رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. البارت حلو كتير تسلم ايدك ❤️🌹

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖حياتي شكرااااااااااااااا💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف
  2. الردود
    1. 😍😍😍🤗🤗🤗شكراااااااااااااااااا😘😘😘💗💗💗💓💓💓

      حذف
  3. كالعاده يجننننن عاشت ايدج 🤍

    ردحذف
  4. رائع جدا يا هافن البارت تحفه استمرى

    ردحذف
  5. بارت رائع كعادتك قرأت رواية الكونت شي ٥٠ مرة وكل مرة بيك 😭😭😭

    ردحذف
  6. البارت يجننن💗💗💗

    ردحذف
  7. روووعة حبيبتي دائمة المفاجآت تسلم ايدك 💝💝💝💖💖💖❤❤❤

    ردحذف
  8. مرحبا حبيبتي إذا مو ازعاج بدي بس اسأل عن رواية مركيز الشيطان ادل رح ترجع
    وشكرا بتمنالك كل التوفيق 🥰🥰

    ردحذف
    الردود
    1. بترجع يا قلبي.. اعتقد بعد رواية الكونت

      حذف
  9. ما أجمل كتابتك سلمت الانامل

    ردحذف
  10. رائع بس البارت القادم متى؟

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء

 

رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء



حبيبي بريء




أدلينا**



فتحت عيناي و أول ما رأيته هو وجه حبيبي.. نظرت إليه بدهشة وخفق قلبي لرؤيتي له نائم بجانبي.. فتحت فمي وهمست بصدمة

 

" بلاكيوس!!.. "

 

تعجبت لوجوده هنا نائم بجانبي وهو في كامل ملابسه.. نظرت إلى وجهه بسعادة ثم بدأت أتأملهُ كمراهقة لا تصدق بأن فتى أحلامها نائم بجانبها.. انخفضت نظراتي إلى الأسفل وتجمدت على يده الممسكة بيدي اليسرى وحدقت بصدمة كبيرة بها.. كان في أصبعه البنصر خاتم زواج.. وفورا حدقت إلى أصبعي ورأيت خاتم زواج في أصبعي البنصر أيضا...

 

" الخاتم.. خاتم الزفاف!.. إنه.. إنه في أصبعي؟!!!... "

 

حدقت بدهشة كبيرة في الخاتم بأصبعي وتوجهت نظراتي إلى الخاتم بأصبع بلاكيوس ثم رفعت رأسي وحدقت برعب بوجه بلاكيوس النائم وهمست بذهول

 

" لقد تزوجنا فعلا!!!!... يا إلهي!!!... "

 

ارتعش جسدي بعنف وفكرت بسعادة.. لقد تزوجنا.. تزوجنا!!!... تبا لهذا الحُلم ما أجمله.. أتمنى أن لا ينتهي أبداااااااا.. هتفت بداخلي وأنا أُلصق جسدي بجسد حبيبي ثم قبلت خدهُ بنعومة وحدقت إلى وجهه بعشق وهمست له بسعادة

 

" أتمنى أن لا أكون أحلم من جديد.. أحبُكَ جدا حبيبي الكونت.. كونتي الوسيم كم أعشقك "

 

أخفضت رأسي وقبلت ذقنه ثم ابتسمت بسعادة ووضعت رأسي على كتفه 


رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء


رفعت يدي ووضعتُها على صدره ونظرت إلى الخاتم بفرحٍ كبير ثم ابتسمت برضا تام وأغمضت عيناي....



بلاكيوس***

 

استيقظت لشعوري بقبلة على خدي الأيمن ولكن قبل أن أفتح عيناي سمعت أدلينا تهمس

" أتمنى أن لا أكون أحلم من جديد.. أحبُكَ جدا حبيبي الكونت.. كونتي الوسيم كم أعشقك "

 

خفق قلبي بقوة لدى سماعي لها تهمس بتلك الكلمات.. فتحت عيناي قليلا ورأيتُها تُقبل ذقني بخفة وفورا أغمضت عيناي وقررت أن أدعها تظن بأنني نائم..

 

تبا كيف لم أنتبه بإزالة الخاتم من أصبعها ومن خاصتي قبل أن أنام؟!.. لقد أردت فقط أن أراه في يدها من جديد.. بعد لحظاتٍ طويلة عندما انتظمت أنفاسها وارتخى رأسها ليُصبح أسفل عنقي تنهدت براحة..

 

" لقد نامت أخيراً... "

 

همست بهدوء ورفعت يدي اليمنى وبدأت أداعب شعرها الأحمر بأصابعي وأُبعد خصلات شعرها عن وجهها وهمست لها بنبرة حنونة..

 

" أدلينا يا زوجتي الجميلة.. أعدُكِ قريبا جدا سوف نعيش في سعادة وهناء طيلة العُمر أنا وأنتِ و توماسو وطفلنا القادم.. فقط اصبري عليّ لحين موعد الحفلة وكل شيء سوف يكون على ما يرام.. أعدُكِ جنيتي الحمراء "

 

وبغصة أبعدُتها عني قليلا ووضعت رأسها برفق على الوسادة وبحزن عصر قلبي نزعت الخاتم من أصبعها ثم قبلت جبينها برقة وابتعدت عنها ووقفت..

 

كنتُ أتأمل ملامح وجهها البريء وجمالها الفاتن وأنا أبتسم برقة.. ثم تنهدت بخفة ورغما عني خرجت من الغرفة وتوجهت إلى الأسفل.. أعطيت الخدم و كاميلا تعليمات مُشدد حتى ينتبهوا لها جيدا وأمرت الجميع بعدم البوح لها بأنني أتيت إلى القصر قبل الظهر ثم خرجت وأخذت حصاني وعُدت إلى القلعة...

 

وفور دخولي إلى القلعة رأيت ألكسندر يركض باتجاهي ثم وقف أمامي وكلمني بهمس وهو يلهث

" بلاك.. يجب أن نتكلم فورا على انفراد.. الموضوع جدا خطير "

 

نظرت إليه بقلق ثم أشرت له بيدي حتى يتبعني ومشيت بسرعة ودخلت إلى مكتبي ووقفت أمام مكتبي أنظر إلى ألكسندر وهو يُغلق الباب ويقترب ليجلس على الكُرسي أمامي ثم تنهد بقوة وقال

 

" اللورد فبيانو إستي هنا.. لقد أتى في الأمس وهو يريد رؤيتك لأمرٍ ضروري لكن... "

 

قاطعتهُ قائلا بدهشة وأنا أعقدُ حاجباي

" لورد فبيانو هنا في قلعتي؟!.. لكن لماذا أتى؟!.. "

 

ظهر القلق على وجه ألكسندر وقال بسرعة

 

" كنتُ على وشك إخبارك بالسبب بلاك لكنك قاطعتني.. لقد أتى برفقة بارون سانتينو فاسيلي.. فبيانو ينوي على تزويج لورا و بالقوة من ذلك الغبي سانتينو قريب فيرلا "


توسعت عيناي وهتفت بصدمة 

" ماذاااااااا؟!!... لكن لورا تُحب رومـــ... "

 

توقفت عن التكلم عندما انبهت بأنني كنتُ على وشك فضح سر لورا.. نظر ألكسندر إلى وجهي بغرابة وسألني بتعجُب

 

" لورا مغرمة برجل؟!.. بلاك هل تعلم من هو؟!.. لأن المسكينة رفضت الزواج من سانتينو لكن أنتَ تعلم كم فبيانو عنيد لقد حبسها المجنون في غرفتها وهو ينوي على تزويجها بالقوة.. لذلك قررت أن أُعلمُك قبل أن يراك فبيانو وتوافق على ذلك الزواج "

 

ومأت متفهماً ونظرت  بأسف أمامي وأنا أفكر.. تبا للحظ.. الجميع يظن بأنني ما زلت لا أتذكر الماضي.. كيف سوف أُساعد المسكينة لورا دون أن يكتشف أحد وخاصةً لورينزو و فيرلا بأنني استعد ذاكرتي؟!!..

 

" أين رومانو؟!.. "

 

سألت ألكسندر وبسرعة أجابني

 

" هو في جناحهِ الخاص.. لم يخرج منه اليوم.. يبدو بأنه سمع ما حدث مع والدهُ وشقيقتهُ وغضب لذلك لم يخرج "

 

مسكين رومانو.. عليه أن يعرف الحقيقة وفي أسرع وقت.. فكرت بخطة وتنهدت براحة عندما وجدت الحل المناسب لمشكلة لورا..

 

" بلاك.. أنا.. أنا أريدُ أن أُكلمك عن يولينا.. أريد أن أعترف لك بشيء "

 

نظرت إلى وجه ألكسندر وابتسمت له بخفة وقلتُ له

" ألكسندر.. لقد تذكرت الماضي كلهُ لا تنسى ذلك.. أنا أعلم بأنك تُحب يولينا كثيرا.. ما الشيء الجديد عنها تريدني أن أعرفه؟! "

 

حدق بخجل إلى عيناي ثم قال

" هي تُبادلني المشاعر بلاك.. يولينا تُحبني كما أحبُها "

 

ابتسمت بسعادة واقتربت منه ووضعت يدي على كتفه قائلا بفرح

" أخيرا صديقي.. لقد كنتَ تحلم بأن تُبادلك يولينا مشاعرك.. هذا خبر مُفرح.. متى الزفاف؟!.. "

 

أبعدت يدي عن كتفه ورأيت بقلق ملامحه تتجهم فسألته بسرعة بنبرة قلقة

" ألكسندر.. خير!!.. ما الذي يُقلقك؟!.. هل طلبتَ يدها ولم توافق؟!.. أخبرني... "

 

أغمض عينيه بقوة ثم فتحها وقال لي بسرعة

 

" بالعكس بلاك.. لقد وافقت بسرعة لكن.. لكن أنا.. لقد طلبتُ منها أن تُقسم لي بشرفها بأنها لن تُغير رأيها وبأنها سوف تكون لي إلى الأبد و.. فعلت.. لقد أقسمت لي بذلك "

 

" أوه... "

 

همست بذهول وأنا أُحدق بوجه ألكسندر بصدمة ثم رغما عني قهقهت بقوة.. تأملني ألكسندر بنظرات حانقة ثم هتف بغيظ


" بلاكيوس.. ما المُضحك في الموضوع؟!.. توقف عن الضحك لو سمحت "

 

ضحكتُ أكثر رغما عني بينما ألكسندر كان يُحدق بوجهي بغيظ وبحُنق شديد.. عندما هدأت نظرت إليه بأسف وقلتُ له

 

" لا تغضب ألكسندر.. لكنني لم أستطع أن أكتم ضحكتي.. أنتَ يائس صديقي.. يائس لدرجة أنكَ طلبتَ من المسكينة يولينا أن تُقسم لك بشرفها أنها ستكون لك إلى الأبد.. والآن يولينا المسكينة لا تعلم ما الذي أقحمت نفسها به؟.. "

 

تنهدت بقوة عندما رأيت نظرات ألكسندر الحزينة.. جلست على الكرسي المقابل له ونظرت إليه بجدية قائلا

 

" أنا أفهم سبب تصرفك هذا.. لكن يولينا لا تعلم ما يعني في مُجتمعنا أن تُقسم لك بشرفها على ذلك.. هي بسيطة و لا تعرف بالقوانين.. "

 

قاطعني ألكسندر قائلا بصوتٍ منخفض

 

" كنتُ خائف بلاك.. خائف.. ماذا لو غيرت رأيها؟!.. ماذا سأفعل لو أنها رفضتني بعد فترة؟!.. لذلك تصرفت بسرعة وطلبتُ منها أن تُقسم لي بشرفها.. و.. "

 

قاطعتهُ قائلا بهدوء

 

" لا تخف.. يولينا تُحبُك جدا.. لا أظن بأنها سوف تُغير رأيها.. سوف تكون لك قريبا و أعدُك بعد حفلة الخطوبة سوف أذهب شخصيا برفقتك وأطلب يدها للزواج منك من أمها كارين.. وحفلة الزفاف هدية مني لكما.. مبروك صديقي.. أتمنى لك السعادة الأبدية مع يولينا "

 

وقفت ثم وقف ألكسندر وهو يبتسم بسعادة قائلا

 

" أشكرُك بلاك.. لطالما وقفتَ بجانبي وساعدتني.. أنتً أخي بلاك.. أنتَ و نيكولاس لا تقدران بثمن.. وأنا جدا محظوظ لأنكما موجودان في حياتي.. خاصةً أنتَ بلاك "

 

نظرت إليه بحنية ثم عانقته عناق أخوي ثم ابتعد ونظرت إلى عينيه بخبث وقلتُ له

 

" أعلم ألكسندر.. لا داعي لشُكري أبدا..  ثم انتبه جيدا يولينا أصبحت بمثابة شقيقة لي لذلك إياك أن تجعلها تحزن.. فهمت؟ "

 

" يولينا بمثابة شقيقة لك؟!!.. منذُ متى؟!!!.. وكيف؟!!... "

 

هتف ألكسندر بصدمة لكنني ابتسمت لهُ بخفة ثم غادرت وأنا أضحك على شكل ألكسندر المصدوم دون أن أجيب على أسئلته.. ثم أمرت الخادم أن يطلب من فبيانو بالذهاب فورا إلى جناحي لأنني أرغب بالتكلم معه..

 

شعرت بالحزن لرؤيتي له مُرهق وحزين ومُتعب.. لطالما اعتبرت فبيانو بمثابة الأب الثاني لي.. هو حنون وطيب جدا وبسبب عشقه الكبير لابنه رومانو لا يستطيع أن يتقبل بأنهُ يُحب لورا.. صحيح لم يعترف لي بالحقيقة لكنني أعلم جيداً كيف يُفكر..

 

أما لورا المسكينة بعد ذهاب رومانو فجأة منذ ستة سنوات انهارت وأخبرتني الحقيقة كلها.. حاولت أن أُخفف عنها وأساعدها وأرسلت رسالة لـ رومانو حتى يعود لكنه رفض للأسف.. وطبعا كتمت سرها كما طلبت مني.. أما الآن على الجميع أن يعلم بالحقيقة حتى لو حزن فبيانو فـ لورا و رومانو يستحقان السعادة كما أن فبيانو لن يخسر رومانو بل سيظل بمثابة الابن له..

 

تنهدت بحزن عندما أخبرني فبيانو بأنهُ يريد أن يقيم حفل زفاف لورا على البارون سانتينو قبل خطبتي بيوم في القلعة لكنني أجبته

 

" لستُ مواقف.. "

 

عندما رأيت نظرات الدهشة على معالم وجهه تابعت قائلا بسرعة

 

" أعني أنا شخصيا أرغب أن يكون زفاف لورا ضخم وكبير.. أريدُ أن أُشرف بنفسي على ذلك.. لذلك سوف يتم تأجيله ليومين بعد حفلة خطوبتي ولن أقبل بالرفض فبيانو.. لذلك لا تعترض.. ثم أتمنى منك أن لا تُعامل لورا بتلك الطريقة في قلعتي.. أنا أعلم بأنك والدها ولك حُرية التصرف معها لكن ليس في قلعتي.. لن أوافق أبدا على أن تحبسها ولن أوافق أبدا أن تأخذها إلى قصر البارون فاسيلي.. لذلك سوف تُبعد الحُراس عن غرفتها وأيضا أعطني مُفتاح غرفتها حالا "

 

وقف فبيانو أمامي وقال باعتراض وبغضب

 

" كونت بلاكيوس.. لستُ موافق.. إنها ابنتي أنا.. لدي كامل الصلاحية بالتصرف معها كما أرغب وأريد.. لورا ارتكبت خطأ لا يمكن أن أُسامحها عليه لذلك سوف تبقى حبيسة في غرفتها حتى يوم زفافها.. إن لم توافق سوف أخذها كما أخبرتُك إلى قصر زوجها المستقبلي و.. "

 

اقتربت ووقفت أمامه ونظرت إليه ببرود قائلا بنبرة باردة مُقاطعا حديثه

" هل تعترض على اوامري لورد فبيانو؟ "

 

بلع فبيانو ريقه بقوة ثم أخفض نظراته إلى الأسفل وقال باعتذار وباحترام

 

" لا سيدي الكونت.. مستحيل أن أفعل.. لكنني أب.. أنا أب وعدت أبنائي منذ طفولتهم أن أهتم بهم وأحفظهم وأرعاهم.. "

 

توقف عن الكلام ثم رفع نظراته وحدق بوجهي بحزن ثم هز رأسه بأسف قائلا

 

" لا أريد أن أخسرهما.. لن أوافق على ذلك أبدا.. والله وضعني الآن في أقسى تجربة.. ابني.. ابني رومانو.... "

 

نظرت إلى وجهه بتمعن وأشرت له بعيني حتى يُتابع الكلام لكنه قال

 

" سامحني كونت بلاكيوس.. أنتَ تعلم كم أحترمُك وأقدرُك.. لكن أبنائي خط أحمر ولن أسمح لأحد بالتدخل في قرارتي.. لقد اتخذت القرار المناسب لابنتي.. سوف تتزوج لورا من البارون فاسيلي بعد يومين من حفلة خطوبتك على ليدي فيرلا.. لكن لورا لحين موعد زفافها سوف تظل حبيسة غرفتها.. بالإذن منك بلاكيوس يجب أن أذهب "

 

وخرج من جناحي وهو مهموم وحزين وشعرت بالأسف عليه.. هو يُحب رومانو جدا ويعتبرهُ ابنه الحقيقي.. لكن سوف يتقبل الواقع قريبا.. على الأقل وافق على تأجيل الزفاف ليومين بعد حفلة الخطوبة..

 

هززت رأسي بأسف ثم أمرت الحارس بأن يطلب من يولينا بالقدوم إلى جناحي بأسرع وقت..

 

 

زايا***

 

كنتُ أسير بملل وأنا أبحث عن يولينا ولدى مروري من أمام مكتب الفارس ألكسندر تجمدت برعب لدى سماعي صرخات بلاكيوس الغاضبة.. جحظت عيناي وحدقت بفزعٍ كبير عندما عرفت بأن بلاكيوس قد اكتشف أن نيكولاس اغتصبني وهو يريد قتلهُ الآن.. اشتد بي الخوف ولا أعرف كيف فتحت باب المكتب وركضت وأنا أهتفُ برعب شل روحي

 

" لااااااااااااااااااااااااا.. بلاكيوس لااااااااااااااااااااااااا... توقف لا تقتلهُ أرجوك "

 

ووقفت أمام نيكولاس أحميه بجسدي حتى لا يقترب منه بلاكيوس ويقتله.. كنتُ أبكي وأنا أشهق بعنف وأنظر إلى بلاكيوس برعب وخوف كبيرين.. مستحيل أن أسمح له بقتل حبيبي وزوجي وأب طفلي القادم.. مستحيل أن أسمح له بفعل ذلك...

 

وكذبت على بلاكيوس لأول مرة في حياتي.. لم أندم ولو للحظة واحدة على كذبي عليه.. سوف يُسامحني لاحقا بلاكيوس على ذلك.. لكن المهم أن أنقذ نيكولاس من الموت.. لذلك أخبرتهُ بأنني تزوجت نيكولاس عن حُب وبكامل رضاي وبأنهُ لم يغتصبني أبدا أو يلمسني رغما عن إرادتي..

 

شعرت بغصة مؤلمة في قلبي وتمنيت لو فعلا لم يفعل نيكولاس بي ذلك لأنهُ رجل رائع وحنون.. لكنني لم أكذب على بلاك بما أشعُر به نحو نيكولاس.. أنا أُحبُهُ جدا.. لقد أحببتهُ مثل الغبية وبحماقة سامحته على كل ما فعلهُ بي..

 

وبعد خروج بلاكيوس من المكتب ابتعدت ونظرت بخجل إلى ألكسندر.. أحنى لي رأسهُ باحترام وخرج من المكتب بعد أن همس قائلا لي باحترام

 

" أشكرُكِ ليدي زايا.. لقد أنقذتِ صديقي نيكولاس للتو من الموت المُحتم.. سوف أترككما على انفراد.. بالإذن "

 

بعد ذهابه ابتعدت عن نيكولاس وحدقت بخجل إلى يداي.. كنتُ أفرك أناملي ببعضها بتوتر وأنا أترقب ردة فعل نيكولاس بخجل

 

" لم يكن من الضروري أن تكذبي على بلاكيوس.. لكن أشكركِ على ذلك "

 

توقفت عن فرك أصابعي ورفعت رأسي بسرعة وحدقت بدهشة إلى نيكولاس.. كان يقف أمامي وهو مُنحني الرأس..


رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء


 

 ودون أن ينظر إليّ تابع قائلا

 

" أنا آسف زايا.. سامحيني على كل ما فعلتهُ بكِ.. أنا أعرف بأن اعتذاري أتى متأخراً لكنهُ صادق ونابع من قلبي.. أعتذر منكِ لأنني لم أُصدقكِ ولم أُصدق براءتكِ.. أعتذر منكِ لأنني وبغباء صدقت لورينزو.. أعتذر منكِ لأنني ألمتُكِ و.. واغتصبتُكِ و.. وجعلتُكِ تتزوجين بي رغما عن إرادتكِ.. أنا أعتذر منكِ لأنني أجبرتُكِ على إبقاء طفلي رغما عن إرادتكِ.. أنتِ حرة.. أنا أُحررُكِ مني.. يمكنكِ الذهاب وطلب الطلاق مني.. سوف أمضي على أوراق الطلاق وتكونين حُرة.. أنا أحرركِ مني ومن وعدكِ لي.. أما الطفل... "

 

كنتُ أرتجف.. كنتُ أرتجف بقوة وقلبي ينبض ألف نبضة في الثانية من هول الصدمة.. توقف نيكولاس عن التكلم ورفع رأسهُ وحدق بحزن في وجهي ثم تابع قائلا بصوتٍ مهزوز مرتجف

 

" أما طفلي.. أنتِ لديكِ حق الاختيار بالاحتفاظ به أو.. أو.. إجهاضه.. سامحيني أرجوكِ "

 

وخرج مُسرعا من المكتب.. سالت دموعي دون أن أشعُر وهنا أفقت من صدمتي وصرخت بقوة

 

" نيكولاسسسسسسسسس.. انتظرررررررررررر... "

 

استدرت وركضت خلفه دون أن أستطيع الرؤية بوضوح بسبب دموعي الكثيفة..

" نيكولاسسسسسسسسسسس... "

 

هتفت برعب وأنا أُحاول أن أرى إلى أين ذهب.. كان قلبي يحترق فعليا من الخوف.. هو سوف يتركني.. مستحيل أن أوافق على ذلك.. ركضت كالمجنونة أبحث عنه وأنا أبكي وأُحاول أن أسأل الخدم عنه

 

" أين زوجي؟!!.. أين هو نيكولاسسسسسس؟!!.. حبيبي أين أنت؟!!.. "

 

هتفت بلوعة وأنا أركض وفجأة توقفت عن الركض وأنا أنتحب وأبكي بهستيرية ورأيت بصعوبة يولينا تقف أمامي وهي تنظر إليّ بقلق وبخوفٍ كبير

 

" زايا... ماذا حدث؟!.. لماذا تبكين؟!... "

 

لم أهتم للخدم الذين وقفوا حولنا ينظرون إليّ بقلق بل رفعت رأسي وحدقت بها بانكسار وقلتُ لها ببكاء مرير

 

" نيكولاس تركني.. تركني.. ساعديني يولينا.. أنا يجب أن أُكلمه حالا.. يجب أن أُخبرهُ بأنني فعلا سامحتهُ وأنني فعلا أحبُهُ.. ساعديني أرجوكِ "

 

عانقتني يولينا بقوة وربتت على ظهري بحنية وقالت

 

" توقفي عن البكاء زايا.. لقد رأيتهُ وهو يخرج منذ قليل من القلعة وسمعتهُ يقول للحارس بأنه سيذهب خلف الكونت.. سوف يعود لا تخافي "

 

شهقت بعنف ورفعت رأسي ونظرت إلى وجهها بأمل قائلة

" حقا... هو سيعود؟ "

 

أشارت برأسها موافقة ثم رفعت يدها ومسحت دموعي بأناملها وهمست قائلة

" تعالي معي... "

 

أمسكت بيدي وصعدنا إلى جناح نيكولاس.. أدخلتني إلى غرفتي ثم أغلقت الباب وجعلتني أجلس على الأريكة وجلست بجانبي.. ضغطت بخفة على يدي وقالت

 

" أخبريني ماذا حصل حتى تبكي وتنهاري بهذا الشكل؟ "

 

سالت دموعي من جديد وأخبرتُها كل ما حدث منذ قليل.. حدقت يولينا بحزن إلى وجهي وقالت

" أخيرا اعتذر لكِ.. لكن تبا هل فشلت خطتنا؟!.. كيف حدث ذلك؟ "

 

" أعععععععععععععههههههههه... "

 

صرخت ببكاء عندما سمعت ما تفوهت به يولينا في النهاية وأجهشت بالبكاء بعنف وأنا أندب حظي قائلة بتعاسة

 

" أعععععهههههههه على حظي المقرف... أردتُ الانتقام منه والهروب لكنني أحببتهُ وسامحتهُ رغما عني.. والآن هو يريدني أن أذهب وأبتعد عنه... أععععععهههههه.. ماذا سأفعل الآن؟!.. سوف أموت إن تركني نيكولاس.. أنا أحبهُ يولينا.. أحبهُ جدااااااااااااا... أععععععععععععهههههههه... "

 

حضنتني يولينا ووضعت رأسي على كتفها وتابعت البكاء وأنا أنتحب وأبكي بانهيار و بتعاسة كبيرين..


" هششش.. اهدئي.. اهدئي زايا ودعينا نفكر بحل سريع... "

 

شهقت بعنف وقلتُ لها بألم

" لا أستطيع التوقف عن البكاء... لقد خسرته.. خسرت نيكولاس إلى الأبد "

 

وضعت يولينا يديها على كتفي ورفعتني وحدقت في عيناي الباكية وقالت بجدية

" لا صديقتي.. أنتِ لم تخسري زوجكِ بعد.. "

 

ثم أشرق وجهها وابتسمت بسعادة وقالت بلهفة

" وجدتُ الحل.. "

 

توقفت عن البكاء ونظرت إلى عينيها بأمل وسألتها بسرعة

 

" حقا؟!!.. أخبريني بسرعة ما هو الحل؟!.. كيف سوف أستعيد نيكولاس وأجعلهُ يُحبني بجنون ولا يدعني أذهب؟!!... "

 

ابتسمت لي بوسع وقالت

" عليكِ أن تغويه "

 

توسعت عيناي بصدمة وهمست بذهول

" أغويه؟!... "

 

مسحت يولينا دموعي عن وجنتاي ثم وقفت وساعدتني بالوقوف وقالت بخبث

 

" لدينا مهمة صعبة الآن.. والكثير والكثير من العمل.. بسرعة يجب أن أُجهزكِ.. سوف تغوين الفارس نيكولاس وتجعلينه يفقد عقله وينسى اسمهُ وما تفوه به من حماقات منذ قليل بأنه يريدُكِ أن تذهبي وبأنه سوف يطلقكِ.. "

 

تجمدت بأرضي وقلتُ لها بغباء

" كيف سوف أغويه؟! "

 

نظرت يولينا إلى وجهي بخجل وقالت

 

" تعلمين.. أنتِ زوجتهُ في النهاية و.. كيف لي أن أعرف كيف سوف تغوينه؟!.. هذه أمور حميمة بينكما.. أعني دعيه يمارس معكِ الحب بجنون.. أفقديه عقله.. فهمتني؟! "

 

فتحت فمي وهمست لها بغباء

" أوه.. لقد فهمت "

 

احمر وجهي بخجل لمجرد التفكير بأنني سوف أمارس الحُب مع نيكولاس بإرادتي الكاملة أخيرا..

 

" أولا يجب أن تستحمي بسرعة وبعدها ترتدين أكثر قميص نوم مثيرة لديكِ.. لقد ابتعنا الكثير منذ فترة.. أظن الحمراء سوف تفي بالغرض.. تلك الحمراء التي اعترضتِ على شرائها لأنها فاضحة جدا.. الآن هو الوقت المناسب حتى ترتدينها.. "

 

هتفت يولينا بسعادة وهي تسحبني نحو الحمام لتفلت يدي وتبدأ بسكب المياه الدافئة في حوض الاستحمام ثم سكبت العطور والورود وعندما انتهت استدارت وقالت لي بفرح

 

" هيا أزيلي ملابسكِ واستحمي بسرعة سوف أنتظركِ في الخارج.. "

 

وعندما خرجت بدأت بخجل بإزالة ملابسي عن جسدي وأنا أفكر.. هل يمكنني أن أُسلم نفسي له دون أن أشعر بالخوف منه مثل عادتي؟!.. كنتُ أخاف منه جدا عندما كان يُعاشرني... أتمنى أن أنجح بإغوائه وأستطيع أن أكون له بإرادتي..

 

ابتسمت بخجل وأنا أجلس داخل حوض الاستحمام.. نعم اليوم سوف يكون مُختلف.. سوف أكون لزوجي نيكولاس بإرادتي و برغبتي الكاملين... أتمنى أن تنجح خطة يولينا.. أتمنى ذلك من أعماق قلبي..

 

 

نيكولاس***

 

خرجت مُسرعا من القصر وأنا أشعر بألمٍ رهيب في قلبي.. لقد خسرت زايا إلى الأبد وخسرت صديقي بلاكيوس... خسارة زايا لا تعوض بثمن لكنني لن أكون أناني وأتركها معي رغما عن إرادتها.. أما بلاك يجب أن يعرف الحقيقة مهما كلفني ذلك.. أنا من المستحيل أن أكذب عليه.. سوف أصارحهُ بالحقيقة حتى لو كلفتني حياتي..

 

امتطيت حصاني وأخبرت الجنود بأنني سأذهب خلف الكونت وتبعتهُ... استطعت رؤيته من بعيد على ظهر بلاكي يتجه نحو قصره... وعندما وصلت إلى القصر سألت كاميلا عنه وأخبرتني بأنه في مكتبه.. ركضت صاعدا باتجاه مكتبه ودخلت دون استئذان...

 

أخبرت بلاكيوس كل الحقيقة وما حصل فعلا دون أن أشعُر بالتردد أو الخوف.. حتى لو قتلني عليه أن يعلم كامل الحقيقة.. لكنهُ فاجئني.. فاجئني عندما أخبرني بأنه اكتشف كذبة زايا وبأنه سامحني.. لكن المفاجأة الأكبر لي كانت عندما أخبرني بأن زايا تُحبني..

 

زايا زوجتي الجميلة والرقيقة تُحبني؟!!!... رقص قلبي من شدّة السعادة وذهبت مُسرعا إلى القلعة حتى أراها.. كنتُ أركض في الرواق في الطابق الأول عندما فجأة وقفت أمامي يولينا.. توقفت عن الركض ونظرت إليها بدهشة.. كانت تبدو خائفة وذلك أقلقني..

 

" سيد نيكولاس.. ليدي زايا متعبة جدا وأنا قلقة عليها.. أرجوك اذهب فورا إلى غرفتها واطمئن عليها هي لا تبدو بخير و... "

 

جحظت عيناي ونظرت إليها برعب وقاطعتها هاتفا بخوف نهش روحي

" زاياااااااااااااااااا.... "

 

وركضت مسرعا أُسابق الريح وقلبي كان ينبض بشكلٍ مخيف في صدري.. إن أصابها أي مكروه لن أحتمل ذلك أبدا... فكرت برعب وأنا أفتح الباب بعنف هاتفا برعب

 

" زايااااااااااااا... "

 

تجمدت بأرضي في وسط الغرفة وفتحت فمي على وسعه بينما كنتُ اُحدق بذهولٍ شديد أمامي.. كانت زايا تقف بجانب السرير وهي ترتدي.. مهلا لحظة؟!.. بلعت ريقي بقوة ثم فتحت فمي على وسعه من جديد وحدقت بصدمة إلى تلك القميص الحمراء المثيرة.. اللعنة لقد انتصب عضوي الذكري....

 

شعرت بالألم في عضوي الذكري المنتصب.. لقد انتصب لدرجة أنهُ كان على وشك تمزيق سروالي..

 

كانت زايا تقف بجانب السرير وهي تبتسم لي بدلال وترتدي قميص نوم حمراء شفافة لعينة قصيرة لحد اللعنة تُظهر مفاتنها بإغراء وصدرها يظهر كاملا من خلال القماش حتى في الأسفل.. تبا هي لا ترتدي شيء أسفل هذه القميص..

 

سال لُعابي على ذقني وفورا رفعت يدي اليمنى ومسحته.. رأيت بصدمة زايا تقترب مني ثم مرت بجانبي وتابعت السير بهدوء.. استدرت وحدقت بها بذهول ورأيتُها تُغلق الباب بهدوء ثم استدارت ونظرت إليّ بدلال واقتربت مني بخطواتٍ بطيئة لتقف أمامي لا يفصلها عني سوى إنشات قليلة..

 

بلعت ريقي بصعوبة وهمست لها بغباء

" زايا.. هو.. هي.. يولينا.. أنتِ لستِ بخير.. قالت هكذا لي.. و.. "

 

" هششش حبيبي "

 

همست لي برقة وهي ترفع يدها وتضع أناملها على فمي.. ارتعش قلبي وخفق ببطء ثم ازدادت خفقاته بسرعةٍ مهولة.. اللعنة!.. هل قتلني بلاكيوس وأنا في الجنة الآن؟!!..

 

فكرت بصدمة لكن العالم تجمد من حولي عندما رفعت زايا يديها ووضعتها خلف عُنقي وقالت لي وهي تُقرب وجهها من وجهي

 

" أنا لا أريدُ الطلاق حبيبي.. نيكولاس طوليني أنا أحبُك أيها الغبي.. ولقد سامحتُك على كل ما فعلتهُ بي وهمممممممممممم.... "

 

قاطعت حديثها إذ لم أعُد أحتمل ودون تفكير مزجت شفتاي بشفتيها وقبلتُها بشراهة...كنتُ أقبلها بجوع و برغبة وحُب وعشق.. قبلتُها بجنون لكنني توقفت عندما شعرت بسائل على وجنتاي.. تجمدت وتوقفت عن تقبيلها وبكيت بسعادة..

 

" نيكولاس.. حبيبي!!.. "

 

سمعت زايا تهمس بتلك الكلمتين بقلق وفورا عانقتُها بشدّة إلى صدري وأغرقت رأسها في عنقي وبكيت لأول مرة في حياتي..

 

" سامحيني حبيبتي "

 

همست لها برقة ثم همست لها بصوتٍ أعلى

" سامحيني يا عمري "

 

وهتفت بصوتٍ أعلى

" سامحيني أرجوكِ "

 

وصرخت بأعلى صوت أمتلكهُ

" سامحيني يا عشقي وحُبي الوحيد.. سامحيني زوجتي الحبيبة.. سامحيني حبيبتي "

 

شعرت بجسدها يرتعش وفورا أمسكت بذراعيها وأبعدتُها عني قليلا.. كانت تُغمض عينيها وهي تبكي بصمت.. تألمت لرؤيتي لدموعها وفورا قربت وجهي ومسحت دموعها بخدي ثم قبلت وجنتيها وقلتُ لها

 

" أنا أحبُكِ زايا.. ومن اللحظة الأولى التي رأيتُكِ بها.. أنتِ المرأة الوحيدة التي لم أتردد للحظة بأن تكون لي و زوجتي.. أنتِ المرأة الوحيدة التي أردتُها لي إلى الأبد.. عيناي لم ترى سواكِ منذُ أن رأيتُكِ للمرة الأولى في قبو منزلكِ..  لكنني كنتُ غبي.. غبي جدا وألمتُكِ.. سامحيني حبيبتي.. سامحي غبائي وضعفي نحوكِ.. سامحيني لأنني عاشرتُكِ غصبا عن إرادتكِ.. لكنني لستُ نادم لأنني أجبرتُكِ على الزواج مني.. اعتبريني أناني لكنني لستُ نادما على ذلك.. لأنني أحبُكِ وأعشقُكِ بجنون "

 

فتحت زايا عينيها ونظرت في عمق عيناي برقة أفقدتني عقلي وقالت لي بهمس وبخجل

 

" وأنا أحبُك نيكولاس طوليني.. وأنا سعيدة جدا لأنك أجبرتني على الزواج منك.. لقد سامحتُك نيكولاس.. سامحتُك لأنني عرفت كم أنتَ رائع وحنون وعطوف.. سامحتُك لأنني أحببتُك.. "

 

نبض قلبي بعنف وأغرقتها بقبلة جائعة متعطشة.. لم أتوقف عن تقبيلها بجنون حتى فقدنا أنفاسنا.. فصلت القبلة وبدأت بتقبيل وجهها بالكامل وأنا أهمسُ لها بسعادة

 

" حبيبتي.. كم حلمت بهذه اللحظة.. أشكركِ زايا لأنكِ حققتِ حُلمي.. أشكرُكِ لأنكِ سامحتني.. سوف أعوضكِ عن ما مضى.. سوف أفعل المستحيل حتى أجعلكِ أسعد امرأة في العالم.. "

 

ابتسمت لي بخجل وحملتُها بيداي ومشيت ببطء نحو السرير.. وضعتُها بخفة على الفراش وسألتُها برقة

" هل تسمحين لي بالتعبير عن حُبي لكِ وبرضاكِ الكامل زوجتي الحبيبة؟ "

 

احمر وجهها خجلا وهمست قائلة بنعومة

" نعم "

 

ابتسمت لها بسعادة وقربت وجهي منها وأغمضت عيناي وقبلتُها برقة وأنا أُبعد حمالات القميص عن كتفيها وأُخفضهم إلى الأسفل..

 

ولساعتين مارست الحب مع زوجتي برقة وتقدير ولم أتركها طيلة النهار تبتعد عن أحضاني.. أخيرا زايا أصبحت لي برضاها الكامل.. أخيرا السعادة دخلت إلى حياتنا وإلى الأبد...



يولينا***

 

كنتُ أضحك على شكل المسكين الفارس نيكولاس وهو يصرخ برعب باسم زايا  ويركض كالمجنون باتجاه جناحه.. هو يُحبها جدا.. أنا متأكدة من ذلك.. ابتسمت برضا فأخيرا زايا سوف تشعر بالسعادة وتعيش بسلام وبفرح مع زوجها وابنها القادم.. فجأة وقف أمامي حارس وقال باحترام

 

" أنسة يولينا.. الكونت بلاكيوس يطلب حضوركِ إلى جناحه بسرعة.. اتبعيني لو سمحتِ "

 

نظرت إليه بدهشة ثم استدرت وتبعته.. خفق قلبي برعب وأنا أفكر بسبب طلب الكونت الغريب لرؤيتي.. هل أصاب أدلينا مكروه؟!.. يا إلهي لا أرجوك!!.. سوف أموت إن حصل لها أي مكروه..

 

دخلت الجناح وأخفضت رأسي باحترام عندما رأيت الكونت يقف أمامي

" يمكنك الخروج "

 

قال الكونت ببرود للحارس وبعد ذهابه تقدم ليقف أمامي.. رفعت رأسي وحدقت بوجه الكونت برعب.. شعرت بأن مكروهاً ما قد أصاب شقيقتي.. ترقرقت الدموع في عيناي وأمسكت بقبضتي السلسلة في عنقي ونظرت إلى الكونت بخوف


رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء


 وقلتُ له بغصة رغما عني

 

" أرجوك سيدي الكونت لا تقل لي بأن أدلينا ليست بخير.. أرجوك سامحها فهي طيبة جدا ولم تقصد أن تنتقم منك.. أرجوك سيدي لا تؤذيها هي.... "

 

ابتسم لي برقة وهنا خرست بالكامل وحدقت إلى وجهه بغباء..

" اجلسي يولينا "

 

سمعت برعب الكونت يأمرني بهدوء وهو يُشير لي بيده نحو الأريكة خلفي.. فتحت فمي بصدمة وقلتُ له

" لكن سيدي لا يجوز.. أنا خادمة هنا و... "

 

ابتسم لي مجددا وأمسك بيدي وأجبرني على الجلوس برقة ثم جلس بجانبي وحدق بوجهي برقة قائلا

 

" لا تقلقي على أدلينا.. هي بخير.. وأنا من المستحيل أن أؤذيها لذلك لا داعي لتخافي عليها "

 

أسند ظهره على ظهر الأريكة وحدق بوجهي بعمق.. شعرت بالراحة لدى سماعي بأن أدلينا بخير لكن شعرت بالقلق من سبب طلبه لرؤيتي ومُعاملتي كأنني من أقربائه..

 

" لن تعملي هنا كخادمة بعد الآن ومنذ هذه اللحظة بالتحديد.. أنتِ ضيفتي و... "

 

وهنا بسبب صدمتي قاطعتهُ هاتفة بدهشة رغما عني

" ماذااااااااااا؟!!.. "

 

رأيتهُ يُحدق بوجهي بدهشة وهو يرفع حاجبه فاحمر وجهي بعنف وقلتُ له بخجل

" آسفة سيدي الكونت.. لم أنتبه أنا أعتذر.. لم أقصد أن أُقاطع حديثك "

 

ابتسم من جديد بخفة وقال

 

" اهدئي يولينا.. لا تخافي مني أبدا.. أنتِ أصبحتِ.. أعني أنتِ سوف تصبحين من العائلة عندما تتزوجين من ألكسندر.. أنا سعيد من أجلكما.. ولذلك أنتِ ضيفتي وقريبا جدا سوف تأتي والدتكِ للعيش هنا في القلعة أيضا.. "

 

نظرت إليه بخجل وسألته

" وماذا عن أدلينا؟!.. أعني أنا طبعا اشكرُك سيدي.. لكن ماذا عن أدلينا و توماسو؟!.. "

 

تنهد برقة وتابع قائلا

 

" لا تقلقي بخصوصهم.. قريبا جدا سوف تصطلح الأمور.. المهم طلبت رؤيتكِ حتى أطلب منكِ أن تتكتمي عن موضعي وما يختص بـ توماسو.. لا أريد من أدلينا أن تعلم بأنها انتقمت مني بينما أنا بريء.. من الأفضل لها أن لا تعلم أبدا بأن توماسو ليس ابني.. أتمنى أن توافقي على طلبي البسيط يولينا "

 

حدقت بوجهه بدهشة كبيرة ودون تفكير همست له قائلة بذهول

" أنتَ تُحب شقيقتي!!.. أنتً تُحب أدلينا!!... "

 

توسعت عينيه بدهشة ثم تجمدت معالم وجهه وقال ببسطة

" نعم أحبُها "

 

شهقت بعنف ثم سالتهُ بحزن وباستنكار

 

" لكنك سوف تتزوج من تلك العقربـــ.. أعني من ليدي فيرلا!!!... كيف تُحب أدلينا وسوف تتزوج بأخرى؟! "

 

وقف وأدار لي ظهره ثم استدار ونظر إلى وجهي بطريقة جادة وقال

" تذكري يولينا فيرلا حامل مني.. ثم توقفي عن طرح الأسئلة عليّ و أجيبني.. هل أنتِ موافقة على كتم هذا السر؟ "

 

أخذت نفسا عميقا وزفرته بهدوء وأجبته

 

" مع أنني أرفض ذلك رفضا قاطعا.. لكن من أجل شقيقتي ومن أجل توماسو أنا موافقة.. ربما من الأفضل لـ أدلينا أن لا تعلم بالحقيقة.. سوف تنهار إن اكتشفت بأنها ظلمتك وانتقمت من شخص بريء لا ذنب له "

 

ابتسم براحة وقال

" شكراً يولينا.. لا تعلمين كم أنا ممتن لكِ الآن.. "

 

وقفت وأجبتهُ بحزن قبل أن أذهب

" أتمنى أن تسامح شقيقتي يوما ما على ما فعلتهُ بك.. فهي بريئة جدا وطيبة.. سامحها أرجوك ودعها تعيش بسلام.. بالإذن سيدي "

 

بعد خروج يولينا من الغرفة لم تسمع الكونت يهمس قائلا بحنان

" لقد سامحتُها منذ زمنٍ بعيد.. زوجتي ملاك لا مثيل لها "

 

 

أدلينا***

 

فتحت عيناي بسعادة وحركت يدي.. تجمدت عندما لم أشعر بوجود بلاكيوس بجانبي.. استقمت بسرعة ونظرت في الغرفة ولم أجده..

 

" بلاكيوس!!... "

 

هتفت بقوة لكن لم يأتيني رد.. رفعت يدي اليسرى وكالعادة لم أرى الخاتم.. وفورا تجهم وجهي وهمست بغيظ

" أعععععععهههه تبا.. لماذا كان مجرد حُلم؟!... أخ يا ربي ما هذا القهر "

 

شعرت بالحزن لأنني حلمت مجددا بأنني زوجة حبيبي.. سوف أصاب بالجنون بسبب هذه الأحلام.. رميت بالغطاء بعيدا ونزلت عن السرير ووقفت وقررت أن أستحم.. وما أن حاولت السير سقطت جالسة على السرير وأنا أضع يدي على رأسي بسبب ذلك الدوار اللعينة الذي أصابني..

 

إلهي ما الذي يحدث معي؟!.. هل أنا مريضة؟!..

 

فكرت بخوف وأجهشت بالبكاء كطفلة..

" سيدتي... لماذا تبكين؟!.. "

 

رأيت كاميلا تدخل إلى غرفتي وهي تهتف بقلق بتلك الكلمات...


" سيدتي؟!!.. سيدة كاميلا ماذا يحدث لكِ؟!.. أنا أدلينا التي تكرهينها.. أاااععععععععععههههه... "

 

أجبتُها بدهشة وتابعت البكاء بحزن.. لا أعلم فعلا على ماذا كنتُ أبكي!.. ربما لأنني حلمت بحبيبي أو ربما لأنني خائفة لأنني مريضة.. ابتسمت سيدة كاميلا لي برقة ووقفت أمامي وقالت لي وهي تمسك بيدي اليمنى وترفعها وتحتضنها بكفيها

 

" توقفي عن البكاء أدلينا.. هذا يضر بصحتكِ.. أعني أنتِ وقعتِ عن السلالم ولستِ بخير.. لقد أتيت حتى أطلب منكِ التوجه إلى غرفة الطعام فوجبة الغذاء جاهز.. يجب أن تأكلي وتتغذي جيدا "

 

توقفت عن البكاء وحدقت بوجهها بدهشة.. سحبت يدي من قبضتها وسألتُها بصدمة

" ترديني أن أتناول وجبة غدائي في غرفة الطعام؟!.. لماذا ليس في المطبخ مثل العادة؟!!.. "

 

اختفت ابتسامتها وظهر القلق والتوتر على ملامحها ثم قهقهت بخفة وقالت ببساطة ولكن بنبرة متوترة

" هذه أوامر الكونت "

 

وهنا سألتُها بسرعة وبلهفة

" هل أتى مرة ثانية اليوم إلى القصر؟! "


لكن بحزن سمعتُها تجيبني بسرعة 

" لا أدلينا لقد أتى في الصباح وقبل أن يذهب طلب أن تتناولين طعامكِ بانتظام في غرفة الطعام الرئيسية إن رغبتي بذلك طبعا.. إن كنتِ تفضلين تناوله هنا سوف أرسلهُ لكِ "

 

كانت السيدة كاميلا متوترة ولكن لم أهتم بل شعرت بالاستياء الشديد.. كان حُلما.. حبيبي لم يأتي ولم ينام بجانبي... وقفت وقلتُ لها بحزن

 

" لا بأس.. لقد سئمت من البقاء بهذه الغرفة.. لكنني أرغب بتناول وجبة الطعام برفقتكِ في المطبخ "

 

ابتسمت لي بحنان وأشارت لي بيدها حتى أتقدم وأمشي.. مشيت أمامها وخرجت من الغرفة ومن الجناح وأنا أشعر بالحزن..

 

خمسة أيام حزينة مضت دون أن أرى بلاكيوس.. كنتُ مُشتاقة له كثيرا.. أرغب بجنون برؤيته.. كنتُ أنام وأحلم في المساء بأنه أتى ونام بجانبي وعانقني لكن مثل عادتي أستيقظ ولا أجده ولكن دائما ما كنتُ أشُم رائحتهُ الجميلة على الوسادة الثانية.. ولم أترك الوسادة تبتعد عني طيلة هذه الفترة..

 

هل يُعقل أن يغرم الشخص من جديد يوما عن يوم بالشخص الذي يحبهُ أصلا؟!.. أنا حدث معي ذلك.. كيف لي أن أحبُه يوما عن يوما أكثر من سابقه؟!.. لقد جُننتُ فعلا

 

لكن هذا اليوم كان مُختلف استيقظت وسمعت الخدم يتكلمون بأن الليلة ستقام حفلة خطبة الكونت بلاكيوس على تلك الأفعى والعقربة فيرلا وأجهشت بالبكاء رغما عني..

 

لقد خسرت حبيبي إلى الأبد.. دفنت نفسي في غرفتي وغرقت بالبكاء طيلة النهار.. رفضت تناول الطعام رغم إصرار مدام كاميلا ولم أوافق معها حتى أتوقف عن البكاء.. كنتُ حزينة جدا وبائسة.. أصعب شيء في الحياة أن نُحب من طرف واحد..

 

كان جدا صعب عليّ أن أتقبل فكرة أن بلاكيوس حبيبي سوف يكون لامرأة غيري.. وتعاستي أصبحت أكبر وأنا أتخيُل تلك العقربة معه ومع توماسو عائلة سعيدة..

 

كنتُ أبكي بتعاسة عندما سمعت بعد الظهر الباب ينفتح وصوت خطوات تقترب من السرير

" سيدة كاميلا لا أريد أن أتناول الطعام.. ليس لدي شهية و... "

 

" أدلينا... "

 

توقفت عن البكاء ومسحت دموعي بسرعة ورفعت رأسي والتفت إلى ناحية اليمن ورأيت بصدمة بلاكيوس يقف أمامي وهو ينظر إليّ برقة.. جلست بسرعة ورفعت يداي ومسحت بعنف عيناي إذ ظننت نفسي أحلم وأتخيل بأن بلاكيوس حبيبي يقف أمامي.. توقفت عن فرك عيناي وحدقت أمامي ولكن لدهشتي هو لم يختفي بل ما زال هنا يقف أمامي ويبتسم لي برقة...

 

" بلاكيوس!!... "

 

هتفت بدهشة ورأيتهُ يقترب ليجلس بجانبي على السرير.. فاقتربت منه ونظرت إليه بسعادة كبيرة وأنا ابتسم له بوسع


رواية الكونت - فصل 28 - حبيبي بريء


رفع يدهُ اليمنى ووضعها بخفة على وجنتي ومسحها برقة ثم رفع يده وداعب شعري بأنامله وقال لي دون أن يبعد عينيه عن خاصتي

 

" لماذا لم تتناولين وجبات طعامكِ اليوم؟.. هذا ليس جيدا لصحتكِ.. "

 

لم أهتم حتى أجيبهُ بل سألتهُ بسرعة وبغيرة وبغيظ

" لماذا أنتَ هنا؟.. أليست حفلة خطوبتك على تلك المرأة الليلة؟.. "

 

أبعد يده عن شعري وتنهد برقة ثم قال لي بنبرة جامدة

 

" لقد طلبت من كاميلا حتى تُرسل لكِ وجبة الغداء.. سوف تتناولين طعامكِ أولا ثم تتجهزين للذهاب معي.. سوف تأتين برفقتي فأنتِ مدعوة إلى حفلة خطــ.. "

 

انتفضت بعنف وترجلت بسرعة عن السرير ووقفت أمامه وهتفت بعنف بوجهه

 

" هل جُننت؟!!!... مستحيل أن أوافق.. أنا لن أذهب معك.. كيف تريدني أن أذهب؟!.. هل فقدتَ عقلك؟!.. وبكل وقاحة تأتي وتُخبرني بأنني مدعوة إلى حفلة خطوبتك على تلك العاهـــ... "

 

توقفت عن الصراخ عندما انتبهت إلى ما تفوهتُ به بسبب نظرات بلاكيوس المرحة.. تبا كم أنا غبية.. لقد فضحتُ نفسي واكتشف غيرتي...

 

وقف بلاكيوس واقترب مني ببطء.. رجعت بخطواتي إلى الخلف مع كل خطوة كان بلاكيوس يتقدمها.. أخيرا توقفت عندما ضربت قدماي المنضدة خلفي.. تجمدت بخوف وأنا أنظر إليه بترقب.. وقف أمامي لا يبتعد عني سوى خطوة صغيرة جدا.. وضع يديه بجيب سرواله وسألني بنبرة لعوبة جعلت قلبي يتوقف عن النبض للحظة ليعود وينبض بسرعة جنونية

 

" لماذا أدلينا كل هذا الغضب؟!.. أنا لم أطلب منكِ فعل المستحيل.. فقط سوف تأتين برفقتي إلى القلعة وبعد خطبتي سوف تعودين إلى منزل أمكِ.. أنتِ حرة.. سوف تستريحين مني أخيرا.. ثم ألا ترغبين برؤية توماسو أيضا؟!... "

 

توقف الزمن من حولي وشعرت بألمٍ رهيب في قلبي وكأن شيء جثم على صدري .. لقد خسرت حبيبي.. حاولت جاهدة كتم ألمي من أجل أن أرى توماسو فقط ولو لمرة أخيرة وأجبتهُ بحزن وبطاعة وانكسار

 

" حسنا.. أنا موافقة..  سوف اذهب برفقتك "

 

" جيد "

 

أجابني ببرود ثم استدار وجلس على الأريكة أمامي ووضع ساقا فوق الأخرى ثم سمعت طرقات خفيفة على الباب

 

" أدخلي كاميلا "

 

أجاب بلاكيوس بنبرة مرتفعة وفورا دخلت كاميلا وبرفقتها خادمة تحمل صينية الطعام

" ضعيها هنا أمامي على الطاولة "

 

أمرها بلاكيوس وفورا فعلت الخادمة ثم وقفت خلف كاميلا وهي تكتف يديها وتحني رأسها إلى الأسفل باحترام.. نظر بلاكيوس إلى كاميلا وقال لها بأمر

 

" كاميلا.. عودي بعد ساعة حتى تُساعدي أدلينا "

 

" حاضر سيدي "

 

أجابته بسرعة ثم خرجت برفقة الخادمة.. حدق بلاكيوس بوجهي وأشار لي بيده لكي أقترب وبطاعة فعلت.. اقتربت ووقفت أمامه ثم أشار لي لكي أجلس بجانبه وفعلت.. رأيتهُ بصدمة يمسك بالشوكة ويغمسها بصحن الأرز مع اللحم والخضار ثم رفعها ووضع يدهُ الثانية أسفلها في حال سقط الطعام وقرب الشوكة من فمي وبسرعة فتحت له فمي بينما كنتُ أنظر إليه بدهشة وأطعمني..

 

لفترة ربع ساعة كان يُطعمني بنفسه دون أن يسمح لي بفعل ذلك بنفسي وعندما انتهيت من تناول كل شيء مسح فمي برقة بمنديله وهو ينظر إلى عيناي بشرود... كنتُ أنظر إليه بحزن وأتوسل إليه بداخلي حتى لا يتزوج من تلك المرأة.. لكن فجأة رفع بلاكيوس يده ووضعها على وجنتي وهمس قائلا

 

" أريدُكِ أدلينا "

 

تنفست بسرعة وخفق قلبي بجنون وأغمضت عيناي واستسلمت لقبلته.. ولم أعي كيف أصبحت نائمة على الأريكة عارية كليا و بلاكيوس فوقي يمارس معي الحُب برقة متناهية أفقدتني عقلي..

 

لا أعلم كيف حصل ذلك.. كل ما أعرفهُ أنني الأن بين يديه نمارس الحُب وبعد ساعات قليلة حفل خطوبته.. لم أهتم لشيء سوى الشعور به وهو يمتلكُني برقة.. كان يُقبل عنقي وصدري بقبلاتٍ رقيقة هادئة وأنا أتأوه بجنون أسفله..

 

بعد نصف ساعة قذف سائله بداخلي ثم وقف ودخل إلى الحمام وخرج بعد دقائق وارتدى ملابسه ثم ساعدني بالوقوف وقال بنبرة حنونة

 

" استحمي.. لقد جهزت لكِ الحمام.. سوف أُرسل كاميلا حتى تُساعدكِ حتى تتجهزي للحفلة "

 

كنتُ جامدة وأنا أحدق به بألم وحزن وبعد خروجه سقطت جالسة على الأريكة وأنا أبكي بحزن.. مُجرد لمسة صغيرة منه أنهار وأستسلم له بكامل إرادتي.. لقد أصبحت فعلا عاهرة له...

 

بكيت بتعاسة وأنا أقف ودخلت إلى الحمام....


" كم تبدين جميلة أدلينا.. أنتِ جميلة جدا بل مذهلة "

 

هتفت سيدة كاميلا بسعادة وهي تنظر إليّ بدهشة وبإعجاب كبير.. عندما خرجت من الحمام رأيتُها تنتظرني في الغرفة وهي تحمل فستان أخضر اللون لم أرى بجماله مسبقا.. سرحت شعري وساعدتني بارتداء الثوب ثم بدأت تمدح جمالي بسعادة وكأن ذلك يهمني..

 

كنتُ حزينة جدا لأنني لا استطيع الرفض أو الاعتراض على أوامر بلاكيوس.. حتى لا أستطيع أن أرفض لماسته لي وممارسته للحُب معي..

 

تنهدت بحزن وقبل أن أجيب السيدة كاميلا وأشكرها ببرود دخل بلاكيوس إلى الغرفة ووقف جامدا يتأملني بدهشة

 

" أُخرجي كاميلا "

 

أمرها بهدوء وفورا خرجت وأغلقت الباب خلفها.. اقترب ووقف أمامي وتأملني بنظرات غريبة جعلت قلبي يرتعش.. رفع يده وأبعد خصلة عن وجهي وثبتها خلف أذني.. كنتُ أنظر إليه بضياع خاصةً عندما همس قائلا برضا تام

 

" تبدين جميلة جدا بل فاتنة جداً "

 

ثم أخفض يده وأمسك بيدي ورفعها وقبلها برقة وقال لي بحنان

 

" يجب أن نذهب.. سوف نتأخر "

 

ارتعشت يدي بقوة وشعرت بقلبي يسقط بين قدماي.. لا أعلم ما حصل لي لكنني غضبت.. أبعدت يدي وقلتُ له بقهر

 

" لااااااااااا.. لن أذهب معك.. لا أستطيع "

 

استدرت وحاولت الركض لكنني توقفت عندما هتف بلاكيوس بغضب

 

" أدلينااااااااااا... "

 

تجمدت وسالت دموعي بألم وهمست له بحرقة

 

" لا أستطيع الذهاب برفقتك إلى الحفلة.. يا إلهي لقد مارسنا الحُب في يوم خُطبتك.. أنا لا استطيع الذهاب.. لا أستطيع.... "

 

اقترب بلاكيوس وأمسك بيدي وأدارني حتى أواجهه

 

" سوف تأتين أدلينا "

 

أجابني برقة ثم نظرت إليه بحزن لكنه عانقني بسرعة وقبلني ومثل عادتي ذبتُ بين يديه

 

فصل القبلة وقال لي وهو يمسك بيدي

" سوف تُبهرين الجميع الليلة بجمالكِ "

 

لم أعر أهمية لكلماته لأنني كنتُ حزينة.. كيف لي رؤيته وهو يخطب امرأة غيري؟!.. لم أشعر كيف سحبني بلاكيوس خلفه وأخرجني من القصر ثم أدخلني إلى العربة ولم أشعر بالوقت وأننا وصلنا إلى القلعة.. دخلنا القلعة وفورا رأيت يولينا أمامي..

 

ركضت وأنا أهتفُ لها بحرقة

" يولينااااااا... شقيقتي "

 

عانقتُها بقوة وسالت دموعي دون أن أشعر

" أدلينا.. سامحيني أرجوكِ... سامحيني لأنني صفعتُكِ و.. وأهنتُكِ.. سامحيني أرجوكِ "

 

ابتعدت عنها ونظرت إليها بحنية ثم قبلت وجنتها وقلتُ لها برقة

" أنتِ شقيقتي الصغيرة.. مستحيل أن لا أسامحكِ.. لقد فعلت حبيبتي ومنذ زمن... "

 

عانقتني يولينا بشدة ثم ابتعدت عني ونظرت بسعادة إليّ وقالت لي بسعادة

" تبدين جميلة جدا شقيقتي.. هيا تعالي معي بسرعة.. هناك من يريد رؤيتكِ على نار "

 

خفق قلبي بسعادة لا توصف عندما سحبتني يولينا من يدي وصعدنا إلى الأعلى لكن فجأة توقفنا وأفلتت يدي يولينا عندما رأيت ابني توماسو أمامي..

 

وقفت جامدة وترقرقت الدموع في عيناي وأنا أنظر إلى توماسو ينزل السلالم برفقة فتاة جميلة جدا سمراء تمسك بيده وهي تتهامس بغيظ واضح مع لورينزو الذي كان خلفها..

 

خفق قلبي بجنون عندما بدأت برعب وبذهول أنظر إلى وجه لورينزو ثم إلى وجه توماسو ثم انتقلت نظراتي من جديد إلى وجه لورينزو ثم عادت لتستقر على وجه ابني توماسو..

 

" لا!!. لا!!. مستحيل!!.. لا يا إلهي أرجوك!!!... "

 

همست برعب عندما رأيت وجه الشبه الكبير بينهما.. كيف لم ألاحظ ذلك سابقا؟!.. لا بُد أنها صدفة!!.. لكن عقلي رفض تصديق هذه الصدفة وعرفت الحقيقة هنا...

 

" لا!!.. لا!!.. بلاكيوس بريء!!!.. بريء!!!!.. "

 

وتذكرت برعب كلمات جوفانا الأخيرة وعرفت ما تفوهت به في آخر كلماتها

" توماسو هو ابن عم الكونت "

 

همست برعب شل عقلي و روحي و عالمي وارتعش جسدي بعنف وسالت دموعي وأنا أنظر إلى توماسو

" مامااااااااااا.. ماماااااااااااااااااا أدليناااااااااا... "

 

سمعت توماسو يهتف بسعادة لا توصف لكنني كنت في عالم آخر.. لقد انتقمت من حبيبي وعاملتهُ بحقارة وجعلتهُ خادما لي وشوهت له وجهه وهو.. وهو بريء.. بريء.. بريء...

 

أغمضت عيناي بشدة وسالت دموعي بتعاسة وأنا أشعر بجسد توماسو يرتمي بين ساقاي وهو يحتضني بقوة...

" يا إلهي.. ماذا الذي فعلتُه؟!.. "

 

همست بدمار وشعرت بألم العالم كله في قلبي.. أحسست بالخوف و بالندم الشديد و بالذنب و بالعار لأنني اكتشفت الحقيقة وما فعلتهُ بحبيبي.. هو يعرف بأن توماسو ليس ابنه.. ليس ابنه!.. بلاكيوس يريد تدميري الليلة بالتأكيد... شعرت برعبٍ كبير وفورا نظرت إلى يولينا وأنا أحمل توماسو وأحتضنه بشدة إلى صدري وهمست لها برجاء وبتوسل

 

" يولينا.. علينا أن نهرب وفي الحال..  نحن يجب أن نهرب وبسرعة من هنا.. ساعديني أرجوكِ "

 

كان كل ما فكرت به بأنني لا أريد أن أتألم أكثر على يد حبيبي.. وكنتُ منهارة لأنني ألمته وعذبته وهو بريء.. حبيبي بريء.. أنا يجب أن أهرب.. عليّ الهروب من هنا وفي أسرع وقت....

 

واستغليت مشاجرة تلك الفتاة مع لورينزو وأمسكت بيد يولينا المندهشة وبيدي الثانية كنتُ أعانق ابني إلى صدري بقوة ونحن نركض ونتسلل بين الضيوف وخرجنا من القلعة وبسبب العدد الكبير من العربات والناس استطعنا التسلل والخروج من بوابة القلعة بينما يولينا طيلة الوقت كانت تسألني بذهول عن السبب فهتفت لها بعذاب ونحن نركض

 

" حبيبي بريء يولينا.. بريء.. لقد قتلت روحه بيدي.. أنا السبب.. أنااااااااااا... "

 

وتابعنا الركض وفجأة سمعنا صوت صهيل حصان خلفنا وصوت يهتف بغضب

 

" توقفوا حالااااااااااااااااااا... "

 

توقفت بأرضي وأنا أبكي برعب وأضم جسد توماسو بشدّة إلى صدري بينما يولينا كانت ترتعش من شدّة الخوف....



انتهى الفصل


انتقل إلى الفصل 29 ᐸ





فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©