رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ياااه هافن حقاً ما كل هذا، عقلي توقف عن العمل في اللحظة الأخيرة، كيف سأحتمل حتى الثلاثاء😭😭😭 قلت لكِ سابقاً أنكِ تجيدين اختيار نهاية الفصول بطريقة قاتلة
    ... كل الحب لكِ🖤🌟

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي أشكركِ جزيلا لأنكِ أحببتِ روايتي ونهاية فصولها
      كل الحُب لكِ عزيزتي

      حذف
  2. مبدعة كان البارت تحفه❤️❤️

    ردحذف
  3. اهلا بك هافن وكل عام وانت بالف خير اشتقنا لرواياتك جدا لكن ماهذه الأحداث السريعة لقد قلبت الرواية رأسا على عقب الجميع أصبح في وضع صعب ومتأزم ويعاني اتمنى أن تحل بطريقة ما وفورتونا أخذت كل مايحتاجه جدها منها خوفي أن يتأذى وحش الجبل.... انت حقا مبدعة هافن

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ جزيلا على المُعايدة والرسالة الجميلة لي
      أولا كل عام وأنتِ وعائلتكِ الكريمة بألف خير
      وثانيا أحداث جنونية ستحدث قريبا مع فورتونا و وحش الجبل
      أتمنى أن تعجبكِ الأحداث القادمة حبيبتي

      حذف
  4. اولا كل عام وانتي بخير وحشتينا جدا البارت روعه وانتي كاتبه متمكنه شكرا لكي

    ردحذف
  5. كل عام و انتي بالف خير شكرا على الفصول الرائعة من فضلك هافن كانت عندك قصة رائعة بعنوان حياتي سجن و عذاب رائعة قراءتها مرة واحدة و أردت إعادة قراءتها لم اجدها في الواتباد من فضلك انشريها رائعة

    ردحذف
  6. أحداث رائعه وشيقة في الانتظار حبيبتي شوقتينا

    ردحذف

رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك



دارك





ألفا كلاي**



كنتُ أشعر بالحزن بسبب ما حدث مع ستيفن.. لكن للأسف هو يستحق ما فعلهُ لايسن به.. لولا ذلك لما كان رفض لوسيا أبدا.. كما هو يستحق ما سيحدث له لاحقا.. لايسن يريدنا أن نبدأ بتعذيبه عندما يعود مع زوجته..

 

ولكن رغم حزني على شقيقي إلا أنني كلما أتذكر ما فعلهُ بزوجتي الجميلة والرقيقة لوسيا أغضب من جديد.. أنا من المستحيل أن أسامحهُ على ما فعلهُ بها..

 

عندما رفضها عُدت برفقة لوسيا إلى قصري وتلك الليلة كانت ليلة من العمر لا مثيل لها.. أخيرا حبيبتي لوسيا أصبحت لي بكل ما للكلمة من معنى كما أنني وضعت علامتي عليها.. ونجحت المحاولة إذ اختفى كليا وشم ستيفن عن عنقها..

 

لفترة أكثر من ثلاثة أسابيع كنتُ أعيش في الجنة مع حبيبتي.. وكنا نأخذ احتياطنا لكي لا تُصبح حاملا مني فأنا لا أريد أن أخسرها أبدا.. وتلك المسكينة سيرنيتي وافقت على خطة لوسيا..

 

كنتُ مُعترضا عليها لكن لم أستطع الرفض من أجل لوسيا.. فقط أتمنى أن لا نندم جميعنا على تنفيذنا لخطتها.. لدي شعور بداخلي يُنبئني بحلول كارثة وشيكة.. أنا خائف جدا أن تكون ردة فعل إيفوس مُعاكسة..

 

شعرت بالحزن الشديد عندما طلب مني لايسن أن أجعل ابني خادما عندي.. لم أكن سأوافق على طلبه لكن لأنني مدين له لم أستطع الرفض..

 

حاولت إعطاء إيفوس مهام سهلة له لا تجرح كبريائه وكرامته.. شعرت بالسعادة لأنه تأقلم مع شعبي وبدأ يُحبهم خاصةً لأن جميع أفراد قطيعي أحبوه وبدأوا ينادونهُ بـ ألفا إيفوس.. كنتُ فخورا به وكم تمنيت أن يحن قلبهُ عليّ و يتقبلني كأبٍ له..

 

شعرت بالحزن عندما كنتُ أراه حزينا ومُنكسرا لرؤيتهِ لحبيبته سيرنيتي برفقة لوكاس وأردت من أعماق قلبي أن أذهب وأخبرهُ بأن كل ذلك مجرد لعبة حتى يتعذب ويندم على ما فعلهُ بالمسكينة سيرنيتي..

 

أردت التخفيف عنه لكنني طبعا لم أستطع أن أعترف له بذلك.. فقط كنتُ أذهب وأتكلم معه وأخبرهُ بالتفصيل عن حياتي سابقا مع لوسيا.. أردت بذلك أن يعلم أنني فعلا أحببتُها وأن لا يفقد الأمل أبدا مع مايتهُ.. وربما يرق قلبهُ ولو قليلا عليّ..

 

لكن ابني التزم الصمت دائما ولم يتفوه بحرفٍ واحد أمامي... ورغم ذلك لم أيأس.. وظللت أذهب لرؤيته كل يوم قبل حلول المغيب بساعة والتكلم معه..

 

وأخيرا أتى النهار المنتظر.. كانت خطة لوسيا أن نمثل عليه بأن سيرنيتي سوف تتزوج من لوكاس حتى تجعلهُ يعتذر لها أمام الجميع ويمنعها من الزواج به..

 

ومنعت جميع أفراد قطيعي من إخبار داستر عن خطتنا لكي لا تُفشي السر إلى إيفوس.. أنا أعلم بأن داستر بدأت تعتبر ابني كشقيق لها وقائدها المستقبلي وأنها لن تستطيع رؤيتهُ حزينا دون أن تُخبره عن خطتنا.. حتى لو أمرتُها بعدم إفشاء ذلك إلا أنني أعلم بأنها لن تستطيع إخفاء مشاعرها أمامه و إيفوس سوف يكتشف بذلك لعبتنا..

 

كنتُ أقف بجانب لوسيا في ساحة القصر والقلق ينهش قلبي.. كنتُ مُتوتراً وأردت أن أمنع تلك التمثيلية حتى لا يتألم ابني.. لكن من أجل لوسيا لم أفعل.. حتى سيرنيتي كانت خائفة من ردة فعل إيفوس لكن لوسيا كانت تطمئنها بأنها هنا وأنه لن يستطيع فعل شيء وبأن إيفوس سوف يتوسل لها لكي لا تتزوج من غيره ويطلب منها السماح أمام الجميع...

 

تنهدت بحسرة وبعمق بينما كنتُ أنظر إلى لوكاس و سيرنيتي وهما يخرجان من القصر متشابكين الأيدي إلى وسط الساحة..


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

نظرت إلى الإسطبل ثم إلى لوسيا بقلق لكنها تأملتني بنظرات مُطمئنة وضغطت بخفة على يدي وهمست قائلة بثقة

 

" سوف يسير كل شيء حسب الخطة حبيبي.. لا تقلق "

 

نظرت إليها بأمل وقلتُ لها بهمس

 

" أتمنى ذلك.. أتمنى أن لا نندم جميعُنا على فعلتنا تلك "

 

ابتسمت لوسيا برقة ثم نظرت ناحية سيرنيتي و لوكاس وكاهن القطيع.. كنا قد اتفقنا معه بعمل مراسم زفاف مزيفة لهما وطبعا وافق على طلبي..

 

ثواني قليلة سمعت صرخة غاضبة تقشعر لها الأبدان..

 

" مايت لي... لي أنااااااااااااااا "

 

نظرت ناحية اليمين بسرعة وفورا جحظت عيناي وفتحت فمي بسبب الصدمة التي تملكتني.. كنتُ أنظر إلى ابني إيفوس بذهول وأنا أراه يتحول ليُصبح ذئب ضخم للغاية أسود اللون وعيونه حمراء..

 

توسعت عيناي بذهولٍ شديد وهمست بدهشة

 

" ابني أخذ قوتي ولديه ذئب!!!.. وأيضا عيونهُ حمراء؟!! "

 

وفكرت بسرعة.. طبعا ستكون عيون ذئب ابني لونها أحمر فهو مصاص دماء أيضا ونصف جني....

 

رأيتهُ يركض بسرعةٍ كبيرة باتجاهنا


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

وقبل أن أستوعب ما يحدث رأيت داستر تتحول إلى ذئبتها ووقفت أمامه تُعيق طريقه و تخاطرت داستر معي ذهنيا

 

( ألفا كلاي.. بسرعة احمي سيرنيتي و لوكاس قبل أن يقتلهم.. ليس لدي الكثير من الوقت.. )

 

أجبتُها بسرعة قائلا وبأمر

 

( داستر ابتعدي عنه فقد يقتلكِ.. إيفوس لا يعرف كيف يتحكم بذئبهِ حاليا.. لقد فقد السيطرة عليه.. ابتعدي من أمامهُ فورااااااااا... )

 

أجابتني داستر بثقة

 

( لن يؤذيني ألفا.. إيفوس يعتبرني كصديقةٍ له.. ولا أظن ذئبهُ سوف يؤذيني.. أرجوك ألفا احمي سيرنيتي بسرعة )

 

نظرت إلى لوسيا ورأيتها تقف جامدة بذهول بأرضها وهي تنظر إلى ذئب إيفوس الغاضب والذي كان يزمجر بطريقةٍ مُرعبة على ذئبة داستر..

 

اقتربت منها وهتفت بأمر بوجهها

 

" لوسيا.. بسرعة خُذي سيرنيتي وادخلوا إلى القصر.. اختبئوا في القبو حبيبتي فورا "

 

رفعت لوسيا عينيها وتأملتني بضياع


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

نظرت إليها بتوتر وأمرتُها من جديد لتذهب بسرعة برفقة سيرنيتي.. أمسكت لوسيا بيدي اليسرى وضغطت عليها بقوة وقالت برعب

 

" لاااااااااا.. أنا لن أتركك.. قد يؤذيك.. ابني تحول إلى ذئب.. وذئبهُ غاضب جدا.. قد يقتُلك.. وقد... "

 

قاطعتها قائلا بحنان بينما كنتُ أمسح بيدي اليمنى على وجنتها

 

" لا حبيبتي لا تخافي.. أنا والده.. هو لن يؤذيني.. هيا خُذي سيرنتي بسرعة واهربوا إلى القصر... هيا حبيبتي "

 

هزت رأسها موافقة ثم رفعت رأسها وقبلت فمي بسرعة ورغما عنها أفلتت يدها من يدي وذهبت ناحية سيرنيتي والتي كانت تقف جامدة بصدمة بأرضها..

 

رأيت لوسيا تصرخ لها برعب لتستفيق من صدمتها ثم أمسكت بيدها وجذبتها خلفها و وركضوا باتجاه القصر..

 

انتفضت في مكاني بقوة عندما سمعت عواء قوي جدا يخرج من فم ذئب إيفوس.. رأيت أفراد قطيعي بدأوا يتحولون إلى ذئابهم وبسرعة تخاطرت معهم ذهنياً و أمرتهم بعدم الاقتراب من ابني..

 

نظرت إلى ذئب ابني الغاضب والذي بدأ يُزمجر بشراسة على ذئبة داستر.. أخفضت الذئبة رأسها أمامه و بصدمة رأيت شُعاع أبيض قوي يخرج من جسد ذئب إيفوس ويتجه ناحية ذئبة داستر

 

" داسترررررررررررر..... "

 

هتفت بقوة لها لأنني كنتُ خائفا عليها وما أن كنتُ على وشك التحول إلى ذئبي رأيت بصدمة النور يحاوط جسد ذئبة داستر ويرفعها عاليا ثم يُنزلها بخفة على الأرض بعيدا...

 

هو لم يؤذيها!!... تبا حتى ذئب ابني يمتلك قوة السحر بداخله... فكرت بصدمة ولكن شعرت برعشة تسير بقوة في جسدي عندما سمعت صوت غاضب يُكلمني في رأسي قائلا بحدة

 

( ابتعد من أمامي أنتَ أيضا.. سأقتله لأنهُ أراد سرقة مايتي مني )

 

بلعت ريقي وتجمدت بذهول.. لقد تواصل معي ذهنيا ذئب إيفوس!!... تواصلت معه قائلا بهدوء

 

( اهدأ ابني... الأمر ليس كما تظن و... )

 

قاطع تواصلي معه هاتفاً بغضب

 

( أنا لستُ ابنك.. دارك.. اسمي هو دارك.. وأنا الآن سأقطع جسد ذلك القذر لأنهُ لمس مايتي )

 

رأيتهُ يحفر قوائمه في الأرض وهو يتأهب للركض والنيل من لوكاس.. نظرت إلى لوكاس وهتفت له بملء صوتي

 

" لوكاس أهرب بسرعةةةةةةةةةةة... "

 

وفورا تحولت إلى ذئبي ديغون ووقفت أمام دارك ذئب إيفوس...

 

كان ديغون ينظر إلى دارك بفخر وطبعا بحزن.. هو لم يرد أن يتواجه مع ابنهُ لكن الظروف حكمت بذلك.. زمجر دارك بقوة عليه وقبل أن يتحرك ويهجم على ديغون حاوطته مجموعة من الذئاب وأبعدوا ديغون عنه..

 

تخاطر جيفري معي ذهنيا هاتفا بخوف 

 

( ألفا.. سوف يقتُلك.. هو لا يُحبك.. أرجوك ألفا عليك أن تدخل إلى القصر وبسرعة )

 

نظرت إلى ذئب جيفري وتخاطرت معهُ ذهنياً وهتفت بغضب

 

( جيفري.. كيف سمحت لنفسك بفعل ذلك؟... إنه ابني ولن يؤذيني )

 

تخاطرت مع جميع أفراد قطيعي ذهنيا وبغضب أعمى بصيرتي أمرتُهم

 

( ابتعدوا عن ابني فوراااااااااااا.... )

 

ولكن قبل أن يُنفذوا أمري و يبتعدوا عنه رأيت بصدمة كبيرة الذئاب تطير عاليا ويتم قذفها لمسافاتٍ بعيدة عن دارك بأمتارٍ كثيرة.. ورأيت برعب دارك يتخطاني ويركض باتجاه لوكاس.. تبعتهُ بسرعة وقبل أن يعض عنق ذئب لوكاس دفعت ذئبهُ بعيدا وتلقيت العضة عنه...

 

خرج أنين وعواء قوي جدا من فم ديغون عندما تلقى عضة قوية على عنقه.. تجمد دارك وأبعد فمه بسرعة ونظر بقلق إلى ذئب والده..

 

تحولت إلى شكلي البشري بسرعة ورأيت الدماء تسيل بكثرة من عنقي على صدري.. جثوت على ركبتيّ أمام دارك ونظرت إليه بحزن وقلتُ له بألم بينما كنتُ أشعر بعظام عنقي تتحرك وتُشفى

" لا تقلق بُني.. سوف أشفى بسرعة.. أرجوك اهدأ.. ما رأيتهُ كان مجرد تمثيل.. أرادت والدتك لوسيا أن تجعلك تشعر بالندم وتعتذر من رفيقتك سيرنيتي.. لا تغضب منها أرجوك.. الذنب ذنبي لأنني وافقت على هذه الخطة.. لوكاس لديه رفيقة وهو يريد أن يتزوج منها قريبا.. أرجوك لا تقتله.. وسامح سيرنيتي.. هي كانت حزينة ومتألمة بسبب ما فعلتهُ بها و... "

 

توقفت عن التكلم فجأة عندما رأيت دارك يستدير ويركض بسرعة رهيبة ناحية القصر.. أغمضت عيناي بخوف وهمست لداستر التي كانت تقف أمامي بحزن

 

" سوف يؤذيها!!!... ساعديها هي و لوسيا بسرعة "

 

أغمضت عيناي بندم بعد ذهاب داستر.. يا ليتني لم أوافق منذ البداية على هذه الخطة اللعينة تلك.. وقفت ببطء وانتظرت أن تُشفى جراحي وفور حدوث ذلك ركضت إلى القصر وشعرت بالخوف عندما سمعت صرخات سيرنيتي المرتعبة....

 

ركضت بسرعةٍ كبيرة نحو القبو ورأيت بذهول باب القبو محترق بالكامل .. لم يتبقى منه أثر فقط بعض من الرماد على الأرض.. و داستر تقف أمامهُ جامدة بصدمة مثل التمثال..

 

نظرت إلى المكان بذهولٍ شديد وهمست بتوتر

 

" بحق الآلهة... ما الذي فعلهُ إيفوس؟!!!... "

 

دخلت إلى القبو دون أن أنتظر جواباً من داستر.. رأيت لوسيا تقف جامدة في وسط الغرفة بمفردها وخلفها فجوة كبيرة في الحائط.. لقد دمر الحائط!... وكما يبدو لي لقد اخترق الحائط بجسده...

 

كانت الأحجار متناثرة في كل مكان ورأيت بدهشة أنه أيضا استخدم سحره إذ كان هناك ممر أمامي يؤدي إلى الخارج..

 

ركضت بسرعة وعانقت لوسيا بقوة وأنا أهمس لها بقلق شل عقلي وقلبي

 

" حبيبتي.. هل أنتِ بخير؟!.. ما الذي حدث لوسيا؟!.. ماذا فعل دارك؟!... "

 

تحركت عينيها ونظرت إلى عيناي مباشرةً وقالت لي بهمس

 

" اسمهُ دارك!!... لقد.. لقد خطف سيرنيتي و... "

 

توقفت عن تكملة حديثها ونظرنا إلى الخلف ناحية الفجوة في الحائط عندما سمعنا بصدمة صرخة داستر المرتعبة

 

" لاااااااااااااااااا... لوكاس لا تفعل.. لاااااااااااااااااااااااااااااا...... "

 

توسعت عيناي وهمست بقلقٍ شديد

 

" إيفوس..... "

 

شعرت بقلبي يتوقف ورعشة مؤلمة سارت في أنحاء جسدي.. إذ عرفت أن مكروها ما أصاب ابني.. ابتعدت عن لوسيا وركضت ناحية الفجوة ودخلت الممر وخرجت لأتوقف بصدمة عندما شاهدت عيوني ذلك المنظر..

 

شعرت بالبرد وارتعش جسدي بعنف وتوقف قلبي عن النبض لثانية ثم نبض بسرعة جنونية.. لم أستطع تحمُل ما رأيتهُ فرفعت رأسي عالياً وصرخت من أعماق قلبي المتألم

 

" لاااااااااااااااااااااااا... ابني ي ي ي ي ي... إيفوس لاااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

 

إيفوس**

 

ما أن شاهدت جميلتي سيرنيتي على وشك أن تتزوج من ذلك المستذئب الحقير رأيت المكان أصبح مُظلماً أمامي ونيران الغضب والحقد والانتقام اشتعلوا فوراً بداخلي..

 

وقفت جامداً أتأملهما بغضب لا مثيل له وشعرت بجسدي يحترق في الجحيم


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

وما هي سوى ثواني قليلة حتى بدأت أرى فراء أسود اللون يكسو ذراعاي وألم فظيع أحرق روحي عندما شعرت بعظام جسدي تتحرك..

 

وبصدمة كبيرة رأيت نفسي أتحول إلى ذئب ضخم جداً أسود اللون..

 

الصدمة التي تملكتني جعلتني أفقد النطق.. أنا لدي ذئب؟!... تبا أنا تحولت إلى ذئب ضخم للغاية!!.... كيف واللعنة يكون لي ذئب؟!..

( نعم لديك.. و اسمي هو دارك.. لقد حان الوقت لأنتقم وأقتل ذلك النذل )

 

سمعت ذلك الصوت وأصابني الذهول التام.. هو يستطيع أيضا قراءة أفكاري؟!!...

 

( طبعا أستطيع.. تذكر جيداً أنتَ و أنا واحد )

 

كلمني برأسي بتلك الكلمات وعندما شعرت به يركض توقف فجأة عندما رأى ذئبة داستر أمامنا

 

( لا تؤذيهااااااااااااا... )

 

هتفت له بقوة ولكنه لم يُجيب عليّ إذ كان يزمجر بوجهها بغضب حتى تبتعد عنه ولكن عندما رفضت ذلك رأيت بصدمة ذئبي يستخدم قوته السحرية عليها..

 

واوووووووووو ذئبي جني مثلي... هز دارك رأسه بعجز عندما سمع أفكاري ثم رفع رأسه عاليا وأطلق عواءً رهيبا عندما رأى سيرنيتي تذهب برفقة أمي لوسيا وتدخل إلى القصر.. وهنا حاول ذئبي قتل لوكاس..

 

شعرت بصدمة كبيرة عندما تلقى كلاي العضة بدلا عن لوكاس.. تجمدت وشعرت بقلبي ينبض بقوةٍ كبيرة... لا أعلم لكن أنا وذئبي شعرنا بالقلق لدى رؤيتنا ألفا كلاي ينزف... أبعد دراك فمه بسرعة عن عنق كلاي و تجمدنا بأرضنا ونحن ننظر إلى دمائهِ بقلق وبتوتر..

 

همست بتوتر لذئبي

 

( لقد.. لقد.. لقد قتلته.... )


أجابني دارك بقلق

 

( لا لم أفعل.. هو ألفا.. سوف يُشفي نفسهُ بسرعة )

 

سألتهُ بسرعة بتوتر

 

( إذا لماذا أنتَ قلق؟!... )

 

فأجابني ذئبي ببساطة

 

( هذا لأنك قلق أيضا... )

 

شعور غريب انتابني عندما تحول كلاي وجثى أمامي على الأرض بألم وكلمني بحزن.. لم أكن أريد رؤيتهُ جاثيا أمامي ولم أعلم السبب.. وخاصة لم أكن أريد رؤيتهُ يتألم وهذا ما حيرني..

 

أحسست بألمٍ شديد أنا وذئبي دارك عندما عرفنا بأن كل ما عشتهُ من جحيم في هذين الأسبوعين كان هباءً... كل ألمي وتعاستي وحزني و وجع قلبي كان فقط بسبب تمثيلية لعينة خططتها أمي لوسيا و سيرنيتي جميلة قلبي مُشاركة بها...

 

لم أهتم بقتل لوكاس بعد معرفتي للحقيقة لكن كان غضبي قد تفاقم أضعافا.. وأراد ذئبي الذهاب ورؤية رفيقتنا المُقدرة... لم أنتظر كلاي حتى يُنهي حديثه وبسرعة طلبت من ذئبي الذهاب إلى القصر..

 

كان باب القصر قد تم إغلاقه بإحكام.. وفورا أضاءت عيناي


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

وخرج شهب من نار من جسد ذئبي ودمر الباب بكامله ودخلنا.....

 

سيرنيتي أنا أتٍ إليكِ حبيبتي.....

 

همست بوعيد وتركت ذئبي يتتبع رائحة دمائها اللذيذة والمميزة....

 

 

 

سيرنيتي**

 

 

كنتُ أشعر بحزنٍ كبير وأنا أرى إيفوس بهذه التعاسة.. قلبي يؤلمني عليه وروحي بكت من أجله.. لقد تغير.. أنا أشعر بذلك.. خاصة بعد أن أنقذني من ذلك الحقير قائد الغيلان... صحيح شعرت بالرعب منه عندما رأيت كيف قتله لكن هو فعل ذلك حتى ينقذني.. هو يُحبني...

 

كنتُ أنظر إلى لوسيا بحزن وهي تُسرح شعري قبل ذهابي إلى الساحة.. بلعت ريقي بقوة وكلمتُها بنبرة متوترة

 

 

" لونا لوسيا.. أنا خائفة.. خائفة من ردة فعل إيفوس.. ماذا لو آذى أحدا؟!.. ماذا لو.... "

 

قاطعتني لوسيا قائلة بحنان

 

" لا تقلقي سيرنيتي.. أنتِ سوف تكونين زوجة لابني التيس قريبا.. سيكون اليوم درسا له حتى يتعلم أن لا يُفرط بكِ ويؤلمكِ من جديد.. ثم ابني طيب القلب وهو لن يؤذي أحدا فلا تخافي "

 

بعد ذهابها وقفت واقتربت من الشرفة ونظرت ناحية الإسطبل.. ابتسمت برقة عندما رأيتهُ يعمل بنشاط في الإسطبل


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

همست بحسرة و بحزن

 

" سامحني حبيبي على ما فعلتُه بك وما سأفعلهُ الآن.. فقط.. فقط لا تقتل أحدا.. أتمنى أن تتفهم أسبابي "

 

ثم استدرت ونظرت ناحية الباب عندما انفتح ودخلت فتاة من القطيع وقالت لي باحترام

 

" سمو الأميرة.. لوكاس ينتظركِ في الممر "

 

بلعت ريقي بقوة وشكرتها بهمس ثم تبعتُها.. لوكاس مخلوق رائع.. أصبحنا أصدقاء بسرعة.. كان متفهما وحنونا ورفيقتهُ كاتاليا كانت مثلهُ رائعة وطيبة القلب.. وافقوا على مساعدتي رغم خطورة الوضع.. فالجميع كانوا قلقون من ردة فعل إيفوس عندما يراني بفستان الزفاف وأنا أتزوج من رجلٍ غيره.. شعروا بالقلق خاصة عندما علموا بما فعلهُ بقائد الغيلان وكيف قتله..

 

الوحيدة التي كانت مُطمئنة هي لونا لوسيا.. كانت تقول لنا بأنه لا داعي لنقلق و بأن خطتها سوف تنجح خاصة لأن إيفوس لم يتصرف بتهور بعد رؤيتهِ لي طيلة هذين الأسبوعين برفقة لوكاس..

 

وقفت بجانب لوكاس في وسط الساحة وقلبي لم يتوقف عن النبض بسرعةٍ رهيبة.. كنتُ قلقة وخائفة جداً.. كان لدي شعور قوي بأن إيفوس ستكون ردة فعلهِ عنيفة جداً..

 

فجأة تجمدت دمائي وقلبي توقف من شدة الرعب عندما سمعت صرخة إيفوس الغاضبة.. وخاصة عندما بدأ يتحول إلى ذئبه..

 

" لقد.. لقد.. استيقظ ذئبهُ أخيرا... و.. و هو.. غاضب لحد اللعنة "

 

همست برعب ثم فكرت بفزع.. لقد هُلكنا.. انعقد لساني وأصبح وجهي أبيض من شدة الرعب وتجمد جسدي بالكامل.. لقد أصابني الشلل ولم أعد حتى أستطيع أن أرمش...

 

فجأة سمعت لونا لوسيا تهتف باسمي وجعلتني أستفيق من صدمتي.. نظرت إليها بهلع ورأيتُها تقترب مني وهتفت بفزع

 

" بسرعة سيرنيتي.. إيفوس غاضب جدا ويجب أن تختبئي في الحال "

 

أمسكت بيدي وجذبتني خلفها إلى القصر.. دخلنا وتابعنا الركض حتى وقفت لوسيا فجأة أمام باب ضخم.. أمسكت بشمعدان بيد ثم أفلتت يدي و فتحت الباب ثم جعلتني أدخل وبعد أن دخلنا أغلقت الباب خلفها و أقفلته بالمفتاح وبدأنا ننزل على السلالم حتى وقفنا في وسط غرفة كبيرة كان يوجد بها أثاث قديم والكثير من المؤن...

 

تنهدت لوسيا براحة وهي تضع الشمعدان على الطاولة ثم اقتربت مني ونظرت إليّ بأسف قائلة

 

" لقد كان إحساسي خاطئ.. آسفة سيرنيتي.. لقد ظننت أنني أعرف جيدا ابني لكن كنتُ مُخطئة.. لم أكن أعلم بأن لديه ذئب ولم أتصور أن تكون ردة فعلهِ على هذا الشكل.. بدل أن أساعدكِ لقد جعلت الأمور تسوء أكثر.. سامحيني و... "

 

قاطعتها قائلة بصدق

 

" لا تعتذري لونا.. أنا أعلم كم تحبين إيفوس وكم ضحيتِ من أجله.. في الحقيقة كنتُ أعرف بوجود ذئب بداخله و.. "

 

قاطعتني هاتفة بصدمة

 

" كنتِ تعرفين؟؟!!!!... لكن كيف؟!.... "

 

ابتسمت لها بحزن قائلة

 

" لقد عرفت وأحسست به منذ اللحظة الأولى التي رأيت بها إيفوس.. تذكري لونا أنا من المتحولين.. لدي قدرات خارقة غير التحول..  كما أنني عرفت منذ اللحظة الأولى بأنهُ رفيقي المقدر... ولكن التزمت الصمت لأنني علمت أنكم ليس لديكم أدنى فكرة وخاصة إيفوس بأن لديه ذئب "

 

تنهدت بحزن وتابعت قائلة

 

" ذئبهُ كان نائم.. وها هو الآن قد استيقظ أخيرا.. أظن أنه سوف يكرهني أيضا.. خاصة بعد أن شاهدني أتزوج برجلٍ غيره "

 

أمسكت لوسيا بيدي وقالت برقة

 

" هو يُحبكِ سيرنيتي.. لا أظن ذئب إيفوس سوف يكرهكِ.. لقد شاهدتِ كيف جُن جنونه عندما شاهدكِ برفقة رجلٍ آخر وعلى وشك الزواج.. تفاءلي حبيبتي.. سوف يهدأ بعد قليل.. لا بُد أن كلاي أخبره بفعلتي الشنيعة.. آسفة لأنني أخــ... "

 

توقفت لوسيا فجأة عن التكلم والتفتنا برعب ناحية السلالم عندما سمعنا صوت دوي كبير وعواء غاضب مُرعب للنفوس.. أمسكتني لوسيا بسرعة ووضعتني خلفها عندما رأينا ذئب إيفوس أمامنا.. ارتعشت مفاصلي بشدة وضاق تنفسي وشعرت بأنه سوف يُغمى عليّ من كثرة الخوف...

 

" إيفوس.. ما الذي تظن نفسك فاعلا... اهدأ بُني.. لقد كانت مجرد خطة غبية مني.. ليس لـ سيرنيتي دخلا بها.. لقد أرغمتُها على فعلها.. اهدأ صغيري وتحول حتى نتفاهم "

 

كلمتهُ لوسيا بهدوء لكن ذئب إيفوس كان ينظر إليّ بغضبٍ كبير جعل روحي تخرج من جسمي من كثرة الرعب...

 

كشر عن أنيابه وزمجر بقوة وأشار برأسهِ إلى لوسيا لتبتعد عني.. تكمشت بها أكثر ودفنت رأسي في ظهرها بينما دموع الخوف كانت قد بللت وجهي بكامله.. وسمعت لونا لوسيا تُكلمهُ بنبرة هادئة قائلة

 

 

" إيفوس... اسمعني أرجوك... لا تؤذي سيرنيتي.. إنها غلطتي أنا و.. آااااااااااااااااااااااه... "

 

تأوهت لوسيا بصدمة وفورا رفعت رأسي ورأيت برعب دائرة شفافة تحاوطنا.. فصلت الدائرة لوسيا عني ورأيت جسدي يسقط على الأرض بقوة.. تأوهت بألم وقبل أن أستوعب ما حدث تم رفع جسدي بقوة غريبة وطار وأصبح أمامه..

 

كنتُ أنظر إلى ذئب إيفوس برعب وصرخة خوف كبيرة خرجت من فمي عندما رأيته يرفع مخالبهُ ويوجهها ناحيتي..

 

رفعت كلتا يداي أحمي بهما وجهي وأغمضت عيناي بفزع بينما كنتُ أصرخ برعب كبير.. وفكرت بألم.. ذئب حبيبي سوف يقتلني...

 

توقفت فجأة عن الصراخ عندما سمعت صوت معدن يتكسر وطنين على الأرض.. فتحت عيناي ببطء ونظرت إلى الأرض ورأيت بصدمة السوار عليه.. لقد حطم ذئب حبيبي السوار المسحور من يدي!!!... لقد أزال السوار عن يدي!!!!...

 

كنتُ جامدة من جراء الصدمة وفجأة رأيت نفسي على ظهر ذئب إيفوس.. لكن قبل أن يتحرك قفزت عن ظهره وتحولت إلى غزالة وحاولت الهروب منه.. أخيرا استعدت قوتي بالتحول.. أخيرا حررني إيفوس من السوار.. لكن رغم فعلتهِ تلك كنتُ خائفة منه وبالأخص من ذئبه..

 

ولكن قبل أن أصل إلى السلالم تجمد جسدي وعُدت وتحولت إلى شكلي البشري رغما عني..

 

صرخت برعب وحاولت أن أقاوم هذه الهالة التي حاوطتني لكن دون جدوى.. سحر إيفوس كان أقوى مني..

 

رأيت نفسي أطير لأجلس مجددا على ظهره.. تشبثت بقوة بعنقه ومن جراء الفزع والجزع والهلع انخلع قلبي من مكانه وخاصة عندما ركض ذئب إيفوس وضرب الحائط برأسه وفورا أحدث فجوة كبيرة به ورأيت بذهول ممر يظهر أمامنا بعد أن خرج ضوء من جسده..

 

ركض الذئب وخرج من القصر بسرعةٍ مُرعبة... فجأة توقف ذئب إيفوس عن الركض وخرج أنين وعواء متألم منه وبصدمة رأيت نفسي أطير لأقع على بُعد مترين عنه..

 

شعرت بألمٍ رهيب في ظهري ومؤخرتي ورغم ذلك رفعت رأسي ونظرت إلى ذئب حبيبي

 

" لااااااااااااااااا.. إيفوس.. لااااااااااااااااا... "

 

صرخت برعبٍ كبير عندما رأيت سهم ذهبي اللون أسفل أذنهِ اليمنى... هذا السهم أعرفهُ جيدا.. كان المستذئبون يستخدمونهُ منذ عقود في الحروب ضد الجن.. هذا السهم سام ويقتلهم...

 

" لا لا لا لا لا لا... لاااااااااااااااااااااااا... إيفوس.... "

 

هتفت بفزعٍ كبير عندما رأيته يتحول إلى شكله البشري ورأيت برعب جسده يتحول ليصبح أسود اللون... وقفت بصعوبة وبدأت أركض بخطواتٍ بطيئة متألمة عرجاء ناحيته.. جثوت أمامه على الأرض ورفعت رأسه بكلتا يداي وبدأت أبكي بهستيرية

 

" حبيبي.. حبيبي.. أرجوك لا تموت... سأموت من بعدك... لا تموت أرجوك... إيفوس... "

 

هتفت بهستيرية وبدأت أطلب النجدة وأنا أرى الجميع يقفون حولنا وهم ينظرون إلينا بحزن

 

" ساعدوه أرجوكم.. هو يموت... "

 

أخرجت السهم ورميتهُ بعيدا ثم وضعت رأسه في حضني وبدأت أبكي وأصرخ و أنتحب بجنون... فجأة شعرت بأحد يرفعني ويبعدني عنه ورأيت ألفا كلاي يحمل إيفوس الغائب عن الوعي بين يديه وركض به ناحية القصر وهو يصرخ بغضبٍ مهول

 

" بسرعة أرسلوا الحكيمة روسنا إلى غرفتي حالاااااااااا.. إن مات ابني سأقتلك لوكاس بيدي.. سأقتلك... "

 

كنتُ أقف جامدة وأنا لا أرى سوى الظلام أمامي.. لقد خسرت إيفوس.. سمعت لوكاس يُكلمني بحزن

 

" آسف سيرنيتي.. لقد ظننت بأنهُ سيؤذيكِ.. لذلك استخدمت السهم.. أنا آسف.. سامحيني "

 

رفعت نظراتي وتأملتهُ ببرود وقلتُ له بصدق

 

" إن مات إيفوس.. أنا هي من سوف تقتلك لوكاس "

 

ومشيت ببطء ناحية القصر وأنا في عالمي الخاص التعس.. كنتُ أمشي كالمسحورة وأنا أدخل إلى القصر وأتجه ناحية جناح ألفا كلاي.. إن مات إيفوس سأقتل لوكاس وبعدها سأقتل نفسي.. لا حياة لي من دون إيفوس....

 

 

داستر**

 

 

ما حدث اليوم لا يُصدق.. كانت صدمة كبيرة على الجميع... غضبت بشدة عندما أطلق اللعين لوكاس السهم على إيفوس.. ركضت و أمسكته بعنقه وقلتُ له بفحيحٍ غاضب ومرعب

 

" أيها الأحمق.. ما الذي فعلتهُ؟... إن مات القائد إيفوس.. سوف يحرق وحش الجبل قريتنا بأكملها.. ولن يترك أحدا على قيد الحياة.. وأنتَ أول من سوف تموت لكن على يد ألفا كلاي... من سمح لك باستخدام السهم أيها الغبي؟ "

 

رميتهُ بقوة على الأرض ورأيته يسعل بعنف وهو يبكي.. عندما هدأ كلمني بخوف

 

" آسف.. القائد إيفوس لقد أذى ألفا كلاي وأراد أن يخطف سيرنيتي و... "

 

قاطعتهُ هاتفة بغضب

 

" أيها الغبي.. هو لم يؤذيه عن قصد.. لقد فعل ذلك لأن ألفا كلاي حماك وتلقى العضة عنك.. اذهب من أمامي ولا تدعني أرى وجهك أيها اللعين "

 

استدرت ودخلت إلى القصر وصعدت إلى جناح ألفا كلاي.. بكاء لوسيا ونحيبها ألماني بشدة.. كانت جاثية على ركبتيها أمام باب غرفة نوم ألفا كلاي وهي تبكي بألم وتهمس باسم إيفوس دون تعب..

 

نظرت إليها بحزن وانحنيت ووضعت يدي على كتفها وقلتُ لها برقة

 

" لونا.. سوف تمرضين.. أرجوكِ توقفي عن البكاء.. قائد إيفوس قوي وسيكون بخير "

 

رفعت رأسها ونظرت إليّ بتعاسة قائلة

 

" أنا السبب.. أنا السبب.. ابني يموت الآن بسببي.. ابني حبيب روحي يموت بسببي.. يا ليتني سمعت من كلاي ولم أُنفذ خطتي.. يا ليتني لم أغضب منه وأُقرر مُعاقبته... ابني إيفوس يموت الآن بسببي.. بسببي أنا.. قلبي يؤلمني عليه داستر.. قلبي يتمزق وروحي تحترق عليه.. أنا السبب لأنه على فراش الموت الآن "

 

شعرت بالحزن عليها وقلتُ لها بأمل

 

" هو لن يموت.. تذكري هو ليس بجني فقط.. هو هجين.. هو مستذئب ومصاص دماء أيضا.. سيكون بخير.. لا تلومي نفسكِ لونا.. البكاء لن ينفعهُ الآن.. يجب أن نكون أقوياء لأجله "

 

ساعدتُها بالوقوف و عانقتني بشدة وقالت لي من بين شهقاتها

 

" لقد أخرجني كلاي من الغرفة حتى لا أرى ابني وهو يموت... لقد حاولت شفائه بقوتي لكن لم أستطع... لم أستطع شفائهُ.. ابني سيموت... ولدي.. صغيري.. حبيب قلبي لن يحتمل هذا السُم الذي يسير في جسده... أريد إيفوس داستر.. دعيهم يُدخلوني إليه.. أريد أن أكون معهُ أرجوكِ "

 

ربت على ظهرها بحنية ومنعت نفسي من البكاء وأنا أتمنى بداخلي أن يعيش القائد إيفوس.. تنهدت بعمق وهمست لها برقة

 

" اهدئي لونا.. هو قوي جدا.. لن يموت.. تعالي... "

 

ابتعدت عنها قليلا وجذبتها وجعلتها تجلس على الأريكة وجلست بجانبها.. فجأة دخلت سيرنيتي بهدوء صادم ووقفت أمام الباب تنظر إليه شاردة.. نظرت أنا و لوسيا إليها بذهول.. فجأة سمعنا صرخة كلاي المرتعبة من الداخل

 

" لاااااااااااااااا... ابني ي ي ي ي.. لا ابني أرجوك... "

 

ووقفنا بسرعة برعب وقبل أن نتحرك سمعنا سيرنيتي تهمس

 

" إيفوس حبيبي... "

 

وسقطت على الأرض غائبة عن الوعي

 

" لاااااااااااااااااا.... "

 

صرخت لوسيا بهستيرية وحاولت أن تركض ناحية الغرفة لكنني أمسكتها بحزم وناديت على الحراس.. حملوا جسد سيرنيتي وأخذوها إلى غرفتها بينما أنا كنتُ أحاول جاهدة تهدئة لونا لوسيا..

 

كانت تركل وتُحرك يديها بجنون وهي تصرخ باسم إيفوس.. دقائق قليلة وخرجت الحكيمة روسنا من الغرفة و تجمدنا أنا و لوسيا برعب..

 

نظرت الحكيمة إلينا بحزن وقالت

 

" هو يُحتضر و... "

 

صرخة لوسيا الجنونية قاطعتها عن تكملة حديثها وشعرت بجسدها يرتخي بين يداي...

 

" لونا.. أرجوكِ اهدئي.. "

 

هتفت لها بقهر وأنا أشعر بقلبي يتفتت بسبب ما سمعتهُ من الحكيمة...

 

" لونا.. صحيح هو يُحتضر لكن لا تقلقي أظن لدي الحل.. سوف أنقذ ابن ألفا كلاي مهما كلفني ذلك.. فقط أردت إخباركِ حتى تهدئي.. سوف ننقل دم ألفا كلاي النظيف إليه.. هو والده وطبعا دمائهُ مُطابقة له فهذا شيء طبيعي في قطيعنا.. ثم سأعطيه عشبة مضادة للسُم قد تنفع معه خاصة لأنه مصاص دماء.. سأذهب لجلبها فورا... بالإذن... "

 

بعد ذهاب الحكيمة رفعت لوسيا رأسها وقالت لي بوهن

 

" أريدُ رؤية ابني.. أرجوكِ... "

 

أشرت لها برأسي موافقة وساعدتها بالدخول إلى الغرفة.. رأيت بحزن ألفا كلاي جاثيا على ركبتيه أمام السرير وهو يحتضن بكلتا يديه يد إيفوس ويبكي بصمت...

 

" ابني... "

 

همست لوسيا بألم وركضت ناحية السرير وجثت بجانب كلاي وبدأت تبكي بلوعة...

 

كنتُ أنظر إلى القائد إيفوس بحزن.. جلدهُ تخشب وأصبح أسود فاحم.. كان شكله مُرعب ومقلق جدا.. بالكاد كنتُ أسمع تنفسه.. خرجت من الغرفة لأنه لم يعد باستطاعتي رؤيته على هذا الشكل.. هو فعلا يُحتضر... مشيت ببطء وذهبت إلى غرفتي.. كنتُ أنظر بحزن إلى الأرض وأنا جالسة على سريري ومنحنية الظهر...

 

ظللت على هذه الوضعية حتى حلول الليل.. فجأة انفتح باب غرفتي ورأيت بصدمة سيرنوك يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات حنونة..


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

نظرت إليه بدهشة.. هل أنا أرى فعلا؟!!... هل حقا هو أمامي؟!!... فكرت بذهول وفتحت فمي بصدمة عندما ابتسم لي برقة وقال بنبرة حنونة

 

" مكانكِ معي داستر "

 

نبض قلبي بجنون وتسارعت أنفاسي عندما اقترب وحملني بخفة بين يديه وخرج بي من الغرفة ومن القصر والقرية....

 

 

سيرنوك**

 

 

" ليس وقتها الآن.. لقد أتت في وقتٍ غير مناسب بتاتا "

 

همست بحزن بتلك الكلمات بينما كنتُ أمشى في باحة القصر.. لطالما أحببت الأميرة فيري وعشقتها بجنون.. لكن عندما رأيت داستر شعرت بذلك الرابط بيننا... حاولت مقاومتها وإبعادها عني ومعاملتها ببرود لكنها كانت عنيدة جدا ولم تسمح لي بالابتعاد عنها..

 

حاولت المستحيل حتى تبتعد عني وتنسى جنونها لكن للأسف لم تفعل.. أنا أعلم جيدا ما هي العواقب التي ستحدث إن أصبحنا جسدا واحدا.. أنا كجني حتى لو كنتُ رفيق المقدر لمستذئبة سوف تكون هناك عواقب وخيمة جدا عليّ وعليها...

 

والآن ليس الوقت المناسب حتى أضعُف.. الأميرة فورتونا عاجلا أم أجلا سوف تكون في خطرٍ كبير عندما يعلم الملك ديوس بأنها حامل من وحش الجبل... لذلك يجب أن أكون بكامل قوتي عندما يحدث ذلك.. يجب أن أحميها مهما كلفني ذلك...

 

تنهدت بحزن وصعدت إلى غرفتي.. في المساء طرقت داستر الباب ورأيتها تحمل لي عشاءي... في البداية استغربت ولكن شعرت بالراحة عندما قالت بأنها أخيرا سوف تتركني بسلام.. لكن أيضا أحسست بغصة في صدري ولكن تجاهلتُها.. أنا يجب أن لا أضعف أمامها أبدا في الوقت الحالي...

 

استيقظت في الصباح وأنا أتنهد بسعادة.. تبا لقد رأيت حلما غريبا في الأمس.. في البداية رأيت الأميرة فيري ولكن بعدها تحولت لتصبح داستر.. رغم معرفتي بذلك إلا أن عقلي ظل يردد اسم فيري بينما كنتُ أمارس معها الحب.. رفضت التصديق بأنني ضعفت اتجاهها حتى لو في الحلم..

 

تنهدت وأزلت الغطاء عن جسدي وعندما حاولت النزول عن السرير تجمدت بصدمة...

 

" لا!!.. لا لا لا لا لا لا...لا لا لا لا لا... لا يمكن!!!... لا!!!.... لا لا لا لا لا هذا لم يحدث!!!.... لم يحدث.... اللعنة.... "

 

وقفت بسرعة ونظرت بصدمة إلى بقعة الدماء على سريري...

 

" اللعنة.. اللعنة.. اللعنة... مستحيل!!!..... "

 

بدأت أمشي يتوتر وأنا أهمس برفضٍ قاطع

 

" لقد كان مُجرد حلم... مجرد حلم... هذا لم يحدث.. أنا لم أفعل بنفسي ذلك... لا لا لا لا لا لا لا لا... أنا و داستر لم نُصبح جسداً واحداً.... "

 

تمجدت فجأة عندما رأيت صينية الطعام أمامي.. ركضت واستنشقت الصحن ثم الكأس وفورا تجمدت وغضب مهول انتابني..

 

" سوف أقتلهم بنفسي... "

 

هتفت بغضبٍ مهول وارتديت ملابسي بسرعة وخرجت من غرفتي بعاصفة واتجهت ناحية غرفة الجنيات.. فتحت الباب بعنف وأغلقته بقوة.. رأيت الجنيات الثلاثة يستيقظون برعب وهم ينتفضون بفزع... التمعت عيوني بشرارات الغضب واقتربت منهم و أمسكتهم بكلتا يداي من خصلات شعرهم وأخرجتهم من السرير..

 

بكائهم المرير و توسلاتهم لي لم تجعلني أُشفق عليهم.. رميتهم بقوة على الأرض وهتفت بهم بشكلٍ مرعب

 

" غبيات ومُستهترات... ماذا فعلتم؟!!!... لقد دمرتم كل شيء بسبب غبائكم.. سوف أقتلكُم بيدي الآن "

 

مسحت رومان دموعها وقالت لي بتوسل

 

" سيدي المستشار.. أرجوك ارحمنا.. ارحمنا... لم نقصد إيذاءك.. لقد أردنا فقط المساعدة و... "

 

شعرت بنفسي أغرق في بحر من الغضب فهتفت بوجهها بجنون

 

" أردتم المساعدة!!!!!... عن أي مُساعدة تتكلمين رومان؟!!!... لقد جعلتني أُعاشر المُستذئبة داستر... لقد أصبحنا جسدا واحدا أيتها الغبية.. هل تدركين ما سيحدث لي الآن؟... سوف تضعف قوتي إن أصاب داستر أي سوء.. ولن أستطيع شفاء نفسي أو شفائهااااااا... لن أستطيع استخدام سحري حتى أفعل ذلك.. ماذا سأفعل إن تأذت الأميرة فورتونا؟... تكلمي أيتُها الغبية.... "

 

بكت بشدة وقالت لي بندم

 

" لم نفكر بتلك الطريقة.. آسفة سيدي.. صدقني غاب عن بالنا وضع الأميرة فورتونا... أعدُك سأحاول أن أبحث مع شقيقاتي عن حل و... "

 

قاطعتُها هاتفاً بقوة

 

" تبحثين عن حل!!... ألا تعلمين أيتُها الحمقاء أنه لا يوجد حل لمشكلتي الآن.. لقد خربتم بغبائكم كل شيء.. كل ذلك الوقت كنتُ أحاول إبعاد داستر عني حتى لا يحدث ذلك ولكن بسبب غبائكم أضعتم كل شيء "

 

بكوا بشدة و انتحبوا لكنني لم أشفق عليهم.. نظرت إليهم بكره وقلتُ لهم بحدة

 

" لن تخرجوا من هذه الغرفة أبدا دون أمرٍ مني.. الملك لايسن والأميرة فورتونا سوف يعودان بعد أسبوعين إلى القصر.. ولحين عودتهما سوف تظلون هنا ولن تخرجوا إلى أي مكان من دون إذني... وإن حدث شيء للأميرة سوف أقتلكم بيدي.. هل فهمتم؟ "

 

أجابوني برعب موافقين وخرجت من غرفتهم وذهبت ودخلت بعاصفة إلى غرفة داستر...

 

قلبي يؤلمني على حالها رغما عني.. لقد أصبحت خاضعة لي رغما عنها ولم يعد باستطاعتها رفضي ورفض أوامري إلى الأبد..

 

أردت مُعاقبتها وفعلت.. أردت إيلامها ونجحت.. لكن تألمت معها وعاقبت نفسي أيضا بسبب ما فعلتهُ بها.. في النهاية ضعفت ولم يعد باستطاعتي إنكار مشاعري نحوها.. نعم.. لقد اعترفت لنفسي ورغما عني بحبي لمستذئبة داستر..

 

الرابط الذي يجمعني بها كان أقوى بكثير من جعلي أنكره.. لقد جعلتني بأقل من أسبوعين أعشق الأرض التي تدوس عليها ولم يعد باستطاعتي الابتعاد عنها أبدا... لكنني لم أستطع الاعتراف لها بذلك...

 

في الأيام الأخيرة قبل عودة الأميرة فورتونا لم يعد باستطاعتي تمثيل القسوة والبرودة على داستر.. مارست معها الحب برقة و بحنان وكنتُ أناديها بحبيبتي بداخلي دون ملل.. ولم أدعها تعود إلى غرفتها أبدا.. كنتُ أعانقها واحتضن جسدها إليّ كأنني خائف من أن تتركني وتبتعد عني إلى الأبد..

 

وقبل يوم من عودة الملك لايسن والأميرة استيقظت بسعادة وقررت أن تكون هذه الليلة غير عن سابقاتها وأعترف لـ داستر بحبي لها.. فلم يعد ينفعني الصمت وكتمان مشاعري نحوها.. وقررت أن انهاء عقابي لها..

 

لكن عندما حل المغيب ولم تعد برفقة القائد إيفوس شعرت بالقلق وعرفت بأن شيئا سيئا قد حدث... خرجت من القصر وعندما كنتُ على وشك الذهاب إلى قرية الذئاب الدموية رأيت قائد أروس يقف أمامي


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

ثم قال بسخرية

 

" مستشار سيرنوك... لا تُخبرني بأنك ذاهب لترى عشيقتك! "

 

نظرت إليه ببرود وأجبته

 

" داستر ليست عشيقتي.. بل هي حبيبتي وأنا رفيقها المقدر أي مايت الخاص بها "

 

وتسعت عينيه بذهول وتأملني بنظرات صادمة وقال بهمس

 

" اللعنة.. لم يخطر ذلك على بالي.. لقد ظننت بأنها عشيقتُك و.. "

 

قاطعته قائلا بجدية

 

" وفر ظنونك إلى وقتٍ لاحق.. هي و إيفوس لم يعودا في الوقت المُحدد كالمعتاد إلى غابيغا.. وهذا يعني شيئا واحدا.. كارثة حدثت بالتأكيد "

 

هز رأسه موافقا وقال بقلقٍ واضح

 

" أعلم.. لقد أحسست بذلك وكنتُ على وشك الذهاب إلى قرية ألفا كلاي حتى أطمئن على إيفوس "

 

فقلتُ له بتصميم

 

" سوف أرافقك.. يجب أن أطمئن على داستر أيضا "

 

أجابني موافقا وطلب مني لأستخدم سحري وننتقل بسرعة إلى قرية الذئاب الدموية وفعلت ذلك.. استخدمت سحري رغم أن الملك لايسن منعني من استخدام قواي السحرية في مملكته.. لكن سيتفهم أسبابي عندما أُخبرهُ عنها.. فحبيبتي في خطر.. أستطيع الشعور بذلك..

 

ثواني قليلة كنا نقف أمام قصر ألفا كلاي أستور.. لفتَ نظري رؤيتي لجميع أفراد قطيع الذئاب الدموية يقفون في الساحة وهم ينظرون بحزن إلى القصر.. دب الرعب في قلبي وسمعت أروس يهتف بقلق

 

" ما الذي يحدث هنا؟!... هل القائد إيفوس بخير؟!.. تكلموا واللعنة.. أين هو إيفوس؟ "

 

عندما لم يُجيبهُ أي أحد هتفَ بهم بغضب وبقلق

 

" أين هو القائد إيفوس؟؟!.. تكلموا؟.. أين هو؟؟!!... "

 

اقترب شاب وقال له بحزن

 

" لقد حدثت كارثة كبيرة قائد أروس.. ألفا إيفوس في خطر و... "

 

أمسكهُ أروس بكتفه وهزهُ بعنف وهتف بشكلٍ جنوني عليه

 

" ما الذي قلته؟!!!!!... ما الذي حدث لـ إيفوس؟.. تكلم قبل أن أقتلك.. تكلم بسرعة.. ما بهِ إيفوس؟ "

 

بدأ الشاب يخبرهُ بخوف بما حدث وشعرت بصدمة كبيرة.. اللعنة وحش الجبل سوف يحرق قريتهُم بأكملها إن مات قائدهُ إيفوس.. سوف يُبيدهم في ثواني..

 

شعرت بالحزن عليه وخاصة على حبيبتي داستر.. طبعا هي حزينة عليه.. يجب أن أذهب وأطمئن عليها بسرعة..

 

تركت أروس وهو يشتمهم ويتوعد بالقتل لذلك المدعو لوكاس ودخلت إلى القصر وطلبت من إحدى الفتيات لتُرشدني إلى غرفة داستر.. فأنا أعلم بأنها تسكن في القصر لأنها كانت حارسة كلاي..

 

دخلت إلى غرفتها ورأيتها بحزن تجلس على السرير وهي منحنية الظهر ورأسها مُنخفض إلى الأسفل.. لم تكن تبكي فهي قوية وأنا أعلم بأنها لن تبكي أبدا مهما حدث.. منظرها المُحطم والحزين قطع روحي إلى أشلاءٍ صغيرة..

 

رفعت داستر رأسها ونظرت إليّ بذهول.. تأملتُها بنظرات حنونة


رواية وحش الجبل - فصل 34 - دارك

 

وقلتُ لها بصدق وبعاطفة

 

" مكانكِ معي داستر "

 

ثم اقتربت منها وحملتها وخرجت من غرفتها.. لم أستخدم سحري بالتنقل بل مشيت بها حتى وصلت إلى قصر الملك لايسن.. لم أهتم إلى نظرات الحراس والعمال المستغربة و المندهشة بل تابعت صاعدا إلى غرفتي دون أن أكترث لهم..

 

وضعتها برقة على الفراش وتسطحت بجانبها وعانقتها بشدة إليّ.. سمعتُها تهمس بضعف

 

" سيرنوك.. أرجوك.. أنا مُتعبة ولا أستطيع أن.. أن... "

 

قاطعتُها قائلا بحنان

 

" هشش.. لا تقلقي.. فقط نامي واستريحي "

 

وضعت رأسها أسفل عنقي وبدأت بتسريح خصلات شعرها برقة بأصابعي.. داعبت بأنفها عنقي وتنهدت براحة ثم بعد لحظات سمعت انتظام أنفاسها وعرفت بأنها نامت..

 

أغمضت عيناي وهمست لها برقة

 

" مستذئبتي الجميلة لن أترككِ أبدا "


قبلت رأسها بخفة ثم أغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق.. استيقظت في الصباح وشعرت بالحزن لأني لم أجد داستر بجانبي.. لقد ذهبت...

 

استحممت وارتديت ملابسي.. كنتُ أقف في الشرفة وأنا أنظر بسعادة إلى الغابة.. فجأة انفتح باب غرفتي بعنف وسمعت الجنيات الثلاثة يهتفون برعبٍ كبير

 

" سيدي المستشار.. سيد سيرنوك.. الأميرة فورتونا في خطر... ساعدها أرجوك "

 

دخلت إلى الغرفة بسرعة ونظرت إليهم بصدمة وسألتهم بذهول

 

" ما الذي تتفوهون به؟!!!.. أين هي الأميرة تكلموا؟ "

 

بكت سولان بشدة وتقدمت مني رومان وهتفت بهستيرية فائقة

 

" الأميرة.. لقد رأيناها منذ بعض الوقت من نافذة غرفتنا تخرج من القصر ثم تدخل إلى الحظيرة ثم رأينا الأميرة فورتونا على ظهر الحصان رايجين وهو يطير باتجاه مملكة جولام.. لقد ذهبت إلى هناك سيدي سيرنوك.. لقد كنا خائفين من الخروج من الغرفة واعلامك ولكننا لم يعد باستطاعتنا الصمت وعدم إخبارك بما شاهدناه..  أرجوك ساعدها.. هي في خطرٍ كبير "

 

تجمدت روحي وشعرت بأنها تُسحب من جسدي..

 

" لااااااااااااااااااااا... "

 

صرخت برعبٍ كبير وفورا استخدمت سحري وأصبحت في قصر الملك ديوس..

 

" سمو الأميرة... أميرة فورتونا.. أميرتي أين أنتِ؟ "

 

هتفت بقوة ولكن لم أتلقى أي جواب.. نظرت إلى الحرس وسألتهم بغضب

 

" أين هي الأميرة فورتونا؟.. تكلموا "

 

عندما أخبروني ركضت بسرعة ناحية جناح الحريم الخاص بالملك ديوس.. تجمد جسدي وتخشب بأرضه عندما سمعت صوت الأميرة فورتونا وهي تهتف بخوفٍ كبير

 

" لاااااااااااااا.. جدي.. لااااااااااااااااا.. لا تفعل...... "

 

" ابنتي فورتوناااااااااااااااا... "

 

سمعت صرخة أثيا المُرتعبة وتوقف قلبي عن الخفقان... فتحت الباب بقوة ونظرت بصدمة أمامي.. كنتُ جامداً بصدمة وأنا لا أستطيع تصديق ما تراهُ عيناي..

 

الملك ديوس.. اللعين.. لقد.. لقد قتلها.....


انتهى الفصل




















فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©