رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. رائعة هافن ومبدعة لكن لا يبدو أن الأمور تسيير باتجاه جيد وكان هنالك مكيدة لوحش الحبل والخنجر لم تعيده فورتونا إلى مكانه أمر يبعث على الشك والقلق لكنك مبدعة في إدارة الأحداث ومتاكدة انك ستجعلين الأمور تسير بشكل مرضي ومريح حتى لو سأت الأمور فلديك افكار جميلة لحل المشاكل . شكرا هافن وكل عام وانت بالف خير

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      أشكركِ لأنكِ أحببتِ الأحداث يا قلبي
      ولكن فعليا هناك الكثير من الأحداث المشوقة ستحدث قريبا

      حذف
  2. قصة في غاية الروعة ابدعتي هافن برافوووو

    ردحذف
  3. روعة والاحداث بدت مشوق اكثر شكرااا هافن

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لكِ لأنكِ أحببتِ رواياتي حياتي

      حذف
  4. شكرا هافن حبيبتى ❤❤❤❤

    ردحذف
  5. عدم عودة الخنجر الى مكانه ممكن يودي الي فعل شي غير جيدا لاحقا.
    البارت روعه تسلم ايدك ❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. تحليلكِ صحيح حبيبتي
      وشكرا لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  6. متى موعد التنزيل؟

    ردحذف
    الردود
    1. سأبدأ بالنشر بعد انتهاء شهر رمضان المبارك

      حذف
  7. حبيبتي ياجمليه روحي

    ردحذف
    الردود
    1. شوش صديقتي الجميلة أحبكِ جداً.

      حذف
  8. كل عام و انتم بالف خير نحن ننتظر بقية القصة على احر من الجمر لا تتاخريي علينا

    ردحذف
  9. متي نشر البارت التالي

    ردحذف

رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي



أشلي






فورتونا**



وكانت هذه القبلة أول قبلة عاشقة أبادله إياها.. قبلة عرفت مصدرها.. قبلة نابعة من القلب.. قبلة العشق..

 

توقف لايسن عن تقبيلي وتنهد بخفة ثم أراح جبينه على خاصتي وهمس قائلا بنبرة حنونة

 

" لا بد أنكِ متعبة أميرتي.. هل تريدين العودة إلى الغرفة؟ "

 

" همممم.. "

 

همهمت له بخجل وفورا خرجت من فمي ضحكة خفيفة عندما رفعني بيديه وحملني.. حاوطت عنقه بكلتا يداي وأرحت رأسي على كتفه وسار بي خارجا من مياه البحر نحو الغرفة..

 

كنا مبتلين والمياه تتساقط من ثيابنا ولكن لايسن لم يهتم بل دخل إلى الفندق من الباب الخلفي وتابع سيره غير مكترث لـ تبليلنا الأرض وغير مكترث لـ نظرات الموظفين والنزلاء لنا والذين كانوا يتأملوننا بـ حشرية وبعضهم بحسد..

 

فتح لايسن باب الجناح ثم وقف في وسط  الصالون وتأملني بنظرات عاشقة أذابتني..

 

ابتسم برقة وكلمني بهمس قائلا

 

" تبدين جميلة جداً أميرتي.. هل تعرفين بأنكِ تشبهين الزهرة الوحيدة والنادرة التي تنمو على جبل غابيغا؟ "

 

احمرت وجنتاي بخجل وهمست لهُ بحياء

 

" أنا أُشبه تلك الزهرة الحمراء الجميلة التي تنمو على جبل غابيغا!.. إنها جميلة فعلا.. لقد رأيتُها كثيراً من نافذة القصر "

 

ابتسم بوسع ثم جعلني أقف وقال بلهفة

 

" انتظريني قليلا أميرتي.. لن أتأخر "

 

رأيتهُ بذهول يركض بسرعتهِ الخارقة خارج النافذة ثم قفز إلى الأسفل.. كنتُ أعلم بأنهُ بخير ولكن لم أفهم إلى أين ذهب..

 

وبينما كنتُ أُفكر بذهول بذلك فجأة رأيت لايسن يقفز واقفاً على شرفة الجناح في الفندق ثم دخل إلى الغرفة وهو يبتسم بوسع..

 

اقترب ووقف أمامي وكلمني بنبرة حنونة

 

" هذه الزهرة لكِ أميرتي.. إنها زهرة قسموس دموي داكن النادرة وهي من الفصيلة النجمية.. يوجد أسطورة عنها تحكي بأن والدي عندما خسر والدتي في تلك الليلة بعد إنجابها لي خرج من القصر وذهب إلى الغابة وبكى كثيراً.. وبسبب كمية الدموع التي ذرفها في تلك الليلة السماء أظلمت في العالمين.. أي في عالم البشر وفي عالمي.. وفي تلك الليلة سقط نجم من السماء تحديداً باتجاه الغابة.. وفي اليوم الثاني نمت هذه الزهرة في كامل أنحاء جبل غابيغا.. وبعد وفاة والدي اتخذت اللون الأحمر حُزنا عليه وعلى انتهاء الحُب الذي جمعهُ مع والدتي "

 

نظرت إليه بحزن ثم أمسكت بالزهرة ونظرت إليها


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

تنهدت بعمق ثم رفعت نظراتي وتأملت وجه حبيبي وهمست له بحزن

 

" قصة هذه الزهرة الجميلة حزينة جداً.. آسفة بخصوص ما حصل لوالدك "

 

تأملني لايسن بنظرات حنونة وقال برقة

 

" لا تحزني أميرتي.. هذا كان قدر والدي.. ثم لأكون صادقاً معكِ فقد سألت والدتي عن قصة الزهرة وأخبرتني بأنها هدية منها لوالدي ولدموعه الغالية.. إذ جعلت ذلك النجم يسقط من السماء لتنموا الزهور على جبل غابيغا.. كان لونها أبيض نقي ولكن عندما قتل والدي نفسه حولتها أمي إلى اللون الأحمر تعبيراً عن حُزنها بوفاة زوجها وحبيبها وأب طفلها "

 

ترقرقت الدموع في عيناي لكن لايسن اقترب مني وعانقني بحنان وقال برقة

 

" لم أُخبركِ أميرتي عن قصة هذه الزهرة لتحزني.. أريدكِ سعيدة دائما.. ثم هذه الزهرة تذكرني بكِ.. فأنتِ نجمة لامعة سقطتِ في أحضان وحش الجبل وغيرتي عالمهُ بكاملهِ كما غيرت هذه الزهرة منظر جبل غابيغا الموحش وحولته إلى جبل ذو مناظر خلابة وساحرة وجميلة "

 

أبعدني عنهُ قليلا ثم نظرنا إلى بعضنا البعض بنظرات الحُب.. حملني لايسن بـ ذراعيه ودخل مباشرة إلى الحمام..

 

جعلني أقف ونظر في عمق عيناي بعشقٍ كبير.. إلهي كم تمنيت أن ينطق بما يشعر به ناحيتي لكن حاليا سوف أكتفي بما تُخبرني به عيونهُ الجميلة.. فجأة تحول لون عيونه إلى اللون الأزرق الغامق وهو يُبعد الفستان عن كتفي..

 

أغمضت عيناي وتركتهُ يزيل عني الفستان وملابسي الداخلية.. عندما انتهى أزال ملابسه وشعرت بيديه على خاصرتي ثم حملني ووضعني برفق في الحوض وجلس خلفي وبدأ يُدلك كتفاي برقة..

 

أرحت رأسي على صدره وتركته على راحته يفعل ما يريده.. كان في كل ثانية يقبلني على كتفي بقبلاتٍ رقيقة جعلت جسدي يرتعش بلذة بفعلها..

 

 

انتباه مشهد جريء**

 

 

أغمضت عيناي وخرجت تأوهاتٍ خفيفة من فمي عندما شعرت بيديه تداعب ثديي..

 

" لايسن... "

 

همست بضياع واقشعر بدني عندما بدأت أصابعه تداعب حلمة صدري برقة.. أدرت رأسي وقبلت عنقه بقبلاتٍ رقيقة.. تنهد لايسن بقوة وفجأة أدارني و جعلني أجلس في حضنه..

 

ضحكت بخفة ونظرت إلى عينيه الجميلة.. كانت زرقاء غامقة تتأملني بنظرات هائمة عاشقة واضحة..

 

أغمضت عيناي وقربت وجهي منه وتركته يتصرف..

 

شعوري بشفتيه على خاصتي أفقدتني صوابي.. شفتيه كان ملمسها ناعما و سحريا.. قبلته كانت رقيقة لكن مُتملكة جعلت عالمي يلتف ويدور من حولي..

 

ارتفعت كلتا يداي لا شعوريا ووضعتهما خلف عنقه وبدأت أتحسس شعره بأصابعي وأُداعب عنقه.. تأوه لايسن وعمق قبلتهِ أكثر.. فتحت له فمي تلقائيا وتركته يقبلني قبلة سحرية أفقدتني رشدي...

 

شعرت بعضوه الذكري والمنتصب على منطقتي ودون أن أفكر رفعت مؤخرتي و أدخلته داخل فتحة مهبلي.. فصلت القبلة ورفعت رأسي عاليا وتأوهت بمتعة وببعض الألم.. تبا فهو ضخم للغاية ولكن شعوري به بداخلي كان الجنة بحد ذاتها..

 

" لايسن... آااااااااااااااااه.. "

 

تأوهت باسمه برغبة مجنونة وخاصة عندما وضع يديه على خاصرتي وبدأ يرفع ويُخفض جسدي برقة على عضوه.. عاد ليقبلني بتملك وبادلته القبلة برغبة مماثلة..

 

كنتُ أشعر أنني في الجنة.. كنتُ في عالمٍ آخر مع حبيبي الأول الأخير.. رفعت رأسي عالياً وأغمضت عيناي وتنهدت بمتعة عندما شعرت بشفتيه على عنقي..

 

قبلاته كان مفعولها سحرياً على جسدي وقلبي.. أما لمساته على جسدي كان تجعلني أشتعل بقوة بفعلها..

 

أحبهُ بجنون..

 

هذا ما فكرت به بينما كنتُ أتحرك على عضوه وأهمس بهيام باسمهِ.. فجأة أصبحت أسفلهُ في حوض الاستحمام وبدأ وحشي الجميل يدفع بداخلي بطريقة جعلتني أفقد أنفاسي ونبضات قلبي..

 

أمسكت كتفيه وجذبتهُ ليلتصق بي وقبلتهُ برغبة وبعشق لا يوصف.. أردت أن أجعلهُ يشعر بمدى عشقي له.. وحشي الجميل يستحق عشقي الكبير له..

 

 

انتهى المشهد الجريء**

 

 

مارسنا الحب لساعة كاملة في حوض الاستحمام وعندما انتهينا حملني لايسن وجفف لي شعري وجسدي وبعد أن جفف نفسه حملني مجددا ودخل إلى غرفة النوم..

 

وضعني برفق على الفراش ونام بجانبي ثم قرب جسدي منه وعانقني ووضع رأسي على صدره.. كان يداعب شعري بيده اليمنى وبيده اليسرى كان يلفها على خصري بإحكام بطريقة بدت كأنه خائف أن أبتعد عنه..

 

أحبك جدا وحشي الجميل.. همست بداخلي بحبٍ كبير وكم تمنيت لو كان لدي الجرأة الكافية لقولها له وبأعلى صوتٍ أمتلكه.. لكن بسبب خجلي سأنتظر أن يعترف لي أولا بحبه وبعدها سوف أخبرهُ وأُخبر العالم كله بأنني أبادله مشاعره وبأنني أعشقهُ بجنون..

 

أغمضت عيناي والابتسامة السعيدة لم تفارق فمي..

 

" أحلاما سعيدة وحشي الجميل "

 

همست له بنعاس وشعرت بجسده يتصلب قليلا ثم عاد وارتخى وسمعته يقول قبل أن أذهب إلى عالم الأحلام

 

" أحلاما سعيدة أميرتي المتوحشة والجميلة "

 

في الصباح استيقظت على قبلاتٍ كثيرة تغمر وجهي..

 

" هيا استيقظي أميرتي.. لدي مفاجأة لكِ "

 

ضحكت بخفة وهمست له بنعاس وبدلال

 

" لايسن.. توقف.. لقد استيقظت... "

 

فتحت عيوني ونظرت إليه بكل الحب الذي أشعر به باتجاه.. ابتسمت له برقة وقلتُ له بصوتي الصباحي المبحوح

 

" مفاجأة!!... هل دائما سوف تدللني هكذا؟!.. انتبه قد أعتاد على ذلك "

 

ضحك بخفة وكلمني بنبرة حنونة

 

" إذا اعتادي على ذلك.. لأنني لن أتوقف أبدا عن مفاجأتكِ وإسعادكِ أميرتي.. والمفاجأة هي أننا سنبقى هنا طيلة اليوم كما سوف أقوم بتنفيذ جميع طلباتكِ.. أنتِ فقط أُطلبي وأنا سأنفذ "

 

نظرت إليه بحزن وبكيت وعانقته بشدة.. تفاجأ لايسن من تصرفي الغريب وسألني بقلق

 

" فورتونا.. لماذا تبكين أميرتي؟ "

 

رفعت رأسي ونظرت إليه باعتذار ثم مسحت دموعي وأجبته بصدق

 

" لأنني سعيدة.. سعيدة جدا.. و.. أظن بسبب هرمونات الحمل أصبحت حساسة زيادة عن اللزوم.. لا تقلق.. هذه دموع السعادة فقط "

 

" هرمونات الحمل؟! "

 

سألني بدهشة وهنا ضحكت بخفة ثم أجبته

 

" نعم إنها هرمونات الحمل.. سوف أشرح لك عنها لاحقا "

 

ابتعدت عنه و جلست و فورا احمرت وجنتاي بشدة عندما رأيته عاريا أمامي وكنتُ أيضا كذلك.. فأنا ما زلت أخجل منه رغم كل ما حدث بيننا..

 

وقفت وأخذت رداء منامتي وارتديته وربطت الحبل على خاصرتي ثم استدرت ونظرت إلى وجههُ بخجل وقلتُ له بحياء

 

" لايسن.. أنا.. أنا لدي رغبة كبيرة بتناول الحلويات وخاصة كيكة بالشكولاتة والكريمة "

 

تأملني بدهشة و هتف بصدمة

 

" ماذااااااااا؟!!!... تريدين أكل الحلويات على الفطور؟!!!... واللعنة لن أجعل ابني يخلق ورأسه يشبه الكيكة بالشوكولاتة.. سوف تأكلينها فورا "

 

نظرت إليه بغباء وسألته

 

" ماذا قلت؟!! "

 

وقف بسرعة وتوجه ناحية الخزانة وبدأ يرتدي ملابسه وهو يقول بتوتر

 

" لا تقلقي أميرتي.. سوف نخرج فورا وسوف تتناولين كل ما تشتهينه "

 

ضحكت بقوة على شكله إذ كان يرتدي ثيابه بسرعةٍ كبيرة وكأن إعصارا قادما ناحيته.. عندما انتهى نظرت إليه بدهشة وبلعت ريقي بصعوبة..

 

كان يبدو وسيماً للغاية بقميصه الأبيض والذي التصق على صدره و أظهر عضلاته وجمال كتفيه.. أما بنطال القماش السبور كان أكثر من جميل عليه..

 

إلهي كم هو جميل... هتفت بداخلي بتلك الكلمات وكم أردت أن أعانقه ولا أدع أحد يراه سواي اليوم..

 

اقترب لايسن ووقف أمامي وقال بلهفة واضحة

 

" هيا.. ارتدي ملابسكِ بسرعة حتى نخرج.. سأحجب الشمس حتى أستطيع الخروج من الفندق.. في هذه الأثناء كوني جاهزة "

 

ضحكت بخفة على حماسهِ المفرط وقررت أن أنفذ طلبه... خرجنا من الفندق ونحن نسير متشابكين الأيدي..

 

كنا نسير في الأسواق ونحن ننظر إلى المقاهي والمحلات أمامنا.. سحبني لايسن ودخل إحدى المقاهي وطلب لي أكثر من خمسة عشر قطعة من الحلوى بالشكولاتة والكريمة.. ورغم اعتراضي وقولي له بأن قطعة واحدة تكفي إلا أنه لم يوافق.. في النهاية تناولت قطعتين فقط والبقية وزعتها على الزبائن في المقهى..

 

قضينا النهار بمتعة كبيرة ونحن نتجول في المنطقة... كان هذا اليوم أجمل يوم أقضيه كاملا برفقة لايسن.. كان ساحرا بكل ما للكلمة من معنى.. جعلني فعلا أرى هذا الجانب الرائع من شخصيته.. ضحكنا كثيرا وتسلينا ولم أشعر أبدا بالوقت يمر إلا عند المغيب..

 

كنتُ أجلس على أرجوحة في الحديقة العامة ولايسن يجلس على المقعد أمامي ويتأملني بسعادة.. ابتسمت له بوسع ثم سألته

 

" هل فعلا لا نستطيع البقاء هنا لأسبوع كامل؟ "

 

تنهد بحزن وأجابني

 

" آسف أميرتي.. لقد تغيبت كثيرا عن غابيغا.. والمسكين أروس أصبح كل شيء على عاتقه فـ قائدي الثاني إيفوس مشغول قليلا بعشقه نحو رفيقته المُقدرة حاليا ولا يساعد أروس كثيرا "

 

نظرت إليه بدهشة وسألته

 

" أوه صحيح.. من هي رفيقة إيفوس الخاصة به؟! "

 

تحولت نظرات لايسن إلى جادة وأجابني بهدوء

 

" إنها سيرنيتي بيرون "

 

نظرت إليه بصدمة وهتفت بدهشة كبيرة

 

" ابنة خالتي هي رفيقة قائدك إيفوس؟!!!... واووو.. لم أتوقع ذلك أبدا.. ثم صحيح هل يمكنني زيارتها و زيارة لوسيا لو سمحت؟.. لقد اشتقت لهما جدا "

 

ابتسم برقة  ووافق بسرعة دون أي اعتراض... ثم وقف لايسن واقترب مني وأمسك بيدي بنعومة وساعدني بالوقوف عن الأرجوحة وبدأنا نسير مُتشابكي الأيدي..

 

كنا نركض على الشاطئ القريب من الفندق ونحن نضحك بسعادة..

 

توقف لايسن فجأة وحملني عاليا وبدأ يدور بي.. قهقهت بسعادة لا توصف وهتفت له بملء صوتي

 

" لايسن ن ن ن... سوف أتقيأ أنزلني... هههههههه.. لايسن ن ن ن ن... "


كان يضحك بسعادة وصوت ضحكاته جعلت قلبي يرقص في مكانه بفرحٍ كبير... وفي النهاية عندما أنزلني نظرنا إلى بعضنا بحبٍ كبير وتعانقنا بشدة.. كنتُ في قمة سعادتي وأردت من أعماق قلبي أن لا ينتهي هذا الحلم أبدا...

 

صعدنا إلى الغرفة وكالعادة كانت أغراضنا قد تم إرسالها إلى غابيغا من قبل حُراسه.. بعد العشاء سلم لايسن مفتاح الجناح وترك حفنة من الدولارات للموظفين وخرجنا ونحن نضحك بسبب نظراتهم الصادمة والمذهولة...

 

وقفنا أمام شاطئ البحر والذي كان خاليا.. رفعت رأسي ونظرت إليه بعشقٍ كبير.. أخفض لايسن رأسه ومزج شفتيه بخاصتي.. أغمضت عيناي وشعرت بجسدينا يرتفعان عن الأرض وبعد لحظات وقفنا مجددا على أرضٍ صلبة..

 

تنهدت بينما كنتُ أقبله إذ علمت أننا عدنا إلى القصر لكن لم أحبذ فكرة أن أتوقف عن تقبيله.. شفتيه أصبحت كالمخدر لي.. أحتاجها في كل ثانية.. أحتاج الشعور بها وتقبيلها في كل وقت..

 

عندما ابتعد عني ابتسم لي بوسع قائلا

 

" استريحي قليلا أميرتي.. سأذهب لأرى أروس و أتفقد الأوضاع "

 

نظرت إليه بحزن وسألته

 

" هل يمكنني الذهاب لأرى دينا؟.. أريد أن أعتذر منها "

 

وضع لايسن يده على خدي وداعبه برقة بأصابعه وكلمني بحنان

 

" بالطبع يمكنكِ ذلك.. لا تطلبي الإذن مني فورتونا.. يمكنك أن تفعلي ما تريدينه في القصر.. ولكن إن أردتِ الخروج سوف يرافقك الحراس.. هذا من أجل سلامتكِ أميرتي.. أرجو أن لا تعترضي "

 

ابتسمت له بحنية ثم رفعت يدي وأمسكت بيده التي على خدي ورفعتها و وضعتها على فمي وقبلتها برقة ثم أبعدتها ونظرت إلى عينيه وقلتُ له

 

" أنا لن أعترض أبدا على أي شيء تطلبهُ مني لايسن.. لذلك أنا موافقة "

 

نظر مباشرة في عمق عيناي وعندما رأى بها صدق ما تفوهت به ابتسم بسعادة وأمسك بيدي وخرجنا معا من الجناح.. توجهت ناحية غرفة دينا بينما لايسن نزل إلى الأسفل..

 

وقفت أمام الباب وشعرت بالحزن و بالندم وبالخجل من نفسي.. تنهدت و طرقت بخفة على الباب.. لحظاتٍ قليلة ورأيت دينا تقف أمامي بعد أن فتحت لي الباب..

 

كانت عيونها منتفخة ومتورمة من كثرة البكاء ووجهها شاحب جدا.. كانت تنظر إليّ بدهشة وكأنها لا تصدق بأنني أقف أمامها.. سالت دموعي بسرعة على وجنتاي ودون أن أفكر رميت بنفسي عليها وبكيت بندم وأنا أهمس لها

 

" سامحيني دينا.. سامحيني حبيبتي... أنا آسفة.. آسفة.. آسفة.. لقد كنتُ غبية وحمقاء ولم أعرف قيمة ما فعلته لأجلي.. سامحيني أرجوكِ.. أنا آسفة لأنني جرحتكِ و ألمتكِ.. لم أقصد أن أفعل ذلك.. لقد فهمت ما حاولتِ فعله لأجلي.. وأنتِ مُحقة صديقتي.. آسفة لأنني تسرعت بالحكم عليكِ.. آسفة.. لقد كنتُ غاضبة إذ ظننت بأنكِ قمتِ بخيانتي وجعلتني.. وجعلتني... "

 

عانقتني دينا بشدة وقالت بسعادة

 

" لا بأس فورتونا.. أنا أعذركِ صديقتي "

 

ابتعدت عني وابتسمت بسعادة ثم رفعت يدها ومسحت دموعي ثم أمسكت بيدي وجعلتني أدخل إلى الغرفة وأغلقت الباب.. وقفت أمامها أنظر إليها بندمٍ كبير ولم أستطع أن أوقف دموعي..

 

جعلتني دينا أجلس على الأريكة وجلست بجانبي وضغطت بخفة على يدي وقالت بسعادة

 

" أنا سعيدة لأنكِ تفهمتِ أسبابي.. أنا من المستحيل أن أخونكِ فورتونا.. لقد سامحتكِ حبيبتي فمن المستحيل أن أحزن منكِ.. كما سيد دراكولا يُحبكِ فعلا.. صدقيني أنا لا أكذب و.. "

 

قاطعتها قائلة بفرح وبخجل

 

" أعلم.. لقد عرفت وتأكدت بحبه الكبير لي رغم عدم إفصاحهِ لي عنه.. يااااه دينا.. أنا أعيش أجمل أيام حياتي معه.. لا أعلم كيف كنتُ غبية ولم أعرف بحبه لي.. وأنا أعدكِ منذ الآن بأنني لن أحزنكِ مجددا مهما حدث.. أنتِ شقيقتي ولن أتخلى عنكِ أبدا "

 

ضحكت دينا بسعادة ثم عانقتني بقوة وعندما ابتعدت قالت لي أن أخبرُها بكل شيء وبالتفصيل المُمل.. بدأت أسرد لها عن كل ما فعلهُ لايسن لي في أكابولكو وأنا أنظر إلى البعيد بهيام...

 

عندما انتهيت صرخت دينا بحماس شديد

 

" أخذكِ إلى أكابولكوووووووووووو... ااااااااااااااااااااع.... هذا  رائعععععععععععععععع.. يا ليتَ أروس يأخذني إليها أيضا.. ياه صديقتي أنتِ فعلا محظوظة لأنكِ اكتسبتِ محبة رجلٍ مذهل مثل لايسن.. عليكِ أن تدليليه وتجعليه يعشقكِ أكثر.. هو يستحق محبتكِ له صديقتي.. إياكِ أن تفرطي به أبدا "


أومأت لها موافقة ثم أجبتُها بصدق

 

" لا تقلقي دينا.. فمن المستحيل أن أفعل.. لايسن أصبح عالمي الآن "

 

وهنا قررت أن أُعيد الخنجر إلى مكانه حال عودتي إلى الغرفة وفي أسرع وقت قبل أن يكتشف لايسن اختفائه...

 

تحدثت مع دينا لساعة وعندما خرجت توجهت إلى الأسفل.. كان العشاء بانتظاري في الغرفة.. أرسله لي لايسن مع إحدى الخادمات.. عندما انتهيت تثاءبت بتعب.. لقد أصبحت أعشق النوم بسبب حملي.. تسطحت على الفراش وقررت أن أُعيد الخنجر غدا وذهبت بنومٍ عميق....

 

 

كلاوديوس**

 

 

كنتُ في ساحة القصر أتمشى عندما رأيت عربة تجرها الأحصنة تابعة لمملكة مصاصي الدماء تقف أمامي... نظرت إليها بترقب وبتوتر.. هل أتى لايسن أخيرا حتى يحاسبني على فعلتي؟!!.. لكن لا أعتقد بأنه هو.. فذلك المغرور مستحيل أن يأتي بعربةٍ عادية دون حرسه و قائديه وربما جيشه بكامله...

 

أشرت للحراس ليبقوا في أماكنهم ونظرت بدهشة عندما رأيت كلايتون يخرج من العربة..

 

وقف أمامي ونظر إليّ ببرود قائلا

 

" كنتُ سأقول لك مساء الخير لكن للأسف لا يليق بك الترحيب.. هل يمكنك أن تقلص حجمك حتى نتفاهم.. عنقي ألمني "

 

حقير.. فكرت بداخلي بغضب ولكن رغم غضبي قلصت حجمي إذ انتابني الفضول لمعرفة سبب قدومه إلى مملكتي.. نظرت إليه بحدة وبكبرياء


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

ثم كلمتهُ بغرور وبحقد

 

" سوف أغض النظر عن وقاحتك معي كلايتون.. لكن في المرة القادمة لن أتهاون معك وقد أفصل رأسك عن جسدك.. تكلم.. ما الذي جاء بك إلى مملكتي؟ "

 

تأملني باحتقار واضح وقال بوقاحة

 

" كأنه لديك الجرأة لفعل ذلك.. لا يهم.. فأنا لم أتي إلى هنا للجدال معك.. لذلك سأدخل مباشرةً بصلب الموضوع "

 

استدار ناحية العربة واقترب منها ثم دخلها وبعد ثواني خرج وهو يحمل بين يديه جسد امرأة..

 

نبض قلبي بشدة إذ ظننت أن من في العربة ليست سوى شقيقتي الغالية سيرنيتي لكن خاب ظني عندما رأيت كلايتون يحمل بين يديه امرأة غريبة.. ومن رائحة دمائها عرفت فورا بأنها بشرية.. من هذه الفتاة؟... ولماذا هي هنا برفقة كلايتون؟...

 

سمعت كلايتون يُكلمني بنبرة باردة لعينة

 

" كلاوديوس بيرون هذه الفتاة هي هدية لك من الملك لايسن ثورم.. أتمنى أن تُعجبك "

 

ويقف أمامي وأشار لي بعينيه لأحملها.. كنتُ أنظر إليها بصدمة ودون أن أدرك انصعت له وحملت جسد الفتاة بين يداي.. ووسط ضياعي سمعت كلايتون يُكلمني

 

" الوداع ملك العمالقة السحرة... استمتع بهديتك.. لقد تم تخديرها وسوف تستفيق بعد عدة ساعات "

 

قال كلماته تلك ثم ضحك بقوة وذهب... كنتُ أقف في مكاني ولم تهتز شعرة واحدة مني بفعل الصدمة.. لايسن ثورم بدل أن يحاسبني ويعاقبني على فعلتي أرسل لي بشرية كهديةٍ لي؟!!!!!!!.....

 

ما اللعنة التي تحدث هنا؟!!... هل هذه مكيدة منه؟!!... ماذا يُخطط له وحش الجبل؟...

 

أسئلة كثيرة أربكت تفكيري ولكن عندما نظرت إلى وجه الفتاة نبض قلبي بسرعةٍ رهيبة.. اللعنة كم هي جميلة... ما هي حكايتها يا ترى؟!!... فكرت بصدمة لكن قررت أن أحتفظ بهذه الهدية..

 

عدت إلى حجمي الطبيعي وكانت هي في كف يدي.. استدرت ودخلت إلى القصر واتجهت ناحية غرفتي... وبينما كنتُ أضع البشرية على سريري فكرت بتصميم.. قريبا سأعرف ما حكايتها هذه الفتاة ولماذا وحش الجبل أرسلها لي كهدية.....

 

 

أشلي**

 

تأوهت بألم بسبب شعوري بصداعٍ قوي ما إن فتحت عيناي... وضعت يدي على رأسي وشتمت بهمس

 

" تبا.. رأسي يؤلمني كاللعنة.. "

 

تنهدت بقوة ثم رفعت رأسي ونظرت أمامي.. انتابني الذهول في اللحظة الأولى ثم الرعب.. إذ رأيت نفسي في غرفة ضخمة جدا.. سقفها ارتفاعه شاهق أما الباب الذي أمامي لم أرى مثيله في حياتي كلها.. والأثاث.. تبا لا بد أنني أحلم لأن أثاث الغرفة كان جدا فاخر وخلاب ولكن ليست الفكرة هنا.. الفكرة أنه كان حجمه كبير جدا وضخم كأنه أثاث تم صنعه من أجل عملاق..

 

ابتسمت بسخرية على أفكاري الغريبة وهمست

 

" ههههههههه... عملاق.. هههه.. يا لسخافة تفكيري.. بالطبع لا وجود للعمالقة فهم مُجرد أساطير وخيال "

 

قهقهت بخفة على سخافة تفكيري...

 

" مرحبا.. "

 

سمعت على يساري صوت ضخم.. أدرت رأسي بسرعة بذلك الاتجاه ونظرت بدهشة أمامي...


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

أول ما رأته عيناي سيقان ضخمة.. سيقان ضخمة؟!!!... اهتز جسدي برعب وببطء بدأت نظراتي تصعد تدريجيا إلى الأعلى..

 

" اااااااااااااااااااااااااااااااااع... عملاق ق ق ق ق ق...... "

 

صرخت برعبٍ كبير ووقفت بسرعة وحاولت الهروب لكن لصدمتي كنتُ نائمة على سرير لا نهاية له.. كنتُ أصرخ وأصرخ وأنا أركض بهستيرية أحاول النجاة من هذا العملاق الذي كان يقف أمامي..

 

دموعي كانت تنهمر كالشلال على وجنتاي من شدة رعبي وهلعي وبسببها لم أرى نهاية السرير أمامي ووقعت عن علو شاهق..

 

سأموت.... هذا ما صرخت به نفسي وأنا أقع إلى الأسفل بسرعةٍ رهيبة...

 

" آااااااااااه.. "

 

صرخت برعب عندما سقط جسدي على شيء طري وأغمضت عيناي وارتعش جسدي بهستيريا عندما تحرك ذلك الشيء الذي التقطني...

 

" أنا أحلم... أنا أحلم.. هذا مجرد حلم آخر سيء ولعين أراه.. سوف أفتح عيناي وأرى أنني ما زلت في غرفتي في منزل أهلي.. نعم هذا مجرد حلم لعين آخر... "

 

همست بفزع بينما كنتُ أحاول أن تهدئة نفسي..

 

" ههههه.. مُضحكة... "

 

تجمدت الدماء في عروقي وخفق قلبي بقوة كبيرة وارتعشت مفاصلي بشدة.. فتحت عيناي ببطء وصرخت برعبٍ كبير عندما رأيت وجههُ الضخم أمامي...

 

" اااااااااااااااااااااااع.. عملاق ق ق ق ق... لا تأكلني أرجوك ك ك ك ك... "

 

هتفت بهستيرية وتكورت على نفسي واحتضنت جسدي المرتعش بكلتا يداي وبدأت أفكر بخوف أرهق روحي.. أنا أهذي مجددا.. نعم أنا أتخيل يأن عملاق يقف أمامي وهو يحملني بيده.. نعم أنا أتخيل كما تخيلت ذلك مصاص الدماء الذي خطفني وهددني بشرب دمائي كلها إن لم أُنفذ طلباته.. نعم أنا أحلم وأهذي...

 

" لا تخافي.. أنا عادة لا أتناول لحوم البشر وخاصة إن كانت هدية "

 

أنيت برعب ودفنت رأسي بين ساقاي وبدأت أبكي بهستيرية...

 

" توقفي عن البكاء سوف تمرضين.. وتوقفي عن الارتعاش برعب لقد أخبرتك أنا لا أتناول لحوم البشر.. إرفعي رأسكِ وانظري إليّ "

 

اهتز جسدي برعب رغما عني.. ولم أستطع تنفيذ طلبه أو بالأحرى أمره.. اللعنة لماذا النحس يرافقني منذ أكثر من أسبوع.. لقد تم خطفي و وضعي في زنزانة وأجبرني ذلك المخيف على صنع جواهر له و أيضا تم تهديدي بعدم التفوه بحرفٍ واحد بما فعلته... والآن أنا في قبضة عملاق وسيم لعين يريد أكلي وهو يكذب...

 

سمعته يتأفف بملل وبدأ يسير وأحسست به يجلس.. كاد قلبي أن يخرج من مكانه عندما تحركت يده.. سوف يضعني في فمه....

 

صرخت بداخلي برعب وفور أن شعرت بجسدي يتم رميه بخفة على شيء طري وقفت بسرعة وبدأت أركض وأنا أصرخ برعبٍ شل روحي

 

" دعني.. دعني.. أرجوك.. لا تأكلني... طعمي مُقرف وليس لذيذ.. ااااااعععععععععع.. لا تأكلني أرجوك... "

 

صرخت برعب عندما أمسكني بأصابعه بخفة ورفع جسدي عاليا.. كنتُ أركل وأتخبط بجنون وأنا أحاول الإفلات من بين أصابعه..

 

" اهدئي.. افهمي أنا لن أتناولكِ على العشاء.. تبا حتى لو فعلت لن تسدي ولو القليل القليل من جوعي... هلا هدأتِ قليلا حتى نتكلم بهدوء "

 

توقفت عن الركل وفتحت عيناي ونظرت إليه بشك.. بلعت ريقي ببطء وسألته

 

" حقا!!.. أنتَ لن تأكلني!! " 

 

ضحك بخفة وأجابني

 

" لو كنتُ أريد فعل ذلك لما انتظرت كل ذلك الوقت.. كنتُ حشرتكِ بين أسناني بسرعة.. تبا حتى لن أحتاج للمضغ بسبب صغر حجمكِ "

 

نظرت إليه بغضب وقلتُ لهُ بكبرياء

 

" هاي.. هل نعتني بالقصيرة للتو؟!!.. في أحلامك.. أنا طولي معتدل يا هذا.. إنه أنت من هو عملاق هنا لذلك تراني قصيرة "

 

ضحك بقوة وكشرت بطفولية وكتفت يداي بغيظ على صدري وقلتُ له

 

" هل يمكنك أن تُنزلني.. بدأت أشعر بالدوار بسبب الارتفاع الشاهق "

 

أخفض يده ووضعني برقة على الفراش.. تنهدت بهدوء ورفعت رأسي لأنظر إليه لكن أصابني الشلل عندما رأيت حجمه بدأ يتقلص ويتقلص حتى أصبح بطول أي رجل بشري عادي... كان فمي مفتوح على مصراعيه وأنا أتأمله بذهولٍ تام..

 

رمشت بقوة وهمست بذعر وبتلعثم

 

" مـ.. أنــ.. ممــ.. هــ.. هو.. أنــ.. كيف فعلتَ ذلك؟!!!!!.... "

  

قهقه بخفة ثم ووقف أمامي وبدأ يتفحصني بعينيه من رأسي إلى أخمص قدماي ثم رفع نظراته وتلاقت نظراتنا.. كان يتأملني بعينيه الصفراء تلك برضى تام.. ما به هذا الأحمق؟!!... تساءلت بداخلي بدهشة ولكن دهشتي تضاعفت عندما قال لي

 

" أنا ملك العمالقة السحرة.. وهذا شيء طبيعي بالنسبة لي فأنا أستطيع استخدام سحري وتقليص حجمي متى ما أردت.. ثم أيتها البشرية ما هو اسمكِ؟.. أنا لن اناديكِ طيلة الوقت بالبشرية.. ثم كيف دخلتِ إلى عالمنا؟.. وكيف أصبحتِ في قبضة وحش الجبل؟.. ولماذا قدمكِ لي كهدية؟ "

 

تبا لقد سألني أسئلة كثيرة ولكن الذي صدمني هو سؤاله الأخير.. أنا تم تقديمي له كهدية؟!!!!!.... انهرت جالسة وأخفضت رأسي إلى الأسفل وشعرت بالحزن والانهيار...

 

لقد انتهيت.. أنا لن أعود أبدا إلى عالمي وإلى أهلي.. شرعت أبكي بهستيرية حُزنا على نفسي وتعاسة على حياتي الجميلة والهادئة التي ضاعت في غفلة عين...

 

شعرت بيد تُربت بحنية على ظهري ودون شعورٍ مني اقتربت وأرحت رأسي على صدره وأجهشت ببكاءٍ مرير... بعد فترة عندما هدأت رفعت رأسي ونظرت إليه بحزن وقلت له بمرارة

 

" اسمي أشلي.. وأنا تم اختطافي من منزلي من قبل مصاص دماء و.. لا.. لا أعرف السبب "

 

كذبت لأنني كنتُ خائفة أن أقول له الحقيقة والسبب الفعلي لخطفهم لي.. لقد هددني ذلك اللعين وقال لي إن تفوهت بحرف لأي أحد سوف يقتل جميع أفراد عائلتي..

 

" أشلي.. اسم جميل مثل صاحبته "

 

همس برقة و شعرت بـ وجنتاي تشتعلان من شدة الخجل.. اخفضت رأسي إلى الأسفل خجلا منه.. سمعته يتنهد وكلمني بنبرة هادئة

 

" اسمي هو كلاوديوس بيرون.. يمكنكِ مناداتي بسمو الملك.. استريحي قليلا.. يجب أن أذهب.. أراكِ لاحقا "

 

رفعت رأسي ورأيته يتحول ليعود مجددا إلى شكله العملاق وخرج من الغرفة.. تنهدت ونظرت أمامي بتفكير عميق.. هو وسيم.. وسيم جدا.. يا ليته لم يكن عملاق.. فهو أوسم رجل رأته عيناي.. تنهدت بحسرة فحتى الرجل الوحيد الذي أعجبني أخيرا هو رجل من الأساطير.. وهو لن يُعجب بي أبدا....

 

 

كلاوديوس**

 

 

كنتُ أشعر بصدمة كبيرة.. هذه البشرية هي رفيقتي المقدرة.. كيف ذلك ولماذا؟!!..

 

لم أستطع تفسير السبب أبدا.. اللعنة لقد عرفت بأنها امرأتي المُقدرة ما أن نظرت إلى عينيها السوداء الجميلة.. ماذا عن زوجة وحش الجبل؟!.. فكرت بدهشة لأنها تبخرت من قلبي بسرعة..

 

اللعنة كل ما فعلته للحصول عليها ذهب أدراج الرياح أيضا... تبا لقد أخفقت وبشدة.. هل عرف وحش الجبل بأن البشرية أشلي هي رفيقتي المقدرة؟!!... لكن كيف؟!...

 

توقفت عن التفكير وخرجت إلى ساحة القصر ووقفت وأطلقت صفيرا قويا.. ثواني ورأيت طائري الجميل سوسان يحلق ويغط على يدي اليسرى.. رفعت يدي اليمنى وداعبت عنقه وريشه الأسود الفاحم بنعومة


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

ثم كلمتهُ بنبرة حنونة

 

" اذهب وجد لي سيرنيتي فورا "

 

أصدر سوسان نعيقاً قويا ورفع أجنحته وحلق عاليا في السماء.. كنتُ أقف وأنا أُشاهد من خلال عينيه أين يُحلق.. شعرت بالدهشة عندما رأيته يُحلق فوق قرية قطيع الذئاب الدموية واندهشت أكثر عندما حط على شرفة في قصر ألفا كلاي..

 

" كيف حدث ذلك؟!!!... "

 

همست بذهول عندما رأيت سيرنتي في تلك الغرفة.. انتفضت فجأة وشعرت بدمائي تتجمد برعب عندما رأيت ذلك اللعين يختبئ خلف الستار في غرفة شقيقتي

 

" سيرنيتي لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... " 

 

صرخت بغضبٍ كبير وبرعب على شقيقتي عندما رأيته يقف خلفها.. ارتعشت أوصالي بشدة و بفزع عندما تلقت صغيرتي ضربة قوية على رقبتها وغابت عن الوعي..

 

" لاااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخت بصدمة وبرعب عليها عندما حملها ذلك القذر و قفز من الشرفة...

 

" سيرنيتي ي ي ي ي ي.... "

 

اهتزت أناملي وفورا تحركت وبدأت أركض بسرعتي الخارقة وبخطواتٍ كبيرة باتجاه قرية كلاي أستور...

 

عندما وصلت إلى القرية كان ذلك اللعين قد هرب.. لقد فات الأوان... لا.. لا يجب أن أستسلم يجب أن أنقذها قبل أن يُدخلها إلى أسفل ذلك الجبل اللعين... لم أكترث لخروج القطيع و محاصرتهم لي.. سمعت ألفا كلاي يصرخ بغضب قائلا

 

" ما الذي تفعله ملك كلاوديوس في قريتي؟!.. ليس مرحباً بك هنا و... "

 

قاطعته هاتفاً بغضب

 

" ذلك اللعين قائد الغيلان خطف شقيقتي سيرنيتي "

 

تجمد الجميع بذهول أمامي لكنني لم أكترث لهم وركضت خارجا من قرية ألفا كلاي باتجاه مملكة الغيلان..

 

ركضت و ركضت حتى وقفت بصدمة وبانكسار عندما رأيته يدخل إلى أسفل الجبل وهو يحمل سيرنيتي على كتفه...

 

استخدمت قوتي السحرية وفورا ظهر سيفي في قبضتي


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

ركضت وحاولت الدخول من المرر في أسفل الجبل لكن جسدي طار عاليا وسقطت بعنف على بُعد أمتار عديدة بعيداً عن الجبل..

 

وقفت ونظرت بألمٍ شديد إلى الجبل ثم انهرت جالسا على الأرض وسالت دمعة حزينة على وجنتي.. لم أستطع انقاذ صغيرتي سيرنيتي.. كم أنا غبي.. كلهُ بسببي.. كان يجب أن أقتله عندما قال لي بأنهُ يريدها...

 

أنا لا أستطيع الاقتراب من الجبل ودخوله فـ الغيلان وضعوا بها منذ زمن ليس ببعيد في المعركة الأخيرة على جميع الممالك بعد أن قتل لايسن ملكهم الأول و بالاستعانة مع السحرة تعويذة تمنع العمالقة من الدخول إلى جبلهم..

 

رفعت رأسي ونظرت بتصميم إلى الجبل وهمست بتصميم

 

" يجب أن أطلب مساعدة وحش الجبل.. هو الوحيد القادر على مساعدتي وتحرير سيرنيتي من جبل الغيلان ومن ذلك الملعون.. لأجلها فقط سوف أدوس على كبريائي وكرامتي وأطلب منه مساعدتي وعقابي كيفما يريد.. المهم أن ينقذ شقيقتي.."

 

وقفت وبدأت أركض باتجاه غابيغا.. على وحش الجبل أن يُساعدني ويخلص شقيقتي من ذلك اللعين مهما كلفني ذلك.. حتى لو طلب حياتي بالمقابل....

 

 

إيفوس**

 

كنتُ أجلس على المقعد في المطبخ وأنا أحتسي كأس من الدماء.. تنهدت بعمق ونظرت بحزنٍ دفين أمامي


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

كان الحزن يأكلني أكلا فأنا لم أستطع طيلة فترة غياب لايسن عن غابيغا الذهاب ورؤية حبيبتي الجميلة سيرنيتي.. لقد كان أروس يسبقني إذ في كل ليلة عندما كنتُ أتسلل للذهاب و رؤيتها كنتُ أراه بانتظاري على شرفتها وهو مُكتف الأيدي..

 

اللعنة لقد نغص عليّ حياتي وأفشل خططي بالتقرب من سيرنيتي بفعلتهِ تلك.. كان يُجبرني على العودة معه إلى القصر رغم محاولاتي الكثيرة و طلبي منه ليسمح لي برؤيتها لكن اللعين كان يرفض ولا يذهب إلا عندما يُجبرني على فعل ذلك...

 

تنهدت بحزن ورفعت كأسي و احتسيته جرعة واحدة.. وضعت الكأس على الطاولة ونظرت أمامي بحزن وبعذاب..

 

لقد أصبحت سيرنيتي فعلا تكرهني.. ففي الليلة التي رأيت بها داستر و أروس في غرفتها كانت سيرنيتي غاضبة وتحاول طردي من غرفتها بالقوة..

 

كنتُ يائس وحزين ولم أعرف ما الذي يتوجب عليّ فعله حتى أجعلها تسامحني.. وفجأة ظهر أروس أمامي ثم داستر... وهنا عرفت بأن لايسن سوف يكتشف سري قريبا ويعاقبني لأنني كذبت عليه...

 

لقد أخفقت وبشدة... مسدت جبيني بيدي بقوة وأطلقت زفيرا قويا.. الملك لايسن قد عاد مع الأميرة فورتونا منذ قليل.. مجرد دقائق أو لحظات وسوف أراه أمامي ويلقي عليّ عقابا شديدا بسبب كذبي عليه..

 

فأكثر ما يكرهه الملك لايسن في الحياة هو الكذب.. إن كذب عليه أحد واكتشف ذلك لاحقا ستكون كارثة كبيرة..

 

أغمضت عيناي إذ فجأة شعرت بشيء مُختلف وغريب بداخلي.. ثم فجأة سمعت صوت في أذناي وفي دماغي

 

( مــ.. مايت في خطر )

 

انتفضت بقوة و وقفت ونظرت أمامي بترقب..

 

" من هناك؟!... "

 

هتفت بحدة لكن لم أسمع رد.. واستطعت بقوة حاسة الشم لدي معرفة بأن لا أحد في الغرفة غيري أو حتى قريب منها.. غريب!.. ما هذا الصوت الذي سمعته؟!... ربما تهيأ لي ذلك....

 

عدت وجلست على الكرسي وأغمضت عيناي إذ شعرت بألمٍ رهيب في رقبتي من الخلف..

 

" اللعنة.. كأنني تلقيت ضربة قوية عليه... "

 

همست بألم وبدأت بتمسيد رقبتي بيدي و انتفضت واقفا فجأة عندما سمعت لايسن يقول

 

" سوف تحتاج إلى تدليكها لاحقا عندما أكسرُها لك.. أو لنقل لن تحتاج لفعل ذلك لأنك ستكون بخبر كان إيفوس "

 

وقفت جامداً أمامهُ و نظرت إليه بصدمة وبخوف.. كان لايسن يقف أمام باب المطبخ وهو يتأملني بنظرات بدت خيبة الأمل واضحة بها والغضب الشديد..


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

تقدم وجلس أمامي على المقعد وطرق بأصابعه بخفة على الطاولة ثم توقف عن فعل ذلك وكلمني بجمود

 

" أولا أريد معرفة السبب الرئيسي الذي جعلك تكذب عليّ بخصوص مكانة سيرنيتي لديك.. ثم أريدك أن تخبرني بكل شيء فعلته لها منذ رؤيتك لها حتى ذهابها برفقة لوسيا.. أريد الحقيقة الكاملة إيفوس.. إن تجرأت وكذبت عليّ من جديد لن أتهاون معك أبدا.. هل فهمت؟ "

 

نظرت إليه بتوتر وباحترام


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

بلعت ريقي بقوة ثم كتفت يداي و اخفضت رأسي بعار إلى الأسفل ونظرت إلى لايسن بحزن و بألم كبير ثم همست لهُ بندم قائلا

 

" سامحني مولاي.. أنا لم أقصد الكذب عليك واخفاء الحقيقة عنك.. كنتُ خائف وغاضب ومنهار بسبب معرفتي بما حدث مع أمي.. عاملت سيرنيتي بطريقة شنيعة وبشعة و عنيفة.. وعندما سألتني إن وجدت رفيقتي المُقدرة.. رغم ظني أنني أكرهها في تلك الفترة شعرت بالخوف من ردة فعلك إن أخبرتُك الحقيقة.. شعرت بالخوف على سيرنيتي إذ ظننت بأنك لن توافق عليها كرفيقةٍ لي و بأنك قد تُبعدها عني بسبب شقيقها كلاوديوس "

 

ضحك لايسن بقوة وعندما هدأ قال لي بخيبة أمل واضحة

 

" أنتَ لا تعرفني جيدا إيفوس رغم تربيتي لك... هذا مؤسف.. هي لا ذنب لها بقرارات وأفعال شقيقها الغبي.. أنتَ من يجب أن يعرف فعلا كيف سيكون موقفي وقراري لو صارحتني بأنها رفيقتك المقدرة "

 

تنهد بعمق وتابع قائلا بحدة

 

" أخبرني ما الذي فعلته بها ودون كذب "

 

بلعت ريقي بصعوبة وشعرت بغصة في حلقي.. سعلت بخفة وبدأت بصوتٍ مُنخفض وبعار أُخبر لايسن كل ما فعلته بمعشوقتي الجميلة...

 

عندما انتهيت كان لايسن يتأملني بنظرات جامدة وغاضبة أخافتني.. نظراته لم تُبشر بالخير أبدا وهذا ما أرعبني.. إنها المرة الأولى التي ينظر بها إليّ بهذه الطريقة.. وأنا أعلم جيدا ما يعنيه ذلك.. الغضب البارد..

 

أوه نعم لا أحد يعلم ما يعني غضب الملك لايسن البارد.. هو يوازي الجحيم المُشتعل.. هو لا يغضب بهذه الطريقة إلا نادرا.. وإن فعل فلتحل علينا اللعنة أهون من غضبه هذا.. أغمضت عيناي عندما وقف واقترب مني.. وضع يده على كتفي وقال بنيرة جعلت قلبي يرتعش بسببها رعبا

 

" كنتُ أنتظر من الجميع أن يكذبوا عليّ إلا أنتَ إيفوس.. لا أنكر أنا لستُ راضياً عن تصرفاتك مع رفيقتك المقدرة ولكن رغم ذلك لن أعاقبك على ذلك.. هي رفيقتك في النهاية وأنا لا دخل لي بحياتكم الشخصية.. لكن هذا لا ينفي بأنك خيبتَ أملي بك.. كان يجب أن تعلم منذ البداية بأنني لن أعترض أبدا على كونها رفيقتك.. فأنا من المستحيل أن أبعدها عنك إن لم ترغب بذلك.. مؤسف أن أقرب الناس إليّ لا يعرفوني جيدا "

 

شعرت بالعار من نفسي أضعافا.. لقد فقدت ثقة لايسن بي وهذا ألمني جدا.. تنهد لايسن وأبعد يده عن كتفي وتابع قائلا

 

" لطالما اعتبرتك بمثابة شقيقي الصغير.. فضلتك على شعبي وأحببتك جدا وحميتك منهم.. لم أتخيل أن يأتي يوم وتكذب به عليّ.. هل ظننتَ أنني لم أكتشف منذ البداية بأنها رفيقتك المقدرة إيفوس؟ "

 

رفعتُ رأسي ونظرت إليه بدهشة... هز رأسهُ بحزن وتابع قائلا

 

" إذا أنتَ لا تعرفني جيدا إيفوس.. أنا وحش الجبل.. لا شيء يمر أسفل قدماي مرور الكرام دون أن أشعر به.. لقد اكتشفت منذ البداية بأنها رفيقتك وطلبت من أروس ليراقبك.. كنتُ أريدُك أن تأتي بنفسك وتعترف لي لكنك لم تفعل "

 

استدار واتجه ناحية النافذة ونظر للبعيد وتابع قائلا

 

" للأسف لدي عقاباً لك.. لا أحد يكذب عليّ وينفذ من فعلته تلك.. حتى لو كنتَ أنت.. ولذلك عقابي لك هو أن...... ما اللعنة!!!!!!... "

 

هتف لايسن بغضب في النهاية وانتفضت ونظرت بصدمة إلى النافذة عندما رأيت كلاوديوس بيرون يقف في ساحة القصر وهو يُقلص حجمه ويصرخ بقوة

 

" لايسن ثورم... أبعد رجالك عني.. أريد التكلم معك لأمرٍ طارئ وبالغ الأهمية.. أنا أحتاج إلى مساعدتك "

 

شتم لايسن بغضب وما أن كان على وشك الذهاب والتكلم مع كلاوديوس وقفت أمامه و أحنيت له رأسي وقلتُ له باحترام وبقلق

 

" أرجوك سيدي.. دعني أُرافقك.. أنا لا أثق بذلك العملاق.. قد تكون إحدى مكائده الجديدة "

 

تأملني لايسن بنظرات باردة ثم هز رأسه موافقا وخرج مسرعا من الغرفة.. تنهدت براحة وتبعته...

 

كنتُ أقف بجانب أروس خلف الملك لايسن في ساحة القصر و كلاوديوس يقف أمامنا والخوف ظاهر في عينيه بوضوح.. كنتُ أنظر إليه بكرهٍ شديد.. كُره لا يمكن وصفهُ بتاتاً بالكلمات.. ومع ذلك خوفهُ لملك العمالقة السحرة جعلني أشعر بعدم الاطمئنان..

 

تحولت عيون الملك لايسن إلى اللون الأحمر بينما كان ينظر بحقد إلى ملك العملاقة


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي
 

وهتف بحقد وبسخرية بوجهه

 

" أنظروا من يقف أمامي هنا.. ملك العمالقة السحرة كلاوديوس بيرون بشحمه ولحمه في غابيغا... ما الذي جاء بك إلى مملكتي؟.. هل أنتَ متشوق حتى تعرف ما سأفعلهُ بك بسبب خبثك و حقارتك؟.. يبدو بأنك تريدني أن أُنهي حياتك بيدي وفي أسرع وقت "

 

أغمض كلاوديوس عيونه بشدة وقال بندمٍ حقيقي

 

" أنا أعلم جيداً بأن ما فعلتهُ لا يُغتفر.. وأعلم بأنك سوف تعاقبني عاجلا أم آجلا.. لكن قبل أن تفعل أنا أحتاج مساعدتك وبشدة.. قائد الغيلان الجديد لقد خطف شقيقتي سيرنيتي وأخذها إلى أسفل جبله و... " 

 

شعرت بقلبي يتوقف عن الخفقان وبروحي تنسحب مني ببطء.. جحظت عيناي ونظرت برعب وبغضب كبير إليه وفورا ركضت وأمسكت بقبضة يدي عنقهُ وضغطت بقوة عليه وصرخت بوجهه بجنون

 

" ما الذي تفوهتَ به للتو؟!!!!!... من خطف سيرنيتي؟!!... هل هذه إحدى ألاعيبك الجديدة أيها الحقيرررررررررررررر؟... تكلم قبل أن أقتلك "

 

" إيفوس... أتركه.. "

 

أمرني لايسن بحدة وفورا انصعت لأمره ورغما عني أفلت قبضة يدي عن عنق ذلك المعتوه.. أنا لم أصدقه فهو يكذب بالتأكيد...

 

سعل كلاوديوس بقوة وقال بصوتٍ مختنق

 

" وحش الجبل.. عليك أن تصدقني.. لم تكن ستراني أقف أمامك هنا وأتوسل إليك لتساعدني و تنقذ شقيقتي من ذلك القذر.. لقد أرسلت طائري سوسان ليجد لي شقيقتي.. كنتُ أريد أن أعرف في أي غرفة هي في قصرك لكن لدهشتي رأيتهُ يطير ويقف على شرفة في قصر ألفا كلاي و.. "

 

شحب وجهي بشدة عندما سمعت ما تفوه به.. ثم بدأت نبضات قلبي تتسارع بشكلٍ مُخيف عندما سمعت كلاوديوس يُتابع قائلا بغصة

 

" و.. و رأيت ذلك اللعين يختبئ في غرفة سيرنيتي و.. و.. لقد خطفها.. حاولت أن أنقذها منه لكنه كان أسرع مني.. لقد دخل إلى جبل الغيلان وشقيقتي معه.. أرجوك وحش الجبل اذهب وانقذها وأعدُك سأفعل كل ما تطلبهُ مني.. فقط أنقذ شقيقتي.. "

 

تعرق جبيني وارتعش جسدي بكاملهُ بينما كنتُ تحت تأثير الصدمة.. عقلي لم يستطع تصديق ما حدث لحبيبتي الجميلة بينما قلبي كان يؤلمني جدا..

 

رأيت كلاوديوس يقترب ليقف أمام الملك لايسن ونظر إليه بجدية


رواية وحش الجبل - فصل 31 - أشلي

 

ثم تأملهُ برجاء وتابع قائلا له بتوسل

 

" أرجوك ساعدها.. ساعد شقيقتي الوحيدة.. أنا أقف أمامك الآن مهزوماً وخاضعاً من أجلها.. كما يجب أن أُنبهك وحش الجبل.. ذلك الغول القذر لقد أتى اللعين منذ عدة أيام إلى قصري وقال لي بأنه وجد حجر البينيتوك وأراد مني أن أستدرجك إلى مملكتي ووضعك في زنزانة من صنعهم وبداخلها ذلك الحجر.. لقد أخبرني بأن ذلك الحجر باستطاعتهِ أن يسحب قوتك السحرية منك وحرق جسدك "

 

نظرت إليه بذهول ورأيت وحش الجبل يعقد حاجبيه بغضب بينما كان ينظر إلى كلاوديوس بغضب أعمى..

 

أخفض كلاوديوس رأسه وتابع قائلا بمرارة

 

" ذلك اللعين أراد بالمقابل أن يتزوج سيرنيتي لكنني رفضت.. صدقني لقد رفضت عرضهُ وطردتهُ من مملكتي.. لكنه ذهب وخطفها.. أنا لا أستطيع الدخول إلى جبله بسبب التعويذة.. أرجوك أنقذ شقيقتي منه قبل فوات الأوان "

 

كان لايسن على وشك أن يتكلم لكن رأينا من بعيد كلاي يركض بسرعةٍ كبيرة.. وعندما وقف أمامنا نظر إلى كلاوديوس ثم إلى لايسن ثم إليّ بحزن وهنا عرفت..

 

هنا عرفت بأن كلاوديوس بيرون لم يكذب.. جميلة قلبي في خطر.. حبيبتي الجميلة خطفها ذلك المخلوق القذر... اشتعلت نيران الغضب في جسدي وفورا أصبحت عيوني حمراء كالدماء وصرخت بأقوى صوتٍ أمتلكه

 

" سيرنيتي ي ي ي ي ي ي.... "

 

جُن جنوني و اشتعلت غضباً على غضب وعروقي انتفضت بعصبية شديدة وجزيت على أسناني بصوت مسموع ولم أرى أمامي سوى الظلام.. ظلام أشعلهُ فتيل الغضب والحقد بداخلي.. وركضت...

 

ركضت بأقصى سرعةٍ امتلكها باتجاه مملكة الغيلان دون أن أكترث لأحد فحبيبتي في خطر..

 

كنتُ أركض بكامل قوتي وأنا أُفكر بحقد وبغضب جنوني.. سأقتل ذلك اللعين وأجعل الأرض سوداء اللون من دمائهِ العفنة.. سوف أريه كيف يلمس ممتلكاتي.. سأجعلهُ عبرة لمن يتجرأ على النظر إليها ولو لمجرد نظرة عابرة.. سأجعل روحه النجسة تطلب مني الرحمة ولن يجدها أبدا..

 

نبض قلبي بعنف بينما كنتُ أفكر بحبيبتي وفكرت بتصميم وبثقة تامة..

 

سوف أنقذكِ..... حبيبتي أنا أتٍ إليكِ.....


انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©