رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. شكرااا يا عمري البارت كان روووعة

    ردحذف
  2. وأخيرا... اخ كيف سأحتمل ليوم الخميس، بيستاهل لايسن لان زودتها.. وعن جد كمان ديوس المفروض عشان بنته يبطل كرهه للايسن الي ماله ذنب... وجدا قلبي تألم على كلاي...

    ردحذف
    الردود
    1. آسفة يا قلبي ألمتكِ على كلاي
      أتمنى أن تُعجبكِ الأحداث القادمة حبيبتي

      حذف
  3. ههههههههههههه طبعا هينبض لرفيقتك غصب عنك مش بمزاجك 😉😂😍
    تسلم ايدك ياقلبي البارت كان مذهل دايما مبدعه ♥️♥️♥️♥️♥️⚘♥️⚘♥️♥️

    ردحذف
  4. روووعة هاڥن مبدعة دوما نعيش القصة كاني داخلها بكيت بجد على كلاي و تنرفزت من لايسن

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ
      آسفة كنتُ السبب في دموعكِ وغضبكِ لاحقا
      وأشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي وأحداثها

      حذف
  5. روعة وتحفة البارت يجنن كالعادة تسلم ايدك❤

    ردحذف
  6. مبدعة كالعادة ولايسن يستحق العقاب لكن خوفي أن يتم تحويله لبشري بسبب جده اتمنى أن تتغير علاقته بفورتونا يكفي معارك بينهما

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ لأنكِ أحببتِ الأحداث يا قلبي
      ومنذ الارت القادم سأقول لكِ
      تجهزي وضعي المحارم بجانبكِ
      مفاجآت كثيرة صادمة قادمة
      و رومانسيات كثيرة
      أتمنى ان تُعجبكِ الأحداث الأتية حياتي

      حذف

رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس



الملك ديوس




لوسيا**

 

 

بعد ذهاب لايسن تنهدت بحزن واستدرت لأجلس على السرير لكن جسدي تجمد بصدمة عندما رأيت صندوق خشبي كبير أمام السرير لم أنتبه له سابقا.. وقفت أمامه و جثوت على ركبتاي وفتحت غطاء الصندوق وشهقت  بصدمة كبيرة..

 

دموعي سالت دون توقف وبكثرة بسبب ما رأيته.. وغصة كبيرة ومؤلمة ألمت قلبي.. ارتعشت أناملي بشدة بينما كنتُ أحمل بين يداي حذائي و فستان زفافي..

 

لقد احتفظ بهم كلاي بعد مرور كل تلك السنوات.. فكرت بحزن بينما كنتُ أبكي وأشهق بجنون.. وضعت حذائي على الأرض وحضنت فستاني إلى صدري وأغرقت رأسي به وبدأت أصرخ بعذاب..


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

كانت صرخاتي قوية وجداً.. صرخاتي عبرت عن مدى العذاب الذي أحرق قلبي وكياني كل تلك السنوات.. لكن صرخاتي كُتمت بسبب دفني لِوجهي بالفستان.. فستاني الذي جردتني منهُ راشيل مع حذائي في تلك الليلة.. أخذتهم وارتدتهُم حتى لا يشك كلاي بشيء..

 

أنيت بألم ورفعت رأسي ووضعت الفستان على الأرض ونظرت إليه بعذاب و بألم لا يوصف.. كيف لي أن أنسى ما حصل؟!.. أنا لن أستطيع فعل ذلك أبداً رغم مسامحتي لشقيقتي راشيل.. حاولت أن أنسى لكن الكوابيس لم تفارقني أبداً..

 

" آاااااااااااااااااااااااه يا قلبي... "

 

هتفت بعذاب وغطيت عيناي بيداي وأخفضت ظهري وبكيت..

 

بكيت بعذاب و بوجع القلب و بقهر.. بكيت على قلبي المجروح.. قلبي الذي لن يتعافى أبداً من جراحه...

 

" لوسيا.... "

 

توقفت فجأة عن البكاء لكن شهقاتي لم تتوقف.. أبعدت يداي ورفعت رأسي قليلا ورأيت كلاي جاثيا أمامي يبكي بصمت و بألم..

 

رميت نفسي عليه ودفنت وجهي في صدره وبسرعة أحاطني بيديه وبكيت.. بكينا معا بألم وانكسار ونحن نحتضن بعضنا بشدة.. بكينا حتى جفت دموعنا في النهاية..

 

كانت شهقاتي تخرج من فمي دون انقطاع يرافقها أنين متألم يوجع القلوب..

 

أبعدني كلاي عنه قليلا وحاوط خداي براحة يديه ورفع رأسي قليلا.. فتحت عيناي ونظرت إلى عينيه والتي كانت حمراء من كثرة البكاء.. نظراته كانت متألمة آسفة حزينة و مجروحة.. سالت دمعة منكسرة من عيناي وبللت يده...

 

" يكفي.. يكفي بكاءً لوسيا "

 

همس كلاي بحزن وبدأ يمسح دموعي بأنامله دون أن يزيل يديه عن وجهي.. وقال بصوتٍ مخنوق

 

" لقد.. لقد احتفظت بهم كتذكار لنفسي بعد.. بعد وفاتكِ.. احتفظت بهم للإبقاء على ذكريات جميلة جمعتنا.. هكذا.. هكذا ظننت.. "

 

أغمض عينيه بألم ثم فتحهم ونظر إليّ بوجع وهمس بعذاب قائلا

 

" لماذا؟.. لماذا لم تخبريني بأن لديكِ شقيقة توأم؟!.. كان كل شيء تغير.. كل شيء.. هل تعرفين كم شككت ولاحظت مدى اختلافكِ بعد زفافنا؟!!.. لقد رأيت تغييرا جذريا بكِ.. لقد تغيرت طباعكِ وسلوككِ وأخلاقكِ.. لكنني مثل الغبي لم أشك بأنها ليست أنتِ.. ظننت أنكِ تغيرتِ لأنني أبعدتكِ عن لايسن و... كم كنتُ غبي.. اللعنة عليّ... "

 

صرخ في الأخير وابتعد عني ليقف ويدير ظهره لي وهو يقول بينما كامل جسده يرتعش بوضوح

 

" لطالما تساءلت لماذا لا تعلقين وتصمتين عندما أكلمكِ عن ماضينا.. لطالما تساءلت ما الخطأ الذي فعلتهُ عندما أخبركِ كم أحبكِ وأنا ألفظ اسمكِ لوسيا.. لأن تلك اللعينة كانت تغضب وتبكي عندما أفعل ذلك كأنني أهنتُها... الأن حتى عرفت السبب.. لأنها لم تكن أنتِ... هي ليست أنتِ.. ومن المستحيل أن تكون أنتِ... "

 

وقفت واقتربت منه وقلتُ له بحزن

 

" لم أخبرك عنها لأنني لم أرد أن تعرف أنني أصبحت منبوذة من قبل أهلي وأنهم يكرهونني.. لم أخبرك عنها لأنني لم أظن أنه هناك داعٍ لذلك.. في الحقيقة لم أكترث لكي أخبرُك بأن لدي شقيقة توأم لأنه بعد أن نفاني الملك ديوس وذهبت مع الأميرة فيري إلى غابيغا قررت نسيانهم وإخراجهم من حياتي وتفكيري.. كنتُ غبية لأنني لم أُخبرك.. أعلم بذلك.. لكن أرجوك لا تلُمْ نفسك كلاي.. لا ذنب لك بما حدث "

 

استدار ونظر إليّ بعذاب قائلا

 

" كيف تريديني أن لا ألوم نفسي؟!.. أنا السبب.. أنا.. لو استطعت أن أُفرق بينكما كان كل شيء اختلف.. أنتِ لا تعرفين ما أشعرُ به الأن.. أنا أتعذب.. أنا أحترق من الداخل وذئبي كذلك.. قلبي يحترق لوسيا.. أنا لا أستطيع مُسامحة نفسي.. لا أستطيع فعل ذلك "

 

بكى بقهر وما أن حاول أن يستدير ويُغادر تعلقتُ به وأحكمت لصق جسدي به وقلتُ له ببكاء

 

" لا تذهب كلاي.. أرجوك.. لا تتركني "

 

حاوطني بيديه وقبل رأسي وقال بهمس قبل أن يبعدني عنه ويخرج مُسرعاً من الغرفة

 

" سامحيني لوسيا.. لا أستطيع البقاء.. لا أستطيع أن أبقى وأنظر إلى عينيكِ لأنني السبب لذرفكِ كل تلك الدموع.. سامحيني "

 

بعد خروجه بثواني كنتُ ما زلتُ أقف ساكنة دون حراك بصدمة.. وعندما استفقت من صدمتي جثوت على ركبتاي وصرخت بقهر

 

" لااااااااااااا.. لا كلاي.. لا تتركني.. لا تُعذبني أكثر حبيبي "

 

لا تتركني حبيبي لأنني بحاجةٍ إليك.. همستُ بداخلي بتلك الكلمات وأنا أبكي على حالي وحال حبيبي.....

 

 

كلاي**

 

كنتُ أقف في حديقة القصر أبكي بعذاب.. ما حصل مع لوسيا كله بسببي.. لو فقط استطعت التفريق بينها وبين تلك الحقيرة شقيقتها كنتُ استطعت أن أنقذها من ذلك المختل شقيقي.. ولكن لشدة بؤسي لم أفعل.. لم أُفرق بينهما.. صحيح أن الشكوك راودتني بعد الزفاف بسبب التغيير الكبير الذي حدث بـ لوسيا لكنني لم أشك بشيء لغبائي.. كيف سأعوض لوسيا عن كل العذاب والآلام التي عاشتها؟!.. كيف؟!...

 

تنهدت بحزن ورفعت رأسي عاليا أنظر إلى النجوم.. إيفوس هو ابني أنا.. لقد كنتُ على وشك قتله اليوم.. كنتُ سأقتل ابني..

 

الجحيم الملعونة لقد كنتُ أكرهه لسنوات وفي النهاية اتضح بأنه ابني.. كيف كنتُ سأعرف بذلك؟!.. فهو لا يمتلك ذئب.. ابني لا يمتلك ذئبا.. أظن هذا عقاب الآلهة لي.. لكنه يظل ابني و وريث العرش..

 

نظرت بحزن إلى القمر عندما تذكرت كلماتهِ الجارحة لي.. ابني يكرهني.. لا ألومه.. يحقُ له ذلك لأني أكرهُ نفسي حاليا..

 

لكن مهما كرهني يظل ابني .. ويجب على قطيعي تقبلهُ مهما كان الثمن لأنني لن أتخلى عنه رغماً عن أنفه...

 

رغم حزني لمعرفتي الحقيقة وشدة عذابي إلا أنني ابتسمت برقة بينما كنتُ أتخيل إيفوس هنا معي في مملكتي.. ابني الوسيم والقوي والقائد الثاني لوحش الجبل.. شعرت بالفخر.. أنا فخورا به وجداً.. عندما يهدأ سأطلب منه أن يعيش معي هنا بين أهله وبعدها أزوجه لفتاةٍ جميلة من القطيع وأسلمه رئاسة القطيع..

 

أخفضت رأسي ونظرت إلى الحديقة وتحديدا إلى المدفن الذي بنيته خصيصا لتلك اللعينة ظنا مني بأنها لوسيا

 

" جيفري ي ي ي ي "

 

هتفت بقوة وما هي سوى ثواني ووقف جيفري أمامي ينظر إليّ برعب قائلا

 

" نعم ألفا "


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

نظرت إليه بتصميم وأشرت له بيدي ليتبعني وفعل.. وقفت أمام المدفن وركلت الباب بقوى فانخلع من مكانه وطار إلى الداخل مُتحطماً.. دخلت إلى المدفن ونظرت إلى التابوت وهمست بقهر وبحقد

 

" كنتُ سأحرق هذا المكان عن بكرة أبيه وأرمي رفاتكِ مع قذرات الحيوانات.. لكن لأنكِ والدة ابني.. ومن أجل إيفوس فقط.. سوف يتم نقلكِ من هنا وإلى الأبد.. فأنا لا أريدُكِ بالقرب مني ومن مملكتي بعد الآن.. ولن تنالي أبداً مسامحتي على كل ما فعلتهِ.. أنا لن أُسامحكِ راشيل لمدى الحياة "

 

نظرت إلى جيفري وقلتُ له بأمر

 

" أخرج رفاتها وادفنها في مكان لا أريد أن يعلم به أحد.. ثم أريدُك أن تحرق هذا المدفن و ليتم زرع ورود لوسيا المفضلة مكانه في الغد.. هل كلامي واضح جيفري؟ "

 

" نعم ألفا "

 

أجابني بدهشة لكنني لم أكترث وخرجت وبدأت أمشي بخطواتٍ بطيئة في الحديقة..

 

عندما ظننت وحش الجبل قتل لوسيا في تلك الليلة.. أخرجت جثمانها وأمرت أن يتم بناء مدفن لها في حديقة القصر بأقصى سرعةٍ ممكنة.. و لتعاستي لم أفترق عنها لثانية طيلة أربعة أيام وأنا أبكي عليها وعلى فراقها ظنا مني بأنها لوسيا..

 

بكيت لسنوات وسنوات كثيرة وتألمت وكرهت وحش الجبل بجنون لظني بأنهُ قتلها.. لكن في النهاية أصبحت مدينا له لأنه أنقذ لوسيا من العاهر ستيفن وأنقذ ابني كذلك..

 

سمعت بكاء لوسيا و شهقاتها المتألمة بعد ذهاب لايسن.. وبخوف كبير ركضت متوجها إلى جناحي و دخلت إلى غرفة نومي لأنصدم عندما رأيتها جاثية على الأرض منحنية الظهر تبكي بلوعة وثوب زفافها وحذائها على الأرض..

 

شعرت بغصة أليمة قوية في حلقي وبألمٍ شديد في صدري.. بكيت بحزن و بعجز لأنني لا أستطيع أن أُخفف عنها.. لا أستطيع أن أجعلها تنسى ما حدث..

 

حاولت أن اهدئها وشرحت لها بغصة أنني أبقيت على الفستان كتذكار.. وأي تذكار و ذكريات هذه!!!!... كيف سأُخبرها بما عشتهُ مع شقيقتها اللعينة ظنا مني بأنها هي؟!.. كيف سأُخبرها كم تألمت أنا وذئبي وتعذبت كل تلك السنوات ظنا مني بأنها ماتت؟!.. كيف سأُخبرها أنني عشت مع راشيل كأي زوج وزوجة ظنا مني بأنها هي؟!.. كيف سأُخبرها أنني وضعت علامتي عليها في ليلة زفافنا؟!.. والجحيم ما هذا العذاب الذي أعيشه الآن؟!!!!..

 

خرجت بانهيار من الغرفة لأنني كنتُ عاجزاً عن رؤية دموعها وسماع تلك الكلمات منها.. بأن لا ألوم نفسي لأنه ليس ذنبي... حبيبتي لوسيا جنية عظيمة.. وأنا لا أستحقها....

 

خرجت ونظرت إلى المدفن.. كانت النيران مشتعلة به والتهمتهُ بأكمله.. وقف الجميع في قطيعي بجمود يشاهدون احتراقه.. نظرت إليهم بنظرات الألفا وكلمتهم بنبرة القائد هاتفا

 

" لونا لوسيا لم تمت.. وهي لم تخدعني ولم توهمني بأنها ماتت.. سأُخبركم الحقيقة لأنكم عائلتي.. أنتم قطيع الذئاب الدموية وأنتم عائلتي لذلك لن يكون هناك أسرار بيننا.. و كألفا لهذا القطيع أتمنى أن تتفهموا قراراتي التي سوف أتخذُها الآن.. سأُخبركم بها ولكن ليس قبل أن أخبركم بكامل الحقيقة "

 

تنهدت بقوة وبدأت أخبرهم بكل ما حدث بالتفصيل.. وعندما انتهيت ساد السكون للحظات طويلة..

 

" أسف ألفا كلاي لما حدث مع لونا لوسيا.. لكن قائد وحش الجبل إيفوس هو ابنك ألفا؟!.. لكنه لا يمتلك ذئب!!.. هو نصف مصاص دماء ونصف جني.. كما يجب أن تقتل ستيفن بنفسك ألفا انتقاما من أجل لونا القطيع.. لا تسمح لوحش الجبل بقتله "

 

أجابني بيكا أحد المسؤولين عن حماية القطيع وهو بيتا.. بدأت الهمهمات المندهشة والمعترضة ومنها الموافقة لما قاله تصدح في أرجاء الحديقة.. نظرت إليه بحدة ثم للجميع وخاطبتهُم بصوت الألفا

 

" سأتكلم مع وحش الجبل بهذا الموضوع.. ولكن أولا عليكم جميعا أن تتقبلوا إيفوس كفرد من القطيع لأنه ابني بغض النظر على أنه مصاص دماء.. لا يهمني إن حولهُ وحش الجبل إلى مصاص دماء فهو فعل ذلك كي يحميه من شعبه.. أنا مديناً له رغم جميع اختلافاتنا والكراهية المتبادلة بيننا.. فهو حمى لوسيا وابني بينما لم أستطع فعل ذلك... لذلك... "

 

تأملت الجميع بتمعن وخاطبتهُم مجدداً بصوت الألفا هاتفاً

 

" لذلك اتخذت قراراتي وهي.. لوسيا هي لونا هذا القطيع وعلى الجميع حمايتها واحترامها ومعاملتها كـ لونا.. أما إيفوس سوف تتقبلونه جميعا فهو ابني وسيكون قائد هذا القطيع من بعدي.. كما ومن الليلة لن يكون هناك عداء بيننا وبين مصاصي الدماء.. "

 

توقفت عن التكلم عندما شهقوا الجميع بصدمة لكنني تابعت قائلا بتصميم

 

" وإن كان لدى أحد أي اعتراض فليقف أمامي و يخبرني بذلك.. بكل بساطة لن أعاقبه لكنني سأترك له حرية الاختيار.. إما أن يبقى هنا ويتقبل قراراتي أو يمكنه أن يغادر ويذهب إلى أي قطيع آخر "

 

ساد الصمت للحظات وبدأ الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض وفجأة اقترب جيفري ووقف أمامي وهتف بأعلى صوت يمتلكه

 

" فليحيا ألفا كلاي والتحيا لونا لوسيا وقائدنا المستقبلي إيفوس "

 

جثى على ركبتيه أمامي واحنى لي رأسه.. لأنظر بدهشة عندما بدأ جميع أفراد قطيعي يهتفون كما فعل جيفري وجثوا أمامي على ركبهم وأحنوا لي رؤوسهم.. نظرت إلى الجميع براحة وامتنان.. فقطيعي لن يخذلني أبداً....

 

 

أروس**

 

 

عُدت برفقة رجالي إلى غابيغا وأنا أشعر بالسعادة لأنني وأخيرا سأرى امرأتي دينا.. أخيرا ستصبح لي بكل ما للمعنى من كلمة..

 

اللعنة فهذا حُلمي منذ أن رأيتها.. أخيراً لايسن سمح لي بلمسها بعد أن أحسست أنه لن يفعل لعقود.. ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أركض بسرعتي الخارقة لكنني توقفت فجأة أمام باب القصر عندما استنشقت بقوة رائحة دماء دينا..

 

ارتعشت أناملي بقوة فرائحة دمائها كانت قوية وهذا دليل على أنها تنزف.. شعرت بغصة في حلقي وبلعت ريقي بصعوبة بينما كنتُ أنظر إلى الحراس وهم يفتحون لي الباب و أحنوا رؤوسهم لي باحترام..

 

تقدمت بخطى بطيئة أنظر بذهول أمامي بينما كنتُ أُقنع نفسي بأنها لا تنزف وأنا فقط أستنشق رائحة دمائها لأنني مشتاقٌ لها..

 

لكنني كنتُ مخطئ.. ما أن دخلت إلى القصر حتى عبقت أكثر رائحة دمائها بقوة في أرجاء المكان.. رأيت بعض الخدم والجنود ينظرون نحوي بترقب والقليل من الخوف وهنا علمت أنها في خطر..

 

" ديناااااااااااااااااااااا.... "

 

هتفت بقوة لدرجة أن الجميع ارتعشوا برعب وهم يرجعون بخطواتهم إلى الخلف خوفا مني.. وفوراً علمت أن مكروها قد أصابها..

 

تحولت عيوني و أنيابي ظهرت وبسرعة ركضت أتتبع رائحة دماء امرأتي.. اهتز كياني بخوف عندما رأيت نفسي أركض إلى الأسفل ناحية السجون وتحديدا ناحية الغرفة المنعزلة.. هذه الغرفة نضع بها المتمردين أو الخدم الذين يخطئون أو يُغضبون الملك.. من يدخلها من مصاصي الدماء لا يخرجون إلا جثة محترقة أو بنصف عقل..

 

الخوف أغرق كياني عندما وقفت أمام باب هذه الغرفة الملعونة.. كان يوجد حارسين أمام الباب يقفون بينما أجسادهم ترتعش بوضوح وهم ينظرون ناحيتي بفزع.. صرخت بغضب ورميت أجسادهم بعيداً ولكمت الباب بقبضة يدي لينفتح بقوة ويرتطم بعنف على الحائط ويتشقق..

 

" دينا.... "

 

همست بخوف و بعدم التصديق عندما رأيتُها.. كانت غائبة عن الوعي وساقيها مرتخية على الأرض و وجهها منحني إلى الأسفل ويديها معلقة عاليا بالسلاسل والتي كانت تمنع سقوطها.. أما ظهرها كان به علامات خدوش لأظافر وعضات كثيرة والدماء تملأ ثوبها وبالكاد قلبها كان ينبض.. إنها تموت!!!...

 

" ديناااااااااااااااااا... "

 

هتفت برعب وركضت بسرعة لأقف بجانبها.. وبرجفة أمسكت وجهها بين يداي ورفعته ونظرت إلى امرأتي بخوف مزق أحشائي.. هي بالكاد تتنفس..

 

الصقت جسدي بجسدها بسرعة وحطمت السلاسل بيدي ثم رفعت دينا وحملتها بين يداي وركضت مسرعا إلى غرفتي وأنا أصرخ بالجميع كي يجلبوا لي الحكيمة.. دخلت إلى الغرفة وتجمدت عندما رأيت أسلحتي التي كنتُ أضعها في أسفل خزانتي على الأرض وهنا علمت الحقيقة.. لقد حاولت الهروب...

 

وضعتها برفق على الفراش وجعلتُها تتسطح على بطنها ونظرت بحزن إليها.. ألهذه الدرجة تكرهني؟!... أغمضت عيناي بحزن وسمعت خطوات تقترب من غرفتي وشخص يدخل..

 

" سيدي القائد.. كيف يمكنني أن أخدمك؟!.. "

 

التفت ناحية الحكيمة وقلتُ لها بأمر

 

" داوي جروحها فوراً "

 

أومأت برأسها موافقة واقتربت من السرير وبدأت تفحص جراحها.. ثم أدارت رأسها ونظرت ناحيتي بحزن وقالت بتلعثم

 

" سيدي القائد.. أنا.. أنا آسفة.. لا.. لا أستطيع مساعدتها.. هي تموت "

 

إهتز جسدي بقوة وبدأت أهز رأسي رفضا وأنا أُتمتم برعب

 

" لا.. لا... لا.. لا لا لا لا لا لا لا... لا تقولي ذلك لي... هي لن تموت.. لن تموت "

 

اقتربت منها بخطواتٍ مهزوزة وقلتُ لها بخوف تملك روحي

 

" لا تقولي ذلك.. ساعديها بأي طريقة كانت لا يهمني.. فقط لا تدعيها تموت "

 

نظرت ناحيتي بتفكيرٍ عميق ثم هتفت بسعادة

 

" أنتَ يمكنك مساعدتها سيدي.. لأنها امرأتك يمكنك أن تُشفيها "

 

" كيف؟!... أخبريني بسرعة "

 

أجبتُها بحماس و ببعض الراحة لأراها تبتسم بوسع وهي تقف مبتعدة عن السرير قائلة

 

" فقط اجعلها تشرب من دمائك سيدي وسترى جراحها سوف تُشفى سريعا وتتحسن "

 

تنهدت براحة وبسرعة جلست على الفراش ورفعت جسدها ووضعتها برفق على حضني وأرحت رأسها على كتفي وأبعدت خصلات شعرها الأشقر عن وجهها برقة ثم رفعت يدي اليمنى وظهرت أنيابي وقمتُ بغرسها بكف يدي.. ضغطت بخفة على فكها حتى أفتح فمها وقربت يدي اليمنى وبدأت دمائي تسيل وتتساقط داخل فمها..

 

لم أُبعد يدي عن فمها إلا عندما سمعت دقات قلبها تنبض بشكلٍ طبيعي.. تنهدت بسعادة وأبعدت يدي وبدأت أقبلها على وجهها برقة وأنا أقول لها بهمس و بطمأنينة

 

" سوف تتحسنين.. ستكونين بخير "

 

وضعتها على الفراش بخفة وقلتُ للحكيمة

 

" شكرا.. سأترككِ حتى تغيري لها ملابسها واهتمي بجراحها حتى تشفى.. لدي حسابات يجب أن أُنهيها فوراً "

 

تحولت عيوني مجدداً إلى لونها الأحمر فالغضب عاد وأغرق كياني بأكمله.. سأنتقم لها وأريهم ما معنى أن يمسوا امرأتي في غيابي و دون إذني..

 

خرجت وتوجهت ناحية الطابق الأرضي ووقفت في وسط البهو وصرخت بأعلى صوتٍ أمتلكه

 

" ديغور ر ر ر ر ر ر ر ر.. "

 

ثواني قليلة ورأيته يقف أمامي وهو يتأملني بترقب والقليل من الخوف خاصةً عندما رأى ثيابي ملطخة بدماء امرأتي.. اقتربت منه وبدأت أسير حوله قائلا

 

" ديغور.. ديغور.. إن لم تخني ذاكرتي أنتَ المسؤول هنا في القصر أثناء غيابي أنا والقائد إيفوس.. أليس كذلك؟ "

 

أجابني برعبٍ شديد هامساً

 

" نــ.. نعم سيدي القائد "

 

وقفت أمامه لا يبعدني عنه سوى خطوة واحدة وكتفت يداي خلف ظهري وقلتُ له بأمر

 

" من أمر بفعل ذلك بها؟... ومن تسبب لها بتلك الجروح؟ "

 

نظر إليّ برعب ورأيته يبلع ريقه بصعوبة ووجهه أصبح شاحبا أكثر من المعتاد

 

" تكلم م م م م م م م م... "

 

هتفت بوجهه بغضبٍ مهول فانتفض بفزع وأحنى لي رأسه وقال بسرعة

 

" سامحني قائد أروس.. لكنها حاولت الهروب.. و.. ولذلك.. لذلك أنا من أمرت المُشرفات الأربعة على الخادمات في جناحك لكي.. لكي يأخذوها إلى الغرفة المنعزلة.. لقد أرادت أن تهرب سيدي "

 

رفعت رأسي عاليا وصرخة غاضبة قوية خرجت من فمي جعلت الحراس وكل من في البهو يحنوا رؤوسهم برعب وأجسادهم ترتعش بعنف..

 

أخفضت رأسي ودون تردد أمسكت برأس ديغور وبكامل قوتي اقتلعته من جسده ورميته بعيداً.. شهقات مُرتعبة مصدومة خرجت من أفواه الجميع عندما شاهدوا ما فعلت والمنظر المُخيف أمامهم.. سقط جسده على الأرض أمامي وقلتُ بأمر

 

" أحرقوا جثته ولكن رأسه أريد أن يتم تعليقه في رمح ويوضع في وسط ساحة غابيغا.. حتى يعلم الجميع أن من يحاول ويمس امرأتي مجدداً سوف يكون مصيره مثل ذلك القذر.. والأن اجلبوا لي المشرفات الأربعة إلى جناحي ونظفوا المكان بسرعة "

 

وبسرعة رأيت الخدم يذهبون لجلب أدواتهم والجنود وبعض الحراس اقتربوا وأزالوا جثة ورأس ذلك اللعين.. جلست على الأريكة ورفعت ذراعاي وأرحتها على ظهرها وما هي سوى دقيقة ورأيت المشرفات الأربعة يقفون أمامي وهم يرتعشون ويبكون برعب وبصمت.. نظرت إليهم بغضب وكلمتهم بنبرة هادئة لكنها كانت مرعبة

 

" إذا.. أنتم من تجرأتم على تعذيب امرأتي.. "

 

وقفت واقتربت منهم وبدأت أرفع رؤوسهم واحدة تلوى الأخرى ونظرت إليهم بغضب جعلتهم يرتعشون بقوة في وقفتهم..

 

تأملتهم بحقد وهمست بفحيح

 

" شوهتم لها ظهرها بأظافركم ولم تكتفوا بذلك.. بل عضيتم ظهرها وامتصصتم دمائها و تركتموها تنزف ما تبقى من دماء في جسدها حتى الموت "

 

" قــ.. قائد أروس.. لــ.. لقد.. كانت أوامر.. أوامر السيد ديغور.. لم.. لم نستطع معارضته "

 

أجابتني واحدة منهم بتلعثم وبخوف.. فاقتربت منها وأمسكت بفكها بيدي ورفعت رأسها عاليا لتنظر إليّ.. لكنها ارتعبت وأغمضت عينيها بخوف و بدأت تبكي و تتوسل إليّ لأُسامحها

 

" سامحني سيدي.. سامحنا أرجوك.. لقد أمرنا سيد ديغور بذلك.. نحن... "

 

" اخرسي ي ي ي ي... "

 

هتفت بقوة وأبعدت يدي بقرف عن وجهها ونظرت إليهم بشر وقلتُ لهم

 

" لن أطلب أن يتم معاقبتهم بسبب ما فعلتموه لامرأتي.. لأنني من سيفعل ذلك  بكم وبكل سرور "

 

شهقوا برعب وهتفت بحدة لأربعة حراس قائلا

 

" أمسكوهم وجمدوا أجسادهم فوراً "

 

وبسرعة أمسك الحُراس الأربعة بهم وأحكموا إمساك أجسادهم وجمدوا حركتهم.. أشرت لهم بيدي كي يرفعوا رؤوسهم عاليا وفعلوا.. اقتربت وقلتُ لهم بفحيح مُرعب

 

" أولا سوف أزيل لكم أنيابكُم لأنها دخلت في جسد دينا.. و بعدها سوف أقتلع لكم لسانكم لأنه تذوق دمائها.. ثم سوف أقتلع لكم أظافركم لأنها شوهت جلد امرأتي.. سوف تصبحون بالاسم فقط مجرد مصاصات دماء.. وهذا رحمةً مني فأنا لم أقتلكم بسبب ما فعلتموه بها "

 

ودون أن يستطيعوا الرمش و بسرعة فتحت فاه أول فتات واقتلعت لها أنيابها و قطعت لسانها بأنيابها ورميتهم على الأرض ثم أمرت الحارس الذي كان يمسكها كي يرفع يديها وبدأت بإزالة أظافرها واحدا تلوى الأخر دون أن أكترث لبكائها وأنينها المخنوق..

 

وعندما انتهيت بدأت أفعل المثل للفتيات الثلاثة.. وعندما انتهى عقابي لهم أمرت الحراس قائلا

 

" لا أريدهم مجددا بالقرب من جناحي.. وعينوا مُشرفات جُدد على جناحي.. وعندما يأتي الملك لايسن سأطلب منه كي يُعين مسؤول جديد مكان ديغور "

 

ثم نظرت إلى الفتيات الباكيات أمامي وقلتُ لهم بغضب

 

" سوف تصبحون خادمات في السجون حتى تنظفوها.. وإياكم أن أعلم أنكم اقتربتم مجددا من امرأتي.. وإلا سيكون حسابكم كبيراً على يدي "

 

استدرت وما أن كنت على وشك الصعود إلى جناحي رأيت إيفوس يقف أمامي وهو ينظر بصدمة إليّ.. رفعت حاجبي بتساؤل وسألته بهدوء

 

" ماذا؟؟!.. ما بك؟! "

 

" اللعنة.. أنا لم أراك غاضباً إلى هذه الدرجة مسبقاً أروس.. أدهشتني بالفعل "

 

قال إيفوس وهو يحاول أن يكتم ضحكته.. تأففت بملل وقلتُ له

 

" ولماذا تكتم ضحكتك؟.. وما المضحك في الموضوع؟.. هاه.. أخبرني!.. "

 

ضحك بقوة وعندما هدأ اقترب ووقف أمامي وقال بجدية

 

" الحب يفعل المعجزات معك أروس.. هؤلاء المشرفات كانوا من المميزات لديك.. وعندما لمسوا امرأتك تحولت إلى وحش ولم تكترث وجعلتهم شبيهات مصاصي دماء "

 

ثم نظر ناحيتي بأسف وتابع قائلا

 

" أنا آسف أروس.. عندما أتيت إلى القصر استنشقت رائحة دمائها وظننت أنك ضاجعتها أخيرا وبقوة وأذيتها لذلك هي كانت تنزف.. لو علمت بما حدث كنتُ تدخلت وأنقذتها.. لكن للأسف هناك ما شغل عقلي عن ذلك عندما دخلت إلى غرفتي.. أتمنى أن تكون رفيقتك بخير "

 

تنهدت بقوة وقلتُ له

 

" أولا ليس مضحكا أن أشعر بالحب و بالتملك ناحية دينا.. فهي امرأتي.. هي المنشودة لي.. وعندما وجدتُها أخيراً نسيت كليا أمر هؤلاء العاهرات المشرفات إيفوس.. لأن دينا أصبحت هي الوحيدة من أريدها في عالمي وإلى الأبد.. عندما تلتقي بامرأتك سوف تفهم ما أعنيه.. كما لا تلُم نفسك لأنك لم تنقذها.. فكيف لك أن تعلم أنها حاولت الهروب وذلك اللعين ديغور أمرهم بتعذيبها؟!.. ولا تقلق دينا بخير والحكيمة معها تهتم بها "

 

ثم نظرت إليه بمكر وقلتُ له

 

" أخبرني.. هل أعجبتك هدية الملك لايسن؟! "

 

نظر إيفوس ناحيتي بحزن وقال بجدية

 

" أروس.. أنا أعلم أنك تتحرق لكي تذهب وتكون برفقة دينا لكنني أريدُ أن أتكلم معك بأمرٍ مهم على إنفراد.. دعنا نذهب إلى مكتبك ونتكلم "

 

شعرت بالقلق فصديقي إيفوس يبدو حزينا ومهموما.. هناك ما يُشغل باله بالتأكيد.. ورغم شوقي الكبير كي أكون مع فتاتي وأطمئن عليها إلا أنني وافقت بسرعة وتوجهنا ناحية مكتبي حتى نتكلم براحتنا...

 

 

إيفوس**

 

 

كنتُ أنظر إليها بشر وهي فاقدة الوعي على فراشي.. ابتسامة ماكرة ظهرت على فمي و بسرعة أمسكت بكأس كان على المنضدة ودخلت إلى الحمام التابع لغرفتي وملأته بالمياه ثم عدت ووقفت أمام السرير و أفرغته بأكمله على وجهها..

 

شهقة قوية خرجت من فمها وهي تنتفض بعنف وبدأت تمسح وجهها من المياه.. عندما فتحت عينيها الجميلة أعني البشعة نظرت برعب ناحيتي وبسرعة ابتعدت جالسة وهي تتكور على نفسها وترتعش بفزع..

 

رميت الكأس بعيداً فانتفضت برعب واهتز جسدها أكثر عندما أصدر الكأس دويا قويا على الأرض..

 

كانت تنظر إليّ بخوفٍ كبير و بذعر.. فابتسمت لها بخبث قائلا

 

" هديتي القبيحة.. سوف أتلذذ بتعذيبكِ وأُمتع نفسي رغم قباحتكِ ورائحة دمائكِ الوسخة.. رائحة دمائكِ اللعينة تجعلني أشعر بالغثيان "

 

سالت دموعها برعب وبللت وجنتيها بكثرة وهي لم تكُف عن النظر إلى وجهي برعب وبهلع.. أخفضت جسدي وأمسكت بقدمها وسحبتها ناحيتي بقوة

 

" لاااااااااااا.. أرجوك.. دعني ي ي ي ي.. "

 

انتباه مشهد جريء**

 

 

صرخت بهلعٍ كبير عندما حاصرتُها بجسدي وأنا أحكم إمساك يديها عاليا فوق رأسها بيدي اليسرى بينما بيدي اليمنى كنتُ مزقت لها فستانها عن الصدر..

 

بلعت ريقي بقوة بينما كنتُ أنظر بشهوة إلى صدرها الرائع وحلماتها.. جميل.. لا بل رائع.. فكرت بنشوة وانتصب عضوي الذكري فوراً..

 

أغرقت رأسي في عنقها وبدأت أقبلها و أمتص جلدها بقوة.. اللعنة رائحتها جعلتني أُجن و أفقدتني سيطرتي على ذاتي.. لايسن كان محقاً فأنا لم أستطع أن أتركها نائمة دون أن أعاشرها..

 

بدأت أقبلها نزولا حتى وصلت إلى صدرها.. نظرت بشهوة إلى صدرها المستدير وبدأت أُداعب بيدي صدرها بقوة وأتحسس حلمتها وأغرقت حلمتها بفمي وبدأت امتصها بجوع...

 

" لااااااااااااااااا.. أرجوك.. ارحمني.. لا تفعل.. أتوسل إليك.. ليس هكذا.. لا تفعلها أرجوك "

 

كانت تصرخ وهي تتلوى بعنف أسفلي وشعرت بالغضب.. رفعت رأسي ونظرت إليها بكره وصفعتها بقوة وقلتُ لها بأمر

 

" اخرسي وتوقفي عن الحركة وإلا عاقبتكِ.. أنتِ هديتي وعاهرتي الخاصة الآن.. افهمي ذلك "

 

استكانت بين يدي وبدأت تبكي وتشهق بهستيرية لكنني لم أكترث وعاودت تقبيل صدرها ومصه بجنون.. لم أستطع أن أبتعد عن صدرها شعرت بجوعٍ كبير وأنا ألتهم حلماتها التي انتصبت بين فمي.. اللعنة كم هو رائع..



انتهى المشهد الجريء**

 

 

" ديغور ر ر ر ر ر ر ر ر.. "

 

تجمدت فجأة عندما سمعت صرخة أروس الغاضبة.. ما الذي يحدث؟!.. فكرت بدهشة وابتعدت مرغما عنها وأفلت يدي وحررت يديها ووقفت..

 

رأيتها تُلملم قماشة فستانها وتستر بها صدرها بيديها المرتعشتين وهي تُغمض عيونها بشدة دون أن تتوقف عن البكاء..

 

ابتسمت بخبث وقلتُ لها

 

" سوف نُكمل لاحقا ما بدأتهُ للتو.. والأفضل أن تكوني جاهزة عند عودتي "

 

ضحكت بقوة عندما خرج أنين مُرتعب من بين شفتيها واستدرت وخرجت من الغرفة وأقفلت الباب بالمفتاح رغم وجود أربع حراس أمامه ثم وضعت المفتاح في جيب سترتي وتوجهت ناحية الأسفل لأرى ما الذي فعلهُ ديغور وجعل أروس يغضب إلى هذه الدرجة...

 

توقفت أمام باب البهو بصدمة وأنا أرى وأسمع ما حدث.. اللعنة.. كيف لم أُفكر أن مكروها أصاب رفيقته؟!.. كان يجب أن أعرف ذلك بسبب نزفها الكثير من الدماء.. فرائحته كانت قوية وهذا دليل على أنها تنزف بسبب التعذيب الذي تلقته من المرشدات الحمقاوات..

 

كان يتوجب عليّ معرفة ذلك وإنقاذها لأجل أروس ولكن بسبب تلك الملعونة المتحولة شقيقة كلاوديوس تشتت ذهني.. سوف أُريها الويل..

 

فكرت بكراهية.. فهذا سبب إضافي لي لكي أكرهها وتوعدت لها بداخلي بعقابٍ كبير..

 

لا أنكر شعرت بالدهشة بينما كنتُ أراقب كل ما فعله أروس بهم.. ههههههههه.. الحُب أعمى أروس و أفقدهُ عقله.. والآن على لايسن أن يجد مسؤولا جديدا بدل ديغور الأحمق..

 

بعد أن إنتهى اقتربت وكلمته وطلبت منه كي نذهب إلى مكتبه كي نتكلم على انفراد.. دخلنا إلى اغرفة مكتبه وجلست على الكرسي بعد أن جلس أروس.. كتف يديه ناحية صدره وقال بجدية

 

" تكلم إيفوس.. ما الذي يُحزنك ويُعكر مزاجك صديقي؟ "

 

تنهدت بحزن وأخبرته كل ما حدث معي اليوم منذ إنقاذي لـ لوسيا حتى ذهاب لايسن بعد تكلمه معي في قمة الجبل..

 

عندما انتهيت نظرت إليه لأراه يتأملني بدهشة.. عقدت حاجباي وسألتهُ بجدية

 

" لا تخبرني بأنك لم تكن تعرف بأن تلك القذرة راشيل هي أمي!.. لقد كنتَ مع لايسن عندما شعر بوجودها في غابة غابيغا ورأيت لوسيا تمنعه من قتلها "

 

تنهد أروس بقوة ثم قال بهدوء

 

" بالفعل كنتُ متواجداً في تلك الليلة.. وبالطبع رأيت بصدمة امرأة تشبه لوسيا أمامي.. في البداية ظننتها لوسيا ولم أستطع أن أُفرق بينهما.. وشعرت بالذهول عندما رأيت الملك لايسن غاضبا عليها ويريد قتلها.. في البداية ظننت الملك قد فقد عقله لأنه يريد قتلها لكن عندما ظهرت لوسيا فجأة أمامنا و ترجته كي لا يقتلها.. انصدمت.. وفورا فهمت ما حدث.. لوسيا لديها شقيقة توأم متطابقة لها حتى في رائحة الدماء.. "

 

توقف عن التكلم وتأملني بحزن وتابع قائلا بهدوء

 

" ورغم موافقة الملك لطلبات لوسيا والسماح لشقيقتها أن تأتي إلى قصره.. إلا أنني ظننت أنها اعتذرت وذهبت بعدها.. وبعد مرور أشهر عديدة فجأة رأيت لايسن يدخل إلى القصر برفقة لوسيا وهي تحمل بيديها طفلا رضيعا لا يتعدى عمره الساعات.. وقال الملك للجميع أنه وجدهُ في الغابة وأن الطفل سيبقى هنا ولوسيا من سوف تعتني به "

 

وقف أروس واقترب ناحيتي ووضع يده على كتفي وضغط عليه بخفة وهو يقول

 

" من أنا حتى لا أُصدق كلام الملك؟.. لذلك ومثل الجميع صدقت ما قاله ولم أشك للحظة واحدة بأنك إبن شقيقتها التوأم و.. وابن كلاي أستور.. صدقني إيفوس لم أكن أعلم بالحقيقة.. شككت لاحقا بسبب حُب وتعلق لوسيا بك لكنني أبعدت شكوكي لأنك لستَ نصف مستذئب.. لقد كنتَ جني فقط وظننت أن والدتك الحقيقة توفيت بعد ولادتها لك وأهلها رموك في مملكتنا خوفا من شيء أرعبهم.. ولم أعترض عندما حولك لايسن إلى مصاص دماء.. لذلك صدقني لم أكن أعلم بكل تلك الحقائق.. أنا آسف صديقي "

 

ابتسمت له بحزن ثم وقفت فأبعد يده عن كتفي وقال بمرح

 

" والآن أخبرني صدقا.. هل أعجبتك هدية لايسن؟.. إنها مميزة جداً "

 

زفرت بضيق وقلتُ له

 

" كيف فكر الملك أن يُهديها لي؟!.. فتلك اللعينة هي شقيقة كلاوديوس بيرون الحقير.. وهو المتسبب الرئيسي بما حدث مع لوسيا.. لو لم يُساعد ذلك القذر ستيفن كانت لوسيا استطاعت استخدام سحرها عليه.. كانت استطاعت أن تنقذ نفسها من الجحيم الذي عاشته.. أنا أكرهه وأكره شقيقته هذه "

 

ابتسم أروس بمكر وأخبرني بما حدث مع الملك لايسن وذلك الحقير ملك العمالقة السحرة.. وعندما انتهى نظر بخبث قائلا

 

" إذا إستمتع بها.. ما الذي يمنعك؟!.. أفرغ غضبك عليها واحرق قلب كلاوديوس.. سوف أتكفل بإرسال ما تفعلهُ بها إليه حتى نُعذبه.. فهي غالية جداً عليه والجميع يعلم بذلك.. لايسن لم يقتله فورا ووافق على طلبها وأهداك إياها حتى يحرق قلب كلاوديوس عليها ويعذبهُ ببطء "

 

نظرت إليه بتفكيرٍ عميق ثم ابتسمت ابتسامة شيطانية ولمعت عيوني بمكر وقلتُ له

 

" فكرة جيدة.. أعجبتني جداً.. في الحقيقة كنتُ بدأتُ بفعل ذلك بها.. سأستمتع بانتقامي من ذلك العملاق الحقير وجداً.. "

 

ضحكنا معاً بقوة ثم قال أروس بمرح

 

" رائع.. والآن اسمح لي لأذهب وأرى امرأتي.. وأنتَ اذهب وابدأ بانتقامكِ صديقي "

 

وهكذا خرجنا وتوجه كل منا إلى جناحه الخاص....

 

 

 

كلاوديوس**

 

بعد خروج لايسن انهرت بالكامل وبدأت بتحطيم كل ما هو أمامي من تحف وأثاث حتى دمرت كل شيء.. سيرنيتي صغيرتي وشقيقتي الرقيقة أصبحت هدية للقائد الثاني لوحش الجبل.. أصبحت هدية للحقير إيفوس....

 

ألم وحزن وغضب رهيب تملكني.. تألمت لأنني لم أستطع منعه من أخذها.. وحزنت لأنني كنتُ جبان ولم أستطع أن أحميها.. وغضبت لأنني شعرت بقلبي يحترق عليها وأنا أتخيل ما قد يحدث معها وكيف ستكون معاملتهم لها..

 

توقفت عن تدمير المكان ونظرت أمامي بغضب أعمى


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

ثم تنهدت بقوة وهتفت بعذاب وبحرقة

 

" سيرنيتي.. سامحيني غاليتي.. أنا السبب.. لو لم أعشق زوجة وحش الجبل لما كنتِ الأن في قبضة هؤلاء الملاعين.. سامحيني يا قلبي "

 

بكيت بحزن وأنا أنظر إلى حُراسي الغائبين عن الوعي أمامي.. اللعنة على غبائي.. كيف لم أُفكر أن وحش الجبل اللعين لايسن سيعرف بدخولي إلى منزله وأنني تحرشت بزوجته؟!!!... كان يجب أن أتوقع ذلك.. يبدو أنه أكمل طقوس زفافه على جميلتي البشرية وامتلكها..

 

" واللعنة على هذا الجحيم... "

 

هتفت بألم فقلبي الآن يحترق على شقيقتي وعلى تلك البشرية التي خطفت قلبي من أول نظرة.. لقد خسرتهما معا وخسرت المعركة.. لكنني لم أخسر الحرب بعد.. فأنا أخبئ قريبا لوحش الجبل مفاجأة سوف تعجبهُ وجداً..

 

" واوووووو.. كما يبدو لي وحش الجبل كان هنا ودمر قصرك الجميل جلالة الملك كلاوديوس... هههههههه.. ماذا فعلتَ له حتى أغضبته وبشدة؟! "

 

استدرت ناحية الباب ورأيت ستيفن يقف وهو ينظر بذهول إلى حراسي والدمار الذي أحدثه لايسن بالأرض ثم نظر إلى الأثاث والتحف التي دمرتُها بنفسي.. بعدها نظر بجمود ناحيتي


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

ابتسم بخبث وقال

 

" مؤسف أن تتهشم كل تلك التحف الغالية و.. "

 

تأملتهُ بنظرات جامدة


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

وقاطعته هاتفاً بغضب

 

" هل فعلتَ ما أمرتُك به في الظهيرة؟! "

 

ابتسم بمكر وقال

 

" اهدأ ولا تغضب جلالة الملك العملاق.. فكما تعلم أنا مدينٌ لك بخدمة ولذلك.. "

 

اقترب ليقف أمامي ورفع رأسه عاليا حتى ينظر إليّ وقال

 

" هل يمكنك أن تُقلص حجمك حتى أستطيع التكلم معك دون أن يؤلمني عنقي؟ "

 

قلصت حجمي بسرعة ونظرت إليه ببرود وقلتُ له بنبرة هادئة رغم لهفتي الكبير لمعرفة ما سيقوله

 

" تكلم.. هل فعلتَ كما أمرتُك؟! "

 

ضحك بقوة ثم وقف ورفع كتفيه بشموخ وقال بخبث

 

" نعم لقد فعلت.. أنا ستيفن ملك الروج لا تنسى ذلك أبداً.. لا شيء يمنعني عن فعل ما أريده.. وأنا وفيت بوعدي لك ولم أعد مديناً لك بشيء "

 

ضحك بخبث وتابع قائلا

 

" لقد ذهبت ودخلت إلى عالم الجن وقابلت الملك ديوس بنفسي... "

 

توقف عن التكلم ونظر ناحيتي بترقب.. ودون إرادتي ابتسمت بسعادة وقلتُ له بلهفة واضحة

 

" هاااااه.. وبعد؟!!.. تكلم.. ماذا حدث؟!!.. "

 

التمعت عيونه بخبث وقال بغرور

 

" استقبلني ذلك المُختل ديوس.. وكيف لا يفعل بعد أن أخبرت حُراسه أنني أريد أن أخبرهُ شيئا مهما يخص حفيدتهُ الغالية و وريثة العرش الشرعية لــ مملكة الجن... هههههههههه.. استقبلني فوراً وأخبرتهُ كما اتفقنا "

 

نظرت إليه بلهفة وقلت بسعادة

 

" هيا أكمل.. ماذا قال لك؟!! "

 

اتسعت ابتسامة ستيفن الشريرة أكثر وقال بهدوء

 

" أخبرته بأن وحش الجبل قد وجد خنجر فورن في قرية الرهبان وهو بحوزته الآن.. كما أخبرته أنه استخدم سحرهُ للمرة الأولى حتى ينقذ زوجته من أخيك الراحل.. وهذا الخبر أفرح ذلك اللعين ديوس جداً لأن دراكولا لايسن أخلف بوعده له أنه عندما يستخدم سحره لأول مرة سيكون عليه بجعلهِ بشرياً.. هههههههه.. ليتك رأيت وجهه كيف برق بسعادة عندما عرف بذلك.. لايسن الشيطان كما يسميه ذلك الغبي ديوس لن يحولهُ إلى بشري لأنه خلف بوعده واستخدم سحره لينقذ زوجته العزيزة... "

 

أخيرا خبر أفرح قلبي.. فكرت بسعادة وقلتُ لـ ستيفن

 

" أكمل.. ماذا حدث بعد ذلك؟ "

 

تأملني ستيفن بتمعن وتابع قائلا

 

" أخبرته بنيتك بالتحالف معه ضد وحش الجبل.. كما أعلمته بشروطك وهو وافق عليها بسرعة "

 

أمسكت ستيفن بكتفيه وهززته بقوة وأنا أقول بفرح لا حدود له

 

" هل أنتَ جاد؟!.. هل وافق على شروطي كلها؟ "

 

أبعدني ستيفن عنه وهو يتأفف بضيق و يُعدل سترته.. ثم نظر إليّ وقال

 

" ما بك أيها العملاق؟!.. اهدأ ودعني أُكمل كلامي "

 

زفر بضيق وتابع قائلا

 

" نعم لقد أخبرته أنك ستكون حليفهُ ضد وحش الجبل بشرط أن يجد طريقة ويحصل على خنجر فورن حتى ندمر قلادة فيري ونحوله وجميع شعبه إلى بشر.. و أعلمته أنك تريد الأميرة فورتونا لك بعد ذلك.. وهو بكل بساطة وافق.. وها أنا عُدت حتى أخبرك بذلك وقال لي أن تمهله القليل من الوقت حتى يجد طريقة تخولهُ الحصول على خنجر فورن ويستطيع بعدها تدمير قلادة فيري.. المهم قال لي أن أُخبرُك إن احتاجك بشيء عليك أن تلبي طلبه على الفور "

 

" اللعنة أنا لا أمتلك الكثير من الوقت "

 

همست بغيظ وأنا أمشي بتوتر..

 

" والآن ألا تريد أن تخبرني كيف عرفت بأن وحش الجبل وجد خنجر فورن وهو بحوزته حاليا؟!.. الفضول يقتلني حتى أعرف كيف عرفتَ بذلك "

 

سألني ستيفن بفضول فنظرت إليه ببرود وأجبته

 

" لدي طُرقي الخاصة.. والآن يمكنك الذهاب والأفضل أن لا تعود وتطلب مساعدتي بشيء لأنني لن أفعل "

 

تركته يحترق بغيظه وعُدت إلى حجمي الطبيعي وتوجهت ناحية جناحي بعد أن أمرت الخدم بتنظيف كل شيء و يجعلوا الحراس يستفيقون...

 

ستيفن لا يعرف بأن لدي قدرات برؤية أشياء سوف تحصل مستقبلا مع أعدائي.. وهو لا يعرف بأنني عرفت منذ زمن أن لوسيا غرين لم تمت كما ظن هو.. كما لا أحد يعلم بأن قدرتي تلك سوف تختفي بابتعاد سيرنيتي عني..

 

منذ ولادة شقيقتي سيرنيتي بدأت هذه الرؤية تأتي إليّ.. لا أعرف كيف؟!!.. لكنني علمت بأن شقيقتي مميزة وأنها بطريقة ما ضاعفت قوتي.. والآن في بُعدها عني لا أظن أنني سأرى إشارات عن مُستقبل أعدائي قريبا.. لا يهم المهم أنني سأستعيد سيرنيتي والبشرية الجميلة قريبا...

 

دخلت إلى غرفتي ووقفت أنظر من النافذة إلى مملكتي بشرود.. كيف سأصبر حتى يجد ذلك الجني الخنجر ويُدمر القلادة؟!..

 

تنفست بعمق وأنا أحاول أن اهدئ نفسي.. ففي النهاية سأستعيد سيرنيتي وتلك البشرية الجميلة ستكون لي.. لي وحدي وإلى الأبد.....

 

 

الملك ديوس**


 

بعد ذهاب ذلك المنبوذ المستذئب الحقير ستيفن تنهدت بسعادة.. أخيراً سوف أتخلص من ذلك الخوف الذي رافقني طيلة هذه السنوات.. لايسن الحقير فعل مثل والدته.. لقد فعل بي كما فعلت ابنتي فيري بشقيقها بن.. على الأقل هو لم يُلقي عليّ لعنة ولكنه هددني أنه عندما سيقرر أن يستخدم سحرهُ للمرة الأولى ستكون بجعلي بشريا.. وها هو قد أخلف بوعده لي بسبب حفيدتي.. يبدوا أنها تمتلك سلطة عليه وهذا لمصلحتي..

 

ابتسمت بسعادة وأنا أجلس على كرسي عرشي..


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس


صحيح لايسن هو الآمر والناهي هنا لكنه أبدا لم يحاول سلب منصبي والجلوس على العرش رغم أنه باستطاعته فعل ذلك... فهو أقوى كائن في جميع الممالك هنا.. هو يستطيع إبادة مملكة بأكملها بدقائق بمفرده..

 

نظرت أمامي إلى الحائط ناحية اليمين وتحديدا إلى لوحة ابنتي فيري..


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس


" ابنتي الحبيبة.. كم اشتقتُ إليكِ "

 

همست بحزن بينما كنتُ أنظر إلى وجهها.. لقد كانت عالمي ونوره.. كانت السبب بسعادتي وأيضا السبب بتعاستي وكُرهي الكبير لمصاصي الدماء..

 

لماذا أحبت دراكولا مالون ثورم؟!.. لماذا؟!!.. لطالما تساءلت ولكنني لم أجد الجواب.. كم تمنيت لو أنها لم تعشق ذلك دراكولا الملعون لكان كل شيء اختلف..

 

" لايسن ثورم.. لايسن الشيطان... "

 

همست بحزن بتلك الكلمات فهو حفيدي في النهاية وابن غاليتي فيري.. بسبب خسارتي لها لم أُسامح مالون واعتبرت لايسن السبب في موتها..

 

لو لم تحمل به و تنجبه كانت ما زالت على قيد الحياة.. على الأقل كنتُ سأشعر بالطمأنينة بأنها حية ترزق رُغم بُعدها عني..

 

صحيح أنني أعلم أنها أوقفت لعنتي على زوجها وشعبه وابنها بحبس روحها في القلادة لكن ذلك لا يُمحي أنها ماتت.. فهي ماتت وهي تلد حفيدي لأنه من نسل شيطاني.. عرفت أنها ستموت عندما تزوجت ذلك اللعين مالون ولذلك بسبب غضبي استمعت لابني بن وذهبت والقيت لعنة لا تستطيع أي قوة خارقة كسرها على جميع مصاصي الدماء إن حملت فيري وماتت..

 

 

ألمني قلبي على رؤيتها حزينة بسبب فعلتي تلك في تلك الليلة وندمت.. نعم شعرت بالندم لأنني تسرعت وحاولت لاحقا كسر اللعنة لكنني لم أستطع.. وبعد أن ولدت لايسن عرفت بما فعلتهُ ابنتي الذكية ورغما عني شعرت بالسرور ولكن بعد سنين عندما اختفى ابني بن فجأة عاد غضبي ليتفاقم من جديد وشعرت بالكراهية ناحية حفيدي لايسن رغم أن لا ذنب له بذلك..

 

لكنني غضبت منه لأن فيري بسبب والده وما فعلهُ بها بن القت لعنة عليه وحرمتني منهُ أيضا.. حرمتني منها ومن ابني والقيت اللوم على حفيدي وكرهته بسبب والده.. والده هو السبب لخسارتي أبنائي.. هو السبب بتعاستي وحزني.. وبسببه إنتقل غضبي وانصب على حفيدي لايسن...

 

وقفت واقتربت من اللوحة وهمست بحزن لابنتي

 

" رغم كل كرهي لوحش الجبل إلا أنني رغما عني أحبهُ يا ابنتي.. نصف قلبي يكرهه ونصفه الآخر يحبه لأنكِ والدته.. لم أتخيل أبداً أنكِ لعنتِ شقيقكِ ليصبح بشري وأدخلته إلى عالم البشر.. ظننت أنكِ ألقيتِ عليه لعنة الموت والاختفاء.. والآن عاد بن إلى عالمنا مجدداً وليس بمفرده بل مع حفيدتي البشرية.. والتي أصبحت زوجة لوحش الجبل بموافقة بن وموافقتي.. والآن عرش مملكتي حكما سيكون له.. لطالما أبهرتني بقوتكِ صغيرتي وذكاءكِ الحاد.. سامحيني لما سأفعلهُ بابنكِ.. سامحيني فيري أرجوكِ "

 

تنهدت بخفة وقررت الذهاب إلى غرفتي حتى أنام وأستريح.... كنتُ نائما عندما سمعت صوت من بعيد يهمس باسمي

 

" أبي.. أبي ديوس "

 

فتحت عيوني بصدمة لأرى أنه لا يوجد أحد وأنني بالفعل ما زلتُ في غرفتي نائم على سريري.. لا بد أنني توهمت لسماعي أحد ينده باسمي.. فكرت بذلك وأعدت وأغلقت عيناي حتى أُكمل النوم.. فجأة انتفضت بقوة جالسا برعب عندما سمعت ذلك الصوت يقول لي مجدداً

 

" أبي.. لا تنم لو سمحت و اسمع ما سأقوله لك بسرعة.. لقد استخدمت كامل قوتي حاليا حتى أستطيع التواصل معك لدقائق قبل أن أضعف "

 

" فيري!!!... ابنتي هذه أنتِ؟!!... "

 

هتفت بصدمة بينما كنتُ أنظر في أرجاء الغرفة بحثا عنها لكنني لم أراها.. كانت دموعي تسيل بسعادة على وجنتاي.. سنوات طويلة مضت لم أسمع به صوت ابنتي الحبيبة..

 

" نعم والدي الحبيب.. إنها أنا فيري.. لا تقاطعني أرجوك قبل أن أُكمل حديثي لأن قوتي بدأت تضعف بسبب اتصالي بك.. حفيدتك فورتونا حبسها ابني العنيد في القبو في منزله المنعزل على قمة الجبل.. أريدك أن تستخدم قوتك وتذهب وتُخرجها من هناك فوراً.. هي تخاف الظلام وأنا خائفة عليها ولا أستطيع مساعدتها أبي لأنها لا ترتدي القلادة بل لايسن.. سوف أُبطل التعويذة التي وضعها لايسن على المنزل كي يمنع فورتونا من الخروج واذهب واخرجها من هناك فوراً.. على ابني أن يتعلم كي لا يُعاملها بتلك القساوة.. اهتم بها قبل أن يأتي لايسن ويأخذها مجدداً.. سوف يتعلم أن لا يحبسها مجددا في ذلك القبو المظلم.. "

 

بكيت بانكسار وأنا أقول لها

 

" حبيبتي الغالية.. فيري.. ابنتي.. دعيني أراكِ أرجوكِ لمرة واحدة.. أتوسل إليك "

 

سمعتها تتنهد ثم قالت

 

" أبي ديوس.. إن فعلت ذلك سوف أضعف ولن تعود قوتي إلا بعد أسبوع.. لا أستطيع... "

 

أبعدت غطاء السرير عن جسدي ووقفت بسرعة أنظر حولي بتوسل وأنا أقول

 

" أرجوكِ يا ابنتي.. لبي لي طلبي وأمنيتي الأخيرة.. دعيني أراكِ ولو لمجرد لمحةٍ واحدة "

 

فجأة رأيت نوراً قويا يسطع بقوة في وسط الغرفة وظهرت فيري أمامي مثل خيال يشع ويبرق بقوة.. بكيت بسعادة واقتربت منها وجثوت أمامها على ركبتاي وأنا أرفع رأسي وأنظر إليها بشوقٍ كبير..

 

شهقت بقوة وقلتُ لها بصدق وبحرقة قلب أب

 

" يا روح والدك.. كم اشتقتُ إليكِ.. سامحيني.. سامحيني فيري على كل ما فعلتهُ.. سامحيني يا نور عيوني "

 

رأيتها تبتسم برقة وهي تقول

 

" لقد سامحتك منذ زمنٍ طويل والدي الحبيب.. فقط لدي طلب.. لا تكره ابني لايسن وساعد حفيدتك فورتونا كما طلبت منك.. لا تتركها هناك في الظلام فهي تخافه.. احميها والدي من بن وأعدائك.. ابني لايسن ليس عدوا لك... "

 

نظرت إليها بغرابة وسألتها

 

" ما الذي تقصدينه فيري؟!.. كيف أحميها من بن وأعدائي؟!.. و.. "

 

لكنني صمت فجأة عندما اختفت واختفى معها النور.. هتفت بقوة

 

" فيري.. فيري!!.. لا تذهبي يا ابنتي.. "

 

وقفت وأنا أنظر حولي أبحث عنها كالمجنون لكن دون جدوى.. قطعت اتصالها بي واختفت.. جلست بانهيار على السرير وأنا أبكي.. أبكي بسعادة لأنني بعد غياب طويل سمعت صوت فيري ورأيتها..

 

بكيت بحزن لأنها سامحتني رغم كل ما فعلتهُ بها وبزوجها.. بكيت بألم لأنها لا تعرف ما سأفعله بابنها الغالي أي حفيدي لايسن قريبا..

 

بعد مدة توقفت عن البكاء وقررت أن أُنفذ رغبتها.. وقفت وغيرت منامتي وارتديت بدلتي الملوكية مع معطفي الخاص بها ثم رفعت يدي اليمنى عاليا واستخدمت سحري وبسرعة حاوطني ضوء أبيض بقوة وانتقلت من غرفتي إلى القبو الموجود في منزل لايسن المنعزل..

 

صعدت السلالم ورأيت حفيدتي لأول مرة.. شعرت بالحزن على رؤيتي لها فاقدة الوعي على الأرض بجانب الباب وجسدها العاري يرتعش بشدة بسبب البرد..

 

أزلت معطفي عن كتفاي وغطيت جسدها به ثم رفعتها وحملتها بـ ذراعاي واستخدمت سحري وأدخلتها إلى غرفة عمتها فيري في قصري ووضعتها على السرير..

 

لأول مرة منذ عقود أدخل إلى غرفة ابنتي فيري رغم طلبي بأن يقفلوها ولا يدخلها أحد سوى خادمتين لتنظيفها مرة في كل أسبوع..

 

نظرت إلى حفيدتي بحزن فهي تشبه عمتها وهذا جعلني أشعر بغصة مؤلمة في صدري.. تنهدت بهدوء وقررت الخروج..

 

تفاجئ الحراس في الممر برؤيتي أخرج من غرفة ابنتي لكنني لم أهتم بل توقفت وأمرت الخدم أن يطلبوا من مستشاري ويدي اليمنى سيرنوك أن يأتي إلى مكتبي فوراً..

 

كنتُ أقف خلف النافذة أنظر إلى مملكتي عندما سمعت طرقاتٍ خفيفة على الباب

 

" أدخل "

 

سمحت له بالدخول دون أن أكترث لأستدير وأنظر إليه

 

" مولاي.. هل طلبتَ رؤيتي؟ "

 

تنهدت بقوة وكلمته بنبرة جادة قائلا

 

" سيرنوك.. أريدُك أن تأمر مرافقات فيري الثلاثة أن يذهبوا بسرعة إلى غرفتها و يهتموا بحفيدتي.. أريدهم أن يُساعدونها في الاستحمام و بارتداء ملابس ابنتي الخاصة "

 

" ماذااااااا!!!!!!!... "

 

استدرت ببطء ونظرت إليه بغضب

 

" هل لديك أي اعتراض سيرنوك؟ "

 

سألته بنبرة غاضبة ورأيته يبلع ريقه بخوف وهو يتأملني بنظرات مصدومة متوترة


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

ثم أحنى رأسه باحترام وقال

 

" آسفة جلالة الملك.. لكنني شعرت بالدهشة عندما طلبت مني ذلك.. مرافقات الأميرة فيري الثلاثة هم في الزنزانة في اليوم الأول الذي هربت به الأميرة.. لأن حضرتك من آمر بذلك مولاي.. ثم ابنة الأمير بن هنا؟!.. آسف لتطفلي مولاي.. لكن سمو الأميرة لم تتزوج من وحش الجبل؟!.. كيف سمح لها أن تأتي إلى هنا؟! "

 

نظرت إليه ببرود وقلتُ له بنبرة جامدة

 

" أسئلتك كثيرة سيرنوك.. وفر فضولك ليومٍ آخر لأنه لا رغبة لي بالرد عليها وإشباع فضولك حاليا.. افعل كما أمرتُك دون نقاش.. أخرجهم من زنزانتهم فوراً و ليذهبوا حالا إلى غرفة فيري ويساعدوا حفيدتي "

 

رفع رأسه ونظر إليّ باحترام وقال

 

" كما تآمر مولاي.. بالإذن منك "

 

بعد خروجه تنهدت بحزن.. كنتُ سأجعل فيري تتزوج من سيرنوك لكن ذلك لم يحدث.. كنتُ أعلم أنه أحب فيري لا بل عشقها بجنون.. وكم تمنيت أن تحبهُ ابنتي فهو مستشاري الأعلى ويدي اليمنى.. لكن ما باليد حيلة فابنتي كان لديها رأي آخر..

 

أنا أعلم بأن سيرنوك تألم جدا عندما تزوجت فيري مالون وحزن أكثر عندما ماتت ومع ذلك لم يتفوه أمامي أبدا بكلمة واحدة مسيئة عن ابنتي.. هو مخلص جداً لي وأنا أقدره.. ربما إن استطعت أن أجد خنجر فورن بطريقة ما وأتلفت القلادة واستطعت أن أُحول حفيدي وجميع بني جنسه إلى بشر قد أُزوج سيرنوك إلى حفيدتي فورتونا..

 

ذلك الغبي ملك السحرة العمالقة صدق أنني قد أُسلمه بيدي حفيدتي بهذه السهولة.. سأكون ملعوناَ إن فعلت ذلك.. تنهدت بسعادة وخرجت متجها ناحية غرفتي كي أنام أخيرا براحة افتقدتها لسنوات طويلة.. طويلة جداً.....

 

 

فورتونا**

 

كانت فورتونا ما زالت بعالمها الآخر نائمة على السرير في غرفة فيري عندما دخلت ثلاث جنيات واقتربنا من السرير ووقفوا ينظرون بانبهار وبدهشة وبسعادة إلى الأميرة فورتونا


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

" ياه سولان.. أنظري إليها كم هي جميلة.. أنظري كم هي جميلة وتشبه كثيراً الأميرة فيري.. "

 

نظرت سولان إلى أرنيكا وقالت بهمسٍ فرح

 

" نعم.. هي كذلك.. تشبهها كثيرا وجميلة جدا "

 

" فتيات توقفن عن النظر إليها بسعادة وهيا بسرعة دعونا نُزيل عنها رداء الملك و نجعلها تستحم و نلبسها من ملابس الأميرة فيري كما أمر الملك "

 

تأففت كل من سولان و أرنيكا بضجر ونظرتا إلى رومان شقيقتهم الثالثة وقالوا لها بصوتٍ واحد

 

" لطالما كنتِ مفسدة للحظات السعيدة رومان "

 

تنهدت رومان بحزن وقالت لهم

 

" هل تريدان العودة إلى تلك الزنزانة شقيقاتي؟! "

 

نظرتا برعب إليها وقالا بصوتٍ واحد وبخوف

 

" لا.. بالتأكيد لا نريد العودة إلى تلك الزنزانة المُخيفة "

 

ابتسمت لهما رومان برقة وقالت

 

" إذا ساعدوني كي نُزيل عنها رداء الملك وبعدها نستخدم سحرنا حتى نُدخلها إلى الحمام كي تستحم.. لا توقظوها أتركوها نائمة أفضل "

 

وهكذا ساعدت الجنيات الثلاثة فورتونا و غسلوا لها جسدها وألبسوها رداء نوم أبيض اللون يعود للأميرة فيري و أعادوها إلى السرير دون أن تستيقظ ثم ذهبن بعد أن أخذوا معهم رداء الملك ديوس...

 

تململت بهدوء عندما استيقظت وشعرت بسعادة لأنني نائمة على شيء طري وخفيف مثل الريش.. تأوهت بسعادة وأنا أتغلغل داخل الفراش المريح والغطاء الناعم.. فراش وغطاء ناعم؟!... فكرت بصدمة وجلست بسرعة وفتحت عيناي ونظرت أمامي بصدمة

 

" أين أنا بحق الجحيم؟!!!... "

 

همست بصدمة عندما رأيت نفسي نائمة على سرير كبير مربع الشكل لديه أعمدة وستائر حوله باللون الزيتي والذهبي.. والغرفة واسعة جدا.. على شمالي خزانة ضخمة جدا ألوانها مثل السرير وبجانبها منضدة كبيرة جداً.. أما أمامي كان هناك أريكتين ضخمتين و طاولة مربعة الشكل صغيرة بجانبهم ثم أمامها ستائر كبيرة تفصل هذه الغرفة عن غرفة أخرى.. أما على يميني كرسيين ومنضدة و مرآة كبيرة مُعلقة على الحائط ولكن الذي لفت نظري رؤيتي للوحاتٍ كثيرة كانت معلقة على الحائط في كامل الغرفة وكلها تعود لعمتي فيري..

 

" فيري!!!!... "

 

همست بتعجُب إذ علمت أنني في غرفتها.. رمشت بقوة وهمست بدهشة

 

" هل أخرجني ذلك الوحش من القبو و أعادني الخنزير إلى قصره ووضعني في غرفة والدته؟!..  هذا غريب!!!... "

 

في أحلامه إن ظن بفعلتهِ تلك سوف أسامحهُ على ما فعلهُ بي.. خنزير أحمق ومغتصب لعين.. فكرت بكراهية وأنا أُبعد الغطاء وأنزل عن السرير.. نظرت إلى جسدي ورأيت نفسي أرتدي قميص نوم بيضاء طويلة قديمة الطراز لكنها محتشمة وجميلة..

 

بدأت أمشي ببطء وأنا أنظر باندهاش لجمال الغرفة.. أبعدت الستائر التي تفصل هذه الغرفة عن غرفة أخرى 


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

ورأيت بدهشة صالون واسع جدا بأثاث يخطف الأنفاس..

 

حسنا لم أكن أتوقع أن أرى صالون فخم بأثاث يعود للعصور الوسطى.. ابتسمت برقة ثم قررت أن أخرج حتى أستكشف أين وضعني ذلك الوحش الخنزير.. وقفت بصدمة أنظر بذهول إلى السلالم والشمعدانات والثريات والأثاث أمامي


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس


" ما اللعنة!!!... "

 

همست بدهشة وأنا أفكر بغيظ.. ذلك الخنزير الحقير يريد أن يجعلني أُصاب بالجنون.. أين جلبني هذا المعتوه؟!.. تبا له سوف أعود وأنام في الغرفة التي خرجت منها وليذهب هو إلى الجحيم لأنني لن أدعهُ يتلاعب بعقلي..

 

دخلت فورتونا إلى غرفتها ولم تنتبه للحراس الواقفين بجمود أمام غرفتها وفي الرواق يبتسمون بسعادة على تصرف أميرتهم الطفولي...

 

استيقظت في الصباح الباكر على أصوات الأبواق.. تثاءبت وجلست لأرى أنني مازلت في غرفة عمتي نائمة.. ابتسمت بسعادة فعلى الأقل لم يجعلني أنام في غرفته.. وقفت ودخلت إلى الحمام والذي كان من جهة اليمين.. وما أن دخلت نظرت بدهشة وهمست بذهول

 

" اللعنة هل هذا حمام؟!!.. "

 

تبا إنه أجمل حمام رأيته في حياتي.. فكرت بسعادة وبدأت بإزالة قميص النوم عن جسدي وقررت أن أستحم وأنعم بهذه الرفاهية حاليا..

 

عندما انتهيت جففت شعري وجسدي بمناشف كانت موضوعة على منضدة ثم لففت جسدي بالمنشفة ودخلت الغرفة واقتربت من الخزانة.. فتحت درفة منها وشهقت بسرور عندما رأيت فساتين كثيرة رائعة الجمال رغم تصميمها القديم.. بدأت أبحث بداخلها حتى رأيت فستان رمادي فاتح بسيط ذو أكمام واسعة ضيق على الصدر و الخصر وينسدل واسعا قليلا إلى الأسفل..

 

أمسكته ونظرت إليه بسرور قائلة

 

" أنت تفيد بالغرض.. أتمنى أن لا تعترض عمتي فيري إن إرتديت فستانها "

 

وضعته على السرير وعدت لأقف أمام الخزانة الضخمة وبدأت أبحث عن أي ثياب داخلية..

 

" هوف.. لا حمالة صدر فقط كورسيه وسراويل داخلية كأنها شورت.. حسنا في الوقت الحالي هي تنفع.. "

 

همست بغيظ واخترت سروال داخلي وكورسيه وبدأت أرتديهم ثم ارتديت الفستان وسرحت شعري وقررت أن أخرج..

 

" الشمس؟!!... "

 

همست بصدمة لأن أول ما رأيته لدى خروجي من الغرفة أشعة الشمس الساطعة والتي كانت تدخل أشعتها من النوافذ الكبيرة للقصر..

 

" أخيراً الشمس س س س س.. "

 

هتفت بسعادة وبدأت أركض في الرواق ونزلت بسرعة على السلالم لأرى طابق أخر أمامي.. أين أخذني هذا اللعين؟!!.. كيف يكون هناك شمس؟!.. لن تؤذي شعبه فهم مصاصي دماء؟!!.. لم أكترث حتى أجد الإجابة وبدأت أتفقد القصر بسعادة..

 

كانت فورتونا تتفحص طوابق القصر بانبهار وهي تضحك بسعادة ولم تنتبه كالعادة للحراس الذين كانوا يقفون مثل الأصنام في الأروقة وأمام بعض الغرف إذ ظنتهم تماثيل وأكملت استكشاف القصر دون أن تنتبه للجنيات العاملات في القصر يختبؤون خلف الستائر والأبواب ينظرون إليها بفضول وبسعادة...


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

خرجت من باب القصر الكبير وأوه أخيرا رأيت أربعة حُراس يرتدون دروع غريبة ويحمل كل واحد منهم سلاح غريب الشكل يشبه الفأس.. لم أكترث وتابعت السير لأنهم لم يمنعوني..

 

" ماذااااااااااا؟!!!... "

 

همست بصدمة بسبب ما رأيته وأنا أقف بذهول وجسدي يرتعش بخوفٍ كبير.. كان هناك جمعٌ كبير وناس بعدد هائل جميعهم يبتسمون بسعادة ناحيتي وجيش بعدد هائل يقفون بالصفين على الجهتين يلبسون دروع حديدية ويحملون سيوف بأيديهم وفي آخر الصف رأيت رجل يقف وهو يبتسم لي بسعادة لا توصف..

 

ودون أن أشعر توجهت ناحيته وعندما اقتربت منه رأيته ينظر إليّ بدهشة كبيرة وبنظرات حنونة كأنه لم يراني منذ زمن.. 


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

من هو؟!.. أين أنا؟!.. من هم؟!!..  لايسن ليس هنا وهذا يعني بأنه ليس من جلبني إلى هنا.. لكن كيف؟!..

 

فجأة اقترب شاب جميل المظهر عيونه زرقاء جميلة  وقف أمامي بجانب ذلك الملك ونظر ناحيتي بنظرات غريبة قليلا


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

ما اللعنة معهم؟!..  لماذا جميعهم يتأملونني بهذه الطريقة؟!.. تساءلت بتعجُب بداخلي بينما كنتُ أتأمل الرجلين أمامي دون أن أبتسم لهما.. أمرهم عجيب هؤلاء القوم...

 

هذا ما فكرت به فورتونا دون أن تعرف ما ينتظرها بعد قليل....

 

 

لايسن**


 

دخلت إلى غرفتي بغضب وأنا أسمع صرخات أمي في رأسي

 

( لايسن عُد فوراً واخرجها من ذلك القبو حالا.. هي تخاف الظلام.. أخرجها من هناك ولا تُعاند.. يكفي ما فعلتهُ بها منذ قليل.. لقد عاشرتها غصبا عنها )

 

" هي زوجتي أنا.. زوجتي.. افهمي ذلك فيري "

 

هتفت بغضب وضربت المرآة أمامي على الحائط بقبضة يدي بقوة تفتت لشظايا وتناثرت قطعها على الأرض حتى أن الحائط خلفها أصابه شق كبير بسبب قوة ضربتي..

 

أزلت قميصي ورميته بغضب على الأرض.. كنتُ غاضبا لأنني بدأت أشعر بشعورٍ غريب يكتسح جسدي خصيصا قلبي الميت.. كله بسبب ابنة ذلك الملعون بن.. بسببها بدأت هذه المشاعر الغريبة تجتاحني..

 

لقد حزنت.. أنا لايسن ثورم أحزن لسماعي بكائها وتوسلاتها لي كي أخرجُها من القبو؟!!! ..  لقد كنتُ على وشك فعل ذلك لكنني منعتُ نفسي في آخر لحظة..

 

أنا لايسن وحش الجبل بدأت أضعف بسبب امرأة؟!.. وليس أي امرأة بل زوجتي البشرية ابنة ذلك السافل بن...

 

صرخت بغضبٍ رهيب و ركلت الكرسي أمامي ليطير بسرعة ويرتطم بالحائط ويتهشم لألف قطعة..

 

( لايسن ما الذي تفعله؟!.. هل جُننت؟!!!... )

 

صرخت فيري بغضب لأمسك قلادتي بسرعة و أزيلها عن عنقي و ارميها على السرير وأنا أصرخ بقوة

 

" توقفي.. أنا لم أعد طفلا حتى تأمريني و تُملين عليّ ما يجب أن أفعله..  لقد احترت في أمرها.. هي تعاندني دائما وتُهينني.. فماذا أفعل.. وكيف أتصرف معها هو شغلي أنا.. ولا يتوجب عليكِ التدخل بيننا "

 

كنتُ أتنفس بقوة من شدة إنفعالي.. زفرت بغضب ووضعت يداي على الطاولة وانحيت قليلا أنظر إلى قلادتي ناحية السرير بتفكير عميق


رواية وحش الجبل - فصل 19 - الملك ديوس

 

لماذا أمي دائما تدافع عنها.. أنا ابنها وليس تلك المتوحشة..

 

تنهدت بعجز.. لأول مرة أتكلم مع أمي بهذه الطريقة.. تجمدت فجأة بصدمة عندما سمعت والدتي تقول

 

( إن لم تستمع لكلامي الآن لايسن وتُخرج فورتونا من القبو سوف يكون لي تصرف آخر معك )

 

ماذاااااااااااا!!!!!... اللعنة الآن أمي تهددني بسبب عبدتي المتوحشة!.. هذا ما كان ينقصني... تجاهلتها واستقمت ونظرت ناحية الحمام وقررت أن أستحم لكن قبل أن أخطو خطوة واحدة سمعت فيري تقول بغضب

 

( لايسن.. أنا أعلم أنك تستطيع سماعي دون أن ترتدي القلادة.. أجبني.. هل ستخرجها من القبو الآن؟!.. )

 

نظرت إلى القلادة بغضب هاتفا

 

" لا.. لن أفعل.. والآن دعيني بسلام "

 

( حسنا تحمل ما سيحدث لاحقا.. فهو بسبب عنادك )

 

لم أكترث لكلامها ودخلت إلى الحمام دون أن أُعير أي اهتمام  لِتهديها.. كنتُ أقف في الشرفة أنظر إلى الغابة بتفكيرٍ عميق..

 

فورتونا.. متوحشتي الجميلة.. ما أحسست به وأنا أمارس معها الجنس منذ قليل يفوق التصور.. لقد فقدت نفسي ولم أعد أستطيع معاشرتها بقوة بل كالحلم بدأت أُعاشرها برقة..

 

اللعنة لماذا فعلت ذلك لا أعلم!.. غضبي منها إختفى بلحظة ولكن عندما أفرغت سائلي بداخلها شعرت بالغضب من نفسي وقررت معاقبتها لأنني بدأت أضعف أمامها.. أنا لن أقبل بذلك أبداً.. لن أسمح لنفسي أن أضعف من أجلها.. لن أكون نسخة أخرى عن والدي.. مستحيل!...

 

 فجأة أغمضت عيناي بألم إذ شعرت بحريق بدأ يسري في عروقي ناحية قلبي.. فتحت عيناي ونظرت بدهشة أمامي.. لماذا أشعر بحريقٍ في صدري؟!.. ربما أحتاج الدماء..

 

وما أن استدرت حتى أدخل وأسكب لنفسي كأسا من الدماء فجأة ألم رهيب شل جسدي بأكمله.. انحيت بسرعة وأنا أحاول أن أفهم ما يحدث لي وحاولت أن أهدأ كي أُخفف من هذا الحريق الذي لف قلبي.. 

 

أنا أتألم؟!.. قلبي يؤلمني؟!!.. ما اللعنة التي تحدث لي الآن؟!!!... فكرت بصدمة بذلك.. لأستقيم فجأة بذهول عندما توقف ذلك الحريق وشعرت بشيء غريب في قفصي الصدري...

 

قلبي.. قلبي أنا.. ينبض؟!.... مستحيل!!!!!....


انتهى الفصل












فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©