رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. فورتونا تأذت من لايسن فشي طبيعي تأيد جدهه بخطته هاي

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح يا قلبي ردة فعلها طبيعية جدا

      حذف
  2. رده فعل طبيعية من فورتونا انها تتحد مع جدها لتنهي لايسن بهاي الطريقة وتمثل علية الحب بعد افعاله كلها ولكن هل سوف تحبه فعلا.
    تسلم ايدك البارت روعه ❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح ردة فعلها طبيعية جدا
      ستعرفين قريبا يا قلبي ما سيحدث بينها وبين وحش الجبل

      حذف

رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ



قلب ينبض لأجلكِ




لايسن**


 

وقفت بهدوء وشاهدت ألفا كلاي وأفراد قطيعه يخرجون من قرية الروج بعد أن قال لي بأنه سيأتي إلى قصري بعد أن يأخذ لوسيا بنفسه إلى قصره وخاصة لأنها كانت رافضة أن تذهب وتتركني..

 

" لماذا مولاي لم تسمح لي بقتل هذا العاهر ستيفن؟!.. لماذا لم تسمح لي بأن أقتله وأنتقم منه على كل ما فعلهُ بأمي لوسيا؟! "

 

سمعت صديقي وقائدي إيفوس يهتف بحرقة وبغضب بتلك الكلمات.. تنهدت بعمق ونظرت إليه بجدية قائلا

 

" سنتكلم لاحقاً بهذا الموضوع.. عليك إيفوس أن تتعلم لجم غضبك أولا.. ولا تقلق سأسمح لك قريبا لتنتقم كما يحلو لك "

 

أخفض إيفوس رأسه إلى الأسفل باحترام أمامي واستدار وامشى بخطوات بطيئة ووقف بجانب القائد الأول أروس..

 

نظرت إلى أروس وأشرت له بـ عيناي باتجاه جسد القذر ستيفن وفهمني قائدي على الفور..

 

رأيت أروس يقترب بسرعة من جسد ستيفن ورفعه بسهولة ورماه على كتفه ثم ذهب برفقة إيفوس إلى مملكتي غابيغا..

 

نظرت إلى قطيع الروج وقلتُ لهم بنبرة جامدة وحادة

 

" لم يعد لكم ألفا يحكمكم بعد الآن.. أعيدوا بناء القرية ولا تدخلوا أبداً إلى قرية الذئاب الدموية أو إلى مملكتي وإلا أحرقتكُم أحياء جميعاً إن خالفتم أوامري "

 

ارتعشوا بخوف وجثوا جميعهم أمامي وأخفضوا رؤوسهم إلى الأسفل.. تأملتهم بنظرات كارهة ثم استدرت ونظرت باتجاه مملكة الجن..


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

نظرت إلى قصر جدي ديوس وبسبب قوتي كنتُ أراه وكأنني أقف أمامه.. ابتسمت بسخرية وفكرت بحقد.. جدي العزيز سأترك زوجتي المتوحشة في ضيافتك الليلة.. ولكن لا تفرح كثيراً لأنني سأقوم بزيارتك قريباُ جداً لأستعيد زوجتي منك وأُعاقبها..

 

نظرت إلى القصر بنظرات حنونة رغماً عن إرادتي عندما فكرت بزوجتي المتوحشة.. تنهدت بعمق وقررت أن أذهب إلى مملكتي غابيغا لأجتمع مع ألفا كلاي وبسرعة..

 

 

وهكذا ومن أجل لوسيا قررت أن أترك فورتونا الليلة في قصر جدها اللعين وأعود إلى قصري.. ولكن في الصباح سوف أفاجئهُم بحضوري...

 

رفعت يدي اليسرى عاليا ناحية السماء المظلمة واختفى بسرعة سرب الخفافيش منها.. سوف تشرق الشمس قريبا.. فكرت بسرور وقررت العودة إلى غابيغا وبعدها سأذهب لأُستعيد متوحشتي الجميلة..

 

سأعيدها لأنها مُلكي.. هي لي.. هي زوجتي....

 

وصلت إلى قصري ولم أتفاجأ من نظرات المُرتعبة التي كانوا يتأملونني بها الحُراس والجنود بسبب مظهري.. حسنا كنتُ ما زلتُ على شكلي الحقيقي دراكولا لذلك لا ألومهم فهم وللمرة الأولى يرونني بهذا الشكل المرعب.. لا يهم فما يهمني الآن أن أتكلم مع إيفوس و كلاي بخصوص ذلك الحقير ستيفن..

 

" إيفوس... "

 

هتفت بحدة باسم قائدي الثاني وفي أقل من ثانية كان يقف أمامي في الممر التابع للطابق السفلي والمُخصص للسجون..


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ


كان غاضب.. غاضب جداً ويبدو السخط واضحاً في عينيه.. وطبعا الكُره الشديد.. ومن نظراتهِ القاتلة عرفت بأنه يرغب وبجنون بقتل ستيفن الليلة..

 

" جلالة الملك "

 

همس إيفوس باحترام بتلك الكلمتين ثم أحنى رأسه أمامي باحترام ثم رفعه.. نظرت بهدوء إلى ملامح وجهه وسمعتهُ يُكلمني باحترام قائلا

 

" جلالة الملك.. لقد..  "

 

قاطعتهُ بسرعة قائلا بحدة و بأمر

 

" اتبعني "

 

وتابعت السير نحو زنزانة ذلك القذر.. عرفت فورا في أي زنزانة وضعهُ بها أروس وذلك لأنها موجودة في قسم تم تخصيصه لسجناء المستذئبين في قصري.. صنعها والدي منذ ألاف السنين بمساعدة الغيلان الملاعين ليضع بها سجناء المستذئبين كي لا يستطيعوا التحول والهروب...

 

هذا القسم وهذه الزنزانات كانت خالية لعقود والآن لم تعد كذلك بسبب ستيفن اللعين...

 

وقفت أمام باب الزنزانة وضحكت بشدة على شكل ذلك اللعين.. كان ما زال فاقد الوعي و أروس كان قد رمى جسده على الأرض بدل أن يرميه على الفراش..

 

عندما هدأت من الضحك نظرت إليه بقرف وكلمت إيفوس قائلا

 

" أريد من بعض الحراس كي يزيلوا فوراً السرير من هنا والطاولة وكل شيء موجود داخل هذه الزنزانة القذرة.. أريدها خالية بالكامل.. كما فاليتم تكبيل يديه وساقيه بإحكام بالسلاسل وتثبيته على الحائط كي لا يستطيع التحرك.. ثم أريدُكَ أن تجلب بعض من معدات وألات التعذيب إلى هنا و تتركها أمامه حتى عندما يستيقظ من أحلامهِ الوردية سيكون أول ما تراه عينيه المقرفة أمامه أدوات التعذيب.. وبعدها أريدك أن تأتي إلى مكتبي "

 

" حاضر مولاي "

 

أجابني بسرعة فابتسمت بشر واستدرت وأشرت للحُراس ليظلوا برفقة إيفوس وصعدت إلى مكتبي بانتظار وصول ألفا كلاي ..

 

كنتُ أجلس على الكُرسي خلف مكتبي و عاد شكلي إلى طبيعته بينما كنتُ أنظر بشرود إلى الشرفة ناحية الجنوب باتجاه مملكة الجن


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

" فورتونا..... "

 

همست برقة باسم متوحشتي الجميلة وفورا نبض قلبي اللعين بشدة...

 

" تبا لك أيها الغبي.. أكان من الضروري أن تدبَ الحياة بك!! "

 

شتمت قلبي اللعين لأنه وبمجرد تفكيري بها ولفظي لاسمها نبض قلبي بقوة داخل قفصي الصدري...

 

كيف حدث ذلك؟!.. كيف واللعنة قلبي ينبض؟!... كله بسببها... فكرت بغضب ولكن بمجرد أن تخيلت وجهها الجميل أمامي اختفى غضبي بسرعة وشعرت بقلبي الأحمق ينبض بسرعةٍ أكبر..

 

" لقد هُلكت.... "

 

همست بحسرة وأغمضت عيناي بينما ابتسامة رقيقة شقت طريقها ببطء وارتسمت على شفتاي.. عبدتي الجميلة.. زوجتي المتوحشة اشتقتُ إليكِ..

 

فتحت عيناي ونظرت أمامي بصدمة كبيرة بسبب ما فكرت به للتو.. اللعنة على الجحيم السابعة لقد بدأت أفقد عقلي بسبب عبدتي المتوحشة..

 

رفعت يدي اليمنى ومسدت عنقي بتوتر.. أنا أعلم جيداً الأن أنه بسبب قلبي اللعين سوف تتغير أشياء كثيرة بي لكنني سأقاوم.. نعم يجب أن أُقاوم كي لا يكون مصيري مثل والدي.. نعم يجب أن أجعل قلبي يموت ولا ينبض من أجلها...

 

طرقات خفيفة على الباب أفاقتني من شرودي.. استقمت بجلستي وكتفت يداي أمامي على سطح المكتب وهتفت بصوتٍ جامد

 

" تفضل ألفا "

 

انفتح الباب من قبل الحارسين ورأيت كلاي و إيفوس يقفان وهما ينظران إلى بعضهما البعض.. كلاي ينظر إلى ابنه بنظرات حنونة مُتلهفة بينما إيفوس بقرف وبنظرات غاضبة وبحدة و بصرامة تُفزع الخلائق كلها من حوله...

 

ههههههه لا عجب أن الحارسين ينظران إليه بخوف بينما كلاي لم تتغير نظراته وملاح وجهه... إيفوس عنيد جداً وسوف يتعذب كلاي جداً حتى ينال في النهاية مسامحة ابنه وحبه واحترامه..

 

" تفضلا بالدخول.. ليس لدي الليل بكامله حتى أنتظركما.. سوف تُشرقت الشمس بعد قليل ويجب أن أذهب إلى عالم الجن "

 

هتفت بصوتٍ جامد وحاد لأنهما لم يتحركا لدقائق عديدة وهما يقفان بغباء أمام الباب أمامي يتأملان بعضهما البعض بحنان وبكره..

 

حرك إيفوس رأسه ناحيتي واعتذر بسرعة وتقدم ليدخل ويجلس على الكُرسي أمام مكتبي.. تبعه كلاي وجلس على الكرسي المقابل..

 

" آسف مولاي لن يحدث ذلك مرةً أخرى.. كما أريد إعلامك أنني نفذت أوامرك وكل ما طلبته مني سمو الملك "

 

نظرت إليهما بهدوء وقلتُ لهما بجدية

 

" جيد.. والأن لنتكلم بموضعي.. لقد طلبت منكما الحضور إلى هنا لأنني أردت رؤيتكما لأمرٍ ضروري وهام جداً "

 

ثم نظرت ناحية كلاي وسألته

 

" كيف هي لوسيا؟! "

 

نظر إليّ بجدية وقال باحترام

 

" جلالة الملك.. أولا أريدُ أن أشكرك على كل ما فعلتهُ من أجل لوسيا و.. و ابني... سأكون ممتنا لك لمدى العمر.. لقد أعلنت ولائي لك أمام قطيعي ولم يعترض أحد.. أما لوسيا فهي بخير كما أنها كانت خائفة وقلقة وأرادت أن ترافقني إلى هنا لكنني رفضت لأنك أمرت بذلك "

 

نظرت إليه ببرود قائلا

 

" ولائك و ولاء قطيعك لي لا يهمني ألفا.. أنا فعلت ما فعلته لأجل لوسيا فقط.. لوسيا غرين أعتبرها بمثابة الأم لي "

 

نظرت ناحية إيفوس ورأيته يبتسم بسعادة بسبب ما قلته.. ابتسمت بداخلي على تفكيره الشرير ثم نظرت مجددا ناحية كلاي والذي كان جامدا بجلسته ولم يتفوه بكلمة رغم إهانتي له بطريقةٍ غير مباشرة.. أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت قائلا له

 

" أردت منك الحضور إلى هنا حتى أُخبرك بأنني أريدُك أن تأتي مرتين في الأسبوع إلى قصري وذلك لسببين "

 

نظر إليّ بدهشة وسألني بتعجُب

 

" تريدني أن أتي إلى غابيغا وتحديدا إلى قصرك مرتين في الأسبوع!!.. لكن لماذا سمو الملك؟ "

 

وقبل أن أُجيب كلاي هتف إيفوس بغضب أعمى و باعتراض تام

 

" بحق الجحيم لن أوافق على ذلك.. لن أوافق أبداً أن يأتي هذا المستذئب إلى هنا و.... "

 

وقفت بسرعة وخبطت يدي بقوة على سطح المكتب ونظرت إلى إيفوس بغضب أعمى.. انتفض برعب في جلسته وأحنى رأسه بسرعة وقال باعتذار

 

" آسف مولاي.. لم أقصد أن أصرخ أمام حضرتك وأجعلك تغضب "

 

تأملني ألفا كلاي بنظرات قلقة وقال بتوتر

 

" لا تغضب سمو الملك من ابني.. لو سمحت أعفو عنه و... "

 

رفع إيفوس رأسه عاليا ونظر إلى والده بغضب وهمس بحدة من بين أسنانه وبغور

 

" لستُ بحاجةٍ إليك لتُدافع عني أمام الملك لايسن و... "

 

اشتعل بي الغضب أضعافاً وهمست بفحيح من بين أسناني مُقاطعا حديث إيفوس وأنا أُحاول جاهداً السيطرة على غضبي منه ومنع نفسي من أذيته

 

" يكفي.. لا أريد سماع صوتك وحتى أنفاسك.. إياك أن تتفوه بحرف دون إذن مني "

 

تأملني إيفوس بنظرات مُرتعبة وأخفض نظراتهِ إلى الأسفل وكتم أنفاسه.. زممت شفتاي وهتفت بغضب عليه

 

" تنفس واللعنة ولكن لا تتكلم "

 

شهق بقوة وأومأ برأسهِ موافقا والتزم الصمت بينما كان يتنفس بسرعة وهو يحاول عدم الارتعاش أمامي من الخوف..

 

هززت رأسي بعدم الرضا وجلست بهدوء على الكرسي ونظرت إلى إيفوس ببرود قائلا

 

" أتمنى أن لا تُعيد فعلتك هذه مجددا.. تذكر جيداً هذا قصري وهذه مملكتي وأنا لدي الحرية الكاملة بالتصرف واتخاذ قراراتي وخاصة بالسماح لمن يحلو لي بالدخول إليها والخروج... وأنتَ غير مسموح لك بالاعتراض على ذلك... والأن لنعود إلى موضعنا الأساسي "

 

نظرت إلى كلاي ورأيته ينظر بحزن إلى ابنه.. كنتُ أستطيع رؤية مدى حبه الكبير لابنه وعطفه عليه.. وتمنيت لو إيفوس يُقدر والده ويُسامحه بسرعة.. كلاي رجل جيد ويستحق أن يُسامحه إيفوس بسرعة..

 

استقرت نظراتي على ألفا كلاي وكلمتهُ بجدية قائلا

 

" كلاي.. سأخبرك عن سبب قراري المفاجئ هذا.. أريدك أن تأتي يومين في الأسبوع حتى تنتقم من ذلك القذر شقيقك.. أريدك أن تتفنن في تعذيبه.. يومين كاملين في الأسبوع سأسمح لك بهما بأن تستمتع بتعذيبه.. ثم يومين سأسمح لـ إيفوس بفعل ذلك ويومين لي.. أما السابع سوف أترك ستيفن من دون تعذيب كي يُشفي نفسه ونعاود تعذيبه من جديد.. ولكن انتبهوا جيداً لا أريدُ لأحد أن يقتله.. أنا أريدهُ على قيد الحياة فالشخص الوحيد المسموح له بقتله هي لوسيا "

 

نظرا إليّ بدهشة واعترض كلاي بصوتٍ مُنخفض قائلا

 

" لقد فاجأتني بطلبك وحش الجبل.. لكن تعذيبنا له لن يُشفي غليلي منه.. أنا أريدهُ جثة هامدة أمامي.. أريدُ أن أقتله بيدي لأجعله يدفع الثمن على كل ما فعلهُ بزوجتي.. كما أن لوسيا لن تقتله أبداً فهي أرق من أن تفعل.. هي من المستحيل أن تؤذي حشرة فما بالك بأن تقتل ستيفن.. هي لن تفعل ذلك أبداً "

 

سمعت إيفوس يقول بسرعة موافقا على حديث والده

 

" صحيح مولاي.. مع الأسف سأوافق على كل كلمة قالها.. أمي لوسيا من سابع المستحيلات أن تقتل ذلك الشيطان رغم كل ما فعلهُ بها "

 

نظرت إلى إيفوس ثم ابتسمت بمكر ووقفت واستدرت ومشيت ببطء باتجاههم ووقفت وسطهم وقلتُ لهما

 

" لوسيا غرين ستقتل ستيفن أستور وبكل دمٍ بارد.. صدقوني ستفعل.. ستفعل بكل سرور بعد أن أخبرُها بكل ما فعلهُ بعائلتها "

 

نظر كلاي إلى وجهي مباشرةً بصدمة وفعل إيفوس نفس الشيء.. ابتسمت بخبث وتابعت قائلا لهما

 

" نعم ستفعل.. لذلك استمتعوا بتعذيبه حتى أُقرر إخبارها.. والأن... "

 

نظرت إلى إيفوس وأشرت له بيدي كي يقف.. عندما فعل قلتُ له بأمر

 

" اذهب واطلب من أروس كي يتجهز.. أريدكما أن تنتظراني في البهو.. سوف تذهبان برفقتي إلى مملكة الجن "

 

بعد ذهابه وجهت حديثي إلى ألفا كلاي قائلا وأنا أستدير متجها إلى الخارج

 

" لن يمنعك أحد من الدخول إلى غابيغا و قصري بعد الأن.. يمكنك من الغد أن تأتي وتفعل ما اتفقنا عليه.. أرسل تحياتي إلى لوسيا.. و... كلاي... "

 

وقفت أمام الباب الذي فتحه لي الحارسين من الخارج والتفت ناحيته وتابعت قائلا

 

" اهتم بـ لوسيا جيداً.. هذه المرة إن أصابها أي مكروه سوف تكون نهايتك على يدي "

 

وخرجت متجها إلى الأسفل ناحية البهو بانتظار قدوم أروس و إيفوس حتى أذهب و أُعيد متوحشتي الجميلة إلى أحضاني مجدداً....

 

 

فورتونا**

 

 

ما اللعنة معهم؟!.. لماذا جميعهم يتأملونني بهذه الطريقة؟!.. تساءلت بتعجُب بينما كنتُ أنظر إلى الرجلين الواقفين أمامي دون أن أبتسم لهما.. أمرهم عجيب هؤلاء القوم...

 

تقدم مني ذلك الرجل والذي يبدو بأنه ملك بسبب ملابسه وخاصة بسبب التاج الملوكي الذي كان يضعه على رأسه.. من يكون يا ترى؟!.. بل أين أنا؟!!.. وأين ذلك الخنزير الشيطان يا ترى؟!!.. إلى أين جلبني؟!!!..

 

أسئلة كثيرة أرهقت تفكيري ولكنني تجمدت بصدمة عندما توقف أمامي ذلك الرجل ثم ابتسم بسعادة وقال لي برقة

 

" فورتونا.. حفيدتي الجميلة... "

 

وعانقني...

 

ما اللعنة التي تحدث هنا؟!.. حفيدتي؟!!!.. هل قال فعلا حفيدتي!!!...

 

فكرت بذهول بينما كنتُ أنظر أمامي ثم إلى الجميع بصدمة دون أن أُبادل ذلك الرجل عناقه... ابتعد عني وهو ما زال يبتسم لي بفرح.. ما بالهُ هذا الأحمق؟!... كيف أكون حفيدته وهو لا يكبرني سوى عدة سنوات؟!.. اللعنة هو شاب.. يبدو في الثانية والثلاثين من عمره!!...


" أنا ملك الجن.. ديوس فورمنت.. وأنتِ تكونين حفيدتي لأنكِ ابنة بن فورمنت.. والذي هو ابني الأمير.. وعمتكِ الراحلة الأميرة فيري فورمنت هي ابنتي الحبيبة "

 

أنا في مملكة الجن؟!!!!!.. وهذا الرجل هو جدي؟!!.. لكن كيف أتيتُ إلى هنا؟!.. وكيف وافق ذلك الملعون كي أتي إلى هنا؟!!... فكرت برعب بذلك بينما كنتُ أنظر إلى ذلك المدعو ديوس بذهولٍ تام.. وأول شيء استطعت أن أنطق به

 

" كيف تكون جدي وأنتَ تبدو أصغر من والدي بكثير؟! "

 

ضحك بخفة وابتسم الجميع برقة واقترب مني وأمسك بيدي اليمنى ورفعها وضمها بيديه برقة وقال بنبرة حنونة

 

" ابنتي فيري لعنت والدكِ كي يُصبح بشريا.. وهذه اللعنة لا أحد يستطيع فعلها سوى أفراد العائلة المالكة ومن يتمتع بقوة سحرية عظيمة وهي غير قابلة للانتهاء.. ابنتي فيري وأنا الوحيدين التي خولتنا قوتنا بإلقاء هذه اللعنة.. أما والدكِ بن لم يستطع فعلها لأن قوته كانت ضعيفة.. "

 

تنهد بحزن وتابع قائلا وسط نظراتي المذهولة

 

" وهذه اللعنة لا يمكن إبطالها أبداً.. أي لا أحد يستطيع تغييرها أو إنهائها.. المهم والدكِ بن أصبح بشري لذلك هو شاخ وكبر في العمر وأصبح فاني.. أما نحن الجن يتوقف عمرنا عندما نصبح في سن ثلاثة آلاف وخمسون سنة أي في عالم البشر يمكنكِ اعتباره الخامسة والثلاثون من العمر.. نحن لا نشيخ أبداً "

 

توسعت عيناي بذعر ونظرت إليه برعب وسحبت يدي من قبضتيه وهمست بطفولية

 

" أنتَ تمزح صحيح؟!.. مستحيل أن يكون عمرك ثلاثة ألاف وخمسون سنة!!! "

 

ضحك بخفة وقال

 

" أنا أكبر من ذلك بكثير فورتونا.. يمكنكِ أن تزيدي عشرة ألاف سنة عليها "

 

" ماذاااااااااااا؟!!!... "

 

هتفت بعدم التصديق لأرى الجميع يحاولون إخفاء ضحكاتهم أمام الملك.. اقترب جدي وأمسك بيدي وسحبني معه للأمام وجعلني أصعد على درج خشبي صغير وتوقفنا على منصة بها كرسيين ملوكيتين.. ما هذه؟!.. كراسي العرش؟!.. تساءلت بداخلي بينما جعلني جدي ديوس أقف باتجاه الجميع وقال بصوتٍ مرتفع

 

" يا شعبي العظيم.. اليوم وفي الصباح الباكر طلبت حضوركم جميعا حتى أعرفكُم على حفيدتي الجميلة فورتونا.. فورتونا هي وريثة عرش مملكة جولام أي مملكة الجن.. والتي سوف أتوجُها الأن ملكة عليكم وعلى مملكة جولام...... "

 

أدرت رأسي ناحيته وأنا أفتح فمي بدهشة وأنظر إليه بصدمة كبيرة... كان يتكلم و يُخاطب شعبه بسعادة لكنني لم أستطع سماع ما يقوله بعد أن قال لهم أنه يريد تتويجي كملكة عليهم..

 

طنين مُرعب أصم أذناي و رعشة قوية ضربت مفاصلي... ما اللعنة التي تحدث هنا؟!!.... سحبت يدي التي كان يمسكُها لكنني لم أشعر بذلك... كنتُ أنظرُ إليه وكأنه كائن غريب أراه في حلمي.. يبدو أنني أحلم ولكن مع ذلك رفضت فكرة أن يتم تتويجي كملكة عليهم حتى لو كان حلما...

 

اللعنة حتى في حُلمي الجميع يريدون التحكم بي ولن أقبل بذلك... منذ أن دخلت إلى هذا العالم لم أرى سوى التعاسة والألم..

 

هذا العالم لا أعرفه ولا أرغب بمعرفته أبداً.. عالم منحوس تم سحبي إليه رغما عني.. عالم أسود غريب وكائنات أكثر غرابة به بتصرفاتٍ مجنونة ومُرعبة لم ترق لي أبداً...

 

أفقت من شرودي عندما سمعت تصفيق حار وهتافات كثيرة.. نظرت أمامي ورأيت برعب ثلاثة جنيات يرتدون فساتين زرقاء بلون السماء يقتربون باتجاهي.. واحدة منهم تحمل تاج ضخم مرصع بالأحجار الكريمة كان موضوع على ورود حمراء فوق وسادة مخملية تحملها بين يديها.. 


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

أما الفتاة التي على يمينها كانت تحمل صولجان ذهبي اللون تم وضعه على وسادة حمراء مخملية.. 


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

أما الفتاة على يسارها كانت تحمل بين يديها معطف ملكي أبيض و ذهبي اللون وبه أحجار كريمة بعددٍ هائل...

 

رأيتهم بصدمة يقفون أمام المنصة ثم أخفضوا رؤوسهم باحترام  ولم يرفعوها.. نظرت إلى جدي ورأيته يرفع يده عاليا وبسرعة ساد السكون في المملكة بكاملها..

 

التفتَ وتأملني بنظرات حنونة وعطوفة وهتف بسعادة

 

" والأن و بموجب السلطة لدي سأتوج حفيدتي فورتونا ملكة عليكم وعلى مملكة جولام كلها "

 

اقترب و أمسك بالتاج ورفعه ثم نظر إليّ وهو يبتسم بسعادة وقال بهمس

 

" فورتونا.. أجثي على ركبتيكِ أمامي "

 

نظرت إليه برعب و هززت رأسي بالرفض بقوة معترضة على ما طلبهُ مني.. وفوراً رأيت معالم الصدمة تعتلي ملامح وجهه ثم الحزن..


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

اقترب مني خطوة وهمس قائلا برقة

 

" فورتونا.. حفيدتي الجميلة.. أنا يجب أن أتوجكِ ولن أستطيع فعل ذلك إن لم تجثي أمامي حفيدتي "

 

نظرت إليه بصدمة ثم هتفت بقهر بوجهه

 

" أنا لا أريد أن أكون ملكة على أحد.. أنا فقط أريدُ العودة إلى منزلي.. أريدُ العودة إلى عالمي وأعيش بسلام هناك.. إن كنتَ حقا جدي ساعدني بالعودة أرجوك.. أنا فقط أريدُ العودة إلى عالمي لا أريد البقاء في هذا العالم المُظلم والغريب عني.. لا أريد أن أكون ملكة على أحد أو حتى مُلكا لأحد "

 

صوت شهقات صادمة كثيرة صدحت في الأرجاء لكنني لم أكترث.. بدأت دموعي تسيل بصمت وببطء من زاوية عيناي ورأيت جدي ديوس ينظر إليّ بحزن ثم تنهد بقوة وقال بهمس

 

" آسف فورتونا.. لا أستطيع فعل ذلك.. لا أستطيع أن أدخل إلى مملكة غابيغا وأجعلكِ تعبرين شجرة الدماء أو الدم كما يسميها دراكولا.. شجرة الدماء هي الممر الوحيد للدخول إلى عالم البشر.. وأنا شخصيا لا أستطيع استخدام سحري لأعيدُكِ إلى هناك لأنكِ بشرية ولستِ جنية.. أنا لا أستطيع أن أستخدم سحري لأعيدُكِ فورتونا إلى ذلك العالم.. كما أنكِ زوجة وحش الجبل لذلك تقبلي مصيركِ واسمحي لي حتى أتوجكِ ملكة على شعبكِ "

 

انتفضت بعنف وهتفت بألمٍ شديد

 

" هم ليسوا شعبي بل شعبكَ أنت.. أنا لن أقبل أن تتحكموا بي جميعكم كما يحلو لكم.. أولا تزوجت رغما عني بذلك الوحش.. والأن تريد أن تتوجني ملكة على شعب أنا لا أنتمي إليه وتريدني ملكة على مملكة غريبة عني كلياً.. أنا لن أسمح لك بفعل ذلك.. أنا أكرهكُم جميعا وأكره هذا العالم المقرف.. أكرهه.. "

 

تخطيته ونزلت السلالم بسرعة.. أفسحوا لي الطريق الجنيات الثلاثة إذ ما أن رأوني أركض انحنوا وأفسحوا لي المجال لأهرب..

 

بدأت أركض وأنا لا أعرف إلى أين تأخذني قدماي.. وكلما اقتربت من أمام هؤلاء المخلوقات كانوا يفسحون لي الطريق بسرعة..

 

كنتُ أبكي بقهر عندما فجأة رأيت نفسي أمام بركة صغيرة تشبه البحيرة ولكنها جميلة جداً وخلابة.. أمامها من الجهة الأخرى كان يوجد كابيلا صغيرة تحاوطها الأشجار من جميع الاتجاهات ونافورة مياه جميلة جداً..

 

توقفت عن البكاء ومشيت حول البحيرة باتجاه تلك الكابيلا التي شبهتها بمنزلٍ صغير.. جلست أسفل شجرة وبدأت أنظر حولي بحزن وفجأة نظرت إلى جهة الشمال وتحديداً إلى تلك الزُهيرات البيضاء التي توحي بالنقاء والصفاء..

 

تنهدت بعمق ثم نظرت إلى النافورة بحزنٍ عميق..


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

" ما أجمل هذه النافورة.. لكنني حزينة وجداً.. أنا أتألم.. "

 

همست بتعاسة بتلك الكلمات وتساقطت دموعي ببطء على وجنتاي.. مسحتُها بسرعة ونظرت إلى تلك الزهور البيضاء الجميلة..

 

هذه الزهور البرية هي بالنسبة لي زُهيرات الأمل.. المُبددة للهموم والتي باتت ثقيلة على نفسي.. رفعت يدي وأمسكت بساق واحدة وقطعتها.. نظرت إليها بحزن ونفخت على شُعيراتها الحريرية البيضاء بخفة وفورا شاهدتُها وهي تطير بخفة حولي وتنتشر في الهواء و بواسطة الرياح الخفيفة اتجهت نحوي...

 

بدأت أضحك بخفة وعاودت قطف العديد منها وأنا أنفخ عليها بسعادة.. جعلتني هذه الزهور أنتقل إلى عالم آخر من الأحلام وجعلتني أشعر بالبهجة و بالفرح ولو لثواني معدودة.. ولكن لا شيء يدوم إلى الأبد..

 

تنهدت بحزن وأغمضت عيناي وأنا أحاول جاهدة عدم البكاء من جديد...


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

فتحت عيناي ووقفت ومشيت ببطء باتجاه ذلك المنزل الحجري الصغير وصعدت الدرجتين الوحدتين ووقفت أمام الباب..

 

سالت دموع الحزن من جديد على وجنتاي ورفعت يدي وأمسكت بمقبض الباب.. ضغطت عليه ناحية الأسفل لكن الباب لم ينفتح.. حاولت مجدداً لكن لم أنجح بفتح الباب...

 

" سمو الأميرة.. لن تستطيعي فتح هذا الباب فهو مُقفل.. والملك ديوس بحوزته المفتاح الخاص به "

 

استدرت بسرعة إلى الخلف ورأيت ذلك الشاب الذي كان يقف بجانب جدي في الساحة وكان يتأملني بنظراتٍ غريبة يقف أمامي الآن.. لكنه هذه المرة كان يتأملني بنظراتٍ رقيقة ودافئة


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ


" سيرنوك.. أدعى سيرنوك أوفيل.. وأنا أكون المستشار الأول لجدكِ الملك ديوس "

 

أخفضت رأسي وبسرعة مسحت دموعي ثم رفعت رأسي ونظرت إليه ببرود.. اقترب مني عدة خطوات ولكن الغريب لم أشعر بالخوف منه.. رفع ذراعه اليمنى ناحيتي وفتح كف يده في الهواء أمامي.. نظرت إليها ثم إليه ورأيته يبتسم ابتسامة حنونة..

 

تنهدت برقة ووضعت يدي بكفه فحرك أصابعه وأحكم ضم يدي بها وسحبني برقة خلفه.. مشى بجانبي ببطء ووقف أمام مقعد حجري أسفل شجرة عملاقة قرب المنزل ناحية الشمال.. جلست في الجهة اليمنى وجلس هو بجانبي ناحية اليسار وأفلت يدي وقال بنبرة حنونة

 

" هذا المنزل الصغير أمر جدكِ ببنائه خصيصا من أجل عمتكِ الأميرة فيري.. كان هذا المكان هو أنيسها الوحيد.. كانت تأتي دائما إلى هنا وبمفردها دون مرافقاتها أو أحد من حُراسها وذلك لتختلي بنفسها.. هذا المكان كان المُفضل لديها.. والملك ديوس أقفل المنزل ومنع أحداً من دخوله بعد هروبها "

 

ساد الصمت بيننا للحظات ثم سمعته يتنهد بقوة ثم تابع قائلا بغصة

 

" أنتِ تشبهين عمتكِ فيري جداً "

 

التفت وتأملتهُ بنظرات هادئة ورأيته ينظر إليّ بتمعن ثم ابتسم بوسع وتابع قائلا

 

" نعم أنتِ تشبهينها كثيراً.. أتعلمين أنه لم يتجرأ أحد أن يتكلم مع الملك ديوس بهذه الطريقة سوى أنتِ.. حسنا هذا إذا استثنينا وحش الجبل.. أنتِ الوحيدة التي فعلت ذلك من بعد الأميرة الراحلة فيري.. يبدو أنكِ ورثتي عنها قوة الإرادة والعزيمة الصلبة وأيضا العناد الكبير.. "

 

تنهد بحزن ونظر أمامه بشرود  وتابع قائلا بصوتٍ منخفض كأنه يُكلم نفسه

 

" لكن للأسف أنتِ لستِ هي.. أميرتي الجميلة ماتت ومات معها قلبي منذ مئات السنين "

 

تنهد بعمق وتابع قائلا

 

" الأميرة فيري كانت أقوى جنية في عالمنا وأذكاهم.. كما أنها كانت الأجمل من بين جميع الجنيات.. والملك ديوس أحبها أكثر من نفسه لدرجة أنه أراد أن يتوجها ملكة وحرم الأمير بن من عرشه... لكن القدر فرض رأيه وغير مجرى الأمور بأكملها.. في النهار الذي كنتُ قد قررت به لأطلب يدها للزواج مني عرف الملك والمجلس بأنها ترى دراكولا مالون في الخفاء و.. و بأنها تحبه... وانهار عالم جدكِ وعالمي منذ ذلك اليوم... "

 

نظرت إليه بصدمة ثم بشفقة وسألتهُ بهمس

 

" كنتَ تحب عمتي فيري؟ "

 

أدار رأسه ببطء ناحيتي ونظر إلى وجهي لبرهة ثم ابتسم بحزن وقال

 

" من كان باستطاعتهِ أن لا يفعل!... كانت حُلماً لجميع ذكور الجن في عالمنا.. كانت السبب الرئيسي لسعادتنا في المملكة.. كانت فيري تمتلك ذلك القلب الذي يهتم بالجميع.. كانت تنشر الفرح والبهجة على قلوب الجميع برقتها وطيبتها وحُسنها.. وجعلت جميع رجال الجن يقعون في عشقها.. من بينهم أنا "

 

نظرت إلى عينيه بأسف وقلتُ له

 

" آسفة لأنها لم تحبك... "

 

ابتسم لي بوسع وقال برقة

 

" سمو الأميرة لا تتأسفي فهو ليس ذنبكِ بأنها لم تُحبني.. الحب غريب ومؤلم ولا أحد يستطيع فهمه.. يُلقي بنا الحب في متاهاتٍ كثيرة داخل القلب والتي يجعلنا الحب نسلكُها مجبرين دائما دون إرادةٍ منا.. تائهين فيها دون أن نعلم إلى أين ستقودنا تلك المتاهات والدروب الطويلة أو إلى أين سينتهي بنا المطاف في النهاية.. "

 

توقف عن التكلم وتنهد بعمق ثم تابع قائلا بغصة

 

" ثم لا تحزني عليّ لقد تعودت على شعوري بذلك الألم الذي تربع في قلبي منذ ذلك اليوم.. الأميرة فيري لم تُخلق لتكون لي مع الأسف "

 

ثم زفر بعمق و نظر إليّ بجدية وقال

 

" تبعتُكِ إلى هنا لأن الملك ديوس أمرني بفعل ذلك.. تحمليه سمو الأميرة فهو خائف عليكِ.. هو يخاف أن يخسركِ كما خسر الأميرة فيري.. عندما أرسل دراكولا رجاله ومعهم المرسوم في ذلك المساء جُن جنونه لمعرفتهِ أن لديه حفيدة حتى أنه لم يكترث لوجود ابنه بن في غابيغا ولم يكترث أن ابنه ما زال على قيد الحياة.. "

 

تجمدت عينيه في عمق عيناي وتابع قائلا

 

" كل ما كان يجول في رأس الملك ديوس أنه أصبح لديه حفيدة سوف تنسيه حزنه على خسارتهِ لابنته.. حاول المستحيل كي يمنع زفافكِ على وحش الجبل لكن والدكِ بن كان بالفعل قد وضع توقيعه على المرسوم بموافقتهِ بزواجكِ من دراكولا لايسن ثورم.. لذلك جدكِ لم يستطع إلا أن يوافق مرغما على زواجكِ من لايسن حفيدهُ الثاني وعدوهُ اللدود "

 

أغمضت عيناي بحزن ورفعت رأسي عاليا أحاول جاهدة لأحبس الدموع التي كانت تهدد بِذرفها عيناي.. أحسست بيده تضم يدي اليسرى وضغط عليها برقة وقال لي بصوتٍ رقيق منخفض

 

" لا تخافي من شيء سمو الأميرة.. جلالة الملك ديوس لن يجبركِ على شيء لا تريدينه وترغبينه.. كما أتمنى أن تعتبريني مثل صديقٍ لكِ.. وأنا شخصيا سأكون حارسكِ الشخصي.. وأعدُك أنني سوف أحميكِ بروحي من أي سوء وأفديكِ بدمي و.... "

 

توقف فجأة عن تكملة حديثه عندما رأينا فجأة سرب كبير من الطيور بمختلف أشكالها و أنواعها تُحلق في السماء بسرعة ناحية الشمال كأنها تهرب من شيء.. وفجأة اهتزت الأرض أسفلنا والسماء الزرقاء اختفت إذ حجبتها غيوم سوداء في ثواني و بأكملها.. والظلام كسى المملكة بأكملها..

 

عندما توقفت الهزة وقفت برعب ونظرت إلى السماء بصدمة..

 

 

" وحش الجبل "

 

لم أعرف من همس بلقب ذلك الملعون أنا أم سيرنوك!!!.. لكن الذي أعرفه ومتأكدة منه أن ذلك الخنزير قد أتى إلى هنا.. هو هنا.. وفورا ارتعش جسدي برعب وانتفضت بفزع عندما أحسست بيد تلمس كتفي بخفة.. استدرت لأرى سيرنوك ينظر بشرود إلى السماء ثم قال بنبرة جادة

 

" سمو الأميرة فورتونا.. ابقي هنا ولا تذهبي لأي مكان مهما سمعتِ.. هنا ستكونين في أمان "

 

عندما هممت لأتكلم وأعترض ابتسم بخفة وقال دون أن يفسح لي المجال للتكلم

 

" ثقي بي لو سمحتِ.. أنا لن أسمح له بأن يأخذكِ معه.. سوف أحميكِ.. فقط ابقي هنا "

 

رفع يدي وقبلها برقة ثم ابتسم بوسع واستدار وذهب راكضا بسرعة حتى اختفى من أمامي.. جلست على المقعد وأنا أفكرُ برعب... ماذا سأفعل الآن؟!!.. هو بالتأكيد أتى إلى مملكة الجن كي يعيدني إليه.. أنا لا أريد.. لا أرغب أبدا بالعودة معه.. أنا... أنا أخاف منه....

 

 

سيرنوك**

 

عندما رأيت الأميرة فورتونا تخرج من القصر وتتجه ناحيتنا.. نبض قلبي بسرعة بسبب شبهها الكبير بحبيبتي فيري... كنتُ أنظر إليها بصدمة وبعدم التصديق كأنني أرى أميرتي فيري أمامي... الآن فهمت سبب تعلق الملك ديوس الكبير بها.. لأنها تشبه ابنته الغالية التي خسرها بسبب دراكولا مالون...

 

لكن رغم الشبه الكبير بينهما إلا أنها ومع الأسف ليست هي.. فورتونا ليست الأميرة فيري...

 

عندما أراد الملك أن يتوجها رأيتها بصدمة ترفض وسمعت بوضوح حديثهم.. المسكينة رغم أنها شجاعة إلا أنها تبدو خائفة للموت أن تبقى هنا في هذا العالم.. وفوراً شعرت برغبة عارمة لحمايتها من الجميع إذ اعتبرتها كابنةٍ لي...

 

بعد هروبها رأيت الملك ديوس يؤشر بيده للجميع ليفسحوا لها الطريق ويدعونها بمفردها ولا يتبعونها.. تنهد بحزن وكلمني بأمر

 

" سيرنوك.. أريدُكَ أن تتبعها وتتكلم معها بهدوء وتُقنعها بالعدول عن رأيها وتسمح لي بتتويجها قبل أن يأتي لايسن الشيطان.. أنا متأكد بأنه سيأتي من أجلها لذلك يجب أن أتوجها وبسرعة "

 

أخفضت رأسي باحترام أمامه ثم رفعته وقلتُ له بطاعة

 

" كما تأمر مولاي "

 

ومشيت أمام الجميع أتبع الأميرة.. لم أتفاجئ عندما رأيتها تتجه خلف القصر ناحية البحيرة الخاصة بالأميرة فيري... هذا المكان كان المفضل لديها..

 

وقفت أتأملها بحزن من بعيد أنتظر منها أن تنتبه لوجودي لكنها لم تفعل.. كانت تبكي ويبدو على ملامحها الانكسار وعيونها تخفي ما بداخلها من حزن وألم وتعاسة.. كانت تلعب بالزهور وتنفخ عليها كطفلة صغيرة وبعد برهة وقفت وذهبت ناحية المنزل..

 

اقتربت منها وكلمتها وحاولت أن أجعلها تهدأ.. وعندما أردت أن أبدأ بإقناعها وتوافق لتصبح ملكة على مملكتنا كان الأوان قد فات..

 

نظرت بذهول إلى سرب الطيور و فجأة اهتزت الأرض أسفلنا وأظلمت السماء والأرض بالكامل...

 

" وحش الجبل "

 

حاولت أن أتكلم مع الأميرة فورتونا بهدوء كي لا ترتعب وطلبت منها كي تبقى هنا وبسرعة استدرت وركضت ناحية ساحة القصر..

 

أول ما رأته عيناي هم حُراس مملكتنا والجنود يتمركزون في مواقعهم في الحصن ويرفعون سهامهم عاليا وعددا كبيرا منهم حاصروا بوابة المملكة وخلفهم وقفوا الخيّالة وهم يرفعون سيوفهم بتأهب...

 

أما الفرسان فقد حاوطوا الملك من جميع الجهات من أجل حمايته.. نظرت إلى وصيفات السابقات للأميرة فيري وقلتُ لهم بأمر

 

" سولان.. أرنيكا.. رومان.. اذهبوا فورا إلى البحيرة الصغيرة خلف القصر.. سمو الأميرة هناك.. أريدكم أن تحموها ولا تدعوها تأتي إلى هنا أو تدخل إلى القصر.. فهمتم؟ "

 

" نعم سيادة المستشار "

 

أجابوني بسرعة وتبعتهم بنظراتي حتى اختفوا من أمام ناظريّ ثم تقدمت باتجاه الملك..

 

" سيرنوك.. أين حفيدتي فورتونا؟!! "

 

سألني الملك ديوس بقلق فأجبته بسرعة قائلا

 

" جلالة الملك.. لا تقلق إنها في الجهة الخلفية للقصر قرب البحيرة.. ولقد أرسلت وصيفات الأميرة فيري خلفها.. سوف تكون بأمان هناك معهم "

 

تنهد براحة وفجأة ظهرت معالم الخوف رغما عنه عندما انفتحت بوابة المملكة بقوة وجعلت جميع الجنود الذين كانوا يتمركزون خلفها يطيرون عاليا ويسقطون على بعد مائة متر بعيدا عنها..

 

أشرت بيدي بسرعة للجنود في الحصن وبسرعة أطلقوا سهامهم ناحية البوابة لكنني شاهدت برعب النار تشتعل في جسد وحش الجبل وتضرب بالسهام  لتتحول إلى رماد ويتناثر رمادها على الأرض.. وموجة من الرياح عصفت بقوة ناحية الحصن وجعلت الجنود يتجمدون كتماثيل من الحجر..

 

صوت هدير قوي سُمع في أرجاء المملكة ونظرت بصدمة إلى السماء ورأيت البرق يلمع بها بخطوطٍ عمودية ويضرب الأرض بعنف.. 

 

نظرت أمامي ورأيت وحش الجبل برفقته قائديه أروس و إيفوس.. كان يتقدم ببطء ناحيتنا ومع كل خطوة كان وميض البرق يضرب الأرض على شكل صاعقة أمامه.. كان جامد وعارم دون أن يكترث لتلك الصواعق التي كان هو سببها.. لكن الذي أخافني أكثر منظره..

 

" بحق الجحيم.. لقد تحول إلى شكلهُ الحقيقي... "

 

همست بصدمة كبيرة بتلك الكلمات ثم هتفت بقوة للفرسان قائلا بأمر

 

" احموا ملككم بأرواحكم ولا تستسلموا مهما حدث "

 

رفعوا الفرسان سيوفهم وهم يحيطون الملك ديوس من جميع الجهات.. وقفت أمامهم أنتظر اقتراب وحش الجبل وأنا أبلع ريقي بخوفٍ كبير....

 

 

لايسن**


 

كنتُ أقف أمام مدخل قصري عندما شعرت بـ أروس و إيفوس يقفون خلفي

 

" اتبعوني "

 

قلتُ لهم بأمر وركضت بسرعتي الخارقة ناحية منزلي المنعزل... توقفنا أمام الباب وسمعت أروس يسألني بتعجُب

 

" سمو الملك.. لماذا أتينا إلى هنا؟!.. "

 

أجبته ببرود دون أن أنظر إليه

 

" أريد أن أرتدي قلادتي أروس.. انتظروني هنا "

 

دخلت إلى المنزل واتجهت إلى غرفتي.. نظرت إلى قلادة أمي وخاطبتها قائلا بينما كنتُ أرفعها بيدي وأضعها على عنقي

 

" عليكِ أن تشعري بالسعادة الآن لأننا سنذهب إلى مملكة والدكِ اللعين.. بالطبع أنتِ مسرورة بذلك.. وكيف لا؟!.. فأنتِ من خطط لذلك.. وأيضا ولأول مرة تتواصلين معه وجعلتهِ يأخذ زوجتي بعيدا عني "

 

لم أتلقى رداً منها وعلمت أنها مرهقة ولا تستطيع التواصل معي.. فكلمت فيري بغيظ

 

" هه.. أنتِ متعبة ولا تستطيعين التواصل معي.. ومن أجل من؟!.. من أجل عبدتي المتوحشة... حسنا تحملي ما سيحدث لشعبكِ ولوالدكِ الآن "

 

مشيت ببطء وخرجت.. وقفت وقلتُ لهما بصوتٍ جامد

 

" مهما حدث في مملكة الجن لا أريدكم أن تقتلوا أحدا... إن كان هناك من سوف يموت فسيكون ذلك على يدي "

 

لم أستعمل قوتي الخارقة بل بالعكس كنتُ أمشي ببطء وأنا أتذكر بغضب كل ما حدث وكيف امتلك جدي اللعين الجرأة ليدخل إلى منزلي ويخطف متوحشتي الجميلة ويُبعدها عني..

 

وهنا عاد الغضب ليعصف بعنف وبقوة بداخلي وفورا زاد شكلي رعبا إذ تضخم جسدي ضعفا عن السابق وطالت أظافري و أنيابي أكثر.. وما أن بدأت أقترب من مملكة جولام بدأت الطيور تُحلق بكثرة في السماء هاربة من الظلام الذي حاوطني..

 

وما أن وطئت قدماي أول حدود المملكة هبت الرياح و تشكلت الغيوم في السماء و حجبتها بأكملها.. كانت بوابة المملكة الضخمة مُغلقة.. رفعت ذراعي باتجاهها وفورا انفتحت على مصراعيها ورياح قوية عصفت وجعلت كل من يقف خلفها من جنود وخيّالة يطيرون عليا على بُعد أمتارٍ كثيرة...

 

رأيت الجنود في الحصن يطلقون سهامهم ناحيتي ابتسمت بشر بينما كنتُ أنظر إلى تلك السهام تتجه نحوي بسرعةٍ فائقة..

 

" ابتعدوا "

 

أمرت أروس و إيفوس بذلك وعندما فعلوا رفعت كلتا يداي عاليا و لهيب من النار حاوطني واخترق جسدي


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

وجعلت النار تتجه ناحية الأسهم..

 

اشتعلت السهام بنيراني للتحول إلى رماد قبل أن تصل إليّ وتناثر رمادها على الأرض.. ثم رفعت يدي ناحية الحصن وموجة من الرياح عصفت بقوة باتجاهه وجعلت الجنود يتجمدون كتماثيل من الحجر..

 

لقد خسر جدي العزيز الكثير من جنوده اليوم بلحظاتٍ قليلة.. فكرت بمكر لكنني شعرت بالغضب لأنه تجرأ على بدء الهجوم عليّ... حسنا في الحقيقة لم أكن أنوي أن أُبيد شعبه وجيشه ولكنه السبب فهو من بدأ..

 

استخدمت سحري وبدلت ملابسي المُحترقة بأخرى ونظرت بغضب أعمى إلى جدي العزيز ديوس...

 

بسبب غضبي صوت هدير قوي سُمع في أرجاء المملكة بأكملها وبدأ البرق يلمع بها بخطوطٍ عمودية وهو يضرب الأرض أمامي بعنف مع كل خطوة كنتُ أخطوها..

 

وقفت بعيدا عنهم بأمتارٍ قليلة وفورا سكنت الرياح واختفى البرق وسكون مخيف لف المملكة بأكملها.. رفعت يدي اليمنى نحو السماء وفرقت الغيوم قليلا حتى يتسلل ضوء الشمس من بين الغيوم وينير المملكة بطريقة لا تجعلني أنا و أروس و إيفوس نتأذى منها..

 

نظرت إلى سيرنوك بغرور ثم باستهزاء إلى الفرسان وفورا ظهر سيفي أمامي يطفو بهدوء على الأرض


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

أمسكته بقبضتي ورفعته عالياً ووجهته ناحية سيرنوك.. رأيته ينتفض وهو يرجع خطوة واحدة إلى الخلف..

 

ابتسمت بسخرية وقلتُ له بخبث

 

" المستشار الأول لمملكة الجن خائف من مبارزتي... هههههه... غريب.. فكما سمعت مسبقا أنتم الجن مشهورين ببراعتكم بفن القتال بالسيف.. فلماذا أنتَ خائف الآن؟ "

 

تأملني بغرور وكلمني بجرأة

 

" وحش الجبل.. أنا لستُ خائفا منك وخاصةً الأن.. لن أخاف منك لأنك اتخذتَ شكلك الشيطاني المُقرف.. أخبرني هل شاهدتك بهذا الشكل زوجتك سمو الأميرة مُسبقا؟.. هل رأتك على حقيقتك؟ "

 

عيوني اشتعلت من الغضب والحقد.. وتوسع بؤبؤ عيناي وفتحت فمي وزمجرت بغضب


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

شهقوا الجميع بخوف ورأيتهم يرتعشون أمامي.. حركت عنقي وصوت طقطقة عظامي سُمعَ في أرجاء المملكة..

 

أخفيت أنيابي وأغلقت فمي ثم نظرت إلى سيرنوك ببرود وقلتُ له بسخرية

 

" رغم شكلي المُرعب زوجتي سوف تُحبني كما أحبت والدتي فيري والدي دراكولا مالون.. تذكر جيداً سيرنوك أمي فضلت دراكولا المُرعب عليك أيها الجني الوسيم.. ياه أتعلم ما يعني ذلك؟...ههههههه.. لو لم تتزوج أمي بوالدي كنتُ سأكون ابنك... يا للقرف... هاهاهاهاهاهاهاهه... "

 

نظر ناحيتي بحنق وهتف غاضبا ورفع سيفه وهجم فوراً وهو لا يطيق صبراً للتخلص مني... بدأت أتفادى ضرباته وكان واضحاً على ملامحي الملل الشديد...

 

تمكنت من إصابته بجروحٍ عديدة طفيفة في جبهته وفي صدره و ذراعه وعندما لم أعد أمتلك المزيد من الصبر قررت أن انهيه..

 

وجهت له ضربة بكامل قوتي تفاداها بسيفه لكنه رجع إلى الخلف من قوة الضربة ووقع على الأرض.. وبسرعة ودون أن يمتلك فرصة ليتحرك وقفت فوقه ووجهت سيفي ناحية عنقه ولكن قبل أن يصل بسنتمتر واحد إلى بشرته وأذبحه سمعت صرخة قوية

 

" لااااااااااااااااااا... توقف أرجوك.. لا تقتله.... "

 

تجمدت يدي فوراً وتجمد جسدي بأكمله لدى سماعي صوتها العذب... تبا ما الذي يحدث لي؟!.. فكرت بذهول بذلك بينما كنتُ أبتعد عن ذلك الغبي و أقف بجمود وأنظر إليه بينما جسدي ودون إرادتي بدأ يتحول ببطء ويتخذ شكلهُ الطبيعي.. اختفت أنيابي و أظفاري وعاد جسدي إلى طبيعته مع لون عيناي..

 

" لا تقتله لأجلي أرجوك... "

 

كان صوتها الآن ضعيف و مُنهزم جعل قلبي ينبض بجنون.. نظرت بدهشة أمامي وفكرت بتوتر..


 

ما الذي يحدث لي؟!!...

 

استدرت ببطء و رأيتها تقف أمامي وهي تبكي بصمت وتنظر إليّ بخوف.. اقتربت منها ببطء ورأيتها تُغمض عينيها الجميلة برعب.. وقفت قريبا جداً منها لا يفصلني عنها سوى خطوة صغيرة.. رفعت كلتا يداي وحاوطت وجنتيها برقة


رواية وحش الجبل - فصل 21 - قلب ينبض لأجلكِ

 

وهمست قائلا لها بنبرة رقيقة جعلتني أندهش من نفسي

 

" فورتونا... أنظري إليّ "

 

رفعت رأسها قليلا ورأيتها تفتح عينيها الرائعة وهي تتأملني بصدمة و بذهول....

 

ودون شعورٍ مني بدأت أتأمل ملامح وجهها بهيام....

 

 

فوتونا**


 

كنتُ أمشي بتوتر وأنا أرى ذلك البرق المُرعب أمامي.. ما الذي يحدث؟!... ذلك الوحش سوف يؤذي جدي بالتأكيد.. يجب أن أتصرف..

 

وما أن هممت لأركض باتجاه الساحة تجمدت بوقفتي عندما رأيت الجنيات الثلاثة يقتربن مني وهم يبتسمون بسعادة لا توصف..

 

" سمو الأميرة "

 

قالوا بصوتٍ واحد وانحنوا أمامي باحترام ثم استقاموا وبدأوا يعرفونني على أنفسهم واحدة تلو الأخرى

 

" سمو الأميرة.. أنا سولان.. وأنا أرنيكا.. وأنا رومان "

 

اقتربت مني تلك المدعوة رومان وقالت لي بسعادة

 

" نحن سنكون وصيفاتك سمو الأميرة.. ولن نترككِ أبداً بأمر من الملك "

 

نظرت إليها بدهشة ثم إلى الأخريات وقلتُ لها بعدم الفهم

 

" وصيفات؟!!!.. "

 

ضحكت رومان بخفة وقالت

 

" نعم وصيفاتكِ.. أي سوف نرافقكِ إلى أي مكان تذهبين إليه.. وأيضا سوف نساعدكِ بأي شيء تريدينه ونخدمكِ أيضا و.. "

 

قاطعتها قائلة بسرعة

 

" أنا لا أحتاج إلى وصيفات.. ثم إن كنتم تريدون مساعدتي أريدكم أن تساعدوني بالعودة إلى عالمي "

 

نظروا إليّ بحزن وقالت سولان

 

" آسفين سمو الأميرة.. هذا الشيء الوحيد الذي لا نستطيع فعله.. يمكنكِ أن تطلبي منا أي شيء باستثناء أن نُعيدكِ إلى عالم البشر.. لأننا لا نمتلك القوة والسحر الكافي حتى نفعل ذلك "

 

تنهدت بأسى وفجأة سمعت صوت صليل سيوف قادم من ناحية الساحة..

 

" جدي... "

 

همست برعب وما أن حاولت الركض باتجاه الساحة رأيت الجنيات يقفن أمامي ونظروا إليّ بأسف وقالت لي أرنيكا

 

" سمو الأميرة نعتذر لمنعنا لكِ من الذهاب إلى الساحة.. لقد أمرنا السيد سيرنوك بذلك "

 

نظرت إليهم بغضب وقلتُ لهم بحدة

 

" سيرنوك هو مستشار جدي.. أما أنا أميرتكم لذلك ابتعدوا عني فوراً.. وهذا أمر وليس طلب.. قد يكون جدي في خطر... "

 

نظروا إلى بعضهم البعض بأسف وأفسحوا لي الطريق رغما عنهم.. لم أكترث وبسرعة ركضت حتى وصلت إلى الساحة ووقفت جامدة بصدمة أنظر أمامي.. كان لايسن يبارز سيرنوك بالسيف.. شعرت بالرعب ليس على ذلك الملعون زوجي بل على مستشار جدي.. اللعنة سوف يقتله ذلك الخنزير..

 

رغما عني شعرت بالخوف عندما رأيت سيرنوك يتأوه بألم بسبب جرح تسبب به وحش الجبل في جبهته.. سيرنوك كانت معاملته معي رائعة وأنا لا أريدهُ أن يموت بسببي.. بسرعة ركضت عندما رأيته يقع على الأرض وشاهدت بفزع ذلك الوحش على وشك أن يذبحه أو يقطع رأسه..

 

" لااااااااااااااااااا... توقف أرجوك.. لا تقتله.... "

 

هتفن برعبٍ شديد وبدأت أبكي دون أن أنتبه.. وقفت خلف لايسن وأنا أرتجف بقوة.. كان يبدو أطول بكثير وأضخم من المعتاد.. لكنني لم أعر ذلك أي أهمية.. كل ما كان يهمني أن لا يؤذي أحد وخاصة سيرنوك لأنه أصبح صديقي.. وهنا انهزمت واستسلمت وقررت أن الحل الأنسب أن أعود معه كي أحمي الجميع هنا...

 

" لا تقتله لأجلي أرجوك... "

 

همست له بانكسار وبضعف و باستسلام وأنا أبكي بصمت.. رأيته يستدير فارتسمت ملامح الرعب على وجهي خوفا منه...

 

أنا أخاف من ذلك الشيطان الحقير.. بدأ يقترب مني ببطء وأغمضت عيناي رغما عني بسبب كمية الخوف الذي غرقت بها روحي.. سوف يقتلني...

 

شعرت بيديه تحاوط وجنتي برقة وتساءلت برعب بداخلي.. هل سيكسر لي عنقي؟!... فجأة وبصدمة سمعته يهمس لي برقة قائلا

 

" فورتونا... أنظري إليّ "

 

ماذااااااااااااااااا؟؟؟!!!... صرخت بداخلي بذهول بينما شعرت به يرفع وجهي قليلا بيديه.. فتحت عيناي ببطء ونظرت إليه بصدمة.. لتتسع عيناي فجأة وتسمرت في وقفتي عندما رأيته ينظر إليّ بعينين متلهفتين قلقتين.. يسألني بعينيه قبل لسانه إن كنتُ بخير.. ما اللعنة!!!!....

 

تجمدت أكثر بذهول عندما تحولت نظراته من قلقة إلى هائمة عندما بدأ يتأمل ملامحي بلهفة كأنه لم يراني لعقود.. و كأنه مشتاق لي!!...

 

أخفضت رأسي بخجل بسبب نظراتهِ الفاحصة و الرقيقة لي.. لا أعلم فعلا ما هو السبب لـ خجلي وخاصةً ما هو السبب لتصرفاتهِ الغريبة هذه...

 

" هااااااه... "

 

تأوهت بدهشة عندما عانقني بشدة.. ما اللعنة!!!!... لقد عانقني للتو!!!... عانقني وحش الجبل وأمام الجميع!!!...

 

فتحت عيناي بصدمة لأرى رأسي بالفعل يستريح على صدره وأنا بالفعل أشعر بيديه تُعانق جسدي بقوة.. حسنا كان يضمني إليه بالفعل بطريقة كأنه يريد أن يجعلني ألتحم به..

 

نبض قلبي بعنف وفكرت بصدمة.. ما الذي يحدث معه؟!.. هل ضربه سيرنوك على رأسه وجعله يفقده؟!!!... عليه اللعنة.. أنا لن أسمح له أن يتلاعب بي... بدأت أُحاول الابتعاد عنه لكنني لم أستطع..

 

" فورتونا.... "

 

همس بإسمي بطريقة حالمة عندما شعر بمقاومتي له..

 

" ابتعد عن حفيدتي "

 

وهنا عندما سمعنا صوت جدي الغاضب أبعدني لايسن عنه لكنه حاوط خصري بيده وأحكم إمساكه ونظر ناحية جدي وقال له ببرود

 

" مرحبا ديوس... ما هذا الاستقبال الرائع.. في الحقيقة أدهشتني.. أظنك نسيت كليّا من الآمر والناهي هنا.. يبدوا أنني تساهلت معك كثيراً.. و.... "

 

توقف فجأة عن تكملة حديثه عندما رأى أروس يؤشر له ناحية الكرسيين على المنصة.. قطب حاجبيه وأفلت يده عن خصري وصعد إلى المنصة واتجه ناحية الكرسيين.. رأيت جدي ينظر إلى لايسن برعب وخاصة عندما أمسك بيده اليسرى التاج وبيده اليمنى الصولجان واستدار لينظر بغضب مرعب إلى جدي..

 

" أنظروا ما الذي وجدتهُ هنا... همممم... يبدو يا جدي العزيز أنك كنتَ تُقيم احتفالا بنية تتويج زوجتي ملكة على عرش جولام... وأنا لم يتم دعوتي للاحتفال.. أشعر بالحزن الآن "

 

تقدم لايسن ببطء ووقف أمام جدي وعندما حاول سيرنوك والفرسان الوقوف أمامه نظر إليهم بشر وخاطبهم قائلا بحدة

 

" إن كنتم تريدون الموت الآن على يدي.. أخطو خطوة واحدة تجاهي وبكل سرور سأريكم الجحيم قبل أن أقتلكم جميعا "

 

تراجعوا جميعا إلى الخلف بينما كنتُ أنظر برعب إلى لايسن وجدي.. رفع لايسن التاج بيده وضغط قبضته عليه وفورا حطمهُ إلى نصفين ورماه على الأرض أمام جدي ديوس..

 

شهق الجميع في المملكة بصدمة عندما أمسك لايسن الصولجان بإحكام في يده وسحب تاج جدي عن رأسه واستدار واقترب من الكرسي الملكي ووضع التاج على رأسه وجلس.. ودون أن أعلم ما يحدث أمامي فوراً رأيت الجميع باستثناء جدي وأنا بالطبع يجثون أمامه ويخفضون رؤوسهم إلى الأسف..

 

كنتُ أنظر بدهشة إلى الجميع إذ لم أعرف ما الذي يحدث..

 

" الملك لايسن ثورم أصبح الملك الشرعي على مملكة جولام.. فالعرش من حقه لأنه حفيد الملك ديوس فورمنت والابن الشرعي للأميرة فيري.. والآن يا شعب جولام أخيراً وافق الملك لايسن ليستلم العرش من جده.. قفوا وهللو له... "

 

سمعت أروس يهتف بهذه الكلمات بصوتٍ مُرتفع وعندما انتهى فهمت على الفور ما حدث.. لقد نصب نفسه ملكا على مملكة جدي.. وقف الجميع بطاعة وبدأوا يهتفون بخوف مرحبين بملكهم الجديد.. وكان واضحا أنهم ليسوا سُعداء بتاتا..

 

وقف لايسن عن الكرسي ووجه يده ناحية الحصن وفورا عاد الجنود إلى شكلهم بعد أن كانوا تماثيل من الحجر ورأيتهم بصدمة ينحنون أمامه.. هو بالفعل أصبح الملك على مملكة الجن..

 

تقدم لايسن ليقف أمامي ومد لي يده اليسرى قائلا

 

" حان الوقت حتى نعود معاً إلى غابيغا "

 

نظرت إليه برعب ولكن فجأة سمعت جدي يقول له بنبرة متوترة

 

" لايسن.. قبل أن تأخذ فورتونا اسمح لي بأن أتكلم معها على انفراد وأودعها "

 

نظر لايسن إليه بشك لكنه في النهاية وافق... أمسك جدي بيدي وأخذني إلى القصر.. دخلنا إلى مكتبه وبعد أن أغلق الحراس الباب خلفنا تنهد جدي بحزن وقال

 

" كنتُ أريد أن أتوجكِ ملكة قبل وصوله كي يكون الحُكم في يدك.. لكنكِ لم تسمحي لي بفعل ذلك.. في النهاية لا يهم لأنه زوجكِ وحكما كان سيصبح الملك على مملكتي.. "

 

نظرت إليه بخوف وقلتُ له بقهر

 

" لكن جدي أنتَ لم تتوجه.. هو من توج نفسه ملكا.. أليس ذلك مُخالف للقانون؟! "

 

تنهد جدي بحزن وأمسك يدي وجعلني أجلس على أريكة بيضاء اللون وجلس بجانبي.. تأمل وجهي برقة وقال

 

" هو مخالف للقانون نعم.. لكن من يستطيع ردعه فورتونا؟.. لا أحد.. لا أحد يستطيع الوقوف بوجهه.. إلا.. "

 

توقف عن التكلم فجأة ونظر إليّ بجمود.. بلعت ريقي بخوف وسألته هامسة

 

" إلا ماذا جدي؟!!... "

 

ابتسم بسعادة وضغط على يدي بخفة وقال

 

" إلا أنتِ "

 

نظرتُ إليه بدهشة وسألتهُ بصدمة

 

" كيف؟!!.. أنا!!!.. ما الذي تقصده جدي؟!!.. "

 

عرم كتفه ونظر إلى عيناي بجدية وقال

 

" اسمعيني جيداً فورتونا.. وحش الجبل بدأ يضعف أمامكِ.. وأنتِ من سوف تنقذ الجميع منه "

 

نظرت إليه بغباء وقلتُ له بغيظ

 

 

" ذلك الخنزير ليس لديه قلب جدي.. هو لن يضعف أمامي أبداً.. أنتَ تتوهم ذلك بالتأكيد "

 

نظر إليّ بعمق وقال بجدية

 

" لا حفيدتي الغالية.. وحش الجبل أصبح لديه قلب ينبض ويخفق بجنون لأجلكِ.. لقد شعرت به وسمعت خفقاتهِ المتسارعة عندما سمع صوتكِ.. وحش الجبل أصبح لديه قلب ينبض.. قلب ينبض لأجلكِ.. لأجلكِ فقط "

 

كنتُ جامدة بصدمة في جلستي بعد سماعي ما قاله جدي ديوس.. دراكولا لديه قلب؟!!!.. قلب ينبض لأجلي!!.. مستحيل!!!...

 

سمعت جدي يتنهد براحة وتابع قائلا

 

" أنتِ الوحيدة التي تستطيع مساعدتي.. يجب أن تعودي معه وتمثلي عليه العشق حتى يذوب أكثر في حبكِ ويثق بكِ.. وفي هذه الأثناء سوف تبحثين عن خنجر فورن وعندما تجديه عليكِ أن تُسلميني إياه دون علمه "

 

سحبت يدي ووقفت بسرعة وهمست مُعترضة

 

" مستحيل جدي.. مستحيل.. أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك.. فكرهي لذلك الخنزير لا حدود له.. كيف تريدني أن أمثل عليه بأنني أحبه؟!.. ذلك مستحيل!.. ثم لماذا تريد خنجر فورن؟!.. كيف لي أن أجده؟!.. آسفة جدي لا أستطيع فعل ذلك.. أنتَ تطلب مني المستحيل "

 

وقف جدي و نظر إليّ بعمق وخاطبني قائلا بجدية

 

" هل تريدين أن تتحرري إلى الأبد من وحش الجبل نعم أم لا؟ "

 

نظرت إليه بعجز وهمست قائلة بحرقة

 

" أنا أكرهه لحد الجنون.. بالتأكيد جدي أنا أريد أن أتخلص منه فهذا حلمي "

 

ابتسم جدي بسعادة وقال

 

" إذا حتى تحصلي على حريتكِ وتعودي إلى عالم البشر.. عليكِ يا حفيدتي الغالية أن توهميه بعشقكِ له.. أنتِ لن تخسري شيء إن مثلتِ عليه.. وعندما تجدين لي خنجر فورن سوف تطلبين منه قلادة فيري و تسلميني إياهم.. وعندها سوف تتحرين منه إلى الأبد "

 

نظرت إليه بتمعن وبدأت أُفكر بعمق... حسنا جدي مُحق أنا لن أخسر شيء بالفعل بل على العكس سوف أتحرر منه للأبد وأُخرج والدي من السجن وبعدها سأجد دينا ونعود إلى الأبد إلى عالمنا وحياتنا الطبيعية.. حسنا حياتنا لم تكن طبيعية و لكنها أجمل من العيش في الجحيم ومع ذلك دراكولا...

 

ابتسمت بسعادة وسألت جدي بحماس مُطلق

 

" جدي أنت تريد تدمير قلادة فيري كي تُحول لايسن وجميع شعبه إلى كائنات بشرية؟! "

 

ابتسم جدي بوسع وأجابني

 

" نعم فورتونا.. أنا أنوي على فعل ذلك.. ولا أحد يستطيع مساعدتي كي أنجح في هذه المهمة سوى أنتِ.. إذا ما هو قراركِ؟.. هل ستفعلين ما طلبتهُ منكِ؟ "

 

نظرت مباشرة إلى عيون جدي وابتسمت له بوسع وقلتُ له بثقة تامة

 

" نعم جدي.. سوف أُساعدك.. سوف أمثل عليه وأُحاول جهدي كثب ثقته وجعلهُ يغرق في عشقي.. وسأحاول المستحيل أن أجد لك خنجر فورن وأجلب لك قلادة فيري مهما كلفني الأمر "

 

خفق قلب فورتونا بعنفٍ شديد بعد أن صرحت بموافقتها لجدها وغصة خفيفة حاوطت قلبها.. لكنها بالطبع تجاهلت ذلك ولم تعر الأمر أي أهمية......

 

وعادت فورتونا تؤكد لجدها بثقة عمياء قائلة

 

" أعدُك جدي سأحاول وسأفعل المستحيل كي أُخلصكم وأُخلص نفسي من الوحش وإلى الأبد...... "


انتهى الفصل














فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©