أوليفر***
وصلت إلى قصر راموس وأوقفت سيارتي أمام المدخل وترجلت
منها.. لكن قبل أن أغلق الباب رأيت بدهشة حارسين يركضان أمامي وهتفا باسمي بقلق..
" سيد أوليفر.. سيد أوليفر... "
نظرت إليهما بتعجُب ووقفا أمامي وكلمني روب قائلا بقلقٍ
واضح
" سيد أوليفر.. الرئيس باتسي ليس موجوداً في
القصر.. لقد أمرنا على الطريق أن نعود بمفردنا إلى القصر وذهب إلى مكان مجهول
"
نظرت إليه بدهشة وسألته بحدة
" كيف واللعنة حدث ذلك؟!.. أين هو راموس الآن؟.. لم
يُخبركم عن وجهته؟.. ولماذا واللعنة لم تتصلوا بي عندما أمركم بالعودة إلى القصر من
دونه؟ "
تأملني بنظرات مُرتعبة وأجابني
" الرئيس كان غاضب.. أمر جميع حُراسه بالعودة إلى
القصر وعدم تتبعهِ.. كما أمرنا بعدم الاتصال بك.. لم نستطع مُخالفة أوامره سيد
أوليفر.. وطبعاً لم يُخبرنا سيد باتسي إلى أين سيذهب "
شتمت بعصبية وأمرتهما بالاتصال بي ما أن يعود راموس
وطلبت منهما بالعودة إلى أماكنهم ثم صعدت إلى سيارتي وقدتُها بسرعة جنونية وذهبت
لأبحث عن صديقي..
كنتُ قلق عليه لحد اللعنة.. بحثت عنه في الشركة ثم في
الكازينو الخاص به ثم في الملهى الليلي الذي يمتلكه لكن لا أثر له في أي مكان كما
أن هاتفهُ اللعين مُغلق..
شعرت بالخوف عليه فهو حزين وغاضب والأهم قلبهُ مُحطم..
أتذكر جيداً عندما تلقى صدمة عمره من مادونا العاهرة.. أتذكر جيداً كم تألم وكم
تعذب حتى استطاع أن ينساها.. بسبب تلك الملعونة أصبح راموس كارهاً للنساء.. بسببها
راموس تحول إلى إنسان قاسي وكريه وسادي مع النساء..
لكن بفضل إيلا عاد راموس القديم.. عاد صديقي الرائع ذو
الشخصيّة القوية والجذابة وعاد يضحك من جديد.. عاد ليضحك من قلبه ويشعر بالسعادة..
عاد ليكون ذلك الرجل الحنون ذو القلب الطيب.. بفضل إيلا توباس صديقي راموس عاد
لسابق عهده..
وهو أحبها.. راموس يُحب إيلا بشكلٍ جنوني.. اكتشفت ذلك
بسهولة فهو صديقي وأعرفهُ جيداً.. اكتشفت مشاعره نحو إيلا بسبب غيرتهِ الكبيرة
عليها.. وبسبب تصرفاتهِ معها.. وطبعاً بسبب نظراتهِ العاشقة لها..
راموس يهيم عشقاً بها وهي حطمته الليلة.. والآن أنا أبحث
عنه في كامل المنطقة وأشعر بالخوف عليه.. كنتُ خائف بأن تكون ردة فعلهِ عكسية و..
لا طبعاً لن يؤذي نفسه فهو يعشق بجنون ابنته ولن يسمح لنفسه بتركها وحيدة في هذا
العالم..
ولغاية الصباح ظللت أبحث عنه بقلقٍ شديد حتى أخيراً
تلقيت اتصال من الحارس روب وأخبرني بأن راموس وصل إلى القصر منذ دقائق وهو يجلس
على حافة الباطون في الحديقة..
قدتُ سيارتي بسرعة جنونية نحو القصر وما أن وصلت ترجلت
مُسرعاً منها وركضت بسرعة وهتفت بقلق
" راموس.. الحمد اللّه بأنك بخير.. "
رأيتهُ يُدير رأسه باتجاهي وتأملني ببرود..
وقفت أمامه
وكتفت يداي على صدري وقلتُ له بنبرة مُعاتبة
" لقد قلبت الأرض رأساً على عقب بحثاً عنك.. أين
كنتَ طيلة هذا الوقت؟.. على الأقل اتصل بي وأخبرني إلى أين ستذهب ثم أغلق هاتفك
اللعين "
تنهد راموس بقوة وأشار بيده لأقترب وأجلس بجانبه..
نظرت إليه بحزن واقتربت وجلست بجانبه وسمعتهُ بحزن يتكلم بقلب مُحطم...
راموس**
بينما كنتُ أقود سيارتي باتجاه القصر شعرت بدموعي
الساخنة تسيل بسرعة على وجنتاي.. شهقت بقوة وضربت المقود بقبضة يدي بعنف وهتفت
بعذاب
" لماذا حبيبتي؟!!.. لماذا دمرتني من جديد؟!..
لماذا ساحرتي أحرقتِ قلبي؟!.. أنا أحبُكِ بجنون وتغيرت من أجلكِ..
لماذاااااااااااااااااااااا؟!!...... "
اصطكت أسناني وصدر صوت مُزعج منها في السيارة.. مسحت
دموعي بكف يدي ثم ضغطت على اللوحة الالكترونية أمامي واتصلت بالرجال وأمرتهم
بالعودة إلى القصر وبعدم الاتصال بـ أوليفر..
انهيت الاتصال وبتعاسة قدتُ السيارة باتجاه منزل
ساحرتي.. أوقفت السيارة بعيداً عن منزلها في مكان لن يستطيع أوليفر الانتباه له..
وانتظرتهما بحزن حتى يصلوا..
منزل إيلا كان قد أصبح لي بسبب المستندات التي أمتلكُها
من والدها.. وعندما وقعت في الحُب قررت أن أعيد كل شيء لها.. الشيكات التي وقعها
والدها أحرقتُها كلها.. وعندما قررت أن أكتب المنزل باسمها طلبهُ مني الزعيم..
كان قد اتصل بي في المساء في تلك الليلة عندما ساحرتي ارتدت لي ذلك الفستان الأسود المثير والذي جعلني أنتصب فوراً ما أن رأيتُها به..
في تلك الليلة اتصل بي الزعيم وطلب مني أن أسلمهُ صك الملكية الخاص بمنزل إيلا
توباس.. طبعا شعرت بالارتياب من طلبهِ ذاك ولكنه أخبرني بأن والدها يدين له بالمال
وهو يريد في المقابل المنزل..
عرضت عليه مبلغ مليونين دولار نقداً مُقابل أن يظل الصك
بحوزتي لكنه رفض رغم أن منزل والدها لا يساوي ربع هذا المبلغ.. وطبعا لم أستطع رفض
أوامره.. لذلك في اليوم الثاني ذهبت بنفسي بحزن وسلمتهُ صك المنزل.. كنتُ أرغب بأن
أهديها الصك عندما أطلب يدها للزواج مني الليلة.. ولكن بسبب عشقي الأعمى لها لم
أقم بتحليل طلب الزعيم الغريب.. صدقته فورا عندما أخبرني بأن والد إيلا المرحوم
يدين له بالمال..
لو لم أكن أعمى بسبب الحُب كنتُ وضعت النقاط على الحروف
واكتشفت بسرعة بأن إيلا تعمل جاسوسة للزعيم وبأنه في المقابل سيعيد لها منزل
عائلتها..
وبغباء منذ أسبوع ذهبت واشتريت خاتم من الماس لأطلب يدها
للزواج مني.. اشتريت أغلى خاتم خطوبة من أجلها ومن أجل عينيها.. أردت أن أشتري لها
العالم بكامله وأضعهُ بين يديها فقط لتكون سعيدة وتسامحني على كل ما اقترفته من
ذنوب في حقها وبحق والدها..
ولكن الليلة بدل أن أكون أسعد رجل في العالم كما كنتُ
أتخيل عندما توافق ساحرتي على طلبي تلقيت صدمة حياتي..
صحيح لا أستطيع أن ألومها على ما فعلتهُ بي لأنني أستحق..
ولكنني أتعذب الآن وأتألم بشدة بسببها.. أشعر بكل خلية في جسدي تؤلمني بسبب قلبي
والذي حطمتهُ ساحرتي بكلتا يديها..
تنهدت بقوة ونظرت إلى المنزل بحزن وهمست بعذاب
" ماذا كنتَ تتوقع راموس؟!!.. أن تركض وتعانقك
وتعترف لك بأنها تعشقُك بجنون وبأنها سامحتك بعد أن تسببتَ بموت والدها و خطفتها و
اغتصبتها بوحشية و ألمتها و عذبتها و أهنتها... ماذا كنتُ أتوقع منها؟!.. أن تركض
وتقبلني وتنظر إليّ بنظرات عاشقة وهائمة وتهتف بسعادة بأنها موافقة على الزواج
مني؟!.. طبعاً لن تفعل ذلك لأنني لا أستحقُها "
رأيت سيارة أوليفر تقترب من المنزل وشاهدتهُ وهو يترجل
من السيارة ثم يحمل ساحرتي بذراعيه.. نظرت إليها بوجعٍ كبير وسالت دمعة ساخنة
على خدي..
كانت ساحرتي نائمة.. ساحرتي الجميلة والرقيقة كانت نائمة
وصديقي يحملها بين ذراعيه ويدخل بها إلى المنزل.. قلبي نبض بجنون من مُجرد رؤيتي
لها كالعادة.. قلبي الحزين والمجروح والمتألم لا ينبض بتلك النبضات السريعة سوى من
أجلها..
دقائق قليلة رأيت أوليفر يخرج من المنزل ثم يُغلق الباب
وصعد إلى سيارته ورحل.. لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا جالس بهدوء أنظر إلى المنزل
بحزن.. ربما ساعة أو ساعة ونصف..
نظرت إلى التابلو أمامي وفتحته.. رفعت يدي وسحبت حلقة
مفتاح على شكل قلب.. سحبتُها ونظرت إلى المفتاح بحزن.. طبعا كان لدي نسخة أخرى عن
مفتاح منزل إيلا.. ففي اليوم الذي سلمت به المفتاح للزعيم كنتُ قد نسيت تسلميه
النسخة الثانية..
ضغطت يدي على المفتاح همست بحزن
" سأراها قليلا فقط حتى أطمئن عليها ثم سأعود إلى
قصري.. دقائق فقط وسأخرج بسرعة "
لا أعلم من كنتُ أُقنع بهذه الكلمات؟!.. قلبي أم عقلي أم
نفسي!!.. لكنني كنتُ أرغب بجنون بأن أراها ولو لدقائق قليلة حتى أطمئن عليها
ويرتاح قلبي ولو قليلا من شوقهِ لها..
أخيراَ ترجلت من السيارة وأغلقت الباب بهدوء ومشيت
بخطوات سريعة نحو المنزل.. دخلتهُ بهدوء وضغطت لوحة مفاتيح الإضاءة في غرفة
الجلوس.. نظرت في الأرجاء ونبض قلبي بعنف عندما رأيت ساحرتي نائمة على الأريكة في
الصالون..
وقفت جامداً أتأملها بعذاب وبوجعٍ كبير.. كان وجهها شاحب
ودموعها المالحة و الجافة على خديها شكلت خطوط كثيرة عليها..
اقتربت بخفة ووقفت أمام الأريكة ثم جلست على ركبتاي
ونظرت بحنان وبحزن إلى وجهها الشاحب والجميل.. رفعت يدي اليسرى وداعبت خصلات شعرها
بخفة وهمست بحرقة
" أحبكِ ساحرتي.. رغم حزني وقلبي الذي حطمتهِ
بيديكِ ما زلتُ أحبكِ بجنون.. لكن للأسف طريقنا مُختلف.. من المستحيل أن تكوني لي
وأكون لكِ.. لقد فهمت الليلة بأنكِ من المستحيل أن تسامحيني على ما فعلته وهذا من
حقك.. وهذا يؤلمني بشدة.. لكنني أستحق ذلك.. أستحق عدم مسامحتكِ لي وأستحق
انتقامكِ مني.. "
شعرت بشيءٍ رطب على خدي فرفعت يدي اليمنى ومسحت تلك
الدمعة عنه.. لم أكن أعلم بأنني أبكي.. ولكن عرفت الآن..
أمسكت يدها اليمنى بخفة والتي كانت على بطنها ثم رفعتُها
بخفة وقبلتُها برقة.. أغمضت عيناي بشدة وبكيت بصمت بينما كنتُ أمسح دموعي بكف يد
إيلا ساحرتي وهمست لها بوجعٍ كبير..
" سامحيني.. سامحيني ساحرتي.. ربما يوماً ما قد
تفعلين ذلك.. ولكنكِ ستكونين بعيدة عني.. لكن يجب أن تعلمي بأن حُبي لكِ لن ينتهي
أبداً.. قلبي سيظل مُلكاً لكِ وإلى الأبد.. ستظلين حُب حياتي إلى الأبد "
وضعت يدها برقة على بطنها ثم استقمت ونظرت إليها بألم..
وقبل أن أستدير وأخرج من المنزل همست لها بحرقة
" الوداع ساحرتي.. أتمنى أن تكوني سعيدة في حياتكِ
بعيداً عن جاموسكِ الوحش الذي تكرهينه بجنون.. كوني سعيدة لأنكِ تستحقين السعادة
"
خرجت مُسرعا من المنزل قبل أن أغير رأيي وأخطفها وأجعلها
لي بالقوة.. قدتُ سيارتي باتجاه الريف وأوقفتُها بعد ساعة ونصف أمام المنزل
المهجور.. المنزل الذي وضعت به إيلا عندما قمتُ باختطافها..
أزلت سترتي ورميتُها في المقعد الخلفي ثم ترجلت من
السيارة ودخلت إلى المنزل..
جلست على الكُرسي أمام السرير ونظرت إليه بشرود
تذكرت عندما رأيتها مُكبلة اليدين والساقين على هذا
السرير.. تذكرت بحزن نظراتها المُرتعبة والخائفة.. تذكرت بحزن كيف عاملتُها بحقارة
وألمتُها..
كل تلك الذكريات جعلتني أشعُر بألمٍ عظيم في صدري
وتحديداً في قلبي.. الحُب يؤلم.. يؤلم جداً.. ولا دواء له ولا طبيب...
ظللت لساعات طويلة أنظر بشرود أمامي ومع بزوغ الفجر قررت
العودة إلى القصر..
أوقفت سيارتي وترجلت منها وفورا ركض حارس واستلم مني
المفتاح وقاد السيارة نحو الموقف الخاص بها.. تأملت جميع الحُراس بهدوء وسألتهم
" أين أوليفر؟ "
أجابني حارس بخوف قائلا
" سيدي.. السيد أوليفر ذهب للبحث عنك منذ الأمس ولم
يعُد "
همهمت بخفة وتذكرت بأنني أغلقت هاتفي.. لا بُد أن أوليفر
يقلب الأرض حاليا بحثاً عني..
" اتصل به واخبره بأنني هنا "
أجابني الحارس موافقا باحترام ثم مشيت بهدوء في الحديقة
وتوجهت نحو المسبح.. جلست على حافة الباطون أنظر بشرود أمامي وأفكر.. فكرت بعمق
بكل ما حدث منذ البداية.. وتذكرت بأسى كيف مارست الحُب مع ساحرتي عندما كانت
محمومة.. وتذكرت بألم كيف سلمتني نفسها منذ ليلتين.. كانت تودعني.. كانت تودعني
بنظرها قبل موتي..
بغباء ظننت بأنها بدأت تشعُر ولو قليلا بالحُب نحوي.. بغباء
ظننت بأنها سامحتني.. عندما كانت محمومة وسلمتني نفسها برغبة حارقة شعرت بالذنب
لأنني استغليت ضعفها ومرضها ومارست الحُب معها.. كما شعرت بالحزن وبذنبٍ أكبر
عندما تحسنت واكتشفت بأنها لا تتذكر ليلتنا الساخنة..
ولكن عندما سلمتني نفسها منذ ليلتين شعرت بأنني أسعد رجل
في الكون.. تخليت عن ساديتي من أجلها منذ أن بدأت أعشقُها.. تخليت عن كرهي للنساء
عندما أحببتُها بجنون.. بفضل إيلا عُدت راموس باتسي الشاب الطيب والمُرهف الإحساس
والعاطفي..
" راموس.. الحمد اللّه بأنك بخير.. "
أفاقني من شرودي سماعي لصوت أوليفر وهو يهتف بسعادة بتلك
الكلمات.. أدرت رأسي باتجاهه وتأملتهُ بهدوء
وقف أمامي وكتفت يديه على صدره وقال بنبرة مُعاتبة
" لقد قلبت الأرض رأساً على عقب بحثاً عنك.. أين
كنتَ طيلة هذا الوقت؟.. على الأقل اتصل بي وأخبرني إلى أين ستذهب ثم أغلق هاتفك
اللعين "
تنهدت بقوة وأشرت لهُ بيدي ليقترب ويجلس بجانبي.. رفعت
رأسي ونظرت بحزن إلى الحديقة وكلمتهُ بصوتٍ هادئ وبقلب مُحطم كلياً
" أحبُها بجنون.. هل تعلم ذلك أوليفر؟.. صديقك كاره
النساء العالمي أحب ساحرتهُ بجنون.. لقد سحرتني منذ البداية.. سحرتني بعينيها
الزقاوتين.. سحرتني بجمالها وأنوثتها و رقتها.. سحرتني بقوتها وعزة نفسها
الكبيرة.. سحرتني برقة قلبها ومحبتها الكبيرة لابنتي "
تنهدت بعمق وتابعت قائلا له بحسرة وبألم
" امرأة غيرها كانت سوف تستخدم ابنتي للانتقام
مني.. لكن ساحرتي لم تفعل ذلك.. بل كانت ستضحي بنفسها لتنقذ طفلتي.. امرأة غيرها
كانت ستنتقم من ابنتي والتي هي نقطة ضعفي في هذه الحياة.. كانت ستنتقم منها لأنها
ابنة من تسبب بموت والدها وبتعذيبها.. لكن ساحرتي لم تفعل "
نظرت إلى أوليفر بطرف عيناي ورأيتهُ يتأملني بحزنٍ عميق..
أخفضت نظراتي وتابعت قائلا له بهمسٍ حزين
" كيف لي أن لا أقع في عشقها؟!.. كان ذلك جداً صعب
عليّ.. حاولت مقاومة مشاعري نحوها.. حاولت بشدة لكنني فشلت.. فشلت ووقعت في الحُب
لحد النُخاع.. هي حُب حياتي.. هي فعلياً الحُب الأول الحقيقي لي.. مادونا كانت
مشاعري نحوها مُجرد مشاعر انجذاب وحُب المراهقة.. أما إيلا حُبي لها يختلف كليا
"
لزمت الصمت للحظات وتابعت بألم قائلا له
" كنتُ أخطط لفعل أشياء كثيرة لها لكي أعوضها عن
الماضي.. حتى أنني قررت أن أطلب منها الزواج.. أردتُها أن تكون امرأتي وشريكة حياتي
لمدى العُمر.. وها أنا الآن أجلس بجانبك مُحطم القلب والفؤاد.. لكنني لا ألومها
لأنني أستحق أن تنتقم مني.. ولكن ما يؤلمني بجنون بأنها لن تسامحني ولن تُحبني في
يوم من الأيام مهما فعلت ومهما طلبت منها السماح "
شهقت بغصة أليمة وسمعت أوليفر يُكلمني بحزن قائلا
" لا راموس.. إيلا تُحبك.. الأعمى يستطيع رؤية
ذلك.. هي تُحبك وتتعذب لظنها بأنك تكرهها الآن.. اذهب وتكلم معها.. صارحها بمشاعرك
واطلب منها السماح.. اذهب إليها وتكلم معها اليوم قبل الغد "
التفت ونظرت إليه بحزن قائلا
" لا أوليفر هي لا تُحبني.. مستحيل أن تفعل.. كيف
لها أن تُحب الرجل الذي تسبب بمقتل والدها؟.. وكيف لها أن تُحب الرجل الذي عذبها
واغتصبها وجعلها ترى الجحيم أمام عينيها؟.. هي فقط أشفقت على ابنتي في اللحظة
الأخيرة وذهبت لتنقذني من الموت.. لو كانت سامحتني وأحبتني فعلا لم تكن ستُكمل
بخطة الزعيم.. وأنا أتفهمُها كلياً.. لو كنتُ مكانها كنتُ فعلت ما فعلتهُ هي.. بل كنتُ
فعلت الأسوأ.. "
وقفت وفوراً وقف أوليفر وكلمني بجدية
" لا تتصرف بتهور واذهب وتكلم معها.. لا تُعاند راموس..
إيلا توباس تُحبك بجنون.. هي سامــ.. "
قاطعتهُ قائلا بألم
" توقف أوليفر.. الحقيقة واضحة ولا يمكن إنكارها..
أنا و إيلا طريقنا مُختلف.. ومن المستحيل أن نكون لبعض.. أتمنى أن لا تفتح لي
موضعها من جديد.. أردت فقط أن أفصح لك عن ما يعتمل في صدري.. مع مرور الوقت
سيتعافى قلبي وأنسى ألمه.. ربما هذا عقاب اللّه لي وأنا راضٍ به "
تأملني أوليفر بصدمة وهتف باعتراض
" لكن راموس ما تفعله لــ.. "
قاطعتهُ بهدوء قائلا
" انتهى الموضوع هنا.. إن استيقظت ابنتي وسألت عنها
أخبرها بأن إيلا سافرت لأنني سأخبر ابنتي بذلك "
ودون أن أنتظر رده مشيت مُسرعاً ودخلت إلى القصر..
كنتُ أعمل في مكتبي على الحاسوب عندما سمعت الباب ينفتح
وصوت ابنتي تهتف بذعر وببكاء
" أبي.. إيلا ليست في القصر و أوليفر أخبرني
بأنها.. أنها.. إيلا سافرت؟!.. كيف ذلك؟!.. أين هي حبيبتك؟!.. أين هي إيلا؟!...
"
رفعت رأسي ورأيت بحزن ابنتي آنا تبكي وهي تركض لتقف
أمامي.. أدرت الكرسي وتأملتُها بحزن وأجبتُها بغصة أليمة
" ما أخبركِ به أوليفر صحيح.. إيلا سافرت "
شهقت آنا بقوة وهزت رأسها بالرفض وهتفت بتعاسة
" لماذا؟!!!.. لماذا رحلت دون أن تودعني؟!!.. لماذا
رحلت وهي تحبك بشدة؟!.. كيف سمحتَ لها بالابتعاد عنك والرحيل؟.. أنتما تحبان
بعضكما بجنون.. لماذا رحلت وتخلت عنك وعني؟ "
تنهدت بقوة وأشرت لها بيدي لتجلس في حضني.. رمت آنا
بنفسها عليّ وبكت على صدري وانتحبت بعنف.. داعبت شعرها بكلتا يداي وكلمتُها بحزن
قائلا
" لا بأس طفلتي.. لا تبكي.. توقفي عن البكاء
صغيرتي.. أنا و إيلا لم نتفق على أشياء كثيرة وهذه أشياء تحدث مع الكبار.. لذلك
رأينا أن الحل الأنسب لنا أن نفترق عن بعض.. تفهمي قرارنا طفلتي وتقبليه "
رفعت رأسها ونظرت في عمق عيناي وهتفت بكاء ألمني بشدة
" هذا غير صحيح.. أنتَ تعشقها بجنون وهي كذلك.. كان
يمكنكما ككبار أن تتفقوا على حل تلك الأمور وحلها بسهولة.. أنتَ تكذب عليّ.. أستطيع
رؤية ذلك في عينيك الحزينة أبي.. أخبرني بصدق عن السبب "
تأملتُها بحزنٍ شديد وأجبتُها بغصة
" أنا لا أكذب فهذه هي الحقيقة.. و... "
وقفت آنا وهتفت بغضب بوجهي وببكاء قائلة
" لا أصدقك.. لا أصدقك.. لا أريدُك أن تتكلم معي
إلا عندما ترغب بإخباري عن الحقيقة وسبب سفر إيلا من البلد "
ثم استدارت وسط نظراتي المذهولة وركضت خارجة من المكتب
وهي تبكي بعنف.. أغمضت عيناي وشتمت بغضب ثم نظرت أمامي وهمست بتعاسة
" ما هذه الورطة الآن.. تباً... "
وفعلا لأسبوعين كاملين لم تتكلم ابنتي معي رغم محاولاتي
الكثيرة.. كانت ترفض تناول وجبات الطعام برفقتي وترفض النظر إليّ عندما أدخل إلى
غرفتها لأتحدث معها.. وعندما كنتُ أجلس بجانبها على السرير وأطلب منها أن
تسمعني كانت تضع سماعات الهاتف على أذنيها ولا تُعيرني أي اهتمام..
خرجت من غرفتها في الصباح وأنا أشتم بغضب.. أسبوعين
كاملين لم ترضى ابنتي الوحيد أن تستمع إليّ.. كنتُ أنزل على السلالم بغضب عندما
فجأة وقفت بسبب سماعي لصرخات امرأة تتشاجر مع حُراسي في الخارج..
عقدت حاجبي ونظرت إلى الأسفل ورأيت خادمة تركض مسرعة على
السلالم ووقفت أمامي وهي تلهث بقوة وقالت باحترام وبخوف
" سيدي.. هناك امرأة غريبة تتشاجر في الخارج مع
السيد أوليفر و الحُراس.. تلك المرأة تريد رؤيتك ولكن السيد أوليفر منعها وطلب
منها المغادرة ولكنها ترفض وهي مصرة على عدم الذهاب من هنا قبل أن ترى حضرتك
"
تأملتُها بتعجُب وسألتُها بحدة
" من تلك المرأة؟ "
أجابتني الخادمة بخوف قائلة
" لا أعرفها سيدي.. لكن سمعت السيد أوليفر يناديها
باسم مادونا "
توسعت عيناي بذهولٍ شديد وشحب وجهي بشدة.. مادونا
العاهرة هنا؟.. ما اللعنة؟!!.. ما الذي جاء بتلك القذرة إلى هنا؟.. واللعنة.. ابنتي
لا يجب أن تراها أبداً مهما كان الثمن..
دفعت الخادمة من أمامي وركضت مُسرعا إلى الأسفل.. خرجت
ووقفت أمام باب القصر ونظرت بحقد وبغضب جنوني نحو البوابة الكهربائية.. رأيت تلك
الحقيرة تقف في الخارج أمام البوابة وهي تتشاجر مع أوليفر والحُراس
" أريد رؤية حبيبي راموس.. أريد رؤية ابنتي أيها
الغبي.. افتح لي البوابة وبسرعة.. لن أذهب من هنا قبل رؤيتهما.. رامووووس..
رامووووس حبيبي.... "
هتفت الحقيرة باسمي عندما رأتني أقف هنا.. التفتَ أوليفر
ونظر إليّ بنظرات قلقة متوترة وحانقة.. كورت قبضتاي بعنف ومشيت بخطوات سريعة نحو
البوابة الحديدية العملاقة.. نظرت إلى الحُراس وأمرتهم بحدة
" افتحوها بسرعة "
وفورا فتح الحارس البوابة ورأيت أوليفر يتأملني بصدمة
عندما اقتربت منه.. وهمس بحدة قائلا لي
" ما الذي تفعله راموس؟!.. كيف تسمح لتلك العاهرة
بالدخول إلى قصرك؟!.. وماذا عن آنا؟!.. هي تظن أمها متوفية واللعنة "
وقبل أن أجيبه رأيت بكره مادونا تركض وترمي بنفسها عليّ
وعانقتني بشدة وهي تضع رأسها على قلبي وتبكي قائلة
" حبيبي سامحني.. حبيبي اشتقتُ لك بجنون.. راموس
حبيبي أنا آسفة.. أنا نادمة أشد الندم على ما فعلته في الماضي.. والدك هددني وأنا
فقط فعلت ما طلبهُ مني.. صدقني حبيبي.. لم أتوقف عن حُبي لك طيلة تلك السنوات..
صدقني حبيبي "
شعرت بالقرف منها ومن عناقها لي.. وعندما كنتُ على وشك
رميها بعيداً عني والطلب منها بالمغادر وعدم الرجوع إلى هنا وإلا قتلتُها بنفسي
سمعت بذعر فاق تحملي صوت ابنتي آنا تهتف بصدمة
" أبي.. من هذه المرأة؟!!.. "
أمسكت بسرعة بكتف مادونا وأبعدتُها عني بذعر والتفت إلى
الخلف ورأيت ابنتي تقف أمام باب القصر وهي تتأملنا بصدمة كبيرة وبحزن.. وبجانبها
شقيقي فرناند ينظر إلينا بدهشة..
بلعت ريقي بقوة وقبل أن أفتح فمي سمعت بخوف مادونا تهتف
بسعادة
" إنها هي.. إلهي لقد أصبحت شابة وجميلة.. إنها
ابنــــ... "
وقبل أن تُكمل مادونا كلمتها الأخيرة جذبتُها بعنف إلى
صدري وقبلتُها بقرف.. لم يكن أمامي سوى هذا الحل.. كان الحل الوحيد لإخراس تلك
العاهرة ومنعها من أن تتفوه بكلمة ابنتي أمام آنا..
سمعت بحزن شهقت آنا المصدومة ثم أبعدت بقرف تلك الحقيرة
عني والتفت إلى الخلف ورأيت بحزن ابنتي تركض داخلة إلى القصر وهي تبكي بعنف.. نظر
فرناند إليّ بغضب واستدار وركض خلف ابنتي..
نظرت بحقد أعمى بصيرتي نحو تلك اللعينة وهتفت لها بفحيح
من بين أسناني قائلا
" ستندمين أيتُها العاهرة لأنكِ تجرأتِ على القدوم
إلى قصري.. "
ثم أمسكتُها من خصلات شعرها وجذبتُها بعنف ليلتصق صدرها بصدري.. نظرت
بحقد وبكراهية إلى عينيها وقلتُ لها بغضب أعمى
" لقد اقترفتِ أكبر خطأ في حياتكِ اليوم.. سبق
ونبهتكِ منذ زمن.. سأقتلكِ إن حاولتِ الاقتراب بأي شكلٍ كان من طفلتي "
تأملتني مادونا برعب وحاولت التكلم لكنني أبعدتُها عني
ورميتُها بعنف نحو أوليفر لتسقط على الأرض أمام قدميه وأمرتهُ وجميع رجالي بحدة
قائلا
" كبلوها ولا تجعلوني أسمع صوتها المُقرف.. وضعوها
في المستودع في شركتي.. تحركواااااااااااا... "
حاولت مادونا الصراخ وطلب المساعدة لكن أوليفر كتم
أنفاسها بيده ثم ضربها على رأسها من الخلف وسقطت بين يديه غائبة عن الوعي.. وفورا
حملها حارس على كتفه وشاهدته وهو يرميها في الصندوق ثم كبل قدميها ويديها..
نظرت إلى أوليفر بغضب وقلتُ له
" لا أحد سيقتلها سواي.. اجعلها على طريقتك تتكلم
عن حقيقة وسبب قدومها إلى هنا.. أنتظر اتصالك في أسرع وقت لمعرفة ما اعترفت به
"
ابتسم أوليفر بخبث وأجابني
" لا تقلق راموس.. سأجعلها تنطق بالحقيقة بأقل من
عشر دقائق عندما تستفيق "
رأيته يذهب برفقة الرجال نحو شركتي ودخلت إلى القصر..
وقفت أمام باب غرفة ابنتي وسمعتُها بحزن تبكي وتنتحب وتتكلم مع عمها قائلة
" الآن فهمت السبب عمي فيرو.. الآن فهمت لماذا إيلا
تركت والدي.. لأنه كان يخونها مع تلك القبيحة.. كيف استطاع فعل ذلك بـ إيلا؟!..
كيف؟!.. أنا غاضبة منه.. غاضبة منه جداً.. لم أكن أتوقع بأنهُ خائن.. كيف له فعل
ذلك بحبيبته إيلا؟!.. كيف؟... "
سمعت فيرو يُجيبها بحزن
" الرجال أحيانا يرتكبون أخطاء تافهة مثل الخيانة..
ربما كانت مُجرد نزوة له تلك المرأة.. لا تحزني آنا.. توقفي عن البكاء واستريحي
قليلا.. عندما تشعرين بالتحسن اذهبي وتكلمي مع والدكِ ربما يشرح لكِ أسبابه وحقيقة
ما فعله وسبب تخليه عن إيلا "
لحظات قليلة وسمعت خطوات تقترب من الباب وقبل أن أبتعد
عنه رأيت فيرو يقف أمامي وهو يتأملني بطريقة غريبة.. تقدم إلى الأمام وأغلق الباب
وأمسك بذراعي وجذبني خلفه لنقف بعيداً عن غرفة آنا ثم وقف أمامي وقال بهدوء
" دعها تستريح قليلا.. لا تذهب الآن لرؤيتها فهي
غاضبة منك.. و جداً.. الأفضل أن تتركها حتى تهدأ وتأتي بنفسها إليك "
ثم ابتسم بوسع وغمزني وسألني بخبث
" من تلك المرأة المثيرة؟!.. تبدو في الثلاثين من
عمرها لكنها مثيرة جداً "
نظرت إليه بغضب وقلتُ له
" هي لا أحد.. والأفضل لك أن تبقى بعيداً عن حياتي
الشخصية فيرو.. ولا تتدخل بأموري مع ابنتي "
استدرت وسط نظراتهِ المندهشة وذهبت بعصبية إلى مكتبي
أنتظر اتصال أوليفر وأن تهدأ ابنتي وتأتي للتكلم معي..
آنا***
كنتُ في قمة تعاستي عندما اكتشفت بأن إيلا قد سافرت وتخلت
عن والدي وعني.. لم أصدق كلمة واحدة تفوه بها والدي عن سبب سفر إيلا..
بعد مرور يومين على اختفاء إيلا كنتُ أبكي وأنتحب مثل
عادتي في غرفتي.. سمعت طرقات على الباب وظننت بأنه أبي.. لكن ثواني قليلة رأيت عمي
فيرو يدخل إلى غرفتي وهو يتأملني بحزن..
جلس بجانبي على السرير وهنا رميت نفسي على صدره وعانقته
بشدة وقلتُ له ببكاء
" عمي.. أنا حزينة جداً.. إيلا رحلت وتركتنا.. تخلت
عني وعن أبي.. لقد سافرت فجأة "
ربتَ عمي بخفة على ظهري وقال بحنان
" لا تبكي آنا.. ثم هل أنتِ متأكدة بأن إيلا سافرت؟
"
توقفت عن البكاء فجأة وابتعدت عن عمي ونظرت إليه بذهول
وسألته بتعجُب
" ما الذي تقصده عمي فيرو؟ "
رفع يدهُ اليمنى ومسح دموعي على وجنتي بأصابعه وقال برقة
" ما أقصده ربما إيلا تشاجرت مع والدكِ و ذهبت إلى
منزلها أو منزل صديقة لها أو إلى فندق ما.. أظن يجب أن تتكلمي مع أوليفر وتحاولي
إقناعه بأن يُخبركِ عن مكان إيلا.. فهو الصديق الوحيد والمُقرب من والدكِ وطبعاً
هو يعرف مكانها.. اجعليه يعترف لكِ عن مكانها وحينها سوف أخذكِ بنفسي إليها.. ما
رأيكِ يا روح قلب عمك؟ "
ابتسمت بسعادة لا توصف وهتفت بفرح وبلهفة كبيرة
" عمي معك حق.. بالتأكيد أوليفر يعرف عنوان إيلا..
سأذهب الآن وأتكلم معه "
ضحكت بسعادة وأمسكت بيد عمي وهتفت له برجاء
" سوف تأخذي إليها دون أن يعلم أبي.. أليس كذلك عمي
فيرو؟ "
ابتسم بوسع وأجابني
" بالطبع آنا.. سأفعل ذلك من أجلكِ.. ولا داعي بأن
تُخبري أوليفر عن سرنا.. فقط أخبريه بأنكِ ترغبين أن تطمئني على إيلا.. خذي
العنوان منه واتركي الباقي عليّ "
أجبتهُ موافقة ثم قبلت خده وخرجت راكضة من غرفتي أبحث عن
الوسيم أوليفر.. رأيتهُ في الخارج يتكلم على الهاتف وعندما رآني أركض باتجاهه أنهى
المكالمة وابتسم بحنان..
وقفت أمامه وأمسكت بكلتا يديه وهمست قائلة له برجاء
" أوليفر.. هل أخبرتُك سابقاً كم أنتَ وسيم وجذاب..
ولكن والدي أوسم منك بقليل فقط "
ابتسم أوليفر بوسع وقال برقة
" يا ترى ماذا تريدين مني أيتها العفريتة
الصغيرة؟!.. هيا اعترفي آنا ماذا تريدين مني؟ "
نظرت إليه بخجل وقلتُ له
" أرجوك.. أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك أرجوك.. أريد
عنوان إيلا لو سمحت.. فقط أرغب بالاطمئنان عليها.. وأعدُك بأنني لن أخبر والدي بأنك
أعطيتني عنوانها "
رفع أوليفر حاجبيه عالياً وسألني
" حقاً آنا؟.. وكيف تأكدتِ بأنني أمتلك العنوان؟
"
بلعت ريقي بقوة وأجبته بخجل
" أنتَ صديق والدي وبمثابة الأخ له.. بالطبع أخبرك
عن مكان إيلا.. أرجوك أوليفر أعطني عنوانها.. أعدُك بأنني لن أخبر أحد بأنك أعطيتني العنوان و... "
ابتسم أوليفر بحنان وقاطعني قائلا بهمس
" هششش.. أخفضي صوتكِ.. ثم سيدتي الصغيرة أنا فعلا
لدي عنوانها.. لكنني لن أعطيه لكِ "
نظرت إليه بصدمة ثم بحزن وكشرت بطفولية وهمست بتعاسة
" لماذااااااااا؟!!.. أرجوك لا ترفض طلبي.. أرجوك..
"
أمسك أوليفر بيدي وربتَ برقة عليها وقال بحنان
" لن أعطيكِ عنوانها لأنني سوف اصطحبُكِ بنفسي لترينها.. ما
رأيكِ؟ "
شهقت بسعادة وعانقته بشدة وهتفت بفرح
" شكراااااااااااااااااااااا.. شكرا لك أيها
الوسيم.. أحبك بجنون "
قهقه أوليفر بشدة ثم بادلني العناق وهمس باذني
" أخفضي صوتك سوف تفضحينا.. هذا سيكون سرنا.. لا
تُخبري أحد بأننا سنذهب لرؤية إيلا "
ابتعدت عنه ونظرت إليه بسعادة وهمست له بحماس
" طبعا.. أعدُك لن أتفوه بحرف أمام أحد.. متى سنذهب
لرؤية إيلا؟.. اليوم؟ "
تأملني أوليفر بدهشة ثم قهقه بخفة وداعب وجنتي بأصابعه
برقة وقال بجدية
" طبعا لا.. اليوم لن نستطيع الذهاب.. هذا الأسبوع
بكامله سأكون مشغول به قليلا.. ربما الأسبوع المقبل سنذهب لزيارة إيلا... اتفقنا؟
"
قفزت بسعادة وعُدت وعانقته بشدة وشكرته.. ثم ابتعدت عنه
وقبلت وجنتيه وركضت بسعادة داخلة إلى القصر..
توقفت في وسط الردهة إذ رأيت عمي فيرو يقترب باتجاهي..
نظرت إليه بتوتر خاصةً عندما وقف أمامي وسألني بهمس
" هل أعطاكِ عنوانها؟ "
شعرت بالتعجُب بسبب لهفتهِ الواضحة لمعرفة عنوان إيلا..
ربما بسبب رغبته لمساعدتي.. ولكن لأنني وعدت أوليفر قررت أن أكذب على عمي فيرو
فأجبته ببساطة قائلة
" لا عمي.. أوليفر لا يعرف عنوانها للأسف.. والآن
سأذهب لأستحم "
وركضت صاعدة إلى غرفتي رغم شعوري بتأنيب الضمير لأنني
كذبت على عمي..
ولكن فرناند وقف في الردهة ونظر بغضب خلف آنا وهو يتأملها
تركض مُبتعدة.. وهمس بحقد من بين أسنانه
" تبدين سعيدة جداً يا ابنة أخي رغم أن ذلك الحقير
لم يُخبركِ عن عنوان عاهرتي الجميلة.. أظن حان الوقت لمراقبة آنا الغبية والحقير
أوليفر.. لأنني متأكد بأنهُ سيأخذها بنفسه إلى جميلتي إيلا.. "
ابتسم فرناند بشر وتابع قائلا
" إيلا.. سأجدُكِ قريبا حُبي "
إيلا**
استيقظت في الصباح وفوراً سالت دموعي عندما رأيت نفسي
نائمة على الأريكة في صالون منزلي..
انتحبت بقوة وهمست بألم
" راموس.. حبيبي.. حبيبي.. "
وبعد مرور دقائق طويلة نهضت ووقفت على قدماي وفجأة شعرت
بالأرض تدور و تدور و تدور أمامي... شعرت بالخوف الشديد وجلست بسرعة على الأريكة وأغمضت
عيناي وبدأت أتنفس بهدوء حتى أهدأ ويزول ذلك الدوار الغريب..
دقيقة ثم دقيقتين شعرت بأنني تحسنت وبأن ذلك الدوار
اختفى.. فتحت عيناي ببطء ونظرت في الأرجاء.. سالت دموعي بكثرة على وجنتاي عندما نظرت
باتجاه غرفة أمي و أبي.. وقفت بهدوء ومشيت نحوها ودخلتُها..
كانت الغرفة كما تركتُها في ذلك اليوم المشؤوم.. أغطية
السرير نفسها والوسائد واللحاف.. و الستائر نفسها حتى السجادة على الأرض ما زالت
في مكانها.. لكن أمي ليست على السرير.. وأبي ليس في المطبخ يقوم بطهي وجبة الفطور
لنا..
كل شيء في المنزل كان في مكانه ولم يتم لمسه.. لكن لا
أثر لأمي ولأبي به..
كان الغبار يملئ المكان ورائحة كريهة تخرج من الحمام.. تلك
الرائحة جعلتني أشعر بالغثيان قليلا.. تقدمت ببطء وفتحت الستائر المُغبرة ثم فتحت
النافذة على مصراعيها ليدخل الهواء النظيف إلى الغرفة.. مسحت يداي من الغبار واستقرت
نظراتي على المنضدة وتحديداً على الإطار البُني للصورة التي تجمعني مع والداي..
سالت دموعي بتعاسة على وجنتاي وأمسكت بيد مُرتعشة الإطار
ثم مسحت الزجاج بكم قميصي وتأملت بحزن الصورة..
جلست بانهيار على طرف السرير وبكيت بشدة.. نظرت إلى وجه
والدي في الصورة وهمست له ببكاء
" سامحني.. سامحني لأنني أحببته.. سامحني لأنني
أحببت من تسبب بموتك.. لم أستطع المقاومة أكثر.. لم أنجح أبي.. لم أنجح من
الانتقام منه ولم أنجح برفض مشاعري تلك نحوه.. سامحني يا روح قلبي.. سامحني "
شهقت بقوة ونظرت إلى وجه والدتي في الصورة وقلتُ لها
ببكاء هستيري
" اشتقتُ لكِ أمي.. اشتقت لكِ حبيبتي.. اشتقت
لحنانكِ ولعاطفتكِ.. اشتقت لابتسامتكِ.. واشتقت لسماع صوتكِ.. أحتاج إليكِ بشدة
خاصةً الآن.. أنا بأمس الحاجة لكِ خاصةً الآن.. أحتاج لنصيحتكِ ولوقوفكِ بجانبي
ودعمي معنوياً وعاطفياً.. أنا الآن أحتاج إليكما بشدة.. تركتماني وحيدة في هذا
العالم.. ذهبتما معاً في اليوم نفسه وتخليتما عن ابنتكما الوحيدة.. لكنني ما زلتُ
بحاجة ماسة لكما.. أمي.. أمي ساعديني لأكون قوية وأتحمل ألم قلبي و روحي.. وسامحيني
لأنني أحببت عدوي "
مسحت دموعي وقبلت وجه أمي ثم وجه أبي على الصورة ثم
ضممتُها بشدة إلى صدري وبعدها وقفت ووضعتُها في مكانها.. ثم نظرت في أرجاء الغرفة
وقررت أن أبدأ بحملة تنظيف للمنزل..
رغم إرهاقي النفسي والجسدي ولكنني لم أتوقف عن التنظيف
لساعتين كاملتين.. في الساعة العاشرة بالتمام سمعت صوت جرس الباب.. توقفت عن مسح
الغبار ونظرت بجمود نحو الباب.. ابتسمت بسعادة وهمست بفرحٍ كبير
" راموس.. راموس أتى.. لقد أتى.. "
ركضت بلهفة وفتحت الباب ولكن ابتسامتي اختفت بسرعة عندما
رأيت أوليفر يقف أمامي وخلفه خمسة حُراس يحملون أكياس كثيرة وحقيبتين كبيرتين..
ابتسم أوليفر برقة وسألني
" هل يمكننا الدخول؟.. من بعد إذنكِ طبعاً "
أشرت برأسي موافقة وأفسحت لهم الطريق ليدخلوا.. شعرت
بالحزن الشديد عندما رأيته يضع هو والحُراس الأكياس على الأرض في المطبخ ثم نظر نحو
الحارس والذي كان يحمل الحقيبتين الكبيرتين ثم تأملني أوليفر بهدوء وقال
" إنها ملابسكِ.. لقد أمر راموس الخدم بتوضيبها
لكِ.. كما... "
توقف عن التكلم واقترب ليقف أمامي ثم طلب من الحارس بترك
الحقائب وأمر الجميع بالانصراف.. عندما خرجوا أمسك بيدي وجذبني لأسير خلفه ثم
ساعدني على الجلوس وبعدها وقف أمامي بتوتر وقال بحزن وبتوتر
" لقد سلمني راموس ظرف خاص من أجلكِ.. وطلب أن لا
تفتحيه حتى أخرج من منزلكِ "
رأيت بغصة أوليفر يضع يده داخل جيب سترته ثم أخرج ظرف
أبيض ووضعه أمامي على المنضدة.. لم أهتم لمعرفة ما بداخله ولم أهتم لشيء أردت فقط
أن أعرف إن تكلم معه وأقنعه حتى يراني.. لذلك وقفت وأمسكت بيد أوليفر وضغطت عليها
بكلتا يداي وسألته بلهفة
" هل تكلمت معه؟.. هل أخبرته بأنني سامحته وبأنني
أحبه؟.. هل أقنعتهُ ليأتي لرؤيتي؟ "
شعرت بالذعر بسبب نظرات أوليفر الحزينة وهنا قبل أن
أسمعه عرفت الإجابة.. لذلك سالت دموعي الساخنة بكثرة على وجنتاي وبألم سمعتهُ يقول
بحزن
" حاولت في الصباح عندما رأيته لكنه عنيد.. هو يظن بأنكِ
من المستحيل أن تسامحيه.. أظن من الأفضل أن تمهليه بعض من الوقت وسيأتي بنفسه..
فهو يًحبكِ بجنون.. اصبري قليلا عليه "
كنتُ أعلم بأن راموس لن يأتي أبداً مهما انتظرته..
فانتحبت بشدة وأشرت لـ أوليفر موافقة.. تأملني بنظرات حزينة وقال بصوتٍ منخفض
" طلب مني كذلك أن أقوم بزيارتكِ في كل شهر وأطمئن
عليكِ.. وإن احتجتِ لأي شيء اتصلي بي فقد تركت لكِ رقم هاتفي في حقيبتكِ في
الأمس.. الوداع أنسة إيلا "
نظرت إليه وهو يخرج بهدوء من المنزل ويًغلق الباب خلفه..
سقطت على الأريكة أبكي وأنتحب بجنون لأنني عرفت بأنني خسرت راموس إلى الأبد..
بعد مرور نصف ساعة نظرت إلى الظرف على المنضدة وأمسكته..
فتحته ورأيت بدهشة رزمة كبيرة من الدولارات.. كان يوجد مبلغ ضخم بداخل الظرف.. كان
يجب أن أتوقع ذلك من راموس باتسي.. ولكن لفتَ نظري وجود ورقة بيضاء مطوية في
الأمام..
سحبتُها بسرعة ورميت الظرف على الأريكة ثم فتحت الورقة
ورأيت كلمتين فقط مكتوبة بخط يدهِ الجميل
" سامحيني ساحرتي "
شهقت بعنف وبكيت بتعاسة بينما كنتُ أضم الورقة إلى
صدري.. وهمست بتعاسة
" لقد فعلت.. لقد سامحتُك جاموسي الوسيم..
سامحتُك... "
وبكيت بتعاسة وبألم كبيرين كما لم أفعل في حياتي كلها..
بعد مرور يومين...
كنتُ منهارة جسدياً ونفسياً.. كنتُ أشعر بأنني لستُ
بخير.. غثيان ودوار عنيفين لازماني طيلة الوقت.. عندما انتهيت بصعوبة من تنظيف
المنزل ذهبت لرؤية صديقتي جولي.. لكن شعرت بالصدمة عندما اخبرتني جارتها بأنها سافرت
برفقة والديها إلى بريطانيا وإلى الأبد.. فوالدها حصل على وظيفة محترمة جداً هناك
وقرروا السفر.. ثم أخبرتني بأن صديقتي بحثت عني بجنون حتى أنها بلغت الشرطة عن
اختفائي ولكنها اضطرت للسفر مع أهلها منذ شهر.. وأعطتني رقم هاتف جولي لكي أتواصل
معها..
لكنني قررت أن لا أتصل بها.. فماذا سأخبرها؟.. بأنني
سرقت امرأة مُسنة وأتى ابن شقيقتها وانتقم مني وتسبب بموت أبي.. ماذا سأخبرها؟..
بأنني عشقته بجنون وسامحته وقمت بخيانة والداي رغما عني!!...
لذلك فضلت أن لا أتصل بها أبداً.. وذهبت عائدة إلى منزلي
بحزن.. فقد أصبحت وحيدة.. وحيدة إلى الأبد..
في المساء كنتُ أبكي برعب إذ بدأت أتقيأ كل ما تناولته
من طعام اليوم.. أنا مريضة وهذا واضح.. يجب أن أذهب لرؤية طبيب وفي أسرع وقت..
فكرت بذلك وشعرت بالخوف بأن يكون مرضي لا علاج له.. كنتُ
خائفة بأن أموت بمفردي هنا..
في الصباح أمسكت بالظرف الذي أرسله لي راموس وأخذت منه
مبلغ صغير وخرجت وأوقفت سيارة أجرة وتوجهت إلى المستشفى..
جلست بتوتر أمام الطبيب وشعرت بالخجل الشديد بينما كان
يسألني أسئلة شخصية
" هل أنتِ متزوجة؟ "
أجبته بخجل بأنني عزباء
فابتسم بتفهم وسألني
" هل أقمتِ علاقة حميمة مؤخراً مع حبيبك؟.. أعني
لديكِ حبيب بالطبع؟.. أتمنى أن تكوني صادقة معي بالإجابة أنسة إيلا لأنني قمت
بفحصك وبنظري أنتِ لا تشكين من شيء ولكن لدي شكوك بأن تكون تلك العوارض التي تحصل
لكِ هي عوارض الحمل "
توسعت عيناي بذهول ثم احمر وجهي بشدة وأجبته بخجل
" هو.. أنا.. أنا لدي حبيب طبعاً.. لكننا لم.. لم
نفعلها سوى منذ عدة أيام.. أعني.. لم نتخذ إجراءات الوقاية لمرة واحدة فقط ومنذ
عدة أيام.. لذلك لا أظن بأنني حامل.. كما أن الغثيان والدوار كنتُ أشعر بهما منذ
شهر تقريباً "
ابتسم الطبيب بتفهم ثم قال بجدية
" الوقاية أحيانا لا تكون مائة بالمائة فعالة..
لذلك حتى أتأكد أكثر يجب أن أفحصكِ على جهاز السونار.. تفضلي لو سمحتِ استلقي على
السرير. لا تقلقي دقائق وتظهر النتيجة.. سنرى إن كنتِ حامل أم لا.. إن كانت
النتيجة سلبية سأطلب منكِ إجراء فحص دم شامل وبعدها سنكتشف سبب الدوار والغثيان
"
كنتُ متأكدة بأنني لستُ حامل ومع ذلك وافقت واستلقيت على
السرير ورأيت الطبيب يضغط على جهاز السونار ثم طلب مني رفع قميصي عن بطني وأخفض
سروالي قليلا إلى الأسفل وفعلت..
وضع سائل على بطني ثم وضع على المسكة بعضا منه وبدأ
يمررها أسفل بطني باتجاه الرحم..
" هممممممم.. هذا رائع.. "
سمعت بدهشة الطبيب يلفظ بتلك الكلمات ثم نظر إليّ وابتسم
بوسع وقال لي وهو يرفع يده اليسرى ويُشير بأصبعه السبابة نحو شاشة الجهاز وقال
بمرح
" مبروك أنسة إيلا.. هل ترين هذه النقطة هنا؟
"
بلعت ريقي بخوف ونظرت نحو شاشة السونار ورأيت شكل بيضاوي
لكيس وبداخله نقطة أو لا أعرف ما هي.. أجبته للطبيب
" ما هذا الكيس البيضاوي؟.. يبدو فارغ ولكن بداخله
شيء صغير!!.. "
التفتَ الطبيب وتأملني بنظرات سعيدة وقال ببساطة
" هذا الجنين.. مبروك أنسة إيلا فأنتِ حامل.. هل
ترين هنا على الشاشة هذا الخط؟.. إنه نبض قلب الجنين.. و.. "
توسعت عيناي بذهول وبصدمة كبيرة ثم بردة فعل غريبة بدأت
أضحك بشدة.. توقف الطبيب عن التكلم ونظر إليّ بنظرات مُتعجبة.. حاولت كتم ضحكتي
لكنني لم أستطع.. وبعد لحظات عندما هدأت أخيراً نظرت إليه بجدية قائلة
" جهازك به خلل حضرة الطبيب.. أنا من المستحيل أن
أكون حامل.. لقد أخبرتُك كان حبيبي يتخذ إجراءات وقائية دقيقة.. نحن لم.. لم.. نحن
فقط منذ عدة أيام لم نتوقى.. فمن المستحيل أن أكون حامل "
تأملني الطبيب بنظرات جامدة وكلمني بجدية تامة قائلا
" الجهاز لا يوجد به أي خلل.. أنتِ حامل في أسبوعكِ
السابع.. بحلول الأسبوع السابع من الحمل يكون الجنين قد نما سريعًا ليصل إلى حوالي
10 ملليمتر أو 1/4 بوصة.. من الرأس إلى الأسفل.. ويُطلق على هذا القياس اسم طول
التاج.. وخلال هذا الأسبوع تستمر الخلايا العصبية في التكاثر والنمو مع بدء الدماغ
والحبل الشوكي أو كما نطلق عليه اسم الجهاز العصبي في التبلور.. طفلكِ ينمو بشكلٍ
جيد وبصحة جيدة.. وكما ترين على الشاشة طفلكِ موجود داخل رحمكِ.. لم يتوقى حبيبكِ
جيداً كما يعتقد.. عليكِ أن تخبريه بذلك "
تجمدت الدماء في عروقي وشعرت بقلبي يسقط إلى معدتي..
رفعت نظراتي نحو الشاشة وهمست بصدمة كبيرة
" كيف؟!.. كيف حدث ذلك؟!.. هو لم يكن.. لم يكن يقذف
سائله بداخلي!!... كيف حدث ذلك؟!.. "
لا أعلم إن سمعني الطبيب أهمس بتلك الكلمات ولكنني سمعته
يقول لي بنبرة هادئة متفهمة
" ربما لم تتوقعي حدوث الحمل.. ولكنه حدث.. إن كنتِ
ترغبين يمكنكِ رؤية طبيب آخر ولكن النتيجة لن تتغير.. أنتِ حامل أنستي.. ويجب أن
تأكلي الطعام الصحي والمفيد لكِ وللطفل.. أما بخصوص الغثيان سيزول بعد فترة ولن تشعري
به بعدها "
كنتُ واقعة تحت تأثير صدمة لا مثيل لها.. أنا حامل من
حبيبي؟!!... لكن كيف؟!!.. وفي الأسبوع السابع؟!!!!!!!!.. كيف؟!!.. كيف ومتى؟!...
خرجت شاردة الذهن كليا من عيادة الطبيب ومن المستشفى
ومشيت ببطء على الرصيف.. وصلت إلى منزلي وأغلقت الباب ووقفت جامدة أنظر أمامي
بصدمة كبيرة وهمست بذهول
" كيف أصبحت حامل من راموس في الأسبوع السابع؟..
كيف؟!!!... "
مشيت بهدوء ورميت حقيبتي على الأريكة وجلست أفكر وأفكر..
بدأت أحاول التذكر ماذا حصل منذ سبعة أسابيع.. فجأة شهقت بقوة وجحظت عيناي وهمست
بصدمة كبيرة
" اوه لا!!.. إلهي كيف نسيت!!!.. لقد... أنا.. يا
إلهي!!... "
سالت دموعي بكثرة على وجنتاي عندما تذكرت تلك الليلة
التي بكيت بها على الشرفة بينما كانت السماء تمطر.. في تلك الليلة أصابتني الحمى
وبعدها راموس سألني إن كنتُ أتذكر ما حصل.. لكنني أجبته بصدق بأنني لا أتذكر
وحينها رأيته يتأملني بحزن.. و في ليلتي الأخيرة معه قبل تنفيذ المهمة ضد الزعيم
سلمتهُ نفسي برضاي الكامل ولكنه سألني إن كنتُ سأتذكر ما سيحدث بيننا في الصباح وبغباء
لم أنتبه لما قصده وأجبته موافقة..
اقشعر بدني ووضعت يدي على قلبي وهمست بصدمة
" لقد سلمتهُ نفسي برضاي الكامل عندما كنتُ
محمومة.. يا إلهي!!.. و حبيبي لزم الصمت ولم يُخبرني بذلك عندما اكتشف بأنني لا
أتذكر.. أوه راموس.. حبيبي.. حبيبي كم احُبك.. سيكون لنا طفل قريباً.. أتمنى أن
يكون صبي ويكون نسخة عنك حبيبي "
وقفت بسعادة وهتفت بفرحٍ لا يوصف
" أنا حامل من جاموسي الوسيم.. حامل منه.. حامل من
حبيبي.. سوف يكون لنا طفل بعد عدة أشهر "
دموع السعادة تساقطت على وجنتاي وركضت بسرعة نحو غرفة
والداي ونظرت إلى الصورة وكلمتُها بلهفة
" أمي.. أبي.. سوف تصبحان جد وجدة عن قريب.. أنا
حاااااااااااامل.. حامل في الأسبوع السابع "
جلست على السرير ونظرت بسعادة إلى الصورة وتابعت قائلة
" لا أتذكر بتاتا ما حدث بيني وبين راموس في تلك
الليلة.. كنتُ محمومة.. ولكن كما يبدو لي بأنني مارست الحُب معه في تلك الليلة.. سيكون
لي طفل.. طفل من راموس حبيبي.. ومن أجل حفيدكما يجب أن تُسامحا والدهُ كما فعلت..
سامحيه أمي من أجل حفيدكِ القادم "
ثم نظرت إلى وجه والدي في الصورة وقلتُ له بغصة
" سامحه أبي.. ليس لأنني سامحتهُ ولأنني أحبه بل من
أجل حفيدك.. سامحه من أجل حفيدك "
تنهدت بقوة ثم وقفت ونظرت أمامي بسعادة قائلة
" سيفرح راموس بشدة عندما يعلم بأنني حامل منه..
حينها سينسى حزنهُ مني ويسامحني ونعيش معاً وإلى الأبد بسعادة "
وضعت يدي على بطني ومسدتهُ برقة ثم همست بسعادة لطفلي
قائلة
" سيكون لك شقيقة رائعة اسمعها آنا.. آنا ستهيم
عشقاً بك.. فهي مثل والدُك حنونة وطيبة القلب ورقيقة.. أما والدك.. فهو أحن وأعطف أب
في الكون.. سيحبُك بجنون وأنا متأكدة بأنه لن يسمح لي أبداً بإطعامك والاهتمام
بك.. سيفعل ذلك بنفسه طيلة الوقت.. ولكن لن أشعر بالغيرة منه أبداً فأنتَ قطعة
منه.. أحبُك طفلي "
كنتُ سعيدة جداً لأنني حامل بطفل راموس.. لم أستطع تصديق
ذلك.. كانت مفاجأة جميلة جداً.. وقررت أن أنتظر راموس ليأتي لرؤيتي.. عليه ذلك..
سأنتظره لأسبوع وإن لم يأتي سأذهب إليه بنفسي.. حبيبي يجب أن يعلم بأنه سيكون أب
من جديد..
مضى أسبوعين كاملين على تلك الليلة التي اكتشف بها راموس
خيانتي له.. وكنتُ أحترق على نار الشوق أنتظر مجيئهُ إلى منزلي ولكنه لم يفعل..
كنتُ أشرب كوب الحليب في الصباح وابتسمت برقة بينما كنتُ
أفكر بالصغيرة آنا.. لقد أتت في الأمس برفقة أوليفر لزيارتي.. كانت مفاجأة رائعة
أن أراها.. ذهب أوليفر بعد دقائق وأخبرنا بأنه سيعود بعد ساعة ليأخذ آنا..
تحدثت معها ولم أستطع أن أخبرها عن حملي لأنني أردت أن
أجعلها مفاجأة للجميع.. وعدت آنا بثقة بأنني سأتصالح مع والدها قريبا وطلبت منها
أن لا تحزن منه فهو والدها في النهاية.. وبعد ساعة أتى أوليفر ليأخذ آنا..
وضعت كوب الحليب على الطاولة وهمست بسعادة
" إن كان جاموسي الوسيم والعنيد لن يأتي لرؤيتي
سأذهب إليه بنفسي "
واتخذت قراري والذي لن أتراجع عنه.. سأذهب الآن لرؤية
راموس.. عليه أن يعلم بأنني حامل بطفله وعليه أن يسامحني..
بدلت ملابسي بسرعة وخرجت وأوقفت سيارة أجرة.. أعطيته
عنوان قصر راموس وابتسمت بسعادة بينما كنتُ أضع يدي على بطني.. أغمضت عيناي وهمست
لطفلي
" سنرى والدك بعد قليل.. أظن سيطير من الفرح عندما
يعرف بوجودك.. سوف يسامحني ونعيش إلى الأبد بسعادة "
عندما رأيت سيارة الأجرة تقترب من القصر عقدت حاجبي
عندما رأيت أمام البوابة سيارة بورش حمراء وامرأة شقراء ترتدي فستان مثير تقف أمام
البوابة وتتكلم مع أوليفر والحُراس..
نظرت بتعجُب إلى تلك المرأة وفوراً هتفت للسائق
" توقف هنا لو سمحت.. انتظرني قليلا رجاءً لن أتأخر
"
فتحت الباب بهدوء وترجلت من سيارة الأجرة ومشيت ببطء نحو
القصر.. وقفت جامدة بأرضي عندما سمعت تلك المرأة تهتف لـ راموس وتناديه بحبيبي..
" حبيبي؟!!!!... "
همست بصدمة بتلك الكلمة ورأيت بذعر راموس يقترب من البوابة والتي فوراً
فتحها الحُراس.. تجمد العالم وتوقف الزمن أمامي بينما دموعي كانت تسيل كالنهر على
وجنتاي وتحرق قلبي وكياني.. رأيت راموس يقبلها.. عانق تلك المرأة وقبلها قبلة
حامية وراغبة..
ارتعش جسدي بجنون وشعرت بالغثيان.. ترنح جسدي وكدت أن
أقع لكن شعرت بيد تسندني والسائق يهتف بقلق
" سيدتي أنتِ بخير؟ "
نظرت إليه من بين دموعي وقلتُ له
" ساعدني أرجوك لأجلس في سيارتك "
أومأ بذعر موافقا وساعدني لأمشي نحو السيارة ثم ساعدني
بالجلوس على المقعد الخلفي.. تأملني بقلق وسألني
" هل ترغبين بالذهاب إلى أقرب مستشفى؟.. تبدين
شاحبة جداً سيدتي "
لم أستطع التوقف عن البكاء بوجعٍ كبير.. شهقت بقوة
وأجبته بصوتٍ مُرتعش
" لا.. أرجوك أعدني إلى منزلي.. وهذا هو العنوان...
"
أعطيته العنوان ولم أستطع أن أتحكم بنفسي وأتوقف عن
البكاء للحظة.. تحطم قلبي عندما رأيته يُقبل تلك المرأة..
عندما أوقف سائق الأجرة سيارته أمام منزلي دفعت له
المبلغ الذي طلبه وشكرته وخرجت من السيارة.. لا أعرف كيف مشيت ودخلت إلى منزلي..
لا أعرف كيف استطعت الوصول إلى غرفة نوم والداي.. كل ما أعرفه بأنني سقطت على
السرير وبكيت بتعاسة..
بكيت وانتحبت حتى شعرت بالإعياء الشديد.. كنتُ منهارة
كليا ولم أعرف كم مضى من الوقت إذ فجأة سمعت صوت جرس باب منزلي وطرقات عديدة عليه..
لا أعرف كيف وقفت ومسحت دموعي ومشيت نحو الباب.. فتحته
ورأيت بدهشة آنا تقف أمامي وهي تبكي بشدة.. شهقت بخفة عندما عانقتني آنا بشدة
وهتفت ببكاء..
" إيلاااااااااااا.. إيلا... لقد هربت من القصر
نهائياً.. لا أريد أن أبقى به.. لا أريد.. أريد أن أبقى هنا برفقتكِ.. أكره أبي..
أكرهه.. "
أدخلتُها إلى المنزل وأغلقت الباب ثم ساعدت آنا لتجلس
على الأريكة وجلست بجانبها.. نظرت إليها بحزن وسألتُها بقلق
" لماذا هربتِ من القصر آنا؟.. والدكِ سيقلق كثيراً
عليكِ و.. "
قاطعتني قائلة ببكاء
" لا يهمني إن شعر بالقلق.. أريد أن أبقى هنا
معكِ.. أرجوكِ وافقي.. لو سمحتِ إيلا وافقي "
تأملتُها بحزن وقلتُ لها
" أنتِ تعلمين بأنني أحبكِ جداً.. لكن لا يجوز أن
تــــ... "
توقفت عن التكلم عندما سمعت صوت طرقات على الباب.. نظرت
نحوه وسمعت آنا تهمس بذعر
" إنه أوليفر بالتأكيد.. لا بُد أن والدي أرسله حتى
يُعيدني إلى القصر "
أمسكت آنا بيدي وقالت بهمس
" أرجوكِ إيلا أخبريه بأنني لستُ هنا.. أرجوكِ.. لو
سمحتِ لا تسمحي له بأخذي "
نظرت إليها بحزن ثم قبلت وجنتها برقة وقلتُ لها
" حسناً.. لا تخافي.. لن أسمح له بأخذكِ.. اذهبي
إلى الغرفة الشمالية واختبئي بها.. ولا تخرجي منها حتى أخبركِ بأنه رحل "
ابتسمت آنا بسعادة وقبلتني بقوة على خدي وركضت نحو غرفتي..
طبعا كنتُ سأخبر أوليفر بأنها هنا ولكن سأطلب منه أن يتركها بضيافتي لعدة أيام حتى
تهدأ قليلا..
وقفت واتجهت نحو الباب وفتحته.. تجمدت الدماء في عروقي
عندما رأيت فرناند يقف أمامي..
" ااااااااععععععععععععععععععه... "
هتفت برعب عندما هجم عليّ وأمسكني بعنف بكتفي وأدخلني
بالقوة إلى الداخل وركل الباب بعنف خلفه وحاصرني على الحائط..
" مرحباً عاهرتي الجميلة.. أخيراً سأستمتع بكِ كما
فعلت في الماضي "
قاومته بكامل قوتي لكنه صفعني بعنف وأمسكني بخصلات شعري
وجذبني بعنف نحو الأريكة في الصالون ورماني عليها بقوة..
شعرت بإعياء شديد وحاولت جاهدة أن أستقيم لأهرب.. لكن
فرناند اعتلاني وحاصرني بجسده وهتف بغضب
" توقفي عن مقاومتي عاهرتي.. سأغتصبكِ بجنون كما
فعلت في الماضي.. وهذه المرة لن يُخلصكِ مني أحد.. هذه المرة لن يأتي شقيقي القذر
راموس وينقذكِ مني "
حاول تقبيلي لكنني رفعت كلتا يداي وخدشت وجنتيه بأظافري
وهتفت بجنون
" دعني أيها الحقير.. دعني... "
قهقه فرناند بشكلٍ مُخيف وتأملني بحدة وهو يمسك بكلتا
يداي ويرفعها خلف رأسي ثم هتف بفحيح قائلا
" سأمتعكِ عاهرتي.. كما قريبا سأقتل أخي الحقير
راموس وبعدها سأكون وريثه الشرعي.. سأكون سخي جداً معكِ وأغرقكِ بالهدايا
الثمينة.. أما الغبية آنا سأبيعها لمن يدفع لي مقابلها مبلغا كبيرا من المال..
ولكن أنتِ إيلا لن تكوني سوى لي أنا فقط.. اللعنة كم حلمت بهذه للحظة.. سأضاجعكِ
بجنون الآن كما كنتُ أحلم.. "
بكيت بخوف عندما بدأ بتمزيق ملابسي.. قاومته بجنون لكن
بسبب حملي شعرت بالإعياء وشعرت بأنه سيغمى عليّ.. ارتخى جسدي أسفله وسالت دموعي
بكثرة على وجنتاي.. سيغتصبني الآن.. سيفعلها..
" أجل عاهرتي استرخي ودعينا نستمتع معا.. "
سمعتهُ بعذاب يهمس بتلك الكلمات بمتعة وبشهوة وعندما
أمسك بحمالة صدري ليمزقها سمعت برعب آنا تهتف بجنون
" دعهااااااااااااااااا... أتركها أيها الحيوان
اللعين والخائن القذر.. أتركهاااااااااااااااا... "
فتحت عيناي بضعف ورأيت آنا تمسك بمزهرية من الزجاج
ورمتها بقوة على رأس عمها.. كان واقع تحت تأثير الصدمة بسبب رؤيته لابنة شقيقه
هنا..
صوت تحطم الزجاج على رأسه أرعبني.. أغمضت عيناي بشدة
عندما شعرت ببعض الشظايا تتساقط عليّ.. سمعت فرناند يشهق بقوة ثم ابتعد عني.. فتحت
عيناي ونظرت برعب إلى آنا الخائفة.. وقبل أن يقف فرناند هتفت لها بضعف
" أهربي.. أهربي آنا بسرعة...
لاااااااااااااااااااا.. دعها أرجوك.. إنها طفلة... "
هتفت برعب أحرق روحي عندما أمسك فرناند بها وصفعها بعنف
على وجنتيها ثم لكمها على معدتها ورأيت بذعر آنا تبصق الدماء من فمها ثم تغمض
عينيها وتسقط غائبة عن الوعي على الأرض أمامي..
نظرت برعب شديد إليها وهتفت بجنون
" آنااااااااااااااااااااااااااااا... لا لا لا
لا... ماذا فعلت بها أيها القذر؟.. إنها طفلة.. اللعنة عليك.. "
صرخة متألمة خرجت من فمي عندما صفعني فرناند بعنف على
وجنتي.. التف رأسي بقوة نحو اليسار وسقطت بانهيار إلى الخلف.. كنتُ متعبة ولا قوة
لي.. الاعياء كان قد تمكن مني نهائياً..
سمعت بألم فرناند يتوعد لي وللصغيرة آنا بالجحيم ثم سالت
دموعي بتعاسة عندما شعرت بشفتيه على عنقي.. لقد انتهيت.. انتهيت....
آخيليس**
عندما ذهب مانو مع بعض من حراسي نظرت إلى عمي جورجيو
بغضب.. كان يبكي بجنون وهو يجثو أمامي على ركبتيه مع زوجته.. سمعته يهمس بعذاب
قائلا
" أرجوك لا تقتل حفيدتي.. أقتلني الآن وفي هذه
اللحظة بدلا عنها.. حفيدتي لا ذنب لها بأخطائي.. أرجوك زعيم لا تسمح بأن تموت
إستيرا "
نظرت إليه بحقد وأجبته ببرود
" الآن تطلب مني فعل ذلك.. لقد كانت حفيدتك بين
يديك وتحت حمايتك لفترة يومين كاملين.. وماذا فعلت بها؟.. صفعتها وسجنتها في تلك
الغرفة وأجبرتها على الزواج من الحقير دايمون "
نظر جورجيو بندم كبير إليّ وقال
" كنتُ أحمق وألمت حفيدتي.. ألمتُها كما فعلت
بوالدتها.. كنتُ أظن بأنني اتخذت الحل الأنسب لها ولمصلحتها.. أردتُها أن تبقى
بجانبي مع جدتها.. ظننت إن جعلتُها تتزوج من دايمون ستنسى حُبها لك وتعيش هنا
برفقتنا إلى الأبد و.. "
قاطعته قائلا بغضب جنوني
" ظننت بأنه الحل الأنسب لها بأن تجعلها زوجة لذلك
الخائن والحقير دايمون.. بينما الحقيقة هي أنانيتك.. لقد عاملتَ إستيرا كما فعلتَ بوالدتها.. فعندما اكتشفت بأن والدي يُحبها أردت إجبارها على الزواج من صديق لعين
لك.. والسبب بسيط جداً.. لأنك كنتَ تكره والدي لحد اللعنة لأن جدي جعلهُ وريثهُ
الوحيد ولآن جدي سلمهُ رئاسة الشركات والعصابة.. لم تتحمل بأن يكون ابن أخاك
الوريث الشرعي والوحيد لجدي.. كرهتَ الجميع وشعرت بالحقد عندما اكتشفت بأن والدي
فيجو يعشق ابنتك لومينا "
اقتربت منه وانحنيت ونظرت في عمق عينيه الدامعة وقلتُ له
" رغم أن والدي كان متزوج لكنك لم تهتم بمشاعر
ابنتك وأردتها أن تتزوج من عجوز قذر.. ورغم أنك كنتَ تعلم جيداً بأن ابنتك لا تُحب
والدي سوى كابن عمها فقط.. رغم كل تلك الحقائق أجبرتها على أن توافق على الزواج ضد
رغبتها.. لكنها كانت أذكى منك.. لومينا هربت وغيرت كنيتها من داركن إلى كاربيس..
ولم تستطع أن تجدها سوى بعد فوات الأوان "
كان يبكي هو وزوجته بشكلٍ هستيري.. لكنني لم أشعر
بالشفقة عليهما بل تابعت بحدة قائلا
" وعندما اكتشفت بأن ابنتك توفيت اتهمتَ والدي بأنه
من قتلها.. اتهمته دون وجود أي دليل يدينه.. وأنا أعلم جيداً بأنك كنتَ تعلم بأنه
ليس الفاعل.. ولكن حقدك أعمى بصيرتك عن رؤية الحقيقة.. حاربتَ والدي بأعماله رغم
أنك سافرت إلى إيطاليا لتدير أعمالك من هناك.. حاربتَ والدي بكل شيء لدرجة بأنه
كاد أن يُعلن إفلاسه.. لكنني تحملت المسؤولية في سن صغيرة وساعدت والدي.. ساعدته
بإدارة شركاته وعقد صفقات ناجحة.. وبعد موته أقسمت على قبره أن أنتقم من كل شخص
أذاه.. وسأفعل "
نظرت إليه وإلى زوجته ورأيتهما ينظران إليّ بذعر..
ابتسمت بخبث وقلتُ لهما
" لا تقلقا فلن أقتلكما.. فأبشع طريقة أنتقم بها
منكما أن أدعكما على قيد الحياة وأنتما تعلمان بأنكما تسببتما بموت حفيدتكم
الوحيدة.. فليحترق قلبكما عليها.. إستيرا الآن مانويل يدفنها أسفل التراب "
جحظت إستيراندا عينيها وهتفت بجنون
" لاااااااااااااااااااااااااااااا.. لا لا لا لا
حفيدتي لااااااااااااااااااااااااااا... "
ثم شهقت بعنف وسقطت غائبة عن الوعي بين أحضان زوجها..
حضنها جورجيو وهو يبكي بتعاسة وبدمار.. كان يبكي كطفل صغير أمامي..
نظرت إليه بكره وقلتُ له
" وفر دموعك تلك.. لأنني لن أشفق عليك.. بعد أن خسرت
ابنتك خسرتَ حفيدتك الآن.. هذا درس مؤلم لك.. هذا انتقامي منك أن أجعل قلبك يحترق
على حفيدتك كما احترق على والدتها.. تستحق أن تتعذب كما تعذب والدي فيجو "
شهق جورجيو وانتحب بقوة لكنني لم أشفق عليه.. بل قلتُ له
بسخرية
" وبخصوص الأضرار التي تسببوا بها رجالي سأتكفل
بتصليحها.. أما جثث رجالك عليك أن تهتم بها بنفسك.. الوداع جورجيو داركن "
ثم نظرت إلى سام ورفاقه وأمرتهم قائلا
" وظيفتكم هنا انتهت يمكنكم العودة للعمل مع كارتر
"
ثم استدرت وتوجهت نحو سيارتي.. جلست في المقعد الأمامي
وبعد ثواني جلس إميليو خلف المقود وقال
" هل فعلا صدق جورجيو بأنك قتلتَ إستيرا؟ "
نظرت إليه بسرعة وتأملته بدهشة.. ابتسم إميليو بوسع وأدار
المُحرك وأبعد السيارة وقادها باتجاه الطريق وسمعته بذهول يكلمني قائلا
" كنتُ شاب وأحببت بجنون امرأة واحدة في حياتي.. لذلك
لستُ بغبي.. فأنا أعلم جيداً زعيم بأنك اتفقت مع مانو سابقا.. أنا أعلم جيداً بأنك
من المستحيل أن تقتلها.. لو أردتَ فعلا تنفيذ ذلك كنتَ قتلتها بسهولة أمام جورجيو
وجدتها "
توسعت عيناي بذهول بينما كنتُ أنظر إلى إميليو بعدم
التصديق.. كيف واللعنة اكتشف لعبتي هذا العجوز العاشق؟!!..
رأيته يبتسم بسعادة وتابع قائلا بهدوء وباحترام
" عندما يلتقي الرجل بـ حُب حياته من سابع المستحيلات
أن يؤذيها.. مهما فعلت به ومهما ألمته ومهما عذبته الرجل لا يستطيع أبداً أذية حُب
حياته.. الحُب الحقيقي لا يأتي سوى مرة واحدة في الحياة.. وعندما يصعقنا بسهامه
تتحول إلى إنسان مُختلف.. وأنا سبق لي ورأيت ما فعلتهُ زعيم من أجلها و.. "
قاطعته قائلا بحدة وبغضب لأنه كشفني
" كان ذلك قبل أن أكتشف بأنها ابنة من قتل والدي
"
تنهد إميليو بعمق وقال بحزن
" أتفهم سبب غضبك.. لكن تذكر جيداً إستيرا لا ذنب
لها بما فعلهُ والدها.. وتذكر أيضاً بأن الشريف مايكل هو من لعب بعقل جوناثان
وأعطاه أدلة مزورة وحثهُ على قتل والدك.. أنا أعلم بأنك لم تقتلها ولكن كذلك أعلم
بأنك ستنتقم منها بطريقة ما.. لكن أتمنى قبل أن يفون الأوان أن لا تفعل لها شيء
وتؤذيها.. قد تندم لاحقا زعيم عندما لا يعود الندم ينفع بشيء "
تأملته بنظرات قاتلة وقلتُ له ببرود
" لا تقلق إميليو.. إستيرا ماتت.. مانو قتلها كما
طلبت منه.. ولا أريد أن أسمع باسمها من الآن وصاعداً "
توسعت عيناي بصدمة عندما ابتسم إميليو وأجابني باحترام
" كما تأمر زعيم.. لكن لا تقسو عليها كثيراً.. فهي
رقيقة وتعشقك بجنون.. قد لا تتحمل قسوتك و ساديتك معها.. لذلك تخلى عن ساديتك معها والباقي
سيهون "
اصطكت أسناني بعنف وهمست بغضب
" إميليو يكفي.. لقد ماتت.. شرطية المرور ماتت
"
أغمضت عيناي بقهر عندما أجابني ببرود
" طبعاً زعيم.. ماتت كما تقول.. لا تقلق لن أتفوه
بكلمة أمام أحد.. سرك في أمان معي "
زفرت بغضب وقررت أن لا أجيبه حتى لا أفصح له بفورة غضبي عن الحقيقة..
ثم ابتسمت بلهفة عندما وصلنا إلى قصر والدي...
استيرا**
" إستيرا.. إستيرا.. هيا استيقظي صديقتي.. هيا
استيقظي "
سمعت صوت مانو يهتف بقلق بتلك الكلمات بينما شعرت بيديه
تمسك بوجنتي وهو يهز رأسي بعنف.. فتحت عيناي بضعف ونظرت إليه وهمهمت بخفة ثم أجبته
بصوتٍ مبحوح
" مانو.. ماذا تفعل؟ "
توقف عن هز رأسي وشهقت بدهشة عندما رفعني وعانقني بشدة..
رأيت نفسي في غرفة مظلمة.. لم أستطع رؤيتها بوضوح.. أبعدني مانو وتأملني بسعادة
وقال
" جعلتني أقلق عليكِ بشدة.. ظننت بأنكِ لن تستيقظي
أبداً.. استخدمت مُخدر خفيف لا يجعلكِ تنامين سوى لربع ساعة فقط ولكن مضى أكثر من نصف
ساعة كاملة ولم تستيقظي بسهولة.. كيف تشعرين؟ "
نظرت إليه بحزن وأجبته بصدق مثل عادتي
" أشعر بألمٍ شديد في قلبي.. أشعر بأنني أختنق..
أشعر وكأن روحي تحترق.. وهذا مؤلم جداً "
سالت دموعي على وجنتاي وتابعت قائلة له ببكاء
" كل من أحبهم خدعوني.. حتى أنتَ خدعتني.. الوحيدة
التي لم تفعل هي بوني صديقتي والتي تزوجها صديقك كارتر.. أنا أعلم جيداً بأنه تم
إجبارها على هذا الزواج.. اليوم حتى فهمت بأنها لم تسافر إلى فرنسا بل خطفها
كارتر.. خطفها وأجبر صديقتي على الزواج منه "
نظر مانو إليّ بحزن وقال بنبرة حنونة
" لا تبكي صديقتي.. صديقتكِ بخير وهي سعيدة مع شبح
الشيطان كارتر أدامز.. فهو يعشقها بجنون وأظن بأنها تحبه.. صدقيني أنا لا أكذب
عليكِ.. مستحيل أن أكذب عليكِ صديقتي الشرطية "
ابتسمت بحزن ومسحت دموعي وقلتُ له بتعاسة
" لم أعد شرطية.. تذكر جيداً زعيمك استغلني وتم
طردي من عملي "
تنهد مانو بقوة ثم جلس بجانبي على طرف السرير الصغير وأمسك
بيدي وحضنها بكلتا يديه وقال بجدية
" أريدُكِ أن تسمعيني جيداً الآن.. عندما يأتي
الزعيم لا تتفوهي بحرف أمامه.. فهو غاضب جداً.. وعندما يكون غاضباً يتحول إلى
شيطان حقيقي.. التزمي الصمت ولا تنظري إليه و... "
قاطعت مانو قائلة بحزن
" هل سيقتلني؟!! "
تجمدت عينيه بذهول على عيناي ثم حمحم بتوتر وأجابني
" لا أظنه سيفعل.. فقبل أن يقتحم القصر بربع ساعة
طلب مني أن أنفذ خطته بسرية تامة.. لو أراد أن يقتلكِ كان فعل ذلك أمام الجميع..
أنتِ فتاته ومن المستحيل أن يؤذيكِ "
تساقطت دموعي بصمت على وجنتاي وأجبته بتعاسة قائلة
" أنا فتاته ولكنني ابنة من قتل والده.. لن يهتم بي
وبمشاعري نحوه.. سيقتلني "
فتح مانو فمه ولكن قبل أن يتكلم تجمد بذعر عندما سمع صوت
رجولي غاضب يأمره بحدة
" مانويل.. أخرج من هنا وإياك أن تدخل إلى هذه
الغرفة من جديد "
انتفضت برعب عندما سمعت صوت آخيليس الغاضب.. وقف مانو
بسرعة وخرج بهدوء من الغرفة دون ان يتفوه بكلمة واحدة.. ارتعش جسدي بعنف عندما
رأيت آخيليس يقف في وسط الغرفة وهو يتأملني بطريقة مُخيفة جداً ويضع كلتا يديه
داخل جيوب سرواله..
رغم أنه بدى وسيما جداً إلا أنني شعرت بالخوف منه..
فعينيه كانت تتأملني بغضب عاصف.. نظراتهِ لي أرعبت روحي..
وبسبب خوفي منه قررت أن أهرب.. وقفت بسرعة وما أن حاولت
الركض شعرت بثقل غريب في قدمي اليمنى.. نظرت إلى الأسفل ورأيت برعب ساقي مُكبلة
بسلسلة حديدية طويلة..
" هذا حتى لا تهربي من هنا فتاتي.. تعلمين كم أكره
وبشدة أن أقوم بسجنكِ وأقفل الباب عليكِ كما فعل جدكِ الأحمق.. لذلك قررت ترك
الباب مفتوح ولكن للاحتياط طلبت من مانو بأن يُكبل قدمكِ بهذه السلسلة الجميلة
"
سمعت بصدمة آخيليس يتفوه بتلك الكلمات ببرود مُخيف..
رفعت رأسي ونظرت إليه بخوف رأيته برعب يقترب مني ببطء.. استطعت أن أرى بوضوح بأنه
يضع مسدسهُ الذهبي خلف خصره ويثبته بحزام سرواله..
بلعت ريقي بقوة وسألته بخوف
" هل ستقتلني آخيليو؟! "
وقف أمامي بعيداً عني خطوة واحدة فقط ونظر في عمق عيناي
المُرتعبة وقال بهدوء
" اسمي آخيليس وليس آخيليو "
ثم قرب وجهه مني وهمس برقة
" ومن يدري.. قد اقتل ابنة من أمر وخطط بقتل والدي
"
ترقرقت الدموع
في عيناي وكلمته بصوت مهزوز قائلة
" إن كنتُ سأموت على يديك فلن أعترض.. لن أعترض
لأنني أحبُك من أعماق قلبي "
تجمدت نظرات آخيليس بصدمة على عيناي ثم همس بغضب وبحدة
قائلا
" لا تلفظي تلك الكلمة أمامي مجدداً.. فهمتِ؟
"
عرفت على الفور بأنه لا يريدني أن ألفظ بكلمة أحبك أمامه..
رفعت رأسي بعنفوان وقلتُ له بصدق
" لا.. لم أفهم.. أنا أحبُك آخيليس داركن.. أحببتُك
حتى بعد أن اكتشفت حقيقة من تكون.. أحببتُك أكثر رغم أنني كنتُ أظن بأنك ابن من
قتل أمي.. لم أهتم بالماضي وقررت أن أبقى معك.. لكن عندما رأيتُك تضع لي حبوب لمنع
الحمل في العصير حطمت كرامتي وكبريائي كامرأة.. لذلك هربت منك و... "
" يكفييييييييييي.. اخرسي واللعنة.. اخرسي "
هتف بجنون بوجهي ولا أنكر ارتعشت أوصالي من الرعب
والخوف.. بلعت ريقي بقوة وقلتُ له بشجاعة
" لن أخرس.. وأنتَ عليك أن تسمعني حتى النهاية..
الجميع يظنون بأنني غبية وحمقاء.. والجميع نعتوني بتلك الألفاظ.. لكنني لستُ غبية.. أنا
فقط قررت بعد موت والدي أن أعيش بسعادة ويوماً بيوم.. قررت أن لا أهتم بما يفكرون به
الناس وكيف سيعاملونني.. المهم أن أكون سعيدة.. وأنا إستيرا جونز شرطية المرور
البسيطة وقعت في الحُب من أول نظرة مع نادلي الوسيم.. أحببتُك من النظرة الأولى
ولم أهتم بأنك نادل فقير وبسيط.. لم أهتم لشيء سوى أن تُبادلني مشاعري.. كما حُبي
لك تضاعف بعد اكتشافي لحقيقتك وبأنك الزعيم.. آخيليو هو أنت.. وأنا أحببتُك أنت.. أنا
أحبُك وسأظل أحبُك حتى لو قتلتني الآن.. أقتلني "
كان آخيليس جامد بأرضه بذهول كبير.. كان يتأملني بصدمة
كبيرة.. ولا أظنه استوعب فعليا ما تفوهت به للتو.. اقتربت منه خطوة صغيرة ورفعت
رأسي إلى الأعلى ونظرت بعشق إلى عينيه وقلتُ له
" أحبُك آخيليس.. ولن أهتم إن كنتُ سأموت على
يديك.. ولكن قبل أن أموت أريدُك أن تعلم بأن والدي مظلوم.. فهو تم خداعه من قبل
الشريف.. لقد خدعه وجعله يرتكب جريمة بحق والدك.. القاتل الحقيقي لوالدك هما جينا
و الشريف مايكل وليس والدي.. ولكن مهما كان قرارك سأتفهمه.. والموت على يديك هو
الجنة بالنسبة لي "
توسعت عينيه أكثر ونظر إلى عمق عيناي بصدمة كبيرة.. رأيت
فكه يرتعش ثم اصطكت أسنانه وأصدرت صرير مُخيف.. شهقت بخوف عندما دفعني بعنف
وأبعدني عنه ثم امسكني بكتفي وجذبني بقوة ليرتطم ظهري على الحائط..
شهقت بألم ورأيته بذعر يرفع سلاحه بيدهِ اليمنى ووضع
فوهة المسدس على جبيني وهتف بجنون
" اخرسي.. اخرسي.. اخرسي.. والدكِ هو من قتل أبي
فيجو.. هو من فعل.. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.. وأنا أقسمت على قبره أن أنتقم له
من قاتلهِ وكل عائلته.. وأنتِ إستيرا جونز كل عائلته.. عليكِ أن تدفعي الثمن
"
سالت دموعي بضعف على وجنتاي وهمست له بألم
" إذا أقتلني.. أقتلني الآن "
أبعد المسدس عن جبيني وقرب وجهه مني ولامس أنفه أنفي
وهتف بجنون
" اااعععععععععععععععععععععععععههههههههههههه
"
ثم فجأة ابتعد عني خطوتين إلى الخلف ورفع السلاح بوجهي
وهتف بحنق
" سأفعل.. سأقتلكِ الآن.. سأقتلكِ.. سأنتقم لوالدي
وأفي بقسمي له "
ارتعش جسدي بقوة وأغمضت عيناي بشدة وسمعت صوت طلقات
الرصاص...
انتهى الفصل
النهاية البارت رائعة وحماس كالعادة
ردحذف😍😘🤗شكرااااااااااااااااااااااا💞💞💞
حذفروعه روعه روعه ابداع ابداع جميل جدأ يا اجمل كاتبه بلكون والله البارت جميل جدا جدا جدا اخخخخخ قلبي
ردحذف💖💖💖😍حياتي أشكركِ جزيلا😍😍😍😍😘
حذف🥰😍🌷🌹❣️💞😘💖🌺❤🎀💖
ردحذف🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
حذفالبارت آكتر من رائع ❤️ ❤️ ❤️ حبيييييييت هاڤونا حببتى ❤️
ردحذف😍🥰😘أشكركِ من قلبي حياتي💞💓💗
حذفروووعه 😘👏👏
ردحذف💘💘💘💘شكراااااااااااااااااااااااااا💘💘💘💘
حذفأنا زعلانه اوى على انا وايلا يارب حد ينقذهم وياريت لو كان راموس أما استيرا فأكيد اخيليس مش هيقتلها هو ممكن يضرب فى الهوا يخوفها بس
ردحذف💓💓💓💓😍🤗🤗🤗😘 يا عمري لا تحزني
حذفالبارت رائع
ردحذفوراموس نعرفه ذكي فأكيد حيكشفهم وينقذ ايلا وآنا خصوصا لمن يعرف بهروب آنا لان المكان الوحيد التروح اله هو منزل ايلا واكيد مادونا تحت التعذيب حتعترف بالخطه
واستيرا اكيد عايشه هاي فتاة الزعيم ما يقتلهه ابد ❤️❤️❤️❤️❤️
💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖واووووووووووووو
حذفجميله جدا
ردحذف😍🌹شكرا
حذف😭😭😭
ردحذفلماذا البكاء يا قلبي؟
حذفبتجنن كالعادة ياريت تنزلي بارت قبل الخميس مش حاتحمل انطر للخميس
ردحذفكاتبتنا الجميله 🤍🤍
ردحذفجمالووووو حلاتووووو روووعاتك غالية سلمت اناملك رائع💕💕💕💕
ردحذفروعه روعه روعه روعه
ردحذفروعة 👏🏻👏🏻♥️
ردحذفتحفه بجد تحفه تسلم ايدك بجد ملكة الابداع اروع واجمل كاتبه ف العالم ❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️
ردحذفرائع البارت
ردحذفاستيرا اكيد مش هيحصل لها حاجه
بس ايلا وانا لازم حد ينقذهم 🥹🥹
يا الهي.... وياويلي ما الذي تفعلينه بي يا فتاة.. ما جادت به اناملكي رائع... تسلمي ياعمري على هذا البارت وشكرا لكي على تعبك فعلى قدر الجهد تكون المحبة وأنا أعشق رواياتك وأنتظرها على أحر من الجمر... حسنا سأتكلم قليلا عن الشخصيات؟. راموس ذلك الجاموس الجميل أتمنى ان يدرك أيل وإبنته وينقذهما قبل فوات الأوان لااريد أن يلمسها ذلك القذر او يتسبب بإجهاضها لأن الطفل هو ثمرة حبهم وستتوطد العلاقة أكثر بينهم أما الشيطان الثاني أخيليو فأنا متأكدة أنه لن يأذيها لأنه يعلم أن الحب الحقيقي لايعوض أما كركوري فهو حبيب قلبي انا أتمنى فقط أن يتقبل وجود ملاك في عائلته لسعادته وسعادة بوني... كاتبتي أسفة لأنني أطلت عليك أنت تستحقين كل خير... شكرا لكي...
ردحذفجميل جدا جدا جدا
ردحذفروعة البارت تسلم يدك 😍😍..في انتظارك طبعا لاتطولي علينا بلييييييز
ردحذفالحماس واصل حده
كالعادة رووعة ❤️
ردحذفالفصلللل حماسسسسس متى الفصل الجاي
ردحذفجميييييل
ردحذفتسلم الأيادي
بإنتظار يوم الخميس ❤️
مبدعة
ردحذفاوووووووووووه 😯😯😯😯😯😯
ردحذفأي ده ياهافن أي كميه الإبداع ده خفي علينا عشان خاطري البارت ده مفيش وصف ليه بجد أنا عاجزة إني أوصفو برافوووووو بجد بارت فظيع 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻💯💯💯👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻🤩♥️🤩♥️🤩♥️🤩♥️🤩♥️🤩🤩♥️♥️🤩♥️🤩
أنا بقول إن بسبب هروب أنا أكيد راموس هيتوقع إنها راحت عند إيلا وهيبجي عشان ياخدها ويكتشف حقيقه فرناند الحقير بس اتمنى يلحقها قبل فوات الأوان ده غير إن مادونا أكيد هتعرف بكل الحقيقه عشان خايفه على نفسها وحمل إيلا هيكون محور تغيير بحياتهم اتمنى للأحسن طبعا 💕😍
ردحذفوزي ما توقعت اخيليس عمل خطه عشان يحرق قلب جورجيو وهو مش هيقدر يقتل إستيرا مهما حاول أو إنفعل وحتى الرصاصه اكيد مجتش فيها هو مهما كان قوي مش هيقدر يقتلها عشان بيضعف قدام حبها🤗💕♥️💕♥️💕♥️💕♥️💕♥️🤩
البارت رائعع
ردحذفكم بارت بقى وتنتهي روايه شرطيه المرور؟
ردحذفيا راموس يا زفت، وربي معها حق لما لقبته جاموس، لأنه صبة وحدة
ردحذفبعد أخيليس جاموس أكثر من راموس، راموس طلع عنده إحساس أكثر منه😭😭😭
ردحذفرائعة كالعادة أحلى هافن
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️🌷🌷🌷🌷🌷♥️♥️♥️♥️♥️
ردحذف❤️
ردحذفاحلى رواية على الاطلاق متشوقة ان للبارت القادم
ردحذفبجد انا عاجبني شخصية إيلا وراموس اكتر من الابطال الرئيسيين واتمني يكون فيه فصلين او اكتر يتكلم عن حكياتهم أرجوكي هافن بليييييييز🥺🥺❤❤❤❤
ردحذفوهي فضل كده كام فصل وتخلص
ردحذفالفصل تحفه بجد ... و بجد تسلم ايدك ❤️❤️❤️❤️❤️
ردحذفروعة حبيبتي فيه جزء اليوم 😍😅😅
ردحذففين البارت الجديد
ردحذف💕💕💕💕💕💔💔👍
ردحذف