رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. جمييييله جدا تسلمي هافن البارت أكثر من رائع

    ردحذف
    الردود
    1. 😘😘😘😘أشكركِ حبيبتي من أعماق قلبي🤗🤗🤗🤗

      حذف
  2. جميييييلل تسلمى ياا قمر و انا فرحاااااانه كتيييييير لانه الحياه ظبطت مع الجميع واتمنى ف البارت القادم ما يكون حد اتاذى منهم و كتيير حزينه وزعلانه انو الروايه خلاص خلصت ما تطولى علينا فى الروايه القادمه حبيبتي

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖من عيوني يا قلبي لن أتأخر عليكم🤗🤗🤗🤗

      حذف
  3. جورجيو أكيد أطلق النار على نفسه ليتخلص من عذابه

    ردحذف
  4. استمرى ❤️❤️🥰🥰💓💓💕💕😍😍💖💖💗💗💗

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖💖حياتي😘😘😘😘🤗🤗🤗🤗

      حذف
  5. اوعى تقولى أنه ضرب اخيليس هو ممكن يكون ضرب نفسه صح

    ردحذف
  6. البارت جدارائع ومدهش وجميله حبيبتي انتي يا جميله يافراشه ياورده اخخخ ياقلبي انتي

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍😘😘😘🤗🤗🤗🤗🤗يا قلبي أنتِ 💕💕💕💞💞💞💓💓💓💖💖💖💖💘💝

      حذف
  7. الردود
    1. 💘💘💘💘💘شكرااااااااااااااااااااااااااااااا😍😍😘😘😘

      حذف
  8. روعة أبدعتي تسلم أناملك
    ♥️♥️😊👏🏻

    ردحذف
    الردود
    1. ❤️❤️💖💖💖💖💖أشكركِ حياتي ❤️❤️💖💖💖💖💖❤️❤️💖💖💖💖💖

      حذف
  9. جميلة جدااا ناطرين الاحد بس ما كتبت عن ايلا و راموس و اوليفر و حبيبت ناطرينك و انا ناطرة رواية انتقام الباليتشو استمري في هذا الإبداع 👏👏👏👏👏🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😘😘😘أشكركِ يا قلبي😍😍😘😘😘
      سنرى إيلا و راموس في بارت النهاية

      حذف
  10. الاحداث جميله لا تغيبي اشتقت لك كتير

    ردحذف
    الردود
    1. 🤗🤗🤗😘😘😘😍شكرااااااااااااااااااااا

      حذف
  11. البارت روووووعه ياليت مايتاذى لا استيرا ولا خوليو جدها في ستين داهيه

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖حياتي أشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت💖💖💖

      حذف
  12. هفونة رواياتك كلها حلوة ورائعة اتمنالك التوفيق والسداد والنجاح في كل حياتك 😍🤩❤❤

    ردحذف
  13. خلاص فاضل بارت واحد وتخلص الرواية حقيقي هكون مفتقداها اووي البارت زاي ما متعودين منك تحفه ❤❤❤❤🥺
    هتبدأي في رواية ايه بعد ما ديه تخلص

    ردحذف
    الردود
    1. 💖💖💖💖💖💖أشكركِ يا قلبي😍😍😍😍😍😍
      سأبدأ بكتابة سحر الفرعون و ماركيز الشيطان

      حذف
  14. شكراً جزيلاً لكِ

    ردحذف
  15. حزينة لانني سأشارف على إنهاء واحدة من روائع الكتابات التي قرأتها... لا أتمنى أن تنتهي بحق ولكن في نفس الوقت الفضول يقتلني لمعرفة النهاية... متحمسة جدا لبارت الأحد وبيقين يمكنني القول بأنه سيكون ختام جميل جداً لهذه الرواية الخالدة في قلبي... وأن كان هناك دواء للمشاعر التي تحتلني بعد إنهاء شي خطته يداك فسيكون حتما رواية آخرى أقرأها لك... أنتهيت لك للآن أسطورة ملك الذئاب والكونت وقريباً شرطية المرور، وأرغب بأن اقترح لكِ فكرة ليست بجديدة ولكن أعلم بأنكِ ستصنعين منها شيء لا ينسى، وهي علاقة تجمع بين عالم الأنس والجن، لا أعلم أن كنتِ كتبتي شيء مشابه ولكنها مجرد فكرة أحببت أن أراها بأسلوبكِ ولكِ حرية القبور أم الرفض ففي كلا الحالتين ستبقين كاتبة مذهلة، وكل شيء كتبتيه يختلف عن الأخر ولا يقل جماله عنه... دمتي كاتبتي المفضلة للأبد... أحبك جدا يا صاحبة الخيال الآخاذ... وهنا تقف كلماتي عاجزة عن وصف المزيد مما يخبئه قلبي لك🌷🖤

    ردحذف
    الردود
    1. 😘😘🥰😍💞💞💞💞💞💞أشكركِ جزيلا ومن أعماق قلبي على كل كلمة كتبتها لي في رسلتكِ الرائعة💞💞💞💞💞💞💞
      و أشكركِ من أعماق قلبي على محبتكِ لكبيرة لرواياتي وأتمنى أن أظل دائماً عند حُسن ظنكِ بي وبرواياتي

      حذف
  16. خلاص فاضل تكه البارت جميييل اووووي وانتي مبدعه

    ردحذف
    الردود
    1. 💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕أشكركِ حبيبتي 💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

      حذف
  17. عاوزه اعرف روايه ايه اللي هتنزليها بعد دي
    والجزء الثاني من روايه ماركيز الشيطان هينزل امته كنتي قولتي هتنزلي

    ردحذف
    الردود
    1. سأبدأ بسحر الفرعون و ماركيز الشيطان
      عندما تنتهي ماركيز الشيطان سأبدأ بكتابة الجزء الثاني لها جحيم قلب آل بيلاتشو

      حذف
  18. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  19. الردود
    1. 💕💕💞💓💗💖شكراااااااااااااااااا💕💕💞💓💗💖💕💕💞💓💗💖

      حذف
  20. تحفه بجد تحفه تسلم ايدك حبيبتي بجد ملكة الإبداع بجد

    ردحذف
    الردود
    1. 💕💕💞💓💗💖💖حياتي شكراااااااااااااااا💖💖💖💋💋💋💋💋

      حذف
  21. حلووو حلووو حلووو

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😘🤗🤗💋💋شكراااااااااااااااااااااااااا

      حذف
  22. حبيبتي الرواية رائعة تسلمى يا قلبي

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍🤗شكرااااااااااااااااااااااا🤗🤗😘😘😘

      حذف
  23. اجمل باارت ❤️❤️
    فرحانه عشان نزلتي بارت جديد ونفس الوقت زعلانه عشان خلاص هتخلص 🥺🥺

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍🤗😍😍😍🤗🤗لا تحزني يا قلبي سأكتب روايات أجمل منها بكثير😘😘😘🤗🤗😘😘😘

      حذف
  24. البارت رائع جدا 🧡

    ردحذف
    الردود
    1. 😘😘😘😘شكراااااااااااااااااااااااااااا💗💗💗💗

      حذف
  25. البارت آكتر من رائع ❤️ مع انى متضايقه لأنها هتخلص لكن ف نفس الوقت متشوقه اعرف النهايه اى تسلم اناملك هاڤونا ♥️ ♥️

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😍🤗🤗🤗😘😘😘💗💗💗💓💓💓 حياتي أشكركِ من قلبي

      حذف
  26. وااااو رائعه رائعه انتى حببتى تسلم ايدك 👌🌹💋💋🌹🌹❤️❤️💋💋💋

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😘🤗🤗حياتي شكرااااااااااااااااا💋💋😘😘😘😘

      حذف
  27. تكفونننن مو مصدقه انو ضايل فصل واحد واودع روايتي المفضله😭

    ردحذف
    الردود
    1. 😍😍😘🤗🤗💋💋يا قلبي أنتِ لا تحزني سأكتب روايات أجمل منها بكثير

      حذف
  28. Perfect
    تسلم الأيادي 💕💕
    متحمسه لرؤية أطفال الجميع 😍

    ردحذف
  29. كتير حلو البارت بنتظار البارت الاخير

    ردحذف
  30. تسلمي يا قلبي فعلاً لحظات حاسمة مع كل فقرة لساني ينعقد 🥰🥰🥰🥰🥰🥰😘😘😘😘😘

    ردحذف
  31. روعة روعة روعة حبيبتي فى انتظار البارت الأخير علي نار

    ردحذف
  32. تحفه تحفه تحفه 😭😭😭😭😭♥️♥️♥️♥️أخيرا كارتوري ♥️😭اعترف بحبو لبوني وزعلت عليه اووي على إللي كان بيحصلو زمان 😭💔ورد فعلو طبيعي بعد إللي عاشو بس المهم إن هو لحق نفسو في النهايه وأنقذ علاقتو مع بوني حبييييت😍 البارت ده اووووووووووووووووووووي عشان كارتوري♥️😘🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗

    ردحذف
  33. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة

رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة



لحظات حاسمة

فصل ما قبل الأخير






كارتر**



كنتُ أقود سيارتي بسرعةٍ قصوى باتجاه منزلي.. كنتُ متلهفاً وبشدة لرؤية سمرائي.. اشتقت لها بجنون في هذا الأسبوع.. صحيح بأنني كنتُ أتصل بها طيلة الوقت وأتكلم معها لكن اشتقت بجنون لضمها إلى صدري وتقبيلها وممارسة الحُب معها..

 

كنتُ سعيداً لمعرفتي بأنها سعيدة برفقة شقيقتها.. لو تعلم سمرائي قبل سفري بيومين برفقة الزعيم ما فعلته من أجل الحصول على شقيقتها جينيفر.. والدتها اللعينة طلبت مبلغ عشرين مليون دولار حتى تسلمني ابنتها الصغيرة والوصاية عليها.. لكنني أطلقت النار عليها لكن في كتفها للأسف وأجبرتُها على التوقيع والتنازل عن الوصاية.. وكم رغبت لو رصاصتي دخلت في رأسها اللعين القذر.. لكن لم أقتلها فقط من أجل سمرائي..

 

وطبعاً بعد أن حصلت على وصاية جينيفر أجبرت والدتها على التوقيع على مُعاهدة بأنها لن تقترب من ابنتيها ولن تحاول رؤيتهما أو التواصل معهما بأي شكلٍ كان.. ثم طلبت من الطبيب هارولد بمعالجة كتفها وبعدها أمرت رجالي بإرسالها إلى المطار والتأكد بأنها صعدت إلى طائرة متوجهة نحو الصين..

 

ثم وصلتني معلومة بعودة الحقير جاكوب والتون إلى سانت سيمونز.. زوج عشيقتي السابقة تلك المصممة العالمية تايلر.. فلدي حساب قديم معه.. فكما أتذكر جيداً كنتُ أرغب بقتله بسبب تحرشهِ بسمرائي.. وطبعا ذهبت إلى قصره وقتلته بدمٍ بارد مع عشيقته في سرير زوجته.. سوف تشكرني تايلور لاحقا على ما فعلته.. الحقير كان يستحق الموت..

 

ابتسمت بسعادة عندما فتح الحُراس بوابة منزلي.. أوقفت سيارتي في الموقف الخاص بها ثم ترجلت منها.. ازلت نظارتي الشمسية ووضعتها بجيب سترتي ونظرت باتجاه المسبح


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة

 

اتسعت ابتسامتي عندما رأيت سمرائي تلعب مع شقيقتها في حوض السباحة.. ثواني ورأيت كلابي تركض وبدأت تُرحب بي بسعادة على طريقتها.. بسبب نباحهم العالي والسعيد توقفت سمرائي عن اللعب في المياه مع شقيقتها ونظرت إليّ بدهشة ثم بسعادة كبيرة وهتفت بملء صوتها

 

" لقد أتيت!!!!.. كارتر ر ر ر ر ر..... "

 

قهقهت بخفة وداعبت رؤوس كلابي بحنان ثم ابتعدت عنهم ورأيت سمرائي تخرج من حوض السباحة وتركض باتجاهي.. تجمدت نظراتي على جسدها وملابس السباحة التي ترتديها.. شعرت بغيرة عمياء بينما كنتُ أحدق إلى القطعتين الصغيرتين البيضاء التي كانت ترتديها والتي بالكاد كانت تُخفي أي شيء من....

 

" واللعنة لاااااااا... "

 

همست بغيرة عمياء ولكن عندما رمت سمرائي جسدها المبلول عليّ عانقتها بشدة إلى صدري وهمست بأذنها

 

" سمرائي الجميلة.. تبدين فاتنة جداً.. اشتقتُ لكِ بجنون "

 

تنهدت سمرائي بسعادة وسمعتُها تهمس بخجل قائلة

 

" اشتقتُ لك أكثر.. من الجيد بأنك لم تتأخر لأكثر من أسبوع "

 

رفعت رأسها ونظرت إليّ بخجل ثم وقفت على رؤوس أصابع قدميها وقبلت طرف ذقني برقة.. ابتسمت ابتسامة رقيقة ثم همست بغيرة قائلا

 

" سوف أعاقبكِ أيتها السيدة على ما ترتدينه الآن.. كيف سمحتِ لكلابي ولحراسي وللخدم برؤيتكِ بهذا المنظر المثير؟.. سيكون لي عقاب كبير معكِ "

 

توسعت عينيها بذعر وقبل أن تفتح فمها لتحتج قبلتُها بطريقة مثيرة ثم رفعتها بذراعي وحملتُها ولم أهتم لتبليلها بدلتي ودون أن أتوقف عن تقبيلها دخلت إلى المنزل وصعدت بها إلى غرفتي..

 

وضعتُها برقة على السرير ثم توقفت عن تقبيلها ووقفت أنظر إليها بشوق وبرغبة وبعشق كبير وبدأت بإزالة ملابسي عن جسدي قطعة تلو الأخرى..

 

عندما أصبحت عارياً وقفت أتأمل بهيام جسد سمرائي الصغير والناعم والجميل.. كم هي جميلة.. هي تقتلني.. تقتلني بالحرف الواحد..

 

وقفت على ركبتاي بين قدميها وكانت سمرائي تتأملني بنظرات حنونة وخجلة مثل عادتها.. بشرتها أصبح لونها برونزي ذهبي.. وعينيها العسلية أصبحت تلمع ببريق جميل وخلاب وساحر.. سمرائي تبدو جميلة جدا مثل عادتها.. تباً.. هي مثيرة وجميلة لحد الجنون..

 

أمسكت بقدمها اليمنى ورفعتُها برقة ونظرت إلى أصابع قدمها الصغيرة والناعمة والجميلة.. كانت أظافرها مطلية باللون الأحمر وأنا أعشق لون هذا الطلاء على أظافرها..

 

أغمضت عيناي وبدأت بتقبيل أصابعها.. وزعت قبلاتي الرقيقة على كل أصابعها.. أصبع تلو الآخر والآخر.. وابتسمت بسعادة عندما شعرت برعشة جسدها.. وسمعتها تهمس بصوتٍ مبحوح

 

" كارتر.. كارتر.. ااه.. كارتر.... "

 

انتصبت بسرعة بسبب سماعي لتأوهاتها وهمسها باسمي بتلك الطريقة الناعمة والرقيقة والمثيرة.. فتحت عيناي ونظرت إليها بنظرات مثيرة وأخفضت قدمها برقة ثم انحنيت وبدأت بتقبيل ساقها ثم فخذها.. صعدت بقبلاتي على معدتها وهمست لها من بين قبلاتي

 

" سمرائي.. ما أجملكِ.. "

 

وضعت كلتا يدي على خصرها النحيف وما أن بدأت بتقبيل بطنها سمعتُها تهمس بحنان

 

" كارتر.. أنا.. أنا حامل.. سنرزق بطفل قريبا "

 

توقفت عن تقبيلها وتجمدت نظراتي بذهول على بطنها.. شحب وجهي بشدة وبدأ قلبي ينبض بنبضات سريعة متتالية.. سرعة نبضات قلبي جعلتني أشعر بالألم الشديد به..

 

حامل؟!!!!!!!!!!!........

 

هتفت بداخلي بفزعٍ كبير وفورا انتفضت وابتعدت عنها لأقف بجانب السرير ونظرت إليها بصدمة لا حدود لها.. رأيتُها تتأملني بخوف وهي تجلس ثم مسحت قطرات المياه عن وجهها ورفعت يديها وأبعدت خصلات شعرها المبلولة إلى الخلف.. ثم بلعت ريقها بقوة وهمست بخوف قائلة

 

" كارتر.. أنا حامل و.. لم.. لــ.. لم.. قل شيئا لو سمحت.. "

 

لم أستطع التحكم برجفة يداي ولم أستطع منع نفسي من النظر إليها بنظرات مصدومة خائفة مُرتعبة.. لا أعرف كيف لملمت ملابسي عن الأرض وبدأت أرتديها وكأن شياطين الأرض تقف أمامي..

 

عندما انتهيت استدرت لأخرج من الغرفة لكن بدهشة كبيرة رأيت سمرائي تقف أمامي لتمنعني من التقدم.. احمر وجهي بشدة وهتفت بوجهها بغضبٍ مهول

 

" ابتعدي من أمامي في الحال.. ابتعدي ي ي ي ي ي.... "

 

انتفضت بوناتيلا بذعر وتأملتني بنظرات فزعة لكنها لم تبتعد من أمامي.. بل وبصدمة كبيرة رأيتُها تقترب مني أكثر وترفع رأسها عاليا ونظرت بشجاعة في عمق عيناي وقالت بنبرة هادئة

 

" لا تبدو سعيداً بخبر حملي.. أنا حامل بطفلنا.. كارتر.. طفلك ينمو في أحشائي.. بدل أن تفرح تهتف بوجهي حتى أبتعد عنك.. لماذا؟! "

 

كورت قبضتاي بشدة وأغمضت عيناي وهتفت بجنون

 

" لأنني لا أريدُه.. لا أريد هذا الطفل.. بل لا أريد أي أطفال "

 

سمعتُها تشهق بقوة وهنا فتحت عيناي وتأملتُها بتعاسة وهتفت بعذاب وبحدة بوجهها

 

"لا أحب الأطفال.. لا أحبهم.. سوف تذهبين في الغد إلى الطبيب وتتخلصين من هذا الطفل.. لا أريده.. فهمتِ؟.. لا أريده "

 

توسعت عينيها وتأملتني بصدمة كبيرة.. رأيت بألمٍ كبير دموعها تسيل بكثرة على وجنتيها وسمعتُها بغصة تهمس بعدم التصديق قائلة

 

" تريدني أن أُجهض طفلنا؟.. تريدني أن أتخلص من الجنين في بطني؟.. لماذا؟.. هل لأنني أمه؟.. تريدني أن أتخلص منه لأنني والدته؟ "

 

شعرت بألسنة النار تشتعل في قلبي وفي جسدي.. وبردة فعل غير متوقعة مني أمسكتُها بكتفيها و هززتُها بعنف وهتفت بجنون بوجهها الشاحب

 

" لاااااااااااااااااااااا.. ليس لأنكِ أمه.. أنتِ لستِ السبب بل أنا.. لأنني لا أريد أطفال من صلبي.. أنا لا أحب الأطفال.. لا أحبهم.. هذا الطفل لا أريده.. لا أريده.. هو غلطة ويجب التخلص منه.. وغدا سوف أخذكِ بنفسي إلى الطبيب لتجهضي هذا الجنين.. فهمتِ؟ "

 

توقفت عن هزها ولكن لصدمتي مسحت سمرائي دموعها ونظرت بغضب في عمق عيناي وقالت بحدة

 

" تريدني أن أرتكب جريمة بحق طفلنا؟.. تريدني أن أقتله؟.. لا كارتر.. لن أجهضه.. لن أقتل طفلي لأنك لا تحبه.. سأحتفظ به وإن عارضت يمكنك قتلي معه.. سمعتني؟.. أنا لن أُجهض طفلي أبداااااااااااااا... و.. ااااااااااه... "

 

لا أعلم ما أصابني إذ رفعت يدي وصفعتُها.. تلك الصفعة قبل أن تؤلمها ألمتني بشدة.. نظرت بصدمة إلى كف يدي وبدأت ذراعي ترتعش بشدة.. كورت قبضتي بشدة وخرجت بعاصفة من الغرفة وصفعت الباب خلفي بعنف وخرجت مسرعاً من منزلي..

 

وقفت أمام سيارتي الرباعية الدفع ورأيت كلابي تركض باتجاهي.. كنتُ أشعر بالحزن الشديد وبألم في قلبي فاق تحمُلي.. فتحت الباب الخلفي وسمحت لكلبي ايفيل بالصعود إلى المقعد الخلفي ثم أغلقت الباب وأمرت بقية كلابي بحدة حتى تبتعد عن السيارة وجلست على المقعد الأمامي خلف المقود..

 

كنتُ أقود بسرعة جنونية على الطريق وأنا أشتم وأبكي.. بكيت بألم لأنني صفعت سمرائي الرقيقة.. وبكيت بفزع لأنها حامل.. بعد مرور ساعة أوقفت السيارة في وسط طريق معزولة وأطفأت المُحرك.. ضربت المقود بقبضتي بعنف وهتفت بغضب مُدمر

 

" لماذااااااااااااااااااا؟!!.. لماذا لم أنتبه؟؟؟!.. حصل ما كنتُ أخشى منه.. سمرائي حامل مني وأنا بغباء لم أتخذ إجراءات الوقاية معها.. لا أريد هذا الطفل.. لا أريده لأنني لا أريد لابني أن يتعذب كما حدث لي.. لا أريده أن يتألم كما تألمت "

 

بكيت بعنف وشعرت بكلبي ايفيل يُعانقني من الخلف.. انتفضت وأبعدته عني وهمست له بغضب

 

" لا تلمسني ولا تحاول مواساتي.. سيدُك حزين وغاضب.. غاضب ويتألم بشدة "

 

نبح كلبي بخفة فاستقمت بجلستي ونظرت إليه بحدة


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة


 

كان يتأملني بحزن بعينيه العسلية.. تأملتهُ بغضب ومسحت دموعي وهتفت بوجهه بحدة

 

" ماذا الآن؟.. ماذا تريد؟ "

 

نبح بخفة ولعق وجهي بلسانه.. أبعدته عني ومسحت وجهي بقرف ثم نظرت بحزن أمامي وهمست بتعاسة قائلا له

 

" سمرائي حامل.. هل تصدق ذلك؟.. هي حامل.. لطالما أقسمت أن لا يكون لي أي أطفال لأنني لا أريد لطفلي أن يتعذب في هذه الحياة كما تعذبت "

 

تنهدت بعمق ونظرت إلى ايفيل بألم وكلمته بألمٍ شديد

 

" لقد صفعتُها وأمرتُها بإجهاض الطفل.. سمرائي بالتأكيد تبكي وحزينة الآن.. لقد جرحتُها في الصميم "

 

توسعت عيناي بذهول عندما زمجر إيفيل بوجهي ونبح بغضب وكشر عن أنيابه.. تأملته بدهشة وهتفت بوجهه بغضب

 

" أيها الخائن والغبي.. أصبحت تُحبها أكثر مني.. خائن لعين.. بالطبع إن رميت سمرائي أمامك لن تأكلها.. خائن لعين وغبي ومغفل "

 

نبح بوجهي بغضب وتأملني بنظرات مُحتقنه.. هذا الكلب سيقتلني إن تكلمت عن سمرائي بطريقة خاطئة أمامه.. شعرت بالقهر منه وهمست له بحدة

 

" خائن لا نفع لك.. بالطبع جميعكم تحبونها!.. وبالطبع عرفتم بحملها لذلك تدافع عنها أمامي.. خائن حقير.. كان يجب أن تخبرني بأنها حامل قبل أن أقع بصدمة حياتي أمامها "

 

أمال الكلب رأسه جانباً وتأملني بنظرات وكأنه يقول لي بأنني غبي.. تأملته بغضب وقلتُ له من بين أسناني

 

" لستُ بغبي بل أنتَ هو الغبي.. و خائن.. "

 

تنهدت بعمق وداعبت عنقه بيدي وقلتُ له بنبرة حزينة

 

" ماذا سأفعل الآن؟.. بسبب لهفتي لها وعشقي لها لم أنتبه باتخاذ الإجراءات الوقائية معها.. والآن هي حامل.. وأنا ألمتُها بردة فعلي.. ماذا يجب أن أفعل؟!!... "

 

تنهدت بألم ثم نظرت أمامي بشرود وفكرت ماليا بما سأفعله.. بعد مرور ساعات أوقفت سيارتي في الموقف وترجلت منها برفقة ايفيل.. نظرت إلى منزلي بحزن ودخلته.. صعدت إلى السطح ونظرت إلى السماء بتعاسة..

 

جلست على الحافة أفكر وأفكر لساعات طويلة.. ثم استلقيت على الدرجات ونظرت إلى السماء بتفكيرٍ عميق


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة


 

بعد مدة وقفت ونفضت ملابسي وقررت أن أذهب إلى غرفتي وأتكلم مع سمرائي.. لكن عندما دخلت إلى غرفة نومي رأيتُها بحزن نائمة على السرير وهي ما زالت بملابس السباحة.. وجهها كان شاحب والوسادة أسفل رأسها رطبة من دموعها..

 

اقتربت وجلست بجانبها على طرف السرير وداعبت خصلات شعرها بأصابعي وهمست قائلا بحزن

 

" سمرائي.. سامحيني.. لم اقصد ايلامكِ.. لكن أنا فقط لا أُصلح لأكون أب.. "

 

جلست لوقتٍ طويل أتأملها بحزن وبحنان ثم قررت أن أستحم.. ارتديت ملابسي وخرجت من الغرفة.. مشيت في الحديقة ثم جلست على الكرسي أمام الحاجز الحجري ونظرت بشرود أمامي.. 


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة


ولم أنم طيلة الليل وأنا أفكر بإيجاد الحل المناسب..

 

ولكن في الصباح الباكر اتخذت قراري.. بوناتيلا يجب أن تُجهض الطفل وفي أسرع وقت.. لذلك اتصلت بالطبيب هارولد وأخبرته بأنني سأجلب زوجتي إلى عيادته وما يتوجب عليه فعله..

 

طبعا لم يستطع الرفض.. لو فعل كنتُ ذهبت وقتلته..

 

تنهدت بقوة وصعدت إلى غرفة نومي فقد حان الوقت لنذهب إلى العيادة...

 

 

بوناتيلا**

 

كارتر صفعني وخرج مُسرعا من الغرفة.. بينما أنا وقفت جامدة بصدمة أنظر أمامي بذهولٍ شديد.. خرج أنين متألم من فمي وضممت بطني بكلتا يداي وجثوت على ركبتاي وانتحبت وبكيت بشكلٍ هستيري..

 

لم أتوقع أبداً أن تكون ردة فعله بتلك الطريقة.. ظننت بسذاجة بأنه سيفرح عندما أخبره بأنني حامل.. قتل أمومتي بيديه عندما طلب مني أن أتخلص من طفلي.. ذبحني في الوريد واحرق قلبي بسبب ما طلبهُ مني..

 

هذه خطيئة من المستحيل أن يسامحني عليها اللّه.. لذلك لن أوافق أبداً على قتل طفلي.. مستحيل أن أوافق.. على كارتر أن يقتلني أولا لأنني لن أسمح لمخلوق بلمس طفلي أو اذيته بأي شكلٍ كان..

 

لم أتوقف عن البكاء لساعات طويلة وعندما دخلت شقيقتي إلى الغرفة للاطمئنان عني أغلقت عيناي بسرعة ومسحت دموعي وجعلتها تظن بأنني نائمة.. ولكن بعد أن ذهبت عاودت البكاء بتعاسة وبمرارة وبألم...

 

كان الجرح في قلبي عميق.. عميق جداً.. ومن المستحيل أن يداويه أحد.. بكيت وتوسلت اللّه بأن يساعدني ولا يسمح لزوجي وأب طفلي بارتكاب تلك الخطيئة.. وبعد ساعات طويلة جداً وغصبا عني غفوت على السرير..

 

شهقت بقوة عندما شعرت بيد تدفع كتفي بطريقة مؤلمة.. فتحت عيناي ونظرت بفزع أمامي لأرى برعبٍ كبير كارتر يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات حادة مُخيفة..

 

خرج أنين من بين شفتاي عندما جذبني من ذراعي بقوة لأقف وسحبني خلفه نحو الحمام.. فتح الباب ودفعني إلى الداخل وهتف بحنق

 

" استحمي بسرعة.. لديكِ فترة خمس دقائق فقط.. إن لم تستحمي بظرف خمس دقائق سأخرجكِ من الحمام كيفما كنتِ وسنذهب إلى الطبيب دون أن أهتم بمظهركِ.. تحركي "

 

بكيت برعب وقبل أن يُغلق باب الحمام أمسكت بيده وحضنتُها بكلتا يداي وهمست برجاء

 

" أرجوك لا تفعل ذلك بطفلنا.. أرجوك كارتر لا تؤذي طفلنا.. لا تُرغمني على اجهاضه.. أتوسل إليك لا تُحرق قلبي أكثر "

 

سحب يده بعنف من بين قبضتاي ثم أمسكني بفكي ورفع رأسي عاليا وهمس بفحيح بوجهي قائلا

 

" ظننتكِ بهذا العُمر لن تحملي.. طننت بأنكِ ستكونين عاقر بسبب سنكِ ولن تحملي بسهولة.. لذلك كنتُ أفرغ سائلي المنوي بداخلكِ.. لكنكِ واللعنة حملتِ بسرعة.. والآن توقفي عن إضاعة وقتنا.. استحمي بسرعة "

 

أغلق الباب بعنف بوجهي بينما كنتُ واقفة في مكاني جامدة أنظر أمامي بصدمة لا حدود لها بينما دموعي كانت تسيل على وجنتاي بكثرة..

 

جرحني بعمق بكلماته المؤذية تلك.. حبيبي كارتر عاد ليكون ذلك الوحش الذي تعرفت عليه منذ البداية.. نظرت أمامي بتصميم وهمست بحدة

 

" سأهرب.. يجب أن أهرب منه اليوم قبل أن يؤذي طفلنا.. شقيقتي جينيفر ستبقى هنا.. كارتر لن يؤذيها.. أنا متأكدة من ذلك.. ولكن بعد أن ألد طفلي سآتي من أجل جيني.. سأجد طريقة لتهريبها من هنا.. ولكن أولا يجب أن أنقذ طفلي "

 

استحممت وارتديت ملابسي بأقل من خمس دقائق وفتحت الباب ورأيت كارتر يقترب باتجاهي.. شهقت بألم عندما أمسك مرفقي وجذبني بعنف إليه وهمس بأذني بحدة

 

" إن رأيتِ شقيقتكِ في الأسفل إياكِ أن تخبريها إلى أين سنذهب.. فهمتِ؟.. وإياكِ أن تطلبي النجدة أو تحاولي الهروب مني سمرائي "

 

تأملته بنظرات حزينة مُعاتبة وبطاعة أومأت موافقة.. جذبني خارج الغرفة ونزلنا السلالم ثم ما أن حاولنا السير باتجاه الباب الرئيسي حتى رأيت بغصة شقيقتي جيني تركض باتجاهنا وهي تهتف بسعادة

 

" عمي كارتر.. بوني.. صباح الخير لكما "

 

ثم وقفت أمامنا ورمت نفسها على كارتر تحتضنه بشدة ثم ابتعدت عنه وعانقتني بشدة ثم قبلتني وسألتني من جديد

 

" أين ستذهبان؟!.. هل كنتما ستخرجان معاً بمفردكما من دوني؟ "

 

نظرت إلى كارتر برجاء لكنه أشاح بنظراتهِ عني وأبعد جيني وقال لها بنبرة حنونة ولكن جادة

 

" اسمعي جيني.. أنا و ســ.. بوناتيلا سنخرج لعدة ساعات.. آسف ولكن لا يمكنكِ الذهاب برفقتنا.. ولكن أعدكِ في الأسبوع المقبل سنذهب إلى البحر ثم إلى الريف.. كما سنذهب جميعا إلى مدينة الملاهي.. كما سنذهب لنتسوق.. فأنتِ ينقصكِ الكثير من الملابس والأحذية "

 

نظرت إليه بدهشة بسبب عاطفتهِ وحنانهِ مع شقيقتي.. كيف له أن لا يُحب طفله من لحمه ودمه بينما يُعامل شقيقتي بتلك الطريقة الحنونة؟!!..

 

سمعت جيني تهتف بسعادة ثم عاد كارتر ليمسك يدي وجذبني خلفه بهدوء إلى الخارج.. ساعدني بالجلوس على المقعد الأمامي بجانب السائق وأغلق الباب.. فتحت النافذة ونظرت بحنان إلى شقيقتي ولوحت لها مودعة..

 

كنتُ أبكي وأنا أنظر إليها بعاطفة بينما كارتر يقود السيارة خارج بوابة المنزل..


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة


 

وعندما ابتعدنا انهارت قوتي وحاولت فتح الباب لأرمي نفسي من السيارة لكنه كان مُغلق.. سمعت كارتر يشتم وأسرع أكثر بالقيادة وهتف بحدة لدرجة أنني انتفضت من مكاني بذعر وتكورت على نفسي أبكي بصمت وبخوف عميق

 

" هل ظننتِ بأنني غبي؟.. هاااااااا.. تكلمي؟.. هل فعلا ظننتِ بأنني سأسمح لكِ بالهروب وخاصةً برمي نفسكِ من سيارتي؟.. اوه لا سمرائي.. أنتِ فعلا حمقاء.. لن أسمح لكِ ولو على جثتي بأن تهربي وتبتعدي عني "

 

مسحت دموعي ونظرت إليه بتعاسة وهمست ببكاء

 

" أرجوك كارتر.. لا تحرمني من طفلي.. أرجوك.. سأفعل أي شيء تريده ولكن لا تُجبرني على اجهاض طفلي.. أرجوك "

 

ساد الصمت بيننا لوقتٍ طويل ولم يفتح كارتر فمه ويتفوه بكلمة واحدة.. عرفت بأنه لن يتراجع عن قراره أبداً.. فبكيت بهستيرية وخارت قواي عندما أوقف سيارته أمام مبنى عملاق.. ترجل كارتر مُسرعا من السيارة وفتح الباب وحملني بذراعيه ودخل بي إلى المبنى باتجاه المصعد الكهربائي..

 

بكيت بتعاسة وهمست بتوسل و برجاء

 

" أرجوك.. لا تفعل ذلك بي وبطفلنا.. أرجوك.. ستكون أب جيد لطفلنا.. هل رأيتَ نفسك كيف تُعامل شقيقتي؟.. أنتَ حنون و.. "

 

" يكفي.... "

 

هتف بحدة وبغضب فارتعشت بين يديه بجنون.. كنتُ أبكي على صدره عندما دخلنا إلى تلك العيادة.. لم أنظر إلى أحد بل سمعت برعب كارتر يتكلم مع رجل وعرفت بأنه الطبيب.. مشى كارتر باتجاه احدى الغرف وما أن وضعني على السرير حتى تشبثت بذراعه وضممتُها إلى صدري بشدة وهتفت برعب

 

" لاااااااااااااااااااا.. لا حبيبي لا تقتل طفلنااااااااااااااا.. أرجوك.. لا تجعلني أكرهُك.. أنا أحبُك بجنون كارتر أدامز.. لا تجعلني أكرهُك لمدى العُمر إن أجبرتني على قتل طفلنا.. أرجوك حبيبي.. لا تتخلى عنه.. إنه ابنك أرجوك "

 

تجمد كارتر وتأملني بنظرات جامدة.. لكن بيأس رأيته يسحب ذراعه من بين يداي وقال ببرود أعصاب للطبيب

 

" أعطها البنج.. لا أريدها أن تتألم "

 

توسعت عيناي بذهول وهنا شهقت بقوة عندما رأيته يخرج من الغرفة وتركني برفقة رجلين يرتديان رداء الأبيض الخاص بالأطباء.. اقترب مني رجل وقال باحترام

 

" سيدة أدامز.. أنا الطبيب هارولد.. وهذا الطبيب ريكاردو.. هو طبيب بنج.. سوف نهتم بكِ جيداً.. والآن لو سمحتِ استرخي حتى يحقنكِ بالبنج.. أعدكِ بأنكِ لن تشعري بأي ألم و.. "

 

لم أسمع ما كان يتفوه به إذ فجأة شعرت بأنني سأختنق.. انتفضت وجلست على السرير ونظرت إلى الطبيبين وقلتُ لهما بصراخ هستيري

 

" لاااااااااااااا.. لا تقتربا مني.. لن أسمح لكما بأذية طفلي.. لن أسمح لكما أبدااااااااااااااااااا... "

 

حاولت النهوض لكن ذلك المدعو بـ هارولد اقترب مني وأمسكني بإحكام وهتف للطبيب الآخر بحدة

" بسرعة احقنها "

 

قاومت بشراسة وهتفت بعذاب

" كااااااااااارتر.. حبيبي.. أرجوك ك ك ك ك ك.. احمي طفلناااااااااااا..... "

 

ولكن وبتعاسة ورغم مقاومتي استطاع ذلك الطبيب حقني بتلك الحقنة.. وسمعته بتعاسة يقوم بتحسس نبضي وهو يقوم بعد الأرقام بهمس.. وعندما هدأت كليا وتوقفت عن المقاومة سالت دموعي بتعاسة على وجنتاي.. نظرت باتجاه الباب وبكيت بحرقة وهمست بعذاب الروح

 

" طفلي.. لا تقتلوه.. أرجوكم.. لا تقتلوا طفلي.. كارتر.. كارتر.. كارتر.. "

 

وما أن شعرت بالطبيب يحاول إزالة سروالي حتى رأيت بصدمة الباب ينفتح بقوة ودخل كارتر كالإعصار إلى الغرفة وهو يهتف بجنون

 

" توقفااااااااااااااااا.. توقف.. لا تلمسهااااااااااااا.. لا تلمس حبيبتي... "

 

ركض وأبعد طبيب البنج بعنف ثم رفع الغطاء عني ورماه بعيداً ثم وضع كلتا يديه على وجنتي ومسح دموعي ورأيته بصدمة يبكي وهو يهمس بنبرة حنونة

 

" لا تبكي سمرائي.. لا تبكي حبيبتي.. لن أسمح لهما بأذيتكِ وبأذية طفلنا.. سامحيني حبيبتي.. سامحيني سمرائي "

 

ابتسمت بضعف وأخر ما رأيته قبل أن يلفني الظلام كارتر يُقبلني على وجنتي وهو يحملني بذراعيه...

 

تحركت جفوني بضعف وشعرت بثقل على صدري.. خرج أنين خفيف من بين شفتاي وفتحت عيناي ثم أخفضت نظراتي نحو صدري لأرى بدهشة رأس حبيبي كارتر على صدري..

 

" كارتر.... "

 

همست باسمهِ بضعف وفوراً رفع رأسه ولدهشتي رأيت الدموع تُبلل وجهه بكامله وعينيه كانت حمراء.. تأملني بسعادة وقفز مبتعدا عني ثم جلس بجانبي على السرير وضمني إلى صدره بشدة وسمعته يهمس ببكاء بينما كان يوزع قبلات عديدة على رأسي وجبيني

 

" حبيبتي.. سمرائي.. سمرائي الجميلة.. سامحيني.. سامحيني حبيبتي.. أنا آسف.. أرجوكِ سمحيني "

 

سالت دموعي وبللت قميصه وهمست بضعف وأنا أرفع يدي وأضعها على بطني

 

" طفلنا... طفلي.. طفلنا.. هل هو بخـــ.. "

 

قاطعني كارتر قائلا بحنان وهو يضمني أكثر على صدره

" هو بخير سمرائي.. طفلنا بخير.. لم أستطع أن.. لم أستطع.. أنا.. سامحيني حبيبتي.. سامحيني "

 

تنهدت براحة وهنا عانقته بدوري وهمست بسعادة

" حبيبتي؟!!.. أنا حبيبتُك؟ "

 

رفع كارتر يديه وأحاط بها وجنتاي ورفع رأسي برقة ونظر في عمق عيناي بعاطفة وقال بهمس دون أن يتوقف عن البكاء

 

" نعم سمرائي أنتِ حبيبتي.. أحبُكِ بجنون.. أحبكِ لدرجة الهوس.. لقد أحببتكِ عندما رأيتكِ في غرفة نومكِ في منزلكِ.. أحببت رقتكِ.. أحببت نعومتكِ.. أحببت سماركِ.. أحببت طهارتكِ.. أحببت إخلاصكِ.. أحببت كل شيء بكِ.. جعلتني أغرق في عشقكِ لحد الجنون.. إلهي سمرائي لو تعلمين كم أحبكِ.. حاربت مشاعري نحوكِ لكنني وقعت لكِ.. وقعت في عشقكِ لحد الألم.. سامحيني حبيبتي لأنني أحزنتكِ وألمتكِ.. سامحيني سمرائي أرجوكِ "

 

طار قلبي من مكانه وسقط  في هواه.. قلبي العاشق سقط بين يدين كارتر.. أصبح له في هذه اللحظات يتحكم به كما يشاء.. وهذه المرة دموع السعادة تساقطت من عيناي.. ابتسمت بوسع وقلتُ له بنبرة رقيقة عاشقة لحد الدمار

 

" سامحتُك حبيبي.. كيف لي أن لا أسامحك بينما أنا أعشقك بجنون.. أنتَ حبيبي وأب طفلي.. أنتَ عائلتي ودُنياي "

 

لم أهتم لمعرفة أين نحن بل استسلمت لقبلة كارتر العاشقة.. استسلمت له.. استسلمت لقبلة زوجي بسعادة.. اعترافه بحبه لي وما فعله من أجل طفلنا جعلاني أنسى كل شيء الآن..

 

عندما فصل القبلة تنهد كارتر بسعادة ثم نظر في عمق عيناي وقال برقة


" كنتُ غبي.. كنتُ غبي لأنني أردت أن تتخلصي من طفلنا.. كنتُ خائف حبيبتي.. خائف أن يتألم طفلنا كما تألمت.. كنتُ خائف أن يأتي يوم ويعيش ما عشته في طفولتي التعيسة.. لكنكِ جعلتني أدرك في آخر لحظات خطأي.. جعلتني أدرك بأنني من المستحيل أن أسمح لطفلنا بأن يتألم ويتعذب.. "

 

نظرت إليه بدهشة وقلتُ له بحنان

" ستكون أب مثالي لطفلنا.. فأنتَ أعدتَ لي جينيفر.. معاملتك لها هي معاملة أخ لأخته الصغرى.. لماذا تفكر بسلبية حبيبي؟.. صدقني ستكون أحن وأعطف أب بالوجود.. "

 

 ابتسم بحزن وهنا تشجعت وسألته

" أخبرتني مرة عن طفولتك قبل أن تتبناك السيدة هيلينا داركن.. لكنك توقفت كما أذكر عندما كنتَ على وشك اخباري عنك وعن الزعيم ووالده.. هل كان يؤذيك؟.. أعني هـــ.. "

 

ضمني كارتر إلى صدره وبدأ بمداعبة شعري بأنامله.. كنتُ أسمع دقات قلبه السريعة عندما فجأة تكلم كارتر بحزن

 

" السيد فيجو كان رجل رائع.. أنا لا أتكلم عن الجد فيجو داركن.. فوالد آخيل سمته السيدة هيلينا على اسم والده فيجو داركن.. جد الزعيم كان انسان رائع ومتفهم.. وكان دائما يقول أمام الجميع أن ابنه فيجو جونيور لن يرث الزعامة وأعمال العائلة من بعده بل حفيده آخيليس داركن.. طبعا والد الزعيم لم يعترض فقد كان انسان عظيم.. كنتُ أعتبره بمثابة الأب لي.. وعندما توفي زوج السيدة هيلينا بدأ عمي فيجو يقوم بتدريب آخيليس لاستلام أعمال العائلة رغم أنه كان مراهق.. وطبعا تم تدريبي لأكون اليد اليمنى لـ آخيليس..  "

 

تنهد كارتر بحزن ثم سمعته يقول بغصة

 

" لكن عمي فيجو كان يُحب ابنة عمه لومينا بجنون رغم أنه كان متزوج.. وعندما اختفت وهربت بسبب حقارة والدها جورجيو بحث عنها بجنون لسنوات.. وللأسف تغيرت معاملته لنا مائة وثمانون درجة.. وأعني بـ لنا أنا و آخيليس.. أصبح قاسيا معنا وكان يقوم بضربي وبجلدي وبتعذيبي كلما رفض آخيليس تنفيذ أوامره المُخيفة.. لدرجة في يوم بسبب تعذيبه لي دخلت إلى المستشفى لمدة أسبوعين وكنتُ بحالة حرجة جداً "

 

نبض قلبي بعنف لمجرد تخيلي لما جرى له.. سالت دموعي بقهر على وجنتاي وسمعت بألم حبيبي يتابع قائلا بغصة وبحزن

 

" بعد تلك الحادثة أقسم لي آخيل بأنه سيحميني ولن يسمح لوالده بأذيتي بعد الآن.. وبحزن كنتُ أرى أخي وصديق عمري يقوم بتنفيذ أشياء رهيبة لوالده فقط حتى يحميني منه ومن غضبه.. كنتُ أبكي عندما كان يعود آخيليس إلى القصر وأرى الدموع تحرق عينيه والتي أبى أن يذرفها أمام أحد.. كان آخيل في السادسة عشر والنصف فقط من عمره عندما أجبره والده على قتل رجل قام بخيانته.. أجبره على قتله وقتل كل فرد من عائلته.. في تلك الليلة سمعت بحرقة قلب صديقي يبكي في غرفته.. يبكي وهو يقول.. من أجل كارتر.. من أجل صديقي.. لا بأس... "

 

شهقت بقوة عندما شعرت بدمعة كارتر تسقط على جبيني.. عانقته بشدة وبكيت بصمت وسمعته بألم يُتابع قائلا بتعاسة

 

" لذلك إن طلب آخيليس روحي أعطيها له.. من أجله أنا مستعد لأتلقى رصاصة عنه.. ولذلك في اليوم الثاني ذهبت إلى عمي فيجو وطلبت منه أن يرسلني بدلا عن آخيليس لتنفيذ المهام.. وطبعا فيجو داركن لم يرفض ولكنه كان يرسلني برفقة آخيليس لتنفيذ المهمات الصعبة والتدريب.. رغم كل ما فعله بي وبابنه إلا أنني لم أستطع أن أكرهه.. لأنني تفهمت مدى ألمه على فقدان المرأة التي أحبها.. وأقسمنا أنا و اخيليس على عدم الوقوع في الحُب حتى لا نتألم كما يتألم والده.. ولكن بعد مرور عدة سنوات وبعد موت لومينا تغير عمي فيجو وعاد لسابق عهده معنا.. عاد الرجل الذي أحببته واعتبرته كأب لي.. ولكن للأسف تم قتله.. ولذلك بعد وفاته أقسمت لنفسي بأن لا أتزوج ويكون لي أطفال لكي لا أجعلهم يتعذبون كما تعذبت.. لم أرد أن يتألم أطفالي كما تألمت في حياتي "

 

وهنا توقف كارتر عن التكلم ورفع رأسي عاليا ومسح دموعي بحنان وقال بنبرة جادة

" سأخبركِ بكل شيء الآن عن صديقتكِ إستيرا.. لكن أولا لأنكِ حامل عديني بأنكِ لن تنفعلي "

 

نظرت إليه بقلق ومع ذلك وعدته بأنني لن أنفعل.. وبصدمة سمعته يُخبرني كيف التقى الزعيم بصديقتي إستيرا وما فعل من أجلها.. وبرعب سمعته يُخبرني بأن عمي جوناثان هو من أمر بقتل والد الزعيم.. وبصدمة عرفت بأن إستيرا هي حفيدة جورجيو داركن.. سمعت بصدمة كل ما حدث معها ومع الزعيم وعندما انتهى كارتر نظرت إليه برعب وهتفت بجنون

 

" سيقتلهاااااااااا.. سيقتل صديقتي و... "

 

تأملني كارتر بعدم التصديق ثم زفر بقوة وأمسك بكتفي وقاطعني قائلا

" لن يقتلها حبيبتي.. الزعيم يُحبها.. فهمتِ؟.. آخيليس يعشق إستيرا.. ثم لقد طلبت منكِ بأن لا تنفعلي ولكنكِ فعلتِ.. والآن طفلنا سيحزن "

 

ابتسمت بخجل وأمسكت يدهُ ووضعتُها على بطني وقلتُ له بدلال

" آسفة حبيبي.. لكن أنتَ تعلم كم أحب إستيرا وأعتبرها شقيقتي الثانية.. ثم طفلنا لن يحزن ما دمتَ تقوم بتدليلنا معاً "

 

قهقه كارتر بقوة ثم تأملني بنظرات لعوبة وقال بنبرة مثيرة

" إذا طفلنا لن يُمانع إن مارست الحُب مع والدته "

 

ومثل عادتي احمرت وجنتاي من الخجل ونظرت إلى كارتر بحياء وهمست بتلعثم

" لـ.. هو.. لن.. يُمانع.. "

 

ابتسم برقة ثم قبل وجنتاي بقبلات رقيقة ثم لمس بإبهامه شفتي السفلية وقال بهمس

" إذا دعينا نمضي فترة شهر عسل هنا في مزرعة الزعيم.. وبعد مرور شهر سأجلب شقيقتكِ إلى هنا "

 

توسعت عيناي بدهشة وسألته

" نحن في مزرعة الزعيم؟ "

 

غمزني كارتر بخبث وقال بنبرة مثيرة

" نعم حبيبتي.. جلبتكِ إلى هنا حتى نمضي شهر عسل بكامله هنا.. سوف نستمتع سمرائي "

 

ابتسمت بوسع ولكن قبل أن يقبلني قلتُ له بدلال

" موافقة.. لكن أرجوك دع جيني تأتي إلى هنا بعد أسبوع "

 

تأملني كارتر بحزن مصطنع وقال بسرعة

" ثلاثة أسابيع "

 

فأجبته بسرعة قبل أن أقوم بتقبيله برقة

" أسبوعين جيدة.. دعها تأتي إلى المزرعة بعد مرور أسبوعين "

 

ووسط القبلة الحامية همس كارتر وهو يلهث

" موافق سمرائي "

 

مارسنا الحُب بطريقة رائعة خيالية ولم يبخل كارتر بإظهار مدى عشقه لي ولطفلنا لمدة شهر كامل ورائع قضيته برفقته وبرفقة شقيقتي في مزرعة الزعيم في الريف..

 

 

كارتر**

 

بعد مرور شهر اضطررت للعودة إلى المدينة من أجل الأعمال ومن أجل استقبال الزعيم لدى عودته من جزيرته..

 

كنتُ أشعر بسعادة لا مثيل لها مع سمرائي.. فهي أرق إنسانة في الكون وأجمل امرأة بنظري.. لم أعد أشعر بالخوف من أن أُصبح أب.. عرفت بأنني من المستحيل أن أقوم بأذية طفلي مهما اشتدت بي الظروف.. وطلبت من سمرائي بأن تُسمي ابننا أسمر إن كان صبي ووافقت بسرعة.. أما إن كانت فتاة فلغاية الآن لم نتوصل إلى اسم مُعين فسمرائي في كل دقيقة تختار اسم.. ربما عندما تعلم بأنه صبي سوف تتوقف عن التفكير.. فأنا لدي إحساس قوي بأن سمرائي حامل بصبي..

 

وصل الزعيم بعد أسبوع إلى سانت سيمونز.. كانت الأمور تسير بشكلٍ جيد.. وكنتُ سعيد من أجله فأنا أعلم جيداً بأنه يُحب شرطية المرور..

 

وبعد مرور أسبوعين كنتُ أقود سيارتي على الطريق السريع عندما تلقيت مكالمة هاتفية مرعبة من الزعيم.. شعرت ولأول مرة في حياتي بالخوف.. شعرت بالخوف الشديد عليه..

 

لا أعلم كيف أدرت بعنف المقود وقدتُ سيارتي بالاتجاه المُعاكس على الطريق وبأقصى سرعة.. وما أن رأيت المنعطف أمامي دخلته بعنف وبدأت أقود بسرعة جنونية على الطريق السريع نحو الريف..

 

اتصلت بالرجال وأعطيتهم تعليمات الزعيم.. كنتُ خائف لحد اللعنة بينما كنتُ أتصل بذلك الحقير جورجيو داركن لكنه طبعا تجاهل اتصالاتي كلها.. وهنا وبرعب اضطررت لأتصل بجدتي هيلينا فلم يتبقى لي أحد غيرها ليساعد الزعيم..

 

عندما انهيت الاتصال معها بكيت بشدة عندما رأيت سيارته أمامي على الطريق وبكيت أكثر عندما رأيت الشاحنتين بجانبي وسيارات رجالنا..

 

كنتُ أتبعه وأنا أحاول أن أجد أي وسيلة لمنع تلك المتفجرات من أن تنفجر.. كان جسدي يشتعل من الغضب والحقد على ذلك الحقير جورجيو.. وكم رغبت أن أقتله بيدي..

 

وبعد مرور ساعة ونصف نظرت برعب إلى سيارة الزعيم وهنا صرخت بجنون عندما رأيتها تشتعل

" اخيلييييييييييييييسسسسسس... لااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

لا أعرف كيف ضغطت على الفرامل ثم أدرت المقود وقدت السيارة بجنون نحو سيارة الزعيم المشتعلة وأنا أبكي بانهيار...

 

 

استيرا**

 

تسطحت على سرير حبيبي في الفندق وتنهدت بسعادة بينما كنتُ أفكر بزعيمي الوسيم.. ما أجمل حياتي معه.. آخيليس رجل رائع جداً.. أنا أحبه بجنون.. وأنا جداً سعيدة معه..

 

قضيت أجمل شهر في حياتي كلها برفقتهِ في جزيرته العشق.. كنتُ أعلم بأنهُ يحبني.. مُعاملته الرائعة ونظراتهِ الحنونة لي كانت كلها دليل واضح لي بأنهُ يعشقني.. لكن سأصبر حتى أسمعه يلفظ لي بكلمة أحبُكِ..

 

وها قد عدنا إلى سانت سيمونز منذ أسبوع وما زلتُ أشعر بأنني أسعد امرأة في الكون كله مع حبيبي زعيمي الوسيم..

 

نظرت إلى مجلة الموضة بين يداي وقهقهت بخفة.. في الصباح عندما جلبت لي الخادمة في الفندق هذه المجلة ونظرت إلى الملابس المعروضة بها وهتفت بإعجاب كبير أمام آخيليس بأنني أحببت كل ما هو معروض من ملابس في هذه المجلة.. وطبعا شعرت بصدمة كبيرة عندما اتصل آخيليس بدور الأزياء وطلب منهم بإرسال كل ما هو موجود في هذه المجلة وأعطاهم مقاسي وبأقل من ساعة تم إرسال كل الملابس إلى الفندق..

 

كنتُ سعيدة جداً وقفزت كطفلة صغيرة أمام حبيبي وشكرته على طريقتي الخاصة.. مارست معه الحُب بطريقة رومانسية خلابة.. تبا لقد ابتليت الآن في الأسفل من مُجرد تذكري كيف مارست الحُب مع حبيبي في الصباح..

 

ابتسمت بسعادة وأغلقت عيناي وذهبت بنومٍ عميق دون أن أدري


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة


 

" إستيرا.. فتاتي.. إستيرا استيقظي "

 

سمعت صوت حبيبي يهمس بتلك الكلمات الحنونة.. ابتسمت بوسع وفتحت عيناي ورأيته يجلس بجانبي على السرير وهو يتأملني بنظرات حنونة جميلة..

 

نظرت في عمق عينيه وقلتُ له بصوتٍ مبحوح

" هل تعلم بأنني أعشق عينيك؟ "

 

رفع حاجبه عاليا وسألني بخبث

" هل تتعزلين بعيوني إستيرا جونز؟ "

 

قهقهت بخفة ثم قلتُ له بدلال

" نعم أنا أتغزل بها.. فهي ساحرة وجميلة.. عينيك سحرتني منذ البداية.. في الحقيقة وقعت في عشقها ما أن رأيتها لأول مرة في حفلة الفندق "

 

ابتسم بوسع وقال بنبرة حنونة

" تقصدين الحفلة التي دخلتها بدون أي دعوة.. في الحقيقة ما زلتُ لا أفهم لغاية هذه اللحظة لماذا ظننتِ بأنني نادل فقير! "

 

كشرت بطفولية واستقمت ورميت الوسادة على وجهه وقلتُ له بتأنيب


" كنتَ تحمل صينية بيديك.. ولم تكن ترتدي سترة و.. اااااغغغغغغغغغغغ.. حسنا لا أعلم لكنني لم أتوقع أبداً بأن تكون الزعيم.. ولكنني أغرمت بنادلي الوسيم آخيليو "

 

قهقه آخيليس بقوة ثم جذبني من مرفقي وعانقني بشدة وقبلني في عنقي برقة وهمس بنبرة ساحرة جعلتني أذوب بين يديه


" وأنتِ فتاتي كنتِ أجمل شرطية مرور التقيت بها في حياتي.. والآن لدي مفاجأة جميلة لكِ أتمنى أن تعجبكِ "

 

وما أن لفظ بكلمة مفاجأة انتفضت مبتعدة عنه ونظرت إليه بدهشة كبيرة وهتفت بسعادة

" مفاجأة لي أناااااااااا؟!!!!.. حقااااااااااا!!! "

 

قهقه آخيليس بسعادة ثم وقف وساعدني بالوقوف ولمس خدي بأصابعه بنعومة وقال بفرح

" نعم مفاجأة لكِ.. فأنا أعلم جيداً كم تحبين المفاجآت فتاتي "

 

قفزت بسعادة وصفعت بحماس وأجبتُه

" من لا يُحب المفاجآت؟!.. أنا أعشقهااااااااااااااا... "

 

ضحك آخيل بشدة وأمسك يدي وجذبني خارج الغرفة.. نزلنا بالمصعد الكهربائي الخاص به إلى الطابق السفلي الثالث.. وما أن انفتح الباب لم أرى أمامي سوى الظلام..

 

شبك آخيليس أصابعه بأصابعي وقال برقة

" لا تخافي.. اتبعي خطواتي فقط بحرس "

 

أجبته موافقة ومشيت بهدوء وأنا حرفياً ألتصق به.. فجأة وقف آخيليس فوقفت.. ثواني قليلة سمعته يهتف بأمر

" أشعلوا الأضواء "

 

وفورا تم إضاءة المكان بكامله.. نظرت أمامي بتعجُب إذ رأيت بأننا نقف أمام حاجز زجاجي وأسفلنا كان يوجد...

 

توسعت عيناي بصدمة كبيرة وهتفت بإعجاب لا حدود له

 

" وااااااااااااااااااووووووو.. إنها رااااااااااااااائعة "

 

إذ رأيت في الأسفل سيارات أحلامي.. أوه نعم رأيت أجمل سيارات قد تراها عيناي بهذا القرب


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة

 

" إنها لكِ كلها.. هدية مني لكِ فتاتي الجميلة "

 

سمعت بصدمة كبيرة آخيليس يهمس بحنان بتلك الكلمات.. أدرت رأسي ببطء وجحظت عيناي وشعرت بقلبي يتوقف عن ضخ الدماء والنبض.. فتحت فمي وأغلقته لألف مرة تقريباً بينما حبيبي كان يبتسم بسعادة وهو يتأمل ردة فعلي..

 

رمشت بقوة وهمست بصدمة كبيرة

" أعد ما قلته لي منذ لحظات.... "

 

اتسعت ابتسامته الساحرة أكثر ثم همس قائلا بسعادة

 

" إنها لكِ كلها.. كل تلك السيارات التي ترينها في الأسفل هي لكِ.. فأنا أعلم جيداً كم تعشقين السيارات لذلك أحببت أن أهديكِ مجموعة كاملة من أفخر وأهم السيارات في العالم.. تم تصميمها وصنعها خصيصاً من أجلكِ وبظرف شهر واحد فقط.. فمنذ شهر تقريبا اتصلت بنفسي بأهم الشركات وطلبت منهم أن يصنعوا وفي أسرع وقت هذه المجموعة لكِ ويتم إرسالها فور انتهائها إلى هنا.. أتمنى أن تكون قد أعجبتكِ مفاجئتي "

 

تجمدت ملامحي بصدمة ونظرت إليه بعدم التصديق للحظات طويلة.. تأملني آخيليس بتعجُب ثم همس بقلق

 

" فتاتي.. لم تعجبكِ السيارات؟!!.. إن أردتِ يمكنني أن أتصل بالشركات وأطلب منهم صنع ســ.. "


قاطعته هاتفة بصدمة كبيرة

" ماذاااااااااااااااااااااااا؟!!.. كل تلك السيارات الرائعة و الجميلة و الخلابة و المدهشة والساحرة لي أناااااااااااااااا؟! "

 

قهقه آخيليس بخفة وأجابني ببساطة موافقا وهنا صرخت بجنون وشعرت بجسدي يميل وآخر ما رأيته قبل أن يلفني الظلام نظرات حبيبي الخائفة..

 

فتحت عيناي بضعف وشعرت بأحد يمسك يدي اليمنى ويقبلها برقة.. نظرت إلى الأسفل ورأيت حبيبي يجلس بجانبي على السرير وهو يمسك يدي ويقبلها بحنان.. ابتسمت بضعف وهمست برقة

 

" آخيليو.. "

 

رفع رأسه بسرعة وتأملني بنظرات قلقة وبدهشة رأيته يحتضنني بشدة وهو يهمس بخوف

" إلهي إستيرا.. كنتُ قلق جداً عليكِ.. أنا أعتذر لأنني تسببت لكِ بصدمة.. لم أقصد فتاتي "

 

عانقته بدوري وتنهدت بسعادة وأجبتهُ بهيام


" بل أنا أعتذر حبيبي لأنني جعلتك تقلق.. وأريد أن أشكرك على هديتك الجميلة لي.. لأول مرة في حياتي أتلقى هدية بهذه الفخامة و.. أعني تلك السيارات هي ثروة ضخمة بحد ذاتها.. لا بُد أنها كلفتك الكثير "

 

أبعدني آخيل عنه قليلا ونظر بحنان في عمق عيناي وداعب خصلات شعري بأصابعه وقال بنبرة حنونة

" كل ما أملكه في هذه الحياة هو مُلكاً لكِ أيضاً.. إن استطعت سأهديكِ العلم بأسره فتاتي "

 

نظرت بصدمة إلى عينيه الساحرة وسالت دموعي على وجنتاي ولكن عندما رأيت نظراتهِ القلقة حضنته بشدة وقلتُ له ببكاءٍ وبفرح

 

" أحبُك بجنون آخيليس داركن.. يكفيني بأنك بجانبي.. لا أريد العالم بأسره بين يداي.. كل ما أريده هو أنت.. أنتَ فقط "

 

ضمني بشدة إلى صدره وسمعته يهمس بكلمة واحدة فقط

" فتاتي... "

 

صحيح بأنني كنتُ أنتظر منه أن يعترف لي بحبه لكن سأنتظره.. لدي إحساس كبير بأنه سيعترف لي بمشاعره نحوي قريبا.. قريبا جداً..

 

كنتُ سعيدة جداً مع حبيبي.. مضى الأسبوع الثاني لنا في سانت سيمونز بسرعة.. في صباح يوم السبت كنتُ أمشي برفقة آخيليس على الرصيف وأنا أضحك بشدة بسبب تذمره من أشعة الشمس ولأنه الزعيم يمشي على الطريق..

 

" تباً.. لا أستطيع تصديق نفسي.. أنا الزعيم آخيليس أمشي على الرصيف في الشارع!!!.. كيف أقنعتني بفعل ذلك فتاتي؟ "


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة

 
 

 

قهقهت بخفة وقلتُ له بسعادة

 

" عليك أن تعتاد حبيبي.. فأنا أحب جداً السير على الرصيف ورؤية الناس والنظر إلى المحلات وتنشق الهواء النقي و.. "

 

قاطعني آخيليس هامسا بحدة

" هواء نظيف؟.. تبا فتاتي كل ما نستنشق الآن هو الأوكسيد ديــ... "

 

ضحكت بشدة وضغطت أصابعي على خاصته وقاطعته قائلة بمرح

" حسنا ليس الهواء نظيفا هنا ولكن أنا أستمتع به... "

 

رأيت آخيليس يبتسم برقة ثم نظرت أمامي ناحية اليمين ثم ناحية اليسار ثم إلى الخلف.. ثم عُدت ونظرت أمامي وتنهدت بقوة.. داعب حبيبي يدي بإبهامه وقال بحنان

 

" ما بكِ فتاتي؟.. ما الذي أحزنكِ الآن؟ "

 

نظرت إليه بتعجُب فرغم أنه يرتدي نظرات شمسية وأنا كذلك انتبه بأنني حزينة.. تأملته بذهول ثم قلتُ له بطفولية

 

" حُراسك في كل مكان.. أمامنا وخلفنا و من ناحية اليسار واليمين.. هذا مزعج قليلا لأنني لا أشعر بالارتياح بوجودهم.. أشعر بأنني مراقبة ومحاصرة "

 

توقف آخيل عن السير وخلع نظاراتهِ وتأملني بحنان ثم ابتسم برقة وقال


" لا تحزني فتاتي.. تعلمين جيداً بأنه من الضروري بأن يرافقوني إلى أي مكان أذهب إليه من أجل حمايتي.. فهذا عملهم في المقام الأول.. هل ترغبين بأن أطلب منهم أن يبتعدوا قليلا عنا؟

 

أخفضت النظارة لوسط أنفي ونظرت إلى حبيبي بنظرات خبيثة ثم قلتُ له بلهفة

" لا.. لا تطلب منهم أن يبدعوا عنا من أجل حمايتك.. ولكن ما رأيك بأن تأمرهم بتبديل ملابسهم الرسمية وارتداء جينز أو ملابس رياضية؟.. هكذا لن أشعر بوجودهم "

 

" ماذااااااااااااااااا؟!!!.. جينز أو ملابس رياضية!!!.. إلهي فتاتي هل أنتِ جادة؟! "

 

هتف آخيليس بصدمة كبيرة بتلك الكلمات.. فقهقهت بشدة ونظرت إليه بنظرات بريئة وقلتُ له بدلال

" نعم حبيبي أنا جادة.. أرجوك دعهم يبدلون ملابسهم الرسمية بسرعة.. أرجوك... "

 

تجمدت نظراتهِ على عيناي ثم تنهد آخيل بقوة وأجابني باستسلام قائلا

" حسنا فتاتي.. طلباتكِ أوامر لي "

 

قفزت بسعادة ورميت نفسي عليه وقبلته قبلة كبيرة على خده.. ضحك آخيليس بسعادة وأبعدني عنه قليلا ثم حمل هاتفه وطلب رقم ثم وضع الصوت على مُكبر للصوت.. ثواني سمعت صوت عمي إميليو عبر الهاتف وهو يقول باحترام

 

( نعم زعيم؟ )

 

أجابه آخيليس بسرعة قائلا


" إميليو اتصل برجالي واحدا تلو الآخر واطلب منهم أن ينسحبوا بالدور ويذهبوا ويبدلوا ملابسهم إلى ملابس رياضية أو جينز أو أي لعنة أخرى باستثناء البدلة الرسمية "

 

( ماذااااااااااااااااا؟!!... ملابس رياضية أو جينز؟!!... لكن زعيم أين سيضعون أسلحتهم؟ )

 

تأملني آخيليس بهدوء وأجابه

" فليتصرفوا.. لكن قبل أن يذهبوا أريدك أن تأتي شخصيا لحمايتنا.. والأفضل أن لا ترتدي بدلة رسمية إميليو "

 

وفوراً هتف إميليو بصدمة كبيرة

 

( ماذااااااااااااااااااااااااااا؟!!!... اوه.. مممم.. حسناً زعيم.. أعطني العنوان وسوف آتي على الفور )

 

قهقهت بخفة بسبب ردة فعل عمي إميليو ثم عندما أنهى المكالمة حبيبي تأملته بخجل وشكرته بهمس

" أشكرك لأنك وافقتَ على طلبي حبيبي "

 

تأملني حبيبي بنظرات حنونة ورفع يدي وقبل راحتها برقة وأجابني بنبرة جادة

" سبق وأخبرتكِ فتاتي.. طلباتكِ أوامر عندي "

 

وهكذا بسعادة رأيت العم إميليو يصل إلى الموقع وشاهدت الحراس ينسحبون بهدوء من أمامنا وبعد مرور نصف ساعة عاد الجميع وهم يرتدون ملابس رياضية..

 

قضيت وقت جداً ممتع برفقة حبيبي وفي المساء طلب مني آخيليس أن أنتظره في ردهة الفندق.. ولكن لدهشتي طلب أن أرتدي جينز.. وطبعا فعلت كما طلب مني..

 

ما أن وصلت إلى الردهة حتى رأيت حبيبي ينتظرني برفقة حرسه.. أمسك يدي وقبلها برقة ثم شبك أصابعه بأصابعي وكلمني بهدوء

 

" تبدين جميلة جداً فتاتي.. والآن حان الوقت لمفاجأتي "

 

شعرت بالحماس الشديد وحاولت معرفة أي خيط عن مفاجأته لكنه طبعا لم يُخبرني أي شيء رغم محاولاتي الفاشلة.. في النهاية عندما توقفت سيارة آخيليس أمام مدخل خلفي لمبنى عملاق.. ترجل آخيليس من السيارة ثم ساعدني بالخروج وسمعت صوت موسيقى.. تأملته بدهشة وهتفت بسعادة

 

" هل هذه حفلة موسيقية؟.. أم احتفال؟.. أم... "

 

ضحك آخيل بخفة وأمسك يدي وكلمني بسعادة قائلا

" انتظري قليلا وستعرفين "

 

كنتُ متلهفة جداً لمعرفة ما هي مفاجأة حبيبي.. دخلنا في رواق طويل ورأيت الجميع يرحبون بحبيبي باحترام.. كان يوجد عدد كبير من الحراس في كل مكان.. ثواني قليلة تم فتح باب أمامنا وأشار حارس لنا بالتقدم.. تبعت آخيليو بضياع وما أن دخلنا من ذلك الباب حتى توقفت في مكاني ونظرت أمامي بصدمة كبيرة..

 

كنا داخل ملعب كبير بل ضخم للغاية وألاف لا بل الملايين من الناس كانوا يقفون في المُدرجات ويهتفون بجنون ويصرخون بسعادة.. نظرت باتجاه اليمين ورأيت بذهول مسرح كبير وموسيقيين يعزفون وكان يوجد راقصات بعدد كبير.. ولكن ما صدمني أكثر رؤيتي لمغني الشهير أنريكي اغليسياس..

 

توسعت عيناي على وسعهما وهتفت بجنون

" اااااااااااااااااااعععععععععععععععععععهههههههههه.. انه أنريكي اغليسياس.. أفضل مغني بالنسبة لي.. اااااااااااااععععععععععععععععع.... "

 

أمسكت بيدين آخيليس وبدأت أقفز بجنون وأنا أهتف بهستيرية

" حفل مباشر لأفضل مغني في العالم... اااااااااااععععععععععع... إنه أنريكي اغليسياس.. إنه أنريكي ي ي ي ي ي... "

 

ضحك آخيليس بسعادة ثم جعلني أتوقف عن القفز وأشار بيده لشخص خلفي ليقترب وفوراً اقترب حارس لديه وهو يحمل بيده باقة من الورود.. أمسك آخيليس بالباقة ثم أعطاني إياها وهتف بقوة حتى أسمعه

 

" اصعدي إلى المسرح وسلمي على أفضل مغني بالنسبة لكِ فتاتي.. لكن إياكِ أن تقبليه أو تعانقيه حينها سأضطر لقتل صديقي بسببكِ فتاتي "

 

توسعت عيناي بشدة وهتفت بجنون

" المغني أنريكي اغليسياس صديقك؟!!!... اااااااااااااااععععععععععععع.. ويمكنني أن أصعد على المسرح و أعانقه؟.. اااااااااااااععععععععععععععع... "

 

ضحك آخيليس بشدة وهتف قائلا

" يمكنكِ معانقته ولكن عناق بعيد لعين فقط.. ونعم هو صديقي لذلك تجنبي تقبيله فقد أقتله إن فعلتِ.. سبق ونبهتهُ منذ ساعة إن قبلكِ أو عانقكِ سأقتله "

 

أمسكت بالباقة وبدأت أقفز بسعادة ثم عانقت آخيليو وهتفت بأذنه

" أحبك بشدة آخيليس دااااااااااااااركن.. أعشقك بجنون... "


أبعدني عنه وابتسم بوسع ثم أشار برأسه حتى أرافق الحارسين.. صعدت على المسرح وشعرت بسعادة لا توصف عندما توقف حبيب قلبي الثاني أنريكي اغليسياس عن الغناء وطلب من الجمهور أن يُرحبوا بي.. ركضت وعانقته.. تباً لقد عانقته بشدة..


سمعت أنريكي اغليسياس يهتف بخوف بأذني قائلا

" الزعيم سيقتلني.. إستيرا جونز سأكون في خبر كان بعد قليل بسببكِ لكنني لا أمانع "

 

ابتعدت عنه ورأيته يغمزني ثم أعطيته الباقة وهتفت له بفرحٍ كبير

" هل يمكنني معانقتك من جديد؟.. أرجوك.. فأنا أحبك جداً.. طبعا ليس كما أحب حبيبي آخيليو "

 

رأيته يضحك بجنون وعرفت بأنه سمعني.. أمسك يدي وهتف بأذني

" آسف سأموت على الفور إن سمحت لكِ بفعل ذلك.. ما رأيكِ بأن تغني برفقتي أغنية هيرو؟ "

 

صرخت بجنون موافقة وسلم أنريكي الباقة لحارس ثم أمسك يدي وهتف لجمهوره قائلا


" الليلة لدي مفاجأة للجميع.. سأقوم بغناء أغنية هيرو برفقة شرطية المرور الجميلة إستيرا جونز.. رحبوا بها جميعااااااااا "

 

كاد أن يغمى عليّ بسبب الفرح الذي غرق به قلبي.. تم تسليمي ميكروفون وبخوف وبتردد نظرت نحو آخيليس لكنه ابتسم بوسع وأشار لي بيده لأغني..

 

وفي هذه الليلة الساحرة ومثل الخيال والحُلم قمت بالغناء مع المغني الوحيد الذي أعشقه أنريكي.. كنتُ أغني معه بانسجام ولكن نظراتي كلها كانت شاخصة على حبيبي فقط.. كنتُ أغني له.. أغني له من أعماق روحي.. وعندما انتهت الأغنية لم أسمع صرخات الجنونية للجمهور والتصفيق الحار.. ولم أرى المفرقعات في السماء.. كل ما رأيته هو ابتسامة حبيبي الساحرة لي..

 

هذه الليلة كانت أجمل ليلة في حياتي.. آخيليس داركن أصبحت هائمة بجنون بك..

 

وبعد ليلة حميمة استيقظت في الصباح ولم أرى حبيبي بجانبي.. تثاءبت بقوة ونهضت عن السرير ثم استحممت وارتديت جينز وقميص وخرجت من غرفة النوم.. كان آخيليس مستلقي على الأريكة في الصالون وهو يتكلم على هاتفه.. انهى المكالمة وفورا رميت نفسي عليه وقمتُ بمعاتبته لأنه تركني نائمة بمفردي..

 

ولكن قلبي لا يستطيع رؤية عينيه حزينة لذلك قبلته وجعلته يضحك من قلبه بحركاتي الطفولية ثم طلبت منه أن نذهب إلى كوخ الحُب.. ولكن بينما كان آخيل يقود سيارته بسرعة قصوى على الطريق تلقى مكالمة هاتفية جعلت عالمنا يسوده الظلام...


 

آخيليس**

 

سالت دموعي على وجنتاي بينما كنتُ أُقبل فتاتي على شفتيها قبلة الوداع الأخيرة.. سمعت تلك الطقطقة وهنا شعرت بجسد إستيرا يرتخي بين ذراعاي.. فتحت عيناي ورأيتُها مغمى عليها بينما دموعها كانت تسيل على وجنتيها دون توقف..

 

نظرت أمامي بصدمة كبيرة عندما توقفت السيارة نهائيا بسبب انتهاء الخزان من الوقود.. لكن السيارة لم تنفجر..

 

لا أعلم كيف تحركت بسرعة وفتحت الباب ثم فتحت التابلو وسحبت مسدسي بسرعة ثم حملت فتاتي وخرجت من السيارة وبدأت أركض بجنون مبتعداً عن السيارة..

 

عرفت بخبرتي أنه تم إبطال مفعول المتفجرات في آخر لحظة قبل أن ينتهي خزان الوقود في سيارتي.. عرفت بأن القذر جورجيو أوقف المتفجرات.. لا بد وأن كارتر أخبره بأن إستيرا ما زالت على قيد الحياة..

 

وقفت في منتصف الطريق ورفعت إستيرا ووضعتها على كتفي وأشرت لرجالي وللشاحنة بالتوقف.. ثم استدرت ورفعت يدي التي أحمل بها مسدسي وأطلقت النار على صندوق سياراتي ثم نحو المقعد الأمامي.. ثواني قليلة اهتزت الأرض أسفلي بفعل الانفجار العنيف الذي حدث..

 

اشتعلت سيارتي بكاملها ووقفت جامداً أتأملها بنظرات حادة غاضبة وأنا أحمل على كتفي فتاتي الجميلة..

 

" آخيليسسسسسسسسسسسسسسس... أخي.. أخي ي ي ي ي ي ي..... "

 

سمعت صرخات كارتر الهستيرية ثم رأيت سيارته تقف أمام سيارتي المشتعلة.. نظرت من بين ألسنة النار والدخان الأسود  وما أن ترجل كارتر من سيارته وكان على وشك الركض نحو سيارتي المشتعلة هتفت له بقوة

 

" كارتر.. توقف... "

 

تجمد كارتر في مكانه ونظر باتجاهي بصدمة كبيرة.. وعندما استطاع رؤيتي من بين الدخان وألسنة النار هتف بجنون وبفرح عميق

 

" أخي.... "

 

لم يهتم بنفسه المجنون ورأيته بصدمة يركض بسرعة باتجاهي وهو يتخطى ألسنة النار والدخان.. وما أن وصل إليّ حتى عانقني بشدة وهو يهتف ببكاء

 

" الحمدُ اللّه.. أخي أنتَ بخير.. الحمدُ اللّه على ذلك "

 

ربتت على كتفه بخفة ثم أبعدته عني وابتسمت بسعادة قائلا

" كانت حياتك لتنقلب إلى جحيم لو مُت.. أشكرك أخي لأنك أنقذتني مع إستيرا "

 

وفورا أخبرني كارتر بأن جدتي هي من أقنعت الحقير جورجيو حتى يوقف المتفجرات.. ثم تأملني كارتر بتعجُب وسألني

" لماذا فجرتَ سيارتك الجديدة آخيليس؟.. خبير المتفجرات هنا برفقة رجالك كان باستطاعته تفكيكها من سيارتك وبكل سهولة بعد أن أبطلها جورجيو "

 

نظرت بحدة إلى سيارتي المشتعلة وأجبته


" لقد طفح بي الكيل.. جورجيو تخطى حدوده معي.. وعليه أن يدفع الثمن غاليا لأنه وضع فتاتي في خطرٍ محدق.. أولا سأجعله يظن بأنه لم ينجح بإيقاف المتفجرات.. ثانيا يجب أن يتم تجهيز طائرتي الخاصة وبسرعة.. سنذهب إلى نابولي في أسرع وقت.. الآن أصبحت أنا صاحب اللعبة وعلى جورجيو داركن أن يتبع قوانيني ويدفع الثمن غاليا "

 

ابتسم كارتر بوسع وأجابني بهدوء

" وأنا معك بهذه اللعبة حتى النهاية أخي "

 

نظرت إليه بسعادة ثم أخبرته بأن هناك خائن من رجالي تعامل مع جورجيو وزرع تلك المتفجرات في سيارتي.. وطلبت من كارتر أن يجد لي بسرعة ذلك الخائن ومشينا بهدوء نحو سيارته ورأيت رجالي يركضون باتجاهي ويرافقونني نحو سيارة كارتر بحماية.. وضعت فتاتي على حضني وبينما كان كارتر يقود سيارته باتجاه قصر جدتي نظرت إلى حبيبتي بحنان وبعاطفة وبعشقٍ كبير..

 

تذكرت بسعادة كيف رفضت فتاتي القفز من السيارة لتنقذ نفسها بل فضلت الموت معي على أن تتركني وتعيش.. إلهي كم أصبح قلبي الآن يعشقها أكثر وأكثر من ذي قبل.. إستيرا جونز هي كنزي الثمين في هذه الحياة.. كل ما أملكه لا يُقارن بها.. هي أغلى من أموال وكنوز العالم كله بنظري..

 

داعبت وجنتها برقة بأصابعي وهمست بحنان

" أحبُكِ شرطيتي الجميلة.. أحبُكِ بجنون "

 

عرفت بأن كارتر سمعني لكنني لم أعد أهتم بأن يعلم العالم بأسره بمشاعري نحو إستيرا جونز.. ولم أعد أهتم إن سمعني الجميع أعترف لها بحبي.. لأنني قررت أن أعترف لها مراراً وتكراراً عن مشاعري في كل لحظة..

 

عندما أوقف آخيليس سيارته أمام قصر جدتي وقبل أن يفتح لي الحراس الباب رأيت جدتي تخرج من القصر وهي تهتف بجنون وبفرحٍ كبير وهي تبكي بسعادة

 

" حفيدي.. آخيليووووووووووووو.. يا قلب جدتك.. يا عمري و يا حياتي أنت... "

 

ابتسمت بحنان وترجلت من السيارة وأنا أحمل إستيرا بين ذراعاي.. شهقت بقوة عندما عانقتني جدتي بشدة من عنقي وبدأت بتقبيل وجهي في كل مكان وهي تبكي وتهتف بفرح

 

" حبيبي آخيليو.. يا قلب جدتك وعمرها.. الحمدُ اللّه بأنك على قيد الحياة.. "

 

رأيت حُراسي ينظرون إلينا بذهول تام.. حسنا لا ألومهم فجدتي كانت تعانق رأسي حرفيا وتقبلني كطفل صغير عمره خمسة أعوام..

 

نظرت إلى جدتي بحنان وحمحمت وهمست برقة

 

" جدتي.. توقفي.. رجالي ينظرون نحونا بطريقة مُخجلة لي "

 

قهقهت جدتي بسعادة وقالت بمرح

 

" لا تخجل يا عمري.. نحن الجدات وظيفتنا أن نجعلكم تخجلون بسبب تدليلنا لكم كالأطفال.. مهما بلغتَ من العُمر يا قلبي ستبقى حفيدي وواجبي أن أدللك "

 

قبلت خدها برقة وقلتُ لها بحنان

 

" أحبكِ جداً جدتي "

 

لأول مرة في حياتي ألفظ لها تلك الكلمة رغم أنها تعلم جيداً بأنني أحبها.. تجمدت نظرات جدتي على وجهي بذهول ثم شرعت تبكي بهستيرية.. تأملتها بتعجُب ثم نظرت إليها بقلق قائلا

 

" جدتي لماذا تبكين؟.. أرجوكِ توقفي عن البكاء.. جدتي!!!... "

 

فجأة حاوطت وجنتاي بكلتا يديها وهتفت بوجهي

 

" ااااااااااااااااااااااععععععععععععععع.. وأنا أحبك بجنون حفيدي الوسيم "

 

وبدأت كعادتها تُمطر وجهي بقبلات عديدة وسمعت بغيظ كارتر يضحك بشدة ثم هتف بحزن مصطنع

" جدتي.. ماذا عني؟.. هل هناك من يحبني هنا؟ "

 

هتف إميليو قائلا بسعادة

" أنا أحبك أيها المشاغب "

 

تأمله كارتر بغيظ وهتف بغضب

" إخرس.. كاذب لعين.. فأنت لا تُحب سوى جدتي هيلينا "

 

وهنا ابتعدت جدتي عني وقالت بنبرة معاتبة وبحدة لـ كارتر

" كارتر.. إياك أن تتكلم مع جدك المستقبلي بهذه الطريقة.. عليك أن تحترمه فهو سيكون زوجي بعد أسبوعين "

 

نظرت إليهم بسعادة ثم قبلت حبيبتي على جبينها ودخلت إلى القصر وتركت جدتي تتشاجر مع كارتر بطريقة مضحكة..

 

وضعت إستيرا برقة على سريري وتسطحت بجانبها وامسكت يدها اليسرى بيدي ونظرت بحنان إلى وجهها.. لم أتوقف عن النظر إليها لوقتٍ طويل حتى رأيتُها تُحرك جفنيها..

 

وما أن فتحت عينيها الجميلتين حتى تجمدت نظراتها على عيناي.. ابتسمت برقة وهمست بعشق قائلا

" مرحباً حبيبتي.. كيف تشعرين؟ "

 

توسعت عينيها وسحبت يدها من يدي وبدأت تنظر بصدمة في أرجاء الغرفة.. ثواني عادت نظراتها لتستقر على عيناي بذهول


رواية شرطية المرور - فصل 34 - لحظات حاسمة

 
 

وسمعتُها بدهشة تهمس قائلة

" هل هذه الجنة؟!!.. الغرفة جميلة لكن ظننت ستكون باللون الأبيض.. لكن لون الذهبي لهذه الغرفة جميل "

 

ضحكت بخفة على لطافتها ثم ابتسمت بوسع قائلا بنبرة حنونة

" هذه جنتي على الأرض حبيبتي.. أنتِ الآن في غرفة نومي في قصر جدتي "

 

توسعت عينيها بذهول ثم انتفضت جالسة وهتفت بدهشة

" لم تنفجر السيارة؟.. لكن.. لكن كانت ستنفجر.. سمعت تلك الطقطقة و.. و... لقد سمعتها آخيليو.. كيف لم نمُت؟.. ماذا فاتني؟ "

 

نظرت إليها بنظرات ماكرة وقلتُ لها بمزاح

" فاتكِ الكثير.. اندلعت الحرب العالمية الثالثة و كارتر تزوج من صديقتكِ وهي حامل منه وهو يحبها بجنون.. أما جدتي سوف تتزوج بعد أسبوعين من حُب حياتها إميليو.. أما أنا.. أنا الزعيم آخيليس داركن... "

 

توقفت عن التكلم وقربت وجهي منها وهمست لها برقة بينما كنتُ أنظر في عمق عينيها الساحرتين

" أما أنا الزعيم آخيليس داركن.. أعشق شرطية المرور البسيطة والجميلة والعفوية.. أعشقها بجنون "

 

ساد الصمت بيننا للحظات ورأيت الدموع تترقرق في عينيها ورأيت فكها يرتعش.. شاهدت بحزن دموعها تسيل على وجنتيها ببطء فمسحتُها بسرعة وسألتُها بقلق

 

" لماذا تبكين فتاتي؟.. لا تبكي لو سمحتِ.. لا تبكي.. "

 

شهقت إستيرا بقوة وتجمدت بذهول عندما رمت نفسها عليّ وعانقتني بشدة وهمست ببكاء


" ظننت.. ظننت بأنك ستندم لأنك اعترفت لي بمشاعرك.. كنتُ خائفة بأن يكون اعترافك بحبك لي بسبب ظنك بأننا سنموت.. أنا أحبك بجنون آخيليس.. أحبُك "

 

ضممتُها إلى صدري بشدة وقلتُ لها بعاطفة جياشة

" لطالما أحببتكِ فتاتي.. منذ البداية.. وحتى آخر يوم في حياتي سأبقى أحبكِ "

 

أبعدت يداي عن ظهرها وأمسكت وجنتيها ورفعت رأسها برقة ونظرت بعشق إلى عينيها.. سحبت نفس عميق وسألتُها بنبرة حنون قائلا

 

" إستيرا جونز هل توافقين على الزواج مني؟.. هل توافقين بأن تكوني زوجتي و زعيمة على عرش قلبي إلى الأبد؟ "

 

توسعت عينيها على وسعهما ثم فجأة صرخت بجنون

" ااااااااااااااااااااااااععععععععععععععععععععععع.. موااااااااااااااااافقة.. موافقة حبيبي.. موافقة.. سأكون زوجتك وزعيمة على عرش قلبك إلى الأبد حبيبي "

 

ابتسمت بسعادة لا توصف وما أن كنت على وشك تقبيلها انفتح باب غرفتي وسمعت بصدمة كبيرة جدتي تهتف بسعادة


" أخيراااااااااااااااااا.. أخيرا حفيدي سيتزوج ويرزق بأطفال.. أخيراااااااااااا.. اه كم أنا سعيدة.. مبروك.. مبروك لكما يا عصافير الحُب "

 

رأيت إستيرا تتأملها بدهشة وهمست بتعجُب

" سيدة هيلينا!!.. أنتِ.. يا إلهي.. أنتِ جدة آخيليو؟!!... "

 

قهقهت جدتي بسعادة وجلست بجانبي على السرير وأمسكت بيد إستيرا وقالت لها بسعادة

" نعم أنا جدة الزعيم.. طبعا تتساءلين بداخلكِ كيف حدث ذلك وكيف التقيت بكِ في ذلك اليوم؟.. سأخبركِ لاحقا.. ولكن الآن يجب أن نتحدث عن إجراءات الزفاف والفستان و... "

 

توقفت جدتي عن التكلم ونظرت إليّ بجدية قائلة

" آخيليس.. دعنا بمفردنا قليلا.. يجب أن أتكلم مع إستيرا عن تفاصيل الزفاف والمدعوين و طبعا الفستان.. وأنتَ لا يجب أن تسمع حديثنا فسيكون مملا بالنسبة لك "

 

نظرت بقهر إلى جدتي ووقف غصبا عني وخرجت من غرفتي.. ولكن ما أن أغلقت الباب حتى رأيت كارتر و إميليو يقفان أمامي وهما ينظران إليّ بخبث.. ولكن قبل أن يتكلما هتفت بحنق

 

" إياكما.. لا أريد سماع كلمة واحدة منكما "

 

ابتسم إميليو بوسع وقال

" حتى كلمة مبروك؟ "

 

نظرت إليه بقهر وهمست بفحيح

" حتى هذه الكلمة.. فحبيبتك هيلينا أفسدت عليّ طلب الزواج من فتاتي.. لم أستطع تقبيلها حتى.. تبا "

 

قهقه إميليو بقوة ثم قال بجدية

" جدتك سوف تفسد حياتك بكاملها قبل يوم زفافك.. لقد أخبرتني قبل أن تُفسد طلب زواجك من حبيبتك بأنها لن تجعلك تنام بجانب إستيرا لحين موعد الزفاف "

 

توسعت عيناي برعب وهتفت بجنون

" جدتي ي ي ي ي ي ي... "

 

أردت أن أستدير وأدخل إلى غرفتي وأخطف فتاتي لكن كارتر اللعين أمسك ذراعي وقال وهو يضحك بشدة


" هذا الملعون إميليو بدأ يأخذ دور جدنا على محمل الجد.. لا تبالي به فطبعا جدتي لن تحرمك من حبيبتك لحين موعد الزفاف.. والآن تعال لنخطط بما سنفعله بـ جورجيو داركن.. كما أريدُك أن تعلم بأنني وجدت الخائن بسرعة.. إنه أنجلو.. لقد وقع بفخي.. أخبرت الجميع بأنك لم تمت وانتظرت وراقبت تحركاتهم.. وطبعا لمحت أنجلو يتسلل وحاول أن يتصل بـ جورجيو داركن ليعلمه بأنك وحفيدته على قيد الحياة.. الحقير أنجلو كان الوحيد الذي يهتم بنظافة وحماية سياراتك.. كانت شكوكي عليه منذ البداية.. لكن ما لم يكن يعرفه بأن الفتاة التي برفقتك منذ أسبوعين هي نفسها إستيرا جونز حفيدة جورجيو.. هل تريدني أن أقتله الآن أمامك؟.. فهو هنا في قبو القصر "

 

نظرت أمامي بحدة وأجبت كارتر بهدوء

" لا.. لا تقتله حاليا "

 

فهمني كارتر على الفور ولزم الصمت.. وهكذا ذهبت إلى مكتبي برفقة كارتر و إميليو وأعطيتهم تعليماتي الكاملة وبدقة.. ولكن بعد ساعة وصلنا خبر وفاة إستيراندا بسكتة قلبية.. جدتي هيلينا حزنت من أجلها ولكنها أصرت على مرافقتنا إلى نابولي لأنها تريد أن ترى بعينيها جورجيو داركن يدفع الثمن غاليا على كل ما فعله بي و بـ إستيرا...

 

وصلنا إلى إيطاليا وتحديداً إلى قصر والدي في نابولي.. وبطلب من جدتي واحتراما لجدة إستيرا قررت أن يتم اقتحام القصر بعد انتهاء مراسم الدفن والعزاء.. وطبعا ولأول مرة أرى جدتي تُعطي اوامرها وتعليماتها لرجالي بكل ثقة.. فهي قررت أن تواجه جورجيو داركن أولا وطبعا وافقت على طلبها...

 

ما ان اقتحم رجالي القصر دخلته بهدوء وجلست على الكرسي بجانب باب الصالون وابتسمت بخبث عندما ابتعدوا رجالي من أمامي وسمحوا لـ جورجيو داركن برؤيتي..

 

تأملته بكره وكلمته بنبرة باردة حادة وكارهة

 

" مرحباً عمي جورجيو.. هل اشتقتَ لرؤيتي؟.. إن فعلت فهذا مؤسف.. لأنني وببساطة لا أبادلك تلك المشاعر.. ربما الحقد والانتقام.. لذلك.. أهلا وسهلاً بك في جحيمي جورجيو داركن "

 

شحب وجهه بشدة ورأيت يده اليسرى ترتعش بقوة.. تأملني بنظرات مصدومة وهمس بدمار وبذعر قائلا

" أنت.. أنت.. أنتَ لم تمُت؟.. كيف حدث ذلك؟!!.. كيف؟!... "

 

استقمت بجلستي وعرمت كتفاي وقلتُ له بحدة

" سبق وحذرتُك.. لا تعبث معي فأنا من النوع الذي لا يسامح ولا يتوقف حتى ينتقم.. فهكذا تم تدريبي منذ الصغر.. كما تم تدريبك من قبل جدي فيجو.. "

 

وقفت ومشيت عدة خطوات ووقفت بوسط الصالون وتأملت بقرف رجال جورجيو وتابعت قائلا

 

" جدي فيجو و والدي فيجو جونيور درباني منذ صغري حتى أستلم امبراطورية داركن عندما يحين الوقت.. جدي لم يرى بك سوى الضعف والغرور.. حتى والدي كان يعلم بمدى كرهك الشديد لي لأنه تم اختياري حتى استلم رئاسة الشركات والعصابة بدلا منك.. لكن بقوتي وبذكائي أصبحت الزعيم وزعيم الزعماء.. لم أرث الزعامة من والدي ومن جدي بل حصلت عليها بمجهودي الخاص.. لكنك كرهتني وحقدت عليّ بسبب جشعك وغرورك "

 

اقتربت خطوتين وتوقفت وأشرت بيدي نحو كارتر وفورا تحرك كارتر وخرج من الغرفة وبعد دقائق دخل برفقة عدد من رجالي ورموا بالخائن أنجلو أمام أقدام جدي.. نظر جورجيو إليه بصدمة ثم رفع نظراته وتأملني بذعر وقال

 

" لقد أوقفت المتفجرات قبل أن ينفذ الوقود من سيارتك.. هذا يعني بأن حفيدتي لم تمُت.. أليس كذلك؟!.. إستيرا حفيدتي لم تمُت.. أرجوك اسمح لي برؤيتها قبل أن تقتلني.. أمنيتي الأخيرة بأن أرى حفيدتي قبل أن أموت وأطلب منها السماح "

 

ابتسمت بخبث وأجبته بسخرية

 

" حقا!!.. الآن أصبحت تهتم بحفيدتك الوحيدة.. تأخرت كثيراً جورجيو داركن.. "

 

توقفت عن التكلم ومشيت بهدوء نحوه ووقفت أمامه ونظرت إليه بحدة قائلا

" أنتَ مخطئ.. ولكن في أي جزء يا ترى؟.. أنتَ مخطئ في كل شيء.. فلا حفيدة لك ولن أسمح لك بتوديعها ولن أسمح لك بطلب السماح منها قبل أن أقتلك بنفسي "

 

رأيته يبكي لكنني لم أشعر بالشفقة عليه بل تأملته بكره وتابعت قائلا له بحقد

 

" لطالما كنتَ ظالماً وظلمت ابنتك الوحيدة بسبب حقدك على والدي.. رغم معرفتك بأن ابنتك الوحيدة لومينا لا تُحب والدي إلا أنك أردت تزويجها بالقوة إلى صديقٍ لك.. فقط حتى تغيظ والدي وتجعله يتألم أكثر بسبب حبه لابنتك.. جعلتَ ابنتك تهرب منك وتقوم بتغيير كنيتها حتى لا تجدها.. وبعد موتها اتهمتَ والدي وحاربته.. ثم حاربتني ومن جديد قررت أن تزوج حفيدتك بالقوة إلى العاهر دايمون فقط لأنني أحبها وهي تحبني "

 

شهق جورجيو بقوة إذ لم يتوقع أن أعترف له وأمام الجميع عن حُبي لحفيدته إستيرا.. توسعت عينيه بذهول ولم يتوقف عن البكاء للحظة.. نظرت إليه بقرف وتابعت قائلا له بحدة

 

" وفي النهاية بسبب حقدك اللعين تسببت في موت زوجتك.. أظن تستحق هذا العقاب.. فهو يكفي لجعلك تموت بحرقة لآخر أيام حياتك "

 

حركت يدي اليمنى نحو خصري وسحبت مسدسي الذهبي والذي أهداني إياه والدي قبل وفاته.. نظر جورجيو برعب إلى فوهة المسدس عندما رفعت مسدسي نحو وجهه.. نظرت إليه ببرود أعصاب قائلا

 

" رغم كل ما فعلته بوالدي وبي لم أكن أرغب بقتلك لأنك من العائلة.. احترمتُك وناديتُك بعمي لكنك لم تهتم.. ولكنك اقترفت أكبر خطأ في حياتك بتعريض إستيرا إلى الخطر بوضعك لتلك المتفجرات في سيارتي.. ألا تعلم بأن رجال عائلة داركن عندما يعشقون امرأة من المستحيل أن يؤذوا شعرة واحدة من رأسها؟.. أظن غاب ذلك عنك "

 

شهق جورجيو بقوة وسالت دموعه أكثر على وجنتيه.. نظرت إليه بسخرية وتابعت قائلا له

 

" وأنتَ تعلم جيداً بأنني مستعد لإحراق العالم بأسره لحماية المرأة التي أعشقها بجنون.. وسوف أحرقك بنفسي الآن من أجلها "

 

حركت يدي بسرعة وأطلقت النار على رأس أنجلو فسقط جسده جثة هامدة أمام قدمينا على الأرض.. نظر جورجيو برعب إليّ خاصةً عندما وجهت مسدسي نحو جبينه.. تأملته ببرود وقلتُ له

 

" الوداع جورجيو داركن "

 

وما أن كنت على وشك أن أضغط على الزناد سمعت بدهشة إستيرا تهتف بقوة

" لا آخيليس لا تفعل.. لا تقتله "

 

نظرت إلى الخلف ورأيتُها تركض باتجاهي وتقف أمامي.. نظرت إليها بذهول ثم نظرت إلى جدتي بحدة ورأيتُها تُحرك كتفيها باستسلام وفهمت على الفور بأن إستيرا أقنعتها على طريقتها بجلبها إلى هنا دون علمي..

 

نظرت إستيرا بحنان إليّ وأمسكت ذراعي وأخفضتها ثم سحبت المسدس من يدي وأمسكته.. قبلت خدي برقة أمام الجميع وقالت

 

" لا تقتله بسببي.. لا أريدُك أن تفعل ذلك بسببي "

 

ثم نظرت إلى جدها وقالت بحزن

" لطالما تمنيت منذ صغري لو كان لي جد وجدة.. جد حنون يحبني ويدللني بجنون.. ولكن عندما تحققت أمنيتي جعلتني أعيش في كابوس مرعب.. وجعلتني أخسر جدتي حتى قبل أن أتعرف عليها جيداً "

 

اقتربت إستيرا منه وهنا كل حواسي تأهبت لحمايتها.. لا أعلم لكن شيء بداخلي أعلمني بأن شيء سيء على وشك الحدوث في هذه اللحظات الحاسمة..

 

وقفت إستيرا أمامه بعيدة خطوة صغيرة عنه فقط.. نظرت بتهديد إلى جورجيو لكنه كان ينظر إلى إستيرا بندمٍ كبير ويبكي.. لكن نظراتهِ لم تخدعني أبداً.. سمعت إستيرا تقول له بحزن وببكاء

 

" صفعتني وهددتني وأجبرتني على الزواج من رجل كريه قذر فقط لأنك تكره آخيليس.. لم تهتم بي و بأنني حفيدتك الوحيدة ولم تهتم لدموعي ولمشاعري.. تحكم الحقد بك حتى النهاية.. لكنني سامحتُك ولا أريد أن يقتلك آخيليس بسببي.. لذلك سأطلب منه وأمام الجميع بأن يسامحك ويعفو عنك.. ولكن لا أرغب ولا أريد رؤيتك مرة أخرى في حياتي كلها.. وهذا عقاب يكفي لك بنظري "

 

شهق جورجيو بقوة وقال ببكاء

 

" لا إستيرا لا تحرميني منكِ حفيدتي.. لا تفعلي ذلك بكِ.. خسارتي لجدتكِ حطمتني.. لا تحطمي روحي بيديكِ "

 

تأملته إستيرا بحزن وقالت له

" أنتَ من حطمتَ نفسك بيديك.. أتمنى أن تعرف قيمة ما خسرته بسبب حقدك "

 

وما أن حاولت إستيرا أن تستدير هتفت بجنون

" إستيراااااااااااااااااااااااا.... "

 

إذ رأيت جورجيو داركن يمسكها بذراعها ويسحب من يدها المسدس ولكن قبل أن أتحرك رفع المسدس بوجهي وقال بحدة


" لا أحد يتحرك وإلا أطلقت النار على الزعيم "

 

توقفت جامدا أنظر بذهول إلى إستيرا.. لم أهتم لنفسي بل مثل عادتي كنتُ خائف لحد اللعنة على حبيبتي.. رأيتُها تبكي بذعر بينما جورجيو كان ينظر إليها بدمار وهتف بلوعة

 

" لن أسمح بأن أخسركِ حفيدتي كما خسرت نفسي وزوجتي.. لن أسمح أبداً بحدوث ذلك.. لذلك... "

 

وببطء وبصدمة كبيرة رأيت جورجيو يتحرك وأطلق النار على........



انتهى الفصل




انتقل إلى الفصل 35 والأخير ᐸ







فصول ذات الصلة
رواية شرطية المرور

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©