. لكن من يستطيع ردعه فورتونا؟.. لا أحد.. لا أحد يستطيع الوقوف بوجه وحش الجبل.. إلا.. "

 

توقف عن التكلم فجأة ونظر إليها بجمود.. سألته عبدتي المتوحشة هامسة بخوف

 

" إلا ماذا جدي؟!!... "

 

ابتسم جدي بسعادة وضغط على يدها بخفة وقال

 

" إلا أنتِ "

 

تشنج جسدي بأكمله ونفرت عروقي كلها بينما فتحت عيناي على وسعهما وشعرت بنيران الجحيم تخرج منها فقد أعماني الغضب الكامن في صدري واستولى على كل ذرة في جسدي خاصة بعد أن سمعت ما قاله جدي لها..

 

إذا هو يريد أن يحولني إلى بشري مع شعبي!.. كنتُ أستمع إلى حديثهم وأنا أراهم بـ عيناي

وقف ديوس ونظر إليها بعمق و خاطبها قائلا بجدية

 

" هل تريدين أن تتحرري إلى الأبد من وحش الجبل نعم أم لا؟ "

 

نظرت عبدتي المتوحشة إليه بعجز وهمست قائلة بحرقة

 

" أنا أكرههُ لحد الجنون.. بالتأكيد جدي أنا أريد أن أتخلص منه فهذا حلمي "

 

وهنا شعرت بقلبي يتشنج وبغصة مؤلمة تفتك بعضلاته وبدأ قلبي يضخ الدماء إلى جميع أعضاء جسمي عن طريق الانقباض بشكل غير منتظم ومتسارع.. كانت الدماء تسير في الاوعية الدموية في جسمي بشكلٍ سريع لدرجة أنها أصبحت ساخنة وشعرت بها تحرقني..

 

كانت سخونة الدماء تُحرق أوعيتي الدموية... أنا قلبي يضخ الدماء في جسدي؟!!... كله بسببها... وشعرت بالحزن.. شعرت بأناملي ترتعش ولم يعجبني ذلك بتاتاً..

 

" إذا حتى تحصلي على حريتكِ وتعودي إلى عالم البشر.. عليكِ يا حفيدتي الغالية أن توهميه بعشقكِ له.. أنتِ لن تخسري شيء إن مثلتِ عليه.. وعندما تجدين لي خنجر فورن سوف تطلبين منه قلادة فيري و تسلميني إياهما.. وعندها سوف تتحرين منه للأبد "

 

كنتُ جامداً بصدمة وأنا أُتابع حديثهم المشوق.. لم أستطع تصديق مدى حقارة وغباء ذلك اللعين ديوس.. يبدو أن جدي العزيز قد غاب عن باله أنني دراكولا وأنني أمتلك قوة خارقة غير السحر... فجأة تحولت نظراتي الغاضبة إلى حزينة عندما سمعت عبدتي تقول له

 

" نعم جدي.. سوف أساعدُك.. سوف أمثل عليه وأحاول جهدي كثب ثقته وجعله يغرق في عشقي.. وسأحاول المستحيل أن أجد لك خنجر فورن وقلادة فيري مهما كلفني الأمر "

 

لقد وافقت!!... فكرت بحزن وهنا كنتُ قد اكتفيت...

 

( ابني توقف.. لا تفعل.. )

 

سمعت صوت أمي في رأسي ما أن حاولت التحرك والذهاب إلى المكتب لأقتل ذلك الحقير وأجعل زوجتي الخائنة تندم على موافقتها على خطة جدي.. تجمدت في وقفتي وسمعت أمي تقول

 

( لا تفعل لايسن لأجلي.. و إياك أن تؤذي فورتونا حاليا.. لا تلومها على ذلك.. أنتَ جعلتها تكرهُك يا ابني الحبيب.. لذلك فكر جيدا.. ماذا ستفعل فورتونا إن أريتها جانبك الآخر الجميل؟... قد تُحبُك بصدق وتُغير رأيها.. أرجوك لأجلي فقط لا تؤذيهم.. دع فورتونا تعرف من أنتَ فعلا ربما تتغير الأمور.. لا تجعلها تعلم بأنك عرفتَ بخطتهم.. وتصرف بحكمة وبهدوء.. أعطها فرصة ثانية لايسن لأجلي وخاصة في حالتها هذه.. )

 

همستُ لها وأنا أحاول أن أكتم غضبي وحزني

 

" عن أي حالة تتكلمين أمي؟!! "

 

أجابتني والدتي

 

( قريبا ستعرف.. فقد عليك أن تهدأ وتصرف بهدوء وبحكمة.. ولا تدع أحد يعلم بأنك عرفتَ بما يُخطط والدي بفعله مع زوجتك.. تصرف بحكمة أرجوك.. الجميع يحتاج إلى فرصة ثانية في الحياة.. أعطها هذه الفرصة ربما تتغير ابنة شقيقي وتُحبك بصدق )

 

وفورا خطرت فكرة برأسي وأجبت والدتي موافقا.. في النهاية هي مُحقة.. أنا من جعل متوحشتي الجميلة تكرهني.. ربما إن جعلتُها ترى جانبي الآخر قد تُحبني بصدق...

 

نظرت بحزن ناحية القصر وسمعت جدي يتنهد بقوة ورأيته يقترب من الباب وفتحه وقال لها

 

" أتمنى أن لا تلقبيه بالخنزير مجدداً.. حاولي أن توهميه بحبكِ و تعثرين على الخنجر وخاصة ليسلمكِ قلادة فيري بنفسه.... "

 

ألم كبير اعتصر قلبي بشدة عندما وافقت متوحشتي الجميلة وحاولت أن أُخفي حزني عن الجميع ولا يُلاحظه أحد... وعندما عدت إلى غابيغا دخلت إلى مكتبي بعد أن طلبت من الحراس بإرسال كلايتون إليّ وبسرعة..

 

طرقاتٍ خفيفة على الباب انتشلتني من تفكيري العميق وأمرت كلايتون بالدخول

 

" جلالة الملك هل طلبتَ رؤيتي؟ "

 

استدرت ونظرت إليه ببرود قائلا وأنا أُشيرُ له بيدي ليجلس على الأريكة أمامي

 

" نعم.. اجلس كلايتون "

 

عندما فعل اقتربت منه ووقفت أمامه قائلا

 

" أولا أريد أن يتم تجهيز الغذاء لتسعة أشخاص بعد قليل.. أُطلب من ذلك الحقير سيرنوك بالحضور برفقة الوصيفات الثلاثة واطلب من أروس أن يأتي مع امرأته وطبعا القائد إيفوس.. ثم أطلب من إحدى الخادمات أن تطلب من زوجتي أن تأتي وتنضم إليّ "

 

أجابني موافقا ثم نظرت إليه بجدية قائلا

 

" والأن اسمعني جيدا كلايتون.. ما سأقولهُ لك لا يجب أن يعرف به مخلوق على هذه الأرض "

 

نظر إليّ بدهشة وقال

 

" بالطبع مولاي.. كما تأمر سيدي "

 

كتفت يداي خلف ظهري وقلتُ له بأمر

 

" أريدُك في المساء أن تذهب إلى قرية فورن في عالم البشر.. هناك ما أريدُك أن تجلبهُ لي على الفور وبسرية تامة.. حتى لا أريد من أروس أو إيفوس بمعرفة ذلك.. في المساء يمكنك أن تتسلل من القصر دون أن يلاحظ أحد وتذهب إلى فورن "

 

أجابني باحترام

 

" حسنا جلالتك سأفعل بكل تأكيد.. لكن ما الذي تريد مني جلبه من القرية؟! "

 

نظرت بمكر وابتسامة شريرة ظهرت على ثغري وأخبرته بالتفصيل ما يجب أن يجلبهُ لي ويفعلهُ لاحقا

 

" أولا أريدُك أن تُجهز زنزانة في البرج الشمالي.. زنزانة خاصة لضيف سيأتي ويبيت بها قريبا.. ضع بها أدوات خاصة لصنع الجواهر.. ثم في المساء أريدُك أن تبحث عن أحجار كريمة مُشابهة جدا لأحجار قلادة فيري في جبل فورن.. أريد نفس عدد الأحجار و أيضا أريدُك أن تجلب أحجار من الماس تكون جميلة لقلادة أخرى.. ولا تعود إلى غابيغا قبل أن تجد مُبتغاك.. ثم غدا في المساء ستعود إلى عالم البشر وتجلب لي بشري يصنع المجوهرات.. لا يهمني إن كان رجل أو امرأة.. عندما تُدخله إلى غابيغا سوف التقي بك في الغابة حتى أخفي رائحة دماء ذلك البشري كي لا يستنشقها شعبي ويعرفون بأن بشريا قد دخل إلى عالمنا.. حضر له أدوات اللازمة له حتى يبدأ فورا بعمل قلادة مشابهة لقلادتي.. سأعطيها لك وتريه إياها حتى يصنع مثلها.. ثم سأنتظرك خارج الزنزانة وأستلم منك فيري.. عندما ينتهي البشري من صنع القلادتين لي أقتله أو امحي ذاكرتهُ وأعده إلى عالمه... وإياك أن تتفوه كلايتون بحرف لأحد وإلا قتلتُك بيدي "

 

" حاضر جلالة الملك "

 

أجابني برعب وخرج..

 

بعد خروجهِ من مكتبي استدرت ونظرت إلى لوحة والدي و خاطبتهُ قائلا بهمس

 

" أنا أبداً لن أوافق ولن أسمح أن يكون مصيري مثلك.. لن أوافق على ذلك... "

 

دقائق قليلة وسمعت صرخات الجنايات الثلاثة يصرخن برعب و بخوف.. خفق قلبي بعنف في قفصي الصدري وهمست قائلا بصدمة

 

" فورتونا... "

 

وخرجت مسرعا من مكتبي بعاصفة وأنا أركض وأصعد على السلالم ووقفت جامدا بأرضي وأنا أنظر بذهول أمامي.....

 

العودة إلى الحاضر**

 

 

بعد تذكري لما حدث نظرت بكره إلى جدي وسحبت بسحري الخنجر منه ووضعته في جيب سترتي.. ثم أخفضت رأسي ونظرت بحزن إلى فورتونا..

كانت جامدة وهي جاثية على ركبتيها دون أن ترمش.. جمودها أخافني لكن يجب أن أُسيطر على قلبي ولا أجعلهُ يضعف من أجلها.. أمسكت ذراعها ورفعتها بقوة وشهقة خفيفة متألمة خرجت من فمها وحاولت أن لا أهتم بذلك..

 

كان جسدها مثل لوح الخشب بين يداي وتعابير وجهها جامدة.. فقط دموعها تنساب بكثرة على خديها الشاحبين وعنقها.. أمسكت كتفها وقلتُ لها بقهر و بعذاب و بحزن مزقوا فؤادي

 

" لماذا؟!!.. لماذا فعلتِ ذلك بي؟!.. لقد تغيرت من أجلكِ فقط.. وبدأت أعرف معنى السعادة.. لكنكِ رميت بكل شيء في وجهي وفضلتِ جدكِ الحقير عليّ "

 

هززتها بقوة وبقهر ولكنها لم تتفوه بكلمة بل ظلت جامدة بصدمة ودموعها بدأت تسيل بشكل كثيف أكثر بكثير من السابق.. توقفت عن هزها وقلتُ لها بيأس

 

" عندما وقعتِ في المستنقع أخذتكِ إلى منزلي ووضعت فيري الحقيقية على عنقكِ حتى تُشفيكِ.. وأردت أن أبقيها معكِ فعليا إلى الأبد حتى تحميكِ.. لكن في آخر لحظة غيرت رأي ووضعت القلادة المشابهة لها على عنقكِ.. ليس لأنني لم أكن أثق بكِ.. تبا.. لقد وثقتُ بكِ وصدقت ما كانت عيونكِ تقولهُ لي.. لكن فعلت ذلك لأنني عرفت بأنكِ أخذتِ خنجر فورن من غرفتي الذهبية "

 

وهنا رفعت فورتونا رأسها عاليا ونظرت بدهشة إلى عيناي ثم عاودت البكاء بصمت وهي تشهق بقوة..


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء

 

نظرت إليها بأسى وقلتُ لها بهمس

 

" لقد عرفت بأنكِ أخذتِ الخنجر.. نعم عرفت.. هل ظننتِ أنه يمكن لأحد أن يدخل إلى غرفتي الذهبية دون أن أعرف بذلك؟.. لقد عرفت فور أن وطئت قدميكِ الغرفة.. كما أن رائحتكِ كانت تعبق وبقوة بها عندما دخلتُها حتى أجلب قلادتين لبيعها في عالم البشر قبل أن أذهب برفقة صديقتكِ دينا... شعرت بالحزن وتمنيت أن لا تُكملي خطتكِ حتى النهاية.. لكنكِ للأسف فعلتِ "

 

رأيتها تهز رأسها بقوة رفضا وهي تنتحب.. أبعدت يداي عنها وهمست لها بألمٍ كبير

 

" امرأة خائنة مثلكِ لا تستحق أن تكون في حياتي وقريبة مني.. أنتِ لا تستحقين أن تكوني زوجتي "

 

شهقت فورتونا بقوة لكن لم أنظر إليها بل أمرت أروس قائلا

 

" أبعدها من هنا حتى لا تتأذى.. وذلك فقط لأنها حامل بابني "

 

كذبت.. واللعنة كذبت.. أنا لا أريد أن يُصيبها أي مكروه ليس من أجل طفلي بل من أجلها.. لأنني لن أتحمل ذلك..

 

أمسكها أروس و أبعدها إلى أبعد مسافة ممكنة إذ عرف بما أنوي فعلهُ..

 

استدرت ونظرت إلى جدي ديوس بحقدٍ مُخيف.. رأيتهُ يرتعش بعنف وهتف بفزع

 

" لا.. لايسن أنا جدُك.. لا تفعل أرجوك... فيري ابنتي.. لا تسمحي له بذلك... أنا آسف.. لم أقصد.. لم... "

 

 

أشرت للجميع بيدي حتى يبتعدوا وفعلوا... وقاطعتهُ قائلا بهدوء

 

" لا تُتعب نفسك وتتوسل إليّ أو إلى أمي.. لقد سامحتك كثيرا سابقا ولكن بعد فعلتك هذه لن تجد الرحمة في قلبي أبدا وخاصةً من أجلك أنت "

 

حاول جدي استخدام قوتهُ السحرية للفرار ولكن قبل أن يفعل هالة حمراء نارية خرجت من جسدي بكامله


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء

 

وألسنة من اللهب أشعلت جسدي بكامله دونَ أن تُحرق ملابسي.. رفعت يدي بسرعة واتجهت النار باتجاه جدي وحاوطت جسدهُ بالكامل ومنعتهُ من التحرك..

 

" لا لا لا لا لا لا لا... أرجوك.. لا تفعل.. سامحني حفيدي أرجوك... "

 

هتف جدي برعبٍ كبير وهو يحاول أن يُحرر نفسهُ لكن دون فائدة.. ابتسمت بهدوء ثم أغمضت عيناي ورفعت كلتا يداي باتجاهه وبدأت أتمتم بتعويذة وعندما انتهيت فتحت عيناي وخرج ضوء من جسدي مثل شرارات النار وتسلل عبر يداي وخرج بقوة وضرب جسد ديوس..

 

ارتفع جسد ديوس عاليا حوالي الخمسة أمتار وصرخاتهِ المتألمة ملأت أرجاء مملكة الجن بأكملها... رفعت يداي وفتحت ذراعاي على وسعهما وهتفت بقوة

 

" تحول وإلى الأبد.. وهذه التعويذة لن يُنهيها أحد أو سحر على وجه الكون لأنها أبدية "

 

وهنا دوي قوي ومُرعب ملأ أرجاء السماء ونور مُخيف سطع في السماء بأكملها.. ثواني معدودة اختفى الضوء و سقط جسد ديوس بقوة على الأرض.. وساد سكون مخيف للحظات في كامل المملكة..

 

اقتربت من ديوس ثم أمسكت ذراعهُ ورفعت جسده وضحكت بقوة عندما رأيته غائب عن الوعي وهو ينزف من أنفه بقوة ويده اليسرى كُسرت بسبب السقطة

 

ابتسمت بخبث وهمست بحقد قائلا

 

" في أول ثانية تتحول بها إلى بشري تتأذى بها يا جدي العزيز.. كم هذا مؤسف "

 

ثم رفعت يدي الثانية ووضعتها على عنقه ثوانٍ قليلة وظهر حول عنقه سلسلة من حديد طويلة جدا بحلقات كبيرة غطت نصف عنقه.. رميت جسدهُ على الأرض وأمسكت بالسلسلة ثم استخدمت سحري وقلتُ له

 

" استيقظ فورا... "

 

فتح ديوس عيونه بضعف و تأوه بألم وعندما رآني أمامه حل الرعب على ملامح وجهه وبدأ يبكي وهو يهمس بذعر

 

" لماذا حولتني إلى بشري؟!... أقتلني.. أُُفضل الموت على أن أكون بشرياً ضعيفاً لا قيمة له.. أقتلني الآن... أقتلني "

 

هتف بألم في النهاية وحاول أن يتحرك لكنني أمسكت السلسلة وجذبتُها ناحيتي.. تأوه بألم عندما سحبت جسدهُ وجعلتهُ يقع على ركبتيه أمامي.. نظر إليّ بفزع فضحكت بقوة عليه ثم قلتُ له بسخرية

 

" هل ظننت أن تحويلي لك إلى بشري سيكون عقابي لك الوحيد؟.. ههههههههه.. أخطأت يا جدي العزيز.. فهذا ليس عقابي الوحيد لك.. والموت لن تناله أبداً.. ليس قبل أن أستمتع بتعذيبك وأنتقم منك "

 

نظرت إليه بمكر وتابعت قائلا بحدة

 

" منذ هذه اللحظة أصبحتَ خادمي الخاص.. ستفعل وتُنفذ جميع أوامري أيها الخادم البشري.. إن لم تُطيعني سأكسر لك عظمة في جسدك.. وأترك شعبي الحبيب يتغذى على دمائك.. لكن طبعا لن أسمح لأحد أن يقتلك ولن تستطع قتل نفسك لأنني أنوي على تعذيبك حتى آخر نفس لك "

 

نظرت إلى أروس ورأيتهُ يحمل فورتونا بين يديه.. كانت شبه فاقدة للوعي بين يديه.. نبض قلبي بعنف و ركضت باتجاههم وأنا أسحب خلفي ديوس بالسلسلة..

 

وقفت أمام أروس ونظرت بقلقٍ شديد إلى فورتونا.. أشار أروس لي بعينيه بأنها بخير وفورا تنفست براحة وأشرت له بـ عيناي حتى يسلمني جسدها وحتى يستلم مني السلسلة الحديدية..

 

حملت فورتونا بين يداي ورأيتها تنظر بضعف إليّ وهمست قائلة

 

" لايسن!.. هذا أنتَ حبيبي؟!... "

 

أمسك أروس بالسلسلة وأمرتهُ قائلا

 

" أعد آثيا إلى مملكة المتحولين.. وممنوع عليها من الخروج خارج حدودها.. وبعدها عُد إلى غابيغا برفقة خادمي الجديد.. سأكون بانتظارك في مكتبي بعد أن تضع خادمي في غرفتهِ الخاصة في القبو "

 

أجابني أروس موافقا ورأيت ديوس يبكي بلوعة وهو يحاول المقاومة وعدم السماح لـ أروس بجره خلفه.. ولكن بالطبع لم يستطع ديوس منع أروس من جرهِ خلفه على الأرض..

 

ضحكت بخفة عندما أمسك أروس بالسلسلة وقال له بغضب

 

" تحرك أيها الخادم اللعين... تحرك وإلا حطمت ذراعك الثانية "

 

استدرت وأخفضت رأسي ونظرت بحزن إلى أميرتي المتوحشة

 

" ماذا يجب أن أفعل بكِ الآن؟! "

 

همست لها بحزن وفورا رأيتها تبكي بصمت وأغرقت وجهها في صدري وبدأت تشهق بكثرة.. وفي جسدها النحيل سرت رعشة قوية.. كانت ترتجف بين يداي كعصفور صغير جرفه تيار لا يرحم..

 

بغباء ألمني قلبي عليها عندما شعرت بدموعها المزيفة تُبلل قميصي.. و بحماقة رق قلبي عندما نادتني بحبيبي.. وشعوري الأحمق اللعين الذي سيطر عليّ جعلني أضعُف بسببها..

 

هززت رأسي مستهزئا من نفسي.. ما هذه الطيبة الحمقاء التي أصابتني على أخر الزمان؟؟!!!... متى أصبح قلبي خفيف وضعيف هكذا؟؟!!.. قلتُ ساخرا من نفسي وأغمضت عيناي واستخدمت سحري.. فتحت عيناي ونظرت إلى الباب أمامي.. باب الغرفة الملاصقة لجناحي..

 

أشرت للحارس برأسي ليفتح الباب وفورا فعل ثم انحنى لي وابتعد.. دخلت إلى الغرفة ونظرت إلى فورتونا بحزن.. 

 

ثم تقدمت ببطء و انحنيت قليلا فوق الفراش.. وعندما هممت بوضع جسد فورتونا على الفراش تشبثت بكلتا يديها برقبتي بقوة وشهقت وقالت بخوف

 

" لا تبتعد عني أرجوك... لا تتركني وترحل "

 

أخفضت رأسي ونظرت إليها وقلتُ لها بحزن

 

" لقد فاتَ الأوان.. سوف تظلين هنا في هذه الغرفة حبيسة حتى تلدي ابني.. وبعدها.. بعدها سأُمحي ذاكرتكِ وأعيدُكِ إلى عالم البشر.. لقد انتهى كل شيء بيننا "

 

انتفض جسدها بعنف ورفعت رأسها بسرعة ونظرت إليّ برعب وقالت بأسى

 

" لا... لا لا لا لا لا لا لا لا لا.. لم ينتهي.. أنا أحبُك.. أنا أحبُك.. أحبُك.. أحبُك.. أحبُك.. أحبُك.. صدقني أرجوك.. أنا لم أخُنك.. لقد كذبَ عليك.. أتوسل إليك صدقني.. لا تُبعدني عنك.. أتوسل إليك.. لقد كنتُ أريد إعادة الخنجر إلى مكانه عندما دخلتَ أنت إلى الجناح.. صدقني أرجوك.. لم أفعل لأنني كنتُ خائفة أن تعلم بوجودهِ معي..... "

 

قاطعتُها قائلا بحزن

 

" كنتُ أعرف بأنه في جيب بنطالك.. منذ اللحظة الأولى التي وضعتِ بها الخنجر في الدب عرفت بذلك أيضا.. لا شيء يحدث في قصري دون أن أشعر به.. أنا دراكولا فورتونا.. يبدو أنكِ نسيتِ ذلك "

 

بكت فورتونا بمرارة.. تنهدت بعمق ووضعتُها بهدوء على الفراش وأبعدت يديها عن عنقي ثم استقمت ووقفت أنظرُ إليها بألم وقلتُ لها

 

" لقد انتهى كل شيء بيننا وإلى الأبد.. انتهى.. انتهى.. "

 

نظرت إليّ بعذاب وهزت رأسها رفضا وقالت ببكاء

 

" أعطيني فرصة واحدة أخرى فحسب.. أتوسل إليك.. لا تُبعدني عنك أرجوك.. فقط أعطني فرصة واحدة و.. "

 

نظرت إليها بحزن وقاطعتُها قائلا بهمس

 

" من يخون مرة يخون كل مرة "

 

ثم استدرت وخرجت من الغرفة بينما كنتُ أسمع صرخاتها المتألمة وتوسلاتها لي حتى لا أذهب.. أقفلت الباب بسحري والقيت تعويذة على الغرفة.. لا أحد يستطيع الآن الدخول إليها أو الخروج منها دون إذن خاص مني..

 

نظرت إلى الحُراس وقلتُ لهم بأمر

 

" لا أحد يدخل جناحي بعد الآن سوى القائد أروس فقط.. مفهوم؟ "

 

أجابوني موافقين بسرعة وخرجت وتوجهت إلى مكتبي...

 

أغلقت الباب وأسندت ظهري عليه وهنا أطلقت شهقة قوية خرجت من أعماق قلبي المجروح والمُحطم


رواية وحش الجبل - فصل 37 - انتهى كل شيء


نظرت أمامي بوجعٍ كبير وهمست بعذاب

 

" لماذا حبيبتي؟!.. لماذا فورتونا؟.. لقد قتلتني.. لقد قتلتِ وحش الجبل بسبب حُبهُ الكبير لكِ "

 

وقفت لدقائق طويلة أحاول السيطرة على أوجاع قلبي.. تنهدت بعمق ومشيت بخطوات بطيئة وجلست على المقعد خلف مكتبي ونظرت بشرود أمامي.. 

 

تنهدت بحزن وفكرت بمرارة.. في مخيّلتي كنتُ أظن أننّا سنكون مع بعضنا إلى الأبد.. كرفقاء روح و حبيبان وعاشقان.. والجميع سيكون سعداء وإلى الأبد.. ولكن كنتُ مُخطأ..

 

همست بغضب مؤنبًا نفسي على غبائي وعيوني تكاد تقذف نارا

 

" تبا لي و لغبائي اللعين وقلبي الأحمق "

 

ثم همست بوجع

 

" اللعنة عليّ وعلى قلبي العاشق والغبي "

 

لعنت نفسي بعصبية شديدة.. كانت تستهزئ وتتلاعب بي وتضحك عليّ للمرة المائة.. ورغم معرفتي بخططها جعلتني كالدمية في يدها.. جذبت شعري بقبضة يدي وأنا أشعر بالغليان وعروقي كانت ستنفجر من شدة الغضب والحزن...

 

ابتلعت غصة مؤلمة في قلبي وفكرت بحزن.. لقد أضعفتني.. أضعفتني لدرجة أنني لا أستطيع مُعاقبتها.. لا أستطيع أن أجعلها تتألم كما فعلت بي.. لا أُصدق حقا ما فعلتهُ بي متوحشتي!!.. هي الوحيدة من جعلتني أضعف.. أنا ضعيف أمامها... ولأول مرة في حياتي شعرت بدمعة ساخنة تنساب ببطء من ركن عيني إلى أسفل خدي..

 

وبغضب شديد من نفسي مسحتُها بسرعة وضربت بقبضة يدي بعنف على المكتب وكنتُ أرغب بتحطيم كل شيء الآن أمامي... ورغما عني وللأسف الشديد وجدت نفسي لا إراديا أُفكر بحالتها المزرية وكيف تركتُها تبكي وتصرخ بألم..

 

صورة وجهها المتألم ودموعها وملامحها البريئة الجذابة الكاذبة جعلت قلبي يعتصر بشدة داخل قفصي الصدري.. نظرت أمامي بعذاب وهمست بألم وبوهن قطع روحي إلى أجزاء

 

" لقد استدعيتِ مشاعر طردتُها من حياتي منذ زمنٍ بعيد.. لقد نفيت قلبي بعيدا عني منذ زمن وكانت حياتي هادئة بدونه حتى رأيتكِ.. بسببكِ نبض قلبي بأول نبضة.. لقد جعلتني تائها غارقا في عشقكِ.. ماذا فعلتِ بي متوحشتي الجميلة؟؟!!!.. ماذا فعلتِ بي فورتونا؟!.. لقد قتلتني "

 

أغمضت عيناي بقوة ثم فتحتها وصرخت بغضبٍ كبير

 

" اللعنة عليّ وعلى قلبي العاشق لكِ "

 

وقفت والقيت بكل الأشياء الموضوعة على المكتب أمامي بعيدا لتطير وتتحطم على الحائط.. وصرخت بغضب وبوعيد

 

" تبا لقد أخرجتِ شياطيني.. عليكِ أن تتحملي ما سيحدث لكِ فورتونا.. "

 

لكن بيني وبين نفسي كنتُ أعرف بأنني لن أستطيع أن أؤذيها أبدا... ارتعش فكي من شدة الغضب.. وشعرت أنني أحمق أمام نفسي.. شعرت بالضعف والهشاشة وشعرت بالخجل من نفسي لأنني هكذا بسببها هي...

 

" لماذا حبيبتي؟!!.. لماذا غدرتِ بي؟!... "

 

همست بألم و بحسرة وأنا أُخفي وجهي بين يداي.. وعندما شعرت باقتراب أروس من المكتب أبعدت يداي عن وجهي بسرعة وقلتُ له بأمر قبل أن يطرق على الباب

 

" أُدخل أروس "

 

ثواني دخل أروس إلى المكتب وأغلق الباب خلفه بهدوء ونظر إليّ بحزن.. أشرت له ليجلس على الكرسي أمام مكتبي وفعل..

 

نظرت إليه بجدية وقلتُ له

 

" لا تُخبر دينا بما حدث اليوم.. إن سألتك عن فورتونا قُل لها بأن صديقتها في منزلي الجبلي.. واطلب من الجميع بالتزام الصمت وعدم التكلم عن ما حدث اليوم أمامها.. لقد وعدتُها بأنني سأُحقق لها أمنية مستحيلة واحدة.. أنا متأكد بأنها سوف تستخدمُها من أجل صديقتها إن عرفت ما حدث اليوم.. لذلك لا تُخبرها بشيء "

 

أجابني أروس موافقا.. تنهدت براحة وقلتُ له

 

" أنتَ الوحيد المسموح لك بالدخول إلى جناحي.. سوف تجلب لزوجتي الطعام بانتظام ولا تتكلم معها أبدا مهما سألتك وتوسلت إليك.. أنا لن أراها حتى موعد ولادتها.. عندما تلد سوف أعيدُها إلى عالمها بمفردها بعد أن أُمحي ذاكرتها.. لن تتذكر شيئا عن عالمي وما حدث لها هنا "

 

" لكن لايسن فـــ.... "

 

حاول أروس أن يعترض لكنني رفعت يدي وقاطعتهُ قائلا

 

" لا أروس.. لقد اكتفيت.. لا تُدافع عنها أمامي.. لقد انتهى كل شيء بيننا.. انتهى كل شيء وإلى الأبد "

 

نظر أروس إليّ بحزن وأشرت لهُ بيدي ليذهب.. بعد خروجه تقدمت وفجأة وقعت على الأرض وأنا أتألم بشدة في قلبي..

 

أغمضت عيناي بقوة وصرخت بألمٍ كبير..

 

قلبي كان يؤلمني.. يؤلمني جدا.. بسببها.. لم أتخيل أبدا أن يحدث هذا لي.. لقد أصبحت حتى أضعف من والدي.. الآن فهمت ما شعر بهِ والدي عندما خسر أمي بعد ولادتها لي.. الآن حتى فهمت ما يعنيه ألم فراق حبيبتي..

 

" يا ليتني لم التقي بها أبدا... يا ليت.... "

 

همست بعذاب إذ عرفت أن حُبي لها لن يرى النور أبدا.. لقد انتهى وإلى الأبد... فورتونا قتلتني وقتلت قلبي العاشق لها بجنون.....


انتهى الفصل





















فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©