رواية شرطية المرور - فصل 2 - مثل سندريلا
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. مبروك حبيبتي على المدونة

    ردحذف
  2. والله معرفت تم التسجيل ولا لا

    ردحذف
  3. حبيبتي مبروك علينا المدونة

    ردحذف
  4. الردود
    1. اجمل روايه نتمنه تكملي باقي الفصول

      حذف
    2. بليز كملي روايه الكونت

      حذف
    3. شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  5. جميله جدا

    ردحذف
  6. هافن وكتاه تكملي لحلقات لي ڨدم و تبداي لجدد؟؟

    ردحذف
  7. البارت الجديد هينزل امتى

    ردحذف
  8. بالتوفيق حبيبتي هافن

    ردحذف
  9. سعيدة اني راح ارجع تابع رواياتك الجميلة بكل حرية وبنفس اسلوبك الجريء دون تقييد اتمنالك التوفيق عزيزتي دائما

    ردحذف
  10. بجد وااااو ابداااع

    ردحذف
  11. حقيقي الفصل فوووق روووووووووعةةةة 😍😍😍😍

    ردحذف
  12. يجننننن😍😍😍😍😍

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 2 - مثل سندريلا

 

رواية شرطية المرور





مثل سندريلا



 

الرواية موجودة كاملة على حساب الكاتبة الرسمي في موقع واتباد, انتقل إليه ᐸ




راموس باتسي***

 

كان يجلس على كرسيه الجلدي الفخم خلف مكتبه وهو يعمل على حاسوبه النقال بتركيزٍ كامل.. رنين الهاتف على مكتبه جعلهُ يعقد حاجبيه بانزعاج.. رفع سماعة الهاتف دون أن يُبعد عينيه عن الحاسوب وأجاب ببرود


" نعم ماتيلدا "


سمع صوتها المُرتجف عبر السماعة


( سيدي.. ابنتُك آنا تريدُ الدخول والتكلم معك.. لم أسمح لها بالدخول قبل أن أُعلمُك لأنك أمرتَ بذلك )


رفع عينيه عن الحاسوب ونظر أمامه بغضب وأجابها بنبرة جامدة

" دعيها تدخُل بسرعة "


وضع السماعة وشتم بهمس وهو يُغلق الحاسوب ونظر باتجاه الباب.. ثواني قليلة ودخلت تلك المراهقة الجميلة والتي تحمل الكثير من ملامح والدها الوسيم وركضت وعانقت والدها الغاضب بصمت ثم قبلت جبينه واعتدلت بوقفتها وكتفت يديها خلف ظهرها وقالت له بصوتٍ مُرتعش


" أبي.. أنا آسفة لأنني أتيت إلى الشركة من دون إذنٍ منك.. لكن دونتي رفض أخذي إلى الكرنفال رغم أنك سمحتَ لي بالذهاب ليلة الأمس.. لقد تحجج بأنك لم تأمرهُ بفعل ذلك و.. واتصلت بك لكنك لم ترُد على اتصالاتي فـ .. فأتيت لكي أخبرُكَ بذلك و أطلبُ منك أن تأمرهُ باصطحابي إلى الكرنفال "


عقد راموس حاجبيه مراقبا مشاعر الخوف والوحدة تغزو ملامح وجه ابنتهِ آنا الوحيدة والرقيقة وهو يُشاهدها تتأملهُ بعيون حزينة.. تنهد بقوة وأدار الكُرسي ناحيتها وأشار لها بيده لكي تجلس في حضنه.. أشرقت ملامحها الرقيقة وجلست في حُضن والدها ولفت يديها الصغيرتين على خصره ونظرت إليه ببراءة..


ابتسم راموس بحنان وداعب بيده خد ابنته وقال لها برقة


" لا تحزني يا قلب والدكِ.. سأنفذ جميع رغباتكِ وأمنياتك "


ابتسم لها بوسع وتابع قائلا بنبرة حنونة لا يُخاطب بها أحدا سواها

" ما رأيكِ أن تنتظريني في مكتب ماتيلدا لنحو نصف ساعة فقط!.. سأعمل على إنهاء صفقة مهمة وسوف أقوم باصطحابكِ بنفسي إلى ذلك الكرنفال "


لمعت عينيها بسعادة ثم هتفت بفرحٍ كبير

" حقاً أبي!!!.. ستأخذني بنفسك إلى ذلك الكرنفال!!!.. أحبُك بجنووووووووون "


عانقت والدها وقبلت وجنتيه بقبلاتٍ عديدة ليضحك ذلك الأخير بسعادة ثم قبل جبين ابنته ثم قرصها بأصابعهِ بخفة على وجنتيها المنتفخة وقال لها بعاطفة


" وأنا أحبكِ وبجنون صغيرتي.. هيا اذهبي إلى ماتيلدا وانتظريني في مكتبها.. لن أتأخر "


وقفت آنا وهي تُصفق بسعادة وخرجت من مكتب والدها وهي تهتف بفرحٍ كبير بأن لديها أجمل وأحن أب في العالم..

نظر راموس نحو الباب بحزن وهو يفكر بابنتهِ الوحيدة آنا والتي هي نقطة ضعفه الوحيدة في الحياة.. كان عمرهُ عشرين عاما عندما أصبح أب.. أغمض عينيه بقوة وتذكر بحزن الماضي..


لقد أحب بجنون مادونا والدة ابنته.. كان في الثامنة عشرة عندما تعرف عليها وأحبها من النظرة الأولى.. لكنه كان غبي إذ لم يعرف بأنها كانت تستغل أمواله ومكانته كوريث الشرعي والوحيد لعائلة باتسي الفاحشة الثراء..


كان غبي ولم ينتبه لذلك.. أحبها بجنون وعارض والديه ولم يوافق أن يتركها كما طلبا منه.. وبعد مرور سنة أخبرته مادونا بأنها حامل منه.. كانت في حالة من الجنون التام وأرادت أن تُجهض الجنين و اتهمته بأنه استغلها وجعلها حامل منه بينما هي ما زالت طالبة في الجامعة وصغيرة في السن.. وأخبرتهُ بغضب بأنها ليست مُستعدة لتكون أم في هذا العمر الصغير..


كانت فرحتهُ لا توصف لأنه سيصبح أب ولكن ذهبت سعادته أدراج الرياح بعد سماعه بما تفوهت به حبيبته.. حاول تهدئتها وحاول منعها عن فكرة الإجهاض لكنها رفضت وبطيبة قلب ولكي يجعلها تعدُل عن فكرة التخلص من طفله طلب يدها للزواج.. وهنا مادونا تغيرت مائة وثمانون درجة ووافقت بسرعة على طلبه..


ولكن عندما اكتشف والده يانس اشتعل الغضب به وطرد ابنه الوحيد راموس خارج القصر.. وعندما ذهب راموس إلى حبيبته واكتشفت بأن والدهُ طردهُ من المنزل وأنه أصبح لا يملكُ شيئاً انقلبت ورفضت الزواج منه وأخبرته ببرود أعصاب بأنها لم تحبهُ يوماً وكل ما كانت تريدُ منه هو المال وأنها سوف تُجهض الطفل بأسرع وقت..


صدمة لا مثيل لها تلقاها راموس الشاب الحنون والطيب القلب والذي كان يحلم بأن يتزوج من حبيبته ويصبح أب للمرة الأولى.. كما أنه كان يرفض استلام الزعامة بعد والده لأنه يكره أن ينخرط في المافيا.. وعاد محطم القلب والفؤاد بعد تلقيه لتلك الصدمة.. استقبلهُ والدهُ زعيم أهم العصابات في سانت سيمونز الأميركية ولكن تحت شروط محددة وصارمة..


شروط قاسية كان يرفضها راموس كلياً ولكنهُ وافق عليها كلها حتى يستطيع أن يحتضن طفله.. وهكذا ذهب والده بنفسه ودفع مبلغا خياليا لتلك الفاسقة حتى لا تُجهض حفيده وطبعا بعد أن اتفق معها أن تلد الطفل وتسلمه لهم عليها أن تختفي إلى الأبد بعدها..


وطبعا يانس باتسي لم يكن بالغبي أبداً فقد دفع لها مبلغ صغير في البداية وجعلها تعيش في منزل مراقب على مدار الساعة وعندما ولدت حفيدته أخضع الطفلة لفحص الحمض النووي للتأكد من نسبها وعندما تم التأكد بأنها فعلا حفيدته دفع لها كامل المبلغ وأخذ حفيدته منها.. وتأكد بنفسه بأن مادونا سافرت خارج البلد إلى الأبد..


أما راموس الشاب الحنون والطيب أصبح كارها للنساء وتحجر قلبه نحوهم وأصبح قاسي ولا يسمح لأحد بأن يخدعه والتلاعب به.. ورغما عنه وافق أن يكون الزعيم بعد تقاعد والده.. أما الفتاة الوحيدة التي يُريها طيبته وحنيته هي ابنته آنا.. 


وبعد مرور عشر سنوات توفي والده واستلم راموس كرسي الزعامة وأصبح زعيم عائلة باتسي والتي تعود أصولها إلى إيطاليا.. وبعد مرور سنتين توفيت والدتهُ الحبيبة بسبب حُزنها الشديد على موت رفيق عمرها.. ولم يتبقى لـ راموس باتسي سوى ابنته الوحيدة والتي أصبحت عالمهُ.. وطبعاً خالتهُ الحنونة شقيقة والدته..


والآن أصبحت آنا في الخامسة عشرة من عمرها وهي الوحيدة التي تجعل قلبهُ يرق من أجل عينيها ورؤيتهِ لابتسامتها الجميلة..


فتح راموس عينيه عندما انفتح باب مكتبه ودخل أوليفر إلى الغرفة.. وقف أمامي رئيس حرسي الشخصي وصديقي الوحيد في هذه الحياة وقال لي بهدوء


" مرحبا راموس.. لقد جلبتُ لك ذلك القذر جوني توباس كما أمرت.. ذلك الخائن يتحرق شوقا لرؤيتكَ أيضا "


ابتسمت بخبث ثم ابتلعت غصة مريرة تسد حلقي وأنا أضم قبضتاي بقسوة بجواري راغبًا بلكم شيء ما بهما لأستطيع أن أنفث عما يعتمل بداخلي من كُره و غضب يتأججان منذ أن عرفت بأن ابن خالتي مانويل غوميز قد دخل إلى السجن بسبب ذلك الحقير زعيم الزعماء آخيليس داركن..


كم أكره ذلك المغرور والمُتكبر أخيليس لأنه السبب في تعاسة خالتي.. فهو من جعل ابن خالتي مانويل يدخل إلى السجن منذ شهرين وفي الأمس تم محاكمته لمدة ثلاث سنوات لعينة.. لذلك ولكي أنتقم منه تحريت عن أقرب الرجال له واستطعت أن أخدع جوني توباس بذكاء وأجعلهُ يخون رئيسهُ اللعين..


وها هو جوني توباس خارج مكتبي في شركتي بإرادته وبرغبتهِ الكاملة و الملحة في لقائي بالرغم من أنه يدرك جيداً بأنه غير مُرحب بهِ في شركتي.. لكن لا خيار آخر لديه الغبي.. أومأت برأسي لـ أوليفر وأجبتهُ بلهجة آمرة


" فليدخل ذلك الغبي.. أريدُ أن أستمتع وأنا أراه مذلول أمامي يطلب مني المساعدة رغم معرفتي الكاملة بسبب مجيئه إليّ.. و أوليفر.. أريدُك أن تبقى هنا عندما يدخل ذلك الغبي "


ابتسم أوليفر بخبث وأومأ لي موافقا ثم اتجه نحو الباب وفتحه وخرج وعاد بعد لحظات برفقة ذلك الرجل ذو العقد الخامس من عمره.. أشرت لهما بالجلوس ونظرت ببرود وباستحقار نحو ذلك المغفل جوني.. كان خائف ويبدو من وجهه الشاحب وحبيبات العرق في جبينه بأنه مُرتعب وخائف لحد اللعنة.. رأيتهُ يبلع ريقه بصعوبة وقال بصوتٍ مهزوز وبتلعثم


" ســ.. سيد باتسي.. أنا.. أنا أتيت لرؤيتك لأمرٍ ضروري وبالغ الأهمية و.. "


قاطعتهُ بملل قائلا


" اختصر واخبرني بسرعة لماذا طلبتَ رؤيتي شخصيا؟ "


بالطبع كنتُ أعرف السبب ولكن لا بأس بأن اتسلى قليلا بأعصابه لذلك المعتوه.. رأيتُ يديه ترتعش ثم سمعتهُ يقول بصوتهِ المهزوز


" أنا.. أنا.. سيد باتسي أنا ذهبت منذ أسبوعين إلى الكازينو الخاص بك و.. ولعبت على طاولة القمار و.. وخسرت مبلغ جداً ضخم.. لقد.. لقد اضطررت للتوقيع على شيكات و سندات للكازينو الخاص بك بمبلغ ثلاثمائة وخمسون ألف دولار وطلب مني مدير الكازينو الخاص بك أن أدفع المبلغ بكامله في ظرف ثلاثة أسابيع فقط.. تبقى لي أسبوعا واحدا لكي أدفع ديني.. و.. و... "


قاطعتهُ بملل قائلا

" اختصر واخبرني بسرعة.. ما المطلوب مني بالتحديد؟ "

ارتعش فكهُ بوضوح وقال لي بنبرة فزعة


" أنا.. أنا سيدي لا أملك هذا المبلغ الكبير والضخم من المال لكي أعيدهُ للكازينو.. أرجوك أمهلني سنتين أو ثلاثة وسوف أدفع لك المبلغ بكامله و... "


ضغطت على شفتاي معًا بشدّة شاعرًا بالغضب يهدر في عروقي.. نظرت إليه بحقارة وضربت يدي بقوة على ظهر مكتبي ورأيتهُ ينتفض من مكانه وهو ينظر إليّ برعبٍ شديد.. تأملتهُ باستحقار وهتفت بوجهه بحدة


" أنتَ وبكل بساطة طلبتَ رؤيتي لكي تقول لي هذه التفاهات.. هل تظن شركاتي جمعية خيرية؟ "


وقفت بعنف وأملت جسدي فوق مكتبي وحدقت إليه بجمود ثم استقمت وتقدمت نحو النافذة ووضعت يدي داخل جيب سروالي ونظرت إلى البعيد قائلا له بعملية وببرود


" أنتَ موظف لدى آخيل الشيطان.. ببساطة اذهب واخبره بفعلتك واطلب منه المساعدة "


سمعتهُ باستمتاع يبكي وهو يترجاني هاتفا بذعُر

" سيقتلني إن عرف.. لا أستطيع فعل ذلك سيد باتسي.. السيد آخيل لديه شروط محددة وصارمة لموظفيه.. لا للمخدرات ولا للقمار ولا للخيانة وإلا يتم طردنا والأسوأ تصفيتنا مع عائلتنا.. إن اكتشفَ الزعيم ما فعلته سوف أتنهي.. أرجوك سيدي ساعدني فأنا لديّ ابنة وزوجة وأنا المُعيل الوحيد لهما و... "


التفتْ نحو الخلف ونظرت إليه بنظرات نارية غاضبة وقاطعتهُ قائلا بحدة

" إن كنتَ تعلم منذ البداية بالعواقب لماذا ذهبتَ إلى الكازينو الخاص بي ولعبتَ بالقمار؟.. عليك أن تدفع لي كامل المبلغ وبالوقت المحدد جوني توباس وإلا رأيتَ جانبي المُظلم حينها "


رأيته يبكي وهو يرتعش بشدّة.. وقف عن كرسيه وتقدم ليجثو أمامي على ركبتيه ورفع رأسه ونظر إليّ بندم وبخوف قائلا


" كنتُ غبي وذهبت إلى الكازينو.. ظننت أنني سأربح وسأستطيع ربح المال بسهولة لكي أدفع علاج زوجتي.. هي مريضة جداً وتحتاج إلى مبلغ ضخم جداً لتخضع للعملية و.. أنا و ابنتي الوحيدة حاولنا جمع المال لكننا لم نستطع لذلك لم يتبقى لي سوى الذهاب إلى الكازينو.. ظننت بأنني سأربح المال بسهولة من أجل زوجتي.. لقد استخدمت كل مدخراتي ومدخرات ابنتي على تلك الطاولة وخسرتُها كلها وأصبحت مديناً لك.. أرجوك سيدي ساعدني.. أتوسل إليك ساعدني "


أمعنت النظر إلى وجهه وابتسمت بخبث ثم استدرت لكي أواجهه وأجبتهُ ببرود

" اسمع جوني.. سأكون رحيماً معك والسبب طبعاً مرض زوجتك.. لذلك سوف أساعدُك "


توقف عن البكاء وشهق بصدمة ثم ابتسم بفرح وأمسك بيدي وبدأ يقبلها وهو يهتف لي بسعادة

" أشكرك سيدي.. أشكرك ســ.. "


سحبت يدي ومسحتُها بقرف بمنديلي ثم أجبته باشمئزاز وأنا أرمي المنديل بقرف في سلة المهملات

" إياك أن تلمسني من جديد.. ثم لكل شيء ثمنهُ في الحياة.. قف بسرعة "


وقف وهو يعتذر مني فرفعت يدي نحوه وأشرت له ليصمت وفعل.. تأملتهُ بحقارة وقلتُ له بخبث

" سوف أمزق بنفسي السندات والشيكات التي مضيتها في الكازينو الخاص بي وأمام عينيك.. وأيضا سأدفع المبلغ الكامل لعملية زوجتك.. لكن بشرطٍ واحد "


أجابني بسرعة وبلهفة

" أشكرُك سيدي.. أشكُرك.. وسوف أوافق على أي شرط تطلبهُ مني "


نظرت إليه باستحقار ثم قلتُ له بلهجة خشنة

" قبل أن توافق على شرطي عليك أن تسمعهُ أولا.. "


ابتسمت بخبث عندما رأيت نظراتهِ المُرتعبة.. وتابعتُ قائلا له ببرود 

" شرطي هو أن تُخبرني عن صفقة آخيليس داركن السرية الجديدة.. أريدُ معرفة متى وكيف وأين ستصل شحنتهُ المهربة بالبضائع إلى البلد "


توسعت عينيه برعب وشرع يبكي بفزع وترجاني قائلا بمرارة

" أرجوك لا تفعل ذلك بي سيد باتسي.. أنا لا أستطيع فعل ذلك.. لا أستطيع.. سيقتلني الزعيم إن اكتشف أنني خُنته.. سيقتلني وسيقتل عائلتي... أرجوك ضع شرطا آخر وسوف أنفذهُ لك على الفور و... "


تأملتهُ بغضب وهتفت بوجههِ بحنق

" هذا عرضي الوحيد لك.. إما أن توافق عليه أو تدفع لي ما تدينه لي خلال أسبوع واحد فقط وتذهب في حال سبيلك بعدها.. لديك ساعة واحدة حتى تُعلمني بقرارك.. اتصل بـ أوليفر بعد ساعة واخبره بقرارك النهائي.. و.. "


تأملتهُ بكرهٍ شديد وهمست له بفحيح

" وإن اكتشف آخيل الشيطان خيانتكَ له إياكَ أن تلفظ اسمي أمامه.. حينها سأذهب بنفسي وأقتل زوجتكَ وابنتكَ بدمٍ بارد.. والآن أُخرج من مكتبي "


حاول أن يُكلمني ويعترض ويتوسل إليّ لكنني أشرت بيدي لـ أوليفر ليخرجهُ من مكتبي وفعل.. بعد خروجهما ابتسمت بمكر وأنا أضحك بداخلي.. لقد اكتشف رجالي مصيبة جوني توباس واستغليت مصيبته في صالحي.. جعلت أحد رجالي يلتقي به منذ شهر وبالصدفة بالنسبة لـ جوني وتقرب منه وأقنعه أن يلعب بالقمار ليحصل على مبلغ ضخم بسهولة ليدفع ثمن العملية..


والغبي جوني وافق وذهب مع رجلي إلى الكازينو الخاص بي منذ أسبوعين وخسر كل ما يملكه لصالحي حتى أنه أصبح مدينا لي بمبلغ ضخم.. سيأتي الأحمق ويخون سيدهُ لمصلحتي..


" مصيبة قوم عند قومٍ فوائد "


همست بخبث ثم أمسكت بعلبة السيجار الموضوعة على مكتبي وسحبت منها سيجار كوبي فاخر.. يوفر هذا السيجار الكوبي والملفوف بأوراق الهابانو نكهة قوية مميزة عندما أستنشق دخانه مما يجعلهُ المُفضل لدي.. أمسكت بيدي الثانية بالولاعة وقبل أن أُشعل السيجار دخل أوليفر إلى مكتبي وابتسم بانتصار قائلا


" سيفعلها.. سوف يوافق على خيانة آخيل الشيطان.. ليس أمامهُ حلا آخر "


لمعت عيوني بخبث وهمست بانتصار

" جيد.. بل جيد جداً.. عندما يتصل بك تعرف جيداً ما يجب أن تفعله "


ابتسم أوليفر بخبث وأومأ لي موافقا.. وضعت السيجار في فمي ونظرت بحدة أمامي

 

 

رواية شرطية المرور - الفصل 2

 


أشعلت السيجار وسحبت نفساً عميقا ثم نفختُ دخانه عالياً وقلتُ بهدوء لـ أوليفر


" والآن سأذهب برفقة ابنتي الوحيدة إلى ذلك الكرنفال.. أخبر ماتيلدا لتلغي كل المواعيد إلى الغد.. لن أعود إلى الشركة اليوم وطبعا أريدُك أن تكون برفقتي أنت و دونتي لحماية ابنتي كالعادة "

أجابني موافقا وخرجت من المكتب بهدوء...

 


إيلا توباس***

 

جلست إيلا توباس على سريرها كالعادة في المساء تبكي بألم وحزن شديدين.. إيلا الفتاة الرقيقة والهادئة والجميلة والتي تتمتع بكل الصفات الجميلة.. خاصة أنها لم تتعدى الرابعة والعشرين من عمرها.. هذه الفتاة الجميلة عندما التحقت بكلية الحقوق منذ أربع سنوات فرحت أسرتها وأقامت لها حفلة صغيرة اجتمعت خلالها كل عائلتها والجيران والأصدقاء..


عاشت إيلا تحلم بالمستقبل وفي يوم تخرجها لتصبح محامية لامعة ومشهورة.. هكذا كانت تداعب والدها الحبيب جوني فقد أحبتهُ جدا وكانت تعد طعامه وملابسه وتقص عليه كل ما يحدث لها.. فهو المثل الأعلى في حياتها.. فهي ابنته الوحيدة..


أما والدتها إيفون فكانت صديقة عمرها والجنة بالنسبة لها.. أحبت إيلا والدتها بجنون ولم ترفض لها طلبا واحدا في الحياة.. ولم تُخفي عنها سوى سراً واحدا عندما كانت في السادسة عشر.. وهذا السر كان يُحرق قلبها لغاية الآن..


منذ شهرين عادت إيلا من الكلية وشعرت أن هناك شيء غير عادي في البيت.. توتر ودموع في عيون والدها وشحوب في وجهه وكأن كارثة حلت في البيت.. فتسألت بداخلها في قلق ماذا حدث؟.. وقبل أن يُخبرها والدها شعرت أن سبب الكارثة يكمن في غرفة والدتها.. فألقت بكل ما تحملهُ من كتب ودخلت لرؤيه والدتها.. وسقطت علي الفراش بجانبها بعدما رأتها تتألم وبجوارها طبيب يحاول حقنها بالمهدئ.. ماذا حدث؟... فقد كانت والدتها في الصباح معافاة سليمة؟


استقبلت إيلا مرض والدتها المفاجئ بدموع وألم حاد في رأسها وقلبها.. ولم تشعر بخطى قدميها وإلى أين قادتها كل ما عرفته أنها تركت والدتها وخرجت من غرفتها راكضة وارتمت في حضن والدها تبكي بوجعٍ كبير.. إذ عرفت أن مرض أمها يحتاج لعلاج ومصاريف ضخمة.. فمن أين لهم بكل هذه المصاريف؟!.. فهي لاتزال طالبة في سنتها الأخيرة بكلية الحقوق وأمها ربة المنزل.. أما والدها فهو موظف بسيط في شركة آخيليس داركن العالمية وهو ينفق كل راتبه عليهم وخاصة على كليتها.. واليوم أصيبت والدتها بفشل كلوي وهي بحاجة إلى عملية جراحية سريعة وزراعة كلية في أسرع وقت.. تحتاج مبلغ كبير جدا وضخم.. من أين لهم بهذا المال؟!!!!...


طرقت إيلا أبواب أقارب والدها ووالدتها ولم تجد لديهم إلا كلمات المواساة.. فذهبت إلى الكاهن وطلبت منه المساعدة.. وبحزنٍ كبير أجابها الكاهن


" آسف يا ابنتي أنا لا أستطيع تأمين هذا المبلغ الضخم لكِ.. "


ثم أعطاها رزمة صغيرة من الدولارات وقال لها بخجل


" إنها كل ما أملكه.. المبلغ صغير لكنه سوف يُفيدك من أجل دفع مبالغ غسل الكلى لها.. آسف لأنني لم أستطع أن أساعدكِ أكثر.. في النهاية الحياة والموت بيد اللّه طفلتي "


وافقت إيلا بأخذ المبلغ الصغير من الكاهن والذي كان عبارة عن عشرة ألاف دولار.. شكرته ووعدته بإعادة المبلغ له لكنه رفض وقال لها بأنه سيحاول أن يطلب المساعدة من الناس ربما يستطيع جمع مبلغ صغير لها عبر التبرعات.. ولكن بعد مرور أسبوع انتاب إيلا اليأس لأن الكاهن لم يستطع جمع سوى خمسة ألاف دولار فقط كتبرعات لعملية والدتها..


ولم تجد مِن حل سوى ترك الكلية و البحث عن وظيفة.. وعثرت على إعلان في جريدة أن سيدة ثرية ترغب في مدبرة لمنزلها.. اتصلت إيلا بصاحبة الإعلان وحددت لها موعد وذهبت وهي تخفي سرها عن أهلها فلم تخبر أحد بأنها تركت الكلية لتجد عملا بأسرع وقت فقط صديقة طفولتها جولي عرفت بذلك..


وطرقت إيلا باب مخدومتها واستقبلتها السيدة الثرية.. وقدمت إيلا نفسها باسم مستعار وشعرت بالدهشة عندما طلبت منها السيدة مارينا غوميز أن تعمل بدوام مسائي لأنها تريدها كرفيقة لها في غياب ابنها الوحيد عنها.. لم تعترض إيلا وقررت أن تُخبر والدها بأنها ستعمل في المساء لمساعدته بجمع المبلغ لعملية والدتها..


وعملت لدى السيدة غوميز لمدة شهرين.. استطاعت خلالهما أن تأخذ مرتب لا بأس به لكنه لن يفعل شيئا.. وفى المقابل شعرت السيدة غوميز أنها وجدت ضالتها في إيلا لأنها فتاه ذكية ومهذبة وتعمل في صمت واستطاعت أن تكسب حب صاحبة المنزل الثرية وثقتها..


وعملت إيلا كذلك في عدة وظائف في النهار.. نادلة مؤقتة في المطاعم.. عاملة تنظيم.. جليسة للأطفال.. لكن كل ما جمعته لم يكن شيئاً..


ومنذ أسبوعين شعرت إيلا بالقليل من الأمل قبل ذهابها إلى منزل السيدة غوميز.. إذ أتى والدها إلى المنزل في المساء وقال لها بسعادة بأنه وجد طريقة لدفع مصاريف عملية والدتها وأنه سيتم تحديد العملية في أقرب وقت.. وهنا بطيبة قلب أعطت إيلا كل مدخراتها وما جمعته من مال إلى والدها جوني..


كانت صديقة إيلا الوفية جولي تعتني بوالدتها في غياب إيلا عن المنزل بعد عودتها من الكلية.. وشعرت إيلا أن الأمور بدأت تتحسن أخيراً.. ولكن بعد مرور يومين بدأ والدها يتجنب رؤيتها وعندما تراه وتسأله إن عين موعد العملية لأمها كان يهرب منها ويخرج من المنزل..


وبعد مرور أسبوعين كانت إيلا تجلس على طرف السرير بجانب والدتها إيفون في الصباح وهي تبتسم لها برقة قائلة


" أمي عليكِ أن تأكلي كامل وجبة فطوركِ الصحي.. سأذهب إلى الجامعة فلدي محاضرتين مهمتين ولكن جولي ستأتي لتبقى برفقتكِ فأوقات محاضراتها مختلفة عن خاصتي.. سأحاول أن أعود بسرعة لأبقى معكِ للمساء قبل ذهابي إلى العمل "


ابتسمت لها والدتها بحنية ثم قالت لها برقة

" اللّه يحميكِ يا ابنتي ويعوضكِ.. أمنيتي الوحيدة في الحياة أن أراكِ تتخرجين من جامعتكِ وأفرح بكِ في يوم زفافكِ طفلتي "


شعرت بغصة بداخلي وابتسمت لها ابتسامة لم تصل إلى عيناي وقلتُ لها بصوتٍ مُختنق

" سوف تحقيقين كل ما تتمنينه أمي.. سوف تتحسنين بسرعة.. والدي وجد من يدينهُ المال وسوف تخضعين لتلك العملية في وقتٍ قريب "


حضنت والدتي بشدة ثم قبلتُها على وجنتيها ثم نظرت إلى الساعة الموضوعة على المنضدة وشهقت بقوة ووقفت قائلة

" ياه لقد تأخرت.. سأذهب إلى كارنــ.. اااممم الكلية.. وستأتي جولي لتبقى معكِ "


ثم نظرت بحنان إلى أمي وابتسمت لها أجمل ابتساماتي

 

 

رواية شرطية المرور - الفصل 2

 

ثم ودعتها قائلة بفرح

" إن احتجتِ لأي شيء لا تخجلي أن تطلبيه من جولي.. وداعاً ماما "


حملت صينية الطعام وخرجت من الغرفة نحو المطبخ.. غسلت الأطباق وخرجت مهرولة من المنزل وذهبت راكضة إلى نهاية الشارع وتوجهت نحو الشمال باتجاه الكرنفال..

وقفت أمام البوابة وأنا ألهث بقوة ونظرت بإرهاق نحو الكرنفال

 

 

رواية شرطية المرور - الفصل 2

 

كرنفال سانت سيمونز السنوي هو احتفال و استعراض شعبي يجمع بين السيرك والألعاب الترفيهية والاحتفالات الشعبية.. كان محافظ المدينة يقيمن هذا الكرنفال مرة كل سنة للترفيه عن سكان المدينة وجذب السياح والناس من مختلف المدن والقرى القريبة..


دخلت البوابة ورأيت جولي تنتظرني بلهفة برفقة والدتها والتي تدير هذا الكرنفال.. ما أن رأتني جولي حتى ابتسمت بوسع وركضت نحوي وعانقتني ثم ابتعدت وقالت لي


" لقد تأخرتِ إيلا.. أمي تنتظركِ منذ نصف ساعة.. اذهبي برفقتها وهي ستخبركِ عن عملكِ هنا وأنا سأذهب لأهتم بوالدتكِ "


شكرتُها من قلبي لأنها وقفت بجانبي وساعدني في محنتي.. بعد ذهابها طلبت مني والدة جولي لكي أتبعها.. سمعتُها تقول ونحن نتوجه ناحية اليمين


" إيلا.. لقد اخترتكِ لتكوني العرافة وقارئة البخت في الكرنفال.. لدينا عربة خاصة لكِ.. كل من يدخل العربة سيدفع مبلغ عشر دولارات حتى تقرئي له بخته.. كما لدي ملابس خاصة عليكِ أن ترتديها.. فترة عملك خمس ساعات وسأدفع لكِ ثلاثمائة دولار بالمقابل "


سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة.. أقصد الصدمتين.. الصدمة الأولى فكرة أنني سأكون قارئة بخت أخافتني.. إذ كيف سأتصرف وماذا سأقول للناس من أكاذيب عن مستقبلهم لكي يصدقونها بسهولة.. والصدمة الثانية كانت فرحتي للمبلغ البسيط الذي سوف أتقضاه مقابل عملي هنا.. وقفنا أمام عربة جميلة جداً تبدو كعربة للغجر

 

 

رواية شرطية المرور - الفصل 2

 


سمعت والدة جولي تقول لي بحنان وهي تتجه نحو العربة

" لقد بدأ عملكِ منذ هذه اللحظة.. ستجدين عباءة سوداء ارتديها وضعي القلنسوة على رأسكِ مع الخواتم والأساور.. كما ستجدين طاولة صغيرة عليها كرة بلورية.. هذه الكرة تعمل على البطاريات.. والبلورة تعمل بكبسة زر موجودة أسفل الطاولة.. عليكِ بإضاءة البلورة دون أن ينتبه لكِ الزبائن حتى ينبهروا.. و تركت لكِ كتاب على الطاولة اقرئيه بسرعة فهو يحتوي على معلومات عن قراءة البخت.. ليس عليكِ أن تتعلمي كيفية فعل ذلك لكن احفظي بعض الجمل المهمة وقوليها لك شخص يدخل إلى العربة.. كل ما يتوجب عليكِ هو التكهن بمستقبل رائع للجميع "



دخلت إلى تلك العربة خلفها ونظرت بقلق إلى والدة جولي ولكنها ابتسمت لي برقة قائلة

" لا تتوتري إيلا فعملكِ هنا سهل جداً.. فقط تخيلي مستقبل الشخص واخبريه بالتفهات الجميلة وسيدفع لكِ إكرامية بعد خروجه.. الإكراميات لكِ كما سأدفع لكِ مستحقاتكِ عندما ينتهي عملكِ "

شكرتُها بهمس وبعد خروجها نظرت إلى العباءة الموضوعة على الكرسي خلف الطاولة الخشبية المستطيلة الصغيرة وتنهدت بقوة.. ارتديت العباءة مع الأساور والخواتم وضحكت بخفة على شكلي بها..


" أبدو مثل ساحرة شمطاء "


قهقهت بخفة ثم وضعت قلنسوة العباءة على رأسي وجلست خلف الطاولة ونظرت إلى تلك البلورة.. قهقهت بقوة عندما كبست الزر أسفل الطاولة وأُضيئت البلورة فوراً.. أمسكت بالكتاب الأسود أمامي وفتحت أول صفحة به وبدأت بقراءة المعلومات به..

 

 

رواية شرطية المرور - الفصل 2



 

ساعتين ونصف مضت بخير وسلامة.. كل من دخل إلى عربتي خرجوا والابتسامة السعيدة مرسومة على ثغورهم بعد أن دفعوا لي إكرامية غير التعرفة المُحددة..


بعد خروج آخر زبونة لي والتي كانت فتاة مراهقة جميلة ناعمة.. كنتُ ابتسم بغباء وأنا أُتابع قراءة الكتاب.. وصلت إلى صفحة تشرح خطوط الحزن والألم.. أمسكت الكتاب بيدي اليمنى ورفعت يدي اليسرى ونظرت إلى خطوط كف يدي ثم إلى الكتاب


" قارئة بخت تقرأ كتاب لتعليم قراءة البخت وترى كف يدها لتعرف مستقبلها القريب.. على ابنتي المسكينة أن تعرف بأنكِ دجالة "


توسعت عيناي بصدمة شديدة وبردة فعل سريعة انتفضت من مكاني ورميت الكتاب خلف مقعدي وخبأت يدي أسفل الطاولة ونظرت برعب إلى ذلك الرجل الواقف أمامي..


كان يقف أمامي في العربة رجل.. ولكنه ليس بأي رجل.. رجل و يا لهُ من رجل.. رغم نظراتهِ القاسية والمستهزئة والساخرة لي إلا أن ملامح وجهه الوسيم جعلتني أشرد بتفاصيلها..


عيوني كانت تتأمل بذهول وبإعجابٍ شديد ملامح وجهه الوسيم والجذابة.. أول ما لفتَ نظري قامته الطويلة.. إذ بسبب طوله كان يحني رأسه وكتفيه قليلا لأنه لامس سقف العربة.. و بشرته السمراء هي ثاني ما لفتَ نظري ليتبعها فكه العريض ثم ذقنه البارز وشفتيه الممتلئة والمتناسقة.. وضوح عظام الخدين العليا.. عيون عسلية ساحرة مائلة إلى الخضار قليلا تتخللها رموش كثيفة طويلة وشديدة السواد وحواجب مرسومة وأكثر قتامة..


نظراتنا التقت وشعرت بحرارة تكتسح جسمي بكامله.. وتمنيت أن يتوقف الزمن هنا فكيف لي النجاة من سحر عينيه الجملتين.. لم أستطع إبعاد عيناي للحظة بعيداً عنها وعن سحرها الأخاذ.. دقات قلبي المُتسارعة كانت الوحيدة المسموعة في العربة..


فجأة انكسر السحر ورأيت نظراتهِ تنخفض ببطء وبدأ يتأملني بكُره بينما ابتسامة مُشمئزة مرسومة على شفتيه.. شعرت بالحزن بسبب نظراتهِ الكارهة لي.. ولم أفهم سببها!!..


ارتفعت نظراتهِ من جديد ليتأمل ملامح وجهي بجمودٍ تام دون أن تختفي تلك الابتسامة المشمئزة.. بلعت ريقي بقوة ورفعت رأسي وحدقت إليه بعنفوان.. فهو لا يحق له أن يتأملني بهذه الطريقة الكريهة ويدخل فجأة إلى عربتي ويتكلم معي بتلك الحقارة..


لكن أنا لن أخاف منه صحيح هو وسيم وجذاب كاللعنة وشخصيته قوية.. كما يبدو عليه أنه شخص ذو نفوذ وفاحش الثراء.. فهو يرتدي بدلة سوداء أنيقة جداً يبدو واضحا بأنه تم خياطتها من أشهر مصمم أزياء خصيصا له.. وكذلك ساعة اليد التي يضعها على معصمه فهي مصنوعة من البلاتين ومرصعة بالألماس.. سعرها لوحده كفيل بجعلي أعيش برخاء لمدى حياتي..


نظرت إليه بكبرياء وقلتُ له

" أولا عليك أن تدفع التعرفة لدخولك إلى عربتي في هذا الصندوق "


واشرت له بأصبعي السبابة نحو الصندوق من جهة اليمين.. ولدهشتي رأيتهُ يُخرج محفظته الجلدية من جيب سترته وأخرج ورقة من فئة مائة دولار ورماها في الصندوق بعدم اكتراث ثم نظر إليّ بنظرات جعلتني أرتعش بخوف.. نظراتهِ كانت حادة ومتحدية وحاقدة.. ما به هذا الرجل؟!.. تساءلت بداخلي بخوف ثم بلعت ريقي من جديد وتابعت قائلة له


" والآن يمكنك الجلوس حتى أرى لك المستقبل "


سمعتهُ بقهر يُقهقه باستحقار وظننته سيذهب لكنه فاجئني عندما اقترب بهدوء بخطواتٍ واثقة وجلس أمامي على الكرسي بشموخ ونظر إليّ باستهزاء.. نظراتهِ أخافتني فكميت الكره الموجودة بها كانت واضحة علنا لي.. لماذا يكرهني فأنا لا أعرفه وهو لا يعرفني؟!!.. أو ربما هو يكره العرفات!!.. إذا سأجعله يندم على ذلك..


ابتسمت بمكر بداخلي وأمرته بنبرة هادئة

" أعطني يدك اليسرى "


رفع حاجبه بعدم الرضا ثم تململ بنفاذ صبر وزفر بقوة ولكنه أدهشني عندما رفع يده اليسرى نحوي وفتح كفه وقال بهمس و بعدم الصبر

" لا أستطيع التصديق بأنني أفعل ذلك من أجل آنا!!.. "


ثم قال بصوتٍ مرتفع وغاضب

" هيا أسرعي فليس لدي الوقت لهذه الترهات "


شعرت بالغضب منه ورفعت يدي اليسرى وأمسكت بكف يده وقلتُ له بنبرة غاضبة حانقة

" لماذا دخلتَ إلى عربتي إن لم يكن لديكَ الوقت لهذه التُرهات؟ "


رفع حاجبيه بدهشة ثم قال بنبرة مستهزئة حادة

" عليكِ أن تعرفي السبب.. ألستِ بعرافة و تستطيعين قراءة الغيب والمستقبل؟ "


احمرت وجنتاي بسبب غضبي منه وأمسكت بشدة بيده ثم لكي أنتقم منه رفعت يدي اليمنى ولمست بأصبعي السبابة خطوط كف يده ثم تصنعت التركيز وقلتُ له بنبرة هادئة مُحذرة


" لحظات عصيبة وضاغطة تنتظركُ في المستقبل.. ستظهر العراقيل أمام نجاحك وتقدمك خاصةً في مجال العمل.. عليك أن تنبه جيداً حتى تجتاز تلك العراقيل لكن.. "


رفعت نظراتي عن كف يده وحدقت إليه.. رأيتهُ يتأملني بمللٍ شديد وبعدم الصبر.. تفاقم غضبي وأخفضت عيناي إلى كفه ونظرت إلى أصبعه البنصر.. هو لا يرتدي خاتم زواج وهذا يعني بأنه أعزب و هو فعلا كاره للنساء كما يبدو.. وتابعت قائلة له بخبث


" لكن احذر من اتخاذ هذا قرار.. قريبا ستقوم باتخاذ قرار مصيري.. وهذا القرار سيكون السبب في دمارك ودمار كل من تُحب و... "


سحب يدهُ بعنف من يدي وشهقت بصدمة عندما وقف وهتف بحدة بوجهي


" عليكِ اللعنة يا حمقاء.. أنا الملام الوحيد هنا لأنني استمعت لابنتي ودخلت إلى عربتكِ الملعونة "


نظرت إليه برعب ثم شهقت بخوف عندما أمسكني بذراعي ورفعني بعنف لأقف ثم جذبني بالقوة من خلف الطاولة لكي أقف أمامه وهزني بقسوة وهمس بفحيح بوجهي قائلا


" لا أحد يجرؤ على التكلم معي بهذه الطريقة.. ثم لا أحد يعلم بالغيب يا غبية.. وعليكِ أن تشكري حظكِ بأنني لم أقتلكِ الآن والسبب لأن ابنتي تقف في الخارج بانتظاري "


لديه ابنة هذا الجاموس!.. أُشفقُ عليها لأنهُ والدها.. يبدو أنه والد أعزب أو أرمل!.. فكرت بذلك مع أنني كنتُ خائفة منه كاللعنة ومع ذلك بسبب قربي الشديد منه وأنفاسهِ الحارة التي داعبت وجنتاي شعرت برعشة خفيفة في أسفل عامودي الفقري.. لن أدعهُ يشعر بالانتصار لأنه أخافني لذلك تصنعت الهدوء وأجبتهُ ببرود تام


" لا تلومني إن كنتُ أرى الغيب.. وعليكَ أن تُخفف قليلا من حقدك على النساء.. لقد رأيت لك مستقبلا مشرقا مع حبيبة القلب.. فرصتك لوداع العزوبية والارتباط رسميّاً أصبحت قريبة جداً "


رأيت برعب فكه يشتد وعروق عنقه تنفر.. ثم وبصدمة كبيرة فجأة لانت ملامح وجهه وجذبني إليه ليرتطم صدري بصدره العريض وتوسعت عيناي برعبٍ شديد عندما همس قائلا لي وهو ينظر بمكر إلى عمق عيناي


" إن كنتِ فعلا ساحرة وتتمتعين بقدرات قراءة الكف ومعرفة المستقبل... "


توقف عن التكلم ثم أخفض رأسه وهمس بأذني بنبرة مثيرة جعلتني أرتعش من قمة رأسي حتى أخمص قدماي


" إن كنتِ فعلا كذلك إذا أنتِ تعلمين جيداً ما سأفعلهُ بكِ الآن.... "


نبض قلبي بعنف وقبل أن أفتح فمي وأخبره بأنني لستُ كذلك ولا أعرف شيئا عن هذه التخاريف و ليذهب إلى الجحيم إلا أنه وضع كلتا يديه خلف رأسي وشهقة صادمة خرجت من حنجرتي لكنها كُتمت على الفور عندما سحق شفتاي بشفتيه الناعمة بقبلة عنيفة جعلتني أفقد أنفاسي...


" اااااااااامممممممممممممممم..... "


جحظتُ عيناي وأنيت بألم وبذعر بسبب قبلته العنيفة والقاسية ومصهِ لشفتي بشكلٍ همجي كأنهُ يسحب روحي منها.. حاولت ضربه بكلتا يداي على صدره العريض والعضلي ولكنه لم يهتز لإنش بعيداً عني.. سالت دموعي على وجنتاي وشعرت بالوهن وقدماي لم تعُد تستطيع حملي..


توقفت عن ضرب صدره وتشبثت بسترته وبينما كنتُ على وشك الاغماء بسبب انقطاع الهواء عن رئتاي.. فجأة توقف عن امتصاص شفتاي ولم أعد أشعُر بشفتيه على خاصتي..


كنتُ مغمضة العينين ولم أنتبه بأنني كنتُ أبكي برعب ولكن استطعت سماع أنيني وشهقاتي المتألمة.. شعرت بأصابعه تمسح الدموع عن وجنتاي بخفة ثم ساعدني بالجلوس على الكرسي وقبل أن يذهب سمعته يقول لي بانتصار وبأنفاس لاهثة


" أشكركِ على هذه القبلة الجميلة ساحرتي.. نلتقي قريبا "


وخرج بهدوء من العربة كما دخلها.. فتحتُ عيناي ونظرت أمامي بذعر ثم حضنت نفسي بكلتا يداي وبكيت بهستيرية.. منذ زمنٍ طويل لم يلمسني رجل.. بل لم أسمح لأي شاب أو رجل بلمسي بعد تلك الليلة.. رفعت يدي اليمنى ولمست بأناملي المُرتعشة شفتاي المتورمة..


ما كان يجب أن استفزه بكلامي.. أنا الملامة الوحيدة لما حصل لي الآن....

 


بوناتيلا توماس***

 

بعد خروج إستيرا من مكتبي وقفت وجلست على الكرسي خلف مكتبي الصغير ونظرت إلى دفتر رسوماتي بحزنٍ وخوفٍ شديدين..


كنتُ خائفة للموت على إستيرا فأنا أعتبرُها شقيقتي الثانية.. لقد تعرفت على إستيرا عندما كنتُ في الثامنة والصف من عمري.. كان والدي قد وجد عملا جديدا وقرر أن ننتقل إلى مدينة سانت سيمونز في ذلك الوقت حتى يستلم عمله.. كنتُ أشعرُ بالحماس بسبب انتقالنا إلى مدينة جديدة..


أتذكر جيداً المرة الأولى التي رأيت بها إستيرا.. كانت طفلة صغيرة عمرها سنة واحدة فقط.. طفلة جميلة جداً كالملاك بشعرها الأشقر الذهبي وعينيها الزرقاوين.. كان منزل والدها الشرطي الحنون جوناثان مُلاصق لمنزلنا لا يبعدهُ عن منزلي سوى حديقة صغيرة..


رأيتُها تلعب مع والدها في الحديقة أمام المنزل وأحببتُها فورا وطلبت الإذن من والدي لكي أذهب وألعب معها.. ومنذ ذلك الوقت عشقتُ الطفلة الصغيرة إستيرا واهتممت بها كأنها شقيقتي الصغيرة.. وبعد مرور أربع سنوات اختفت والدة إستيرا بشكلٍ غامض..


أتذكر جيداً حُزن و خوف إستيرا في ذلك الوقت وطلبها المستمر من والجميع بأنها تريدُ أمها.. كان والدها جوناثان يبحث بجنون عن أمها وللأسف وجدوا جثتها بعد مرور أسبوع أمام شاطئ البحر من الجهة الجنوبية لمدينة سانت سيمونز.. ماتت غرقا ولم يعرف أحدا السبب..


ومنذ ذلك الوقت لم أترك إستيرا أبداً.. كنتُ أنام معها في غرفتها وألعب معها طيلة الوقت حتى أننا ذهبنا إلى نفس المدرسة لكي أظل برفقتها..


ولكن عندما أصبحت إستيرا في السادسة عشر من عمرها تزوج والدها من تلك الأرملة و الساحرة الشمطاء كارمن.. كان لديها ابنة اسمها إيميلي وهي تمتلك نفس صفات والدتها.. الخبث و الغدر و الكراهية و الخداع و البخل و الحقد.. أهم شيء الحقد على المسكينة إستيرا.. لقد كانوا يغارون منها بسبب براءتها وطيبة قلبها الزائدة وجمالها الأخاذ..


وللأسف السيد جوناثان لم يكتشف حقيقة زوجته وابنتها إلا بعد فوات الأوان.. جعلته كارمن الخبيثة يبيع منزله وينتقلوا إلى منزلٍ أفخم بعيدا عن منزلي بأميال كثيرة..


في ذلك الوقت كنتُ في الثالثة والعشرين من عمري.. ورغم بُعد المسافة بيني وبين إستيرا ورغم فارق السن الكبير بيننا إلا أن صداقتنا لم تنتهي أبداً..


وقبل أن أُصبح في الخامسة والعشرين كانت أمي أماندا حامل بشقيقتي جينيفر.. أمي حملت بي عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها.. كانت مراهقة طائشة وأحبت والدي بجنون وهو كذلك.. تزوجا ورغم ظروفهم القاسية لم يتركا بعضهما.. وعندما كانت في الأربعين من عمرها حملت بشقيقتي جينيفر..


أحبُ أمي جدا رغم قساوتها عليّ.. كانت تتهمني دائماً بأنني السبب في تعاستها حاليا.. بسببي أنا مات والدي.. توفي من جراء حزنه عليّ لأنني هربت من المنزل بعد تخرجي من الجامعة كمُصممة أزياء وذهبت إلى الدير لكي أُصبح راهبة..


أردت من صميم قلبي أن أكون راهبة وأعيش عمري كله في الدير أخدم اللّه بفرحٍ كبير.. لكن بعد مرور سنة واحدة أتت أمي أماندا إلى الدير وهي تحمل شقيقتي الرضيعة بين يديها وأخبرتني بألم وبعذاب بأن والدي توفي بسكتة قلبية بسببي وبسبب هروبي ودخولي إلى الدير..


اتهمتني بموته و اتهمتني بأنني السبب في جعل شقيقتي يتيمة دون أب وبخسارتها لحُب حياتها.. وقالت لي بأنني المسؤولة الآن عن إعالتهما وأنه يتوجب عليّ الخروج من الدير والاعتناء بهما..


لم أعترض على كلامها وبطاعة خرجت من الدير ووجدت وظيفة لدى المصممة العالمية تايلر أندرسون واهتممت بأمي وبشقيقتي جينيفر منذ ذلك الوقت..


شعرت بأنني السبب خلف تعاستهما وموت والدي.. ضميري عذبني على فراقه.. كنتُ كل ليلة أنام وأنا أبكي حزناً و ألماً عليه وأطلب منه المسامحة لأنه مات بسببي.. وبعد مرور ثماني سنوات لم أتخلى عن عائلتي وكرست نفسي لإعالتهما والاهتمام بشقيقتي الصغيرة والتي ستبلغ من العمر قريبا تسعُ سنوات وأربعة أشهر..


أما صداقتي مع إستيرا أصبحت متينة أكثر من السابق خاصة عندما توفي والدها المسكين منذ خمس سنوات بسبب مرضٍ مزمن.. زوجة والدها كارمن ورثت كل شيء عنه لأنه للأسف لم يكتب وصية قبل وفاته.. وجعلت حياة إستيرا جحيماً لا يطاق.. وما كان أمام إستيرا سوى الهروب والعيش من جديد في شقة صغيرة متواضعة قريبة من منزلي..


تنهدت بقوة وأنا أتأمل تصميمي الأخير لفستان سهرة.. أمسكت بالقلم الأسود وبدأت أرسم خطوط متناسقة للفستان.. منذ خمسة أيام سافرت والدتي مع شقيقتي جينيفر لزيارة خالتي في مدينة جاكسونفيل لمدة شهرٍ كامل.. فمدرسة جينيفر ستبدأ بعد شهرين بسبب الترميمات التي يجرونها ولذلك لم أعترض على قرار والدتي..


والآن إستيرا وقعت بمصيبة جديدة.. ولكن هذه المرة مصيبتها ليست كالمصائب السابقة بل أسوأ بكثير.. كنتُ خائفة جداً عليها وأشعرُ بالرعب الشديد.. إستيرا تورطت هذه المرة مع رجال المافيا.. والأسوأ أنها تورطت مع أخطر رجلين في البلد..


أخيليس داركن رجل يخاف منه الجميع ويحسبون له ألف حساب.. كان مشهوراً جدا عالميا بسبب نفوذه وسلطته وقسوته وبكلمة منه ينهزم أمامها أعتى الرجال.. وكذلك يدهُ اليمنى كارتر أدامز.. فهذا الرجل معروف عنه بأنه شبح الشيطان الجميع يخافون منه فهو معروف بقسوته المخيفة وأن كل من يقف بوجه الزعيم يختفي على يديه..


لم يتم نشر صورهم أبداً في الصحف والمجلات فهو ممنوع على أي صحافي بالتقاط صورهما ونشرها.. لا أحد يعرف شكلهما سوى المقربين منهما و من يتعاملون معهما.. الناس العادية مثلنا ليس مسموح لها برؤيتهما.. وهذا أفضل لأنني أظنهما قبيحين مثل نفسيتهم..


تنهدت بقوة وعدتُ لأتذكر صدقتي الوحيدة إستيرا.. منذ البداية عندما دخلت إستيرا إلى أكاديمية الشرطة شعرت بالخوف عليها.. إستيرا لا تُصلح لتكون شرطية أبداً.. فهي رقيقة جداً ومرهفة الإحساس وعاطفية.. هي تمتلك قلب طفلة.. صديقتي طفلة عن حق.. صحيح لسانها سليط جداً عندما تغضب لكنها تفعل ذلك لتوهم الناس بأنها قوية ولا تهتم لرأيهم بها و تنمرهم عليها..


أمسكت بالورقة التي رسمت عليها آخر تصميم لي ثم وقفت وخرجت من المكتب وتوجهت نحو قسم الخياطة.. بدأت أعمل بنفسي على خياطة الثوب الذي صممته ولم أشعر بالوقت إلا عندما سمعت الموظفين يودعون بعضهم.. رفعت رأسي ونظرت نحو الساعة المعلقة على الحائط أمامي وشهقت بدهشة..


" ياه لقد أصبحت الساعة السادسة وأنا ما زلتُ في الشركة و إستيرا بمفردها في منزلي "


حملت الفستان وركضت إلى مكتبي والبستهُ للمانيكان أو دمية عرض الملابس الموجودة في مكتبي وقررت أن أريه غداً عبر الفيديو كول للسيدة تايلر حتى توافق عليه وتضعه في مجموعتها الجديدة وخرجت مُسرعة من مكتبي لكنني وقفت فجأة عندما رأيت زوج السيدة تايلر أمامي..


ابتسم بخبث ذلك المنحرف قليل الأدب وتقدم ليقف أمامي وهو يتأملني بنظرات لم تُعجبني أبداً.. نظرت إليه ببرود وقلتُ له بعملية


" مساء الخير سيد جاكوب.. لقد انتهى دوامي وكنتُ ذاهبة إلى المنزل و.. "

قاطعني قائلا بنبرة صوتهِ المُخيفة


" بوني.. كما تعلمين زوجتي سافرت إلى باريس من أجل العرض الخاص بها.. وأنا الليلة لدي حفلة افتتاح مهمة في  فندق غراند غولدن.. لذلك أتيت لكي أُسلمكِ مفتاح سيارة زوجتي حتى تحتفظي به لأنني سأذهب في سيارتي بورش الجديدة إلى الحفلة.. وأيضا ظرف الدعوة الذي استلمته منذ يومين.. هيه الجميع يُرسل لها دعوة خاصة لها وأخرى لي.. ملاعين "


رفع يده وسلمني المفتاح وظرف الدعوة ثم تأمل ملابسي المحتشمة بنظراتهِ المشمئزة وقال بخبث

" خُسارة امرأة في سنكِ وفي جمالكِ تخاف من إظهار جمالها وترتدي ملابس تُصلح لراهبة.. و.. "


اقترب ولمس خدي بأصبعه السبابة قائلا

" وعرضي لكِ ما زال قائماً.. فكري به مالياً بوني لن تخسري "


أبعدت أصبعه بقرف عن خدي وابتعدت عنهُ خطوتين إلى الخلف وقلتُ له بنبرة باردة حازمة ولكن بتهذيب


" عرضك مرفوض سيد جاكوب.. أنا من المستحيل أن أوافق على ذلك.. لدي مبادئ وشرفي ليس للبيع "


قهقه بخفة ثم قال بنبرة خبيثة

" لا يوجد شيء لا نستطيع شرائهُ في الحياة بوني.. أراكِ غداً.. الوداع "


كنتُ أرتجف خوفاً منه ولكن تنهدت براحة بعد ذهابه وتمنيت لو أمكنني شتمهُ لكن أخلاقي لا تسمح لي بفعل ذلك.. بعد أن تأكدت من ذهابه خرجت مهرولة نحو مصعد الموظفين وتوجهت إلى منزلي...

 

آخيليس داركن***

 

" جميلة.. جميلة جداً "

همست بعذوبة ولم أستطع التوقف عن تأمل مفاتن هذه الجميلة النائمة في سريري..


تأملتُ جسدها الجميل والنحيل والمتناسق بعيون حادة كعيون الصقر والذي يوشك على التهام فريسته.. شعرت بالاندهاش بسبب روعة وجمال هذه الفتاة على سريري.. وارتعش جسدي بتلك الرعشة اللذيذة التي تنتاب الرجل عندما يرى ويصدمهُ جمال أنثى أمامه..


نظرت إلى ملامح وجهها والتمعت عيوني بقسوة وهمست بحدة من بين أسناني

" من أنتِ؟.. ومن أين أتيتِ؟.. وكيف استطعتِ الدخول إلى جناحي الخاص؟! "


اشتدت عروق جسدي بكامله وتشنجت عضلاتي عندما فكرت باحتمال تواجدها في سريري قد تكون مكيدة من أحد المنافسين والكارهين لي.. ودون تردد فتحت بسرعة الدُرج في المنضدة وسحبت مسدسي ووضعت فوهة سلاحي على جبينها..


حدقت إليها ببرودٍ قاتل ولكن قبل أن أضغط على الزناد تجمدت بذهولٍ شديد عندما رفعت يدها وصفعت يدي الممسكة بالمسدس وأبعدتها عن رأسها وتمتمت بصوتٍ ناعس


" ذباب لعين.. ممممم.. أكره الذباب..... "


" ذبااااب!!!!..... "


همست بذهولٍ تام ورغما عني ظهرت ابتسامة خفيفة في ركن فمي.. أخفضت يدي الممسكة بالسلاح ورأيتُها باستمتاع تتقلب في سريري ثم عانقت بشدة إحدى وساداتي وسمعتُها بذهول تُتمتم بصوتٍ بالكاد استطعت سماعه


" همممم.. شوكولاتة.. مثلجاتي اللذيذة...... "


توسعت عيناي بينما كنتُ أتأمل وجهها وهمست بصدمة

" هل هي فعلا تتكلم وهي نائمة بما تحلمُ به!!!... "


قهقهت بخفة بسبب معرفتي بأنها تتناول المثلجات بنكهة الشوكولاتة في حلمها.. من هذه الجميلة النائمة في سريري؟.. وكيف أتت إلى هنا؟!!...


وبدهشة وجدت نفسي أعيدُ وضع مسدسي في مكانه وجلست بهدوء على طرف السرير أتأمل تلك الجميلة بعيون تلمع بإعجابٍ شديد و برغبة حارقة..


هل جلبها لي كارتر لكي أُرفه عن نفسي قليلا؟!.. فكرت بذلك لكنني استبعدت الفكرة نهائيا من رأسي فـ كارتر لا يتدخل بنسائي وبحياتي الشخصية أبدا.. ربما جدتي من فعلتها.. أوه نعم جدتي الحبيبة إنها هي بكل تأكيد.. فمن غيرها يستطيع إدخال فتاة إلى الفندق وفي جناحي بالتحديد..


ودون أن أشعُر رفعت يدي اليمنى والتقت بأصابعي خصلة من شعرها الحريري الذهبي وبدأت ألمسهُ بخفة وأنا أتأملهُ بإعجاب.. ولدهشتي حررت خصلة شعرها ولمست بخفة نعومة خدها بقفا أصابعي.. وما أن لمست بشرتها الناعمة والرقيقة حتى شعرت بلسعة نار في يدي وبرعشة جميلة في عمودي الفقري..


أعجبني جداً ما تراه عيناي حالياً.. وبعد وقتٍ طويل وقفت وسحبت المنشفة عن وسطي ومشيت عاريا نحو غرفة ملابسي.. ارتديت سروال منامتي ثم عدت وتسطحت على الأريكة المقابلة للسرير.. رفعت نفسي وأرحت رأسي بقبضة يدي وتأملت بشرود تلك الجميلة النائمة في سريري..

 

 

رواية شرطية المرور - مثل سندريلا

 

لم أنم طيلة الليلة وأنا أتأمل بصمت وبإعجاب تلك الفتاة.. لأول مرة في حياتي أصمت على تدخل جدتي هيلينا ولا أتصل بها أو أذهب إليها لكي أعترض على تدخلها الدائم في حياتي الشخصية.. في الحقيقة لم أفعل ذلك لأنها أخيراً اختارت لي فتاة أعجبتني.. ولاحقا لا بل قريبا جداً سأعرف كل شيء عنها من جدتي..


وفي الساعة السادسة فجراً.. اتصلت بـ كارتر وأزعجته من نومهِ وطلبت منه أن ينتظرني أمام باب جناحي.. لم أرغب بإزعاج هذه الجميلة وتركتُها نائمة بعمق على سريري بينما كنتُ أرتدي ملابسي بخفة وبهدوء.. وقبل أن أخرج من الغرفة تأملتُها بإعجاب وطبعا أشبعت نظراتي بمؤخرتها وصدرها الجميلين وهمست لها قبل أن أخرج بهدوء من الغرفة


" سنلتقي قريبا أيتُها الجميلة النائمة "


أغلقت الباب بخفة خلفي وتوجهت مُسرعا نحو باب الجناح.. فتحته بسرعة ورأيت كارتر يقترب ليقف أمامي وقال لي بنبرة مُعاتبة


" آخيل هل تدرك كم الساعة الآن؟.. إنها واللعنة السادسة والنصف صباحاً و... "


قاطعته بسرعة قائلا وأنا أخرج من الجناح وأُغلق الباب خلفي بهدوء

" أخفض صوتك كارتر واتبعني مع الرجال "


توسعت عينيه بدهشة ثم أشار للحراس بيده ليتحركوا ومشى خلفي برفقتهم وتوجهت نحو المصعد الخاص بي ودخلته برفقة كارتر بينما الحراس دخلوا في المصعد الآخر..


كنتُ ابتسم بخفة دون أن أنتبه على نفسي وأنا شارد بأفكاري بتلك الجميلة النائمة.. فجأة سمعت كارتر يهتف بذهول

" أنتَ تبتسم؟!!!!!!!... ما اللعنة التي حلت عليك في هذا الصباح الباكر صديقي؟ "


نظرت إليه بهدوء ثم توسعت ابتسامتي أكثر وهنا فتح كارتر فمه على وسعه وتأملني بصدمة كبيرة لكنني لم أكترث بل سألته بملل


" ألا يحقُ لي الابتسام كارتر؟.. ثم توقف عن تأملي بتلك الطريقة واخبرني بما حدث مع ذلك الشرطي الذي دخل إلى الفندق "


أغلق كارتر فمه بسرعة ثم تأفف بغضب وقال بنبرة حاقدة حادة


" لقد اختفى فجأة وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته.. بحثت عنه في كامل الفندق أنا والرجال ولم نجد له أي أثر.. ربما أتى لزيارة أحد النزلاء في الفندق.. ولكن لن تمر هذه الحادثة على خير.. اتصلت منذ قليل بالشريف الغبي مايكل وهددته وطلبت منه أن يتحقق لي عن هوية ذلك الشرطي اللعين.. كما سيارته ما زالت متوقفة في زاوية الشارع بجانب الفندق.. أعطيت رقم اللوحة الخاصة بها للشريف مايكل وشعرت بتوتره وخوفه الشديد عندما عرف برقم السيارة التابعة للشرطة في مركزه.. عرفت فوراً بأنه عرف هوية ذلك الشرطي اللعين الذي راقبنا ولكنهُ أخفى عني ذلك وأعطيته مهلة ساعتين حتى يجده ويطرده من سلك الشرطة وإلا قتلت بنفسي ذلك الشرطي الذي راقبنا "


انفتح باب المصعد وخرجت بهدوء منه وتبعني كارتر مع الحراس إلى خارج الفندق.. جلست بهدوء على المقعد خلف المقود في سيارتي وعندما صعد كارتر أدرت المحرك وقدتُ سيارتي بسرعة جنونية نحو شركتي.. ابتسمت بخفة بينما كنتُ أفكر بالجميلة النائمة وقلتُ بهدوء لـ كارتر وبعدم اكتراث


" لا تُهدد الشريف مايكل بسبب ذلك الشرطي.. ربما أتى لرؤية عشيقة له في الفندق أو حبيبة.. فقط دعه يطرده وانسى موضوعه.. والآن أخبرني عن جوني.. هل تكلم وأفصح لك عن هوية مُستخدمه ومن أجل من خانني؟ "


تنهد كارتر بقوة وأجابني بغضب


" اللعين لم يتفوه بحرف.. وأمرت بجلب زوجته وابنته لكن للأسف ابنته لم تكن في المنزل وزوجته كانت متوفية على سريرها وهي نائمة "


اشتدت قبضتي على المقود وأمرت كارتر بغضب


" أريدُ ابنة ذلك السافل في أسرع وقت.. عليك أن تجدها كارتر اليوم قبل الغد.. وإن لم يتكلم جوني أريدُك أن تطلب من جميع زعماء العائلات المنظمة بالحضور شخصياً الليلة إلى فندق غراند غولدن.. سأعقد اجتماعا سرياً به لمعرفة من خانني ولعب من خلف ظهري "


وهنا أجابني كارتر بسرعة قائلا


" لكن آخيل الليلة لدينا حفل إفتاح المبنى الجديد التابع للفندق.. كما أن الزعماء كلهم مدعوين إلى حفلة الافتتاح "


نظرت إليه بطرف عيناي ثم نظرت أمامي وتابعت القيادة بمهارة وقلتُ له

" هذا أفضل.. اتصل بهم واخبرهم بأنني سأعقد اجتماعا الليلة قبل بدء الحفلة.. وأريدُ من الجميع أن يكونوا حاضرين "


سمعت كارتر يسألني بدهشة

" ماذا تنوي فعله آخيل! "


ابتسمت بخبث وأجبته بهدوء

" عندما تسقط الإبرة في كومة القش وأنتَ تريدُ إيجادها وبسرعة عليك أن تحرق كومة القش أولا.. لا تُضيع وقتك الثمين في البحث عنها وهذا ما أنوي فعله الليلة.. سأجد الخائن وبسهولة.. ولذلك أريدُك أن تُجهز لي غرفة الاجتماعات الخاصة في الفندق وتضع جوني توباس بها قبل وصول جميع الأعضاء.. الليلة سأكتشف من وراء خسارتي للشحنة ولصالح من خانني جوني توباس "

 


إستيرا جونز***

 

" مممممممممممه.. اااااااههههههه.. كم هي ناعمة هذه الفرشة وهذه الوسائد.. إنها الجنة بحد ذاتها.... "


همست برضا تام وبإعجاب وأنا أرفع يداي عاليا وأتثاءب ولكن ما أن فتحت عيناي ورأيت سقف الغرفة حتى انتفضت جالسة ونظرت أمامي برعب..


" لااااااا... اللعنة... اللعنة.. اللعنة... "


تمتمت بخوف خاصة عندما سمعت صوت رنين هاتفي الخلوي.. كان وكأنهُ يصرخ لي لكي أُجيب عليه.. قفزت واقفة عن السرير الجميل وانحنيت وأمسكت بملابسي أسفل السرير وسحبتُها وفتشت عن هاتفي بيدين مُرتعشتين حتى أخيراً وجدته..


ارتعش جسدي بقوة عندما رأيت المتصل ليس سوى الشريف مايكل..

" لقد انتهيت..... "


همست بذعر وحاولت أن أتجاهل اتصال الشريف بي وبدأت بارتداء بدلتي وأنا ألعن حظي كالمعتاد.. أنيت بقهر عندما لم يتوقف الشريف عن الاتصال بي لذلك جلست برعب على طرف السرير وتلقيت مكالمته وفوراً سمعت صوت الشريف الغاضب في أذني


" إستيرااااااااااااااااااااا... أريدُكِ الأن و فوراً و حالااااااااااااااااااااااا.. في مكتبي.. تحركييييييييييي.... "


وأقفل الخط بوجهي.. نظرت برعب إلى الشاشة ورأيت ألاف الاتصالات من زملائي ومن هاتف الأرضي لمقر الشرطة وطبعا رقم الشخصي للشريف..


كانت الساعة الثامنة صباحا عندما استيقظت في غرفة النوم الجميلة في الجناح الملكي في الفندق.. أغمضت عيناي برعب وفكرت بخوف.. لا بُد بأن الشريف قد عرف بما فعلتهُ في الأمس!!.. لقد انتهيت...


فتحت عيناي ووقفت وخرجت بهدوء من الغرفة.. تنهدت براحة عندما لم أجد أحد في الجناح وخاصة الحراس في الخارج.. خرجت بهدوء من الجناح وأغلقت الباب وقررت أن لا أستعمل المصعد فنزلت على السلالم.. توجهت نحو سيارة الشرطة الخاصة بي وقدتُها نحو مقر الشرطة وأنا أبكي وأندب حظي اللعين...


كنتُ حزينة جداً لأنه فصلني لمدة شهرٍ كامل عن الخدمة.. ولكن شعرت بالراحة لأنه لم يكتشف بأنني قضيت الليلة بكاملها في ذلك الجناح الفخم وإلا كان طردني نهائيا من الخدمة.. كم كنتُ غبية.. لماذا تبعت ذلك الموكب؟.. ولكنهم خالفوا قوانين السير والمرور وأنا فعلت واجبي..


تنهدت بحزن وأنا أوقف سيارتي ميمي الجميلة أمام منزل بوني.. ترجلت منها بهدوء ودخلت إلى منزل بوني.. جلست على الأريكة في غرفة المعيشة وبكيت بحزن على حالي..


لا أحد يحبني في هذه الحياة سوى بوني صديقتي.. خسرت أمي ثم أبي الحبيب والحنون وعشتُ بتعاسة بعدها.. تذكرت بأسى وبحزنٍ دفين كيف كانت تُعاملني زوجة أبي كارمن.. بعد وفاة والدي أصبحت معاملتها لي أقسى من ذي قبل.. كانت تضربني وتجلني أنام في القبو وتأخذ مني كامل راتبي ولا تترك لي قرشا واحدا.. بوني من كانت تعطيني المال لكي أملأ سيارتي الجميلة بالوقود والتي أهداني إياها والدي قبل موته بثمانية أشهر.. وكانت تعطيني مبلغ إضافي لكي أشتري به وجبات الطعام..


لولا وقوف بوني بجانبي لا أعلم ما كان حصل لي.. لم أفتح فمي بحرف أمام أحد عن معاملة زوجة أبي لي.. بوني اكتشفت ذلك عندما رأت بالصدفة أثار الضرب والجروح على جسدي عندما كانت تشتري لي الملابس.. بكت من أجلي وحزنت لأنني أخفيت عنها ذلك الأمر وطلبت مني أن أشتكي عليها لكنني لم أفعل من أجل أبي..


منذ أن تزوجها والدي التزمت الصمت ولم أُخبر أحدا عن معاملتها القاسية لي من أجل حبيبي الوحيد أبي جوناثان.. التزمت الصمت وتحملت كُرهها لي مع ابنتها إيميلي.. ولكن عندما مات والدي خسرت أغلى ما أملكهُ في الحياة.. خسرتهُ.. خسرت أبي وروح قلبي..


سمحت لي زوجة أبي بالبقاء في المنزل على شرط أن أعطيها كامل راتبي وأنظف المنزل وأطهو طعامهم وأغسل لهما الملابس.. تحملت معاملتها لي القاسية لأنه لم يكن أمامي خيار آخر فأنا لا أملك فلساً واحداً في جيبي ولم أرد أن أزيد الهموم على رأس بوني.. لكن منذ سنتين حاولت تلك الحقيرة كارمن بيعي لرجل عصابة..


نظرت أمامي برعب وبكيت بشدّة وأنا أرتعش بسبب تذكري لتلك الليلة.. لحسن حظي كنتُ ما زلت أحتفظ بمسدسي الذي تم تسلمي إياه في سلك الشرطة.. في ذلك الوقت لم يكن قد سحبهُ مني الشريف بعد..


لو لم يكن المسدس معي كنتُ أصبحت عاهرة لرجال العصابة.. في تلك الليلة رفعت مسدسي على زوجة أبي وابنتها وذلك الرجل المخيف وهددتهم بالقتل وهربت من المنزل.. هربت وأنا أرتدي بيجامة مخملية وركبت سيارتي وتوجهت إلى منزل بوني..


ومنذ ذلك الوقت عرفت بوني بكل ما كانت تفعله بي كارمن مع ابنتها وساعدتي بإيجاد شقة صغيرة لي لا تبتعد سوى شارع واحد عن منزلها..


بكيت بحزنٍ شديد وأنا أتذكر الماضي.. صحيح تخلصت من زوجة أبي ولكن للأسف في عملي الجميع يتنمرون عليّ بسبب غبائي.. أنا لستُ غبية ولكني عفوية ولا أفكر قبل أن أتصرف أو أتكلم...


استلقيت على الأريكة وابتسمت بخفة بينما كنتُ أتذكر ذلك السرير الجميل في الفندق..

" أتمنى لو يمكنني النوم عليه طيلة حياتي "


همست بتلك الكلمات ثم قررت أن أدخل إلى المطبخ وأطهو وجبة لذيذة لصديقتي بوني.. فمهما فعلت لها لا أستطيع أن أرد لها الجميل يوماً.. فهي فضلها كبير عليّ..


في الساعة السابعة بالتمام دخلت بوني إلى المنزل وهي تبتسم برقة عندما رأت طاولة العشاء جاهزة أمامها.. وضعت حقيبة يدها على الكرسي وقالت لي وهي تتوجه نحو الحمام


" مساء الخير إستيرا.. أشكركِ على العشاء مقدما.. سأغسل يداي أولا وبعدها سأتناول وجبة العشاء برفقتك "


عندما انتهينا من تناول العشاء ساعدتني بوني بغسل الأطباق ثم جلسنا على الأريكة في غرفة المعيشة.. تنهدت بقوة وقلتُ لها


" بوني.. أظن أن وجودي هنا ليس ضروريا.. أعني أنا لم أطورت مع المافيا كما تظنين.. لا أحد يعلم بما فعلته في الأمس لقد غفوت على سرير ملوكي وخرجت في الصباح دون أن ينبه لي أحد.. كما الشريف مايكل لم يخبرهم باسمي واعتذر وكل شيء يسير على ما يرام "


حدقت بوني إليّ بصدمة ثم هتفت بذعُر

" هل جُننتِ إستيرا!!!... فعلتكِ هذه لن تمر مرور الكرام مع المافيا.. أنتِ ستظلين هنا في منزلي وانتهى الموضوع "


نظرت إليها بهدوء ثم أجهشت بالبكاء المرير فجأة.. تفاجأت بوني بسبب بكائي الهستيري وحضنتني إلى صدرها وقالت لي بحنية وهي تُمسد على شعري بخفة


" لماذا البكاء الآن حبيبتي؟!.. لا تبكي لو سمحتِ.. قلبي يتقطع عندما أراكِ تبكين "

عانقتُها بشدّة وقلتُ لها من بين شهقاتي


" أنا محظوظة جداً لأنكِ صديقتي.. أحبكِ جداً بوني ولا أعرف كيف أشكركِ على محبتكِ الكبيرة لي وحمايتكِ لي الدائمة ومساعدتي.. أتمنى من أعماق قلبي أن تجدي فارس أحلامكِ في وقتٍ قريب يعوضكِ عن كل شيء ويحبكِ بجنون ويعرف قيمتكِ و بأنكِ لا تُقدرين بثمن "


شعرت بقبلتها الخفيفة على رأسي ثم أبعدتني عنها ومسحت دموعي بأناملها وقالت لي بحنان

" لا تشكريني إستيرا.. أنتِ تعلمين جيداً كم أنتِ غالية على قلبي.. لقد اعتنيت بكِ منذ أن كان عمركِ سنة واحدة فقط.. أنتِ مكانتكِ في نفس مكانة جينيفر في قلبي "


أجهشت بالبكاء أكثر وهنا نظرت بوني بخوف وقالت

" إلهي إستيرا... توقفي عن البكاء أرجوكِ.. لم أعُد أفهمكِ وأفهم سبب بكائكِ الآن "


أمسكت بكلتا يديها وحضنتهما إلى قلبي وقلتُ لها بتعاسة

" أحبكِ جداً بوني.. لكنني حزينة.. أنا حزينة ويائسة.. في حياتي كلها لم أرى سوى التعاسة والحزن والبؤس.. ولم أذهب إلى حفلة واحدة برفقة شاب أو رجل.. أنا وحيدة وأشعر بالفراغ بداخلي.. أتمنى أن أجد رجل أحلامي.. الرجل الذي سيحبني بجنون ويهتم بي ويحميني.. رجل يحقق كل أحلامي.. لم يقترب مني شاب أو رجل إلا وهرب مني في أول موعد.. هل أنا غبية إلى تلك الدرجة وأجعل الجميع يهربون ويسخرون مني؟!.. هل أنا فعلا كذلك؟!!!... "


تأملتني بوني بحزن ثم عادت لتمسح دموعي وقالت برقة

" هم الأغبياء وليس أنتِ.. لأنهم لا يعلمون كم أنتِ إنسانة رائعة وطيبة القلب وحنونة وعاطفية.. لا تُعيريهم أي اهتمام وقريبا جدا سيأتي رجل أحلامكِ ويعرف قيمتكِ ويحبكِ كما أنتِ و... "


ثم فجأة توقفت بوني عن التكلم ونظرت بشرود إلى وجهي وهمست

" لما لا!!!!..... "


عقدت حاجباي وتأملتُها بدهشة إذ لم أفهم سبب شرودها وجمودها الآن.. فجأة انتفضت بخوف عندما وقفت بوني وهتفت بحماسٍ شديد


" لما لا!!.. نعم لما لا!!!... "


أمسكت بوني بيدي وسحبتني لأمشي خلفها نحو غرفتها وهي تقول بحماسٍ كبير

" الليلة ستكون ليلة الأحلام بالنسبة لكِ صديقتي.. سوف تذهبين إلى حفلة ملوكية الليلة وأنا سوف أساعدكِ بذلك "


توسعت عيناي بذهولٍ شديد وهمست بصدمة كبيرة

" حفلة!!!.... حفلة ملوكية؟!!!!.... "


أدخلتني بوني إلى غرفتها ثم إلى الحمام وقالت لي

" بسرعة استحمي وبعدها سنذهب إلى شركة مخدومتي "


وقفت في وسط الحمام الصغير أمامها وقلتُ لها بصدمة

" بوني لم أفهم شيء.. ما الذي تتكلمين عنه الآن؟! "


ابتسمت لي بوسع وربتت برقة على خدي وقالت لي بحزم


" ثقي بي إستيرا.. هيا استحمي وسوف أُجهز لكِ ملابس وبعدها سنخرج من هنا "


استدارت وخرجت من الحمام وأغلقت الباب خلفها.. تأملت الباب بصدمة ثم قررت أن أنصاع لطلبها الغريب وبدأت بخلع ملابسي..

كنتُ أقود سيارتي ميمي نحو مبنى العملاق حيث تعمل بوني وأنا أستمع بذهول إليها


" ستذهبين إلى حفلة افتتاح المبنى الجديد لفندق غراند غولدن الليلة.. لدي الثوب المناسب والدعوة وحتى السيارة.. كل شيء جاهز.. هذه الليلة سوف تكونين مثل سندريلا و ستجدين الأمير بانتظاركِ "


" أمير!!!!.... "


همست بحلم وشعرت بالحماس لخطة بوني.. أوقفت السيارة في الموقف أمام المبنى وترجلنا منها وصعدنا من الباب الخلفي لكي لا ينتبه لنا الحارس والذي كان نائم بعمق على مقعده أمام الباب الرئيسي.. صعدنا إلى مكتب بوني ورأيت أجمل فستان قد تراه عيناي وكان لونه أسود..


ساعدتني بوني بارتدائه ثم ذهبت إلى قسم الأحذية وعادت بعد قليل وهي تحمل بيديها أجمل حذاء رأيتهُ في حياتي.. ارتديه وبدأت أدور حول نفسي وأنا أضحك بسعادة.. فجأة توقفت عن الدوران وقلتُ لـ بوني بحزن


" بوني أنا أشكركِ من قلبي على كل ما تفعلينه لأجلي.. لكن.. لكن ماذا لو عرفت السيدة تايلر بما فعلتيه من أجلي؟.. قد تطردكِ من وظيفتكِ و... "


قاطعتني بوني قائلة وهي تمسك بيداي وتضغط عليهما بخفة


" لا تخافي فلن يحدث شيئا سيئا ولن يكتشف أحد ما سنفعلهُ الليلة.. هذا سر بيني وبينكِ.. ستأخذين الدعوة وسأقود بنفسي سيارة السيدة تايلر فهي زجاجها مُفيم ولن يراني أحد بداخلها وسأنتظركِ في موقف الفندق حتى تنتهي الحفلة.. فقط اتصلي بي وسأوقف السيارة أمام مدخل الفندق ونعود إلى هنا بهدوء ونعيد كل شيء إلى مكانه.. والآن يجب أن أُصفف لكِ شعركِ بسرعة وأضع لكِ القليل من مساحيق التجميل.. هيا تعالي... "


جذبتني بوني إلى الخارج وتوجهنا إلى الطابق الخامس.. بدأت بوني بتصفيف شعري و تلميسه وعندما انتهت وضعت لي القليل من المكياج ثم نظرت إليّ بسعادة قائلة


" تبدين كالأميرة.. أنتِ جميلة جداً صديقتي.. سوف تُبهرين الجميع الليلة بجمالكِ الأخاذ وسوف تجدين فارس أحلامكِ الليلة بكل تأكيد.. سيأتي أجمل رجل في الحفلة وأغناهم طبعاً ويطلب منكِ أن ترقصي معه كما في فيلم سندريلا "


ثم عانقتني بشدة وبادلتها العناق وعندما ابتعدت عني نظرت إليّ بحنان قائلة


" استمتعي الليلة إستيرا ولا تفكري بشيء سوى أن تكوني سعيدة.. أنتِ الليلة سندريلا "


ابتسمت لها بوسع وخرجنا وتوجهنا نحو الموقف السفلي الخاص بالسيدة تايلر.. ساعدتني بوني بالجلوس في المقعد الخلفي ثم جلست خلف المقود وأعطتني بطاقة الدعوة وقالت لي


" لن ينتبه الحارس بأنكِ لستِ السيدة تايلر.. سينظر إلى الدعوة ويسمح لكِ بالدخول.. استمتعي حبيبتي وعيشي حُلمكِ ولو لمرة واحدة.. كوني مثل سندريلا الليلة و المعي كنجمة في السماء "


شكرتُها من قلبي وأنا أمسك بيدٍ مرتعشة بطاقة الدعوة وأدارت بوني المحرك وقادت السيارة بهدوء نحو الفندق... عندما وصلنا إلى الفندق أوقفت بوني السيارة خلف طابور كبير من أفخم السيارات ينتظرون دورهم للوصول أمام باب الفندق.. كبست على زر وفتحت النافذة ونظرت بدهشة نحو الفندق

 

 

شرطية المرور - الفصل 2 - مثل سندريلا

 

حشد كبير من الناس كانوا أمام الفندق وحراس بعددٍ هائل منتشرين في كل مكان وتم حصر الصحافيين في مكان بعيد خلف حاجز خاص لمنعهم من الاقتراب.. وكانوا يصورون جميع الشخصيات الهامة قبل دخولهم إلى الفندق..


شعرت بالخوف وأنا أتذكر كلمات الشريف مايكل لي بأن لا أقترب من الفندق من جديد وأدخله تحت أي ظرفٍ كان.. لكن لا بأس إن فعلت فهو لن يكتشف بأنني عصيته وأتيت إلى حفلة لستُ مدعوة عليها أيضاً..


بعد دقائق أوقفت بوني السيارة أمام مدخل الفندق وقالت لي

" سأنتظركِ في الموقف.. تذكري أن تتصلي بي قبل خروجكِ من الحفلة حتى أوقف السيارة هنا أمام المدخل "


أجبتُها بخوف موافقة ورأيت عامل الفندق يقترب ويفتح لي الباب.. ترجلت بهدوء من السيارة وطبعا لم أنظر نحو الصحافيين بل صعدت الدرجات القليلة وسلمت الدعوة بيدٍ مرتعشة إلى الحارس الذي يقف أمام الباب برفقة عدد كبير من الحراس..


بلعت ريقي برعب عندما رأيته ينظر إلى الدعوة ثم تنهدت براحة عندما أفسح لي الطريق للدخول.. دخلت إلى الفندق وتبعت المدعوين نحو صالة الاحتفال.. ما ان دخلت حتى فتحت فمي بدهشة بسبب جمال الصالة

 

شرطية المرور - الفصل 2 - مثل سندريلا


 

اندهشت من جمالها ومن العدد الكبير للمدعوين و لوجود فرقة أوركسترا تعزف ألحان جميلة جداً.. مشيت بذهول أنظر أمامي بإعجابٍ كبير وشعرت بالخجل لأنني لا أعرف أحداً أستطيع التكلم معه كما يفعل الجميع.. نظرت حولي بخوف وفجأة استقرت نظراتي على سيدة كبيرة في العمر تبدو في عقدها السابع من العمر أو أكبر بقليل تجلس على مقعد ناحية اليمين لوحدها ويبدو عليها الإرهاق والتعب..


رواية شرطية المرور - الفصل 2

 

 

تشجعت وقررت أن أذهب وأتكلم معها حينها سيظن الجميع بأنني أعرفُها كما أنني شعرت بالقلق عليها بسبب وجهها الشاحب.. تقدمت ببطء ووقفت أمام تلك السيدة وقلتُ لها بصوتٍ مُرتفع قليلا حتى تستطيع سماعي


" سيدتي أنتِ بخير؟ "


رفعت رأسها قليلا ونظرت إليّ بدهشة وبدأت تتأملني ببطء من رأسي حتى أخمص قدماي لتعود نظراتها ترتفع وتستقر على عيناي.. ثواني وتحولت نظرتها الباردة إلى دافئة حنونة وابتسمت لي برقة قائلة


" أنا بخير أيتها الجميلة "


ثم أشارت لي بيدها لكي أجلس بجانبها وفعلت.. نظرت إليها وأنا أبتسم لها بخجل وسمعتُها تقول لي باستحسان واضح


" جمالكِ أخاذ يا ابنتي.. غريب فأنا لم أتعرف عليكِ!.. ما هو اسمكِ ومن هما والديكِ؟.. هل أعرفهما؟!.. "


بلعت ريقي بصعوبة واختفت ابتسامتي في الحال لدى سماعي لأسئلتها المُحرجة.. نظرت إلى عينيها الزرقاوين وقلتُ لها بصوتٍ مهزوز وبتلعثم


" اسمي إستيرا و.. ولا أظن بأنكِ تعرفين أمي وأبي فــ.. فهما ليسا من هنا.. أعني ليسا من مدينة سانت سيمونز و.. وأنا أتيت لأنه تم دعوة أهلي لكنهما لم يستطيعا القدوم و... "


ابتسمت لي بحنان تلك السيدة ورأيتُها ترفع يدها اليمنى وربتت بخفة على ظهر يدي اليسرى وقالت لي

" لا داعي لكي تتوتري يا صغيرة.. سركِ في أمان معي "


ثم غمزتني ونظرت بإرهاق ناحية الشمال.. توسعت عيناي بصدمة إذ عرفت بأنها اكتشفت أمري ولكنها لن تُخبر أحداً بذلك.. تنهدت براحة وسألتُها بقلق


" تبدين شاحبة ومُتعبة سيدتي.. هل أجلب لكِ عصير أو كأس ماء أو ترغــ... "


التفت ونظرت إليّ بحنان ثم قالت لي برقة

" لا داعي يا ابنتي فـ إميليو ذهب بنفسه ليجلب لي كأسا من الماء "


ثم ابتسمت لي بوسع وقالت

" أشكركِ على اهتمامكِ بي.. إن أردتِ اذهبي واستمتعي بالحفل فهذه الحفلات لم تعُد تناسب من هو في عمري.. اذهبي واستمتعي ولا تُشغلي بالكِ بعجوزٍ مثلي "


ابتسمت لها بحنان وبعفوية عانقتُها ثم قبلت خدها وابتعدت عنها ورأيتُها تتأملني بدهشة كبيرة.. فابتسمت لها برقة وقلتُ بخجل

" أُفضل صحبتكِ فهي مُمتعة أكثر.. امممم.. سيدتي ما هو اسمكِ؟ "


رفعت حاجبها بدهشة ثم ابتسمت بوسع وقالت

" إذا أنتِ لم تتعرفي عليّ!!!... "


هزت رأسها برضا وتأملتني بإعجاب ثم قالت لي

" اسمي هيلينا.. وأنا سررتُ وجداً بالتعرف عليكِ إستيرا "


بادلتها ابتسامتها بابتسامة أكبر وقلتُ لها

" لماذا تجلسين هنا بمفردكِ سيدة هيلينا؟.. تبدين حزينة و مُتعبة "


تأملتني بعينيها الجميلتين بحنية وقالت لي برقة

" حفيدي هو من أحزنني بسبب عناده.. لا تُشغلي بالكِ بي سأكون بخير.. اذهبي واستمتعي بالحفلة.. بينما أنا سأجلس على تلك الطاولة... "


رفعت يدها و أشارت لي بأصبعها السبابة نحو أول طاولة في الصالة ثم تابعت قائلة لي

" إن أردتِ يمكنكِ الجلوس معي عليها "


ثم غمزتني وقالت

" ستكونين ضيفتي ولن يكتشف أحداً تسللكِ إلى الحفلة "


ابتسمت لها بحياءٍ شديد ولكن قبل أن أوافق توسعت عيناي برعبٍ شديد عندما سمعت صوت ذلك المنحرف جاكوب زوج المصممة تايلر.. أدرت رأسي ببطء نحو اليمين ورأيتهُ برعب يقترب ناحيتنا وهو يهتف بسعادة

" سيدة هيلينا.. هذا شرف كبير لي أن أراكِ الليلة وشخصيا هنا و.... "


لم أسمع كامل جملته إذ وقفت بسرعة وبرعب قلتُ للسيدة هيلينا

" سأعود سيدتي لن أتأخر "


استدرت وفريت هاربة وسط نظرات المندهشة للسيدة اللطيفة العجوز هيلينا.. هربت قبل أن ينتبه لي ذلك الحقير ويتعرف عليّ ويفضحني..


ركضت بين الناس وأنا أرتعش بشدة وأتوسل بداخلي بأن لا يكون قد انتبه لي ذلك القذر.. وقفت أمام نادل وسألته عن مكان الحمام وعندما أشار لي نحو الشمال ركضت ودخلت إلى حمام النساء الملاصق لحمام الرجال...


أغلقت الباب واستندت عليه وشتمت بقهر وبهمس


" اللعنة عليه.. تباً لحظي المقرف.. كيف غفلت بوني عنه؟!!.. لقد نسِيتْ تماما بأنه سيكون في الحفلة.. طبعا سيكون هنا وطبعا تم دعوته إلى هذه الحفلة لأنه زوج المصممة العالمية تايلر.. كيف واللعنة سأخرج من هنا دون أن ينتبه لي!!!!!!!!!!... انتهينا!!.. أنا و بوني سننتهي إن رآني ذلك الحقير هنا... ماذا سأفعل؟!!!.. كيف سأخرج من هنا دون أن يلاحظني؟!!!!.. "


ماذا سأفعل؟!!.. ما هذه الكارثة!!... همست بداخلي بقهر وانتظرت ربع ساعة لعينة في الحمام حتى بدأت النساء يطرقون على الباب ويهتفون بتذمر.. خرجت واعتذرت من السيدات وركضت خارجة من الحمام لكن ما أن خرجت رأيت بتعاسة ذلك المنحرف جاكوب يمشي باتجاه حمام الرجال وهو ينظر بغضب إلى شاشة هاتفه الخلوي...


" تباً لك.. لا لا لا لا لا لا لا... اللعنة.... "


شتمت بقهر وبخوف وبدأت برعب أنظر حولي ولم يكن أمامي سوى إما أن أمشي أمام ذلك القذر أو أدخل إلى ذلك الممر الموجود بجانب الحمام.. ودون تفكير ركضت باتجاه ذلك الممر حتى وجدت نفسي أمام السلالم..

" أتمنى أن أجد مدخل خلفي للمبنى من هنا "


همست بخوف ونزلت السلالم بهدوء لكي لا أقع بسبب كعب حذائي العالي.. وقفت في وسط السلالم ونظرت أمامي بدهشة عندما رأيت رجلين يقفان أمام باب وهما يتكلمان بصوتٍ غير مسموع.. الرجل الأول كان طويل القامة وجسده مفتول العضلات ويمتلك أكتاف عريضة وشعراً أشقر بقصة أنيقة وجميلة جداً.. كان يرتدي سروال أسود و قميص بيضاء رفع أكمامها إلى الأعلى قليلا وكان يحمل بيده اليمنى صينية ذهبية اللون.. يبدو واضحا بأنه نادل..


رأيت الرجل الثاني ترتفع نظراته واستقرت عليّ ورأيته يتكلم بسرعة وفجأة استدار ذلك النادل ونظر إليّ بذهول.. تجمدت في مكاني أنظر إلى وجه ذلك النادل الوسيم بصدمة و بإعجابٍ كبير.. لم أتخيل في حياتي كلها أن أرى رجل بهذه الوسامة القاتلة..

 

رواية شرطية المرور - الفصل 2


 

شعرت بالزمن يتجمد أمامي عندما التقت نظراتنا.. عينيه!!.. يا لها من عينين.. رغم المسافة التي تفصلني عنه إلا أنني استطعت رؤية زرقة عينيه اللامعة و الجميلة والصافية.. ورموشه الطويلة الذهبية والتي زادت من جاذبية عينيه وسحرها..


ثم حركت بؤبؤ عيناي و تأملت بهيام ملامح وجهه الجميل.. بشرتهُ الذهبية التي لوحتها أشعة الشمس وأنفه الطويل الإغريقي والذي كان متناسق مع ملامح وجهه الرجولية الجذابة.. ثم استقرت نظراتي على شفتيه..


بلعت ريقي بقوة بينما كنتُ أتأمل شفتيه المكتنزة والعريضة والتي كان حجمها متناسق لا كبيرة ولا صغيرة ولكنها زادت من جاذبيته المدمرة.. ثم تأملت فكه العريض وعنقه الطويل وعادت نظراتي لترتفع إلى عينيه الرائعة ورأيتهُ ما زال يتأملني بصدمة..


سمعت صوت خطوات كثيرة خلفي وهنا أفقت من شرودي وكعادتي دون أن أُفكر بعواقب فعلتي نزلت باقي الدرجات وركضت نحو الرجلين المندهشين لكنني لم أنظر إلى الرجل الثاني بل إلى النادل الوسيم وأمسكت بيده اليسرى وهمست له وأنا أرفع رأسي عاليا لأنظر إلى عينيه بسبب طوله


" ساعدني أرجوك "


عقد حاجبيه بدهشة ولكن فجأة سلم الصينية للرجل خلفه والذي يبدو نادلا أيضا وقبل أن يعترض أمسكت بيده الأخرى واستدرت ورأيت برعب رجال ضخام بعدد شعر رأسي يقفون جانبا بالصف أمامنا ينظرون إليّ بدهشة ثم أحنوا رؤوسهم باحترام ولم أهتم لهم بل جذبت ذلك النادل وركضت نحو السلالم وصعدته وقلتُ له بأنفاس لاهثة


" آسفة بسبب تصرفي المتهور ولكن أحتاج إلى مُساعدتك.. أريدُك أن تدلني نحو المخرج الخلفي من هنا للمبنى.... و... "


وقفت في أعلى الدرجة من السلالم ونظرت إليه وابتسمت له بخجل وقلتُ له


" أعلم بأنني أخرتُك عن عملك لكن أحتاج لمساعدتك لو سمحت.. أخرجني من هنا بسرعة و... أوه لاااااااااا... "


هتفت بخوف في النهاية عندما تذكرت بأنني تركت محفظة يدي الصغيرة على المقعد بجانب السيدة هيلينا.. نظرت إلى النادل المندهش والذي لزم الصمت وهو لم يتوقف للحظة عن التحديق بي بذهولٍ شديد.. ضغطت أصابعي على يده وقلتُ له


" بسرعة تعال معي سأجلب محفظتي أولا وبعدها أخرجني من هنا أرجوك "


جذبته خلفي وخرجت من الممر وركضت برفقة النادل نحو ذلك المقعد.. لم أرى السيدة المسنة ولكن رأيت بسعادة محفظتي.. أمسكتُها بيدي اليسرى ونظرت إلى النادل بسعادة ولكن فجأة رأيت برعب جاكوب والتون يقف أمامنا وهو يتكلم مع رجلين..


شهقت بفزع ونظرت حولي برعب ولكن عندما عادت عيناي تنظر إلى الأمام رأيت برعبٍ مهول جاكوب يُدير رأسه ببطء نحونا..


وهنا ودون تفكير نظرت إلى النادل بذعر ووقفت على رؤوس أصابع قدمي ولفيت عنقه بكلتا يداي وقبلته.. وضعت شفتاي على شفتيه لكي أُخفي وجهي من أمام نظرات جاكوب اللعين..


ولكن عندما لامست شفتاي شفتيه ارتعش جسدي بقوة عندما أحسست بحرارتهما ونعومتهما.. ولأول مرة في حياتي أُقبل رجل.. شعرت بجسده يتصلب لأنني كنتُ ألتصق به بالحرف الواحد وأُلقي بثقلي عليه.. لكنني لم أشعُر بنفسي إلا وأنا أُحرك شفتاي على نعومة شفتيه الجميلة وأغمضت عيناي وقبلتهُ بعدم الخبرة...


شعرت بيديه تحاوط خصري من الجهتين وتنهدت بمتعة عندما بادلني القبلة.. قبلة دمرت قلبي بسبب سرعة دقاتهِ 

العنيفة... قبلتي الأولى كانت مع أوسم نادل رأيتهُ في حياتي كلها.....




انتهى الفصل









فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©