شعور غريب
داستر**
من كان
يتخيل أن يكون المستشار سيرنوك والذي يتمتع بشهرة كبيرة في عالمنا بسبب جماله هو الرفيق
المُقدر لي...
فكرت بسعادة بينما كنتُ أزيل ملابسي لأستحم.. تنهدت بطريقة
هائمة ثم صرخت بسعادة لا توصف
" لا أستطيع التصديق.. ياااااااااااااااهو.. أخيرا وجدت مايتي..
رفيقي المُقدر.. نصفي الآخر.. ومن هو؟.. سيرنوك الوسيم "
لطالما سمعت عن مدى جماله وذكائه.. كان مشهوراً في عالمنا من كثرة
جمالهِ الأخاذ.. طبعا من بعد الملك لايسن و قائديه..
" كم هو وسيم حبيبي سيرنوك.. اه قلبي.. أنا سعيدة جداً.. جداً
سعيدة.. حبيبي ورجُلي هو سيرنوك "
كان لدي فضول كبير حتى أرى سيرنوك لكن لم يحدث ذلك لغاية الليلة..
وطبعا شعرت بصدمة كبيرة عندما اكتشفت بأنه رفيقي المُقدر..
ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أدخل إلى حوض الحمام.. جلست باسترخاء وأغمضت
عيناي براحة..
" ما اللعنة ة ة ة ة!!!!!... ما الذي تفعلينهُ في غرفتي وفي
حمامي أيضا؟!... أخرجي.. أخرجييييييييييي... "
انتفضت وشعرت بقلبي يقفز من مكانه.. التفت ناحية اليمين ونظرت إلى سيرنوك.. كان يقف أمام الباب ووجهه أحمر من شدة الغضب..
ابتسمت لهُ بعذوبة ونظرت إليه بنظرات عاشقة حتى كادت عيناي تُخرج
قلوبا من أجله.. تنهدت بطريقة حالمة وقلتُ له
" كما ترى حبيبي أنا أستحم "
فتح فمه بصدمة ونظر إليّ بذهولٍ شديد ثم تحولت نظراته إلى غاضبة وهتف
وهو يتقدم بخطواتٍ سريعة حتى وقف أمامي لا يُبعدهُ عني سوى خطوة صغيرة
" أعلم أيتها المستذئبة بأنكِ تستحمين.. هل ترينني أعمى؟!.. ثم
أنا لستُ بحبيبكِ.. فهمتِ؟... والآن أخرجي ودعيني بسلام "
نظرت إليه بحُبٍ أكبر وقلتُ له بعشق
" بل أنتَ حبيبي لأنك المايت الخاص بي.. أي أنتَ رفيقي المُقدر
سنسونتي.. ثم أنا اسمي داستر حبيبي.. يمكنك مُناداتي به أو يمكنك مُناداتي بـ حبيبتي..
روح قلبي.. حياتي.. دمائي النادرة.. غزالتي.. أي اسم من بين شفتيك تُناديني به
سأكون سعيدة جداً "
جحظ عيونه و تأملني بصدمة ثم هتف بغضبٍ كبير وهو يمسك بكتفي بيده
ويرفعني لأقف
" سنسونتي!!!!... احترمي نفسكِ يا فتاة ولا تناديني بهذا الإسم
الغبي مجددا.. أنا المستشار العظيم سيرنوك أوفيل.. وأنا لا مايت لي.. نحن مخلوقات
الجن نُحب مثل البشر ولا رفيق مُقدر لنا.. هل فهمتِ؟.. والآن أخرجي من حوض الاستحمام
الخاص بي واذهبي من غرفتي ولا تدخلي إليها مجددا وإلا قطعت رأسكِ "
تأملتهُ بنظرات هائمة وهمست بسعادة وبطريقة حالمة
" أوه... عنيف أيضا.. أنا أعشق الرجل العنيف.. أنتَ فعلا كامل
بالنسبة إليّ.. ثم أنا لن أخرج لأن غرفتك هي غرفتي أيضا حبيبي سنسونتي "
شهق بذهول ثم وبلحظة رفعني وجعلني أقف على الأرض وبفعلته تلك بللته
وبللت الأرض أسفلي..
كان على وشك أن يصرخ بوجهي مجددا لكنه تجمد فجأة عندما انتبه أنني
عارية بالكامل..
جحظ عيونه أكثر ثم أشاح بنظراته بعيدا وأفلت يده عني ثم استدار
وأعطاني ظهره و أدار رأسه إلى ناحية اليسار وغطى وجهه بكلتا يديه
نظرت إليه بسعادة كبيرة.. حبيبي خجول وهذا جميل.. لكن لن أسمح له بأن
يخجل عندما نمارس الحُب.. ووسط تفكيري المُنحرف نحوه سمعت سنتسونتي يقول بصوتٍ
مخنوق
" أنتِ عارية!!... ارتدي ملابسكِ واخرجي فورا "
حركت حاجباي ونظرت إلى حبيبي الوسيم بانحراف وسألتهُ بخبث
" أوه سنسونتي.. هل تخجل حبيبي؟ "
أدار رأسه ونظر إليّ بصدمة
ثم كشر وزم شفتيه وقال ببرود
" أنتِ مجنونة بالفعل... هذا ما كان ينقصني مستذئبة مجنونة
"
اقتربت منه والصقت جسدي به ثم رفعت رأسي ونظرت إلى وجهه الجميل وهمست
قائلة له بنعومة
" بالطبع أنا عارية حبيبي.. هل ظننت أنني سأستحم وأنا أرتدي
ملابسي؟... ثم قلتُ لك أنا لن أخرج من هنا كما أنني مجنونة.. نعم مجنونة بك..
مجنونة بحبك "
التفت ونظر إلى وجهي.. كان غاضبا وبشدة وهذا أعجبني لأنه يبدو فائق
الوسامة وهو غاضب.. تأوهت بدهشة عندما أبعدني عنه وستر جسدي بمنشفة ثم قذف بوجهي
ثيابي وأخرجني من الحمام ثم من خارج غرفته وصفع الباب بوجهي..
" مستذئبة غبية ومنحرفة "
سمعته يصرخ بغضب وابتسمت بسعادة.. ثم نظرت إلى الباب بحزن.. لقد رماني
خارج غرفته دون أن يكترث لمشاعري..
تأففت بغضب وهمست بحزن
" عنيد.. لكنك لي مهما أنكرتَ ذلك حبيبي "
استدرت ونظرت إلى الحُراس أمامي.. كانوا يتأملونني بدهشة وبذهولٍ
شديد.. نظرت إليهم بغضب وهتفت بحنق
" ماذا؟!.. لم تشاهدوا مُسبقاً امرأة عارية؟.. مصاصي دماء أغبياء
"
توسعت عيونهم بذهولٍ شديد وعندما شاهدوا نظراتي الغاضبة أداروا رؤوسهم
للبعيد.. أحكمت إمساك ثيابي وبدأت أسير إلى آخر الرواق ودخلت إلى الغرفة التي
خصصوها لي..
كنتُ أسرح شعري وأنا أبتسم بسعادة.. نظرت إلى المرآة أمامي وتأملت
وجهي بدقة وهمست أُخاطب نفسي
" سوف يُحبني رغما عنه.. لا مفر له من ذلك.. سيرنوك لي "
ثم ضحكت وهتفت بسعادة
" يبدو بأن إقامتي هنا في قصر وحش الجبل سوف تكون ممتعة جداً
"
ثم قررت أن أخلد إلى النوم.. اندسست أسفل الأغطية القطنية و الابتسامة لم تفارق وجهي وذهبت في نومٍ عميق أحلم بأنني أُمارس الحُب مع حبيبي
سنسونتي...
كلاي**
كان ذئبي ديغون يقتل كل من يراه من الغيلان والمتحولون في ساحة
غابيغا.. لكن عيونه لم تفارق أبدا ابننا إيفوس..
كنا نراقبه وهو يُقاتل الغيلان والمتحولون ولم نبتعد عنه كي نحميه من
أي مكروه رغم وجود داستر بجانبه..
شعرت بالفخر أنا و ذئبي فابننا مُحارب قوي ويعرف القتال جيداً
واستخدام السيف.. وهنا لم أندم أبدا لأنني قررت أن يكون ولائي للملك لايسن ولأنني أُحارب
الأن معه فأنا مديناً له لآخر العمر.. وحش الجبل لقد اهتم بابني ورباه وعلمه كيفية
القتال وحماه من شعبه..
كانت ذئبة داستر تُقاتل بجانبه.. فجأة رأيت بصدمة أكثر من عشرين غولا
وأربعة ثعابين عملاقة وخمسة فهود ضخمة وهم من المتحولون يهجمون على إيفوس..
وبرعب رأيت أحد الثعابين خلف إيفوس يفتح فمه وأنيابه ظاهرة بنية
لدغه.. وفورا ذئبي ديغون ركض باتجاهه وقفز على ذلك المتحول وقطع رأسه بأنيابه.. استدار
إيفوس ونظر إلى ذئبي بصدمة ثم تابع القتال وفعلت المثل..
عندما تخلصنا منهم تحولت فورا واقتربت من إيفوس وسألته بلهفة
" هل أنتَ بخير؟!!!!.. هل أُصبتَ بُني؟!.. "
نفض إيفوس الدماء عن وجهه وعن سيفه وقال بعدم اكتراث وهو يقف أمامي
بعنفوان
" لم أكن أحتاج لمساعدتك ألفا كلاي.. وكما ترى أنا بخير.. والآن أتركني
بسلام "
نظرت ذئبة داستر إليّ بحزن و تخاطرت معي ذهنيا قائلة
( لا تقلق ألفا.. سوف يتغير مع الوقت ويسامحُك.. كما أنا سأحميه ولن
أتركهُ أبداً )
أومأت لها موافقا بحزن ثم عُدت وتحولت إلى ذئبي ورأيت إيفوس يركض من
أمامي وبرفقته داستر وبدأوا يقتلون كل من يرونه أمامهم من الأعداء....
بعد أن انتهت الحرب أخذنا جثامين القتلى من قطيعي وخرجنا من غابيغا
واتجهنا إلى قريتي..
كان الجميع باستقبالنا في قريتي ومن بينهم حبيبتي لوسيا.. وما أن
رأتني ركضت وعانقتني بشدة وهي تبكي.. بادلتها العناق وهمست لها برقة
" لا تبكي حبيبتي.. أنا بخير كما ترين "
رفعت رأسها بسرعة ونظرت إليّ بعينيها الباكية وقالت بسرعة
" إيفوس.. هل هو بخير؟.. أرجوك أخبرني بأنهُ بخير ولم يصبهُ أي
مكروه.. أرح قلبي كلاي أرجوك "
رفعت يدي ومسحت دموعها بإبهامي وابتسمت لها بحنية قائلا
" هو بخير حبيبتي.. لا تقلقي عليه.. ابننا شُجاع ومُقاتل قوي "
نظرت إليّ بشك قائلة
" هناك حزن في عينيك كلاي!!... أنتَ لا تكذب عليّ!!.. أليس
كذلك؟! "
تنهدت بخفة وأجبتُها بصدق
" لا حبيبتي.. أنا لا أكذب.. إيفوس بخير.. هل تظنين أنني سأسمح
بأن يصيبهُ أي مكروه وأنا بجانبه!!.. مستحيل أن يحدث ذلك.. إنهُ ابني وأنا مُستعد
للموت من أجله "
أبعدتُها عني قليلا وقلتُ لها
" سوف ندفن جُثث المقاتلين الأن ونتكلم براحتنا لاحقا "
بعد مراسم الدفن دخلت إلى القصر برفقة لوسيا وتوجهنا إلى غرفتنا..
جلست بجانبها على الأريكة وأخبرتُها بكل ما حدث في غابيغا وخاصة كيف أنقذت ابني
وما قالهُ لي..
وقفت لوسيا بسرعة وقالت بقلق وبأمر
" إيفوس كاد أن يموت وأنتَ تُخبرني بذلك بكل برود أعصاب.. أنا
يجب أن أذهب إليه فورا وأتأكد بنفسي بأنهُ بخير.. أنا يجب أن أراه.. كما أنهُ ما
زال يكرهُك.. يجب أن أكلمهُ بنفسي "
وقفت واقتربت منها وأمسكت بيدها وقلت لها بنبرة حنونة
" اهدئي لوسيا.. هو بخير حبيبتي.. ألا تثقين بي!.. ثم سيكون مُتعبا
الآن.. دعيه يستريح الليلة وغدا أعدُك سنذهب في الصباح إلى غابيغا ونراه.. هممم
حبيبتي.. أعدُكِ غدا سوف نذهب "
ابتسمت لوسيا برقة ثم عانقتني بشدة وهمست قائلة
" شكراً لك حبيبي "
وهكذا نامت لوسيا بين أحضاني على الفراش وعندما انتظمت أنفاسها سالت
دموع حزينة على وجنتاي بينما كنتُ أداعب بيدي اليمنى شعر لوسيا وبيدي اليسرى كنتُ
أُعانق جسدها الصغير إلى صدري..
أنا لم أستطع أن ألمس لوسيا.. لا أستطيع أن أُمارس معها الحب قبل أن
يرفضها ذلك القذر.. يجب أن أتكلم مع لايسن بهذا الموضوع حتى يستطيع مُساعدتي
ويُجبر ذلك الحقير ستيفن على رفض لوسيا في أقرب وقت..
كما أنني أشعر بالحزن لأن ابني إيفوس يكرهني.. يكرهني لحد الجنون..
أتمنى أن يلين قلبه ويُسامحني قريبا.. أتمنى ذلك...
لوسيا**
استيقظت فجراً وأنا في قمة نشاطي.. سأذهب إلى غابيغا أخيرا وأرى ابني
الصغير والوسيم إيفوس..
صحيح هو ليس قطعة مني لكنهُ قطعة من قلبي.. لقد ربيته وعشقتهُ منذ
اللحظة الأولى التي خرج بها إلى الحياة.. هو ابني أنا ولا جدال في ذلك.. فأنا من
ربته وحمته وعلمته كيف يأكل ويمشي ويتكلم.. أنا هي أمهُ وللأبد..
تنهدت بسعادة ونظرت إلى كلاي.. كان نائم بعمق فابتسمت بسعادة بينما
كنتُ أتأمل تفاصيل وجهه الحبيب.. حُبي له يفوق التصور.. ومن أجله سأحاول أن أنسى مخاوفي
وذكريات الماضي الأليمة وأعيش معه بسلام و بسعادة إلى الأبد.. ومن أجله سأتكلم مع
إيفوس وأجبره على مسامحة والده.. كلاي في النهاية لا ذنب له بما حدث لي..
أخفضت رأسي وقبلت أنفه برقة ثم بدأت أطبع قبلات صغيرة على كافة أنحاء
وجهه.. خرجت شهقة خفيفة من فمي عندما فجأة ارتفع جسدي وأصبحت أسفل كلاي وهو
يحاصرني بجسده وينظر إليّ بعاطفة كبيرة..
ابتسمت له بخجل وهمست قائلة بحياء
" صباح الخير حبيبي "
تأوه كلاي بسعادة وقبلني على جبيني ثم رفع رأسه وهمس قائلا
" صباح الخير حياتي "
خفق قلبي بعنف ونظرت إليه بخجل.. اختفت ابتسامتي عندما ابتعد عني ووقف
على الأرض وهو يقول قبل أن يدخل إلى الحمام
" سوف أتخاطر ذهنيا مع الطباخين وأطلب منهم أن يجهزوا لنا وجبة
الفطور وبعدها نتجهز لنذهب إلى غابيغا "
استقمت وجلست على الفراش وتنهدت بحزن.. هو لم يحاول أبدا أن يقترب
مني.. هل يشعر بالقرف من لمسي لأنه تم وشم جسدي بعلامة ولمسات غيره؟!.. أتمنى أن
أكون مُخطئة....
نزلت عن السرير وقررت أن أُزيل هذه الأفكار السوداوية حاليا عن رأسي
وأتجهز..
وصلنا إلى غابيغا وعلمت أن لايسن ما زال نائما وبسبب لهفتي الكبيرة
لرؤية إيفوس ركضت فورا إلى جانحه الخاص وهنا كانت صدمتي الكبيرة..
ما ان وقفت أمام باب غرفته سمعت صوت صرخات أنثوية متألمة.. شعرت
بالخوف و بالرعب.. صرخات هذه الفتاة ذكرتني بصرخاتي المُرتعبة و المُتألمة... نبض
قلبي بجنون ودخلت إلى الغرفة دون أن أطرق الباب..
" إيفوس.. توقف حالاااااااااااا.. ما الذي تفعله؟!... "
هتفت برعبٍ كبير وأنا لا أستطيع أن أُصدق ما رأته عيناي.. إيفوس ابني
الحنون والرقيق يجلد بالسوط فتاة ومن دون أي رحمة أو شفقة!!..
شعرت بالصدمة و بالحزن الشديد.. وتألمت لأنه ذكرني بذلك اللعين
ستيفن.. وغضب كبير تملكني...
" أمي.. ماذا تفعلين هنا؟!.. "
سألني بدهشة وفورا اقتربت منه وسحبت السوط من قبضته ورميتهُ بعيدا ثم
صفعتهُ بقوة على خدهِ الأيمن.. تألم قلبي جدا فأنا لم أضربه في حياتي أبدا.. نظرت
إليه بعتاب وهتفت بوجه بألمٍ كبير و بغضب
" تجلد فتاة لا حول لها ولا قوة بالسوط.. أنا لم أربيك لتعامل
النساء بعنف.. خيبت أملي بك "
احترق قلبي بسببه فالتفت ونظرت إلى تلك الفتاة وفورا جحظت عيناي بصدمة
عندما رأيت وجهها المتورم والذي بالكاد كانت معالم وجهها الجميل واضحة بسبب علامات
الضرب عليه..
بينما المسكينة جسدها يا للرعب كان به علامات واضحة ومُرعبة بسبب
جلدهِ لها وكما يبدو هناك علامات تبدو قديمة لكن ليس كثيرا لأنها لم تُشفى بعد..
لقد جلدها سابقا وليس من فترة بعيدة لأن جراحها لم تلتئم بعد..
والذي جعلني أنصدم أكثر رؤيتي لعلامة العبيد الخاصة بمملكة لايسن على
أعلى فخذها.. إيفوس وشمها بعلامة العبيد والتي توقفوا عن فعلها في غابيغا منذ
عقود.. وعرفت فورا ما فعلهُ بها.. لقد اغتصبها.. هذا يبدو واضحا كوضوح الشمس.. لقد
فعل لهذه الفتاة ما فعلهُ بي عمهُ الحقير.. ابني فعل بها كل هذا؟!!!...
شعرت بالحزن و بـ الخذلان و بالألم لأن ابني إيفوس أصبح نسخة عن عمه
القذر..
وهنا الغضب الذي اجتاح جسدي فاق كل توقعاتي.. نظرت إلى إيفوس بغضب
أعمى بصيرتي وللمرة الثانية صفعته بكامل قوتي على وجنته لدرجة أن كف يدي ألمني..
وسألته بلوعة رغم معرفتي للجواب مسبقا
" أنتَ من فعل بها ذلك؟.. أجبني إيفوس "
ومع الأسف الشديد أجابني بخجل موافقاً.. ترقرقت الدموع في عيناي بينما
كنتُ أنظر إليه بصدمة كبيرة.. لقد أحرق قلبي لأول مرة في حياته وجعلني أشعر
بـ الخذلان منه..
لم أستطع التصديق بأن ابني الحنون والعطوف والرقيق فعل ذلك بهذه
الفتاة المسكينة.. ولشدة حزني أخبرني ببساطة أنه فعل بها ما فعله لأنها شقيقة
كلاوديوس بيرون ملك العمالقة السحرة وبكل برود طلب مني أن أتفهم سبب فعلتهِ تلك..
تشنج جسدي عندما عرفت من تكون هذه الفتاة وسألتها بسرعة إن كانت
الأميرة سيرنيتي وبرعب سمعتها تُجيبني موافقة..
يا للهول هي ابنة صديقتي الراحلة سيتكا.. ابني عذب ابنة أعز صديقة
لي.. شعرت بالحزن يلفني بالكامل وأغمضت عيناي ثم فتحتُها وتأملت سيرنيتي بعاطفة
كبيرة واتخذت قراري.. أنا سأحمي سيرنيتي من ابني إيفوس مهما كان الثمن..
نظرت إلى إيفوس وكلمتهُ بغضب و بعتاب
" حتى لو كانت شقيقة كلاوديوس بيرون لا ذنب لها بما فعلهُ
شقيقها.. لن أُسامحك أبدا على ذلك.. والآن.. "
اقتربت من سيرنتي بتصميم وساعدتها بالجلوس ومسحت دموعها وقلتُ لها
بحنان
" هيا سوف تأتين معي.. أنتِ لن تبقي هنا معه للحظة أخرى.. "
اعترض إيفوس بغضب لكنني لم أهتم وقبل أخرج برفقة سيرنيتي وبخته بشدة
وهددته إن أتى إلى قصر والده وخطفها لن يراني مجددا وإلى الأبد..
كنتُ أمسك بيدها برقة ونحن نتوجه إلى الأسفل.. تنهدت براحة وقلتُ لها
" اسمي لوسيا.. لا أريدُكِ أن تخافي مني أبدا سيرنيتي.. سأحميكِ
من ابني التيس ولن أسمح له بأذيتكِ مجددا.. ثم أنا كنتُ صديقة لوالدتكِ سيتكا..
لذلك أريدُكِ أن تعتبريني مثابة أمكِ وتثقين بي "
شعرت بيدها ترتعش وهمست قائلة لي
" حقا سيدتي!.. كنتِ تعرفين أمي؟ "
نظرت إليها بنظرات حنونة وأجبتُها
" نعم حبيبتي.. كنا أعز الأصدقاء قبل أن يتم أخذها كجارية إلى
مملكة والدكِ.. سأخبرُكِ لاحقا بكل شيء عنها.. أما الأن سوف تذهبين معي إلى قرية
زوجي كلاي "
سمعت سيرنتي تسألني بدهشة
" كلاي أستور هو زوجكِ؟!.. إذا هو والد إيفوس.. الأن فهمت...
"
نظرت إليها بحيرة لكنها فورا أخفضت رأسها إلى الأسفل وتابعة قائلة
بتلعثم واضح
" أعني.. أنـ.. أنا أقصد.. أنني فهـ.. فهمت وعرفت الآن من.. هـ..
هم أهل القائد إيفوس "
ابتسمت لها بوسع وكلمتُها بحنان
" ارفعي رأسكِ حبيبتي ولا تُخفضيه أبدا.. أنا لن أؤذي شعرة واحدة
منكِ.. لقد أصبحتِ في حمايتي وحماية زوجي الأن.. عندما نصل إلى القصر أريدُكِ أن
تُخبريني بكل ما حدث معكِ وكيف أصبحتِ هدية لابني التيس إيفوس "
رأيتُها تُحاول جاهدة كتم ضحكتها فضغطت على يدها بخفة وتابعنا السير..
كنتُ أجلس مع سيرنيتي في قاعة الشرف في الطابق الأول بانتظار حضور كلاي.. لقد
أخبروني العمال بأنه برفقة الملك لايسن في مكتبه الخاص..
لقد استيقظ لايسن عندما كنتُ في غرفة إيفوس وذهب إلى مكتبهِ برفقة
كلاي.. بعد ربع ساعة فجأة دخل لايسن إلى القاعة برفقة إيفوس و زوجي كلاي.. لايسن
كان يبدو على وجهه علامات الحيرة بينما كلاي كان حزين و إيفوس كان يبتسم بمكر..
وقفت سيرنتي برعب و أخفضت رأسها إلى الأسفل أمامهم بينما جسدها كان
يرتعش بوضوح.. ابتسمت بسعادة وأنا أقف واقتربت من لايسن وعانقته قائلة
" ملكي الحبيب.. لقد اشتقتُ إليك كثيرا "
قبلني لايسن على جبيني وأبعدني عنه بخفة قائلا
" وأنا كذلك لوسيا.. "
ثم نظر إلى سيرنيتي وأشار لي بعينيه ناحيتها قائلا
" ما الموضوع الآن؟.. لقد أتى إيفوس إلى مكتبي وأخبرني بأنكِ
تنوين على سرقت هديتهُ منه.. ما هو السبب لوسيا؟ "
نظرت إلى إيفوس بغضب وكتفت يداي بغيظ قائلة
" هي ليست بشيء لايسن حتى يقول عنها هدية.. هي كائن حيّ لديها
مشاعر وأحاسيس.. وأنا لستُ موافقة أبدا على مُعاملة إيفوس لها.. أنا لم أقم
بتربيته حتى يتحول إلى وحشٍ كريه.. هي ستأتي معي إلى قصر والده إن أعجبهُ ذلك أو
لم يعجبه.. وهذا قراري النهائي "
تأملني لايسن بعطف وحاول جاهدا كتم ضحكته خاصة عندما صرخ إيفوس
باعتراضٍ طفولي
" لااااااااااااا.. هي لي.. لي أنا.. وأنا لن أرضى أبداً أن تذهب
معكِ إلى أي مكان و... "
قاطعهُ لايسن قائلا بنبرة صارمة وحازمة
" إيفوس.. أظن أن لا قرار لك هنا في قصري وفي مملكتي.. أنا
الوحيد من يتخذ القرارات هنا.. وما تريدهُ لوسيا يُنفذ فوراً دون أي اعتراض من أحد
وخاصةً منك.. هل كلامي واضح؟ "
نظرت بحزن إلى ابني ورأيتهُ ينظر إلى سيرنيتي بألم و بخوف.. عقدت
حاجبي بتساؤل وفكرت بدهشة.. لماذا هو يتألم وخائف على بُعدها عنه؟!.. هناك شيء
يُخفيه عني بالتأكيد وسوف أعرف ما هو على طريقتي..
ثم سمعت إيفوس يقول بغصة مخنوقة
" واضح مولاي "
شكرت لايسن ونظرت بسعادة إلى سيرنيتي وقلتُ لها
" هيا حبيبتي.. حان الوقت لنذهب "
رأيتُها تنظر إلى إيفوس بحزن.. كانا يتبادلان النظرات الحزينة في ما
بينهما.. سيرنيتي كانت حزينة وعيونها مُحمرة من جراء الضعف والبكاء المخنوق
الصامت.. أما إيفوس فكانت عيونه على سيرنيتي يتفرّس ملامحها بتمعن شديد و بحزن..
وفي النهاية ابتسما لبعض ابتسامة موحشة كئيبة... وهنا تأكدت أكثر بأن إيفوس يُخفي
عني سراً مهما ولن يهدأ لي البال حتى اكتشفه...
عندما وصلنا إلى قصر كلاي أول ما فعلته أمرت بتجهيز غرفة جميلة لـ
سيرنيتي ورافقتها إليها وأول ما فعلتهُ شفيت لها جراحها بقوتي.. كانت تجلس على
المقعد وهي تتأملني بخجل وبتوتر
ثم همست بحياء قائلة
" شكراً لكِ سيدة لوسيا... "
قاطعتها قائلة بسرعة
" لوسيا فقط.. ناديني لوسيا من دون ألقاب حبيبتي.. والآن سأترككِ
حتى تستريحي قليلا وبعدها نتكلم قبل حلول موعد وجبة الغداء "
وذهبت بعد أن قبلت وجنتها بخفة.. وقررت أن أذهب وأتكلم مع كلاي.. لقد
كان حزينا ولم يتفوه بكلمة وأردت أن أعرف سبب حزنه.. سألت العُمال عنه وأخبروني بأنه
يتمشى في حديقة القصر.. خرجت ورأيته يسير ببطء وهو شارد الذهن ينظر إلى البعيد..
اقتربت منه وهمست قائلة بقلق
" كلاي... لماذا أنتَ حزين حبيبي؟!! "
تنهد بعمق وتوقف عن السير ونظر إلى عيناي وأجابني
" الآن سوف يكرهني إيفوس أكثر لأنني لم أعترض على جلبكِ لتلك
الفتاة إلى هنا.. لقد كنتُ برفقة الملك لايسن نتكلم عندما دخل إلى المكتب وكان في
قمة غضبه.. لوسيا هذه الفتاة مهمة بالنسبة لابني.. شعرت بأنه خائف أن تبتعد عنه و
تأخذينها منه.. كان غاضب وخائف من فكرة أن تأخذينها بعيدا عنه.. وشعرت بالتعجُب
أنا و لايسن بسبب ذلك.. لقد قال بالحرف الواحد للملك لايسن أنها هديته وأنها مُلكا
له ولن يسمح لأحد بأن يأخذها منه.. هو يريدُها لوسيا.. ولأنني سمحت لكِ بجلبها إلى
هنا سوف يكرهني أكثر "
نظرت إلى كلاي بصدمة ثم قلتُ لهُ بإصرار
" هو لن يكرهك كلاي.. ثم أنا لدي شكوك بأن سيرنيتي قد تكون
رفيقته.. لقد أبعدتُها عنه لأنني تألمت عندما رأيت ما فعلهُ بها.. لقد كان يجلدها
بالسوط.. لقد.. لقد ضربها مسبقا و.. واغتصبها "
نظر كلاي بذهولٍ شديد إليّ وسألني بصدمة
" إيفوس فعل ذلك بها؟!!.. ثم كيف عرفتِ بأنه اغتصبها لوسيا؟!
"
نظرت إليه بألم وأجبته
" من ردة فعل جسدها ونظراتها ومدى رُعبها منه.. أنا من المستحيل
أن أُخطئ بذلك.. ابني تحول إلى وحش وألم تلك المسكينة.. فعل ذلك بها فقط لأنها
شقيقة كلاوديوس.. لقد انتقم منه من خلالها.. لا أعلم إن كانت رفيقته المقدرة!!.. "
توسعت عيون كلاي بصدمة كبيرة لدى سماعه بما تفوهت به.. تنهدت بقوة
وتابعت قائلة بحزن
" أظن سيرنتي رفيقتهُ المُقدرة.. لكنني لن أسامحه إن كانت
سيرنيتي كذلك وألمها رغم معرفته بالحقيقة وأنها رفيقة روحه وشريكة حياتهِ المُقدرة..
أبعدتُها عنه كي أحميها منه ولأحمي ابني من نفسه.. إن كانت بالفعل رفيقتهُ سوف
يتعذب لاحقا عندما يعود إلى صوابه.. أرجوك حبيبي احمي المسكينة ولا تعترض على
تواجدها هنا.. سوف يشكرك إيفوس لاحقا عندما يعود إلى رشده "
ابتسم كلاي بحنان وضمني إلى صدره وقال برقة
" حسنا حبيبتي.. طلباتكِ هي أوامر لي.. سيرنيتي سيكون مرحبا بها
هنا وأيضا هي ستكون تحت حمايتي من أجلكِ ومن أجل ابني "
تنهدت براحة بينما كنتُ أستنشق رائحة عطره وجسده وأدفن رأسي في صدره
العريض بسعادة....
إيفوس**
الغضب كان قد سيطر عليّ بالكامل وأنا أسحب سيرنيتي خارج جناح الملك
لايسن.. رغم أنها رفيقتي المقدرة إلا أنني ورغما عني لم أستطع أن أنسى من تكون..
هي شقيقة ذلك النذل كلاوديوس.. هو المُذنب الأساسي بما حدث مع أمي
لوسيا.. لو لم يُساعد الحقير ستيفن وجعلهُ منيعا على سحر أمي كان كل شيء قد تغير..
وفورا خططت لجعلها تندم لأنها اقتربت من الأميرة فورتونا وجعلتها تغيب
عن الوعي عندما أخبرتها بأن والدتها ما زالت على قيد الحياة..
وفورا أمرت أحد حراسي ليجلب لي العلامة الخاصة بالعبيد في مملكة مصاصي
الدماء.. كانت دهشتهُ كبيرة عندما أمرتهُ بفعل ذلك فنحن لم نستخدمها بوشم العبيد
منذ ذلك اليوم الذي عفى به الملك لايسن عن المتحولين ومنع الجميع في الممالك من
أخذهم كعبيد وجواري لهم..
رغم ترددي من فعل ذلك بها إلا أنني محوت ذلك بداخلي فور أن تذكرت شكل
أمي عندما أنقذتها من ذلك اللعين وأخرجتُها من منزله..
عندما وشمتها بالعلامة شعرت بقلبي يعتصر بألمٍ رهيب ورغم ذلك غضبي كان
يتحكم بي ورغبة عنيفة بامتلاكها بالكامل تملكتني.. أردتها لي رغم كرهي لها.. أردت
أن أوشم جسدها الجميل بعلامات قبلاتي.. أردت أن أكون أول من يحصل عليها وأجعلها
مُلكا لي جسدا وروحا..
ودون أن أُفكر حملتها وحممتُها ثم وضعت لها دواء خاص صنعته لوسيا يوقف
آلام الجراح.. أعطتني إياه لوسيا في حال احتجت إليه يوما.. سكبتهُ ببطء على فخذها
فوق العلامة حتى يختفي ألم الحرق.. ورغبتي العنيفة بامتلاكها تحكمت بي رغما عني..
وأخيرا امتلكتها..
شعرت بالجنة بينما كنتُ أمارس معها الجنس.. لم أستطع أن أتوقف عن
مضاجعتها كنتُ مثل الثمل بين يديها وبدأت أهمس بجنون
" لي.. لي.. لي.. أنتِ لي.. لي... "
نعم هي لي.. هي مُلكا لي أنا فقط.. وعندما شعرت بأنني سأقذف سائلي..
أخرجت عضوي الذكري من مهبلها الرائع وقذفت بسائلي على معدتها وصدرها وقلتُ لها
رغما عني
" عذراء لعينة.. أنظري إلى قطرات الدماء التي سالت من مهبلكِ
المقرف.. هه.. لم أتخيل أن تكوني عذراء أيتُها القبيحة.. ولكن عليكِ أن تشعري
بالسعادة فأنتِ لم تحصلي على الشرف بأن أقذف سائلي بداخلكِ يا لقيطة.. أنا لا أريد
أطفالا منكِ قبيحين مثلك "
كنتُ أكذب.. نعم واللعنة كنتُ أكذب بكل كلمة تفوهت بها.. لأنني مثل
العاشق الغبي شعرت بسعادة لا توصف لأنها كانت عذراء ولأنني كنتُ الأول.. وسأحرص
على أن أكون الأخير..
فمن المستحيل أن أسمح لأحد غيري بامتلاكها.. ثم هي جميلة كاللعنة..
والجحيم هي أجمل من رأته عيناي.. براءتها وجمالها الأخاذ يجعلوني افقد عقلي..
لكنني لن أعترف لها بذلك أبداً..
هي رفيقتي ونصفي الآخر مهما حاولت أن أنكر هذه الحقيقة.. لم أُخبر
أحدا بذلك في البداية عندما عرفت و لن أبوح بهذا السر لأحد..
ولا أعرف كم من الوقت يمكنني أن أُبقي هذا السر دفيناً في أعماقي..
لكن لا يجب أن يعلم أحد بأنها رفيقتي المقدرة.. خاصة الملك لايسن وأمي لوسيا...
عندما انتهيت من ممارسة الجنس معها رغم معرفتي بأنني مارست الحب معها
بالنسبة لي رغم قسوتي معها.. نعم مارست الحب بقسوة معها لأنها جعلتني أشعر بالجنون
بسبب رغبتي الكبيرة بها..
تركتها بحزن على الأرض ودخلت واستحممت.. أغمضت عيناي بأسى بينما كنتُ
أرتدي ملابسي.. لقد ألمتُها جدا ولكنني تألمت أكثر منها.. هي تُعذبني.. هي تجعلني
أموت ألف مرة بسبب قسوتي عليها.. يا ليتها لم تكن شقيقة كلاوديوس.. يا ليتها لم
تكن... كم تمنيت ذلك للمرة المليون منذ اللحظة الأولى لاكتشافي بمن تكون سيرنيتي..
هي تُعذبني بقدر ما أفعل معها.. تنهدت بحزن وخرجت بسرعة من غرفتي ومن
جناحي بأكمله وتوجهت إلى غرفة الجنيات الثلاثة وأمرتهم ليذهبوا فورا ويساعدونها..
كنتُ قلق جدا عليها ولم أرغب أن ترى هذا الجانب مني.. لا أريدُها أن تكتشف نقطة
ضعفي ناحيتها.. إن عرفت سوف تستخدمها ضدي وتجعلني خاتما بأصبعها رغما عني..
أما بعد الغروب صدمنا جميعا عندما عرفنا بدخول المتحولين والغيلان و
المتحجرين إلى غابيغا.. وفورا أمرنا الملك كي نتحضر للذهاب إلى الحرب.. وعندما
رأيت كلاي يدخل إلى غابيغا مع أفراد قطيعه جُن جنوني ولكن فقدت صوابي عندما وبكل
وقاحة طلب من لايسن أن يترك تلك الذئبة الحقيرة معي لتكون حارسةً لي..
هل يظنني طفلا لا أعرف كيف أُدافع عن نفسي؟!!.. ثم من قال له بأنني
أحتاج إلى مستذئبة لعينة لتكون مُرافقة
وحارسة لي؟... كم أردت قتله لكن لصدمتي الملك لايسن وافق على طلبه وشعرت بغضبٍ
كبير..
لقد كرهت هذه المستذئبة للعمى كانت لاصقة بي كالغراء ولا تبتعد عني..
عندما كنتُ أُحارب مجموعة كبيرة من الغيلان والمتحولين حاصروني مع تلك الذئبة.. لم
أخف فأنا إيفوس القائد الثاني للملك لايسن ولا شيء يخيفني..
هجمت عليهم أنا وتلك المستذئبة وبدأنا نقتلهم فجأة سمعت زمجرة غاضبة
لمستذئب خلفي.. التفت ورأيت ذئب كلاي يقطع بأنيابه رأس أفعى كبيرة كانت خلفي على
وشك لدغي.. خفق قلبي بسرعةٍ جنونية لقد أنقذ حياتي ذئب كلاي أستور ورغم أنني شعرت
بالامتنان إلا أنني لم أُظهر له ذلك فأنا غاضب منه وبشدة..
عندما انتهت الحرب ذهبت برفقة الملك لايسن مع أروس وتلك المستذئبة
اللعينة إلى مملكة الغيلان.. الملك لايسن أراد أن يُصفي أعدائه ولا أحد يلومه على
اتخاذهِ لهذا القرار.. كنتُ أقتل الغيلان مع تلك الذئبة عندما صرخ لنا لايسن أن
نتوقف ونخرج.. كنا نتجه ناحية مملكة المتحجرين عندما سألت الملك لايسن بهمس
" هل حقا سوف تترك تلك المستذئبة اللعينة معي تلاحقني أينما ذهبت
مثل ظلي؟ "
" قائد إيفوس..أنا لستُ مستذئبة لعينة.. أنا داستر حارستك
الشخصية "
استدرنا إلى الخلف بسرعة أنا والملك لايسن و أروس عندما سمعنا صوت
فتاة غاضبة ونظرنا بذهول تام إليها.. كانت قد تحولت واتخذت شكلها الطبيعي.. كانت
عارية بالكامل ولم تكترث لذلك.. كانت تقف أمامي وهي تضع يدها على خصرها و تتأملني
بغيظ وبعض الكبرياء..
اللعنة هي جميلة جداً ولكنها ليست أجمل من سيرنيتي خاصتي.. جحظت عيناي
بدهشة بسبب ما فكرت به.. اللعنة منذ متى أصبحت سيرنيتي خاصتي؟!!..
" توقفوا عن تأمل مفاتنها وهيا بنا فليس لدي الوقت للتفاهات..
ونعم إيفوس هي ستكون ظلك الثاني لذلك لا تتذمر "
هتف الملك لايسن بضجر وتابع السير بينما أروس بدأ يضحك بشدة ووقف
أمامي ووضع يده على كتفي وقال لي بهمس وكأن لايسن لن يسمعه فسمعه يشق الصخر
" أيها اللعين.. سوف تحصل على كل المرح بمفردك.. استمتع "
نظرت إليه بصدمة.. ما الذي تفوه به للتو أروس؟!!.. أنا أستمتع مع تلك
المستذئبة؟!... مستحيل.. لا امرأة لي سوى سيرنيتي.. تحولت داستر إلى ذئبتها و تأملتنا
بملل وبدأت تركض أمامنا.. نظرت إلى أروس بغضب وهتفت بغيظ
" أنا لا أريدها.. ثم هي ليست رفيقتي.. كما أنها من قطيع ذلك
اللعين كلاي.. لا أريد أن يذكرني به أحد "
تجمدت بفزع عندما تأملني لايسن بشك وقال
" لماذا لا تريدها؟.. هل وجدت رفيقتك إيفوس؟ "
تجمدت برعب بأرضي ونظرت حولي بقلق.. هل اكتشف لايسن سري؟!!...
مستحيل!!!... مستحيل أن يكون قد فعل..
بلعت ريقي بقوة وهتفت بغضب
" لا.. لا.. أنا لم أجد رفيقتي لغاية الآن.. ولا يهمني ذلك
"
ضحك أروس وقال لي بمرح
" إذا ما المانع!.. استمتع مع تلك المستذئبة واحصل على بعض
المرح.. لن يضرك ذلك.. أم أنك اكتفيت بتلك المتحولة سيرنيتي؟ "
تجمدت مجددا بوقفتي و نظرت بذهول إلى أروس ثم قلتُ له من بين أسناني
بغضب
" تلك اللعينة جعلت معدتي تتقلب عندما عاشرتها بالقوة.. إنها
قبيحة ومقرفة وأنا أكرهها لحد اللعنة "
اضطررت لأكذب فأنا لا أريدهم أن يعرفوا بسري و بأن سيرنيتي هي
رفيقتي..
ضحك أروس بخفة وكلمني بخبث قائلا
" إذا ما دامت مقرفة تخلى عنها وقدمها للجنود حتى يتسلوا بها..
في النهاية هي هدية لك من لايسن.. إن لم تعجبك ارميها حتى يستمتع بها غيرك "
" مستحيل ل ل ل ل ل..... "
هتفت باعتراض و بغضب كبيرين دون أن أنتبه.. قلبي تألم من فكرة أن تكون
لغيري.. مستحيل أن أوافق على ذلك مهما كرهتها وأنكرت بأنها رفيقتي.. وهنا نظر
لايسن إليّ بشك..
اللعنة هو بدأ يشك بشيء الآن.. بلعت ريقي بصعوبة ولكن هدأت عندما قال
لايسن بضجر
" يكفي.. لا مزيد من الحديث الآن عن نساء إيفوس.. لدي شيء أهم
عليّ تصفيته حاليا.. هيا بنا "
وهنا شكرت حظي الجيد لأن لايسن كان مشغول بتصفية المتحجرين الأن وإلا
ما كان سيهدأ إلا عندما ينتزع من فمي الحقيقة الكاملة.. أنا لا أريده أن يعرف بأن
سيرنيتي رفيقتي المقدرة لأنه ساعتها سيغضب مني وخاصة عندما يعرف كيف عاملتها.. وقد
يعاقبني على فعلتي تلك.. أنا متأكد بانه سيفعل إن اكتشف الحقيقة..
وهكذا تابعنا السير باتجاه مملكة المتحجرين.. وعندما نفاهُم الملك عُدنا
إلى غابيغا..
الصدمة كانت قد تملكتني بالكامل عندما عرفت بأن سيرنيتي كانت تعلم
بحمل الأميرة فورتونا.. هي تستمر في إدهاشي.. وعندما طلب الملك بأخذها إلى جناحي تبعتُها..
أردت أن أعلم إن كانت تعرف بخطة خالتها وشقيقها كلاوديوس مسبقا بشن الحرب علينا..
لكنني شعرت بالصدمة عندما أخبرتني بما فعلته أثيا بالملكة فيري وفورا
قررت أن أذهب و أتكلم مع لايسن بالموضوع.. عليه أن يعرف كم كانت أثيا حقيرة وكيف
عاملت والدته..
وما أن خرجت من جناحي وقف أحد الحراس أمامي و سألني بلهفة
" سيدي.. لقد قلتَ لي سابقا أنه يمكنني الحصول على تلك
المتحولة.. هل أستطيع الآن؟ "
كنتُ غاضب وبجنون ومستعجل لذلك أجبته دون أي تركيز مني هاتفاً بغضب
" ليس الآن سأرميها لك لاحقا.. ربما عندما أعود "
وذهبت لرؤية لايسن في مكتبه.. كلمة جُن جنونه بالكامل ليست كافية
للتعبير عن مدى غضبه عندما عرف بما فعلته أثيا بوالدته وأمرني بالخروج وذهبت بعدها
برفقة أروس إلى القرية لآن كلايتون كان قد وصل مع المتحولين.. أعطينا أوامرنا
للجميع وعندما انتهينا عُدنا إلى القصر..
ما أن دخلت إلى القصر توقف قلبي للحظة عندما رأيت الحراس الثلاثة
يقفون في الممر وهم يتكلمون ويحتسون الدماء بكؤوسهم.. شعرت بالرعب عندما لم أرى
الحارس الرابع برفقتهم.. ذلك الحارس الذي أراد سيرنيتي..
ركضت نحوهم وهتفت بغضبٍ مهول
" ما الذي تفعلونه هنا يا حمقى؟.. لماذا لا تحرسون جناحي كما
أمرتكم؟.. وأين ذلك اللعين هيبو؟.. تكلمواااااااااااااا... "
ارتعشت أجسادهم برعبٍ كبير وأجابني واحد منهم بخوف
" قائد إيفوس.. لقد قال لنا هيبو بأنك لم تعد بحاجة إلينا لنحرس
جناحك.. و.. و بأنك طلبتَ منه كي يبقى لحراسة تلك المتحولة بمفرده "
سقط قلبي من مكانه إذ علمت بأن سيرنيتي في خطر.. وفورا أمسكت بعنقه وهتفت
بغضبٍ كبير
" منذ متى أُعطي أوامري وتعليماتي لحارس حتى يُعلمكم بها يا
حمقى.. إن أصابها أي مكروه سأقتلكم.. سمعتم.. أنتم موتى إن لمسها "
حررت عنقهُ من قبضتي وركضت بسرعة متجها ناحية جناحي.. كنتُ خائف..
خائف جدا أن أكون قد تأخرت وحصل عليها ذلك اللعين.. كنتُ خائف عليها للموت..
قلبي كان ينبض بسرعةٍ رهيبة وشعرت بالرعب عندما سمعت صرخاتها المرتعبة
والخائفة.. كانت تستنجدُ بي.. سيرنيتي جميلة قلبي كانت تستنجد بي لأُنقذها..
" لاااااااااااااااااااااا.. إيفوس.. إيفوس.. النجدة ة ة ة ة..
ساعدني ي ي ي... أرجوك... "
ركلت باب جناحي وركضت ناحية غرفتي.. كان الباب مفتوح وبسرعة دخلت
وشعرت بالجنون عندما رأيت ذلك اللعين هيبو يجلس فوقها على الأرض ويُقبل مفاتنها..
تحولت عيناي بسرعة إلى اللون الأحمر ونفرت عروقي بشدة وظهرت مخالبي
والغضب كان قد أعماني بالكامل.. هتفت بأعلى صوتٍ أمتلكه لدرجة أن حنجرتي انتفخت
وأنا أسحبهُ بعيدا عنها ثم جعلتهُ يقف أمامي
" أيها القذررررررررر.. كيف تجرأت بالدخول
و لمسهااااااااااااااااا؟؟... لا أحد..... لا أحد...... يجرؤ على لمس شيء أنا
أمتلكهُ أيها اللعين "
ودون تردد أدخلت يدي في قفصه الصدري وأمسكت بقلبه وأخرجت يدي من ظهره
ثم سحبتها واعتصرت قلبه بقبضتي ووضعته في فمه بعنف وبعدها قطعت رأسه بـ مخالبي..
كنتُ أتنفس بقوة وصدري يعلو ويهبط بعنفٍ شديد.. رميت جسده على الأرض
ونظرت برعب إلى جميلة قلبي.. كانت فاقدة الوعي.. جثوت على ركبتاي أمامها ورفعت
جسدها برقة وضممتها بشدة إلى صدري..
أغمضت عيناي بحزن وهمست لها بندم
" آسفة جميلتي.. أنا آسف.. سامحيني أرجوكِ.. لن أسمح بحدوث ذلك
مجددا.. سأحميكِ من نفسي ومن الأخيرين.. أعدُكِ.. "
بدأت أُبعد خصلات شعرها عن وجهها بينما كنتُ أنظر إليها بندم.. رفعت
جسدي وحملتها برقة ووضعتها على السرير برفق ثم نظرت بشرٍ كبير أمامي وخرجت من
الجناح..
توجهت إلى الأسفل ورأيت الحراس الثلاثة يقفون أمام أروس وهم يرتجفون
برعب.. ودون تفكير هجمت عليهم وقطعت أجسادهم بلمحة عين.. ثم نظرت إلى حراس القصر
وأمرتهم قائلا وأنا ألهث بغضب
" أحرقوا أجسادهم.. ثم اذهبوا إلى غرفتي واخرجوا جثة ذلك اللعين
واحرقوه أيضا.. تحركواااااا... "
كان أروس يتأملني بدهشة كبيرة وهمس بذهول قائلا
" واو.. هذا ما لم أكن أتوقعه... كل هذا الغضب من أجل أميرة
المتحولين؟!.. لو لم أكن أعرفُكَ جيدا إيفوس لظننت بأنها رفيقتك المُقدرة "
تجمد جسدي ونظرت إليه ببرود قائلا
" لقد خالفوا أوامري أروس.. لذلك عاقبتهم.. والآن من بعد إذنك
أريدُ أن أستريح قليلا "
في تلك الليلة لم أستطع سوى أن أُريها جانبي الآخر.. اهتممت بجراحها و
نظفتها وعندما استفاقت لم أستطع سوى أن أنظر إليها بكل حنية وعاطفة.. وعانقتها
وتركتها تبكي حتى هدأت ونامت...
في الصباح استيقظت وبدأت أُداعب شعرها بخفة وأنا أنظر إليها بعاطفة..
كانت نائمة بعمق وبراحة على صدري ولم أتحرك كي لا أوقظها..
فجأة شعرت برأسها يتحرك وتوقفت عن مداعبة شعرها وأغمضت عيناي بسرعة و ادعيت
النوم.. أحسست بقبلاتٍ خفيفة على صدري وشعرت بجسدي يلتهب من شدة الحرارة.. حرارة
قبلاتها ألهبت بشرتي وجسدي..
لكن تجمدت بذهول عندما سمعتها تهمس قائلة
" رفيقي المُقدر.. حبيبي.. أتمنى أن تصطلح الأمور بيننا وتُحبني
كما أفعل "
لم أستطع أن أظل جامدا في نومتي.. شعرت بالرعب وهذا ما أخافني.. هي
تعرف فعلا بأنني رفيقها ولكن ما أخافني أكثر أن تُخبر أحدا بذلك.. ومن جراء ذلك
شعرت بالغضب.. نعم غضبت بسبب خوفي من أن تُخبر أحدا بذلك و ليأسي عاملتها بحقارة..
و لغبائي أخبرتُها دون قصد مني أنني أعلم بأنها رفيقتي وذهب خوفها مني
فجأة وتأملتني بصدمة وبدأت تؤنبني و أجابتني بعدم احترام و ألمتني عندما قالت لي
" لا يشرفني أن تكون مايتي أصلا.. لا تقلق لن أُخبر أحدا بذلك
لأنني أكرهُك.. "
تألمت.. نعم شعرت بألمٍ رهيب في قلبي وغضبت.. لا أعلم لكن فكرة أنها
تكرهني أحرقت قلبي وكياني وأردت أنا أنتقم منها لأنها ألمتني بكلماتها تلك.. ومثل
العادة تملكني الغضب وأعمى بصيرتي ورميتها بعنف على الأريكة وأخرجت السوط وقلتُ
لها
" سأريكِ كيف لا يشرفكِ أن أكون رفيقكِ المقدر أيتها العاهرة..
وسأجعلكِ تكرهينني أكثر فلا تقلقي "
وبدأت أضربها بالسوط وتجمدت عندما سمعت صرخة أمي لوسيا..
الألم والخوف والرعب من أن تأخذ أمي جميلتي سيرنيتي بعيدا عني تملكا
كياني وروحي..
شعرت بالخجل من أمي عندما أنبتني.. وحزنت لأنني جعلتها حزينة وخيبت
أملها بي.. توقف قلبي عن النبض للحظة عندما خرجت أمي من الغرفة ومعها جميلة قلبي..
ارتعش جسدي من شدة الألم لأنها ابتعدت عني.. وقررت أن أستعين بـ لايسن ربما
يساعدني ويمنع أمي من أخذها..
لكنني أخطأت لأنه سمح لها بأن تأخذ جميلتي سيرنيتي إلى قصر ذلك الملعون
كلاي.. نيران الألم اشتعلت في جسدي وبدأت أركض خلف العربة التي كانت بها ثم توقف
بانهيار وتركت العربة تبتعد...
ماذا سأقول لأمي إن أوقفت العربة وطلبت منها أن تُسلمني سيرنيتي؟..
ماذا سأخبرها!!.. أنها رفيقتي وأنني كرهتُها لأنها شقيقة كلاوديوس.. هل أخبرُها بما
فعلتهُ بها وأنني ضربتها وألمتها وجرحت كرامتها ونعتُها باللقيطة والعاهرة وقمتُ
بوضع وشم على فخذها بالحديد المحمي واغتصبتها وجرحت مشاعرها... سوف تكرهني أمي
أكثر..
نظرت بحزن إلى العربة حتى ابتعدت و اختفت من أمام ناظري
أحسست بقلبي يعتصر من شدة الألم.. لقد خسرتها بسبب غبائي.. ولأنني
أحمق وعدتُها أن لا يقتل لايسن شقيقها.. ماذا سأفعل الآن إن لم يوافق لايسن على
طلبي؟!.. إن قتل لايسن كلاوديوس وهذا مؤكد ولا شك به.. لايسن سيقتل كلاوديوس حينها
سوف تكرهني أكثر سيرنيتي...
تبا أنا فعلا كنتُ أريدها أن تكرهني لكن الآن لم أعد أرغب بذلك..
أريدها لي.. وأريدُ حبها لي..
تنهدت بعجز وقررت أن أسير..
تنهدت بهدوء عندما شعرت بتواجدها خلفي وقلتُ لها ببرود بينما تابعت
السير دون أن أكترث للنظر إليها
" لم تملي من تتبعكِ لي أينما ذهبت؟.. اذهبي واتركيني بسلام و التصقي
بـ سيرنوك فكما فهمت هو مايت الخاص بكِ.. أي هو رفيقكِ المُقدر.. اذهبي إليه
وتوقفي عن تتبُعي "
لكنها تابعت السير خلفي دون أن تتفوه بحرف.. توقفت وتنهدت بعجز ثم
استدرت ونظرت إلى داستر وسألتُها ببرود
" ماذا؟!!.. ألا تريدين الذهاب إلى سيرنوك؟ "
رأيتها تتأملني بحزن وكلمتني قائلة بأسى
" هو لا يريدني أن أقترب منه.. ثم أنا لم أتي إلى هنا لأعبث مع
رفيقي بل أتيت لكي أحميك وأكون حارستك سيدي "
تأملتها ببرود.. كانت ترتدي بنطال من القماش أسود اللون وضيق مع توب
بيضاء اللون تغطي صدرها فقط ولديها أشرطة تلتف على معدتها المقطعة.. و تنتعل جزمة
سوداء من الجلد الفاخر لأسفل الركبة.. وكان شعرها الأشقر يسترسل بحرية على
كتفيها.. نظرت إلى تفاصيل وجهها بدقة.. هي جميلة ولكنها ليست بجمال سيرنيتي..
" هل اكتفيت من النظر إليّ؟ "
نظرت إلى عينيها بدهشة ثم أجبتُها ببرود
" وقحة أيضا.. لم يُخبركِ ألفا الخاص بكِ أن تحترميني أيضا.. أم
أنه غفل عن طلب ذلك منكِ!.. يبدو أنه لم يتذكر ذلك.. لذلك سوف أسامحكِ حاليا لكن
إن تجرأتِ مرة أخرى على مخاطبتي بهذا الشكل ستندمين "
قهقهت بخفة وجعلتني أندهش.. تأملتني بكبرياء مفتعل مع إغماضه خفيفة في
إحدى عينيها ثم سحبت نفسا عميق وزفرته بهدوء وقالت بسخرية
" سأندم؟!!.. تفضل و أخبرني كيف ستجعلني أندم أيها القائد إيفوس
"
رفعت حاجبي بدهشة وقلتُ لها بحدة
" وقحة وجريئة أيضا.. كنتُ سوف أريكِ كيف سأجعلكِ تندمين لكن
لحسن حظكِ لا رغبة لي بفعل ذلك الآن.. مزاجي متعكر أصلا ولا نية لي بتسليتكِ
داستر.. لذلك اذهبي وعودي إلى القصر واتركيني وحدي بسلام دون أن تزعجيني أكثر
"
وما أن هممت لأستدير وأُتابع السير تجمدت في وقفتي عندما سألتني بهمس
" تلك المتحولة هي السبب بحزنك!!! "
جحظت عيناي ونظرت إليها بذهول.. ابتسمت لي برقة وقالت
" هي رفيقتك المُقدرة أليس كذلك؟ "
عندما لم تلقى أي رد مني تابعت قائلة
" لا تقلق.. سرك في أمان معي.. أنا لن أُخبر ألفا كلاي بسرك..
هذا إن لم تُخبره تلك المتحولة بذلك "
ودون أن أنتبه أجبتها بسرعة قائلا
" هي لن تخبره و... "
توقفت عن تكملة حديثي لأنني انتبهت أنني وبغباء اعترفت لها بأن
سيرنيتي هي رفيقتي المقدرة.. اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت بنبرة واثقة
" لا داعي لتقلق.. سبق وأخبرتُك بأن سرك في أمان معي.. أنا لن أٌخبر
أحدا بأن تلك المتحولة أو لنقل الهجينة هي نصفك الآخر "
ثم شملتني بنظراتها الفاحصة وقالت لي
" لماذا عذبتها؟!.. الضرب كان واضح على وجهها الجميل.. وأنا
متأكدة أن أسفل المعطف الذي كانت ترتديه هناك المزيد من علامات تعنيفك لها.. مؤسف
فهي رقيقة وهشة وتبدو ضعيفة ومطيعة.. لقد لاحظت ذلك عندما خرجت برفقة لونا لوسيا
وألفا كلاي.. أردت توديعهم لكن بسبب الظروف امتنعت عن فعل ذلك.. لم أرد أن أذهب وأُعكر
مزاجك أكثر.. الحزن والألم كانا واضحين عليك وهي تذهب.. وعندما ركضت خلف العربة
تبعتُك "
مررت كف يدي على كامل وجهي بتوتر و سألتها بقلق
" هل لاحظ الملك لايسن ذلك؟ "
تأملتني بجمود وقالت
" قائد إيفوس.. الملك لايسن ليس بغبي أبداً.. لقد لاحظ ردة فعلك
وأظنهُ بدأ يشك بالموضوع "
" اللعنة... "
لعنت بهمس وشعرت بالتوتر.. ماذا سأفعل إن اكتشف لايسن ما خبأت عنه؟!..
تبا على حظي العكر... سمعت داستر تتنهد ثم أمسكت بيدي وقالت
" تعال.. دعنا نسير في الغابة حتى تُصفي ذهنك قليلا.. أعدُك لن
أتفوه بكلمة فقط دعني أُرافقك فهذا واجبي "
أبعدت يدها وبدأنا نسير بصمت.. بعد مدة سألتها بهمس
" هل تألمتِ عندما رفضكِ سيرنوك "
ضحكت بخفة وقالت لي بغرور
" لا.. هو لم يرفضني كرفيقةٍ له.. ونعم تألمت لأنه رفض فكرة أنني
مايت الخاصة به.. هذا شيء طبيعي.. أنا سأشعر بالألم بسبب ردة فعله ولكنني لن
أستسلم أبدا حتى يكون لي في النهاية "
ابتسمت لها ابتسامة صفراء وشعرت بالألم.. أنا ألمت سيرنيتي كثيرا ولا
أحد يعلم إن كانت سوف تسامحني في يومٍ ما....
لايسن**
قبل حلول الفجر قررت أن أعود إلى غرفتي.. كنتُ طيلة ذلك الوقت في
مكتبي وأنا أنتظر عودة كلايتون من قرية فورن وأفكر بما فعلتهُ بـ أثيا..
الغريب أمي كانت غاضبة وطلبت مني أن أساعد أثيا.. رغم اكتشافي بما لم
تُخبرني أمي عنه إلا أنني شعرت بالصدمة لأن أمي فيري ما زالت تدافع عنها..
وطلب أمي كان واضحاً وهو أن لا أجعل جدي يلمسها بأي شكلٍ كان.. كيف
واللعنة سأفعل ذلك؟!!.. أنا أرسلتُها إليه حتى يتسلى بها وأنتقم من خالي ومن أثيا
بتلك الطريقة.. لكن أمي رفضت رفضا قاطعا وقالت لي بأن فورتونا عندما تعرف بما
فعلتهُ بأمها سوف تكرهني أكثر..
و بإحباط ورغما عني خرجت إلى الشرفة ورفعت يدي ناحية مملكة الجن
واستخدمت سحري.. للأسف استعملت تعويذة تحمي تلك المرأة من جدي.. الآن ومع الأسف
الشديد جدي لن يستطيع أن ينال منها ويمتلكها.. والفضل بذلك يعود إلى أمي فيري
الحنونة... تنهدت بغيظ وقررت أن أنتظر كلايتون...
بعد فترة دخل كلايتون إلى مكتبي وهو يبتسم بسعادة.. أحنى رأسه باحترام
ثم رفعه وقال لي وهو يرفع بيده اليمنى كيس من القماش أسود اللون وقام بوضعه أمامي على
المكتب
" جلالة الملك.. لقد وجدت ما طلبتهُ مني في جبل فورن.. التشقق
الذي أحدثتهُ في الجبل ساعدني على إيجادهم "
ابتسمت بمكر وقلتُ له بينما كنتُ أتفحص ما في داخل الكيس برضا
" جيد.. أحسنتَ كلايتون.. غدا في المساء ستذهب إلى إحدى القُرى
القريبة من فورن وتجلب لي الشخص المطلوب.. لا يهمني إن كان رجل أو امرأة المهم أن
تجده في أسرع وقت وتجلبه إلى غابيغا دون أن يشعر بك أحد "
" حاضر مولاي "
أجابني كلايتون باحترام وهنا قلتُ له ببرود
" يمكنك أن تنصرف الآن "
بعد ذهابه نظرت إلى الكيس وخبأته في الدُرج في مكتبي وهمست قائلا
بتفكير
" سنرى ما سيحدث قريبا... "
وقفت وأنا أبتسم برضا وصعدت إلى غرفتي.. كنتُ أقف أمام السرير وأنا
أتأمل فورتونا بحزن.. كانت نائمة على طرف السرير من جهة اليمين وهي تضم يديها إلى
صدرها..
الآن هي حامل مني ولكنها تكره الجنين وتعتبره وحش شيطاني.. وهذا
ألمني.. ماذا عساي أن أفعل حتى تُغير رأيها وتحبه؟!.. فكرت وفكرت لكنني لم أجد
حلا.. تنهدت بأسى وأزلت ملابسي عني وقررت أن أستحم وأنام بجانبها..
استلقيت على الفراش و قربت جسد فورتونا ناحيتي وعانقتها إلى صدري..
كنتُ أمرر أصابعي بخفة على بشرة وجهها الرقيقة والناعمة وأنا أتأمل تفاصيل وجهها
بتمعن..
هي جميلة.. جميلة جداً.. و رائحتها و رائحة دمائها أجمل بكثير.. كنتُ
مستيقظ حتى حلول الفجر فلم يكن لي رغبة بالنوم.. أنا أستطيع أن أظل مستيقظا لشهرٍ
كامل دون الحاجة لي للنوم.. أحببت أن أظل بقربها و أتأملها وهي قريبة جدا مني في
أحضاني دون أن تعترض وتغضب..
شُعلتي الغاضبة.. نعم هي كالشعلة تتوهج عندما تغضب.. متوحشة جميلة
تخطف أنفاسي مهما فعلت..
ابتسمت برقة وطبعت قبلة صغيرة على وجنتها وقررت أن أبتعد عنها وأذهب
قبل أن تستيقظ وأجعلها تغضب.. في الوقت الراهن يجب أن أهتم بها لأنها حامل بطفلي..
رغما عني ابتعدت عنها ووقفت واتجهت ناحية خزانتي وأخرجت ثيابي وبدأت
أرتديها.. نظرت إلى الخارج إذ سمعت صوت حوافر الخيل واستنشقت رائحة لوسيا وكلاي..
وقررت أن أستقبلهما..
كنتُ أسير في البهو عندما رأيت كلاي أمامي..
" جلالة الملك.. أنا آسف لأنني أتيت في هذا الوقت المبكر برفقة
لوسيا.. لكنها أصرت على القدوم لرؤية إيفوس.. وهي الآن ذهبت إلى جناحه.. كما أنني
من بعد إذنك أريد أن أتكلم معك على انفراد بموضوع لا يحتمل التأجيل وبالغ الخطورة
"
" حسنا.. اتبعني.. "
اجبته ببرود واستدرت وصعدت متجها إلى مكتبي.. جلس كلاي أمام مكتبي على
المقعد وكان متوترا..
نظرت إليه بملل وسألته
" أخبرني ألفا كلاي.. ما هو الموضوع والذي لا يحتمل التأجيل
وأيضا بالغ الخطورة؟ "
رفع رأسه ونظر مباشرة إلى عيناي وقال
" لوسيا.. "
عقدت حاجبي ونظرت إليه بتعجُب وسألته
" لوسيا!!!.. ما بها؟! "
توتر أكثر وقال بنبرة منخفضة
" أنتَ تعلم ما فعلهُ بها شقيـ.. أعني ستيفن.. وتعلم بأنهُ وضع وشمه
عليها.. هو.. نحن.. نحن لا نستطيع أن نعيش حياة طبيعية و وشمه على عنقها.. لذلك
طلبت من الحُكماء في قطيعي ليجدو لي حلا.. واستطاعوا أن يجدوا لي الحل مع حُكماء
القطعان الأخرى.. والحل.. الحل أن يرفض ستيفن لوسيا كرفيقة له ويجب أن تكون هي
متواجدة وبعدها سأستطيع أن أضع وشمي عليها وحينها تختفي علامتهُ عن عنقها إلى الأبد
"
لعنت بداخلي و أجبته قائلا
" أنتَ تعلم بأنهُ لن يوافق على رفضها حتى لو هددناه بقتله
"
نظر إليّ بتعاسة وأجابني بمرارة
" هو لا يجب أن يموت قبل أن يرفضها وإلا ستبقى علامتهُ للأبد على
عنقها ولن أستطيع أن أعيش أنا ولوسيا كزوجين.. أعني.. أنا.. أنتَ تفهم ما أقصده
جلالة الملك "
أشرت له بـ عيناي موافقا ثم لمعت فكرة جهنمية في رأسي.. ابتسمت بشر
وابتسامتي أخافت كلاي إذ نظر إليّ برعب.. ضحكت بخفة وقلتُ له
" كلاي.. ما هو اسم ذلك الروج الحقير الذي تم وضعه في زنزانة من
صنع الغيلان في قريتك منذ سنوات؟ "
نظر كلاي بدهشة إليّ وهمس قائلا بذهول
" تقصد ذلك اللعين ريغ؟!! "
ابتسمت بخبث وأجبته
" آوه نعم ريغ.. هل ما زال على قيد الحياة أم جعلته يموت من
الجوع وهو في تلك الزنزانة؟ "
وقف كلاي بسرعة وقال بصدمة
" سموك.. ما الذي تُخطط لفعله؟!.. ريغ أخطر من ستيفن بكثير.. هو مستذئب
شيطاني قذر وحقير.. كان يُرعب الرجال قبل النساء بأفعالهِ النجسة.. نحن لم نستطع
أن ننال منه لولا حضرتك.. لحسن حظنا أنه دخل إلى حدود غابيغا وحاول أن.. حاول أن
يغتصب فتاة من شعبك لكنك أمسكته وكدتَ أن تقتله وبعدها رميته في قريتي و هددتنا
بقتل الجميع إن لم نحاسبه.. لقد ظننتهُ من قطيعي في ذلك الوقت لكنه ليس كذلك.. فهو
من الروج... بسببك أخيرا استطعنا أن ننال منه وقمتُ بسجنه في تلك الزنزانة حتى
تضعف قوته ونرتاح منه إلى الأبد.. للأسف هو ما زال على قيد الحياة.. لكن ما الذي
تريدهُ منه؟ "
ابتسمت بمكر وقلتُ له
" جيد أنه ما زال على قيد الحياة.. سوف أُرسل أروس غدا مع بعض
الحراس إلى قريتك حتى يجلبونه إلى هنا.. هذا إن لم يوافق ستيفن على رفض لوسيا
"
فتح كلاي فمه بصدمة وهمس قائلا
" سوف تستخدم ريغ كي.. كي.. أوه.... "
ضحكت بقوة وما أن كنت على وشك الرد عليه دخل إيفوس إلى مكتبي وهو غاضب
ومعالم القلق والرعب واضحة على وجهه..
نظرت إليه بحيرة عندما صرخ برجاء ولم يكترث لوجود والده في مكتبي
" مولاي.. ساعدني أرجوك.. أمي لوسيا سوف تأخذ سيرنيتي بعيدا
عني.. سوف تأخذها معها إلى قرية قطيع الذئاب الدموية.. هي هديتي.. هي مُلكا لي..
لي أنا.. ولن أسمح لأحد بأن يأخذها مني حتى لو كانت أمي لوسيا "
نظرت إليه بغضب وضربت قبضة يدي بقوة على المكتب.. انتفض كلاي و نظر
بخوف إلى إيفوس بينما قائدي العزيز كان ينظر إليّ بخجل وبأسف
تأملتهُ بنظرات حادة وهتفت بوجه إيفوس بغضب
" انتبه جيدا إيفوس كيف تتكلم معي وبما تتفوه به أمامي عن
لوسيا.. إن تكلمت مجددا عنها بتلك الطريقة أمامي سوف أُعاقبك.. وعقابي سيكون
كبيرا.. هذه المرة الأولى والأخيرة التي سأسمعك بها تتكلم بتلك الطريقة عن
والدتك.. والآن لماذا لوسيا تريد أخذ هديتي منك؟ "
بلع إيفوس ريقهُ بقوة وأجابني قائلا
" لقد دخلت إلى غرفتي ورأتني.. رأتني أضربها بالسوط "
نظرت إليه بعدم التصديق ثم انفجرت ضاحكا.. هذا الفتى تربيتي بالفعل..
عرفت فورا لماذا ضربها مجددا.. هو يكرهها لأنها شقيقة كلاوديوس وبدأ ينتقم من تلك
المسكينة على كل ما يحدث هنا في القصر.. لا بُد أنه ضربها بسبب ما فعلته أثيا..
عندما هدأت من الضحك وقفت واقتربت منه وقلتُ له حتى أجعلهُ يهدأ
" لا تقلق سوف تستعيد هديتك إيفوس حتى تستمع بها كما تريد "
غمزته ورأيته يبتسم بسعادة وبمكر.. هززت رأسي بعجز وأشرت لهما بالخروج
وتوجهت إلى الأسفل وتحديدا إلى قاعة الشرف والتي أستقبل بها أهم ضيوفي..
المسكين إيفوس ضحكته الماكرة اختفت بلحظة عندما لم أستطع أن أرفض طلب
لوسيا..
سمحت لها بكل رحابة صدر كي تأخذ سيرنيتي معها إلى قصر كلاي.. لكن ردة
فعل إيفوس جعلتني أشعر بالحيرة و بالشك.. وفكرت بغضب إن كانت شكوكي في محلها وكانت
الأميرة سيرنيتي رفيقته وأخفى عني هذا الأمر سوف أعاقبه بشدة..
تنهدت بقوة وقررت أن أذهب إلى القرية لأتفقد الترميم الذي يجري بها...
وقبل أن أذهب أمرت الجنيات الثلاثة كي يهتموا بـ فورتونا ويجلبوا لها وجبة فطور
شهية..
قبل موعد الغداء عُدت إلى القصر وأنا أشعر بسعادة لأنني سأرى متوحشتي
الجميلة.. سألت عنها الجنيات وأخبروني أنها ما زالت في الغرفة ولم تخرج منها أبدا..
وبلهفة صعدت ودخلت إلى جناحي..
كان الصمت يسود المكان.. حاولت أن التقط أي حركة أو ذبذبة بـ أذناي لكن
لا شيء.. خفق قلبي بعنف وشعرت بالرعب أن تكون قد آذت نفسها.. ركضت ناحية غرفة
النوم وفتحت الباب وأنا أهتف برعب
" فورتونا.. أيــ.... "
تجمدت بذهول وتوقفت مثل التمثال في أرضي وأنا أنظر أمامي بعدم
التصديق.. كانت فورتونا عارية بالكامل أمامي تقف بوسط الغرفة وهي تمسك بمنشفة
بيضاء..
تلاقت نظراتنا وشعرت بقلبي يضخ الدماء بقوة رهيبة.. كانت تتأملني ببعض
الخوف بينما أنا بذهول وبإعجاب..
رأيت جسدها يرتعش وفورا دون أن أعي ما أفعله اقتربت منها ببطء وعانقت
جسدها بشدة إلى صدري وهمست قائلا
" أنتِ تشعرين بالبرد.. دعيني أدفئكِ.. "
ارتعش جسدها أكثر بين أحضاني فهمست قائلا لها بحنية
" لا تخافي مني.. "
رفعت رأسها ونظرت في عمق عيناي بنظراتٍ خائفة وقالت باعتراض
" ما الذي تفعله؟!!.. أرجوك ابتعد عني.. "
لم أرغب أن أجعلها تخاف مني لذلك ابتعدت عنها قليلا ثم خلعت سترتي
ووضعتها على كتفيها.. كانت تُغطي صدرها وأسفلها بالمنشفة واستطعت رؤية ارتعاش
يديها بوضوح..
" أين أمي؟.. أريد أن أراها لو سمحت "
نظرت إلى وجهها بسرعة ولم أعرف ما سأقوله لها.. لأول مرة في حياتي
أعجز بإيجاد جواب مناسب.. ما العمل الآن!!.. إن أخبرتُها الحقيقة سوف تكرهني أكثر
وإن كذبت عليها قد تكتشف الحقيقة لاحقا وتكرهني أضعافا..
" أرجوك.. دعني أراها.. لن أطلب منك شيئا آخر.. أنا لم أراها منذ
سنوات.. لقد ظننت أنها ماتت.. حياتي تحولت إلى جحيم في بُعدها عني.. فقط أريدُ
رؤيتها أرجوك.. أعدُك أنني لن أطلب منك شيئا آخر.. فقط دعني أراها وأتأكد بأنها
بخير "
نظرت إليها بعجز ولأول مرة في حياتي أكذب
" لقد نفيتُها إلى مملكة الجن.. ديوس سوف يهتم بها لا تقلقي
"
انتفضت مبتعدة عني واشتعلت عينيها ببريقٍ غاضب وصرخت بعدم التصديق
قائلة
" ما الذي قلته؟!!... نفيت أمي إلى مملكة الجن!!!... هي الآن مع
جدي!!!... هل جُننت؟!!... "
حاولت السيطرة على غضبي وأجبتُها بحدة
" فورتوناااااا... انتبهي جيداً إلى ألفاظكِ "
وحاولت أن اتحكم بغضبي كي لا أرعبُها.. ضحكت باستهزاء وقالت
" ههههههه.. أنتَ تمزح صحيح!!!..أمي هنا في إحدى الزنزانات..
وأنتَ لم تُنفيها كما أخبرتني... أنتَ مستحيل أن تفعل ذلك وتُبعدها عني "
أغمضت عيناي وحاولت أن أهدأ ثم فتحتُها ونظرت إليها ببرود قائلا
" سوف يخيب أملكِ لأنني فعلت.. تذكري لقد شنت حربا على مملكتي دون
أي سبب.. لو أحدا غيرها فعل ذلك كنتُ قتلتُه بيدي.. لذلك نفيتُها إلى مملكة
جولام.. لا تقلقي ديوس يعرف بأنها زوجة ابنه.. هو لن يؤذيها أبدا "
" كاذب ب ب ب.. أنتَ تكذب.. "
صرخت فورتونا بلوعة في وجهي ثم رمت سترتي على الأرض ولفت المنشفة على
جسدها و نظرت إلى وجهي بكره وقالت
" لقد أبعدتها عني عن قصد مثلما أبعدت سيرنيتي و دينا.. الجنيات
الثلاثة أخبروني أن سيرنيتي ذهبت في الصباح مع لوسيا.. لماذاااااااااااااا؟!!..
أجبني.. لماذا أبعدتهم عني؟.. و.. "
حاولت جُهدي السيطرة على غضبي ثم رفعت يدي وأشرت لها بالصمت
والهدوء... توقفت عن تكملة حديثها وهي تتنفس بسرعةٍ رهيبة..
تأملت وجهها ببرود ثم قلتُ لها بنبرة هادئة
" لماذا سأفعل ذلك؟.. فكري جيدا هم لا يشكلون أي خطر عليّ.. ثم
سيرنيتي ذهبت برضاها برفقة لوسيا.. و أثيا كان لا بُد أن أحكم عليها.. لو أردتِها
أن تبقى هنا كان سيتم شنقها.. لذلك الأفضل لها أن يتم نفيها على أن يتم شنقها في
ساحة قريتي "
اقتربت فورتونا ووقفت على بُعد خطوة واحدة مني ثم رفعت رأسها ونظرت
بتحدٍ إليّ قائلة
" أنا لا أصدقك.. أنتَ أردت أن تبعدهم عني و... ممممممممم....
"
تبا.. جعلت رغبتي بها تتفاقم بسبب وقفتها ونظراتها المُشتعلة.. وهذه
المرة أخرستها إذ جذبتُها من خصرها إليّ و سيطرت على شفتيها كما رغبت أن أفعل
عندما رأيتها منذ قليل وقبلتها...
فورتونا**
استيقظت ورأيت نفسي بمفردي في الغرفة.. شعرت بالراحة لأنني لا أرغب
برؤيته حاليا رغم ما اتخذته من قرار في ليلة الأمس..
رفعت الغطاء عن جسدي ورميته بعيدا ثم جلست وبدأت أفكر كيف سأُنفذ
خططي... يجب أن لا أدعي أنني غارقة في حُبهِ بسرعة وإلا سوف تنتابه الشكوك
بالموضوع.. ثم سأجعلهُ يصدق بأنني بدأت أعشقهُ حتى يُسلمني قلادة فيري.. والآن يجب
أن أبحث وأجد خنجر فورن وفي أسرع وقت..
وقفت وخرجت من الغرفة بهدوء.. جيد لا يوجد أحد في الجناح.. بدأت أنظر
حولي ولفت نظري ذلك الباب الذهبي اللون..
اقتربت وأمسكت بمقبض الباب.. ترددت بفتحه.. ماذا لو كان لايسن في
الداخل؟.. تسارعت نبضات قلبي حتى بدا كأن هناك طبولا غجرية تقرع بعنف داخل صدري.. الصقت
أذني اليمنى بالباب أحاول أن أسمع أي شيء.. لكن الغرفة كانت ساكنة تماما..
أدرت المقبض وفتحت الباب بهدوء.. اتسعت عيناي بدهشة و بذهول بسبب ما
رأيته.. الغرفة كانت واسعة جدا وكان أمامي ألاف من الصناديق مُعظمها كان غطائها
مفتوها.. الذهب والألماس الذي أراهُ الآن في عيناي لم أُشاهد مثله و بهذه الكمية
حتى في الأفلام..
دخلت إلى الغرفة وهمست بغيظ
" اللعنة.. سوف يتطلب مني البحث عن ذلك الخنجر أسابيع كثيرة...
ما العمل الآن؟!.. "
هذا غير منطقي على الإطلاق.. لماذا يحتفظ بكل هذه المجوهرات هنا؟!..
تبا له.. فكرت بكره واتخذت قراري.. سوف أبدأ بالبحث عن ذلك الخنجر الملعون ولن أهدأ
حتى أجده..
قررت أن أبحث في الصناديق والتي كان غطائها مفتوحا فهذا أسهل لي.. اقتربت
وبدأت أبحث وأبحث... كنتُ أشعر بالدهشة لأن قلادة واحدة فقط سوف تجعل المرء يعيش
برخاء وفي بذخ طيلة حياته كأنه في الجنة..
" أين أنتَ يا والدي حتى ترى عينيك ما أراه الآن "
همست بسخرية بتلك الكلمات وبدأت أضحك بخفة.. والدي سوف يُحلق فوق
الغيوم إن رأى هذه الغرفة.. تنهدت بحسرة بسبب تذكري له.. عندما انتقم من لايسن سوف
أُحرر والدي من تلك الزنزانة مع أمي وطبعا دينا ونعود إلى قريتنا..
شتمت بغضب لأن بحثي في أول صندوق تطلب مني أكثر من رُبع ساعة ولم أجد
به سوى قلائد و أساور وخواتم من الماس والذهب...
تأففت بضيق وبدأت أبحث في الصندوق الثاني.. لم أشعر بالوقت إلا عندما
سمعت أحدا يطرق على باب الجناح.. انتفضت برعب وخرجت من الغرفة بسرعة وأغلقت الباب
ثم ركضت إلى غرفة النوم وجلست على الأريكة وأنا ألهث بقوة...
تبا.. يجب أن أتوخى الحذر أكثر... رأيت الجنيات الثلاثة يدخلون إلى
غرفتي وهم يبتسمون بسعادة.. تنهدت براحة وفكرت بسعادة.. كم أنا غبية طبعا ذلك
الخنزير لن يطرق على باب جناحه ويستأذن مني بالدخول.. لقد حالفني الحظ هذه المرة..
في المرة القادمة يجب أن أنتبه أكثر وأتأكد بأنه لن يأتي إلا متأخرا كي أبحث عن
ذلك الخنجر اللعين..
" سمو الأميرة.. لقد جلبنا لكِ وجبة الفطور "
وضعت سولان صينية الإفطار أمامي على الطاولة وفوراً شعرت بغثيان قوي
عندما رأيت البيض المسلوق أمامي.. وقفت بسرعة وركضت ناحية الحمام وأخفضت رأسي
وبدأت أتقيأ داخل كُرسي الحمام.. كانت معدتي فارغة فأنا لم أتناول شيء لذلك لم
يخرج سوى سائل أصفر اللون من فمي..
كانت دموعي تسيل وشعرت بصداعٍ رهيب.. أحسست بيد تُربت على ظهري بخفة
وسمعت رومان تقول لي بنبرة حنونة
" لا تخافي سمو الأميرة.. إنه غثيان الصباح بسبب الحمل.. مبروك
سموكِ.. لقد علمنا منذ قليل بالخبر الجميل "
استقمت ورفعت المسكة وانسابت المياه في كُرسي الحمام و نظرت إليها
بتعاسة ثم اقتربت من المغسلة وبدأت بتنظف فمي..
" إن لم يُعجبكِ البيض المسلوق يمكنكِ تناول الجبن مع الخبز..
ويجب أن تشربي الحليب أيضا.. كما لقد جلبت لكِ أيضا عصير التفاح والليمون والجزر
فهم مُفيدون لحملك.. اختاري ما ترغبين بشربه "
تنهدت بخفة عندما سمعت رومان تُكلمني.. مسحت فمي بالمنشفة وقلتُ لها
بضعف
" رومان.. لا رغبة لي بالأكل.. كما رأسي يؤلمني جدا "
ابتسمت برقة وساعدتني بالخروج من الحمام وجعلتني أجلس على الأريكة
وقالت
" سوف تتحسنين سمو الأميرة إن أكلتِ.. هذه الأعراض طبيعية في
حالتك.. نحن يحدث معنا ذلك أيضا في بداية الحمل.. هيا تناولي القليل على الأقل
وإلا قطع رؤوسنا الملك لايسن "
ضحكت إرنيكا بخوف وقالت
" نعم سموك.. صدقي ما قالتهُ رومان لكِ.. لقد هددنا الملك إن لم
تأكلي سوف يقطع لنا رؤوسنا "
ابتسمت لهم بضعف وهمست قائلة لهم بتعاسة
" حسنا.. سأتناول الطعام من أجلكم فقط "
كانت رومان و سولان و إرنيكا يتأملونني بسعادة بينما كنتُ أتناول
وجبتي بعدم الشهية.. بدأوا يثرثرون بأشياء تافهة فجأة قالت سولان
" هل تعلمين سموك أن أميرة المتحولين سيرنيتي قد ذهبت منذ ساعة
مع السيدة لوسيا.. للأسف نحن لم نرى لوسيا منذ زمن وعندما ذهبت عرفنا أنها كانت في
القصر.. كنا نرغب برؤيتها لكن للأسف لم نستطع "
رفعت رأسي بسرعة ووضعت كوب الحليب على الطاولة برعشة ونظرت إليهم
بصدمة
" ما الذي قلته؟... سيرنيتي ذهبت من القصر برفقة لوسيا!!... هل
ستعود؟!.. "
سألتهم بدهشة و رأيتهم ينظرون إليّ بحزن وقالت لي إرنيكا
" لا لن تعود.. كما عرفنا من العمال هنا في القصر الملك لايسن
سمح للأميرة سيرنيتي بالذهاب برفقة لوسيا حتى تسكن معها في قصر ألفا كلاي.. نعتقد
أنها لن تعود إلى هنا مجددا "
شعرت بالغضب إذ عرفت بأن لايسن أبعد سيرنيتي عن قصد ليجعلها بعيدة عني..
شعرت بمعدتي تنقلب.. وقفت وقلتُ لهم بحزن
" أخرجوا لو سمحتم لم أعد أرغب بتناول الطعام.. ثم أريدُ أن
أستريح قليلا "
تأملونني بحزن ثم حملت سولان الصينية وخرجوا بهدوء من الغرفة ومن
الجناح.. سالت دمعة حزينة على وجنتي.. لايسن يُبعد عني كل من أحب.. وحش حقير.. ما
سأفعلهُ به قليلٌ عليه..
تسطحت على السرير وتكورت على نفسي أبكي بحزن.. لقد أصبحت حساسة أكثر
بسبب حملي اللعين.. دون أن أشعر وضعت يدي على بطني وهمست بحزن
" لطالما حلمت أن أتزوج بأمير أحلامي وأحمل منه.. لطالما أحببت
الأطفال وأردت أن أنجب دزينة منهم لأنني كنتُ طفلة وحيدة.. لكن أحلامي كلها تبخرت
وها أنا حامل ومن شخص أكرهه.. بسبب كرهي له جعلني أكرهُك أيضا.. سامحني لأنني أريد
أن أتخلص منك.. أنتَ لن تكون طفلا عاديا.. للأسف سوف تكون وحشا مثل والدُك..
سامحني... "
بكيت وبكيت حتى في النهاية جفت دموعي.. وقفت وقررت بإصرار أن أذهب إلى
غرفة الكنز تلك.. نعم سميتها بذلك لأنها فعلا غرفة مليئة بالكنوز.. يجب أن أعاود
البحث عن خنجر فورن وأجده مهما كلفني الأمر..
وكالعادة بحثت وبحثت لساعتين متواصلتين لكن لا شيء.. لم أستطع أن
أجده.. أتمنى أن يكون جدي مُحقا ويكون لايسن وضعه في هذه الغرفة.. شعرت بالتعب
وقررت أن أستحم وأستريح..
بدأت أفكر بكيفية جعل خططي مُكتملة وفكرت بطريقة سوف تنجح معي
بالتأكيد رغم خطورتها عليّ.. ذلك المنحرف لن يستطيع مقاومتي حينها..
جففت شعري بالمنشفة وقررت كي لا أرتدي الملابس وأنتظر قدوم ذلك
الشيطان.. كان قلبي ينبض بعنفٍ شديد وأناملي ترتعش بقوة.. ما أفكر بفعله خطير
لكنني مضطرة..
عندما سمعت صوت باب الجناح ينفتح و ينغلق عرفت أن لايسن هنا.. وقفت عن
المقعد بسرعة ووضعت المنشفة أمامي أغطي بها القليل من صدري وعضوي الانثوي..
" فورتونا.. أيــ.... "
هتف لايسن بنبرة بدت لي وكأنه خائف وتجمد بأرضه عندما رآني بذلك
المنظر.. رغما عني نظرت إليه بخوف وارتعش جسدي بسبب نظراته.. شعرت بتوترٍ شديد
عندما بدأ يقترب مني ببطء ولصدمتي عانقني بشدّة إلى صدره وهمس بأذني قائلا
" أنتِ تشعرين بالبرد.. دعيني أدفئكِ.. "
إلهي أنا لم أكن أشعر بالبرد بل بالخوف منه.. كم أردت أن أبتعد عنه
لكن بسبب خطتي منعت نفسي عن فعل ذلك.. ارتعش جسدي أكثر عندما قال لي بحنية
" لا تخافي مني.. "
لا أخاف منه!!... اللعنة سوف يتوقف قلبي من شدة رُعبي منه.. رفعت رأسي
ونظرت إليه بخوف وهمست باعتراض
" ما الذي تفعله؟!!.. أرجوك ابتعد عني.. "
و لدهشتي فعل.. ابتعد عني ورأيته بذهول يخلع سترته السوداء ووضعها على
كتفي.. ارتعشت يداي بسبب استنشاقي لرائحة جسده والتي كانت تفوح من السترة..
خفق قلبي بقوة وحاولت أن لا أفكر بما يحدث لي وسألته عن والدتي.. كنتُ
فعلا أريد أن أرى والدتي وكنتُ صادقة عندما قلتُ له أنني لن أطلب منه طلبا آخر لكن
الغضب تملكني عندما قال لي أنه نفاها إلى مملكة جدي ديوس..
تجادلت معه بغضب و اتهمته بأنه أبعدها عني مثلما أبعد سيرنيتي ودينا..
وعندما نكر ذلك اقتربت منه ووقفت على بُعد خطوة واحدة ثم رفعت رأسي ونظرت إليه
بتحدٍ قائلة
" أنا لا أصدقك.. أنتَ أردت أن تبعدهم عني و... ممممممممم....
"
كتم أنفاسي وكلماتي عندما سحبني من خصري بسرعة وقبلني.. في البداية
قاومته وضربت صدره بكلتا يداي وحاولت أن أبتعد عنه بينما دقات قلبي المتسارعة بشكل
غير اعتيادي و التي كادت تتسبب لي بنوبة قلبية لم تهدأ..
لم أستطع أن أبتعد عنه لكنه كان أكثر إصرارا على مواصلة تقبيلي إلى أن
استسلمت له و بادلتهُ القبلة..
لا أعلم السبب لكنني شعرت بشعورٍ غريب يجتاح جسدي بسبب تقبيله لي..
وشعور غريب تملكني لأول مرة.. كان يمتص شفتي السفلية بنهم ورغما عني تأوهت بينما
أنا ودون أن أدري كنتُ أمتص شفته العلوية وأضع يداي خلف عنقه..
حرارة جسدي ارتفعت وغاب عقلي عن الواقع.. لم أعد أعي بأن من يقبلني
الأن هو الوحش الذي أريد أن أنتقم منه.. كنتُ في عالم آخر عالم ساحر وجميل..
شيئا فشيئا ابتعدا عن بعضهما البعض ببطء و عناء و أعينهم مُغمضة.. و ها
هما يفتحان عيونهم ليلتقوا ببعضهما البعض تحت خدر المشاعر المتدفّقة...
نظرت إليه بخجل.. خجل حقيقي.. بينما هو كان يبتسم ابتسامة صغيرة
دافئة..
نظرت إلى ابتسامته وقرع قلبي كالطبول في قفصي الصدري.. إنها المرة
الأولى التي أراه يبتسم لي بهذه الطريقة...
أغمضت عيناي وتساءلت بنفسي بدهشة.. إلهي.. ما الذي يحدث لي؟!... يجب
أن أُركز ولا أدع هذه المشاعر الغريبة تُسيطر عليّ..
" فورتونا.. أمممممم.. ارتدي ملابسكِ فالغداء جاهز.. سوف انتظركِ
في الصالون "
سمعتهُ يُكلمني بتوتر وبعد خروجه فتحت عيناي وتأوهت بضعف.. وضعت يدي
على صدري حتى يهدأ وعندما انتظمت نبضاته قررت أن أرتدي ملابسي ولا أفكر بتلك
القبلة...
ارتديت فستان أسود مكشوف على الأكتاف بأكمام طويلة وضيق على الصدر
وواسع إلى أسفل الركبة.. ثم اخترت حذاء أسود اللون ذو كعبٍ قصير جدا بمقدمة قصيرة
تظهر أجزاء من أصابع قدمي.. نظرت ناحية الباب وأغمضت عيناي..
أنا خائفة.. خائفة من أن يكتشف لعبتي عليه.. لذلك يجب أن أكون أكثر
حرصا ولا أدعه يشك بشيء.. تنهدت وتقدمت بخطى بطيئة وفتحت الباب..
رأيته يقف أمامي وهو يبتسم بسرور.. ما بهِ أصبح كثير الابتسام هذا
اليوم؟!.. تبا له عندما يبتسم يُصبح أوسم بكثير.. ودون أن أشعر ابتسمت له بخجل..
تبا ما الذي يحدث لي؟!...
صرخت بداخلي برعب لكنني قررت أن ذلك أفضل إذ عندما رأى ابتسامتي ضحك
بخفة وقال بسعادة
" هيا بنا "
أومأت لهُ موافقة وتبعته.. جلسنا على طاولة الطعام.. لايسن في الكرسي
الأمامي وأنا على يمينه.. فجأة دخل إلى الغرفة أروس وبرفقته أحب مخلوقة على قلبي..
وقفت بسرعة وصرخت بسعادة لا توصف وركضت باتجاهها
" دينا حبيبتي.. "
تعانقنا بشدة وبدأت أبكي بسعادة لا توصف..
" إلهي فورتونا كم اشتقتُ إليكِ صديقتي "
قالت لي دينا وهي تحكم معانقتي بشدة أكبر.. ابتعدت عنها ومسحت دموع
الفرح التي سالت من عيناي.. بدأت أتفحصها وقلتُ لها بسعادة
" الحمد لله أنكِ بخير حبيبتي "
وضعت يداي على وجنتيها وقبلت جبينها بحنية فائقة ثم ابتعدت عنها ومسحت
دموعها وقلتُ لها بنبرة حنونة
" لا تبكي حبيبتي "
شهقت دينا بقوة وقالت ببكاء
" ظننت أنني لن أراكي مجددا.. أنا سعيدة لأنكِ بخير "
ضممنا بعضنا مجددا وابتعدنا عن بعض عندما حمحم أروس وقال لنا
" هيا.. سوف ترون بعضكم بعد أن ينتهي الغداء "
رأيت دينا تبتسم له بسعادة ثم نظرت ناحيتي وأمسكت بيدي ومشينا معا
باتجاه مائدة الطعام..
رأيت بذهول لايسن يبتسم برضا.. هو لم يغضب؟!!!.. غريب.. بادلته الابتسامة وجلست بجانبه وبدأت أتناول الطعام بسعادة وطيلة الوقت لم يتكلم أحد
سوانا أنا ودينا..
عندما انتهينا استأذن لايسن وذهب برفقة أروس.. وقفت بسرعة ثم دينا
وركضنا و عانقنا بعضنا وضحكنا بسعادة وذهبنا إلى غرفة الجلوس..
كنتُ أجلس بجانبها وأنا أستمع إلى كل كلمة تقولها.. أخبرتني بالتفصيل
كل ما حدث معها عندما خطفها ذلك الهمجي أروس لغاية اليوم.. نظرت إليها بشك وقلتُ
لها
" أنتِ تُحبينهُ دينا!!!.. أليس كذلك؟ "
نظرت بذهول إليّ واحمر وجهها بشدة وقالت لي بتلعثم واضح
" مــ.. مــ.. مُستحيل... لا بالــ.. بالتأكيد لا "
تنهدت بهدوء وأمسكت بيدها وضغطت عليها بخفة وهمست لها
" بل تفعلين.. يبدو لي أنه شخص جيد.. هو لم يُجبركِ على مُعاشرته
رغم أنه منحرف.. فكما قلتِ لي هو يُحب أن تنامي بجانبه وأنتِ عارية.. رغم انحرافه لم يتعدى الحدود معكِ وهذا جيد.. كما أنه يُعاملكِ مثل الأميرة.. يا ليته لم يكن
مصاص دماء.. آسفة حبيبتي "
تنهدت دينا بحزن ونظرت إلى الجهة الأخرى من الغرفة وقالت بأسى
" نعم.. يا ليته لم يكن... "
ثم نظرت إليّ وقالت بجدية
" الآن حان دوركِ حتى تُخبريني ما حدث معكِ وبالتفصيل الممل
"
نظرت إليها بحزن وقلتُ لها
" لن تتخيلي أبدا ما حدث معي طيلة هذه الفترة.. حياتي تحولت إلى
جحيمٍ حقيقي.. "
تنهدت بعمق وبدأت أُخبرها كل شيء.. عندما انتهيت ارتعش جسد دينا بشدة
ووقفت وتأملتني بفزع وقالت بغصة
" أمكِ أثيا على قيد الحياة!!.. وأنتِ أميرة و زوجة دراكولا
وحامل منه!!!... و.. و. والعم روبن هو.. هو الأمير بن؟!!!.. يا إلهي.. يا إلهي..
مستحيل!!.. أعني حتى في الأفلام التي شاهدتُها مسبقا لم يحدث ذلك.. إذا أنتِ لستِ
بشرية!!!... "
وقفت واقتربت منها ونظرت إليها بحزن قائلة
" لا أنا بشرية.. تذكري عمتي فيري قامت بلعن أمي و أبي كي يصبحوا
من البشر وإلى الأبد.. لذلك أنا بشرية مائة في المائة "
سالت دمعتها بحزن على خدها ونظرت إلى بطني وقالت لي بفزع
" ماذا ستفعلين الآن؟.. أنتِ حامل منه.. "
لم أُخبر دينا بخططي وخطة جدي ليس لأني لا أثق بها بل لأنني خائفة أن
يسمعني أحد ويُخبر لايسن بها..
" لا أعلم.. لقد أصبحت أسيرته مدى الحياة الآن.. سأتقبل حياتي
والواقع الذي أعيشه فلا خيار آخر لي "
عانقتني دينا ووضعت رأسها على عنقي وأجهشت بالبكاء قائلة
" آسفة صديقتي.. يا ليتني أستطيع مُساعدتكِ.. آسفة "
أغمضت عيناي بحزن وعندما فتحتُها رأيت لايسن يقف أمام الباب وهو ينظر
ناحيتي بدهشة و أروس كان يقف خلفه.. يبدو أنه سمع حديثي مع دينا.. لعين وحقير..
على الأقل خُطتي سوف تنجح الآن أكثر.. ابتعدت عن دينا وقلتُ لها
" يجب أن أذهب وأستريح قليلا حبيبتي.. أراكِ قريبا "
كانت على وشك أن تعترض لكن عندما رأت لايسن توقفت عن فعل ذلك وذهبت
برفقة أروس.. اقترب لايسن ووقف أمامي.. كان يتأملني بنظراتٍ غريبة لم أستطع
فهمها..
حمحم بخفة وسألني
" ما رأيكِ أن نتمشى قليلا قرب القصر! "
أردت أن أعترض لكنني امتنعت ووافقت.. كنا نسير جنبا إلى جنب ودخلنا إلى
الغابة.. فجأة سألني لايسن بتردد واضح
" فورتونا.. هل.. هل صحيح أنكِ سوف تقبلين العيش هنا و تتقبلين ابني؟
"
هاه.. بالفعل سمع حديثي النذل.. فكرت بكره وادعيت الغضب.. توقفت عن
السير ونظرت إليه بغضبٍ رهيب وهتفت بوجهه قائلة
" هل تنصت على حديثي مع دينا؟... هاه.. بالطبع فعلت.. أنا أكرهك
أيها الشيطان "
كان يقف بجمود أمامي وهو يتأملني بدهشة.. ضربته بكلتا يداي على صدره
بكامل قوتي لكنه لم يتزحزح لإنش واحد..
نظرت إليه بكره وصرخت بوجهه قائلة
" أكرهُك.. أكرهُك.. وأكره الساعة التي رأيتُك بها "
أمسك كلتا يداي بطريقة غير مؤلمة وقال بنبرة هادئة
" فورتونا اهدئي.. لم أقصد التنصت على حديثكِ مع صديقتكِ.. أنا فقط
بالصدفة سمعته و.. "
حاولت سحب يداي من قبضتيه ونجحت.. نظرت إليه بكره رغما عني وهتفت
بوجهه
" كاذب.. أنتَ مُجرد كاذب.. وأنا أكرهُك "
رأيتهُ بدهشة يتأملني بنظرات حزينة.. ابتسمت بداخلي بشر وهتفت بغضب
" أنا لا أريدُ رؤيتك أمامي أيها الحقير "
وركضت مبتعدة عنه.. كنتُ أركض بأقصى قوة أمتلكُها وأنا أضحك بداخلي بسعادة..
غبي بالفعل.. سوف أفتعل بعض من الدراما أولا وبعدها أقع في عشقه..
ركضت وركضت لكن فجأة التوى كاحلي بسبب الحذاء وبرعبٍ كبير رأيت نفسي
أطير لأقع من علو شاهق إلى أسفل الوادي..
بدأ جسدي يتدحرج وأنا أصرخ برعبٍ كبير وبسرعة حميت بطني بكلتا يداي
وأنا أصرخ وأصرخ
" لايسن.. لايسن.. لايسن.. لايسن ن ن ن ن ن... "
كنتُ أصرخ باسمه دون أن أعي ذلك فجأة توقف جسدي عن التدحرج وسقطت في
مستنقع مياه وبرعب قبل أن تُغلق عيناي رأيت تمساح ضخم للغاية يتجه ناحيتي بسرعةٍ
رهيبة..
همست بفزع
" لايسن... "
وحاوطني الظلام من جميع الجهات.....
لايسن**
رغما عني سمعت حديثها مع دينا.. كنتُ أقف برفقة أروس خارج القصر
ونتكلم بعدة مواضيع وفي النهاية تكلمنا عن إيفوس.. لكن كامل تركيزي كان منحصر
بحديثهما
سمعت أروس يُكلمني بجدية قائلا
" إيفوس لم يأتي لتناول الغداء معنا لايسن وهذا يعني أنه حزين..
هذه الفتاة تعني له الكثير "
" همممم.. أعلم "
أجبته دون اهتمام للموضوع وأنا أُتابع حديث فورتونا مع صديقتها..
عندما سمعت ما قالته في النهاية خفق قلبي بشدة وشعرت بالسعادة.. تبا لماذا أنا
سعيد؟!... ودون أنا أنتبه استدرت وتوجهت ناحية غرفة الجلوس..
" لايسن إلى أين تذهب؟ "
هتف أروس لكنني لم أهتم بالرد عليه.. وقفت أمام الباب أنظر إليها بعدم
التصديق..
هي أخيرا رضخت للواقع وتريد أن تبقى هنا معي وللأبد.. كنتُ أتأملها
كأنها كائن خرافي ليس متواجد في عالمي أراه للمرة الأولى في حياتي..
كنتُ أشعر بحرارة في داخلي وقلبي اللعين لم يتوقف عن النبض بسرعةٍ
رهيبة.. لم أفهم ما الذي يحدث لي لكن الذي أعرفه أنني ولأول مرة أشعر بتلك المشاعر
الغريبة تجتاحني..
شعور غريب وجديد لم أختبره سابقا.. شعور غريب لكن جميل في الوقت
نفسه..
عندما خرجت صديقتها وذهبت برفقة أروس اقتربت من فورتونا ووقفت أمامها
وسألتها بلهفة غريبة
" ما رأيكِ أن نتمشى قليلا قرب القصر! "
لا أعلم لكنني أردتها أن تبقى معي.. أردت أن أسألها إن كان ما قالته
لصديقتها منذ قليل صحيح..
عندما وافقت تبا شعرت بذلك الشعور مجددا بداخلي.. مزيج من السعادة
واللذة والرضا والبهجة والتلهف الكبير.. هذه المشاعر الغريبة باتت لا تفارقني في
الآونة الأخيرة منذ أن نبض قلبي بأول خفقة...
كنا نسير جنبا إلى جنب ودخلنا الغابة عندما قررت أن أسألها.. وفعلت
بتردد
" فورتونا.. هل.. هل صحيح أنكِ سوف تقبلين العيش هنا و تتقبلين ابني؟ "
توقفت عن السير فجأة ونظرت إليّ بغضبٍ كبير وصرخت بوجهي قائلة
" هل تنصت على حديثي مع دينا؟... هاه.. بالطبع فعلت.. أنا أكرهك
أيها الشيطان "
كنتُ أقف بجمود أمامها ولم أستطع أن أستوعب ما تفوهت به للتو.. أنا
أتنصت عليها؟!!.. حسنا فعليا لم أفعل فليس ذنبي إن كان سمعي قوي وجدا.. اندهشت
عندما ضربتني بكلتا يديها على صدري وبكامل قوتها ثم تأملتني بكره وهتفت بوجهي
قائلة
" أنا لا أريدُ رؤيتك أمامي أيها الحقير "
وركضت مبتعدة عني.. كنتُ جامد بذهول بسبب ما فعلته وقالتهُ لي.. لم
أستطع أن أغضب منها لدهشتي..
نظرت أمامي بحزن وتساءلت في نفسي.. هل أتركها قليلا بمفردها حتى تهدأ
أم أذهب خلفها؟!.. كنتُ محتار عندما فجأة سمعت صرخاتها المرتعبة..
" فورتوناااااااااااااااااا... "
هتفت برعب عندما ظهرت أمامي رؤية ورأيت فورتونا أمامي وهي تقع وجسدها
يتدحرج إلى أسفل الوادي.. كنتُ منصدم ومرعوب وخائف.. لأول مرة في حياتي أخاف..
" فورتونااااااااااااااااااا... "
صرخت برعب عندما رأيتها تسقط في ذلك المستنقع واختفت الرؤية أمامي...
ثواني.. ثواني قليلة فصلتني عن مساعدتها.. كنتُ رفعت يدي بنية أن أستخدم سحري لأنقذها
لكنني فشلت إذ تلك البوابة اختفت بسرعة..
ركضت بسرعتي الخارقة وقفزت إلى الأسفل ونظرت برعب إلى الأسفل ناحية
المستنقع.. وتجمد جسدي بسبب ما رأيته
كانت فورتونا غائبة عن الوعي وفستانها تمزق بكامله وجسدها كان يطوف
فوق المياه وذلك التمساح يحاصرها بجسده ويحميها من الغرق..
نعم فهذه التماسيح أنا ربيتها بنفسي.. يبدو أنه عرف بوجود ابني داخل
أحشاء متوحشتي لذلك لم يؤذيها بل هو يحميها..
قفزت ووقفت أمامها.. نظرت إليها بفزعٍ كبير ولأول مرة في حياتي شعرت
برجفة الخوف تكسو جسدي.. جثوت على ركبتاي أمامها وأمسكت برقة كتفيها و أدرتها
ناحيتي..
توقف قلبي عن النبض عندما شعرت بقلبها ساكن.. لم أستطع أن أسمع نبضات
قلبها أو قلب طفلي.. عانقتها إلى صدري وبدأت أهمس لها برعب
" تنفسي.. تنفسي أرجوكِ.. أرجوكِ تنفسي.. "
لكنها لم تفعل.. اهتز جسدي برعبٍ حقيقي وهمست لها بتوسل
" أرجوكِ تنفسي.. لا تموتي أرجوكِ "
لأول مرة في حياتي أتوسل لأحد.. رغم توسلاتي لها لم تتنفس ولم تستجب
لي.. رفعت رأسي عاليا نحو السماء وصرخت بكامل قوتي
" فورتوناااااااااااااااااااااااااااا... "
اهتزت الأرض أسفلي بعنف وأظلمت السماء أكثر إذ حجبتها غيومٌ
كثيفة بشكلٍ كبير.. وشعرت بروحي تُغادر جسدي.. لقد خسرتُها.. خسرت متوحشتي
الجميلة.. خسرت طفلي.. وخسرت حبيبتي....
يسعد مساكي هافن وشكرا على البارت الجميل وأعتقد أن لايسن خضع لفورتونا وهي فعلا ستكون نقطة ضعفه التي تأتي منها الضربة القاتلة التي لا أتمناها عسى أن تتحرك مشاعرها وتتوقف عن اذيته لأنها بالنهاية أيضا ستدفع ثمن تهورها مع لايسن
ردحذفنهارك سعيد حبيبتي
حذفأشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت والأحداث
أتمنى من قلبي أن تُعجبكِ الأحداث القادمة
لايسن أخيرا وقع بالمحظور وهيتعب أوي معاها بعدين 😭♥️
ردحذفالبارت روعه ياقلبي تسلم ايدك دايما مبدعه وافكارك رووعه 💘💘💘💕💕💘💕💕♥️
جميلة قلبي أنتِ أحبكِ جدااااااااااااااااااااا
حذفيا راوعاتك جميله جدا يا قلبي
ردحذفحياتي شكرا لكِ
حذفبالنهاية الاثنان وقعو بالحب والاهم ان تدرك فورتونا ذلك قبل ان تترتكب خطا فادح...
ردحذفتسلم ايدك البارت تحفه ❤❤
شكرا لكِ حبيبتي
حذفوكلامكِ صحيح تبقى على فورتونا أن تعرف حقيقة مشاعرها قبل فوات الأوان
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفكالعادة اثبتي التفوق والابداع ككل مرة .. اعتقد انه من الافضل لو تنقل قصصك للسينما فهي ستكون اكثر من رائعة جميلتي ،💞
ردحذف