صرخة روح
كتالينا بيلاتشو**
ما أن دخل
الطبيب ريكاردو إلى غرفة نوم الدون شعرت بالارتياح وانتهزت الفرصة لأخرج بسرعة من
هنا وبعيداً عن الدون الوسيم..
رفعت يدي ومسدت
جبهتي بتوتر.. لا أفهم بتاتاً مشاعري الغريبة نحو الدون.. أمامهُ أتحول إلى أنثى
خاضعة وضعيفة.. أنا لستُ كتالينا بيلاتشو و الكابوس أمام الدون باغو.. أتحول إلى
نعجة أمامه وهذا يُخيفني..
نزلت السلالم
بسرعة ورأيت الخدم المساكين ينظفون المكان.. اقتربت من فيوليت وما أن شاهدتني
أمامها مسحت دموعها بسرعة وابتسمت برقة وقالت لي بنبرة حنونة
" صباح
الخير أنسة كاتي.. هل ترغبين بتناول وجبة الفطور في غرفة الطعام أو برفقة الدون؟..
إن أردتــ... "
وقبل أن تُكمل
حديثها نظرت بسرعة باتجاه النافذة الكبيرة ورأيت بصدمة لا توصف سيارة شقيقي مونرو
تقف بعنف أمام مدخل القصر.. شحب وجهي بسرعة وشعرت بالخوف بأن يكون مونرو قد اكتشف
وجودي هنا وما فعلته في ليلة الأمس..
أمسكت بمعصم
فيوليت وهمست لها بتوتر
" لندخل
إلى المطبخ بسرعة "
جذبتها خلفي
بسرعة ودخلت إلى المطبخ وأغلقت الباب وأسندت ظهري عليه وأغمضت عيناي وفكرت بخوف..
الشخص الوحيد في هذا العالم الذي أخاف منه ومن غضبه هو شقيقي مونرو..
أنا أعشق مومو
بجنون وأحترمهُ وأعتبرهُ أب وأم وشقيق وصديق بالنسبة لي.. هو حياتي كلها.. ومنذ
صغري كنتُ أتجنب إغضابه وجعلهُ يحزن بسببي.. مونرو بالنسبة لي هو أغلى ما أمتلكهُ
في هذا الكون مع أنني منذ فترة قصيرة كنتُ أرغب بقتله لكنني من المستحيل أن أفعل
ذلك..
منذ صغري كنتُ
أرى مومو بطلي.. بنظري هو الحياة هو بطلي والحامي الخاص بي.. وكنتُ أتجنب عصيانه
وإغضابه منذ صغري.. أنا ما أنا عليه الآن بسببه.. لولاه كنتُ تعفنت في ذلك الميتم
اللعين عندما كنتُ طفلة..
مونرو هو
الوحيد الذي أخاف من إغضابه ومن غضبه.. لن أتحمل أن أرى نظرة الكُره في عينيه
الجميلة لي.. أو نظرة خيبة الأمل..
إن اكتشف فعلا
وجودي هنا سيقتلني.. لا بل الأسوأ قد يتبرى مني كشقيقة له.. هل اكتشف أنني أسكن
هنا وبأنني من أنقذت الدون في الأمس؟!.. ستكون كارثة ولعنة حلت على رأسي لو فعل
ذلك...
" أنسة
كاتي.. أنتِ بخير يا ابنتي؟!.. تبدين شاحبة جداً و.. "
توقفت فيوليت
عن التكلم وهنا انتفضت بفزع عندما سمعت صرخة مونرو الغاضبة
" تكلموا..
أين هو الدون باغو؟ "
فتحت عيناي
ونظرت بفزع إلى فيوليت إذ ظننت بأن مونرو أتى ليقتل باغو بسببي.. رأيت فيوليت تتأملني
بخوف ثم ركضت وعانقتني وجعلتني أبتعد عن الباب وجلسنا قرفصاء خلف الطاولة الكبيرة
في وسط المطبخ..
مسحت وجنتاي
بكلتا يديها وقالت بهمس
" لا
تخافي أنسة كاتي.. سيتم إنقاذنا من رجال الدون.. لن يسمحوا لذلك الرجل بأذيتنا..
علينا أن نبقى هنا وننتظر "
تأملتُها
بنظرات هادئة عندما سمعت صوت بابلو يهتف بنبرة جادة للجميع في الخارج
" السيد
بيلاتشو يرغب فقط بالتكلم مع الدون باغو بالوفا.. لا تخافوا فلن نؤذي أحد.. تابعوا
عملكم بهدوء وتوقفوا عن البكاء "
بابلو هنا..
همست بداخلي بتلك الكلمتين بهدوء وابتسمت بسخرية.. بابلو و مومو هنا في قصر الدون
ويبدو بأنهما لم يكتشفا وجودي في القصر.. هذا جيد..
تنهدت براحة
ووقفت وساعدت فيوليت لتقف ونظرت إليها بحنان قائلة
" يبدو
بأننا في أمان هنا.. أظن ذلك السيد لن يؤذي أحد وخاصةً الدون.. "
سحبت كُرسي
وجلست عليه وتابعت قائلة بمرح لـ فيوليت المصدومة
" أنا أتضور
جوعاً.. ما رأيكِ سيدتي الجميلة أن تقومي بتحضير وجبة فطور لذيذة جداً لي وللسيد باغو..
سأرسلها له بنفسي بعد ذهاب ذلك الرجل من القصر "
تأملتني فيوليت
بنظرات حنونة ثم غمزتني وقالت بسعادة
" ما
رأيكِ أنستي أن تُحضري بنفسكِ وجبة الفطور للسيد.. سيشعر بالسعادة عندما يعلم
بأنكِ حضرتِ لهُ فطوره بنفسك "
توسعت عيناي
بذهول وهمست بعدم التصديق لها
" أنا
أطبخ؟!!.. مستحيل.. أنا لا أعرف كيفية سلق بيضة واحدة "
قهقهت فيوليت
بخفة وأمسكتني بمرفقي وجعلتني أقف وقالت بسعادة
" إذن حان
الوقت لأُعلمكِ كيفية الطهو.. الطريق إلى قلب الرجل هي من خلال معدته يا ابنتي..
تذكري ذلك جيداً "
توسعت عيناي
بذهول وأخفضت رأسي قليلا ونظرت إليها بدهشة كبيرة
ثم همست لها
بصدمة كبيرة
"
فيوليت.. تريدين مني أن أدخل إلى معدته؟!!! "
قهقهت فيوليت
بقوة وعندما هدأت قرصت خدي بخفة بأناملها وقالت بحنان
" أنتِ
ملاك يا ابنتي.. بالطبع لن تدخلي إلى معدة الدون.. ما قصدته بأنكِ يجب أن تتعلمي
الطهو من أجل كسب قلب الدون.. سوف أعلمكِ بنفسي كيفية الطهو لتكسبي قلب الدون
وبجنون.. فأنا أرى بوضوح نظراتكِ له.. وطبعاً لا ألومكِ فالدون رجل وسيم جداً
وحنون وطيب القلب.. ويعشق كل ما هو جميل في هذه الحياة.. وأنتِ جميلة جداً كاتي..
ولن يكون صعباً عليكِ كسب قلبهُ وبسرعة.. ولا تهتمي لفارق العُمر بينكما.. الحُب
والتفاهم والاحترام هم أساس العلاقة بين الرجل والمرأة "
سقط فكي إلى
الأسفل وتأملتُها بغباء لأنني واللعنة لم أفهم ما تحاول قولهُ لي.. ولكن فكرة أن
أتعلم الطهو من أجل الدون أعجبتني وجداً..
رفعت رأسي
عالياً ثم أبعدت خصلات شعري عن وجهي ونظرت بمرح إلى البعيد
الفكرة أعجبتني.. لا ضرر من أن أتعلم الطهو.. هكذا سيمضي الوقت
بسرعة هنا في قصر النجمة...
بعد مرور ساعة
كاملة كنتُ قد نسيت كلياً بأن مومو كان في القصر برفقة بابلو.. شعرت بالسعادة
بينما كنتُ أتعلم سلق البيض وتحضير عجة و توست للدون..
ولكن فجأة تنهدت
بأسى وهتفت بمرارة
" الفكرة
سيئة جداً فيوليت.. أنا لا أُجيد الطهو.. لقد أحرقت البيض والتوست لخمس مرات.. أنا
أستسلم.. أنا لا أُجيد الطهو ولن أُجيده أبداً.. لن أدخل إلى معدة الدون الآن
"
ضحكت فيوليت بسعادة
ثم وقفت أمامي وقالت بمرح
" إلهي
كاتي.. أنتِ ظريفة جداً.. لا تستسلمي أبداً يا ابنتي.. أكبر ضعف في الحياة هو
الاستسلام.. و أفضل طريقة للنجاح هي المحاولة أكثر من مرة واحدة.. لا تيأسي من
المحاولة فأنتِ أكثر تماسكاً وقوة.. بفضلكِ أنتِ الدون بخير الآن.. تذكري جيداً
بأنكِ من جلبتِ له عينتين من الدماء وأنقذتِ حياته.. الطهو سيكون سهلا بالنسبة لكِ
"
ابتسمت لها
بوسع وحاولت للمرة السادسة طهو وجبة الفطور وبمساعدة فيوليت لي نجحت أخيراً..
حملت صينية
الفطور وقبلت فيوليت على وجنتها وقلتُ لها بمرح
" سأصعد
إلى جناح الدون الآن.. ادعي لي بالتوفيق وبالدخول إلى معدة الدون "
خرجت من المطبخ
وأنا أبتسم بسعادة وسط ضحكات فيوليت الفرحة وصعدت إلى جناح الدون..
كنتُ أعلم بأن
مونرو و بابلو غادرا القصر منذ فترة طويلة إذ سمعتهُ يشتم بغضب وهو يخرج من القصر
بينما كنتُ أتعلم الطهو..
طرقت على باب
غرفة النوم بهدوء ثم فتحته ودخلت.. رأيت دون باغو يجلس على السرير وهو ينظر بشرود
أمامه.. ولكن عندما شاهدني أدخل ابتسم بوسع وحاول أن يتحرك لكنه تأوه بألم وأغمض
عينيه..
نظرت إليه بقلق
وركضت ووضعت الصينية على المنضدة ثم جلست بجانب الدون ونظرت إليه بتوتر وسألته
" هل تشعر
بالألم؟.. لا تتحرك كثيراً.. لقد جلبت لك وجبة الفطور "
فتح عينيهِ
الجميلة وتأملني بنظرات جعلتني أرتعش بسببها.. عينيهِ جميلة جداً.. إنها أجمل
عينين لرجل رأيتُها في حياتي.. نظراتهِ لي تُربكني بجنون وتجعل قلبي ينبض بطريقة
غريبة..
ابتسم ابتسامة
رقيقة جعلت الدماء في عروقي تحترق.. لا أعرف ما أصابني عندما رفع ذراعهُ السليمة
ووضعها على خدي وداعبه بنعومة بأصابعه وهمس بحنان
" أنا
بخير صغيرتي.. لا تخافي عليّ "
ارتعش فكي من
لمساتهِ لخدي.. شعرت بخدي يحترق بشدة أسفل لمساتهِ له.. تأملتهُ بنظرات ضائعة إذ
لم أفهم ما يحدث لي عندما أكون قريبة منه.. لا أفهم سبب ضعفي المُفاجئ أمامه..
الشخص الوحيد
الذي أشعر بالضعف أمامهُ هو مونرو شقيقي.. ولكن ضعفي أمام باغو يختلف كلياً..
فجأة أبعد باغو
يدهُ عن خدي وشعرت بالصقيع يُغرق خدي وجسدي لبُعد يدهُ عني..
ابتسم الدون
برقة وقال بنبرة حنونة
" هممم..
أستنشق رائحة لذيذة.. هل هي عُجة؟!.. أنا أتضور جوعاً صغيرتي "
أبعدت نظراتي
عن شفتيه ووقفت بسرعة وحمحمت بخجل وأجبتهُ بحياء وبتوتر
" بالفعل إنها
عُجة.. لقد.. أنا.. لقد طهوت لك بنفسي وجبة الفطور.. طبعاً بمساعدة فيوليت "
اللعنة.. لماذا
أنا متوترة وأتلعثم؟!.. في حياتي كلها لم أتوتر أمام رجل ولم أتلعثم.. تباً.. ما
الذي يحدث لي؟!!...
رأيت الدون
يبتسم بسعادة ثم قال بثقة
" ستكون
هذه الوجبة أطيب وألذ وجبة فطور سأتناولها في حياتي.. لأنكِ طهوتها لي صغيرتي
"
قرع قلبي
كالطبول في قفصي الصدري وكاد أن ينفجر من سرعة دقاتهِ بسبب ما تفوه بهِ للتو
الدون.. نظرت إليه بضياع وشعرت بـ قدماي تتحولان إلى هُلام..
بلعت ريقي بقوة
وهتفت بداخلي بخوف.. تباً.. ما الذي يحدث لي؟!..
استدرت واقتربت
من المنضدة وحملت الصينية ثم اقتربت وجلست على طرف السرير ووضعت الصينية في حضن
الدون وقلتُ لهُ بهمس
" أتمنى
من قلبي أن تُعجبك الوجبة دون باغو "
تأملني بنظرات
حنونة رائعة جعلني أضيع للمرة المليون في سحرها.. وابتسامتهُ الناعمة جعلتني أذوب
في بحرها.. ووسط ضياعي بوسامته سمعتهُ يهمس قائلا برقة
" هل
تناولتِ وجبتكِ كاتي؟! "
أجبتهُ بسرعة
وبصدق
" لا..
أردت أن أتناول وجبتي برفقتك "
تأملني بسعادة
ثم فجأة تحولت نظراتهِ السعيدة إلى جادة وكلمني قائلا بجدية تامة
" كاتي.. أخبريني
وبصدق كيف استطعتِ جلب عينتين من الدماء في الأمس؟ "
توسعت عيناي
بذهول وبسرعة بديهتي أجبته
" لدي
صديقة تعمل في مستشفى الحكومي.. ذهبت إلى منزلها وطلبت منها المساعدة وهي استطاعت تأمين
العينتين لي وبسرعة "
تأملني بنظرات
جامدة للحظات ثم ابتسم بوسع وقال بنبرة مُستريحة
" من حُسن
حظي بأنكِ كنتِ هنا في قصري وأنقذتِ حياتي.. وأنا سعيد لأنكِ لم تتركيني بعد ما
حصل هنا في القصر.. أشكركِ كاتي لأنكِ أنقذتني من الموت.. وأشكركِ لأنكِ ظللتِ
بجانبي هنا "
ثم تأملني بتمعُن
وسألني بجدية
" أظن حان
الوقت لتُخبريني عن ما حدث معكِ في تلك الليلة ولماذا كنتِ تقودين السيارة بشرود..
كوني صادقة معي كاتي وأعدُكِ لن أحكم عليكِ بل سأتفهم أسبابكِ مهما كانت.. أريد
حمايتكِ كاتي ولن يحدث ذلك إن لم تثقي بي وتُخبرينني من أذاكِ "
نظرت إليه
بحزنٍ عميق وأجبته بهمس
" أرجوك
دون باغو لا تطلب مني أن أتكلم الآن عن الماضي.. أُحاول جاهدة نسيانه و... "
توقفت عن
التكلم ونظرت إلى البعيد وفكرت بدهشة.. غريب!!.. أنا لم أُفكر بـ بابلو طيلة
إقامتي هنا في القصر.. حتى قلبي لم يعُد يؤلمني بسببه ولأنه متزوج ولديه ابنة..
كما رغبتي الكبيرة بقتله وبقتل زوجته و ابنته و مومو تبخرت من رأسي كلياً.. أنا
فعلا لستُ مهتمة به حالياً.. غريب!!!...
انتشلني من
أفكاري صوت الدون وهو يقول بحنان
" لا
تحزني كاتلين.. أتفهم ألمكِ وصمتكِ.. ولكنني أريدُكِ أن تثقي بي.. فأنا من
المستحيل أن أؤذيكِ "
حركت بؤبؤ
عيناي باتجاهه وتأملتهُ بنظرات رقيقة سعيدة وأجبتهُ بثقة
" أعرف
بأنك لن تؤذيني دون باغو.. فقط أمهلني المزيد من الوقت.. ربما قريباً سأخبرك
الحقيقة "
ابتسمت له
بتوتر وأخفضت نظراتي إلى الصينية وهمست له بحزن
" سيبرد
الطعام.. يجب أن تأكل "
لا أعرف لماذا
شعرت بالحزن من نفسي لأنني لا أستطيع التوقف عن الكذب عليه.. وكم رغبت بأن أُخبرهُ
الحقيقة ومن أكون في هذه اللحظة.. ولكنني للأسف لا أستطيع فعل ذلك.. وكذلك أنا لا
أستطيع الابتعاد عنه بالسهولة التي تخيلتُها سابقاً.. وهذا يُخيفني جداً...
تناول الدون
الوجبة باستمتاع وشعرت بسعادة لا توصف بينما كان يُهمهم بلذة ويشكرني على الوجبة
اللذيذة.. وعندما انتهى حملت الصينية وخرجت من غرفة النوم ومن الجناح وتوجهت إلى
الأسفل..
سلمت الصينية
للسيدة فيوليت فتأملتني بحنان وقالت برقة وهي تسحب ورقة من جيب ردائها
" خذي
ابنتي.. هذه وصفة بالأدوية الجديدة للدون كتبها الطبيب ريكاردو.. اذهبي واطلبي
مفتاح سيارة من الحارس واجلبي للدون الأدوية "
ثم سلمتني ظرف
صغير وتابعت قائلة بحنان
" هذه النقود
ستكفي لشراء الأدوية.. اذهبي أنستي وسأخبر الدون بأنني طلبت منكِ الذهاب لشراء
الأدوية "
نظرت إليها
بامتنان لأنني فعلا كنتُ أرغب بالابتعاد قليلا عن القصر.. استلمت النقود منها وخرجت
من القصر ونظرت بحزن إلى عُمال الصيانة والذين كانوا يضعون كاميرات جديدة
للمراقبة..
اقتربت من حارس
وكلمتهُ بهدوء
" يجب أن
أذهب لشراء الأدوية للدون.. سلمني مفاتيح هذه السيارة "
أشرت له نحو
سيارة رباعية الدفع خاصة بالحراس وفورا سلمني المفتاح وسألني بتهذيب
" هل
ترغبين بأن يرافقكِ حارس أنسة كاتلين؟ "
أشرت له بالرفض
واستلمت المفتاح منه وصعدت إلى السيارة وقُدتُها بهدوء مبتعدة عن القصر.. وأول ما
فعلته هو الذهاب باتجاه مبنى الحقير لوديس مالكوفيتش..
أوقفت السيارة
في جانب الطريق بعيداً عن المبنى عندما رأيت المبنى مُتدمر بالكامل وتم حرقه..
وطبعاً لفتَ نظري رؤية بعض من رجال شقيقي مونرو يُراقبون المكان من بعيد..
شتمت بغضب لا
يوصف لأنني عرفت بأن شقيقي مونرو هو من أخذ لوديس.. كنتُ أحترق بغيظي الآن لأنني
أردت تعذيب الحقير بنفسي لأنهُ لمس أملاكي..
ضربت المقود
بقبضتي بقهر وهمست بغُل
" تباً
مومو.. لذلك أتيت اليوم إلى قصر الدون.. لقد اكتشفت ما فعلتهُ في الأمس وشككت بي
وبوجودي لدى الدون.. أخي الذكي استطاع أن يضع النقاط على الحروف وعرف بأنني من
قتلت جميع هؤلاء الأغبياء في الأمس والآن هو لديه لوديس.. طبعا مومو وضع الحقير
لوديس في قبو القصر.. أخي وأعرفهُ جيداً.. اغغغغغغغ.. كنتُ أرغب بقتل لوديس بنفسي
لأنه أذى باغو خاصتي "
أدرت المُحرك
وقدتُ السيارة بعيداً عن المكان وقررت الذهاب لشراء أدوية الدون..
عندما وصلت إلى
القصر أوقفت السيارة في الموقف الخاص بها وترجلت بهدوء ورأيت بدهشة الحراس يرتعشون
بخوف ولكن لدى رؤيتهم لي ابتسموا جميعا بسعادة وركضوا وانحنوا أمامي باحترام ثم
اقترب حارس مني وقال بسعادة
" لقد
تأخرتِ كثيراً أنسة كاتلين.. السيد كان قلقاً جداً عليكِ.. لو سمحتِ اصعدي بسرعة
إلى جناحه لأنه يرغب برؤيتكِ "
تأملتهُ بتعجُب
ورميت له مفتاح السيارة وقلتُ له دون أن أنتبه لنفسي
" الفرامل..
عليك تبديلها بسرعة فهي لا تعمل جيداً.. ومُحرك السرعة يحتاج إلى تعديل.. عليكِ
إرسال السيارة وبسرعة إلى الشركة ليتم تصليحه أو تبديله.. وكذلك فلتر الزيت الخاص
بالمولد يحتاج إلى تنظيف "
توسعت عينيه
بذهول وهو يلتقط المفتاح بعد أن رميتهُ له.. شتمت بداخلي بغضب إذ انتبهت على زلة
لساني.. حسناً أنا كان اختصاصي في الجامعة هندسة الميكانيك وأستطيع بسهولة تامة
اكتشاف الأعطال في السيارة من قيادتي لها وسماع صوت مُحركها..
ابتسمت له
ببراءة وقلتُ له
" لقد
تأخرت بالعودة إلى القصر لأن السيارة تعطلت معي ولحظي ساعدني رجل لديه محل لصيانة
السيارات وأخبرني عن الأعطال الموجود في السيارة وطلب مني أن أقوم بتصليحها بسرعة
"
هنا اختفت
نظراتهِ المذهولة وقال باحترام
" طبعا
أنستي.. سأُشرف بنفسي على إرسال السيارة إلى الشركة اليوم وتصليح الأعطال بها "
استدرت بسرعة
ودخلت إلى القصر ولكن قبل أن أصعد على السلالم رأيت فيوليت تركض نازلة السلالم وهي
تبكي.. تأملتُها بدهشة عندما وقفت أمامي وعانقتني ثم ابتعدت عني وقالت بسعادة
وبتوتر
" الحمد
اللّه بأنكِ وصلتِ الآن أنستي.. الدون فقد أعصابه عندما اكتشف غيابكِ وعدم مرافقة
أي حارس لكِ.. وبخني بشدة و بعدها وبخ جميع حراسه لأنهم لم ينتبهوا ويذهبوا
برفقتكِ.. لقد جُن جنونه بالكامل لأنكِ تأخرتِ ساعتين كاملتين أنستي.. كان سيقتل الجميع
بمن فيهم أنا لأننا سمحنا لكِ بمغادرة القصر وبدون أي حماية وبدون موافقته الشخصية
"
ابتسمت بسعادة
لدى سماعي بما تفوت به فيوليت.. فتأملتني بذهول وهتفت بخوف
" أنسة
كاتي.. الدون غاضب بجنون وهو على وشك قتلنا جميعاً.. أرجوكِ اصعدي بسرعة إليه فهو
يتوعد للحراس المساكين بالعقاب والموت إن لم تعودي سالمة "
قبلت خدها برقة
وكلمتُها بهدوء قائلة
" لا
تقلقي فيوليت سأجعل الدون يهدأ بسرعة.. وأنا جائعة عزيزتي.. أريد وجبة غداء لذيذة
جدا من صنع يديكِ "
صعدت السلالم
بهدوء وسط نظرات فيوليت المصدومة.. وما أن وصلت إلى جناح الدون حتى سمعت صوت صرخاته
الغاضبة
" أين هي
كاتي أيها الأغبياء؟.. كيف سمحتم لها بالخروج من القصر وبقيادة إحدى سياراتكم دون
إذن مني مُسبق؟.. سأقتلكم بنفسي إن أصابها أي مكروه.. سأقتلكم أيها الأغبياء وأرمي
جثثكم على الطرقات إن أصابها لصغيرتي أي مكروه... "
ابتسمت بسعادة
عندما سمعتهُ يهتف بغضب أعمى بتلك الكلمات.. ولكن عندما سمعتهُ يسعُل ويشتُم بألم
فتحت الباب بسرعة وتوجهت مُسرعة نحو غرفة النوم وما أن دخلتُها رأيت باغو يقف
بجانب السرير وهو يرتدي سروال منامته فقط ويحمل بيدهِ السليمة مسدس ورأيت أكثر من
خمسة عشر حارس يقفون أمامه بالصف.. ولدهشتي رأيت الحارس المسكين الذي أعطاني مفتاح
السيارة منذ ساعتين يجثو على ركبتيه وهو يحاول كتم صرخاتهِ المتألمة والدماء تسيل
من ثقب الرصاصة في فخذه الأيمن..
رفعت حاجبي
عاليا وكلمت باغو بهدوء قائلة وببراءة
" دون
باغو.. ما الذي يحدث هنا؟! "
انتفض بقوة
واستدار بسرعة وتأملني بسعادة لا توصف ومشى بخطوات سريعة ووقف أمامي ثم رمى مسدسهُ
بعيداً ورفع يدهُ السليمة وقال بحنان
" كاتلين!!..
إلهي صغيرتي أنتِ بخير.. أخيراً أنتِ هنا "
رفع يدهُ
وأمسكني بتملك من خصري وجذبني إليه وعانقني بقوة.. سأكون ملعونة إن أنكرت مدى
استمتاعي بعناقهُ الآن.. فرأسي كان غارقا على صدرهِ الضخم العضلي.. وسمعت بسعادة
دقات قلبهِ السريعة والجميلة.. بينما يداي كانت مُستريحة باستمتاع على خصره الجميل
والمنحوت..
فجأة سمعتهُ
يهتف بأمر رغم ألمه
" انصرفوا
جميعاً.. واتصلوا بالطبيب ريكاردو ليأتي بسرعة ويهتم بهذا الغبي.. هيا انصرفوا.. وإياكم
أن يتكرر هذا الخطأ وإلا قتلتكم جميعاً "
بعد مُغادرتهم
أبعدني باغو عنه وتأملني بنظرات سعيدة ثم فجأة تحولت نظراتهِ إلى غاضبة وسألني بحدة
" أين
اختفيتِ لمدة ساعتين أيتها الأنسة؟.. جعلتني أقلق عليكِ بجنون و... "
توقف عن التكلم
عندما انتبه لنظراتي السعيدة له.. تأملتهُ بضياع وهمست برقة
" و ماذا
دون؟!.. "
بلع ريقهُ بقوة
وقال بتلعثم
" و
ماذا؟!.. ماذا؟.. ماذا تعنين؟! "
قهقهت بخفة
وابتعدت عنه ثم سحبت كيس الأدوية من جيب سترتي ووضعته أمامه وقلتُ له
" كما ترى
ذهبت لجلب هذه الأدوية لك.. وها أنا هنا أمامك سليمة.. لماذا أخفتَ رجالك دون؟!..
وذلك المسكين ما ذنبه ليتلقى رصاصة في فخذه "
تأملني بنظرات
غاضبة وقال بحدة
" كنتُ
أرغب بقتله لأنه سمح لكِ بالذهاب وبمفردكِ.. ظننت بأن مكروها قد أصابكِ و.. و...
"
تأملتهُ بسعادة
وهمست برقة من جديد
" و..
وماذا؟!!.. "
أشاح بنظراتهِ
بعيداً وقال بتوتر
" و.. لم
أكن سأُسامح نفسي لو أصابكِ أي مكروه كاتلين.. من الآن وصاعدا لن تخرجي من هنا دون
موافقتي مُسبقاً ودون وجود حارس لحمايتكِ "
ابتسمت بوسع
وقلتُ له بخبث
"
لماذا؟!.. هل أنا سجينة لديك هنا؟ "
ولدهشتي
الكبيرة اقترب مني وأمسكني بذراعي وجذبني إليه بتمُلك ونظر في عمق عيناي وقال بحدة
" نعم
كاتي.. أنتِ سجينة هنا.. أنتِ تحت حمايتي الآن وفي قصري.. ولن أسمح لكِ بالابتعاد عني مرة أخرى.. بل لن أسمح لكِ أن تخرجي من هذه الغرفة دون إذن مني مُسبق.. ولن
تعترضي على ذلك أيتُها الصغيرة "
تباً كم هو مثير
وهو غاضب.. كم أرغب باغتصابه الآن و.. اللعنة.. ما الذي فكرت بهِ للتو.. هذا الدون
يجعلني أفقد نفسي بلحظات..
تأملتهُ بنظرات
خبيثة ثم ادعيت الغضب لأستفزهُ أكثر إذ دفعتهُ بكلتا يداي على صدره بعيداً عني ونظرت
إليه بغضب مُصطنع وهتفت بوجهه
" لن أسمح
لك بسجني هنا أيها الدون.. أنتَ لا تملكني.. أنا حرة نفسي وأستطيع الخروج والآن من
قصرك دون إذن مُسبق ولعين منك "
تأملني بذهول وفوراً
حواسي تأهبت عندما رأيته ينتفض وأصبح أمامي لا يفصله عني سوى إنشات.. كان يتأملني
بغضب أعمى وشعرت بالسعادة لأنني استطعت استفزازه بسهولة وجعلهِ يغضب.. فهو يبدو
مثيراً جداً وهو غاضب..
رفع ذراعهُ
اليمنى وأمسك فكي بقبضته وجذب رأسي نحوه وتأملني بنظرات قاتلة رائعة.. لو يعرف هذا
الدون المثير بأنني أستطيع لثواني معدودة فقط تحطيم كل عظمة في جسده وبأنني
الكابوس بنفسه كان ابتعد عني ألاف الكيلومترات..
نظرت بسعادة في
عمق عينيهِ الغاضبة لكنهُ لم ينتبه لنظراتي بسبب غضبه الكاسح.. وضع جبينهُ على جبيني
وهمس بحدة من بين أسنانه و لفحتني أنفاسهُ الحارة الجميلة
" إياكِ
أن تتكلمي معي بتلك الطريقة مُجدداً.. أنتِ لن تخرجي من هذه الغرفة إلا بموافقتي
أنا.. وعقابا لكِ الآن ســ.. ســ.. "
شهقت بدهشة
عندما فجأة شعرت بشفتيه على شفتاي وقبلني قبلة عنيفة نارية جعلتني أفقد أنفاسي..
ترنح جسدي
وأغمضت عيناي من جمال قبلته العنيفة فتشبثت بخصره وبادلته قبلتهُ الرائعة.. شعرت بأنني
أذوب بين يديه.. شعرت بجسدي يحترق بكامله بسبب شفتيهِ الرائعتين وقبلته النارية..
وأردته.. أردت الدون بكامل جوارحي الآن..
ولكن فجأة رأيت
صورة شقيقي مونرو في رأسي و بابلو.. توقفت بسرعة عن مبادلتهِ القبلة وانتفضت مبتعدة
عنه..
وقفت جامدة
بصدمة كبيرة أنظر في عمق عينيهِ الضائعة وأنا أرتعش من تأثير قبلته.. تأملني دون
باغو بذهول ثم باعتذار وهمس برقة
" كاتي..
أنا آسف صغيرتي.. لا أعرف ما أصابني.. لا تنظري إليّ بهذه الطريقة.. أرجوكِ حوريتي
الجميلة لا تتأملنني بتلك الطريقة وكأنني وحش.. أعتذر.. أنا لــ.. "
كنتُ فعلا أنظر
إليه بخوف.. لا بل بخوفٍ عميق.. ليس منهُ طبعاً بل بسبب مشاعري اللعينة.. وقبل أن
يُكمل كلامه استدرت وركضت باتجاه الحمام وأغلقت الباب وأقفلته بالمفتاح وسقطت على
الأرض أرتجف من مشاعري نحو الدون..
سمعتهُ يطرق
الباب وهو يهتف بقلق وباعتذار
" كاتي..
افتحي الباب أرجوكِ.. سامحيني كاتي.. لم أقصد إخافتكِ.. أنا أعتذر.. لو سمحتِ
افتحي الباب... "
لكنني كنتُ
جامدة في جلستي على الأرض ودفنت رأسي بين ساقاي ولوقتٍ طويل كنتُ أرتعش بسبب
مشاعري نحو الدون بينما هو لم يتوقف عن طلب السماح مني وبأن أفتح له الباب...
بابلو**
عندما دخلت
برفقة السيد بيلاتشو إلى قصر الدون باغو بالوفا انتظرتهُ في الطابق الأرضي وشعرت
بالأسف على رؤيتي للخدم يبكون بخوف رغم أنني كلمتهم وطلبت منهم أن لا يخافوا وبأننا
لن نؤذي أحد..
وبينما كنتُ
أنتظر السيد سمعت رنة هاتفي.. سحبته بسرعة ورأيت رقم رئيس الحرس في شركة السيد..
تلقيت المكالمة وما أن وضعت هاتفي على أذني حتى سمعته يُكلمني بتوتر قائلا
( سيد بابلو.. أعتذر
لأنني اتصلت بك في هذا الوقت المُبكر.. ولكن هناك أمر يجب أن تعرفهُ شخصيا.. في الأمس
سجلت كاميرات المراقبة في مستودع الشركة شيئا غريبا.. هناك شخص دخل إلى الشركة
وبالتحديد إلى المستودع وتم سرقة عينتين من الدماء من البراد الخاص.. وعندما طلبت
من المُراقب تحديد وجه السارق تبين لنا بأنها الأنسة كتالينا بيلاتشو.. وفور
معرفتي بذلك قررت أن أتصل بك على الفور وإعلامك شخصيا.. في الحقيقة شعرت بالخوف
بأن أتصل بالسيد بيلاتشو وأخبره بذلك.. لذلك رأيت من الأنسب أن أتصل بك أولا )
عقدت حاجباي
ونظرت أمامي بذهول وفكرت بدهشة كبيرة.. لماذا الأنسة الصغيرة كتالينا ستدخل خلسة
إلى مستودع الشركة وتأخذ عينتين من الدماء؟!.. هل هي مُصابة؟!.. شعرت بالقلق
الشديد عليها وسألته بسرعة
" ما هي
فئة الدماء التي أخذتها؟.. وهل ظهر لك في الكاميرات بأنها مُصابة؟ "
أجابني بسرعة
قائلا بأن الأنسة لا تبدو مصابة ثم أخبرني عن فئة الدم التي أخذتها.. انتابني الشك بسرعة
وبدأت بتحليل تصرفاتها الغريبة.. تنهدت بعمق وقلتُ له بأمر
" لا تتصل
بالسيد بيلاتشو.. لا داعي لتزعجه بهذا الموضوع.. فأنا من طلب من الأنسة بجلب هذه
العينتين إذ كان لدينا حارس مصاب.. وأنتَ تعرف كم الأنسة تُحب اللعب والتسلية لذلك
دخلت خلسة إلى الشركة "
ثم شكرته لأنه
اتصل بي وانهيت المكالمة واستدرت وصعدت إلى الطابق العلوي لأرى بنفسي إن وجد السيد
بيلاتشو كتالينا هنا.. يجب أن أحميها بسرعة قبل أن يقتلها.. لكنني شعرت بالدهشة
عندما خرج فجأة أمامي وبمفرده..
رافقته إلى
الخارج وحاولت أن أكون هادئ أمام السيد ولا أجعلهُ يشعر بتوتري.. وعندما وصلنا إلى
القصر لم أستطع التوقف عن التفكير بالصدفة العجيبة التي حدثت في الأمس.. أصبحت متأكداً
الآن بأن كتالينا هي من أنقذت دون باغو بالوفا من يدين لوديس الحقير.. ولكن لماذا
فعلت ذلك؟!.. هل لتنتقم من السيد مونرو؟!!.. لا.. لا أظن ذلك..
لم أتوقف للحظة
عن التفكير بأسباب الأنسة كتالينا وسرقتها للعينتين.. وبعد مرور أسبوع كامل على تلك الحادثة كنتُ في مكتبي كالعادة أُفكر بشرود بالأحداث التي حصلت منذ أسبوع.. توقفت عن التفكير عندما
سمعت صوت صرخات الحراس وصوت تحطم عنيف وبعدها سمعت صرخة السيد بيلاتشو الغاضبة
داخل القصر..
وقفت بسرعة
وهمست بقلق
" إلهي..
الأنسة بانبي هربت.. سيقتلها السيد الآن "
ركضت مُسرعا
إلى الخارج ورأيت السيد يقود سيارة رباعية الدفع مُصفحة خاصة للحراس وغادر مُسرعا..
نظرت بذهول إلى البوابة المحطمة ثم هتفت بأمر
" جوفاني..
اجلب سيارتي بسرعة.. تحرك "
ركض الحارس
جوفاني وجلب سيارتي.. وما أن أوقفها أمامي فتحت باب السائق وقلتُ له بأمر
" تنحى
إلى المقعد الثاني.. تحرك بسرعة "
جلس بسرعة في
المقعد المجاور للسائق وهنا صعدت إلى السيارة وقدتُها بسرعة أتبع السيد بيلاتشو لأنقذ
الأنسة بانبلينا من غضبه.. ولكن عندما وصلت تلقيت صدمة كبيرة من تصريح الهادئ
للأنسة بانبلينا بأنها زوجة السيد مونرو.. ولكن ما حدث بعدها لم أتوقع حدوثه
أبدا..
بانبلينا**
أغمضت عيناي ودُست
بقوة على الفرامل وسمعت صوت ارتطام عنيف جعلني أرتعش بجنون.. وبسبب خوفي اللعين لم
أفتح عيناي عندما سمعت صوت خبطة على الصندوق الأمامي للسيارة ثم سمعت صوت رجل غريب
يهتف بغضب
" لقد
حطمتَ شاحنتي.. هل فقدتَ عقلك؟.. هاي.. أنت.. أنا أتكلم معك.. ألا تسمع أيها
اللعين.. "
بلعت ريقي بقوة
وهمست بسعادة
" أنا لم
أمُت.. ما زلتُ على قيد الحياة "
ولكن فكرت
بدهشة.. لماذا هذا الرجل الغاضب يُكلمني بصيغة المذكر؟!!
سمعت صوت طلقة
نارية فانتفضت بعنف في مكاني وأنين مُرتعب خرج من حنجرتي.. سمعت ذلك الرجل يهتف من
جديد ولكن بذعر
" هل أنتَ
مجنون؟.. كدتَ أن تُصيبني يا رجل "
وهنا اقشعر
بدني بكامله عندما سمعت صوت الأسد الغاضب وهو يقول بغضب أعمى
" إن
تفوهتَ بحرفٍ آخر هذه المرة رصاصتي ستكون في وسط فمك القذر "
ارتعشت برعب
وهتفت بداخلي بفزع لا حدود له.. إنه هناااااااااااااا.. سيقتلني.. سأموت.. سأموت..
وهنا انفتح الباب
ويد أمسكتني بمرفقي وجذبتني بعنف لأقف على قدماي خارج السيارة وبدأ جسدي يهتز بجنون
وسمعت بذعر مونرو بيلاتشو يهتف بغضبٍ كاسح
" أيتُها
اللعينة والغبية.. لقد ألحقتِ ضرراً كبيراً في سيارتي الجميلة.. كيف تجرأتِ على
الهروب وقيادة سيارتي.. ااااااااااعععععععععع.. سأقتلكِ.. سأقتلكِ بنفسي والآن
"
توقفت عن هزي
وهنا فتحت عيناي ورغم خوفي منه طلبت منه أن يأخذ كل ما أملكهُ ويشتري سيارة جديدة
له ويدعني أرحل بسلام..
كانت فكرتي
سيئة جداً وهذا واضح إذ اشتعل أكثر من الغضب وشعرت بأنهُ على وشك قتلي فعلا.. وبدأ
يُخبرني بحقد بأنه يرغب بقتلي ولا يريد أموالي.. وهذا مؤلم لأنني لا أستطيع رشوتهُ
بأموال والدي ليدعني أعيش بسلام بعيداً عنه..
ثم لماذا
ينعتني بالغبية؟!.. أنا لستُ غبية بل هو.. هو الغبي لأنهُ صدق ريكو اللعين..
تأملته بنظرات
مُرتعبة بسبب نظراتهِ الحاقدة لي وظننت بأنهُ عرف ما أُفكر به الآن.. وما أن فتحت
فمي لأعتذر منه سمعت بابلو يهتف بقلق
" بانبي..
مونرو.. أنتما بخير؟ "
تنهدت براحة
تامة عندما رأيت بابلو أمامنا.. لقد أنقذني فعلا من الموت الآن..
ولكن فجأة سمعت
صوت سيارة تقترب ثم صوت فرامل وبعدها سمعت صوت باب ينفتح وخطوات تقترب ثم سمعت صوت
امرأة تهتف بقلق
" سيد
مونرو.. أنتَ بخير؟ "
التفت بسرعة
ورأيت بذهول فتاة جميلة جداً ترتدي فستان أسود أنيق للغاية تتأمل السيد مونرو
بنظرات قلقة ثم رأيت نظراتها تستقر على يديه الممسكة بـ كتفاي ثم استقرت نظراتها
الحاقدة بوضوح على وجهي
كانت نظراتها
الحاقدة لي واضحة وضوح الشمس.. تأملتُها ببرود ورفعت رأسي بشموخ وبادلتُها نظراتها
الحاقدة بنظرات حادة باردة..
لا أعرف لماذا
لم أشعر بالراحة نحو تلك الفتاة.. بل لم أُحبها بتاتا.. لم تعجبني مُطلقا.. في
الحقيقة كرهتُها دون سبب ودون أن أعرف اسمها.. انتهى الموضوع لقد كرهت هذه الفتاة
بسبب نظراتها لي وللسيد مونرو.. ويبدو واضحاً لي بأنها تعرفه جيداً..
تعجبت فعلا من
نفسي.. ولم أفهم سبب تفكيري الغريب وكُرهي لهذه الفتاة الغريبة.. لكن إحساس قوي
بداخلي أخبرني بأنها تهديد كبير عليّ..
فجأة أبعدت تلك
الفتاة نظراتها عني لتستقر على السيد وسمعتُها تسأله بوقاحة وبنبرة هادئة
" من هذه
الفتاة سيد بيلاتشو؟ "
وهنا تأكدت من
وقاحتها بأنها على معرفة مسبقة بالسيد مونرو.. وهذه المعلومة لم تُعجبني بتاتاً..
ولا أعرف فعلا ما أصابني إذ بذهول تام سمعت نفسي أُجيبها
" أنا
بانبلينا بيلاتشو.. زوجة السيد مونرو بيلاتشو "
تباً.. ما الذي
فعلته للتو؟!!!.. سيقتلني الآن..
"
زوجتُك؟!!!.... "
"
زوجتُك؟!!!!!!!.... "
سمعت بابلو و تلك
الفتاة يهتفان مع بعض بصدمة كبيرة وهنا رأيت بذعر الأسد بيلاتشو تحتقن عينيه واشتعلت
بالغضب ولهيب من نار قذفتها عينيه باتجاهي.. وسمعتهُ برعب يهمس بفحيح بصوت لم
يسمعهُ سواي
" أنتِ في
ورطة كبيرة جداً.. ورطة كبيرة كاللعنة.. ورطة لعينة سافلة حقيرة قذرة كبيرة..
سأقتلكِ من دون شك اليوم "
بلعت ريقي بفزع
وتأملتهُ بذعر لا يوصف ولكن قبل أن أطلب منه السماح رأيت بذهول تلك الفتاة تركض
لتقف أمامنا وصوت صفعة عنيفة ملأت أرجاء السماء..
توسعت عيناي
بذعر ولا أعرف شهقتي أم شهقة بابلو كانت الأكبر وصدح صداها عاليا على الطريق..
ارتعش جسدي بعنف عندما رأيت مونرو بيلاتشو يرفع ذراعه اليمنى وتحسس خده مكان
الصفعة..
ولدهشتي
الكبيرة ظل واقفا بهدوء بينما كان ينظر إلى تلك الفتاة بنظرات مُحترمة هادئة..
نظرت إليه
بصدمة كبيرة ثم إلى تلك الفتاة وسمعتُها تهتف ببكاء وهي تهجم على مونرو وتضربه
بكلتا يديها على صدره
" أيها
الكاذب والحقير.. لقد خدعتَ شقيقتي وأوهمتها وأوهمت الجميع بأنك تُحبها بجنون..
بسببك أنت هي خسرت حياتها وماتت لتحميك من تلك الرصاصة القاتلة.. شقيقتي ماتت
بسببك أيها الحقير والخسيس.. وأنت أيها القذر تزوجت بسرعة بعد وفاتها بشهر فقط..
أكرهُك.. أكرهُك.. أكرهُك بجنون لأنني بسببك خسرت شقيقتي رالبيكا.. حقير وقذر
وخسيس وسافل.. "
توقفت عن ضربه
ورأيتُها تضع رأسها على كتفه وهي تبكي بجنون وترتعش من رأسها إلى أغمص قدميها..
استقرت نظراتي بذهول على يدين مونرو تحتضنان برقة تلك الفتاة وسمعتهُ يهمس لها
بألم وهو يُعانق تلك الحقيرة
" اهدئي
لو سمحتِ إيميليا.. أنا لم أكذب على أحد.. رالبيكا كانت وستبقى حُب حياتي وإلى
الأبد "
تسارعت أنفاسي
وشعرت بألمٍ شديد في صدري.. لا أعرف لماذا انتابني الحزن لسماعي لكلماتهِ تلك..
الآن حتى فهمت
من تكون هذه الفتاة.. إنها شقيقة رالبيكا حبيبة السيد التي توفيت بسبب ريكو.. ولكن
إحساسي الأنثوي أخبرني بأن هذه الفتاة المدعوة إيميليا مُعجبة بالسيد مونرو.. وهذا
الإحساس لم يُعجبني بتاتاً.. بل مطلقا..
رأيتُها تبتعد
عن السيد وصفعة ثانية تلقتها وجنتهُ اليمنى وسمعت إيميليا تهتف بنبرة هستيرية
بوجهه
" كاذب
ومُخادع.. أنتَ حقير.. بسببك رالبيكا خسرت حياتها لتعيش أنت.. وماذا فعلت من
أجلها ومن أجل تضحيتها لك؟.. تزوجتَ بسرعة بعد وفاتها.. أكرهُك بجنون و... و..
اوووه... "
تأوهت فجأة في
النهاية ورأيتُها تضع يدها على رأسها ثم أغمضت عينيها وسقطت على صدر مونرو غائبة
عن الوعي..
توسعت عيناي بذهول
عندما أمسكها السيد قبل أن تقع على الأرض وهتف بقلق
" إيميليا..
إيميليا.. اللعنة.. "
رفع جسدها
بكلتا يديه وحملها بخفة ثم نظر إليّ بنظرات شريرة مُرعبة وهمس بفحيح
" عقابكِ
سيكون كبيراً اليوم أيتُها اللعينة "
بلعت ريقي برعب
بينما كنتُ أرتجف بفزع أمامه وسمعتهُ يهتف بأمر لـ بابلو
" خذها من
أمامي وارميها في الغرفة الحمراء.. وإياك بابلو أن تخلف أوامري.. أولا اتصل
بالرجال ليأخذوا سيارة إيميليا إلى القصر.. وسيارتي البوغاتي ارسالها إلى الشركة ليتم
تصليحها.. وهذه اللعنة خُذها من هنا وضعها في الغرفة وإلا أحرقتُها أمامك "
نظرت إلى الأسد
المجنون بفزع لكن فجأة انتبهت بأن تلك الحقيرة إيميليا فتحت عينيها قليلا ونظرت
إليّ بكُره ثم ابتسمت بخبث..
شهقت بقوة
ورفعت يدي ووجهت اصبعي السبابة نحوها وهتفت بقوة
" هي لم
تغب عن الوعي.. إنها كاذبة.. لقد فتحت عينيها وابتسمت بخبث.. صدقني أرجوك "
نظر مونرو
بيلاتشو إليّ بدهشة ثم أخفض رأسه وتأمل وجه إيميليا لكن الخبيثة كانت قد أغمضت
عينيها وادعت الإغماء..
انتفضت بذعر
عندما هتف الأسد بيلاتشو بغضب أعمى عليّ
" اخرسي
أيتها الحقودة.. لا أريد سماع لعنتكِ وأكاذيبك مرة أخرى.. وإياكِ أن تقتربي من
إيميليا وإلا قتلتكِ بنفسي ولن اهتم بأنكِ ابنة البروفيسور حينها "
ترقرقت الدموع
في عيناي بينما كنتُ أنظر إليه بخوف وسمعته يهتف بحدة على بابلو
" خذها من
أمامي في الحال وإلا أحرقتُها أمامك "
هتف بابلو
لحارس يدعى جوفاني كان برفقته وأمره ليبعد سيارة البوغاتي ويأخذها إلى الشركة
بسرعة..
نظرت بألم إلى
مونرو بيلاتشو ورأيتُه بحزن يضع تلك الكاذبة في المقعد المجاور للسائق في السيارة
الرباعية الدفع ثم وضع لها برقة حزام الأمان وبعدها أغلق الباب ومشى باتجاه باب
السائق والتفت ونظر إليّ بنظرات قاتلة متوعدة وفتح الباب وجلس على المقعد خلف المقود
وأدار المُحرك وقاد بسرعة باتجاه القصر..
" أنتِ
بخير سيدتي؟ "
انتفضت بفزع
عندما سمعت بابلو يهمس بقلق بتلك الكلمات.. أبعدت نظراتي عن الطريق وتأملتهُ بقهر
ثم انفجرت بالبكاء كطفلة صغيرة وقلتُ له بمرارة
" صدقني
بابلو أنا لستُ بكاذبة.. لقد رأيتُها تفتح عينيها ونظرت إليّ بكره ثم ابتسمت
بخبث.. هي لم تغب عن الوعي صدقني.. أنا لستُ بكاذبة.. صدقني أرجوك "
حضنني بابلو
برقة وربتَ على ظهري بخفة وقال بنبرة هادئة
" لا تبكي
سيدتي.. صحيح أنني لم أراها بنفسي تفعل ذلك لكنني أُصدقكِ "
توقفت عن
البكاء ثم رفعت رأسي ونظرت إليه بدهشة وسألته من بين شهقاتي
" حقاً بابلو!!..
أنتَ فعلا تُصدقني؟!! "
تأملني بنظرات
حنونة قائلا
" نعم سيدتي..
أنا طبعاً أُصدقكِ "
مسحت دموعي عن
وجنتاي وابتعدت عنه وشكرتهُ بخجل.. ثم سألتهُ بألم
" هذه
الفتاة هي فعلا شقيقة حبيبة السيد الراحلة؟ "
تأملني بابلو
بنظرات هادئة وأجابني
" نعم
سيدتي.. الأنسة إيميليا هي شقيقة المرحومة رالبيكا.. ولا تُسيئي الحُكم على السيد
مونرو.. فهو يُعامل الأنسة إيميليا باحترام لأنها أمانة من الأنسة رالبيكا.. فقبل
أن تلفظ أنفاسها الأخيرة المسكينة طلبت منه أن يهتم بشقيقتها إيميليا "
هززت رأسي
مُتفهمة ثم قلتُ له بحزن
" لكن إيميليا
يُعجبها السيد مونرو.. يبدو ذلك واضحاً عليها ومن نظراتها الحاقدة لي "
ساد الصمت
للحظات ثم سمعت بابلو يقول بنبرة جامدة
" لكنكِ
زوجة السيد.. وعلى الأنسة إيميليا أن لا تنسى ذلك "
نظرت إليه
بسعادة ولكن تجهم وجهي بسرعة وقلتُ له بأسى
" صحيح
أنا زوجته.. ولكنه تزوجني رغماً عنه وبالقوة.. لقد نفذ وصية والدي مُرغما.. السيد
يظن بأنني كنتُ عشيقة ريكو الحقير والقذر.. ولكن أُقسم لك بابلو بحياتي بأنني لم
أسمح له أو لشقيقه القذر كاسترو بلمسي أبداً.. أنا لم يلمسني ذلك الحقير.. أنا من
المستحيل أن أكون عشيقة من قتل والدي وسجنني لديه ليسرق أموال والدي.. صدقني بابلو
أرجوك "
انهرت بالبكاء
بشكلٍ هستيري وهنا حضنني بابلو وقال بحزن
" بالطبع
أعرف بأنكِ بريئة.. وبأنكِ من المستحيل أن تُحبي من قتل والدكِ أمامكِ.. لكن السيد
مونرو الآن يُعميه الحقد والحزن والغضب.. أصبري عليه قليلا سيدتي وسيفتح قلبهُ لكِ
عندما ينسى "
لم أُجيبه بل
رافقته إلى السيارة بسرعة وجلست في المقعد الأمامي إذ رأيت سيارات قادمة رباعية
الدفع ومُصفحة تتجه نحونا.. توقفت تلك السيارات بجانب سيارة بابلو ورأيته يتكلم مع
الرجال وعرفت بأنهم من رجال مونرو..
لحظات قصيرة
وقاد بابلو سيارته باتجاه القصر..
كنتُ أرتعش
بفزع عندما رافقني بابلو إلى الأسفل باتجاه القبو وتم فتح ذلك الباب الأسود
العملاق أمامي وأدخلني بابلو إلى تلك الغرفة المُخيفة..
بكيت بفزع
أمامه وقلتُ له برجاء
" لا
تتركني هنا بابلو.. سيجلدني من جديد.. ظهري ما زال يؤلمني بسببه.. أنا لم أتعافى
لغاية الآن بسبب جلداته تلك.. أرجوك بابلو ســـ.. "
توقفت عن
التكلم وارتعشت بفزع عندما دخل مونرو بيلاتشو إلى الغرفة وهو لا يرتدي سوى سروال
بدلته الرسمية فقط ويضع حزام من الجلد على خصره..
وقف أمامنا وتأملني
بنظرات كارهة وهتف بحدة وبأمر لـ بابلو
" يمكنك
الانصراف الآن بابلو.. تحرك "
لكن بابلو وقف
جامدا أمامه وقال له بنبرة هادئة
" سيدي
أنا لـــ.... "
لكن بابلو خرس
بسرعة بسبب نظرات مونرو الحادة والغاضبة له
ارتعش جسدي
بعنف عندما قال مونرو بفحيح وبنبرة تحذيرية
" قلتُ لك
انصرف بابلو.. وعليك تنفيذ ذلك وبسرعة.. غاااااااااادر... "
تأملني بابلو
باعتذار ثم غادر الغرفة ورأيت بفزع مونرو بيلاتشو يُغلق الباب من اللوحة
الإلكترونية ثم استدار وتقدم ببطء باتجاهي..
بدأت بذعر مع
كل خطوة منه أبتعد ببطء إلى الخلف حتى ارتطم ظهري بالحائط.. رأيتهُ من بين دموعي
المنهمرة يبتسم بخبث وهو يفك الساعة عن معصمه ويضعها على الطاولة بجانبه وتابع
التقدم ببطءٍ شديد باتجاهي..
"
ااااععععععععععععععععه.... "
صرخة مرعوبة
ومتألمة خرجت من فمي عندما وقف أمامي وجذبني من خصري إليه وطحن أصابعه في خصري
بعنف جعلني أتألم بشدّة وأصرخ بألمٍ رهيب وبخوف..
التصق صدري
بصدره وموجة ساخنة ضربت جسدي بفعل احتكاك جسدينا ببعضهما.. احترقت أناملي عندما
لمست صدره العاري.. وكف يدي أصبح ساخنا كأنني أضعه على مقلاة حامية..
ارتعشت بجنون
في حضنه عندما همس بخبث في أذني
" هل
أعجبكِ الوضع الآن بانبي؟!.. أحببتِ احتضاني لكِ؟ "
رفعت رأسي
ونظرت إليه من بين دموعي بغباء.. لم أفهم ما يحاول قوله لي.. أو لم أفهم ما
يقصده.. فشهقت بقوة وقلتُ له بخوف وببراءة تامة
" أنتَ
تُخيفني سيدي.. أرجوك ابتعد عني ودعني أذهب.. أنا أعتذر.. صدقني لم أقصد إغضابك
والاعتراف لتلك الفتاة بأنني زوجتك.. كانت زلة لسان مني و... ااااااه... "
شهقت بألم
عندما أمسكني من خصلات شعري ورفع رأسي عالياً ونظر بحقد لا يوصف في عمق عيناي وقال
بفحيح من بين أسنانه
" أولا
أيتُها الأفعى تهربين من هنا.. ثم سرقتي سيارتي الجميلة ودمرتها ودمرتِ البوابة
الخارجية في قصري.. وبعدها كدتِ أن تتسبي بموتي وموتكِ أيتُها الحمقاء.. وبعدها
اعترفتِ بكامل برود أعصاب أمام إيميليا و بابلو بأنني تزوجتكِ أيتُها العاهر..
اللعنة كم أرغب بقتلكِ الآن وقطع رأسكِ.. ولكن الشيء الوحيد الذي يمنعني عن فعل
ذلك هو والدكِ ووصيتهُ لي.. كم أكرهكِ أيتُها المحظوظة واللعينة "
ثم ابتسم بحقد
وقرب وجهه مني وشعرت بأنفاسهِ الدافئة تداعب وجنتاي برقة.. حبست أنفاسي بداخلي
وتأملتهُ بنظرات مُرتعبة خائفة بينما قلبي كان على وشك الخروج من صدري..
اتسعت
ابتسامتهُ الخبيثة والمُخيفة وسمعته بذعر يهمس بنبرة مُخيفة قائلا
" لنرى
الآن إن كان فعلا جسدكِ جميلا كما في الصور التي التقطها حبيبك ريكو لكِ وأنتِ
عارية على فراشه "
توسعت عيناي
بذعر وقبل أن أفتح فمي وأُخبره بأنني بريئة ولم يلمسني ريكو أبداً شعرت بجسدي يُقذف
بعنف بعيداً لأقع بقوة على الأرض أمام السرير المُخيف.. شهقت بألم لأن ظهري ارتطم
بعنف على الأرض وشعرت بالجروح به تؤلمني..
حاولت الجلوس
ولكن تجمدت برعب عندما رأيت الأسد المُخيف يقترب مني وهو يمسك بيده اليمنى حبل
صغير بوسطه كُرة صغيرة أو طابة مستديرة
صغيرة حمراء اللون..
وقبل أن أتحرك
جلس على قدماي ودفعني بعنف إلى الخلف لأشهق بألم بسبب الجروح في ظهري.. فمنذ جلده
لي بذلك السوط لم تلتئم الجروح في ظهري..
نظرت إليه بفزع
وأنا أبكي بخوف لا مثيل له.. رأيتهُ ينظر إلى فمي وهو يبتسم بخبث..
"
ااااععععععععععه.. أرجوك دعني.. سيدي أرجوك.... "
هتفت بألم
وبخوفٍ شديد عندما أمسك خصلات شعري بيدهِ اليسرى ورفعني بعنف عاليا ونظر إلى فمي
بسخرية وقال بحقد
" شفتيكِ
جميلة لكنها بالنسبة لي مُقرفة وطعمها قذر للغاية.. ما زلتُ أتقيأ كلما تذكرت قبلة
زواجنا عزيزتي.. اللعنة كم أنتِ مقرفة.. وأنا أكره القذرات أمثالكِ.. وصوتكِ مزعج
جدا يا زوجتي العزيزة "
رأيتهُ يُحرك
يدهُ اليمنى وأدخل ذلك الخيط السميك في رأسي وسحبه إلى الأسفل ثم ضغط بعنف فكي
بأنامله لأفتح فمي وأصرخ بألم ولكن صرخاتي كُتمت عندما أدخل تلك الكُرة الصغيرة في
فمي..
نظرت إليه بعدم
الفهم وحاولت رفع يدي وأُخرج تلك الكرة من فمي لكن الأسد أمسك عنقي بقبضته وضغط
عليه بقوة حتى انقطعت أنفاسي وشعرت بأنني أختنق..
سالت دموعي
أضعافاً بينما كنتُ أنظر إليه بفزع وأنا على وشك الموت خنقاً.. تأملني بنظرات
مُستمتعة وقال بفحيح مُرعب
" إن
حركتِ يديكِ وحاولتِ إزالة هذه الكرة من فمكِ القذر سأقطع يدكِ من المعصم أيتُها
العاهرة.. فهمتِ؟ "
أومأت لهُ
موافقة بفزع دون أن أتوقف عن البكاء للحظة.. ابتسم برضا تام وقال بنبرة هادئة
" والآن
حان الوقت لأستمتع بمُعاقبتكِ على طريقتي الخاصة.. وحان الوقت لأرى إن كان جسدكِ
فعلا جميلا كما ظهر في الصور "
انهمرت دموعي
أضعافاً على وجنتاي عندما حرر عنقي من قبضته وحاولت التنفس بقوة لأجعل الهواء يدخل
إلى رئتاي.. أغمضت عيناي بألم عندما رماني على الأرض وشعرت به يمسك قميصي من كتفاي
ثم سمعت بذعر صوت تمزق القماش..
فتحت عيناي
بذعر ورأيتهُ بفزع يُمزق ثيابي كلها ثم ملابسي الداخلية وسحب القماش الممزق بعنف
وصرخة مكتومة خرجت من فمي عندما شعرت بجلد ظهري ينسلخ من جديد..
حاولت ضربه
بكلتا يداي وأنا أبكي بهستيرية لكنه فجأة وقف وأمسكني من كتفاي ورفعني بسهولة
ورماني بعنف على السرير لأتسطح على معدتي..
وقبل أن أتحرك
شعرت بثقل جسدهِ الضخم على ساقاي وأمسك بذراعي اليمنى ورفعها عاليا وسمعت بذعر صوت
قفل وحديد يتحرك.. التفت بسرعة ورفعت رأسي ورأيتهُ بذعر يُكبل معصمي بأصفاد حديدية
مُعلقة على السرير.. ثم كبل معصم يدي اليسرى..
كنتُ خائفة
للموت.. خائفة للموت منه وأنا أُفكر بما سيفعله بي.. فجأة وقف وابتعد عن السرير
وبعد لحظات عاد وجلس على طرف السرير ورفع رأسي بعنف من خصلات شعري وأجبرني على النظر
إليه..
كان يتأمل
دموعي الحارقة باستمتاع كبير.. ورأيتهُ يبتسم بسعادة وهو يتأمل دموعي ومدى خوفي الكبير
منه.. أخفض رأسه إلى مستوى رأسي ونظر في عمق عيناي الباكية وقال بمتعة
" دموعكِ
تُعجبني جداً.. فهي تجعلني أستمتع أكثر بتعذيبكِ أيتُها اللعينة.. "
قهقه بمرح
عندما شاهد دموعي تسيل أكثر على وجنتاي وقال بخبث
" لقد
جلبت هدية لكِ.. أنتِ تعلمين بأنني أقرف لمسكِ ومن المستحيل أن أُضاجع عاهرة
مثلكِ.. بل من المستحيل أن ألمس امرأة من بعد حبيبتي رالبيكا.. لذلك قررت أن
أُعاقبكِ على طريقتي الخاصة.. قررت أن أستخدم أدواتي السادية لتعذيبكِ "
كنتُ أحترق
رُعباً منه وجسدي يرتعش بجنون على هذا السرير البارد.. ولم أكن صدقاً أفهم ما معنى
سادية..
رأيتهُ يبتسم
باستمتاع ثم رفع يده اليمنى وشهقت بغصة وبصوتٍ مكتوم بسبب تلك الكرة في فمي عندما
شاهدت بذعر ما يحملهُ بيده..
توسعت عيناي
بصدمة كبيرة وشحب وجهي بجنون عندما قال بسخرية
" طبعاً
تعرفين ما هذا الشيء الذي أحملهُ في يدي.. إنهُ عضو ذكري بحجم كبير.. وهزاز كذلك..
ولكن للأسف هو اصطناعي.. عليكِ أن تتقبليه لأنني من المستحيل أن أضاجعكِ في يوم من
الأيام أيتُها العاهرة "
ثم تأملني
بنظرات حاقدة وقال بقرف
" ربما
فتحة مؤخرتكِ اشتاقت لمُضاجعة عضو ذكري.. فحسب معلوماتي ريكو كان يعشق المضاجعة من
الخلف.. وطبعا مارس تلك الوضعية القذرة معكِ.. فهو يعشق القذرات لأنهُ قذر وأنتِ
كذلك عزيزتي قذرة مثلهُ تماما "
ثم أخفض رأسه
وهمس بأذني بحقد
" وجسدكِ
فعلا جميل كما في الصور التي التقطها لكِ ريكو.. وهذا العضو الذكري سأضعهُ في فتحة
مؤخرتكِ دون أي مزلق عزيزتي.. تحملي قليلا الألم الليلة "
رأيته يستقيم
بجلسته وشعرت بكف يدهِ البارد يلمس مؤخرتي.. رفعت رأسي وبدأت أهزه بعنف وأحاول
الصراخ والرفض والطلب الرحمة منه ولكن فجأة صرخة عميقة متألمة.. مجروحة.. قاسية..
مُعذبة.. مكتومة.. صرخة روح من أعماقي خرجت مكتومة من حنجرتي ولم تخرج من فمي بسبب
تلك الكرة.. صرخة روح تتعذب جرحتني وجرحت كياني عندما أدخل ذلك الشيء المُخيف في
مؤخرتي..
صرخة روح متألمة
قتلتني وأحرقت روحي بكاملها ومزقتني إلى نصفين عندما شعرت بذلك الشيء يقتحمني بعنف
ويُمزقني بالكامل..
هدير أنفاسي
وشهقاتي المتألمة وروحي المُحترقة كانت الوحيدة المسموعة في هذه الغرفة المُخيفة..
وصرخة ثانية..
صرخة روحي المتألمة خرجت مكتومة من فمي عندما شعرت بذلك الشيء يهتز بداخلي ويشطر
مؤخرتي إلى نصفين..
سقط رأسي بانهيار على الوسادة وأنين متألم ومجروح كان يخرج من حُنجرتي.. وصفعة عنيفة على
مؤخرتي شعرت بها من يد ذلك الأسد المجنون كانت كفيلة بجعلي أغرق بدموعي وروحي
المُحترقة.....
مسكينه بانبى حزينه لاجلها
ردحذفوشكرا هفونتى على البارت حبيبتي تسلميلي ايدك الجميله
أشكركِ يا قلبي
حذفوآسفة أحزنتكِ حبيبتي
ولكن سأعوضك قريبا
حرنت على بانبي هي مسكين ومظلومة بارت جميل جدا تسلم ايديك هافن
ردحذفآسفة أحزنتكِ يا قلبي
حذفأعدكِ سأعوضك قريبا
تسلم ايدك❤
ردحذفأشكركِ حياتي
حذفوربي انو مونرو حقير لدرجة ما تنوصف، يعني هو ظلم رالبيكا ودحين عم يظلم بانبي هم هي لو عنها كان يمكن افصل عنه رأسه🤣 هذا اذ قدرت... لكن جد ينرفز غبي لدرجة فضيعة معها حق بانبي...
ردحذفومسكين باغو ياخييي كيوووت😭 واخيرا كاتي بدت توقع بحبه كمان....
هافننن عن جد اشتقت لك كثيررر وصباحي ما في احلى منه لما بقرأ لك... وعن جد هل بارت مش مكفيني... أتمنى تكوني بخير قلبي واهلا بعودتكِ... ادري هل مرة حكيت مكس لهجات وعربي فصيح🤣😭🦋🖤
أجمل رسالة في هذا الصباح الجميل حبيبتي
حذفونعم يا قلبي للأسف مونرو أحمق وغبي نحو بانبي حاليا
وباغو اخ من باغو سيتعذب كثيرا بسبب الكابوس حبيبتي
مونرو المجنون غبي وبيرتكب نفس الخطأ للمرة الثانية والله بانبي مسكينه اتلقت العذاب الأكبر من الشخص إللي كان مفروض يكون امانها وحمايتها 😢😔مونرو هيندم ندم عمرو بس بعد مايفوت الأوان والغفران هيكون صعب يحصل عليه💔😢😢😢
ردحذفتسلم ايدك ياقلبي البارت كان مذهل دايما مبدعه وافكارك رووعه كالعاده♥️🤩♥️🤩🤩♥️🤩🤩♥️🤩♥️🤩⚘
أشكركِ جميلة قلبي
حذفومن يدري ما سيحدث مع مونرو وما سيفعله قريبا
سنرى ذلك
سوف تحبونه بجنون من جديد حياتي
مونرو الغبي يعيد اغلاطه الماضيه وي ريبيكا من جديد وي بانبي بس عندي احساس انو ما راح يكتفي بهجي شي راح يزيد جرعة التعذيب واكيد ايميليا ماراح تقصر راح تبث سمهه بأذنه وتذكره انو خان ريبيكا من تزوج
ردحذفتقريبا معكِ حق حياتي
حذفولكن هذه المرة سنرى عذاب من نوع آخر تماما
مونرو بعيد نفس أخطاء مع رالبيكا تجاه بنانبي المفروض يكون امانها رح بندم بس بعد ما يفوت الأوان ياريت انو بعد مده تخلي بانبي تتركو وتبعد عنو 🙂ويموت بحسرتو عليها غبي هالزعيم شكلو
ردحذفالغضب الآن يعمي عيونه وبصيرته
حذفولكن ليس لوقتٍ طويل
غبي مونرو كتير حرام بانبي بارت جميل جدا اشتقنا 🌹🌹🌹
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفرجعت وعلقت تاني عشان مشهد لي قالت فيه كاتي انها رح تقتصب ادون متت ضحك مبدعة كالعادة حبيبتي 😂😂😂
ردحذفههههههههههه أخيرا هناك من انتبه لذلك ههههههه دوم الضحكة حبيبتي
حذفكاتي سوف تعيشين الحب الحقيقي مع باغو.
ردحذفايميليا مزعجة جدا ومعك حق بانبي انها غير مريحة جدا وحقيرة وممثله بارعة.
مونرو مع الاسف انت غبي وسوف تكشف ذلك قريبا.
بانبي المسكينه عم تتعذب بدون سبب.
شكرا لكي على البارت كالعادة تحفة ❤
أحببت جدا ما كتبته حياتي
حذفاحسنت حبيبتي روووووعة...
ردحذفتسلمي يا قلبي
حذفمؤسف حال بانبي وحقير مونرو انا حقا كرهت شخصيته السادية المؤذية لا يمتلك اي قيم . شخصية مؤذية بامتياز اسفة عزيزتي هافن لكن قسوة المشهد زادت عن حدها المقبول و لا يمكن لامرأة أن ترضى بهكذا ظلم واذية ولا أعتقد أن لامرأة أن تحب رجل اذاها بهذا الشكل شخصية حقيرة لا تستحق ابدا .
ردحذفبانبي قوية وليست ضعيفة سوف تفاجئ الجميع قريبا
حذفو طبعا مونرو سبق وأخبرت الجميع بأنكم سوف تكرهونه في البداية ولكن لاحقا أتمنى أن لا تحزنوا مني بسبب ما سيحدث معه
يستحق كل ما سيحدث له أنا معك في كل ما تقرريه له من عقاب لكن اياك أن تجعلي نهايتهم حزينة اتمنى حقا أن تنتهي برفقة بعضهما البعض
حذف🤎🤎🤎🤎🤎
ردحذفحياتي
حذفواثقا في عقابك لمونرو هههه انا في الانتضار
ردحذف