رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي ايدك ❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖حياتي اللّه يسلمك 💖💖💖💖💖

      حذف
  2. الردود
    1. 💝💝💝💝💝💝💝💝حبيبتي💝💝💝💝💝💝

      حذف
  3. الردود
    1. 💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞

      حذف
  4. مثل العادة صاحبة الانامل الذهبية

    ردحذف
  5. البارت حلو كتير ❤️

    ردحذف
  6. متي البارت القادم 🥺

    ردحذف
  7. مبدعة ياهافن 🥰🥰🥰🥰🥰😘😘😘😘😘😘

    ردحذف
  8. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي

رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي




خسرت صديقي



نيكولاس**



" نيكولاس.. نيكولاس س س.. نيكولاس س س س.. نيكولاس س س س س س س.... "

 

استيقظت برعب بعد سماعي لصرخات زايا من الغرفة المجاورة.. رفعت رأسي ونظرت إلى ساعة جيبي على المنضدة بجانب السرير.. إنها الثانية بعد منتصف الليل!!.. يا إلهي!.. هل أصابها مكروه؟!!.. فكرت بذعر وانتفضت وجلست فورا ورميت غطاء السرير على الأرض ووقفت وبدأت أرتدي ملابسي بسرعة.. كان قلبي يطرق بجنون خوفا عليها..

 

توجهت بسرعة إلى غرفتها وفتحت الباب ودخلت وأنا أهتف لها بقلقٍ كبير

 

" زايا.. ماذا حدث؟!.. هل أنتِ بخير؟!.. "

 

وقفت أمام سريرها وأنا أحدقُ بها بقلق و بخوفٍ كبير.. تفحصتُها بلهفة وتجمدت بصدمة.. كانت تجلس على السرير وهي ترتدي قميص نوم بيضاء شفافة تُظهر صدرها الجميل ومفاتنها.. بلعت ريقي بصعوبة وحاولت جاهدا رفع نظراتي إلى وجهها وعدم التحديق إلى صدرها..

 

اللعنة.. هي تتفنن في تعذيبي.. هذه الفترة أصبحت جحيماً بالنسبة لي.. أراها أمامي بكامل أنوثتها وجمالها دون أن أستطيع لمسها.. لقد كانت ترتدي ملابس جداً مثيرة أمامي خلال هذه الفترة وعندما اعترضت على على ارتدائها لتلك الملابس لكن زوجتي الليدي شتمتني وقالت أن لا دخل لي بما ترتديه.. ليدي وتشتم؟!!.. طبعا تشتمني أنا فقط...

 

تبا.. أردت قتل جميع الجنود والحُراس لمجرد رؤيتهم لها بملابسها المثيرة.. ومثل الغبي لم أعترض مجددا على اختيارها لملابسها.. ليس جُبنا بل لأنني ومثل الأحمق لم أستطع جعلها تحزن أو تغضب مني..

 

لا أعلم ما الذي يحدث لي هذه الفترة؟!.. لقد أصبحت أتوق للمسها وتقبيلها وجعلها لي إلى الأبد.. كم كنتُ غبي وصدقت ذلك الحقير لورينزو.. كان يجب أن أصدق براءتها ولا ألمسها دون إرادتها..

 

رفعت نظراتي إلى وجهها وعاودت سؤالها بنبرة قلقة

" هل أنتِ بخير؟!... "

 

كشرت بغضب وكتفت يديها أمام صدرها وقالت لي بأمر

" أنا جائعة.. اذهب واجلب لي أي شيء حتى أتناوله بسرعة "

 

جحظت عيناي وحدقت بدهشة إلى وجهها وقلتُ لها باستنكار

" جائعة؟!!.. لكن.. إنها الساعة الثانية فجرا و... "

 

قاطعتني قائلة بغضب

" ليس ذنبي.. إنه طفلك.. فهو جائع ويريدُ تناول الطعام في الحال "

 

أشرت لها بيداي حتى تهدأ وقلتُ لها برقة

 

" حسنا اهدئي.. لا تغضبي.. سوف أذهب إلى المطبخ وأرى من يستطيع مُساعدتي في هذا الوقت و... "

 

قاطعتني مُجددا قائلا بأمر

" لا.. سوف تحملني وتأخذني إلى المطبخ لأرى ما أشتهيه وأتناوله.. هيا احملني "

 

نظرت إليها بصدمة عندما أبعدت الغطاء عن وسطها ورأيت مدى قصر قميص نومها.. الرحمة.... همست بعذاب بداخلي وشعرت بعضوي الذكري ينتصب فقط لرؤيتي لساقيها الجميلة والناعمة..

 

أغمضت عيناي ثم فتحتُها ونظرت إليها بغضب قائلا

 

" لن تخرجي من الغرفة بهذا الشكل أيتُها السيدة.. أنتِ امرأة مُحترمة.. أنتِ زوجتي ولن أسمح بأن يراكِ الحُراس بهذا الشكل.. بدلي ملابسكِ بسرعة و... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيتُها تقف وتدير ظهرها لي.. الرحمة يا إلهي.. همست بداخلي بعذاب بينما كنتُ أنظر إلى ظهرها.. قميص نومها كانت مكشوفة بالكامل على ظهرها... جف حلقي وأنا أفتح فمي على وسعه بينما كنتُ ألتهمُها بنظراتي.. ما هذا العذاب!.. فكرت بألم وأنا أحاول جاهدا منع نفسي من الانتصاب أكثر..

 

" هل أنتً مخبول؟!.. بالطبع لن أنزل بهذا الشكل وبقميص نومي الجميلة والرقيقة.. "

 

سمعتُها تهتف بغضب ورأيتُها تمسك بروب أبيض طويل وارتدته ثم استدارت نحوي وهي تربط الحبل حول خصرها وأشارت لي بأصبعها السبابة حتى أقترب قائلة

 

" هيا احملني فقدماي تؤلمني "

 

بلعت ريقي واقتربت منها.. وقفت أمامها أنظر إلى وجهها بشرود.. 


رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي


كم هي جميلة.. جميلة جدا.. زوجتي أجمل امرأة رأتها عيناي.. فكرت بهيام وأنا شارد بالنظر إلى وجهها.. عقدت زايا حاجبيها وسألتني بتعجُب

 

" ماذا؟!.. هيا بسرعة احملني فأنا جائعةةةةةةةةة... "

 

استفقت من شرودي وحمحمت وقلتُ لها بتلعثم

" أوه.. نعم.. حسنا.. سـ.. سوف أحملك "

 

انحنيت ووضعت يدي اليسرى خلف ساقيها ويدي اليمنى خلف ظهرها ورفعتُها بسهولة.. أغمضت عيناي واستنشقت رائحة شعرها الجميلة.. هممممم ما أجمل رائحته.. حاوطت زايا بيديها عنقي وشعرت بقلبي ينتفض بقوة.. سوف تكون السبب بموتي هذه المرأة..

 

فتحت عيناي واستدرت وتوجهت إلى الأسفل.. كان الحُراس مثل العادة يحدقون بنا بدهشة وعندما نظرت إليهم بغضب أخفضوا نظراتهم إلى الأسفل برعب.. تبا.. في كل ليلة تفعل بي ذلك.. لقد أصبحت سيرتي على كل لسان في هذه القلعة.. أنا الفارس نيكولاس طوليني أصبحت مثل الخاتم بأصبع زوجتي زايا..

 

دخلت إلى المطبخ والذي كان خاليا من أي خدم ووضعتُها برفق لتقف على الأرض ثم سحبت لها كُرسي وساعدتُها بالجلوس.. وقفت أمامها لا أعلم ما يجب أن أفعله وابتسمت لها مثل الأحمق..

 

" اممم.. ماذا ترغبين بتناوله الآن؟ "

 

سألتها بصوتٍ منخفض ورأيتُها ترفع رأسها وقالت لي بأمر وهي تُشير بأصبعها السبابة نحو اليمين

 

" افتح الخزانة حتى أرى ما بداخلها من أطعمة.. "

 

وبسرعة مشيت نحو الخزانة وفتحتُها.. كان يوجد بها الكثير من الخضار والفاكهة والبيض واللحم المُقدد

 

" أريدُ لحم مُقدد مع البيض.. "

 

نظرت إليها بدهشة ثم دون تردد أخرجت لحم المقدد مع ثلاث بيضات ووضعتهم أمامها على الطاولة.. اتسعت عيناي بذهول عندما هتفت زايا بوجهي بغضب

 

" هل جُننت؟.. كيف سوف أتناولها هكذا أيها الذكي؟.. عليك بتقطيع اللحم إلى شرائح ثم تضعها في القدر مع بصلة مفرومة وعندما تنضج ضع البيض معها واقليها.. ثم ضع عليها القليل من البهار وفلفل الأسود "

 

" ماذاااااااااااااا؟!!!... "

 

هتفت بصدمة لأنني واللعنة لم أفهم كلمة مما قالتها.. هل تريدني أن أطبخ لها أيضا؟!.. وكيف لي أن أعرف ما هو البهار والفلفل الأسود؟!!.. بل كيف سوف أعرف كيفية تقطيع بصلة؟!!!...

 

" كما سمعت.. هيا.. عليك بجلب سكين وتقطع لي أربعة شرائح من اللحم ثم ضعها في القدر الفخارية ثم قطع بصلة.. هيا أنا جائعة وطفلك جائع جدااااااااا "

 

كنتُ أنظر إليها بعدم التصديق ولكني لم أستطع رفض طلبها فهي جائعة وطفلي كذلك..

 

" حسنا.. حسنا.. أين أجد ذلك القدر الفخاري؟ "

 

سألتُها بهدوء وأجابتني أن أبحت في الخزائن الأخرى.. ومثل الولد المطيع بدأت أفعل كل ما تمليه عليّ زايا.. وضحكت بشدَة عليّ عندما احمرت عيوني بشدّة وشتمت بكل الشتائم التي أعرفها بينما كنتُ أُقطع البصلة.. لكن شعرت بالسعادة لسماعي لضحكتها الجميلة وابتسمت لها بسعادة.. في تلك اللحظة نظرنا إلى بعضنا بطريقة غريبة.. حسنا من ناحيتي كنتُ أنظر إليها بعاطفة و.. و يا إلهي بحُب أيضا!!!..

 

يا إلهي لا!!.. أنا أحب زايا... هذه الحقيقة جعلتني أجمد بأرضي وأنا أحدقُ بوجه زوجتي الجميلة زايا.. منذ البداية أحببتُها.. اللعنة كم أنا غبي.. غبي.. غبي جدا.. لقد أحببتُها منذ البداية.. منذ اللحظة الأولى التي رأيتُها بها في القبو في منزلها..

 

ضربتني هذه الحقيقة كالصاعقة.. وعرفت بأنني اكتشفت حُبي لها بعد فوات الأوان.. وبحزن أكملت تحضير المكونات وعندما انتهيت وضعت لها البيض واللحم بطبق على الطاولة أمامها..

 

" هممم.. يبدو شهياً "

 

همست زايا برقة وأمسكت بالشوكة وبدأت بتناول البيض.. كنتُ أجلس أمامها على الكُرسي وأنا أحدقُ إليها بحزن.. لقد خسرتُها حتى قبل أن أكتشف حُبي لها.. كم هذا مؤلم..

 

عندما انتهت من تناول طبقها بكامله تجشأت بصوتٍ مسموع واحمرت وجنتيها بقوة وحدقت بوجهي بخجل.. ابتسمت لها بسعادة وقلتُ لها

 

" صحة وهنا "

 

رفعت رأسها وقالت لي بأمر

" ممم.. اغسل لي يداي وفمي ثم احملني.. أريدُ أن أعود إلى غرفتي.. أشعر بالنعاس "

 

" حسنا "

 

أجبتُها دون أي تردد رغم أنني شعرت بالحزن قليلا لأنها لم تشكرني.. أخرجت منديل نظيف من إحدى الخزائن ثم حملت وعاء صغير وضعت به القليل من الماء وأخذت صابونة واقتربت ووقفت أمامها.. أمسكت بيدها اليسرى وببلتها بالماء ثم بدأت أفركُها بالصابونة برقة.. أناملها جميلة جدا.. يدُها صغيرة وناعمة وجميلة..

 

فكرت بذلك وأنا أُزيل رغوة الصابون عن يدها ثم بدأت أجففها بالمنديل النظيف.. ثم نظفت يدها اليمنى وعندما أردت أن أنظف فمها تجمدت يدي أمام وجهها.. كنتُ أتأملُها مفتوناً بوجهها الجميل وشعرها الأسود الخلاب الذي تركته منسدلا في فوضى على كتفيها..


رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي


 

كنتُ أحدّق في هذه التفاصيل بشغف وأرصد بسمتها الخفيفة التي تنتج من ثغر محبوب.. وكفيها ناصعي البياض.. وحاجباها ثقيلان مرسومان بعناية وكذلك عيناها.. تتدلى رموشها طويلة سوداء واضحة تجعل قلبي ينبض بشكل جنوني في قفصي الصدري..

 

زايا فاتنة.. فاتنة جدا.. مثل طريقتها التي تلفظ بها كلماتها.. تنفرج شفتاها عن الكلمات ببطء مُغري كأنها تطلق سراحها بعد تفكير وتردد عميق.. لطالما تمنيت أن أكون كلمة بين شفتيها..

 

 ضبطتني أتأمل في تفاصيلها المغوية وسمعتُها تُكلمني لكنني لم انصت إليها إذ كنتُ شارد بتفكيري بها... هي في الحقيقة كما يقال فواحة أنثوية.. إذا كان هذا التعبير سليماً فسأمضي إلى ما هو أبعد وأقول بأنها خلابة.. لا بل مُبهرة.. لاحظت هي تفرسي والتهامي لها.. فلمّحت بلوم إلى أنني يجب أن أركز في ما تقوله

 

" نيكولاس.. هل سمعت ما تفوهتُ به للتو؟.. أين أنتَ شارد؟!.. أنا أشعرُ بالبرد.. امسح لي فمي واحملني بسرعة "

 

تبا لقد كانت تلومني علنا كأنها تقول لي.. ركز في كلامي وليس بوجهي يا أحمق....


اقتربت منها قائلاً وأنا أواصل تأمل شفتيها المكتنزتين الجميلتين

 

" أوه.. نعم.. فورا... "

 

تأملتني بنظرات هادئة بينما كنتُ أمسح لها فمها برقة بالصابون ثم بللتُ المنديل وعصرتُه وبدأت أمسح شفتيها.. و يا إلهي كم تمنيت في هذه اللحظة أن تكون شفتاي مكان هذا المنديل.. أمسح لها فمها بشفتي و اتذوق عبيرها بنهم.. ولم أنتبه بأنني كنتُ أُخفض رأسي وأٌقرب شفتاي من شفتيها..

 

أبعدت وجهها إلى الخلف و نظرت إليّ في تحدّ ثم لمعت عيناها ببسمة ساخرة سرعان ما ابتلعتها وهي تقول

 

" ماذا تظن نفسك فاعلا؟!.. "

 

نظرت إلى عينيها بدهشة وتنبهت على ما كنتُ مُقدما على فعله.. اللعنة كنتُ سوف أُقبلها دون أن أنتبه.. وبسرعة حملتُها كالعروسة بين يداي وخرجت مسرعا من المطبخ دون أن أنبس بكلمة واحدة ودخلت غرفتها ووضعتُها على السرير وخرجت مُسرعا حتى دون أن أتمنى لها أحلام سعيدة...

 

خرجت من القلعة وبدأت أمشي بشرود في الحديقة.. جلست على الحجر وبدأت أُحدق بشرود أمامي


رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي


ماذا أفعل الآن؟!.. زايا من المستحيل أن تُحبني بعد كل ما فعلتهُ بها.. أنا أعلم جيدا بأنها تنتقم مني حاليا.. لذلك أتحمل معاملتها الجافة والقاسية وأتحمل أوامرها التي لا تنتهي.. لا أستطيع أن ألومها بالطبع لا أستطيع فعل ذلك لأنني أستحق أكثر من ذلك بكثير...

 

أمسكت بحجر ورميتهُ بعيدا ثم تنهدت بحزن.. في الأمس كنتُ على وشك قتل ذلك اللعين لورينزو لكن من أجل الكونت ومن أجل زايا امتنعت في آخر لحظة عن فعل ذلك.. اللعين كان يستهزئ من شقيقته أمامي ويقول لي بأنها اصطادت رجل ثري ونبيل مثلي بسهولة.. كم أردت قتله لكن ألكسندر منعني وهمس بأذني أن أتذكر ما هي خطة الكونت.. ومع ذلك هتفت بوجه لورينزو أمام الجميع بأنني سوف أكون أكثر من سعيد عندما أقتله بنفسي وأزهق روحهُ المقرفة.. و وعدتهُ بأنني سأفعل ذلك مهما كلفني الأمر...

 

وقفت وتابعت السير وأنا أفكر.. وفي الأمس ذهب بلاكيوس إلى قصري.. لأول مرة أتشاجر معه في حياتي كلها والسبب أدلينا ميديشي.. كنتُ أعلم بما ينوي فعلهُ بها وحاولتُ جاهدا أن أُقنعهُ بأنها جدا بريئة وساذجة لكنه لم يصدقني وتجادلنا وفي النهاية ذهب غاضبا مني.. لكن على الأقل علاقته تحسنت مع رومانوس واعتذر بلاك منه بسبب ما فعلهُ به.. عندما تذكر كل الماضي بلاك شعر بالحُزن لأنه ضرب أعز صديق له وفورا ذهب ليعتذر من رومانو و لورا..

 

دخلت إلى القصر بعد فترة وتوجهت نحو غرفتي.. ومثل العادة استيقظت باكرا على صرخات زايا لي.. وبدأ  يوم عذاب آخر معها.. أولا أمرتني أن أستحم مرتين بحُجة أن رائحتي مقرفة وعندما عدت إلى غرفتها أمرتني من جديد بالاستحمام.. كنتُ أدخل إلى غرفتي وأنا استشيط من شدّة الغضب وقبل أن أُغلق الباب رأيت ألكسندر أمامي يضحك

 

" ما هو الشيء الذي يُضحكك؟!.. أضحكني معك "

 

همست له بغيظ وأنا أصفع الباب بعد دخوله إلى غرفتي.. عندما توقف عن الضحك جلس على الأريكة وقال بنبرة جادة

 

" هل أمرتك بالاستحمام من جديد؟ "

 

رفعت يدي وأبعدت خُصلات شعري إلى الخلف وأجبته بمرارة

" كالعادة نعم.. هل حقا رائحتي مقرفة ألكسندر؟!!!... "

 

نظر إلى وجهي وقال بجدية

 

" بالطبع لا.. العطر يفوح منك إلى خارج حدود سان مارينو.. ربما لأنها حامل أصبحت حساسة قليلا.. ما رأيُك أن تُغير رائحة العطور وأنتَ تستحم "

 

نظرت إليه بسعادة وأجبتهُ بحماس

" فكرة جيدة.. انتظرني لا تخرج سوف أعود بسرعة "

 

خرجت من غرفتي وأمرت إحدى الخادمات بجلب عطور جديدة لي في الحال ثم دخلت إلى الغرفة وجلست بجانب ألكسندر وقلتُ له

 

" لا تتزوج صديقي أبدا.. سوف تُصاب بالجنون في أقل من أسبوع على يد زوجتك المستقبلية.. اسمع مني هذه النصيحة سوف تُسهل عليك حياتك.. إذا عزمت وتزوجت فتوكل وإن توكلت لا تعُد إلا وأنتَ على قفاك تبكي ندما "

 

جحظ ألكسندر عينيه بدهشة ثم غرق بالضحك بجنون.. قلبت عيناي بملل وقلتُ له

 

" لقد حزرتُك لا تأتي نادما وتُخبرني بأنني لم أفعل أبدا "

 

ضحك ألكسندر أكثر ووقفت بامتعاض عندما سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب.. كانت الخادمة قد جلبت لي عطور جديدة.. استلمتُها وأغلقت الباب ثم وضعتُها في الحمام..

 

" أتمنى لك حمام الهنا نيكولاس "

 

هتف ألكسندر بمرح بينما كنتُ ازيل سترتي وأرميها بإهمال على الأرض ثم دخلت إلى غرفتي وقلتُ له بعصبية

 

" هل أتيت حتى تهزأ مني ألكسندر؟.. أشكرك صديقي "

 

نظر إليّ بحزن وقال

" بالطبع لا.. أنا آسف إن أحزنتُك.. لم أقصد نيكولاس.. صدقني.. فعليا أتيت حتى نتكلم عن بلاكيوس "

 

بدأتُ أفُك أزرار قميصي وسألته

" حسنا.. ما الذي يُشغل بالك؟.. تكلم "

 

تنهد الكسندر بعمق ثم قال

 

" أنا خائف أن تكره أدلينا الكونت.. كما تعلم هو يُحبها بجنون.. أنا أعلم بأنهُ سوف ينتقم من جميع من أذاه لكن تلك المسكينة تبدو بريئة جدا.. حتى أنها ما زالت تظن بأن توماسو الصغير هو ابن بلاك.. وتذكر جيدا لا أحد سوى أنا و أنت وسيدة كاميلا و يولينا يعلم بأن بلاك استعاد ذاكرته.. و أدلينا لا تعرف بذلك.. أو ربما أخبرها اليوم! "

 

ظهر القلق على ملامحي وأجبتهُ بسرعة

 

" نعم أعلم.. لا تقلق سوف أجد طريقة حتى أُساعدها.. سوف أُساعدها قبل أن يُدمرها بلاكيوس ويُدمر نفسه أيضا "

 

رفع ألكسندر حاجبيه بدهشة قائلا

 

" إياك أن تتهور نيكولاس.. تذكر جيدا.. هذا بلاكيوس الذي نتكلم عنه.. هو أعز صديق لنا منذ الطفولة.. إياك أن تتصرف بتهور وتجعله يكرهُك إلى الأبد.. قد تخسر صداقته.. هل سمعتني؟ "

 

" نعم.. نعم سمعت.. لا تقلق لن أتصرف بتهور أعدُك "

 

أجبتهُ بسرعة ورأيتهُ ينهض ويقف ثم قال لي قبل أن يخرج

 

" أراك لاحقا يجب أن أتأكد بأن كل دعوات حفلة الخطوبة تم توزيعها على كل النبلاء في إيطاليا "

 

بعد أن خرج أزلت سروالي وملابسي الداخلية ودخلت إلى الحمام... بعد مدة خرجت من غرفتي وأنا أبتسم بسعادة ودخلت إلى غرفة زايا بعد أن طرقت الباب وسمحت لي بالدخول

 

كانت تقف بجانب النافذة وتقدمت لتقف أمامي وتأملتني بنظرات باردة غاضبة.. 


رواية الكونت - فصل 26 - خسرت صديقي


ثواني معدودة وتجهم وجهها ثم هتفت بعنف في وجهي

 

" ما الذي فعلته؟!!!... "

 

نظرت إليها بصدمة وأشرت لها برأسي بعدم الفهم.. اقتربت مني أكثر واستنشقت بقرف رائحتي ثم ابتعدت وهتفت باستنكار وبغضب

 

" لماذا غيرت رائحة عطرك؟.. إنه مُقرف.. لااااااااااااااااااا.. أه يا أنفي المسكين.. أنفي تألم من هذه الرائحة الكريهة والآن أنا أشعر بالغثيان.. اذهب واستحم مُجددا بعطرك القديم.. اذهب حالااااااااااااااااا "

 

" لــ.. لكــ.. لكن.... "

 

همست لها بصدمة بينما كنتُ أُحدق بوجهها بذهول.. أمسكت بيدي وسحبتني إلى خارج غرفتها ثم دخلت إلى غرفتي وأبعدت يدها وقالت لي بأمر

 

" استحم فورا وأزل هذه الرائحة الكريهة عنك.. أُفضل عطرك القديم "

 

اتعست عيناي بدهشة وقلتُ لها

" لكنكِ تكرهين رائحة عطري القديم و.. "

 

قاطعتني قائلة

 

" لا أكرهها.. أعني  هي تظل أفضل من هذا العطر الجديد الغبي والمقرف.. هيا استحم بسرعة.. سوف أذهب لأرى يولينا و توماسو لقد فقدت شهيتي بتناول الفطور "

 

وذهبت دون أن تسمع ردي لها..

" اللعنة.. إن تزوج الكسندر سوف يكون أكبر غبي على وجه الأرض "

 

قمتُ بهز رأسي بأسف ودخلت لكي أستحم من جديد بعطوري القديمة...

 

ومثل العادة أوامر زايا لم تنتهي طيلة النهار وبطاعة كنتُ أنفذ لها كل رغباتها.. لأكون صادقا لم أكن أفعل ذلك من أجل طفلي فقط بل من أجلها أيضا لأنني أحبُها.. أحبُها بجنون... ولذلك قررت أن أشتري لزوجتي الجميلة هدية جميلة اليوم.. وفي الظهيرة خرجت من القلعة وذهبت إلى سوق القرية..

 

في المساء عاد بلاكيوس ولم يتكلم معي ومع ألكسندر أو رومانو.. كنا نجلس في غرفة الجلوس عندما أتى.. فقط همس لنا بتحية وصعد مُسرعا إلى جناحه.. كان يبدو حزينا جدا وهذا ما أقلقني..

 

" هل تظن يجب أن أذهب خلفه وأتكلم معه؟ "

 

سألني رومانو وفورا أجبتهُ بهدوء

"  لا.. دعهُ يستريح قليلا.. ربما غدا يُخبرنا عن سبب حُزنه.. "

 

ثم وقفت واستأذنت منهم وقررت أن أذهب إلى مكتبي.. كنتُ أفكر بأن أعترف لـ زايا عن حُبي لها وأطلب منها السماح.. نعم قررت أن أفعل ربما تسمح لي بالتقرب منها وتوافق وتسمح لي بفرصة ثانية معها ونبدأ من جديد..

 

ابتسمت بسعادة وقررت أن أجلب طاقم الذهب الذي اشتريتهُ لها في الظهيرة.. فتحت باب مكتبي ودخلت لكنني تجمدت بارضي عندما رأيت زايا في مكتبي

 

" زايا.. ما الذي تفعلينه هنا؟!.. و ما الـــ... "

 

توقفت عن التكلم عندما رأيت بدهشة كبيرة صندوقي الخاص الذي أضع به عُملاتي الذهبية بين يديها.. ثم ارتعشت يديها بقوة ووقع الصندوق الصغير على الأرض وافترشت العُملات الأرض كلها.. رفعت عيناي ببطء وحدقت إلى وجهها بذهولٍ كبير ثم بخيبة أمل كبير وحزن وغضب.. رأيت الرعب والخوف على معالم وجهها الشاحب وفجأة أجهشت بالبكاء برعب..

 

اقتربت منها ببطء ولم أكترث لجمع العُملات بل وقفت أمامها ونظرت إليها بحزنٍ كبير و بخيبة أمل لا حدود لها.. كتفت يداي وسألتُها ببرود

 

" أريد تفسيرا لما يحدث هنا.. إياكِ زايا أن تكذبي عليّ.. أريد كامل الحقيقة والآن.. هيا تكلمي... "

 

ارتعش جسدها بعنف وكادت أن تقع على الأرض لكنني رفعت يداي بسرعة وأمسكت بيديها بإحكام وثبتُها وقلتُ لها بقهر

 

" لماذا أردتِ سرقة ذهبي؟!.. أخبريني الحقيقة.. أخبريني السبب وراء فعلتكِ هذه.. كنتُ سوف أعطيكِ الكثير والكثير لو طلبتِ مني.. لماذا زايا؟!!.. لماذا؟!!... "

 

شهقت بعنف ثم خرج أنين مؤلم من بين شفتيها وبكت بقوة ولدهشتي وضعت رأسها على صدري وحاوطت خصري بكلتا يديها وقالت لي ببكاءٍ مرير

 

" سامحني.. سامحني أرجوك.. كنتُ خائفة.. خائفة جدا.. صدقني لم أرد أن أسرق منك.. أنا لستُ بسارقة.. لكن بلاكيوس ليس في القلعة و.. ولم أستطع أن أطلب منه أن يعطيني عُملات ذهبية.. و.. لورينزو هددني..... "

 

شهقت بعنف وأنينها ألم قلبي لكنني تجمدت بصدمة عندما سمعت كلماتها الأخيرة...

 

" لورينزو هددكِ؟!!... "

 

همست بذهول لأسمعها تقول ببكاء

 

" نـ.. نعم.. لقد هددني و.. وصفعني منذ قليل وهددني إن.. إن لم أجلب له الكثير من العُملات الذهبية التي تحتفظ بها هنا سوف.. سوف.. سوف... "

 

" سوف ماذا زايا "

 

سألتها بغضب لترتعش بقوة بين يداي وتهمس لي برعب

 

" هددني بأن يقول لك بأنهُ وجدني مع رجل من حُراسك في السرير.. و.. وقال لي أن لديه طريقة مُقنعة حتى يجعلُك تصدقه.. كنتُ خائفة جدا أن تصدقه و.. وتتخلى عني.. كنتُ خائفة.. سامحني أرجوك.... "

 

أولا شعرت بغضب العالم يشتعل في جسدي من ذلك المقرف لورينزو وقررت أن أقتلهُ فورا.. لكن كلمات زايا الأخيرة كانت كالمهدئ لي.. وأحسست بدفء غريب في قلبي وبسعادة.. زايا كانت خائفة أن أتخلى عنها؟!.. ماذا يعني ذلك؟!.. هل هي تُحبني أيضا؟!!..

 

رفعت يداي ووضعتها على وجنيها ورفعت وجهها برقة.. كانت تبكي بشدّة وهي تُغلق عيونها وتنتحب وتشهق.. تألم قلبي لأجلها وبدأت أمسح دموعها بأناملي وهمست لها برقة

 

" زايا.. افتحي عينيكِ وانظري إليّ.. "

 

هزت رأسها رفضا وهمست قائلة

 

" لا أستطيع النظر بوجهك.. أنا خجلة من نفسي.. سامحني أرجوك.. كنتُ سوف أردُها لك عندما يأتي بلاكيوس.. صدقني أرجوك.. وصدقني أنا لم يلمسني رجل غيرك أبدا و.. و.. "

 

قبلت جبينها بقوة وهمست لها بحنان

 

" أنا أعلم.. أنا أعلم جيدا بأنني الوحيد الذي لمسكِ.. لا تخافي زايا.. هيا افتحي عينيكِ وانظري إليّ "

 

ارتعش جسدها بقوة ثم تجمد ورأيتُها تفتح عينيها ببطء وحدقت إلى عيناي بصدمة كبيرة.. ابتسمت لها برقة لتتسع عينيها أكثر.. أبعدت يدي اليسرى عن وجنتها وعانقت جسدها إلى جسدي أكثر وبيدي اليمنى أمسكت بذقنها ورفعتُ رأسها قليلا وقلتُ لها

 

" لماذا كنتِ خائفة بأن أصدق لورينزو وأتخلى عنكِ زايا؟.. لماذا اهتممتِ بما قد أفكر به وكيف سوف تكون ردة فعلي؟.. اجيبيني زايا... "

 

سالت دمعتها على وجنتيها الجميلتين وشهقت بقوة ثم قالت لي ببكاء

" لــ.. لأنني.. لأنني... "

 

ابتسمت لها بحنان وحتى أشجعها بالاعتراف همست لها برقة

" لأنكِ ماذا؟ "

 

أغمضت عيناها وصرخت بعذاب

" لأنني إنسانة شريفة ولا أرغب أن تظن بي سوءًا... "

 

أغرقت رأسها في عنقي واجهشت أكثر بالبكاء.. كنتُ أبتسم بعدم التصديق وبسعادة لا توصف.. زايا تُحبني كما أفعل!!.. هل هي تُحبني!!.. هل هي خائفة من الاعتراف لي بمشاعرها.. سوف أصبر عليها قليلا وأُظهر لها مدى حُبي لها.. ربما تعترف لي قريبا..

 

قبلت رأسها بحنية قائلا

 

" لا تخافي.. أنا أعلم جيدا كم أنتِ إنسانة شريفة يا زوجتي الجميلة.. ومن المستحيل أن أصدق ذلك الملعون لورينزو.. كيف فكرتِ بأنني قد أُصدق كلمة واحدة تخرج من فم ذلك الحقير؟.. من سابع المستحيلات أن أفعل.. هيا توقفي عن البكاء "

 

رفعت رأسها وحدقت إلى عيناي بدهشة.. كانت تشهق لكن عيونها الجميلة توقفت عن ذرف الدموع.. ابتسمت لها وقلت

 

" جيد.. لا أريد أن أرى مجددا الدموع في عينيكِ.. "

 

شهقت بصدمة وابتسمت بوسع ثم أبعدتُها عني برقة وجعلتها تجلس على الكُرسي وبدأت أجمع القطع الذهبية وأضعها بالصندوق.. عندما انتهيت وقفت أمام زايا ثم وضعت الصندوق في حضنها وقلتُ لها

 

" الآن اسمعيني جيدا.. يجب أن تفعلي وبالتفصيل الممل ما أُمليه عليكِ.. أولا خًذي الصندوق واذهبي إلى غرفة لورينزو.. وأعطيه الذهب... "

 

قاطعتني زايا بصدمة قائلة

 

" كيف؟!.. أقصد كيف تُريدني أن أعطيه ذهبك الآن؟!.. أعني.. "

 

جلست قرفصاء أمامها وأمسكت بيديها وقلتُ لها

 

" عليكِ أن تنسي بأنه شقيقكِ زايا.. لورينزو ليس بإنسان.. هو لا يهتم سوى لنفسه.. وأنتِ لا شيء بالنسبة له.. لذلك نفذي وبالحرف ما سأُخبركِ به.. سوف تُعطيه الذهب وتُخبرينه بأنكِ وجدتي الكثير والكثير من العُملات الذهبية في مكتبي.. وطبعا لأنه شخص دنيء ومُنحطّ وخسيس سوف يطلب منكِ أن تجلبي له المزيد وسوف تفعلين "

 

عندما رأيت نظراتها المصدومة ابتسمت لها برقة قائلا

 

" نعم سوف تفعلين.. ولكن لا أريدُكِ أن تظهري أمامه بأنكِ لستِ خائفة منه.. أولا اعترضي ثم وافقي ودعيه يشعُر بأنكِ خائفة منه.. لكن لا تسمحي له بضربكِ مجددا وإلا قتلته على الفور ولن أهتم لشيء "

 

شعرت بالدهشة عندما رمت نفسها عليّ وحاوطت عنقي بيديها وقبلت خدي وهمست قائلة لي

 

" شكرا لك.. شكراً لأنك صدقتني "

 

عانقتُها بدوري وقلتُ لها بحنان

" بالطبع سأفعل.. ودائما... "

 

ثم وقفت وأمسكت بالصندوق وبيدي الثانية أمسكت بيدها ورفعتها برقة لتقف.. سلمتُها الصندوق وقلتُ لها

 

" هيا اذهبي.. سوف أراكِ في غرفتكِ لاحقا "

 

وهكذا ذهبت زايا وطبعا أمرت أحد جنودي بمراقبتها لحمايتها في حال تهجم عليها لورينزو وأن لا يجعلها تنتبه له.. ثم صعدت إلى غرفتها وانتظرتُها.. وكما توقعت عندما دخلت أخبرتني بأنه هددها من جديد وطلب أن تجلب له المزيد من الذهب.. ابتسمت بمكر ففضيحة ثانية سوف تطال ذلك القذر لورينزو قريبا...

 

وقبل أن أخرج طلبت من زايا أن تتكتم عن الموضوع ولا تُخبر أحدا.. وذهبت حتى أتكلم مع بلاكيوس...

 

" إذا.. لقد فعلها من جديد؟.. كم كنتُ غبي سابقا ودافعت عنه ولم أُصدق أحدا وخاصةً أنتَ و ألكسندر عندما كنتما تُخبراني عن مدى حقارة لورينزو.. فكرتك جميلة نيكولاس وليس لدي مانع بأن تنفذها.. "

 

توقف بلاك عن الحديث ثم رفع أصبعه السبابة نحوي وقال لي بتهديد

" لكن إن أصاب زايا أي مكروه لن أرحمك نيكولاس.. هل فهمت؟ "

 

قهقهت بخفة وقلتُ له

" إنها زوجتي بلاك كما أنها حامل مني.. مُستحيل أن أدع لورينزو يؤذيها "

 

ابتسم بلاك بسعادة وقال

 

" أنتَ تُحبها نيكولاس.. لم أتخيل أبدا أن تُصبح زايا زوجة أعز صديق لي.. إياك أن تُحزنها بأي شكلٍ كان.. إن فعلت سوف أنسى بأنك صديق طفولتي "

 

تجمدت ملاحي وشعرت بغصة في صدري.. ماذا سيفعل بي بلاك إن اكتشف بأنني اغتصبتُها؟!.. سوف يقتلني من دون شك.. تنهدت بأسى ثم غيرت الموضوع وسألته

 

" هل ترغب بإخباري عما جرى بينك وبين أدلينا؟.. كنتُ أنتظر عودتك لآخر الأسبوع لكنك أتيت بعد مرور يومين "

 

نظر بلاكيوس بشرود أمامه وظهرت ابتسامة صغيرة على ثغره وقال

 

" سوف تكون مفاجئة للجميع.. ثم أدلينا بخير وأنا لم أُنفذ انتقامي.. هي حامـــ.... "

 

انفتح الباب ودخلت فيرلا وهي تهتف بسعادة

" حبيبي بلاكيوس.. أخيرا أتيت لقد اشتقتُ لك كثيرا "

 

قلبت عيناي بامتعاض وأنا أراها تقترب وتعانق بلاكيوس وتقبل شفتيه ثم تابعت قائلة

" أين ذهبتَ حبيبي دون أن تُخبرني؟!.. لقد قلقتُ عليك كثيرا.. "

 

أبعدها بلاكيوس عنها وابتسم لها ابتسامة تبدو للجميع عاشقة لكن أنا عرفت مكوناتها بسرعة.. ابتسامة تُظهر مدى قرفهُ منها.. قهقهت بخفة دون شعور مني والتفتت فيرلا وحدقت بوجهي ببرود.. ابتسمت لها بقرف ووجهت حديثي لـ بلاك بهدوء

 

" أراك غدا.. ليلة سعيدة "

 

وخرجت وذهبت إلى غرفتي لأنام.. في الصباح كنتُ في مكتب ألكسندر أُخبره عن خطتي الجديدة للإيقاع بالحقير لورينزو أكثر.. وعندما انتهيت حدق بوجهي بذهول ثم هتف بغضب

 

" ذلك القذر لورينزو لا حدود لجشعه أبدا.. كم أكرهه وأتمنى أن نستريح منه اليوم قبل الأسبوع القادم.. حقير ونذل أجبر شقيقته على السرقة منك.. كم هو مقرف "

 

ثم تنهد بقوة وتابع قائلا

" المهم بأن زايا بدأت تُحبك.. لا يجب أبدا على بلاكيوس أن يكتشف بأنك اغتصبتها وإلا قتلك و... "

 

" ماذااااااااااااااااااا؟!!!!... "

 

انتفضنا بقوة أنا وألكسندر ونظرنا باتجاه الباب.. رأيت بلاكيوس يقف أمام الباب وهو يُحدق بنا بذهول ثم توقفت عينيه على وجهي واشتعلت نيران الغضب بها.. رأيت جسده يتصلب وعروق عنقه نفرت وكان يضغط بعنف قبضتي يديه..

 

" بلاكيوس.. اسمعني أرجوك.. نيكولاس لم... "

 

" اخرسسسسسسسسس.... "

 

هتف بعنف على ألكسندر وصفع الباب بقوة وحدق بغضبٍ أعمى إلى وجهي وصرخ بجنون..

 

" اغتصبت زايا؟.. اغتصبت ابنة عمي البريئة!!... كيف استطعت فعل ذلك بهاااااااااااااااااا؟.. سوف أقتلككككككككك..... "

 

وقبل أن أحاول التكلم والدفاع عن نفسي وأُخبره حقيقة ما حصل ركض بلاكيوس ودفعني بعنف باتجاه الحائط وضغط على عنقي بقوة.. وهنا عرفت بأنني خسرت صديقي.. خسرت بلاكيوس.. خسرت صديقي.. خسرت صديقي وإلى الأبد...



انتهى الفصل







فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©