رواية شرطية المرور - فصل الأول - الجميلة النائمة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية شرطية المرور - فصل الأول - الجميلة النائمة

 

شرطية المرور - الفصل الأول


الجميلة النائمة




إستيرا جونز***



أشرقت الشمس كالعادة هذا الصباح بأشعتها الجميلة.. وأخذت أشعتها الذهبية تتسلل من السماء وتُغرق بنورها مدينة سانت سيمونز الأمريكية أو كما تُسمى سانت سيمونز الإيطالية بسبب سيطرة المافيا الإيطالية عليها رغم عدم اعتراف الدولة بذلك..

ليبدأ من خلالها صباح يوم آخر يهرع فيه الناس الى أعمالهم و أشغالهم.. وكالعادة بدأت زحمة السير في الطرقات و الأطفال يحملون حقائبهم ذاهبون إلى مدارسهم إما مشياً على الأقدام أو بحافلات المدرسة أو حافلات الدولة.. والمواصلات العامة اكتظت براكبيها.. أما سُكان المدينة كانت ملامحهم مثل المُعتاد.. البعض شارداً والبعض مكتئباً والبعض الآخر متأففاً والقليل منهم تحمل ملامحهم علامات السعادة والراحة والاطمئنان والرضا التام...


مدينة سانت سيمونز كانت مميزة على طريقتها الخاصة.. فرغم سيطرة المافيا الكلي عليها إلا أنها كانت مُنظمة والأمن يسود بها وذلك لأن مقر القصر الرئيسي لزعيم الزعماء الأكبر للمافيا آخيليس داركن والمُلقب بـ آخيل الشيطان موجود في جنوب مدينة سانت سيمونز..


تمتلئ هذه المدينة بمظاهر التاريخ والرومانسية وتحيط بها الحدائق والمستنقعات وغيرها من الأماكن الريفية الجميلة التي تزيد من جاذبيتها.. كما أن المدينة تطل على البحر بشكل مباشر ويأتيها السكان من كل مكان في العالم للاستمتاع بجمال مناخها و طبيعتها الرائعة..


ولكن في شرق المدينة وعلى الطريق الفرعي كانت سيارة تابعة للشرطة تسير ببطءٍ شديد بينما سائقتها الشرطية تبكي بحزن وهي تندُب حظها العاثر..


" لاااااااااااااااااااا.. لماذااااااااااااا؟!!!.. لماذا دائماً يحصل معي ذلك يا إلهي!!!!.. ماذا فعلت لك حتى يكون حظي تعيساً وسيئاً إلى هذه الدرجة؟!.. ما هو الذنب الذي اقترفته حتى أكون سيئة الحظ إلى هذه الدرجة!!.. أنا حزينة.. حزينة جدااااااااااااا.... "


هتفت الشرطية بلوعة وهي تبكي وتندب حظها العاثر.. تابعت السيارة طريقها لتتوقف بعد دقائق طويلة في الموقف الخاص التابع لمقر الشرطة الرئيسي الواقع في شرق المدينة.. ترجلت الشرطية من سيارتها بعد أن مسحت دموعها وما أن أغلقت الباب حتى سمعت صوت ضحكات زملائها في العمل عليها..

 

شرطية المرور - الفصل الأول

 

نظرت إستيرا جونز إليهم بامتعاض خاصة عندما سمعتهم يقولون


" أخيراً أتت الشرطية الغبية.. هاهاهاهاهاهاهههه... ماذا فعلتِ في الأمس من مُصيبة حتى أغضبتِ الشريف لدرجة أنه يتوعد لكِ بالفصل منذ قدومهِ إلى المكتب؟.. حتى أنهُ طلب رؤيتكِ فور دخولهِ إلى المركز وأمر الجميع بالاتصال بكِ وإعلامكِ بذلك... هاهاهاهاهاهاهاهها... "


ثم تكلم الشرطي الثاني قائلا من بين ضحكاته


" هاهاهاهاهاهههه.. ربما كتبت مخالفة مرور لعضو مجلس الشيوخ بسبب سرعة موكبه.. ههههههه... "


وهتف الأخر ضاحكاً

" هههههه.. ربما اعترضت بغباء سيارة القاضي وشتمته لأنهُ كان مُسرعاً للذهاب إلى المحكمة... هاهاههاهههه... "


وهتف الرابع قائلا وهو يضحك مثل الجميع

" هههههههههههه.. ربما شردت بأحلام اليقظة وتركت السارق يفر من أمامها هارباً من إحدى المحلات كما فعلت سابقاً.. هاهاهاههههههه.... "


" إخرسووووووووووووووااااا.... "


هتفت إستيرا بحنق وبغضب بوجوههم وفوراً توقفوا عن الضحك ونظروا إليها بصدمة شديدة.. حدقت إستيرا إلى وجوههم بحقد ولأول مرة منذ بدء عملها في سلك الشرطة منذ أربع سنوات تتجرأ بالرد على زملائها قائلة لهم بتهديدٍ واضح وهي ترفع أصبعها السبابة نحوهم


" سأجعلكم تندمون أشد الندم على سُخريتكم الدائمة مني.. أُقسم لكم بأنني سأنتقم منكم جميعاً وسأجعلكم تندمون أشد الندم على سخريتكم مني.. وسأقف أمامكم وأنا أضحك بملء قلبي عليكم وأنا أراكم تطردون من وظيفتكم وإلى الأبد.. وحينها يا أغبياء سنرى من سيضحك في النهاية "


نظروا إلى بعضهم البعض ثم حدقوا إليها وغرقوا بالضحك عليها.. شعرت إستيرا بالحزن والألم الشديد في قلبها بسبب مُعاملتهم القاسية لها.. زفرت بحنق ثم مشت بعنفوان نحو مدخل المقر.. رأت زميلين آخرين لها يقفان أمام الباب وهما ينظران إليها بجمود


كان واضحاً بأنهما يحاولان كتم ضحكاتهم أمامها.. أومأت برأسها علامة الترحيب وما أن مشت خطوتين حتى غرقوا بالضحك 

 

شرطية المرور - الفصل الأول

 

تأملتهم إستيرا بحزن ثم تابعت المشي بسرعة نحو الباب.. ولكن قبل أن تفتح الباب تجمدت يدها على المقبض وسمعت بحزن ضحكاتهم القوية عليها وهم يقولون من بين ضحكاتهم


" هههههههاهاهاهاههه.. صاحبة المشاكل جعلت الشريف يُصيبه الجنون بسببها.. إنها فعلا أغبى شرطية رأيتُها في حياتي... "


وتابع الثاني قائلا 

" هههههه... إنها مصيبة بساقين.. وما زلتُ لا أفهم كيف أصبحت شرطية منذُ البداية... "


نظرت إستيرا أمامها بحزنٍ شديد ثم فتحت الباب ودخلت..

وما أن رأتها الشرطية العاملة في مكتب الاستعلامات حتى هتفت لها بذعر

" إستيرا.. الشريف يردُ رؤيتكِ في الحال.. الأفضل أن تذهبي فوراً إلى مكتبه "


شكرتُها بهدوء وتوجهت نحو مكتب الشريف ولكن سمعت بحزن همساتها مع زميلة أخرى لي

" سوف يطردها اليوم.. مستحيل أن يصمت عن ما فعلتهُ في الأمس..... "


شعرت بالخوف الشديد لأنني بحاجة ماسة إلى عملي فلدي فواتير كثيرة يتوجب عليّ تسديدها.. إن طردني الشريف سأنتهي وسيكون عليّ الذهاب للعيش من جديد في منزل تلك الشمطاء الساحرة زوجة أبي..


تابعت الدخول بقدمين ترتعشان وما أن وصلت إلى مكتب الشريف حتى فتح لي الشرطي الحارس الباب قائلا بتهذيب

" الرئيس بانتظاركِ إستيرا.. "


ثم همس لي قبل أن أدخُل

" الأفضل أن لا تدعيه يغضب منكِ أكثر من ما هو غاضب.. اعتذري منه ولا تشتُمي كعادتك.. الشريف مايكل غاضب جداً.. لم يُسبق لي أن رأيتهُ غاضباً إلى هذه الدرجة "


أومأت له موافقة بينما كنتُ أنظر إليه بامتنان ودخلت إلى المكتب ثم أغلق الباب خلفي.. رأيت بذعرٍ شديد الشريف مايكل يتكلم عبر الهاتف وهو ينظر إلى الملف أمامه قائلا باعتذار


" أعتذر نيابةً عنها سيد أدامز.. أعدُك لن تتكرر تلك الحادثة من جديد.... إنها شرطية أقسمُ لك.... صدقني و... نعم أتفهم سبب غضبك.... أعتذر لك من جديد.... لا داعي للقلق فهي غبية ولم تُفكر وتصرفت من تلقاء نفسها دون إذن خاص مني أو من الضابط المسؤول عنها..... سأتأكد بنفسي وشخصياً بأنها لن تقترب من جديد من ذلك الفندق ومن تلك الناحية من المنطقة..... إنها شرطية سيد أدامز وليست شرطي.. حسناً كما تريد.. أشكرُك سيد أدامز.. شكراً على تفهمكَ لي.... أرسل كامل اعتذاراتي إلى السيد داركن.. شكراً لك ولتفهمك.. الوداـــ... تباً.. لقد أغلق الخط في وجهي!!!.... "


همس بصدمة الشريف مايكل في النهاية ثم وضع السماعة بعنف وتحركت عينيه ببطءٍ شديد لتستقر عليّ.. أسند ظهره على كرسيه الجلدي وتأملني بغضبٍ أعمى ثم فجأة انتفض واقفاً من مكانه وخبط كلتا يديه بعنف على سطح مكتبه وهتف بحدة وبملء صوته لدرجة أن وجهه أصبح احمر اللون مثل الطماطم


" ما اللعنة التي فعلتها في الأمس إستيرا جونز؟؟؟!!!... هل فقدتِ عقلكِ اللعين؟؟؟.. كيف تجرأتِ على مُراقبة موكب ثاني أخطر رجل في البلد وتبعتيه بكل غباء إلى الفندق اللعين.. كيف واللعنة تسللتِ بكل وقاحة إلى الفندق واختفيتِ به لغاية الصباح!!....... "


نظرت إليه برعبٍ شديد فالشريف مايكل لأول مرة يغضب مني إلى هذه الدرجة.. في الحقيقة لديه كامل الحق بذلك.. ارتعشت بذعر بينما كنتُ أراه يتنفس بقوة وصدره يعلو ويهبط بينما عروق يديه وعنقه نفروا بشكلٍ واضح دلالة على مدى محاولته للتحكم بغضبه..


لكنه طبعاً لم يستطع التحكم بغضبهِ إذ عاد ليهتف بوجهي بحدة أكبر

" من أعطاكِ الإذن لمراقبة سيارات موكب شبح الشيطان كارتر أدامز في الأمس؟.. تكلمي واللعنة؟... كيف خاطرتِ بمهنتكِ وخاطرتِ بأرواحنا وتتبعتِ موكبهُ ودخلتِ خلسة إلى الفندق واختفيتِ فجأة لغاية الصباح!!... بحق الجحيم ما الذي كنتِ تفكرين به عندما فعلتِ ذلك؟.. تكلمي إستيراااااااا... "


ارتعش جسمي بكامله وترقرقت الدموع في عيناي وأجبتهُ بهمس وبتلعثم

" سيدي أنــ.. أنا كنتُ.. كنتُ.. في الأمس كانت دوريتي في المساء و.. وأنا كنتُ على الطريق السريع أُراقب حركة السيارات كالعادة و.. ورأيت.. رأيت موكب غريب يمُر بسرعة كبيرة تتجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها و.. وتبعتهم "


جحظ عينيه ونظر بصدمة إليّ ثم رفع كلتا يديه ومسح بهما وجهه وهتف بنفاذ صبر وهو ينظر إليّ بعدم التصديق

" لا أستطيع تصديق ما فعلتهِ!!!... هل جُننتِ؟.. كيف واللعنة لم تنتبهي لأرقام سيارات حُراسهِ الشخصيين؟.. ولماذا لم تتصلي بأحد من زملائكِ وتطلبي الدعم أو على الأقل لتسألي عن صاحب هذا الموكب؟.. كيف واللعنة لم تُشغلي عقلكِ قليلا؟.. بسبب تسرُعكِ وتصرفاتكِ المتهورة اضطررت لكي أتصل بنفسي بثاني أخطر رجل في البلاد.. رجل يتجنبه الجميع ولا يجرؤ أحد على مُعارضتهِ أو مُواجهتهِ.. اتصلت بنفسي بالسيد كارتر أدامز و اعتذرت له بالنيابة عنكِ "


خبط سطح المكتب بقبضته بعنف وهتف بحدة


" أنا الشريف مايكل هاريس تم إهانتي وتهديدي من قبل رجل مافيا خطير بسبب شرطية المرور في المنطقة "


سالت دموعي على وجنتاي بقهر وبندم.. لطالما كنتُ أعتبر السيد مايكل بمثابة والداً لي وما زلتُ أفعل لغاية الآن.. كان جداً صعب عليّ أن أراهُ غاضباً مني إلى تلك الدرجة بسبب حماقتي.. يا ترى ماذا سيفعل إن اكتشف ما فعلتهُ في الفندق في ليلة الأمس؟!!.. سيقتلني بيديه بكل تأكيد..


عندما شاهد دموعي تنهد بقوة ولانت ملامحهُ قليلا وعاد ليجلس على كرسيه ونظر إليّ بعجز.. تأملني بحزن وقال بنبرة جامدة


" اسمعي إستيرا.. أنتِ تعلمين جيداً بأنني أعتبركِ بمثابة ابنة لي.. والدُكِ المرحوم كان أعز صديق لي.. وقبل وفاته طلب مني أن أهتم بكِ وأحميكِ.. واللّه وحدهُ يعلم بأنني فعلت ذلك.. حاولت حمايتكِ ومساعدتكِ منذ وفاتهِ.. فعلت المستحيل لكي أحميكِ لكنكِ تُصعبين عليّ ذلك دائماً "


تنهد بقوة وتابع قائلا

" كان يجب أن أسحب منكِ الآن الإشارة وأفصلكِ من سلك الشرطة لأنكِ خرقتِ القانون وواجبات وظيفتكِ.. لكن لا أستطيع فعل ذلك بكِ إكراماً لولدكِ المرحوم جوناثان.. اعتبري هذا أخر إنذار لكِ.. في المرة المقبلة سيتم فصلكِ على الفور.. ولكن إستيرا هذا لا يعني بأنني لن أعاقبكِ "


تجمدت بذهول أنظر إليه بخوف وبترقُب بينما قلبي كان يقرع كالطبول داخل قفصي الصدري... نظر إليّ بأسف قائلا

" أنتِ في إجازة مفتوحة لمدة شهرٍ كامل.. سيتم صرف نصف راتب لكِ فقط.. ولن تعودي إلى المركز إلا عندما أتصل بكِ شخصياً وأسمح لكِ بذلك.. والآن سلمي مفتاح السيارة إلى المسؤول وبدلي ملابسكِ ولا تدعيني أسمع عن تصرفاتكِ الحمقاء من جديد.. وإياكِ ثم إياكِ أن تذهبي إلى ذلك الفندق من جديد أو حتى أن تقتربي منه.. إن فعلتِ ذلك سوف أفصلكِ بنفسي من وظيفتك.. يمكنكِ الانصراف "


شهقت بخفة وشكرته واستدرت وفتحت الباب ورأيت بصدمة نصف زملائي في المركز كانوا يقفون أمام الباب يتنصتون على حديثي مع الشريف مايكل.. حمحموا بخجل عندما هتف بهم الشريف قائلا بحدة وبغضبٍ عاصف


" ماذا تفعلون يا أغبياء!!.. أغربوا من أمامي واذهبوا فوراً إلى مهامكم ومراكزكم يا ملاعين "


اعتذروا منه وفروا هاربين من أمامي.. تنهدت بحزن وتابعت طريقي إلى مكتب الخدمات الخاص برجال الشرطة.. سلمت مفاتيح سيارتي ثم توجهت إلى غرفة تبديل الملابس.. خلعت بدلة الشرطة الرسمية ثم ارتديت ملابسي العادية وخرجت مُسرعة نحو الموقف الخاص لسيارتنا الخاصة..

 

شرطية المرور - الفصل الأول


 

وقفت أمام سيارتي الجميلة ثم اقتربت ومسدت بخفة على سقفها بيدي وقلتُ لها بهمس وبحزنٍ شديد


" ميمي.. أنا حزينة.. حزينة جداً.. الشريف مايكل لقد فصلني لشهرٍ كامل و بنصف أجر فقط.. "


تنهدت بقوة ثم فتحت الباب وجلست على المقعد.. قدتُ سيارتي القديمة فولكس فاجن نحو بناء المصممة العالمية الشهيرة تايلر أندرسون حيثُ تعمل صديقة طفولتي بوني كمساعدة خاصة للمصممة..


أوقفت سيارتي في الموقف وترجلت منها ودخلت إلى المبنى بعد أن ألقيت التحية على موظف الحراسة وصعدت في المصعد الكهربائي إلى الطابق العشرون..


ما أن انفتح الباب حتى رأيت أمامي زوج المصممة المنحرف السيد جاكوب.. كان يتشاجر مثل عادته مع أحد الموظفين فتسللت نحو مكتب بوني لأنني لا أريدهُ أن يراني ويبدأ بالتحرش بي كعادته ومُغازلتي.. دخلت إلى مكتب بوني وأنا أتنهد براحة وأغلقت الباب بسرعة..


رأيت بوناتيلا صديقتي ترمقني بدهشة ثم تحولت نظراتها إلى رقيقة وابتسمت لي بدفء


شرطية المرور - الفصل الأول

 

 

نظرت إليها بمرارة وهتفت لها بألم

" بوني.. أنا حزينة.. حزينة جداً "


لم أمهلها الوقت لكي تسألني مما أشكو إذ ركضت وعانقتُها بشدة وشرعتُ أبكي بتعاسة..


" إستيرا!!.. لماذا أنتِ حزينة ولماذا تبكين؟.. أرجوكِ توقفي عن البكاء واخبريني ما حصل معكِ "


سمعتُها بألم تهمس لي بنبرة فزعة وهي تمسح برقة على ظهري.. عندما هدأت وتوقف عن البكاء رفعت رأسي وابتسمت لها بمرارة ثم جلست على الكرسي أمام مكتبها المتواضع وأخبرتُها بحزن ما حصل معي منذ قليل وعندما انتهيت أرحت مرفق يدي على مسند لكرسي وأملت رأسي وأسندته بكف يدي ونظرت إليها بحزن


شرطية المرور - الفصل الأول

 

 

تأملتني بوني بصدمة شديدة ثم قالت لي بنبرة هادئة كعادتها

" ماذا فعلتِ في الأمس حتى أغضبتِ الشريف إلى هذه الدرجة؟.. لغاية الأن لم تُخبريني بما فعلتهِ حتى تسببتِ لنفسكِ بالفصل لمدة شهرٍ كامل "


تنهدت بخفة ونظرت إليها بخجل قائلة

" سأخبركِ لكن عديني بأن لا تغضبي مني أيضا "


ابتسمت لي برقة وأجابتني بحنان

" بالطبع لن أفعل وأغضب منكِ مهما فعلتِ "


بلعت ريقي بصعوبة وبدأت بخجل أُخبرُها بما حصل في ليلة الأمس.. عندما انتهيت رأيت وجه بوني أصبح شاحباً بشدة ثم وقفت عن الكرسي وهتفت بذعرٍ شديد


" يا إلهي إستيرا.. يا إلهي!!!... ماذا فعلتِ؟!!!... كيف تفعلين ذلك بحق السماء؟!!!.... سوف يقتلونكِ من دون شك.. إنهم مافياااااااا.. ذلك الرجل يخاف منهُ الجميع هو و رئيسه.. يا إلهي!!... يا إلهي.. أنتِ في ورطة كبيرة "


نظرت إليها باستغراب ثم أجبتُها بهدوء

" لماذا تُكبرين الموضوع؟.. لقد اعتذر الشريف منه وانتهى الموضوع هنا "


حدقت إليّ بوني كأنني أتية من المريخ وهتفت بذعر قائلة

" هل فقدتِ عقلكِ إستيرا؟؟!!... كارتر أدامز و آخيليس داركن أخطر رجلين في العالم.. عليكِ أن تذهبي في الحال إلى منزلي وتختبئي لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى أطمئن بأن عصابتهُ لا يبحثون عنكِ ويريدون قتلك "


اقتربت بوني وأمسكتني بذراعي وجذبتني لأقف ثم وضعت بيدي مفتاح منزلها وأمرتني بالذهاب فوراً إليه.. كنتُ مُرهقة نفسياً لذلك لم أتجادل معها ولم أعترض وخرجت من مكتبها ومن المبنى وتوجهت إلى منزلها...

 

العودة إلى ليلة الأمس***


إستيرا***


كان موعد دوريتي من الساعة السابعة والنصف مساءً لغاية الثالثة والنصف بعد منتصف الليل.. ركنت بهدوء سيارة الشرطة جانبا على الطريق السريع.. جلست باسترخاء على المقعد الأمامي خلف المقود ونظرت أمامي بمللٍ شديد.. كنتُ أستمع بصمت إلى حديث زملائي عبر الجهاز اللاسلكي في السيارة..


وبعد مرور ساعة ونصف من الملل الشديد استقمت بجلستي عندما رأيت سيارة رياضية سوداء اللون تمر بسرعة جنونية أمامي.. جحظتُ عيناي بصدمة شديدة وهتفت بذهول


" إنها لامبورجيني!!!!.... "


نظرت إلى جهاز قياس السرعة أمامي ورأيت بأنه فاق بأشواط الحد المسموع به للسرعة على الطريق السريع.. أدرت بسرعة مُحرك السيارة ولكن قبل أن أضغطت بقدمي على دواسة البنزين تجمدت بصدمة عندما رأيت بعددٍ مهول سيارات رباعية الدفع مُصفحة ضد الرصاص سوداء اللون تتبع سيارة لامبورجيني بسرعة جنونية..


شعرت بالفزع وحاولت أن أتكلم عبر جهاز اللاسلكي مع زُملائي في سلك الشرطة لكن لم يرُد عليّ أحدا منهم مثل العادة.. وهنا دون أي تفكير تبعت تلك السيارات ولكن دون إدارة صفرات الإنذار في السيارة.. كنتُ خائفة إن فعلت أن يقتلوني.. لذلك قررت أن أتبعهم وإن رأيت من يكون صاحب تلك السيارة الرياضية الجميلة وهذا الموكب من السيارات الرباعية الدفع ولم يكن شخصية مُهمة سأبدأ بكتابة مُخالفات مرور له ولرجاله...


طبعا فكرتي كانت غبية ولكنها الوحيدة التي خطرت في رأسي حالياً.. رأيت تلك السيارات تقف أمام فندق غراند غولدن وهو أشهر وأفخم فندق في المنطقة وفي الولاية.. ركنت سيارتي جانبا وترجلت بهدوء وحاولت اختلاس النظر نحو باب الفندق..


طبعاً لم أستطع رؤية شيء فعدد كبير من الحُراس الشخصيين خرجوا من تلك السيارات الضخمة وحاوطوا سيارة اللامبورجيني ومدخل الفندق مانعين أي أحد من الاقتراب..


ركضت بخفة خلف الفندق ورأيت موظف الحراسة يحرس المدخل الخلفي للمبنى العملاق.. أظهرت له إشارتي وسمح لي بالدخول فوراً.. تسللت بهدوء نحو بهو الفندق الرئيسي الضخم.. للأسف لم أرى سوى ظهر ذلك الرجل الطويل وهو يدخل إلى المصعد الخاص لكبار الشخصيات الهامّة والحراس الضُخام يحرسون المكان..


شتمت بقهر وتوجهت نحو السلالم وصعدته إلى الطابق الأول.. وقفت أمام ذلك المصعد الخاص ورأيت إشارة الأرقام تضيء بالتدرج نحو الطوابق التي يتخطاها المصعد..


انتظرت لثواني ثم هتفت بسعادة عندما توقف الضوء على رقم خمسون... ركضت نحو مصعد الخاص بالنزلاء وطلبته وعندما انفتح الباب دخلت بسرعة ورأيت موظف خاص للفندق يعمل في المصعد ينظر إليّ بدهشة كبيرة.. ابتسمت له ببرود وأظهرت له إشارة الشرطة الخاصة بي وقلتُ له


" أنا في مهمة سرية جداً.. ابتعد قليلا لو سمحت "


حدق إليّ بذهولٍ شديد وابتعد خطوة إلى الخلف ونظرت إلى لوحة التحكم.. نظرت بصدمة إليها إذ رقم الطابق الأخير الموجود باللوحة هو خمسة وأربعون..


" ما اللعنة؟!!... تبا "


شتمت بقهر وضغطت على زر الأخير وانتظرت.. المصعد كان فخم ويوجد موسيقى كلاسيكية تصدح بهدوء بداخله.. ابتسمت بغباء لأنني حاليا في مصعد فخم.. قهقهت بخفة على سخافتي وفجأة انفتح الباب وسمعت ذلك الموظف يقول


" حضرة الشرطي.. لقد وصلت إلى الطابق المنشود "


نظرت إليه بدهشة فالغبي ظن أنني رجل.. قهقهت بخفة وقررت أن أخدعه وأجعله يظن فعلا بأنني رجل.. نظرت إلى لوحة التحكم وهتفت بدهشة وبصوتٍ خشن

" واوووووو.. إنه سريع جداً "


سمعت قهقهة الموظف خلفي لكنني لم أكترث بل خرجت مُسرعة وبدأت أبحث عن السلالم.. عندما وجدته بدأت بقهر أركض على درجاته صاعدة طابق تلو الآخر حتى وصلت إلى الطابق الخمسون وأنا ألهث بقوة.. كتمت أنفاسي بسرعة واختبأت خلف الحائط عندما رأيت أمام باب تابع لجناح خاص رجال يقفون للحراسة ثم سمعت صوت الباب ينفتح ورجل يخرج وهو يهتف بغضبٍ جنوني


" اتبعوني يا أغبياء.. لدينا مشكلة صغيرة يتوجب علينا حلها بسرعة.. إن اكتشف الرئيس أمرها سيقتلكم بنفسه "


اختلست النظر قليلا ورأيت رجل يدخل إلى المصعد برفقة الحُراس.. لم أرى منه سوى سترته الرسمية السوداء قبل أن ينغلق باب المصعد..


أصبح المكان فارغ فخرجت من مخبئي ونظرت بقهر نحو ذلك الباب.. ضحكت بسعادة عندما رأيت بأن ذلك الرجل لم يُغلقه جيداً إذ ظل مفتوحا قليلا.. لا أعلم ما أصابني ربما فضولي لمعرفة من يكون ذلك الرجل إذ ركضت ودخلت إلى الجناح وأغلقت الباب وأرحت ظهري عليه وأنا أتنفس بسرعة..


" إنها فكرة سيئة.. بل سيئة جداً إستيرا.. أخرجي.. أُخرجي من هنا بسرعة "


همست لنفسي بذلك لكنني مثل عادتي لم أستمع إلى نفسي.. وأخذت أتأمل ببطء الغرفة الفخمة أمامي.. هذه ليست بغرفة بل جناح ضخم بأساس فخم للغاية.. كان اللون الأسود الرجولي هو الطاغي على الجناح.. نظرت إلي الصالون ثم إلى غرفة الجلوس ثم إلى الشرفة بإعجابٍ شديد..


" تباً.. كم تكلفة أجار هذا الجناح ليومٍ واحد هنا؟.. طبعا سيكون المبلغ خيالي "


همست بدهشة ثم وبجرأة لم أعهدها بي سابقاً بدأت أمشي بحذر وأنا أتفقد المكان بهدوءٍ تام.. فتحت أحد الأبواب ورأيت غرفة نوم خيالية أمامي.. كانت غرفة النوم باللون الأسود طبعا لكنها أنيقة للغاية.. لكن المُلفت بها السرير الملكي والذي كان بحجم خيالي.. وكان يوجد طاولات مُربعة صغيرة بجانب السرير تم وضع مصابيح معدنية وذهبية عليها..

 

شرطية المرور - الفصل الأول


 

نظرت باستحسان شديد إلى الغرفة ثم انتفضت برعب عندما سمعت صوت جلبة في الخارج.. شعرت بالذعر الشديد وحاولت إيجاد مكان مناسب لكي أختبئ به لكن بسبب رعبي لم أجد.. وفورا خرجت من الغرفة ونظرت أمامي برعبٍ شديد..


نظرت حولي بفزع وأنا أحاول إيجاد مخبأ مناسب.. في النهاية قررت أن أخرج إلى الشرفة.. وقفت خلف الحائط وأنا أرتجف من شدة البرد.. ضممت جسدي بكلتا يداي وانتظرت..


افتقدت بشدة دفء الجناح في الداخل بينما كنتُ أقف خلف الحائط أترقب برعب.. بعد مرور ربع ساعة كاملة لم يدخل أحد إلى الجناح لذلك قررت الدخول مهما كلفني الأمر لأنني سأتجمد من البرد هنا..


فتحت الباب الزجاجي ودخلت إلى الجناح وتنهدت براحة عندما شعرت بالدفء.. اقتربت من الباب ولكن قبل أن أفتحه رأيت شاشة صغيرة أمامي مُثبتة على الحائط وشاهدت من خلالها بفزع خمسة رجال يحرسون المكان..


" ما هذه الورطة؟!!!.. كيف سأخرج من هنا؟!!.. "


همست بذعر وانتظرت نحو النصف ساعة حتى يبتعدوا لكنهم لم يفعلوا.. في النهاية شعرت بالقهر وقررت أن أستفيد من وجودي هنا..


دخلت إلى غرفة النوم وتثاءبت بقوة وقررت أن أنام.. يبدو أن هذا الرجل الغريب لن يعود الليلة إلى هنا.. خلعت حذائي ثم بدلتي وفكرت بعمق.. ربما دخلت خادمة وسرقت بدلتي بينما أنا نائمة!!.. لذلك قررت وضعهم أسفل السرير فإن تم سرقتها مني سيتم مُعاقبتي وفصلي من العمل نهائياً..


خلعت قبعتي وسحبت ربطة الشعر فانسدل شعري بحرية على كتفاي ثم وضعت كل الأغراض أسفل السرير..


تسطحت على الفراش وتنهدت بمتعة.. هذا السرير هو حُلم حياتي.. كان مُريح جداً.. أغمضت عيناي باستمتاع وأنا أتنهد براحة ثم رفعت الغطاء الحريري إلى وسطي وغرقتُ بنومٍ عميق....

 

آخيليس داركن***


وقف آخيليس أمام نافذة مكتبه في شركتهِ في الصباح الباكر وقد أشعل سيجارته ونظر بحدة إلى السماء الصافية ثم نفخ دخان سيجارته في الهواء بغضبٍ شديد.. وسمع صديقه ويده اليمنى كارتر أدامز يقول له بنبرة غاضبة


" يوجد خائن لعين بيننا آخيل.. شُحنة الأسلحة والكحول تم مُصادرتها من قبل الشرطة.. طبعا لا يوجد دليلا واحدا على أنها مُلكا لك لكن إن استطاعت الشرطة إيجادها فهذا يعني شيئا واحدا.. يوجد خائن لعين هنا في الشركة "


كور قبضتهُ بشدة ونظر بحقد إلى الخارج.. شتم بغضبٍ شديد فهو لا يُحب أن يخدعهُ أحد أو يستغفلهُ خاصة إن كان من رجاله.. لأنه حينها لن يرحم أبداً وسوف يقضي بنفسه على ذلك الخائن..

نفخ دخان سيجارتهِ بنفاذ صبر ثم أجاب كارتر بهدوءٍ مُخيف


" عليكَ أن تتحلى بموهبة الصبر كارتر.. ستذهب الآن بنفسك وتبحث لي عن ذلك الخائن وتجدهُ لي بأقل من أربعة وعشرين ساعة "


أجابهُ كارتر موافقا ثم اقترب آخيل ببطء نحو الطاولة و أطفأ سيجارته في المنفضة ونظر أمامهُ بغضب وبتفكيرٍ عميق


شرطية المرور - الفصل الأول

 

 

ثم استدار ومشى ببطء نحو مكتبه وجلس على الكرسي المصنوع من الألياف الدقيقة و الجلد الفخم الطبيعي والعالي الجودة وسأل كارتر قائلا


" هل وصل جيو؟ "


أجابه كارتر بسرعة قائلا

" ذلك السارق اللعين ينتظر برعب في الخارج.. جلبوه الرجال من منزله إلى هنا كما آمرتَ آخيل "


هز رأسه بخفة وأمر كارتر قائلا

" دعهُ يدخل واذهب بعدها لتبحث لي عن ذلك الخائن.. عندما تجده أريدُك أن ترميه في المستودع هنا "


أجابه كارتر موافقا وخرج.. بعد ثواني شاهد آخيل ذلك القذر جيو يدخل إلى المكتب وخلفه كارتر ورجلين من حراسه.. أجبر كارتر جيو بالجلوس على الأريكة السوداء اللون المقابلة للمكتب ثم خرج من الغرفة برفقة الحارسين..


حدقت إليه ببرودٍ مُخيف وشاهدت بمتعة ارتعاش فكه وجسده.. كانت عينيه تتأملني برعبٍ شديد وذلك أعجبني.. رفعت حاجبي وتكلمت معه ببرود أعصاب قائلا


" يوم الإثنين القادم وفي الساعة العاشرة صباحاً بالتحديد ستأتي إلى هنا وتعطيني المبلغ بكاملهِ نقداً.. إن لم تفعل ذلك جيو سأسرق منك منصبك و عائلتك و شرفك "


نظر إليّ ذلك القاضي المُرتشي بتعالٍ وبجرأة كبيرة أجابني لكن بصوتٍ مهزوز


" كيف بحق الجحيم وصل رجل مثلك إلى منصب يشغلهُ الشرفاء وأهل الثقة؟!.. أنتَ لستَ سوى شيطان.. كيف لرجلٍ مثلك أن يصل إلى هذا المركز والنفوذ؟ "


أسندت ظهري على الكرسي ونظرت إليه بحدة بينما ابتسامة خبيثة ظهرت على ثغري.. أجبته ببرود أعصاب


" رجل مثلي؟!.. أنا رجل يا حضرة القاضي.. رجُل لكن لستُ مثلك.. فأنتَ وضيع وخائن ومُرتشي و.. ومُخادع.. استلمتَ مني مبلغاً جداً مُحترم لكي تُبرء رجل يُدعى مانويل غوميز وتُخرجهُ من السجن.. لكنك خالفتَ الاتفاقية بيننا وحكمتَ عليه بثلاث سنوات لعينة في السجن "


نظر إليّ برعب وبلع ريقهُ بصعوبة وقال لي بصوتٍ مهزوز

" لم أستطع فعل ذلك.. كانت كل الأدلة ضده.. هيئة المُحلفين والمراقبين سيعرفون بسرعة بأنني ارتشيت إن حكمت عليه بالبراءة.. ورغم ذلك أصدرت الحُكم عليه بأقل عقوبة مسموحة لي في القانون أمام قضيته.. السيد مانــ... "


قاطعتهُ قائلا بحدة وبقسوة وبوحشية جعلتهُ ينتفض برعب من مكانه ويتحول وجهه إلى اللون الأبيض


" لا أهتم.. كان بيننا اتفاقية وأنتَ أخلفتَ بها.. عليك أن تُنفذ أوامري بالحرف الواحد أو سيتم تنفيذ ما أخبرتُك به.. والآن أُخرج من مكتبي ومن شركتي ولا تدعني أرى وجهك أمامي قبل يوم الإثنين "


وقف بسرعة وفر هاربا من أمامي.. الغبي لا يعلم ما ينتظرهُ مني قريبا.. فكرت بخبث وفتحت الحاسوب النقال أمامي وبدأت أعمل على الملفات وأنا مُقطب الحاجبين..


في المساء كنتُ أقود سيارتي اللامبورجيني بسرعة جنونية نحو فندق غراند غولدن بينما كارتر كان يجلس بهدوء وهو يتصفح هاتفه بملل..


كنتُ غاضب بشدة عندما أخبرني كارتر أن الموظف الخائن ليس سوى جوني توباس.. ذلك النذل الحقير كان يعمل لدي منذ ثماني سنوات لعينة وفي النهاية قرر خيانتي.. لكن لصالح مَنْ!!.. من سوف يستفيد مِن منع شحنة الأسلحة و الكحول المُهربة الخاص بي بالدخول إلى البلد؟...


كارتر قام بتعذيبه لمدة ساعتين لكنه لم يتفوه بحرفٍ واحد.. لذلك أمرت رجالي بجلب زوجته وابنته في الحال ورميهم معه في المستودع.. غداً سأتصرف بنفسي معه..


بسبب غضبي الشديد لم أرغب بالذهاب إلى قصري لكي لا تراني جدتي بهذا الشكل وتحزن لذلك قررت الذهاب برفقة كارتر وبعض من حُراسي الشخصيين إلى فندق غراند غولدن.. فهذا الفندق تعود مُلكيته لجدتي وأنا أديرهُ لها حاليا..


تجهم وجهي عندما سمعت كارتر يتكلم عبر الهاتف بغضب


" سيارة تابعة للشرطة تتبعنا؟!!... كيف حصل ذلك يا أغبياء؟.. ومن هو ذلك الشرطي الأحمق؟.. إياكم أن تتعرضوا له حاليا دعوه يظن بأننا لم ننتبه له.. سأتصرف بنفسي "


أنهى الاتصال ونظر إليّ قائلا بغضب

" هناك شرطي يتبعنا.. ماذا تريدني أن أفعل؟.. هل أقتله وأجعل الأمر يبدو كحادث و... "


قاطعتهُ قائلا ببرود

" لا كارتر دع ذلك الغبي يتبعنا.. إن تابع مُراقبتنا بعد وصولنا إلى الفندق تصرف معه على طريقتك الخاصة "


أومأ لي موافقا وأوقفت سيارتي أمام الفندق.. صعدت إلى جناحي الخاص ودخلتهُ برفقة كارتر.. توجهت نحو غرفة النوم ثم دخلت إلى الحمام وبدأت بخلع ملابسي ورميها في السلة الخاصة.. ابتسمت بخفة وأنا أسمع كارتر يهتف بحدة مثل عادته على حُراسي..

عقدت حاجباي عندما دخل إلى الحمام وهو يقول بتوتر


" ذلك الشرطي دخل خلسة إلى الفندق وفقد أثرهُ الرجال في الطابق الخامس والأربعون.. موظف المصعد أكد للرجال بأن ذلك الشرطي كان غريب الأطوار قليلا.. ويبدو واضحاً بأنه يُراقبنا "


شعرت بالدهشة فكيف لشرطي أن يستطيع تخطي رجالي وفي فندق جدتي أيضا!!.. هززت كتفي بعدم اكتراث وأمرت كارتر قائلا ببرود


" تخلص منه بنفسك.. ثم اذهب واستمتع بتعذيب ذلك الخائن القذر جوني "


أجابني موافقا وخرج من الحمام بهدوء.. اقتربت من حوض الاستحمام وملأته بالمياه الساخنة ثم عدلت سخونتها بالمياه الباردة وسكبت بعض الصابون والعطور الخاصة بي وجلست باسترخاء بداخله وأغمضت عيناي..


سمعت ضجة خفيفة في غرفتي لكنني ظننت بأن كارتر عاد ليأخذ هاتفه أو شيئا ما.. لم أكترث له بل تابعت الاسترخاء بالمياه الساخنة وحاولت أن أُريح عضلاتي المُتشنجة قليلا.. ظللت في الحوض نحو الساعة تقريباً حتى أصبحت المياه باردة..


وقفت بهدوء وخرجت من الحوض والتقطت منشفة وجففت جسدي ثم وضعت منشفة على وسطي وخرجت بهدوء من الحمام.. تجمدت بأرضي فجأة عندما رأيت شخص نائم على سريري.. من هذا الذي تجرأ على اقتحام غرفة نومي والنوم في سريري أيضا؟!!!...


" ما اللعنة!!!.... "


همست بحدة من بين أسناني فالجميع يعلم بأنني أكره أن يلمس أي شخص أغراضي الخاصة ومن بينهم سريري.. مشيت بحنق نحو السرير وكأن شياطين الأرض تُطاردني وأنا على وشك ارتكاب جريمة شنيعة.. ولكن تجمدت قدماي بعيداً عن السرير بخطوة واحدة فقط عندما رأيت بصدمة شديدة شعر طويل بُني اللون بخصلات ذهبية لامعة يفترش وسادتي..


انخفضت نظراتي ببطءٍ شديد لتستقر على ملامح وجهها.. تفاجأت بسبب جمال تقاسيم وجهها الناعم.. إنها امرأة رائعة الجمال ببشرة بيضاء ناصعة وأنف صغير مرسوم بدقة وشفتين.. يا لها من شفتين.. فهي تمتلك زوايا حادة في الشفة ونسبة متناسبة من أسفل إلى أعلى مع ارتفاع مثالي للشفاه يُعرف باسم قوس كيوبيد..


تأملت عينيها المُغمضة والتي تتخللها رموش طويلة سوداء وتساءلت بداخلي.. يا ترى ما هو لون عينيها؟.. تابعت نظراتي طريقها إلى كتفيها وتوسعت عيناي عندما رأيتُها شبه عارية لا ترتدي سوى حمالة صدر سوداء عادية..


فجأة تقلبت في السرير وركلت بقدمها غطاء السرير بعيدا لتظهر أمامي مؤخرتها المستديرة الجميلة.. استقرت نظراتي على مؤخرتها و بلعت ريقي بصعوبة.. لكن فجأة توسعت عيناي بدهشة كبيرة عندما رأيت أنها كانت ترتدي سروال داخلي أسود اللون عليه رسوم دببة باللون الأحمر.. 


نظرت إلى وجه تلك الجميلة النائمة وتأملت ملامها الجميلة بهدوء.. هل حقاً يوجد سروال داخلي بروسم دببة حمراء لامرأة؟!!.. أي نوع من الفتيات ترتدي هكذا سراويل داخلية؟!!.. تساءلت بداخلي بدهشة ثم انخفضت نظراتي وبدأت أتأمل باستمتاع وبإعجابٍ شديد ساقيها النحيلتين الجميلتين..


" جميلة.. جميلة جداً "


همست بعذوبة ولم أستطع التوقف عن تأمُل مفاتن تلك الجميلة النائمة في سريري...




انتهى الفصل











فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©