ليلة الجحيم
أروس**
خرجت
من المكتب برفقة إيفوس واتجهت صاعداً إلى غرفتي في جناحي الخاص.. فتحت الباب بهدوء
ورأيت الحكيمة بانتظاري وهي تحمل بيدها كأس من الفضة وعندما رأتني أدخل أحنت لي
رأسها باحترام ثم رفعتهُ وهي تقول
"
سيدي القائد.. البشرية امرأتُك لم تستيقظ لغاية الآن ولكن لا تقلق فهذا طبيعي..
ودمائُك تسير في جسدها وجراحها بالفعل بدأت تتحسن وتلتئم.. رغم أنها تتحسن إلا
أنني اهتممت بجراحها ووضعت بعض من الأعشاب عليها.. لكن عندما تستيقظ عليها أن تشرب
من هذا العصير.. لقد استخرجته من زهور شجرة الريمكا في مملكتنا.. سوف تعطيها القوة
كي تتحمل دمائك بداخلها ويتقبله جسدها فدمائنا مُختلفة عن دماء البشر وقد تتألم
عندما تستيقظ بسبب قوة دمائك واختلافه سيدي.. كما لا تقلق فعندما تُشفى جراحها
بالكامل لن تترك أي أثر على بشرتها "
وضعت
الكوب على المنضدة بجانب السرير ثم قالت بجدية تامة قبل أن تخرج
"
سيدي القائد. هناك ما يجب أن تعرفه بالغ الأهمية.. من الأفضل أن لا تُعاشرها سيدي
في هذين اليومين حتى أرى و أُراقب ردة فعل جسدها مع دمائك وبعدها... احممم.. يمكنك
فعل ذلك كما يحلو لك سيد أروس.. والأن من بعد إذنك سيدي سأذهب.. إن احتجتَ لأي شيء
فقط انده لي و سأكون في خدمتك "
شكرتُها
وأنا أفكر بقهر.. هذا ما كان ينقصني!.. تخلصت من لايسن لتأتيني الحكيمة.. تباً
لذلك.. ما هذا الحظ!!... لا لممارسة الحُب مع امرأتي لفترة يومين كاملين.. تبا
لحظي...
ابتسمت
برقة بينما كنتُ أجلس على الفراش بجانب امرأتي.. كانت نائمة على معدتها وهي
عارية.. أمسكت بالحاف ووضعته بخفة عليها لغاية خصرها ثم نظرت بحزن إلى جراحها..
رغم
أن جراحها بالفعل بدأت تلتئم وبسرعة إلا أن شكلها كان مقرف وظهرها يبدو شكلهُ مُخيفاً..
أغمضت عيوني وأنا أفكر بحزن.. كان يجب أن أحميها لكنني مثل الغبي منعت جنودي من
حراسة جناحي لأنني ظننت بأنها لن تتجرأ وتهرب ولكنني كنتُ مخطئاً...
ماذا
سأفعل بها الآن؟!.. هل أعاتبُها؟!.. هل أعاقبُها؟!.. هل أدعها ترى جانبي المُظلم
والبشع؟!.. لكنني لا أستطيع.. بكل بساطة لا أستطيع فعل ذلك و إيذائها.. دينا هي
نقطة ضعفي الوحيدة..
تنهدت
بقوة وقررت أن أتمدد بجانبها وأرتاح.. كنتُ أستلقي على جنبي بقربها وأتأمل وجهها
عندما رأيت جفونها تتحرك.. فتحت عينيها ببطء ونظرت إلى وجهي.. لحظاتٍ قليلة ودب
الرعب في نظراتها وهي تحاول الابتعاد عني..
"
لا تتحركي سوف تؤذين نفسك "
تجمدت
وهي تتأملني بخوف فابتسمت لها برقة لأرى نظراتها تحولت من مُرتعبة إلى مُندهشة..
ضحكت بخفة وأنا أبتعد لأقف واقتربت من المنضدة ونظرت إلى الكوب..
جلست
بجانبها وقلتُ لها بنبرة هادئة كي لا تخاف مني أكثر
"
دينا... سأرفعكِ حتى تستطيعي الجلوس.. لكن لا تُلقي ظهركِ على الوسائد "
لم
أتلقى منها جواب فتنهدت وانحنيت و أبعدت اللحاف عنها.. بلعت ريقي بغصة بينما كنتُ
أنظر إلى مؤخرتها الجميلة.. تبا مؤخرتها جميلة جدا.. أنا أتعذب هنا.. أتعذب جداَ...
بلعت
ريقي بقوة وأمسكت بخصرها ورفعت جسدها وجعلتُها تجلس.. اللعنة.. و صدرهاااااااا..
تبا.. عليّ أن أنتظر لفترة يومين كاملين الآن حتى أستطيع أن أمتلكها.. اللعنة
عليكِ أيتها الحكيمة كيف لي أن أبتعد عن امرأتي ولا ألمسها؟!.. يومين من الجحيم لا
يجب أن ألمسها بهما رغم أنها تتحسن الآن وبسرعة!.. حسنا سوف أتحمل من أجل امرأتي..
فكرت
بحزن بينما كنتُ أنظر إلى دينا والتي كانت تنظر إلى يديها وهي تبكي بصمت وجسدها
يرتعش.. أظنها ترتعش ليس بسبب البرودة بل من خوفها مني.. هذا مُحزن.. فأنا من
المستحيل أن أؤذيها..
"
لا تخافي مني دينا "
قلتُ
لها برقة تلك الكلمات ولكنها لم تتجرأ على النظر إليّ.. أمسكت الكأس ورفعته وقلتُ
لها بنبرة حنونة
"
يجب أن تشربي هذا العصير حتى تتحسني "
وجهت
الكوب ناحيتها ورأيتها تنظر إليه.. فجأة جحظت عيونها وهي تنظر بفزع إلى الكأس و
انتفضت برعب وهي تصرخ بأعلى صوت تمتلكهُ حنجرتها
"
ما هذا؟!!.. دماء!!!!.. أبعده عني.. أبعده.. أبعده ه ه ه... أنا لستُ مصاصة دماء
حتى أشرب الدماء.. هل جننت؟!.. أنا مستحيل أن أشربه أبعده عني وفي الحال "
نظرت
إليها بجمود وقلتُ لها بنبرة باردة
"
لقد شربتِ من دمائي بالفعل لذلك لا تتذمري.. ثم هذا العصير ليس دماء إنه مُستخرج
من زهور شجرة الريمكا في مملكتنا ولونها مثل الدماء.. فلا تخافي واشربيه "
توسعت
عينيها بذعر وهتفت بجنون
"
أنا شربت من دمائك ك ك ك ك ك؟!!!... ااااااااااعععععه.. لقد حولتني إلى مصاصة دماء
شيطانة!!!!!... ااااااااااه.. لقد انتهيت.. أنا انتهيت.. ااااااااه... "
بدأت
تنتحب وتبكي بهستيرية وهي تضع يديها على صدرها تُخبئه من نظراتي وتهز رأسها بقوة
علامة الرفض وعدم التصديق...
تأففت
بملل وأبعدت بيدي اليمنى يديها عن صدرها لتجمد برعب وهي تنظر إلى وجهي بخوف و بترقب..
تأملتُها بنظرات حزينة وهمست قائلا لها بغصة مؤلمة
"
أولا لقد رأيتكِ عارية بالكامل مُسبقا فلا تخبئي صدركِ بيديكِ عني مجدداً.. ثانيا
أنا لم أحولكِ إلى مصاصة دماء لأنني لا أستطيع فعل ذلك بل لا يستطيع أحد من مصاصي
الدماء فعل ذلك سوى الملك دراكولا.. "
توقفت
عن التكلم ورأيت امرأتي تتأملني بنظرات مذهولة.. تنفست بعمق وتابعت قائلا لها
بجدية
"
الملك لايسن هو الوحيد الذي يستطيع أن يحولكِ أو يحول أي كائن يريده إلى مصاص دماء..
لذلك استريحي ولا تخافي أنتِ ما زلتِ بشرية.. ثالثا أنا اضطررت لأجعلكِ تشربين من
دمائي لأنكِ كنتِ على وشك الموت.. فعلت ذلك لكي أنقذكِ من الموت دينا.. هيا لا
تخافي واشربي هذا العصير كي تتحسني بسرعة "
نظرت
إليّ بشك فابتسمت لها بوسع لأراها تخفض نظراتها ناحية الكوب ثم أبعدت يديها عن
صدرها وأمسكت به.. شربتهُ بأكمله وعندما انتهت سلمتني إياه وتنهدت براحة وقالت
بخجل
"
طعمه لذيذ.. أشــ.. أشكرك لأنك أنقذتني "
ابتسمت
بوسع ثم أردفت بنبرة حنونة قائلا
"
لا داعي حتى تشكريني دينا.. أنا آسف لم أستطع القدوم في الوقت المناسب.. آسف لأنني
لم أستطع أن أُجنبكِ الخوف والألم الذي مررتِ به.. لكن لا تخافي بعد الأن فلا أحد
سوف يتجرأ على أذيتكِ أو حتى النظر إليكِ بعد اليوم.. أعدُكِ بذلك "
كانت
تتأملني بنظرات صادمة كأنها لا تُصدق ما تفوهت به للتو.. قبلت جبينها برقة ثم
استقمت و وضعت الكوب على المنضدة وأنا أبتسم لها برقة ثم قلتُ لها أنني سوف
أساعدها حتى تستلقي على معدتها حتى تستريح وتكمل نومها..
كانت
تغط في نومٍ عميق بينما كنتُ أتأملها بعشق وأفكر.. لماذا ما زالت تخاف مني؟!..
لماذا لم تشعر بي وتحبني لغاية اليوم؟!.. والأهم لماذا أرادت الهروب مني؟!..
لم
أرد أن أتكلم معها بخصوص هروبها وسببه كي لا تخاف وتظن أنني غاضب منها.. حسنا أنا
غاضب لكنني حزنت أكثر وغضبت أكثر بسبب ما حدث لها... لقد كنتُ على وشك أن أخسرها
وهذا ما أرعبني أكثر.. في حياتي كلها لم أشعر بالخوف ولكن الليلة ارتعبت عندما
ظننت أنني سأخسرُها إلى الأبد..
سوف
أحميها مهما كلفني ذلك.. وأظن أن الوقت قد حان كي أجعلها مُلكي وإلى الأبد..
استحممت
ووضعت منشفة على خصري وتوجهت ناحية المنضدة الكبيرة و أمسكت بفرشاة الشّعر وبدأت
أُسرح شعري..
تجمدت
يدي فجأة عندما سمعت صدى صوت صرخة غاضبة مُرعبة ملأت أرجاء المملكة بأكملها و
بفعلها اهتزت الأرض أسفلنا بقوة..
"
اللعنة.. إنه لايسن!! "
همست
بدهشة كبيرة ورميت الفرشاة بسرعة على المنضدة ونظرت ناحية دينا بقلق
لأتنهد
براحة لأنها لم تستيقظ وخرجت مسرعا إلى الخارج ثم فتحتُ باب جناحي وهتفت بقوة
"
كلايتون.. تعال بسرعة "
وفي
أقل من دقيقة كان كلايتون يقف أمامي وهو ينحني باحترام ثم استقام ونظر إليّ برعب
قائلا
"
أوامرك سيدي القائد "
أمرتهُ
قائلا بحدة
"
بسرعة اذهب واطلب من القائد إيفوس كي ينتظرني أمام مدخل القصر.. سأنتظره هناك..
وقل له كي لا يتأخر.. كما أريد أن يحرس جناحي خمسة من الحراس فوراً ولا يسمحوا
لأحد بالدخول سوى للحكيمة "
"
حاضر سيدي "
أجابني
برعب وهذا حقه فصرخة الملك بالتأكيد أرعبت الجميع هنا وفي الممالك كلها.. تبا
لايسن غاضب بل هو في قمة غضبه ويجب أن أكون بجانبه فورا كي لا يفتعل مجزة بمن
أغضبه... أتمنى أن لا تكون الأميرة فورتونا هي السبب.. أتمنى ذلك...
وبسرعة
دخلت إلى غرفتي وارتديت ملابسي وعندما انتهيت قبلت شفاه دينا و تأملتها بحب قبل أن
أخرج.. كان إيفوس ينتظرني أمام مدخل القصر وما أن رآني اقترب مني وقال بتوتر
"
أروس ما الذي يحدث؟!... ما الذي أغضب الملك إلى هذه الدرجة؟!.. الملك لايسن غاضب..
هناك من أغضبهُ وبجنون "
نظرت
إليه بتفكير وأجبتهُ بصدق
"
ليس لدي أدنى فكرة.. يجب أن نذهب بسرعة إلى منزله المنعزل وإن كانت زوجته من
أغضبته لا تتفوه بكلمة أمامه ودعني أتصرف "
أجباني
موافقاً وبدأنا نركض بسرعتنا الخارقة باتجاه منزل الملك المُنعزل في الغابة.. وما
هي سوى دقائق حتى وقفنا أمام باب منزله والذي كان مفتوحا على مصراعيه وهذا لا يُبشر
بالخير أبداً..
أمرت
إيفوس كي يبقى هنا ودخلت بسرعة أبحث عن لايسن وزوجته لكن لا أثر لهما في كامل
المنزل.. وما أن دخلت إلى جناحهِ الخاص وتحديدا غرفة نومه رأيت قلادة فيري على
السرير وهنا عرفت فوراً بأن مُصيبة ستقع على رؤوس أحدهم الليلة لأن لايسن لا يذهب
أبداً من دون أن يرتدي قلادة والدته..
خرجت
بسرعة من المنزل و رأيت إيفوس ينتظرني وهو يتأملني بنظرات قلقة وقبل أن أتكلم سمعنا
صرخة ثانية للملك هزت المملكة بأكملها..
نظرت
إلى إيفوس قائلا بقلق
"
اللعنة.. هو ليس هنا وكذلك زوجته.. هيا بسرعة يجب أن نتبع رائحته ونرى ما الذي
أغضبه "
بدأنا
نركض حتى خرجنا من حدود غابيغا و بصدمة رأيت نفسي أركض ناحية قرية الروج.. اللعنة
مصيبة حصلت هناك بالتأكيد.. ثوانٍ قليلة ووقفنا أنا و إيفوس بذهولٍ تام جامدين
بأرضنا ونحن ننظر بعدم التصديق لما يحدث أمامنا....
لوسيا**
بعد
أن توقفت عن البكاء وهدأت قليلا أمسكت فستان زفافي والحذاء ورميتهم بالصندوق
وأغلقته.. وقفت وقررت أن أذهب لأرى كلاي لأنني كنتُ خائفة عليه.. فهو منهار ومستاء
جداً بسبب معرفته لكل تلك الحقائق..
توجهت
إلى الأسفل ولكنني وقفت بدهشة بسبب خلو المكان..
"
أين ذهب الجميع؟!.. "
تساءلت
بهمس وتابعت السير خارجة من القصر.. توقفت أمام الباب وأنا أنظر بدهشة أمامي.. كان
جميع أفراد القطيع في الساحة يجثون على ركبهم أمام كلاي ويخفضون رؤوسهم له
باحترام.. فجأة أدار كلاي رأسه ونظر ناحيتي.. كان يتأملني بنظرات عاشقة وبسعادة
ولكن
نظراته تحولت إلى حزينة عندما حطت على عنقي مكان العلامة.. استدار واقترب مني ووقف
أمامي ورفع لي يده.. ابتسمت له ووضعت راحة يدي بكفه فابتسم لي بوسع وهو يضغط بخفة
على يدي..
جذبني
إليه وأدارني حتى نواجه شعبه قائلا
"
قفوا جميعا "
وعندما
وقفوا قال مجددا
"
أشكركم جميعا لتقبلكم قراراتي.. يمكنكم أن تعودوا إلى منازلكم ولكن أريد أن أطلب
من حكماء القطيع أن يدخلوا إلى القصر و ينتظروني في قاعة الاجتماع "
بعد
ذهاب الجميع ودخول الحُكماء السبعة إلى القصر.. نظر كلاي إليّ بنظرات حنونة وقال
بهمس
"
أريدكِ أن تكوني برفقتي عندما أتكلم مع حُكماء قطيعي لآن الموضوع يخصكِ "
شعرت
بالحيرة من طلبه لكنني لم أستطع أن أرفض فأجبته موافقة ودخلنا معا إلى القصر..
كنا
نجلس جميعا على طاولة مستديرة كبيرة داخل غرفة الاجتماعات الخاصة بـ القطيع عندما
قال كلاي بنيرة جامدة وهو ينظر إلى جميع الحُكماء
"
طلبت منكم القدوم لسببٍ مهم.. وهذا السبب يخصني ويخص لونا القطيع "
نظروا
إليه جميعا بمن فيهم أنا بغرابة ولكن نظراتي تحولت إلى مُندهشة عندما تابع كلاي
قائلا بجدية
"
أريدكم أن تجدوا لي حلا وفي أسرع وقت حتى أجد طريقة و أُخفي بها علامة ذلك الشيطان
عن عنق لونا لوسيا.. فكما تعلمون زوجتي لوسيا ليست رفيقتهُ المقدرة ورغم ذلك لقد
تجرأ ووضع علامتهُ عليها.. وأنا لن أقبل أن يظل هذا الوشم الشيطاني عليها... لذلك
أطلب منكم جميعاً أن تجدوا لي حلا وفي أسرع وقت "
بعد
دقائق قال كبير الحكماء بعد أن تشاور بهمس مع البقية
"
ألفا.. الذي حدث مع لونا لوسيا لم يحدث مُسبقا في عالمنا.. ونحن حاليا لا نعرف
الحل.. اسمح لنا أن نتقابل في الغد مع جميع حُكماء القطعان الأخرى ونتشاور معهم
بهذا الموضوع حتى نجد لك الحل "
وقف
كلاي وقال لهم باحترام
"
أنا موافق.. يمكنكم أن تذهبوا غداً و.... "
توقف
كلاي عن تكملة حديثه عندما سمعنا صوت صدى لصرخة غاضبة مُرعبة اهتزت معها الأرض
أسفلنا بشدة وجعلت الجميع يقفون وينظرون ناحية كلاي برعب..
وقفت
بسرعة ونظرت إلى الجميع بخوف ثم أمسكت بيد كلاي اليمنى وضغطت عليها بشدة.. الذي
سمعته للتو ليس صوت صدى لصرخة واحدة بل هو صوت صرخات بلا صدى تعود إلى....
"
لايسن!!!.. إنه الملك لايسن... "
هتفت
برعب بينما كنتُ أنظر بخوف مزق قلبي وأحشائي ناحية كلاي.. تأملني بحنان وقال بسرعة
"
لا تخافي حبيبتي.. لقد توقف عن الصراخ ربما.... "
قاطعته
قائلة بفزع وأنا أُبعد الكرسي إلى الخلف بساقي
"
كلاي إنهُ غاضب.. يجب أن أذهب فوراً وأراه.. لايسن غاضب وبشدة.. سوف.. قد.. قد..
قد يؤذي فورتونا إن كانت السبب بغضبه "
سحبت
يدي من قبضته وحاولت أن أستدير وأذهب لكن كلاي أمسكني بكتفي وأوقفني قائلا
"
سأذهب معكِ.. أنا لن اترككِ بمفردكِ بعد اليوم "
نظرت
إليه بسعادة وقبلته قبلة سريعة على شفتيه جمدتهُ بصدمة لثواني ليبتسم بفرح وهو
يستأذن من الحُكماء ويجذبني معه إلى الخارج
"
سوف أتتبع رائحته كي نعرف أين هو "
هتف
كلاي بتلك الكلمات وركضنا ناحية الغابة.. ولكن فجأة توقف كلاي ونظر أمامه بصدمة..
"
ماذا؟!.. كلاي ما الذي يجري؟!.. "
سألته
بقلق عندما نظر إلى عيناي بذهولٍ كبير.. بلع ريقهُ بقوة وقال بتوتر
"
إنه.. هو.. وحش الجبل.. هو في قرية الروج "
نظرت
إليه بصدمة عندما قال لي أن لايسن في قرية الروج.. هل ذهب لكي يقتل ستيفن؟!.. فجأة
صرخة ثانية صدحت في سماء المملكة بأكملها لتهتز الأرض بفعلها وتتوقف بعد أن توقفت
الصرخة...
نظرت
بذعر إلى كلاي وهتفت لهُ بخوف
"
كلاي بسرعة.. علينا الذهاب فوراً إلى القرية.. لايسن في قمة غضبه وقد يقتل الجميع
هناك.. تحرك بسرعة... "
أحكمت
إمساك يدي بيده بإحكام وحاولت الجري ناحية القرية لكن كلاي أوقفني وسحب يدي نحوه
وعانقني بقوة قائلا
"
أنا لن أسمح أن تطأ قدميكِ تلك القرية مُجدداً... سوف أُعيدكِ إلى قريتي وأذهب
لأرى ما يفعله دراكولا بالروج "
أبعدته
عني بقوة وقلتُ له بعصبية
"
أنا لن أترك لايسن يقتل النساء والأطفال هناك بسبب ذلك اللعين.. هل فهمت؟.. سوف
أتي معك "
أغمض
كلاي عيونه بألم ثم فتحها وقال لي بنبرة ضعيفة مُنكسرة
"
كيف تريدين أن أخذكِ بنفسي إلى تلك القرية؟!.. لا أستطيع لوسيا "
نظرت
إليه برقة ووضعت كلتا يداي على وجنتيه وقلتُ له
"
لا تخف حبيبي.. أنتَ معي.. أنا لستُ بمفردي.. كما أن الملك لايسن هناك لذلك لا
داعي للخوف فلن يُصيبني أي مكروه "
فتح
عينيه ببطء ونظر بعمق إلى عيناي فابتسمت له بحب لتشع عينيه ببريق عاشق وهو يومئ
برأسه موافقا.. عاودنا الركض باتجاه قرية الروج ورأيت حُراس الحدود التابعين لقطيع
كلاي يتبعوننا بسرعة لحمايتنا.. وما أن دخلنا حدود القرية توقفنا عن الجري ونظرنا
بصدمة لما يحدث أمامنا..
"
يجب أن أوقف لايسن وبسرعة "
همست
بصدمة وما أن حاولت الركض ناحية لايسن أمسكني كلاي بمعصمي قائلا برعب
"
لقد جُن جنونه.. مستحيل أن أسمح لكِ بالاقتراب منه لوسيا.. مستحيل.. سوف يقتلكِ
وحش الجبل "
أفلت
معصمي من يده بقوة ونظرت إليه بغضب قائلة
"
كلاي أنا أتفهم بأنك تُحاول حمايتي لكن هذا لايسن الذي تتكلم عنه.. أنا ربيتهُ
بنفسي منذ ولادته.. يمكنك أن تحميني وتخاف عليّ من جميع الكائنات في الكون إلا من
لايسن.. لأنه من المستحيل أن يؤذي شعرةً واحدة مني "
كان
خائف للموت عليّ ولا ألومه فمنظر لايسن كان مُرعباً جداً وما فعله ويفعله الآن يُخيف
الوحوش والشياطين بنفسها..
"
أرجوك لا تقتلني ي ي ي ي ي.... "
صرخة
مُرعبة خائفة خرجت من فم أكره مخلوق على قلبي وبسرعة التفت لأجحظ عيوني بصدمة بسبب
ما رأيته.. ودون تفكير ابتعدت عن كلاي راكضة باتجاه لايسن وأنا أهتف له بقوة
"
لايسن توقف.. لا تفعل.. توقف...... "
ستيفن**
ذلك
العملاق الساحر كم هو أحمق ومغرور لقد صدق وبغباء أن الملك ديوس سوف يسمح له بأخذ
حفيدته فقط لأنه أخبره عبر إرسالي إليه بأن وحش الجبل بحوزته خنجر فورن وأنه
استخدم سحره لأول مرة منذ عقود..
كلاوديوس
الغبي لا يعرف ملك الجن ديوس على حقيقته.. فهذا الملعون ليس في قلبه رحمة...
كنتُ
أضحك بشر بينما كنتُ أمشي باتجاه قريتي.. قرية الروج والتي بها جميع المستذئبين
الذين تم نفيهم ونبذهم من أهاليهم و قطيعهم الخاص وخاصةً المستذئبين الذين كانوا
بدون قطيع وألفا يحكمهم..
بعد
أن نفاني ذلك الملعون كلاي من القرية وتم نبذي من القطيع بسهولة نصبت نفسي ملكا
وألفا عليهم وجعلتهم يخضعون لسلطتي.. حاول بعضهم مقاتلتي والتمرد لكنني قتلتهم ولم
يتجرأ أحد بعدها أن يتحداني أو يعترض لأنني أصبحت ألفا الحاكم عليهم..
دخلت
القرية لأقف بصدمة عندما رأيت منزلي قد أصبح رماداً..
"
لوسياااااااااااااااااااا.... "
هتفت
بغضبٍ هائل باسمها بينما كنتُ أركض لأقف أمام الرماد وما تبقى من الحطام.. وقف
الجميع ينظرون ناحيتي برعب.. استدرت ببطء ونظرت إليهم بشر وهتفت بجنون عليهم
"
أين هي لوسياااااااااا ؟... تكلمواااااااا... "
تقدم
شاب وكلمني بخوف
"
نظن وحش الجبل من أخذها.. لقد كان هنا لكننا لم نراها معه.. كما أنه قتل أكثر من
عشرين مستذئب قبل رحيله وكنا ندفن جثثهم منذ قليل "
وحش
الجبل أخذها؟!... بلعت ريقي بخوف وحاولت جاهداً السيطرة على رُعبي ولا أظهرهُ
للقطيع.. ورغم خوفي إلا أن غضب عنيف تملكني لأنه أخذ لوسيا.. وأفرغت غضبي على ذلك
الشاب إذ ركضت ناحيته و أمسكته وأبرحته ضربا حتى استنفذت كامل قوتي ولم أعد أستطيع
ضربه..
ابتعدت
عنه وكانت جراحه بالفعل بدأت تلتئم.. كنتُ ألهث بقوة وأنا أنظر بشر ناحية الجميع..
لم يتجرأ أحد على الاقتراب مني بسبب خوفهم.. تأملتهم بغضب وأمرتهم بحدة
"
خذوه من هنا ولا تدعوني أرى أحدا منكم أيها الجبناء والملاعين "
فروا
هاربين من أمامي ودخلوا إلى منازلهم.. نظرت بحزن إلى منزلي أو ما تبقى منه وفكرت
بأسى.. لوسيا التي لطالما أحببتها بعد موت رفيقتي كارين.. خسرت رفيقتي المُقدرة
وخسرت لوسيا مجدداً..
لوسيا..
لقد أحببتها عندما رأيتها للمرة الأولى برفقة كلاي في القصر لأنها تشبه كارين
حبيبتي.. ليس في الشكل بل بالرقة والطيبة والحنان.. كارين التي ماتت بسبب أخي
كلاي..
نعم
هو السبب رغم أنني أعلم أن لا ذنب له إلا أنني القيت اللوم عليه وكرهته لأن كارين
ماتت..
قبل
زفافي بها بيومين ذهبت لتلعب برفقة أطفال القطيع قرب البحيرة لأن ألفا القطيع كلاي
أستور طلب منها فعل ذلك.. كانت تلعب معهم عندما وقفت على صخرة وفقدت توازنها ووقعت
في المياه.. هي لم تكن تُجيد السباحة وحاول الأطفال إنقاذها لكنهم فشلوا فذهبوا
وأخبروا ألفا القطيع أخي اللعين كلاي ولكنه عندما أتى لينقذها كان قد فات الأوان..
كارين
ماتت ومات قلبي معها.. ماتت وخسرت قلبي ورفيقتي المُقدرة بسببه.. لو لم يطلب منها
الذهاب كي تلعب مع أطفال القطيع قرب البحيرة لو لم يتأخر ذلك الغبي بالقدوم
وإنقاذها كانت لتبقى على قيد الحياة وكانت لتصبح زوجتي وأم أطفالي..
لكنها
ماتت وبموتها كل شيء تغير...
تألمت
كثيراً لخسارتها وقررت الانتقام من الجميع وأولهم أخي.. حتى أنني بعد مرور عدة
سنوات اغتصبت شقيقة ذلك الطفل الذي ركض على تلك الصخرة وجعل كارين حبيبتي تذهب إلى
هناك كي تبعده.. بسبب ذلك الطفل وقعت حبيبتي وغرقت لكنني استمتعت باغتصاب شقيقته
أمام ذلك الطفل اللعين واستمتعت أكثر بانتقامي من شقيقي الأكبر كلاي أستور...
لكن
لوسيا حكاية أخرى.. لم أستطع أن لا أحبها وكنتُ قاسيا معها لأنها كرهتني وفضلت
كلاي عليّ.. لوسيا فضلت ذلك النذل عني وأحبته.. هي لن تكون له طالما أنا على قيد
الحياة.. لن أسمح بذلك أبداً..
عندما
صدقت أن وحش الجبل قتلها تألمت وبكيت لأنني خسرتُها هي أيضاً.. أما شقيقتها
اللعينة راشيل رغم شبهها الكبير لحبيبتي لوسيا إلا أنني كرهتها فهي كانت تمتلك من
الشر ما فاق توقعي فهي مختلفة عن حبيبتي الرقيقة جداً.. لوسيا ملاك بينما راشيل
كانت الشيطان بنفسه...
وعندما
أتت راشيل لتطلب مني مساعدتها لتحظى بشقيقي الحقير كلاي شعرت بسعادة لا توصف وخاصة
أن كل شيء له ثمن في الحياة.. فأنا لم أُساعدها من دون مقابل رغم أنني كنتُ
المستفيد الأول..
والمقابل
كان أن تستدرج عائلتها حتى أقتلهم.. واللعينة لم تكترث بوالدها و والدتها بل
سلمتني إياهم بكل رحابة صدر.. وكم استمتعت بقتلهم فأنا لم يسبق لي أن قتلت جنيا
مسبقا..
تنهدت
بحزن لأنني خسرت لوسيا حاليا وقررت أن أذهب إلى المنزل المخصص لاجتماعات القطيع..
كنتُ أتسطح على الأريكة وأنا أفكر بطريقة لأستعيد لوسيا إلى هنا وإلى حضني عندما
اهتزت الأرض بعنف من جراء صرخة قوية غاضبة اصمت أذناي..
وقفت
بسرعة ونظرت برعب أمامي وبدأ جسدي يرتعش بقوة.. همست بتلعثم من شدة الخوف
"
و.. وحش الجبل هنا!!!... و.. وهو.. غاضب!!!!.... "
سيرنيتي**
كنتُ
أجلس على الأرض الباردة خلف الحائط الذي يفصل غرفة النوم عن الشرفة وأنا أبكي
برعب.. لقد استيقظت منذ دقائق ورأيت نفسي نائمة على الفراش بغرفة غريبة وفوراً
تذكرت ما حدث.. لقد أصبحت مُلكا لوحش الجبل وهو قدمني كهدية لذلك المدعو إيفوس..
كان
جسدي يرتعش بقوة بسبب الرعب الذي سكنه.. أنا لم أرى ذلك المدعو إيفوس مسبقاً
ولكنني سمعت عنه الكثير.. يقولون أنه قاسٍ ومُخيف ولا يرحم مثل وحش الجبل.. وكيف
لا يكون كذلك ما دام دراكولا بنفسه من رباه منذ الصغر!!.. انتحبت وشهقت بقوة خوفا
على نفسي من القادم..
مسحت
دموعي وفكرت بخوف.. ماذا يجب أن أفعل؟!.. أنا لا أستطيع الهروب لأنني إن فعلت وحش
الجبل سيقتل أخي كلاوديوس وأنا من المستحيل أن أسمح بحدوث ذلك.. كلاوديوس هو عالمي
كله.. فهو أحن وألطف أخ في عالمنا كله.. سأتحمل ما سيحدث لي من أجله مهما كان
الثمن غاليا...
فجأة
إهتز جسدي بهستيرية عندما سمعت خطوات قادمة وباب الغرفة ينفتح بهدوء.. وقفت بسرعة
والصقت ظهري في الحائط وكتمت فمي بيدي حتى أُخفي شهقتي المرتعبة من شدة الرعب ولم أتوقف
لثانية عن الارتعاش بجنون..
لكن
ولصدمتي قلبي نبض بجنون ليس من الرعب بل بسبب الرائحة التي استنشقها أنفي.. رائحة
ذكورية خلابة أغرقت قلبي وعقلي وشتت رعبي بسبب روعتها.. رائحتهُ كانت مثالية
تمامًا جعلتني أشعر برغبة قوية بالبقاء قريبةً منه طوال الوقت حتى أستنشقها دائمًا..
"
أخرجي من مخبئكِ "
رقص
قلبي بعنف داخل قفصي الصدري بسبب صوتهُ الجميل.. ما الذي يحدث لي؟!!!... تساءلت
بدهشة في نفسي ومع ذلك لم أستطع أن أستجيب لطلبه وأخرج.. سمعته يتنهد بغيظ ثم قال
"
أنا أعلم أين تختبئين.. يمكنكِ الخروج.. لا تخافي لن أمسكِ بسوء "
ارتعشت
أناملي بشدة عندما عرفت أنه يعلم أين أختبئ ولكن بسبب رقة صوته لم أخف وتجرأت
وحركت رأسي قليلا ونظرت إليه..
مستحيل!!!!!!....
هذا هو إيفوس؟!.. هتفت بداخلي ما أن تلاقت نظراتنا ببعضها.. كم هو جميل... وفوراً
رأيت ما يختبئ داخل روحه..
نبض
قلبي بجنون ونظرت إليه برعب ليس خوفا منه بل بسبب ما اكتشفته.. هو رفيقي المُقدر؟!!!!!....
هو هجين؟!.. هو مستذئب وجني ومصاص دماء!!!!!!... كيف ذلك؟!.. ولماذا ذئبه الخاص به
نائم بعمق بداخله؟!!...
فجأة
اختفت ابتسامته وعقد حواجبه بصدمة وصرخ بغضب أرعبني للموت
"
أنتِ من المتحولين؟!... و.. ما اللعنة!!!.. رائحة دمائكِ مثل العمالقة السحرة!!!
"
لقد
استطاع تمييز رائحة دمائي وعرف من أكون بالتأكيد.. لكن لماذا لم يستطع التعرف عليّ
بأنني أكون رفيقتهُ المُقدرة؟!.. هل لأن ذئبه نائم بداخله؟!.. مستحيل أن يكون لا
يعرف بتواجده لغاية الآن؟!.. بالطبع شعر بذئبه...
فكرت
برعب بينما كنتُ أنظر إليه بترقب و بخوفٍ كبير..
اقترب
باتجاهي بسرعة فالتصقت بخوف على الحائط أكثر وبدأت أرتجف بشدة رُعباً منه.. كان
غاضب.. غاضب لدرجة أن روحي ارتعبت منه..
أمسكني
بكتفي و أبعدني عن الحائط وبدأ يهزني بعنف فسالت دموعي برعب وبكثرة على وجنتاي وهو
يصرخ بغضب شل جسدي من شدة الفزع
"
كيف واللعنة شقيقة كلاوديوس بيرون تكون في غرفتي؟!!... تكلمي؟.. كيف جلبكِ الملك
لايسن إلى هنا؟!.. هل هذه خدعة جديدة منكِ ومن شقيقكِ القذر؟!!.. تكلمي واللعنة...
"
هو
لم يتعرف عليّ!!!!.. هو لا يعرف بأنني رفيقته المُقدرة؟!.. يا للمصيبة!!!!...
بكيت
برعب وشهقت بكثرة بألم ولكنه لم يكترث لبكائي ولم يرق قلبهُ عليّ إذ عاود هزي
بعنفٍ أشد وهو يصرخ بغضب
"
تكلمي قبل أن أقتلكِ "
لم
أستطع أن أخبره أي شيء وخاصة لم أستطع أن أقول له أنتَ رفيقي المُقدر.. تألم قلبي
بسبب قسوته وعدم اكتشافه من أكون بالنسبة له.. نظرت إليه برعب عندما بدأت الغرفة
تلتف بي والسواد يحاوطني وفقط استطعت أن أهمس له بتلعثم قبل أن يغمى عليّ
"
أــ.. أنا.. هديتك.... "
شهقة
قوية خرجت من فمي بسبب المياه الباردة التي أغرقت وجهي انتفضت بعنف وبدأت أمسح
وجهي بكلتا يداي وأُبعد قطرات المياه عنه.. فتحت عيناي وفوراً رأيته يقف أمامي
بشموخ وينظر إليّ بشرٍ كبير..
نظرت
برعبٍ إليه وبسرعة ابتعدت جالسة إلى أخر السرير و تكورت على نفسي بينما كنتُ أرتعش
برعب من رأسي إلى أخمص قدماي..
هو
يكرهني لأنني شقيقة كلاوديوس!!.. لكن لماذا؟!.. رمى الكأس بعيدا فانتفضت برعب
واهتزت مفاصلي كلها بشدة أكبر.. توقف قلبي عن الخفقان عندما ابتسم ابتسامة شريرة ثم
قال بخبث
"
هديتي القبيحة.. سوف أتلذذ بتعذيبكِ وأُمتع نفسي رغم قباحتكِ ورائحة دمائكِ
الوسخة.. رائحة دمائكِ اللعينة تجعلني أشعر بالغثيان "
كتمت
شهقة متألمة بداخلي جعلت قلبي يغص من شدة الألم.. كلماته جرحتني بعمق.. كلماته
القاسية لي ألمت فؤادي.. هو يراني قبيحة ودمائي رائحتها وسخة بنظره.. كيف لم يشعر
بأنني رفيقته؟!.. كيف؟!..
الخوف
أغرق جسدي وسالت دموعي بكثرة وبحزن.. رفيقي يكرهني!!!...
"
لاااااااااااا.. أرجوك.. دعني ي ي ي ي.. "
صرخت
بهلعٍ شديد عندما انحنى وأمسك قدمي اليسرى وسحبني لطرف السرير وانحنى فوقي وحاصرني
بجسده ثم رفع يداي لخلف رأسي بيده اليسرى بينما بدأ بتمزيق فستاني عن الصدر بيده
الأخرى وشرع يتأمل صدري العاري بشهوة وبدأ يقبلني و يمتص جلد عنقي بقوة نزولا إلى
صدري..
الخوف
والرعب بسبب ما يفعله بي جعلا دمائي تغلي في شراييني ولم أستطع أن أُصدق بأن نصفي
الآخر يريد اغتصابي ويعاملني كعاهرة..
بكيت
وبدأت أتلوى بعنف كي أُحرر يداي من قبضة يده وأُحرر نفسي بعيداً عنه وأنا أترجاه هاتفة
وبقوة ليرحمني..
لكنهُ
لم يكترث لتوسلاتي له ودموعي.. لم يكترث بخوفي ومدى رُعبي منه.. والأهم هو لم يشعر
بي..
وفجأة
ودون أي إنذار التف رأسي لجهة الشمال بقوة لأنه صفعني وهو يقول بأمر وبكره
"
اخرسي وتوقفي عن الحركة وإلا عاقبتكِ.. أنتِ هديتي وعاهرتي الخاصة الآن.. افهمي
ذلك "
استكنت
بين يديه بسبب صدمتي وبدأت أبكي وأشهق بهستيرية.. لقد صفعني ونعتني بالعاهرة...
أنا الأميرة سيرنيتي يتم معاملتي كعاهرة من قبل رفيقها المُقدر ونصفها الآخر؟!..
أنا
لطالما تمنيت وحلمت أن ألتقي برفيقي وأعيش أجمل أيام حياتي معه.. لطالما تمنيت أن
يكون رفيقي فارس وأمير يأتي على حصانه ويأخذني معه بعيداً إلى مملكته.. مملكة
الأحلام والسعادة.. يأخذني إلى عالمه ويُدللني ويحررني من هذا السوار الذي يُجمد
قوتي.. حلمت برفيقي المُقدر والذي سيحبني
لذاتي ويحميني من أي شر..
لكن
جميع أحلامي لم تتحقق مع الأسف فها هو هنا يُعذبني وينعتني بألفاظ كريهة ويريد اغتصابي..
بكيت
بحزنٍ كبير و بألم وأنا أضغط على شفتاي بقوة كي لا أُخرج أنيني المتألم والمُعذب
بسبب تقبيله ومصه الشرس لجسدي..
"
ديغور ر ر ر ر ر ر ر ر.. "
فتحت
عيوني بصدمة وتجمد إيفوس فجأة عندما سمعنا صرخة القائد أروس الغاضبة.. تنهدت براحة
بداخلي عندما حرر يداي وابتعد عني ووقف..
كان
يتأملني بنظراتهِ الفاحصة و المليئة بالشهوة وبخجلٍ كبير وبيدين مرتجفتين بدأت أُلملم
قماشة فستاني المرمية بإهمال على الفراش وأستر بها صدري.. أغمضت عيوني وبكيت بألم
وأجهشت بالبكاء أكثر عندما قال لي بكُره وبحدة
"
سوف نكمل لاحقا ما بدأتهُ للتو.. والأفضل أن تكوني جاهزة عند عودتي "
أنين
خائف خرج رغما عني من بين شفتاي وسمعت بحزن ضحكته الشريرة قبل أن يذهب ويخرج من
الغرفة ثم سمعت صوت القفل يدور مرة ثم مرتين ثم سحب المُفتاح وتلاه صوت خطواته
المبتعدة..
رميت
جسدي على الفراش بقهر وأكملت البكاء بصمت وأنا أنظر إلى السوار بيدي بحزن دفين..
كيف سوف يحررني من هذا السوار وهو يكرهني للموت؟!..
جميع
العرافات والسحرة في عالمنا أخبروا شقيقي كلاوديوس أن لا أحد يستطيع فك السوار من
يدي سوى رفيقي أي مايتي ونصفي الآخر.. هو الوحيد القادر على فعل ذلك وعليه أن يكون
راغبا بتحريري منها كي يستطيع فعل ذلك.. ولسوء حظي إيفوس هو الشخص المختار..
إيفوس
هو الوحيد القادر على تحريري من من هذا السوار الملعون.. والآن أنا في قمة تعاستي
لأنني علمت أنه لن يفعل ذلك أبداً ولو بعد مليون سنة بسبب كرهه الكبير لي ولأخي..
لا
أعرف كم مضى من الوقت وأنا سارحة بالسوار عندما سمعت صوته الجميل يقول بدهشة
"
هذا ما لم أنتبه له مُسبقاً.. إذا شقيقكِ القذر قد وضع على معصمكِ سوار الغيلان
الملعون!!.. هههههههههه.. وضحيتِ بنفسكِ حتى تنقذيه من الموت على يد وحش الجبل!..
أدهشتني بالفعل.... "
انتفضت
برعب ورفعت رأسي ونظرت إليه بخوف.. أنا لم انتبه بأنه قد عاد إلى الغرفة بسبب
حُزني... منذ متى وهو هنا؟!...
وكأنه
قرأ أفكاري إذ ضحك بشر وقال وهو يقترب ليقف أمامي
"
لقد كنتُ أتأملكِ لخمس دقائق كاملة ولم تنتبهي لوجودي.. "
بدأ
يخلع معطفه وهو يقول بشر
"
لقد عُدت إليكِ كما وعدتكِ حتى أُتابع ما كنتُ أفعلهُ.. رغم أنكِ قبيحة ولكن سوف
أستمتع بانتقامي منكِ.. فشقيقة الحقير كلاوديوس بيرون لا تستحق الشفقة والعفو..
خاصةً مني أنا بالذات "
أمسكت
بغطاء السرير وسحبته بسرعة وسترت به جسدي وأنا أزحف إلى الخلف على الفراش وأنظر
إليه برعب..
تأملني إيفوس بنظرات قتلتني في الصميم.. نظرات كارهة ألمتني بقوة.. انتفضت بقوة عندما هتف بغضب
" هيا أيتها القبيحة.. لقد حان الوقت لتدفعي الثمن لترك وحش الجبل شقيقكِ القذر على قيد الحياة "
نظرت
إليه برعب وهمست قائلة بخوف
"
أخي ليس بقذر.. كما.. كما ليس هو من وضع السوار الملعون على معصمي.. كلاوديوس لن
يفعل بي ذلك أبداً.. هو رائع وحنون.. هو.. ااااااااااااااااااه.... "
صرخت
في النهاية بألم إذ اقترب إيفوس وأمسك بخصلات شعري وجذبه بقوة و بوحشية حتى كاد أن
يقتلعه من جذوره..
وصرخة
أخرى قوية خرجت من فمي من فرط الألم عندما رأيت نفسي أُسحب لأسقط أرضا وجرني إيفوس
لوسط الغرفة وهو يهتف بغضب أعمى
"
لا تدافعي عن ذلك النذل أمامي أيتها اللعينة والقبيحة "
سحبني
عاليا من شعري لأقف بينما كنتُ أحاول جاهدة بكلتا يداي أن أفلت قبضته عن شعري
لكنني لم أستطع.. كنتُ أبكي برعب و بألم عندما شهقت بصدمة إذ رأيت رأسي يلتف ناحية
اليمين بسبب صفعته..
نظرت
إليه بحزن و بألم لا يوصف وشهقة أخرى خرجت
بعد أن تلقيت صفعة ثانية ثم ثالثة.. حميت وجهي بكلتا يداي وأنا أبكي وأصرخ له
برجاء
"
أرجوك توقف.. أنا لم أفعل لك شيء.. توقف أرجوك.. أنتَ تؤلمني.. "
أفلت
قبضته عن شعري وأبعد يداي عن وجهي وأحكم إمساك فكي بأنامله بشدة لدرجة أحسست أن
فكي سوف ينخلع من مكانه.. تأملني بنظرات كارهة وهتف بحدة
"
لم تفعلي شيء هاه.. أنتِ مثله حقيرة قذرة و مُنحطة وسافلة.. وسأجعلكِ وبكل سرور
أيتها القذرة عاهرة لي.. وبعدها سوف أرميكِ للجنود حتى يستمتعوا بكِ قليلا "
"
لا.. لا.. لاااااااااااا.. أرجوك ك ك ك ك..... ممممممممم... "
كُتمت
أنفاسي عندما قبلني..
قبلتي
الأولى التي لطالما حلمت بها أن تكون مع رفيقي تحققت لكن ليس بالطريقة التي كنتُ
أتخيلها... قبلتهُ كانت متوحشة مؤلمة أدمت شفاهي..
كنتُ
أبكي دون توقف وجسدي يرتعش بهستيرية.. حاولت مقاومته وإبعاده عني لكنه ضُعفَ حجمي
وقوي للغاية.. لم تستطع ضرباتي له على صدره بإيقافه..
وهنا
عندما رفعني بيديه وحملني واتجه بي ناحية السرير ووضعني عليه وجثى فوقي دون أن
يتوقف عن تقبيلي بعنف قررت أن أستسلم له ولا أقاومه كي لا أتألم أكثر..
استكنت
بين يديه بهدوء وفجأة تحولت قبلته وأصبحت رقيقة.. كان يمتص شفتي السفلية ويلعق
دمائي التي سالت منها برقة بلسانه وانتقل يقبلني على شفتي العلوية وفجأة أدخل
لسانه إلى فمي وبدأ يمرره على لساني بينما يديه بدأت تتسلل وتتحسس جسدي..
دموعي
توقفت بينما كنتُ أتأوه دون أن أدرك.. ولم أنتبه لما يحدث إذ شعرت بأنني فوق
الغيوم أسبح بين يدين إيفوس رفيقي..
ونسيت
كل ما قاله لي منذ قليل ولم أتذكر صفعاته لي.. لأول مرة أشعر بتلك الأحاسيس.. كل
ما كنتُ أعيشه الآن هو حلمي الذي لطالما حلمتُ به..
سحب
لساني لداخل فمه وبدأ يمتصه بنهم لكن ليس بعنف.. أحسست بيديه على خصري وفجأة صوت
تمزق للقماش وصل لأذاني لكنني لم أكترث.. رفع جسدي من خصري وسحب الفستان ورماه
بعيداً بينما أنا كنتُ غائبة عن ما يحدث وفقط مستسلمة لقبلته الرقيقة ولمساته..
يديه
الباردة تحسست جسدي ومفاتني بجرأة.. تأوهت بقوة عندما شعرت بأنامله تتسلل إلى
مهبلي وتلمسه وتداعبه ودون أن أنتبه فرقت ساقاي عن بعضهما وتركته يداعبني دون أن
أتوقف عن التأوه بمتعة..
كنتُ
غائبة عن ما يحدث معي ولم أنتبه عندما فصل القبلة وابتعد عني إذ همست له قائلة بحب
ودون أن أشعر
"
مايت.. رفيقي... "
كان
يقبلني على عنقي عندما تجمد فجأة بعد سماعه بما تفوهتُ به.. اقشعر بدني عندما رفع
رأسه ونظر إلى عيناي بدهشة ثم بغضبٍ كبير وصرخ بقوة
"
ماذا قلتِ؟!!!!!.... "
أفقت
من عالمي لأنظر إليه برعبٍ كبير وبدأت شفتي السفلية ترتجف بوضوح.. لم أستطع أن
أنطق بكلمة إذ من شدة رعبي نسيت كيفية التكلم..
عينيه
الجميلة أصبحت تتأملني بوحشية وتحولت لتصبح حمراء اللون.. أمسكني من كتفاي ورفعني
وبدأ يهزني بعنف وهو يصرخ بجنون
"
ماذا قلتِ أيتها المتحولة القذرة؟... في أحلامكِ القذرة أن أكون رفيقك.. أنت قبيحة
ولعينة.. سوف أريكِ كيف تجرؤين على قول هذه الكلمة لي.. "
رماني
بعنف وعندما رفع يده بغية صفعي أغمضت عيناي برعب وحميت وجهي بكلتا يداي بينما كنتُ
أرتعش بشدة.. لكن لم يصفعني لأن الأرض اهتزت أسفلنا بعنف وصدى صرخة غاضبة مُرعبة سُمعت
في الأرجاء.. وبعد عدة ثواني توقفت وتوقفت معها الهزة الأرضية..
فتحت
عيوني برعب ورأيت يد إيفوس متجمدة عاليا في الهواء ثم أسقطها بجانبه بهدوء وهو ينظر
ناحية الشرفة بصدمة
"
لايسن.... "
همس
بدهشة باسم وحش الجبل وفجأة ابتعد وبدأ يرتدي معطفه على عجل دون أن يكترث لي..
كنتُ أرتجف من شدة الرعب وأنا أُعانق جسدي بـ يداي وأنظر إليه بترقب...
فجأة
سمعنا صوت خلف باب الغرفة يقول
"
سيدي القائد.. آسف لإزعاجك في هذا الوقت لكن القائد أروس يريدُ منك أن تنتظره أمام
مدخل القصر الآن وفي أسرع وقت لو سمحت "
"
حسنا كلايتون "
أجابه
وتابع ارتداء معطفه على عجل وخرج دون أن يتفوه بكلمة أو حتى ينظر ناحيتي وأقفل قفل
الباب بالمفتاح من الخارج مثل العادة وذهب..
نظرت
إلى الباب وأنا أرتعش بجنون..
كنتُ
على وشك ان أستسلم له بإرادتي مثل الحمقاء.. أشكر غبائي لأنني تفوهت بتلك الكلمات
حتى يتوقف ولا يُكمل فعلته..
أتمنى
أن ينسى ما تفوهت به بسرعة.. يجب أن أنتبه أكثر ولا أدعه يعرف بأنني رفيقته.. وأظن
بأنه لم يتعرف عليّ بأنني رفيقتهُ المُقدرة لأن ذئبه الجميل نائم بداخله ولم
يستيقظ من سباته العميق لغاية الآن..
أنا
كـ متحولة استطعت رؤية ذئبه بوضوح.. ذئبه الجميل نائم كالملاك بداخله.. أتمنى أن
يستفيق بسرعة ويخبره بأنني رفيقة لهم.. أتمنى ذلك...
رفعت
غطاء السرير لعنقي وأرحت رأسي على الوسادة وأنا أفكر بخجل ما كنا نفعله منذ قليل..
سمعت صرخة ثانية لوحش الجبل هزت الأرض مجدداً فتكورت على نفسي وتمنيت أن لا يكون
أخي كلاوديوس هو سببها..
دينا**
بكيت
برعب و أنا استنجد بـ أروس لكي ينقذني فهو الوحيد الذي أعرفه هنا في هذا الجحيم
لكنه لم يأتي ولم يسمع ندائي المتألم له وينقذني..
أظافر
مسننة كانت تحفر في ظهري بأكمله بينما هم يضحكون على صرخاتي المتألمة وبكائي
المرير.. كانوا يتفننون في تعذيبي بالدور وصرخاتي المتألمة أسعدتهم.. بكيت برعبٍ
كبير عندما وقفوا أمامي و أنيابهم كانت ظاهرة للخارج.. ضحكوا بشر وقالت لي إحداهن
"
سوف نتذوق دمائكِ المُقرفة ولكن ليس من عنقك بل من ظهرك أيتُها البشرية "
ضحكت
بقوة عندما رأتني أنظر إليها برعب من بين دموعي فأمسكت ذقني بيدها وقالت بقرف
"
لا أفهم ما وجدهُ بكِ القائد الأول أروس.. فأنتِ أقبح من الغيلان في عالمنا "
ضحكوا
الفتيات الثلاثة بقوة وقالوا لها
"
هيا إيف دعينا نتذوق دمائها فأنا عطشة للغاية وبحاجة للدماء "
"
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... "
صرخت
بقوة واهتزت يداي مع السلاسل عندما شعرت بعضة على كتفي الأيسر وأسنان مثل السكاكين
تغرز به.. وصرخة أخرى خرجت من أعماقي عندما تم عضي في كتفي الثاني..
بدأوا
يمتصون دمائي وشعرت بدمائي تسير في شراييني صعوداً ناحية عضاتهم وتخرج لأفواههم..
أحسست بروحي بدأت تُسحب تدريجيا من جسدي ولكن عندما ابتعدوا اقتربت الفتاتين
الأخرتين وشعرت بعضاتهم في وسط ظهري فارتعش جسدي بعنف وشعرت بحنجرتي تتشقق أوتارها
بسبب صرختي التي خرجت من فرط ألمي..
أنا
أموت.. هذا ما بدأ عقلي يُفكر به بينما كنتُ أرى غشاوة بيضاء أمامي.. كان نفسي بدأ
يثقل ويضيق مع امتصاصهم لدمائي.. وفي النهاية استسلمت لقدري وتأسفت على نفسي وطلبت
مسامحة أمي و فورتونا لأنني خذلتهما وذهبت إلى عالم الظلمات...
سخونة
رهيبة كانت تشتعل داخل جسدي وبالتحديد في دمائي.. و قلبي كان ينبض بسرعةٍ غير
طبيعية عندما استيقظت..
فتحت
عيوني ببطء ونظرت لأرى أروس أمامي وفوراً تذكرت كل ما حدث لي فتملكني رعبٌ كبير
وحاولت الابتعاد.. سوف يقتلني لأنني حاولت الهروب..
"
لا تتحركي سوف تؤذين نفسك "
تجمدت
بصدمة بينما كنتُ أنظر إليه بخوف شل تفكيري وجسدي لأراه يبتسم برقة.. هو ليس غاضباً
مني؟!!.. فكرت بذهول ونظرت إليه بدهشة..
كان
هادئ وهدوئه أرعبني ولكن الغريب أنه لم يوجه لي كلمة واحدة مؤنبة أو حتى سألني عن
سبب هروبي منه!!.. وعندما ساعدني بالجلوس رأيت نفسي عارية وخجلت رغم أنه بالفعل
رآني عارية مسبقا إلا أنني ما زلتُ أخجل منه.. ودون تفكير خبأت صدري بكلتا يداي من
نظراته وهذا أزعجه..
هو
منحرف أعلم بذلك ولكن رغم انحرافه ونظراته الجائعة لي لم يُجبرني على معاشرته..
وبعد أن أبعد يداي عن صدري وقال لي كي لا أخاف منه ولكن من المستحيل أن لا أخاف
منه..
أنا
فعلا أخافه فهو كائن ليس بشري هو من الكائنات التي ظننت أنها من نسج الخيال.. فكيف
لي أن لا أخافه!.. وكم ارتعبت عندما أمرني بشرب ذلك العصير فقد ظننته دماء لكنني ارتعبت
أكثر عندما أخبرني أنه جعلني أشرب من دمائه وأول ما فكرت به أنه حولني إلى مصاصة
دماء كما كنتُ أُشاهد في الأفلام.. وهستيرية عجيبة أصابتني وبدأت أصرخ بلوعة و بخوف
أنه حولني إلى وحش..
ولكن
شعرت بالصدمة عندما أخبرني أنه فعل ذلك لكي ينقذني من الموت.. وأنني ما زلت
بشرية..
أروس
أنقذني من الموت؟!... تساءلت بدهشة بداخلي وشعرت بنبضات قلبي تتسارع أكثر.. لقد
أنقذني من الموت بالفعل!!..
كنتُ
مندهشة لتصرفاته الغريبة معي.. في الحقيقة لطالما أدهشني برقته ومعاملتهِ اللطيفة معي..
هو ليس بشرير.. وشعرت بصدمة كبيرة عندما أخبرني بأن ملكهم دراكولا هو الوحيد الذي
يستطيع أن يحول أي كائن إلى مصاص دماء وتساءلت بخوف إن كان قد حول فورتونا إلى
مصاصة دماء وتمنيت وبشدة أن لا يكون قد فعل ذلك..
وعندما
شربت ذلك العصير الغريب والذي يشبه لونه الدماء تنهدت براحة فطعمه كان لذيذ
بالفعل.. عندما سلمته الكأس فارغا قلتُ له بخجل
"
طعمه لذيذ.. أشـ.. أشكرك لأنك أنقذتني "
شعرت
برغبة قوية لشكره على إنقاذه لي وفعلت.. انتابني أحساس غريبة في داخلي عندما قال
لي برقة كي لا أشكره وأنه آسف لأنه لم يستطع حمايتي وتجنيبي كل ما مررت به من عذاب
وألم على يد العاهرات الأربعة..
شعرت
بالحماية وأنني محبوبة.. كنتُ أنظرُ إليه بصدمة ليس من كلماته بل من المشاعر التي
بدأت تفتك بجسدي وفي قلبي بسببه.. ما الذي يحدث لي؟!!..
تساءلت
بدهشة بداخلي وقررت أن أستجيب لطلبه وأنام كي لا أُفكر أكثر بهذه المشاعر التي
بدأت تُربك تفكيري وكياني.. وذهبت بنومٍ عميق...
لايسن**
قلبي..
قلبي أنا.. ينبض؟!.... مستحيل!!!!!....
وقفت
بصدمة ونظرت إلى الداخل وبالتحديد ناحية قلادتي.. رأيتها تومض بضوء قوي لثواني
وعرفت فورا ما فعلته أمي..
تشنج
جسدي بكامله وهمست بغضب رغم ألمي الكبير في قلبي
"
تبا أمي.. لماذا
أزلتِ تعويذتي عن المنزل؟ "
همست
بغضب لكنني فجأة وضعت يدي على صدري ناحية قلبي ونظرت بدهشة أمامي..
"
مستحيل!!... لاااااااااااااااااا... بحق الجحيم الملعونة لن يحدث ذلك لي "
صرخت
بغضب أعمى عندما شعرت بنبضات قلبي.. قلبي اللعين والذي من المفترض أن يكون ميت قد
نبض.. قلبي اللعين الذي دبت فيه الحياة للتو هو ينبض واللعنة.. هو نبض لأجلها...
جحظت
عيناي ونظرت بصدمة كبيرة أمامي وهتفت بقوة
"
لاااااااااااااا.. فيري.. اللعنة.. فورتونااااااااااااااااااا... "
ركضت
بسرعة خارجا من الغرفة باتجاه القبو ولم أكترث لفتح الباب بل عبرته وحطمته بجسدي
وفوراً استنشقت رائحته وتجمدت بصدمة أنظر إلى الظلام وهمست بعدم التصديق
"
لا.. فيري أنتِ لم تفعلي ذلك.. مستحيل!... "
هززت
رأسي بالرفض وبعدم تصديق ما فعلته أمي وبسرعة تابعت النزول عن السلالم وأنا أشعر
بنبضات قلبي المتسارعة..
وقفت
في وسط القبو الفارغ وأنا أنظر حولي أبحث بجنون عنها لكنني لم أجدُها
"
فورتوناااااااااااااااااااااااااااااااا... "
هتفت
بغضب جنوني عندما عرفت وتأكدت بأنهُ أخذها.. أخذ فورتونا الحقير..
لقد
أخذها.. لقد أخذ زوجتي ذلك الجني القذر... أظلمت عيناي وغضب مهول تملك جسدي..
غضبت
بسبب قلبي الذي دبت فيه الحياة بسببها.. غضبت بسبب ابتعادها عني.. غضبت لأنني لا
أريدها أن تبتعد عني.. غضبت بسبب المشاعر الجديدة التي تملكتني بسببها..
شعرت
بغضبٍ عنيف بسبب إحساسي بكل هذه المشاعر الجديدة عليّ.. و لأول مرة في حياتي أتحول
إلى شكلي دراكولا الحقيقي وأنا أصرخ بغضبٍ رهيب..
صوت
تكسر عظام الوجنتين والظهر والأكتاف واليدين والأرجل سُمعَ في أرجاء المنزل مع
صرختهِ الغاضبة.. تضخمت عظام وجنتيه وارتفعت وتوسع فكه أكثر وظهرت أنيابه الحقيقة
أطول بإنشات عن العادية لدرجة أنها وصلت لأسفل ذقنه بينما عيونه توسعت وازداد حجم
بؤبؤ عينيه وجسده تضخم وأصبح أطول بخمسون سنتيمترا وبرزت عضلاته بشكلٍ أكبر.. أما
أظافره أصبح لونها أسود وطالت لتصبح شبيهة بسكاكين مسننة وهالة سوداء مرعبة أحاطت
جسده..
وقفت في الظلام ونظرت أمامي بنظرات شريرة مُرعبة
ثم
فتحت فمي وزمجرت بقوة بينما كنتُ أتوعد بداخلي بأن الليلة سوف تكون ليلة الجحيم
على جميع أعدائي..
استخدمت
قوتي وبأقل من ثانية كنتُ في غرفتي أرتدي ثوب دراكولا الخاص بوالدي والذي احتفظت
بهِ هنا من أجل والدتي فيري..
نظرت
إلى القلادة بحدة وخاطبت والدتي بنبرة جامدة
"
الآن وبسببكِ سأجعل الجميع يُشاهدون كيف يكون غضب دراكولا الحقيقي "
لم
أتلقى جوابا منها ولم أستغرب ذلك.. لقد تجرأت وتواصلت معه بعد مرور كل تلك السنوات..
تواصلت مع ذلك الحقير رغم كل ما فعله بها
وبأبي وطلبت منه أن يُخرج زوجتي من القبو..
لقد
عرفت بما فعلتهُ أمي العزيزة ما أن استنشقت رائحة جدي الحقير في القبو.. جدي
العزيز لا يعرف هو وأعدائي ما ينتظرهم الليلة قبل حلول الفجر...
نظرت
بشر أمامي وبدأت عيوني تتحول حسب مزاجي وتفكيري الشرير.. الجحيم أهون لهم من
غضبي..
فكرت
بذلك ثم رفعت يدي ناحية المرآة و لوحت بها بخفة لأرى انعكاس صورتي تظهر بوضوح
بها.. خفق قلبي اللعين بشدة عندما فكرت كم سوف ترتعب فورتونا إن رأتني بهذا المنظر
المُخيف.. لذلك قررت أن أتجه أولا إلى قرية الروج وأقتل ستيفن أولا وبعدها أذهب
إلى عالم الجن وأجعل جدي القذر يرى الجحيم لذلك لأنه تجرأ وأخذ زوجتي.. وبعدها سوف
أتفنن بقتل العمالقة السحرة..
نعم
الليلة ستكون ليلة الجحيم على الجميع دون استثناء لأحد...
خرجت
بهدوء إلى الخارج ونظرت باتجاه الشمال ناحية قرية الروج وبلمحة عين كنتُ أقف في
وسط القرية.. رفعت كلتا يداي ببطء عاليا ليس كثيرا كي لا أُغرق القرية بجحيم
نيراني إذ ما إن رفعت يداي بدأت النيران تشتعل في جميع المنازل باستثناء المنزل
الوحيد الذي فاحت منه رائحة ذلك القذر ستيفن..
صرخات
مُرتعبة وبكاء ونواح صدح عاليا في أرجاء القرية وبدأ الجميع يخرجون من منازلهم
التي بدأت النيران تلتهمُها.. وعندما شاهدت عيونهم شكلي المُرعب تجمدوا بصدمة وساد
السكون التام في القرية بأكملها وفقط صوت النيران المشتعلة ولهيبها وتحطم الزجاج سُمع
في الأرجاء..
اخفضت
يداي ورفعت رأسي نحو السماء المظلمة وصرخت.. صرخت من أعماقي بغضب جعل السماء تظلم
أكثر وسرب كبير من طيور الخفافيش تحجبها واهتزت الأرض بقوة في كامل الممالك..
وعندما أغلقت فمي حاول أفراد من القطيع الهروب وبسرعتي الخارقة قطعت أجسادهم
بأظافري وأمرت الأخرين قائلا بحدة
"
من يريد الموت فليتحرك "
وقفوا
الجميع برعب وهم يحاولون كتم شهقاتهم و أنينهم و بكائهم أمامي بينما أجسادهم كانت
تهتز بقوة بسبب خوفهم الكبير مني.. أما الأطفال كانوا يبكون برعب وهم يحتضنون
أمهاتهم..
ابتسمت
بخبث والتفت ناحية المنزل الوحيد الذي لم أحرقهُ بنيراني وهتفت بغضب
"
أُخرج أيها الجبان "
لكنه
لم يمتثل لأمري.. صرخة غاضبة ثانية خرجت من فمي عندما رأيته كالفأر الجبان يحاول
الهروب من النافذة الجانبية ناحية الغابة.. فوقع على الأرض بسبب الهزة العنيفة
التي ضربت الأرض من جراء صرختي..
رفعت
ذراعي اليمنى وفتحت كف يدي وسحبته بحوي باستخدام سحري وجعلته يقف أمامي.. الغبي
بلل نفسه من كثرة الخوف.. هو لم يرى شيئا بعد..
"
لا تخف أيها السافل اللعين.. فأنا سأريك الجحيم أولا وبعدها سأقتلك ببطء "
رفعت
يدي ووضعتها فوق رأسه وغطت أظافري كامل وجهه لأراه يبكي ويرتجف من شدة الخوف..
"
أرجوك لا تقتلني ي ي ي ي ي.... "
ترجاني
وهو يبكي فرفعته من رأسه عاليا وتدلت ساقيه عاليا في الهواء واستنشقت رائحتهُ
القذرة.. لقد تبول للمرة الثانية على نفسه بسبب خوفه الكبير مني..
وما
أن هممت حتى أبدأ بتقطيعه قطعا بيدي الأخرى سمعت لوسيا تهتف بقوة
"
لايسن توقف ف ف ف ف ف...... "
وقفت
بجانبي ناحية الشمال وقالت لي بنبرة هادئة
"
اهدأ أرجوك.. أفلته.. لا تقتله.. ليس الآن وليس هنا.. فقط أنزله لو سمحت.. تذكر
لايسن أنتَ وعدتني بأنك لن تقتله إن لم أسمح لك بفعل ذلك "
كنتُ
أتنفس بسرعة وأنا أنظر بشر إلى ذلك الملعون.. لم يتجرأ على النظر إلى لوسيا إذ كان ينظر إلى الأسفل وهو يبكي ويشهق برعب..
رميته
على الأرض بعنف فسقط غائبا عن الوعي من شدة رعبه.. نظرت إلى لوسيا فشهقت بصدمة
وقالت لي وهي تضع يدها على صدري
"
ما الذي حصل لك لايسن؟!.. لماذا تحولتَ إلى شكلك الحقيقي؟!!.. هل فورتونا هي
السبب؟!.. أخبرني أرجوك!!.. هل هي بخير؟؟!!... "
تأملتها
بجمود وتنهدت بقوة وقلتُ لها بينما كنتُ ألهث بعنف
"
وعدتكِ سابقاً بأنني لن أقتله.. ونفذت وعدي لكِ لوسيا غرين.. لكن الحقير أعاد
فعلته الشنيعة من جديد لذلك حسابهُ سيكون عظيما معي.. كما أنني لم أكن سأقتله هنا.. فقط كنتُ أريد أن أقطع بعض من أجزائه.. ثم نعم فورتونا هي السبب الرئيسي لغضبي..
فيري تواصلت مع ديوس وطلبت منه أن يُخرج فورتونا من منزلي "
جحظت
لوسيا عينيها ونظرت إليّ بعدم التصديق وهتفت بصدمة
"
ماذااااااا؟!!!... الملكة فيري تواصلت مع والدها!!!... لكن ذلك سوف يُضعفها.. هي
سوف تضعف وتختفي لفترة زمنية لأنها فعلت ذلك.. نحن نستطيع فعل ذلك ولكن إن فعلناها
سوف نضعف لأسابيع.. أنا لم أستطع فعل ذلك والتواصل مع كلاي عندما تم اختطافي بسبب
تواجد ستيفن بقربي.. فأنا لم أستطع التواصل مع كلاي وإخباره بما حدث لي بسبب سحر
كلاوديوس ولأنني كنتُ ضعيفة.. لماذا فعلت الملكة فيري ذلك!.. ما الذي فعلته سمو
الملك لزوجتك فورتونا؟! "
قبل
أن أُجيبها سمعت صوت خلفي
"
مولاي... "
نظرت
إلى الخلف عندما كلمني أروس بهمس.. رأيت القائدين أروس و إيفوس يقفان وهما ينظران
إليّ بدهشة كبيرة وبخوف.. ورأيت كلاي يقف بجانبهم وبعض من الذئاب التابعة لقطيعه
خلفه.. يبدو أنهم تبعوه بعد أن سمعوا صرخاتي...
فجأة
نظر إيفوس بشر إلى ستيفن وكشر عن أنيابه وما أن حاول ليركض باتجاهه تحول كلاي
بسرعة إلى ذئبه ووقف أمامه..
تجمد
إيفوس بأرضه وأمر والده هاتفاً بغضب أعمى
" ابتعد.. أريدُ أن أقتل ذلك الحقير الجبان بنفسي "
أشار
له ذئب كلاي برأسه علامة الرفض فرفع إيفوس رأسه ونظر إلى ذئب والده بشر وهتف بوجهه
"
قلتُ لك ابتعد من أمامي "
حاولت
الذئاب التابعة لقطيع كلاي الاقتراب من إيفوس لكن ألفا كلاي نظر إليهم بغضب وكشر
عن أنيابه فابتعدوا إلى الخلف بعيدا عنهما..
"
إيفوس.. يكفي "
قالت
لوسيا بحزن ثم نظرت ناحيتي وترجتني قائلة بهمس
"
أرجوك لايسن لا تؤذي أحد الليلة.. ألا يكفي أنك دمرت قريتهم وقتلت معظمهم.. "
أشارت
لي بيدها ناحية الجميع وتابعت قائلة بحزن وهي تنظر ناحية قلبي
"
هم لا ذنب لهم بما فعلهُ بي.. خذه واحبسه وافعل بهِ ما تشاء لكن لا مزيد من
الدماء الليلة.. أرجوك لا تذهب إلى مملكة الجن وتفتعل مُصيبة.. فورتونا عند جدها
وهو لن يؤذيها لأنها حفيدته.. أرجوك مولاي "
لوسيا
لطالما كانت تجعلني اهدأ عندما أغضب.. هي الوحيدة التي تفهمني.. أظن بأنها عرفت ما
أصابني لأنها لم تُزل عينيها عن قلبي..
لكن
للأسف كلماتها لم تُجعلني أهدأ بالكامل.. كانت ألسنة النار تشتعل في داخل
كالجحيم.. فغياب فورتونا عني وشعوري بقلبي وتألمه بسبب بُعدها عني أشعلا غضبي
مجدداً ومع ذلك حاولت أن أهدأ لأجل لوسيا وأمرت أروس قائلا
"
خذ هذا النذل وارميه في إحدى الزنزانات في قصري "
ثم
نظرت إلى ذئب كلاي و إيفوس وقلتُ لهما بأمر
"
أريدكم في القصر لأمرٍ ضروري.. اتبعاني "
ثم
أمسكت بحذر بيد لوسيا كي لا أؤذيها بأظافري وقلتُ لها
"
عودي إلى قصر زوجكِ ولا تقلقي.. سوف أُحاسب الجميع الليلة على طريقتي الخاصة
"
وقفت
وشاهدت كلاي وأفراد قطيعه يخرجون من القرية بعد أن قال لي أنه سيأتي إلى قصري بعد
أن يأخذ لوسيا بنفسه إلى قصره وخاصة لأنها كانت رافضة أن تذهب وتتركني.. ثم حمل
أروس ستيفن وذهب برفقة إيفوس إلى غابيغا..
نظرت
إلى قطيع الروج وقلتُ لهم بنبرة جامدة
"
لم يعد لكم ألفا يحكمكم بعد الآن.. أعيدوا بناء القرية ولا تدخلوا أبداً إلى قرية
الذئاب الدموية أو إلى مملكتي وإلا أحرقتكُم أحياء جميعا إن خالفتم أوامري "
وهكذا
ومن أجل لوسيا قررت أن أترك فورتونا الليلة في قصر جدها اللعين وأعود إلى قصري..
ولكن في الصباح سوف أفاجئهم بحضوري.. في الصباح سأجعل جدي ديوس يرى حقيقة وحش
الجبل..
ديوس**
كنتُ
نائم براحة افتقدتها لسنين عندما استيقظت فجأة برعب بسبب سماعي لصوت صرخة غاضبة
اهتزت بفعلها الأرض بعنف..
"
لايسن الشيطان... "
همست
برعب وفورا وقفت وارتديت ثيابي وخرجت من غرفتي لأرى سيرنوك ينتظرني في صالوني
الخاص وهو يفرك يديه بتوترٍ ملحوظ.. وما أن رآني انحنى لي باحترام ثم استقام
وقال لي برعب
"
جلالة الملك.. يبدو بأن وحش الجبل قد اكتشف غياب زوجته.. هل أُجهز الجيش و نتحضر
لأي هجومٍ منه؟!! "
صرخة
ثانية سُمعت في أرجاء المملكة واهتزت الأرض مجددا وعندما انتهت نظرت إلى سيرنوك
وقلتُ له بتوتر
"
دع أفضل عشرة من الفرسان يراقبون حفيدتي لكن دون أن تعلم كي لا نُخيفها إن
استيقظت.. ونعم جهز الجيش و ليتأهب الجميع لأي هجوم مُباغت من وحش الجبل.. لكنني
لا أظن أنه سوف يؤذينا ولكن رغم ذلك الاحتياط واجب.. إن كان ما أفكرُ به صحيحاً
فهو لن يمسنا بسوء وخاصةً لأن زوجته هنا "
تأملني
سيرنوك بنظرات قلقة وكلمني باحترام
"
مولاي.. إنهُ وحش الجبل من نتكلم عنه.. تذكر ما فعلهُ سيدي بقرية العمالقة
المُتحجرون.. "
بلع
ريقهُ بقوة وتابع قائلا بتوتر
"
إن لم يأتي وحش الجبل الليلة إلى مملكتنا.. هل تريدني مولاي أن أُكمل إجراءات الاحتفال بالأميرة فورتونا؟ "
رغم خوفي من حفيدي لايسن الشيطان ابتسمت برقة بينما كنتُ أفكر بحفيدتي.. نظرت إلى سيرنوك وتسارعت أنفاسي عندما تذكرت ما فعلهُ لايسن بهؤلاء العمالقة المُتحجرون منذ زمن..
لا
أحد يستطع أن ينسى ذلك.. ورغم خوفي الشديد من القادم إلا أنني أجبت سيرنوك بثقة
"
نعم سيرنوك.. أكمل إجراءات الاحتفال.. فأنا أريد أن يتعرف الجميع في مملكتي على
حفيدتي الجميلة.. أريد للجميع أن يتعرفوا على ملكتهم الجديدة التي سوف أتوجُها
بنفسي غداً صباحا.. ملكة على عرش مملكة الجن "
ابتسم
سيرنوك بسعادة واستأذن بالذهاب.. ابتسمت بفرح فأنا لا أنوي أن أُعيد فورتونا إلى
حفيدي وحش الجبل.. بل أنوي جعلها ملكة على عرش عالم الجن بأكمله.. فورتونا حفيدتي
لن تتركني مثلما فعلت عمتها فيري.... لن أسمح بذلك أبداً...
أنهيت قراءة البارت الآن، حقاً كان في قمة الإبداع عزيزتي هافن، والأحداث لم تفقد عنصر التشويق واللذة أبداً، إلهي حقاً سأصاب بالجنون بسببكِ يوماً😭🤣... أحبكِ جداً بقد كمية السعادة التي تجعليني اعيشها في عالم رواياتكِ😔🖤
ردحذفحياتي أنتِ أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي وأحداثها
حذفتسلمي ياقلبي والله يا هافن انت الإبداع كله ❤
ردحذفتسلمي حبيبة قلبي
حذف🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎
ردحذفحياتي
حذفابداع تسلم ايدك ❤❤
ردحذفحياتي تسلمي
حذفمبدعة انت هافن لكن هل فعلا ستبقى فورتونا بعيدة عن وحش الجبل محزن ذلك اتمنى أن يعيدها لم نشاهد لهم علاقة جيدة حتى الآن علاقتهم عداء كامل
ردحذفعليكِ أن تتحلي بالصبر قليلا
حذفقريبا جدا سوف ترين جمال الرومانسية والعشق مع وحش الجبل و فورتونا
اخيرااا بدء القلب ياخذ دوره 💋💋💋💋
ردحذف