رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. روعه جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ❤️❤️❤️🥰😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

    ردحذف
  2. كالعاده البارت يجننننن ماتوقعت اليوم ينزل بارت💫🤍🤍🫂متحمسه للفصول القادمه

    ردحذف
  3. بارت تحفه كالعاده ❤️❤️❤️❤️❤️😍

    ردحذف
  4. البارت حلو كتير
    متي البارت الجديد❤️

    ردحذف
  5. تسلم ايدك الرواية تحفة 💕💕

    ردحذف
  6. تسلمي حبيبتي بانتظارك هفونة موفقة❤❤🤩🤩😍😍😍

    ردحذف
  7. روووعة جميله جداا متحمسة للبارت الجاي

    ردحذف
  8. بارت جامد اوى 👍❤👏

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب

رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب



آلام الحُب





لورا**


كنتُ أجلس على طرف السرير أنظر بألم إلى وجه حبيبَ قلبي رومانو.. كنتُ حزينة وغاضبة في نفس الوقت.. حزينة جدا لأن رومانو تأذى كثيرا على يد بلاكيوس أعز شخص على قلبي وكنتُ غاضبة جدا لآن بلاكيوس ضربه بسبب تلك المرأة..

 

كرهتُها جدا لأنها كانت السبب في أذية حبيبي.. سالت دموعي بصمت بينما كنتُ أُحدق بوجهه والذي بالكاد كانت معالمه واضحة.. أتيت بأقصى سرعة عندما أتى حارس من القصر وطلب مني القدوم برفقته حتى أرى رومانو.. الخوف الذي شعرتُ به ألم روحي جدا.. كنتُ مُرتعبة لدرجة الموت عليه..

 

وعندما رأيته بهذه الحالة لم أستطع سوى البكاء والنحيب برعب.. داويت جراحه واهتممت به بينما كان رومانو صامت.. لم يتفوه بكلمة حتى عندما سألته عن السبب.. في النهاية أغمض عينيه ونام بعمق... لكن بعد نصف ساعة دخلت السيدة كاميلا وهي من أخبرتني عما حصل له وشعرت بالغضب يتأجج بداخلي من تلك المرأة المدعوة أدلينا..

 

كرهتُها رغم أنها شقيقة يولينا.. وقررت أن أتنقم منها.. لكن طبعا بسبب طيبة قلبي وعندما اكتشفت سوء التفاهم الذي حدث معها ومع رومانو و بلاكيوس سامحتُها وبدأت أعاملها بحنية.. لكنني حزنت لمعرفتي بأن رومانو ذهب إلى ذلك النزل حتى يُضاجع امرأة.. فكرة أنه كان يريد أن يمارس الجنس مع امرأة غيري ألمتني جدا...

 

أسبوع مضى على وجودي في قصر بلاكيوس وأنا أهتم بحبيبي رومانو.. كان يرفض التكلم معي وهذا أحزنني جدا.. لماذا أصبح يكرهني؟!.. لماذا لا يسمح لي بقول الحقيقة له مجددا ويُصدقها؟.. لماذا يُعاملني ببرود؟!.. ربما لآنه يظن بأنه اغتصبني في تلك الليلة منذ سنوات..

 

تنهدت بحزن ثم وقفت وقررت أن أدخل إلى غرفتي الملاصقة لغرفة رومانو.. لقد طلبت من كاميلا في اليوم الأول حتى تُجهزها لي لأنني لا أريد أن أكون بعيدة عنه إن تألم واحتاج إليّ..

 

كنتُ أقف على الشرفة أنظر بشرود إلى حديقة القصر عندما سمعت بخوف أنين رومانو المتألم.. ركضت بسرعة وتوجهت إلى غرفته.. فتحتُ الباب دون أن أطرقه لكنني وقفتُ جامدة بذهول عندما رأيت رومانو يقف وهو يترنح وعارٍ..

 

كنتُ أتأمل جسدهُ المفتول العضلات برغبة حارقة وشعرت بلعابي يسيل من ركن فمي وأنا أحدق بعضوه الذكري و..

 

" لورا!!... "

 

انتفضت بخوف عندما سمعت رومانو يهمس باسمي بدهشة.. دخلت وأغلقت الباب بهدوء ثم مشيت بخطواتٍ بطيئة ووقفت أمامه.. كنتُ أحدق بعينيه السوداء الجميلة والتي كانت تتأملني بنظرات مصدومة و متوترة.. رفعت يدي اليمنى ووضعتُها على خده ثم وقفت على رؤوس أصابع قدمي وبدأت بتقبيل خده بقبلاتٍ رقيقة ثم أنفه ثم عينيه ثم جبينه ثم نزولا إلى ركن شفتيه..

 

قبلتهُ بخفة وهمست بهيام

" رومانو.. حبيبي... "

 

شعرت بجسده يرتعش ولكن لأنه لم يقم بأي خطوة لإبعادي عنه تجشعت وأغمضت عيناي ومزجت شفتاي بخاصته..

 

كان جامدا ولم يُبادلني القبلة ولكن مع ذلك لم أهتم وتابعت امتصاص شفتهِ السفلية بنهم وبرقة.. وهمست لهُ من بين القبلة

 

" أنا أحبُك رومانو.. أنا عاشقة لك.. أعشقك حبيبي بجنون "

 

اعترفت بحبي له لأنني كنتُ يائسة.. كنتُ أريده.. أريدُ أن أكون امرأتهُ الوحيدة.. المرأة الوحيدة التي تُلبي له رغابته.. أريدُ أن أكون المرأة الوحيدة التي يمارس معها الجنس ويجعلها مُلكا له... كنتُ أتشوق للشعور به بداخلي من جديد.. كنتُ أرغبهُ وبجنون..

 

عندما أحسست بأنه بدأ يُحرك شفتيه ويُبادلني القبلة رقص قلبي بفرحٍ كبير في قفصي الصدري وتشجعت لأُكمل ما بدأته.. رفعت يدي اليسرى وبدأت ألمس عضلات صدره بأناملي بخفة.. كانت يدي تتجول بسعادة على صدره وأتحسس كل إنش منه.. أما يدي اليمنى أصبحت خلف عنقه وبدأتُ أُداعب له بشرته وشعره القصير بخفة..

 

انتباه مقطع حميم*


ارتعش جسدي بإثارة عندما حاوط خصري بكلتا يديه وجذبني إلى جسده العاري وعمق قبلته.. كان يقبلني بجوع وحاولت أن أُجاري قبلتهُ الرائعة.. التقط شفتي السفلية بأسنانه وبدأ يمتصها بعنف كأنها سوف تزول وتختفي إن لم يفعل.. تأوهت بعمق وأنا أتحسس كتفيه بيداي عندما أدخل لسانه إلى فمي وبدأ يتجول به.. التقط بشفتيه لساني وسحبه إلى الخارج وبدأ يمتصه بنهم..

 

يا إلهي كم حلمت بهذه اللحظة.. أن يقبلني رومانو بتملك وهو في كامل وعيه.. ظننت أن هذا الحُلم لن يتحقق أبدا لكنني كنتُ مُخطئة..

 

حرر لساني وبدأ يقبل عنقي ويمتصهُ بقوة.. رفعت رأسي أكثر وأملتهُ ناحية اليمين حتى أُفسح له المجال بتقبيله أكثر..

 

" اااااااااااههه.. رومانو.. رومانو حبيبي... "

 

تأوهت بعمق وأنا أرتعش بقوة عندما أمسك قماش قميص نومي عن كتفي الأيسر وسحبه بعنف إلى الأسفل ومزقه.. شعرت بالسعادة لأنني لم أرتدي ملابس داخلية.. واقشعر بدني عندما أخفض رأسه وبدأ يقبل صدري وهو يلمسه بكلتا يديه ويداعبهُ ويضغط عليه بعنف..

 

رفعت يداي عن كتفه ووضعتُها على رأسه وبدأت أضغط بقوة وأنا أتحسس رأسهُ وشعره..

 

" روــ.. رومــ.. رومانو و و و... "

 

تأوهت بعمق باسمه عندما التقط بشفتيه حلمة صدري الأيمن وبدأ يمتصها بعنف.. كنتُ ثملة بين يديه أرتعش بعنف ودمائي تجري بقوة في شراييني وقلبي ينبض بشكلٍ مُخيف...  

 

فجأة توقف عن مص ومداعبة حلمتي لكنه بدأ يقبلني صعودا إلى عنقي.. أبعد يديه عن صدري وأمسك بقميص نومي عن الخصر وسحبها بعنف لتتمزق ويرميها بعيدا على الأرض ثم أمسك بخصري ورفعني دون أن يتوقف عن تقبيلي ووضعني بعنف على الفراش وحاصرني بجسده وتابع تقبيل جسدي دون أن يتوقف عن التأوه ولمس جسدي بيديه..

 

" لا أستطيع التوقف لورا.. إلهي سامحني.. لا أستطيع التوقف.. أبعديني عنكِ.. أرجوكِ.. اجعليني أتوقف.. "

 

همس بأنفاسٍ لاهثة وهو يقبل بطني وحتى أُشجعه أكثر وضعت يداي على كتفه ورفعت وسطي ثم فرقت ساقاي عن  بعضها وهمست له بنبرة حالمة عاشقة ومثيرة

 

" رومانو.. أنا أحتاجُك.. أحتاجُك بجنون... اااااااه.. أريدُك.. أنا أريدُك.. لا تتوقف حبيبي.. ااااااااااه... "

 

تأوهت بقوة في النهاية عندما أحسست بيده تُداعب مهبلي والذي أصبح رطبا لأجله.. كنتُ أتلوى من شدّة رغبتي به وأحترق بنار الرغبة لشعوري بعضوه الذكري بداخلي..

 

أغمضتُ عيناي بسعادة لا توصف ورفعت رأسي وضغطت شفتاي بقوة لكن رغما عني خرجت صرخة قوية من فمي عندما اقتحمني بعضوه المنتصب دفعة واحدة..

 

" آاااااااااااااااااااااااه.. رومانو و و و... "

 

هتفت بملء صوتي بمتعة عندما بدأ يدفع بداخل فتحتي بقوة وبعنف.. لكنني لم أهتم للألم كنتُ في عالمي الخاص وأنا فرحة جدا وفي قمة سعادتي لأنني أخيرا حققتُ حُلمي و رومانو أصبح لي بكامل وعيه..

 

شعوري بكل إنش من عضوه الذكري الجميل بداخلي جعلني أبتل أكثر من أجله ونار الرغبة أحرقت دمائي.. رفع رأسه وقبلني بوحشية على شفتاي وبادلتهُ قبلتهُ بسرعة رغم عدم خبرتي.. فالشخص الوحيد الذي قبلني وامتلكني ولمسني هو رومانو فقط... حاولت مُجاراته لكنه زمجر بغضب وأمسك بكلتا يداي ورفعها فوق رأسي وثبتها بيده اليسرى وبدأ يدفع بشكلٍ مُخيف بداخلي لدرجة أنني شعرت أنه سوف يصل إلى أحشائي.. لكنني كنتُ سعيدة ولم أهتم بأنه يُضاجعني بعنف..

 

كان السرير يهتز بنا بقوة بسبب دفاعاته العنيفة.. صوت ارتطامه في الحائط طغى على صوت تأوهاتي وأنين وتأوهات رومانو العنيفة.. أمطر جسدي بقبلاته وعرفت أنني سوف أحصل على الكثير والكثير من عضات الحُب على جسدي... فجأة رفع ساقي اليمنى ووضعها على كتفه دون أن يحرر يداي وبدأ يدفع بعمق أكثر بداخلي

 

" آاااااااااااااااااااه... رومـ.. رومانو و و.... "

 

تأوهت بألم لكن جسدي ارتعش بقوة وقذفت سائلي حول عضوه الذكري.. سمعت حبيبي يلهث بقوة ثم قال بأنفاس لاهثة

 

" هذا ما أردتهِ منذ البداية.. أن تجعليني أفعل المُحرم مع شقيقتي.. سوف تنالين ما تريدينهُ لورا.. سوف أجعلكِ عشيقتي لكنني لن أرحمكِ لأنكِ ألمتني وجعلتني أضعف وأغتصبكِ.. تُحبينني هممم؟!.. سوف تنالين جزاء ما فعلتهِ بي.. أنتِ السبب بدماري ودماركِ.. أنتِ "

 

فتحت عيناي بصدمة ونظرت إليه برعب ثم قمتُ بهز رأسي رفضا وسالت دموعي وأنا أهمسُ له ببكاء

 

" رومانو أرجوك اسمعني.. أنتَ لستَ شقيقي و... آااااااااااااااااااه.. أرجوك.. أنتَ تؤلمني.. رومانو و و.... "

 

هتفت برعب و بألم في النهاية عندما عضني بقوة على كتفي ثم رفع رأسه وأمسك بيدهِ اليمنى فكي ورفع رأسي  بعنف وقال بغضب و بألم وبعذاب

 

" توقفي عن الكذب لأنكِ تؤلمينني عندما تفعلين.. أنا أخاكِ لورا.. أنااااااااا شقيقُكِ.. تُحبينني هممم!!!..  اللعنة على الجحيم... حاولت كثيرا أن أتجنبكِ وأبتعد عنكِ بعد ما حدث بيننا في تلك الليلة منذ ستة سنوات.. واعتذرت منكِ.. ماذا تريدين مني؟!!.. لماذا تُعذبيني لورا؟!.. ماذا فعلت لكِ حتى تؤلميني أكثر وتجعلين أغرق أكثر بالخطيئة؟!.. إن كان هذا ما تريدينه مني سوف أُحققهُ لكِ.. سوف أجعلكِ عشيقتي وأُلبي رغباتكِ.. لكن عليكِ أن تدفعي الثمن.. يجب أن تدفعي الثمن لجعلي أغرق بالخطيئة معكِ.. حاولت كثيرا مُقاومتكِ ومقاومة ما أشعرُ به ناحيتكِ.. اللعنة أنا أحبُكِ أيضا.. أحبُكِ.. سوف تكونين لي لكن على طريقتي الخاصة لأنني لم أعُد أحتمل "

 

ارتعش جسدي بعنف وفتحت فمي بصدمة وهمست بعدم التصديق

 

" أنتَ تُحبني؟!!!.. آااااااااااااااااه... "

 

تأوهتُ بقوة عندما دفع بداخلي بعنف لكنني لم أعترض بل كنتُ مثل الغبية أنظر إلى وجهه الغاضب والحزين بسعادة..

 

" نعم.. أحبُكِ لورا.. ليس كشقيقة لي.. اللعنة.. أنا غارق في عشقكِ منذ ومنٍ بعيد.. بعيد جدا.. "

 

حرر يداي وبدأ يُداعب صدري بيديه وهو يقبل عنقي قائلا

 

" لطالما أحببتُكِ وشعرتُ بالخوف من هذا الشعور.. وارتعبت من ذلك وحاولت أن أنساكِ وأنسى جنون عشقي لكِ لكنني لم أستطع.. لم أستطع.. أنتِ لي لورا.. خُلقتِ لأجلي.. لأجلي أنا فقط "

 

بكيت بسعادة وهمست له بعشقٍ كبير

 

" نعم.. أنا لك.. لك لوحدك رومانو.. أنا أعشقُك رومانو.. عاقبني كما تريد.. عِقابُك هو الجنة بالنسبة لي.. لكن لا تبتعد عني مجددا أرجوك.. "

 

ارتعش جسده وفجأة بدأ يُضاجعني برقة وهو يمتص حلمتي ويداعب صدري بيديه.. لم أهتم لشيء في هذه اللحظة سوى بأنه يُحبني كما أفعل.. فليعاقبني لا أهتم المهم أن لا يبتعد عني أبدا.. أنا يائسة له.. يائسة... مارس معي الحُب لساعتين متواصلتين وجعلني أنام في أحضانه طيلة الليل..

 

انتهى المقطع الحميم*


كنتُ في قمة سعادتي.. قريبا جدا سوف يصل أبي فبيانو إلى سان مارينو.. لقد أرسلت له برقية مستعجلة أطلب منه الحضور في أسرع وقت.. و رومانو سوف يكتشف الحقيقة ويعلم بأنني لم أكن أكذب عليه عندما أخبرته بأنه ليس شقيقي..  وحينها سوف أكون له في الحلال إلى الأبد...

 

كنا مثل العشاق في كل ليلة نمارس الحُب دون أن نشبع.. كان يمارس معي الحب بجنون ورغبة حارقة.. رومانو رائع جدا بممارسة الحُب وجعلني أكتشف أسرار كثيرة عنها.. وعلمني كيف أُرضيه وأجعلهُ يقذف سائله بمتعة من أجلي...

 

كنتُ في عالمي الخاص لفترة أربعة أسابيع ولم أهتم لمعرفة ما يحدث في القلعة بعد عودتنا إليها.. كنتُ طيلة النهار أنتظر بفارغ الصبر حلول المساء حتى أتسلل من غرفتي وأذهب إلى جناح رومانو حتى نمارس الحُب طيلة الليل بجنون..

 

كنتُ سعيدة جدا والفرحة لا تكاد تساعني.. أنا أحبهُ بجنون و رومانو كذلك.. هو يعشقني بجنون.. والمفرح أن علاقتهُ تحسنت مع الكونت بلاكيوس وعادا أعز الأصدقاء..

 

خرجت من غرفتي وتسللت بخفة ووصلت إلى جناح رومانو.. كان ينتظرني بلهفة أمام الباب.. إذ عندما فتحت باب الجناح جذبني بسرعة من يدي وأغلق الباب وقبلني بجوع.. حاوطت عنقه بكلتا يداي وبادلتهُ القبلة بجوعٍ أكبر..  بعد مدة فصل القبلة ونحن نلهث بعنف ثم حملني بيديه وقال بنبرة حنونة

 

" حبيبتي.. اشتقتُ لكِ كثيراااااااااا "

 

ابتسمت له بخجل وهمست بهيام

 

" وأنا أكثر حبيبي "

 

قبلني في أنفي بخفة ثم سار بي ووضعني بخفة على السرير وبدأ يزيل عني ملابسي... بعد ساعة ونصف من ممارسة الحُب بطريقة جنونية كنتُ أضع رأسي على صدره وأنا أُحاوط ساقيه بساقاي وأُداعب صدرهُ بأناملي..

 

" رومانو بماذا تُفكر حبيبي؟ "

 

سألتهُ بصوتٍ منخفض عندما رأيتهُ ينظر إلى سقف الغرفة بشرود.. داعب شعري بأنامله برقة وقال

 

" أنا قلق على بلاكيوس.. لقد أتى اليوم وبالكاد ألقى علينا تحية المساء وذهب إلى غرفته.. كان يبدو حزين جداً.. هناك ما يُحزنه.. ثم أنا أشعر بالحزن لأنه لم يسترجع ذاكرته بعد وخاصة لأنه سوف يتزوج من تلك الشمطاء فيرلا.. صحيح هي حامل منه لكنني لم أسترح لها أبدا "

 

قبلت صدرهُ بخفة وقلتُ له

 

" لا تقلق عليه.. بلاك رجل قوي وذكي جدا.. ثم معك حق بشعورك بعدم الارتياح نحو فيرلا لأنني أيضا لم أرتح لها.. لا أعلم لكن كما يبدو لي بلاك لا يُحبها.. لكنها حامل منه للأسف.. أظن هذا هو السبب لرغبته بالزواج منها.. أتمنى أن تكون جيدة له ولا تؤلمه و... "

 

توقفت عن الحديث عندما سمعت صوت طرقات قوية على باب الجناح.. انتفضت برعب ونظرت بخوف عميق إلى رومانو.. ابتسم لي برقة وقال لي بعد أن قبل شفتاي بقبلة سريعة

 

" لا تخافي.. لا تخرجي من الغرفة.. لن يعلم أحد بأنكِ هنا.. سوف أرى من على الباب في هذا الوقت المتأخر.. "

 

أشرت لهُ برأسي موافقة وابتعد عني ليقف وبدأ يرتدي ملابسه.. خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بهدوء.. ثم بعد لحظات سمعت برعب رومانو يهتف بصدمة

 

" أبي!!.. مــ.. ما الذي جاء بك إلى إيطاليا؟!!... "

 

" هل هكذا تُرحب بوالدك رومانو... ثم أنا هنا من أجل ابنتي لورا.. لقد ذهبت إلى غرفتها لكنني لم أجدها.. لذلك قررت أن أتي وأراك.. أتمنى أن تكون فعلتَ بما أمرتُك به رومانو.. "

 

وقفت برعب وأنا أرتجف بشدّة.. يا إلهي.. أبي فبيانو هنا.. إن رآني هنا سوف يقتلني.. فكرت برعب مزق أحشائي  وأنا أرتدي ثيابي بسرعة وبدأت بيدين مرتجفتين أحاول تصفيف شعري المبعثر...

 

" لقد فعلت لا تقلق.. ما رأيك أن ندخل إلى مكتبي ونتكلم هناك على راحتنا؟! "

 

سمعت رومانو يتكلم بصوتٍ متوتر وانتابني الرعب عندما سمعت والدي يقول

 

" لماذا تريدنا أن ندخل إلى مكتبك؟!.. هل يوجد أحد برفقتك هنا؟!.. هل كنت تضاجع امرأة جديدة مثل عادتك حتى تنسى عشقك المُحرم؟.. إن عرفت بأنك اقتربت من ابنتي ولمستها سوف أقتلك كما هددتُك منذ سنوات.. سوف أنسى بأنك ابني وأقتلك بكلتا يداي رومانو "

 

خفق قلبي بعنف لمعرفتي بأن والدي كان يعلم بعشق رومانو لي.. كيف حدث ذلك؟!.. ولماذا أبي لم يُخبره بالحقيقة عندما عرف بأن رومانو يُحبني؟!.. جحظت عيناي بفزعٍ كبير وأنا أسمع خطوات غاضبة قادمة من الغرفة وصوت رومانو المرتعب

 

" أبي إلى أين تذهب؟!.. أبي توقف لو سمحت.. توقف أرجوك... "

 

وبفزعٍ كبير حاولت أن أستدير وأختبئ قبل أن يدخل أبي إلى الغرفة لكن قبل أن أفعل انفتح باب الغرفة بعنف ورأيت برعبٍ مهول والدي فبيانو يقف أمامي جامدا وهو يشملني بنظراتهِ الصادمة وخلفه رومانو والذي كان وجهه شاحب كالأموات...


نظرت إليه بذعر فاق تحملي وارتعشت أوصالي بشدة


رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب

" أبــ.. أبــ.. أبي "

 

همست برعب وارتعش جسدي بعنف عندما رأيت نظراتهِ تقذف حمم مُلتهبة من شدّة الغضب.. صك على أسنانه بعنف ثم صرخ بقوة لدرجة أن وجهه أصبح أحمر كالدم

 

" سوف أقتُلك أيها اللعين "

 

استدار ووجه لكمة قوية على وجه رومانو

" لااااااااااااااا.. لا تضربه.. لا أبي أرجوككككككككك... "

 

هتفت بهستيرية عندما إنهال عليه والدي بالشتائم وبالضرب بينما رومانو كان يتلقى منه اللكمات وهو جامد دون أن يتحرك أو يدافع عن نفسه.. ركضت وحاولت إبعاده عن رومانو لكنني تلقيت صفعة قوية منه على وجنتي وهو يصرخ بعنف

 

" عاهرة لعينة.. أنا لم أربي ابنتي حتى تُضاجع شقيقها بالحرام.. سوف أُزوجكِ بأسرع وقت إلى بارون فاسيلي.. لقد طلب يدكِ مني منذ شهر ووافقت.. وافقت لأنه قريب فيرلا وهو مناسب لكِ "

 

وهنا جُن جنون رومانو وهتف بعنف وهو يمسك بيدي ويضعني خلفه ومسح الدماء عن أنفه النازف بكم قميصه وقال بغضب بوجه أبي

 

" لن أسمح لك بفعل ذلك أبداااااااااا.. لن أسمح لك بضربها وإجبارها على الزواج من ذلك البارون الحقير.. إياك أن تفكر بفعل ذلك بها.. ثم أنا من أجبرها وبالقوة على مُعاشرتي لأنني أحبُها بجنون.. لا أهتم بأنها شقيقتي.. اللعنة لستُ مهتم بذلك.. أنها لي أنا.. أنا أعشقُها منذ زمن..  افعل بي ما تشاء لكن هي لاااااااااااا.. أُقتلني لا أهتم.. لكن إياك أن تلمسها مجددا أو تُجبرها على أي شيء رغم إرادتها و... "

 

توقف رومانو عن التكلم وصوت صفعة عنيفة ملأ أرجاء الغرفة ورأيت بفزع رأسهُ يلتف بقوة ناحية اليمين.. شهقت بقوة وأنا أبكي بعنف بينما كنتُ أتمسك بكلتا يداي بقميص رومانو..

 

" اسمعني جيداً أيها العاق.. أنا لم أُربيك حتى ترفع صوتك بوجهي وتُهددني وبكل وقاحة تُخبرني وتعترف لي بأنك تعشق شقيقتك.. إنها أختُك أيها الحقير.. أختُككككككك... وسوف تُنفذان أوامري من اليوم رغما عن أنوفكم.. "

 

هنا تشجعت ورفعت رأسي وابتعدت عن رومانو ونظرت إلى أبي بغضب وقلتُ له بصراخ

 

" لماذااااااااا؟!.. لماذا تفعل بنا ذلك؟!.. أخبرهُ بالحقيقة.. أخبر رومانو فورا بأنه ليس ابنك وبأنك... آاااااااااااااااااااععععععععععههههههه.... "

 

صرخت بألم في النهاية عندما أمسكني أبي من شعري وصفعني من جديد وسمعت رومانو يصرخ بعنف

" دعهاااااااااااااااااااااااا.... "

 

 وسمعت صوت صفعة وعلمت بأنه صفع رومانو من جديد.. ارتعش جسدي بعنف عندما هتف أبي فبيانو

 

" ما هذه التخاريف أيتها القذرة؟!.. لقد غرقتِ بالخطيئة لدرجة بأنكِ لفقتِ كذبة حتى تُبرري أفعالكِ الشنيعة والمُحرمة.. رومانو شقيقكِ.. هو ابني من لحمي ودمي.. سمعتِ؟.. هو ابني وأخاكِ "

 

رفع رأسي عاليا من خصلات شعري وحدق بغضب أرعب روحي في عمق عيناي وقال بحدة و بلؤم

 

" سوف أحبسكِ في غرفتكِ لحين يوم زفافكِ على البارون سانتينو فاسيلي.. لقد أتى برفقتي من أجل أن يطلب يدكِ.. لكنني سوف أُخبره بأنكِ موافقة وسوف أُحدد موعد الزفاف بعد أسبوع.. "

 

ثم نظر إلى رومانو الجامد أمامنا بصدمة وقال له بحدة 

 

" وأنتَ أيها القذر.. سوف يكون لي حساب آخر معك.. لكن إن اقتربت من لورا بأي شكلٍ كان قبل زفافها سوف أقتلها.. إن اقتربت منها من جديد لورا سوف تموت "

 

وسحبني والدي من شعري خارج الغرفة والجناح بينما كنتُ أنظر إلى رومانو بألم وبعذاب كبيرين أحرقا روحي وفؤادي وكياني... رماني والدي على الأرض بوسط غرفتي ثم أغلق الباب بعنف واقترب ليقف أمامي وقال لي بلؤم وبتهديد

 

" لا أعلم كيف اكتشفتِ الحقيقة.. لكن رومانو يبقى ابني أنا ولن أسمح لكِ بإخباره الحقيقة أبدا "

 

جثوت أمامه على ركبتاي وأنا أبكي وقلتُ له بتوسل

 

" أبي أرجوك اسمعني.. لقد سمعت أمي قبل وفاتها تطلبُ منك أن تُخبرنا الحقيقة.. أنا أحبُه وهو أيضا.. أرجوك أخبره الحقيقة.. أتوسل إليك لا تُفرقني عنه.. نحن نعشق بعضنا بجنون.. أرجوك أبي لا تُفرقنا عن بعض.. أرجوك.. أنا أُحب رومانو جدا.. سعادتي معه.. أرجوك أبي أخبر رومانو والجميع بالحقيقة و بارك حُبنا.. أنا لا أستطيع العيش من دونه...  اااااااااااااااه.. "

 

تأوهت بقوة وأنا أسقط على الأرض بسبب صفعته.. تكورت على نفسي وأجهشت بالبكاء المرير وأنا أسمع أبي يصرخ بجنون

 

" على جُثتي لن يحدث ذلك.. هو شقيقُكِ وانتهى الموضوع.. عليكِ أن تنسيه.. سوف تتزوجين من البارون سانتينو بعد أسبوع رغما عن أنفك.. أنا لن أوافق أبدا بأن أخسر رومانو وأخسركِ.. أنتما أبنائي.. ضعي هذه الحقيقة في رأسكِ اليابس.. رومانو سوف يظل شقيقكِ إلى الأبد ولن يكتشف هو أو أي أحد بأنني وجدتهُ مرمي على الطريق وهو في سن الثالثة من عمره.. فهمتِ؟ "

 

وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفه ثم أقفلهُ بالمفتاح..

 

لكن فبيانو بسبب غضبه لم يرى أو ينتبه لوجود يولينا تقف خلف العامود جامدة بصدمة قرب غرفة لورا..

 

كنتُ أنتحب بعنف عندما سمعت صوت رقيق يهمس لي من خلف الباب

 

" ليدي لورا.. ليدي لورا... أنتِ بخير؟!.. ليدي!!!... "

 

توقفت بسرعة عن البكاء وهمست بسعادة

" يولينا!... "

 

وقفت وركضت ناحية الباب وحاولت فتحه لكنني لم أستطع لأنه مُقفل.. بكيت برعب وقلتُ لها برجاء

 

" يولينا.. أرجوكِ ساعديني.. أخرجيني من هنا.. أرجوكِ.. يجب أن أرى رومانو بسرعة.. ساعديني أرجوكِ "

سمعتُها تهمس بحزن

 

" آسفة ليدي.. لقد أقفل والدكِ الباب بالمفتاح.. و.. وأنا آسفة لقد سمعت حديثكِ معه بالصدفة.. ظننت بأنكِ تتعرضين للتحرش عندما كنتُ مارة من هنا لكن.. لكن.. أنا سمعت كل حديثكِ معه "

 

شعرت بالراحة وقلتُ لها بسعادة

 

" إذا أرجوكِ اذهبي فورا إلى جناح القائد رومانو وأخبريه بكل كلمة سمعتِها.. أرجوكِ ساعديني.. أخبريه بأنني لم أكذب عليه وأنه ليس شقيقي.. ساعدني يولينا أتوسل إليك "

 

" سوف أُساعدُكِ ليدي.. لا تقلقي.. يا إلهي!!... "

 

همست يولينا بصدمة في النهاية ونظرت إلى الباب برعب وهمست لها

" ماذا هناك يولينا؟!... "

 

أجابتني بسرعة


" إنه والدكِ.. هو قادم وبرفقتهِ ثلاثة جُنود.. سوف أساعدكِ لا تخافي ليدي لورا.. سوف أذهب وأتكلم فورا مع القائد رومانو.. أعدُكِ "

 

وسمعت خطواتها الراكضة تبتعد وبعد لحظات سمعت برعب والدي فبيانو يأمر الجُنود قائلا

 

" سوف تُراقبون الباب على مدار الساعة ولن تسمحوا لأحد بالدخول أو الخروج من الغرفة إلا بأمر مني.. فهمتم؟ "

 

" نعم سيدي اللورد "

 

أجابوه بطاعة وشعرت بساقاي ترتعش ولم تعد تستطيع حملي فسقطت منهارة على الأرض وأنا أبكي بتعاسة.. لقد حبسني في غرفتي ووضع جنود لحراستي.. كيف سوف أهرُب؟!!..

 

فكرت برعب وأنا أبكي ولكن قلبي خفق وأنا أتذكر يولينا.. هي أملي الوحيد الآن.. أتمنى أن تستطيع إقناع رومانو بالحقيقة... أتمنى ذلك من أعماق قلبي.. إن لم يصدقها رومانو سوف تكون نهايتي.....

 

 

يولينا***

 

كان الوقت متأخرا في الليل ومع ذلك لم أرد أن أنام قبل أن أنتهي من ثياب حبيبي.. كنتُ أضع ملابس ألكسندر التي غسلتُها له اليوم في خزانته وأنا أستنشق بسعادة رائحتهُ الجميلة والتي كانت تفوح في كامل الغرفة...

 

يا إلهي كم أحبهُ.. ما أجمل الحُب لكن أيضا ما أتعسه.. فالحُب من طرف واحد مؤلم جدا..

 

تنهدت بأسى ثم أقفلت الخزانة ونظرت بحزن في أرجاء الغرفة... هو ليس هنا.. لقد عرفت بأنه مُنشغل قليلا بسبب حفلة خطوبة الكونت.. شعرت بالألم يعتصر قلبي على شقيقتي أدلينا.. سالت دموعي بقهر وبللت وجنتاي.. كم كنتُ غبية وظلمتُها.. بسبب تصرفي المتسرع في ذلك اليوم واستنتاجاتي الخاطئة ألمت أدلينا كثيرا.. بسببي هي تتعذب الآن بعيدا عن توماسو وبسببي هي تتعذب لآن الكونت كرهها.. يا ليتني لم أتفوه بتلك الحماقات وألمت أدلينا..

 

مسحت دموعي وخرجت من الغرفة ومن جناح ألكسندر بسرعة.. كنتُ أمشي في الرواق عندما تجمدت فجأة برعب إذ رأيت أمامي وبصدمة على بُعد عدة أمتار رجل يبدو في الستين من عمره يمسك بشعر لورا ويسحبُها خلفه بعنف بينما هي تبكي برعب وأدخلها إلى غرفتها وصفع الباب خلفه..

 

شعرت بالخوف عليها ونظرت حولي لأرى إن كان هناك أي حارس يمكنهُ مساعدتي وإنقاذها لكني لم أرى أحد.. ركضت بسرعة أنوي التدخل وإنقاذها لكنني تجمد أمام الباب وأنا أسمح حديثهما.. يا للهول!.. القائد رومانو إستي ليس شقيق الطبيبة لورا!!!... و.. وهما يُحبان بعضهما!!...

 

اختبأت خلف العامود الضخم قرب غرفتها وراقبت والدها يخرج من الغرفة وهو يشتم ثم أقفل الباب بالمفتاح وسار مبتعدا بغضب.. 


رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب


شعرت بالكره نحوه.. بدل أن يقف بجانب ابنته ويرعى مشاعرها يريد أن يُخفي الحقيقة عن ابنه والجميع.. أناني حقير..

 

فكرت بكره وأنا أحاول التكلم مع تلك المسكينة ثم قررت أن أُساعدها.. ليدي لورا لطالما كانت حنونة معي وتُعاملني مُعاملة رائعة.. لذلك وعدتُها بأن أُساعدها وتوجهت مسرعة نحو جناح القائد رومانو..

 

طرقت الباب بخفة في البداية لكن لم يصلني أي رد.. ثم طرقت بعنف وبعد لحظات انفتح الباب ووقف القائد أمامي وهو يهتف بعنف

 

" ماذاااااااااااااا؟!!!... ما الذي تريدينه يولينا؟!.. اذهبي من هنا لستُ في وضع يسمح لي بالتكلم مع أحد... "

 

كانت عينيه حمراء المسكين وعلى وجهه علامات تشبه الأصابع.. لقد صفعهُ والدهُ القذر والمسكين كان يبكي.. وقبل أن يُغلق الباب بوجهي أجبتهُ بسرعة

 

" عليك أن تعرف حقيقة ما سمعتهُ منذ قليل في غرفة ليدي لورا.. والدك كذب عليك منذ البداية "

 

تجمد بصدمة أمامي ثم فتح الباب على مصراعيه وأمسك بيدي اليمنى وسحبني بقوة إلى الداخل ثم أغلق الباب وسألني بلهفة

 

" عن أي حقيقة تتكلمين يولينا؟!.. ماذا أخفى عني والدي وما الذي سمعته؟!!... "

 

نظرت إليه بحزن واخبرتهُ بالتفصيل الممل كل ما سمعتهُ وما فعلهُ والدهُ الأناني بـ لورا...

 

توسعت عينيه بصدمة عندما انتهيت من سرد كل شيء له ورأيت فكه يرتعش بقوة وهو يحدق بوجهي بذهول.. رمش بعنف ثم همس قائلا

 

" أعيدي ما قلتهِ للتو... "

 

تأففتُ بقوة وقلتُ له

 

" أنتَ لستَ شقيق لورا.. لقد سمعت والدُك يقول لها بالحرف الواحد بأنه وجدك مرمي على الطريق وأنتَ في سن الثالثة.. ثم قال لها بأنه لن يُخبرك أو يُخبر أي أحد بهذه الحقيقة وأنك سوف تظل أمام الجميع شقيقها.. "

 

تنهدت بقوة ثم قلتُ له

 

" عليك أن تشعُر بالسعادة لأن حُبك لـ لورا ليس مُحرم.. ليدي لورا تُحبُك جدا.. مسكينة كم بكت وتوسلت لذلك الملعون حتى يُخبرك بالحقيقة لكنه رفض.. عليك أن تُخرجها من تلك الغرفة وتهرب معها.. تزوجها واخبر الجميع بالحقيقة عندها سوف تضع والدك أمام الأمر الواقع وتُجبره على تقبُل الواقع والرضوخ له.. أنا أفهم بأنهُ يحُبك مثل ابنه لكنه يظلمكم.. عليك أن تتصرف بسرعة قبل أن يزوجها من ذلك البارون القبيح.. لقد رأيته وهو أقبح رجل شاهدتهُ في حياتي.. أنقذ نفسك وأنقذ لورا معك وعيشوا بسعادة إلى الأبد "

 

" لورا.. لورا حبيبتي ليست شقيقتي؟!!.. كم كنتُ غبي ولم أصدقها... "

 

همس رومانو بصدمة وبحزن ثم ابتسم بسعادة وهتف

" لورا ليست شقيقتي.. ليست شقيقتي من لحمي ودمي "

 

ضحكت بخفة على جنونه ثم قلتُ له بسرعة

" هششش.. أخفض صوتك.. لا يجب أن يعلم أحد بذلك قبل أن تهرب أنتَ و لورا وفي أسرع وقت من هنا "

 

ابتسم رومانو بسعادة وقال

" نعم.. أنتِ مُحقة.. يا إلهي.. أنا أسعد رجل في العالم الآن.. لورا ليست شقيقتي... "

 

هززت رأسي وأنا أبتسم ثم تقدمت خطوة منه وقلتُ له

 

" يجب أن أذهب لقد تأخر الوقت كثيرا.. سوف أحاول أن أتواصل مع لورا و أُخبرُك بتحركات الجنود الذين وضعهم والدك أمام غرفتها لحراستها.. وبعدها عليك أن تُخطط بكيفية الهروب معها من القلعة "

 

مشيت نحو الباب وفتحته ولكن قبل أن أخرج أمسك رومانو بيدي وقال لي بفرحٍ كبير

 

" أشكرُكِ يولينا على كل شيء.. لا تعلمين كم أفرحتِ قلبي الآن "

 

ثم ولدهشتي اقترب وعانقني بشدّة وهو يقول

" شكرا لكِ.. شكرا يولينا "

 

قهقهت بخفة وأنا أُربت على ظهره بخجل ثم ابتعدت عنه وقلتُ له

" اغسل وجهك وفكر ماليا بخطة مُحكمة.. ليلة سعيدة "

 

أغلقت الباب وأنا ابتسم بسعادة ومشيت عدة خطوات لكن قبل أن أصعد السلالم أمسكت يد بإحكام بذراعي ويد وضعت على فمي بقوة وتم سحبي إلى الخلف بعنف وخبط جسدي بجسد صلب وطويل

 

" هممممممممم.... "

 

كنتُ أحاول الصراخ وتحرير نفسي وأنا أنظر حولي برعب وأرى إن كان هناك أي أحد ليساعدني لكن لسوء حظي لم يكن هناك أحدا

 

" هممممممممممممم..... "

 

هتفت بصوتٍ مكتوم وأنا أحاول الركل وخدش تلك اليد التي تكتم صرختي وأنفاسي لكنني تجمدت فجأة عندما شعرت بأنفاس دافئة على أذني اليسرى وصوت ألكسندر الغاضب يهمس بفحيح

 

" تلعبين من خلف ظهري يولينا؟!!... ومع من؟!!.. مع صديق طفولتي رومانو إستي.. سوف تندمين "

 

جحظت عيناي برعب بسبب كلماته التي جعلت الخوف يسري في أنحاء جسدي و بالكامل وقبل أن أرمش تلقيت ضربة قوية خلف عنقي ورأيت السواد أمامي..

 

ارتعشت عيناي بسبب شعوري بشيءٍ رطب على وجهي..

 

" أووووووووه.. "

 

تأوهت بقوة عندما حاولت أن أُحرك رأسي بسبب الألم الفظيع الذي شعرت به في عنقي.. فتحت عيناي بضعف لكنني لم أستطع أن أرى بوضوح فأغلقتُها ثم عاودت فتحها لأرى وجه ألكسندر الغاضب أمامي..

 

رمشت بقوة لكن نظرات ألكسندر الغاضبة لم تتغير.. هل حقا أنا أرى ألكسندر الغاضب أمامي أم أنا أتوهم؟!... فكرت بدهشة وأنا أُحدق في عمق عينيه الزرقاء الجميلة رغم الغضب الذي كان يشتعلُ بها..

 

" سيد ألكسندر!... "

 

همست له بصوتٍ مبحوح وحاولت رفع رأسي لكنني شهقت بألم وأرخيت رأسي على الوسادة.. مهلا رأسي على وسادة ناعمة كالريش؟!.. وبسرعة نظرت حولي لأرى برعب بأنني نائمة على سرير الفارس ألكسندر في غرفة نومه...

 

حاولت الجلوس لكنني شعرت بخوفٍ كبير عندما حدق ألكسندر بوجهي بطريقة مُخيفة جدا وأمرني بصوتٍ جامد

 

" إياكِ أن تتحركي.. "

 

ارتعش جسدي رُعبا منه عندما قرب وجهه مني وهو يُحدق بشكلٍ مُرعب للنفوس في عيناي وقال لي وهو يصك على أسنانه بغضب

 

" أخيرا استيقظتِ.. نصف ساعة وأنا أُحاول إيقاظكِ.. المهم.. ماذا كنتِ تفعلين في غرفة رومانو في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل يولينا؟!.. أجيبي ي ي ي ي ي.... "

 

ارتعش جسدي بعنف عندما هتف بحدة وبغضب أعمى في النهاية.. وهنا تذكرت ما حدث لي.. لقد ضربني وجعلني أغيب عن الوعي.. ابتلعت كُتلة الخوف بداخلي واصطنعت الشجاعة وأجبته ببرود

 

" وما همك أنت؟.. هذه حياتي الشخصية وأنا حُرة بفعل ما أريدُه وحرة بالتكلم مع من أرغب وساعة ما أشاء وكيفما أشاء.. ويمكنني فعل واتخاذ أي قرار أريدهُ وأنتَ لا دخل لك في حياتي الخاصة و.. ااااااااااااااااه.. دعني أيُها الهمجي.. دعنييييييييييي.... "

 

هتفت برعب عندما أمسكني بذراعي ورفعني وضغط بعنف عليها.. هزني بقوة ثم صرخ بوجهي بغضبٍ مهول

 

" أنتِ لي.. لي أنااااااااااااااا.. لا يمكنكِ التنفس لا يمكنكِ التحرك ولا يمكنكِ التكلم مع أحد أو فعل أي شيء من دون موافقتي أنااااااااااا.. أنتِ لي أنا فقط... "

 

جحظت عيناي ونظرت إليه بذهول وطرق قلبي بعنف لدرجة أنني استطعت سماع نبضاته المتسارعة في أذناي.. هزني ألكسندر من جديد وقال بصراخ

 

" أنتِ لي أنا.. شعركِ.. عينيكِ.. أنفكِ.. فمكِ.. لسانكِ.. يديكِ.. جسدكِ.. قلبكِ.. كُلكِ لي.. لي أنا.. أنتِ لي يولينا ميديشي.. لي وحدي.. فهمتِ؟ "

 

كان يلهث بعنف وهو يُحدق بغضب في عيناي.. فكرت بصدمة شلت شروحي.. ألكسندر يُحبني؟!!!!... يُحبني أنا؟!!!... يا إلهي!!..

 

ومثل الغبية نظرت بحنية إلى وجهه وابتسمت له برقة وسألتهُ بهمس

 

" لماذا؟!!.. لماذا أنا لك ألكسندر؟!!.. أخبرني.. "

 

كانت المرة الأولى التي أتفوهُ بها باسمه من دون كلمة سيدي.. لم ننتبه كلينا بذلك.. وبدهشة عانقني بشدّة إلى صدره وأغرق رأسي في عنقه وقال لي بحرقة

 

" أنتِ لي يولينا.. لي منذ اللحظة الأولى التي رأيتُكِ بها في سوق القرية.. أنتِ لي لأنني أحبكِ بجنون.. أنتِ لي لأنكِ خُلقتِ حتى تكوني امرأتي.. أنتِ لي.. لي إلى الأبد.. ولن أسمح ولو على قطع رأسي بأن تكوني لغيري "

 

ارتعش جسدي بعنف وخسر قلبي نبضة من نبضاته ليعود وينبض بجنون في صدري لدرجة أنني شعرت بأنه سوف يخترق قفصي الصدري ويخرج من جسدي... أغمضت عيناي وحاوطت ظهره بكلتا يداي وهمست له بسعادة

 

" أنا لك ألكسندر.. لك وحدك.. وإلى الأبد.. أنا أيضا أحبُك بجنون "

 

تصلب جسده ثم أحسست برعشته.. أبعدني ألكسندر عنه بسرعة وحدق بوجهي بصدمة ثم همس بدهشة

 

" هل أنا أحلُم؟!.. "

 

أشرت له برأسي رفضا وهمست له بينما كنتُ أنظر إليه بحُبٍ كبير

 

" لا.. أنتَ لا تحلُم.. أنا أحبُك ألكسندر "

 

ارتعش فكه بقوة ولمعت عينيه ببريقٍ رائع وهمس قائلا لي بسعادة 

" أعيدي ما تفوهتِ به يولينا.. "

 

ابتسمت بحنان وأجبته برقة

" أنا أحبُك فارس ألكسندر بورغيسي.. أحبُك بجنون "

 

أغمضت عيناي عندما تأوه بقوة وبدأ يقبل وجهي بجنون وهو يهمس..

 

" يا إلهي!!.. لا أستطيع أن أصدق.. أنا أحلُم بالتأكيد!.. كم حلمت بسماع هذه الكلمة تخرج من بين شفتيكِ الجميلتين.. كم عذبتني ببرودكِ وبُعدكِ المستمر عني.. لماذا ألمتني حبيبتي؟!.. لطالما كنتُ أحاول أن أتقرب منكِ لكنكِ دائما ما كنتِ تصدينني وتبتعدين عني.. "

 

ثم قبل شفتاي برقة وبادلتهُ القبلة بخجل... فصل القبلة ووضع جبينهُ على خاصتي وبدأ يداعب كتفي وظهري بيديه.. تجمدت بين يديه وهمست له بتلعثم وبخجل

 

" ألكسندر.. نحن.. أنا وأنتَ.. لن.. لن نمارس الحُب قبل الزواج.. أنا لن أكون لك قبل الزواج "

 

أبعد رأسه وحدق بعمق عيناي ثم ابتسم بخبث وقال

" هل تطلبين يدي للزواج يولينا ميديشي؟!... "

 

نظرت إليه بخجل ثم بحزن وقلتُ له بسرعة

" لم أقصد.. أعني.. أنا فتاة مُحافظة ولن أفقد عذريتي قبل الزواج.. و.. و.. لم أقصد أن.. أن... "

 

قهقه بخفة ثم عانقني بقوة وقال

 

" هذا حُلمي يولينا.. حُلمي منذ أن رأيتكِ للمرة الأولى.. أن تصبحي زوجتي وأُم أطفالي.. أنتِ الوحيدة التي رغبت بالزواج منها وجعلها لي إلى الأبد.. "

 

سارت رعشة مُحببة في جسدي وشعرت بدفء وسالت دموع الفرح من عيناي.. أبعدني ألكسندر عنه ونظر بحزن إلى وجهي ثم رفع يديه وبدأ يمسح دموعي بأنامله وقال لي بحزن

 

" لماذا تبكين يولينا؟!.. أنا صادق.. أرجوكِ صدقيني.. سوف أذهب وأطلب يدكِ للزواج مني عندما تنتهي حفلة خطبة الكونت.. أنتِ كل ما أرغبه في هذه الحياة.. "

 

أغرقت رأسي في عنقه وهمست له قائلة

" إنها دموع الفرح حبيبي.. لكنني خائفة "

 

أمال رأسه وأسنده على رأسي بخفة ثم حاوط ظهري بيديه وسألني بنبرة قلقة

" لماذا أنتِ خائفة؟!.. أرجوكِ كوني صادقة معي.. لا تُخفي عني شيء "

 

أغمضت عيناي وأجبته بصدق

" أنا فقيرة ومن عامة الشعب و.. و .. بينما أنت من عائلة نبيلة وثري جدا و.. وفارس و... "

 

وضع يديه بخفة على وجنتاي ورفع رأسي برقة ونظر بعاطفة إلى عيناي وقال

 

" لا يهمني.. لا يهمني أبدا.. كل ما يهمني في هذه الحياة هو أنتِ فقط يولينا.. أنتِ أغلى وأثمن من ذهب العالم كلهُ بالنسبة لي.. "

 

ثم رفع رأسه وحدق بوجهي بجدية وقال

" لا تفكري بذلك.. ثم أريدُكِ أن تعيديني بشيء.. عيديني يولينا بأنكِ لن تُغيري رأيكِ أبدا بالزواج بي.. عديني بأنكِ سوف تكونين لي إلى الأبد.. عديني أرجوكِ "

 

ودون أي تردد أو تفكير أجبتهُ

" أعدُك ألكسندر.. لن أُغير رأيي أبدا.. أنا سوف أتزوجُك وأكون لك إلى الأبد "

 

ابتسم بسعادة ثم قال

" أقسمي بذلك.. أقسمي بشرفكِ بأنكِ سوف تكونين لي إلى الأبد "

 

شعرت بالغرابة على إصراره لكنني ابتسمت له بحياء وقلت

" أعدُك بشرفي بأنني سوف أكون لك إلى الأبد "

 

ابتسم بسعادة ثم طبع قبلة خفيفة على شفتاي وقال

" إذا لا تنسي وعدكِ لي أبدا حبيبتي "

 

عانقني بشدة وأغلقت عيناي بسعادة وأنا لا أستطيع أن أصدق بأن فارس أحلامي ألكسندر بورغيسي يُحبني جدا ويُريدني أن أكون زوجة له.. بعد مدة طويلة سألني من جديد ما الذي كنتُ أفعلهُ بغرفة رومانو.. فأجبتهُ بألم

 

" والدُه حبس ليدي لورا في غرفتها ويريد أن يُجبرها على الزواج بالقوة من البارون سانتينو فاسيلي.. لقد سمعت ورأيت بالصدفة ما حدث.. وبعد ذهاب والدها تكلمت مع لورا وطلبت مني أن أذهب وأُخبر حبــ.. شقيقها القائد رومانو بما حصل.. "

 

لم أستطع أن أُخبر ألكسندر بكامل الحقيقة.. إذ هذا ليس سري لكي أبوح له بعلاقتهما وأنهما ليسا أشقاء.. من الأفضل أن لا يعلم أحد حتى يهرب رومانو مع لورا من هنا..

 

حدق ألكسندر بوجهي بغرابة وقال

" فبيانو إستي في القلعة؟!.. وهو يُريد أن يُجبر لورا على الزواج من ذلك المغفل؟!.. لكن لماذا؟!... "

 

هززت كتفي وقلتُ له

 

" نعم لقد وصل بعد منتصف الليل برفقة ذلك اللورد وبعض من حُراسه.. وأظن بأنهُ حبس لورا في غرفتها لأنها رفضت الزواج من البارون سانتينو.. "

 

حدقت بحزن إلى وجه ألكسندر وقلتُ له

" ساعدها ألكسندر.. لورا طيبة جدا.. لطالما عاملتني بلطف "

 

ابتسم لي برقة قائلا

" سوف أساعدها.. سوف أتكلم مع بلاكيوس بخصوصها غدا "

 

قبلني بخفة على خدي وطلب مني أن أذهب إلى غرفتي وأنام وأستريح.. دخلت إلى غرفتي وأنا أشعر بسعادة تغمرني لم أشعر بها سابقا.. لا يوجد ما يكفي من كلمات لأُعبر عما بداخلي كل ما أستطيع قوله!!.. أشعر بأن هناك زهور في صدري وفراشات تطير وترفرف دون ملل أو كلل.. لو أن بمقدرتي معانقة العالم أجمع لو أن بمقدرتي التحليق لو أن بمقدرتي أن أجعل الجميع يشعُر بما أشعرُ به لكنتُ فعلت ذلك على الفور..

 

ابتسمت بفرح وأغلقت عيناي وذهبت بنومٍ عميق وحلمت بحبيبي ألكسندر...

 



بلاكيوس***

 

 

شعرت بالملل من حديث فيرلا المقرف بعد خروج نيكولاس من غرفتي.. كنتُ أريد أن أُخبر نيكولاس عن ما حصل معي ومع أدلينا وأُخبره بأنها حامل مني لكن هذه المقرفة قاطعة حديثي بدخولها إلى غرفتي..

 

حسنا ربما من الأفضل أن لا أخبر نيكولاس و ألكسندر عن زواجي من أدلينا وأنها حامل مني.. سوف أتركُها مفاجأة للجميع في يوم خطبتي.. يوم الموعود... يوم المُحاسبة والعقاب...

 

ابتسمت لها بملل وهي تُثرثر دون انقطاع دون أن أنصت إلى كلمة واحدة من حديثها.. بل كنتُ أفكر بحبيبتي أدلينا.. زوجتي.. زوجتي الجميلة... كم اشتقتُ لها جنيتي الحمراء.. أشتاقُ لها في كل ثانية وهي بعيدة عني بها.. حبيبتي الطيبة والبريئة.. اااااااااه أدلينا كم أنتِ بريئة يا حبيبتي..

 

فكرت بعاطفة وحزن عليها.. لا يجب أن تكتشف أبدا بأنها انتقمت مني وأنا بريء.. سوف تتألم كثيرا.. أنا أعرفُها جيدا.. أدلينا سوف تتألم إن اكتشفت بأنني لستُ من اغتصب جوفانا وأن توماسو ملاكي الصغير ليس ابني.. لذلك سوف أكتم هذا السر إلى الأبد وأطلب من ألكسندر و نيكولاس و يولينا بعدم البوح لها أبدا بهذا السر..

 

بعد ذهاب فيرلا من غرفتي قررت أن أتكلم بهذا الموضوع غدا في الصباح مع أصدقائي وخاصةً يولينا.. أدلينا لا يجب أن تكتشف هذه الحقيقة أبدا..

 

ابتسمت بسعادة وأنا نائم على السرير وأغلقت عيناي وأنا أتذكر كل ما فعلتهُ بي جنيتي الحمراء في هذين اليومين.. أتمنى لو أنها تذكرت ما حدث.. أتمنى لو أنها تزوجتني وهي في كامل وعيها.. لكن الأيام قادمة وسوف أفعل المستحيل حتى أجعل أدلينا تعشقُني بجنون كما أفعل...

 

استيقظت في الصباح وتوجهت بسرعة إلى الأسفل.. سألت الخادم إن استيقظ ألكسندر وأجابني بسرعة بأنه ما زال نائم لذلك أخذت حصاني وذهبت لأرى أدلينا وأطمئن عليها وأتأكد بأنها لا تتذكر شيء..

 

عندما عُدت إلى القلعة سألت الخادمة عن ألكسندر وقالت لي بأنه استيقظ وهو في مكتبه برفقة الفارس نيكولاس..

 

توجهت بسرعة نحو المكتب.. يجب أن أُخبرهما وبأسرع وقت وأطلب منهما بأن يكتموا سر توماسو عن أدلينا.. حبيبتي يجب أن لا تعلم أبدا بأنني لستُ من اغتصب صديقتها وأن توماسو ليس ابني.. أمسكت بمقبض الباب وفتحتهُ بهدوء خطوت إلى الداخل خطوة واحدة ورأيتهما أمامي وقبل أن أفتح فمي وأُعلمهما بوجودي تجمدت بصدمة عندما سمعت ألكسندر يقول

 

" المهم أن زايا بدأت تُحبك.. لا يجب أبدا على بلاكيوس أن يكتشف بأنك اغتصبتها وإلا قتلك و... "

 

" ماذاااااااااااااااااااا؟!!!!... "

 

هتفت بصدمة كبيرة وأنا أقفُ جامدا أنظر إليهما بعدم التصديق.. صديق عُمري.. صديق طفولتي والذي أعتبره مثل شقيقي اغتصب زايا ؟!.. نيكولاس اغتصب ابنة عمي الرقيقة؟!!... اشتعل الغضب بداخلي وأحسست بدمائي تلتهب وتحرق عروقي جميعها.. سمعت ألكسندر يُكلمني لكنني لم أستمع له وصرخت بقوة حتى يخرس ثم صفعت الباب خلفي بعنف وحدقت بوجه نيكولاس بغضبٍ عاصف 


رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب


ثم فتحت فمي وصرخت بجنون وبقهر وبغضب وبألمٍ فظيع

 

" اغتصبت زايا؟.. اغتصبت ابنة عمي البريئة!!... كيف استطعت فعل ذلك بهاااااااااااااااااا؟.. كيف؟!!.. سوف أقتلُككككككككك..... "

 

اشتدّ بي الغضب ولم أعُد أتماسك نفسي فاندفعت نحوه وأمسكتهُ بعنقه ودفعتهُ بعنف نحو الحائط وخبطت جسدهُ به وضغطت بقوة على عنقه وهتفت بوجهه بجنون لدرجة أن عيوني ألمتني

 

" كيف فعلتَ ذلك بملاكي الصغيرة البريئة؟!.. إنها زايااااااااااااا.. ملاكي البريئة.. ابنة عمي التي ظُلمت من قبل الجميع تأتي أنتَ صديقي المُقرب و تغتصبهاااااااااااااااااااا.. كيف فعلتَ ذلك بها وبي؟!.. كيف خُنتَ صداقتي ونُلتَ من ابنة عمي في غيابي؟!... أنتَ لا تختلف أبدا عن لورينزو.. لذلك سوف أقتُلك "

 

أفلت يدي عن عنقه وشهق نيكولاس بقوة لكنني لم أهتم ونظرت إلى الحائط على اليمين ورأيت سيف مُعلق بوسطه وفورا اقتربت وسحبته...

 

" لاااااااااا.. بلاكيوس لا تفعل أرجوك.. نيكولاس تم خداعه من لورينزو.. اسمعني أرجوك... "

 

صرخ ألكسندر وهو يقف في الوسط بيني وبين نيكولاس.. حدقت بوجهه بغضب أعمى وأمرتهُ قائلا بصراخ

 

" ابتعد ألكسندر حالاااااااااااااااااا.. هو يجب أن يموت على يدي.. زايا هي شرفي.. لقد داس على شرفي بقدميه عندما كنتُ على فراش الموت "

 

رفع ألكسندر يديه نحوي وقال

 

" لا بلاك.. أنتَ تعلم كم نيكولاس يحترمُك ويقدرُك.. أنتَ أخ بالنسبة له وليس بصديق.. أرجوك اهدأ واسمع حقيقة ما حدث أولا "

 

رفعت السيف نحو نيكولاس ونظرت إليه بكُره بينما كنتُ أتنفس بسرعةٍ جنونية وصدري يعلو ويهبط بشكلٍ مُخيف وهتفت بجنون

 

" لقد خانني.. خان صداقتنا وعِشرَة العُمر بفعلتهِ الدنيئة.. اغتصب صغيرتي زايا.. قضى على شرفها وشرفي "

 

زمجرت بقوة ثم تابعت قائلا بحقد أعمى بصيرتي

 

" لذلك تزوجتها أليس كذلك؟!.. تزوجتها حتى لا أقتُلك إن اكتشفت الحقيقة.. لكنك أخطأت لأنني سوف أقتُلك الآن وعلى الفور لأنك لا تستحق العيش "

 

دفعت ألكسندر بعيدا بغفلة منه وركضت وأنا أرفع سيفي حتى أقطع له رأسه

 

" لااااااااااااااااااااااااا.. بلاكيوس لااااااااااااااااااااااااا... توقف لا تقتلهُ أرجوك "

 

تجمدت بذهول عندما رأيت زايا تقف أمام نيكولاس وهي ترفع يديها لتحميه بجسدها... كانت تبكي وهي تنظر إلى عيناي برعب وبخوف.. احترق قلبي أكثر بسبب دفاعها عن الرجل الذي اغتصبها فهتفت بغضب بوجهها

 

" ابتعدي زايا عنه فورا.. يجب أن أقتلهُ بسبب ما فعلهُ بكِ.. ابتعدي... "

 

أمرتُها بغيظ لأنها كانت تحمي من اغتصبها وألمها.. هزت رأسها بالرفض ثم همست قائلة

" ماذا فعل بي حتى يستحق الموت على يد صديقهُ الكونت؟ "

 

أخفضت السيف ونظرت إليها بذهول.. هل جُنت؟!.. أغمضت عيناي ثم فتحتُها ثم أخذت نفسا عميقا وزفرتُهُ بقوة ثم أجبتُها بحزن

 

" لا تُدافعي عنه زايا.. لقد اكتشفت الحقيقة.. هو اغتصبكِ.. اغتصبكِ ولم يُشفق عليكِ.. اغتصبكِ صغيرتي ولم أستطع أن أدافع عنكِ وعن شرفكِ لأنني كنتُ على فراش الموت.. تركتكِ وحيدة غصباً عني.. وصديق طفولتي وعمري أتى في غيابي ونال من شرفكِ.. ثم بالتأكيد استفاق لاحقا على ما ارتكبهُ في حقكِ وأجبركِ على الزواج منه "

 

بلعت ريقها بقوة ثم ضحكت بخفة.. حدقت بوجهها بصدمة ورأيت نيكولاس ينظر إليها بذهول من الخلف ثم اقترب ألكسندر ووقف بجانبي وحدق بها بدهشة.. توقفت زايا عن الضحك وقالت

 

" ما هذه النكتة؟!.. إنها مُضحكة جدا.. نيكولاس حبيبي اغتصبني؟!.. من أخبرك بذلك بلاكيوس؟!.. لأنهُ حسب علمي لم يفعل ذلك أبدا.. هو لم يلمسني ولو لمرة واحدة غصبا عن إرادتي.. أنا أحبهُ بلاك.. وهو يُحبني.. لذلك تزوجنا "

 

تجمد جسدي ونظرت إليها ثم إلى نيكولاس بصدمة والذي كان أيضا يُحدق بها بصدمة أكبر.. ثم نظرت إلى ألكسندر ثم إلى زايا وقلتُ لها بنبرة متوترة مذهولة

 

" لكنني سمعت ألكسندر يقول بأنه لا يجب أن أكتشف بأن نيكولاس اغتصبكِ وإلا قتلته... "

 

أخفضت زايا يديها إلى الأسفل ثم ابتسمت لي بوسع وقالت

" لا بُد بأنهُ كان يمزح وأنتَ فهمتَ كلامه بطريقة خاطئة "

 

ثم استدارت وعانقت نيكولاس بشدة وقبلت شفتيه أمامنا ثم وضعت رأسها أسفل عنقه وقالت

 

" هو زوجي بلاك.. هو عشقي الأبدي وأب طفلي القادم.. لو لم أكن سعيدة ولو كان فعلا قد اغتصبني وأجبرني على الزواج منه لم أكن سأقف هنا أمامك وأحميه وأُدافع عنه "

 

ثم أمسكت بيد نيكولاس اليمنى ورفعتها وقبلتها ثم وضعتها على صدرها ناحية القلب وقالت

 

" أنا أحبهُ بلاكيوس.. أحبُ زوجي جدا.. بعد اختفائك كان يبحث عنك كالمجنون وحينها اكتشف وجودي وذهب حتى يحميني كي لا يؤذيني لورينزو وأُغرمنا ببعضنا البعض من النظرة الأولى.. وطلب يدي بعد فترة قصيرة وبسبب عشقي الكبير له وافقت بسرعة.. رغبنا وتمنينا لو كنتُ في زفافنا.. لكن سامحنا فنحن لم نستطع الانتظار لحين عودتك.. "

 

ثم رفعت رأسها ونظرت بعشق إلى وجه نيكولاس الجامد ثم نظرت نحوي وقالت

 

" نيكولاس صديق طفولتك.. لطالما كنتَ تُخبرني عنه وعن مغامراتكم.. أرجوك بلاكيوس لا تؤذي حبيبي.. هو لم يؤذيني أبدا ومن المستحيل أن يفعل.. حتى يمكنك أن تتأكد وتسأل الجميع كيف يُعاملني وسوف يُخبرونك.. نيكولاس هو رجل أحلامي وأنا أعشقهُ بجنون "

 

شعرت بالخجل من نفسي ونظرت بأسف وباعتذار إلى نيكولاس ثم نظرت إلى السيف بيدي بحزن ورميتهُ على الأرض ثم اقتربت منهما وأبعدت زايا عن نيكولاس برقة ونظرت إلى وجه نيكولاس بأسف وقلتُ له

 

" آسف صديقي.. لم أقصد أن.. أن.. أنا أعتذر.. سامحني نيكولاس "

 

وعانقتهُ بقوة وأنا أُربت على كتفه ثم ابتعدت عنه وابتسمت لهُ قائلا

 

" زايا أمانة لديك.. أنا سعيد لأنها اختارتك حتى تكون زوجها وشريك حياتها وأب أطفالها.. لم أكن سأجد لها زوج أفضل منك.. "

 

ثم استدرت وخرجت مسرعا من المكتب وصعدت إلى غرفتي وارتديت سترتي على عجل وخرجت من القلعة وتوجهت نحو الإسطبل وأخذت حصاني بلاك وذهبت إلى قصري.. كنتُ حزين.. حزين جدا لأنني عرفت بأن زايا كذبت عليّ بخصوص نيكولاس.. أنا أعرف زايا جيدا.. لقد ربيتُها بنفسي واعتنيت بها منذ أن كانت بسن السادسة عشر..

 

لكن ما جعلني أهدأ ولا أقتُل نيكولاس هو اكتشافي بأنها فعلا تحبهُ وهو كذلك.. من نظراتهِ لها عرفت كم هو عاشق لها.. على الأقل كفر عن ذنبه وأصلح خطائه في حقها وجعلها تُحبُه.. لكنني كنتُ حزين لأنه ألم زايا وأردت بشدّة أن أذهب وأرى عشقي أدلينا من جديد..

 

وصلت وسلمت مسؤول الإسطبل حصاني ودخلت إلى القصر..

" أين زوجتي كاميلا؟ "

 

سألت كاميلا فور رؤيتي لها.. هي الوحيدة التي عرفت بأنني تزوجت أدلينا لكنني أثق بها وأعلم جيدا بأنها لن تُخبر أحد بذلك إلا عندما أسمح لها.. ابتسمت كاميلا بوسع وأجابتني باحترام قائلة

 

" إنها في غرفتها الجديدة سيدي الكونت "

 

هل أكلت فطورها بعد ذهابي كما أمرت؟ "

 

أجابتني موافقة وقالت

" نعم سيدي لكنها للأسف تقيأت كل ما تناولته.. حملها صعب المسكينة.. وبالقوة تناولت تفاحة بعد أن توسلت إليها.. الكونتيسة سيدي لا تعلم فعلا بأنها حامل "

 

شكرتُها وصعدت إلى مكتبي... كنتُ ابتسم بحزن.. نعم ابتسمت ابتسامة حزينة وأنا أصعد على السلالم.. كيف سوف أُخبرها بأنها حامل؟!.. ربما يجب أن أنتظر حتى تنتهي الحفلة وحينها أدلينا ستعرف بكل شيء ..

 

دخلت إلى مكتبي وشعرت بألمٍ فظيع في قلبي.. كنتُ أتألم بشدة بسبب ما فعلهُ نيكولاس بصغيرتي زايا..  كنتُ على وشك قتله لو لم تمنعني في آخر لحظة..  صديقي وأخي والرجل الذي أثق به ثقة عمياء تعدى على شرفي بينما كنتُ بين الحياة والموت.. صرخت بغضب وبألمٍ كبير


" لماذااااااااااا؟!!.. لماذا نيكولاس أذيتها؟!!.. صديقي الذي أعرفه ذو أخلاق نبيلة وشهم.. ليس مغتصب لعين حقير يستحق الموت.. "


وضعت كلتا يداي على ظهر الكرسي أمامي وبكيت بحرقة قلب وبألم كبير


رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب


تنهدت بقوة ومسحت دموعي بعنف ثم مشيت بغضب وجلست على الكُرسي خلف مكتبي أنظر بتفكير عميق وبحُزن أمامي.. بعد دقائق انفتح باب مكتبي وسمعت بدهشة نيكولاس يتكلم بصوتٍ منخفض

 

" بلاكيوس.. هل يمكنني التكلم معك لو سمحت؟ "

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بدهشة ثم ببرود.. وأجبته بنبرة هادئة

 

" تفضل "

 

ابتسم لي بامتنان ثم أغلق الباب وتقدم وجلس على الكُرسي أمام مكتبي.. أرحت ظهري على ظهر الكُرسي ونظرت إليه بنظرات باردة رغم شعوري بجحيم الغضب الكاسح بداخلي.. بلع ريقه بقوة وحدق بندم وبخجل إلى عيناي 


رواية الكونت - فصل 27 - آلام الحُب


ثم تنهد بحزن وقال

 

" زايا كذبت عليك.. هي لم تتزوج بي لأنها أحبتني.. زواجنا لم يكن عن حُب.. أنا لا أستطيع الكذب عليك.. لذلك أتيت حتى أُخبرك الحقيقة.. كامل الحقيقة.. وإن أردتَ قتلي لن أمنعك.. "

 

توقف عن التكلم فقلتُ له بهدوء

" تكلم.. أنا أسمعُك "

 

أغمض عينيه ثم حدق بوجهي بحزنٍ عميق  وقال

 

" عندما اختفيت كنتُ أقلب الدنيا بحثا عنك.. وعندما كنتُ على وشك تفتيش منزل أدلينا أتى جُندي وقال لي بأنهُ وجد منزل عشيقة لورينزو وأن أحد المزارعين رأى فابيو ميديشي في يوم الحادث يخرج من الغابة ومعه سيف وهو مُلطخ بالدماء.. لذلك أمرت ألكسندر أن يذهب إلى منزل فابيو وأنا ذهبت إلى منزل زايا.. "

 

بلع ريقهُ بغصة ثم تابع قائلا

 

" لم يكن لدي أدنى فكرة بأنها ابنة عمك المرحوم أندريا.. ظننت فعلا بأنها عشيقة لورينزو وأردت أن أعلم منها أين هو لأنني كنتُ متأكد بأنه وراء اختفائك.. وعندما رأيتُها أعجبتني جدا.. لا أنكر ذلك لقد صُعقت بجمالها البريء وجاذبيتها وتأسفت لأنها عشيقة لورينزو و.. وقررت أن أتخذها رهينة لدي حتى تتكلم وتُخبرني عن مكان لورينزو.. هي أنكرت طبعا معرفتها بمكانه لكنني للأسف لم أُصدقها.. ثم عندما حاولت أن.. أن.. "

 

توقف عن التكلم ورأيت وجهه يكتسيه الحُزن ثم تابع قائلا بغصة

" حاولت أن أُعاشرها لأنني ظننتُها.. ظننت فعلا بأنها عاهرة لكنها قالت لي بأنها زوجة لورينزو "

 

رفعت حاجبي ونظرت إلى وجهه بدهشة وسألته

" زايا قالت لك ذلك؟.. لماذا؟!... "

 

نظر إليّ بأسف وقال بنبرة حزينة

 

" نعم لقد فعلت.. كانت خائفة بأن أكتشف سرها وأنها شقيقتهُ الغير الشرعية.. طبعا لم أُصدقها لكنني عاملتُها باحترام ولا أنكُر شعرت بالحُزن لأنها زوجته.. وعندما أتى لورينزو معه قرار ذلك القاضي بوفاتك وأنه الوريث الشرعي لك أخبرتهُ بأن زوجته زايا أسيرة لدي.. لكنه أنكر بأنه متزوج وقال لي بأنها.. أنها عاهرة وأنه لا يُمانع ان أستفيد منها وأضاجعها وأرميها لاحقا.. "

 

جحظت عيناي وحدقت إليه بصدمة كبيرة.. ثم خبطت يدي على الطاولة بعنف وهتفت بغضب جنوني

" لا أٌصدق.. لا أستطيع أن أُصدق مدى حقارة ذلك النذل الجبان.. كيف يقول عن شقيقته بأنها عاهرة؟!.. "

 

قاطعني نيكولاس قائلا

" لورينزو لا حدود لحقارته.. لكن أنا المُذنب هنا لأنني صدقته.. صدقت بغباء بأنها عاهرة وغضبت لأنها استغفلتني وكذبت عليّ لذلك.. لذلك ومثل الغبي ذهبت و.. و.. و.. "

 

" واغتصبتها "

 

أجبتهُ بحزن لينظر إليّ بألم وهز رأسهُ موافقا وقال ببؤس

 

" آسف بلاكيوس.. سامحني أرجوك.. أعلم بأن ما فعلتهُ لا يُغتفر لكن صدقني لقد ندمت وأنا فعلا أحبُها بجنون.. أجبرتُها على الزواج مني بعد أن هددتُها بقطع رأس نانا جيليان و لورينزو لكنها وافقت بسرعة من أجل نانا جيليان.. أعلم جيدا مهما طلبت منك السماح ومهما فعلت لن أستطيع أن اكفر عن ذنبي.. إن عفوت عني وسامحتني أعدُك بأنني سوف أُحررها.. أنا أعشق زايا لكنني لن أُجبرها على العيش معي بالقوة والاحتفاظ بطفلي.. و... "

 

قاطعتهُ قائلا

 

" كنتُ أعلم بأنها كذبت عليّ.. وعرفت بأنك فعلا اغتصبتها.. لكنني سامحتُك الآن لأنني اكتشفت بأنك تُحبها بصدق وبأنها سامحتك وأحبتك.. أيُها الغبي لم تُلاحظ كم زايا تُحبُك.. لماذا برأيك دافعت عنك ومنعتني من قطع رأسك؟ "

 

" زايا تُحبني؟!!... "

 

همس نيكولاس بصدمة فابتسمت له ثم وقفت واقتربت منه ووضعت يدي على كتفه وقلتُ له

 

" هيا اذهب واعترف لها وعوضها عن ما مضى.. هي فعلا تُحبك نيكولاس.. أما بالنسبة لي فلا تقلق لقد سامحتُك لأنها فعلت وسامحتك "

 

ابتسم بوسع ثم نهض وعانقني بقوة ثم ابتعد وقال بفرحٍ كبير

" زايا تُحبني.. تُحبني!!.. أشكرُك بلاك.. أشكرُك صديقي.. "

 

وخرج كالإعصار من المكتب.. ابتسمت بسعادة ثم اقتربت من مكتبي وأخرجت مفتاح الدرج من جيب سترتي وفتحت قفل الدُرج وأخرجت الخاتمين ووضعتهم بجيب سترتي ثم أقفلت الدُرج ووضعت المفتاح على المكتب وقررت أن أصعد لأرى جنيتي الحمراء..

 

دخلت إلى غرفتها ورأيتُها نائمة على السرير.. ابتسمت بحنان ثم اقتربت وجلست بجانبها على السرير ونظرت إليها بعاطفة.. رفعت يدي اليمنى ومسدت خدها بحنية.. ثم نظرت إلى يدها اليسرى ودون تفكير مني رفعت يدي وأخرجت الخاتمين ووضعت خاتمها بأصبعها البنصر ثم وضعت خاتمي بأصبعي..

 

خلعت حذائي وتسطحت بجانب أدلينا وأمسكت بيدها اليسرى وأغمضت عيناي وذهبت بنومٍ عميق...

 

بعد لحظات فتحت أدلينا عينيها وأول ما رأتهُ هو وجه حبيبها الكونت بلاكيوس.. نظرت إليه بدهشة وهمست

 

" بلاكيوس!!.. "

 

استغربت بأنه نائم بجانبها بكامل ملابسه.. نظرت أدلينا إلى يده الممسكة بيدها اليسرى وحدقت بصدمة كبيرة بها

 

" الخاتم.. خاتم الزفاف!.. إنه.. إنه في أصبعي؟!!!... "

 

حدقت أدلينا بدهشة كبيرة في الخاتم بيدها والخاتم بيد بلاكيوس ثم رفعت رأسها وحدقت برعب بوجه بلاكيوس النائم

 

" لقد تزوجنا فعلا!!!!... يا إلهي!!!... "

 

همست بصدمة كبيرة دون أن تزيل عينيها عن وجه حبيبها وارتعش جسدها بعنف وفكرت بصدمة كبيرة.. لقد تزوجنا.. تزوجنا!!!...  



انتهى الفصل











فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©