سأصبح أب
دينا**
كنتُ أجلس برفقة أروس على مائدة الطعام بمفردنا وكنتُ
أشعر بتوترٍ شديد.. أخيرا سأرى صديقتي فورتونا.. كم اشتقت إليها.. كنتُ متحمسة
لفكرة أن أراها بعد مرور هذه الأسابيع المؤلمة عليّ في هذا العالم..
نظرت ناحية اليسار باتجاه أروس ورأيته يتأملني بنظراتٍ عاشقة.. شعرت
بـ وجنتاي تشتعلان بـ حُمرة الخجل وفورا أخفضت رأسي إلى الأسفل..
أحسست بأصابعه تمسك طرف ذقني بخفة وترفع رأسي ببطء.. نظرت إليه ورأيتهُ
يبتسم بسعادة ثم قرب وجهه مني وأغمضت عيناي لظني بأنهُ سيقبلني على شفتاي لكنه قبلني
على جبيني قبلة طويلة ورقيقة ثم ابتعد..
لا أعلم ما حدث لي لكنني شعرت بالإحباط لأنهُ لم يقبلني على شفتاي..
فتحت عيناي بصدمة بسبب تفكيري.. لماذا أردتهُ أن يقبلني على فمي؟!..
تبا بدأت أفقد عقلي بالتأكيد...
نظرت أمامي والتزمت الصمت.. فجأة وقف أروس وأبعد الكرسي إلى الخلف..
نظرت إليه بتعجُب إذ رأيتهُ ينظر باتجاه الجهة الشمالية من الغرفة بذهولٍ شديد..
ما الذي أصابه الآن؟!.. فكرت بدهشة ولكن شهقة خفيفة خرجت من فمي عندما أمسك بيدي
وجعلني أقف وقال بعملية
" لقد تم تأجيل الغذاء.. سأطلب من الخادمة الخاصة في جناحي كي
ترافقكِ إلى غرفتي وتُرسل لكِ الطعام.. أراكِ لاحقا جميلتي "
وخرج بسرعة دون أن ينتظر ردي.. تأجل الغذاء؟!.. ما الذي حدث؟!.. لن
أرى فورتونا؟!.. شعرت بالإحباط الشديد لأنني لن أرى فورتونا.. تنهدت بأسى ثم وقفت
عندما رأيت إحدى الخادمات تقف أمام الباب وهي تبتسم باحترام.. لم أخف منها لأنها
كانت الفتاة التي عينها لي أروس بنفسه كي تهتم بي..
اقتربت مني وكلمتني باحترام
" رافقيني لو سمحتِ أنسة دينا "
أومأت لها موافقة وتبعتها.. كنا نصعد على السلام من جهة اليمين
وسألتها بينما كنتُ أُشير لها بيدي ناحية اليسار
" السلالم من جهة اليسار إلى أين يؤدي؟ "
أجابتني قائلة بسرعة
" تؤدي إلى جناح الملك لايسن وجناح القائد إيفوس "
نظرت إلى السلالم بدهشة وعلمت فورا لماذا لم أجد فورتونا عندما هربت وبحثت عنها.. تبا هي في الجهة الأخرى من القصر.. سأطلب لاحقا من أروس حتى يسمح لي برؤيتها..
صعدت ودخلت إلى غرفتي.. غرفتي؟!!.. تبا لماذا أُفكر هكذا؟!.. هذه ليست
غرفتي بل غرفة أروس.. أروس الشيطان الوسيم...
مضى الوقت ببطءٍ شديد وتملكني الملل.. تأففت بضيق وبدأت أمشي بتوتر في
الغرفة ثم قررت أن أخرج إلى الشرفة..
كنتُ أنظر إلى الغابة أمامي وأنا أتنهد بحسرة.. في الآونة الأخيرة
أصبح أروس كثير الانشغال وبالكاد أراه.. وهو يتركني هنا في غرفته ولا يسمح لي
بالخروج منها إلا برفقته.. أنا سجينة هذه الغرفة ولا يوجد كهرباء ولا تلفاز ولا أي
شيء عصري أستطيع استخدامه حتى أتسلى..
يكاد الضجر يقتلني.. لو فقط يسمح لي أروس بالخروج لكنه لن يفعل
أبداً.. جلست على الكرسي أنظر بتعاسة أمامي وبحزنٍ كبير
وبعد وقتٍ طويل وقفت وتسطحت على السرير وحاولت النوم بلا أية نتيجة..
ولكن بعد ساعة أو ساعتين لا أدري أحسست بالنوم يُداعب جفوني وأخيراً ذهبت في سبات
عميق..
انتفضت برعب عندما شعرت بيد تُمسد شعري.. فتحت عيناي وتنهدت براحة
عندما رأيت أروس أمامي لكن تحولت نظراتي بسرعة إلى مُرتعبة عندما رأيته يمسك بيده
اليسرى سيفا..
" أروس.. هل ستخرج الليلة كذلك؟ "
سألتهُ بقلق وبحزن فابتعد عني وقال برقة
" آسف لم أرد إيقاظكِ.. ونعم جميلتي سأخرج الليلة.. أنا مشغول
حاليا.. لا تنتظريني فقد أتأخر الليلة.. لقد طلبت من الخادمات ليجلبوا لكِ وجبة العشاء
بعد قليل "
وقفت واقتربت منه ثم رفعت رأسي ونظرت إليه بقلق قائلة
" إلى أين أنتَ ذاهب؟ "
ابتسم برقة ثم عانقني وقبلني على رأسي وقال وهو يبتعد عني
" لا تُشغلي بالكِ.. لدي مهمة صغيرة مع الملك.. أراكِ لاحقا
"
رأيته يذهب من أمامي لكن لا أعلم هناك شيئا في قلبي انبأني بأنه سيكون
في خطر ودون ان أعي ما أفعله استدرت وهتفت بلوعة
" أروس.. لا تذهب "
توقف بسرعة ورأيتهُ يستدير ونظر إليّ بدهشة.. ركضت وعانقتهُ بقوة
وأغرقت رأسي في صدره وبدأت أتوسل إليه قائلة
" لا تذهب أرجوك.. لا تتركني بمفردي هنا "
عانقني بقوة ثم أمسك فكي برقة بأصابعه ورفع رأسي ونظر في عمق عيناي
وقال بنبرة حنونة
" لا تخافي حبيبتي سأعود من أجلكِ وبسرعة.. لن أتأخر كثيراً
"
عندما قال لي حبيبتي خفق قلبي بجنون وسالت دموع الفرح من عيناي وفورا
وقفت على رؤوس أصابع قدماي وحاوطت عنقه بكلتا يداي وأملت رأسي وقبلتهُ على شفتيه..
لم أكن أُجيد التقبيل لكنني حاولت.. كنتُ أُحرك شفتاي وأقبلهُ على
شفتهِ السفلية.. تجمد أروس للحظة ثم تنفس بقوة وقرب جسدي إليه أكثر وبادلني القبلة
بحرارة..
كان يقبلني بجوع لكن ليس بعنف.. بدأ يمتص شفتي السفلية بينما أنا أُحاول
تقليد حركته وبدأت أمتص شفته العلوية.. أحسست بأنني أُحلق في السماء بسبب طعم
شفتيه.. هو أول من قبلني وهو الأول من قبلتُه..
فصل القبلة عندما شعر بأنفاسي انقطعت.. وضع جبينهُ على خاصتي وهمس
بسعادة قائلا
" لن تتخيلي كم حلمت وتمنيت أن تُقبليني دينا وتُبادليني القبلة
بإرادتكِ "
أغمضت عيناي وابتسمت بسعادة لكن ابتسامتي اختفت عندما ابتعد عني وشعرت
بالفراغ لأن جسده لم يعد يحتضنني..
نظرت إليه بحزن فضحك بخفة وقال بمرح
" مُدللتي لا تحزني.. أعدُك أنني سأعود وقريبا.. كوني بانتظاري..
لا تنامي حبيبتي "
غمزني في النهاية وشعرت بخجلٍ رهيب إذ علمت فورا ما كان يُلمح إليه..
قبلني على وجنتي وضحك بسعادة وهو يخرج من الغرفة..
" مُنحرف جميل "
همست بسعادة ثم تنهدت بقوة وابتسمت ببلاهة بينما كنتُ أتذكر طعم
قبلته.. جلست على الأريكة بينما تلك الابتسامة الغبية لم تفارق شفتاي.. وضعت يدي
على قلبي أُحاول التخفيف من سرعة نبضاته وتساءلت في نفسي.. ما الذي يحدث لي؟!..
لماذا قلبي ينبض بجنون كلما رأيته؟!.. ولماذا دمائي تشتعل في شراييني كلما نظر
إليّ بحنية وابتسم لي؟!..
لكنني لم أجد جواباً على أسئلتي.. ومثل الحمقاء ظللت جالسة أنتظرهُ
لساعات.. ساعات طويلة جداً...
كان الوقت بعد منتصف الليل عندما عاد أروس.. كنتُ نائمة على السرير
وشعرت بيدين تحاوط خصري.. فتحت عيناي بضعف وهمست بنعاس
" أروس.. لقد عُدت! "
ابتسم ابتسامة ناعمة وحنونة وأجابني
" نعم لقد عُدت.. آسف حبيبتي تأخرت لكنني هنا بجانبكِ.. هيا
أكملي النوم سنتكلم في الصباح "
ابتسمت لهُ ثم وضعت رأسي على صدره العاري واحتضنت خصرهُ بيدي اليمنى
واغمضت عيناي وذهبت بسباتٍ عميق...
لايسن**
كنت أمشي عائدا إلى غابيغا وعبست بينما كنتُ أُفكر بغضب وأُخطط كيف سيكون
عقابي لحماتي اللعينة وذلك القذر كلاوديوس.. أنا لن أتساهل معهما أبداً.. يجب أن
يدفعا الثمن غاليا لأنهما تعديا على شعبي وخاصة على مملكتي...
فجأة رقت ملامحي بالرغم عني عندما فكرت بزوجتي.. فورتونا.. امرأتي
الجميلة والمتوحشة.. تبا ما الذي أُفكر به؟!... فكرت بذهول بداخلي وعبست مجددا..
( ماذا تنوي أن تفعل بُني بـ أثيا؟ )
سمعت صوت والدتي برأسي وتنهدت بعمق لكنني فضلت أن لا أُجيبها كي لا
يسمعني أروس.. كان أروس بجانبي أما إيفوس كان يسير خلفي وهو يتشاجر مع تلك الذئبة
لأنها لاصقة به كالغراء..
" اسمعي أيتُها الذئبة البيضاء الغبية.. ابتعدي عني.. من يراكِ تسيرين
بجانبي بهذا الشكل سيظن بأنكِ مُلتصقة بي.. هذا ما كان ينقصني مستذئبة مصنوعة من
الغراء.. تباً "
هتف إيفوس بغضب أعمى بتلك الكلمات على الذئبة البيضاء والتي كعادتها
كشرت عن أنيابها وزمجرت بغضب عليه..
قهقهت بخفة عندما هتف إيفوس بعنف على المستذئبة
" توقفي عن الزمجرة في وجهي وإلا اقتلعت لكِ حُنجرتكِ بمخالبي
"
ولكن تلك المستذئبة أطلقت عواءً غاضباً عليه وكشرت عن أنيابها وظلت
مُلتصقة بقائدي الغاضب إيفوس..
سمعت أروس يضحك بخفة ثم كلمني بمرح
" أخيرا بعض المرح في غابيغا.. سوف نستمتع كثيراً في الأيام
القادمة في القصر.. بوجود سيرنوك والجنيات الثلاثة والآن هذه المستذئبة داستر سنرى
بعض المرح.. لم أتخيل أبداً بأنك قد تسمح لهم بالعيش في قصرك لايسن "
نظرت إليه بخبث وابتسمت بمكر وقلتُ لهُ بهدوء
" القصر يحتاج لبعض التغيير.. أنا شخصيا سوف أستمتع برؤية مُشاجراتهم
لكن إن ازعجوني سوف اطردهم من قصري ومن غابيغا إلى الأبد.. المهم.. أروس أريد أن
أسألك سؤالا غريبا بعض الشيء "
نظر أروس إليّ بجدية وتابعت قائلا بسرعة
" هل تسمع نبضين في جسد امرأتك البشرية؟.. أعني أنا منذ مدة ليست
بطويلة بدأت أسمع نبضات قلب فورتونا ولكن مع كل نبضة كنتُ أسمع نبضة صغيرة معها..
هل يحدث ذلك مع امرأتك؟ "
نظر أروس بتفكيرٍ عميق أمامه وأجابني
" لا.. لا أعتقد.. لا أعلم لايسن.. جسد البشر مُختلف جداً عنا
فنحنُ نولد وقلوبنا تكون ميتة في الأصل.. ولا تنبض قلوبنا.. ولكنك مُختلف لايسن
فأنتَ الوحيد الذي ينبض قلبهُ عندما تجد الحُب.. لذلك لا فكرة لدي.. ربما تسمع تلك
النبضات لأنها تكون خائفة عندما تكون بجانبها "
نظرت بشك أمامي وأردفت قائلا
" الرهبان الذين كانوا يأتون إلى غابيغا في الموعد المُحدد من
أجل تقديم الهدايا لم أكن أسمع نبضين في أجسادهم.. ثم لا أعتقد أن خوفها مني هو
السبب.. لقد سمعت بوضوحٍ أكبر تلك النبضات عندما كنتُ أجلس بجانبها طيلة النهار
وهي غائبة عن الوعي.. نبضات صغيرة متابعة لنبضات قلبها القوية.. لا أعلم ربما معك
حق!.. فنحن لا نعرف البشر جيداً.. حسنا لا يهم المهم أنها بخير "
توقف أروس فجأة عن السير فتوقفت ورأيتهُ ينظر إليّ بذهول قائلا
" المهم أنها بخير!!!!.. بدأت تخاف عليها لايسن؟!!!.. لا
أصدق!!.. هل نبض قلبك لها سمو الملك؟ "
كان يرمقني بنظراتٍ مذهولة ثم فتح عيونهُ على وسعها وسألني فجأة بحماس
قائلا قبل أن أكذب عليه وأُخبره بأن قلبي لم ينبض لها
" عن صحيح.. كيف نسيت!!.. أنا أسمع جيداً نبضات قلبك سيدي.. هل..
حسنا أنتَ الملك و دراكولا وكما نعلم أنتَ الوحيد من سوف تدب الحياة في قلبه إن
عشق.. هل تعشــ... "
فكرت بغضب وبغيظ بينما كان أروس يهتف بتلك الكلمات.. تباً لقد سمع
نبضات قلبي.. لن أستطيع الكذب عليه الآن.. هذا سيء.. قاطعتهُ عن تكملة حديثه قائلا
ببرود
" لا تلفظها على لسانك أروس.. إن خانني قلبي هذا لا يعني أنني
سأخون نفسي.. والآن تحرك يجب أن نعود بسرعة إلى غابيغا "
تأملني بنظرات حزينة ثم تابع السير دون أن يتفوه بكلمة.. وطبعا طيلة
الطريق كنا نسمع صرخات إيفوس الغاضبة وطلبهِ المُستمر من تلك الذئبة كي تبتعد عنه
بينما هي فقط كانت تُزمجر بوجهه وتتابع السير بجانبه...
عندما وصلت إلى غابيغا كانت جميع الجثث قد تم إخراجها وإحراقها.. وقفت
أمام سيرنوك ورأيت أثيا جالسة على الأرض أمامه وهي تبكي بصمت..
كتف سيرنوك يديه وقال ببرود
" لقد استيقظت منذ قليل ونخرت رأسي بطلبها المستمر كي ترى ابنتها
و.. ما اللعنة؟!!!!... "
صرخ سيرنوك برعبٍ كبير عندما ركضت تلك الذئبة بسرعةٍ جنونية ناحيته
وقفزت عليه لتوقعه على الأرض وهي تحاصره بجسدها و بدأت تلحس وجهه بلسانها..
" ابتعدي عني أيتها الهمجية المستذئبة.. ابتعدي ي ي ي ي ي..
توقفي عن لحس وجهي ي ي ي.. مقزز... توقفي.. أبعدوها عني قبل أن أقتلها... "
بدأ يصرخ سيرنوك بجنون وهو يحاول إبعادها عنه لكنه عندما شعر باليأس عن
فعل ذلك رأيناه يستدير لتصبح تلك الذئبة أسفله وفجأة أخرج سيفه ووضع نصله على
عنقها لكنها لم تهتم وتابعت لحس وجهه بلسانها..
صرخ سيرنوك بقرف وبغضب أعمى
" قلتُ توقفي عن فعل ذلك وإلا قتلتكِ... توقفي.. "
بدأ إيفوس يضحك بجنون وتبعهُ أروس... كنتُ أبتسم بخفة وأنا أنظر
إليهما..
" يبدو أن هذه المستذئبة وجدت رفيقها أخيرا.. هههههههه... من كان
يتخيل أن يكون سيرنوك هو رفيقها المُقدر.. ههههههه... جيد على الأقل سأرتاح وأتخلص
منها أخيرا "
هتف إيفوس بسعادة كبيرة بتلك الكلمات هو يضحك بشدّة... تجمد جسد
سيرنوك وفجأة قفز واقفا و نظر إلى تلك الذئبة بصدمة كبيرة ثم صرخ بغضبٍ كبير
" اللعنة عليها هي ليست رفيقتي.. وأنا لستُ
رفيقهاااااااااااااا... "
عندما وقفت وحاولت التقدم منه رفع يده ناحيتها ولوحَ أصبعهُ السبابة نحوها
قائلا بغضبٍ كبير و بتهديد
" إياكِ أن تقتربي مني.. فهمتِ؟.. سأقتلكِ إن فعلتِ.. هيا اذهبي..
اذهبي.. هياااااا.. "
أحنت الذئبة رأسها إلى الأسفل وهي تتأملهُ بحزن ثم سارت مبتعدة عنه
لتقف بجانب إيفوس.. شتم إيفوس بغضب بينما أروس كان يضحك بقوة..
استدار سيرنوك ناحيتي ونفض ثيابه من التراب ثم مسح وجههُ بمنديل..
نظرت إليه بعدم اكتراث ثم نظرت إلى أثيا بغضب قائلا
" أثيا.. أثيا... إذا أصبحتِ تمتلكين الكثير من الجرأة الآن.. لا
أعلم إن كنتِ غبية أو ساذجة.. أولا قمتِ بشن الحرب على مملكتي وثانيا تريدين رؤية ابنتكِ..
وكأن ذلك سيحدث "
بدأ جسدها يرتعش بقوة ولم تمتلك الجرأة لترفع رأسها وتنظر إليّ.. نظرت
إليها باستهزاء وأمرت سيرنوك قائلا
" خذها إلى القصر.. والأفضل لها أن لا تتكلم معك وإلا اقتلعت حُنجرتها
من مكانها "
تأملني سيرنوك بغرور
ثم أجابني بوقاحة وبغضب
" أنا لستُ خادما لديك وحش الجبل حتى تأمرني ساعة ما تشاء و...
"
قاطعتهُ قائلا بعدم
" أها.. أنتً كذلك بالفعل.. إن أردتَ أن تبقى في قصري عليك
بطاعتي سيرنوك وإلا ركلتُك خارج مملكتي برحابة صدر "
فتح عينيه ونظر إليّ بدهشة ثم تجهمت ملامح وجهه وحمحم بغيظ ثم انحنى
وأمسك أثيا من معصمها ورفعها قائلا
" هيا بنا.. سوف ترافقيني إلى قصر دراكولا "
بالكاد استطاعت الوقوف وهي منحنية الظهر ورأسها إلى الأسفل وبدأت تسير
خلف سيرنوك بخطواتٍ مهزوزة بطيئة ثقيلة.. هي تعلم جيدا أنها ذاهبة إلى حتفها.. لا
يجب أن تراها متوحشتي وتعرف بتواجدها في قصري.. لا يجب أن تعرف لأنني سأكره جدا أن
تفشل مُخططاتي...
أمرت الحُراس والذين كانوا يحرسون حدود الجبل بالعودة إلى القصر
وتابعت السير ناحية قصري برفقة أروس و إيفوس وذئبة داستر الحزينة ..
ما أن اقتربنا من حدود القصر كان الجميع بانتظارنا مع كلايتون أمام
بوابة قصري الجميل المُظلم وبدأوا يهتفون بسعادة... رفعت يدي عاليا وبسرعة ساد
الصمت في الأرجاء..
تأملت الجميع بنظراتي الحادة
ثم أمرتهم ببرود
" أدخلوا إلى القصر وليتابع الجميع مهامهم كالمعتاد.. كلايتون
أريدُك أن تبقى هنا قليلا "
وفورا دخلوا إلى القصر.. وقفت أمام كلايتون وقلتُ له بأمر
" عليك أن تذهب مع بعض الرجال إلى قرية المتحولون وتجلب الذكور
فقط إلى غابيغا.. عليهم أن يعيدوا بناء ما دمرتهُ أميرتهم في قريتي.. ثم دعهم ينامون
في العراء واحرسوهم جيداً كي لا يتحولوا ويهربوا.. ومن يحاول الهروب أقتلوه دون رحمة..
وعندما تُنفذ ما أمرتك به يمكنك فعل ما اتفقنا عليه سابقا "
أجابني بسرعة وباحترام موافقا إذ عرف فورا أنني أريدهُ أن يذهب إلى
قرية فورن ويجلب منها ما طلبت منه.. عندما ذهب وقفت أمام أثيا ونظرتُ إليها بحدة و
بكرهٍ شديد..
ثم هتفت بحقد قائلا لها
" والآن حان دوركِ حتى أُصفي حساباتي معكِ "
اهتز جسدها بشدّة ولم أكترث لخوفها وعندما أردت أن أُصدر حُكمي عليها
سمعت صوت صرخة متوحشتي
" أمي ي ي ي ي ي ي..... "
رفعت نظراتي ناحية باب القصر وتجمدت عندما رأيتها ورأيت شقيقة ذلك
الملعون كلاوديوس خلفها.. وما أن همت بالركض ناحية أثيا أشرت بيدي للحراس كي
يمسكوا بها و بشقيقة ذلك النذل كلاوديوس بيرون....
فورتونا**
انتفضت فجأة عندما وقفت سيرنيتي و نظرت برعب إلى الخارج..
" مستحيل!!... "
همست برعب ورأيتُها تسير ببطء ناحية النافذة وتنظر إلى الخارج..
" لااااااااا.. خالتي.... "
هتفت سيرنيتي برعب وفورا ركضت ووقفت بجانبها وجحظت عيناي بينما كنتُ
أنظر بصدمة كبيرة بسبب ما رأيته......
أمي هنا بالفعل!!!.. أمي أثيا هنا!!!.. أمي على قيد الحياة!!!!.. أمي
لم تمت!!!!....
كنتُ أنظر إليها وشعرت بشيء يبلل وجنتاي.. رفعت يدي المُرتعشة ووضعتها
على وجنتي ومسحت دموعي.. لقد كنتُ أبكي دون أن أشعر..
" من.. من هذه الذئبة البيضاء مع إيفوس؟!... "
سمعت سيرنيتي تهمس بقلق لكنني لم أكترث.. ابتعدت عن النافذة و استدرت
ثم ركضت خارجة من الغرفة..
" فورتونا.. إلى أين أنتِ ذاهبة؟!.. انتظريني... "
هتفت سيرنيتي برعب لكن لم أهتم بالرد عليها كان كل تفكيري مُنحصر
بأمي.. يجب أن أراها فورا..
أمي حبيبتي على قيد الحياة ولايسن جلبها إليّ.. كنتُ أركض دون أن أرى
شيئا أمامي وأنا أبكي وأضحك بفرح.. لقد جلبها إلى هنا من أجلي.. لم أستطع التصديق بأنهُ
فعل ذلك من أجلي لكن المهم أنها هنا...
لايسن ليس بوحش.. إنه جيد في النهاية..
ركضت وأنا أضحك بسعادة لا توصف بينكما كنتُ أُفكر بوجع الضمير.. كم
كنتُ غبية لأنني أردت أن أفعل ما خططت بفعلهِ مع جدي.. جيد أنني كنتُ مُترددة ففي
النهاية وحش الجبل جلب أمي إلى هنا من أجلي.. هو ليس بشرير كما كنتُ أظن...
خرجت من القصر وصرخت بقوة
" أمي ي ي ي ي ي ي..... "
بكيت أكثر بسعادة بينما كنتُ أرى أمي وأنا غير مُصدقة بأنها أمامي..
رأيتها ترفع رأسها وتلاقت نظراتنا.. نظراتي السعيدة و المُتشوقة و المُتلهفة تلاقت
بنظراتها المصدومة والخائفة..
وما أن هممت لأركض واحتضنها شعرت بيدين تمسك بكتفي و تجمد جسدي و
حركتي.. نظرت إلى الخلف ورأيت حارسا خلفي.. كان ينظر أمامه ببرود وهو يحكم إمساك
كتفي بيديه..
" دعني.. ما الذي تفعله؟!.. أريدُ أمي.. دعني.... "
هتفت بوجهه وأنا أحاول أن أُحرر نفسي لكن دون جدوى.. نظرت ناحية
اليسار ورأيت حارسا آخر يمسك بـ سيرنيتي أيضا والتي كانت تنظر إلى خالتي بحزنٍ
كبير..
تجمدت بصدمة ونظرت أمامي ناحية أمي و لايسن.. كانت أمي تبكي بلوعة وهي
تُخفض رأسها إلى الأسفل أما لايسن كان يتأملني بنظرات باردة..
ابتسمت لهُ بوسع وقلت بسعادة
" شكراً.. شكراً لك لأنك جلبتها إلى هنا من أجلي.. أرجوك أُطلب
من حارسك كي يبتعد عني أريد أن أُعانق والدتي "
سمعت سيرنوك يشهق بقوة فالتفت ناحيتهُ ورأيته ينظر إليّ بحزن... اختفت
ابتسامتي وظهرت علامات التعجب على وجهي..
نظرت إلى لايسن وهمست قائلة له بضياع
" ما الذي يحدث هنا؟!! "
رأيتهُ يمسك بيد والدتي و جعلها تسير أمامه ليوقفها أمامي وكلمني
ببرود
" والدتكِ العزيزة شنت حربا على مملكتي منذ قليل.. أرادت قتلي
وقتل شعبي.. اسأليها بنفسكِ عن السبب "
فتحت فمي بدهشة وتوسعت عيناي بذهولٍ شديد بينما كنتُ أنظر إليها ثم
إليه ثم عاودت النظر إليها ببلاهة..
رمشت بقوة وشعرت بأن سعادتي الكبيرة برؤية والدتي من جديد اختفت كلياً.. شعرت بالخوف.. شعرت بالذعر والضياع.. وشعرت بقلبي سيتوقف عن النبض خوفاً
من الآتي..
تأملت والدتي ثم نظرت إلى لايسن بخوف وهمست لهُ بضياع
" لم.. لم أفهم.. أمي.. حــ.. حرب!!.. لم أفهم!!.. ما الذي تتكلم
عنه؟!.. أنتَ جلبت أمي إلى هنا من أجلي.. أليس كذلك؟!.... "
سألتهُ بيأس بينما ونظرت إلى أمي ورأيتها بحزن ترتجف ورأسها إلى
الأسفل وهي تبكي بلوعة وتشهق بجنون.. سمعت ضحكة لايسن الشريرة ثم قال بنبرة جافة
باردة
" فعليا لم أكن أعلم بأنها أمكِ قبل ظهر اليوم.. أما سبب جلبي
لها إلى هنا للأسف ليس من أجلكِ بل حتى أسمع منها ما هو السبب الرئيسي لـ شنها
الحرب على مملكتي وبعدها سأحكم عليها.. والآن بما أنكِ هنا اسأليها بنفسكِ عن
السبب "
نظرت بصدمة كبيرة إلى والدتي وسألتها بهمس وبأنفاسٍ متلاحقة دون أن
أشعر بأن دموعي قد أغرقت وجهي وياقة ثوبي
" هل صحيح ما قالهُ لي الآن؟!!... أمي.. أنظري إليّ أرجوكِ..
قولي لي بأن ما قالهُ غير صحيح وأنكِ هنا فقط من أجلي.. أرجوكِ.. "
رفعت رأسها ببطء وشملتني بنظراتها المُتفحصة الحزينة والمُشتاقة وفي
النهاية استقرت نظراتها على وجهي.. أغمضت كلتا عينيها بشدّة وهي تبكي وتشهق عاليا
ثم قالت لي من بين شهقاتها
" أمنيتي الوحيدة.. كانت.. أن أراكِ.. لم أنم ليلة واحدة دون أن
أراكِ في أحلامي.. سامحيني أرجوكِ.. ما.. ما قالهُ لكِ زوجكِ صحيح... "
فتحت عينيها ونظرت إليّ بانكسار وبدأت تخبرني كل ما حدث معها اليوم
وكيف قررت أن تشن الحرب على غابيغا.. عندما انتهت كان الصمت التام يسود المكان..
فجأة علت صرخات سيرنيتي الهستيرية
" لااااااااااااا.. لا خالتي.. أخي لم يفعل ذلك.. هذا ليس
صحيحا.. أخي كلاوديوس لن يفعل ذلك أبداااااااااااااا.. "
ارتعشت أوصالي وشعرت بدمائي تتجمد في عروقي.. ثم سمعت صوت ضحكات لايسن
القوية وصوت بكاء أمي وصرخات سيرنيتي.. رفعت كلتا يداي ووضعتها على أذناي كي لا
أسمع..
كنتُ جامدة في أرضي وأنا أنظر إلى أمي بعدم التصديق.. رفضت تصديق ما
قالته لي.. رفضت التصديق بأن عمتي من فعلت بأمي ذلك كي تنتقم منها بسبب ما فعلته
بها أمي أثيا وهي في تلك الزنزانة..
رغم أن أمي لم تذكر السبب أمام لايسن لكن أظنه يعرف بما فعلته.. وهنا
علمت بأنها هالكة لا محال.. سوف ينتقم من أمي أنا متأكدة من ذلك.. كم كنتُ غبية
لأنني ظننت بأنهُ جلبها إلى هنا من أجلي.. هو وحش لا قلب له ولا رحمة بداخله..
" ارموها في الزنزانة حاليا قرب زنزانة زوجها العتيد "
هذا ما سَمعتهُ أذناي قبل أن أرى حارسين يمسكون بأمي وسحبوها إلى
الأمام وأدخلوها إلى القصر.. كانت والدتي تصرخ بقهر و بلوعة شديدين قبل أن تختفي
من أمامي
" أرجوك.. دعني أحتضن ابنتي.. أتوسل إليك.. أريدُ ابنتي... أريدُ
فقط أن أضمها إلى صدري ولو لمرة واحدة.. أرجوك.... "
استفقت من صدمتي ثم أبعدت يداي عن أذناي وصرخت بقوةٍ رهيبة
" أمي ي ي ي ي... دعوهاااااااااااااا... "
حاولت أن أستدير وأذهب إليها وأمنعهم من أخذها لكن ذلك الحارس اللعين
منعني عن فعل ذلك.. بدأت أركل و أتخبط بين يديه وأنا أصرخ بهستيرية وسمعت ذلك
القذر لايسن يصرخ بغضبٍ رهيب
" توقفي عن المقاومة.. هي لا تستحق أن تكون أما لكِ.. و..
سيرنوك يمكنك الذهاب إلى غرفتك "
" أنا أكرهُك أيها الشيطان الخنزير والقذر.. أتمنى أن تتعفن في
الجحيم لمدى حياتك أيها اللعين "
كنتُ أتنفس بسرعة ونبضات قلبي كانت تتسابق بسرعة كبيرة لدرجة التي
جعلتني أشعر وكأنه على وشك الخروج خارج صدري في أي لحظة.. رفعت يدي اليمنى ووضعتها
فوق قلبي المسكين وضغطت بكامل قوتي عليه استحلفه أن يظل في مكانه..
رأيت لايسن يقف بجمود أمامي ورأيت برعبٍ كبير عينيه تتحول إلى اللون
الأحمر وسمعت صوت تكسر العظام وبفزعٍ كبير رأيت جسده يتضخم وعظام وجنتيه وفكه
تتحرك ورأيت أنيابه تطول لتصل إلى أسفل ذقنه و طالت أظافر يديه لتتحول إلى مخالب
سوداء مُخيفة..
ارتعشت كل خلية في جسدي برعبٍ كبير ما إن رأيت منظرهُ أمامي.. لقد تحول
إلى وحشٍ مرعب ومخيفٍ جدا..
صرخة قوية غاضبة مُرعبة للنفوس خرجت من فم وحش الجبل وما أن تحرك
لمهاجمتي أغمضت عيناي بشدّة وعرفت بأنه سيقتلني لا محال لأنني أهنتهُ أمام قائديه
و سيرنوك وتلك الذئبة وحُراسه..
" لااااااااااا.. توقف أرجوك ك ك ك ك... لا تؤذيهااااااااااا..
هي حامل منك.... "
شهقات الجميع صدحت عاليا وساد سكون مخيف بعدها.. ولم أستطع أن أسمع
سوى أنفاس لايسن السريعة التي لفحت وجهي بقوة.. قلبي توقف عن الخفقان للحظة وتجمدت
الدماء في عروقي وشعرت بقلبي تنسحب منهُ الحياة وصقيعٌ مخيف ضرب كياني..
الصدمة التي شعرت بها الآن لم أشعر بها مسبقا في حياتي كلها.. وشعرت
بالتوتر في جسدي.. واصطكت أسناني كلها ولم أعد أستطيع الشعور بساقاي فارتخت وشعرت
فورا بذلك الحارس يحكم إمساكي بقوة لكن ليس بعنف كي لا أقع..
فتحت عيناي وأدرت رأسي ببطءٍ شديد إلى اليسار ورأيت سيرنتي تضع يديها
على فمها وهي تنظر إليّ بصدمة وبأسفٍ شديد بينما كانت تبكي بلوعة..
ثم أدرت رأسي ببطء مجدداً ونظرت إلى لايسن.. كان قد ابتعد عني عدة
خطوات إلى الخلف وعاد شكلهُ إلى طبيعته بينما كان ينظر بذهولٍ تام إلى بطني..
شعرت بالأرض تميدُ بيّ وبزلزال يضرب عالمي.. حياتي انهارت تحت أقدامي..
أحسست أنني سقطت في هوة عميقة وسقطت أحلامي حولي وحاصرتني من جميع الجهات..
تأوهت روحي بخفوت وكانت كرامتي تئن بلوعة وبضعف وبعذاب وانكسار.. أفقت
من غيبوبتي المؤقتة مدركة للواقع تماما وبما فعلهُ بيّ.. لقد كبلني بسلاسلهِ إلى
الأبد.. لقد جعلني حامل منه.. أنا حامل بطفل دراكولا شيطان...
شعرت بالوهن و بالضعف و الانهيار ولم أعد أستطيع أن أدعي القوة وأرتدي
قناع الصمود.. حاولت وحاولت أن أتشبث بأي أمل أنقذُ به انهيار عالمي لكنني لم أجد
سوى الألم..
" حامل؟!.. "
هتف لايسن بصدمة كبيرة بتلك الكلمة لكنني كنتُ في عالمي الخاص.. كنتُ
أنظر إليه دون أراه ولم أستطع أن أرمش حتى.. كنتُ غائبة ضائعة في تفكيري...
ركض لايسن وأمسك بـ سيرنيتي وهزها بقوة وهو يسألها بغضبٍ رهيب
" تكلمي.. هل ما تفوهتِ به الآن هو الحقيقة؟.. إن كنتُ تكذبين
سوف أقتلكِ فوراااااااااا.. تكلمي.. كيف عرفتِ بأنها حامل؟ "
ارتعش جسدي بقوة عندما سمعتُها تقول له ببكاء
" لقد.. لقد شعرت بنبضات قلب الجنين في رحمها عندما غابت عن
الوعي و وضعت يدي على بطنها.. أنا لا أكذب صدقني.. ابنة خالتي حامل منك.. هي تحمل
في أحشائها طفلك "
اهتز جسدي بقوة وأغمضت عيناي بألم إذ عرفت بأنها لا تكذب كي تحميني
منه.. كم أردتها أن تنكر وتخبرهُ بأنها قالت ذلك كي تمنعه من قتلي.. لكن كل آمالي
ذهبت سدّى.. توقف الزمن حولي ولم أعد أستطيع التحمل أكثر وشعرت بجسدي يرتخي
بأكمله..
" فورتونااااااااااا... "
سمعت صرخة الوحش المُرتعبة باسمي وشعرت بيديه تمسكني وترفعني ليحملني
مثل العروسة بين يديه.. عرفت بأنه هو من حملني لأن يديه أحرقت جسدي..
أريدهُ أن يبتعد عني لكنني لم أستطع أن أفتح عيناي أو حتى أفتح فمي لأعترض
وأطلب منه الابتعاد.. كان عقلي وجسدي في حالة إنكار.. سمعته يتكلم مع أحد حُراسه
ويلقي أوامره عليهم
" أعيدوها إلى جناح إيفوس.. ثم أريدكم أن تذهبوا إلى القرية
عندما يأتي كلايتون مع المتحولون.. أريدكم أن تأمروهم بما يتوجب عليهم فعله ابتداء من الغد وبعدها يمكنكم العودة إلى هنا "
أحكم شد جسدي إلى صدره أكثر وبدأ يسير بي داخلا إلى القصر.. بعد دقائق
قليلة شعرت بجسدي يوضع برفق على الفراش وأحسست به يجلس بجانبي.. شعرت بيده تُمسد
برقة على جبهتي ثم بدأ يُبعد خصلات شعري عن وجهي..
" سوف تكونين بخير.. سأعتني بكِ جيدا وأحميكِ وأحمي ابني.. لا
تقلقي.. كل شيء سوف يكون على ما يرام... أعدُك... "
كم أردت أن ابعاد يده عن وجهي والتي كانت تلمس وجنتاي برقة.. سالت
دموعي من عيناي بكثرة.. أنا لا أريدُ حمايته.. أنا لا أريد أن أحمل في أحشائي
طفله.. أنا لا أريد أن يكبر ذلك الوحش بداخلي.. أريد أن أعود إلى عالمي مع أمي
وأبي وأعيش بسلام..
" لا تبكي.. أنا ســ... "
فجأة دبت القوة بداخلي فتحت عيناي ونظرت إليه بغضبٍ كاسح وانتفضت مُبتعدة
عنه ثم وقفت في الجهة الأخرى من السرير وأنا أترنح ورفعت أصبعي السبابة ناحيته
وصرخت بوجهه بعذاب و بألم و بكرهٍ شديد
" أنت.. أنتَ أقذر مخلوق شاهدتهُ في حياتي.. لقد كنتُ أكرهُك
سابقا لكنني الآن بتُ أمقتُك وأكرهُك أضعافا.. لقد سلبتني كل شيء.. سلبتني حياتي
وحريتي وآمالي وعذريتي.. والآن جعلتني حاملا منك أيها اللعين "
وقف ونظر إليّ بذهول.. الحقير اللعين سوف أُريه.. فكرت بكره لكنني شعرت
بالصدمة عندما سمعتهُ يقول لي بنبرة حنونة غير متوقعة
" اهدئي ولا تنفعلي.. هذا ليس جيدا للجنين "
جُن جنوني بالكامل وقفزت بهستيرية وبدأت أصرخ بلوعة وبكرهٍ كبير وأنا
أخبط بكلتا يداي على بطني بقوة
" أنتَ خائف على هذا الوحش الذي يكبر في أحشائي؟... أنا لا
أريده.. أخرجوه مني.. لا أريده.. لا أريده.. أخرجوه... آاااااااااااااه... "
تأوهت بألم عندما بلمح البصر أصبح لايسن أمامي وأمسك يداي ووضعهم خلف
ظهري بعنف وصرخ بوجهي بغضبٍ مهول أرعب روحي
" إن أصاب مكروه طفلي و أجهضته سوف أقتل أمكِ وأباكِ اللعينين
أمام عيناكِ ثم صديقتكِ المصون دينا وذلك الكاهن ثم سأدخل إلى عالم البشر وأُحرق
البشرية بأكملها وبعدها سأقتلكِ ببطءٍ شديد.. هل فهمتِ؟.. إياكِ ثم إياكِ أن تؤذي ابني
وإلا نفذت تهدي لكِ أيتها المتوحشة.. إن أذيت طفلي بأي طريقة كانت قبل أن تنجبيه سأحول
حياتكِ إلى جحيمٍ مُشتعل.. هل فهمتِ؟ "
ارتعشت مفاصلي بشدّة ونظرت إليه برعبٍ كبير.. حرر قبضته الممسكة بيداي
ثم أمسكني بكتفي وهزني بقوة ثم توقف عن هزي وهتف بصوت أصم أذناي
" تكلمي واللعنة.. هل فهمتِ ما قلتهُ للتو؟ "
نظرت إليه برعب وأجبتهُ بتلعثم
" نـ.. نعم "
أبعد يديه عن كتفي وقال ببرود
" جيد.. والآن نامي واستريحي.. غدا سأهتم شخصيا بغذائكِ
وبصحتكِ.. هذا قراري ولا نقاش به.. وعليكِ أن تنفذي جميع أوامري فوراً ودون أي
اعتراض.. لقد أحضروا لكِ ملابس وتم وضعها في الخزانة.. ارتدي منامة واخلدي للنوم..
إن عُدت ورأيت بأنكِ لم تنفذي أوامري سوف يكون لي تصرف آخر معكِ "
وخرج من الغرفة بعاصفة وأغلق الباب خلفه بعنفٍ شديد.. قفزت في مكاني
بخوف وشعرت بقلبي يسقط إلى معدتي.. جلست على الأرض وبدأت أبكي بلوعة و بعذاب
كبيرين..
ما هذا الجحيم الذي أعيشهُ الآن؟!.. ما الذي فعلته في حياتي الماضية
لكي تُصيبني هذه اللعنة؟!!... أنا بالفعل أدفع ثمن أخطاء أمي و أبي.. ما ذنبي
أنا؟!..
بعد مدة وقفت وتوجهت ناحية الخزانة وأخرجت منها رداء نوم أبيض طويل
ومحتشم وملابس داخلية ثم دخلت الحمام إذ قررت أن أستحم... عندما انتهيت خرجت من
الحمام ونظرت إلى تلك الشموع المضيئة.. بدأت أطفئها واحدة تلوى الأخرى حتى في
النهاية وقفت أمام الأخيرة.. نظرت إلى لهيب الشمعة والذي كان يتلوّى أمامي..
ثم قررت عدم إطفائها.. ابتعدت ونظرت أمامي بتصميم و بغضب ثم همست
بكرهٍ كبير
" لا.. أنا لن أستسلم أبدا.. سوف ترى ما أستطيع فعله أيها الوحش
الشيطان.. سأفعل ما خططت لفعله مع جدي.. وعندها سترى بأم عينيك كيف سوف تتحول إلى
بشري قذر أنتَ وشعبك بأكمله.. عندها سأتخلص من ابنك قبل أن ينمو أكثر في أحشائي
ولن يردعني شيء عن فعل ذلك.. لأنني أكرهه كما أكرهُك أيها النذل.. سوف ترى قريبا
فورتونا غراد ما تستطيع فعله "
ابتسمت بمكر ثم استدرت وذهبت ناحية السرير و تسطحت عليه ثم رفعت
الغطاء على جسدي وغرقت بنومٍ عميق وأنا مرتاحة البال...
سيرنيتي**
كنتُ أسير بتوتر و بخوفٍ كبير في الغرفة بعد أن أعادوني الحراس إليها بأمر
من الملك لايسن.. وبدأت أندب حظي المقرف..
يا للهول.. يا للمصيبة.. ما الذي فعلته؟!!.. كم أنا حمقاء وغبية.. ما
الذي فعلته؟!.. هل كان من الضروري أن أصرخ بخوف وأخبره بأنها حامل منه؟!.. غبية..
غبية سيرنيتي.. لكن لا.. لقد كان على وشك قتلها.. نعم لقد أنقذت حياتها.. لو لم
أفعل ذلك كان سيقتلها لأنها أهانته..
عندما أخذوا خالتي إلى الزنزانة شتمتهُ فورتونا أمامنا.. لم يتجرأ أحد
على فعل ذلك أبداً.. لقد ارتعبت عندما رأيتهُ يتحول إلى شكلهِ الحقيقي المخيف..
لقد سمعت مسبقا أنه يستطيع التحول إلى وحشٍ مُرعب لكنني ظننتها مُجرد تخاريف ولكن
عندما رأيته بأم عيني يتحول شعرت برعبٍ كبير إذ عرفت بأنه سيقتلها ولن يردعه شيء
عن فعل ذلك..
ودون تفكير صرخت وأخبرتهُ أنها حامل كي لا يقتلها.. لقد كان يرفع يده
بنية إدخالها إلى صدرها كي ينتشل قلبها بمخالبه المخيفة.. لقد كان قريبا جدا منها
ولم أستطع أن أصمت وأقف بأرضي وأشاهدهُ يقتلها.. لم أستطع... وقفت ومسحت وجهي بكلتا
يداي بتوتر وهمست بخوف
" غبية.. غبية.. لقد أفشيت السر دون أن أنتبه.. كم أنا حمقاء
وساذجة.. سوف تكرهني فورتونا الآن... "
فجأة انفتح باب الغرفة ودخل إيفوس بعاصفة راكضا باتجاهي.. أغمضت عيناي
وصرخة مرتعبة خرجت من فمي عندما أمسك ذراعي بقسوة وجذبني إليه هاتفا بعنف
" أريد أن أعرف الحقيقة كاملة منكِ أيتها القبيحة.. هل كنتِ
تعرفين بما فعلته خالتكِ المصون؟.. تكلمي؟ "
هو يعرف بما فعلتهُ خالتي بالأميرة فيري.. يا للهول... نظرت إليه برعب
وقلتُ له بخوفٍ مُهلك
" لقد.. لقد أخبرتني.. لكن صدقني لقد اعترضت على ما فعلتهُ
بالأميرة فيري.. لم يكن يجب على خالتي أن تُعاملها بتلك الطريقة القاسية والسيئة..
لم أكن أعرف بما فعلتهُ خالتي بها إلا عندما عادت بعد غيابٍ طويل.. لقد أخبرتني
وهي نادمة بسبب تعذيبها للأميرة ولم تقصــ... "
أفلتَ إيفوس يده الممسكة بذراعي ونظر إليّ بصدمة وسألني بدهشة مقاطعا
حديثي
" ما الذي قلتهِ للتو؟!!!.. أعدي ما تفوهتِ بهِ... أعيدي ما قلتهِ
لي وبسرعة "
ارتعش جسدي بعنف عندما أيقنت الخطأ الفاضح الذي فعلتهُ الآن.. لقد
ظننت أنه عرف بما فعلت خالتي بالأميرة فيري.. ما العمل الآن؟!...
لزمت الصمت ولم أستطع النظر إليه.. يا للكارثة لقد أفشيت سرا خطيراً
أمام قائد دراكولا.. وحش الجبل سيقتل خالتي الآن..
أمسك إيفوس مجددا بذراعي و هزني بعنف وهو يصرخ بغضبٍ مخيف أرعب روحي
" تكلمي يا لعينة.. ما الذي فعلتهُ أثيا بالملكة فيري؟! "
فتحت عيناي وسالت دموعي بكثرة فتوقف عن هزي وصرخ مجددا
" تحدثي قبل أن أقتلكِ يا امرأة "
فتحت فمي وهمست لهُ بذعر
" أنا أعتذر.. لقد تشوش تفكيري.. خالتي لم تؤذي الأميرة.. أعني
الملكة فيري.. وكيف ستفعل ذلك فهي تُحبها.. إن كنتَ تقصد الحرب.. لا لم أكن أعرف
صدقني.. "
حين نطقتُ بهذه الكلمات جُن جنون إيفوس تماما فاهتز لدى سماعها..
وفورا وضع يده على عنقي وكاد أن يخنقني..
كنتُ أفقد أنفاسي وكاد أن يُحطم حنجرتي بقبضته.. لكنني قاومته وابتعدت
عنه فجذبني من شعري و صفعني صفعة قوية وهو يُردد بصوت يعتريه الغضب و الجنون
" سأقتلكِ إن كذبتِ عليّ مجدداً أيتها الساقطة.. أخبريني الحقيقة
الكاملة وإلا طلبتُ من الملك قتل أخاكِ الليلة.. تكلمي "
جحظت عيناي ونظرت إليه برعب وفورا توسلت إليه بمرارة قائلة
" أرجوك.. لا تدع الملك لايسن يقتل أخي كلاوديوس.. أتوسل إليك لا
تفعل.. سأخبرُك كل شيء.. لكن أنا أتوسل إليك أُطلب من الملك كي يرأف بأخي ولا
يقتله.. أرجوك... "
أفلت قبضة يده عن شعري وكتف يديه ونظر إليّ باحتقار ثم قال
" سأطلبُ منه ذلك إن أخبرتني الحقيقة.. لكن.. إن علمت بأنكِ
تكذبين سأذهب مع الملك ليقتل شقيقكِ اللعين وبعدها سأجلب لكِ رأسه على طبق من
الذهب من صنع مملكته ثم سأتفنن بقتلكِ.. هيا تكلمي "
ارتعشت أوصالي بعنف ورغما عني بدأت أخبرهُ بالتفصيل ما فعلته خالتي
بالملكة فيري عندما وضعها والدها ديوس في الزنزانة بعد اكتشافه بأنها ترى في
الخفاء الملك مالون..
كنتُ أبكي وأنا أشهق بلوعة عندما انتهيت من سرد كل الحقيقة له.. كان
إيفوس جامد بأرضه وهو ينظر إليّ بذهول.. ثم خرج بعاصفة من الغرفة وسمعته يصرخ
قائلا لأحد حراسه
" ليس الآن سأرميها لك لاحقا.. ربما عندما أعود "
سقطت على الأرض بانهيار وأنا أرتعش بجنون من كثرة الرعب.. لا إيفوس لن
يرميني لحراسه.. مستحيل هو لن يفعل ذلك بي...
بدأت أبكي بلوعة خوفا على خالتي وعلى نفسي.. لقد فتحت أبواب الجحيم
على خالتي أثيا.. أتمنى أن تسامحني لأنني لم أقصد.. لم أقصد أن أُفشي بسرها...
غبائي هو السبب....
لم أعرف كم من الوقت قد مضى وأنا أبكي دون أن أهدأ.. ساعة ساعتين لا
أدري... وجهي كان منتفخ بسبب صفعات إيفوس وعيوني لم أعد أستطيع الرؤية بهما من
كثرة البكاء..
عندما توقفت نهائيا عن البكاء وقفت وأنا أترنح ومشيت بخطوات مهزوزة
ناحية الحمام.. غسلت وجهي ثم خرجت وشربت بعض من المياه كانت موضوعة على المنضدة
بإبريق من الفخار..
تنهدت بأسى لكن فجأة ارتعش جسدي بعنف عندما أمسك بي أحدهم من الخلف
واضعًا يده فوق فمي كاتمًا أنفاسي لتصدر عني صرخة مكتومة وأنا أحاول التقاط أنفاسي
بصعوبة بفعل ضغط يده القوية وهو يحيط بيده الأخرى خصري مقيدا جسدي فوق جسده الضخم
خلفي جاذبا إياي عنوة وبالقوة لوسط الغرفة رغم مقاومتي وأنا أحرك قدماي في الهواء
محاولة بكلتا يداي نزع يده من فوق فمي وإبعادها لكنني لم أستطع لأشعر بشيء لزج
يوضع فوق عنقي..
كان يمرر لسانه على بشرة عنقي لتتسع عيناي برعب شاعرة بجسدي يتجمد
وقلبي يتوقف من كثرة الخوف للحظة ثم ينبض بجنون عندما توقف عن لحس عنقي..
ثم ارتعش جسدي برعبٍ كبير بينما كنتُ أستمع لصوت أنفاسه الخشنة يتردد
في أذني وهو يهمس بصوت كفحيح الافعى
" أخيرا قال لي القائد إيفوس أنه باستطاعتي أن أحصل عليكِ..
إياكِ أن تقاوميني.. سوف أمتعكِ وأضاجعكِ بعنف لدرجة أن دماغكِ سوف ترتج من كثرة
المتعة "
توقفت يداي و ساقاي عن الحركة فجأة و سالت دموع حزينة مُتألمة مُنكسرة
على وجنتاي..
إيفوس فعلها.. لقد نفذ تهديدهُ لي.. سوف يُدنس جسدي بلمسات وقبلات
غيره..
مستحيل أن يفعل إيفوس ذلك بي!!.. مستحيل!!!...
قلبي انشطر إلى نصفين من شدّة الألم وحبست أنفاسي داخل صدري.. لأسمعه
يصدر صوت ضحكة شريرة مكتومة ثم قال
" متحولة مطيعة.. أحسنتِ.. كوني هادئة وسوف نستمتع سويًا أكثر
"
صدر عني صوت مكتوم وأنا أحرك رأسي نفيا متوسلة أسفل يده وأنا أجهش
بالبكاء والدموع تتساقط من عيناي وفوق وجنتاي كالنهر.. أجبرني على التمدد على ظهري
فوق الأرض جالسًا فوق خصري وكأنه يمتطي حصانا وقد ثبت ثقل جسده عليّ وهو ما يزال
يضع يده فوق فمي ممرا يده الثانية فوق رقبتي نزولا إلى صدري..
عندما رأيت من هو اهتز جسدي بعنف.. إنه ذلك الحارس الذي جلب القضيب
الحامي لـ إيفوس.. لقد ارتعبت منه سابقا بسبب نظراته لي عندما وشمني إيفوس.. أنيت
برعب وبدأ صدري يعلو ويهبط بجنون وأنا أرى عينيه والتي كانت تلمع بشهوة كبيرة..
شهقت شهقة بكاء وخوف وأنا أتضرع وأتوسل إلى إيفوس بداخلي أن يأتي
ويساعدني ولا يدعني أمر مرة أخرى بما مررت به اليوم ومع شخصٍ غيره.. مع شخص ليس
برفيقي....توقفت أصابعه فوق فتحة فستاني على الصدر.. أدخل أصابعه قليلا إلى الداخل
ثم أمسك بالقماش وأخذ يمزقه ليكشف عن صدري أمام عينيه..
" مممممممممممم....... "
صرخة مكتومة مذعورة ورافضة خرجت من فمي بينما هو كان يتأمل مفاتني بشهوة
كبيرة..
" جميل.. صدركِ رائع وحلماتكِ مدهشة "
سالت دموعي بفزعٍ كبير عندما همس بنشوة وكنتُ رافضة فكرة أن يرى أحد
مفاتني غير رفيقي إيفوس.. حاولت تغطية صدري بيدي فرفع يده التي على فمي بسرعه
صافعا وجهي بقوة بصفعة كادت أن تقتلع أسناني كلها من مكانها.. شعرت بالدوار للحظات
وأنا على وشك فقداني للوعي وسمعتهُ يهتف بحدة
" قاوميني وسوف أقوم بقطع عنقكِ الجميل بمخالبي أيتها العاهرة "
بكيت برعب وبدأت أصرخ بجنون
" إيفوس س س س س س س.... ساعدني.. إيفوس ساعــ.. "
صفعني مرة أخرى وهو يقول بفحيحٍ مُرعب
" لن يساعدكِ القائد.. لقد أرسلني لأستمتع بكِ أيتها المتحولة
المثيرة "
أخفض وجهه باتجاه عنقي محاولا تقبيله بفمه لكنني رفعت كلتا يداي و
حاولت دفعهُ بعيدا عني بأقصى قوة أمتلكها وأنا أتحرك أسفله بجنون و أُحرك رأسي
رفضا و إنكارا لما يفعله وخاصة لما قاله لي..
" إيفوس أرجوككككككك.. ساعدني... لا تدعهُ يفعل ذلك بي.. أرجوك...
"
امسك بكلتا يداي بيده ووضعهما خلف رأسي وثبتهما ثم بدأ يمتص عنقي وهو
يُصدر أصوات متلذذة جعلت بدني يقشعر بتقزز وبقرف منه..
صرخاتي و بكائي لم يتوفقا للحظة.. كنتُ أستجند بمعذبي كي يساعدني لكن
يبدو أن لا أمل من أن يرق قلبه ويرحمني من عذابي.. لو يعلم أنني مايت الخاصة به
سيندم للأبد على ما يفعلهُ بي الآن...
الألم الذي أعيشهُ الآن وفي هذه اللحظة لا يوصف.. أنين معذب خرج من
فمي عندما قام بتمزق كامل الفستان وانهال على صدري ينهشه بأسنانه..
" لاااااااااااااااااااااا.. إيفوس.. إيفوس.. النجدة ة ة ة ة..
ساعدني ي ي ي... أرجوك... "
فجأة سمعت صوت خبطة قوية ارتجت معها حيطان الغرفة بأكملها ورأيت بذهول
إيفوس يقف خلف ذلك الحقير وعيونه حمراء مثل الدم..
سحبه من قميصه عاليا وأداره ورأيت أنياب إيفوس تظهر بوضوح عندما صرخ
بغضب جعل قلبي يرتعش
" أيها القذررررررررر.. كيف تجرأت على الدخول و
لمسهااااااااااااااااا؟؟... لا أحد..... لا أحد...... لا أحد يجرؤ على لمس شيء أنا
أمتلكهُ أيها اللعين "
وبرعب رأيته يُدخل يده في قفصهِ الصدري لتخرج من خلف ظهره وبقبضته كان
يمسك قلبه..
سحب إيفوس يده وأخرجها ورأيته
يضغط بقوة قلب ذلك القذر بقبضته ثم وضعه في فمه بعنف ثم رفع يده اليمنى وقطع له
رأسه بمخالبه.. من رعب المنظر أمامي أغمضت عيناي وارتخى جسدي وذهبت إلى عالمي
الخاص....
استيقظت بعد مدة وفتحت عيناي بضعف ورأيت نفسي نائمة على الفراش وشعرت
بأحد يضع شيئا رطبا على وجنتاي.. نظرت ناحية اليمين ورأيت إيفوس يجلس بجانبي وهو
يمسك بيده قطعة قماش صغيرة وبحضنه كان يضع وعاء صغير به مياه..
رأيته يضع قطعة القماش بالمياه ثم يرفعها ويعصرها وعندما رفع نظراته
تلاقت نظراتنا ببعضها.. لأول مرة أرى إيفوس يتأملني بعطف وبحنية وبأسف...
ارتعشت شفتي السفلية بشدّة وبعذاب بدأت أبكي وأشهق بألمٍ كبير..
أبعد إيفوس الوعاء ووضعه على المنضدة قرب السرير و لصدمتي اقترب ناحيتي وعانقني
بحنية..
كان وجهي يستريح على صدره.. رفعت يداي وأمسكت بقميصه وأغرقت وجهي
بصدره وبدأت أبكي بألم و بعذاب وأشتكي له بدموعي عن ما حدث لي..
" هشش.. اهدئي.. أنتِ بأمان.. لقد انتهى كل شيء.. لن يجرؤ أحد على الاقتراب منكِ بعد الآن.. لن أسمح لأحدث بفعل ذلك "
بكيت وبكيت حتى في النهاية غرقت بالنوم بين أحضان إيفوس...
استيقظت في الصباح ورأيت نفسي نائمة على صدر إيفوس.. ابتسمت بسعادة
وبدأت أقبلهُ بقبلات رقيقة على صدره كي لا يشعر بقبلاتي ويستيقظ..
" مايتي.. حبيبي.. رفيقي المُقدر.. أتمنى أن تصطلح الأمور بيننا
وتُحبني كما أفعل "
همست بسعادة بتلك الكلمات ولكن فجأة انتفضت بفزع عندما أحسست بيدين
تمسك بكتفي وتُبعدني بعنف.. نظرت برعب إلى إيفوس ورأيته ينظر إليّ بغضب وهو يتنفس
بسرعة..
" ما الذي قلتهِ للتو؟ "
سألني بغضب فارتعشت أوصالي برعب.. تبا كم أنا غبية كيف لم أعرف بأنه
قد استيقظ.. أخفضت نظراتي ولم أجرؤ على النظر إليه..
" آااااااااااه.... "
تأوهت بألم عندما وقف إيفوس وسحبني وجعلني أقف أمامه.. تأملني بنظرات
غاضبة وهمس بفحيح
" أعيدي ما قلتهِ.. ولا تدعيني أُعيد كلامي.. هيا تكلمي "
أجبته بتلعثم و بخوفٍ كبير
" أنتَ هــ.. هو مــ.. مايتي.. أنتً رفيقي المُقدر.. أنا فقط..
تمنيت أن.. تشــ.. تشعر بي و... "
هزني بعنف وهو يصرخ بغضب
" أيتها اللعينة.. إياكِ أن تذكري هذا مرة أخرى خاصة أمام أحد..
وإلا قتلتكِ "
نظرت إلى الأسفل بانكسار ورأيت نفسي أرتدي إحدى قمصانه.. يا لسخرية
القدر سابقا مزق قميصه ومنعني من لمس ثيابه وفي الأمس هو بنفسه جعلني أرتدي إحدى
قمصانه عندما كنتُ غائبة عن الوعي..
والآن بسبب غبائي مجددا جعلته يغضب مني بعد أن رق أخيرا نحوي.. لا
أدري كيف تملكتني الشجاعة إذ رفعت رأسي ونظرت إليه بكبرياء وقلتُ له
" تستطيع أن تجعلني أصمت إلى الأبد ولكنك لا تستطيع أن تُغير
القدر.. أنتَ رفيقي.. أنتَ مايتي.. وأنتَ لديك ذئـــ... آاااااااااه... دعني أرجوك...
"
صرخت برعب في النهاية عندما التمعت عيونهُ بشرارات الغضب وأمسكني
بذراعي وسحبني خلفه ورمى بي أمام مرآة بإطار خشبي ذهبي اللون مزخرفة بنقوش
غريبة..
كانت المرآة موضوعة في زاوية الغرفة ناحية اليمين وكانت طويلة تعكس كل
جسدي.. أمسك إيفوس كتفي بيد و باليد الأخرى جذب وجهي وجعلني أنظر في المرآة وأخذ
يصرخ وهو يهزني بقوة قائلا
" أنظري.. أنظري وتأملي جيدا مدى قبحكِ.. من يمكنهُ أن يُحب امرأة
مثلكِ قبيحة؟!.. أنظري وتأملي جيدا هذا الوجه وهذا الجسد.. أنتِ بلهاء وساذجة.. من
سيحبكِ؟!.. لا أحد.. رغم أنكِ رفيقتي إلا أنني لا أشعر بكِ ولا أرغبكِ لأنكِ قبيحة
لحد اللعنة "
تجمدت ليس من كلماته المؤلمة لي بل لأنه للتو اعترف لي بأنهُ يعرف
بأنني رفيقته.. شاهد نظراتي المصدومة وتجمدت يديه إذ أيقن ما تفوه به للتو..
انتفضت مُبتعدة عنه ونظرت إليه بذهولٍ شديد ثم همست بألم وبحرقة قلب
ينزف من الوجع
" أنتَ تعرف؟!!!... كنتَ تعرف؟!!.. كل ذلك الوقت وأنتَ تعلم
بأنني رفيقتك!!.. ومع ذلك عاملتني كعاهرة وضربتني وقمتَ بوشمي وألمتني واغتصبتني
"
نظرت إليه بقهر ثم صرخت بعذاب و بغضب بوجهه
" لماذااااااااا؟؟!!.. لماذا فعلتَ كل ذلك بي وأنتَ تعلم بأنني
رفيقتك المُقدرة وأنا لا ذنب لي بما فعلهُ شقيقي كلاوديوس لتنتقم مني.. أجبني؟..
ما ذنبي لتفعل بي ذلك رغم معرفتك للحقيقة؟! "
رأيت عروق يديه وعنقه تنفر لكنني لم أخف منه بل ظللت ثابت في أرضي
وأنا أنظر إليه بعذاب و بألم..
اقترب مني خطوة واحدة ونظر بشر إلى عيناي قائلا
" إن تفوهتِ لأحد بأنكِ رفيقتي المُقدرة سأقتلكِ سيرنيتي "
هززت رأسي بعجز ثم نظرت إليه بقرف وقلتُ له ببرود
" لا يُشرفني أن تكون رفيقي المُقدر أصلا.. لا تقلق لن أُخبر
أحدا بذلك لأنني أكرهُك "
رأيت عيونه تلمع وفورا أمسكني من شعري وصرخة قوية متألمة خرجت من فمي
عندما بدأ يجرني ورماني على الأريكة بعنف ثم رايته برعب يذهب ناحية الخزانة وأخرج
ذلك السوط منها واقترب ليقف أمامي ورفع السوط وقبل أن يهوي به على جسدي قال بكره
" سأريكِ كيف لا يشرفكِ أن أكون رفيقكِ المُقدر أيتها العاهرة..
وسوف أجعلكِ تكرهينني أكثر فلا تقلقي "
صرخاتي ملأت الغرفة عندما بدأ يجلدني بذلك السوط.. ضربة.. ضربتين..
ثلاثة.. شعرت بأوتار حنجرتي تتمزق بسبب صرخاتي المتألمة..
" إيفوس.. توقف حالاااااااااااا.. ما الذي تفعله؟!.. هل فقدتَ
عقلك؟! "
تجمد إيفوس بأرضه عندما سمع صرخة تلك المرأة.. كان جسدي ينتفض بقوة من
شدة الألم وأنا متكورة على نفسي وأحمي وجهي بكلتا يداي..
رفعت رأسي قليلا ورأيت امرأة جميلة تقف أمام الباب وهي تنظر إلينا
بذهولٍ تام..
" أمي!!!.. ماذا تفعلين هنا؟! "
هي أمه؟!!.. تساءلت بدهشة ورأيتُها تقترب منه لتقف أمامه وهي تنظرُ
إليه بغضب.. سحبت السوط من يده ورمتهُ بعيدا ثم صفعة قوية تلقاها إيفوس منها جعلت
رأسه يلتف بقوة ناحية الشمال..
شهقت بصدمة واهتز جسدي برعب.. سيقتلني الآن لأن والدتهُ ضربته بسببي..
ارتعش جسدي من الخوف عندما سمعت والدتهُ تهتف بغضب عليه
" تجلد فتاة لا حول لها ولا قوة بالسوط!.. أنا لم أقم بتربيتك لتعامل
النساء بهذا العنف.. خيبتَ أملي بك إيفوس "
ثم نظرت إليّ ورأيتُها تفتح عينيها بصدمة ثم نظرت إلى إيفوس وصفعة
أخرى تلقتها وجنته جعلت قلبي يعتصر بألمٍ عليه رغم أنه لا يستحق أن اتألم من أجله..
وسمعت والدتهُ تهتف من جديد بغضب أعمى عليه
" أنتَ من فعل بها ذالك؟ّ.. تكلم إيفوس.. أنتَ من ضربتها بهذا
الشكل العنيف؟! "
رأيتهُ بدهشة كبيرة يُخفض رأسهُ إلى الأسفل أمامها
ثم رفعه ونظر إليها بخجل وقال لها بهمس
" نعم "
نظرت والدتهُ إليه بعدم التصديق و التمعت عينيها بالدموع وقالت بذهول
" لا أستطيع التصدق.. لا أستطيع التصديق بأنك من فعل ذلك بها..
كيف طاوعك قلبك بفعل ذلك بها؟!.. هل جُننت؟ "
رفع إيفوس رأسه ونظر إلى أمه وقال لها بهدوء
" هي شقيقة كلاوديوس بيرون.. لقد استحقت كل ما فعلتهُ بها.. كما
أنها هدية لايسن لي وأستطيع فعل ما أشاء بها.. لذلك أمي عليك أن تتفهمي سبب
مُعاملتي لها بهذا السوء لأنها تستحقه "
نظرت والدتهُ إليه بصدمة كبيرة ثم تأملتني بدهشة وهمست قائلة
" أنتِ الأميرة سيرنيتي؟ "
أجبتُها بتلعثم وبرعب
" نـ.. نعم "
أغمضت عينيها لثواني ثم فتحتها وتأملتني بنظراتٍ عطوفة ثم التفتت إلى
الخلف ونظرت إلى إيفوس وقالت بحدة
" حتى لو كانت شقيقته لا ذنب لها بما فعلهُ شقيقها.. لن أُسامحك
أبدا على ذلك.. والآن.. "
اقتربت مني وأمسكت ذراعي بحنية وساعدتني بالجلوس ومسحت دموعي بأصابعها
وقالت لي بنبرة حنونة
" هيا سوف تأتين معي.. أنتِ لن تبقي هنا معه للحظة أخرى "
انتفض جسدي برعب عندما سمعت القائد إيفوس يهتف بغضب أعمى
" مستحيل.. لن أوافق.. هي ستبقى هنا معي.. مكانها هنا "
وارتعش جسدي بقوة خوفا منه.. استدارت أمه وقالت له ببرود
" اعترض كما يحلو لك.. لكن ضع برأسك اليابس هذا أنها ستأتي برفقتي
وأنني لن أتركها هنا معك حتى لو طلبتَ من لايسن ذلك.. أنا لم أتعب بتربيتي لك كي تُصبح
مُجرد منتقم أحمق يضرب فتاة لا ذنب لها.. عندما تريد الإعتذار منها يمكنك القدوم
إلى قصر كلاي.. هي ستعيش معي هناك في قصر والدُك.. وإياك أن تفكر بأخذها عنوة
وبالقوة من هناك فعندها لن تراني مجددا و إلى الأبد "
توسعت عيناي بذهول بسبب ما قالته وساعدتني بالوقوف ثم أزالت معطفها
وساعدتني بارتدائه ثم ارتديت حذائي وخرجت برفقتها من غرفة إيفوس..
لم أستطع أن أنظر إليه كي لا أضعف وأقول لها بأنني أرغب بالبقاء معه..
ربما هذا أفضل لكلينا كي أبتعد عنه.. يكفي أنه يكرهني ويرفض فكرة أنني رفيقتهُ
المقدرة...
لايسن**
" أنا أكرهُك أيها الشيطان الخنزير والقذر.. أتمنى أن تتعفن في الجحيم
لمدى حياتك أيها اللعين "
الغضب الذي تملكني بسبب شتمها لي أمام قائديّ وحراسي و سيرنوك و تلك
المستذئبة جعلني أفقد ما تبقى لي من الصبر..
وغضب مرعب اجتاحني وتحولت أمامها وجعلتها ترى دراكولا الحقيقي الذي
أنا عليه وصرخة قوية غاضبة مُرعبة للنفوس خرجت من فمي.. ونعم أردت قتلها على
جرأتها تلك وبلمحة عين كنتُ أمامها ورفعت يدي بنية اقتلاع قلبها..
" لااااااااااا.. توقف أرجوك ك ك ك ك... لا تؤذيهااااااااااا..
هي حامل منك.... "
شهقات الجميع صدحت عاليا وساد سكون مخيف بعدها.. تجمدت بصدمة وشعرت
بكل شيء يتجمد أمامي.. نظرت إلى يدي والتي كانت قرب صدرها وفورا اختفت مخالبي وعاد
شكلي إلى طبيعته... حامل!!.. هي حامل!!...
فورتونا حامل؟!... هذا ما كان يدور في رأسي وأنا أبتعد عنها عدة خطوات
إلى الخلف.. لقد كنتُ على وشك قتلها وهي حامل مني..
لا أعلم لكن شعرت بقلبي يرقص بسعادة داخل قفصي الصدري وابتسامة رقيقة
شقت ثغري..
سأصبح أب؟!!!.. هل هذا
ممكن؟!.. أنا أب!!.. أعجبتني الفكرة.. لا بل أحببت الفكرة كثيراً..
أنا سأصبح أب.. متوحشتي الجميلة حامل بابني..
بدأت أتأمل بطنها وأنا أفكر بسعادة.. هل صحيح طفلي الآن في
أحشائها؟!.. ولم أستطع سوى أن أصرخ بصدمة قائلا
" حامل؟!.. "
ماذا لو كانت تكذب عليّ تلك المتحولة كي لا أقتل ابنة خالتها؟!.. إن
كانت تكذب سأقتلها لأنها جعلتني أشعر بالسعادة لأن فورتونا حامل..
ركضت وأمسكت بكتف سيرنيتي و هززتها بقوة وسألتها بغضبٍ رهيب
" تكلمي.. هل ما تفوهتِ به الآن هو الحقيقة؟.. إن كنتُ تكذبين سأقتلكِ
فوراااااااااا.. تكلمي.. كيف عرفتِ بأنها حامل؟ "
عندما أخبرتني كيف عرفت صدقتها لأنني كنتُ أسمع نبضات قلب طفلي في
رحمها.. إذا هذا النبض الذي كنتُ أسمعه هو خاص بطفلي..
لأول مرة في حياتي شعرت بالسعادة.. سعادة لا توصف.. استدرت لأذهب إلى
متوحشتي وأضمها إلى صدري بقوة وأخبرها بمدى سعادتي لأنها حامل مني لكنني تجمدت
بأرضي وصرخت برعب عندما رأيتها تنهار أمامي
" فورتونااااااااااا... "
وبسرعة كنتُ بقربها وأبعدتُها عن الحارس وحملتها بين يداي كالعروسة
وأنا أشعر بقلبي يخفق بقوة قلقا عليها.. نظرت إلى الحُراس والذين كانوا يمسكون
بشقيقة كلاوديوس وأمرتهم قائلا
" أعيدوها إلى جناح إيفوس "
ثم نظرت إلى أروس و إيفوس وأمرتهما
" أريدكما أن تذهبا إلى القرية وعندما يأتي كلايتون مع المتحولون
أريدكما أن تأمروهم بما يتوجب عليهم فعله ابتداء من الغد وبعدها يمكنكما العودة
إلى هنا... و.. سيرنوك يمكنك الذهاب إلى غرفتك "
نظرت بحنية إلى جميلة قلبي وأحكمت شد جسدها إلى صدري أكثر وبدأت أسير
داخلا إلى القصر وتوجهت إلى جناحي..
وضعتها برفق على الفراش وجلست بجانبها.. كنتُ أنظر إليها كأنني أراها
للمرة الأولى وبدأت بيدي أُمسد برقة على جبهتها ثم بدأت أُبعد خصلات شعرها عن
وجهها.. وهمست لها برقة فائقة
" سوف تكونين بخير.. سأعتني بكِ جيدا وأحميكِ وأحمي ابني.. لا
تقلقي.. كل شيء سوف يكون على ما يرام... أعدُك... "
شعرت بألم يعتصر قلبي عندما رأيتها تبكي.. فأردت جعلها تطمئن ولا تخاف
مني فقلتُ لها بحنان
" لا تبكي.. أنا ســ... "
فجأة فتحت عينيها ونظرت إليّ بغضبٍ شديد وانتفضت مُبتعدة عني ثم وقفت
في الجهة الأخرى من السرير ورفعت أصبعها السبابة ناحيتي ولوحت بهِ وصرخت بوجهي
بكرهٍ شديد
" أنت.. أنتَ أقذر مخلوق شاهدتهُ في حياتي.. لقد كنتُ أكرهُك
سابقا لكنني الآن بتُ أمقتُك وأكرهُك أضعافا.. لقد سلبتني كل شيء.. سلبت حياتي
وحريتي وآمالي وعذريتي.. والآن جعلتني حاملا منك أيها اللعين "
وقفت ونظرت إليها بذهول.. والغريب أنني لم أغضب منها.. بل لم أستطع أن
أفعل.. تنهدت بعمق وقلتُ لها بهدوء وبحنية حتى أجعلها تهدأ
" اهدئي ولا تنفعلي.. هذا ليس جيداً للجنين "
في الحقيقة كنتُ خائف عليها وليس على الجنين لكنني لم أستطع أن أعترف
لها بذلك.. تبا لا أعلم ما هذه المشاعر التي بدأت تضرب كياني..
نظرت إليها بصدمة عندما بدأت تقفز بهستيرية وبدأت تصرخ بكرهٍ شديد وهي
تخبط بيديها على بطنها بقوة
" أنتَ خائف على الوحش الذي يكبر في أحشائي؟... أنا لا أريده..
أخرجوه مني.. لا أريده.. لا أريده.. أخرجوه... آاااااااااااااه... "
فقدت عقلي لرؤيتها تضرب بطنها وتصرخ بتلك الكلمات وبسرعة كنتُ أقف
بجانبها وأمسكت كلتا يديها ووضعتهما خلف ظهرها وصرخت بوجهها بغضبٍ شديد وهددتها أن
لا تؤذي طفلي وإلا قتلت كل من تحبه وأنني سأحرق عالم البشر وأقتلها بعدها إن أذت
طفلي..
ونعم كنتُ أعني كل كلمة تفوهتُ بها.. إن أذت طفلي ونفسها بأي شكلٍ كان
سأرسلها بنفسي إلى الجحيم.. ثم أمرتها كي تُبدل ملابسها وتذهب إلى النوم كي ترتاح
وطبعا هددتها إن لم تنفذ أوامري سوف يكون لي تصرف آخر معها..
خرجت من الغرفة بعاصفة وأغلقت الباب خلفي بعنفٍ شديد.. وتوجهت إلى
مكتبي.. كنتُ أقف أمام النافذة وأنا أنظر إلى السماء بشرودٍ تام..
لطالما تمنيت أن يكون لي أخ أتسلى معه وأحميه وأشملهُ برعايتي..
وعندما ولد إيفوس اعتبرتهُ كأخٍ لي واهتممت به.. لكن الشعور بأن أكون أب مختلف..
سوف يكون لي ابن من لحمي ودمي أهتمُ به وأرعاه وأحبهُ.. نعم أنا سأحب ابني ولن أدع
مكروها يصيبه..
" أدخل "
شعرت باقتراب إيفوس من مكتبي لذلك أمرته بالدخول قبل أن يطرق الباب..
عندما دخل استدرت ونظرت إليه بانتظار ما سيقوله..
اقترب ايفوس وكلمني باحترام
" أولا تهاني الحارة لك مولاي لأنك سوف تصبح أب.. ثانيا لدي أمر
بالغ الخطورة يجب أن تعرفه قبل أن أذهب إلى القرية عندما يصل كلايتون مع المتحولون
"
" تكلم "
استدرت وجلست على الكرسي خلف مكتبي بانتظار أن يتكلم إيفوس.. وبسرعة
بدأ يُخبرني ما عرفه للتو من شقيقة كلاوديوس.. عندما انتهى وقفت وهتفت بجنون
" ماذاااااااااااااااااا؟؟؟.... "
وبغضبٍ شديد ضربت بقبضة يدي بعنف علي المكتب وشعرت برغبةٍ شديدة حتى
أحطم كل شيء الأن أمامي.. مستحيل أن تكون تلك الحقيرة قد فعلت بأمي ذلك!!..
مستحيل!!...
" اللعنة عليهااااااااااااا.. "
هتفت صارخا بغضبٍ مرعب وأنا ألقي بكل الأشياء الموضوعة على المكتب
أمامي.. كنتُ ألهث بشدة وقلتُ بوعيد
" تبا لكِ أثيا.. لقد أخرجتِ شياطيني فلتتحملي إذا ما سأفعلهُ
بكِ "
ثم نظرت إلى إيفوس و أمرته بالانصراف.. تنفست بعمق وكلمت والدتي بغضب
" أمي هل صحيح ما قاله إيفوس؟.. هل أذتكِ تلك الحقيرة؟.. ثم هل
كنتِ تعلمين بحمل فورتونا؟ "
وبعد لحظات سمعتها تقول
( نعم ونعم.. كنتُ أعلم بحمل فورتونا لذلك أبعدتها عنك وطلبت من والدي
كي يأخذها إلى قصره كي لا تؤذي الجنين.. ونعم ما قاله إيفوس صحيح عن أثيا.. لكن
بُني لقد سامحتُها كما أنني انتقمت منها بطريقة غير مؤلمة بسبب ما فعلتهُ
بي.. لذلك لا تؤذيها )
كان قد فات الأوان لكي أهدأ ودون تفكير خرجت مسرعا من المكتب وتوجهت
إلى الأسفل ناحية الزنزانات..
عندما شاهدوني الحراس فورا فتحوا لي باب زنزانتها ودخلت لأقف وأراها
جالسة في الزاوية وهي متكورة على نفسها وتبكي وتشهق بتعاسة.. عندما رأتني تجمدت
وكتمت شهقاتها ونظرت إليّ برعبٍ كبير
( لايسن.. لأجلي لا تؤذيها.. أرجوك بُني )
سمعت والدتي لكنني لم أكترث وفجأة لمعت فكرة شريرة في رأسي وأردت
تنفيذها فورا انتقاما من أثيا على ما فعلتهُ بوالدتي ولأنها شنت الحرب على مملكتي..
ابتسمت بخبث وكلمت أثيا بحدة
" أنتِ أحقر من ما تصورت.. عاملتِ والدتي باحتقار رغم أنها لم
تؤذيكِ.. ثم و بوقاحة قمتِ بشن الحرب على مملكتي.. لقد ارتكبت أكبر خطأين في
حياتكِ.. وكونكِ والدة زوجتي لن أشفق عليكِ وأرحمكِ "
أمرت الحراس بالدخول ثم أمرتهم بجلبها وخرجت من الزنزانة لأدخل إلى
الزنزانة المواجهة لها.. نظرت إلى بن بكره.. كان مستيقظ وهو مُتسطح على السرير وما
زالت جراحه لم تلتئم بعد..
ابتسمت بخبث وكلمت خالي بن اللعين قائلا بسخرية
" جيد أنك مستيقظ.. لدي مفاجأة لك خالي العزيز.. أدخلوها..
"
دخل الحراس وهم يمسكون بـ أثيا وجعلوها تقف أمام سرير بن..
" أثــ.. أثيا.. هذه أنتِ؟!.. لكن كيف؟!.. مستحيل!!.. مستحيل!..
لقد دفنتكِ.. لقد.. كيف؟!... "
سأل بن برعب وهو ينظر إليها بصدمة.. ضحكت بقوة وقلتُ له بينما أثيا
كانت تبكي دون توقف
" أنتَ يا خالي المحترم لشدّة غرورك لم تكن تنظر إلى الخدم في
قصرك.. لذلك عندما عُدت إلى غابيغا واستعدت ذكريات ماضيك لم تعرف بأن زوجتك المصون
هي أميرة المتحولون والتي تم جلبها إلى قصرك لتعمل خادمة لديكم.. و جدي العزيز
أُعجب بها وأراد أن تكون جارية لديه.. لكن أمي الحنونة أعطتها حريتها مع الأسف قبل
أن ينالها جدي.. لكن ذلك سوف يتغير الآن "
التفتت أثيا ناحيتي وتأملتني بصدمة وهمست قائلة لأول مرة أمامي
" ما الذي تقصده؟!! "
رأيت خالي بن ينظر ناحيتي برعب فضحكت بشر قائلا
" سوف أُحقق حُلم جدي وأهديكِ إياه.. أنتِ أصبحتِ أسيرة لدي
وبقانون عالمنا يحقُ لي أن أفعل ما أشاء
بكِ.. لذلك سوف يتم ارسالكِ كهدية لجدي العزيز ديوس حتى يستمتع بكِ "
" لايسن.. لا تفعل أرجوك.. إنها زوجتي "
هتف بن برعب فضحكت بشر وقلتُ له
" أخطأت خالي.. هي زوجتك في عالم البشر.. أما هنا هي حرة وليست
لك "
انهارت أثيا ولم تعد تقوى على الوقوف.. أحكم الحراس إمساكها ونظرت
إليها قائلا بجدية
" لأنكِ شنيتي الحرب عليّ دون سببٍ مُقنع ولأنكِ عذبتِ والدتي سأحكم
عليكِ بأن تكوني هدية لجدي العزيز ديوس.. إن رفضكِ سوف يتم شنقكِ هنا في غابيغا
"
ثم نظرت إلى الحراس وأمرتهم قائلا قبل أن أخرج من الزنزانة
" خذوها فورا إلى ديوس.. وأخبروه بأنها أصبحت أسيرة لدي لذلك
أرسلتها له كهدية.. إن رفضها اشنقوها في ساحة غابيغا.. كما أعطوها سيفها عندما
تصلون إلى جولام.. ربما ينفعها كي تدافع عن نفسها "
لم أكترث لسماع صرخاتها المرتعبة وتوسلاتها لي ولم أكترث لبكاء خالي
بن وتوسلاته لي لأرحم زوجته.. اللعين هو فعلا أحبها.. ذلك الأناني أحب زوجته
فعلا.. فليتألم قليلا...
ديوس**
أيقظوني حرسي قبل منتصف الليل و أعلموني بوجود حراس من مملكة غابيغا
وأنهم بانتظاري في صالون الشرف..
استغربت وشعرت بالقلق.. هل عرف لايسن بما اتفقت بفعله مع حفيدتي؟!..
ستكون كارثة إن عرف.. لكن لا.. لا أظن بأنه عرف وإلا أتى بنفسه وأحرقني حيا..
تنهدت وارتديت ملابسي وخرجت من جناحي ودخلت إلى الصالون.. تجمد جسدي
بصدمة عندما رأيتها.. أثيا.. أثيا عشقي الأبدي.. أثيا أمامي هنا.. لم أستطع أن
أصدق عيناي وبأنها تقف أمامي بشحمها ولحمها وتتأملني بخوف..
نظرت إليها بشوق وبدهشة وبسعادة
هي المرأة الوحيدة التي عشقتها من بعد زوجتي المتوفاة.. رغم أنها
كبرت في العمر إلى أنها ما زالت جميلة.. جميلة جداً كما في السابق..
" جلالة الملك لايسن.. أرسل أسيرته إليك كهدية.. هل ستقبل هديتهُ
لك أم ترفضها؟ "
كلمني أحد الحراس بغرور وشعرت بقلبي يعتصر من شدة الصدمة.. أثيا أصبحت
أسيرة لحفيدي لايسن؟!!.. لكن لماذا.. وكيف؟!.. وكأن ذلك الحارس خمن ما أفكر به إذ
قال لي ببرود
" لقد أصبحت أسيرة الملك لايسن ثورم لأنها شنت حربا على غابيغا
مع الغيلان و المتحجرين.. ما هو قرارك؟ "
نظرت إليها بصدمة ورأيتها تتأملني بنظرات مليئة بالرجاء والخوف..
بالطبع أعلم ما سيحدث لها إن رفضتُها فسوف يتم شنقها.. هذا ما يحدث عادة.. وطبعا
دون تفكير قلتُ لهم
" أقبل هديته.. أُشكر لي حفيدي على إرساله هذه الهدية لي "
لكنهم قبل أن يخرجوا أخرج حارسا منهم سيفا وسلمه إلى أثيا وقال وهو
يبتسم بمكر قبل أن يذهب
" هذه أوامر الملك لايسن "
بعد خروجهم نظرت إليها ورأيتها ترتجف برعب وهي تمسك بالسيف بيدها
المرتعشة وتتأملني بذعر وبقليل من الشجاعة التي طبعا لا تمتلكها..
" أنتِ لا تعرفين كيفية استخدام السيف أثيا.. لذلك إرميه "
قلتُ لها بمرح بينما كنتُ أقترب منها.. بدأت ترجع بخطواتها إلى الخلف
وهي تتأملني برعب وقالت لي بصوتٍ مهزوز
" لا تقترب مني.. إياك أن تقترب.. سأقتلك "
ضحكت بقوة وما أن ركضت وخرجت هاربة من الصالون خرجت بهدوء وأمرت
الحراس قائلا
" حاصروها.. لكن لا تقتربوا منها "
وفورا تحركوا حراسي وذهبوا خلفها.. كنتُ أمشي ببطء وأنا أشعر
بالمتعة.. أخيرا بعض المرح في هذا القصر اللعين.. دخلت إحدى صالونات القصر ورأيت
حراسي يطوقونها.. كانت تقف وهي تحمل سيفها وتنظر إليهم بغضب..
ضحكت بخفة وعندما سمعت أثيا ضحكتي نظرت إليّ بدهشة وهي تفتح فمها
بصدمة..
بدأت اقترب بهدوء ناحيتها و أفسحوا لي الحراس كي أتمكن من الوصول
إليها.. وقفت أمامها وكان جسدها يرتعش بشدّة.. رفعت سيفها بوجهي لكنني وبلمحة
سحبته منها ورميته بعيدا ثم أمسكت بذراعها وجذبتها إليّ واحتضنت جسدها بشدّة..
بدأت تبكي وتحاول الابتعاد عني وهي تقول بتوسل
" أرجوك.. ابتعد عني.. أنا أكبر منك ألا تخجل.. لا تلمسني أرجوك
"
ضحكت بخفة وقربت فمي من أذنها وشعرت بجسدها يرتعش عندما همست لها
قائلا
" كبشرية أنتِ رائعة رغم أن ملامحكِ تغيرت.. ثم أنا أكبر منكِ في
العمر و بأشواط أميرتي "
شهقت بقوة عندما حملتها على كتفي واستدرت خارجا باتجاه جناحي.. كانت
تركلني وتلكم ظهري بكلتا يديها وهي تبكي وتصرخ بلوعة طلبا للنجدة..
كنتُ ابتسم بمرح ودخلت إلى جناحي ثم إلى غرفتي ورميتها عل السرير لكن
ليس بعنف.. ابتعدت بسرعة و صرخت بفزع
" لا تلمسني أنا مُحرمة عليك أيها المنحرف.. أنا زوجة ابنك بن
"
تجمدت بأرضي لدى سماعي لكلماتها تلك واشتعلت نيران الغضب في كياني
وهتفت بغيظ
" ابنتي فيري أذكى من ما كنتُ أتصور.. لكنكِ غفلتِ عن شيء هام
أثيا.. أنتِ زوجة ابني في عالم البشر فقط.. أما في عالمنا هنا لستِ كذلك "
نظرت إليّ برعبٍ كبير لكنني لم أكترث وقلتُ لها بهدوء
" استريحي قليلا.. سأترككِ قليلا ولكنني سأعود "
خرجت وأنا أشعر بسعادة.. لا يهمني شيء المهم أنها بجانبي.. طلبت أن
يأتي أحد المستشارين في مملكتي إلى مكتبي وبدأت أتكلم معه بما عرفت.. وأمرته أن يذهب ويجلب لي
أخبار ما حدث مع المتحجرين وملك الغيلان..
تملكتني رغبة قوية حتى أعرف ما فعلهُ حفيدي بهم.. بعد مدة عاد إلى
المكتب وأخبرني بالتفصيل ما فعلهُ حفيدي لايسن بهم.. وقفت ونظرت إليه بذهول وهمست
بعدم التصديق
" لايسن قتل ملك الغيلان مع أولاده.. وأخفى مملكة المتحجرين!!!..
هذا يعني بأنه نفاهم إلى الأبد.. اللعنة.. يجب أن نضع حدا له وفي أقرب وقت.. لم
أعد أستطيع أن أُخمن ما قد يفعله قريبا "
بعد خروج المستشار من مكتبي نظرت بغضب أمامي وهمست بكره
" على حفيدتي فورتونا أن تجلب لي خنجر فورن وقلادة فيري في أقرب
وقت.. إن أصبحت حاملا منه قبل أن أُدمر القلادة وأحولهُ إلى بشري سوف تكون كارثة..
لعنتي كانت على مصاصي الدماء لذلك إن أصبحت فورتونا حاملا منه لن تصيب اللعنة
الجنين في بطنها لأنها بشرية "
فكرت وفكرت ثم ابتسمت بشر وهمست قائلا
" لا يهم.. إن أصبحت حاملا منه قبل أن تسلمني القلادة لن أكترث..
لأنني سأُدمر القلادة وبعدها سوف أقتل الجنين في بطنها حتى لو كلفني ذلك خسارة
حياة حفيدتي فورتونا "
ابتسمت بشر وخرجت مُتجهاً إلى جناحي الملكي لأمتلك أخيراً أثيا...
اعتقد أن فورتونا ستندم كثيرا لو فعلت ما طلب منها جدها حقدها يعميها ولا ترى في لايسن سوى وحش مرعب .
ردحذفكلامكِ صحيح حبيبتي
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذففورتونا ترى شر لايسن فقط ولاترى حقد جدها ايضا ياريت تفهم ذلك قريبا وايفوس غبي كيف يفعل بسيرنيتي هكذا ....تسلم ايدك ❤
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذفوكلامك صحيح حبيبتي
ولكن الأحداث القادمة سوف تفاجئكِ كثيرا
لا لا لم اكن اتوقع ان يكون الجد بهذه الحقارة
ردحذفحقارتو تغلبت على بن 😯😯😯
هو فعلا هكذا للأسف
حذف