رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. شكرا احلي هافن فى الدنيا

    ردحذف
  2. حرام كتالينا غبي دون باغو و في الوقت نفسة هو مجروح لأن حب كاتي وعم ينتقم لجرح قلب ينعاد عليكي وعلى جميع الامهات🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي تسلمي وإن كنتِ أم ينعاد عليكِ حبيبتي وعلى والدتك
      وبخصوص كاتي و باغو للأسف هو مجروح وقام بجرح كاتي بطريقة مؤلمة

      حذف
  3. فى ناس بتزرع وناس بتحصد مونرو زرع العداوه بينه وبين باغو واخته هى حصدت نتيجة العداوه دى
    البارت جميل جدا

    ردحذف
    الردود
    1. كلامكِ صحيح حبيبتي
      للأسف حدث ذلك مع كاتي
      وأشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت

      حذف
  4. انتى أكثر من رائعه هافن منتظراكى متتاخريش عليا ارجوكى

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      سأحاول أن لا أتأخر

      حذف

  5. باغو افهم اولا الموضوع بعدها تكلم انها لم تخدعك....
    طفلا احمق يشبهك 🤣🤣🤣🤣🤣 بانبي خليكي قويه وعلمي الغبي مونرو درسا لن ينسى....عليكي ان تنفذي تعليمات كاتي وتحعلينه ينفجر ههههههه
    الان مونرو تريد حمايتها لانها ابنه اباك الروحي ولكن قريبا سوف تحميها لانه سوف تحبها وتصبح غير فادر على العيش بدونها.
    حبيبتي كاتي 😭😭😭😭😭 كيف سوف تتحمل كل هذا الان ولكنها عليها ان تكون قويه وتجعل باغو الغبي يندم كثيرا عليها ان تريه الكابوس الحقيقي ماذا تفعل.
    لقد احببت باغو فعلا ولكن اليوم كان حمار وغبي مثل مونرو بالضبط عندما يغضبون يفعلون افعال شنيعه ولكن على كاتي ان تجعله يندم وعندما يعرف الحقيقة لن تسامحه بسهوله....اكبر خطا عمله عندما اغتصبها بهذا الطريقة البشعه.
    تسلم ايدك البارت رائع ❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. كلامكِ صحيح حبيبتي
      مونرو و باغو سوف يتذوقان وجع الحب ومرارته قريبا
      وشكرا لأنكِ أحببتِ البارت حبيبتي

      حذف
  6. مبدعة هافن ممكن سؤال ايمت موعد نشر الرواية 🤍🤍

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      المواعيد هي مساء كل سبت وأحد
      ولكن في الأمس لم أنشر كنتُ متعبة لذلك قررت تأجيل بارت 23 لمساء اليوم

      حذف
    2. سلامتك هافن
      اوك
      🤍🤍

      حذف
  7. حقير باغو تعامل مع كاتي كأمراة رخيصة ربما هو متألم لكن ليس بهذه الطريقة ..و مونرو أعتقد أنه سيعاني الغيرة الشديدة مع بابني اتمنى أن تسير الأمور بينهم جميعا للأفضل وشكرا لك هافن كعادتك مبدعة و لا مثيل لك في كتابة الروايات

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي
      للأسف دون باغو كانت ردة فعله مؤلمة جدا لـ كاتي
      لكن كاتي هي الكابوس بنفسه وعلى دون باغو أن يتذكر ذلك

      حذف
  8. بارت رائع أعجبني مشهد اقتحام باغو لقصر مونرو.. اتمني إن تتوج قصه حب كاتي و بانبي بالزواج السعيد بعد أن يكفر كل من باغو و مونرو عن اخطائهم لحبيباتهما❤️

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لأنكِ أحببتِ البارت حياتي
      ستعرفين ما سيحدث معهما قريبا

      حذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ



كابوسكِ






باغو بالوفا**



مضت الأيام ببطءٍ شديد وما زال قلبي ينزف من الألم والحزن والقلق على حوريتي الجميلة.. رفضت رفضاً قاطعاً التصديق بأنها ماتت.. ورفضت التوقف عن البحث عنها في كل شبر في إيطاليا..

 

رجالي أنهكهم التعب من البحث عنها وأنا أنهكتني أفكاري وأنهكني قلبي العاشق والذي كان ينزف ببطءٍ شديد..

 

في فترة اختفائها أهملت عملي وشركاتي وحتى أعمال المافيا.. أهملت نفسي و روحي.. كنتُ مثل المجنون أبحث وأبحث عن حوريتي في كل مكان.. لكن لا أثر لها في أي مكان في إيطاليا..

 

ذهبت اليوم مثل العادة برفقة جميع رجالي لأبحث عنها ولكن اليوم قررت أن أذهب إلى المكان الأخير الذي ذهبت إليه حوريتي لتُمارس رياضة الجري..

 

بحثت عنها في ذلك الموقع حتى أنني أجبرت رجالي ليأخذوا كلابي ليحاولوا إيجادها أو ما تبقى من رفاتها.. لكن كلابي لم تستنشق أي شيء..

 

تنهدت بحزن وجلست على المقعد في المنتزه ونظرت أمامي بشرود وبحزنٍ عميق..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

كان قلبي يؤلمني بشدة.. كان قلبي ينزف للموت خوفاً وقلقاً على كاتلين.. ألاف الخناجر غرزت في قلبي وجعلتهُ ينزف ألماً و وجعاً وحُزناً على حوريتي الجميلة.. كنتُ فعلياً أموت ببطء دون أن أستطيع إنقاذ نفسي من الموت فعلاجي الوحيد كانت كاتي.. وأنا خسرتُها.. خسرتُها إلى الأبد...

 

سمعت خطوات تقترب ثم صوت فيليبو يُكلمني بحزن قائلا

 

" دون باغو.. أظن حان الوقت لنتوقف عن البحث عنها.. لا أثر لها في أي مكان وكأن الأرض قد انشقت وابتلعتها "

 

حركت نظراتي باتجاهه وتأملتهُ بنظرات خاوية من الروح.. نظرات إنسان أصبح بلا قلب وبلا روح داخل جسده.. نظرت إليه بنظرات رجل يموت ببطءٍ شديد.. نظرات رجل خسر أغلى ما يمتلكهُ في هذه الحياة..

 

تنهدت بغصة وسألتهُ بألمٍ شديد

 

" كيف تريدني أن أتوقف عن البحث عنها فيليبو؟.. كيف تريدني أن أستسلم بسرعة؟.. بل كيف تريدني أن أتوقف عن البحث عن أنفاسي وقلبي؟.. ما تطلبهُ مني شبه مستحيل.. بل هو مستحيل.. كاتي هي أنفاسي.. كاتي هي قلبي.. ومن دونها لا أستطيع العيش "

 

تأملني فيليبو بنظرات حزينة ثم اقترب وجلس بجانبي وكلمني بحزن قائلا

 

" أنا أعرف كم تتألم بسبب اختفائها المفاجئ.. ولكنك صديقي يجب أن تنساها لتعيش.. لقد فقدت الكثير من وزنك وبالكاد تنام وتأكل.. أصبحتَ تشبه الأشباح وهملت أعمالك ونفسك لتبحث عنها.. لو كانت تُحبك لم تكن ستهرب منك و... "

 

انتفضت بعنف ووقفت ونظرت إليه بنظرات غاضبة وهتفت بألم بوجهه مُقاطعاً حديثه

 

" يكفي فيليبو.. يكفي.. كاتي لم تهرب مني.. كاتي لم تمُت.. هي ما زالت على قيد الحياة.. قلبي يشعر بها.. هل تفهم؟.. قلبي يشعر بها وبأنها قريبة جداً مني.. هي لم تمُت.. كما كاتلين تُحبني وأنا متأكد من ذلك.. سأجدُها.. نعم سأجدُها وأعتذر منها لأنني لم أحميها كما كان يجب أن أفعل.. سأجدُها وسأعترف لها بمشاعري نحوها وأتزوجها.. سأجدُها وسنتزوج وسنكون أسعد ثنائي في الكون "

 

تأملني فيليبو بنظرات حزينة ثم وقف وكلمني بهدوء

 

" سامحني صديقي لم أقصد إغضابك.. وأنا أثق بإحساسك.. سوف أُساعدُك لتجدها ولن أستسلم من أجلك "

 

شكرتهُ ثم استدرت وذهبت للبحث عن حوريتي من جديد.. لكن لا أثر لها بتاتا في أي مكان.. رفضت أن أفقد الأمل بإيجادها.. رفضت رفضاً قاطعاً أن أسمح لليأس بأن يتملكني.. ورفضت فكرة بأنها ماتت.. سأجدُها ولو كان هذا آخر ما سأفعلهُ في حياتي..

 

في المساء اقترح فيليبو عليّ لأذهب برفقته إلى أحد الملاهي لأُرفه عن نفسي قليلا ولكن رفضت اقتراحه وطلبت منه ليذهب برفقتي إلى مطعمي..

 

جلست على البار بجانب فيليبو وبدأت أحتسي كأس من ويسكي سكوتش.. كان المطعم أصبح خاليا من الناس ولكن لم أهتم بالعودة إلى قصري..

 

وقف فيليبو وكلمني بهدوء بأنه سيدخل إلى الحمام ولن يتأخر.. تابعت احتساء كأسي بهدوء بينما كنتُ أتذكر حبيبتي كاتي بألمٍ شديد..

 

فجأة سمعت صوت خطوات تقترب وبعدها صوت رجل بلكنة روسية واضحة يُكلمني بنبرة مستهزئة قائلا

 

" من كان يتخيل أن يكون الحُب مؤلماً إلى هذه الدرجة على دون باغو بالوفا والمعروف بأنهُ بارد المشاعر ولا يهتم بالحُب بقدر ما يهتم بأعماله "

 

التفت بسرعة باتجاه الصوت ونظرت ببرود وبحدة إلى الرجل الواقف أمامي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

لم يُسبق لي أن رأيته سابقاً ولكن عرفت بسرعة من لكنته ومن ملامح وجهه بأنهُ لديه صلة قرابة بذلك الحقير لوديس مالكوفيتش.. الشبه بينهما كان كبيراً وعرفت بسرعة بأنهُ قد يكون شقيقهُ الكبير..

 

رأيتهُ يتأملني بنظرات حادة ساخرة وهو ينتظر تعليقاً مني


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

لم أكترث بالرد على وقاحته بل جلست باستقامة وتابعت شرب كأسي بهدوء.. شعرت به يجلس على الكُرسي بجانبي وسمعتهُ يتكلم مع الموظف لدي خلف البار قائلا بأمر

 

" أريد كأساً من التيكيلا "

 

رفعت نظراتي بسرعة إلى البارتندر وأشرت لهُ بـ عيناي ليقدم لهُ الكأس ثم يذهب وفهمني بسرعة ونفذ.. رأيتهُ يضع الكأس أمام ذلك الغبي الروسي ثم انسحب بهدوء وتركنا بمفردنا..

 

لم أهتم بالنظر إليه لأنني عرفت ما يريدهُ مني.. لقد أتى الوقح ليقوم بتهديدي ومعرفة من قتل شقيقه.. رأيت بطرف عيناي فيليبو يركض باتجاهي وهو ينظر بغضب إلى الروسي ثم بقلق إليّ.. أشرت له بسرعة بـ عيناي حتى لا يقترب ويخرج من المطعم..

 

وقف فيليبو بذهول يتأملني بنظرات مُعترضة لكن عندما تأملتهُ بنظرات حادة استدار وخرج من المطعم بهدوء.. شربت جرعة صغيرة من الويسكي وسمعت هذا الغبي يُكلمني بهدوء قائلا بلكنتهِ الروسية اللعينة

 

" رجالك يفهمون عليك من نظرة واحدة منك حضرة الدون.. أعجبتني بصراحة.. وأظن بأنك وضعتَ النقاط على الحروف وعرفت من أكون.. لذلك سأُعرفك عن نفسي بطريقة مُختصرة وأُخبرك بصدق لماذا أتيت الليلة لرؤيتك "

 

تأملتهُ بطرف عيناي ولم أهتم لحديثه لأنني أعرف مُسبقاً ما يريده.. وبملل سمعتهُ يُكلمني بنبرة صوتهِ المُزعجة ولكنتهِ اللعينة قائلا

 

" اسمي هو غوركي مالكوفيتش.. وطبعا عرفتَ من الشبه الكبير بيني وبين لوديس بأنني شقيقهُ.. وأظن بأنك عرفتَ سبب زيارتي لك في مطعمك الفخم الليلة.. بكل صراحة لقد مللت أنا ورجالي من مُراقبتك وأنتَ تبحث عن حبيبتك الصغيرة "

 

ما أن لفظ بكلمة حبيبتك الصغيرة حتى انتفضت بعنف وأمسكتهُ من ياقة قميصه وجذبتهُ إليّ ونظرت إليه بحدة وهتفت بغضب بوجهه

 

" هل كاتي لديك أيها اللعين؟.. تكلم واللعنة أين هي؟.. أين هي أيها اللعين؟.. تكلم قبل أن أقتلك "

 

تأملني ببرود أعصاب لعينة ثم رفع كلتا يديه وأبعد قبضتي عن ياقته وقال بسخرية

 

" تؤ تؤ تؤ تؤ.. عليك أن تهدأ دون باغو.. لا يمكن مُعاملة الزبائن في مطعمك بهذه الطريقة.. ثم للأسف حبيبتك ليست بحوزتي.. سأكون صريحاً معك و أعترف لك.. لقد أرسلت رجالي ليخطفوها في ذلك اليوم لكنها ورجالي السبعة اختفوا فجأة من على وجه هذه الأرض بدون أي أثر لهم.. حبيبتك الصغيرة ليست في قبضتي كما رجالي السبعة اختفوا فجأة ولا أثر لهم في أي مكان "

 

نبض قلبي بعنف وارتعشت أناملي عندما سمعت ما تفوه به.. لقد عرفت بأنهُ صادق.. عرفت ذلك وبسرعة إذ تذكرت أثار الدماء على الأرض في مكان اختفاء كاتي.. هناك من قتلهم وخطف حوريتي مني..

 

وبينما كنتُ ضائعاً بخوف وبقلق بأفكاري على حوريتي سمعت هذا اللعين غوركي يُتابع قائلا بجدية

 

" طبعا لقد بحثت عن حبيبتك وعن رجالي السبعة لكن للأسف لم أجدهم.. ظننتُك في البداية من قتل رجالي وأنقذ حبيبته ولكن تم مُراقبتك جيداً من قبل حُراسي وعرفت بأنك لا تعرف أي لعنة عن مكان وجود حبيبتك الصغيرة... لذلك... "

 

توقف عن التكلم ونظرت إليه بحدة فتابع قائلا لي بجدية

 

" كنتُ أظنك من قتل شقيقي لوديس لكن اكتشفت من حاسوبه الخاص وكاميرات المُراقبة الموجودة في قصره بأنهُ كان يُخطط لقتلك في ليلة اختفائه.. كما اكتشفت عن محتوى الصفقة بينكما والتي تخلفت عنها دون باغو.. لذلك سأعقد معك اتفاقية سريعة الليلة.. وعليك أن توافق عليها "

 

عقدت حاجباي وتأملتهُ بكره وأجبته بحدة

 

" لن أعقد أي اتفاقية لعينة معك غوركي.. وسأدفع لك أي مبلغ تطلبه مُقابل تلك الصفقة اللعينة التي كانت بيني وبين لوديس.. والآن غادر مطعمي بهدوء ولا تجعلني أرى وجهك القبيح أمامي مرة أخرى "

 

ابتسم الحقير بسخرية وأجابني بحدة

 

" عليك أن توافق دون باغو.. للأسف رجالي حالياً يُطوقون قصرك النجمة الجميل.. وإن خرجت من هنا دون موافقتك قصرك النجمة سوف يتدمر بالكامل على رأس جميع من بداخله "

 

كورت قبضتاي ونظرت إليه بحقدٍ لا يوصف.. هذا اللعين تجرأ وهددني الآن.. سأقتله..

 

ابتسم غوركي بخبث وتابع قائلا

 

" أحسنتَ دون باغو.. فأنا أعرف جيداً بأنك لا تُفرط بحياة خدمك ورجالك.. لذلك.. "

 

ابتسم ابتسامة شريرة لعينة وتابع قائلا

 

" سأكون مُنصفاً معك.. أنا أعلم جيداً بأنك الرأس الثاني للمافيا الإيطالية حاليا ولا أرغب بأن تندلع الحرب بين المافيا الروسية والمافيا الإيطالية.. ولذلك قررت أن أغض النظر عن صفقتك التي أخلفتَ بها مع شقيقي لوديس.. ولكن بشروطي "

 

ضغطت على أسناني بعنف وسمعت الحقير يُتابع قائلا

 

" وشروطي هي.. أولا أريدُك أن تُساعدني بإدخال شحنة كبيرة من الأثار المُهربة إلى البلد.. أنتَ تعلم رغم بحثي عن شقيقي ومن قتله إلا أنني لا أستطيع إهمال أعمالي.. كان لوديس يُساعدني بإدخال الأثار والمخدرات والأسلحة إلى البلد ولكنهُ الآن مُختفي.. لذلك عليك أن توافق على مُساعدتي.. أريد أن يكونوا رجالك حاضرون لدى استلام الشُحنة و.. "

 

قاطعتهُ بغضب قائلا

 

" أنا لستُ مدينا لك بشيء غوركي.. ورجالي لن يكونوا تحت تصرفك.. سأدفع لك ضعف ثمن البضاعة التي خسرها شقيقك عندما احترقت مستودعات ريكو بيلوني وبعدها لا أرغب برؤية وجهك مرة أخرى أمامي "

 

وقفت لأغادر المكان لكن تجمدت بأرضي عندما سمعت غوركي يقول بسرعة

 

" دون باغو.. إن وافقتَ على شرطي وأرسلتَ رجالك برفقة رجالي ليستلموا الأثار المُهربة سوف أُساعدُك بنفسي لتجد حبيبتك الصغيرة "

 

أدرت رأسي ونظرت إليه بحدة وعقدت حاجباي.. ابتسم اللعين بوسع ووقف أمامي وقال بهدوء

 

" فكر مالياً دون باغو.. رجالي ورجالك قد يجدون بوقتٍ أسرع من خطف حبيبتك وقتلوا رجالي السبعة في ذلك اليوم.. إن تعاونت معي سأتعاون معك "

 

فكرت بسرعة باقتراحه اللعين وقررت الموافقة فقط لأجد حوريتي بأسرع وقت.. اقتربت منه خطوة ونظرت إليه بجدية تامة قائلا

 

" سبق وأخبرتُك رجالي لن يكونوا تحتَ تصرفك غوركي.. ولكن أنا من سيذهب برفقة رجالك لاستلام الشُحنة المُهربة بالأثار.. أظنك تعرف رقم هاتفي الخلوي.. اتصل بي قبل يوم من وصول الشُحنة "

 

تأملني غوركي بتقدير وأجابني

 

" أعجبني اقتراحك دون باغو.. فأنتَ تساوي أضعاف رجالك.. موافق.. انتظر مني مُكالمة هاتفية قبل يوم من وصول الشحنة.. وبعدها سوف أُساعدُك شخصيا لتجد حبيبتك الصغيرة.. وطبعاً لا أريد أي مال مُقابل صفقتك مع لوديس التي انتهت بكارثة خسارتي لشقيقي "

 

غادرت المطعم وأنا ألعن بداخلي هذا الحقير غوركي.. كنتُ أعلم وجيداً بأنهُ أتى إلى إيطاليا لينتقم مني بسبب اختفاء لوديس.. فأنا لستُ بغبي.. ولكن أردت مُجاراته لأعرف ما يُخطط لفعلهِ.. وحينها سأجعلهُ يرى من هو دون باغو بالوفا...

 

بعد مرور يومين اتصل بي ذلك اللعين غوركي وأعطاني كافة المعلومات والتفاصيل عن مكان ووقت وصول تلك الشحنة اللعينة.. وقت الاستلام الشُحنة كان في مساء الغد وفي مارينا دي فالكوني..

 

وطبعا ذهبت بمفردي دون مُرافقة فيليبو ورجالي إلى المارينا برفقة رجال غوركي.. ولكن ما أن تم وضع آخر تحفة أثرية داخل الشاحنة حتى رأيت بذهول رجال غوركي يتساقطون على الأرض جثث هامدة.. هناك قناص لعين كان يتصيدهم واحداً تلو الآخر..

 

ركضت بسرعة واختبأت خلف حاوية لتحميل البضائع وبدأت بمراقبة المكان لأجد مخبئ ذلك القناص الحقير.. وأخيراً عرفت مكانه..

 

تسللت بهدوء وركضت بخفة ووقفت جامداً أنظر إلى تلك اللعينة الكابوس وهي تقتل رجال غوركي.. كان يجب أن أتوقع بأن مونرو الحقير لن يصمت ويسمح بدخول بضائع أثرية مُهربة إلى إيطاليا دون إذن منه.. وطبعا الحقير أرسل شقيقتهُ الكابوس العاهرة لتُنجز المهمة عنه..

 

سحبت سيفي بخفة ورفعته أمامي واقتربت منها بخطوات هادئة بطيئة..

 

شعرت بالنشوة بينما كنتُ أتقاتل معها.. لأول مرة أقف وجهاً لوجه أمام الكابوس والتي تُرعب رجال المافيا في إيطاليا.. تلك الحقيرة شقيقة مونرو بيلاتشو كانت تُجيد القتال بالسيف..

 

ورغبة عميقة بداخلي سيطرت عليّ بأن أجعلها ترى وجهي وأرى وجهها القبيح.. بالطبع هي قبيحة مثل شقيقها اللعين مونرو..

 

وبينما كنتُ أتقاتل معها وبخبرتي القتالية عرفت بأنها ترغب بإزالة القناع الأسود عن وجهي وسمحت لها بفعل ذلك..

 

تجمدت نظراتي الكارهة على عينيها والتي كانت تتأملني بطريقة غريبة.. شعرت بالدهشة بسبب توقفها عن مُقاتلتي إذ كانت فقط تصد ضرباتي اللعينة لها وهذا أغضبني بشدة..

 

لم أفهم ما الذي جعلها تتوقف عن مُهاجمتي والقتال معي!.. كانت فقط تصد جميع ضرباتي اللعينة لها وهذا أغضبني..

 

فجأة وبينما كنتُ أوجه لها الضربات بسيفي وهي تصدها توقفنا عن القتال عندما سمعنا صوت ذلك اللعين مونرو بيلاتشو يهتف بقلق

 

" كتالينا.. كتالينا أين أنتِ؟!.. "

 

توقفنا عن القتال نهائياً ولعنت بداخلي بغضبٍ شديد.. الآن يجب أن أقتلهُ وأقتل شقيقتهُ أمامه.. نظرت إلى عينيها من خلف القناع ورأيتُها تنظر باتجاه مصدر الصوت ناحية اليمين وهنا استغليت شرودها واقتربت منها بسرعة وأمسكت القناع ورفعته عاليا وتأملت وجهها بقرف ثم فجأة شعرت بمعدتي تنقلب وتجمدت عيناي بصدمة كبيرة على وجه حوريتي..

 

تسارعت أنفاسي بعنف وشعرت بكلتا يداي ترتعشان بقوة.. شعرت بأنني أحلُم وأتوهم رؤيتي لها.. رفضت رفضاً قاطعاً تصديق ما تراهُ عيناي و بأن حوريتي الجميلة والبريئة كاتي هي الكابوس بنفسها..

 

ارتعش فكي بقوة وهمست بضياع وبصدمة كبيرة

 

" كاتي!!!!... "

 

أدارت رأسها بسرعة ونظرت إليّ بخوفٍ شديد.. كنتُ جامداً أمامها بصدمة لا توصف.. وارتعشت كلتا بداي أكثر بينما كنتُ أتأمل وجهها بحزن وبعذاب وبتحطم القلب.. لقد خدعتني منذ البداية.. لقد كانت مُجرد جاسوسة لعينة لشقيقها عليّ..

 

سقط سيفي من قبضتي ليستقر على الأرض أمام قدميها.. وشحب وجهي بعنف وارتعش جسدي بكاملهُ من هول الصدمة القاتلة لي.. وهمست لها بوجعٍ شديد وبصدمة لا حدود لها

 

" كاتي أنتِ هي.. أنتِ هي الكابوس!!!!!!.... "

 

تمنيت الموت في هذه اللحظات.. تمنيت لو أنني مُت قبل أن أكتشف حقيقتها المرّة والمُقرفة.. تمنيت الموت في هذه الثواني القليلة قبل أن أكتشف حقيقتها وحقيقة خِداعها لي.. تمنيت الموت الآن قبل أن تحرق قلبي العاشق لها وتقتلهُ بكلتا يديها...

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

احتضنت جسدها وتذكرت بمرارة وبحرقة قلب حبيبتي رالبيكا.. كنتُ ساكن على الأرض وأنا أحتضن جسدها بكلتا ذراعي.. نظراتي تجمدت بصدمة كبيرة أمامي دون أرى أي شيء..

 

سمعت بابلو يهتف بغضب على الرجال ويطلب منهم الابتعاد عني.. ثم سمعت صوت سيارة الإسعاف تقترب وسيارات الشرطة..

 

ثواني قليلة رأيت رجلين يقفان أمامي وهما يتأملانني بنظرات قلقة.. وطبعاً استقرت عيناي على إيثان بوربون...


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

جلس إيثان القرفصاء أمامي ونظر إلى وجهي وكلمني بهدوء قائلا

 

" مونرو أنتَ بخير؟!.. هل تسمعني؟ "

 

حركت بؤبؤ عيناي وتأملتهُ بنظرات خاوية لا حياة بها.. ارتعش جسدي بعنف وهمست لهُ بحرقة

 

" لقد ماتت.. لقد ماتت.. إيثان لقد ماتت إيميليا.. لم أستطع حمايتها كما طلبت مني حبيبتي رالبيكا.. لم أستطع الوفاء بوعدي لها وحماية شقيقتها "

 

تأملني إيثان بنظرات حزينة ثم سمعت اللواء هنري يُكلمني

 

" ليس ذنبك مونرو.. خطيبها السابق اعترف الآن بأنه قتلها وبأنه انتقم منها.. لقد خسر الكثير بسببها وتدمر نفسياً بعد أن رمته خارج حياتها عندما أصبحت فاحشة الثراء.. وأظن يجب أن تتركها مونرو حتى يستطيعوا رجال الإسعاف أخذها إلى المشرحة "

 

أومأت له موافقا وفوراً وقف إيثان وطلب من رجال الإسعاف ليقتربوا مني.. أخذوا جثتها إلى مستشفى بوربون بعد أن أمرهم هنري بفعل ذلك ثم ساعدني إيثان لأقف وتأملني بنظرات قلقة..

 

خلعت سترتي ورميتُها على الأرض وطلبت من أحد رجالي ليرموها في القمامة ثم نظرت إلى إيثان وسألته بهدوء

 

" كيف عرفت بما حدث؟ "

 

تأملني بنظرات هادئة وأجابني

 

" بابلو اتصل باللواء هنري ثم اتصل بي وأتينا على وجه السرعة لنقف بجانبك.. في البداية ظننت بأنك من قتلها وعندما وصلت برفقة هنري ظننت بأن أحدا من جديد حاول قتلك والزمن أعاد نفسه وأنقذتك إيميليا.. لكن عندما سمعت اعتراف ذلك الغبي فهمت ما حدث "

 

نظرت إليه بامتنان لأنه أتى ليقف بجانبي ثم رأيت اللواء هنري يقترب مني ووقف أمامي وابتسم بخفة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 
 

ثم كلمني بجدية قائلا

 

" لقد تكفلت بكل شيء مونرو.. لن يتم استدعائك والتحقيق معك بخصوص الحادث.. ثم صديقي ما هي لعنتك مع نساء عائلة موسيني؟.. أولا شــ.. "

 

قاطعتهُ بحزن قائلا

 

" انتهت لعنتي مع نساء عائلة موسيني.. رالبيكا ماتت والآن إيميليا "

 

توقفت عن التكلم إذ شعرت بألمٍ فظيع في قلبي عندما لفظت باسم حبيبتي.. تنهدت بعمق وشكرت هنري بهدوء

 

" شكرا لأنك أتيت وتكفلت بنفسك بجميع الإجراءات.. عندما ينتهي تشريح جثتها سأطلب من بابلو حتى يتكفل بجميع إجراءات الدفن.. فهي لا عائلة لها.. كما سيتم دفنها في مقابر عائلتها وليس بجانب حبيبتي "

 

وقبل أن أمشي باتجاه قصري توقف هنري أمامي واعترض طريقي ونظر إليّ بتوتر وكلمني بهمس حتى لا يسمعهُ إيثان

 

" مونرو.. هل ستبقى على وعدك لي بمساعدتي الليلة بخصوص الأثار المُهربة؟ "

 

أومأت له موافقاً فتأملني بنظرات تقدير واحترام وهمس قائلا

 

" أشكرك مونرو.. أنا مدين لك من جديد "

 

ابتسمت بسخرية ورفعت يدي وربتت على كتفه بقوة وقلتُ له

 

" ستكون مدينا لي دائما هنري ولمدى الحياة.. عندما تنتهي المهمة الليلة سأتصل بك "

 

مشيت باتجاه قصري برفقة بابلو ورجالي ثم اقتربت من سيارتي وحملت بانبي وصعدت بها إلى جناحي.. وضعتُها على السرير ثم أقفلت الباب بالمفتاح وبعدها دخلت إلى الحمام لأستحم..

 

خرجت من الحمام وبينما كنتُ أفرك رأسي ووجهي بالمنشفة سمعت صوت ضجيج خفيف.. أبعدت المنشفة عن وجهي ورأيت بدهشة بانبلينا تُحاول فتح قفل باب غرفة النوم بدبوس شعرها وهي تشتُم بهمس وبخوف وبتوتر..

 

مشيت حافي القديم ووقفت بجانبها ولكن طفلتي الغبية لم تنتبه لي لأن تركيزها كله كان مُنحصراً على أن تفتح قفل الباب..

 

رفعت ذراعي وأسندتُها على الحائط ونظرت إلى بانبي باستمتاع وسألتها بحدة

 

" ماذا تفعلين؟ "

 

" ااااااااااعععععععععععععع.... "

 

كتمت ضحكتي عندما انتفضت بانبي بعنف وصرخت بفزعٍ شديد واستدارت ووقفت جامدة أمامي وهي تتأملني بنظراتها المُرتعبة..

 

تأملتُها باستمتاع وسألتُها من جديد بنبرة غاضبة متصنعة

 

" ماذا كنتِ تفعلين بقفل الباب؟ "

 

الجبانة ارتعشت بخوف أمامي من رأسها حتى أخمص قدميها ثم قالت بتوتر وبخوف

 

" كنتُ.. أنا كنتُ.. كنتُ.. كنتُ فقط.. "

 

أبعدت ذراعي عن الحائط ثم رميت المنشفة على الأريكة القريبة واقتربت منها خطوة وهنا رأيتُها تتأملني بنظرات مرعوبة ثم فجأة استقرت نظراتها على منطقتي السفلية ورأيت عينيها تتوسع ثم فجأة صرخت بقوة وبذعر

 

" ااااااااااععععععععععععع.. أنتَ عارٍ.. ااااااااااااعععععععععععععععععع... "

 

رفعت حاجبي عاليا ورغما عني ابتسمت بمرح عندما رأيتُها ترفع كلتا يديها وغطت بهما عينيها وهتفت بذعر

 

" أيها المُنحرف وعديم الأخلاق.. كيف تقف أمامي وأنتَ عارٍ!!.. ألا تخجل؟.. ألا تخجل من نفسك؟ "

 

اقتربت منها بسرعة وأمسكت بكلتا يديها وأبعدتهما عن عينيها وجذبتُها لتلصق بي ونظرت في عمق عينيها بغضب وهتفت بحدة بوجهها

 

" ولماذا سأخجل؟.. ثم تذكري جيداً بانبي أنتِ زوجتي.. أنتِ زوجتي شئتِ أم أبيتِ.. وعليكِ أن تعتادي من الآن على رؤيتي عارياً أمامكِ لأنكِ زوجتي وزواجنا سيكون حقيقياً منذ هذه اللحظة "

 

شحب وجهها بشدة وبدأت تقاومني بكامل قوتها فسمحت لها بالابتعاد عني حتى لا أؤذي معصميها.. ابتعدت عني ورأيت باستمتاع صدرها يعلو ويهبط بسرعة.. ورأيتُها تتأملني بنظرات غاضبة وحانقة.. في الحقيقة بدت طفلتي مثيرة جداً وهي غاضبة..

 

تأملتني بانبي بنظرات حاقدة وحرصت على أن تنظر في عيناي وليس باتجاه عضوي الذكري.. ثم فجأة رفعت أصبعها السبابة أمام وجهي ولوحت به وهتفت بغضب

 

" في أحلامك مونرو بيلاتشو لن تحصل عليّ.. لن أسمح لك بلمسي أبداً.. الآن أصبحت زوجتُك أيها الخسيس بعد أن اكتشفت بأنني عذراء وبريئة ولستُ عاهرة لذلك اللعين ريكو.. ثم أنا لا أثق بك بتاتاً.. أريد أن أرى وصية والدي وأتأكد من صحة ما قلتهُ لي.. أنا متأكدة بأن والدي لم يضع شرط بأنه لا يمكننا الطلاق وبأنني يجب أن أنجب لك طفلا أحمق يُشبهك.. أنا متأكدة بأنك كذبتَ عليّ لأسباب شخصية لعينة لك "

 

اشتد عصب جسدي وهتفت بحدة بوجهها

 

" أنا كاذب!!!.. اللعنة.. ما هذه الإهانة!!!.... "

 

حسناً في الحقيقة أنا فعلا كذبت عليها لكن سأكون ملعونا إن سمحت لها باكتشاف ذلك وسأكون ملعوناً إن سمحت لها من الابتعاد عني..

 

اقتربت منها بسرعة وأمسكت كتفيها وجذبتُها بعنف لتلصق بي.. قاومتني بشراسة وخدشت كتفي وذراعي اليمنى بأظافرها ووهي تهتف برعب

 

" دعني أيها الحقير.. دعني.. أنا أكرهك من أعماق قلبي.. أسد غبي وأحمق وهمجي.. ابتعد عني.. "

 

ثبت ظهرها بذراعي اليسرى وعصرت جسدها الصغير بجسدي فشهقت بألم ولم تعد تقوى على مقاومتي.. أمسكت فكها بأصابعي ورفعت رأسها عاليا ونظرت بغضب مُصطنع في عمق عينيها..

 

طفلتي الصغيرة كانت ترتعش من الخوف في أحضاني والدموع الجميلة كانت تترقرق في عينيها الزرقاوين.. اوه لأول مرة أنتبه على لون عينيها الجميلتين.. يبدو بأنني سأنتبه لأشياء كثيرة بها قريبا..

 

تأملتُها بنظرات غاضبة وهمست بفحيح بوجهها

 

" إن قلتِ عني مرة أخرى بأنني كاذب أو شتمتني سأجعلكِ تندمين لمدى حياتكِ.. على الزوجة أن تكون مُطيعة وخلوقة ومهذبة.. أنا رجل إيطالي ذو عقلية رجعية طفلتي "

 

توقفت عن التكلم ورأيت دمعتها تسيل من ركن عينيها اليمنى وتسيل ببطء على وجنتها.. قربت وجهي وامتصصت دمعتها قبل أن تصل إلى ركن فمها الجميل..

 

شهقت بانبي بخوف وهمست بذعر

 

" أرجوك.. لا.. "

 

قبلت ركن شفتيها برقة ثم رفعت نظراتي وتأملت عينيها الخائفتين وهمست لها برقة

 

" لا ماذا طفلتي؟.. هل أنتِ خائفة من أن أُضاجعكِ الآن وأحصل على عذريتكِ؟ "

 

أغمضت بانبي عينيها وارتعشت بقوة بين يداي.. أعجبني جسدها المُرتعش وأعجبني خوفها الطفولي مني..

 

ابتسمت بحزن ثم ابتعدت عنها وسمعتُها تشهق براحة.. تأملتُها بنظرات رجل لا حياة في قلبه وكلمتُها بنبرة لا حياة بها قائلا

 

" لا تخافي أيتُها الطفلة الغبية.. فأنا أرغب بأن تكون زوجتي امرأة وليس طفلة حمقاء مثلكِ.. فأنتِ زوجتي وإن أردت الحصول عليكِ الآن فهذا من حقي الشرعي..  بنظري زوجتي عليها أن تكون مطيعة ومهذبة وامرأة بكل ما للكلمة من معنى.. لكنكِ لستِ بامرأة بل طفلة مُزعجة "

 

فتحت عينيها ونظرت إليّ بنظرات مُندهشة وحزينة ومجروحة.. تأملتُها ببرود وتابعت قائلا لها بحدة

 

" لن ألمسكِ لأنني لا أرغب بالحصول على طفلة غبية وباكية وجبانة.. ثم لأثبت لكِ بأنني لا أكذب بخصوص وصية والدكِ الليلة سأكون مشغولا قليلا وعندما أنتهي سأجلب لكِ وصية والدكِ لتتأكدي بنفسكِ بأنني لا أكذب.. والآن يمكنكِ الذهاب إلى غرفتكِ "

 

استدرت وسمعت شهقتها المذعورة.. قلبت عيناي بملل إذ عرفت بأنها شاهدت مؤخرتي.. مشيت باتجاه المنضدة وأمسكت بالمفتاح وفتحت لها قفل الباب.. ثواني معدودة رأيتها تركض خارج غرفتي وهي تبكي بصمت..

 

أغلقت الباب وأسندت ظهري عليه وتنهدت بعمق ونظرت أمامي بحزن.. أنا لأول مرة في حياتي أكذب.. ولا أعرف صدقاً سبب كذبي على هذه الطفلة..

 

شعرت بتأنيب الضمير وبالحزن عندما اكتشفت بأنني عذبت ابنة والدي الروحي بينما هي بريئة.. اليوم كان مؤلماً جداً بالنسبة لي.. حقيقة اكتشافي لكذب الوغد ريكو عليّ قبل أن يموت وبعدها موت إيميليا..

 

قلبي ألمني بشدة لأنني أذيت ابنة والدي الروحي رافاييلي.. وقلبي ألمني بشدة لأنني لم أستطع الوفاء بوعدي لحبيبتي رالبيكا وأهتم بشقيقتها.. اليوم لقد أخلفت بوعودي لأهم شخصين على قلبي والدي الروحي و رالبيكا..

 

وقررت أن أحمي بانبلينا بروحي وأجعلها أمنة هنا وسعيدة من أجل والدي رافاييلي بيلوني.. سأفعل المُستحيل لأجعلها تسامحني وتبقى هنا بأمان.. سوف أُنفذ وصية والدي الروحي الأخيرة وأحمي ابنته حتى لو كان الثمن حياتي.. لن أسمح لنفسي أبداً بأن أخذلهُ من جديد..

 

دخلت إلى غرفة ملابسي وبدأت أختار ملابسي بعشوائية.. فجأة رأيت جينز أزرق أمامي وتجمدت بالكامل عندما تذكرت بحزن رالبيكا.. فهي من اختارت لي هذا الجينز وتشاجرت معها بأنني من المستحيل أن أرتديه وللأسف لم أرتديه ولو لمرة واحدة..

 

أمسكته وارتديته بسرعة ثم اخترت تي شيرت وارتديتها وخرجت من الغرفة ومن جناحي ونزلت إلى الغرفة السرية حيث أضع أسلحتي..

 

كنتُ أُحضر أسلحتي من أجل الليلة عندما سمعت الباب الإلكتروني ينفتح.. التفت ونظرت باتجاهه


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

رأيت بابلو يدخل ثم اقترب ووقف أمامي وتأملني بنظرات جادة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

ثم سألني مباشرةً دون أي مقدمات

 

" منذ متى أصبحنا في خدمة الشرطة الإيطالية سيدي؟.. منذ متى نحن نذهب في مهمات خطيرة لتنفيذ مهمة على الشرطة أن تفعلها؟ "

 

تأملتُه لثواني بهدوء ثم تابعت جمع أسلحتي وأجبته ببرود تام

 

" إنها خدمة شخصية طلبها مني اللواء هنري "

 

اقترب بابلو ووقف بجانبي وقال بجدية

 

" منذ متى أصبحتَ صديقاً له سيدي؟.. أنا أعترف بأنهُ خدمك كثيراً عندما تخلصت من ريكو بيلوني وأحرقت نصف إيطاليا لتنتقم.. لكنك أسديت خدمة كبيرة له وللوطن فقد تخلصت من حقير كانت الشرطة تخاف من الاقتراب منه "

 

تنهدت بعمق ثم وضعت السلاح على الطاولة ونظرت إلى بابلو بجدية وأجبته

 

" ما يجمعني معه مصالح شخصية بابلو وعليك أن تفهم ذلك.. اليوم مثلا أتى بسرعة بعد أن اتصلتَ به حضرتك وأخبرتهُ عن مقتل إيميليا أمام قصري.. لقد اهتم بكل شيء ولم يسمح للشرطة بأخذي إلى المركز ليتم استجوابي.. إنها خدمة مُقابل خدمة "

 

تأملني بابلو بنظرات قلقة قائلا

 

" لكنك سيدي وافقتَ على مساعدته قبل موت الأنسة إيميليا.. هل يمكنني أن أعرف السبب "

 

تأملتهُ بنظرات متفهمة وأجبته بصدق

 

" سبق وأخبرتُك هو يُقدم لي الخدمات وأنا أفعل المثل.. إنها مصالح مُشتركة بين المافيا والشرطة "

 

تأملني بابلو بنظراتهِ القلقة وقال بتوتر

 

" لقد عرفت منذ قليل بأنك طلبتَ من الأنسة كتالينا لتذهب أولا إلى المارينا.. ماذا لو أصابها مكروه قبل أن نصل؟!.. هل تسمح لي بالذهاب وحمايتها لحين حضورك برفقة الرجال "

 

داقت نظراتي على وجهه وسألتهُ بحدة

 

" بابلو.. هل وقعتَ بحب شقيقتي؟ "

 

توسعت عينيه بذهول وأجابني بسرعة

 

" لا سيدي.. بالطبع لا.. أنتَ تعرف جيداً بأن الأنسة كتالينا أعتبرها بمثابة الشقيقة لي.. وأنتَ تعلم جيداً بأنني ما زلتُ مغرما بزوجتي ليديا.. أنا فقط لستُ مطمئناً بذهاب الأنسة كاتي بمفردها إلى المارينا "

 

طبعا عرفت وبسرعة بأنهُ لم يكذب عليّ.. زفرت بقوة وقلتُ له بجدية

 

" لا تقلق بابلو شقيقتي قوية وتستطيع التغلب على جيش بأكمله بمفردها دون أي مساعدة مني أو منك.. ثم لا تقلق لن نتركها تستمتع بمفردها بقتل هؤلاء المهربون الملاعين الليلة لأننا سنذهب في الوقت المناسب ونستمتع قليلا بقتلهم.. فلا أحد يُدخل بضائع مُهربة إلى البلد دون إذن مُسبق مني "

 

ابتسم بابلو بخفة ثم قال قبل أن يخرج من مستودع الأسلحة الخاص بي

 

" سأطلب من الرجال ليتجهزوا من أجل المعركة الليلة "

 

وخرج بهدوء من المستودع وتابعت جمع الأسلحة التي سأخذها معي الليلة..

 

في المساء وتحديدا في الساعة العاشرة دخلت إلى مستودع الأسلحة الخاص بي في القصر ووضعت أسلحتي في الحقيبة ثم أمسكت بخواتم الحديدية ووضعتُها بجيب بنطالي ثم أمسكت مسدسي وأمرت الحارس بإخراج حقيبتي ويضعها في سيارتي وخرجت بهدوء من المستودع


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

كان بابلو يقود سيارتي الرباعية الدفع المُصفحة باتجاه المارينا وخلفي عشرات السيارات الرباعية الدفع التابعة لرجالي المسلحين..

 

كنتُ أعلم بأن شقيقتي الكابوس ستكون بخير وتستطيع تصفية كل من يوجد في ذلك المارينا ولكن لن أترك لها مُتعة قتل هؤلاء الملاعين بمفردها كما أنني لن أسمح بأن تسقط شعر واحدة من رأسها بسببي..

 

وصلنا إلى المارينا وكما توقعت كانت المعركة حامية مع الكابوس وهؤلاء الرجال.. ترجلت من السيارة وأشرت بيدي لرجالي بالهجوم وبدأت بإطلاق النار على هؤلاء الملاعين أو ما تبقى منهم على قيد الحياة.. فشقيقتي الجميلة كانت قتلت نصفهم قبل مجيئنا..

 

كنتُ أقف بجمود وأُطلق النار على الرجال الملثمين عندما سمعت بابلو يهتف من خلفي

 

" سيدي.. لماذا لم ترتدي سترة مُضادة للرصاصة مثل عادتك؟.. لو سمحت اقترب من الحاوية واحمي نفسك من تلك الرصاصات اللعينة "

 

استدرت ورأيتهُ يقف خلفي خلف الحاوية الضخمة ويحمي ظهري مثل عادته


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

ابتسمت له بوسع وهتفت له بينما تابعت إطلاق النار على الملاعين

 

" وأين سيكون المرح إن اختبأت خلف حاوية؟!.. لا تقلق بابلو فأنا بسبعة أرواح لعينة.. ثم هل رأيت الكابوس؟ "

 

بدأت أشعر بالقلق على شقيقتي عندما لم أرى أي تدخل منها منذ وصولنا.. وازداد قلقي عندما هتف بابلو

 

" لا سيدي.. لا أثر للكابوس منذ مجيئنا.. اذهب وابحث عنها وأنا والرجال سنتكفل بالمهربين "

 

نظرت إلى الخلف باتجاه بابلو وأومأت لهُ موافقاً وركضت مُنحنياً وسط طلقات النار أركض بين الحاويات بحثاً عن كتالينا.. فجأة وقف رجل مُلثم أمامي يضع قناعاً على وجهه ووجه لكمة مُباغتة لي فطار سلاحي من يدي ووقع بعيداً..

 

رأيتهُ يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات حاقدة ورفع قبضتيه أمام وجهي وبدأ يوجه لي اللكمات لكنني تفاديتُها بمهارة.. هذا اللعين يريد مُقاتلتي في أرض المعركة.. الغبي لا يعرف من يكون مونرو بيلاتشو..

 

سحبت بسرعة الخواتم الحديدية من جيب بنطالي ووضعتُها على أصابعي ثم كورت قبضتاي ورفعت ذراعاي أمام وجهي وبدأت بتوجيه اللكمات لهذا الحقير..

 

لكمة قوية أصابت خدهُ الأيمن ورأيت باستمتاع القناع يتمزق وجلد بشرته ينسلخ والدماء تسيل منه بغزارة..

 

عقدت حاجباي ونظرت بدهشة كبيرة إليه عندما سمعتهُ يشتُم بهمس باللغة الروسية والتي أُتقنها جيداً.. هذا الحقير روسي!!!.. ما اللعنة؟!!!!...

 

قفز أمامي ورفع ساقهُ اليمنى عاليا ليركل وجهي لكنني أمسكت بساقه واستدرت بسرعة وكسرت ركبتهُ بمرفقي ثم لويت ساقهُ عكسيا ووجهت ضربة قوية على فخذه وسمعتهُ يصرخ بألمٍ شديد وهو يشتمني باللغة الروسية..

 

أسقطتهُ أرضا ووقفت فوقه وبدأت ألكمهُ بعنف على وجهه حتى شوهت له وجههُ اللعين بكامله واقتلعت أسنانه.. توقفت عن لكمه وأمسكت خصلات شعرهِ ورفعت رأسهُ عاليا وهتفت بحدة بوجهه

 

" من أرسلكم لإدخال هذه الأثار بسرية تامة إلى البلد؟.. تكلم أيها القذر "

 

لكن للأسف كان غائباً عن الوعي.. شتمت بغضب وأمسكت برأسه بكلتا بداي ولويت رأسهُ بعنف وكسرت عنقه ثم رميتهُ بقرف على الأرض واستقمت واقفا ثم جلبت مسدسي وبدأت أبحث بقلقٍ شديد على شقيقتي..

 

بدأت أركض بين الحاويات الضخمة لتخزين البضائع في المرفأ وأنا أهتف بقلق

 

" كتالينا.. كتالينا.. كتالينا.. أين أنتِ؟!.... "

 

ركضت أبحث عنها كالمجنون وأنا أهتف بقلقٍ شديد

 

" كتالينا.. كتالينا أين أنتِ؟!.. "

 

تجمد جسدي فجأة عندما سمعت صوت طلقة نارية قريبة جداً من مكاني.. تسارعت نبضات قلبي وركضت بجنون باتجاه ذلك الصوت وأنا أهتف بفزع

 

" كتاليناااااااااااااا.... "

 

وقفت فجأة بأرضي ونظرت أمامي بخوف لا حدود له...

 

 

كتالينا بيلاتشو**

 

 

" كاتي أنتِ هي.. أنتِ هي الكابوس!!!!!!.... "

 

ارتعش فكي بقوة وسيطرت على نفسي ومنعت نفسي من البكاء أمامهُ بمرارة.. كنتُ خائفة ليس لأن باغو حبيبي اكتشف هويتي الحقيقية الآن بل لآن مونرو هنا وسيراه وسيقتلهُ بالتأكيد لأنهُ كان يحاول إدخال تلك التُحف الأثرية المُهربة إلى البلد..

 

استغليت ذهوله وتصرفت بسرعة وبمهارة.. استدرت حول نفسي ورفعت ساقي اليمنى عاليا وضربت رأسهُ بقدمي بقوة.. سقط باغو على الأرض غائباً عن الوعي وهنا انحنيت بسرعة وأمسكت بقناعه وقبل أن أضعهُ على رأسه نظرت إلى وجهه بحزن وبألم وهمست لهُ بعذاب

 

" سامحني حبيبي.. سامحني أرجوك "

 

قبلت شفتيه بقبلة سريعة ثم وضعت القناع على وجهه ووقفت بسرعة وسحبت سلاحي وأطلقت النار بعيداً عن جسد حبيبي ثم التفت ناحية اليمين عندما سمعت شقيقي مونرو يهتف بذعر

 

" كتاليناااااااااااااا.... "

 

وما هي سوى ثواني رأيت مونرو يقف أمامي وهو يتأملني بنظرات خائفة وقلقة.. بلعت ريقي بقوة ثم ابتسمت له بوسع وقلتُ له ببرود لا يُعبر عن مدى أوجاعي ونزيف قلبي المُحترق

 

" مومو.. لقد تأخرت مثل عادتك شقيقي الوسيم "

 

تنهد مونرو براحة ثم لدهشتي رأيتهُ يركض وعانقني بشدة إلى صدره.. بادلتهُ العناق ولكن نظراتي الحزينة استقرت على جسد حبيبي باغو على الأرض..

 

ابتعد مونرو عني ونظر بقرف إلى جسد باغو ثم تأملني بنظرات قلقة قائلا

 

" هل أذاكِ هذا اللعين؟.. هل أنتِ مُصابة؟.. أنتِ بخير كاتي؟ "

 

أردت أن أجعلهُ يخرج من هذا المكان وبسرعة لذلك أمسكت بيده ووضعت سيفي خلف ظهري داخل حزامه وقلتُ لـ مومو

 

" أنا بخير مومو.. لا تقلق عزيزي فقد كنتُ أستمتع بمقاتلة هذا الغبي ثم قتلته عندما سمعت صوتك الجميل.. والآن دعنا نخرج من هنا.. لقد توقف إطلاق النار وهذا يعني بأنهُ حان الوقت لنذهب "

 

سحبتهُ بعيداً عن المكان وشعرت بالراحة لآن مومو لم يرى حبيبي ولم يكتشف هويته.. ولكن لدهشتي سمعت مومو يقول وهو يسحب يدهُ من قبضتي

 

" من كانوا هنا يحاولون إدخال التُحف الأثرية هم من روسيا.. وهذا يعني شيئاً واحداً.. هناك من يُكمل عمل لوديس مالكوفيتش في إيطاليا.. وإن لم اكن مُخطئاً إنهُ غوركي شقيق لوديس "

 

توقف عن السير ونظرت إلى مونرو بذهول وهتفت بدهشة كبيرة

 

" ذلك اللعين لديه شقيق؟ "

 

ابتسم مونرو بسخرية وأجابني وهو يُعاود المشي باتجاه بابلو ورجالنا

 

" نعم عزيزتي.. لوديس لديه شقيق اسمهُ غوركي.. وهذا الحقير غوركي أخطر بكثير من الغبي لوديس.. ولكن سأجعلهُ يعرف بأن إيطاليا هي بلدي وأنا زعيمُها الوحيد "

 

ابتسمت بتوتر وتبعت مونرو بهدوء.. لكن ما كان يُشغل بالي هو لماذا باغو كان هنا برفقة رجال ذلك المدعو غوركي؟!!.. ما الذي جعلهُ يأتي بمفردهِ الليلة إلى هنا مع رجال ذلك الروسي؟!..

 

عرفت فوراً بأن حبيبي باغو كان هنا بمفرده مع رجال ذلك الروسي وذلك لأنني أعرف جميع رجال باغو واحداً تلو الأخر.. فقد جمعتني صداقة معهم عندما كنتُ أسكن في قصر النجمة..

 

كنتُ شاردة الذهن وأنا أُفكر بأسباب باغو الغريبة بينما مونرو كان يُجري مكالمة هاتفية مع اللواء هنري وطلب منه أن يأتي ويتخلص من الجثث ويتصرف بتلك الأثار..

 

وبعد أن تأكد مونرو بأن جميع رجاله بخير خرجنا من المارينا وتوجهنا إلى القصر..

 

دخلت إلى القصر برفقة مومو و بابلو ولكن قبل أن يصعد مومو إلى جناحه هتفت له بتوتر قائلة

 

" أخي.. هل يمكنني أن أتكلم معك قليلا بموضوع مهم؟ "

 

التفت وتأملني بدهشة ثم قال بهدوء

 

" اتبعيني إلى مستودع الأسلحة "

 

تبعته وعندما دخلنا إلى المستودع بدأ مومو يُخرج أسلحتهُ من الحقيبة الجلدية الكبيرة ويضعها بترتيب على الرفوف.. نظرت إليه بتوتر وسألته

 

" مومو.. أريدُك أن تكون صادقاً معي وتُخبرني عن سبب خلافك الحقيقي مع ذلك الرجل.. اممممم.. ما اسمهُ؟!!.. اوه صحيح دون باغو بالوفا "

 

توقف مونرو عن وضع أسلحتهُ على الرفوف وتجمد بذهول وتصلبت ملامح وجهه وتأملني بنظرات خطيرة مُخيفة.. بلعت ريقي بخوف وحاولت جاهدة عدم إظهار خوفي وتوتري أمامه..

 

اقترب مني بخطوات بطيئة ثم وقف أمامي ووضع كلتا يديه بجيب بنطاله وسألني بحدة

 

" ولماذا ترغبين بمعرفة سبب خلافي مع ذلك الحقير كاتي؟ "

 

نظرت بتوتر رغماً عني في عمق عينيه وأجبته بهدوء

 

" مُجرد فضول.. و صحيح أنا أعرف بأن الخلاف بدأ عندما اشترى دون باغو قصر النجمة في دي فالكوني.. لكن هل هذا هو السبب الحقيقي لخلافك معه؟! "

 

رأيت عينيه تتجمد على وجهي وفكهُ اشتد وسمعتهُ بذعر يسألني بحدة

 

" هل لكِ علاقة بإنقاذه من لوديس في تلك الليلة؟.. تكلمي كتالينا.. أنتِ من أنقذته في تلك الليلة من لوديس؟ "

 

توسعت عيناي بدهشة كبيرة ونبض قلبي بعنف خوفاً من مونرو وأجبتهُ بسرعة مُدعية الغباء

 

" كيف؟!.. أنا؟!.. متى حدث ذلك؟!.. أعني من أنقذه من لوديس لذلك الدون؟!.. فأنا عندما خرجت في تلك الليلة من القصر تحطمت سيارتي وذهبت إلى فندق رخيص حتى لا تجدني ثم سافرت في اليوم الثاني إلى روما.. ثم لماذا سأنقذ عدوك من ذلك الغبي لوديس!!!.. ثم صحيح أين هو لوديس حالياً؟! "

 

تأملني مونرو بنظرات حادة وغاضبة ولعنت نفسي بسبب حماقتي.. مونرو ذكي جداً وإن أراد أن يكتشف الحقيقة سيفعل وبسرعة.. سيعرف بأنني لم أُسافر إلى أي مكان خارج دي فالكوني.. كما سيعرف بأنني كنتُ طيلة فترة غيابي في قصر النجمة مع باغو.. وحينها سيقتلني وسيقتل باغو..

 

وبينما كنتُ أفكر برعب بذلك سمعت مومو يُكلمني بهدوء قائلا

 

" الخلاف بيننا كان بسيطاً.. في الحقيقة أنتِ تعلمين بأنني أعشق امتلاك ما هو الأجمل والأفضل في إيطاليا.. الماركيز رومانوس دي فالكوني كان يمتلك قصر النجمة في جزيرة أيزولابيلا وبعدها أحد الوزراء في إيطاليا بنى قصراً هنا في دي فالكوني وسماه قصر النجمة كذلك.. "

 

توقف مونرو عن التكلم ونظرت إليه بذهول إذ لأول مرة يُكلمني مونرو عن أشياء تخصهُ.. تأملني بنظرات هادئة وتابع قائلا

 

" عرضت على الوزير شراء قصره ألاف المرات لكنه رفض وعندما مات زوجتهُ اللعينة عرضت القصر في المزاد العلني وذهبت لأشتري القصر.. ولكن باغو بالوفا وبسبب مُحاربتي لهُ في شركاتهِ الخاصة بالأدوية أراد أن ينتقم مني وذهب إلى المزاد وعرض ضعف المبلغ الذي اقترحته وأخذ مني القصر في ذلك اليوم.. ببساطة كرهتهُ أكثر لأنهُ تحداني وأخذ مني ما كنتُ أحاول امتلاكهُ منذ زمن.. فذلك القصر كانت والدتي كالا تحبه وتتمنى دائما وتحلم بأن يكون لها ونسكن بقصر النجمة في دي فالكوني أنا وأنتِ وهي ونعيش بسعادة معاً وإلى الأبد "

 

نظرت بذهول إلى مونرو وهنا فهمت سبب غضبه وحقده على باغو.. فشقيقي مونرو بعد وفاة والدته كالا حقق كل ما كانت تتمناه من أجلها ومن أجل ذكراها..

 

تأملتهُ بحزن وأجبتهُ بمرارة

 

" أتفهم سبب غضبك وكُرهك منه.. ولكن أريد أن أعترف لك بشيء مومو "

 

تأملني بنظرات حنونة وقال

 

" تكلمي كاتي "

 

ترقرقت الدموع في عيناي وقلتُ له

 

" منذ صغري كنتَ دائما تُكلمني عن والدتنا كالا.. وبسببك أحببتُها جداً وحزنت لأنني فقدت أمي وأنا طفلة رضيعة.. ولكن عندما كنتُ في التاسعة من عمري سمعتُك بينما كنتَ تتكلم مع بابلو عن والدتنا بحزن.. سمعتُك بينما كنتَ تُخبره كم تتألم بسبب ما فعلهُ بها والدنا.. وسمعتُك تُخبر بابلو بأنني لستُ ابنة كالا بل ابنة عشيقة والدنا.. أنا أعرف ومنذ ذلك الوقت بأن كالا ليست أمي الحقيقية لكنني لم أهتم ولم أُخبرك بأنني عرفت بذلك.. والسبب بسيط.. لقد عشقت كالا بيلاتشو منذ طفولتي بسبب ما كنتَ تُخبرني عنها وعن مدى حنانها وعطفها عليك وعليّ.. هي أمي وستبقى بالنسبة لي أمي الوحيدة وإلى الأبد "

 

شهق مونرو بدهشة ثم اقترب وعانقني بشدة وقال بحنان

 

" لا يهم من تكون والدتكِ كاتي فأنتِ شقيقتي من لحمي ومن دمي.. كما أمي أحبتكِ كثيراً وقامت بحمايتكِ من والدنا الحقير.. وأنتِ ستبقين ابنتها وإلى الأبد "

 

بادلته العناق وسالت دموعي على وجنتاي برقة.. مسحتُها بسرعة وقلتُ له بينما كنتُ أُخرج الورقة من سترتي وأضعها أمامه على الطاولة


" هذه الوصية المزورة.. لقد عدلت عليها كما طلبت "


ثم تمنيت له أحلام سعيدة وصعدت إلى غرفتي..

 

جلست على السرير أبكي بصمت وبحرقة قلبي والذي كان يتألم بجنون.. كم تمنيت طيلة فترة غيابي عن حبيبي باغو أن أذهب وأُراقبه وأراه ولو لمحة صغيرة من بعيد لكنني لم أستطع فعل ذلك لأنني أعرف نفسي جيداً.. فما أن أراه سأشعر بالضعف وأذهب إليه ولن أسمح لنفسي بالابتعاد عنه أبداً..

 

لكنني لا أستطيع فشقيقي سيقتلني ويقتله إن اكتشف علاقتنا..

 

بكيت بحرقة قلب لأن حبيبي اكتشف هويتي الحقيقية بهذه الطريقة الصادمة له.. بالتأكيد سيكرهني الآن وبجنون لأنهُ عرف بأنني الكابوس وبأنني شقيقة مونرو بيلاتشو.. وأنا متأكدة بأنهُ سيظن بأنني كنتُ أتجسس عليه لمصلحة مومو..

 

بكيت بعذاب وبوجع العشق.. لقد خسرت باغو وإلى الأبد.. ربما هذا أفضل لي وله....

 

مضى أسبوعين كاملين على تلك الليلة بهدوءٍ غريب.. كنتُ أتوقع أن يأتي باغو إلى القصر ويُشعل الحرب على مونرو بسببي ولكن لم يحدث شيء.. وهذا أقلقني أكثر..

 

باغو لن يصمت أبداً بسبب ما فعلته.. لن يصمت أبداً لأنني كذبت عليه وخدعته.. لكنني أحببته.. أحببته بصدق..

 

وطيلة هذين الأسبوعين لم أخرج من القصر بتاتا بسبب حزني وقلقي.. كنتُ أنتظر اقتحام باغو القصر هنا وتهديد مونرو وتهديدي... لكن لا شيء من هذا قد حدث.. وأنا أعلم جيداً بأن هذا الهدوء هو هدوء ما قبل العاصفة.. ولم أتوقف للحظة واحدة عن التفكير كيف سيتصرف باغو لينتقم مني ومن مومو..

 

كنتُ أجلس في المساء برفقة بانبي أستمع إليها وهي تبكي وتهتف ببكاء وبذعر

 

" لقد قبلني الوقح وعديم التربية.. قبلني وداعب جسدي بطريقة مُنحرفة الوقح.. أكرهه.. أكرهه لأنهُ تزوجني رغماً عن ارادتي وأكرهه لأنهُ يعتبرني من أملاكه "

 

نظرت إليها بحزن وقلتُ لها

 

" يكفي بانبي.. أنتِ زوجة شقيقي ولغاية الآن لا أفهم كيف أخفى عني ذلك.. وأنا ما زلتُ حزينة منكِ لأنكِ لم تُخبريني بأنكِ زوجة شقيقي إلا بعد أن اكتشف بأنكِ عذراء.. للأسف اكتشف مومو عذريتك عبر طبيب وليس بالطريقة التقليدية التي كنتُ أتمناها "

 

توسعت عيون بانبي بذهول ثم احمرت وجنتيها بشدة وقالت بخجل

 

" توقفي عن احراجي كاتي.. ثم حتى لو كان زوجي لا يحق لهُ إخافتي وتقبيلي ساعة ما يريد ولمسي بطريقة مُنحرفة ومُخجلة "

 

ابتسمت لها برقة وقلتُ لها بصدق كعادتي

 

" يكفي بانبي فأنتِ تعشقين قبلاته وتعشقين لماسته.. توقفي عن التذمر وافعلي كما أخبرتكِ سابقا.. اذهبي إلى غرفته وارتدي له قميص نوم حمراء شفافة ثم اجعليه ينتصب وبعدها لا تسمحي له بلمسكِ وغادري غرفته بهدوء وسيقع في حبكِ بجنون.. هكذا هم الرجال دائماً.. يعشقون المرأة القوية والتي تجعلهم يجثون أمام قدميها ليحصلوا عليها.. عليكِ أن تلعبي لعبة الإغواء مع مومو وتجعليه يفقد عقله من أجلكِ "

 

احمر وجه بانبلينا أكثر وهمست بحياء

 

" توقفي كاتي عن التفوه بتلك الأمور المُخجلة أمامي.. طبعاً لن أفعل ما تطلبينه مني.. ثم أنا لا أريدهُ أن يعشقني.. أريدهُ أن يتركني بسلام وأذهب من هنا وإلى الأبد "

 

كنتُ أعلم بأنها تكذب فالمسكينة بانبي تعشق مومو بجنون ولكنهُ للأسف جرح أنوثتها ومشاعرها كثيراً.. يستحق أن يتعذب شقيقي قليلا حتى ينال مُسامحتها..

 

وقفت بهدوء وقلتُ لها بنبرة حنونة

 

" سأذهب لاستحم وأنام.. وغداً إن غيرتِ رأيك سأبدأ بتعليمك فن الإغواء عزيزتي.. وحينها مومو سيفقد عقله وقلبه من أجلكِ "

 

احمر وجهها مثل الطماطم فقهقهت بخفة وقبلت خدها المُلتهب وصعدت إلى غرفتي..

 

خرجت من الحمام وارتديت قميص وشورت ثم سرحت شعري.. تنهدت بحزن وقررت أن أخرج إلى الشرفة..

 

وقفت بهدوء أنظر بشرود أمامي بينما كنتُ أفكر بحبيبي باغو.. فجأة شعرت بأنني مُراقبة وإحساسي لا يخيب أبداً..

 

بدأت أنظر بتركيز أمامي أُحاول أن اكتشف من الحقير الذي تجرأ على مُراقبتي.. فجأة شهقت بذهول عندما رأيت خيال شخص من بعيد يقف على جزع شجرة التنوب أو الراتنج وهو يحمل سلاح لم اكتشف نوعه بسبب المسافة البعيدة بيننا..

 

وقبل أن أصرخ للحُراس عقدت حاجباي ونظرت بذهولٍ شديد عندما رأيت سهم بحبل مُثبت عليه يتجه بسرعة خارقة و يقترب باتجاهي وتابع مساره بجانب وجهي واستقر على الحائط ورأيت مسامير تخرج منه وتُثبت السهم بالحائط..

 

نظرت أمامي بصدمة كبيرة وبذهول لا يوصف


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ

 

وشهقت بدهشة عندما رأيت رجل يمسك بحدائد مثبتة بعجلات على الحبل ودحرج نفسه بسرعة وما هي سوى ثواني قفز ذلك الرجل ووقف أمامي على الشرفة..

 

لكنني كنتُ جامدة.. كنتُ جامدة ولم أُحرك ساكناً لقتل من تجرأ على الوقوف أمامي بهذه الطريقة.. لأنني وبكل بساطة كنتُ أنظر إلى وجه حبيبي دون باغي والذي كان جامداً ويتأملني بنظرات أحرقت قلبي من الألم.. نظرات كارهة وغاضبة وحقودة ألمتني للموت..

 

اقترب باغو مني خطوة وهمس بحقد

 

" مساء الخير بالكابوس "

 

تسارعت نبضات قلبي عندما اقترب مني خطوة أخرى واستنشقت رائحة عطره الجميل.. ارتعش جسدي رغماً عني عندما أمال باغو رأسه وهمس في أذني

 

" هل اشتقتِ إليّ كاتلين؟.. ياه أقصد كتالينا "

 

شعرت بالضعف أمامه عندما أحسست بأنفاسه الحارة على عنقي.. أغمضت عيناي وقبل أن أتفوه بحرف شهقت بدهشة عندما عانقني بسرعة وكتم فمي بيده اليسرى ثم شعرت بوخزة مؤلمة على عنقي..

 

تأوهت بضعف إذ عرفت بأنهُ حقنني بحقنة في عنقي.. لكن بماذا حقنني؟!.. هل سممني؟!.. هل سأموت على يد الرجل الذي أعشقه بجنون؟!!..

 

لم أستطع مقاومته والدفاع عن نفسي إذ شعرت بضعفٍ غريب في عضلاتي ثم شعرت بأن قدماي لم تعد تقوى على حملي.. وقبل أن أسقط على الأرض أبعد باغو يده بسرعة عن فمي وحملني بذراعيه ودخل إلى غرفة نومي..

 

وضعني برقة على سريري ثم رأيته يذهب ويُغلق باب الشرفة ثم أقفل باب غرفتي بالمفتاح ثم استدار واقترب ووقف أمام سريري وتأملني بنظرات كارهة وحقودة قتلتني..

 

كنتُ أنظر إليه بضعف وأنا لا أفهم ما أصاب جسدي بسبب تلك الحقنة.. لم أكن أشعر بأنني بخير.. لم يعد باستطاعتي تحريك أصبعا واحدا في يدي.. كنتُ مشلولة من رأسي إلى أخمص قدماي..

 

اقترب باغو وجلس على طرف سريري وتأملني بحقد وهمس بكره

 

" مرحبا بالعاهرة الشهيرة الكابوس.. عاهرة لعينة تُضاجع من يحلو لها وتلعب بقلوب الرجال وتقوم بإزلالهم ثم إما تقتلهم أو تتركهم يركضون خلفها ليحصلوا على رضاها الكامل ومضاجعتها من جديد كما فعلتِ مع ذلك الغبي لوديس مالكوفيتش "

 

بلعت ريقي بقوة وأردت أن أعترض وأخبره بأنني لستُ عاهرة.. أردت أن أعترف له بأن الرجل الوحيد الذي لمسني غيره ليس سوى بابلو وحصل ذلك رغما عن إرادته بسبب غبائي.. أردت أن أصرخ وأعترف له بأنني لم أسمح لأي رجل بلمسي سواه وبأنني أعشقهُ بجنون.. لكنني لم أستطع التكلم..

 

شهقت بضعف عندما أمسكني من خصلات شعري ورفع رأسي بعنف ونظر بحقد في عمق عيناي وهمس بفحيح وبكره لا يوصف

 

" أيتُها العاهرة الحقيرة والسافلة.. لعبتِ لعبة ذكية جداً عليّ واستطعتِ الدخول إلى قصري وجعلتني أُصدق بأنهُ تم اغتصابكِ وبأنكِ مراهقة لعينة في الثامنة عشر من عمرك.. أيتها السافلة والعاهرة و القذرة كنتِ تتجسسين عليّ لمصلحة شقيقكِ الحقير لذلك استطاع أخذ تلك الصفقة مني من الشركة السويسرية "

 

نظرت إليه بضعف ولكن استخدمت ما تبقى لي من قوة لأمنع نفسي من البكاء أمامه.. أنا لن أجعلهُ يشعر بالتفوق عليّ إن شاهد دموعي الآن.. سأتركه حتى يُفرغ غضبه وبعدها عندما يزول مفعول هذه الحقنة اللعينة سأعترف له بكل شيء..

 

حرر شعري من قبضته ثم شهقت بدهشة عندما تلقيت صفعة قوية منه على خدي الأيمن فسقطت بعنف على السرير.. تجمدت نظراتي بذهول أمامي وشعرت بقلبي يحترق بشكلٍ مخيف.. لقد صفعني.. حبيبي والذي يخاف من نسمة الهواء عليّ صفعني بقوة..

 

أغمضت عيناي بشدة عندما أمسكني من خصلات شعري ورفع رأسي بعنف ثم أمسكني من كتفاي وبدأ يهزني بقوة وهو يهتف بفحيح

 

" قذرة.. لعينة.. سافلة.. وعاهرة العاهرات.. هل تدركين بأنكِ أيقظتِ شياطيني كلها بسبب ما فعلتهِ بي؟.. لقد أخرجتِ شياطيني كلها من قبورها أيتها الكابوس اللعينة.. والآن حان دورك لأجعلكِ ترين كابوسي الحقيقي.. الآن سأكون أنا كابوسكِ.. سأكون كابوسكِ المُرعب.. ولن أجعلكِ تتخلصين مني بسهولة أبداً.. لن تتخلصي من كابوسكِ بتاتاً  "

 

رماني بعنف على السرير ثم بدأ بتمزيق ثيابي كلها عن جسدي حتى أصبحت عارية أمامه.. تأملني بنظرات حاقدة ثم ابتسم بخبث وأمسكني من كتفي ورفعني ثم ثبت يدي على كتفه وبعدها ثبت ظهري بكلتا يديه وبدأ يستنشق عنقي بطريقة مثيرة قتلتني


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 22 - كابوسكِ


رغماً عني أغمضت عيناي لكن قلبي احترق عندما همس بحقد

 

" جعلتني مثل الغبي أُصدق بأنهُ تم اغتصابكِ من قبل رجل.. جعلتني مثل الغبي لعبة بين يديكِ.. وأنا بغباء ذهبت إلى طبيب نفسي واستشرته لأعرف كيف يمكنني أن أتصرف معكِ وأجعلكِ تنسين ما حدث لكِ وتُزيلين فكرة الانتحار من رأسك "

 

أغمضت عيناي بضعف عندما سمعت بألمٍ شديد ما قاله لي.. وبعذاب سمعتهُ يهتف بحرقة

 

" لقد خدعتني وأوهمتني ببراءتكِ الكاذبة.. أنتِ كابوس لعين على الجميع.. ولكن الليلة سأكون كابوسكِ اللعين كتالينا بيلاتشو "

 

رماني بعنف على السرير ورأيته يقف ثم توسعت عيناي بذهول عندما بدأ يخلع ملابسه ووقف عارياً أمامي.. ابتسم ابتسامة شريرة وهمس بفحيح

 

" سأغتصبكِ الآن حتى أنتقم منكِ.. فكما دخلتِ إلى قصري استطعت الدخول إلى قصر شقيقكِ.. وكما أوهمتني بأكاذيبكِ وجعلتني أحمق وجعلتني أُصدق بأن عاهرة مثلكِ بريئة وتم اغتصابها سأغتصبكِ وفي داخل قصر شقيقكِ الحقير مونرو بيلاتشو.. سأجعلكِ تتأملين كما ألمتني عندما ظننت بأنه تم اختطافكِ.. سأنتقم منكِ بأبشع طريقة أيتُها الكابوس "

 

اقترب واعتلاني ونظر في عمق عيناي الحزينة والمتألمة وهمس بحقد

 

" سأكون كابوسكِ.. كابوسكِ المُرعب من الآن وصاعداً كتالينا بيلاتشو "

 

وهجم على شفتاي وسحقهما بقبلة عنيفة جداً ومؤلمة.. لم أستطع مقاومته ولم أستطع الصراخ ولم أستطع أن أعترف له بالحقيقة.. كنتُ أشبه بجثة أسفله بينما هو يغتصبني بطريقة مُهينة جداً ومؤلمة..

 

أغمضت عيناي ومنعت نفسي من البكاء.. ليس أمامه.. لن أبكي أمامه وأسمح له برؤية دموعي.. لن أسمح له بقتلي أكثر.. باغو الرجل الوحيد الذي عشقتهُ بصدق كان الآن يقتلني بيديه ببطء..

 

تألمت كثيراً لأنه كان يُضاجعني بطريقة مؤلمة جداً وعنيفة ومُهينة.. شعرت بألمٍ رهيب في منطقتي السفلية عندما دفع عضوه بعنف بداخلي وبدأ يدفع بقوة..

 

تألمت بقوة واحترقت روحي بسبب ما يفعلهُ بي الرجل الذي عشقتهُ للموت.. وفعلا كان كابوسي المُرعب الليلة.. كابوس لن أستيقظ منه بسهولة ولن أتخطاه أبداً...



انتهى الفصل
















فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©