رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب



العقاب





داستر**



تبا للحظ السيء.. لقد خسرت وفشلت مرة أخرى بجعل سنسونتي يتقرب مني...

 

" اااااااااااعععععععع... ماذا يريدني أن أفعل بعد؟؟!... أنا أحبهُ لذلك الغبي والبارد.. هو مايتي.. هو رفيقي المُقدر.. كيف سأحصل على قلبه؟!.. أريدهُ أن يُحبني فقد مللت من الانتظار "

 

هتفت بقهر بتلك الكلمات وركلت ساق الطاولة بغضب... لقد حاولت لأكثر من خمسة أيام كاملة أن أتقرب منه لكنه لعين لقد كذب عليّ.. سنسونتي كذب عليّ ولم يسمح لي بالتقرب منه وكان يتحجج بأنهُ مشغول ويفر هاربا مني ويتفادى رؤيتي..

 

جلست على الأرض وأغمضت عيناي بأسى وفكرت بمرارة... لا يجب أن أستسلم.. سيرنوك لي.. هو لي إلى الأبد.. سأفعل المُستحيل وأجعلهُ يُحبني رغما عن أنفه..

 

ابتسمت بخبث وهمست بتصميم

 

" سيرى كيف سأُذيب كتلة الثلج في قلبه... سيرى كيف سأجعلهُ يُفقدني عذريتي ولا يفكر بامرأة غيري بعدها.. سيرى كيف سأجعل قلبهُ ينادي باسمي و إلى الأبد.. انتظر سنسونتي وسترى داستر ما ستفعل بك "

 

ابتسمت بشر ثم وقفت بسرعة عندما فجأة لمعت فكرة جُهنمية في رأسي.. نظرت أمامي بفرحٍ كبير وهمست بسعادة

 

" لماذا لم أُفكر بفعل ذلك مُسبقا؟!!... "

 

اتسعت ابتسامتي الشريرة أكثر ثم همست من جديد بمكر

 

" سيرنوك يا حبيبي... لن تتخيل أبدا ما سيحدث لك قريبا.. تحضر حبيبي للقادم "

 

نظرت أمامي بوعيد وقررت تنفيذ فكرتني فورا... خرجت من غرفتي ودخلت إلى غرفة الجنيات الثلاثة دون استئذان.. نظروا الجنيات الثلاثة إليّ بدهشة كبيرة لكنني لم أهتم.. وقفت أمامهم و أخرجت خنجري وبدأت بمداعبة نصله بإبهامي بخفة.. ثم حركت خنجري بسرعة في هجوم عشوائيٍّ أمامهم و بتهديد وقلتُ لهم ببرود

 

" أيتها الجنيات.. سأدخل مباشرةً بصلب الموضوع.. أنتم سوف تنفذون وفورا ما سأطلبهُ منكم.. ولن أقبل بالرفض.. ممممم... وإلا... "

 

وقفت واحدة منهم واقتربت ناحيتي.. سمعت إحداهن تقول لها برعب

 

" رومان.. ما الذي تفعلينه؟!!.. ابتعدي عنها.. لقد فقدت عقلها هذه المستذئبة "

 

لم تكترث لها واقتربت مني رومان ووقفت أمامي وكلمتني بهدوء

 

" لا داعي لتهديدنا أيتها المحاربة داستر "

 

ثم أمسكت بيدي التي كنتُ أحمل بها الخنجر و أخفضتها إلى الأسفل ثم ابتسمت برقة وكلمتني بنبرة حنونة

 

" هل حل بكِ اليأس لدرجة أن تُهديدينا بالقتل بخنجر؟!.. مُحزنة جداً حالتكِ أيتُها المحاربة "

 

ثم جذبتني وجعلتني أجلس بجانبها على الأريكة قرب شقيقاتها وتابعت قائلة بعطف

 

" كنتُ أنتظر هذه اللحظة منذ أيام.. لقد عرفت بأن المستشار سيرنوك لن يدعكِ تتقربين منه أبدا وأنكِ سوف تأتين إلينا لطلب المساعدة.. لكن لم أتخيل أن تقومي بتهديدنا.. لا تقلقي سوف نساعدُكِ "

 

نظرت إليها بحزن وقلتُ لها بأسى

 

" أنا آسفة.. لكن لم يعد أمامي خيارا آخر سوى فعل ذلك.. لقد ظننت بأنكم لن توافقوا على مساعدتي إلا إن هددتكُم "

 

ثم نظرت إليها ببراءة وتابعت قائلة بتوتر

 

" هل حقا سوف تساعدوني؟!! "

 

ابتسمت برقة وأجابتني بصدق

 

" نعم سوف نُساعدكِ.. لقد حان الوقت حتى يُخرج المستشار الأميرة فيري من قلبه و... "

 

قاطعتها بصدمة هاتفة

 

" ماذا؟؟!!... سيرنوك يُحب الأميرة فيري؟!!!!!... هل أنتِ جادة؟ "

 

تأملوني الجنيات الثلاثة بحزن وقالت إرنيكا

 

" نعم إنها الحقيقة.. لطالما أحبها وبعمق وما زال لغاية الآن يُحبها مع الأسف.. الجميع في مملكة جولام يعرفون بذلك.. لكن للأسف كان حبهُ لها من طرفٍ واحد.. فكما تعلمين الأميرة فيري أحبت الملك مالون ثورم كثيرا.. وسيد سيرنوك كان بالنسبة لها كأخٍ فقط.. سوف نساعدكِ.. فقط أخبرينا كيف سنفعل ذلك "

 

شعرت بغصة في صدري لمعرفتي بأنه يحُب الأميرة فيري... رفيقي المُقدر يعشق امرأة غيري ماتت منذ زمنٍ بعيد... نظرت إليهم بحزن قائلة

 

" لم أكن أعلم بذلك.. كيف سوف أخرجُها من قلبه؟.. فهو رغم أنها ماتت منذ زمن ما زال يُحبها... لقد أصبح من المستحيل أن أجعلهُ يعشقني.. لقد فهمت الآن سبب كرههُ لي "

 

شعرت بالدموع تتجمع في عيناي ورمشت بقوة لأمنع تساقطها.. أنا لم أبكي أبدا في حياتي.. ولكن يبدو أنني سأفعل بسبب سنسونتي الجميل...

 

عانقتني رومان ثم ابتعدت عني وقالت بجدية

 

" لا تفقدي الأمل.. هو مايت الخاص بكِ.. هل تفهمين ما يعنيه ذلك؟.. هذا يعني أن لا مفر لهُ منكِ.. سوف يعشقكِ رغماً عنه عاجلا أم أجلا.. هيا أخبرينا ما الذي كنتِ تريدينهُ؟.. وما هي خطتكِ داستر؟ "

 

نظرت إليها بامتنان وأجبتُها بصدق

 

" أردت أن تصنعوا لي إكسير الرغبة والشهوة الحارقة حتى أستطيع إغوائه و.. "

 

وقفوا ثلاثتهم ونظروا إليّ بدهشة وبصوتٍ واحد هتفوا بصدمة قائلين

 

" تريدين إعطائهُ إكسير الرغبة والشهوة الحارقة وجعلهُ يعاشركِ؟!!... واووووو... "

 

نظرت إليهم بجدية وقلتُ لهم ببرود

 

" نعم.. أريدُ فعل ذلك.. هل لديكم أي مُشكلة في ذلك؟.. أنا صدقا لن أسمح لكم بالاعتراض على ذلك فأنا يائسة "

 

حمحموا بخجل ثم ضحكوا بقوة وقالت رومان

 

" سولان.. إرنيكا.. ههههههه... هل سمعتم؟... المحاربة داستر تريد أن تجعل المستشار يوــ.. أم... يُعاشرها بالقوة... هههههه.. إنها رائعة... "

 

وقفت بغضب قائلة

 

" هاي.. إن كنتم لن تساعدوني أخبروني بذلك ولا تدعوني أُضيع من وقتي أكثر "

 

نظروا إليّ بجدية وقالت رومان

 

" بالطبع سوف نفعل ونساعدكِ.. لكن حتى نُجهز لكِ ذلك الإكسير يجب أن نجد أولا أعشاب و زهور نادرة.. ثم تحضيره سوف يتطلب منا القليل من الوقت "

 

نظرت إليها بعجز وقلتُ لها بيأس

 

" كم من الوقت تحتاجون لصنعه؟.. لا يمكنني أن أنتظر كثيراً "

 

فكرت رومان قليلا ثم كلمتني بهدوء

 

" بما أن الملك لايسن منعنا من استخدام سحرنا في مملكته.. سوف نحتاج لأسبوع حتى نصنع الإكسير و... "

 

قاطعتُها قائلة بنفاذ صبر

 

" لكن أنا لا أستطيع الانتظار لأسبوعٍ آخر... أريد ذلك الإكسير في أسرع وقت.. أرجوكِ رومان حاولي أن تصنعي لي هذا الإكسير بسرعة.. لو سمحتِ ساعديني ولا تتأخري في صنعه "

 

ابتسمت برقة وقالت

 

" حسنا فقط اصبري قليلا.. يومين بالكثير ثلاثة سوف أسلمُكِ إكسير الشهوة الحارقة "

 

قفزت بسعادة وعانقتها ثم شكرتهُم وخرجت من غرفتهم وأنا ابتسم بفرحٍ كبير...

 

مشيت بهدوء باتجاه غرفتي بينما كنتُ أُفكر بسعادة لا توصف.. أخيرا سأكون لـ سيرنوك بكل ما للكلمة من معنى.. سوف أجعلهُ يعشقني مهما كان الثمن...

 

 

 

قائد الغيلان – زاغور**

 

 

كنتُ أقف بجمود وأنا أنظر أمامي بكرهٍ كبير إلى ذلك الحجر اللعين أمامي.. لقد عرفت بأن ذلك القذر كلاوديوس لن يأتي ولن يوافق على طلبي.. بالطبع لن يأتي لأنه بالتأكيد عرف بالتعويذة التي وضعتُها على جبلي بمساعدة السحرة الأقزام الحمقى والتي تمنع دخول أي عملاقٍ إليه..

 

كان سبق أن وضع ملكي المرحوم التعويذة سابقا عندما أعلن الهدنة ملك العمالقة السحرة مع مصاصي الدماء.. لكن ملكي أزالها منذ سنوات بعد أن ساد السلام في الممالك بسبب أوامر وحش الجبل..

 

لكن أنا عُدت ووضعت تلك التعويذة من جديد.. فبسبب كلاوديوس بيرون مات ملكي وأمراء مملكتي.. لو لم يجلب ملك العمالقة السحرة تلك الحقيرة أثيا إلى هنا لم يكن سيموت ملكي على يد وحش الجبل..

 

كنتُ أشعر بغضبٍ كبير لأنه لم يوافق على تزويجي بشقيقتهِ الجميلة.. ما إن رأيتها أردتُها لي.. أردت تلك الملاك أن تكون لي مهما كان الثمن.. والآن لم يعد باستطاعتي الانتظار أكثر.. أريدُ الحصول عليها بأي ثمن.. أريدُها معي ولي فورا..

 

بدأت أُفكر بطريقة و بخطة جيدة تجعلني أدخل إلى قرية ألفا كلاي دون أن يشعر بي هؤلاء المستذئبين القذرون...

 

كشرت بقرف وهمست بحقد

 

" كلاب همجية حقيرة.. كم أكره هؤلاء المستذئبون وبجنون "

 

فجأة ضحكت بشر عندما وجدت الحل..

 

" طبعا.. كيف نسيت المسحوق السحري؟!!!... ههههههه... سوف أستخدمه "

 

هتفت بسعادة عندما تذكرت ذلك المسحوق الذي أهداه السحرة للملك الراحل منذ زمنٍ بعيد.. الآن هذا المسحوق أصبح مُلكي.. إن استخدمته سوف أستطيع التسلل بهدوء دون أن يستطيعوا هؤلاء المستذئبين الحقيرون الشعور بي واستنشاق رائحتي النتنة الرائعة...

 

ضحكت بشر وتوجهت بسرعة إلى غرفة الهدايا الخاصة بالملك الراحل.. فتحت صندوق صغير وأخرجت القليل من ذلك المسحوق وبدأت أفرك به جسدي... عندما انتهيت خرجت من الغرفة ومن الجبل وتوجهت إلى قرية ذلك الألفا اللعين...

 

اختبأت في غرفتها وانتظرت قدومها بفارغ الصبر.. بسبب رائحتها الجميلة عرفت فورا أي غرفة لها.. عندما دخلت الأميرة إلى غرفتها سال لعابي لدى رؤيتي لها تُغير ملابسها وترتدي قميص نوم أبيض شفاف جميل جدا..

 

قريبا سوف تُصبح لي..

 

ابتسمت بخبث وخرجت من خلف الستائر بخفة وقمت بضربها على عنقها وفورا غابت عن الوعي وحملتها وركضت وقفزت من الشرفة.. فالقفز بالنسبة لنا سهل جدا حتى لو كان على علو شاهق يتعدى أربعة طوابق..

 

ركضت بسرعة وتسللت خارجا من حدود قرية كلاي واتجهت ناحية مملكتي... أخيرا هي لي.. لي أنا... فكرت بسعادة بينما كنتُ أضعها على سريري.. بدأت بمداعبة خدها بأصابعي وقررت أن أتزوجها في أسرع وقت قبل أن يعرف ذلك السافل كلاوديوس..

 

خرجت وأمرت بعض من الخادمات بتجهيزها للزفاف.. لأنني قررت أن أتزوجها الآن فهذا أفضل.. عندما تستفيق سوف أُرغمها على القبول حتى تُصبح زوجتي.. في النهاية رفضها لن يؤثر بشيء لأنها سوف تُصبح الليلة زوجة القائد زاغور رغما عنها...

 

 

سيرنيتي**

 

 

استيقظت وشعرت بألمٍ رهيب في رأسي وفي عنقي.. تأوهت بخفة وجلست وفتحت عيناي وتجمدت برعب عندما رأيت نفسي داخل غرفة مرعبة قذرة مقرفة ورائحة نتنة تخرج منها...

 

تنفسي أصبح ثقيلا واستطعت سماع دقات قلبي السريعة بأذني..

 

" أين أنا؟!!!... ما الذي يحدث؟!!!... "

 

همست برعب إذ رأيت نفسي أرتدي فستان غريب أبيض اللون.. كيف وصلت إلى هنا؟!.. فأخر ما أتذكرهُ أنني كنتُ في غرفتي أستعد للنوم وشعرت بألم في عنقي وبعدها لا شيء...

 

فكرت بفزعٍ كبير ثم وقفت وتقدمت ناحية ذلك الباب الحديدي الضخم أمامي.. حاولت فتحه لكنه كان مقفلا... وبرعب بدأت أضرب على الباب بـ قبضتاي و أنا أصرخ بخوف أزهق روحي


" أخرجوني من هنااااااااااااا... أخرجوني ي ي ي ي... افتحوا لي الباب ب ب ب... أخرجوني ي ي ي.... "

 

صرخت وصرخت لكن لم يستجيبوا لي.. انهرت جاثية على ركبتيّ أمام الباب وبدأت أبكي برعبٍ كبير.. لم أكن أعرف أين أنا ومن خطفني وماذا يريدون مني...

 

" إيفوس ساعدني.. "

 

همست برجاء وعاودت البكاء بمرارة.. كنتُ أعلم أن من خطفني ليس إيفوس.. قلبي عرف بذلك.. فمستحيل أن يخطفني و يضعني داخل غرفة قذرة بعد أن أظهر بعض من الندم في هذا الأسبوع..

 

بكيت وبكيت وأنا أطلب واستنجد إيفوس بداخلي.. كنتُ أريده أن يُخلصني ويحميني ويخبرني أن هذا مجرد كابوس.. انتفضت مبتعدة عن الباب عندما سمعت صوت القفل..

 

انفتح الباب ونظرت بذهولٍ شديد عندما رأيت من يقف أمامي


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

إذ رأيت برعب غيلان بأشكالٍ مُرعبة يقفون أمامي وهم يبتسمون بطريقة مُخيفة جعلت قلبي يتوقف عن الخفقان بسببها.. إذا الغيلان خطفوني!!... لكن لماذا؟!...

 

" لاااااااااااا.. أتركوني ي ي ي... دعوني ي ي ي ي ي... "

 

هتفت بفزع عندما تقدم حارسين و أمسكوا بذراعي وأجبروني على الوقوف وبدأوا يسحبوني إلى الخارج.. حاولت مقاومتهم لكنهم غيلان واللعنة.. كنتُ أبدو كلعبة صغيرة بين أيديهم..

 

بكيت برعب وهم يسحبوني بين ممرات مظلمة مخيفة لا ينيرها سوى القليل من قناديل الشموع... والرائحة النتنة جعلتني أشعر برغبة قوية بالتقيؤ... أدخلوني إلى غرفة كبيرة ورأيت عددا لا يُستهان به من الغيلان يقفون أمامي وهم يتأملونني بشكل جعل وبر جسدي يقشعر من شدة الرعب..

 

فجأة توقف الحارسان ورفعت رأسي لأرى ما الذي يحدث.. كاد أن يغمى عليّ عندما رأيت من يقف أمامي.. غول ضخم وبشع لدرجة مرعبة.. وجهه كان مشوها ومقرف لدرجة أنني كدت أن أتقيأ.. حتى رائحتهُ أبشع من شكل وجهه.. وعندما ابتسم لي أغمضت عيناي بقرف.. أسنانه كانت سوداء وبشعة..

 

أمسك بيدي وسحبني وجعلني أقف بجانبه.. فتحت عيناي وتأوهت بألم وارتعشت مفاصلي برعبٍ كبير... رأيت غول يقف أمامنا وبدأ يتلو بكلمات جعلت شعر رأسي يقف من شدة الرعب

 

" لااااااااااااااااااااااااااااا... "

 

صرخت برعب وحاولت الفرار إذ عرفت ما الذي يحدث هنا.. هم يريدون جعلي زوجة لذلك الغول البشع... أمسكني من شعري وشدني إليه.. صرخت بألمٍ كبير وبدأت أبكي برعب وأنا أتوسل إليه قائلة

 

" لا.. أرجوك.. أرجوك.. أنا لا أريد أن أتزوج... أتوسل إليك دعني.. دعني.. إيفوس ساعدني... "

 

صرخت في النهاية استنجد بحبيب قلبي لكن تلقيت صفعة من ذلك اللعين وسقط جسدي على الأرض بقوة.. بكيت بهستيرية ألما ورعبا وخاصة عندما أمسكني ذلك القذر بذراعي ورفعني وجعلني أقف بجانبه وقال لي بصوتهِ المُرعب

 

" إن لفظتِ باسم ذلك القائد من جديد سوف أهديكِ رأسهُ على طبق من الذهب بعد زفافنا "

 

بكيت وصرخت وحاولت الهروب لكن ذلك اللعين ضربني مجددا وشعرت بالغرفة تدور بي عندما تلقيت صفعة ثانية منه جعلت رأسي يلتف وكدت أن أغيب عن الوعي..

 

إنهار جسدي بضعف ولكن قبل أن أسقط على الأرض حملني على كتفه وتابعوا مراسم الزفاف..

 

أحسست بعالمي ينهار.. ولم يعد باستطاعتي أن أرمش.. الدموع لم تتوقف عيناي عن زرفها بغزارة.. دموع اليأس كانت تتساقط من عيناي بشكل غير إرادي.. وجسدي لم يتوقف عن الارتعاش بجنون..

 

الآن يتم تزوجي وبالقوة إلى مخلوق قذر ومقرف.. لم أتخيل أبدا أن يحدث ذلك معي... روحي كانت تحترق وقلبي أحرقته نيران الخوف والحزن والألم..

 

إيفوس ساعدني أرجوك... هذا ما كان عقلي يردده ويردده دون توقف لكن عندما سمعت ذلك الغول يقول

 

" اعلنكما زوجا و زوجة.. قائد زاغور يمكنك تقبيل عروستك "

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... "

 

صرخت بشكلٍ هيستيري وصرخت روحي برعب رفضاً قاطعا على زواجي من هذا الغول القبيح والمُخيف.. دموعي أحرقت روحي وقلبي العاشق للقائد إيفوس قبل أن تحرق وجنتاي..

 

وعندما شعرت بذلك الغول يرفع جسدي ويوقفني أمامه واستنشقت رائحة أنفاسه المقرفة.. لم أستطع أن أحتمل أكثر إذ عرفت أنني أصبحت لغير إيفوس.. أغمضت عيناي وذهبت إلى عالم الظلام....

 

فتحت عيناي ورأيت الظلام أمامي.. ظلام دامس.. تنهدت براحة إذ ظننت ما حدث معي كان مجرد كابوس مقرف ومرعب.. فجأة شعرت بيد خشنة تداعب خدي..

 

انتفضت بقوة مبتعدة عن تلك اليد وأنا أصرخ بقوة... فتحت عيوني من جديد ورأيت برعب ذلك القذر المدعو بـ زاغور يجلس أمامي وهو يتأملني بنظرات أرعبت روحي.. وسمعتهُ بفزع يهمس بفحيح قائلا

 

" أخيراً أصبحتِ لي و إلى الأبد يا زوجتي الجميلة "

 

" لاااااااااااااااااااااااااا... "

 

صرخت بهستيرية عندما جثى فوقي وبدأت أركلهُ وأضربه و أتخبط أسفله حتى أبعدهُ عني..

 

ومن جديد دموعي أحرقت قلبي قبل أن تحرق بشرتي... لم يكن كابوسا.. أنا أصبحت زوجة لذلك المخلوق المقرف.. قاومته و قاومته لكن دون جدوى.. فهو ضخم للغاية... بكيت بهستيرية مرعبة عندما قبلني على عنقي بشفتيه القذرة.. أغمضت عيوني بشدة وهتفت بهستيرية

 

" إيفوس س س س س س... ساعدني ي ي ي ي.. النجدة ة ة ة ة ة... "

 

صرخت وصرخت لكن ذلك الحقير كان يضحك بشر وهو يقول بخبث وبسعادة

 

" لن يستطيع فعل ذلك.. رجالي سوف يقتلونه الآن يا زوجتي الجميلة... هو في الخارج لقد أتى وبرفقتهِ مستذئبة بيضاء.. هما بمفردهما.. أحمق وكأنهُ يستطيع التغلب هو وتلك الذئبة على ألاف الغيلان.. لقد فات الأوان سيرنيتي.. لقد أصبحتِ زوجتي وإلى الأبد.. وسوف أنالكِ الآن.. وسوف تكونين لي إلى الأبد.. وكما وعدتكِ سابقا سوف أهديكِ رأس ذلك القائد على طبق من الذهب بمناسبة زواجنا حبيبتي "

 

كنتُ جامدة بصدمة وهو يتفوه بتلك الكلمات.. إيفوس أتى حتى ينقذني... هو لن يموت.. لن يموت..

 

" لااااااااااااااااا... إيفوس سوف يقتلك أيها الحقيرررررر.. إيفوس.. ساعدني ي ي ي... لاااااااااااا.. أتركني ي ي... أتركني أيها القذررررررررر... "

 

صرخت بهستيرية عندما بدأ يقبلني بشفتيهِ القذرة على عنقي وكتفي من جديد دون أن يكترث إلى صرخاتي وهو يتأوه بمتعة.. حاولت مقاومته لكن كنتُ ضعيفة أمامه... شعرت بالقرف و بالتقزز من قبلاته وبكيت بمرارة كما لم أفعل سابقا في حياتي كلها.. وعندما رفع يده وبدأ يتحسس صدري جُن جنوني وبدأت أضرب رأسه وأحاول ركلهُ بجنون...

 

" لاااااااااااااااااااااااااااااا... إيفوس س س س.. ساعدني ي ي ي ي ي.... "

 

فجأة اهتزت الأرض بعنف.. توقفت عن الصراخ عندما ابتعد عني ذلك الحقير وبدأ يلعن.. وقف ورأيته يمشي ناحية الباب ولكن قبل أن يفتحه شتم وركض ناحيتي و أمسك بذراعي وجذبني إليه بعنف... تأوهت بألم ثم أغمض عيناي وسمعتهُ بخوف يُكلمني بحقد هاتفاً

 

" إذا ذلك اللعين جعل وحش الجبل يأتي إلى هنا.. لكن لدي مفاجأة له و خاصة لـ وحش الجبل "

 

كلماتهِ شلت جسدي من شدة الرعب.. فتحت عيناي عندما رماني بقوة على الفراش ورأيتهُ يقف ثم انحنى وأخرج شيئا من أسفل السرير.. ثم رأيته يضع حجرا أحمر اللون على المنضدة أمامه وعاد وجلس على السرير وحاصرني بجسده..

 

حاولت مقاومته وأنا أبكي واستنجد بحبيبي وعندما كان على وشك تمزيق فستاني عن صدري سمعت ضربة قوية وفجأة انفتح الباب وارتطم بقوة على الحائط...

 

" إيفوس... "

 

همست بسعادة لا توصف وبراحة عندما رأيتهُ يقف وهو ينظر بشرٍ مرعب ناحية زاغور...


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

" أتركهااااااااااااا أيها القذر... "

 

هتف إيفوس بغضبٍ عاصف وهجم بسرعة ورفع جسد زاغور عني ورماه بعيدا.. وقف إيفوس وبدأ ينظر إليّ بخوف و بقلق و بعاطفة.. بكيت بسعادة بينما كنتُ أنظر إلى عيونه الحمراء الجميلة..

 

" سيرنيتي.. "

 

همس باسمي برقة فائقة وبكيت أكثر ولم أستطيع تصديق بأنهُ يقف أمامي.. حبيبي هنا.. أخيرا أتى و أنقذني...

 

اقترب مني وعندما رفع يده وأراد مساعدتي لأجلس ويحتضنني رأيت بصدمة جسده يجمد وبان الألم في عينيه.. فجأة صرخ إيفوس بألمٍ كبير وبرعب فاق تصوري رأيت يدهُ بدأت تحترق وجلد وجهه وعنقه

 

" إيفوس... لااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

هتفت برعب وبخوف أرهق روحي عندما سقط إيفوس على الأرض وهو يصرخ بألمٍ شديد... وقفت بسرع وجثوت بجانبه ومن بين دموعي رأيته يحترق...

 

" إيفوس.. ماذا فعل بك ذلك الحقير؟.. لا أرجوك قاوم.. ساعدونا أرجوكم.. "

 

هتفت بهستيرية وأنا أضع يدي وبدأت ألمس برعب خده.. كان جسده ساخن وبشرته بدأت تحترق ودمائه بدأت تسيل من كامل جسده... لم أعرف السبب ولكن عرفت أن ذلك اللعين فعل له شيئا.. صرخت بألم عندما تم سحبي بعنف وطار جسدي وسقطت على الأرض بقوة..

 

رفعت رأسي بألم ونظرت بذعر أمامي وحاولت النهوض لكن لم أستطع.. سالت دموعي بخوف عندما سمعت ذلك الغول القبيح يهتف بحقد

 

" القائد إيفوس بشحمه ولحمه هنا... لا أعلم ما صلتك بالأميرة سيرنيتي.. لكن دعني أخبرُك أنها أصبحت زوجتي الآن.. هههههه.. أنظر إلى نفسك كيف بدأت تحترق أيها السافل.. فأنتَ نصف جني.. أي نصف ساحر.. هههههههه.. أنظر كم تبدو ضعيفا.. هذا أجمل منظر رأتهُ عيناي.. ورائحة جلدك المُحترق أجمل رائحة استنشقتُها في حياتي "

 

بكيت بانهيار إذ عرفت بأن إيفوس سيموت أمام عيناي دون أن أستطيع مساعدته... انتفض جسدي بخوف عندما هتف ذلك الحقير بتصميم

 

" و أنتِ يا زوجتي العزيزة سوف أعاشركِ أمامه.. حتى نجعلهُ يستمتع في أخر لحظات حياتهِ المقرفة "

 

وعندما كان يقترب مني سمعت بصدمة صوت ضخم وغاضب يهتف بحدة

 

" زاغور أيها القذر.. إنه أنا من سوف يستمتع برؤيتك تموت وعلى يد قائدي إيفوس أيضا "

 

" وحش الجبل!!!.. "

 

هتف زاغور برعب وهو ينظر إلى الملك لايسن.. بكيت بسعادة إذ عرفت بأن إيفوس سيكون بخير فالملك وحش الجبل هنا وسينقذه...

 

" لكن.. كيف؟؟!!.. كيف لم يؤثر بك حجر البينيتوك؟!! "

 

ضحك لايسن بقوة ثم نظر بحزن إلى إيفوس عندما سمع تأوهاتهِ المتألمة.. اقترب بسرعة وأمسك بذلك الحجر ورأيت برعب عيونه تتحول إلى اللون الأحمر و مخالبه طالت وبدأ جسده يتضخم حتى أصبح أطول من زاغور بكثير..

 

كور وحش الجبل قبضتهُ على الحجر وصوت تهشم سُمِعَ بوضوح في أرجاء الغرفة.. فتح الملك لايسن قبضته ورمى فتات الحجر على الأرض.. رأيت بصدمة الحجر تحول إلى غبار.. لم يحطمه فقط بل حولهُ إلى غبار...

 

ركض زاغور ناحية الباب يحاول الفرار لكن وحش الجبل رفع يده وبسرعة انغلق الباب ولم يعد باستطاعة زاغور فتحه... كان يحاول فتحهُ برعب والفرار ولكن عندما يأس من المحاولة استدار وجثى على ركبتيه وقال برعب

 

" ارحمني أرجوك... لا تقتلني وحش الجبل.. سأفعل أي شيء تطلبهُ مني.. فقط ارحمني "

 

ضحك الملك لايسن بقوة ثم نظر إليه بقرف وقال له بحقد

 

" في قانوني لا مجال للرحمة والغفران أبدا ... توسلاتك لا أمل منها لذلك أنصحك ألا تتعب نفسك فالعقاب سوف تتلقاه لا محالة "

 

ثم عاد وضحك من جديد بشر وعندما هدأ قال ببرودٍ مخيف

 

" أنا لايسن ثورم أيها الغبي.. وهذا الحجر التافه والذي كان بحوزتك لا يؤثر بي.. هل نسيتَ بأنني دراكولا؟... ههههههه ماذا كنتُ أنتظر من غول لا يمتلك عقلا من الأساس "

 

رأيته ينظر إلى إيفوس وأمره قائلا

 

" قف واقتل هذا الحثالة.. سوف أترك لك هذا الشرف إيفوس "

 

وفورا وقف إيفوس وبدأ جسده وجلده يُشفى... تنهدت بسعادة وتجمدت بأرضي عندما رأيت وحش الجبل يبتعد ويقف أمام باب الغرفة.. سحب إيفوس سيفه ونظر بشرٍ كبير بـ عيونه الحمراء كالدم إلى زاغور ثم نظر إليّ ثم إلى ذلك القذر من جديد وقال له بحدة

 

" لقد لمستَ ما هو مُلكا لي.. ثم خطفتَ امرأتي وتزوجتها رغما عنها وحاولت قتلي "

 

تشنجت عروق إيفوس ونفرت بشكلٍ واضح.. ثم فتح فمه وظهرت أنيابه وصرخ بغضبٍ كبير

 

" لا أحد يلمس ما هو لي.. لذلك سأقطع يديك أولا التي تجرأت على لمسها وبعدها سأجعلك تتمنى الموت بسبب ما سأفعلهُ بك "

 

خفق قلبي بسعادة عندما سمعت ما قاله.. إيفوس يحبني.. يحبني.. ركض إيفوس وهجم عليه.. وقف وسحب زاغور سيفهُ بسرعة وحاول أن يتصدى لهجوم إيفوس الغاضب عليه..

 

كنتُ أنظر بدهشة وبرعب إلى القتال المُرعب أمامي.. إيفوس كان قويا جدا وشعرت بالفخر.. حبيبي أتى لكي ينقذني وكاد أن يموت لأجلي وها هو الآن يتقاتل مع ذلك الغول العفن لأجلي...

 

فجأة صرخة متألمة قوية خرجت من زاغور عندما قطع إيفوس يدهُ اليسرى من المعصم.. المنظر كان مقرف ورؤيتي لدمائهِ السوداء أرعبني بشدة.. أنا في حياتي كلها لم أرى منظرا مقرفا كهذا..

 

عادوا يتقاتلون ولكن فجأة رفع إيفوس يده ووجهها ناحية عنق زاغور... شقت مخالبه عنقه ورأيت إيفوس يقتلع لحم عنق زاغور ويرميه بعيدا وتناثر دماؤه السوداء المقرفة على جسدهِ وعلى الأرض.. ورأيت ذلك اللعين زاغور يرجع بخطواته إلى الخلف ويقع على الأرض وهو يصدر أصوات متألمة من حنجرته..

 

تقدم إيفوس منه ببطء ثم رفع سيفه وقطع له يده الثانية من المعصم ثم الزند ثم الكوع.. صرخات زاغور المتألمة اصمت أذناي بينما كان يحاول طلب الرحمة من حبيبي

 

" ارحمني أيها القائد.. أرجوك لا تقتلني... "

 

هتف زاغور برعبِ حقيقي عندما رفعه إيفوس عن الأرض ووجه سيفه ناحية معدته.. 

 

لم يكترث له وإلى توسلاته ورأيته يُدخل سيفهُ في معتدته وخرج من خلف ظهره..

 

شهقت برعب من هول المنظر وخاصة عندما سحب إيفوس السيف وأدخل يده في معدته وعندما سحب يده رأيت بفزع أمعاء ذلك القذر بيده..

 

شعرت بدوار كبير و كدت أن أتقيأ لكن تجمدت عندما ضحك إيفوس بشر وقال له بفحيح مرعب جعلني أرتعب منه وهو يرمي أمعاء زاغور بوجهه

 

" سوف تنال الموت على يدي أيها القذر وليس سيفي "

 

ثم برعب شاهدت إيفوس يمسك بفك زاغور و ضغط عليه ثم أدخل يده الثانية و مخالبه داخل فمه ورفع إيفوس يده عاليا و صرخ بملء صوتهِ

 

" مُت أيها اللعين... "

 

رأيت برعب وجه زاغور ينقسم إلى نصفين وفجأة طار دماغه وسقط في حضني... أخفضت برعب رأسي إلى الأسفل ونظرت بصدمة إلى دماغه...

 

" آااااااااااااااااااااااااع..... "

 

صرخت بخوفٍ كبير وأبعدت دماغ ذلك القذر عن حضني ووقفت بسرعة ورجعت خطوة إلى الخلف حتى لسق ظهري بالحائط خلفي... كان قلبي قد توقف عن الخفقان من شدة رعبي ودموعي لم ترحم وجنتاي و بللتها وبللت خدودي وعنقي معها..

 

كنتُ مرتعبة خائفة من هول المنظر وما رأته عيوني...

 

" سيرنيتي... "

 

سمعت إيفوس يهمس بإسمي برقة.. رفعت رأسي ورأيته يقف على جثة زاغور.. وما أن حاول الاقتراب مني سمعت صوت حبيب جدا على قلبي.. صوت اشتقت لسماعه منذ فترة طويلة

 

" سيرنيتي... شقيقتي.... "

 

التفت ناحية الباب ورأيت شقيقي كلاوديوس يقف أمامي..


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

" كلاوديوس.. أخي.... أخي.. "

 

هتفت بقوة وركضت إليه ورميت نفسي في أحضانه و عانقته بشدة وبدأت أبكي بألم وبعذاب كبير...

 

" أميرتي الصغيرة... هششش... اهدأي حبيبتي... أنتِ بخير.. لقد انتهى.. انتهى كل شيء... لا تخافي شقيقتي "

 

كان أخي يحتضنني إليه بشدة وهو يداعب ظهري بيد وبيده الأخرى يربت على كتفي ويلمس شعري بحنية..

 

" أخي.. كلاوديوس.. أخيرا أنتَ معي... "

 

همست له بعذاب وأجهشت بالبكاء أكثر...

 

" ابتعد عنهاااااااااااااااااااا.. "

 

اهتز جسدي بقوة عندما صرخ إيفوس بغضبٍ كبير... و لرعبي لم أستطع أن أبتعد عن أخي.. كنتُ خائفة أن يؤذيه إيفوس..

 

" ما هي حكايتك قائد إيفوس؟.. إنها شقيقتي و... "

 

" هي المايت الخاصة بي أيها اللعين... أنا من أنقذها وأنا من يجب أن يحتضنها الآن... ابتعد عنها فوراااااااااااا... "

 

هتف إيفوس بغضبٍ مهول جعل جميع فرائصي ترتعد خوفاً منه.. أحسست بجسد أخي يتشنج وسمعته يقول بصدمة

 

" ماذاااااااااااا؟!!!... مُستحيل!!... أنتَ رفيق المقدر لشقيقتي؟!!!! "

 

 

إيفوس**

 

 

كنتُ أركض باتجاه مملكة الغيلان عندما أحسست بداستر خلفي.. شتمت بغضب بداخلي ثم هتفت بحدة

 

" ما الذي تفعلينه داستر؟.. عودي إلى غابيغا "

 

توقفت عن الركض ونظرت إلى الخلف لأرى داستر تقف أمامي وهي في كامل استعدادها للذهاب إلى المعركة..


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

تأملتني بنظرات هادئة وأجابتني بثقة وهي تسحب سيفها وترميه على الأرض

 

" لا قائد إيفوس.. أنا حارستُك.. كما أنني وعدت ألفا كلاي أنني لن أفترق عنك وسوف أحميك.. ولن أتركك تذهب بمفردك إلى مملكة القذرين "


أومأت لها متفهماً ونظرت إليها بامتنان وعاودت الركض.. تحولت داستر إلى ذئبتها و تبعتني... عندما دخلت الجبل بدأت بقتل كل من أراهُ أمامي من الغيلان برفقة ذئبة داستر


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

ولكن عندما دخلت أكثر إلى الجبل بدأت أهتف بقلق إلى جميلة قلبي

 

" سيرنيتي.. سرنيتي.. أين أنتِ جميلتي؟.. سيرنيتي... "

 

توقفت بصدمة عندما رأيت ألاف الغيلان تقف أمامي وتقدم واحدا منهم وقال لي بفحيح

 

" هههههه... لقد تأخرت قائد إيفوس.. الأميرة سيرنيتي أصبحت زوجة لقائدنا الجديد زاغور.. وهي الآن في غرفته يعاشرها... هههههه "

 

جاءت كلماته كالصاعقة على مسمعي و بدأ رأسي يدور وجف الماء في حلقي.. نظرت إليه بضياع وبذهولٍ شديد


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

وخرجت الكلمة بصعوبة شديدة من فمي

 

" زوجته!!!!!... "

 

كنتُ أنظر إليه بعدم التصديق.. وشعرت بالجبل ينهار فوق رأسي وغضب مميت عصف بكياني ودون تردد قطعت رأسه بسيفي بسرعة البرق.. وبدأت أقتل كل من يهجم عليّ من دون رحمة..

 

سيرنيتي أميرتي الجميلة امرأتي المقدرة تزوجها ذلك اللعين؟!!!!... كان عقلي يصرخ بغضب و يرفض تصديق هذه الحقيقة.. سأقتله.. سوف أقتل ذلك اللعين لأنه تجرأ وتزوج امرأتي بالقوة..

 

في النهاية تمت مُحاصرتي مع داستر من قبل ألاف الغيلان.. شعرت بالعجز و بالغضب و بالندم.. لو أنني ذهبت إليها الليلة كنتُ استطعت انقاذها.. يجب أن أخلصها.. يجب أن أفعل وفي أسرع وقت مهما كلفني ذلك..

 

" ههههه.. سوف تموت أيها القائد أنتَ وتلك الذئبة عل يد الغيلان "

 

صرخ واحدا منهم ولكن قبل أن يهجموا علينا اهتزت الأرض بعنف ورأيت بسعادة الملك لايسن يقترب.. وما أن هدأت الهزة هجم لايسن مع جيشه وبدأوا يقتلون الغيلان.. رفعت سيفي وبدأت أُحارب معهم... في أقل من خمس دقائق كانت جميع الغيلان قد تم قتلها.. حسنا أكثر من نصفهم تم قتلهم على يد لايسن..

 

اقترب مني لايسن ورأيت ذلك اللعين كلاوديوس يقف خلفه.. نظرت إليه بحقد وهتفت بحدة

 

" لماذا هو هنا؟!.. ثم كيف دخل إلى الجبل فهو لا يستطيع دخوله بسبب التعويذة؟ "

 

نظر لايسن إليّ ببرود قائلا

 

" أنا من طلب منه مرافقتي إيفوس.. فأنا لن أدعه بمفرده في قصري.. كما لقد أنهيت التعويذة.. ثم ما الذي تنتظره؟.. اذهب وابحث سيرنيتي فورا "

 

نظرت إليه بصدمة وركضت أتتبع رائحة دماء جميلتي.. كنتُ أسمع صرخاتها المرتعبة وهي تستنجد بي.. جُن جنوني وركضت بأقصى سرعة امتلكها..

 

وعندما وجدت الغرفة تجمد جسدي بالكامل عندما رأيت ذلك اللعين على وشك امتلاكها..

 

عندما رميته بعيدا عنها نظرت إليها باشتياق فاق التصور وعندما أردت أن ألمس يدها وأحتضنها شعرت بألمٍ رهيب وبدأت قوتي السحرية تنسحب من جسدي وبدأ جلدي يحترق..

 

ألم رهيب شعرت به.. أحسست كأن جلدي ينسلخ عني بالقوة ولم أعد أستطيع التحرك وسقطت على الأرض وأنا أتأوه بألمٍ فاق تحمُلي...

 

عندما رأيت جميلتي تبكي وتهتف برعب خوفا عليّ سالت دموعي لأنني لم أستطع حمايتها.. وقلبي تحول لألف قطعة عندما رأيت ذلك القذر يرميها بعيدا عني.. كم أردت قتلهُ في هذه اللحظة لكنني كنتُ عاجزا عن فعل ذلك..

 

ولكن لحظي الجيد لايسن أتى في الوقت المناسب وعندما حطم ذلك الحجر اللعين شعرت بقوتي السحرية تعود لتدخل إلى جسدي وبدأ جلدي يُشفى.. ودون أي تردد قتلت ذلك القذر بدمٍ بارد.. أردت فعل المزيد به قبل قتله لكن لم أرغب بإخافة حبيبتي..

 

عندما أردت الذهاب ومعانقتها رأيت بصدمة شقيقها يقف بجانب الملك لايسن.. انتابني غضب عنيف عندما رأيت جميلة قلبي تعانق شقيقها وتبكي في أحضانه... أحسست بداخلي بطاقةٍ غريبة وشيء جعلني أشعر بالتملك ناحيتها...

 

( مايت لنا... )

 

سمعت ذلك الصوت في رأسي لكنني لم أهتم له بسبب غضبي.. أنا من يجب أن يعانقها ويُخفف من خوفها ويمسح دموعها.. أنا فقط من يحقُ لهُ أن يحتضنها ويُخبرها أنها في أمان وأن هذا الكابوس قد انتهى...

 

" ماذاااااااااااا؟!!!... مُستحيل!!... أنتَ رفيق المقدر لشقيقتي؟!!!!.. "

 

هتف ذلك الحقير كلاوديوس بدهشة عندما اعترفت له بأن سيرنيتي هي مايتي... نظرت إليه بكبرياء وقلتُ له ببرود

 

" كما سمعت.. هي امرأتي.. "

 

تقدمت ووقفت أمامه ورأيت عيونه الصفراء تتحول إلى الأسود.. لقد غضب ذلك العملاق الغبي.. فكرت بمكر لكن قبل أن أفتح فمي و أتفوه بكلمة رأيته بصدمة يُبعد سيرنيتي عنه وهو يمسكها بكتفها وهزها برقة وقال لها بنبرة قلقة خائفة

 

" سيرنيتي.. هل أذاكِ ذلك اللعين؟.. أخبريني أرجوكِ... "

 

بكائها المرير كان الجواب الوحيد له... رفع كلاوديوس رأسه ونظر إليّ بشر وصرخ بغضبٍ مهول

 

" لقد أذيتَ صغيرتي أيها القذر... سوف أقتلك..... "

 

أبعد سيرنيتي عنه وهجم عليّ بسرعة وسقطت على الأرض بسبب لكمة قوية تلقاها وجهي.. نهضت بسرعة و التمعت عيوني بالغضب وعندما حاولت مهاجمتهُ توقفت بصدمة عندما سمعت الملك لايسن يهتف بغضب

 

" توقفا فورا عن القتال قبل أن أقتلكم بنفسي "

 

نظرت إليه ورأيتهُ يحاول جاهدا كتم غضبه.. ثم تابع قائلا بحدة

 

" هيا تحركوا.. أريدكم فورا في الخارج "

 

استدار ومشى بخطواتٍ غاضبة خارجا من تلك الغرفة العفنة.. عندما أردت الاقتراب من حبيبتي رأيت بصدمة شقيقها اللعين يحملها بين يديه وهو يدفن رأسها بصدره ويهمس لها بكلماتٍ مهدئة حنونة وهو يخرج...

 

استشطت غضبا على غضب وشعرت بحقدٍ كبير على ذلك اللعين كلاوديوس.. وتبعتهم بخطوات سريعة غاضبة وأنا أتوعد للقذر كلاوديوس بالقتال...

 

عندما خرجت من الجبل رأيت الجميع بانتظاري واندهشت عندما رأيت ألفا كلاي بينهم.. هل أتى برفقة لايسن أيضا؟!... تساءلت بدهشة ولكن لم أهتم..

 

" كلاي.. يمكنك الذهاب الآن.. وخُذ معك الأميرة سيرنيتي "

 

أمر لايسن ألفا كلاي وفورا قال كلاوديوس مُعترضا

 

" لماذا شقيقتي سوف تذهب معه؟! "

 

ضحك لايسن بقوة وعندما هدأ قال له ببرود

 

" هل نسيتَ كلاوديوس أنها فدتكَ بنفسها... هي لن تأتي معك إلى مملكتك من جديد.. إن فعلت سوف يتوجب عليّ قتلك "

 

تأملهُ كلاوديوس بألم وقال بحزن

 

" لكن.. لكن ظننت أنها سوف تأتي معي "

 

أشار لايسن له لكي يُسلم سيرنيتي إلى ألفا كلاي.. وعندما ذهب كلاي معها وقف لايسن أمامهُ وقال له ببرود

 

" ما فعلتهُ الليلة لا يُمحي أفعالك الشنيعة كلاوديوس بيرون... أنا لم أقتلك أمام شقيقتك لأنها مايت قائدي إيفوس.. ولكن ذلك لا يمنع أن أعاقبُك.. فما فعلتهُ لا يغتفر.. لذلك عقابي لك سيكون..  أنك لن تتحول مجددا وإلى الأبد إلى عملاق مهما حاولت استخدام قوة سحرك "

 

وقبل أن يرمش كلاوديوس أو حتى يستوعب ما قالهُ له لايسن.. رفع وحش الجبل يديه ناحية كلاوديوس وفورا ضوء ساطع أزرق يُعمي العيون خرج من يديه واتجه بسرعة البرق ناحية كلاوديوس..

 

ارتفع جسده عاليا وصوت صرخاتهِ المتألمة ملأ السماء.. ثوانٍ اختفى الضوء وسقط جسد كلاوديوس على الأرض.. كان جاثيا على ركبتيه ورأسهُ منخفض إلى الأسفل بانكسار... لم يهتم له لايسن بل قال له ببرود

 

" هذا جزاء ما فعلتهُ.. عليك أن تشكر حظك حظك الليلة لأنني لم أقتلُك "

 

ثم أمر الجميع بالعودة إلى غابيغا...

 

 

لايسن**

 

شعرت بهموم العالم تقع على كتفي.. مصيبة وراء الأخرى تقع على رأسي من دون رحمة.. لقد مللت.. مللت كُره الجميع لي.. ومللت المصائب..

 

دخلت إلى غرفتي ورأيت أميرتي نائمة بعمق على الفراش.. تنهدت برقة واقتربت من السرير وجلست على طرفه بجانب أميرتي.. كنتُ أتأمل بحزن ملامح وجهها الجميل وأنا أتنهد بعمق..

 

بدأت بمداعبة خدها بأصابعي برقة ورأيتُها ترمش بخفة.. فتحت عينيها الجميلة ونظرت إلى وجهي.. ابتسمت برقة فقلتُ لها بهمس

 

" آسف أيقظتكِ أميرتي.. تبدين جميلة جدا وأنتِ نائمة "

 

ابتسمت للمحة الخجل التي اعترتها والتي أعشقُها فيها.. مسحت على خدها برقة وقلتُ لها بحنان

 

" ما رأيكِ أن نذهب أنا وأنتِ فقط إلى منزلي المنعزل.. أريد أن أكون معكِ بمفردنا لبعض من الوقت "

 

جلست فورتونا و أراحت ظهرها على الوسادة وقالت بحزن

 

" أحبُ ذلك.. لكن لن أستطيع تنظيف المكان.. لــ.. لأنني أشعرُ بالدوار كثيرا خاصة إن انحنيت.. ثم لماذا أنتَ حزين؟ "

 

نظرت إليها بأسف وقلتُ لها بندم

 

" بخصوص التنظيف.. أنا آسف لأنني أجبرتُكِ سابقا على تنظيف المنزل.. لا تقلقي من ناحية هذا الموضوع.. لقد أمرت الخدم بتنظيفه كل أسبوع.. ثم من المستحيل أن أجعلكِ تفعلين ذلك مجددا.. كما أنا لستُ حزيناً أميرتي.. أنا فقط مللت من المشاكل التي تقع فوق رأسي لذلك أرغب بتمضية المزيد من الوقت معكِ بمفردنا.. ما رأيكِ أن نذهب لأسبوع أو أسبوعين إلى هناك "

 

أمسكت فورتونا بيدي اليسرى وضغطت عليها بخفة وهي تبتسم برقة وهمست قائلة بحنية

 

" سيكون ذلك رائعا.. ما رأيُك أن نذهب الآن؟ "

 

قربت وجهي منها وطبعت قبلة صغيرة على شفتيها الكرزيتين ثم نظرت إليها بحب وقلتُ لها برقة

 

" موافق.. هيا انهضي أميرتي وتجهزي "

 

ضحكت بخفة عندما صفقت بسعادة وهي تقف وبدأت تثرثر وهي تفتح الخزانة وتُخرج منها ملابس لي ولها

 

" سوف أبدأ بتوضيب ملابسنا.. ثم سأستحم.. وبعدها سأرتدي ملابسي و نذهب "

 

وقفت وأنا أبتسم بسعادة وخرجت من جناحي وطلبت من الحراس بإرسال أروس إلى مكتبي.....

 

 

دينا**

 

 

الليلة.. هذه الليلة سوف تكون الليلة الموعودة.. سوف أفقد عذريتي مع حبيبي الوسيم أروس.. ضحكت بخفة بينما كنتُ أنظر إلى المرآة.. رداء النوم الأبيض المثير كان رائعا.. سوف يجعل أروس يفقد عقله ما أن يراني به..

 

سمعت الحراس يهمسون بكلمات الترحيب وعرفت بأن أروس قد وصل.. أمسكت الشمعدان و استدرت بسرعة...


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

ركضت ووضعت الشمعدان على المنضدة وجلست بسرعة على الفراش بوضعية مثيرة..

 

" اللعنة... "

 

سمعت أروس يهمس بصدمة وفورا رفعت رأسي ونظرت إليهِ بخجل.. كانت عيونه تسير ببطء من رأسي إلى أخمص قدماي  يتفحصني بدقة وبشهوة واضحة..

 

رأيته يبلع ريقهُ بصعوبة عندما حطت نظراته على صدري.. كان قماش رداء النوم شفاف وظهر صدري بوضوح من خلالها..

 

احمرت وجنتاي بشدة عندما بدأ أروس يخلع ملابسه حتى أنه كاد أن يمزقها ووقف أمامي وهو ينظر إلى عيناي بشهوة حارقة...


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

تأملت صدره وعضلاته وبلعت ريقي ببطء.. 

 

إلهي كم هو جميل.. همست بهيام ورأيته يقترب مني وجلس بجانبي.. تلاقت نظراتنا وهامت في متاهاتها الخاصة.. كنا ننظر إلى بعضنا بكل شهوة واشتياق.. أخفض أروس رأسه وبدأ يقبلني على كتفي برقة صعودا إلى عنقي

 

" أروس... "

 

همست بأنين باسمه عندما امتص جلد عنقي بقوة وبدأ يُمطرهُ بقبلاتٍ شهوانية حارقة... جعلني أنام على ظهري والتقطت شفتاي بقبلة حارقة أحرقت روحي برغبة مدمرة.. كانت قبلة حارة.. حنونة.. متشوقة.. دافئة.. مليئة بالرغبة..

 

تأوهاتي السعيدة ملأت الغرفة بأكملها.. كانت يديه تداعب جسدي وتلمسهُ بجنون.. مزق أروس الرداء ورماه بعيدا ثم فصل القبلة وبدأ بتقبيل عنقي نزولا إلى صدري

 

" أاااا... أروس.... "


 

انتباه مشهد حميم**

 

 

همست بشهوة وبمتعة عندما بدأ يقبل حلمتي ويداعب صدري بيده.. كانت النيران تشتعل في جسدي.. كنتُ في عالم آخر جديد كليا عليّ.. عالم لم أحلم أبدا بأنني سأكون به.. بدأت شفتيه تتجول على معدتي نزولا إلى خصري ثم مهبلي

 

" آاااااااااااااااااه... "

 

تأوهت بضياع عندما أحسست بشفتيه على مهبلي.. ارتعشت ساقاي بشدة ولم أعد أستطيع التحكم بتأوهاتي.. بدأت بمداعبة شعره بكلتا يداي وأنا أهمس باسمهِ بضياع..

 

شعرت بشيءٍ لزج يدخل فتحتي وعرفت بأنه لسانه.. خفق قلبي بجنون وشعرت بدمائي تلتهب وتغلي في عروقي... ما أجمل هذا الشعور.. لم أتخيل أبدا أن أشعر بهذه المتعة فقط من تقبيله لمهبلي...

 

رفع أروس رأسه ونظر إليّ بعيون غامقة تلمع ببريق قوي.. رفع وسطه وأمسك بعضوه الذكري المنتصب.. أغمضت عيناي عندما أحسست برأس عضوه على فُتحتي...

 

 

انتهى المشهد الحميم**

 

 

طق.. طق.. طق..

 

انتفضنا بشدة أنا وأروس ونظرنا بصدمة إلى الباب...

 

" سوف أقتُله... سأقتله.. سأقتله.. "

 

همس أروس بغضب وجلس بسرعة وهتف بصوتٍ مرعب

 

" كلايتون... إن لم يكن الأمر ضروري سأقطع لك رأسك... تكلم ماذا تريد؟ "

 

" آسفة سيدي القائد... لكن الملك لايسن يطلب رؤيتك فورا في مكتبه "

 

أجاب كلايتون برعب.. أغمض أروس عيونه بقهر ثم فتحها ونظر إليّ بأسف ثم قال وهو يقف

 

" حسنا.. أنا قادم "

 

بدأ يرتدي ملابسه على عجل وهو يشتم بغضب.. كنتُ أنظر إليه بحزن وأنا أندب حظي... عندما انتهى نظر إليّ بحزن وهمس قائلا

 

" آسف حبيبتي... يجب أن أذهب "

 

أشرت له برأسي موافقة ثم تسطحت وغطيت جسدي بغطاء السرير وأدرت له ظهري.. سمعتهُ يتنهد بحزن وبعدها سمعت صوت انغلاق الباب...

 

سالت دمعة حزينة على وجنتي وبدأت أبكي بصمت... مهما حاولت وحاولت لن أستطع أبدا أن أختلي بحبيبي أروس.. فكرت بحزن ثم فجأة ابتسمت بسعادة عندما تذكرت أنه يمكنني طلب أمنية واحدة مُستحيلة من صديقي لايسن... أغمضت عيناي بسعادة وقررت أن أنام.. غدا سوف أطلبُها منه بكل تأكيد...

 

حبيبي أروس انتظر مفاجئتي لك...

 

 

أروس**

 

شعرت بالجنة بينما كنتُ أُقبل جسد حبيبتي بشهوة حارقة.. لقد احترق جسدي بفعلها و روحي حلقت عاليا بسعادة.. أخيرا سوف أحقق حُلمي.. أخيرا سوف تكون دينا لي.. أخيرا سوف أضع علاماتي وبصمتي على جسدها الفاتن...

 

كنتُ أحلق في السماء عندما فجأة سقطت بنار الجحيم.. ذلك اللعين كلايتون طرق على الباب وقاطعني عن امتلاك حبيبتي... كنتُ على وشك القفز والذهاب لقتله.. شعرت بغضبٍ رهيب وأردت التنفيس عنه.. لكن حتى لا أجعل حبيبتي دينا تخاف قررت لجم غضبي خاصة عندما عرفت سبب قدوم كلايتون...

 

لايسن يريدني لأمرٍ ضروري... اللعنة على حظي التعس.. أردت أن أضرب رأسي بالحائط حتى أستريح... لماذا يحدث ذلك معي كلما أردت أن أمتلك حبيبتي وأمارس معها الحب...

 

خرجت من جناحي وشعرت بالحزن لرؤيتي لـ دينا حزينة وبائسة.. هي تُحبني أنا متأكد من ذلك.. وكم أردت أن أريها مدى حُبي وعشقي لها.. كنتُ سأعترف لها بحبي عندما أمتلكُها.. لكن بسبب لايسن مجددا تم مقاطعتي عن فعل ذلك...

 

فقط أتمنى أن لا يقول لي بأنهُ مشغول مع زوجته ويريد مجددا الذهاب معها إلى عالم البشر.. سأكون أنانيا بتفكيري لأنني سوف أنفجر.. أريدُ ديناااااااااااااا...

 

صرخت نفسي بقهر بينما كنتُ أدخل إلى مكتب لايسن... ابتسم لي بوسع وأشار لي بيده بالجلوس... تنهدت بخفة وجلست وطيلة هذا الوقت كنتُ أدعو بداخلي كي لا يقول لي أنه سيترك أمور المملكة مجددا على عاتقي..

 

ولكن بقهر وبعذاب سمعت ملكي وصديقي يُكلمني بسعادة قائلا

 

" أروس.. أريدُ ترك أمور المملكة من جديد على عاتقك.. أعلم صديقي بأنني أطلب منك الكثير.. لكن أنا أريد الذهاب برفقة زوجتي فورتونا إلى منزلي المنعزل لمدة أسبوعين.. اهتم بكل شيء كالعادة وراقب لي إيفوس.. لا أريدهُ أن يرتكب حماقة جديدة.. طلبت منذ قليل أن يأتي.. سوف أعاقبه على كذبه عليّ.. و أعدُك بأنني سوف أكافئك على كل شيء عندما أعود "

 

تنهدت بحسرة وكالعادة وافقت إذ لم أستطع رفض طلب لايسن.. هو نادرا ما يطلبُ مني شيئا ولأجله سوف أصبر.. فهو يستحق السعادة.. أنا في حياتي كلها لم أرى لايسن سعيدا أو يضحك من قلبه كما بدأ يفعل مؤخرا.. ثم أسبوعين فترة زمنية قصيرة.. سوف تمر بسرعة.. نعم.. سوف تمر بسرعة..

 

بدأت بإقناع نفسي بذلك عندما دخل إيفوس إلى المكتب.. جلس على المقعد المجاور لي ونظر بترقب إلى لايسن

 

" أنتَ تعلم لماذا طلبت رؤيتك الآن "

 

أجابه بهمس بنعم وتابع لايسن قائلا

 

" ابتداء من الغد سوف تذهب إلى قرية ألفا كلاي أستور.. لقد تكلمت معهُ بذلك الموضوع ووافق.. سوف تكون تحت أُمرته.. ستفعل أي شيء يطلبهُ منك دون أي جدل أو اعتراض.. إياك إيفوس أن أعرف بأنهُ طلب منك فعل شيء ورفضت.. سوف ترى شيئا مني لن يُعجبك أبدا "

 

تنهد لايسن بخفة وتابع قائلا

 

" سوف تعمل في القرية حتى حلول المغيب ثم تعود إلى القصر.. ستفعل ذلك لفترة زمنية سوف أحددها لك لاحقا... حاليا هذا هو عقابي لك لأنك كذبت عليّ.. ستكون خادم الخاص لألفا كلاي أستور.. هل فهمت؟ "

 

ولشدة غرابتي أنا ولايسن رأينا إيفوس يبتسم بهدوء وقال بسعادة

 

" موافق سمو الملك "

 

نظرنا إليه بدهشة ثم ضحكنا بخفة أنا ولايسن إذ عرفنا سبب سعادته.. هو سيرى سيرنيتي كل يوم... نظر لايسن له بحنية وقال له

 

" لا أريدُك أن تقترب من الأميرة سيرنيتي أبدا.. إن عرفت بأنك فعلت سوف أعيدُها إلى مملكة شقيقها ولن أقتل كلاوديوس بسبب ذلك.. هل فهمت؟ "

 

وقف إيفوس وقال باعتراض

 

" لكن لايسن كيف تريدني أن لا أقترب منها؟... هذا شبه مستحيل و... "

 

قاطعه لايسن قائلا ببرود

 

" ليس مستحيلا إيفوس.. هذا عقابي لك.. إما أن توافق أو أرسل سيرنيتي إلى مملكة العمالقة السحرة.. قرر الآن "

 

تنهد إيفوس بأسى وأجابه بحزن موافقا.. بعد ذهابه نظرت إلى لايسن وقلتُ له

 

" لقد قسيتَ عليه قليلا لايسن.. هي رفيقتهُ المقدرة وهو يحتاجها خاصة بعد ما حدث الليلة.. سيكون صعبا عليه رؤيتها وعدم الاقتراب منها "

 

ضحك لايسن بخفة وأجابني قائلا بثقة

 

" أعلم.. ثم هل تظن فعلا بأنه سوف يلتزم بما أمرتُه؟... ههههه.. لا تقلق إيفوس فتهديدي الثاني كان مجرد كلام لا معنى له.. أنا مستحيل أن أُبعد سيرنيتي عنه.. كلاي أخبرني بما ينوي هو و لوسيا فعله.. سوف يجعلون إيفوس يفقد عقله.. قريبا جدا سوف يصلك خبر فقدان إيفوس لعقله.. وأنا متأكد بأنه سيفعل مصيبة قريبا.. للأسف لن أكون متواجدا عند حصول ذلك... المهم انتبه له خاصة عندما يعود من مملكة الذئاب الدموية.. سوف يحتاج لمن يتكلم معه "

 

أجبته موافقا.. وقف لايسن وكلمني

 

" أشكرك صديقي.. وتذكر لا تدع أحدا يقطع عليّ خلوتي مع فورتونا.. إن حدث أمر طارئ ولم تستطع حله يمكنك أن تأتي إلى منزلي.. أراك لاحقا أروس "

 

صعدت إلى جناحي وأنا أتنهد بحسرة.. أسبوعين أخرين سوف أكون منشغلا بهم عن حبيبتي.. أتمنى عندما أخبرها بذلك أن تتقبل ذلك برحابة صدر...

 

" أسبوعين!!!.. أسبوعين أخرين سوف تكون مُنشغلا عني أروس... أنا أكرهكككككككككك.. هل سمعت؟.. أنا أكرهُك "

 

أخفضت رأسي عندما رأيت المزهرية تطير باتجاهي و تفاديتُها لتتهشم بقوة على الحائط خلفي.. لقد أيقظت دينا وأخبرتُها بأن لايسن سوف يذهب مع الأميرة فورتونا إلى منزله المنعزل لمدة أسبوعين وقلتُ لها بحسرة بأنني سوف أنشغل عنها طيلة هذه الفترة..

 

وطبعا حبيبتي لم تتقبل الفكرة كما ظننت.. إذ وقفت وبدأت تقذف عليّ كل ما تراه عينيها وهي تصرخ بجنون...

 

اللعنة على حظي التعس.. فكرت بحزن وأنا أحاول أن أجعلها تهدأ لكن ذلك كان مستحيلا

 

" لماذا كل شيء يقع على عاتقك؟؟!!... فليتحمل إيفوس بعض من المسؤولية.. أليس هو قائد لايسن الثاني؟ "

 

قذفت الشمعدان بوجهي وأيضا أخفضت رأسي و تفاديته.. نظرت إليها بحزن قائلا

 

" لكن حبيبتي.. إيفوس مُعاقب ولن يكون متواجد في غابيغا "

 

" مُعاقب؟!!!... هل هو طفل صغير حتى يتم مُعاقبته؟.. لا أريد سماع أي شيء حاليا.. أريد النوم بمفردي أيها القائد.. هل سمعت؟... بمفردي... "

 

" لكن حبيبتي.... "

 

همست لها برجاء لكنها قاطعتني قائلة بغضب

 

" لا تناديني بحبيبتي مجددا... هل فهمت؟.. و الآن أُخرج من الغرفة.. سوف تنام في غرفةٍ أخرى طيلة هذين الأسبوعين "

 

" لكن... "

 

حاولت الاعتراض لكنها هتفت بجنون

 

" من دون لكن.. هيا أخرج.. لا أريد رؤيتك بتاتا.. أخرج في الحال.... "

 

نظرت إليها بحزن وانصعت لطلبها أو بالأحرى لأمرها.. عندما تهدأ غدا سوف أتكلم معها وأقنعُها بوجهة نظري وتسامحني...

 

خرجت بحزن ودخلت إلى الغرفة الملاصقة لغرفتي.. لم أنم طيلة الليل وأنا أستمع بحزن إلى بكائها ونحيبُها المؤلم... سوف أعوضها قريبا مهما كلفني الأمر... فكرت بحزن وأنا أجلس على الأرض أمام الحائط الذي يفصل هذه الغرفة عن غرفتي...

 

 

داستر**

 

شعرت بصدمة كبيرة عندما قال لي إيفوس بأنه تم مُعاقبتهِ من قبل الملك لايسن وابتداء من الغد سوف يذهب إلى مملكة ألفا كلاي ليكون خادما له..

 

ولكن صدمتي لم تكن بسبب العقاب بل بسبب سعادة إيفوس الواضحة.. تبا بدل أن يكون غاضبا لأنه سيكون تحت أُمرت ألفا كلاي كان سعيداً.. بالتأكيد السبب يعود لأنه سيرى الأميرة سيرنيتي كل يوم رغم أن الملك لايسن نبهه وأمرهُ بعدم الاقتراب منها...

 

شعرت بالحزن لأنني لن أرى سنسونتي خلال النهار لأنني سوف أرافق إيفوس.. يجب أن أتكلم مع الجنيات وأرى ماذا فعلوا بالإكسير وإن أصبح جاهزا..

 

بعد خروج إيفوس من غرفتي خرجت وتوجهت ناحية غرفة الجنيات الثلاثة.. دخلت إلى غرفتهم بدون استئذان ورأيتهم يقفون أمام طاولة مستديرة في زاوية الغرفة.. نظروا إليّ بدهشة وكلمتني رومان

 

" داستر.. ما الذي أتى بكِ إلى غرفتنا في هذه الساعة المتأخرة؟ "

 

نظرت إليها بعجز وقلتُ لها بقهر

 

" أرجوكِ رومان أخبريني متى سينتهي تحضير هذا الإكسير؟.. الوقت ليس بحليفي فغدا سوف أبدأ بالذهاب برفقة القائد إيفوس إلى قرية قطيعي بطلب من الملك لايسن.. أنا أحتاج لهذا الإكسير وفي أسرع وقت.. أنا يائسة رومان.. أريد سيرنوك لي وبأسرع وقت "

 

ابتسمت رومان بحنية وقالت

 

" غدا في المساء سيكون جاهزا.. اصبري قليلا فقط.. وأعدُك بتسليمكِ الإكسير غدا عندما تعودين "

 

ركضت وعانقتها بشدة ثم قبلت وجنتها وعندما ابتعدت بدأت أشكرها وذهبت إلى غرفتي وأنا أرقص بسعادة

 

" سنسونتي الجميل.. غدا ستكون ليلة العمر معك.. غدا سوف أجعل عضوك الذكري والكبير والجميل ينتصب ويُضاجعني بجنون ويُفقدني عذريتي.. آوه حبيبي لا أستطيع الانتظار أكثر.. سوف أموت من الحماس "

 

همست بسعادة بتلك الكلمات بينما كنتُ أتسطح على فراشي وأتخيل كيف ستكون ليلتي غدا مع سيرنوك....

 

 

إيفوس**

 

عندما وصلت إلى قرية الذئاب الدموية برفقة داستر استقبلني كلاي برفقة لوسيا.. لم أنظر إلى كلاي ولم أعره أي اهتمام.. تأملت وجه أمي بحزن لأنها لم تعانقني وتُقبلني على وجنتي كعادتها.. كانت ما زالت غاضبة مني.. فغضبها كان واضحا على معالم وجهها وخاصة عينيها...

 

" اتبعني.. "

 

سمعت كلاي يكلمني بحنية ورغما عني انصعت لطلبه.. دخلنا إلى إسطبل كبير به عدد لا يُستهان به من الأحصنة الجميلة.. وقف كلاي وقال بحزن

 

" لم أكن أريد الموافقة على ما طلبهُ مني الملك لايسن.. فأنتَ ابني ولم أتقبل فكرة أن تكون في خدمتي.. لكنني مدين للملك لايسن لذلك وافقت على فعل ذلك.. سوف أتركك حتى تنظف الإسطبل وتهتم بالخيول وتطعمها.. عندما يجهز الغداء سأطلب من داستر لتأتي وتُعلمك بذلك "

 

عندما لم يتلق ردا مني تنهد بحزن وخرج.. نظرت إليه وهو يخرج بحزن ثم هززت رأسي بالرفض.. أنا لن أشعر بالامتنان نحوه ولن يحن قلبي عليه.. ولن أسمح له بالتقرب مني.. أنا لن انخدع به...

 

همست لنفسي بتلك الكلمات وبدأت حفلة التنظيف.. تبا أنا القائد إيفوس وجيش مصاصي الدماء كله يخاف مني وينصاع لأوامري أنظف الآن إسطبل المستذئبين وبرضاي.. من كان يتخيل أنني في يوم من الأيام سأفعل ذلك؟... لا أحد... يا لسخرية القدر...

 

فجأة توقفت عن تنظيف الأرضية وتجمد جسدي عندما استنشقت رائحة دماء حبيبتي.. تأوهت بسعادة وركضت ووقفت أمام بوابة الإسطبل أنظر إليها بعشق وبحنان كبير..


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

رأيتها تتمشى في الساحة وهي تحمل بيدها وردة حمراء جميلة.. كانت تمسح على أوراق الوردة بخفة وتداعبها... وقد بدا السرور على ملامح وجهها.. ابتسمت بحنان وما أن هممت لأخرج وأقترب منها تجمد جسدي بصدمة عندما رأيت شابا لعينا يأتي راكضا ناحيتها وهو يهتف باسمها بسعادة

 

" سيرنيتي.. أميرتي... "

 

أميرتي!!!!!!!.... قذف جسدي حمم مشتعلة من شدة الغضب.. من هذا اللعين؟!!.. وكيف يناديها بأميرتي؟!!.. إنها أميرتي أنا.. رأيتها بصدمة تستدير وهي تضحك بسعادة لذلك اللعين قائلة له

 

" لوكاس.. لقد أتيت أخيرا.. كنتُ بانتظارك "

 

فتحت فمي على مصراعيه بصدمة ونظرت إليها بعدم التصديق.. وعندما رأيت ذلك اللعين يقترب منها ويعانقها خرجت صرخة غاضبة من فمي جعلتهم ينتفضون بمكانهم بصدمة..

 

التفتت سيرنيتي ناحيتي ونظرت إليّ بدهشة


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

ثم تأملتني بعدم اهتمام ثم رأيتها تمسك بيد ذلك القذر لوكاس وبدأت تسير معه مبتعدة.. شعرت بدمائي تغلي في عروقي وتحولت عيوني إلى اللون الأحمر وظهرت أنيابي..

 

وما أن كنتُ على وشك الركض لقتل ذلك الحقير رأيتُ داستر تقف أمامي وهي تكتف يديها على صدرها قائلة

 

" قائد إيفوس.. إلى أين تظن نفسك ذاهباً؟ "

 

نظرت إليها بقهر وأشرت لها بيدي ناحيتهم وقلتُ لها بغضبٍ عاصف

 

" سأذهب لأقتل ذلك اللعين.. لقد عانق جميلة قلبي أمامي وناداها أيضا بأميرتي.. سأقتلهُ وسأقوم بتقطيع جسدهِ إلى ألف قطعة وأطعمها لأسود الملك لايسن "

 

أشرت بيدي بقهر ناحية قلبي وتابعت قائلا لها بغضب

 

" إنها أميرتي أنا.. أنا.. إنها عشقي أنااااااااا.. ولن أسمح لذلك اللعين بلمسها والاقتراب منها.. ابتعدي من أمامي لأنني أرغب بقتله "

 

نظرت داستر إليّ بحزن وقالت

 

" إن أردتَ أن يُعيد الملك لايسن سيرنيتي إلى مملكة شقيقها اذهب إليها و اقترب منها واقتل ذلك المسكين لوكاس "

 

أفسحت لي الطريق أمامي وتابعت قائلة بجدية

 

" هيا اذهب واقتله وافتعل مصيبة ثانية.. عندها لن ترى سيرنيتي إلى الأبد "

 

كنتُ جامد بأرضي وشعرت بالعجز وبالهزيمة.. لم أستطع أن أتحرك.. لم أستطع الذهاب وقتل ذلك الحقير المدعو بـ لوكاس.. نظرت بحزن إلى داستر وقلتُ لها بقهر

 

" هذا ليس عادلا داستر.. أنا أموت هنا.. أنا لا أستطيع رؤيتها مع أحد غيري.. لا أستطيع.. وأيضا لا أستطيع مُخالفة أوامر لايسن.. ماذا سأفعل الآن؟!.. أنظري إليهم.. هي تبتسمُ لهُ بكل وقاحة وتضحك له بسعادة.. يجب أن أكون أنا مكانه "

 

تنهدت داستر بحزن ثم اقتربت ووضعت يدها على كتفي وقالت

 

" اصبر قليلا.. دعها ترى بأنك تغيرت.. دعها ترى أنك نادم فعلا بسبب ما فعلتهُ بها.. أظن لوكاس مجرد صديق.. لا تشعر بالغيرة منه.. دعها ترى أنك تقبلت صداقتها معه.. سوف يعجبها ذلك "

 

نظرت إليها بعدم التصديق وقلتُ لها بحزن

 

" لكن الصديق لا ينادي صديقتهُ بأميرتي.. سأقتلهُ والآن "

 

تنهدت داستر بغضب وقالت بحدة

 

" حسنا إذا اذهب واقتله ثم اخسرها إلى الأبد.. وداعا "

 

رأيتُها بحزن تستدير وتذهب.. تنهدت ببؤس وقررت أن أعود إلى عملي وأتوقف عن مراقبة جميلة قلبي مع ذلك الأرعن.. ورغما عني فعلت ذلك..

 

ثلاثة عشر يوما من العذاب قضيتهم في قرية الذئاب الدموية.. لم أكن أتناول الكثير من الطعام بالكاد كنتُ أشرب كأس واحد فقط في اليوم من الدماء.. الحزن كان قد أغرق قلبي وروحي.. والتعاسة أصبحت رفيقتي الوحيدة..

 

رؤيتي لـ سيرنيتي كل يوم برفقة ذلك الغبي لوكاس ألمت روحي.. والأصعب رؤيتي لها ترافقه أينما كان.. على طاولة الطعام.. في القصر.. في الحديقة.. في الغابة القريبة من القرية.. كانت ترافقه في كل مكان.. لم يفترقا للحظة... والأصعب أنني كنتُ عاجزا عن إبعادهِ عنها وقتله.. كنتُ عاجزا ولم أستطع الاقتراب منها.. وهذا كان أكبر عذابٍ لي...

 

أما ألفا كلاي و لدهشتي كان دائما متفهما لمشاعري.. وكان دائما وفي كل يوم يأتي ويُكلمني قبل حلول المغيب.. صحيح أنني لم أتفوه بكلمة أمامه.. إلا أنني رغما عني كنتُ أستمع إلى كل كلمة يقولها لي..

 

كان يًخبرني كيف التقى بأمي لوسيا وكيف عرف بأنها مايت الخاصة به من أول نظرة.. وكيف ناضل ولم يستسلم حتى حصل على حُب لوسيا وثقتها الكاملة به... كان كل يوم يُنهي كلامه في مرحلة معينة ثم في اليوم الثاني يُكمل من حيث توقف..

 

لا أنكر بأنه راعى مشاعري ولم يعطيني مهمات مذلة لمكانتي.. فقط طلب مني الاهتمام بالخيول وتدريب المحاربين في قطيعه.. في البداية شعرت بالدهشة بسبب أوامرهُ تلك.. ولكن عندما وقفت في ساحة التدريب أمام القطيع تأملني الجميع بفخر وبسعادة..

 

شعرت بالارتياح لأنهم احترموني لن أنكر ذلك.. وصديقتي داستر رغم أنها مُدربة القطيع إلا أنها كانت سعيدة لرؤيتي أقوم بتدريب أفراد قطيعها على المحاربة واستخدام السيف بدلا عنها...

 

علاقتي تعمقت مع الجميع رغم برودي ناحية ألفا كلاي... لم أكن أتخيل في حياتي كلها أن تتوطد علاقتي مع المستذئبين.. حتى أن معظمهم أصبحوا ينادوني بـ ألفا إيفوس رغم أنني لستُ مستذئب.. و للغرابة أحببت ذلك ولم أعترض على مُناداتهم لي بـ ألفا إيفوس..

 

ولكن قبل يوم من رجوع لايسن إلى غابيغا.. حصل مالم يكن في الحسبان..

 

استيقظت بنشاط في الصباح وذهبت برفقة داستر الحزينة إلى قرية كلاي.. داستر كانت تبدو حزينة منذ أكثر من أربعة عشر يوما.. حاولت سؤالها والاستفسار عن سبب حُزنها لكنها التزمت الصمت..

 

كنتُ قلقا عليها بالطبع.. فهي أصبحت صديقة مقربة جدا لي.. كانت طيلة هذه فترة تجعلني أهدأ وتُخفف الحزن واليأس عني.. وكانت تُخبرني أن أصبر ولا أقترب من سيرنيتي كي لا أخسرها إلى الأبد.. ولكن بيني وبين نفسي كنتُ أشعر بأنني بفعلتي تلك قد أخسرها...

 

وصلنا إلى القرية وتجمدت بصدمة عندما رأيت الجميع في الساحة يزينونها بالورود والأزهار.. نظرت باستفهام إلى داستر وقالت لي بعدم الاهتمام

 

" يبدو أن اليوم أحدا من القطيع سوف يتزوج "

 

لم أعر الأمر أهمية وذهبت فورا إلى الإسطبل.. في الظهيرة أرسلت لي أمي لوسيا الغداء مع إحدى فتيات القطيع.. شعرت بالحزن لآن أمي ما زالت غاضبة مني وترفض التكلم معي..

 

تناولت القليل من الطعام وقررت أن أذهب إلى القصر وأتكلم مع أمي.. حملت صينية الطعام وخرجت من الإسطبل..

 

تجمدت بأرضي بذهولٍ تام ووقعت صينية الطعام على الأرض ونظرت أمامي بصدمة كبيرة..


رواية وحش الجبل - فصل 32 - العقاب

 

ما رأيته الآن فاق عقلي على احتماله.. شعرت بعالمي ينهار أمامي.. وأظلم المكان من حولي.. سيرنيتي أميرتي.. رفيقتي المقدرة.. ترتدي فستان الزفاف الأبيض وهي تشبك يدها بيد ذلك اللعين لوكاس وهما يقفان أمام كاهن القطيع في وسط الساحة...

 

اهتزت مفاصلي وارتعش جسدي بشكلٍ مرعب.. دمائي تجمدت في عروقي وقلبي وعقلي أصبحا كتلة من الجليد.. أحسست بالأرض تنهار أسفلي وأنا أقع في هاوية لا نهاية لها..

 

" مايت لي... لي أنااااااااااااااا "

 

صرخت بأعلى صوتٍ تمتلكهُ حنجرتي وكان الغضب قد تملكني بالكامل.. فجأة شعرت بإعياء شديد و بألم لم يحتملهُ جسدي وسمعت صوت طقطقة عظامي وأضلاعي كانت تتحطم من الداخل..

 

نظرت إلى ذراعي بصدمة فوجدت أنها تتضخم وتكتسي بفراء كثيف للغاية أسود اللون..

 

صرخت بقوة لأجد أن الصوت الذي خرج من حنجرتي ليس سوى عواء طويل وغاضب...

 

شعرت بصدمة لا تُحتمل عندما عرفت بأنني تحولت إلى ذئب ضخم للغاية فرائه أسود فاحم كسواد الليل.....


انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©