رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. راموس رجع لأيلاااااا 💃🏻💃🏻💃🏻

    ردحذف
    الردود
    1. 🤗👍👍👍💘💯💯💘💖نعمممممممممممممممم

      حذف
    2. امتي البارت الجديد

      حذف
  2. يعني صار وحيد بسبب حقده الأعمى

    ردحذف
  3. الردود
    1. 😍😍😍😘😘😘🤗🤗🤗👍👍👍💘معممممممممممممممممم

      حذف
  4. راموس أخيرا رجع لإيلا وعرف أنها حامل

    ردحذف
  5. الردود
    1. 😘😘شكرااااااااااااااااااااا🤗🤗🤗🤗🤗🤗

      حذف
  6. يعمري تسلم يدك على هذا البارت الي اكثر من رائعه والله واحلى شي راموس عرف انو ايلا حامل... هناسوف اسكت قليل.... فيدتج حياتي وهم الزعيم ما مات اخخخ الحداث روعه

    ردحذف
    الردود
    1. 😘😘😘😘😘😘حبيبة قلبي أنتِ🤗🤗🤗🤗🤗🤗

      حذف
  7. تسلمي ايدك روعه روعه روعه روعه روعه جدا

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍حياتي أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت😘😘😘

      حذف
  8. عاشت أيدج كالعاده مبدعه 💞 بأنتظار الكونت 💫💫

    ردحذف
    الردود
    1. 💘💘💘💘💘تسلمي حبيبتي💘💘💘💘💘

      حذف
  9. البارت قمة في الروعة 💞💞
    فرحت لما عرفت ان ايلا حامل اتمنى يتصلحون♥️
    وتحمست للبارت الجاي

    ردحذف
  10. لا تتأخرى بالبارت القادم أريد أن أعرف ماذا سيفعل أخيليس بالحقير جورجيو و العقاب الذى سيناله منه
    و أكبر عقاب له هو موت زوجته استيراندا و هو السبب فى موتها

    ردحذف
  11. أخيرا الجاموس راموس باتسى إعترف بحبه لساحرته
    فعلا الجسم بنى آدم و العقل عقل جاموس و أحببت جدا إنتقامه من الحقير فرناندو على ما فعله بإيلا

    ردحذف
  12. فرحت جدا إن أوليفر هيتجوز حبيبتها و عجبنى جدا إخلاصه لراموس و حبه الشديد له و لإبنته آنا
    فعلا و نعم الصداقة

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍🤗🤗🤗فعلا هو صديق حقيقي

      حذف
  13. البارت تحفه بجد ابدعتي

    ردحذف
    الردود
    1. 😘😘😘💗💗💗شكراااااااااااااا💗💗💗

      حذف
  14. بارت كثير حلو بطل البارت راموس وايلا يسلموا الايادي

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف
  15. البارت رهييييييب متحمسين للقادم وكنت متأكده اخيل عايش ما يموت الزعيم وراموس عقل وعرف بحمل ايلا البارت روووعه ❤️❤️❤️😍😍😍😍😍👍

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖حياتي أنتِ 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

      حذف
  16. البارت فوق الراءع كالعادة يا قلبي عاوزين بارت كله رومانسية بقي بعد الي الابطال شافوة بحبك يا احلي هاڤن

    ردحذف
  17. رائعة كالعادة رائعة رائعة 🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  18. 💞💞💞💞💞💞روعة تسلمي حبيبتي

    ردحذف
    الردود
    1. 💞💞💞💞حياتي أشكركِ💞💞💞💞

      حذف
  19. ياعمري البارت حلو كتير خلي البارت جايه يكون لأحداث فيه اسرع من هيك

    ردحذف
  20. بارت جميل جدا جدا وخاصة ان راموس رجع لايلا وانقضهما في الوقت المناسب كثير سعيدة يسلموووو قمري 💕💕💕

    ردحذف
  21. شكراً لكِ على احلى تعويض... أحببت البارت بشدة وكم انا سعيدة لظهور آخيليس مرة أخرى، وفي قمة الحماس لمعرفة ما سيحصل للحقير جورجيو، ولكنني حزنت لموت زوجته فكم كانت حنونة... ولكن لابد من مشاعر الحزن في الرواية هذا يزيد من قوة تأثيرها على القارئ... المهم الأبطال عايشين والنهاية سعيدة لأنني لا اتحمل العكس وخاصة أن كانت الرواية تخصكِ عزيزتي هافن... موفقة وبانتظار كل جديد من ابداعاتكِ🌷🦋🦄

    ردحذف
    الردود
    1. وكل عام وانتِ بألف صحة وسلامة قلبي🎶🖤

      حذف
    2. 💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞 حياتي تسلمي
      وعيد أضحى مبارك 💞💞💞💞💞💞

      حذف
  22. اخيرا نزل بارت كنت انتظرك على احر من الجمر ... تسلم يدك الاحداث ولا اروع حبيبتي انت 💕😍

    ردحذف
  23. جميله اوي تسلم ايدك بجد واحلى حاجه أن راموس الجاموس رجع لايلا واخيليس عايش يعنى اسيترا هى كمان عايشه

    ردحذف
    الردود
    1. 💜💜💜💜💜💜💕💞💞💞💗 سنرى في البارت القادم حياتي

      حذف
  24. تحفه اوي هانتظر البارت يوم الأحد بفارغ الصبر

    ردحذف
  25. ثانكسسس على الفصل
    الفصل روعه حرفيا كنت حاسه انو مستحيل يموتو والحمد الله طلعو عايشين فرحه الف وربييي عاااااا حماسسسس

    ردحذف
  26. Perfect
    كل عام وانتي بخير 💕
    الحمدالله الزعيم بخير ماذا عن استيرا؟
    واخيرا تخلصنا من كابوس فرناند

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖😍😍😍🤗🤗🤗عيد مبارك حبيبتي
      سنرى ما حدث في البارت القادم

      حذف
  27. الردود
    1. 💞💞💞💞💞💞💞أشكركِ حياتي💞💞💞💞💞💞💞💞

      حذف
  28. 🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍

    ردحذف
  29. 🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍

    ردحذف
  30. 🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍

    ردحذف
  31. في انتضار البارت القادم حبيبتي

    ردحذف
  32. يعني كدا استيرا ماتت امتي طيب البارت ليه منزلتيش يوم الاحد

    ردحذف
  33. وااااو احداث مشوقه تسلم ايدك 👌 منتظراكى فى الجديد على احر من الجمر متتاخريش عليااااااا ❤️❤️🌹🌹💋💋😍😍😍

    ردحذف
  34. كل عام وانتي بخير يأجمل كاتبه❤🥰

    ردحذف
  35. ايمت رح تبلشي بوحش الجبل 🙁🙁🙁🙁

    ردحذف
  36. واوووووووووو البارت تحفه والله 👏🏻♥️👏🏻♥️♥️👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻
    اخييييرااا راموس وإيلا رجعو لبعض حبيت جدا تصرف الجاموس الوسيم👏🏻😉ولا هيلينا واميليو هييييييييح بقا دول حلوين اووووي🤩بس زعلت اووي على استيراندا مسكينه كانت نهايتها على ايد حبيبها وجوزها 💔😖والأهم إن إستيرا واخيليو طلعو بخير 💃🏻😂ياااااه بجد بارت أكتر من روعه تسلم ايدك ياقمر♥️♥️😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘

    ردحذف
  37. بجد كنت مستنياكي تخلصيها عشان بعشق رواياتك وفضلت سهرانه يومين بقرأها وتحفه اووي 🤤🙈 كعادتك ونتي كاتبه متميزه جدااااا ورواياتك تحفه جدااااااااا دايماً متألقه يا هاڤن حبيبتي 🤭💙💙💙💙💙💙

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر




صدمة العُمر




راموس**



بينما كنتُ في مكتبي أعمل وأنتظر اتصال أوليفر رفعت رأسي بسرعة عندما دخلت أماندا إلى مكتبي دون استئذان وهي تهتف برعب

 

" سيد راموس.. سيدي.. سيدي.. مصيبة.. مصيبة.. وقعت مصيبة... "

 

عقدت حاجبي وتأملتهُا بحدة قائلا

" ماذا حدث أماندا؟.. عن أي مصيبة تتكلمين؟ "

 

وقفت أماندا أمام مكتبي وقالت بذعر

 

" سيدي.. الأنسة الصغيرة ليست في غرفتها.. لقد بحثت عنها في كامل القصر ولا أثر لها في أي مكان.. والسيد فرناند خرج منذ دقائق بمفرده.. والأنسة آنا لم تكن برفقته.. لذلك طلبت من المراقبين بإعادة كاميرات المراقبة ورأيتُها تتسلل هاربة من القصر من الباب الخلفي للخدم منذ نصف ساعة "

 

وقفت بسرعة وهتفت بملء صوتي وبغضب جنوني

" ما اللعنة التي تتكلمين عنها؟!!.. أين هي ابنتي؟ "

 

تساقطت دموعها وتأملتني بخوف قائلة

 

" لقد هربت من القصر.. حتى جميع الحُراس لم ينتبهوا لها.. سامحنا سيدي لــ...  "

 

اشتدت عروق جسدي بكاملها واحمر وجهي بعنف وضربت سطح مكتبي بقبضتيّ بقوة وقاطعتُها هاتفا بغضبٍ عاصف

 

" سأقتلكم جميعا إن حدث لابنتي أي مكروه.. أخبري رجالي الأغبياء حتى يتحركوا بسرعة وعلى الفور.. سنذهب للبحث عنها "

 

خرجت أماندا راكضة من مكتبي وهنا شتمت بغضب وأمسكت مفتاح سيارتي ثم هاتفي واتصلت بـ ابنتي وركضت مُسرعاً إلى الخارج.. رنة ثم رنتين ثم ثلاثة ثم أربعة و خمسة.. لكن لا رد.. شتمت بحدة وهتفت لرجالي بغضبٍ جنوني

 

" تحركوا يا أغبياء قبل أن أقتلكم جميعاً.. مراهقة تغلبت عليكم ولم تنتبهوا لها وهي تتسلل من القصر.. سأقتلكم جميعاً إن حدث لابنتي أي مكروه.. هيا تحركوااااااااا.. سنذهب للبحث عنها "

 

 عاودت الاتصال بابنتي بينما كنتُ أجلس على المقعد خلف المقود وأدرت المُحرك.. بدلت مقبض الحركة وضغطت بقوة على دواسة الوقود وانتقلت سيارتي بسرعة جنونية خارج القصر..

 

كنتُ أقود سيارتي باتجاه منزل ساحرتي.. كان المكان الأول الذي خطر في بالي.. بالطبع ابنتي الذكية أجرت تحرياتها واكتشفت بأن إيلا لم تسافر.. أتمنى فقط أن يكون حدسي في مكانه وتكون ابنتي عند ساحرتي..

 

عاودت الاتصال بابنتي للمرة الألف وكنتُ أسمع رنات الهاتف بتوتر ونبض قلبي بسرعة عندما سمعتُها تُجيبني أخيراً بصوت مُنخفض ولكن مهلا لحظة!!.. ابنتي تبكي!!!!!!...

 

( أبي.. أبي.. أبي.. أنا خائفة جداً.. ساعدنا بسرعة.. أنا خائفة.. خائفة... )

 

وما أن سمعتُها تلفظ بتلك الكلمات حتى عرفت بسرعة أين هي.. هي في منزل ساحرتي.. نظرت أمامي بفزع وهتفت بذعرٍ شديد

 

" اهدئي طفلتي.. اهدئي صغيرتي.. أنتِ لدى إيلا.. صحيح؟! "

 

سمعتُها تشهق بقوة وقالت بهمس وببكاء

 

( نعم.. أبي أنا خائفة جداً.. هو يضربها.. يضربها الآن.. لقد.. هو... )

 

قاطعتُها بذعر بينما كنتُ أقود بأقصى سرعة سيارتي باتجاه منزل إيلا

 

" من يضربها؟.. من صغيرتي؟!!.. وأين أنتِ وأين هي إيلا؟!!... أخبريني صغيرتي "

 

تصلبت عضلات جسدي بينما كنتُ أقود بسرعة جنونية وسمعت بصدمة عُمر ابنتي تهمس بخوف وببكاء

 

( عمي فيرو إنه.. هو.. هنا.. لقد سمعته.. سمعته.. اعترف بأنهُ اغتصب إيلا منذ زمن و.. و بأنك أنقذتها منه.. و.. وسمعتهُ يعترف لها بأنه سيقتلك و.. ويقوم ببيعي.. و.. أنا خائفة منه.. خائفة أبي.. كنتُ أختبئ في غرفة نومها وسمعت كل شيء.. هو يضربها و.. يجب أن أساعدها.. سيغتصبها.. سيغتصب حبيبتك الآن أمامي... ساعدنا أرجوك.. أبي ساعدنا أنا خائفة جداً )

 

جحظت عيناي وضغطت بقوة وبعنف على دواسة الفرامل ووقفت السيارة بعنف في وسط الطريق السريع.. لم أهتم لأبواق السيارات وشتم السائقين لي.. كنتُ واقع تحت تأثير الصدمة.. نظرت أمامي بذهول وهمست بدمار كُلي

 

" فرناند هو من.. و.. هي.. إيلا هي تلك الفتاة!!!!!!؟!!!!!... "

 

احترقت روحي عندما اكتشفت الحقيقة وشعرت بأنني أختنق.. كنتُ أختنق بينما قلبي توقف عن النبض كليا.. هذه الحقيقة كانت بمثابة صدمة العُمر لي..

 

( أبي... سيغتصبهاااااااااااااااااا..... )

 

سمعت بذعر ابنتي تهتف برعبٍ شديد وهنا أفقت من صدمتي وهتفت بجنون

" سأقتلهُ لذلك العاهر اللعين.. سأقتله "

 

ثم ضغطت بعنف على دواسة البنزين وهتفت لابنتي


" اسمعيني جيداً طفلتي.. إياكِ أن تخرجي من مكانكِ.. لا تخرجي من مخبأكِ صغيرتي.. ثواني قليلة وسأصل.. لا تخافي صغيرتي سأنقذكِ وأنقذ إيلا.. انتظريني.. سأنقذكما حبيبتي "

 

رميت الهاتف على المقعد بجانبي واشتعلت نيران الغضب والحقد والكره في جسدي.. كانت عيوني تقذف ألسنة من اللهب بينما جسدي كان يشتعل بحمم مُشتعلة من الغضب.. إيلا هي تلك الفتاة.. ساحرتي هي نفسها الفتاة التي أنقذتها منذ زمن من العاهر فرناند.. سأشرب من دمه الآن.. سأقتله.. سأقتله بكلتا يداي وأشرب من دمائه...

 

توعدت له بالجحيم وما أن رأيت منزلها أمامي فتحت التابلو أمامي وأخرجت مسدسي وهتفت بجنون وأنا أضغطت بعنف على الفرامل


" إيلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

توقفت السيارة بعنف أمام منزلها وترجلت مُسرعا ورأيت رجالي يوقفون السيارات أمامي.. أشرت لهم ليتبعوني ووضعت المسدس على خصري وركضت نحو الباب وركلته بقوة فارتطم بعنف على الحائط وتحطم.. وهنا شعرت بقلبي يهوي عندما سمعت صرخات ساحرتي الضعيفة..

 

لا أعرف كيف ركضت إلى الداخل ورأيت بصدمة ابنتي غائبة عن الوعي على الأرض بينما ذلك الحقير يعتلي امرأتي و..

 

" فرنااااااااااااااااااند.. أيها السافل الحقير سأقتلك "

 

هتفت بحدة وبجنون وركضت نحو الأريكة.. أمسكت فرناند من عنقه ورفعته بكامل قوتي وأبعدته عن ساحرتي ثم رميته بعنف بعيدا ليطير جسده ويسقط على الطاولة المستطيلة في وسط الغرفة وتتحطم بسبب ثقل جسده..

 

نظرت إلى ساحرتي بحزن وبقلق ورأيتُها تمسح دموعها وهي تتأملني بصدمة وهمست بذهول

 

" راموس!!... لقد أتيت!!... "

 

رأيتُها تنظر خلفي وسترت صدرها بكلتا يديها وهتفت بذعر

 

" راموس احترس.... "

 

التفت بسرعة إلى الخلف ورأيت فرناند يمسك بقطعة زجاج وهو يركض باتجاهي ويهتف بجنون

 

" سأقتلك أيها الوغد الحقير.. عليك أن تموت.. "

 

ولكن قبل أن يصل إليّ رفعت ساقي اليسرى عاليا ووجهت ضربة عنيفة على صدره بكعب حذائي.. شهق بألم ورأيت جسده يطير ويسقط بعنف على الأرض ورأيت رأسه يرتطم بقوة بساق الأريكة وسقط رأسه وكان شبه فاقد للوعي أمامي..

 

" سيد راموس.. سيدي.. سيدي... سيدي.. سيد راموس "

 

سمعت رجالي يقتحمون المنزل وهم يهتفون بقلق باسمي.. وقبل أن يدخلوا إلى الصالون هتفت بحدة

" توقفوا في أماكنكم "

 

ثم خلعت سترتي واستدرت.. رأيت ساحرتي تتأملني بخوف وبوجعٍ كبير.. كان يوجد ألم عظيم في عينيها.. وهذا الألم أحرق قلبي وحوله لرماد.. رأيتُها بحزن تحاول ستر صدرها بما تبقى من قميصها والتي ارتدتها بخجل وبعار أمامي.. شهقت إيلا بقوة ثم أخفضت نظراتها إلى الأسفل ورأيت بعذاب دموعها الغالية على قلبي تسيل ببطء على وجنتيها..

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


 

كنتُ أتألم بشدة بسبب رؤيتي لها بهذا الشكل.. اقتربت خطوتين منها ووضعت سترتي على كتف ساحرتي المُرتعبة لأستر عُري جسدها ثم جثوت أمام جسد ابنتي ومسحت الدماء عن ركن فمها ونظرت إليها بقلق وبحنان وبندم.. بندم شديد لأنني عرضتُها وعرضت إيلا لهذا الموقف.. فأنا سامحت ذلك الحقير وجعلته يدخل إلى قصري.. حملتُها برقة ووضعتُها على الأريكة بجانب إيلا بعد أن تأكدت بأنها تتنفس..

 

وقفت جامداً بأرضي وتأملت ساحرتي بحزنٍ دفين.. حزن عميق وألم شديد.. كنتُ أتنفس بسرعة وصدري يعلو ويهبط بشدة.. معرفتي بأنها هي نفسها الفتاة التي اغتصبها فرناند جعلت شياطيني تخرج من قبورها وتتأهب.. تتأهب لحرق كل ما هو أمامها للانتقام..

 

وهنا وسط شهقات إيلا المُرتعبة استدرت ونظرت بحقد أعمى إلى شقيقي الغير شقيق فرناند باتسي.. كان يحاول النهوض وهو يضع يده على رأسه مكان الجُرح.. تضخمت عروق جسدي وتصلبت عضلاتي وانتفخت رقبتي عندما كورت قبضتاي بشدة وهتفت بجنون به

 

" سأقتلك أيها القذر.. سأقتلك أيها الوغد اللعين.. "


ركضت وأمسكته من قميصه لتتمزق عن كتفه.. أدرته ورفعت ذراعي اليمنى ولكمته بعنف على وجهه.. شهق بألم وسقط الأريكة.. كنتُ أنظر إليه بشر وأنا أتوعد له بداخلي بالجحيم.. مسح فرناند الدماء عن أنفه وقال بخوف

 

" إنها عاهرة.. مجرد عاهرة.. هل ستقتلني بسببها شقيقي؟.. راموس لا تتصرف بتهور.. أنا أخاك الصغير.. و... "

 

توقف عن التكلم وخرج شخير مُختنق من حنجرته عندما اقتربت منه وأمسكتهُ من عنقه ورفعته عاليا ليقف أمامي.. نظرت بحدة إلى عينيه الخائفة وهمست بفحيح وبحقد بوجهه

 

" إياك أن تنعتها بالعاهرة مرة أخرى خاصةً أمامي.. فهي أشرف منك ومن عائلة باتسي كلها.. سأجعلك تدفع الثمن غاليا لأنك كذبتَ عليّ.. ستدفع ثمن كل فعلتهُ بها وبابنتي الآن.. كان يجب أن أقتلك منذ زمن لكنني لم أفعل ذلك ورحمتك.. ولكن الآن لن أرحمك أبداً أيها العاهر السافل.. لن أرحمك "

 

أبعدت بدي عن عنقه ولكمته بكامل قوتي.. سقط من جديد على الأرض ومرة أخرى رفعته من عنقه وانهلت عليه باللكمات.. تدمرت الصالون بكامله ولم أتوقف رغم سماعي لأنين ابنتي و إيلا الخائف..

 

ارتطم ظهر فرناند على الحائط وهنا بدأت ألكمهُ بكامل قوتي لكمة تلوى الأخرى والأخرى.. حطمت عظام فكه وفقد أربعة من أسنانه وحطمت عظام وجنتيه و أنفه..

 

وجههُ امتلأ بالدماء ومعالمه اختفت كليا.. وأخيرا عندما توقفت عن لكمه وضعت ذراعي على صدره أسنده وهمست له بفحيح وأنا أسحب سلاحي عن خصري ووضعت فوهة المسدس على جبينه

 

" والآن حان الوقت لتموت أيها العاهر القذر "

 

ولكن قبل أن أضغط على الزناد وقف أوليفر أمامي وهو يلهث وأبعد السلاح عن رأس فرناند.. نظرت إلى أوليفر بدهشة وسمعته يهمس بنبرة هادئة قائلا

 

" ليس الآن.. لن تقتله الآن.. ليس قبل أن تعرف ما كان يُخطط لفعله مع تلك الحقيرة مادونا "

 

عقدت حاجباي وتأملته بغضب وهمست بفحيح

" ماذا تفعل هنا أوليفر؟.. وما هي علاقتهُ بـ مادونا؟.. تكلم "

 

أمسك بذراعي ثم نظر خلفي وأشار برأسه لرجالي ليقتربوا وقال لهم بأمر

 

" أخرجوا هذا الحثالة من هنا.. تعلمون جيداً أين سترمونه "

 

وبعد أن خرج رجالي وهم يحملون فرناند الفاقد الوعي أبعدني أوليفر إلى آخر الغرفة ونظر إلى إيلا وابنتي بحزن ثم تأملني بنظرات متوترة وقال بهمس

 

" مادونا اعترفت بسهولة كما كنتُ أتوقع.. فرناند اتصل بها وطلب منها المجيء إلى سانت سيمونز حتى تُبعد إيلا عنك.. ولكن ما قالته بعدها جعلني أقع في صدمة لا حدود لها "

 

تأملته بتعجُب وسألتهُ بهمس

" تكلم.. بماذا اعترفت تلك الحقيرة؟ "

 

أجابني بهمس قائلا


" فرناند كان يُخطط لقتلك حتى يكون الوصي الوحيد على كل أملاكك.. وبعدها كان سيقوم ببيع آنا لمن يدفع له أكثر مقابل فتاة عذراء.. ووعد مادونا بمبلغ ثلاثين مليون دولار مُقابل أن تساعده.. و.. و.. "

 

نظر بتوتر إلى عيناي الصادمة وتابع قائلا بحزن


" و إيلا هي الفتاة التي كنتَ تبحث عنها منذ سنوات لتساعدها.. إيلا توباس هي نفسها الفتاة التي اغتصبها فرناند سابقا برفقة صديقه.. آسف راموس.. فكما يبدو واضحاً فرناند كذب عليك وأعطاك اسم خاطئ حتى لا تستطيع إيجادها أبداً "

 

شحب وجهي بشدة وشعرت بأنني أختنق.. كنتُ أعلم بأن إيلا هي نفسها تلك الفتاة التي أنقذتها بعد فوات الأوان من شقيقي العاهر.. لكن أن أسمع من أوليفر ما كان ينوي فرناند على فعله بي وبابنتي جعل الجحيم تسكنني..

 

الآن فهمت ما كانت ابنتي تحاول قوله لي على الهاتف.. الآن حتى فهمت مدى قذارة نفسيته لأخي اللعين.. بعد كل ما فعلتهُ من أجله يُكافئني بطعني بظهري.. ذلك الحقود اللعين سأجعله يندم أشد الندم على كل شيء..

 

وبفورة غضبي فتحت فمي وهتفت بجنون

" فرناااااااااااااااند.. أيها الوغد الخسيس سأقتلك "

 

استدرت لأركض خارجا من المنزل لكن أوليفر وقف أمامي ومنعني من التحرك وقال بهمس ولكن بحدة


" لن تقتله أمام ابنتك وحبيبتك.. اهدأ راموس لو سمحت.. هو وتلك الحقيرة مادونا أصبحا في قبضتك.. افعل بهما ما تشاء لكن ليس أمام آنا و إيلا "

 

كنتُ أتنفس بسرعة جنونية ونظرت بعذاب إلى حبيبات قلبي.. نظرت بتعاسة وبندم كبير إليهما.. كانت إيلا تعانق آنا إلى صدرها بشدة وصوت شهقاتهما كان مسموع بوضوح في كامل المنزل..

 

نظرت إلى ساحرتي بندم نهش عظامي وأحرق روحي.. شعرت بحقارتي وكم ظلمتها.. كان قلبي يؤلمني بشدة.. كان يؤلمني لدرجة أنني وضعت يدي عليه وضغطت قبضتي بقوة على صدري حتى أحاول إزالة ذلك الألم الرهيب في قلبي..

 

سمعت أوليفر يهمس بنبرة حزينة قائلا

" لقد اتصلت بك بعد أن اعترفت مادونا.. لكنك لم تُجيب على مُكالماتي كلها.. لذلك اتصلت بالرجال وأخبروني بما حدث وخرجت مُسرعا وأتيت إلى هنا.. آسف راموس.. بسببي اكتشف فرناند مكان إيلا.. لقد أخذت آنا لزيارتها ويبدو بأنه كان يُراقبنا "

 

نظرت إليه بنظرات لا روح بها وأجبته بهدوء


" أخرج ابنتي من هنا واطلب من الرجال حتى يصلحون باب المنزل هنا بسرعة.. سأبقى قليلا برفقة ساحـ.. إيلا.. يجب أن أتكلم معها على انفراد "

 

أومأ بتفهم ورأيته يمشي فوق الحطام واقترب من الأريكة وهمس بكلمات حنونة لابنتي ورأيتهُ يساعدها على الوقوف ثم عانقها وحملها وخرج بهدوء من المنزل..

 

وقفت جامد في مكاني أنظر إلى ساحرتي بحرقة.. كانت تبكي بصمت وهي تنظر إليّ بوجعٍ كبير دمر قلبي.. لا أعرف كيف مشيت نحوها ووقفت أمامها.. لكن ثواني معدودة سقطت بانهيار أمامها على ركبتاي وسالت دموعي بصمت على وجنتاي..

 

نظرت إلى ساحرتي بقلب يحترق وهمست لها عذاب


" سامحيني.. سامحيني ساحرتي.. عائلتي دمرتكِ مرتين.. هو كان سبب تعاستكِ وأنتِ مراهقة و.. وأنا.. أنا كنتُ سبب دماركِ الآن.. سامحيني.. سامحيني لأنني ظلمتكِ ودمرتكِ.. سامحيني أرجوكِ ساحرتي "

 

توقفت إيلا عن البكاء ونظرت إليّ بجمود وبنظرات مصدومة.. عرفت هنا بأنها لن تسامحني.. مسحت دموعي ووقفت واقتربت منها وحملتُها بذراعي.. شهقت بخوف لكنني كلمتُها بحنان قائلا

 

" لا تخافي مني لو سمحتِ "

 

مشيت بهدوء ورأيت ناحية اليسار باب لغرفة نوم مفتوح.. دخلت إلى الغرفة ومشيت بخطوات بطيئة نحو السرير ووضعت إيلا عليه برقة..

 

وقفت أمامها ونظرت إليها بحزن وقلتُ لها

" أتمنى أن تسمعيني حتى النهاية.. فما سأخبركِ به مهم جداً "

 

ظلت تتأملني بذهول ولكنها أومأت موافقة.. جذبت كرسي ووضعته أمامها وجلست عليه.. تأملت ساحرتي بحزنٍ عميق وقلتُ لها بنبرة حزينة متألمة

 

" كنتُ الولد الوحيد لعائلة باتسي العريقة.. أحببت والداي واحترمتهما منذ صغري.. لكن كطفل وحيد لطالما تمنيت أن يكون لي أخ أعتني به وألعب معه وأحبه وأحميه بكامل قوتي.. ولكن للأسف لم تستطع أمي بعد سنوات أن تحمل وتقبلنا جميعاً هذا الواقع.. لذلك عندما ظننت بأنني أحببت مادونا في مراهقتي واكتشفت حملها شعرت بسعادة لا توصف.. كنتُ في قمة سعادتي لمعرفتي بأنني سأصبح أب "

 

تأملتني إيلا بحزن ورأيت بألم دموعها تسيل على وجنتيها ببطء.. لم أستطع رؤية دموعها لأنها تقتلني.. لذلك أخفضت نظراتي إلى الأسفل وتابعت بحزن قائلا

 

" لكن عندما اكتشف والدي علاقتي بها عارض بشدة وطلب مني بأخذها إلى طبيب لتجهض طفلي.. لكنني رفضت بقوة وهنا طردني من منزله.. ولكن عندما اكتشفت مادونا بأن والدي طردني وحرمني من كل شيء أخبرتني ببرود أعصاب بأنها لا تحبني وبأنها كانت تتلاعب بي فقط لتحصل على النفوذ وأموالي وطبعا لتحصل على شهرة باتسي.. وأخبرتني هنا بأنها ستذهب لتجهض طفلي "

 

تنهدت بعمق وتابعت قائلا لها بغصة أليمة

 

" كانت أكبر صدمة لي.. أكبر صدمة في حياتي.. الفتاة التي ظننت نفسي واقعا في حبها خدعتني وهي ليست سوى وصولية ومحبة للمال.. لذلك توسلت إليها حتى لا تجهض طفلي ثم ذهبت إلى قصر والدي.. "

 

نظرت إلى البعيد بحزن وتابعت قائلا بوجعٍ عميق

 

" تنازلت عن كل أحلامي وعن أشياء كثيرة حتى أستطيع ضم طفلي إلى صدري.. وكرهت النساء بشكلٍ جنوني بسبب ما فعلته بي تلك المرأة.. طبعا وافقت مادونا على إبقاء الجنين بعد أن ذهب والدي واتفق معها على مبلغ مُعين.. المهم عندما أنجبت ابنتي لم أعد أهتم لشيء في الحياة سواها ووافقت على استلام أعمال العائلة "

 

وهنا نظرت إلى إيلا بندم وتابعت قائلا

 

" وبعد مرور سنوات قليلة أتت امرأة إلى قصرنا وبرفقتها مراهق وقالت لوالدي بأنه ابنه من شقيقتها.. طبعا والدي أجرى اختبار الحمض النووي وتبين بأنه فعلا ابنه.. أحببت فرناند جداً واهتممت به وحميته من والدي.. لم أترك والدي يقوم بتربيته بنفسه حتى لا يكبر شقيقي ويمتلك قسوته وعنفه.. ولكن يبدو بأنني لم أكن أعرف فرناند جيداً "

 

نظرت إلى البعيد وتابعت بحرقة قلب قائلا

 

" كنتُ أبالغ بحمايتهِ مع ابنتي الصغيرة.. كانت آنا في الثامنة وهو مراهق.. وبعد سنوات اختفى فجأة لمدة خمسة أيام من القصر.. شعرت بالخوف عليه لأنه لم يُخبر أحد أين سيذهب.. وشعرت بالقلق الشديد عليه عندما اتصل بي مدير البنك وأخبرني بأن شقيقي سحب مبلغ ضخم من حسابه.. وهنا عرفت بأنه لا بُد وقع في مصيبة ما.. طلبت من أوليفر أن يتبع هاتفه ويجد لي عنوانه.. وعندما عرفت ذهبت برفقة أوليفر إلى الموقع.. وهناك.. وهناك رأيت بذعر ما كان يفعلهُ بكِ مع صديقه الخسيس "

 

سمعت بألم شهقات إيلا المؤلمة.. أغمضت عيناي بشدة وقلتُ لها بصوتٍ مُختنق

 

" شعرت بالصدمة عندما رأيت ما كان يفعله بكِ و.. لكن بغباء ساعدته.. ساعدته لينجو بفعلته لأنه أخي الصغير.. رغم معرفتي بما فعلهُ بكِ ساعدته لأنه أخي.. ولكن أقسمت على مساعدتكِ مهما كلفني ذلك.. صحيح قمتُ بضربه وتلقينه درسا لن ينساه وأخذته إلى القصر وأخبرت والدي بما فعله.. كنتُ أكره المغتصبين.. أشمئز منهم بشدة.. ومن أجل أن أحميكِ و لذلك السبب فقط أرسلته إلى إيطاليا ومنعته من المجيء إلى سانت سيمونز وإلا قتلته.. وبحثت عنكِ.. بحثت لسنوات عن فتاة تدعى آلين.. أخبرني بأن اسمكِ هو ألين براين.. وطبعا لم أجد فتاة في كامل المنطقة بهذا الاسم.. ولم أتوقف عن البحث عنكِ أبداً ولكن... "

 

فتحت عيناي ونظرت أمامي بعذاب وقلتُ لها بدمار

 

" ولكن القدر جعلني ألتقي بكِ من جديد.. جعلني ألتقي بكِ بوقت أليم.. عندما رأيتكِ في العربة الغجرية أردتكِ لي رغم كرهي الشديد للنساء.. ولكن بعد اكتشافي لما حدث لخالتي وبأنكِ ابنة جوني توباس تملكني غضب أعمى بصيرتي وتحولت إلى ذلك الانسان الذي أكرهه وأشمئز منه.. تحولت إلى مغتصب لعين ودمرتكِ بكلتا يداي "

 

وقفت بعنف وحاولت حبس دموعي ونجحت.. نظرت إلى ساحرتي بألمٍ فظيع وقلتُ لها بتعاسة

" عائلة باتسي دمرتكِ نهائيا.. أنا لا أختلف بتاتا عن فرناند.. لقد ألمتكِ كما فعل و.. بل فعلت الأسوأ.. وأنا نادم أشد الندم على كل ما اقترفتهُ بحقكِ ساحرتي.. لذلك... "

 

ووسط شهقاتها ودموعها الأليمة همست لها بعذاب قائلا

 

" لذلك أقسم لكِ بأنكِ لن تري وجهي أو وجه فرناند بعد اليوم.. أقسم لكِ بأن عائلة باتسي لن تقترب منكِ بعد الآن أو يتم أذيتكِ من أي فردٍ منها.. سامحيني ساحرتي.. الوداع "

 

استدرت لأخرج من الغرفة وشعرت بحركة خلفي وسمعت بحرقة ساحرتي تهتف بذعر

 

" راموس.. لا تذهب أرجوك.. أنا حــ.. "

 

قاطعتُها قائلا بمرارة

 

" لا إيلا.. توقفي لو سمحتِ.. قد تقولين لي بأنكِ سامحتني الآن بسبب انقاذي لكِ.. ولكنني أعلم بأنكِ من المستحيل أن تفعلي.. أتمنى أن تعيشي بسعادة إلى الأبد.. وأعدكِ سأرسل في الغد عُمال ليصلحوا الصالون و يتم وضع أثاث جديد غير الذي دمرته.. الوداع إيلا توباس "

 

خرجت مسرعا من الغرفة وسمعتُها بألم تهتف بلوعة باسمي

 

" لا راموس لا تذهب.. لا تذهب أرجوك.. اسمعني... "

 

لكنني خرجت من المنزل وشعرت بعيوني تحترقان من الدموع.. رأيت أوليفر ينتظرني وفورا رفع يده اليمنى وقال بهمس

 

" ارتدي نظراتي الشمسية.. لا تدع آنا والرجال يرونك تبكي صديقي "

 

ارتديتها بسرعة ورأيت ابنتي تقف أمام باب سيارتي تبكي بخوف وهي تنظر إليّ بقلق.. نظرت إليها بحنان وبندم وهتفت باسمها بعاطفة

 

" آنا.. صغيرتي "

 

هتفت ابنتي باسمي ببكاء وركضت وعانقتني بشدة.. بادلتُها العناق بقوة وشعرت بألمٍ فظيع في صدري

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


قبلت رأسها وحضنتُها إلى قلبي وهمست قائلا بحنان

 

" انتهى كل شيء طفلتي.. لا تخافي.. انتهى كل شيء "

 

مشيت نحو سيارتي ووضعتُها برقة على المقعد الأمامي بجانب السائق ولكن قبل أن أغلق الباب أمسكت آنا بيدي وقالت بخوف

 

" أين هي إيلا؟.. لماذا لم تجلبها أبي؟.. هل هي بخير؟ "

 

ابتسمت بحزن وأجبتُها

 

" الأنسة إيلا بخير.. من الآن وصاعداً ستعيش بسعادة بعيداً عن عائلة باتسي.. الأفضل أن لا تتواصلي معها بعد اليوم.. فهذا الحل الأنسب للجميع طفلتي "

 

تأملتني آنا بصدمة ولكنني أغلقت الباب وأعطيت التعليمات لرجالي بإصلاح باب منزل إيلا بسرعة والعودة إلى القصر ثم طلبت من أوليفر بأن يتبعني.. جلست على المقعد وقدتُ السيارة بهدوء..

 

سمعت بألم ابنتي تبكي وهي تسألني

 

" لماذا تخليت عن حبيبتك؟.. لماذا تركتها؟.. هل بسبب عمي؟.. بسببه تركتَ حبيبتك؟.. لكن لا ذنب لها إن كان قد.. قد اغتصبها في الماضي.. أرجوك أبي عليك أن تعود لأخذها.. أرجوك.. إيلا تحبك بجنون "

 

نظرت أمامي بعذاب وسالت دموعي بضعف على وجنتاي.. شكرت بداخلي أوليفر لأنه أعطاني نظاراتهِ الشمسية فلم أرغب أن ترى ابنتي الآن مدى ضعفي وكم أتألم..

 

تنهدت بعمق وأجبتُها برقة

 

" ربما يوماً ما قد أخبركِ الحقيقة الكاملة.. ولكن الآن عليكِ أن تحترمي قراري وقرار إيلا بالانفصال.. لقد تأذت كثيراً بسبب عائلتي وحان الوقت لتعيش بسلام "

 

لم تتفوه ابنتي بحرف بل بكت بتعاسة طيلة الطريق.. وعندما وصلت إلى القصر ترجلت ابنتي من السيارة بسرعة وركضت داخلة إلى القصر وهي تنتحب.. تنهدت بعمق وأخفضت زجاج سيارتي وأمرت الحراس بحدة

 

" احرسوا القصر والمداخل الخلفية جيداً.. ان هربت ابنتي من جديد سأقتلكم "

 

ثم هتفت لـ أوليفر ليتبعني وقدتُ السيارة باتجاه شركتي.. أوقفت سيارتي في الموقف السفلي في المبنى وترجلت منها.. رأيت أوليفر يقف أمامي وهو يُكتف ذراعيه على صدره

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


 

خلعت النظرات وسلمتهُ إياها..

 

" ماذا؟ "

 

سألته بنفاذ صبر لكنه ظل يتأملني بنظراتهِ الباردة وسألني

 

" تخليتَ عن ساحرتك؟ "

 

نظرت إليه بحزن وأجبته ببساطة

" نعم.. فهذا أفضل لها "

 

عقد حاجبيه باستنكار ثم سألني

" ستقتل فرناند؟ "

 

وهنا تحولت نظراتي الحزينة إلى غاضبة وأجبته

 

" بالتأكيد سأفعل.. كان سيغتصبها من جديد.. كما كان يريد قتلي وقام بأذية ابنتي الوحيدة.. حياته ستكون الثمن "

 

ابتسم أوليفر براحة وقال

" هذا خبر جيد.. ثم أين هي سترتك؟ "

 

نظرت إليه بتعجُب ثم أجبته بحزن

" مع ساحرتي.. كانت ترتديها "

 

ابتسم أوليفر بخبث وقال قبل أن يبدأ بالمشي نحو المصعد الكهربائي

" إذاً يجب أن تذهب قريباً لإعادة تلك السترة لأنك تحبها.. وهيا بنا الآن لنذهب ونُنهي حياة ذلك القذر "

 

رفعت حاجبي وتأملته بغيظ.. أنا أعلم جيداً ما قصده بكلماتهِ المستفزة تلك عن السترة.. ولكن ما لا يعرفه أوليفر بأنني أقسمت لساحرتي بأنها لن ترى وجهي مرة أخرى أمامها.. وأنا سأفي بقسمي لها لتعيش بسعادة بعيداً عني وعن عائلتي الملعونة..

 

دخلت إلى غرف التعذيب ورأيت فرناند يبكي بذعر.. توقف عن البكاء فور رؤيتهُ لي وشحب وجهه بشدة وارتعش بجنون.. وقفت أمامه أتأمله بحقدٍ كبير.. تحرك أوليفر ووضع لي كُرسي ثم أمر الحُراس بالخروج ووقف أمام الباب وكتف يديه..

 

جلست على الكُرسي ووضعت ساقا فوق الأخرى ونظرت إليه بحدة

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


 

عاد فرناند ليبكي وقال بخوف وهو يشهق بقوة

 

" سامحني أخي.. سامحني أرجوك.. أنتَ شقيقي الكبير.. كنتَ دائما حنوناً وعطوفاً معي.. لكنني غبي.. أرجوك لا تقتلني.. أعدني إلى إيطاليا و أعدُك بأنني لن أقترب من سانت سيمونز حتى آخر يوم من حياتي.. عليك أن تعفو عني راموس لأني أخاك "

 

رفعت حاجبي عاليا وقلتُ له بسخرية ولكن بنبرة حادة

 

" الآن أصبحت أخاك الحنون والعطوف!.. الآن حتى تذكرتَ ذلك ولكن متأخراً للأسف.. فاليوم هو يومك الأخير على هذه الأرض.. لم يتبقى لك سوى ثواني أو دقائق وحتى ساعات.. فأنا من سيقرر ساعة موتك اليوم "

 

كان قد تم تكبيل ساقيه ويديه بالسلاسل والدماء كانت قد جفت على وجهه وملابسه.. رائحة دمائه كانت مقرفة للغاية مثل قرف عقله ونفسيته..

 

شهق فرناند بقوة وقال ببكاء

" لا تقتلني أرجوك.. عليك أن تعفو عني أخي.. فأنا أخاك الوحيد "

 

استقمت بجلستي وأسندت مرفقي على فخذي ونظرت إليه بحدة وادعيت التفكير..

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


 

وقفت بهدوء واقتربت خطوة واحدة إلى الأمام وبدأت أرفع أكمام قميصي عاليا وعندما انتهيت نظرت إليه بحقد وهتفت بوجهه بغضب

 

" أعطيتك سابقا فرصة.. أعطيتك حياة جديدة وفرصة لتعيش من جديد وتتعلم من أخطائك.. لكنك لم تستغل تلك الفرصة.. بل خططت لقتلي والاستيلاء على ثروتي.. حتى أنك خططت لبيع طفلتي دون أن تفكر ولو قليلا بأنها ابنة شقيقك الكبير.. كنتُ سأسامحك على كل ما ستفعله بي.. لكن ابنتي و إيلا هما خط أحمر بالنسبة لي.. وأنتَ تجاوزتَ هذا الخط وعليك أن تدفع الثمن غالياً "

 

ثم نظرت بكره إليه وهتفت بجنون


" أحببتك بصدق ودون أي شروط.. لم أبخل عليك بشيء في هذه الحياة.. حتى بعد موت والدي وحرمانهِ لك من الإرث قررت أن أقوم بتقسيم كل شيء معك وفعلت.. كنتَ أخي الصغير وفعلت المستحيل لإسعادك وحمايتك لكنك وغد حقير لا يهمه سوى نفسه.. وأنا بغباء سمحت لك بالعودة إلى هنا وجعلتك تسكن في قصري.. ودون أن أدري وضعت حبيبتي تحت سقفٍ واحد معك.. مع وحش كريه أحرق روحها في الماضي وألمها بشدة "

 

سحبت مسدسي عن خصري ووجهته نحو رأسه.. شرع فرناند يبكي بهستيرية ويتوسل مني الرحمة.. نظرت إليه ببرود أعصاب وقلتُ له

 

" الوداع أخي العزيز.. احترق في جحيمك الخاص الآن.. وهذه من أجل ابنتي "

 

ودون أن يرف لي جفن أطلقت النار في وسط جبينه.. رأيت الرصاصة تخترق جبينه وتخرج من رأسه من الخلف وشاهدت الدماء تسيل ببطء على جبينه ثم أنفه ثم سقط جثة لا روح بها على الأرض أمامي.. تأملتهُ بنظرات باردة  وهمست

 

" وهذه من أجل ساحرتي.. "

 

وقفت جامداً أمامه ثم أطلقت النار على صدره بثلاث طلقات رغم أنني كنتُ أعلم بأنه قد مات.. نظرت إليه بكره ومن جديد همست بحقد

 

" وهذه أيضا من أجل ساحرتي.. "

 

وأعدت اطلاق النار عليه في بطنه وصدره حتى أفرغت الرصاصات من مسدسي.. وقفت أتأمله ببرود دون أي شفقة أو ندم.. استدرت ورأيت أوليفر يتأملني بدهشة وبإعجاب وبتقدير.. اقتربت منه وقلتُ له

 

" تخلص من جثته وارميها في المكان المعتاد.. ثم اقتل مادونا ويمكنك بعدها الذهاب لرؤية حبيبتك الصغيرة "

 

ثم خرجت من الغرفة ومن المبنى وتوجهت إلى القصر... رغم كل ما فعله بي إلا أنني شعرت بالحزن لأنني اضطررت لقتله.. هو من أجبرني على فعل ذلك به..

 

جلست في مكتبي أفكر طيلة اليوم بحزن وبألم.. اشتقت لساحرتي منذ الآن.. كيف يمكنني العيش بعيداً عنها؟!.. كيف سأتحمل بُعدها عني؟!..

 

بالطبع لا أستطيع التحمُل.. لكن من أجلها سأحاول..

 

في المساء تلقيت مكالمة هاتفية من ابن خالتي مانويل.. وما أن تلقيت المكالمة منه سمعتهُ بغيظ يشتمني هاتفا بغضب

 

( راموس أيها العاهر اللعين.. كيف أخفيتَ عني ما خططت لفعله مع الزعيم؟.. وضعتني بموقف مُحرج لعين أمام الجميع.. أكرهُكَ أيها العاهر )

 

قلبت عيناي بملل وأجبته ببساطة

 

" كانت أوامر الزعيم بأن لا أتفوه بحرف أمامك.. كان يريد حمايتك وابقائك بعيدا عن هذه المسألة.. ثم لا تشتمني أيها الوغد.. ثم أنتَ مدين لي أيها العاهر.. لقد قتلتَ ذلك المُخنث مايكل في قصري.. سبق ونبهتُك بأن لا تقتله لأنني أنوي على فعل ذلك به بنفسي و.. "

 

قاطعني مانويل هاتفا بسعادة

( إذا لقد مات ذلك العاهر؟.. هذا مؤسف.. متى لفظ أنفاسه الأخيرة يا ترى؟ )

 

نظرت أمامي بغضب وهتفت بحدة


" لقد لفظ أنفاسه الأخيرة فور خروجك من غرفة التعذيب.. لم تترك به شيئا صاغ.. واضطر أوليفر من التخلص بجثته العفنة.. بسببك أفسدتَ عليّ خططي لتعذيبه "

 

قهقه مانو بمرح وقال بسخرية

( توقف عن لومي بأنني قتلته.. أنتَ من أخبرتني عن ما حاول فعله بصغيرتي آنا.. لقد أردتني أن أقتله راموس.. لا تنكر )

 

ابتسمت بخفة ثم تنهدت بإرهاق وسألته

" أين أنتَ حاليا؟ "

 

أجابني ببساطة قائلا

 

( في نابولي.. أنا في إيطاليا حُبي.. يا ليتك كنتَ معنا.. الزعيم أشعل الحرب هنا على جورجيو داركن.. كنتَ سوف تتسلى قليلا معنا.. في المرة القادمة سأطلب من الزعيم بأن يسمح لك بمرافقتنا )

 

لم أعر أهمية لما قاله ولكن سمعته يتابع قائلا بجدية

 

( راموس.. مبروك لك يا ابن الخالة على ثقة واحترام الزعيم لك.. لقد حصلتَ عليهما بسهولة.. الزعيم يشعر بالرضا التام منك.. أتمنى أن تصبحا قريباً أعز الأصدقاء.. والآن يجب أن أنهي المكالمة فلدي أوامر بتعذيب دايمون فلور.. نتكلم لاحقا.. الوداع )

 

نظرت أمامي بدهشة ولكن قبل أن أفتح فمي وأستفهم منه عن دايمون أغلق مانو الخط.. تنهدت بقوة ووقفت وقررت أن أذهب لرؤية ابنتي..

 

وصلت إلى غرفة نومها ولكن قبل أن أطرق الباب سمعتُها بحزن تتكلم ببكاء قائلة

 

" لقد تخلى عنها.. أوليفر أبي تخلى عن حبيبته بسبب عمي الحقود والمريض.. أبي و إيلا يُحبان بعضهما البعض بشكلٍ جنوني.. لكنه حتى يحميها تخلى عنها.. أنا حزينة جداً عليهما.. أرجوك أوليفر ساعدني حتى نجد طريقة لجمع شملهما من جديد.. ساعدني أرجوك "

 

سمعت أوليفر يتنهد بقوة ثم أجابها بنبرة حزينة

 

" أظن من الأفضل أن لا نتدخل بينهما حالياً.. دعي القدر والأيام يتكفلان بفعل ذلك.. إن كانت إيلا المرأة المناسبة لوالدكِ القدر سيجمعها من جديد مع والدكِ.. ثم لدي مفاجأة جميلة لكِ.. أتمنى أن تعجبكِ وأتمنى أن لا تغضبي مني عندما تكتشفين ما فعلته "

 

سمعت ابنتي تسأله بحزن

" ما هي هذه المفاجأة؟ "

 

أجابها أوليفر بهدوء


" بعد قليل ستأتي روسلين صديقتكِ لزيارتكِ.. أنا و.. و.. أنا وهي نحب بعضنا بجنون وسوف نتزوج بعد شهرين في يوم عيد ميلادها "

 

ساد الصمت للحظات في الغرف ثم سمعت ابنتي تهتف بجنون وبعدها طلبت من اوليفر بأن يخبرها بالحرف الواحد كيف حدث ووقع في حُب صديقتها..

 

استدرت وقررت أن أذهب إلى جناحي لأستريح..

 

بعد مرور شهر وأسبوع**

 

كنتُ ابتسم برقة بسبب سعادة ابنتي ولهفتها الكبيرة لأنني وافقت أن أذهب برفقتها إلى مقهى قريب من القصر.. وبينما كنتُ أقود سيارتي باتجاه ذلك المقهى سمعت ابنتي تكلمني بسعادة عن زفاف صديقتها و أوليفر القريب..

 

ولكن مثل عادتي شرد تفكيري على ساحرتي.. كنتُ أعلم بأن ابنتي تتصل بها وتتكلم معها لساعات طويلة على الهاتف ولكنني لم أعترض.. إن كانت إيلا سعيدة سأكون سعيداً..

 

اشتقت لها بجنون.. اشتقت لعطرها الخلاب.. اشتقت لأنفاسها.. اشتقت لعينيها.. اشتقت لابتسامتها.. اشتقت لقبلاتها.. اشتقت للغناء لها بينما أستحم... اشتقت لكل إنش منها.. لأنني أحبُها بجنون.. أحبُها...

 

أوقفت السيارة أمام مدخل المقهى وفورا أتى الموظف وفتح لي الباب.. ترجلت من السيارة وسلمته المفتاح ودخلت برفقة آنا إلى المقهى.. ولكن قبل أن نختار طاولة سمعت ابنتي تكلمني بهمس ولكن بتوتر

 

" أبي سأذهب إلى حمام السيدات.. اختر بنفسك الطاولة.. أريدها في الحديقة الخارجية.. وأمام بركة المياه الجميلة والأزهار.. لن أتأخر "

 

نظرت إليها بتعجُب وفكرت.. كيف تعرف ابنتي هذا المقهى عن غيب؟!.. ربما أتت سابقا إلى هنا برفقة روسلين.. ربما!..

 

وفعلت كما طلبت مني.. اخترت طاولة جميلة في الحديقة بجانب البركة والزهور الجميلة.. اقترب نادل من الطاولة وابتسم باحترام وسألني

 

" أهلا بك سيد باتسي.. إنه لشرف كبير لنا أن تكون زبون في مقهى النجوم.. كيف يمكنني مساعدتك سيد باتسي؟.. هل ترغب بتناول وجبة الغداء أم ترغب أولا بشرب شيء مُعين؟ "

 

نظرت بملل أمامي وأجبته بتهذيب

" أشكرك.. سأنتظر ابنتي لتخرج من الحمام وبعدها سأرى ما ترغب بتناوله.. و.. أولا لو سمحت أريد فنجان قهوة سادة "

 

ابتسم بوسع وسجل الطلب وذهب.. نظرت بملل أمامي ثم رفعت يدي ونظرت إلى معصمي وتحديداً نحو ساعتي.. لقد تأخرت آنا ربع ساعة كاملة في الحمام.. شعرت بالقلق عليها وقررت أن أذهب لأتفقدها.. ولكن ما أن وقفت واستدرت ناحية اليسار تجمدت بأرضي كالتمثال..

 

رأيتُها أمامي.. رأيت ساحرتي تجلس أمامي وهي تتأملني بحزن وبشوق

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


 

وعندما التقت نظراتنا هرب مني كل نفس تنفسته.. تجمد العالم من حولي وشعرت بقلبي على وشك أن يُحطم ضلوعي ليخرج من جسدي ويقفز على ملكته..

 

عجزت عن الحركة.. عجزت عن التنفس.. عجزت عن التفكير.. كنتُ كل ما أراه الآن هو ساحرتي..

 

نظراتي المندهشة تحولت إلى حنونة ولمعت ببريق الاشتياق.. ابتسمت بحنان وبعاطفة وهمست بقلب يحترق شوقاً


" ساحرتي... "

 

وما أن تحركت لأقترب منها رأيتُها بحزن تقف بذعر وسكبت فنجان القهوة على الطاولة.. رأيتُها بيدين مُرتعشتين تحاول رفع الفنجان ثم تركته وأمسكت بحقيبة يدها وبتوتر أبعدت الكُرسي ونظرت إليّ بخوف عميق..

 

ظننتُها خائفة مني.. فغرقت عيناي بالحزن وأخفضت نظراتي إلى الأسفل ولكن تجمدت نظراتي على بطنها ولفتَ نظري.. ما هذا؟!!.. لحظة؟!!.. تباً.. ما اللعنة؟!!!... لا مستحيل!!... مستحيل!!!....

 

فكرت بصدمة بداخلي وجحظت عيناي على وسعهما وهمست بذهول


" أنتِ حامل؟!!!!.... "

 

وما أن سمعتني إيلا ألفظ بتلك الكلمات حتى شحب وجهها بشدة واستدارت وركضت هاربة من أمامي.. أفقت من صدمتي الكبيرة عندما رأيتُها تخرج من المقهى وهنا هتفت بجنون

 

" إيلاااااااااااااااااااااااا..... "

 

وركضت خلفها بسرعة.. خرجت من المقهى ورأيتُها تركض على الرصيف وهي تبكي.. تبعتُها بسرعة وهتفت بجنون

 

" إيلا.. توقفي.. توقفي... "

 

لكنها أسرعت أكثر.. شتمت بعصبية وركضت بأقصى سرعة أمتلكها وما أن وصلت إليها أمسكتُها بمرفقها وأوقفتُها عن الركض وجعلتها تلتف بقوة نحوي.. رأيتُها بحزن تبكي برعب وهي تهمس برجاء

 

" أتركني أرجوك.. لقد أقسمتَ لي بأنني لن أرى وجهك مرة أخرى.. دعني أذهب "

 

أمسكتُها بكتفيها ونظرت إلى انتفاخ بطنها الصغير.. كان واضحاً لي بأنها حامل.. فأنا أحفظ كل شبر من جسدها غيباً.. حتى عدد شاماتها أحفظه.. وكان واضحا لي بأنها حامل..

 

تسارعت أنفاسي ورفعت نظراتي لتستقر على عينيها الفزعة.. تأملتُها بحدة وسألتُها بنبرة جامدة

 

" هل هذا طفلي؟ "

 

توسعت عينيها برعب ثم نظرت بكره إليّ وحاولت تحرير نفسها لكنني جذبتُها بقوة ليلتصق جسدها الصغير بي وسألتُها من جديد

 

" هل هذا طفلي أنا؟.. هذا الطفل لي؟ "

 

رأيتُها تتوقف عن البكاء ثم رفعت رأسها بشموخ وقالت بحدة وبكبرياء لعين

 

" هو طفلي أنا.. طفلي أنا.. ثم أنا عاهرة.. لقد ضاجعت رجل لعين وأصبحت حامل منه.. والآن حررني لو سمحت ودعني أذهب بهدوء من هنا "

 

شعرت بأنني أختنق بسبب إجابتها الملعونة.. اصطكت أسناني بشدة وهمست بفحيح بينما كنتُ أنظر بحدة في عمق عينيها الخائفة

 

" كلينا يعلم جيداً بأنكِ لستِ عاهرة ساحرتي.. وأيضا تعلمين جيداً بأن هذا الجنين هو لي.. لذلك ساحرتي سوف أعاقبكِ لأنكِ أخفيتِ عني طفلي "

 

كنتُ أرغب أن أقفز بسعادة وأهتف أمام جميع الناس والعالم بأسره بأنني سأكون أب من جديد.. بأن ساحرتي حامل مني.. لكن حتى لا أخيف ساحرتي ضبط نفسي ولم أُظهر لها مدى سعادتي بحملها..

 

نظرت إيلا بغضب إليّ وسحبت ذراعها بعنف من قبضتي وهتفت بحدة بوجهي

 

" أيها الجاموس الغبي.. تركتني بمفردي لأعاني طيلة شهر وأسبوع.. تركتني وخرجت من حياتي وكأن شيئا لم يكن.. والآن بعد أن رأيت بطني المنتفخ تريد مُعاقبتي لأنني أخفيت حملي عنك أيها الجاموس الغبي.. أكرهك.. وهذا الطفل لي أنا.. لي وحدي.. وأنتَ لا دخل لك به.. والآن عليك أن تفي بقسمك اللعين لي ولا تجعلني أرى وجهك القبيح أمامي.. جاموس غبي وقبيح "

 

نظرت إليها بذهول وشعرت بالإثارة.. تباً الحمل زادها جمالا وأنوثة.. ساحرتي كانت تبدو جميلة لحد اللعنة ومثيرة.. خاصةُ وهي تشتمني الآن وتنعتني بالجاموس.. حاولت إخفاء ابتسامتي وقررت أن أنتقم منها بطريقة مثيرة.. اللعنة سوف امارس معها الحُب بجنون الليلة.. سترى ساحرتي قريبا ما سأفعل من أجلها ومن أجل طفلي..

 

ادعيت الغضب ونظرت إليها بحدة وهتفت بجنون بوجهها

 

" اللعنة على ذلك القسم.. أنتِ حامل مني.. أريدُ طفلي.. إنه ابني.. لن أتخلى عنهُ أبدا "

 

شحب وجهها بشدة وتأملتني بذعر وحاولت ان تفر هاربة مني لكنني أمسكتُها من خصرها ورفعت جسدها عاليا وحملتُها كالعروسة بذراعي.. بدأت إيلا تبكي وهي تهتف بذعر طلبا للنجدة.. نظرت إلى المارة وضحكت بسعادة وقلتُ لهم

 

" زوجتي حامل.. إنها هرمونات الحمل "

 

ابتسموا الرجال والذين كانوا يقفون بجانبنا على الرصيف وضحكت النساء معهم بسعادة.. مشيت بسرعة باتجاه سيارتي ورأيت ابنتي تنتظرني أمامها.. بكت إيلا بتعاسة ودفنت رأسها في صدري وسمعتُها تكلمني بخوف قائلة

 

"  لستُ زوجتك أيها الجاموس الغبي.. دعني أرحل أرجوك "

 

قهقهت بخفة وقلتُ لها بتصميم

" قريبا ساحرتي سوف تكونين زوجتي وإلى الأبد.. قريبا جداً.. "

 

رفعت إيلا رأسها بسرعة وتأملتني بذهول وهمست بصدمة


" زوجتُك؟!!!... "

 

ابتسمت بوسع وقبلت جبينها وهمست بحنان

" نعم سوف تكونين زوجتي ولو بالقوة ساحرتي "

 

ثواني قليلة وقبل أن تُغمض عينيها سمعتُها بحزن تهمس بألم

" أنا أهلوس مثل العادة "

 

وسقطت غائبة عن الوعي بين يداي.. هتفت باسمها بذعر ورأيت ابنتي تقف أمامي وهي تهتف بسعادة

" أخيراً التقيتَ بها و.. أبي ما بها إيلا؟.. إيلا؟!!!؟؟؟.. "

 

نظرت إليها بحنان وقلتُ لها

" لا تخافي.. هي بخير.. والآن أريد أن أعلم منكِ الحقيقة وكيف عرفتِ بأن إيلا كانت هنا في المقهى وجعلتني ألتقي بها هنا "

 

ابتسمت ابنتي بخبث وقالت وهي تمشي بجانبي نحو السيارة


" ساعدني أوليفر و روسلين.. في الحقيقة الفضل يعود لصديقتي.. بعد أن عرفت بقصتك مع إيلا أرادت المساعدة وذهبت وتعرفت على إيلا واكتشفت بأنها حامل وتُحبك بجنون.. وهكذا اكتشفت بأنني سأصبح شقيقة عن قريب وخططنا معا لجمع شملكما من جديد.. اتفقت روسلين اليوم على أن تلتقي بساحرتك في المقهى.. والباقي تعرفه والدي الوسيم "

 

نظرت إلى ابنتي بتقدير وقلتُ لها وأنا أضع إيلا في المقعد الأمامي في سيارتي

" أنتِ ابنة راموس باتسي عن حق.. ورثتي مني الذكاء طفلتي.. أحسنتِ.. سأحقق لكِ أي شيء تطلبينهُ مني.. أطلبي وتمني الآن صغيرتي "

 

قهقهت آنا بسعادة وقالت بسرعة

" تزوج من ساحرتك أبي.. هذه هي أمنيتي الوحيدة.. أن تكون سعيداً مع حبيبتك "

 

ابتسمت بوسع وقبلت خد ساحرتي ثم أغلقت الباب وأجبت ابنتي بسرور


" هذه أمنية سهلة جداً.. في الأسبوع القادم سيكون الزفاف "

 

صرخت آنا بسعادة وعانقتني بشدة ثم جلست في المقعد الخلفي للسيارة.. ابتسمت بوسع وبدأت أخطط بما سأفعله الليلة بساحرتي الحامل والمثيرة وقدتُ سيارتي باتجاه قصري...

 


الجدة هيلينا**

 

بعد مرور أسبوع على ذهاب حفيدي آخيليو إلى إيطاليا فاجئني إميليو بعودته في المساء.. كنتُ أجلس في الحديقة أنظر بشرود أمامي عندما يدين دافئتين أغلقت عيناي..

 

ابتسمت بسعادة على الفور إذ عرفت بأن تلك اليدين هي لحبيبي إميليو..

" إميليو.. حبيبي.. أخيراً أتيت "

 

همست بحنان بتلك الكلمات ورفعت ذراعي ووضعت يداي فوق يديه على عيناي ثم أبعدتُها وعانقتُها إلى صدري.. شعرت بقبلة إميليو الخجولة على خدي وسمعته يهمس بنبرة حنونة

 

" اشتقت لكِ هايلي.. وبجنون.. "

 

أملت رأسي على رأسه وأغمضت عيناي وأجبته بنبرة عاشقة

 

" اشتقت لك أكثر عزيزي "

 

قبلني إميليو على جبهتي ثم فتحت عيناي ورأيته يقترب ليقف أمامي.. ابتسمنا لبعضنا البعض بحنان وبحب كبير ورأيت إميليو يجلس أمامي على ركبته اليمنى ثم سحب كلتا يديه من قبضتي وتأملني بخجل..

 

نظرت إليه بتعجُب ورأيته يضع يده اليمنى في جيب سترته.. حمحم بخجل ونظر بعشق إلى عيناي ثم أخرج يده ورأيته بصدمة يحمل علبة مخملية حمراء صغيرة الحجم وفتحها ببطء أمامي..

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


شهقت بقوة بينما كنتُ أنظر إلى الخاتم الجميل بداخل العلبة.. ترقرقت الدموع في عيناي عندما سمعت إميليو يقول

 

" هيلينا داركن.. سيدتي و سيدة قلبي وضوء ونور حياتي.. هل تقبلين الزواج مني؟.. هل توافقين على الزواج مني سيدة عمري؟.. هل توافقين أن تكوني زوجة إميليو لوماسكو؟ "

 

سالت دموعي على وجنتاي ورفعت نظراتي عن الخاتم وتأملت بسعادة وبعشقٍ كبير حبيبي الأول والأخير إميليو لوماسكو.. شهقت بقوة وأجبته بكلمة واحدة

 

" نعم... "

 

بسبب سعادتي الكبيرة وصدمتي وفرحتي لم أستطع أن أنطق سوى بتلك الكلمة.. ابتسم إميليو بوسع ومسح دموعي بأصابعه بحنان وهمس برقة قائلا

 

" لا تبكي هايلي.. دموعكِ تؤلمني "

 

ابتسمت بوسع وأجبته ببكاء

 

" إنها دموع الفرح عزيزي.. هل تعلم كم حلمت بهذه اللحظة؟.. حلمت بها لسنوات طويلة جداً عزيزي "

 

رأيت الدموع تتجمع في عينيه فابتسمت له بوسع وقبلت شفتيه برقة ثم أبعدت رأسي قليلا وهمست له بسعادة

" ماذا تنتظر عزيزي؟.. ضع الخاتم بأصبعي "

 

ابتسم إميليو بسعادة وأمسك بالخاتم ثم أمسك يدي اليمنى ووضع الخاتم برقة بأصبعي البنصر.. نظرنا إلى بعضنا البعض بسعادة لا توصف وهمسنا معاً لبعضنا

 

" أحبُك.. أحبُكِ... "

 

وقف إميليو وساعدني بالوقوف ثم عانقني بحنان.. وضعت رأسي على صدره وتنهدت بسعادة.. سمعت إميليو يُكلمني بنبرة حنونة قائلا

 

" كنتُ أخطط لطلب يدكِ للزواج مني في العشاء الرومانسي غداً.. لكنني بعد أن طلبت يدكِ من الزعيم ووافق قررت أن أطلب يدكِ فور عودتي من إيطاليا.. زفافنا سيكون بعد عودة الزعيم من جزيرته.. هل أنتِ موافقة هايلي؟ "

 

كنتُ أسمع بسعادة دقات قلبه السريعة.. ابتسمت بوسع وأجبته بنبرة حالمة

" موافقة على أي شيء تطلبهُ مني.. انتهى انتظاري هنا.. حياتنا الجديدة بدأت منذ هذه اللحظة "

 

كنتُ سعيدة جداً.. أخيراً سأتزوج من حُب حياتي.. قضيت مع إميليو أجمل شهر في حياتي.. كنا نذهب في كل ليلة إلى مكان رومانسي ونتناول العشاء على أضواء الشموع والموسيقى الرومانسية الساحرة..

 

إميليو لم يعد يخجل من إظهار مشاعرهُ لي أمام العلن.. كنتُ سعيدة جداً وشعرت بأنني عدت مراهقة في السادسة عشر معه.. ولدهشتي الكبيرة فاجئني إميليو في نهاية الشهر عندما أخذني إلى منزل خشبي صغير بجانب الشاطئ..

 

أهداني المنزل وأخبرني بأنه كتبه باسمي هدية الزفاف.. فطلبت منه أن نمضي شهر العسل به ووافق..

 

عاد حفيدي برفقة فتاته شرطية المرور وكنتُ جداً سعيدة لمعرفتي بأنه تخلى عن انتقامه من أجلها.. وتمنيت أن يعترف لها وبسرعة بأنه يحبها..

 

بعد مرور أسبوعين**

 

كنتُ أمشي برفقة إميليو في حديقة قصري وأضحك بشدة بسبب شعوره بالغيرة عليّ.. فقد جُن جنون إميليو عندما أتى السيناتور منذ قليل لزيارتي  شخصياً.. وقبل ذهابه أمسك يدي وقبلها بنعومة وأخبرني بأنني أصبحت أجمل من ذي قبل..

 

وطبعا عزيزي إميليو اشتعل من الغيرة.. قهقهت بخفة عندما سمعته يقول بغيظ وبغضب

" لا أريد لهذا السيناتور أن يعود لزيارتكِ من جديد.. إن طلب مقابلتكِ أخبريه بأي عذر "

 

نظرت بحنان إلى إميليو وقلتُ له بدلال

 

" لكن عزيزي السناتور ألفريد متزوج و.. "

 

قاطعني بغضب قائلا

" ليس متزوج بل أرمل.. تذكري حبيبتي لقد توفيت زوجته منذ ثلاث سنوات.. ومنذ سنتين وهو يجد الأعذار الغبية لرؤيتكِ بأي شكلٍ كان "

 

أخفيت ابتسامتي وأجبته بدلال

" لكن حبيبي هو فقط يأتي ليشكرني بسبب أعمالي الخيرية و... "

 

قاطعني إميليو هاتفا بغضب

" أنتِ بريئة جداً حبيبتي.. فأنتِ لا تنتبهين لنظراتهِ المُنحرفة.. فهو يأكلكِ ويلتهمكِ بنظراتهِ المقرفة.. كما أنه يحاول التحرش بكِ ولمس يدكِ بأي طريقة "

 

كنتُ سأضحك بجنون بسبب غيرته العمياء.. لكن حتى لا أجعلهُ يحزن ابتسمت برقة وقلت بنبرة هادئة

" السيناتور لم يتحرش بي.. هو فقط قبل يدي باحترام.. عزيزي لا تغار منه.. أعدك بأنني لن أستقبله من جديد في قصري وسأجد أي عذر لأعتذر منه "

 

تأملني إميليو ببراءة ثم همس بهدوء

" حقاً!!.. ستفعلين ذلك من أجلي؟ "

 

وهنا لم استطع كتم ضحكتي أكثر فضحكت بشدة ولكن عندما رأيت نظرات عزيزي الحزينة توقفت عن الضحك وعانقته بحنان وقلتُ له

 

" لا تحزن عزيزي.. لكن غيرتك عليّ ظريفة جداً.. تبدو مثل المراهقين عندما تغار عليّ "

 

بادلني إميليو العناق وهمس بنبرة حنونة


" أغار من الهواء عليكِ هايلي.. أغار من لمسة يدي عليكِ.. أحبُكِ لدرجة أن قلبي لم يعُد بإمكانه أن يتحمل عشقهُ لكِ.. لو كنتُ أمتلك قلبين كانا كليهما لم يساعهما حُبي لكِ "

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بحنان وبحُب كبير ولكن قبل أن أجيبه سمعت رنة هاتفي.. حاولت تجاهلها لكن الرنين لم يتوقف.. تنهدت بعمق وأخرجت هاتفي من جيب فستاني ورأيت المتصل ليس سوى كارتر..

 

عقدت حاجبي ونظرت إلى الشاشة بقلق.. شعرت بألم في صدري دون أن أعلم السبب.. تلقيت المكالمة وكلمت كارتر بقلق

 

" كارتر.. أنتَ بخير عزيزي؟ "

 

سمعتهُ بذعر يهتف بخوف وبنبرة فزعة لأول مرة أسمعها منه في حياتي

 

( جدتي.. جدتي لا أحد يمكنه مساعدتهُ سواكِ.. حاولت أن أتصل بالحقير جورجيو لكنه لم يتلقى مكالماتي.. عليكِ أن تنقذي آخيل.. لقد زرع جورجيو متفجرات في سيارته.. آخيل سيموت.. أخي سيموت بسبب ذلك الغبي جورجيو.. أرجوكِ اتصلي به أو بزوجته واخبريه بأن استيرا لم تمُت.. أخبريه بأن حفيدته برفقة الزعيم في تلك السيارة المُفخخة.. أرجوكِ جدتي اتصلي به بسرعة ربما يُجيب على مكالمتك )

 

شحب وجهي بشدة وسقط الهاتف من يدي على الأرض.. كنتُ أسمع صوت إميليو وهو يهتف بقلق ويحاول أن يجعلني أتكلم.. لكنني كنتُ غارقة في عالم من الجمود والخوف والرعب.. رأيت إميليو ينحني ويمسك هاتفي وتكلم مع كارتر.. رأيت وجهه يصيبهُ الشحوب وعرفت هنا بأنني لم أتخيل هذه المُكالمة من كارتر..

 

فتحت عيناي على وسعهما وهتفت بألم وبوجعٍ كبير

" لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا... حفيدي.. آخيليس.... "

 

سحبت هاتفي من إميليو وأنهيت المكالمة مع كارتر وبدأت أبحث بيدين مُرتعشتين وأناملي تهتز عن رقم هاتف جورجيو داركن.. وما أن وجدته اتصلت به ووضعت مُكبر الصوت..

 

" أرجوك عليك أن تُجيب.. أرجوك.. جورجيو سيموتان أحفادنا.. أجب على المُكالمة.. أرجوك... "

 

كنتُ أبكي بهستيرية واتصلت بذلك اللعين مرة تلوى الأخرى والأخرى.. وعندما فقدت الأمل بأن يُجيب على مكالماتي بحثت عن رقم إستيراندا..

 

( هيلينا؟.. هذه أنتِ؟ )

 

سقطت على الأرض على ركبتاي ما أن سمعت صوتها.. بكيت بعنف وهتفت بلوعة

 

" إستيراندا.. عليكِ أن تنقذي حفيدتكِ وحفيدي.. إستيرا ما زالت على قيد الحياة.. آخيليس يحبها بجنون ولم يقتلها.. حفيدي لم يقتلها لأنه يعشقهاااااااااااا.. جورجيو زرع مُتفجرات في سيارة حفيدي.. إستيرا برفقته.. سيقتلهما.. سيقتلهما.. تحركي بسرعة وانقذي أحفادناااااااااااااا.. أخبريه بأن حفيدته على قيد الحياة وبرفقة آخيل الآن.. أرجوكِ ساعديهمااااااا... "

 

سمعتُها تشقه بقوة ثم هتفت بذعر

 

( حفيدتي لم تمُت؟.. إلهي.. إلهي.. سيقتلها جورجيو.. جورجيووووووووووووو...... )


آخر ما سمعتهُ قبل أن ينقطع الخط هو صرخات إستيراندا باسم زوجها.. انتحبت بجنون وشعرت بـ إميليو يعانقني بشدة.. بكيت على صدره وقلتُ له بتعاسة

 

" حفيدي سيموت.. حفيدي الوحيد سيموت.. سيموت.. سيموت هو وحبيبته.. وأنا سأموت من بعده.. سأموت إن خسرت حفيدي "

 

ربتَ إميليو بحنان على ظهري وقال لي ببكاء

 

" لن يموت.. لن يموت حبيبتي.. آخيليس ذكي جداً.. سيجد طريقة لينقذ نفسه وحبيبته.. ثقي بي.. سينجو.. هو ذكي جداً سينجو وحبيبته "

 

لم أستطع التوقف عن النحيب والبكاء بهستيرية رغم كلماته المطمئنة لي... ظللت عل هذه الوضعية لنصف ساعة كاملة وعندما سمعت رنين هاتفي انتفضت بعنف ولكن بسبب ارتعاش يداي لم أستطع أن أمسك الهاتف.. أخذه إميليو وأجاب على المكالمة..

 

صمت مطبق.. صمت شامل ساد المكان.. ولكن عندما رأيت نظرات إميليو المصدومة عرفت.. عرفت بأنني خسرت حفيدي..

 

أغمضت عيناي بشدة وهتفت بملء صوتي وبعذاب وبحرقة قلب أليمة

 

" لااااااااااااااااااااااااااااااا... لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.. حفيدي....... "

 

وأخر ما سمعته قبل أن يلفني الظلام صرخات إميليو الفزعة باسمي....

 

 

جورجيو**

 

 

ابتسمت بخبث واتصلت بالزعيم.. اتصلت بحفيد أخي وقررت أن أعترف له بما استطعت إنجازه لقتله.. وما أن أجاب على مكالمتي وسمعت صوته أجبته بحقدٍ كبير

 

" أريدُ حياتك.. أريد حياتك مقابل حياة حفيدتي التي حرمتني منها "

 

سعادتي كانت لا توصف عندما أخبرته بحقد وبكرهٍ لا يوصف عن ما استطعت فعله.. وانهيت المكالمة قبل أن أسمع صوته القذر في أذناي..

 

ابتسمت بسعادة وأنا أجلس على مكتبي في قصري في نابولي.. اتصلت بيدي اليمنى ألبيرتينو وفور أن تلقى مكالمتي سألته بلهفة

 

" هل كل شيء يسير حسب الخطة؟ "

 

أجابني باحترام قائلا


( نعم سيد جورجيو.. السيارة تم تشغيل المتفجرات بداخلها فور أن أقلعت.. وأنا أتبع مسارها على الجهاز أمامي )

 

" أحسنت "

 

أجبته برضا تام ثم كلمته قائلا بأمر

 

" لا تتصل بي إلا عندما تنفجر سيارته.. سأنتظر الخبر السعيد منك ألبيرتينو على أحر من الجمر "

 

أجابني موافقا وجلست باسترخاء على مقعدي.. بعد مرور ربع ساعة سمعت رنين هاتفي نظرت بلهفة إلى الشاشة لكن عقدت حاجباي ونظرت بحقد إلى رقم هيلينا داركن.. زوجة أخي تتصل بي طبعاً لكي تتوسل مني أن أرحم حفيدها الحقير..

 

تجاهلت اتصالاتها كلها لمدة نصف ساعة كاملة حتى في النهاية استسلمت هيلينا.. ولكن بعد مرور عشر دقائق سمعت بذعر زوجتي تصرخ بجنون باسمي

 

" جورجيوووووووووووووو.... "

 

انتفضت واقفا ونظرت بذعر إلى الباب ورأيت إستيراندا تفتحه بعنف وركضت ووقفت بجانبي وأمسكت بسترتي وهتفت بجنون

 

" إستيرا لم تمُت.. حفيدتنا لم تمُت.. آخيليس داركن يُحبها.. يُحبهاااااااااااا.. لذلك لم يقتلها.. حفيدتنا معه في تلك السيارة الآن.. أنقذهااااااااااا.. أنقذ حفيدتي من الموت.. أنقذها حالااااااااااااااااااا... إن ماتت لن أسامحك لمدى العُمر.. أنقذها بسرعة "

 

تأملتُها بصدمة كبيرة.. تلقيت صدمة العُمر منها الآن.. نظرت إليها بذعر وهمست بأنفاس مُتقطعة


" لـ... لم تمُت؟!!.. حفــ.. حفيدتنا لــ.. لم يقتلها آخيل؟ "

 

هتفت زوجتي بهستيرية بوجهي وهي تدفعني بكلتا يديها على صدري


" لم يقتلها لأنه يُحبها.. أنقذها بسرعة.. تحرك وانقذ إسترا "

 

شحب وجهي شحوب الأموات ولا أعرف كيف تحركت وأمسكت هاتفي واتصلت بـ ألبيرتينو.. كنتُ أرتعش بشدة وأنا أهمس برعب


" أجب بسرعة.. أرجوك أجب.. هيا أجب... "

 

بعد لحظات سمعته يُجبني بنبرة مُتعجبة قائلا

( سيد جورجيو.. لماذا تتصل؟.. الاشعارات وصلتني.. الوقود بدأ ينفذ من سيارته.. والسيارة قطعت الجسر البحري و فــ... )

 

قاطعتهُ هاتفاً بجنون

 

" أوقف المتفجرات بسرعة.. ألغي الأمر في الحال.. بسرعة أوقفهااااااااااااااااااااا.. "

 

تلعثم ألبيرتينو وأجابني بخوف

( حاضر سيدي )

 

كنتُ أتنفس بسرعة واستطعت أن أسمع تحركاته عبر الهاتف.. استطعت أن أسمع تنفسهِ السريع والخائف.. ارتعش جسدي بعنف.. دقيقة.. ثم دقيقتان نظرت أمامي بفزع وهمست بخوف

 

" تكلم.. هل أوقفتها؟.. أجبني واللعنة.. هل استطعت إيقافها؟ "

 

سمعت أنفاسه المتسارعة ثم سمعتهُ يهمس بفزع

( لقد أوقفتها سيدي.. لكن.. لكن.. لكن... )

 

هتفت بجنون

" لكن ماذا واللعنة؟.. تكلم ماذا حدث؟ "

 

سمعتهُ برعب يهمس قائلا

( آسف سيدي.. لقد وصلني إشعار بأن السيارة قد انفجرت.. لقد انفجرت المتفجرات كلها سيدي )

 

شهقت بقوة وسقط الهاتف من يدي على الطاولة.. سمعت زوجتي تهتف بذعر بوجهي لكن لم أستطع فهم كلمة واحدة مما قالتها.. إذ حقيقة بأنني قتلت حفيدتي أحرقتني بشدة..

 

رأيت إستيراندا تمسك الهاتف وتكلمت مع ألبيرتينو.. تساقطت دموعي على وجنتاي عندما رأيتُها تبكي وتصرخ بجنون.. سقطت بانهيار على الكرسي فقدماي لم تعُد تستطيع حملي..

 

رمت زوجتي هاتفي بعيدا ليتحطم ثم أمسكتني بقميصي ورفعتني لأقف وبدأت تضرب صدري بكلتا يديها وهي تهتف بلوعة وببكاء عنيف

 

" قتلتَ حفيدتي.. قتلتها.. قتلت ابنة لومينا بيديك.. بسبب حقدك على آخيليس قتلت حفيدتنا.. أكرهُك.. أكرهُك.. أتمنى أن تتعفن في الجحيم.. إستيرا ماتت.. رحلت.. حفيدتنا الجميلة توفيت بسببك وبسبب حقدك.. لعنة اللّه عليك.. لعنة اللّه عليك.. اااااااهههههههه "

 

كنتُ أبكي بصدمة وأنظر إليها بأسف وبندمٍ كبير.. شهقت استيراندا بقوة ثم برعب رأيتُها تبتعد عني وشحب وجهها بشدة ثم خرج شهيق مُختنق من بين شفتيها ثم برعبٍ كبير رأيتُها تسقط أمامي على الأرض..

 

" حبيبتي لاااااااااااااااااااا.... "

 

هتفت بجنون وجثوت أمامها ورفعتُها بكلتا يداي وبدأت بمحاولة جعلها تستفيق.. لكن برعبٍ كبير لم أشعر بها تتنفس.. أحنيت رأسي ووضعته على صدرها وبذعر لم أسمع دقاته..

 

نظرت إليها بفزع وهتفت بهستيرية

" استيرانداااااااااااااااااا.. لا حبيبتي لا تتركيني.. لااااااااااااا.. ساعدوني.. اتصلوا بالإسعاف.. اتصلوا بالإسعاف فورااااااااااااااااااااااا.. لا حبيبتي لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

بكيت بجنون بينما كنتُ أعانقها على الأرض.. انهار العالم فوق رأسي إذ عرفت بأنني خسرت زوجتي وشريكة حياتي.. خسرت حُب حياتي بسبب حقدي على حفيد شقيقي..

 

ركضوا الخدم والحراس إلى المكتب وحاولوا ابعادي عنها لكني شتمتهم وبكيت مثل الطفل وأنا أعانقها بشدة إلى صدري.. زوجتي ماتت.. ماتت بسببي.. خسرت حفيدتي وخسرت زوجتي...

 

بعد مرور يومين**

 

كنتُ أقف في الصالون في قصري أتقبل التعازي على موت زوجتي و حفيدتي.. فبعد انتهاء مراسم الدفن توجهت إلى قصري لتقبل التعازي..

 

يومين من الألم والعذاب والبكاء.. يومين من الجحيم عشتهم بتعاسة.. بسبب حقدي لأنني لم أستلم أعمال العائلة بل آخيليس خسرت كل شيء.. دمرت نفسي ودمرت الجميع بسبب حقدي..

 

بعد ذهاب الجميع وقفت في الصالون أنظر بدمار وبتعاسة وبألمٍ رهيب إلى صورة زوجتي.. بكيت بشدة وهمست لها بندم

 

" سامحيني.. سامحيني لأنني كنتُ السبب في موتكِ وموت حفيدتنا.. سامحيني حبيبتي.. أنا نادم.. نادم أشد الندم و... "

 

توقفت عن التكلم ونظرت بصدمة إلى الأمام.. رأيت رجال ملثمين ومسلحين بعدد شعر رأسي يقتحمون قصري ويدخلون إلى الصالون ويرمون رجالي أمامي ووجهوا أسلحتهم عليّ..

 

نظرت إليهم بغضب وهتفت بحدة

" من أنتم؟... وكيف تتجرؤون على اقتحام قصري بهذه الطريقة و.. "

 

" جورجيو داركن.. ما زلتَ حقيراً كما أتذكر "

 

توقفت عن الهتاف عندما سمعت صوت هيلينا داركن.. مستحيل أن أنسى صوتها فهي زوجة أخي فيجو وعشت معهما لمدة طويلة في قصر والدي في سانت سيمونز..

 

نظرت إلى الأمام ورأيت الرجال يفسحون الطريق لأرى هيلينا داركن ترتدي السواد بالكامل وتدخل برفقة إميليو وهي ترفع رأسها بشموخ..

 

وقفت أمامي وتأملتني بنظرات كارهة حاقدة وقالت بنبرة ساخرة

 

" أنتَ تعلم كم أحُب أن أقوم بواجباتي الكاملة مع العائلة.. خاصةً مع عائلة داركن.. فعندما وصلني خبر ما فعلته بحفيدي وخبر وفاة زوجتك  قررت أن أقوم بواجباتي الكاملة معك.. تقبل تعازي الحارة على وفاة زوجتك.. لم تكن تستحق امرأة طيبة وحنونة مثلها أيها الوغد الحقير "

 

نظرت إليها بذهول فضحكت بسخرية وتابعت قائلة

 

" لطالما كان فيجو يُنبهني من حقدك وغيرتك منه ومن حفيدي آخيليس.. لكنني كنتُ أقول له بأنك من المستحيل أن تؤذي فرد من أفراد عائلتك مهما بلغت بك الكراهية والحقد.. ولكن يبدو بأنني كنتُ مخطئة.. فأنتَ سافل ومُنحط.. تسببت بدمار عائلتي "

 

أخفضت رأسي إلى الأسفل وارتعش كتفي وأجبتُها بدمار

" لقد ندمت.. ندمت بعد فوات الأوان.. خسارتي كانت كبيرة جداً.. لقد خسرت حفيدتي و زوجتي في اليوم نفسه بسببي.. "

 

رفعت رأسي وقلتُ لها بتصميم

" اقتليني.. اقتليني و اجعليني استريح من عذابي وعذاب ضميري.. اقتليني هيلينا لأنني دمرت نفسي والجميع بسبب غبائي "

 

تأملتني بنظرات حاقدة وعرفت بأنها لن تريحني من عذابي كما طلبت منها.. رأيتُها بذهول تبتسم بحقد وقالت بنبرة خبيثة

 

" هناك من سيرغب بفعل الكثير بك.. وربما يقتلك لاحقا.. أريدُك أن تُرحب بــ.. "

 

وهنا وقفت هيلينا جانباً مع إميليو ورأيت الحُراس يتحركون ويمشون مبتعدين قليلا نحو الحائط ثم.. رأيته.. رأيته وتجمدت الدماء في عروقي وشحب وجهي بشدة وتلقيت صدمة العُمر.. صدمة العُمر في هذه اللحظات الحاسمة...

 

رواية شرطية المرور - فصل 33 - صدمة العُمر


ابتسم الزعيم بسخرية وكلمني بنبرة هادئة


" مرحباً عمي جورجيو.. هل اشتقتَ لرؤيتي؟.. إن فعلت فهذا مؤسف.. لأنني وببساطة لا أبادلك تلك المشاعر.. ربما الحقد والانتقام.. لذلك.. أهلا وسهلاً بك في جحيمي جورجيو داركن "



انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©