لم أخُنك
إيفوس**
شعرت بإحساسٍ غريب عندما اكتشفت بأن ألفا كلاي هو من أنقذني.. وشكرتهُ
من قلبي على ذلك.. وعندما عانقني لم أستطع إبعادهُ عني.. حتى أنني لم أغضب أو أنفر
منهُ بل على العكس حضنتهُ وربت على ظهره بيدي بخفة حتى يهدأ ويتوقف عن البكاء...
شعور غريب لكن جميل أحسست به وهو يقبلني على جبهتي بقوة بقبلاتٍ
متعددة وهو يهمس بكلمة ابني دون أن يمل.. هو فعلا شخص طيب وحنون.. يكفي أنهُ فعلا
يُحب أمي لوسيا.. ربما مع الأيام قد تتحسن علاقتي به....
بعد ذهاب لايسن خرجت لوسيا بسرعة وعرفت بأنها تريد التكلم معهُ.. ابتعد
كلاي عني قليلا ومسح دموعه ونظر إليّ بعاطفة قائلا
" لقد أخفتني حتى الموت عليك.. سامحني بُني لأنني وافقت على خطة
والدتُك.. سامحني أرجوك.. لم أستطع رفض طلبها لأنني لا أستطيع أن أراها حزينة..
لوسيا لم تكن تعلم بأن الأمور سوف تتطور لتصبح بهذا السوء.. سوف أعاقب لوكاس على
ما فعله.. سوف أعاقبهُ لأنه دخل غرفة الأسلحة من دون إذني وأخذ القوس والسهم
الذهبي القاتل للجن.. لقد منعت منذ عقود باستعمالها بعد أن أوقف لايسن الحروب في
الممالك "
تنهدت بهدوء ونظرت إليه وقلت له
" لا تقسو عليه.. أنا لا ألومه.. لقد أرعبت الجميع أنا و دارك
ذئبي.. وخاصةً أخفت جميلة قلبي "
ابتسم كلاي بسعادة وقال
" سيرنيتي تُحبُك جدا.. لا تحزن منها بُني.. هي أيضا كانت خائفة
ولم تكن تريد أن تُشارك بهذه الخطة.. لكن من يستطيع رفض طلب لوسيا؟!.. ههههه... لا
أحد... والدتُكَ جنية رائعة وبسحرها تجعل الجميع يُحبها ولا يرفضون لها طلبا.. فقط
لا تقسو على سيرنيتي.. المسكينة ظنت أنك توفيت وانهارت وغابت عن الوعي و.. "
قاطعتهُ قائلا بخوف وبقلقٍ رهيب
" أين هي؟!... هل هي بخير؟!... أين جميلة قلبي؟!!!... أريدُ
رؤيتها "
تنهد كلاي بحزن وقال
" استرح أولا وأعدُك بأنني سأُرسل والدتك لوسيا حتى تطمئن
عليها.. وإن استيقظت حبيبتُك سأطلب من لوسيا لتذهب إليها فورا و تجعلها تأتي وتراك
"
نظرت إليه بامتنان ثم خطرت فكرة على رأسي وقلتُ له بسرعة
" لا تدعها تعلم بأنني استيقظت.. أعني.. هو.. أنا أريد أن
أفاجئها "
ابتسم كلاي وأجابني بمرح
" حسنا.. كما تريد بُني "
ابتسمت براحة ثم أرحت ظهري على الوسادة ونظرت ناحية الباب عندما دخلت
أمي لوسيا.. ركضت وجلست بجانب كلاي على السرير وحضنتي إليها ثم وضعت رأسها على صدري
و سألتني قائلة بحنان
" إيفوس ابني.. هل أنتَ جائع؟!.. هل تحتاج لشرب بعض من الدماء؟!
"
أجبتُها موافقا وفورا ابتعدت ووقفت قائلة بحماس و بسعادة
" سأذهب فورا لأطهو لك وجبة فطور شهية جدا وأطلب كأس من الدماء
خصيصا لك و.. "
أوقفها كلاي قائلا
" لا حبيبتي.. اذهبي واطمئني على سيرنيتي ثم أطلبي منها القدوم
حتى ترى ابني.. سأذهب بنفسي وأجلب وجبة الفطور لابني إيفوس.. و لا تدعي سيرنيتي
تعلم بأن إيفوس قد استيقظ.. هذه رغبته "
وقف كلاي وقبل لوسيا على جبينها وخرج.. نظرت لوسيا إليّ بدهشة ثم بمكر
وقالت بلهفة
" تريد أن تُفاجئ حبيبة القلب هممممم؟!!!... "
تأملتُها بقهر هامساً باعتراض
" أمي ي ي ي ي.... "
ضحكت والدتي بسعادة وقالت بمرح
" حسنا.. سأفعل لا تقلق.. لكن لا تدع المسكينة تبكي كثيرا.. لقد
تلقت صدمة كبيرة في الأمس ولا نريدُها أن تتحول وتهرب "
ابتسمت لها بحنية وأجبتُها موافقا.. قبلتني لوسيا على خدي وذهبت...
نظرت بسعادة إلى الغرفة وأغمضت عيناي بانتظار قدوم حبيبتي...
سيرنيتي**
مشيت ببطء ناحية القصر وأنا في عالمي الخاص التعس.. كنتُ أمشي
كالمسحورة وأنا أدخل القصر واتجه ناحية جناح ألفا كلاي.. إن مات إيفوس سأقتل لوكاس
وبعدها سأقتل نفسي.. لا حياة لي من دون إيفوس...
عندما وصلت إلى جناح ألفا كلاي كنتُ أسير دون أن أرى شيئا.. ولكن
عندما وقفت أمام باب الغرفة تجمدت روحي وتحطم قلبي عندما سمعت ألفا كلاي يصرخ
برعبٍ كبير.. إيفوس مات...
هذا ما هتفت به نفسي وفورا أظلمت الدنيا أمامي... استيقظت ورأيت نفسي
في غرفتي.. نظرت في أرجاء الغرفة بحزن وفورا سالت دموعي بكثرة وبصمتٍ مؤلم..
أريدُ أن أموت.. أريدُ أن أموت... هذا ما فكرت به وأنا أشهق بقوة
وبأسى على فقداني لحبيبي إيفوس...
كانت روحي و كياني يحترقان من شدة الحزن والألم.. لا حياة لي من بعد
إيفوس.. أُفضل الموت على أن أكون على قيد الحياة من دونه..
سمعت طرقات خفيفة على الباب لكنني لم أستطع أن أتكلم أو أتفوه بكلمة..
كنتُ جامدة مثل التمثال وأنا أبكي بتعاسة..
انفتح الباب ثم انغلق بهدوء وسمعت خطوات تقترب.. نظرت ناحية اليمين
ورأيت لونا لوسيا تقف أمامي وهي تنظر إليّ بحزن.. جلست بجانبي على طرف السرير وأمسكت
بيدي وضغطت عليها بخفة وقالت بحزن
" توقفي عن البكاء حبيبتي.. إيفوس لم يمت و... "
نظرت إليها بدهشة وفورا توقفت عيناي عن ذرف الدموع واستقمت بسرعة
جالسة وقلتُ لها بلهفة
" لم يمت؟!!.. لم يمت؟!!!.. حبيبي لم يمت؟!!!!... هههههه.... لم
يمت!!!!... حبيبي بخير.... "
أزحت الغطاء عن جسدي بسرعة وأنا أضحك بسعادة ثم وقفت بسرعة وأنا أهتف
بفرحٍ كبير
" حبيبي لم يمت... يجب أن أراه فورااااااااااا... "
ركضت ناحية الخزانة وبدأت بهستيرية أبحث عن ثوب وأنا أضحك بسعادة ثم
استدرت وقلتُ لـ لوسيا..
" شكرا لكِ لوسيا.. سوف أرتدي ملابسي وأذهب لرؤيتهِ على الفور...
"
" سيرنيتي.. هو لم يمت.. لكنهُ لم يستيقظ لغاية الآن.. "
تشنج جسدي بأكمله عندما سمعت لونا لوسيا تلفظ تلك الكلمات.. نظرت
إليها بصدمة وقلتُ لها بهمس
" ما الذي تعنيه بأنه لم يستيقظ لغاية الآن؟!... "
نظرت لوسيا إلى يديها وقالت
" لم يستيقظ.. لكنه بدأ يتحسن "
ابتسمت بغباء وقلتُ لها
" بدأ يتحسن وهذا هو المهم.. سوف يستيقظ قريبا.. أنا متأكدة من
ذلك... حبيبي تحسن وهذا يعني أنه سوف يستيقظ... أليس كذلك؟!!.. نعم.. نعم.. هو سوف
يستيقظ قريبا... المهم أنه تحسن... "
كنتُ أبدو مثل المجنونة وأنا أضحك بسعادة لا توصف بعد أن حاولت إقناع
نفسي بأنه سوف يستيقظ قريبا.. ودون أن أنتظر ردها دخلت إلى الحمام وغسلت
وجهي بسرعة وبدأت أرتدي ملابسي..
خرجت من الحمام ورأيت لونا لوسيا تنتظرني أمام باب الغرفة وهي تبتسم
بسعادة.. ركضت ناحيتها وقبلت خدها بقوة ثم قلتُ لها بلهفة
وركضت دون أن أنتظرها وتوجهت إلى جناح ألفا كلاي... فتحت باب الغرفة
ونظرت إلى السرير بنظرات هادئة متوترة
ركضت وجلست بجانبه... كانت دموع الفرح تنساب من عيناي بكثرة وأنا أرى
بشرتهُ عاد لونها إلى طبيعته.. كان نائم و يبدو وسيما جدا وبخير.. نعم هو بخير
أخيرا...
تأملتهُ بنظرات عاشقة وهمست
" إيفوس حبيبي... "
انحنيت وحضنت جسده بكلتا يداي ووضعت رأسي أسفل عنقه وهمست بألمٍ له
" لماذا أنتً نائم حبيبي؟!... استيقظ أرجوك... هيا حبيبي استيقظ.. أريدُك أن تسامحني.. سامحني يا قلبي على ما فعلتهُ.. كنتُ غبية وحمقاء
"
شهقت بقوة وتابعت قائلة بندم
" أعدُك بأنني لن أُكرر ما فعلتهُ مهما أحزنتني.. فقط لا
تتركني.. لا حياة لي من دونك حبيبي.. لقد تمنيت الموت عندما ظننت بأنني خسرتُكَ
إلى الأبد.. لقد سامحتُكَ منذ زمن على ما فعلتهُ بي.. فقط افتح عينيك الجميلة وكُن
بخير.. لا تتركني حبيبي أبدا "
بدأت بتقبيل عنقهُ بقبلاتٍ لا تحصى وأنا أبكي.. فجأة شعرت بيد تُمسد
شعري وسمعت صوت يقول لي بنبرة حنونة
" وأنا أحبُكِ أيضا جميلة قلبي "
تجمد جسدي بصدمة للحظة ثم بسرعة رفعت رأسي ونظرت بذهول إلى إيفوس..
كان يتأملني بنظراتٍ حنونة مليئة بالحب وهو يبتسم برقة
" إيفوس!!.. إيفوس... "
هتفت بقوة وفورا مزجت شفتاي بخاصته وقبلتهُ بقوة وأنا أبكي بفرحٍ
كبير.. وضع يديه على كتفي وجذبني إليه أكثر وبدأ يمتص شفتاي بحنية.. فصلت القبلة
ونظرت إليه بعشقٍ كبير من بين دموعي وقلتُ له
" أنتَ تُحبني حقا؟!!!... "
ابتسم بحزن ونظر إليّ بندم قائلا
" نعم.. ومنذ البداية.. لقد أحببتُكِ منذ أن رأيتُكِ.. لكن بسبب
غبائي ألمتُكِ و.. سامحيني حبيبتي على كل ما فعلتهُ بكِ.. أعدُكِ سوف أعوضكِ
وأنسيكِ كل ما فعلتهُ بكِ.. سأجعلكِ أسعد متحولة على وجه الكون.. فقط سامحيني جميلة
قلبي "
أغمضت عيناي بقوة ثم فتحتها وقلتُ له ببكاء
" لقد.. لقد سامحتُك.. مستحيل أن لا أفعل وأنا أعشقك بجنون..
أحبُك إيفوس.. أحبُك جداااااااااا... "
رفع يديه وحاوط وجهي بهما ثم رفع رأسي وبدأ يمسح دموعي برقة وقال
" لا تبكي أرجوكِ.. أنا أحبُكِ سيرنيتي.. أحبُكِ.. أحبُكِ..
أحبُكِ.. و سأقولها لكِ في كل ثانية لمدى العمر "
ابتسمت له بسعادة وأملت رأسي ثم رفعت يدي وسحبت يدهُ وبدأت بتقبيلها..
أبعد إيفوس يده ثم أمسك بيدي وقربها إلى شفتيه وبدأ يقبلها برقة وقال
" أنا من يجب عليه تقبيل يديكِ ليلا نهارا جميلتي.. فما فعلتهُ
بكِ كثير ولا أستحق مُسامحتكِ لي بهذه السهولة.. لذلك سأفعل المستحيل و أحاول طيلة
العمر أن أجعلكِ سعيدة حتى أُكفر عن ما فعلتهُ بكِ.. أحبكِ جدا جميلة قلبي "
السعادة التي شعرت بها كانت لا توصف.. أخيرا رفيقي المقدر أحبني ولم
يعد يكرهني.. رفع جسده وجلس وعانقني بشدة ثم بدأ يقبلني بحنية..
" احمممم... "
انتفضنا وابتعدنا عن بعضنا ونظرنا بدهشة ناحية الباب.. رأيت بخجل ألفا
كلاي ولونا لوسيا يقفان وهما ينظران إلينا بسعادة.. أخفضت رأسي بخجل إلى الأسفل
وسمعت ألفا كلاي يقول بسعادة
" يبدو أن زفافاً قريبا سوف يُقام في قريتي.. عليكِ لوسيا أن
تبدأي بالتحضيرات له.. "
أجابتهُ لونا لوسيا بفرح
" نعم حبيبي.. يبدو كذلك.. ويبدو أننا سوف نصبح جد وجدة قريبا
"
احمر وجهي بشدة من الخجل وسمعت إيفوس يضحك بخفة وقال لهما
" فقط انتظروا قليلا حتى أستعيد كامل قوتي.. ونعم أنا أريدُ
أطفالا بعددٍ كبير يشبهون جميلة قلبي "
رفعت رأسي ونظرت إلى إيفوس بدهشة ثم ابتسمت له بخجل وأدرت رأسي ناحية
الشمال.. اقترب كلاي ووضع صينية الطعام على المنضدة وقال
" والآن.. ما رأيكِ سيرنيتي أن تُساعدي إيفوس بتناول فطوره؟.. فهو
جائع "
ابتسمت له بوسع وحملت الصينية ووضعتها على حضني وبدأت أُطعم إيفوس
بنفسي.. كان طيلة الوقت يتأملني بنظراتٍ حنونة.. عاطفية.. وعاشقة.. نظراتهِ لي
أخجلتني وخاصة لأن لونا لوسيا وألفا كلاي معنا في الغرفة..
عندما تناول إيفوس طعامه شرب كأساً من الدماء وتنهد براحة.. وضعت
الصينية على المنضدة ومسحت له فمهُ بمنديل ثم سمعت ألفا كلاي يقول
" بُني.. لقد أمرت بتجهيز غرفة خاصة لك.. و... "
توقف فجأة عن تكملة حديثه ونظر بسرعة ناحية الشرفة بصدمة وهمس بذهول
قائلا
" الجن هنا؟!... "
" لماذا كلاي هم هنا؟!.. ماذا يحدث؟!.. لماذا كتيبة من جنود الجن
هنا؟ "
هتفت لوسيا بقلق وفورا خرج ألفا كلاي إلى الشرفة وتبعتهُ لوسيا.. ثواني
قليلة سمعت شهقة صادمة قوية تخرج من فم ألفا كلاي وتبعها شهقة لوسيا
" مستحيل!!.. "
هتف ألفا كلاي بصدمة كبيرة ورأيته برعب يدخل إلى الغرفة راكضا وخرج
منها بسرعةٍ رهيبة.. نظرنا أنا و إيفوس إلى بعضنا بدهشة وبتساؤل وفورا قال إيفوس
بتوتر
" أمي.. ما الذي يحدث؟!.. أستطيع استنشاق رائحة دماء الجن...
لماذا هم هنا؟!.. "
ثوانٍ معدودة ودخلت لوسيا إلى الغرفة ونظرت إلى إيفوس بصدمة قائلة
" لا أعلم حبيبي.. لكن هناك مجموعة من محاربين الجن في الساحة
وهم يضعون بعربة نعشين.. "
نظرنا إليها بغرابة و سألها إيفوس بقلق
" نعشين؟!.. لكن لمن؟!.. ولماذا؟!!... "
نظرت إليه لوسيا بقلق وقالت
" لا أدري.. سأنزل حتى أرى ما الذي يحدث "
بعد خروجها نظر إيفوس بقلق ناحيتي وقال بتوتر
" سيرنيتي أخرجي إلى الشرفة وحاولي معرفة ماذا يريدون الجن..
ولماذا جلبوا النعشين إلى هنا؟!! "
أجبته موافقة وفورا وقفت وخرجت إلى الشرفة ونظرت إلى ساحة القصر
وحاولت أن أعرف ما يحدث..
رأيت أحد جنود الجن يتكلم مع ألفا كلاي.. فجأة ركض ألفا كلاي نحو
العربة الملكية المخصصة لحمل النعش الخاصة بالأمراء والملوك في مملكة الجن ورفع
غطاء أحد النعوش وهنا خرجت شهقة صادمة قوية مني..
" يا للهول..... "
همست بذهول ووضعت يدي على فمي بينما كنتُ أنظر بحزن إلى ألفا كلاي
وجثمان المحاربة داستر.. لقد ماتت!!!!... لكن كيف؟!!!...
فكرت بحزن ورأيت أفراد القطيع يركضون ويقفون خلف ألفا كلاي ثم أحنى
الجميع رؤوسهم إلى الأسفل بحزن.. رأيت لونا لوسيا تركض وتقف بجانب ألفا كلاي ثم
ركضت إلى النعش الثاني وأمرتهم بفتحه وصرخة قوية خرجت من فمها عندما رأت من
بداخله...
" مستحيل!!... "
همست بصدمة كبيرة.. المستشار سيرنوك مات أيضا!!!... شعرت بحزنٍ كبير
لدى رؤيتي لـ لونا لوسيا تبكي بقوة.. تقدم ألفا كلاي ووقف بجانبها وعانقها.. سالت دمعة
حزينة على خدي عندما رأيت الجميع يبكون بحزن..
سمعت إيفوس يهتف بقلق
" سيرنيتي.. ماذا يحدث في الخارج؟!.. أستطيع سماع شهقات كثيرة في
الخارج.. كما أستطيع استنشاق دموعهم.. ماذا يحدث حبيبتي؟ "
شعرت بغصة في صدري و انسابت دموع حزينة على خدودي.. داستر كانت صديقة
لـ إيفوس.. كنتُ أشعر بالغيرة منها لدى رؤيتي لها برفقته.. لكنها أتت إلى غرفتي في
إحدى الأيام وكلمتني بصراحة وقالت لي بأنها تحب إيفوس كصديق وقائد وابن ألفا الخاص
بقطيعها.. وأخبرتني بأنها تعشق المستشار سيرنوك وأنه مايت الخاص بها..
كيف سأُخبر إيفوس الآن بأنها ماتت؟!!... سوف يحزن حبيبي... فكرت بحزن
ومسحت دموعي ودخلت إلى الغرفة...
ديوس**
" إذا حفيدي دراكولا قد وصل..... ههههه.. لدي مفاجأة جميلة له
"
همست بكره ثم ابتسمت بخبث وأخفضت رأسي وهتفت بأمر قائلا للحراس أمامي
" أنتم.. أريدكم أن تصعدوا فورا إلى غرفة آثيا وتُقفلوا الباب
بالمفتاح.. لا أريد لحفيدتي أن تخرج من الغرفة حاليا... هيا تحركوا.... "
رأيتهم يحنون لي رؤوسهم باحترام وفورا استداروا ودخلوا إلى القصر..
ابتسمت بخبث وفكرت بعمق.. نهايتُك اقتربت حفيدي اللعين.. أخيرا سأتخلص منك ومن
نسلك المقرف وإلى الأبد...
لحظاتٍ قليلة ورأيتهُ يقف أمامي وهو ينظر بصدمة إلى الجثتين...
" مرحبا بحفيدي لايسن ثورم.. ما هو سبب زيارتك لي اليوم يا ترى؟
"
قلتُ له بسخرية وفورا رفع رأسهُ ونظر إليّ بغضبٍ مرعب.. رغما عني شعرت
بالخوف لكن لم أُظهر له ذلك بل ابتسمت له بمكر عندما قال لي بفحيحٍ مرعب
" كيف تجرأت على قتل سيرنوك و داستر أيها الملعون؟..... وأين هي
زوجتي؟.... تكلم؟ "
ابتسمت بسخرية وأجبته
" حفيدي العزيز.. هل هكذا تُرحب بجدك؟... ثم أنا يحقُ لي بقتل من
أرغب في مملكتي وخاصة إن كان خائن لعين وحقير.. لقد استحق الموت هو وتلك المستذئبة
الوقحة و.. "
قاطعني لايسن هاتفا بغضب أرعب الجميع
" أنا هو الملك يا ديوس فورمنت.. يبدو بأنك نسيت ذلك تماما
"
ثم برعب رأيتهُ يقترب مني وحاولت جاهدا عدم الابتعاد عنه.. لكن لحسن
حظي انحنى وتفحص الجثتين.. ثم هز رأسه بحزن و وقف ونظر إلى عيناي بعمق وبغضب ثم ابتعد وأمر قائلا وهو يُشير بيده إلى عدد من الحراس والجنود
" أنتم.. اجلبوا العربة الملكية المخصصة لحمل النعش فورا "
ثم رفع يده و استخدم سحره ووضع الجثتين بنعشين وتابع قائلا
" و خذوهم فورا إلى قرية قطيع الذئاب الدموية وسلموا الجثتين إلى
ألفا كلاي "
وفورا امتثلوا لأوامرهُ وجلبوا العربة وحملوا النعشين ووضعوهما بالعربة
وذهبوا.. نظر لايسن إليّ بكرهٍ كبير وقال بحدة
" لقد أصبحت داستر جسدا واحدا مع مايتها سيرنوك لذلك ماتت.. لقد
قتلتهم أيها اللعين وأنتَ تعلم بأن لا أحد يستطيع إعادتهم إلى الحياة.. أنتَ أقذر
مما كنتُ أتخيل.. فعلتك هذه لن تمر على خير ديوس "
كنتُ خائف.. اللعنة خائف وجدا.. ومع ذلك لن أنكسر أمامه وخاصة أمام
شعبي الذي يقف هنا... نظرت إليه ببرود وقلتُ له بعدم اكتراث
" لقد أصبحتَ رقيقا لايسن... يبدو أن تأثير حفيدتي عليك كبيراً..
لقد غيرتك بالكامل... "
نظر ناحيتي بغضبٍ بارد
ضحكت بقوة وتابعت قائلا
" المهم.. حفيدتي الجميلة فورتونا أتت خصيصا إلى هنا حتى تهرب
منك وتُسلمني هدية ثمينة جدا "
ابتسمت بخبث عندما رأيت جسدهُ يتصلب وهو يتأملني بذهولٍ تام.. كان
يبدو بحالة إنكار تامة.. وبدأ ينظر حوله بعدم التصديق و بضياع تام
تأملتهُ بحقد وضحكت بسخرية وكلمته
" ههههههههه.. ماذا يا حفيدي؟.. هل انصدمت؟.... ههههههههه...
حفيدتي فورتونا أذكى مما كنتُ أتخيل و... "
" لايسن ن ن ن ن ن ن.... "
التفت بسرعة إلى الخلف ناحية الشمال ورأيت بغضب فورتونا تركض خارجة من
القصر وهي تصرخ بقوة باسم حفيدي اللعين لايسن... اللعنة على حُراسي الأغبياء.. لقد طلبت منهم بسجنها في الغرفة لكنهم أغبياء..
تبا لهم ولغبائهم..
فكرت بكره وبغضب أعمى بصيرتي وقررت أنه حان الوقت حتى أبدأ بتنفيذ
خطتي....
لايسن**
تصلب جسدي بأكمله وانخفض نبض قلبي و ارتخت عضلاتي كلها عندما سمعت ما
تفوه به ديوس.. فورتونا هربت مني وأرادت تسليمهُ هدية.. مستحيل!!!!... هتفت بداخلي
بغضبٍ كبير وعندما كنتُ على وشك سؤاله عن ما قصدهُ بالهدية توقفت لدى سماعي صرخة
فورتونا
" لايسن ن ن ن ن ن ن.... "
التفت ونظرت إليها بحزن.. رأيتها تركض باتجاهي ولكن ما لفت نظري أكثر
عدم رؤيتي لقلادة فيري على عنقها.. ارتعشت أصابعي بقوة وعقلي وقلبي رفضا التصديق..
شعرت كأن كياني وروحي دخلا في حالة رفض ونكران كبيرة لدى معرفتي بأن قلادة فيري
ليست معها..
وعندما اقتربت مني وكادت أن تُعانقني رجعت بخطواتي إلى الخلف مبتعدا
عنها ورفعت يدي ناحيتها وقلتُ لها ببرود
" توقفي.. لا تقتربي مني أكثر "
توقفت فجأة و نظرت إليّ بحزن و بدهشة ثم نظرت بعمق إلى عيناي وقالت
" لايسن أنا أتـ... آاااااااه.. "
توقفت عن ما كانت ستقوله وتأوهت عندما سحبها ديوس من ذراعها وعانقها
واضعا يده على كتفها وهو يُقرب جسدها إليه أكثر قائلا
" توقفي عن التمثيل حفيدتي الجميلة.. لقد أخبرت زوجكِ لايسن
بأنكِ هربتِ منه إلى هنا.. وأيضا بأنكِ جلبتِ لي هدية رائعة معكِ "
نظرت إلى الأسفل بصدمة ثم إليهما بعدم التصديق..
لقد خانتني فعلا!!!... فكرت بحزن بينما كنتُ أرى فورتونا جامدة بصدمة
تنظر إلى جدها بذهولٍ كبير..
أبعدها ديوس عنه ثم أدخل يده بجيب ردائه وأخرجها ورفعها نحوي.. كنتُ
أنظر بجمود تام إلى خنجر فورن وقلادة فيري بيده.. عقلي تجمد وأصبح في حالة خدر...
نظرت إليه ثم إلى فورتونا بخيبة أمل كبيرة حطمت قلبي إلى أجزاء...
نظرت فورتونا إليّ بخوف وقالت بهمس
" لايسن.. لا تصدقه أرجوك.. لقد أخذهم مني بالقوة.. أنا لم
أخُنك.. مستحيل أن أفعل و... "
ضحك ديوس ضحكة شريرة و قاطعها قائلا
" لماذا الكذب حفيدتي؟.. لا داعي له الآن.. لقد سلمتني القلادة
والخنجر و برضاكِ الكامل حتى أتخلص من حفيدي وشعبهُ القذر.. فهذا ما اتفقنا عليه
عندما توج نفسهُ ملكا على شعبي "
نظرت فورتونا إليه بصدمة ثم أدارت رأسها ونظرت إليّ بخوف وبقلق كبير
وصرخت بجنون
" لا.. لا لا لا لا لا لا... لا تصدقهُ لايسن.. أنا لم أفعل.. لم
أفعل... صدقني أرجوك "
اقتربت ووقفت أمامي لا يُبعدها عني سوى خطوة واحدة فقط.. بدأت تبكي
وهي تنظر مباشرة إلى عيناي الحزينة وقالت ببكاءٍ مرير
" أتوسل إليك لا تصدقه.. لقد حاول قتلي وقتل طفلي منذ قليل بعد
أن أخذ مني القلادة والخنجر بالقوة.. أرجوك أنا من المستحيل أن أفعل ذلك بك.. لم أسلمهم له.. أنا
لم أخُنك.. صدقني أرجوك.. صدقني لايسن "
نظرت إلى بطنها بحزن ثم رفعت نظراتي إلى وجهها وقلتُ لها بحزن
ألم روحي
" لقد وثقت بكِ.. وتغيرت من أجلكِ فقط.. وأنتِ ماذا
فعلتِ؟!!!... خُنتني.. قمتِ بخيانتي في أول فرصة تيسرت لكِ "
" لااااااااااااااااااااااا... لم أفعل صدقني... لم أخُنك "
هتفت فورتونا بهستيريا وركعت على ركبتيها أمامي وأمسكت بكلتا يديها
ساقاي ثم رفعت رأسها ونظرت إليّ وهي تبكي بمرارة قائلة
" لم أفعل.. لم أفعل.. أنا لم أخُنك لأنني أحبُك.. أنا أحبُك..
أحبُك.. أرجوك صدقني... "
أغمضت عيناي بقوة وتمنيت من قلبي أن أُصدقها.. لكن للأسف لم أستطع..
فتحت عيوني ببطء ونظرت ناحية الشمال ورأيت أروس يصل ووقف بصدمة وهو ينظر إلينا
بدهشة كبيرة..
أشرت له بيدي ليقترب ويُبعد فورتونا عني وفعل...
" لا.. دعني.. أتركني أروس.. لايسن اسمعني أرجوك... أتوسل إليك
صدقني.. أنا أحبُك بجنون ومن المستحيل أن أخونك.. صدقني أرجوك.. أرجوك... "
أبعدها أروس عني وجعلها تقف وأبعدها إلى الخلف.. كانت تركل وتصرخ
بهستيرية وشعرت بألمٍ كبير في قلبي..
نظرت إليها بوجعٍ عميق وهمست بعذاب
" يا ليتني أستطيع تصديقكِ الآن "
ضحك ديوس بشر وقال وهو ينظر بكرهٍ كبير إليّ ثم إلى فورتونا ثم إليّ
من جديد
" ممثلة بارعة فعلا.. لا تقلقي فورتونا سوف تتخلصين منه الآن كما كنتِ ترغبين..
"
رفع يده وأمسك بالخنجر بيده الثانية وقال لي بكره
" لطالما كرهتُك أنتَ و والدُك النذل.. والآن أخيرا سوف أُحقق
حُلمي بالتخلص منك ومن شعبك القذر "
رأيتهُ بحزن يوجه الخنجر ناحية الحجر الكبير في القلادة وصرخة فورتونا
المرتعبة ملأت سماء جولام بأكملها
" لااااااااااااااااااااااااااااااااا... لا جدي لا تفعل
أرجوك... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... "
ورأيت جدي ديوس يضرب حجر القلادة بالخنجر وهنا أغمضت عيناي بألمٍ
كبير.......
ما هذا يا هافن ارحمينااااا😭 لم نشفى بعد من الصدمة الأولى... يا إلهي😢 حقاً أفكاركِ الغير متوقعة لم ولن تنتهي... أحبكِ جداً🖤🌟
ردحذفحياتي أنتِ آسفة أفكاري شريرة قليلا
حذفحرام بجد في الاول سينروك وداستر ودلوقتي لايسين وفورتونا مش بحب النهاية الحزينة😭
ردحذفهذه ليست النهاية يا قلبي
حذفلا أعتقد أن النهاية حزينة واظن بل متأكدة انا قصة الخنجر والقلادة غير صحيحة ولن تجلب اي مفعول اتوقع ميته فضيعة لديوس الحقير وفورتونا ستعاني كثيرا حتى يعود لايسن ليثق بها ويصدقها من جديد دراكولا له قدرات خفية ستفاجئ الجميع ... مبدعة هافن تثيرين فضولنا دوما .
ردحذفحياتي أشكركِ من قلبي
حذفوأحببت جدا توقعاتكِ الجميلة حبيبتي