رواية الكونت - فصل الأول - الكمين
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. واخيرا نشرتي الكونت بس ياريت بسرعة علمود نوصل للبارت الي توقفتي بي قبل

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي بليززززز كملي القصه مال الكونت جنت اشوفها على الواتباد مستمتعه بيها كل يوم اشوفها بليززززز كمليها بأسرع وقت ثاني صارلي شهر بدور عليها🥺🥲🥲🥺🥺🥺🥺🥺

      حذف
  2. هاافن حبيبتي البارت بتاع شرطيه المرور هينزل امتييي ♥♥♥♥♥

    ردحذف
  3. حبيبتي هافين انا اكملت قراءه روايه الكونت كلها والان قمتي بتنزيلها من البدايه هل اضفتي شيء اليها ام هي نفسها ؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. قمتُ بزيادة القليل لكن من أجل حقوقي الكاملة أنشرها هنا وبسرعة على مدونتي لكي لا يتم سرقتها

      حذف
  4. حبيبتي تسلم يدك يعمري 😘🥰😘🥰

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

      حذف
  5. حبيبتي هافن انا قرات روياتك كلها إلا حياتي سجن وعداب والجديدةامتى حتنزلي جحيم قلب البيلاتشو

    ردحذف
    الردود
    1. سوف أبدأ بها قريبا يا قلبي ❤️❤️❤️

      حذف
    2. بليززززز كملي الكونت 🥺🥺🥺🥺🥺

      حذف
  6. يلا نقرأ هالروايه للمره الثانيه😭❤

    ردحذف
  7. ما هو اسم الفلم الذي تأخذين منه الصور بليز

    ردحذف

رواية الكونت - فصل الأول - الكمين

 

رواية الكونت - للكاتبة هافن






الكمين








أدلينا مديشي***



في مدافن القرية والتي تقع بقلب سان مارينو كانت مراسم دفن مُصغرة في خمس دقائق فقط يتلو خلالها كاهن القرية دون مارينو روزي صلاة جنائزية بحضور شخص واحد من المقربين للمرحومة دون وجود أي من الأهل و الأقارب واثنين فقط من عُمال دفن الموتى..


" إننا نستودعك يا رب.. أختنا جوفانا شيليني الراحلة والتي كانت موضع محبَّتك السامية في هذه الدنيا.. نجِّها يا رب من جميع الشرور.. وأدخلها الراحة الدائمة.. بعد أن زالت عنها الآن صورة هذا العالم.. واجعلها تنعم بفردوسك الأبدي.. حيثُ لا بكاءٌ ولا صراخٌ ولا ألم.. بل فرح وسلام إلى دهر الدهور آمين.. "


أشار الكاهن بحزن إلى الفتاة المنهارة أمامه والتي كانت تحتضن طفلها الرضيع إلى صدرها بشدة لكي تلتقط حفنة من التراب وترميها على النعش..


انحنت أدلينا وتناولت قبضة من التراب ثم استقامت وألقتها على النعش ببطء وهي تبكي بتعاسة و بحزنٍ كبير على أعز صديقة لها.. جوفانا..


جوفانا ماتت صغيرة جداً في العمر فهي في الثامنة عشرة فقط من العمر.. فهي تكبر صديقتها أدلينا فقط بستة أشهر.. وللأسف أهلها رفضوا حضور جنازتها بسبب نكرانهم لها...


رفع الكاهن يدهُ مانحا البركة ثم ترك العاملين بدفن النعش ونظر بحزن إلى أدلينا وقال لها برقة


" آسف يا ابنتي على خسارتكِ الكبيرة والتي لا تعوض.. أنا أعلم جيداً كم أحببتِ جوفانا.. وأعلم بأنها كانت بالنسبة لكِ كشقيقتكِ الثانية.. وآسف لأنكِ خسرتها خاصةً بعد وفاة زوجكِ المرحوم جاكوبو منذ ثمانية أشهر.. أعلم بأن حزنكِ لم يلتئم بعد وها قد... "


قاطعتهُ أدلينا قائلة بغصة وبغضب


" لا تذكر لي اسم ذلك الملعون مجدداً لو سمحتَ أب مارينو.. أنا لم أحزن أبداً لأنهُ مات وخلصني من شياطينهُ وقرفه.. أتمنى من قلبي أن يكون في الجحيم السابعة وتتعذب روحه وتحترق على كل ما فعلهُ بي "


وهنا تذكرت أدلينا كم شعرت بالفرح و بالسعادة عندما مات زوجها اللعين جاكوبو.. حتى أنها ارتدت في مراسم دفنه الفستان الأبيض الوحيد الذي تمتلكهُ من بين ثيابها القليلة.. لقد ذهبت فقط إلى دفنه حتى تتأكد بنفسها بأنهُ مات وشبع من الموت.. فعندما أتى الكاهن دون مارينو إلى منزلها المنعزل في الغابة وأعلمها بأن زوجها تم قتلهُ وهو ذاهب إلى المرفأ شعرت بسعادة لا توصف وبدل أن تبكي كأي امرأة متزوجة على خبر وفاة زوجها بدأت ترقص وتضحك بفرحٍ كبير.. ولم تهتم لصدمة الكاهن ولم تهتم لثرثرة أهالي القرية عندما شاهدوها وهي ترتدي الأبيض في مراسم دفن زوجها.. حتى أنها لم تتقبل التعازي عليه فبنظرها هو لا يستحق كلمة الله يرحمه من أحد..


ولكن الآن هي في قمة حزنها وتعاستها وترتدي فستانها البسيط الأسود على رحيل صديقتها الوحيدة جوفانا...


تنهد الكاهن مارينو بحزن ونظر إليها بأسف وتابع قائلا


" أعلم يا ابنتي أن ما فعلهُ بكِ المرحوم جاكوبو كثير ومُحزن ومؤلم جدا.. لكنكِ كنتِ حامل منه عندما توفى.. وابنكِ توماسو لن يعرف والدهُ أبدا مع الأسف و.. "


قاطعته أدلينا قائلة بثقة


" هذا أفضل له.. أخبرني أبتي.. أي طفل كان سيعيش بين أحضان الشيطان؟... على الأقل مات وأراح البشرية منه ومن أفعالهِ المقرفة.. أشكرُ اللّه لأنني تخلصت من جاكوبو وإلى الأبد "


نظر الكاهن إليها بحزن وقال لها


" لا أحد يعلم أدلينا.. ربما كان جاكوبو تغير لو عرف بأنكِ كنتِ حامل منه.. ربما لو لم يمت كان تغير وعاملكِ معاملة حسنة أنتِ وابنه.. لكن يا ابنتي لقد سجلتِ طفلكِ على اسمكِ ولم تسجليه على اسم والدهُ المرحوم وعائلته.. لماذا فعلتِ ذلك؟ "


قلبت أدلينا عينيها بملل وأجابته


" هذا أفضل له أيضا.. واعلم أب مارينو أن ذلك القذر لم يكن سيتغير حتى لو أنجبت منه دزينة من الأطفال "


تنهد الكاهن بعجز وتابع قائلا بحزن


" المهم.. أنا آسف لأنكِ خسرتِ جميع أملاك زوجكِ ولم يتبقى لكِ سوى ذلك المنزل المُنعزل والأرض الصغيرة حوله.. لقد حاولت أن أتكلم مع الكونت وأقنعه بإعطائكِ المزيد من الوقت حتى تستطيعي دفع الرهن له لكنه للأسف لم يوافق.. لقد قال لي أنه صبر كثيرا على زوجكِ حتى يدفع له الرهن ولفترة سنتين وللأسف العقد الذي بينهم ينص على أنه يحق للكونت أن يستولي على الأملاك والأراضي كلها إن لم يتم دفع الرهن له في الوقت المحدد.. الكونت بلاكيوس يا ابنتي صبر عليه لفترة سنتين ويحق له باستملاك الأراضي والأملاك.. أشكري الله أن زوجكِ لم يُرهن المنزل المنعزل في الغابة وإلا كنتِ أصبحتِ أنتِ وابنكِ مشردين وبلا مأوى "


نظرت أدلينا إلى الكاهن بغضب ورغما عنها قالت له بقسوة وبغضب كبيرين


" لا تلفظ اسم ذلك الحقير أمامي مجددا.. لا أفهم كيف جميع أهالي سان مارينو يحبونه!!.. فهو نذل و حقير و قذر و خسيس.. هو حتى أقرف من اللعين زوجي.. هو يغشكم أفيقوا.. الكره الذي أشعرُ به ناحيتهُ فاق كُرهي لذلك الحقير زوجي.. صدقني أبتي يوما ما سوف تعرفونهُ على حقيقتهُ جميعكم.. ذلك الكونت هو الشيطان بنفسه.. وسوف تندمون لأنكم أحببتم ذلك الحقير واحترمتموه في يوم من الأيام "


نظر الكاهن إليها بصدمة وسألها بدهشة كبيرة


" كل هذا الكره لأنه أخذ حقهُ من زوجكِ؟!!.. يا ابنتي فكري جيدا.. هو دفع مبلغا كبيرا لزوجكِ الراحل مقابل رهن ذلك الأخير لكل ممتلكاتهِ له.. هذا حقهُ الشرعي أدلينا.. لا تكوني ظالمة بحقه "


نظرت أدلينا إلى الكاهن بحزن وقالت بنفسها.. يا ليتهُ يعلم ما فعلهُ ذلك الكونت النجس.. كنتُ سأشعر بالفخر و بالسعادة وأنا أخبرهُ عن ما فعلهُ ذلك النذل.. لكنني لا أستطيع.. لا أستطيع أن أخبرهُ أبدا بما فعلهُ الكونت للأسف...


تنهدت أدلينا بحزن وقالت له بصوتٍ منخفض


" أعذرني أب مارينو قد يستفيق طفلي في أي لحظة لذلك يجب أن أعود إلى المنزل.. أشكرك كثيرا على ما فعلتهُ لأجل جوفانا.. فأنا ليس معي قطع نقدية حتى أدفع لها مراسم الدفن.. أشكرك لأنك فعلت ذلك "


نظر الكاهن إليها بحنية وقال لها برقة


" لا بأس.. فهذا واجبي.. المسكينة لم يعد لديها أحد غيركِ بعد أن نكروها أهلها منذ ثمانية أشهر.. رحمها الله.. "


ثم رفع يديه وأشار لها لتسلمهُ طفلها الرضيع قائلا


" أعطني توماسو قليلا.. سوف أخذه وأترككِ بمفردكِ قليلا حتى تودعي صديقتكِ الوداع الأخير "


سلمتهُ أدلينا طفلها الرضيع وبعد أن ابتعد الكاهن استدارت وتقدمت ناحية القبر ونظرت بحزن إليه..

 


 

 

دموعها سالت بحزن و بقهر على خديها الشاحبين وشهقاتها الأليمة لم تتوقف.. نظرت أدلينا بألمٍ شديد إلى المدفن وقالت بحرقة قلب


" يا ليتني استطعت مساعدتكِ أكثر حبيبتي.. سامحيني.. سامحيني جوفانا... "


مسحت دموعها بيدها ونظرت بتصميم إلى القبر وقالت


" أعدُكِ جوفانا.. يوما ما سأنتقم من الجميع.. سوف أنتقم منهم شر انتقام على ما فعلوهُ بكِ وبي.. أعدُكِ صديقتي... "


استدارت واتجهت ناحية الكاهن وأخذت طفلها منه وخرجت من المدافن عائدة إلى منزلها...


عندما وصلت إلى المنزل شعرت بخوفٍ كبير إذ رأيت نافذة المطبخ كانت مفتوحة وأنا متأكدة بأنني أغلقتها قبل أن أذهب... فكرت برعب واحتضنت طفلي إلى صدري بقوة ودخلت إلى المنزل بهدوء.. بدأت أنظر حولي بترقب وبخوف ولكن كان كل شيء كما تركته ولا يوجد أحد في المنزل..


" يبدو أنني فعلا نسيت إغلاق النافذة... "


همست براحة ودخلت إلى غرفة النوم الوحيدة في المنزلي الصغير والبسيط ووضعت توماسو على السرير.. كنتُ أنظر إليه بحنية و بحبٍ كبير.. سأفعل المستحيل حتى أربيه بنفسي ولن أدع أي مكروه يصيبهُ.. انحنيت وقبلت خدهُ برقة وعندما استقمت انتفض جسدي بقوة وشعرت بفزعٍ كبير عندما حطت يد على فمي كتمت أنفاسي ويد حاوطت بطني وتم سحبي خارج الغرفة بعنف..


كنتُ أبكي وأنا أتخبط برعب أحاول التحرر والهروب وحماية ابني.. تجمدت الدماء في شراييني عندما لفحت أنفاس حارة أذني اليمنى وسمعت همس بنبرة مُخيفة جعلت جسدي ينشل من كثرة الرعب


" أدلينا.. أدلينا.. أخيرا نحن بمفردنا الآن.. سوف تكونين لي أخيرا "


انسابت دموع الخوف من عيناي بكثرة عندما عرفت من في المنزل.. إنه تينو القذر....


أدارني حتى أواجهه وهو ما زال يضع يده على فمي ويدهُ الأخرى يحاوط بها خصري... نظر إليّ بطريقة أرعبتني وقال بمكر


" أخيرا سوف تكونين لي.. هل تعلمين كم حلمت بهذه اللحظة؟... ههههه.. لأكثر من سنتين ونصف.. منذ اللحظة الأولى التي رأتكِ بها عيوني.. وعندما طلبت من شقيقي الحقير جاكوبو أن يذهب ويطلب لي يدكِ للزواج مني من عائلتكِ.. اللعين رآكِ وطلب يدكِ من والدكِ له.. لقد سرقكِ مني.. أخذكِ مني بالقوة.. أنتِ لي.. لي أنا... "


بكيت بشدة وحاولت التحرر منه لكنه قربني إليه أكثر وتابع قائلا بغضب


" الحقير أخي المرحوم أخذكِ مني.. لذلك قتلتهُ حتى أتخلص منه وتصبحين لي.. "


جحظت عيوني ونظرت إليه برعب وبذهولٍ كبير.. أبعد يدهُ القذرة عن فمي وهو يضحك بشدة..


" أنتَ من قتلهُ؟!!!.. أنتَ قتلتَ شقيقك؟!!... "


همست بدهشة كبيرة وقال لي وهو ينظر بعمق إلى عيناي


" نعم أنا من قتله.. لقد استحق الموت لأنهُ سرقكِ مني.. كنتُ أريد أن أتزوجكِ وأضع يدي على جميع ممتلكاتهِ.. لكن اللعين حرمني حتى من هذا.. بعد موته تفاجأت بأنه كان قد رهن جميع ممتلكاتهِ إلى الكونت منذ أكثر من سنتين وأنكِ لم ترثي شيئا منه.. لذلك الزواج منكِ لم يعد ينفعني.. أنا لن أصرف عليكِ وعلى ذلك الطفل الحقير.. لكن سوف أستمتع بكِ "


نظرت إليه بصدمة وعندما أحنى وجهه وحاول تقبيلي بدأت أضربه وأنا أصرخ بقوة


" أيها النذل الحقير والقذر.. أنا أرملة أخيك.. لا تلمسنيييييييييي... ابتعد... ابتعد عني أيها الحيوان... "


كان يضحك باستمتاع وهو يحاول أن يُثبت وجهي حتى يقبلني.. رفعت قدمي ووجهت له ضربة قوية على عضوه الذكري.. ابتعد عني وجثى على ركبتيه وهو يصرخ بألم و يشتمني..


ركضت ناحية الحائط وحملت البندقية التي كانت مثبت عليه ووجهتها ناحية ذلك اللعين تينو وقلتُ له بغضب وأنا ألهث بقوة


" أخرج فورا من منزلي قبل أن أقتلك أيها النذل.. سوف أشتكِ عليك وأُخبر الجميع بأنك من قتل شقيقك.... "


رفع رأسه ونظر إليّ ببرود وقال لي بألم وهو يضع يديه على عضوه


" شجاعة أيضا.. أعجبتني أكثر يا أرملة أخي الحقير.. ولكن للأسف لن يصدقكِ أحد أدلينا.. فالجميع يعلم بمدى كُرهكِ لزوجكِ.. سوف أخبرهم بأنكِ من قتلهُ وعندها سوف ترين من سوف يصدقون.. أنا أم أنتِ... "


نظرت إليه بخوفٍ عميق ولكنني أخفيتهُ بسرعة واقتربت منه ووضعت رأس البندقية على جبينه وقلتُ له بغضب


" هذه البندقية ابتاعها شقيقك القذر قبل موته بشهرين من بائع ياباني.. بندقية ميجي من طراز ماراتا وهي محشوة.. ولن أتردد بإطلاق النار على رأسك إن لم تخرج فورا من منزلي أيها القذر "


الخوف ظهر على ملامح وجهه وبسرعة وقف وهو يرفع يديه عاليا باستسلام قائلا


" حسنا اهدئي.. سوف أذهب.. "


بدأ يسير ببطء إلى الخلف ناحية الباب وأنا أسير موجهة البندقية إليه.. عندما أصبح في الخارج أغلقت الباب بسرعة وأخفضت البندقية وبكيت برعب وبصمت..


أنا فعلا لم أكن أعرف إن كانت البندقية محشوة أم لا... حتى أنني لا أعرف كيفية استخدامها.. سقطت على الأرض أبكي بتعاسة وبرعب.. ما الذي فعلتهُ حتى يحدث معي كل هذا؟!!... لماذا الرعب والخوف والألم والعذاب أصبحا يرافقوني منذ سنتين ونصف؟!... ما هو ذنبي حتى أتعذب إلى هذه الدرجة؟!!...


بكت أدلينا بتعاسة حتى جفت دموعها ولكنها لم تسمع تينو يقول قبل أن يذهب


" سوف أنالكِ أدلينا مهما كلفني ذلك.. سوف تكونين لي وبأي ثمن.. الأيام قادمة وسوف ترين من هو تينو باسانو.. وما سيفعلهُ بكِ... "

 

 

بعد مرور أربعة سنوات***

 

الكونت بلاكيوس***


كان يقف على سطح البرج التابع لقلعته وهو ينظر بسعادة إلى سان مارينو...

 

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين



لاروكا الصارمة.. تُعرف أيضا باسم غوايتا.. أو البرج الأول.. هي واحدة من ثلاثة أبراج سان مارينو التي تجلس فوق قمة جبل تيتان أو ما يُعرف محليا باسم مونتي تيتانو.. 

 

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين

 

 

هذه الأبراج تحاوط قلعته الضخمة.. تم بنائها لأغراض دفاعية على قمة جبل تيتانو وتتمتع بمشاهد جميلة جدا وخلابة.. فهنا هو يستطيع رؤية سان مارينو بكاملها.. وخاصة مينائها.. ميناء ريميني حيث ترسو سفنهُ به..


" بلاكيوس... "


استدرت ناحية اليمين عندما سمعت صديقي ألكسندر يناديني.. ابتسمت له وأشرت له بيدي لكي يقترب.. تقدم ووقف أمامي وسألني


" هل ما زلتَ تُخطط لمفاجأة ليدي فيرلا؟ "


تنهدت بسعادة وأجبته


" نعم.. فأنتَ تعلم بأنها حامل مني.. يجب أن أطلبها للزواج قبل أن يعلم والدها البارون فنتو.. سوف تكون فضيحة كبيرة لها.. وأنا لا أريدُ إيلامها ألكسندر.. أنا أحبُها وهي كذلك تُحبني.. والآن هي حامل مني.. يجب أن أتزوجها وفي أسرع وقت أيضا.. لقد أوهمتُها في الأمس بأنني مسافر.. سأذهب بعد قليل و أفاجئها وأطلب يدها للزواج بي.. "


تنهد ألكسندر بحزن.. هو يُحب صديقه الكونت جدا.. لكنهُ يشعر بأن صديقهُ بلاكيوس يرتكب أكبر خطأ في حياته.. ليدي فيرلا ليست كما تدعي.. هو استطاع رؤية مكرها وطمعها ولكن للأسف بلاكيوس لم يفعل.. لقد استطاعت خداع الكونت تلك اللعينة وبسهولة..


ورغم عدم رضا ألكسندر أجاب صديقهُ بسعادة


" مبروك لك صديقي.. أتمنى أن تكون سعيدا معها إلى الأبد.. هيا اذهب و فاجئها.. لا بد أنها استيقظت الآن "


ابتسمت له بسعادة وأجبتهُ قائلا


" لا.. سوف أتركها تنام قليلا.. أولا أريد الذهاب إلى سوق القرية حتى أرى سير العمل به وإن كان أحد من أهالي القرية يحتاج إلى مساعدة... "


نظر ألكسندر إليّ باحترام و بتقدير وقال


" أنتَ رائع صديقي.. والشعب يُحبك بصدق ويحترمُك على روحك الطيبة والنقية.. حتى الملك قرر أن يُعطيك لقب الدوق في حفلة رأس السنة بعد ثمانية أشهر.. سوف تصبح دوقا صديقي.. وهو المنزلة الأعلى بين مراتب النبلاء الخمس.. تهاني لك من القلب "


ضحكت بخفة وقلتُ له

" لا تهمني الألقاب ألكسندر وأنتَ أدرى بذلك.. والآن دعنا نذهب إلى سوق القرية "


ضحك بخفة وهز رأسه بعجز وقال

" أنا في حياتي كلها لم أرى شخصاً متواضعاً مثلك.. تستحق كل الخير والسعادة صديقي.. "


توجهنا إلى الإسطبل وامتطينا أحصنتنا وخرجت برفقة ألكسندر ورفضت أن يتبعني الحراس...

" أين نيكولاس؟!.. لم أراهُ كالعادة في الجوار.. هل تعلم أين هو الأن؟ "


سألت ألكسندر بقلق ونحن نتجه نحو سوق سان مارينو.. ضحك بخفة وأجابني بمرح


" ذلك المنحرف.. لن أستغرب إن رأيتهُ في غرفة إحدى الخادمات أو في قصر إحدى الأرامل أو في غرفة إحدى النساء يضاجعهم بقوة في هذا الوقت.. ههههه.. يستحق لقب معشوق السيدات من بعدك.. حسنا لأكون صريحا لقد جعلتَ أكثر من نصف فتيات ونساء سان مارينو يبكون وينتحبون عندما انتشر في القريبة خبر عشقك لـ ليدي فيرلا... "


ضحكت بقوة وعندما هدأت قلتُ له


" نيكولاس سوف يعقل قريبا.. لا بد أن تأتي الفتاة المناسبة له وتجعلهُ يركع لأجلها.. وأنتَ صديقي لم تجد الفتاة المميزة لك؟! "


تنهد ألكسندر بقوة وقال لي بحزن


" وجدتُها لكنها تخاف مني ولا تدعني أتكلم معها.. فهي تهرب مني حال رؤيتها لي.. هي فقيرة وتظن بأنني أريد أن أستغلها.. كما أنها ما زالت صغيرة في السن "


نظرت إليه بدهشة وسألته

" صغيرة في السن؟!.. تبا ألكسندر لا تقل لي بأنها قاصر؟!!!.. "


ضحك بخفة وقال


" لا.. إلهي بلاكيوس.. هل تظنني مثل المنحرف نيكولاس؟!!... يولينا ميديشي عمرها تسعة عشر سنة.. وهي أجمل فتاة رأتها عيناي في سان مارينو كلها.. "


ابتسمت بسعادة فهذه المرة الأولى التي أسمع بها ألكسندر يصف فتاة بهذه الطريقة.. يبدو أنه يحبها... عندما وصلنا إلى سوق القرية ترجلت عن ظهر حصاني بلاكي وأمسكتُ بحبل الرسن وبدأت أسير في السوق و ألكسندر يسيرُ بجانبي.. بدأ الجميع يقترب مني ويلقي عليّ السلام والبعض يسألني عن حالي وبائعة أعطتني تفاحة وأخرى وردة.. حاولت أن أدفع لهم لكنهم رفضوا ولم أستطع إلا أن أقبل هدياهم.. كنتُ أتجاذب مع بعض أهالي القرية أطراف الحديث دون تكلف وأسلم على الكبير والصغير دون تفرقة..


كنتُ أضحك بسعادة عندما اقتربت فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها وطلبت مني لكي أنحني وعندما فعلت قبلتني بسرعة على خدي وهربت.. هز ألكسندر رأسه بعجز وقال


" حتى الفتيات الصغيرات سرقت قلوبهم بلاكيوس "


" غيور... "


أجبته بمزاح وبدأ يضحك بقوة.. فجأة رأيت رجل كبير في السن يجلس في ركن الشارع وهو يبكي.. سألت أحد المارة عنه وأجابني قائلا


" المسكين.. سيدي الكونت لقد احترق منزلهُ في الأمس ولم يتبقى له سقف يأويه.. "


شكرته وتوجهت ناحية ذلك العجوز وأخرجتُ فورا كيس صغير من القماش ومنديل من جيبي وانحنيت أمامه ومسحت دموعه بالمنديل.. تفاجئ عندما رآني وقال لي


" سيدي الكونت؟!!... "


ابتسمت له برقة ورفعتُ يدي وأمسكت بيده ووضعت بها كيس القطع النقدية وقلتُ له


" هذه هدية مني لك.. إن احتجت لأي شيء أُطلب من حراس القرية بإعلامي فورا.. لن يترددوا بفعل ذلك "


أجابني موافقا وهو يبكي بفرح و يطلب لي العمر الطويل والسعادة الأبدية.. استقمت وتابعت السير بسعادة.. عندما عدت إلى القلعة سلمت حصاني لعامل الإسطبل وصعدت إلى غرفة ليدي فيرلا..


لقد أرسلت لها دعوة بالحضور إلى قلعتي منذ أسبوع وطبعا وافق والدها البارون وأتت برفقة مرافقتيها.. كنتُ أخطط لطلب الزواج منها عندما أرسلت لي رسالة كتبت لي بها أنها حامل مني وفي شهرها الثاني تقريبا..


كانت السعادة لا تساعني.. سوف أُصبح أب.. يجب أن أتزوج من الليدي فيرلا فورا قبل أن يكتشف أحد حملها.. وقفت أمام باب غرفتها وأخرجت من جيب سترتي علبة صغيرة مخملية.. فتحتُها ونظرت بفرح إلى الخاتم..


سوف يُعجبها بالتأكيد.. لقد جلبتهُ معي من باريس خصيصا لها عندما تلقيت رسالتها.. وضعت يدي على مقبض الباب ولكن قبل أن أحركه وأفتح الباب تجمد جسدي بالكامل بصدمة بسبب ما سمعتهُ أذناي..


" ههههههه... حبيبي.. أخيرا نحن بمفردنا في قلعة ذلك الغبي.. لقد صدق بأنني حامل منه.. لم يشك بشيء.. لو انتبه قليلا كان سوف يعلم بأنه عاشرني للمرة الأولى منذ شهر ونصف ولم يعرف حتى بأنني خدعته ولم أكن عذراء.. كانت فكرتك رائعة أن أجعلهُ يثمل وبعدها أجعله يمارس معي الجنس... هههههه الغبي صدق أن دماء القطة الذي سكبته على السرير هو دماء عذريتي... كانت فكرتك رائعة حبيبي.. لكنه أحمق وطيب القلب لدرجة الغباء.. وهذا لصالحنا.. عندما يتزوجني سوف أسمم له بالطعام ونقتله وبعدها سوف أصبح أرملة ثرية ونتزوج... وأنتَ فقط من سوف تكون والد ابني لأنك كذلك حبيبي لورينزو "


لورينزو؟!!!... لورينزو ابن عمي الوحيد؟!!!!... فيرلا تخونني معه وهي حامل منه؟!!.. فكرت بصدمة كبيرة وارتعش فكي بقوة وشعرتُ بغضبٍ كبير.. وسمعت بغصة وبألمٍ كبير ابن عمي لورينزو يقول


" أنا من كان على الملك إعطائه لقب الكونت وليس ذلك الغبي بلاكيوس.. لطالما كرهته.. المهم لقد تبقى القليل وسوف نرث ذلك المغفل ونستولي على كل شيء... "


سمعت فيرلا تضحك له بدلال وبعدها تأوهاتهم ملأت الغرفة بأكملها... أظلمت عيناي ونظرت إلى الباب بشرٍ كبير وهمست بداخلي.. لا أحد يستغفل الكونت بلاكيوس وايتلي وينجو بفعلته.. سحبت سيفي وفتحت الباب ودخلت بعاصفة إلى الغرفة..


رأيتهم ينتفضون برعب ونظروا إليّ بذهول وبخوفٍ كبير.. كانوا عراة ويمارسون الجنس.. نزل لورينزو عن السرير بسرعة ووقف وأمسك بوسادة وستر بها عضوه الصغير المقرف.. أما فيرلا رفعت غطاء السرير وسترت به نفسها وكانت تتأملني بخوفٍ كبير وهي ترتجف من شدة الرعب..


نظرت إليهما بألمٍ شديد وبغضب و بخيبة أمل كبيرة

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين

 


" بلاكيوس لا.. ليس كما تظــ... "


همس لورينزو بتوترٍ شديد وهنا رفعت السيف ناحية لورينزو وخرس فورا وهو يرتجف برعب.. نظرت إلى فيرلا بكره وقلتُ لها بنبرة باردة


" ظننتكِ شريفة.. وشعرت بتأنيب الضمير عندما استيقظت وعرفت بأنني أفقدتكِ عذريتكِ أيتها العاهرة.. هيه.. هل تظنين طيبة قلبي غباء؟.. سوف أريكِ وجهي الآخر... "


بكت برعب وقالت لي بتوسل

" بلاكيوس.. أرجوك لا تقتلني.. أرجوك... "


ضحكت باستهزاء ونظرت إليها بقرف قائلا


" لن ألوث نفسي بدمائكِ الوسخة.. أريدُكِ خارج قلعتي وفورا.. سوف تعودين مع مرافقاتك إلى قصر والدكِ البارون فانتو.. لن أنشر فضيحتكِ حتى لا يقتلكِ والدكِ.. وهذا ليس من أجلكِ بل من أجل الذي تحملينهُ في رحمكِ.. وإياكِ أن تنسبي هذا الولد إليّ وإلا فضحتكِ وعندها لن أهتم بما سيحدث لكِ... "


ثم نظرت إلى لورينزو وقلتُ له بحدة


" وأنتَ يا ابن عمي الوحيد.. لقد كنتُ أعتبرُك شقيقي الكبير وأحترمُك ودفعت كامل ديونك ولم أقبل فكرة أن تكون مُشرد بل طلبت منك العيش معي في قلعتي.. هكذا تُكافئني؟.. تريدُ قتلي حتى ترثني؟!.. هاه... معهما حق ألكسندر و نيكولاس.. لطالما طلبا مني أن أتوخى الحذر منك ومن شرّك وخبثك.. "


اقتربت وأمسكت بثيابه ورميتها بوجهه وقلتُ له بغضب


" أريدك في ساحة القلعة فورا.. لديك خمسُ دقائق فقط.. سوف نتبارز حتى الموت أيها اللعين.. ولا تفكر بالهروب فحراسي منتشرين في كل مكان "


نظر إليّ برعبٍ كبير وشحب وجهه بشدة وقبل أن يتفوه بكلمة خرجت من الغرفة وتوجهت إلى ساحة القلعة...


 

نيكولاس***

 

وصلت إلى قلعة غوايتا ودخلت إلى غرفة الطعام.. طبعا سوف أذهب إليها فذلك الملعون ألكسندر يحب تناول الطعام طيلة الوقت واللعين لا أعلم أين يضعهم فهو لا يسمن أبدا... رأيته يجلس على الطاولة وهو يأكل تفاحة بعد انتهائه من الفطور...


أزحت الكرسي القريب منه وجلست وقلتُ له


" همممم.. أخبرني.. هل ذهبتَ اليوم برفقة بلاكيوس إلى السوق؟... "


ضحك بخفة وأجابني


" نعم.. كالعادة.. وأين كنتَ حضرة جنابك؟ "


ضحكت بمكر بينما كنتُ أتذكر.. ثم قلتُ له بخبث


" تبا.. الكونتيسة دي فالو اللعينة شهوانية جدا.. لقد جعلتني أضاجعها حتى طلوع الفجر.. عضوي الذكري المسكين يؤلمني بشدة "


ضحك ألكسندر بقوة وهز رأسه بعجز وقال


" أين زوجها العجوز؟.. "


غمزته وقلتُ له بمكر


" ذلك العجوز الغبي خارج البلد.. لقد سافر في الأمس.. ولكن صدقني لن أُكررها مرة أخرى.. تبا لقد شوهت لي ظهري بأظافرها وكتفي المسكين تورم من عضاتها "


ضحك ألكسندر بقوة وعندما هدأ قال لي

" اللعنة.. لستُ أدري ما يرونهُ بك "


أمسكت بسكين ورميته باتجاهه لكنه تفاداه وضحك بقوة وهو يقول

" هذه الحقيقة.. هههههه... تبا ألا تمل يا رجل؟ "


نظرت إليه بعنفوان قائلا

" مستحيل.. لن أمل أبدا.. ممارسة الجنس أجمل شيء في الحياة "


ضحك ألكسندر بقوة وهز رأسه بعجز وعندما هدأ نظرت إليه بجدية قائلا


" أين هو بلاكيوس؟.. "


وقبل أن يُجيبني سمعنا الخدم وبعض العمال يتهامسون وهم يركضون في ممرات القلعة.. نظرت إلى ألكسندر باستفهام ووقفنا معا بسرعة وخرجنا من غرفة الطعام


" ما الذي يحدث هنا؟... "


سألت إحدى الخادمات فنظرت إليّ برعب وقالت بتوتر

" سيد نيكولاس.. سيدي الكونت فـــ.. سيدي الكونت في ساحة القلعة يتبارز بالسيف مع السيد لورينزو حتى الموت "


نظرنا إليها بصدمة وفورا ركضتنا أنا و ألكسندر إلى الخارج


" اللعنة!!!... "


همست بذهول عندما رأيت بلاكيوس يتبارز مع ذلك النذل وهو غاضب.. غاضب جدا.. إنها المرة الأولى التي أراهُ بها هكذا...


" تبا.. هو يتبارز معه حتى الموت.... "


همس ألكسندر بصدمة ووقفنا نشاهد دون أي تدخل.. دقائق قليلة وطار سيف لورنزو بعيدا بعد أن وجه بلاكيوس ضربة محكمة له.. رأينا لورينزو يجثو على ركبتيه أمام بلاكيوس وبدأ يبكي برعب وهو يقول له


" ارحمني أرجوك.. لا تقتلني.. سامحني بلاكيوس.. سامحني أرجوك "


مرر بلاكيوس رأس السيف على عنقه وقال له بأمر


" لأجل عمي المرحوم فقط لن أقتلك أيها القذر.. أُخرج من قلعتي ومن مدينتي إلى الأبد.. لكن إن رأيتُك مجددا في سان مارينو سوف أقتلك بيدي.. هل فهمت؟.... "


أجابهُ موافقا ببكاء وفورا وقف بعد أن أبعد بلاكيوس السيف وركض خارجا من القلعة...


" أخيرا اكتشف بلاكيوس حقارة ذلك اللعين لورينزو.. لكن كيف حصل ذلك؟!... ما الذي تظن حدث نيكولاس؟!!... "


سألني ألكسندر بتعجُب وأجبتهُ بصدق


" لا فكرة لدي بتاتا.. على الأقل عرف مدى قذارة ابن عمه... وارتحنا منه جميعا أخيرا... "


اقتربنا أنا و ألكسندر ووقفنا بجانب بلاكيوس.. كان غاضب وحزين رأيناه ينظر باتجاه لورينزو وأمر قائلا للجميع بصوتٍ جامد


" لورينزو وايتلي.. ممنوعٌ عليه بالدخول إلى سان مارينو مجددا.. إن دخل من يراه عليه إبلاغي بذلك فورا.. "


أجابه الجميع موافقين.. وهنا نظرت إلى بلاكيوس وسألته


" ما الذي فعلهُ حتى جعلك تتبارز معه و... "


توقفت عن تكملة حديثي ونظرت بدهشة كبيرة أمامي عندما رأيت عربة فيرلا الخاصة تقف أمامنا ورأيت بذهول فيرلا تخرج من القلعة برفقة وصيفتيها وهي مُنحنية الرأس ودخلت إلى العربة دون أن تنظر إلى بلاكيوس..


" تبا.. ما الذي يحدث هنا بلاكيوس؟!... "


سألتهُ بذهول لكنه قال لي ببرود قبل أن يدخل إلى القلعة


" سوف تعرف لاحقا نيكولاس... "


حاول ألكسندر أن يتبعه لكنني أوقفته وقلتُ له

" لا تذهب.. دعهُ بمفرده حاليا.. يبدو أن شيئا سيئا قد حدث و أحزنه.. سوف يُخبرنا قريبا.. "


أجابني موافقا بقلق ودخلنا إلى القلعة....


 

فيرلا***


كنتُ أنتظر في العربة بقلقٍ كبير قدوم لورينزو في الغابة كما اتفقنا سابقا بعد خروج بلاكيوس من الغرفة.. وعندما رأيته تنفست براحة.. كنتُ أعلم أن بلاكيوس لن يقتله.. فهو أضعف من أن يفعل ذلك.. ذلك الكونت اللعين ضعيف الشخصية لدرجة كبيرة..


خرجت من العربة وركضت ناحية لورينزو وعانقته بقوة

" حبيبي... رأيت!.. هو لم يقتلك.. كنتُ أعلم ذلك.. هو ضعيف الشخصية وجبان "


أبعدني لورينزو عنه وقال بغضب

" اللعنة عليه.. ذلك الجبان الحقير.. ما الذي جعلهُ يأتي إلى القصر ويكشف مُخططنا؟!!.. ماذا سنفعل الآن؟!!.. "


نظرت إليه بحزن وقلتُ له


" لا يهم.. ما يهم الآن أنني لن أستطيع الذهاب إلى قصر والدي وإلا اكتشف حملي.. سوف يقتلني حينها بسبب الفضيحة.. لدي من المال ما يكفي لشراء منزل.. لقد أعطاني إياه بلاكيوس سابقا.. سوف نختبئ لفترة وسوف نخطط للقضاء عليه.. كلما أسرعنا سيكون أفضل لنا.. سوف ترثه ونعيش في النعيم لمدى حياتنا حبيبي.. "


قبلني بقوة وقررنا أن أول شيء سوف نفعله شراء منزل في القرية القريبة من سان مارينو...


كنتُ أجلس في غرفة المعيشة و لورينزو بجانبي.. 

 

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين

 

 

نظرت بشر أمامي وقلتُ له


" سوف أُعطيك بعض من القطع النقدية الذهبية.. قُطاع الطرق موجودون بكثرة هنا.. اذهب وتفاوض معهم.. يجب أن تُنفذ خططي في أسرع وقت قبل أن يكتشف والدي أنه تم طردي من قلعة ذلك الكونت الغبي... "


ضحك لورينزو بخبث وقال لي

" لا تقلقي.. لقد سبق واتفقت معهم.. لم يستطيعوا رفض عرضي أبدا.. قريبا حبيبتي سأقتل بلاكيوس ونرتاح منه إلى الأبد.. وأنا سوف أكون وريثهُ الشرعي الوحيد... "


ضحكنا بشر وفجأة حملني لورينزو وصعد بي إلى الغرفة ومارسنا الحب لساعات....


 

بعد مرور أسبوع***


 

الكونت بلاكيوس***

 

كنتُ في غرفتي أجلس على المقعد بجانب النافذة وأنا أنظر بحزنٍ عميق إلى الخارج.. 

 

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين

 
أسبوع كامل مضى ولم أتكلم مع أحد بسبب حزني الكبير.. أصعب شيء في الحياة أن تتلقى الخيانة وطعنة في الظهر من أقرب الأشخاص إليك وخاصةً إلى قلبك...


ما فعلتهُ فيرلا وبالأخص ابن عمي  لورينزو ألمني كثيرا.. ورغم مُحاولات نيكولاس و ألكسندر بالتخفيف عني وجعلي أتكلم وأبوح لهما بما حدث وأخرج من الغرفة إلا أنني لم أفعل.. التزمت الصمت.. ولم أستطع أن أخبرهما كيف غدروا بي أقرب الناس إليّ..


ألكسندر و نيكولاس هم أعز صدقين لي كما أنهما من فرسان الملك.. وهما برفقتي بأمر منهُ شخصيا.. أنا أثق بهما ثقة عمياء لكنني حتى هذه اللحظة لم أستطع أن أخبرهما بما حدث معي..


تنهدت بحزن ونظرت ناحية الباب عندما سمعت طرقاتٍ قوية عليه

" أدخل.. "


أجبت بهدوء وتفاجأت عندما دخل نيكولاس إلى الغرفة بعاصفة وهو يهتف بغضب


" بلاكيوس.. لن تصدق ما أخبروني به حرس الحدود منذ قليل.. ذلك النذل لورينزو في سان مارينو.. وتحديدا في الغابة الجنوبية قرب سيرفالي... "


شعرت بغضبٍ شديد ما أن سمعت ذلك.. وقفت بسرعة وقلتُ له بأمر


" جهز لي حصاني على الفور وبعض من الجنود.. سأذهب حتى أقتل ذلك النذل بنفسي "


هتف نيكولاس بقلق إليّ قائلا


" دعني أرافقك بلاكيوس... "


نظرت إليه بحدة وأنا أرتدي سترتي ثم حملت سيفي ووضعته في الحزام على خصري وكذلك مسدسي الخاص وعندما انتهيت أجبتهُ بتصميم


" لا... الأفضل أن تبقى هنا.. أريد أن أُصفي حسابي مع ذلك الحقير.. لا تقلق عليّ دع ستة من الجنود يرافقوني.. سأكون بخير "


رغما عنه وافق وخرج مُسرعا من غرفتي..


دخلت إلى الغابة الجنوبية القريبة من قرية سيرفالي وبدأت أبحث عن ذلك القذر.. فجأة رأينا أسهم مُشتعلة تُحلق عاليا في السماء وتسقط أمامنا على العشب واشتعلت النيران حولنا بسرعة... صهل حصاني بلاكي بقوة وبدأ يتحرك بهياج..


" سيدي الكونت.. إنه كمين.. كمين سيدي.. أُهرب أرجوك.... "


هتف أحد الجنود لي عندما تم محاصرتنا بعددٍ كبير من رجال ملثمين يرتدون السواد وهم على أحصنة..


" لن أفعل.. فقط أحموا ودافعوا عن أنفسكم "


هتفت بقوة وسحبت سيفي وبدأت أُحارب رغم وجود النيران حولنا.. كان عددهم فوق الثلاثين وأنا ورجالي فقط سبعة.. كنتُ أنظر بدهشة وأنا أرى جنودي يتم قتلهم أمامي واحدا تلو الأخر..


" اااااااااه... "


صرخة متألمة خرجت من فمي عندما تلقيت رصاصة في كتفي.. نظرت إلى الخلف ورأيت بدهشة لورينزو يحمل بندقية باتجاهي وهو يضحك بسعادة...


" أيها الحقيررررررر... "


هتفت بغضب ورميت سيفي وسحبت بيدي السليمة مسدسي وبدأت أطلق النار على رجاله.. فجأة سقط مسدسي على الأرض عندما أصابته رصاصة ودون أن أعي ما يحدث وقف الجندي الوحيد الذي تبقى على قيد الحياة أمامي وصرخ بقوة


" سيدي الكونت أرجوك.. أهرب بسرعةةةةةةةةةةة... ااااااااااع... "


صرخ في النهاية بألم ورأيت بدهشة الدماء تسيل من صدره.. نظر إليّ بألم وقال بأنفاسهِ الأخيرة


" أهرب سيدي الكونت... أنقذ نفسك سيدي... "


شعرت بالحزن و بالغضب و بـ الخذلان وفورا امتثلت لطلبه وركلت حصاني بخفة وبدأ يركض بسرعة كبيرة وقفز فوق النيران وتابع العدو..

 

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين


 

كنتُ أشعر بألمٍ شديد في كتفي بينما حصاني بلاكي يعدو بسرعةٍ كبيرة.. نظرت حولي أبحث عن طريق قريبة تؤدي إلى قلعتي

 

رواية الكونت - الفصل الأول - الكمين

 

 

وفجأة تقوس ظهري ورفعت رأسي عاليا


" ااااااااااااع... "


صرخة متألمة قوية خرجت من فمي عندما شعرت بشيء يخترق خصري.. شعرت بالبرد ولم أعد أستطيع الرؤية.. فجأة سقط جسدي بقوة عن ظهر بلاكي وتلقى رأسي ضربة قوية على شيء صلب.. وآخر ما سمعتهُ قبل أن أرى الظلام هو ضحكة لورينزو السعيدة....



انتهى الفصل



انتقل إلى الفصل 2 ᐸ










فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©