رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. وااااو مبدعة صراحة كتاباتك وروياتك رائعة مر الوقت وماحسيت فيه من كثر ما اندمج مع أبطالك ..تسلم الايادي
    في انتظارك

    ردحذف
  2. كالعاده مبدعه ياربي شو بينكسر قلبي على ادلينا ايمتى راح ترتاح مع ادوارد بتمنى بأسرع وقت تراجع ذاكرتو لادوار ويعيشوا حياتهم مثل قبل برومانسيه💔💔💔💔💔💘

    ردحذف

رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً

 

رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً



جميلة جداً






تينو**



" اللعنة عليهاااااااااااا وعلى عشيقها الكونت القذررررررر... "


هتفت بغضبٍ كبير وركلت الكرسي بقوة بينما كنتُ أنظر أمامي بكرهٍ شديد.. رفعت رأسي نحو المرآة أمامي ونظرت بغضب إلى أنفي الذي كًسر ووجهي الوسيم الذي أصبح لونه أرجواني وعيوني المتورمة ببقعة سوداء مُخيفة تحاوطها.. لقد دمر لي وجهي ذلك الكونت الحقير...


جلست بقهر على الأريكة وهمست بكره


" لقد دمر لي وجهي منذ أربعة أيام... و أدلينا تلك الساقطة الحقيرة والملعونة الكونت هو عشيقها.. لقد منعتني لسنين من لمسها لأنها عشيقة الكونت الحقير... أريدُ أن أنتقم منها ومن ذلك النذل الكونت.. لكن كيف؟!!.. وأيضا لماذا فرسانهُ الأغبياء يظنون بأنهُ قد تم اختطافه؟... هذا غريب!!...


عندما ذهبت لكي أنال منها تفاجأت عندما رأيت الكونت في منزلها.. لقد قام بضربي ذلك اللعين وحطم وجهي بالكامل وكاد أن يقتلني.. القذرة أدلينا هي عشيقتُه.. ولكن لماذا كانت تناديه باسم إدوارد؟!.. لا يهم.. ولكن الغريب أنه بدى كالمشردين وهناك ندبة مقرفة في وجهه.. لعنة الله عليهم..

 

لقد ظللت في المنزل لفترة أربعة أيام أحاول أن أداوي جراحي... شعرت بالإحراج من أن يراني أحد بهذا المنظر... وكذلك شعرت بالرعب من تهديد الكونت لي.. لذلك لم أتجرأ بإخبار أحد بمكانه وما رأيتهُ في منزل العاهرة أدلينا أرملة شقيقي الحيوان..


طرقاتٍ قوية ومتتالية على زجاج نافذتي جعلتني أنتفض برعب في جلستي.. نظرت بسرعة ناحية النافذة ورأيت خيال شخص ضخم.. نظرت برعب ثم وقفت بسرعة ولم أستطع التقدم ورؤية من يطرق على زجاج نافذتي في هذا الوقت المتأخر في الليل..


" من هناك؟.. "


هتفت بقوة وسمعت بدهشة صوت من المستحيل أن أنساه أبدا


" تينو.. هذا أنا.. فابيو ميديشي.. افتح لي النافذة حتى أدخل بسرعة قبل أن يراني أحد.. بسرعة.. هيا افتحها.. "


نظرت بدهشة إلى النافذة وهمست بذهولٍ كبير

" فابيو!!!.. ما الذي جاء بك إلى هنا؟!... "


سمعتهُ يتأفف بضيق قائلا

" افتح النافذة اللعينة فورااااا... "


تقدمت بسرعة وفتحت الزجاج ورأيت فابيو ميديشي يقف أمامي.. أفسحت له وفورا تسلق النافذة ثم قفز ووقف أمامي ثم أغلق النافذة بسرعة وأسدل الستائر وتنهد براحة ونظر إليّ قائلا


" مرحبا تينو.. كيف حالــ... وااااااه!!!... ما الذي حدث لوجهك يا رجل؟!... "


تأففت بضيق وقلتُ له

" لا دخل لك فابيو.. والآن ما الذي تفعلهُ في منزلي وبهذا الوقت المتأخر في الليل؟.. ثم كيف دخلت إلى القرية دون أن يراك جُنود ذلك الحقير؟ "


ضحك فابيو بخشونة ثم قال

" يبدو أنك لم تسمع ما حدث في الأمس... "


زفر بقوة ورمى نفسه على الأريكة أمامي ثم خلع حذائه الرث وفاحت رائحة كريهة من قدميه وحذائه... شعرت بالغثيان وقلت له بقرف بينما كنتُ أركل حذائه بعيدا وأنا أضع يدي على أنفي حتى لا أستنشق رائحة قدميه الكريهة


" أيها القذر... رائحة قدميك وحذائك مقرفة.. لماذا لم تستحم قبل قدومك إلى منزلي أيها الغبي؟ "


رمقني بغضب وقال بحدة


" كيف سوف أستحم بينما كنتُ أختبئ وأهرب باستمرار من جنود الكونت لفترة طويلة.. لقد كانوا يبحثون عني هؤلاء الملاعين.. وذلك الحقير لورينزو رفض مساعدتي.. ثم يبدو بأنك لم تسمع ما حدث في الأمس.. لقد وجدوا الكونت في منزل ابنتي الساقطة.. اللعين الكونت لم يمت.. ذلك الغبي لورينزو لم يقتله كما كان يتفاخر أمامنا.. غبي عن صحيح.. لقد رأيت جثت الكونت في ذلك النهار وظننت أن لورينزو قتله لكن الغبي لم يفعل "


جحظتُ عيناي وهتفت بصدمة كبيرة

" ماذااااااااااا؟!!!.. إذا الشائعات صحيحة بأنك كنتَ متورط في حادث الكونت!!.. لكن.. مهلا لحظة... "


رفعت يداي وأشرت له بها قائلا


" أعد ما قلتهُ لي لأنني لم أفهم.. كيف يكون لورينزو الغبي قد قتل الكونت بلاكيوس بينما هو كان في منزل ابنتك اللعينة أرملة شقيقي؟.. هيا اشرح لي وبسرعة "


قلب فابيو عينيه بضجر قائلا

" أولا اسكب لي كأس من النبيذ وبعدها سوف أشرح لك كل شيء "


عقدت ذراعاي أمام صدري وقلتُ له بغضب

" هل أنا خادم لديك؟.. ثم لن أسكب لك كأس من نبيذي الفاخر أيها السكير.. تكلم قبل أن أركلك خارج منزلي "


نظر فابيو إليّ بنظراتٍ غريبة ثم شرع يضحك بقوة وعندما هدأ قال بخبث


" يبدو فعلا بأنك لم تسمع الشائعات التي انتشرت في سان مارينو وكل القرى المجاورة في الأمس واليوم... إن كنتَ تريد النيل من ابنتي عليك أن تسكب لي كأس من نبيذك الفاخر وحالا.. وصدقني سوف تحتاج إلى كأس أيضا.. فما سوف تسمعه لن تصدقهُ أذنيك "


نظرت إليه بشك ثم استدرت واقتربت من الطاولة وسكبت كأسين من النبيذ.. سلمتهُ كأس وجلست على الأريكة أمامه ووضعت كأسي على المنضدة وسمعته يقول وهو يصدر أصوات مستمتعة ومتلذذة


" هممممم... رائع.. النبيذ لذيذ جدا.. "


ابتسم بمكر وتابع قائلا


" ابنتي أدلينا عاهرة.. عاااااهرة... لكنها ليست بأي عاهرة عادية يا تينو.. بل هي عاهرة ذو مستوى.. مستوى رفيع جداً.. اللعينة هي عشيقة الكونت بلاكيوس ويتلي وأيضا منذ زمنٍ بعيد.. هل تعلم أن حفيدي توماسو والذي لم أراه ولو لمرة واحدة منذ ولادته يكون ابن الكونت.... "


" ماذاااااااااااااااااا؟؟!!!!... "


وقفت بسرعة وهتفت بوجهه بصدمة كبيرة.. كان فابيو يضحك بجنون وهو ينظر إلى وجهي الشاحب.. حسنا أنا أعرف بأن أرملة شقيقي هي عشيقة للكونت لكن أن يكون توماسو ابنه!!!... هذا مستحيل!!!...


توقف فابيو عن الضحك وقال لي بعد أن رشف القليل من النبيذ


" هممم.. صدق ذلك.. منذ ليلة الأمس لليوم جميع أهالي سان مارينو والقرى المجاورة يتكلمون عن هذه الفضيحة.. حفيدي المصون هو ابن الكونت بلاكيوس ويتلي.. ابنتي أدلينا عاهرة بمستوى رفيع جدا.. كما يبدو قبل وفاة جاكوبو كانت على علاقة بالكونت وحملت منه... تلك القذرة أدلينا أجادت اللعب جيدا.. تبا لها كنتُ سوف أستفيد جدا من حفيدي لو عرفت بأنهُ ابن الكونت "


زفر بغضب ثم نظر إليّ ببرود وقال وهو يشير لي بيده بالجلوس

" أغلق فمك واجلس تينو.. هناك المزيد يجب أن أخبرك به "


جلست بانهيار على الأريكة و أغلقت فمي ولم أستطع التفوه بحرف.. العاهرة القذرة... كانت طيلة هذه السنوات تمنعني من لمسها وتقول لي أن أنساها ولا ألمسها لأنها أرملة شقيقي بينما هي تعاشر وتضاجع الكونت... تملكني الغضب وشعرت بكرهٍ كبير ناحيتها.. سوف أنتقم من تلك العاهرة.. سأنتقم منها...


بدأ فابيو يُخبرني كيف ذهب مع لورينزو وبعض الرجال من قطاع الطرق لقتل الكونت وما حدث وكيف عاد إلى منزله وهرب بعد يومين عندما سمع أن فرسان الكونت لم يجدوا جثته وبدأوا بالبحث عنه...


" وكما ترى لورينزو الغبي لم يقتله.. وكما يبدو ابنتي العاهرة وجدت عشيقها وأنقذته من الموت... والأهم الكونت فقد ذاكرته في الحادث.. الجميع يتكلم عن ذلك.. لقد فقد ذاكرته و توماسو حفيدي هو ابنه.. وكما عرفت الكونت غاضب من ابنتي وجدا.. لم يأخذها معه إلى قلعته بل تركها في منزلها سجينة به.. وأيضا أمر بعض من جنوده لحراستها ومنعها من الخروج من منزلها... "


ضحك فابيو بقوة ثم تابع قائلا بسخرية


" هاهاهاهاهاههههه.. الجميع يتكلم عن ابنتي العاهرة... أنا حفيدي ابن الكونت.. حفيدي تسري في شرايينه دماء نبيلة... هل تصدق ذلك تينو؟.. كانت المياه تجري أسفل قدمين شقيقك جاكوبو دون أن يشعر بها.. جاكوبو الغبي أدلينا خانته ولم يكتشف ذلك "


الغضب كان قد تملكني بالكامل.. وقفت وهتفت بوجهه بجنون


" شقيقي ليس بالغبي بل ابنتك هي العاهرة و بامتياز... لقد خدعت الجميع.. قالت بأنها كانت حامل من شقيقي قبل أن يموت.. وهي ماذا؟.. كانت حامل من الكونت عشيقها.. كم أرغب بقتلها الآن.. منعتني من لمسها بينما هي عاهرة للكونت اللعين "


كنتُ أتنفس بسرعةٍ كبيرة وشعرت بنار الغيرة والكره والحسد تشتعل بكياني.. لطالما تمنيت أن أنال من أدلينا وأجعلها لي لكنها دائما ما كانت تصدني تلك الساقطة الحقيرة... لمعت فكرة شريرة في رأسي وابتسمت بخبث.. نظرت إلى فابيو وقلتُ له


" فابيو.. هل تريد أن تكسب ثلاث عملات نقدية ذهبية لامعة؟ "


انتفض بعنف في جلسته وقال لي بلهفة واضحة

" طبعااااااااااا أريد.. لكن ماذا تريد بالمقابل تينو؟.. تكلم... "


ضحكت بخبث وقلتُ له

" أريد أدلينا لي... أريدُها لي.. "


نظر إلى عيناي بدهشة ثم ظهرت ابتسامة ماكرة على ثغره وقال بخبث

" هذا سهل.. أعطني فترة ثلاثة أيام وسوف أجد طريقة حتى أجعلها لك وبالكامل و... "


قاطعته قائلا بسرعة


" لا تتعذب... لدي خطة وعليك أن أن تنفذها فابيو.. أولا سوف تراقب منزل أدلينا خلال يومين وتعرف كل تحركات الجنود وكم عددهم وبعدها سوف تعود إلى هنا وتخبرني بتحركاتهم وعندها... عندها سوف أخبرك بخطتي.. وعندما تصبح أدلينا لي وبين يداي سوف أسلمك العملات الذهبية "


" اتفقنا "


أجابني بحماس وظهرت ابتسامة شيطانية على ثغري وفكرت بسعادة.. أدلينا باسانو يا أرملة شقيقي أخيرا سوف أنالُ منكِ....


وفي نهاية الأسبوع ذهبت مع فابيو إلى منزل شقيقي الراحل والمقرف بعد منتصف الليل ونفذتُ خطتي بالكامل.... أدلينا أصبحت لي.....



زايا***



كنتُ أجلس على السرير أبكي و انتحب بشكلٍ هستيري


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً

 

دموعي لم تجف للحظة بسبب ما فعلهُ بي.. روحي أحرقها بيديه بسبب ما فعلهُ بي.. كيف لي أن ألوم شخصا غريباً عني لأنه اغتصبني بسبب أخي.. أخي من لحمي ودمي قال عني عاهرة وجعلني أعيش في الجحيم.. كيف استطاع فعل ذلك بي؟!.. في النهاية أنا شقيقته..

 

مسحت دموعي ونظرت أمامي بحزنٍ كبير.. كم أنا حزينة وبائسة.. لماذا حياتي مجرد جحيم؟!!...


لقد سمعت منذ ساعتين الحُراس يتكلمون أن الفارسين نيكولاس و ألكسندر خرجوا من القلعة برفقة كتيبة من الجنود.. أظن بأنهم ذهبوا ليبحثوا عن ابن عمي الكونت.. لكن الغريب لماذا ذهبوا في هذا الوقت المتأخر؟.. لقد حل الليل ولم يعودوا بعد...


تنهدت بأسى ثم وقفت ومشيت ببطء.. كنتُ أقف بوسط الشرفة أنظر بحزن إلى السماء المظلمة ونجومها المضيئة.. تساقطت دموعي للمرة المليون على وجنتاي وبللت وجهي وعنقي وثوبي...


لقد اغتصبني الحقير وأجبرني على الزواج منه.. كم أكرهه.. ظننتهُ طيب القلب لشدة غبائي بعد أن أنقذني من هؤلاء الملاعين في الزنزانة.. لكنهُ ليس سوى حقير وغول بشع ومقرف..

 

رغم مرور أكثر من أسبوع على زواجنا إلا أنه لم يلمسني أبدا وكان يحاول أن يكون مهذب معي.. كأنني سوف أنخدع بتصرفاته اللبقة معي مؤخرا.. أصبحتُ أكرههُ وأكره رؤيته وأتمنى له الموت في كل دقيقة..


مسحت دموعي بسرعة عندما سمعت باب الغرفة ينفتح ثم ينغلق بهدوء.. ارتعشت أوصالي عندما سمعت خطواتهِ البطيئة في الغرفة تقترب وتقترب حتى شعرت به يقف خلفي.. أغمضتُ عيناي بخوفٍ كبير وانتظرته.. انتظرت أن يتكلم لكن لا شيء.. كنتُ أستطيع سماع تنفسه القوي وفجأة فتحتُ عيناي بصدمة كبيرة ونظرت أمامي بدهشة لا توصف عندما سمعتهُ يقول


" لقد وجدنا بلاكيوس أخيرا.. "


استدرت بسرعة ونظرت إليه بسعادة لا توصف لكن قبل أن أفتح فمي وأتكلم عقد نيكولاس حاجبيه بغضب قائلا


" لا تفرحي كثيرا بالخبر.. للأسف لن أستطيع أن أسجن شقيقك القذر لورينزو وأقتلهُ بنفسي.. لأن الكونت لا يتذكر شيئا.. لقد فقد ذاكرته بسبب الحادث "


اختفت ابتسامتي السعيدة وحلت الصدمة على كامل معالم وجهي وشحب وجهي بقوة.. كتف نيكولاس يديه خلف ظهره وبدأ يسير حولي ببطء.. كنتُ جامدة بذهول وأنا أسمعهُ يقول بكرهٍ كبير واشمئزازٍ واضح


" لورينزو القذر أطلق على الكونت النار وأصابهُ في كتفه وخصره وظن شقيقكِ أن بلاك قد مات.. لكن بطريقةٍ ما وحسب أقوال بلاكيوس وجدتهُ تلك الأرملة الشيطانة وداوت جراحه.. لكن للأسف عندما استيقظ كان قد فقد ذاكرته... "

وقف أمامي ونظر مباشرةً إلى عيناي.. بلعت ريقي بصعوبة تامة وارتعش جسدي بخوفٍ كبير عندما رأيت عينيه تقدح شررًا.. كان هادئا متزنا منذ لحظات لكن فجأة تحول إلى كائن آخر شرير.. 


خرجت شهقة مرتعبة من فمي عندما أمسك بذراعي بعنف وسحبني نحوه بقوة.. كان صدري يلامس صدره ووجهي لا يُبعد إنشات معدودة عن وجهه.. لفحت وجهي أنفاسهُ الحارة عندما قال لي بهمسٍ مرعب


" صحيح لن أستطيع الانتقام من لورينزو حاليا يا زوجتي العتيدة.. لكن لدي أنتِ حاليا "


جحظت عيناي ونظرت إليه برعبٍ لا يوصف وقبل أن أحاول الابتعاد عنه وأحرر نفسي وأفر هاربة منه أمسك ذقني بيده ورفع رأسي أكثر وهجم يقبل شفتاي بقسوة.. أنيت بألمٍ كبير وسالت دموعي بكثرة عندما حملني فجأة ودخل بي إلى غرفته دون أن يتوقف عن تقبيلي بهمجية وعنف..


حاولت أن أحرر نفسي وأمنعه من تقبيلي لكن خرج أنين متألم من فمي عندما سحب شفتي السفلية بأسنانه وعضها بعنف وسالت الدماء منها.. لااااااااااااااااااا... ليس مجددااااااااااااااااااا....


هتفت بداخلي برعبٍ لا يوصف عندما رماني بعنف على السرير وقبل أن أتحرك كان أصبح نيكولاس فوقي يحاصرني بجسده..


" ابتعد عني أرجوككككككك... "


هتفت بفزعٍ كبير وأنا أضع كلتا يداي على صدره أحاول دفعه و إبعاده عني.. تلقيت صفعة منه جعلتني أجمد بصدمة وأتوقف عن التحرك وسمعتهُ يقول لي بنبرة مخيفة جعلت قلبي ينبض بسرعةٍ رهيبة من شدة الرعب


" أنتِ زوجتي زايا.. وهذا حقي الشرعي.. إياكِ أن تقاوميني.. فهمتِ؟... سوف أضاجعكِ ساعة ما أشاء وكيف ما أشاء دون أي اعتراض منكِ.. والآن كوني زوجة مطيعة ودعينا نمارس الجنس لساعات "


هززت رأسي رفضا عندما ابتعد عني وبدأ يزيل ملابسه حتى أصبح عاريا وبالكامل.. بكيت وتوسلت إليه بينما كان يمزق فستاني ويرميه على الأرض... كان يقبلني ويمتص لي عنقي ثم هجم على صدري وفجأة خرجت من فمي صرخة متألمة عندما اقتحمني بعضوه الذكري بعنف...


ساعة.. ساعتين.. ساعتين ونصف من الجحيم عشتهم بينما كان يغتصبني بوحشية.. دموعي وأنيني وتوسلاتي له لم تجعلهُ يتوقف بل زاد عنفا معي..


قذف سائله بي للمرة الثالثة ودفن وجهه في عنقي وشعرت بقبلاتٍ خفيفة على بشرتي.. كنتُ أبكي بمرارة وألم وأنتحب وأشهق بقوة..


" آااااااااااااااااااااااااااعععععععععه..... "


صرخت بقوة عندما عضني نيكولاس في عنقي.. كتمتُ شهقاتي وأنيني عندما أمسكني بكتفي ورفعني وبدأ يصرخ بنفاذ صبر وهو يهزني بقوة


" توقفي عن البكاء أيتها الغبية.. أنتِ زوجتي.. هل سمعتِ؟.. أنتِ زوجتي وعليكِ بتلبية رغباتي كلهاااااااااا.. هذا حقي الشرعي.. وأنا سوف أحصل على حقي الشرعي منكِ برضاكِ الكامل أو بالقوة.. وفري دموعكِ لشيء آخر.. "


رماني بعنف على الفراش ثم وقف ودخل إلى الحمام... كتمتُ شهقاتي وكدتُ أن أختنق بينما لم أتوقف عن البكاء بمرارة.. رفعت الغطاء بيداي المرتعشتين وسترت جسدي المليء بالرضوض وعلامات قبلاته.. 


دفنت رأسي بالوسادة وأجهشت بالبكاء.. كم أنا ضعيفة.. بتُ أكره نفسي لأنني ضعيفة ولا أستطيع أن أمنعه من امتلاكي والدفاع عن نفسي.. ماذا فعلت حتى يحدث ذلك لي؟!!.. ما هو ذنبي؟!!!..


بكيت وبكيت حتى في النهاية ذهبت بنومٍ عميق....


 

يولينا***

 

كنتُ أجلس على طرف السرير قرب توماسو أنظر إليه بحزنٍ كبير.. بكيتُ بصمت بينما كنتُ أتأملهُ وهو نائم.. مسكين توماسو لقد حرمهُ والدهُ من أمه وذلك بسببي أنا.. أغمضتُ عيناي بشدة ثم وضعت يدي على فمي وكتمت شهقاتي بها.. كم أنا غبية.. ما الذي فعلتهُ اليوم؟.. لقد قمتُ بإرسال شقيقتي أدلينا إلى الجحيم بيدي...


ارتعش جسدي بقوة وبدأت ألوم نفسي.. فتحتُ عيناي ونظرت إلى توماسو بندمٍ أحرق روحي من جذورها.. أبعدت يدي عن فمي ثم أمسكت بيد توماسو وهمست بألم وبندمٍ كبير


" سامحيني أدلينا.. سامحني توماسو.. أنا السبب.. أنا السبب.. سامحوني أنا آسفة.. آسفة... "


مسحت دموعي بيدي الأخرى ولم أتوقف عن لوم نفسي لثانية واحدة.. لقد ألمت أدلينا كثيرا.. لقد أنبتها وصفعتها و.. يا إلهي!!!.. لقد صفعت شقيقتي الكبرى وهي لم تحاول حتى الدفاع عن نفسها أو حتى تأنيبي ومنعي من صفعها...


أخفضت رأسي بانكسار وفكرت بندم نهش قلبي وروحي.. يا ليتني لم أفعل.. يا ليتني التزمت الصمت.. كلهُ بسببي.. ما حدث كله بسبب غبائي...


لقد كنتُ في قمة صدمتي عندما رأيت الكونت في منزل شقيقتي وبهذا المنظر.. لقد تصرفت دون تفكير.. لقد ألمت شقيقتي وحرمتُها من ابنها بسبب غبائي.. معرفتي للحقيقة جعلتني أُصاب بالذهول التام شعرت بالرعب عليها وعلى توماسو ولم أشعر بنفسي وأنا أصرخ وأصفعها وأؤنبها.. لقد فتحت أبواب الجحيم على شقيقتي وابنها...


لم أتخيل للحظة واحدة أن يكون توماسو هو ابن الكونت بلاكيوس ويتلي.. وعندما قالت لي أدلينا أنه اغتصبها لم أستطع تصديقها بسبب حماقتي.. ظننت أنها لفقت هذه التهمة له حتى لا ألومها على خيانة زوجها الراحل المقرف جاكوبو..


يا ترى هل حقا الكونت قام باغتصاب أدلينا منذ خمس سنوات؟!!!... لكن كيف ومتى؟!!!.. الكونت رجل شهم جدا وحنون وطيب القلب.. الجميع في سان مارينو يحلفُ به ويشهد على أخلاقه الرائعة وطيبته وكرمه.. هل يُعقل أنه فعل ذلك بشقيقتي؟!!.. هل حقا أذى شقيقتي؟!.. حاولت أن أفكر وأفكر وأفكر كيف.. لكنني لم أستطع أن أجد جوابا وتحليلا مقنعا... في النهاية همست بكره


" إن حقا فعل ذلك بـ أدلينا.. أتمنى له الموت ذلك المغتصب اللعين.. أتمنى أن يموت ويحترق بنار الجحيم وإلى الأبد "


وشردت بحزن أنظر إلى توماسو وعدت من جديد ألوم نفسي على كل ما حدث.. فجأة شعرت بيد توضع على فمي وبيد تمسك بذراعي وتم سحبي بعنف لكي أقف.. 


خرجت شهقة مرتعبة من فمي وبدأت أتحرك بعنف أحاول أن أحرر نفسي.. تجمد جسدي برعبٍ مهول عندما شعرت بأنفاسٍ دافئة على أذني وسمعت صوت يهمس لي بكره


" إياكِ أن تقاومي يولينا أو حتى تفكري بالصراخ.. سوف أقتلكِ إن فعلتِ.. والآن عليكِ أن ترافقيني دون أي اعتراض.. استعدي جيدا.. هناك حساب بيننا يولينا.. أنتِ وشقيقتكِ ستدفعان الثمن غاليا.. سترين.. "


أدرت رأسي بسرعة ونظرت بهلع كبير إلى الفارس ألكسندر وبسبب صدمتي بما قاله عندما أبعد يدهُ عن فمي وسحبني بالقوة خلفه لم أستطع أن أصرخ وأطلب النجدة أو حتى أقاومه.. فتح باب جناحه ورماني بعنف على الأرض وأغلق الباب خلفه ونظر إليّ بوعيد...


كاد قلبي أن يتوقف من شدة الهلع والخوف والرعب.. ارتعش جسدي بعنف وسالت دموعي فزعا.. كنتُ خائفة جدا من ألكسندر.. كنتُ خائفة منه لدرجة شعرت بأنني سوف أموت في أي لحظة.. وبصدمة مخيفة رأيت ألكسندر يزيل سترته ويرميها بجانبي على الأرض ثم بدأ يفك أزرار قميصه وهو يبتسم لي بشرٍ مرعب...


كنتُ أحدق بوجهه بعدم التصديق وبرعب فاق تحملي عندما أزال قميصه عن جسده ورماه أمامي على الأرض.. توسعت عيناي وحدقت إليه بفزعٍ كبير خاصة عندما بدأ يقترب مني بخطواتٍ بطيئة مخيفة.. بدأت أزحف إلى الخلف مع كل خطوة يخطيها حتى في النهاية ضرب ظهري ساق الطاولة خلفي..


انتفضت بعنف وأسرعت بالوقوف وركضت ووقفت خلف الطاولة بينما كنتُ أرتجف بالكامل رعبا منه.. وقف ألكسندر أمام الطاولة وشملي بنظراتهِ المخيفة وقال لي بنيرة هادئة مرعبة


" توقفي عن اللعب والتصرف كالأطفال يولينا.. حان وقت معاقبتكِ أيتها الكاذبة والماكرة.. "


تحولت نظراتهِ من ماكرة إلى غاضبة وتشنج وجهه وقال لي بفحيح أرعب روحي


" كنتِ تعلمين منذ البداية أين هو الكونت وما فعلهُ والدكِ وشقيقتكِ به ولعبتِ دوركِ جيدا كما ادعيتِ الغباء والبراءة.. خدعتني منذ البداية أنتِ وأمكِ وادعيتِ عدم المعرفة.. سوف أجعلكِ تندمين وجدا على ذلك يولينا ميديشي "


سقط قلبي إلى قدماي وشعرت بروحي تنسحب من جسدي عندما تحرك ببطء وحاول أن يقترب مني.. وبرعبٍ كبير نظرت ناحية الطاولة ورأيت سلة الفاكهة أمامي وبسرعة أمسكت بتفاحة ورميتها ناحيته وأنا أصرخ بخوفٍ كبير


" لاااااااااااااااااا.. إياك أن تقترب مني أيها اللعين.. سوف أقتلك "


ولكن قبل أن تتجه التفاحة وتضرب رأسه أمسكها بيده اليمنى ونظر إليها ثم إليّ وقال بغضب


" ترمين تفاحة عليّ أيتها الغبية؟.. هل تنوين قتلي بتفاحة؟!.. هذا غريب!.. لم أسمع مسبقا أن أحدا مات بسبب تفاحة... ثم سبق وقلتُ لكِ لا للشتائم يولينا.. أصبح عقابك مضاعفا الآن.. "


نظر إلى التفاحة بيده وبهدوء تام قربها من فمه وقضمها وبدأ يمضغ ببطء وهو يرمقني بنظرات جعلت جسدي يشتعل من شدة الخجل والخوف.. ارتعش جسدي بعنف عندما رمى التفاحة نحو الحائط ثم وبلحظة ودون إدراك مني أصبح بجانبي وضم جسدي المرتعش إليه..


أغمضت عيناي برعب ووضعت كلتا يداي على صدره وبدأتُ أضربه وأنا أبكي وأشهق وأتوسل إليه


" لااااااااااااااااااااااا.. دعني.. أتوسل إليك.. لا تلمسني.. أرجوككككككككك... صدقني لم أكن أعرف.. أرجوك صدقني.. أنا لم يكن لي علم أبدا بأن الكونت بلاكيوس في منزل شقيقتي.. صدقني أرجوككككككككك "


أمسكني بكتفي وهزني بعنف وهتف بغضبٍ مجنون

" كاذبةةةةةةةةةةةةةةةةة... توقفي عن الكذب يولينا وإلا لن أرحمكِ.. فهمتِ؟ "


كان رأسي يترنح إلى الأمام والخلف بقوة بسبب هزه العنيف لي.. كنتُ أبكي بشدة وأرتعش بطريقة مخيفة.. قلبي المسكين أصبح يخبط بعنف في صدري والرعب والخوف والفزع هو كل ما كنتُ أشعر به في هذه اللحظات المرعبة.. توقف عن هزي وتجمد.. لم أتوقف عن البكاء بينما كنتُ أنظر إليه بخوفٍ كبير.. وضع أصبعه السبابة على شفتاي وبدأ يلمسها برقة..


انتفضت مبعدة شفتاي عن إصبعه وأنا أشعر بهما يحترقان من لمسته.. حدقتُ إليه بهلعٍ كبير وانتظرت برعب ما سيفعلهُ بي


" لاااااااااااااااااااااااا... دعني أرجوكككككككككك.... "


صرخت بخوف لم أستطع تحملهُ عندما حملني بين يديه وسار بي ناحية السرير.. بدأت أركل وأتخبط بين يديه لكنه لم يتركني... جلس على السرير ووضعني بحضنه فوق ساقيه ليحتضنني بقوة بذراعيه العضليتين مانعا إياي من السقوط على الأرض وإيذاء نفسي بسبب حركاتي العنيفة حتى أحرر نفسي منه.. 


اصطدمت وجنتي بصدره الضخم لأستمع الى نبضات قلبه السريعة وقد لامست أصابع يدي اليمنى جلد رقبته ويدي اليسرى لامست جلد وعضلات صدره العاري والعريض.. شعرت بيداي تحترق بسبب لمسها له وحاولت دفعهُ بعيدا عني في محاولة للوقوف والهروب منه لكنني فشلت إذ أحكم معانقة جسدي بيديه بإحكام ومنعني من التحرك..


أرحت جبيني على صدره وأغلقت عيناي وشرعت أبكي بانهزام فوق صدره


" أرجوك لا تؤذيني.. أرجوك صدقني.. أنا لم أكن أعرف.. صدقني لم أكن أعرف بأن الكونت عندها وأنها جعلتهُ خادما لديها وشوهت له وجهه.. ولم أكن أعرف بأن توماسو هو ابنه.. صدقني أرجوك... أنا لم يكن لدي أي علم بما فعلته... صدقني.... "


بكيت بمرارة كبيرة وتابعت قائلة له وأنا أشهق بقوة..


" لقد شعرت بصدمة كبيرة عندما هربت من القلعة ورأيت الكونت في منزلها.. لقد دمرت شقيقتي بسبب غبائي.. لقد صفعتها وقلتُ لها كلام جارح ومؤلم جدا.. وهي فقط وقفت تبكي أمامي ولم تدافع عن نفسها.. لقد أذيت شقيقتي الكبرى بسبب حماقتي.. "


شهقت بقوة وتابعت قائلة له بألمٍ كبير


" لقد أذيتها وحرمتُها من ابنها.. أدلينا طيبة جدا.. هي بسيطة وغبية و.. وساذجة.. لا.. لا أعلم لماذا فعلت بالكونت ذلك؟... لا أدري ما حدث في الماضي بينهما... لكن شقيقتي لا تعرف كيفية التصرف.. هي.. هي لم تفكر بنتائج فعلتها.. هي لم تختلط بأهالي القرية كثيرا و.. وكانت صغيرة جدا عندما أجبرها أبي فابيو على الزواج من ذلك العجوز جاكوبو.. لقد انظلمت وعانت كثيرا.. هي ساذجة وبريئة جدا.. هي لا تعرف كيف تتصرف.. أدلينا أخطأت بفعلتها لا أنكر ذلك.. لكنها طيبة.. هي إنسانة رقيقة.. أرجوك لا تحكم عليها بسبب ما فعلته.. قد يكون فعلا الكونت قد اغتصبها في الماضي لذلك.. لذلك هي انتقمت منه بهذه الطريقة البشعة... "


شعرت بجسد ألكسندر يتصلب لكنني تابعت قائلة له بحرقة قلب


" أنا السبب بما حدث اليوم.. أرجوك تكلم مع الكونت بلاكيوس وأخبره بأنني تفوهت بأشياء من تلقاء نفسي دون أن أعرف الحقيقة الكاملة من شقيقتي.. أرجوك أطلب منه أن يذهب ويتكلم معها ويفهم منها ما حدث بينهما في الماضي.. أنتَ صديقه سوف يستمع إليك.. أرجوك لا تظلمني وتظلم أدلينا.. تكلم معه وأقنعه حتى يذهب إليها ويكتشف ما حدث بينهما في الماضي.. إن أصاب أدلينا مكروه لن أسامح نفسي أبدا.. أبدا..... "


رفعت يدي اليسرى نحو عنقه وعانقته بشدة وأجهشت بالبكاء.. كنتُ قد بللت صدره بالكامل بدموعي والغريب أن ألكسندر لم يتفوه بحرفٍ واحد بل كان يضمني بشدة إلى صدره وهو يحرك يديه على ظهري برقة..


" أنا أحب شقيقتي جدا.. أنا نادمة.. لقد تصرفت معها بحقارة و.. و.. وصفعتها... "


انتحبت بقوة واهتز جسدي بعنف وتابعت قائلة بمرارة وبندم


" لقد صفعتُها ألكسندر.. أنا.. أنا يدي امتدت وضربت شقيقتي الكبرى.. حتى.. حتى أنني إتهمتُها بالكذب عندما قالت لي أن الكونت قد اغتصبها.. أنا لم أصدق شقيقتي.. هل تتخيل مدى حقارتي معها؟.. هل تتخيل كم أنا نادمة على ما قلتهُ لها وفعلته؟.. لقد أحرقت قلب أدلينا على طفلها.. لقد أحرقتُها بيدي.. أنا شريرة.. أنا... أنا...... "


عاودت البكاء والنحيب بعنف وشعرت بيد ألكسندر تمسد شعري برقة وسمعتهُ يهمس لي بحنان


" هشششش... اهدئي يولينا... توقفي عن البكاء.. لقد صدقتكِ.. لا تلومي نفسكِ.. سوف أتكلم مع بلاكيوس وأرى ما يمكنني فعله.. لكن هذا لا يمحي أن شقيقتكِ قد أخطأت بفعلتها.. لقد ارتكبت أكبر خطأ في حياتها.. ما فعلتهُ لا يغتفر.. من نتكلم عنه هو الكونت بلاكيوس ويتلي.. بلاكيوس ينحدر من عائلة عريقة ونبيلة وليس هذا فقط بل هو أكثر رجل نبيل وشهم في إيطاليا كلها.. هو من المستحيل أن يكون قد اغتصبها في الماضي.. لا أعلم.. لكن كما يبدو لي قد تكون جمعتهما علاقة حميمة في الماضي وتخلى عنها عندما حملت منه.. ولكن رغم ذلك ما زلتُ لا أصدق بأن بلاكيوس قد يكون تخلى عنها بعد معرفتهِ بأنها حامل منه.. أنا أعرفهُ جيدا.. بلاك من المستحيل أن يفعل ذلك بها "


رفعت رأسي ونظرت إليه من خلال دموعي.. ابتسم ألكسندر لي بحنان قائلا


" ولكن ما زلتُ أرغب بمعاقبتكِ لأنكِ هربتِ من القلعة.. لذلك يا آنسة ميديشي عليكِ بغسل ما تبقى من ثيابي وجلبها الليلة قبل خلودكِ إلى النوم.. ثم إياكِ أن تحاولي الهروب من القلعة برفقة توماسو أو بمفردكِ.. الكونت أمر بقطع رأسكِ إن حاولتِ فعل ذلك.. "


نظرت إليه بدهشة كبيرة.. كيف يقوم بتهديدي برقة؟.. هل هو مخبول؟.. ولكن رغم تهديدهُ لي ابتسمت له مثل الحمقاء وتوقفت عن البكاء.. أبعدني ألكسندر عنه وجعلني أقف ثم وقف ووضع يده على كتفي وقال لي بجدية


" هناك سر تخبئهُ شقيقتكِ عن الجميع.. سوف أحاول أن أتكلم مع بلاكيوس وأقنعهُ بالذهاب لرؤيتها والتكلم معها.. لكن عليكِ أن تعيديني أن تلتزمين الصمت ولا تقتربي منه وتفعلين كل ما يطلبهُ الكونت منكِ.. اهتمي بـ توماسو في النهار.. لكن يولينا أنتِ ما زلتِ خادمتي لذلك عليك أن تطيعيني فورا.. والآن اذهبي و.. إياكِ أن تقتربي من الفارس نيكولاس.. هو حاليا غاضب وجدا.. لا أنصحكِ بالتواجد بقربه.. تجنبيه قدر الإمكان.. فهمتِ؟ "


كان قلبي الخائن ينبض بسرعةٍ رهيبة بينما أنا وبغباء كنتُ أنظر إلى وجه ألكسندر الوسيم وجسده العضلي بهيام بينما أسمع كلماته.. اللعنة!!.. ما الذي يحدث لي؟!!!... أبعد ألكسندر يده عن كتفي وسمعته يقول بنفاذ صبر


" يولينا.. تكلمي.. هل فهمتِ ما قلتهُ لكِ الآن؟ "


نظرت إلى وجهه بضياع وهمست له قائلة بتلعثم

" أوه.. أممم... نعم.. فـ.. فهمت "


ابتسم ابتسامة صغيرة وقال برقة

" جيد.. والآن اذهبي قبل أن أغير رأيي وأنال منكِ "


توسعت عيناي بصدمة واحمر وجهي بعنف وفورا استدرت وركضت مسرعة هاربة منه..


" منحرف لعين.. لكنه وسيم... وسيم جدا "


همست بغباء وأنا أسير متجهة ناحية الأسفل حتى أُتابع غسل ثيابه التي تركتُها قبل هروبي...


 

بلاكيوس***

 

استيقظت في الصباح وشعرتُ بالدهشة بينما كنتُ أنظر في أرجاء الغرفة.. كنتُ منزعج قليلا لأنني لم أتعود النوم على فراش ناعم ومُريح..


 أغمضت عيناي وتذكرت بحزن كل ما حدث في الأمس.. فتحت عيناي ونظرت أمامي بألمٍ كبير.. كيف لقلبي الخائن أن يشتاق إليها رغم معرفتي بما فعلتهُ بي؟... ما زال قلبي يخفق بجنون بمجرد تفكيري بها.. اللعنة عليها... لن أسامحها أبدا لأنها لعبت بي.. لن أسامحها أبدا...


وقفت بغضب ودخلت إلى الحمام حتى أستحم.. ارتديت ملابسي وأول شيء قررت فعله هو أن أذهب إلى غرفة توماسو وأراه.. خرجت من غرفتي ورأيت حارسين أمامي.. نظرت إليهما وسألتهما عن غرفة الصغير وفورا توجهت إليها عندما أشاروا لي ناحية الباب الملاصق لجناحي..


وقفت أمام الباب ونظرت إليه بألم لأنني سمعت توماسو يبكي وهو يتكلم مع خالته

" خالتي.. أنا أريدُ ماماااااااااا.. أريدُ ماما أدلينااااااااا.. لا أريدُ البقاء هنا.. ماما كانت تبكي.. هي خائفة وأنا خائف.. أريدُ ماماااااااااا... "


" توماسو.. يا قلب أمك.. اهدأ لو سمحت.. سوف تأتي ماما أدلينا قريبا هي.. هي مشغولة قليلا ســ... "


توقفت يولينا عن التكلم عندما فتحت الباب ودخلت إلى الغرفة.. رأيت توماسو يجلس على السرير وهو يحتضن خالته ويبكي في حضنها.. نظروا إليّ بدهشة ورأيت توماسو يتوقف عن البكاء ثم ابتعد عن حضن خالته ومسح دموعه وهتف بسعادة


" إدوارد.. لقد أتيت... أنا خائف.. أريدُ ماما.. لو سمحت خُذني إليها.. "


وقف وركض ناحيتي وعانق ساقاي بشدة وعاود البكاء بعنف وهو يقول

" أرجوك إدوارد.. دعنا نذهب إلى المنزل.. خالتي قالت بأنني سأبقى هنا لكنني لا أريد.. أريدُ ماماااااااا... "


أغمضت عيناي بحزن ثم فتحتها وانحنيت ورفعت توماسو ثم استقمت وحملته إلى صدري.. تشبث بعنقي ودفن رأسه به وهو يبكي.. نظرت إلى خالته وقلتُ لها ببرود وبأمر


" دعينا بمفردنا "


وقفت بسرعة وأحنت لي رأسها وخرجت مسرعة من الغرفة ومع ذلك استطعت أن أرى أنها كانت تبكي.. تنهدت بقوة وعانقت توماسو أكثر ثم اقتربت وجلست على الأريكة وبدأت أمسد ظهر توماسو بيدي 


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً


 

ابني.. صغيري.. حضنتهُ أكثر واستنشقت رائحة شعرهِ الجميلة.. توماسو ابني.. فكرت بسعادة وبألم.. بسعادة لأنه ابني.. وبألم لأنني أبعدت ابني عن أمه رغماً عني.. قبلت رأسهُ بحنان وهمست قائلا له بصوتٍ هادئ


" توقف عن البكاء صغيري.. ثم أنا هنا معك ولن أتخلى عنك أبدا.. أمك سوف تأتي قريبا كما قالت لك خالتُك.. لذلك توقف عن البكاء "


رفع رأسه ونظر إلى عيناي.. شعرت بالألم يعتصر قلبي لرؤيتي لدموعه وعيونه الحمراء.. قبلت جبينه ثم مسحت دموعه بخفة بأناملي وقلتُ له بحنان


" ألستَ جائع صغيري؟ "


ابتسم بخجل وقال


" أنا جائع جدا إدوارد.. هل يسمح لنا صاحب هذه القلعة بتناول الطعام؟.. لقد جعل صاحب القلعة خدمه يجلبون لي الكثير من الألعاب والملابس الجميلة.. أحببتُها جدااااااااااا.. عندما تأتي ماما أدلينا ستشعر بالسعادة لأنه أصبح لدي ملابس وألعاب جميلة جداً.. إدوارد.. أطلب من صاحب القلعة أن يجلب لي حلوى لذيذة.. ماما لم تكن تستطيع شرائها لي "


ابتسمت على براءته وحضنته بشدة إلى قلبي وقلتُ له برقة

" بالطبع سوف يسمحُ لك وسوف ينفذ كل أمنياتك وطلباتك صغيري.. أنا هو صاحب القلعة.. ويمكنك أن تفعل بها ما تشاء.. وكذلك أريدُك أن تناديني باسم بلاكيوس "


رفع رأسه ونظر إليّ بدهشة قائلا

" لماذا إدوارد؟.. هل غيرتَ اسمك؟.. ثم حقا هذه القلعة لك؟ "


قهقهت بخفة وقلتُ له بحنان

" إسمي الحقيقي هو بلاكيوس.. يمكنك أن تناديني بـ بلاك إن أردت.. ونعم هذه القلعة لي.. وكل ما هو لي هو لك توماسو "


ابتسم بوسع وقال بفرحٍ طفولي


" أحببت اسم بلاك.. سوف أناديك به.. هل يمكنني اللعب في الحديقة؟.. لقد رأيتها من النافذة وعندما سألت خالتي إن كان يمكنني اللعب بها رفضت.. وبما أنك صاحب هذه القلعة الكبيرة والجميلة ستسمح لي باللعب في حديقتك.. أليس كذلك؟ "


قبلت خدهُ برقة وأجبته بسعادة

" يمكنك أن تفعل ما يحلو لك ولكن أولا يجب أن تستحم وتتناول وجبة الفطور ثم تلعب.. ولكن لا تزعج أحدا ولا تفترق عن خالتك.. اتفقنا؟ "


ضحك بسعادة وقام بتقبيل وجنتي بقوة وحضنني بشدة قائلا

" أحبك جدا إدوــ.. أعني بلاك.. أنا أحبك كثيرااااااااااا "


" وأنا أيضا بُني.. أحبك كثيراً "


همست له بحنية بينما كنتُ أحتضنه بشدة إلى صدري.. هو ابني.. ابني أنا.. ابتسمت بسعادة لا توصف بينما كنتُ أستنشق رائحته الجميلة والتي للأسف ذكرتني بوالدته..


بعد مرور يومين كنتُ أجلس في مكتبي وأنا أقرأ كل ما تجده عيناي من أوراق وملفات سرية به.. 


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً



اندهشت لمعرفتي بثرائي الفاحش وأملاكي.. واندهشت أكثر لمعرفتي بأنني أمتلك قصر في جنوب سان مارينو على ساحل ريميني قرب شاطئ البحر..


" أنا لدي قصر أيضا؟!!... "


تساءلت بدهشة وانتفضت ونظرت ناحية الباب عندما سمعت صوت ألكسندر يقول لي بحزن


" نعم بلاك لديك.. لكنك لم تذهب إليه أبدا.. لم تسكن ذلك القصر منذ أن بنيته "


توسعت عيناي بذهولٍ أكبر وسألتهُ مجددا بدهشة

" لم أسكنهُ أبدا؟!.. ما هو السبب؟ "


نظر بعمق إلى عيناي ثم قال لي بهمس

" أنتَ لم تسكن القصر لأنك قلت بأنك لن تفعل إلا إن كانت معك فتاتُكَ الجميلة "


نظرتُ إليه بدهشة وسألته

" فتاتي الجميلة؟!.. من تعني؟!!... "


تنهد ألكسندر وأغلق الباب ثم اقترب وجلس على الكرسي أمام مكتبي وقال


" منذ خمس سنوات ونصف أو أكثر بقليل تقريبا أمرت ببناء قصر كبير قرب الشاطئ.. كانت الأرض مُلكا لك منذ زمنٍ بعيد لكنك تركتها كما هي وفجأة أتيت في يوم وأمرت ببناء قصر كبير على تلك الأرض.. شعرت بالدهشة أنا و نيكولاس بسبب قرارك المفاجئ ذاك.. وعندما سألتك في يوم من الأيام عن السبب أخبرتني بأنك تبني ذلك القصر من أجل فتاتك الجميلة.. كنتَ جدا متحمس لبناء القصر حتى أنك كنتَ تُشرف شخصيا على ورشة البناء.. ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر أتيت فجأة من سوق القرية برفقة نيكولاس وكنتَ جدا حزين.. ومنذ ذلك النهار توقفت عن الذهاب إلى ورشة البناء.. وأخبرتني أن فتاتك الجميلة ليست لك بل هي مُلكا لرجل آخر.. لم أفهم ما قصدتهُ في ذلك الوقت ولم أكتشف من هي تلك الفتاة التي كنتَ من أجلها تبني لها القصر.. القصر تم بنائه وتم وضع كل الأثاث به حتى أنه يوجد خدم به وحُراس لكنك لم تذهب إليه أبدا وقلتَ لي أنك لن تذهب إليه ولن تدخله إن لم تكن معك فتاتك الجميلة "


شعرت بدهشة كبيرة لدى سماعي بما تفوه به ألكسندر.. هل كنتُ أحب فتاة من القرية؟!.. لكن يا ترى من هي؟!.. وما الذي قصدتهُ بأنها ليست لي ومُلكا لرجل آخر؟!!.. لم أستطع أن أفسر ذلك اللغز وقررت أن أتجاهل الموضوع..


نظر ألكسندر إليّ بحذر وسألني بهدوء

" كيف هو الصغير توماسو؟ "


تحولت نظراتي إلى حزينة وقلتُ لهُ بأسى


" مهما فعلت له ومهما اهديته من ألعاب وملابس هو لا يتوقف عن البكاء والمطالبة بالذهاب إلى والدته رغم وجود خالته برفقته.. ثلاثة أيام مضت وهو لم يتوقف عن البكاء وفي الليل لا ينام إلا عندما يرهقهُ البكاء.. أنا عاجز أمامهُ ألكسندر.. لا أستطيع مسامحتها وجلبها إلى هنا.. حتى من أجل ابني لا أستطيع فعل ذلك.. لا أستطيع مُسامحتها "


نظر ألكسندر إليّ يتمعن وسألني بهدوء

" هل تُحبها بلاكيوس؟ "


نظرت إليه بدهشة ثم تحركت في جلستي بعدم ارتياح وقلتُ له بتوتر

" ما الذي تتفوه به؟.. بالطبع لا "


أخفض ألكسندر نظراته إلى يديه وقال

" لطالما كنتَ لا تجيد الكذب صديقي.. لا يهم.. "


رفع نظره نحوي وتابع قائلا

" لدي اقتراح أتمنى أن تفكر به ماليا من أجلك ومن أجل الصغير... "


تنهد بخفة وتابع قائلا


" حسنا بما أننا حاليا نظن أن الصغير هو ابنك.. ومن أجل مصلحتهِ.. أممم... مـ.. ما رأيك بلاك بأن تذهب وتتكلم مع أدلينا وتكتشف منها كل الحقيقة؟... الأمر بسيط فقط تكلم معها و...... "


قاطعته قائلا بغضب


" هل جُننت ألكسندر؟.. تريدُني أن أذهب لأراها وأتكلم معها بعد كل ما فعلتهُ بي؟!.. بالطبع ستكذب عليّ كعادتها.. أدلينا ميديشي امرأة معجونة بالأكاذيب.. امرأة معجونة بالفوضى والتناقضات.. ولا أريد أن أغرق في مستنقع أكاذيبها "


وقف ألكسندر وقال بغضبٍ مكبوت


" إذا أخبرني ماذا فعلت بك.. أخبرني كل الحقيقة بلاكيوس.. ماذا فعلت بك تلك المرأة حتى بُت تكرهها إلى هذه الدرجة؟.. أنا أعلم بأنها جعلتك خادما عندها وأعلم بأنها أخفت ابنك عنك طيلة أربع سنوات ولكن هذا ليس بسببٍ كافٍ حتى تكرهُها إلى هذا الحد.. ماذا فعلت بك؟.. أخبرني رجاءً "


وقفت بسرعة وضربت قبضة يدي بعنف على المكتب.. نظر ألكسندر إليّ بصدمة كبيرة خاصة عندما هتفت بوجهه قائلا


" ليس من شأنك أن تعلم.. أُخرج من مكتبي ولا تتكلم معي مجددا بهذا الموضوع "


نظر إليّ باحترام وقال بحزن


" كما تريد سيدي الكونت.. لكن الآن أصبحتُ متأكدا بأنها ألمتك وكثيرا.. أتمنى أن تُخبرني قريبا بما حدث معك طيلة فترة الثلاثة أشهر التي قضيتها سجينا لديها.. ربما أستطيع مساعدتك بطريقةٍ ما.. بالإذن... "


خرج بهدوء من مكتبي وجلست منهارا على الكرسي وأنا أدفن رأسي بين يداي.. كيف سوف أخبرهُ بأنها لم تكتفي بجعلي خادما لديها فقط بل قامت بتحطيمي؟.. كيف سوف أخبرهُ بأنها أهانت رجولتي؟.. كيف سوف أخبرهُ بأنها عاملتني بحقارة؟.. كيف سوف أخبرهُ بأنها صفعتني وأذلتني وشوهتني وسلمتني نفسها برخص؟.. والأهم كيف سوف أخبرهُ بأنني أحببتُها بجنون وبغباء؟.. أحببتُها بجنون رغم كل ما فعلتهُ بي.. وما زلتُ أحبُها لغاية هذه اللحظة...


خرجت صرخة متألمة من فمي فما شعرتُ به في قلبي أحرق روحي بشدة.. أنا لا أستطيع رؤيتها حاليا ليس لأنني سوف أضعف بسببها بل بالعكس.. لا أستطيع رؤيتها لكي لا أنتقم منها شر انتقام وأريها جحيمي الخاص... ليس قبل أن أسترجع ذاكرتي...


تنهدت بأسى ثم وقفت وذهبت إلى غرفة توماسو...


بعد يومين قررت أن أذهب برفقة توماسو إلى شاطئ البحر حتى يتوقف عن البكاء قليلا وطلبهِ المستمر بذهابهِ إلى والدته.. ذهب نيكولاس برفقتي لأنه لم يوافق أبدا على خروجي من القلعة من دون أن يرافقني شخصياً ويحميني بنفسه.. كما رافقتنا خالته وطبعا بعض من الجنود...


كنتُ أسير على شاطئ ريميني وأنا أمسك بيد توماسو.. كان هادئ عن غير عادته وقفت وجثوت أمامه وابتسمت له بحنية قائلا


" توماسو.. ألستَ سعيدا؟.. نحن على شاطئ البحر.. يمكنك أن تلعب براحتك و.. "


بدأ بالبكاء فجأة وسحب يده من يدي و قاطعني قائلا بصراخ

" أنا أكرهُكككككك.. لقد أبعدتني عن ماما.. أريدُ ماما أدلينااااااااااااا.. أريدُهااااااااااااا.. أرجوك بلاك خذني إلى ماما.. أريدُ أمي.. "


نظرت إليه بدهشة خاصةً عندما استدار وركض وحضن خالتهُ وأجهش بالبكاء.. وقفت وحاولت التكلم معه لكنه رفض حتى أن ألمسه.. نظرت إليه بحزنٍ كبير ومشيت على الشاطئ مبتعدا.. ماذا عساي أن أفعل؟!.. لقد بدأ يكرهني.. ابني أصبح يكرهني..


نظرت يولينا إلى توماسو بحزن ثم جثت على ركبتيها أمامه وقالت له وهي تمسح دموعه

" توماسو.. هناك سر أخفتهُ عنك ماما منذ زمنٍ بعيد.. الكونت بلاكيوس هو والدك.. هل فهمتني؟.. هو والدُك الحقيقي.. لذلك لا يمكنك أن تكرهه.. عليك أن تعتذر منه حبيبي "


رفع توماسو رأسه ونظر إلى خالته بدهشة كبيرة وتوقف عن البكاء وهتف بسعادة

" بلاك هو أبي أنا؟.. أنا لدي أب وهو بلاك؟ "


ابتسمت يولينا بحزن وقالت

" نعم توم.. هو والدُك.. والدُك الحقيقي و... "


لم تُكمل يولينا حديثها إذ فجأة استدار توماسو ونظر إلى بلاكيوس بسعادة لا توصف...


كنتُ أفكر بحزن عندما فجأة سمعت توماسو يصرخُ بقوة

" أبي ي ي ي ي ي ي.. أبي بلاااااااااااااك... "


استدرت بسرعة ورأيتهُ يقف بجانب خالتهُ والتي كانت تبكي بسعادة

" أنتَ أبي بلاك؟... أنتَ والدي ي ي ي ي؟! "


سالت دموع الفرح من عيناي وأشرت لهُ برأسي موافقا ورأيت توماسو يركض ناحيتي.. جثوتُ على ركبتي ورفعت يداي عاليا حتى أستقبلهُ في أحضاني...


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً


 

ركض توماسو ورمى نفسه عليّ.. عانقتهُ بقوة وبدأتُ أقبل كتفهُ وعنقهُ وأنا أهمسُ لهُ بكل ما أمتلك من عاطفة بداخلي


" أنتَ ابني توماسو.. ابني.. ابني.. ابني.. ابني أنا... "


" أبي ي ي ي ي ي.... بلاك أنتَ أبي... أنتَ والدي... "


رفعت رأسي ونظرت إليه من بين دموعي وأجبتهُ بسعادة

" نعم توماسو.. أنا والدُك.. أنتَ ابني أنا "


ابتسم توماسو بسعادة وضحك بفرحٍ كبير وقال لي

" لقد أخبرتني خالتي يولينا الآن بأنك أبي.. أنا أحبُك بلاك.. أحبُك جداااااااااااا... لطالما تمنيت أن تكون والدي.. أنا آسف لأنني قلتُ لك بأنني أكرهك.. أنا أحبُك كثيرا أبي بلاك "


وضعت يداي على خديه وقلتُ له بسعادة

" أعلم صغيري.. وأنا أحبُك جدا "


وقفت وحملتهُ على كتفي وبدأت ألاعبه ونضحك بسعادة حتى شعر توماسو بالإرهاق وذهبنا إلى القلعة...


أسبوع كامل مضى على معرفتي للحقيقة.. وانتشر خبر عودتي سالما وخاصة لفقداني ذاكرتي في كامل أنحاء سان مارينو وكل القرى المجاورة.. أتى زوار بعدد هائل للاطمئنان عني واستقبلتهم رغم عدم تذكري لأحد..


وفي هذا الأسبوع ورغم حزني الكبير وألم قلبي إلا أنني حاولت أن أكون قويا من أجل توماسو.. الصغير وجد صعوبة في البداية حتى يناديني بـ بلاكيوس واستغرب عندما أخبرته أن هذا إسمي الحقيقي.. بدأ يناديني بـ بلاك ولم أمانع ذلك أبدا.. وكانت فرحتهُ كبيرة عندما أخبرتهُ خالتهُ يولينا بأنني والدهُ ولحسن حظي تقبلني وبدأ يناديني بأبي...


كنتُ أبقى برفقتهِ معظم الوقت و ألعب معه.. غرفتهُ امتلأت بالألعاب والدمى حتى أنني أهديتهُ مهر صغير.. لكن مهما فعلت ورغم وجود خالته يولينا برفقته لم يتوقف عن البكاء في الليل والطلب مني بأن يرى والدته.. وهذا ألم قلبي أكثر...


ولكن في هذا الأسبوع تعلق بي توماسو كثيرا وهذا جعلني أشعر ببعض من السعادة.. كنتُ أناديه صغيري وهو يناديني أبي بلاك ويُخبر الجميع في القلعة بأنني والده..


أما خالته يولينا كانت حزينة طيلة الوقت واستطعت أن أرى نظراتها الغريبة الموجهة إلى ألكسندر لكنني لم أهتم لمعرفة السبب وتحليلها..


كنتُ أقف على الشرفة التابعة لجناحي أنظر إلى النجوم في السماء.. لقد اشتقت لجنيتي الحمراء.. أدلينا حبيبتي.. اشتقتُ لكِ.. اشتقت للمسها وتقبيلها وضمها إلى صدري.. اشتقت لرائحتها و ضحكتها الجميلة.. اشتقت لها جدا.. رغم كل ما فعلتهُ بي إلا أنني ومثل الأحمق ما زلتُ أعشقها بجنون.. أغمضتُ عيناي ثم فتحتها وهمست بحزن


" يا ليتكِ لم تفعلي بي ما فعلتهِ جنيتي الصهباء.. يا ليتكِ أخبرتني الحقيقة منذ البداية.. لقد وقعت في عشقكِ منذ اللحظة الأولى التي رأيتكِ بها.. يبدو بأنني أحببتكِ ومنذ زمنٍ بعيد لذلك فور رؤيتي لكِ عاد عشقكِ ينبض في شراييني.. "


أزلتُ ملابسي وقررت الخلود إلى النوم علني أنسى ألم قلبي وحزني الكبير... استيقظت في الساعة الخامسة فجرا وتململت في نومتي وحاولت أن أعود للنوم لكنني وجدتُ نفسي غير قادر على فعل ذلك.. أبعدتُ الغطاء عني وقررت أن أستحم..


جلستُ على الكرسي أمام النافذة أنتظر شروق الشمس بملل..


عقدتُ حاجبي بغرابة عندما سمعت جَلبة قوية عند الباب.. ما الذي يحدث؟!!.. فكرتُ بدهشة وتفاجأت عندما رأيت باب غرفتي ينفتح بقوة ودخل نيكولاس وبدا على ملامح وجهه القلق.. عندما رآني اقترب بسرعة ووقف من ناحية اليسار وقال لي وهو يلهث بقوة


" بلاكيوس.. أنتَ مستيقظ؟.. هذا جيد فـ... "


قاطعتهُ قائلا بملل

" نيكولاس.. هل أتيت إلى غرفتي حتى ترى إن كنتُ مستيقظ... حسنا كما ترى أنا مستيقظ وبكامل نشاطي و.. "


قاطعني نيكولاس قائلا بقلق


" بلاك.. لقد ذهب منذ ساعة جُنديين مثل العادة إلى منزل تلك المرأة حتى يسلموا الجنود الأربعة الطعام و.. ولكن.. اللعنة بلاكيوس.. لقد أتى الجنديين منذ قليل وأيقظوني من النوم وأخبروني برعب بأنهم وجدوا الجنود الأربعة مقتولين و.. والمنزل والحظيرة تم حرقهم بالكامل "


أدرت رأسي نحوه بسرعة ونظرت إليه بصدمة كبيرة.. تسارعت أنفاسي وسألته بصوتٍ مهزوز

" ماذا قُلتَ نيكولاس؟!!!.. أنتَ تمزح أليس كذلك؟... "


تأملني بقلق وقال بصوتٍ مُختنق

" لا بلاك.. أنا لا أمزح.. لقد تم حرق الحظيرة بكل ما بداخلها والمنزل أيضا و... "


وقفت بسرعة ونظرت إليه بصدمة كبير


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً



شعرت بأنني أختنق.. شعرت بالأرض تهتز أسفلي.. شعرت بألمٍ عظيم في صدري.. أغمضت عيناي بشدة وشهقت بقوة


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً



شعرت بوجعٍ كبير في قلبي لم أستطع تحمله..  رفعت رأسي وضغطت عيناي بشدة وشهقت بألمٍ شديد.. شهقت طلبا للهواء.. شهقت بعذاب رفضا لما سمعته


رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً

 
 

شعرت بأنني أختنق.. أنفاسي انسحبت من رئتاي وقلبي توقف عن النبض كليا.. شهقت بقوة ونظرت بخوف إلى نيكولاس وصرخت بفزعٍ كبير


" لاااااااااااااااا... أدلينااااااااااااااا.... "


ركضت خارجا من الغرفة ومن القلعة ولم أكترث عندما هتف نيكولاس بقلق باسمي.. دخلت إلى الإسطبل وأخرجت حصاني وقفزت على ظهره وبدأ يعدو بسرعة.. شاهدني الحُراس وفورا فتحوا لي بوابة القلعة.. كنتُ خائف.. خائف عليها.. إن ماتت لن أسامح نفسي أبدا.. لم أنتبه أن نيكولاس كان خلفي وبرفقته عدد كبير من الجنود.. كان كل تفكيري منحصر بـ أدلينا..


" هيا بلاكي.. أسرع.. أسرع... "


هتفت لحصاني بينما كان يعدو بسرعةٍ رهيبة.. كنتُ قلقًا و خائفًا وغاضبًا.. غاضب من نفسي لأنني تركتُها في منزلها.. كان يجب أن أعرف بأنها لن تكون بأمان بينما أنا بعيد عنها...


" لا!!.. لا لا لا لا لا.. إلهي لا!!!.. "


همست بصدمة عندما رأيت من بعيد حطام المنزل والحظيرة.. أوقفت بلاكي وقفزت عن ظهره ووقفت جامدا أنظر بصدمة إلى ما تبقى من المنزل وإلى جُثث الجنود الأربعة المحترقة أمامه.. لقد ماتوا.. والمنزل احترق بالكامل هو والحظيرة والحقل..


" أدليناااااااااااااااااااااااااا....... "


صرخت بجنون وركضت بسرعة نحو المنزل لكن يدين قويتين أمسكتني من الخلف بإحكام وثبتتني بقوة.. التفت ورأيت نيكولاس ينظر إليّ بحزن وقال بصرامة ولكن باحترام


" لا تذهب بلاك.. دع الجنود يبحثون عنها "


انتفضت بعنف لكنه لم يحررني.. صرخت بوجهه بغضبٍ كبير

" دعني نيكولاس وإلا قتلتُك.. دعني حالااااااااااااااا.. يجب أن أراهااااااااااااااا.. "


لم يتركني بل ظل متمسكا بي بينما كنتُ أنظر بانهيار إلى المنزل.. رأيت الجنود يسيرون فوق الحطام وهم يبحثون بين الرُكام عن حبيبتي.. أصبتُ بنوبة ذعر عندما رأيتهم يخرجون هياكل عظمية.. لكن أغمضت عيناي براحة عندما عرفت أنها خاصة بالحيوانات في الحظيرة.. بعد فترة اقترب جُندي ووقف أمامي وقال لي باحترام


" سيدي الكونت.. لا أثر للأرملة باسانو في المنزل.. لقد وجدنا فقط هياكل عظمية للحيوانات في الحظيرة.. تم حرقهم داخل الحظيرة.. كل شيء مدمر بالكامل ولكن السيدة باسانو ليست هنا "


" باسانو؟!... "


سألته بتعجُب رغم شعوري بالارتياح لمعرفتي بأنها لم تكن في المنزل عندما اشتعلت به النيران


" نعم سيدي.. فهي أرملة المرحوم جاكوبو باسانو.. ماذا تريدنا أن نفعل الآن سيدي الكونت؟ "


حررني نيكولاس وقال بأمر


" احملوا جثث الجنود حتى نقوم بدفنها بشكلٍ لائق.. ثم أريد أن تبحثوا عن المسؤول الذي تسبب بالحريق وقتل الجنود الأربعة.. وأيضا أريدكم أن تبحثوا عن أدلينا ميديشي في كامل أنحاء سان مارينو وتجدوها بأسرع وقت "


أجابوه الجنود موافقين بينما كنتُ جامدا بصدمة أنظر إلى الحطام وما تبقى من المنزل.. شعرت كأن قلبي انقسم إلى نصفين وقسماً منه تحول لرماد.. إذ عرفت أن أدلينا بخطر.. عرفت بأنه تم اختطافها.. لكن من هو اللعين الذي تجرأ على خطفها؟!!!.. من هو؟!...


" بلاكيوس.. هل تظنها قتلت الجنود وهربت بعد أن أحرقت منزلها؟ "


نظرت إليه بسرعة وتأملت وجهه بحزن وألم كبيرين ثم أجبته

" بالتأكيد لا.. لقد تم اختطافها نيكولاس.. أدلينا في خطرٍ كبير وأظن بأنني أعرف من فعل بها ذلك "


اشتعل الغضب في شراييني وروحي حتى كادت نيران الغضب تخرج من جسدي وتابعتُ قائلا بحدة


" ابحث عن شقيق زوجها ذلك المدعو تينو.. أريده على قيد الحياة نيكولاس.. هو من خطف أدلينا.. أريده أمامي وفي أسرع وقت.. وإن تجرأ على لمس شعرة واحدة منها سوف أحرقهُ بيدي "


رأيت نظرات الدهشة في عيون نيكولاس لكنني لم أكترث وفورا استدرت وقفزت على ظهر بلاكي وغادرت بينما كنتُ أتوعد لذلك الحقير بالجحيم...


 

رومانو إستي***

 

كان يقف في وسط السفينة الملكية الشراعية ينظر بشرود إلى المحيط أمامه.. 

 

رواية الكونت - فصل 16 - جميلة جداً

 

لقد أمرني الملك شخصيا بالذهاب إلى سان مارينو بعد استلامه برقية من الفارس نيكولاس يُعلمهُ بها باختفاء الكونت بلاكيوس.. الملك لم ينتظر حتى يجهز الطاقم والسفينة الملكية للإبحار بل تصرف بسرعة وأرسل مرسوم خاص للفارس نيكولاس في حال لورينزو طعن بالقانون...


لم أكن أرغب بالمجيئ إلى هنا رغم محبتي الكبيرة للكونت بلاكيوس ولكن الملك أمرني بذلك ولم أستطع الرفض.. وأبحرت بالسفينة الملكية بعد مرور شهرين تقريباً.. تأخرت بالإبحار لأنني كنتُ أحاول تجنب المجيئ إلى سان مارينو.. انتظرت قليلا ربما يجدون الكونت وأتجنب الذهاب إلى سان مارينو ورؤية حبيبتي.. حُبي الوحيد.. وها أنا بعد رحلة استغرقت شهر وعشرة أيام أصبحت قريب جدا من الوصول إلى سان مارينو بيومٍ واحدٍ فقط..


" لورا... "


همستُ باسمها بهيام وشعرت بألمٍ كبير في صدري.. شقيقتي الصغيرة لورا.. لو تعلم كم أعشقها.. أوه نعم أنا أعشقها.. أعشقها وأحبها بجنون ليس كشقيقةٍ لي.. طبعا أنا لا أحبها محبة أخ لشقيقته بل حُب رجل لامرأة.. تبا أنا أحبها بجنون... أحبها وأرغبُها بجنون.. أريدُ امتلاكها وجعلها لي.. لي وحدي وإلى الأبد...


لقد هربت من سان مارينو بسبب مشاعري وبسبب تلك الليلة والتحقت بجيش الملك.. أصبحت قائدهُ منذ ستة سنوات.. هربت بسبب مشاعري نحو شقيقتي وحاولت نسيان جنوني ولكنني لم أستطع.. 


ظننت نفسي جننت حتى أعشق إنسانة محرمة عليّ.. ولكن يبدو أنني فعلا جُننت.. حتى عندما ثملت وانهرت بعد هروبي وأخبرت والدي بمشاعري نحو لورا لم أتخيل أبدا أن تكون ردة فعله بهذه الطريقة.. ما حدث في ذلك النهار لا أستطيع أن أخبرهُ لأحد خاصة لورا.. وطبعا عشقي لها محرم ولن يرى النور أبدا..


حاولت نسيانها لكنني لم أستطع.. حاولت أن أنسى عشقي المُحرم لها لكنني لم أنجح..


تأففت بانزعاج وشتمت والدي للمرة المليون.. لماذا؟!.. لماذا فعل بي ذلك؟!!!... وها أنا أنظر إلى المحيط وساعاتٍ قليلة تفصلني عن رؤيتها.. رؤية شقيقتي الصغيرة والطبيبة الخجولة...


نظرت في المركب ورأيت الطاقم يعملون بنشاط.. السفينة الملكية كانت تضم أكثر من خمسين فردا.. لكل واحد منه مهمته وأدواره.. وكنتُ أنا أقود هذا الفريق.. أنا هو المسؤول الأول والأخير عن الرحلة بأمر الملك شخصيا.. ولهذا كان على الطاقم جميعاً طاعتي.. والجميع هنا يحبني ويحترمني.. كما أن التعاون والإحساس بالمسؤولية اللذين يسودان بين أفراد السفينة سهلا عليّ إنجاز مهمة الرحلة والوصول بسلام إلى سان مارينو في إيطاليا..


كانت غايتي في القدوم هو البحث عن الكونت مع رجالي لكن في الأمس رأينا سفينة الكونت أمامنا.. كان نيكولاس قد أرسلها حتى يوصل لي برقية بأنه وجد الكونت بلاكيوس منذ أسبوع.. ولكن رغم سعادتي شعرت بالحزن لمعرفتي بأنه فقد ذاكرته..


صديق طفولتي حاولوا قتله و فقد ذاكرته وتم التلاعب به من قبل امرأة قذرة.. والآن يجب أن أذهب حتى أقف بجانب صديقي ومساعدته.. نظرت إلى الرجال وأمرتهم بالذهاب وتناول وجبة الغداء وبقيت بمفردي على سطح السفينة أشاهدُ بحزن الشمس والمحيط أمامي...


في مساء اليوم الثاني رست السفينة الملكية في ميناء ريميني قرب سُفن الكونت بلاكيوس.. أمرت رجالي بالاستراحة قليلا قبل ذهابنا إلى قلعة غوايتا.. ثم سألت الضابط المسؤول في الميناء إن كان نزل مدام بورجو ما زال مفتوحا وأجابني باحترام بأنه ما زال مفتوح..


 قررت أن أذهب إلى نزل مدام بورجو.. هي فرنسية الأصل وأتت منذ زمن إلى سان مارينو واشترت منزلا كبيرا وحولت الطابق السفلي إلى حانة أما الطوابق الأخرى إلى نزل.. كانت تجلب نساء جميلات وتعرضهم على نزلائها مقابل عملات فضية للمضاجعة..


قررت أن أخفف قليلا من التشنج والتوتر الذي أشعر به حاليا وأضاجع امرأة جميلة ثم أعود إلى القلعة برفقة رجالي...


عندما وصلت إلى النزل دخلت مباشرةً إلى الحانة.. ما أن رآني الجميع ساد السكون في كامل الحانة ونظر الجميع نحوي بذهول.. لحظات قليلة وعاد الجميع للتكلم وشُرب النبيذ.. رأيت امرأة في عقدها الخامس تقترب مني وهي تقول بفرحٍ كبير


" أهلا بالقائد رومانو إستي.. نورت نزلي بكامله بوجودك.. لقد تغيبت عنا لسنين طويلة.. أتمنى أن تكون قد عُدت إلى سان مارينو للأبد.. نزلي أصبح موحشا من دونك.. ولذلك سوف أخدمُك بنفسي وألبي جميع طلباتك مهما كانت.. أخبرني سيدي القائد هل تريدني أن أجهز لك جناحك المفضل مثل العادة؟ "


غمزتني بمكر وهي تقف أمامي.. نظرت إليها ببرود قائلا

" نعم جهزيه.. ولكن أريد امرأة جديدة فالتكن شابة وجميلة جدا.. أريد تفريغ طاقتي بها الليلة "


حدقت بتمعن في وجهي وبتفكيرٍ عميق ثم أشرق وجهها بسعادة وقالت لي بخبث وهي تمسك بيدي وتسحبني ناحية مكتبها الخاص


" لدي طلبك سيد رومانو.. اليوم في الظهيرة استلمت فتاة شابة جدا وفائقة الجمال.. سوف تُعجبك بكل تأكيد.. أتمنى أن تكون تُحب الصهباوات لأنها تمتلك شعر أحمر مُجعد طويل وعيون خضراء كالزمرد.. لم يلمسها أحد بعد من زبائني لأنني لم أعرضها بعد عليهم.. لكن صدقني ما أن تراها سوف تمارس معها الجنس حتى الصباح ولن تمل.. ما رأيك؟ "


جلست على الكرسي أمام مكتبها وقلتُ لها دون اكتراث

" سوف تفي بالغرض.. لم أعاشر مسبقا صهباء لذلك لا مانع لدي.. جهزيها وضعيها في الجناح المخصص لي "


رفعت يدي وأخرجت كيس صغير من جيب سترتي ورميتهُ على مكتبها أمامها وقلتُ لها

" هل يكفي المبلغ؟ "


أمسكت مدام بورجو بالكيس وفتحتهُ ونظرت بذهول إلى داخله ثم قالت بتلعثم وهي تضع كيس القماش بالدُرج أسفل مكتبها


" بـ.. بالطبع.. أعني طبعا يكفي.. أعدُك بأنني لن أخيب ظنك أبدا.. سوف أُرسل لك كأس من النبيذ إلى هنا حتى أُشرف شخصيا بتجهيز جناحك وتلك الفتاة.. لن أجعلك تنتظر كثيرا سيد رومانو "


وقفت بسرعة وابتسمت بفرحٍ كبير وخرجت من المكتب.. دقائق قليلة ودخلة فتاة تحمل صينية بها كأس من النبيذ.. وضعتهُ أمامي وذهبت.. نظرت إلى الكأس بحزن ثم أمسكتهُ وشربتهُ دفعةً واحدة.. وضعتهُ على المنضدة أمامي وفكرت بحزن.. لطالما أتيت إلى نزل مدام بورجو حتى أنسى.. أنسى لورا وعشقي المُحرم لها.. مهما حاولت وحاولت لم أستطع نسيانها..


بعد مرور عشر دقائق دخلت مدام بورجو إلى مكتبها وقالت لي

" يمكنك الصعود إلى جناحك المعتاد سيد رومانو.. لقد تم تجهيز كل شيء لك "


وقفت ونظرت إليها ببرود وخرجت من مكتبها وصعدت على السلالم.. وصلت إلى الجناح الذي كنتُ أستخدمه بانتظام في الماضي وفتحت الباب ودخلت.. نظرت حولي ولم أجد فتاة في الغرفة..


" ما اللعنة؟!!.. "


همست بغضب وأنا أغلق الباب بعنف لكن صوت شهقة مرتعبة وصل إلى أذناي وابتسمت بمكر.. إذا هي تختبئ؟!!.. حسنا بعض من المرح لن يضر.. اقتربت بخطواتٍ بطيئة نحو السرير وجلست عليه ثم خلعت حذائي ورميته بإهمال وأنا أقول لها


" سوف تشعرين بالبرد في الشرفة.. أدخلي وأعدكِ أن أجعلكِ تستمتعين معي.. لن أؤذيكِ سوف أكون رقيقا "


لم يصلني ردا منها لذلك زمجرت بغضب ووقفت واتجهت ناحية الشرفة.. أبعدت الستائر وفورا رأيت جسد يتكور على نفسه قرب الحائط.. ودون تردد أمسكت بذراعها بعنف وسحبتها إلى داخل الغرفة بقوة.. كانت تبكي برعب وتشهق وشعرها الأحمر يغطي وجهها بالكامل.. بدأت تضرب صدري بكلتا يديها لكنني لم أهتم بل كنتُ جامدا أنظر بدهشة إلى بشرتها البيضاء الناصعة والناعمة وإلى صدرها وحلماتها الواضحة من خلال القماش الأبيض الشفاف الذي ترتديه...


بلعت ريقي وأنا أنظر إلى حلماتها الجميلة.. وفورا انتصب عضوي الذكري.. هذه الليلة سوف تكون ليلة لا تُنسى بالتأكيد.. أمسكت يديها وثبتهما بقبضة يدي اليسرى خلف ظهرها وقربت جسدها إليّ وبيدي اليمنى أبعدت شعرها عن وجهها و.. وهنا كانت صدمتي الكبيرة.. إنها جميلة.. جميلة جدا.. جميلة جداً..


تأملت تفاصيل وجهها باستحسان وعينها.. أااااااه يا لها من عينين.. رغم الخوف الكبير الظاهر بهما إلا أن عينيها من أجمل ما رأيت.. احتضنت جسدها بقوة إليّ وقربت وجهي من وجهها وهمست بإعجاب


" جميلة.. جميلة جدا.. جميلة جداً وفاتنة... "


أخفضت وجهي حتى أقبلها لكنها أبعدت وجهها إلى الخلف وبدأت تضرب صدري بيديها الصغيرتين بقوة وهي تحاول إبعادي عنها و.. مهلا لحظة؟!.. هل هي تبكي؟!!!... لماذا عاهرة تريد بيع نفسها تبكي وتحاول مقاومتي؟!.. ربما هذا أسلوبها الخاص حتى تجعلني أرغبها أكثر...


اللعنة.. لقد نجحت وجعلتني أرغب بمضاجعتها بجنون..

" أووووه.. تحبين اللعب على طريقتكِ الخاصة... أحببت... هيا أيتها الجميلة أريدُ المزيد "


شهقت بعنف دون أن تتوقف عن ضرب صدري وهي تهز رأسها يمنا ويسارا بقوة وتبكي.. بدأت بتقبيل عنقها وأمتصه بجوع.. لم أستطع أن أصدق مدى نعومة بشرتها وجمال رائحتها وطعمها... يااااااااااه.. إنها رائعة... رائعة....


" لااااااااااااااا... توقف... أرجـ... أرجوكككك.. إدوارددددددددددد.... إدواااااااااااااااااااااااارد..... "


كنتُ ألعق عُنقها بلساني عندما سمعتُها تصرخ برعبٍ كبير.. رفعت رأسي ونظرت إلى وجهها بشهوة قائلا

" اللعنة كم أنتِ رائعة.. و جميلة جداً "


أمسكت يدها اليمنى بقوة وأخفضها إلى الأسفل ووضعت يدها على عضوي الذكري المنتصب وقلتُ لها بشهوة


" هل رأيتِ ما الذي فعلتهِ بي؟.. كل هذا من أجلكِ فقط أيتُها الجميلة.. يمكنكِ مناداتي بأي اسم ترغبين به بينما أضاجعكِ بعنف.. إدوارد.. روميو.. أي اسم من بين شفتيكِ الشهيتين سيكون مناسباً لي.. "


كان جسدها يرتعش هي تحاول إبعاد يدها عن عضوي الذكري وبيدها الأخرى كانت تضربني بها على صدري.. شعرت بأنني سأنفجر إن لم أضاجعها حالا لذلك حملتها بين ذراعاي ورميتها بقوة على السرير واعتليتُها وحاصرتها بجسدي..


شهوتي كانت قد سيطرة عليّ بالكامل ولم أعد أهتم لصراخها وبكائها وضربها وركلها لي.. ثبت يديها فوق رأسها وأحكمت إمساك معصميها بيدي اليسرى جيدا ثم ثبت رأسها بيدي اليمنى وبدأت أقبلها بعنف وأمتص شفتيها بهمجية وجوعٍ كبير...


عندما شعرت بأنها لم تعد تستطيع التنفس أفرجت عن شفتيها وبدأت أمتص عنقها بنهم


" دعني أرجوككككككككككك.. لاااااااااااااااااا.. أتوسل إليك توقف... إدوارددددددددددد... "


هتفت بعنفٍ كبير عندما مزقت ما كانت ترتديه وأصبحت عارية كليا أسفلي....


انتهى الفصل







فصول ذات الصلة
رواية الكونت

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©