رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلم ايدك ياروحي بجد بارت أكتر من رائع حبيتو جدااااااا دايما مبدعه💝💞💝💞💝

    ردحذف
  2. تسلم ايدك حياتي سؤال الروايه كم بارت وراح تنتهي مطوله

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      الرواية نحو 30 بارت

      حذف
  3. البارت اكتير حلوة كالعادة ياقلبي حبيت شخصية بانبي الطفولية وبرائتها رضيت على مونرو فه لبارت اشوي ههههه

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لأنكِ أحببتِ البارت حبيبتي
      وسوف تحبين مونرو أكثر قريبا

      حذف
  4. الله عليكى تسلم ايدك مبدعه انتى هافن الأحداث بتشدنى جااامد

    ردحذف
  5. احسنت حبيبتي البارت حميل جداااااا... تسلم ايديك 💕

    ردحذف
  6. تسلم ايدك حبيبتي البارت روعة بس حابة استأذنك انا عارفة ان انتي بتتعبي كتير في كتابة البارتات بس انا نفسي الرواية لو تقدري تخلصيها قبل رمضان اكون شاكرة ليكي جدا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      ولكن قد لا أستطيع انهاء الرواية قبل شهر رمضان الكريم
      لذلك سأتوف عن كتابتها في شهر رمضان وأتابعها بعد انتهائه

      حذف
  7. الرواية حرفيا تجنن تسلم ايدك

    ردحذف
  8. مبدعة مبدعة حبيبتي البارت تحفة لاتتاخري علينا شوقتنا للبارت المقبل

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حياتي
      أشكركِ لأنكِ أحبتِ البارت وأحداثه

      حذف
  9. ستعرفين الإجابة عن أسئلتك حياتي قريبا
    وشكرا لأنكِ أحببتِ الأحداث

    ردحذف
  10. كاتي اصبحي عاشقه في بحر العشق قصه حبهم هي وباغو تجنن ومتحمسه للقادم.
    بابلو دا حبيته جدا الوحيد الي يقدر على جنون مونرو.
    بانبي المسكينه متى يفهم مونرو الحقيقة.
    ايميليا المزعجة ماذا تريد منها.
    تسلم ايدك البارت روعة ❤

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ أحداث روايتي وشخصياتها حبيبتي

      حذف
  11. جميل هالبارت بس لو نخلص من ايميليا شكد كرهت هالبنت خايفة على باني منها

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لأنكِ أحببتِ البارت يا قلبي

      حذف
  12. واااو الاحداث رووووعة
    منتظر نشوف شراست بانبي مع ايميليا

    ردحذف
  13. بانتظارك لا تتاخري علينا بالبارت القادم ... موفقة حبيبتي 🌺

    ردحذف
  14. رووعه هافن ❤️ عندما اقرأ البارات و ينتهي لا أستطيع التوقف عن قراءه البارت الذي يليه اتمني إن أعرف باقي الاحداث💞💞💞

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية



طفلة غبية




كتالينا بيلاتشو**



مضى شهر بكامله على تلك الليلة.. شهر بكامله حزين مضى على تلك الليلة التي قبلني بها باغو بعد أن هددني وسجنني في غرفة نومه..

 

طبعاً كنتُ أستطيع الهروب وبسهولة تامة من غرفته ومن قصر النجمة ولكنني قررت أن أبقى.. قررت البقاء دون أن أفهم أسبابي الحقيقية..

 

كنتُ مشوشة وضائعة.. لا أفهم بتاتاً مشاعري وتلك الرعشات التي تنتابني عندما أرى دون باغو في المساء..

 

بعد أن اعتذر مني في اليوم الثاني وقال لي بأنه آسف وبأنه لن يلمسني بأي شكلٍ كان أو يُخيفني من جديد.. شعرت بالغضب يتملكني...

 

وبسبب تصريحهُ هذا اللعين هذا خرجت من الحمام وصفعته بكامل قوتي.. طبعا غضبت منه وبجنون ولذلك صفعتهُ بكامل قوتي على وجنته..

 

كنتُ أجلس على الأرض بجانب السرير بينما كنتُ أُفكر بما حدث في ذلك اليوم.. رفعت رأسي عاليا ونظرت إلى لوحة الدون المثبتة على الحائط وضحكت بشدة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية

توقفت عن الضحك ونظرت إلى عينيه في اللوحة وقلتُ له بجدية

 

" كنتَ تستحق تلك الصفعة أيها الدون الوسيم.. أنا كتالينا بيلاتشو لا تريد تقبيلي بعد اليوم؟!!.. غبي.. سأجعلك تموت وتحترق في أتون من النار لتلمسني أيها الدون الوسيم.. أنا أُريدُك.. وما أريدهُ أحصل عليه دائماً.. تحمل ما سيحدث لك منذ اليوم "

 

كنتُ قد اتخذت قراري النهائي.. لقد سئمت من انتظاره طيلة شهر لعين بعد مرور تلك الليلة.. لكنهُ فعلا سجنني الغبي في غرفة نومه ومنعني الأحمق من الخروج منها نهائياً والسبب خوفهُ السخيف بأنه يحميني..

 

أحمق فأنا أعلم جيداً بأنهُ تعلق بي ويرغبني بجنون.. وأنا كذلك أرغبهُ بجنون..

 

نظرت بحزن أمامي وهمست بقهر

 

" ما الذي يمنعهُ عني؟!.. طبعا عمري اللعين.. فهو يظن بأنني في الثامنة عشر وتم اغتصابي لذلك أردت الانتحار.. أفكاره غريبة هذا الدون.. "

 

زممت شفتاي وفكرت بقهر وبغيظ شديد.. أخيراً بعد تلك الليلة التي حبست بها نفسي في الحمام اعترفت لنفسي بأنني أرغب الدون.. حسناً أنا امرأة في النهاية ولدي مشاعر ورغبات.. شيء طبيعي أن أشعر بالرغبة نحو الدون.. القذر هو وسيم لحد اللعنة وجذاب و حنون و رجولي جداً و.. إلهي جسده.. جسده الطويل والمفتول العضلات.. هو رجولي جداً..

 

أكثر ما يُعجبني به عينيه.. واه من عينيه الجميلة السوداء.. عيونه تجعل قلبي ينبض بجنون من مُجرد نظرة واحدة منه و..

 

توقفت عن التفكير ونظرت بتوتر أمامي وهمست بحدة لنفسي

 

" تباً.. ما الذي أُفكر به؟!.. ما أشعرُ به نحو باغو مُجرد رغبة لا أكثر.. لا أكثر.. لا أكثر كاتي.. عليكِ أن لا تُفكري بأسباب أخرى "

 

مسحت وجهي بكلتا يداي ثم سمعت صوت قفل الباب وبعدها انفتح ودخل الرجل الذي يجعلني لا أنام في كل ليلة بسبب تفكيري المتواصل به..

 

تلاقت نظراتنا وفوراً شعرت بطيار كهربائي يسير من رأسي نزولا إلى أسفل عامودي الفقري.. ارتعشت بقوة بسبب نظراتهِ الحزينة والحنونة التي كانت تتأملني بعمق..

 

استفقت من شرودي التام في بحر عينيه عندما تقدم ووقف أمامي وقال بنبرة حزينة

 

" مرحباً كاتي.. هل تشعرين بالبرد؟.. قفي عن الأرض واجلسي على الأريكة.. قد تمرضين صغيرتي "

 

وقفت أمامهُ بغضب وهتفت بوجهه بحدة

 

" لستُ صغيرة.. توقف عن مُناداتي بالصغيرة.. أنا امرأة.. أنا امرأة ولستُ طفلة "

 

رأيت عينيه تشتعل بسرعة من فورة الغضب وهنا انتبهت بأنهُ كان يحمل كيس ضخم أسود بيده عليه علامة لماركة ثياب لأشهر مصمم في العالم.. رمى الكيس على الأريكة واقترب مني بسرعة وأمسكني من مرفقي وجذبني إليه بطريقة مُتملكة ونظر في عمق عيناي بغضب أعمى..

 

اوه نعم.. نعم قبلني واللعنة.. قبلني أيها الغبي والآن..

 

هتفت بداخلي برغبة جنونية بتلك الكلمات بينما كنتُ أنظر إلى شفتيه وأستعد لتلقي قبلتهُ والشعور بشفتيه الرائعة والتي كانت تجعلني لا أنام طيلة شهرٍ لعين بسبب رغبتي الحارقة لأشعر بها من جديد على شفتاي..

 

لكنهُ للأسف الشديد لم يفعل إذ أمسك كتفاي وهزني بخفة وهتف بحرقة

 

" أنتِ طفلة.. طفلة صغيرة أمامي ومُدللة لحد اللعنة.. ما زلتِ مراهقة ومُستهترة كذلك.. أنتِ لستِ امرأة كاتي.. ما زال أمامكِ الكثير من الوقت والسنوات لتتحولي إلى امرأة.. "

 

أنفاسه.. اااه من أنفاسه الحارة كم هي رائعة.. أنفاسهُ الجميلة والتي كانت رائحة النعناع تفوح منها جعلتني أقف كالغبية أمامه بينما كنتُ أنظر إلى شفتيه برغبة أحرقتني بجنون..

 

توقف عن هزي وهنا رفعت نظراتي ببطء واستقرت في عمق عينيهِ الساحرة بضياع وبضعف كُلي.. في حياتي كلها حتى أمام بابلو لم أشعر بهذه المشاعر ولم أشعر بهذا الضعف..

 

لم أشعر بهذا الضعف والضياع أمام أي رجل في حياتي مُسبقاً.. ولكن الدون يجعلني أتحول إلى أنثى بين يديه.. أنثى تحترق من مُجرد نظرة واحدة منه..

 

هذا الدون يجعلني أشعر بالضعف أمامهُ وأتحول إلى امرأة حقيقية تحترق بأنوثتها أمامه..

 

تأمل نظراتي بغضب في البداية ثم تسارعت أنفاسه وشعرت بعضلات صدره تعلو وتهبط بسرعة..

 

رأيتهُ بسعادة لا توصف يُغمض عينيه ثم أخفض رأسهُ قليلا وما أن كانت شفتيه على وشك لمس شفتاي فجأة تجمد وفتح عيونهُ الجميلة وتأملني بذهولٍ شديد ثم شتم بهمس وابتعد عني ثلاث خطوات إلى الخلف.. ورأيتهُ بحزن يرفع يدهُ اليمنى وسرح بأصابعهُ خصلات شعره إلى الخلف بتوترٍ شديد..

 

نظرت إليه بنظرات حزينة جداً.. شعرت بألمٍ شديد في صدري لأنهُ لم يُقبلني.. لم يُقبلني بينما أنا أمامهُ أقف وبكامل كياني ورغبتي أحترق برغباتي له وأموت للشعور بشفتيه على خاصتي..

 

أزال يده بغضب عن رأسه وتأملني بنظرات متألمة وقال بأنفاس مُتسارعة

 

" آسف كاتلين.. سامحيني.. لا أعرف ما أصابني.. كنتُ أتجنب التكلم معكِ منذ تلك الليلة حتى لا أجعلكِ حزينة و خائفة مني "

 

اقترب مني خطوة وتابع قائلا بندم

 

" منذ تلك الليلة أنبني ضميري لأنني تجرأت وقبلتكِ وأخفتكِ مني.. كنتُ أستحق فعلا تلك الصفعة منكِ.. لذلك قررت أن أبتعد عنكِ وأتجنب إخافتكِ.. لكنني أخطأت وسجنتُكِ هنا في غرفة نومي.. كنتُ خائف أن.. أن تهــ.. أن يُصيبكِ أي مكروه إن غادرتِ قصري "

 

ثم ابتسم ابتسامة حزينة وتابع قائلا بغصة

 

" منذ أن أنقذتكِ في تلك الليلة من الحادث اعتبرت نفسي مسؤولا عن حمايتكِ.. وأنا أعلم جيداً بأن هناك حقير قذر قد اغتــ.. قد قام بأذيتكِ.. لذلك لا أستطيع السماح لكِ حاليا من الذهاب.. ربما عاد ذلك الرجل و.. اللعنة... "

 

شتم بتوتر وبغضب في النهاية ثم تحرك بعصبية وبعدها وقف جامدا وتأملني بنظرات حنونة بينما كنتُ جامدة بأرضي أنظر إليه بذهول تام وقلبي يقرع بجنون كالطبول في قفصي الصدري..

 

ابتسم ابتسامة حنونة جعلت قلبي يتوقف عن النبض ثم فجأة تسارعت نبضاتهِ بشكلٍ جنوني لدرجة أنهُ ألمني..

 

سمعت باغو يُكلمني بنبرة حنونة وسط ضياعي ونبضات قلبي الجنونية

 

" لكنني بسبب حمايتي لكِ جعلتكِ حزينة.. لذلك قررت اليوم أن أعوضكِ كاتي.. لن تكوني سجينة هذه الغرفة بعد اليوم.. ولكن من أجل سلامتكِ طبعاً سوف يرافقكِ حارسين بشكلٍ دائم إن أردتِ مغادرة القصر.. و لأعوضكِ... "

 

توقف عن التكلم واقترب خطوتين مني حتى كاد أن يلتصق بي ثم أمسك بيدي اليمنى وضغط عليها برقة وتابع قائلا بحنان

 

" ولأعوضكِ جلبت لكِ هدية.. أتمنى أن تعجبكِ.. في المساء لدي مفاجئة لكِ.. أريدُكِ أن تكوني في كامل أناقتكِ الليلة.. في تمام الساعة الثامنة ليلا سنذهب "

 

توسعت عيناي ونظرت إليه بسعادة لا توصف ثم قفزت وعانقتهُ بشدة وبعدها ابتعدت عنه وقفزت وصفقت بسعادة وهتفت بمرح

 

" أخيرا سأذهب في موعد.. هذا رائع... "

 

تجمدت نظرات باغو بذهول عليّ فتوقفت عن القفز ونظرت إليه بارتباك.. تأملني وهو يرمش بقوة وقال بتوتر

 

" إنه ليس موعد.. أعني.. نحنُ فقط ســ.. أنا وأنتِ.. كاتي أنا... "

 

نظرت إليه بحدة وقاطعتهُ قائلا بنبرة حازمة

 

" فهمت.. لا تُفسد سعادتي الآن "

 

ثم نظرت إليه بطفولية وسألته

 

" هل يمكنني أن أرى ما جلبتهُ لي؟ "

 

تغيرت ملامح وجهه بسرعة إذ ابتسم بوسع وأجابني

 

" لا.. دعيها مفاجئة للمساء.. والآن ما رأيكِ أن ترافقيني إلى الحديقة ونجلس ونحتسي القهوة معاً؟.. أعني أنا سأشرب القهوة وأنتِ صغيرتي العصير "

 

رفعت حاجبي عاليا وقلتُ لهُ بغيظ

 

" لستُ صغيرة دون باغو.. أنا في الثانيــ.. امممــ.. الثامنة عشر من عمري.. أنا راشدة "

 

قهقه بمرح وأمسكني من ذراعي وجذبني لأمشي برفقته باتجاه الباب وهو يقول بمرح

 

" ربما راشدة ولكنكِ ما زلتِ صغيرة جداً كاتي "

 

قلبت عيناي بقهر وتبعته إلى الأسفل.. كنتُ أبتسم بسعادة وأُلقي التحية على كل شخص أراه أمامي في القصر.. مدة شهر كامل معزولة في غرفة نوم الدون وأنا أستنشق ثيابه وعطره ليمضي الوقت بسرعة جعلتني أشعر بالوحدة التامة..

 

ما أن رأيت فيوليت تقف في وسط الردهة في الطابق الأرضي حتى هتفت بسعادة لا توصف وأنا أسحب ذراعي من قبضة الدون وأركض باتجاهها

 

" فيوليت.. أخيراً.. لقد اشتقت إليكِ بجنون "

 

انتفضت فيوليت واستدارت وتلقت عناقي لها وهي تضحك بسعادة ثم بادلتني العناق بقوة وقالت

 

" أنسة كاتلين.. الحمدُ الله.. أخيراً الدون عفى عنكِ وسمح لكِ بالخروج من جناحه "

 

رفعت رأسي وغمزتُها وهمست لها قائلة بخبث

 

" كنتُ أستطيع الهروب لو أردت فعل ذلك.. لكن قررت أن أبقى "

 

تأملتني فيوليت بذهول ثم ضحكت بخفة إذ ظنت بأنني أمزح معها.. فقالت لي بهمس وهي تبتعد عني

 

" هذا مستحيل.. لا يمكنكِ أنستي الهروب من هنا مهما حاولتِ.. المهم بأن الدون أخيرا سمح لكِ بالخروج "

 

ابتسمت لها بوسع وقبلتُها على خدها ثم خرجت برفقة الدون السعيد إلى الحديقة..

 

 

 

دون باغو بالوفا**

 

 

وقفت طيلة الليل أطرق على باب الحمام وأهتف لها بقلق وبحزن لتفتح الباب وتخرج.. شعرت بالندم الشديد لأنني أخفتُها مني وقبلتُها..

 

ولكن قبلتي لها كانت أجمل قبلة لي تذوقتُها في حياتي كلها.. صحيح حياتي لم تكن تخلو من النساء بتاتا ولكن كاتي هذه الحورية الجميلة والبريئة قلبت كياني رأسا على عقب..

 

طرقت الباب وطلبت منها بأسى أن تُسامحني ولكنها رفضت تماماً التكلم معي.. جلست على الأرض وأرحت ظهري على الباب ونظرت أمامي بحزنٍ عميق..

 

أشعر بالتملك وبالرغبة الجنونية نحو كاتلين.. فقدت أعصابي كلياً عندما قالت لي بأنها ستذهب من هنا ولن أستطيع منعها عن فعل ذلك..

 

لا أدري ما أصابني عندما تفوهت بتلك الكلمات إذ فقدت أعصابي كلياً وهددتُها ثم قبلتُها برغبة كبيرة وبتملُك..

 

نظرت بأسى أمامي وفكرت بمرارة.. يا ليتها كانت أكبر بعدة سنوات فقط.. أو يا ليتني لم أكن في السادسة والثلاثين من عمري.. كان اختلف كل شيء..

 

بيني وبين نفسي كنتُ أرفض تماما الاعتراف بمشاعري نحوها.. فارق العمر بيننا كان يقتلني بجنون.. لا يجب أن أضعف أمامها.. هي أمانة لدي.. سأحميها من الجميع ومن نفسي بالتحديد..

 

فكرت بتصميم بذلك وانتظرتُها لغاية طلوع الفجر لتفتح الباب وتخرج من الحمام..

 

في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً وبألم بدأت أعتذر لها وأخبرتُها بأنني لن أُقبلها مرة أخرى أو ألمسها.. سمعت القفل يدور وفوراً وقفت ونظرت باتجاه الباب وابتسمت بسعادة عندما رأيتُها أمامي..

 

ولكن ما أن تقدمت خطوة مني وقبل أن أفتح فمي وأعتذر منها وأطلب منها السماح فجأة شعرت برأسي يلتف بقوة ناحية اليسار..

 

توسعت عيناي بذهولٍ شديد ولا شعورياً رفعت يدي ووضعتُها على خدي الأيمن ألمس مكان صفعتها القوية النارية..

 

تباً.. في حياتي كلها لم يتجرأ أحد مُسبقا على صفعي.. وأي صفعة؟!.. صفعة قوية لحد اللعنة.. صفعتها حديدية وكأنها مُقاتلة..

 

إلهي.. لقد أُغرمت بجنون بصفعتها لي.. إذ ابتسمت برقة وأدرت رأسي ببطء ونظرت إليها.. و يا إلهي.. كانت كاتي تبدو فاتنة لحد اللعنة بينما عينيها تشتعلان بشرارات الغضب..

 

وقفت جامداً أمامها بينما هي كانت تتنفس بسرعة وتهتف بغضب بوجهي

 

" غبي ولعين.. إياك ثم إياك أن تُهددني مرة أخرى أو تُحاول تقــ.. تــ.. تُقبيلي.. "

 

ثم دفعتني بكلتا يديها على صدري وجعلتني أرجع بخطواتي إلى الخلف بعيداً عنها ورأيتُها بذهول تتخطاني بسرعة باتجاه سريرها..

 

وضعت يدي على صدري مكان دفعتها وفكرت بذهول.. كاتي تغدو شرسة عندما تغضب.. وجميلة جداً عندما تغضب.. وقوية جداً عندما تغضب.. أحببت ذلــ..

 

توقفت عن التفكير وشهقت بذهول عندما هتفت كاتي بغضب وهي تتسطح على سريرها

 

" أُخرج من هنا.. وبسرعة.. لا أريد رؤيتك أمامي أبداً.. مُنحرف لعين.. أكرهُك دون باغو.. والآن أُخرج.. أريد النوم بهدوء وبسلام "

 

حوريتي الجميلة تكون قيادية عندما تغضب.. فكرت بذهول بذلك بينما كنتُ أنظر إليها وهي ترفع غطاء السرير على جسدها وتنام على جنبها..

 

تنهدت بعمق واستدرت ومشيت نحو الحمام الثاني لأستحم..

 

بعد مرور أسبوعين**

 

في المساء كنتُ أتناول وجبة العشاء في مطعمي برفقة فيليبو.. كان قد تحسن ورفض رفضاً قاطعاً أن يسمح لي بمغادرة القصر ورافقني رغم اعتراضي الشديد وطلبي منه ليستريح..

 

رغم الإصابة في كتفي إلا انني كنتُ بخير ولا أحتاج للراحة لفترة أسبوعين أخرين كما طلب مني ريكاردو.. فكتفي كان قد تحسن.. غادرت قصري وذهبت إلى الشركة لأعمل وفي المساء ذهبت إلى المطعم الذي أمتلكه برفقة فيليبو وعدد من حُراسي.. لم أجد الشجاعة لأذهب إلى قصر النجمة وأرى حوريتي الجميلة والبريئة غاضبة مني كعادتها..

 

انهيت تناول طعامي دون شهية ثم مسحت فمي بالمنديل ووقفت ومشيت باتجاه الساحة الخارجية للمطعم.. مشيت بخطوات بطيئة وجلست على الحاجز الحديدي وفكرت بعمق وبحزن بحوريتي كاتي البريئة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية


أسبوعين كاملين وهي لم تتكلم معي بتاتاً.. كانت غاضبة.. غاضبة مني بجنون.. وهذا ألمني بشدة..

 

أمام كاتي أتحول إلى رجل آخر.. أتحول إلى رجل لا أعرفه.. أشعر بالضعف أمامها.. ليس ذلك الضعف الجسدي بل ضعف في مشاعري وأحاسيسي..

 

افتقدت النوم في هذين الأسبوعين بسببها.. كانت حوريتي تُرهقني بجنون بسبب جمالها.. وكانت تُعذبني في بُعدها عني وعدم تكلمُها معي.. لقد كرهتني لأنني سجنتُها في غرفة نومي..

 

معها حق أن تكرهني.. لكنني يائس.. يائس بجنون.. لا أريدُها أن تخرج من حياتي بهذه السهولة وترحل بعيداً عني..

 

" سيدي.. أنتَ بخير؟! "

 

انتشلني صوت فيليبو من أفكاري الحزينة.. رفعت رأسي ونظرت إليه بهدوء وأجبته بهمس

 

" أنا بخير "

 

اقترب ووقف أمامي وكلمني بجدية قائلا

 

" أنتَ دائم الشرود والتفكير هذه الفترة سيد باغو.. لقد لاحظت ذلك وبسهولة.. ما الذي يُشغل بالك سيدي؟!.. هل هي الأنسة كاتلين؟ "

 

عقدت حاجباي وتأملتهُ بدهشة كبيرة ولكن لم أستطع الكذب عليه فهو يعرفني جيداً ويعرف متى أكذب عليه.. لذلك أجبت صديقي بحزن

 

" هل فعلا يبدو ذلك واضحاً عليّ فيليبو؟! "

 

اقترب وأسند جسده على الحاجز بجانبي وكتف يديه على صدره وقال بهدوء

 

" نعم دون باغو.. هل تُحبها؟ "

 

توسعت عيناي بذهول ثم انتفضت واقفا وتأملتهُ بتوترٍ شديد وهتفت باعتراض وبارتباك واضح لعين

 

" أُحبها؟!!.. طبعا لــ.. لا.. لا.. طبعاً.. أعني أنا من المستحيل أن أُحبها فــ.. "

 

قاطعني بهمس قائلا

 

" بل تُحبها وبجنون سيدي.. لا تنكُر مشاعرك نحوها دون باغو.. يحق لك أن تُحب.. لا تخجل من مشاعرك نحو الأنسة ولا ترفضها "

 

ارتعشت يداي بقوة وأغمضت عيناي بشدة وهمست له بحرقة قلب يتعذب ويتألم بجنون

 

" أنا لا أُحبها فيليبو.. بل أعشُقها بجنون "

 

فتحت عيناي وتأملتهُ بعذابٍ كبير ووضعت يدي على قلبي وهمست لهُ بحرقة

 

" أعشقُها بجنون.. كاتلين جعلتني أعشقها لدرجة الجنون والتملُك.. ولكنني لا استطيع إظهار حُبي وعشقي لها.. لا أستطيع فعل ذلك فيليبو.. أنا في السادسة والثلاثين من العُمر بينما هي في الثامنة عشر فقط.. كما هي لا تُحبني.. مستحيل أن تفعل ذلك.. كيف لها أن تُحبني بينما أنا أُخيفها وقمتُ بسجنها في غرفتي لأنني أعشقُها لحد اللعنة ولا أريدُها أن تُغادر وتتركني أموت ببطءٍ شديد في بُعدها عني "

 

أخيراً اعترفت لنفسي عن مشاعري نحو كاتي.. اعترفت بعشقي الكبير لها أمام صديق عمري فيليبو.. شعرت بأن ثقلا كبيراً خرج من قلبي باعترافي.. ولكن الوجع في قلبي العاشق لم يزول.. ولن يزول وجع قلبي أبداً..

 

تأملني فيليبو بسعادة وقال بهدوء

 

" ولماذا لن تُحبك الأنسة كاتلين؟.. ثم الحُب جميل ولا يجب أن تتألم بسببه.. حاول أن تتقرب منها وتجعلها تُبادلك مشاعرك.. اجعلها ترى حقيقة الدون باغو بالوفا.. افتح لها قلبك ولا تخجل سيدي.. ستُحبك.. وكيف لها أن لا تفعل ذلك؟!.. فأنتَ رجل شهم وألف فتاة تتمنى نظرة واحدة منك.. ثم فارق العُمر لا أهمية له أمام الحُب الحقيقي والصادق "

 

تنفست بقوة وأجبتهُ بحزن

 

" كاتي تتألم.. ولا أعتقد بأنها في هذه الفترة قد تُبالدني مشاعري وتُحبني.. تذكر كيف تعرفت عليها وكيف حاولت أن تنتحر في حوض السباحة في قصري.. هناك رجل حقير تحرش بها بكل تأكيد.. فما أن أُحاول التقرب منها أو لمسها تهرب مني بسرعة.. ونظراتها الخائفة لي تقتُلني "

 

تنهد فيليبو بعمق ثم قال

 

" لا نعلم إن كان فعلا قد اغتصبها رجل قبل أن تتعرف عليها.. ما رأيك باغو أن أذهب من جديد وأبحث لك عن ماضيها و.. "

 

قاطعته بسرعة قائلا

 

" لا فيليبو.. لا أريدُك أن تبحث عن ماضي كاتي من جديد.. سأعرف منها الحقيقة وقريباً.. لا أريدُها أن تحزن مني إن عرفت بأنني أرسلتُك لتبحث عن ماضيها.. سأجعل كاتلين تثق بي وتُخبرني بنفسها عن سبب انتحارها في تلك الليلة وعن سبب خوفها مني "

 

ابتسم فيليبو بوسع ثم استقام واقفا أمامي وربتَ على كتفي بخفة ثم قال

 

" لك ما تريد صديقي.. لن أذهب ولن أبحث عن ماضي حبيبتك.. ولكن أريدُك أن تعدني بأنك لن تتخلى عن حُبك لها بسبب فارق العمر بينكما.. وأريدُك أن تبدأ بالتقرب منها وجعلها تُحبك "

 

نظرت إليه بامتنان ثم ابتسمت له بوسع وأجبته موافقا.. ثم غادرنا المطعم باتجاه قصر النجمة..

 

ولكن لدى دخولي إلى غرفة نومي رأيت كاتلين ترتدي روب الحمام وهي ترفعه عاليا عن ساقيها وتضع مرهم مُرطب على ساقيها وتُدلكهما بنعومة.. والقليل من صدرها الجميل كان يظهر من فتحة الواسعة للروب..

 

تسارعت نبضات قلبي بجنون وشعرت بعضوي الذكري ينتصب بسرعة.. ما أن رفعت كاتي رأسها نحوي استدرت بسرعة ونظرت إلى الأسفل نحو عضوي الذكري المنتصب ومشيت مسرعا باتجاه الحمام..

 

أغلقت الباب خلفي بعنف وتأوهت بألم بسبب انتصابي اللعين.. تباً كنتُ سأفسد براءتها لو شاهدت كاتي عضوي الذكري المنتصب..

 

خلعت ملابسي بسرعة واستحممت بمياه باردة لعينة حتى أستريح من انتصابي اللعين.. عندما انتهيت نظرت إلى انعكاس صورتي في المرآة وهمست بحزن

 

" أنا أُحبها.. أُحبُها بجنون.. لكن كيف لها أن تُحبني؟!.. مستحيل أن تفعل "

 

ارتديت الروب وخرجت مُسرعا إلى غرفة ملابسي..

 

رغم اعترافي الكامل بمدى عشقي لحوريتي البريئة إلا أنني لم أستطع التقرب منها والتكلم معها لفترة أسبوعين..

 

كنتُ أتعذب بجنون بسببها.. وقلبي العاشق لها لم يعُد باستطاعته التحمل.. كنتُ أرغبُها بجنون.. كنتُ أموت ألف مرة في اليوم لأذهب وأراها وأُمارس معها الحُب بطريقة رومانسية مُتملكة..

 

ولكن رؤيتي لنظراتها الحزينة دمرتني بالكامل.. وابتعدت عنها رغما عن إرادتي..

 

وقفت في وسط مكتبي في الشركة وهمست بتوتر

 

" يكفي.. يجب أن أعوضها وأجعلها تُحبني.. لا أستطيع سجنها في غرفتي لمدى العُمر.. اتخذت قراري.. سأفعل المستحيل لأجعلها تُسامحني وتُحبني "

 

ابتسمت بوسع ثم سحبت سترتي وارتديتُها وخرجت مُسرعا من الشركة دون أي حراسة ومرافقة فيليبو لي.. أمرت سائقي الخاص ليتجه إلى مبنى المصمم العالمي جيروني وجلست ابتسم برقة بينما كنتُ أُخطط لإسعاد حوريتي البريئة..

 

وصلت إلى المبنى وما أن دخلته استقبلني المدير باحترام ورافقني إلى مكتب المصمم.. جلست نحو نصف ساعة برفقة المصمم جيروني أرى تصميماته الجديدة لبدلة رسمية.. ثم رافقني إلى غرفة خاصة يضع بها تصميماته المميزة الجديدة...

 

اخترت بدلة سوداء ثم طلبت منه أن أرى أحدث تصميم لفستان سهرة صممه بنفسه.. ولكن لم يُعجبني أي فستان من المجموعة التي جعلني أراها على حاسوبه.. فجأة وقف جيروني وقال بسعادة

 

" دون باغو بالوفا.. في الأمس صممت فستان سهرة ولكنني لم أضع صورته في مجموعتي الجديدة.. سأرسل لك صورته على الهاتف.. إن أعجبك سأطلب أن يتم إرساله إلى هنا و تسليمهُ لك على الفور "

 

أجبته موافقا وبينما كنتُ أنتظره وصلتني رسالة على هاتفي.. رفعته ونظرت بتمعُن إلى الفستان..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية


ابتسمت برقة وأجبت جيروني

 

" أعجبني الفستان.. أريده.. وأريد حذاء مناسب له مقاس سبعة.. وحقيبة يد "

 

" كما تأمر دون باغو "

 

أجابني جيروني بسعادة وبعد لحظات تم تسليمي طلبي وسلمت الشيك للمصمم وذهبت إلى أقرب محل لبيع المجوهرات..

 

تأملت الطقم بسعادة بينما كنتُ أتخيل حوريتي البريئة ترتديه.. فقد اخترت لها طقم كامل من الألماس لترتديه الليلة.. سوف أُدلل حوريتي بجنون من الآن وصاعداً..

 

دفعت ثمن الطقم وخرجت من المحل واتجهت إلى القصر..

 

ما أن وصلت إلى قصر النجمة وضعت طقم الألماس على سطح مكتبي وصعدت إلى جناحي.. ومثل العادة شعرت بالضعف وكنتُ على وشك تقبيل حوريتي البريئة.. لكنني استفقت على نفسي وابتعدت عنها.. ثم طلبت منها لترافقني إلى الحديقة..

 

قضيت وقتا ممتعاً برفقة حوريتي الجميلة كاتي.. وفي المساء صعدت برفقتها إلى الغرفة ودخلت إلى الحمام لأستحم.. وبينما كنتُ أستحم سمعت صرختها الجنونية في غرفة النوم وهي تهتف بسعادة

 

" اااااااععععععععع.. الفستان رائع.. لقد أحببته بجنون.. شكرا باغوووووووو "

 

ابتسمت بوسع وتابعت غسل شعري بسعادة.. عندما انتهيت ارتديت الروب وخرجت باتجاه غرفة ملابسي.. ارتديت البدلة وسرحت شعري ووضعت ساعة رولكس على معصمي ثم وضعت من عطري المفضل..

 

استدرت وما أن خرجت حتى سمعت كاتي تهتف بقوة

 

" لا تنظر.. استدر بسرعة.. و إياك أن تختلس النظر "

 

ابتسمت بوسع على براءتها وطفوليتها التي أعشقُها بجنون.. وفعلا استدرت وانتظرتُها وأوليتُها ظهري وانتظرت بحماس حتى أرى جمالها الليلة..

 

" ياااااه.. أنا سعيدة جدااااااااا.. يمكنك دون باغو أن تستدير الآن "

 

سمعتُها تهتف بسعادة بتلك الكلمات واتسعت ابتسامتي أكثر.. حركت جسدي قليلا ونظرت باتجاهها ولكن تجمدت ملامحي وتجمدت عيناي بحدة عليها


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية

 

توسعت عيناي بذهول وارتعش جسدي بسبب ما رأيته..

 

" واللعنة لا.. والجحيم الملعونة لا.. "

 

همست بغضب وبحرقة وبغيرة وبجنون بينما كنتُ أتأملها بنظرات تشتعل من الرغبة ومن الغضب الأعمى..

 

رأيت حوريتي تقفز بسعادة أمامي ثم رفعت فستانها قليلا ونظرت إلى الحذاء وهتفت بسعادة كبيرة

 

" لقد أحببت بجنون الفستان والحذاء.. أحببتهما جدا.. لديك ذوق رفيع باختيار الملابس دون باغو "


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية
 

نظرت بجنون إليها بينما كنتُ أشتعل كالجحيم بداخلي.. واللعنة لا.. هذا ليس الفستان الذي رأيته في الصورة.. إنه فاضح جدااااااااااااااا.. ما هذا الفستان الفاضح واللعنة؟!!.. إنه جريء وفاضح كاللعنة.. واللعنة لن أدعها ترتديه أبدااااااااااا..

 

هتفت بداخلي بغضب أعمى وبغيرة قاتلة بتلك الكلمات.. ولا أعرف كيف أصبحت أمامها إذ رأيت نفسي أمسك بطرف الفستان عن نهديها وغطيت به وبعنف ما ظهر من صدرها الجميل.. وهتفت بغضب دون أن أنتبه لنظراتها المُندهشة لي

 

" لن تخرجي واللعنة بهذا المنظر خارج هذه الغرفة.. إنه فاضح ولا يستر لعنة من مفاتنكِ.. سأقتل جيروني لأنه سلمني فستان مُختلف.. اخلعيه والآن أيتُها الأنسة الصغيرة.. لن تخرجي بهذا الفستان خارج هذه الغرفة و بتاتا "

 

رفعت كاتلين رأسها عاليا وتأملتني بنظرات مُتعجبة ثم بنظرات ضائعة.. كنتُ غاضب ولم أنتبه بأنني كنتُ ألمس بكلتا يداي صدرها العاري.. ولكن فجأة شعرت بسخونة تكوي يداي وهنا أخفضت رأسي وتوسعت عيناي على وسعها عندما رأيت نفسي أمسك ثدييها بكلتا يداي مع قماش فستانها..

 

بلعت ريقي بقوة وتسارعت أنفاسي بعنف بينما كنتُ أنظر إلى يداي وصدرها الجميل..

 

" باغو.... "

 

سمعت كاتي تهمس باسمي بطريقة حالمة وهنا فقدت السيطرة كلياً ونهائياً على نفسي.. شتمت بعصبية وأبعدت يداي عن صدرها وجذبتُها بتمُلك من خصرها ليلتصق جسدها الجميل على جسدي ثم أخفضت رأسي وقبلتُها برغبة حارقة وبتملك..

 

فقدت السيطرة كليا على نفسي عندما رفعت يداي عن خصرها نحو ظهرها وشعرت بنعومة جلدها.. الفستان اللعين لا يستر شيئاً من جسدها..

 

تأوهت بجنون بينما كنتُ أُقبلها وشعرت بتجاوبها الخجول معي.. فلتحل اللعنة عليّ الآن.. أنا أريدُها.. أريدُها بجنون..

 

حملتُها من خصرها دون أن أتوقف عن تقبيلها بشغف وجعلتُها تتسطح على السرير.. رفعت كلتا يداي وأمسكت بحمالات الفستان عن كتفيها وأخفضتهما إلى الأسفل.. تأوهت بقوة عندما شعرت بجسدها العاري أسفلي..

 

ولكن عندما توقفت عن تقبيلها ونظرت إلى عينيها تجمدت بالكامل بسبب نظراتها الخائفة لي.. تجمدت عيناي في عمق عينيها الخائفة وهنا استفقت من جنوني..

 

إلهي.. ماذا كنتُ على وشك فعلهُ بها؟!!.. الآن هي خائفة مني.. تباً..

 

فكرت بحزن بذلك ورفعت بسرعة الفستان على كتفها ثم استقمت واستدرت ونظرت بألم أمامي وهمست لها من بين أنفاسي المتسارعة

 

" آسف.. لا تخافي مني كاتي.. "

 

كورت قبضتاي بعنف بجانبي وكلمتُها بغصة قائلا

 

" لقد تأخرنا.. فقط ضعي مشبك أو أي لعنة على الفستان.. لا أريد لأي رجل أن يرى مفاتنكِ حوريتي.. فقد أرتكب جريمة قتل الليلة.. سأنتظركِ في الأسفل.. لا تتأخري "

 

خرجت مُسرعاً من الغرفة وأنا أشتُم بعصبية.. كيف لم أنتبه بأن الفستان اللعين لديه فتحة واسعة لعينة على الصدر وعلى الظهر؟!.. سأقتل جيروني بنفسي وقريباً جداً..

 

توجهت إلى مكتبي وحملت علبة طقم المجوهرات وخرجت مُسرعا إلى الطابق الأرضي وانتظرت كاتي على نار....

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

" بابلو و و و..... "

 

هتفت بخوف مزق قلبي وأحرق روحي بعنف عندما رأيت بابلو يُغمض عينيه بقوة ووجهه أصبح شاحبا شحوب الأموات..

 

رميت المسدس على الأرض وأمسكت بكتفيه وهتفت بجنون

 

" أخي.. بابلو.. لا أستطيع خسارتك أنتَ أيضاً أيها المجنون.. افتح عينيك أرجوك.. بابلووووووو.... "

 

بدأت أتأمل جسدهُ بذعر أُحاول معرفة أين دخلت الرصاصة في جسده لأتصرف وأنقذهُ بسرعة.. لكن فجأة تجمدت عيناي على عينيه عندما همس بحزن

 

" لا تخف سيدي.. الرصاصة كانت فارغة.. أنا بخير "

 

اعتصر قلبي بشدّة ولا أعرف كيف جذبته إليّ وعانقتهُ بقوة وهمست بحرقة وبألم وبخوف

 

" لا تفعل ذلك بي أيها المعتوه مرة أخرى.. لن أتحمل أبداً خسارتي لك.. أخي.. أيها المجنون.. أخفتني للموت عليك "

 

أبعدني بابلو عنه قليلا ونظر إليّ بحزن وقال

 

" سامحني مونرو.. كان يجب أن أفعل ذلك بك حتى أجعلك تعود إلى صوابك.. ما تفعلهُ بابنة والدنا الروحي يؤلمني جداً.. مهما كان كُرهك لها كبيراً أتمنى ومن أجل رفاييلي بيلوني أن تعفو عنها وتنسى حقدك لها.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بحزنٍ شديد وتابع قائلا

 

" لن أسمح لنفسي بإبعاد زوجتك عنك.. ولكن لن أسمح لك بأذيتها مرة أخرى.. صدقني مونرو في المرة القادمة لن تكون الرصاصة في مسدسي فارغة.. في المرة القادمة سأقتل نفسي أمامك إن أذيتها.. وأنا لن أتردد للحظة واحدة ولن أتراجع عن قراري بتاتاً.. عليك أن تعدُني والآن بأنك لن تنتقم منها ولن تؤذيها "

 

تسارعت أنفاسي واشتد عصب جسدي بكامله.. عادة أنا أكره من يستفزني ويُساومني على شيء.. ولكن من يقف أمامي هو بابلو.. أخي وصديق العمر بالنسبة لي..

 

ما يطلبهُ مني شبه مستحيل.. ولكن من أجله رضخت رغماً عني.. ضغطت شفتاي بقوة بسبب قهري.. نظرت إليه بنظرات غاضبة ثم حادة ثم مُستسلمة وأجبته بغيظ

 

" حسناً.. لك ذلك "

 

كتف بابلو يديه على صدره وقال بهدوء

 

" عليك أن تقولها أمامي وتعدُني بالحرف الواحد بأنك لن تؤذيها "

 

اشتعلت النار في جسدي وشعرت بأنني سأنفجر من غضبي.. اصطكت أسناني وهمست مُرغما وضد إرادتي

 

" أعدُك.. هل استرحتَ الآن؟ "

 

تأملني باستمتاع اللعين وقال بهدوء كعادتهِ اللعينة

 

" لا.. لم أسترح.. أخبرني سيدي وبالحرف الواحد بماذا تعدُني "

 

انتفض جسدي من هول الغضب وسُمعَ في أرجاء الغرفة صوت طقطقة عظام رقبتي عندما حركت رأسي بقوة مُحاولا السيطرة على نفسي وأعصابي..

 

نظرت إليه بحدة وهمست له من بين أسناني بغضب

 

" بابلو ليغوريا.. أعدُك ومنذ هذه اللحظة بأنني لن أقوم بأذية زوجتي اللعينة بانبلينا بيلوني.. هل استرحتَ الآن؟ "

 

ابتسم اللعين بوسع ورأيته ينحني ويمسك مسدسه ويضعه على خصره وقال بهدوء وهو يستقيم ويتأملني باستمتاع

 

" نعم لقد استرحت.. شكراً لك سيدي.. وشكراً لك لأنك وعدتني بذلك.. وأنا أعلم جيداً بأنك لا تخلف بتاتاً بوعودك.. فسيكون حظ ابنتي تعيسا إن فقدت والدها بسبب عدم وفائك بوعدك لي.. "

 

توقف عن التكلم بينما كان يُحاول منع نفسه من الضحك بعد أن شاهد نظراتي المصدومة ثم نظراتي القاتلة له.. احمر وجهي بعنف بسبب غضبي المُشتعل وهتفت بوجه بابلو بحدة

 

" عاهر لعين.. لا تقلق لن تموت بسبب عدم وفائي بوعدي لك أيها القذر والخسيس.. ولكن لا تفرح كثيراً فـ بانبلينا بيلوني أصبحت زوجتي.. سأنتقم منها بطريقة مُنحرفة رائعة.. سأُضاجع اللعنة بها وأستمتع بجسدها كما يحلو لي.. وأنتَ طبعا لن تُمانع مُضاجعتي لزوجتي!.. أليس كذلك بابلو؟! "

 

سقط فكي إلى الأسفل بذهولٍ شديد عندما ابتسم بابلو بوسع وقال بمرح

 

" أتحرق شوقا لتفعل ذلك بها.. صدقني ستندم كثيراً عندما تمارس معها الحُب.. أقصد الجنس.. ستفهم ما أعنيه عندما تفعل ذلك بها.. أراك لاحقا سيدي.. لدي أعمال كثيرة بانتظاري.. وعلى فكرة سيدي.. منذ هذه اللحظة عليك بتنفيذ وعدك لي "

 

استدار ومشى باتجاه باب الجناح.. ولكن قبل أن يُغادر استفقت من صدمتي فهتفت له بحدة وبغضب جنوني

 

" غادر من أمامي وبسرعة أيها الغبي قبل أن أقتلك بنفسي هذه المرة.. في أحلامك لن أُضاجعها.. هل فهمت؟.. لن أفعل ذلك حتى لو توسلت مني زوجتي اللعينة و بجنون لأُضاجعها.. أنا أكرهُها بجنون وأكرهُك بابلو لأنك أجبرتني على فعل ما لا أريده.. حقير "

 

وقف بابلو أمام الباب والتفتَ ونظر إليّ باستمتاع قائلا

 

" انتبه جيداً سيدي.. قد يتحول هذا الكُره نحو بانبي إلى شيء آخر قريباً.. واسمح لي بأن أقترح عليك أن تشرب فنجان من الكابتشينو لتهدأ أعصابك قليلا.. سأرسلهُ مع ماري "

 

وغادر الحقير وهو يضحك بمرح.. رفعت كلتا يداي ومسحت بهما وجهي ثم سقطت بانهيار جالساً على الأريكة..

 

زفرت بقوة ونظرت أمامي بحزن.. صحيح غضبت الآن من بابلو ولكن قلبي ما زال يحترق من خوفي عليه.. بابلو بالنسبة لي ليس مُجرد صديق.. إنهُ أخي الذي لم تلدهُ أمي.. بابلو بالنسبة لي لا يُقدر بثمن.. وأنا لن أتردد للحظة واحدة من تلقي رصاصة بدلا عنه من أجل إنقاذ حياته..

 

هو لا يعلم ما فعلهُ بي منذ قليل.. كنتُ سأفقد عقلي لو أصابه أي مكروه.. من أجله ومن أجل كتالينا ما زلتُ أتنفس الآن.. الحياة طعنتني مرتين في صدري.. في المرة الأولى عندما توفيت والدتي أمامي لتنقذني.. وفي المرة الثانية عندما توفيت رالبيكا لتنقذني من الموت..

 

أغلى امرأتين على قلبي فقدتهما أمامي.. وما زال قلبي ينزف بقوة ألما على فراقهما..

 

وقفت ونظرت إلى باب غرفة النوم وهمست بوجع

 

" لا أحد يعرف كم أتألم بداخلي.. لا أحد يفهم مدى عُمق جراح قلبي.. لا أحد يفهم بأنني فقدت حياتي وقلبي بموت أمي و رالبيكا.. لا أحد يفهم بأنني تعذب كثيراً عندما خسرت والدي الروحي البروفيسور.. ولا أحد يفهم بأنني غاضب على الحياة والقدر وليس على ابنة رافاييلي بيلوني.. "

 

توقفت عن الهمس بحرقة قلبي الميت ودخلت إلى غرفة نومي ونظرت بهدوء إلى بانبي..

 

اقتربت وجلست على طرف السرير ونظرت إليها بنظرات باردة.. صحيح أنا أعرف وجيداً بأن لا ذنب لها بموت حبيبتي رالبيكا.. ولكن للأسف القدر وضعها أمامي في وقت غير مناسب بتاتا..

 

شعرت بالكره نحوها لأنها أحبت الحقير ريكو بيلوني.. ذلك القذر جعلني أخسر والدي الروحي ثم حبيبتي.. وهذه الغبية زوجتي أحبت من قتل والدها وخطفها.. غبية عن صحيح..

 

وكأنها شعرت بوجودي بجانبها.. إذ رأيتُها تفتح عينيها ببطء وتأملتني بنظرات ضعيفة ثم ابتسمت لي..

 

أخفضت رأسي ونظرت بجمود إلى ابتسامتها.. ثم توسعت عيناي بذهول عندما سمعتُها تهمس بضعف قائلة

 

" كيف دخلتَ إلى غرفتي؟!.. قد يراك والدي ويقتلك.. "

 

ثم تأملتني بنظرات خجولة وقالت وكأنها تُكلم نفسها

 

" هل أنتَ فعلا أمامي؟!.. أم أنا أحلُم من جديد بك؟!.. "

 

تحلُم بي؟!!.. ما اللعنة؟!!!...

 

فكرت بذهول وبصدمة كبيرة بكلماتها ثم فجأة سقط فكي إلى الأسفل عندما تابعت قائلة بهذيان

 

" أنتَ هو زائر والدي المُهم.. لقد اختبأت ورأيتُك رغم أوامر والدي لي لأصعد إلى غرفتي.. حتى أنني تبعتكما ودخلت إلى الغرفة السرية وسمعت حديثكما.. هل وافقتَ على الزواج مني أيها الوسيم؟!.. تزوجني.. لن تندم "

 

لن أندم؟!..... اللعنة على هذيانها اللعين..

 

رأيتُها ترفع يدها من أسفل الغطاء ووضعتها على يدي وقالت بحزن

 

" لا تغضب من والدي.. فهو يثقُ بك.. وهذا يعني بأنهُ يُحبك جدا.. أشكر الله بأن والدي لم يُفكر بإرغامي على الزواج من ريكو أو من كاسترو.. كنتُ سأقتل نفسي لو فكر بفعل ذلك بي.. أنا أكرههما وبشدة.. لا تُخبر والدي بذلك فقد يحزن "

 

شحب وجهي بعنف بينما كنتُ أنظر إليها بذهولٍ شديد.. فجأة أغمضت عينيها وتابعت بهذيان قائلة وبضعف

 

" حاولا اغتصابي لكنني قاومت.. قاومت جداً.. لحُسن حظي لم يلمساني وإلا كنتُ قتلت نفسي.. أكرههما معاً.. لا تتركني أرجوك.. لا تسمح لهما بأخذي مجدداً.. لا ترحل أرجوك.. انتظرتُك كثيراً لتأتي وتنقذي.. لا ترحل "

 

سحبت يدي من قبضتها وتجمدت دمائي وتخشب جسدي بكامله على وقع كلماتها.. مستحيل ما أُفكر به!!!.. هي تهذي.. هذا مُجرد هذيان لا أكثر..

 

فكرت بذلك وحاولت اقناع نفسي بأنها تهذي بسبب ارتفاع حرارتها اللعينة.. فجأة سمعتُها تُخرج أنين متألم من فمها وسمعتُها تهمس بخوف وبألم

 

" أرجوك لا تؤذيني.. أنتَ تؤلمني.. أرجوك سيدي.. أنا بريئة.. لستُ عاهرة... لستُ عاهـــ... "

 

توقفت عن الهمس والأنين وعادت لتغط بنومٍ عميق.. رفعت يدي ووضعتُها على جبينها وهمست بغضب

 

" لم تنخفض حرارتها كثيراً.. كيف قال لي الطبيب ماركو بأن الدواء سيُخفض حرارتها بسرعة؟!.. لم يحدث ذلك.. تباً "

 

وهنا قررت أن أبقى برفقتها لأهتم بها لهذه الطفلة الغبية.. وأقنعت نفسي بأن ما أقوم به الآن بسبب وعدي لصديقي بابلو.. فأنا لن أسمح له بقتل نفسه بسببي..

 

 

بانبلينا**

 

فتحت عيناي بضعف ورأيت نفسي داخل غرفة نوم غريبة.. حاولت التحرك لكن ألم فظيع في ظهري وفي مؤخرتي منعني من التحرك..

 

سالت دموعي بألم على وجنتاي عندما تذكرت ما فعلهُ بي ذلك المجنون بيلاتشو.. شعرت برغبة مُلحة للدخول إلى الحمام فاستخدمت كامل ما تبقى من قوتي لأتحرك..

 

نزلت عن السرير وبالكاد استطعت السير بسبب آلامي.. فتحت أول باب ورأيت بسعادة حمام أمامي..

 

عندما انتهيت نظرت إلى جسدي العاري بخجل ثم بحزن.. سحبت روب الحمام وارتديته ثم مشيت ببطء إلى وسط الغرفة..

 

عرفت بأنني داخل غرفة نوم الأسد.. هل شعر بالندم بسبب ما فعلهُ بي؟!.. بالطبع لا..

 

شهقت بقوة وفكرت بتعاسة.. ما فعلهُ بي أنا متأكدة بأنه لا يحدث بين رجل وزوجته.. فأنا لستُ غبية.. كنتُ أسمع صديقاتي في المدرسة يتكلمون عن تجربتهم الأولى في ممارسة الحُب وما سمعتهُ منهم يختلف كليا عن ما فعلهُ بي ذلك الغبي..

 

لقد ألمني جداً وحطم روحي وجسدي بفعلته.. لقد حطمني وأصبحت أرتعب منهُ بجنون..

 

ارتعش جسدي بخوف عندما سمعت أصوات قريبة من الغرفة.. قررت أن أخرج من هنا وأعود إلى غرفتي السابقة المتواضعة فأنا لا أريد البقاء هنا في غرفته..

 

مشيت ببطء وكنتُ أشهق بألم مع كل خطوة أخطوها.. فتحت الباب وما أن مشيت خطوة إلى الأمام تجمدت بأرضي تماماً عندما رأيت منظر من المستحيل أن أنساه في حياتي..

 

لا أعرف لماذا ترقرقت الدموع في عيناي!.. ولا أعرف لماذا شعرت بغصة مؤلمة في صدري عندما رأيت تلك الفتاة إيميليا تُعانق مونرو..

 

شعرت بأنني أختنق وأردت الهروب.. أردت الابتعاد من هنا وبسرعة.. استردت ببطء ومشيت بألم وأغلقت الباب واستندت عليه رغم ألم ظهري..

 

دموع حزينة سالت من عيناي وأحرقت قلبي وأحرقتني بشدة قبل أن تُحرق وجنتاي.. شعرت بالألم في كل خلية في جسدي.. مشيت بخطوات عرجاء بطيئة باتجاه السرير لكن قبل أن أصل إليه شعرت بالغرفة تدور بي بعنف وسقطت على الأرض إذ لم يعد جسدي يتحمل كل هذه الآلام..

 

ارتطم رأسي بالأرض وشعرت بالإعياء الشديد وبدأ جسدي يرتعش بجنون..

 

سمعت صوت خطوات تقترب ثم صوت ضجيج ثم سمعت شخص يهتف بقلق باسمي وبعدها شعرت بجسدي يتحرك ويتم رفعه.. فتحت عيناي بضعف وأول ما رأيته وجه مونرو ونظراتهِ القلقة.. لا بُد أنني أحلم.. فكرت بذلك ثم أغمضت عيناي وذهبت في سبات عميق في ذلك العالم المُظلم المُريح..

 

أنين متألم خرج من فمي بينما كنتُ أصفع تلك اليد التي تُحاول لمس جبيني..

 

" توقفي عن فعل ذلك وإلا عاقبتكِ.. تبا كم أنتِ طفلة مُدللة وغبية.. اللعنة.. لا تتحركي "

 

سمعت صوت الأسد يهتف بحدة بتلك الكلمات.. انتفضت بخوف وفتحت عيناي ورأيته يجلس بجانبي وهو يمسك علبة مربعة صغيرة.. رأيته يفتحها ثم سحب شيئاً من داخلها.. إنها تحاميل..

 

رأيته بذهول يضع قفازات طبية بيديه ثم قال بهدوء

 

" هل يمكنكِ النوم على معدتكِ.. يجب أن أضع لكِ تحـــ.. "

 

شهقت بذعر وهتفت بخجل لا يوصف

 

" ماذا تفعل سيدي؟.. لا يجوز ذلك.. أنا سأضعها بنفسي.. لو سمحت اذهب و أنا سأضعها "

 

تأملني بنظرات حادة ثم ابتسم بخبث وقال بنبرة لعوبة

 

" عادة لفترة يومين كنتِ تهذين.. على فكرة هذيانكِ ممتع.. لم أشعر بالملل بتاتا.. فقد كنتِ تتغزلين بجمال عيناي وتسمحين لي بوضع التحاميل لكِ أيتُها الطفلة.. وبعدها تبكين بألم على كتفي وتطلبين مني أن أسمح لكِ بالنوم على كتفي "

 

توسعت عيناي بذعر وشهقت بقوة واحمرت وجنتاي بشدة من جراء الخجل.. أبعدت نظراتي عنه ورأيت نفسي ما زلت في غرفة نومه..

 

حركت نظراتي ببطء نحو مونرو بيلاتشو وتأملتهُ بخجل لا يوصف وهمست له بتوتر

 

" هل فعلا كنتُ أفعل ذلك؟ "

 

تأملني بنظرات خبيثة وقال بمكر

 

" ولماذا سأكذب على طفلة مُدللة مثلكِ.. في الحقيقة لقد استمتعت كثيراً.. لقد أصابتكِ الحمى والهذيان لفترة يومين كاملين وكنتِ تثرثرين كثيراً.. في الصباح كنتِ تطلبين مني قبلة كبيرة على شفتيكِ وفي المساء كنتِ تطلبين النوم على كتفي وفي أحضاني.. ولم تسمحي لأحد بمساعدتكِ بارتداء الملابس ووضع التحاميل لكِ سواي "

 

توسعت عيناي بذعر وأغرقت رأسي في الوسادة.. ارتعش جسدي بعنف عندما شعرت بيديه على خصري وأدار جسدي برفق لأتسطح على معدتي..

 

سمعتهُ يُكلمني بنبرة هادئة على غير عادته

 

" لا تخافي لن تشعري بالألم.. أصبحت خبيراً بوضع التحاميل لكِ "

 

إلهي.. ما هذا الإحراج!!!.. سأموت.. أمسكت الوسادة بكلتا يداي عندما شعرت به يضع شيئاً في مؤخرتي.. انتابني الخوف الشديد وبدأت أبكي بفزع..

 

سمعت الأسد يتنهد بعمق ثم ضغط وجنتاي مؤخرتي ببعضهما وقال بهدوء

 

" لقد تحسنتِ أخيراً.. ستأتي ماري بعد قليل وتُساعدكِ بالاستحمام.. لقد تم تجهيز غرفة نوم جديدة لكِ و إيميليا اختارت لكِ بنفسها مجموعة من الملابس الجديدة.. انتقامي انتهى هنا بانبلينا بيلاتشو.. ولكن هذا لا يعني بأنني سامحتكِ على خيانتكِ الكبيرة لوالدكِ ووقوعكِ في حُب ذلك العاهر ريكو "

 

توقفت عن البكاء عندما سمعت اسم تلك الفتاة وتصريحهُ المفاجئ بأن انتقامه انتهى..

 

رفعت رأسي والتفت إلى الخلف ونظرت إلى السيد.. كان يرفع سروالي الداخلي إلى الأعلى ورأيته يُزيل القفزات الطبية عن يديه ويرميها في سلة المهملات بجانب السرير ثم وقف وقال لي بنبرة جامدة

 

" لقد اتخذت إجراءات جديدة هنا في القصر.. أعلنت للجميع بأن ابنة البروفيسور رافاييلي بيلوني في حمايتي.. لا أحد يعلم بزواجي منكِ سوى أنا وأنتِ و بابلو و إيميليا وحارسين لي أثق بهما ثقة عمياء.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بنظرات هادئة غريبة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية

 

ورغم هدوء نظراته لي إلا أنني شعرت بالخوف منه.. وسمعتهُ يُتابع قائلا

 

" لكن غير مسموح لكِ من الخروج من القصر بتاتاً.. وغير مسموح لكِ باستخدام هاتف أو أي جهاز الكتروني للتواصل مع أي أحد خارج هذا القصر "

 

جلس فجأة على طرف السرير بجانبي وقال بحدة

 

" وهذا لا يعني بأنني سامحتكِ على خيانتكِ لوالدكِ.. ولا يعني بأنني نسيت بأنكِ كنتِ عشيقة ذلك القذر.. ما فعلته هو بسبب بابلو.. لقد واجهني منذ يومين وطلب مني أن ينال العقاب عنكِ بعد أن أصابتكِ الحمى.. صديق عمري واجهني وكُدت أن أقتله بسببكِ.. أرادني أن أتوقف عن مُعاقبتكِ وأُعاقبهُ بدلا عنكِ.. بل أرادني أن أقتلهُ من أجل حمايتكِ.. وذلك فقط لأنكِ ابنة البروفيسور بيلوني "

 

تأملتهُ بخوف ورأيت عروق عنقه تنفر.. يبدو واضحا لي بأنهُ غاضب كاللعنة.. ماذا فعلت له ليغضب؟!.. مجنون فعلا..

 

تحرك فجأة وأمسكني بكتفي وأدارني برفق لأنام على ظهري.. شهقت بفزع عندما رأيت نفسي عارية لا أرتدي حتى حمالة الصدر.. حاولت ستر صدري من أمام عينيهِ الفاحصة والوقحة لكنه ابتسم بخبث وقال

 

" سبق ورأيت كل شيء عزيزتي.. كل إنش لعين في جسدكِ رأيته.. والآن.. "

 

وقف بهدوء وقال بنبرة عملية

 

" لا داعي لخوفكِ مني بعد الآن.. لأنني من المستحيل أن ألمسكِ.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بنظرات حادة وتابع قائلا

 

" عندما تأتي ماري نفذي كل ما تطلبهُ منكِ.. كوني مطيعة ولن أُعاقبكِ.. والأهم لا تتكلمي مع أحد من حُراسي وإلا قتلته أمام عينيكِ "

 

ثم استدار وغادر غرفته بهدوء تام.. رمشت بقوة ونظرت ببلاهة أمامي إذ لم أفهم بتاتاً ما حدث الآن.. هل حقا تغير الأسد بسبب بابلو!!!.. أتمنى ذلك.. كل ما أريده في الحياة هو أن أعيش بسلام..

 

دقائق قليلة رأيت السيدة ماري تدخل إلى الغرفة وهي تحمل بيديها ملابس.. وضعتها على الطاولة وقالت بنبرة باردة

 

" أنسة بانبي.. سأقوم بتجهيز الحمام لكِ وبعدها سوف أُساعدكِ بارتداء ملابسكِ "

 

بخجل لا يوصف تركتُها تُساعدني بالاستحمام وارتداء الملابس.. عندما انتهت نظرت إليها بحياء وسألتُها

 

" سيدة ماري.. هل تعرفين ما حصل لي منذ يومين؟.. أنا لا أتذكر شيئا "

 

تأملتني بنظرات هادئة وأجابتني

 

" كل ما أعرفه بأن السيد منع أي أحد من الدخول إلى جناحه.. وبعدها أمر الحارس جوفاني بالذهاب إلى صيدلية قريبة ليجلب لكِ أدوية.. ثم اندلع شجار عنيف بين السيد بيلاتشو والسيد بابلو بسببكِ وبعدها لم يخرج السيد من جناحه لغاية اليوم "

 

رمشت بقوة ونظرت إليها بدهشة كبيرة.. هل ظل بجانبي طيلة هذين اليومين؟!.. هذا غريب!!.. هل فعلا أصابني الهذيان وتفوهت بأمور مُخجلة أمامه؟!.. إلهي ما هذا الإحراج..

 

ساعدتني ماري بالخروج من الغرفة فقدماي كانت ضعيفة وكنتُ ما زلتُ أشعر بالألم في ظهري وقليلا في مؤخرتي.. بعد تسريحها لشعري ساعدتني لأقف وخرجنا من الجناح.. ولكن لم نمشي كثيرا إذ نظرت بدهشة كبيرة عندما فتحت ماري الباب الملاصق لجناح السيد وقالت لي ببرود

 

" لقد أمرني السيد بتجهيز هذه الغرفة لكِ "

 

وما أن دخلت إلى الغرفة حتى خرجت بسرعة شهقة إعجاب كبيرة من فمي بسبب جمال الغرفة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 14 - طفلة غبية

 

ابتسمت بوسع وهتفت بسعادة افتقدتُها منذ زمنٍ طويل

 

" هل هذه الغرفة لي حقاً؟!! "

 

استدارت السيدة ماري وتأملني بنظرات غريبة ثم قالت برقة

 

" نعم.. إنها لكِ بأوامر من السيد بيلاتشو بنفسه "

 

ثم رفعت ذراعها اليمنى وأشارت بأصبعها السبابة باتجاه اليمين وقالت

 

" هذا الباب يؤدي إلى جناح السيد.. إنهُ مُقفل والمفتاح مع السيد.. "

 

ثم أشارت نحو اليسار وقالت

 

" وهذا باب الحمام "

 

حركت كتفاي نحو الأمام وابتسمت بسعادة كبيرة.. ساعدتني السيدة ماري لأتسطح على السرير ثم قالت باحترام

 

" إن احتجتِ لأي شيء فقط اضغطي على رقم اثنان في هذا الهاتف الأرضي.. والآن بالإذن منكِ يجب أن أذهب لأُتابع عملي "

 

كنتُ أنظر في أرجاء الغرفة بعد خروج السيدة ماري.. شعرت بسعادة لا توصف لأن الأسد اختار لي هذه الغرفة الجميلة.. فهي تشبه غرفتي الزهرية في قصر والدي.. صحيح لون هذه الغرفة ذهبي اللون ولكنها جميلة جداً..

 

أمسكت بجهاز التحكم عن بُعد للتلفاز وهتفت بسعادة

 

" تلفااااااااز.. لقد افتقدتُك أيها الجميل وافتقدت مُشاهدة أفلامي المُفضلة.. الرسوم المُتحركة.. يااااي... "

 

قلبت القنوات وضحكت بسعادة عندما رأيت قناة خاصة بديزني.. كان يتم بث فيلم الأميرة النائمة.. لم أُشاهد هذا الفيلم منذ سنوات كثيرة.. أرحت رأسي على الوسادة وشاهدت بسعادة الفيلم..

 

مضى أسبوع على وجودي في هذه الغرفة.. أسبوع بكامله لم أرى الأسد به..

 

بابلو أتى لزيارتي في اليوم الثاني وشعر بالسعادة لأنني أحببت الغرفة ولأنني تعافيت من الحمى.. أما السيدة ماري كانت تأتي دائما وتهتم بنفسها بجروح ظهري و مؤخرتي..

 

بدأت تتقبلني وتبتسم لي دائما عندما تأتي إلى غرفتي..

 

جلست بسعادة وبراحة بعد أن ساعدتني السيدة ماري بالاستحمام وارتداء ملابسي.. نظرت إلى يداي بخجل وسألتُها

 

" سيدة ماري.. هل يمكنني أن أسألكِ عن موضوع مُخجل قليلا؟.. أعني موضوع بين رجل وامرأة.. ما أعنيه مــ.. "

 

ابتسمت برقة وجلست بجانبي على طرف السرير وقالت تُقاطع حديثي

 

" تفضلي أنستي.. أنا أستمع إليكِ "

 

نظرت إليها بحياء وقلتُ لها

 

" أولا أريدُ أن أشكركِ لأنكِ اهتممتِ بي منذ قدومي إلى هذا القصر.. أعني أنا أعلم جيداً بأنكِ من أخبرتِ السيد في تلك الليلة بأن ذلك الحارس دخل إلى غرفتي وحاول اغتصابي.. شكرا لأنكِ أنقذتني منه "

 

رأيت ملامحها تتجمد ونظراتها المذهولة على وجهي وشحب وجهها بشدة.. تأملتُها بحنان وقلتُ لها

 

" أتفهم سبب عدم دخولكِ على الفور إلى الغرفة وإبعاد ذلك الحارس عني.. كان سيضربك لو فعلتِ ذلك.. المهم شكرا لكِ لولاكِ كان أكمل فعلته و.. وجردني من عذريتي بطريقة مُقرفة "

 

توسعت عينيها وتأملتني بنظرات صادمة.. ثم شاهدت يديها ترتعشان بقوة.. أمسكت يديها بكلتا يداي وقلتُ لها

 

" لا تحزني.. فالسيد بيلاتشو أنقذني منه في الوقت المناسب.. ولكن أحببت أن أشكركِ لأنكِ السبب في إنقاذهُ لي.. "

 

توقفت عن التكلم وابتسمت لها بوسع ثم بخجل وقلتُ لها بحياء

 

" وأرغب بأن أسألكِ عن موضوع مُخجل قليلا.. أنا.. أنا لا أعرف بصدق كيف تكون.. أقصد ما يحدث من حميمة بين رجل وامرأة.. أقصد بين رجل وزوجته.. هل هو أمر طبيعي أن.. أن... "

 

توقفت عن سؤالها بسبب خجلي المميت.. حركت السيدة ماري يديها وحضنت كلتا يداي بهما وقالت بغصة

 

" لا تخجلي مني أنسة بانبي.. يمكنكِ أن تسأليني "

 

نظرت إلى غطاء السرير بخجل وقلتُ لها

 

" هل هو شيء طبيعي أن يستخدم الرجل ألعاب غريبة مع زوجته؟.. أقصد تلك الألعاب المُخيفة على شكل.. شكل.. "

 

قاطعتني قائلة بغصة

 

" ألعاب السادية؟.. هذا ما تقصدينه؟ "

 

نظرت إليها بخجل وأومأت لها موافقة.. رأيتُها تُغمض عينيها ثم سحبت يديها عن خاصتي وقالت بحزن

 

" لا أعرف يا ابنتي كيف يمكنني أن أشرح لكِ ما تطلبين معرفته! "

 

ثم فتحت عينيها وتأملتني بحزن وتابعت قائلة بغصة

 

" بعض الرجال يستهوون استخدام السادية في العلاقة الجنسية مع زوجاتهم أو مع حبيباتهم.. و.. والسيد كان من هذا النوع.. لكنهُ توقف عن السادية عندما تعرف على الأنسة رالبيكا "

 

أشحت بنظراتي بعيداً عنها بخجل إذ عرفت بأنها اكتشفت بأنني أسألها عن ما فعلهُ بي السيد وإن كان شيئاً طبيعياً يحدث بين الرجل وزوجته..

 

احمرت وجنتاي بشدة عندما سمعت السيدة ماري تُتابع قائلة بغصة

 

" وجواباً على سؤالكِ.. إنهُ.. إنهُ شيء طبيعي يحدث بقبول من الطرفين.. إن كان بين زوجين أو رجل و.. وحبيبته "

 

وقفت بسرعة وأدارت لي ظهرها وقالت بحزن وبغصة وكأنها تبكي

 

" سامحيني أنسة بانبي.. سامحيني... "

 

نظرت إليها بتعجُب.. لماذا تطلب مني السماح الآن؟!.. ولكن لأنها أخبرتني بأن ما فعلهُ بي ذلك الأسد شيء عادي يحدث بين زوجين شعرت بالراحة قليلا.. صحيح فعل ذلك بي دون موافقتي ولكن هذا يحدث بين زوجين.. أعني.. ياه لا أفهم نفسي.. لماذا أجد لهُ مُبرر على ما فعلهُ بي..

 

رغم أنهُ شيء طبيعي يحدث بين زوجين ولكنني لن أسامحه لأنهُ ألمني جداً وفعل ذلك دون موافقتي..

 

أفقت من تفكيري العميق عندما سمعت شهقة السيدة ماري وقالت بسرعة

 

" أستأذن منكِ أنستي.. يجب أن أذهب.. لدي.. لدي الكثير من الأعمال.. "

 

وركضت خارجة من غرفتي بسرعة.. هل أزعجتُها يا ترى بحديثي المُخجل؟!.. ياه سأعتذر منها لاحقا..

 

نظرت بحزن أمامي وهمست بألم

 

" ولكن كنتُ أرغب بمعرفة الحقيقة.. أنا ليس لدي من يمكنني أن أتكلم معه بهذه الأمور "

 

تنهدت بعمق وفكرت بخجل بما فعلهُ معي السيد.. لقد اهتم بي عندما كنتُ مريضة.. ولكنه لم يأتي ليعرف إن تحسنت أو إن كنتُ بخير.. ربما يسأل السيدة ماري عني..

 

تنهدت بقوة وأدرت التلفاز وشاهدت فيلم رومانسي اسمه التايتنك..

 

" اااااااععععععععععععع.. اااااععععععععععع.. لقد مات.. مات.. اعععععععععع.. لماذاااااااا؟!!.. هذا ليس عادلا.. لقد مااااااات.. ااااااعععععععع... "

 

كنتُ أبكي وأنوح بألم لا يوصف عندما مات بطل الفيلم.. شهقاتي ملأت أرجاء الغرفة بكاملها.. انتحبت بقوة ومسحت دموعي عن وجنتاي وهتفت بحزنٍ شديد

 

" جاك مااااات.. لقد مااااااات.. ااااعععععععععع.. "

 

فجأة سمعت صوت قفل ورأيت باب الذي يؤدي إلى جناح الأسد ينفتح ورأيت بذهول مونرو بيلاتشو يدخل شبه راكضا إلى غرفتي وهو يهتف بغضب وبقلق وبجنون

 

" من الذي مات واللعنة؟!.. من هو هذا جاك اللعين الذي مات؟! "

 

وقف أمام سريري وأمسك بالغطاء ورماه بعيداً عن جسدي ثم أمسكني من مرفقي ورفعني بعنف وهزني بقوة هاتفا بوجهي بشكلٍ جنوني

 

" من هو هذا اللعين جاك الذي مات؟!.. من هو الذي تبكين عليه بجنون أيتها اللعينة؟!.. تكلمي قبل أن أقتلكِ وأُرسلكِ إلى الجحيم خلفه.. من هو هذا القذر جاك؟!!... "

 

بلعت ريقي بقوة وتوقفت عن البكاء والشهيق ونظرت إليه بخوف وهمست برعب

 

" إنه بطل الفيلم.. لقد ماتَ المسكين بعد أن أنقذ حبيبته روز "

 

تأملني بنظرات مصدومة وتوقف عن هزي ثم هتف بحدة

 

" ما اللعنة التي تتكلمين عنها؟!.. أي بطل وأي فيلم؟!.. ومن هي روز بحق اللعنة؟ "

 

ارتعشت بقوة أمامه وقلتُ لهُ بخوف

 

" روز هي بطلة فيلم التايتنك.. لقد مات حبيبها جاك وهو ينقذها من الغرق "

 

تجمدت ملامح الأسد على وجهي بصدمة كبيرة ثم التفتَ إلى الخلف ونظر إلى التلفاز بذهولٍ شديد.. حرر مرفقي من قبضته ورأيت جسدهُ يتصلب أمامي..

 

نظرت إليه بخوف وهمست قائلة له

 

" رأيت.. لقد مات المسكين و... "

 

انتفضت بعنف عندما أدار مونرو رأسه وقرب وجهه مني وهتف بجنون

 

" اااااااععععععععععععع.. أنتِ ماذااااااااااا؟!.. طفلة حمقاء؟..  "

 

تنفس بقوة بينما كان يتأملني بغضب أعمى ثم عاد وهتف بوجهي بجنون

 

" أولا سمعت صوت بكائكِ اللعين وشهقاتك وظننت بأن مكروها قد أصابكِ.. ثم سمعتكِ تنوحين وتبكين وتصرخين بأنهُ مات.. كل هذا البكاء والنواح اللعين بسبب فيلم لعين وملعون؟.. اااااعععععععععععع... "

 

ارتعش جسدي أمامه بقوة ونظرت بخجل إليه وبخوف..

 

رفع ذراعه عاليا وظننته سيضربني.. رفعت كلتا يداي بسرعة أمام وجهي لأحميه وهتفت بذعر

 

" آسفة.. آسفة.. أرجوك لا تضربني "

 

ولكنني رأيتهُ يمسح وجهه بعنف بيده ثم أخفضها وتأملني بغضب.. بلعت ريقي بقوة وهمست له بفزع

 

" آسفة.. كنتُ أبكي بسبب المشهد المُحزن.. جاك مات و... "

 

" ااااعععععععععععع.. توقفي واللعنة عن لفظ اسم جاك أمامي.. "

 

قفزت بعنف أمامه بسبب صرختهِ الغاضبة وارتعش جسدي بقوة.. اقترب مونرو بيلاتشو خطوة مني وتأملني بنظرات مُشتعلة وهمس من بين أسنانه بغضب أعمى

 

" إن سمعتكِ مرة أخرى تلفظين باسم جاك سأقطع لكِ لسانكِ.. وإن سمعتكِ تبكين مرة أخرى بسبب فيلم لعين سأقتلكِ.. هل كلامي واضح؟ "

 

أومأت له موافقة بخوف فابتعد عني خطوتين إلى الخلف وهتف بغضب

 

" هل ترغبين بجعلي أفقد عقلي بسببكِ أيتُها الطفلة الغبية؟ "

 

تنفس بسرعة رهيبة وتابع هاتفا بحدة

 

" أنتِ فعلا طفلة.. إنهُ مُجرد تمثيل أيتُها الغبية.. طفلة غبية "

 

استدار ودخل من ذلك الباب وصفعهُ بعنف خلفه ثم أقفله بالمفتاح.. زممت شفتاي بقهر وهمست بحزن

 

" لستُ طفلة غبية.. أنا أعرف تماماً بأنهُ مُجرد تمثيل.. ولكن المسكين جاك مات وهذا أحزنني "

 

جلست بقهر على السرير وتابعت مُشاهدة ما تبقى من الفيلم.. وبكيت بصمت في نهايته.. ولكن بكيت بسعادة فالبطلة اجتمع شملها مع حبيبها جاك عندما توفيت..

 

نظرت أمامي بشرود وهمست بحزن

 

" هل سأشعر في يوم بهذا الحُب؟.. الحُب الصادق والحقيقي!.. "

 

تنهدت بطريقة حالمة ولكن فجأة انتفضت بخوف عندما انفتح باب غرفتي ورأيت آخر شخص توقعت أن أراه أمامي هنا وفي غرفتي..

 

إنها إيميليا...


انتهى الفصل










فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©