تصفية أعدائي
العودة إلى الماضي**
أثيا**
كنتُ أقف أمام المستشار سيرنوك وأنا أُخفض رأسي أمامه باحترام بانتظار
أن يتكلم.. لقد طلب رؤيتي وهذا جعلني أرتعش من شدة الخوف.. هل سوف يرسلني إلى
الملك ديوس حتى أُصبح جاريته؟!..
كنتُ خائفة للموت أن تتحقق مخاوفي فالملك ديوس عندما رآني وانتبه لحضوري
في القصر بدأ يتأملني بنظراتٍ غريبة ومُخيفة..
لقد تم جلبي بالقوة إلى مملكة الجن مع الكثير من نساء قريتي كي نخدم
هنا وبعضهم تم اختيارهم ليصبحوا جواري لهم.. هذا ما كان يفعله بنا جميع الملوك في
هذا العالم.. كانوا يأتون إلى قرية المتحولين و يهاجموننا رغم عدم مقاومتنا لهم ويأخذون
النساء معهم ليكونوا خدم و جواري لديهم..
لقد تم أخذي بالقوة من قبل جنود الجن منذ أربعة سنوات وكنتُ أحاول كل
جهدي لأتجنب الاقتراب من الملك ديوس كي لا يختارني لأكون جارية لديه.. مستحيل أن
أوافق على ذلك خاصة لأنني مغرمة بابنهِ الأمير بن..
لقد وقعتُ بحبه منذ اللحظة الأولى التي رأيتهُ بها.. أحببتهُ رغما عني
وكنتُ مثل الحمقاء أتمنى أن ينظر إليّ ولو لمجرد لمحة واحدة صغيرة.. لكن ذلك لم
يحدث أبداً فالأمير بن كان مُتكبر و مغرور وكان يكره المتحولون ولم يُتعب
نفسه لينظر إلى الخدم بل كان يأمرنا بتعالٍ ويُلقي أوامره علينا كأننا لا نساوي
شيئا.. لقد كنا مجرد خدم لا قيمة لهم بنظره يستخدمنا عند الحاجة فقط..
رغم كرههُ لنا إلا أنني أحببتهُ بجنون وكنتُ أحلم بأن يُبادلني
مشاعري.. أما الأميرة فيري كانت أطيب جنية رأتها عيناي.. كانت طيبة معنا وحنونة
وتُعاملنا باحترام... لكن رغم كل ذلك كرهتُها عندما علمت أن الملك ديوس قرر أن
يُتوجها ملكة مكان الأمير بن..
نعم كرهتُها بسبب ذلك ونقمت عليها.. شعرت بأنها سرقت عرش الأمير بن..
وكرهتُها أكثر عندما عرفت بأنها مغرمة بـ دراكولا مالون..
مالون الشيطان كان السبب بجعل جميع الملوك يأخذون نساء شعبي كخدم
وجواري لديهم.. هو السبب في مُعاناة شعبي ومعاناتي.. لقد كان أول من أتى إلى قريتي
وهاجمنا وأخذ عدد كبير من نساء قبيلتي ليخدموه مع شعبه..
كنتُ أكرهه كرها يفوق التصور لأنه السبب الرئيسي لمعاناة شعبي.. ورغبة
كبيرة اجتاحتني لأنتقم منها.. هي تستحق أن يسجنها والدها اللعين ديوس..
" أثيا.. الملك ديوس طلبكِ شخصيا كي تخدمي الأميرة فيري في
القصر.. سوف تجلبين لها الطعام وتُلبين لها جميع طلباتها.. أنتِ الوحيدة المسموح
لها بخدمتها والدخول إلى زنزانتها.. هل فهمتِ؟ "
كلمني المستشار سيرنوك بهدوء.. رفعت رأسي ببطء وتأملته بنظرات مُندهشة
وفورا أجبته موافقة بطاعة.. وشعرت بسعادة لا توصف في داخلي فرغم أننا مسالمون في
طبعنا إلا أنني شعرت برغبة قوية لأنتقم منها..
نظرت إلى المستشار سيرنوك وكان الحزن يعلو وجهه الوسيم.. مسكين هو
يُحبها.. حتى هو تألم عندما اكتشف أنها مغرمة بذلك الشيطان مالون..
" اتبعيني.. "
تبعت المستشار وأنا أبتسم بسعادة.. وقف سيرنوك أمام باب زنزانة ضخم
جدا ثم رفع يده وفورا ظهر بها مفتاح.. التفت وتأملني بنظرات جامدة وقال بنبرة بارد
" هذا المفتاح سيتم تسليمه لمسؤول السجون.. عندما تأتين سوف
يرافقكِ ويفتح لكِ الباب ثم سوف ينتظركِ هنا حتى تخرجي.. هذه الزنزانة الملك ديوس
ألقى عليها تعويذة حتى لا تستطيع الأميرة الهروب منها.. كما جدرانها أصبحت كاتمة
للصوت.. إياكِ أن تساعديها بالهروب وإلا قطع رأسكِ الملك.. هل كلامي واضح أثيا؟
"
نظرت إليه باحترام وأجبته
" نعم سيدي المستشار "
نظر بحزن إلى المفتاح بيده و تنهيدة صغيرة خرجت من فمه ثم قال
" يوجد حمام في الزنزانة وكذلك خزانة بها بعض من ملابسها..
والأميرة تم تكبيل يديها وساقيها بسلاسل سحرية.. سوف تدخلين الآن وتساعدينها في الاستحمام
وبارتداء ملابسها وعليكِ أن تخرجي فورا بعدها.. وعند حلول العشاء سوف تجلبين لها
الطعام "
أجبته بطاعة موافقة و رأيته يضع المفتاح في ثقب القفل وسُرعان ما
انفتح الباب.. وقبل أن أدخل كلمني المستشار بنبرة متوترة قائلا
" أثيا.. تأكدي أن تكون الأميرة بخير وأن لا ينقصها شيء "
" حسنا سيدي "
أجبته بهدوء ثم ابتعد إلى الخلف ودخلت.. انغلق الباب بسرعة فور دخولي
إلى الزنزانة.. نظرت في الأرجاء ورأيت زنزانة كبيرة جدا تم تثبيت خمسة قناديل من
الشموع على حيطانها وعلى اليمين خزانة وباب يبدو أنه يؤدي إلى الحمام وعلى اليسار
سرير متوسط الحجم كانت تجلس عليه الأميرة فيري وهي متكورة على نفسها وتبكي..
ابتسمت ببرود لدى رؤيتي لها خاصةً عندما رأيت يديها وساقيها مكبلتين
بسلاسل طويلة تم تثبيتها على الحائط خلف السرير..
رفعت الأميرة رأسها ونظرت إليّ بذهول ثم بسعادة.. توقفت عن البكاء
ووقفت و مشت بخطواتٍ ثقيلة بسبب السلاسل ووقفت أمامي وهي تبتسم بفرح وتنظر إليّ
بعدم التصديق قائلة بسعادة
" أثيا.. أنتِ هنا؟.. أم.. أم أنا أتهيأ؟!! "
رغم إصراري على الانتقام منها إلا أنني شعرت بالحزن على حالها.. كانت
تبدو منهارة وتعيسة وبحالة مُزرية.. عيونها كانت متورمة من شدّة البكاء ووجهها كان
شاحبا..
تنهدت بعمق وأجبتُها بهدوء
" سمو الأميرة.. لقد عينني الملك ديوس كي أخدمكِ.. وأمرني
المستشار سيرنوك لأساعدكِ في الاستحمام "
نظرت إليّ بحزنٍ كبير وقالت بيأس و برجاء
" أنا لا أريد أن أبقى هنا.. أرجوكِ ساعديني لأخرج.. أتوسل إليكِ
ساعديني.. يجب أن أخرج من هنا فورا.. يجب أن أذهب إلى حبيبي مالون.. ساعديني أثيا
أرجوكِ... "
نظرت إليها ببرود ثم تقدمت وأمسكت برسغها بقوة وقلتُ لها بغضب
" لا تطلبي مني ذلك لأنني لن أفعل "
نظرت إلى عيناي بصدمة ثم حاولت أن تُبعد يدها لكنني أحكمت إمساك رسغها
بشدةٍ أكبر.. تأوهت بقوة ونظرت إليّ بذهول وهي تقول
" ما الذي تفعلينه أثيا؟!.. أنتِ تؤلمينني.. أبعدي يدكِ عني لو
سمحتِ.. "
ضحكة شريرة خرجت من فمي فانتفضت تنظر بذعرٍ إليّ.. تأملت ملامح وجهها
بنظراتي الكارهة وقلتُ لها بكرهٍ شديد
" أنا لن أُساعدكِ لتهربي من هنا حتى تذهبي إلى ذلك القذر
الشيطان.. حبيبكِ الكريه هو السبب بما يحدث مع شعبي.. أنا أكرههُ للموت سمو
الأميرة.. وعليكِ أن تعتادي لأنكِ سوف تقضين كامل حياتكِ هنا وداخل هذه الزنزانة
المُقرفة.. مُكبلة اليدين والساقين لمدى العمر "
كانت جامدة أمامي وهي تفتح فمها وتنظر إليّ بصدمة كبيرة.. تأففت بملل
و سحبتها بعنف خلفي و أدخلتها إلى الحمام.. كانت تتأوه بألم ثم بدأت تبكي و تتوسل
إليّ لأُساعدها وبدأت تعدُني بأنها سوف تتكلم مع مالون فور هروبها من هنا حتى
تجعله يُعيد جميع المتحولات إلى قريتهم.. لكنها لم تحصل على ردٍ مني..
ولفترة أسبوعين كنتُ أُعاملُها كأنها عبدة لي ولا أُطعمها كل الطعام
الذي كان يتم تجهيزه خصيصا لها.. كنتُ أتناوله أمامها وأرمي لها البقايا على الأرض
حتى تتناوله.. وفي يوم ضربتُها.. نعم لقد قمتُ بصفعها عندما تجرأت وقالت لي بأنها
سوف تُخبر والدها بما أفعله بها..
نظرت إليّ فيري بذهولٍ شديد وهي تضع يدها على خدها مكان صفتي.. وقالت
بصدمة كبيرة وبعدم التصديق
" لقد.. لقد صفعتني!!!... "
ضحكت بشدة وقلتُ لها بكره
" لقد مللت من بُكائكِ وتوسلاتك لي المستمر لكي أساعدكِ.. والآن
تتجرئين على تهديدي بإخبار والدكِ كيف أعاملكِ هنا.. أنا أكرهكِ سمو الأميرة.. ولا
يهمني إن عرف والدكِ بما أفعلهُ بكِ "
سالت دموع كثيرة وبصمت على وجنتيها لكنني لم أشفق عليها بل تابعت
قائلة بحقد
" كنتُ أحترمكِ سابقا لكن حاليا أنا أكرهكِ بشدّة.. نصف نساء
قريتي تم أخذهم كخادمات وجواري في الممالك بسبب حبيبُكِ الشيطان.. ونصفهم ماتوا
عندما تحولوا وحاولوا الهروب والعودة إلى قريتهم.. ذلك دراكولا اللعين هو السبب..
وأنتِ ماذا؟.. تعشقينهُ و تريدين الهروب إليه "
تأملتني الأميرة فيري بنظرات مصدومة ثم قالت بحزن
" أثيا.. مالون تغير صدقيني.. إن ساعدتني أعدُك بأنني سوف أُصلح
كل شيء وأُساعد شعبكِ.. أعدُكِ أنني سأجعل شقيقي بن يقع في عشقكِ ويتزوجكِ.. أنتِ
تحبينهُ أليس كذلك؟ "
نظرت إليها بدهشة وشعرت بأناملي ترتعش.. استغلت فيري صمتي وتابعت
قائلة
" أنا أعلم بأنكِ تحبين شقيقي.. سوف أساعدكِ وأجعله لكِ إن
ساعدتني بالهروب من هنا.. أنا أسامحكِ على كل ما فعلتهِ بي لكن أرجوكِ أخرجيني من
هنا.. أنتِ واقعة بالحب لذلك تفهمي موقفي أرجوكِ.. أنتِ أميرة المتحولين وأنتِ
بطبعكِ مسالمة أثيا.. لا تدعي الكره يحولكِ إلى مخلوقة لستِ هي.. "
هي تكذب.. اللعينة هي تحاول التلاعب بعواطفي.. وفورا أمسكتها بكتفها
ورميتها بعنف على الأرض.. تأوهت فيري بألمٍ شديد لكنني لم أُشفق عليها.. نظرت
إليها بكبرياء وقلتُ لها بحقدٍ كبير
" توقفي.. توقفي عن التلاعب بي أيتُها الماكرة.. لا أعرف كيف
عرفتِ بمشاعري نحو الأمير بن لكن ذلك لن يغير شيء.. وتوقفي عن التمثيل بأنكِ تلك
المخلوقة التي تمتلك ذلك القلب الطيب والجميل والذي لا يعرف الحقد والانتقام ويُسامح
بسهولة.. أنتِ لعينة وماكرة.. الآن حتى تذكرتِ بأنني أميرة مثلكِ؟!!... أنا لا
أصدقكِ بأنكِ ترغبين بمساعدتي.. أتمنى أن تتعفني هنا لمدى الحياة "
وخرجت بعدها وأنا أستشيط من شدّة الغضب.. كيف لها أن تكذب عليّ وتمثل
الطيبة.. أنا وشعبي الوحيدون في هذا العالم نمتلك هذه الطيبة والقلب النقي ولكنهم
حولوني إلى وحش بسبب ما فعلوه بشعبي المُسالم..
ومع الأيام ازدادت معاملتي السيئة لها أكثر.. كنتُ أستهزئ بقوتها
وأشتمُها وأضربها دون أن أكترث لدموعها وصمتها.. الحقيرة لقد التزمت الصمت ولم تعد
تكلمني حتى لم تعد تصرخ بألم عندما كنتُ أصفعها وأركلها..
وفي اليوم الأخير قبل هروبها كنتُ قد ضربتُها بعنف مبالغ به لأنها
امتنعت عن تناول الطعام الذي رميتهُ لها على الأرض..
كنتُ أقف وأنا أنظر إليها وهي متكورة على الأرض وتبكي بصمت بينما
جسدها كله يرتعش..
لقد كنتُ على وشك قتلها منذ قليل.. لقد لففت السلسة حول عنقها ووقفت
خلفها وبدأت أسحبُها بقوة.. وعندما بدأت مقاومتها لي تضعف وشعرت بأن جسدها بدأ
يستكين توقفت عن خنقها ورميتها على الأرض وأنا أنظر إلى يداي بذهولٍ شديد..
أنا لم أحاول قتلها بسبب الطعام بل السبب الفعلي أن الملك ديوس طلب من
سيرنوك كي يتم تجهيزي غدا وإرسالي إلى جناحه.. هو يريدني أن أكون له.. ولذلك جُن
جنوني بالكامل...
انهرت جالسة أمامها على الأرض ورأيت جسدها ينتفض بخوف بسبب قربي
منها.. أغمضت عيناي وبدأت أبكي بتعاسة.. أنا لستُ بقاتلة.. أنا أثيا أميرة
المتحولين.. أنا الأميرة التي رأت بعينيها معاناة شعبها دون أن تستطيع أن تُحرك
ساكنا وتساعده..
بكيت وشهقت بكثرة ولم أكترث لصدمة الأميرة فيري.. كانت تنظر إليّ وهي
تتأملني بدهشة بينما كنتُ مُنهارة أمامها وأبكي بجنون...
بعد وقتٍ طويل عندما هدأت بالكامل وتوقفت شهقاتي وقفت ونظرت إليها
بحزن وقلتُ لها قبل أن أخرج من الزنزانة
" أنا آسفة.. لم.. لم أقصد.. والدُكِ الملك طلب تجهيزي غدا
وإرسالي إلى جناحهِ الخاص.. أنا.. سأطلب من المستشار سيرنوك حتى يُعين لكِ خادمة
أخرى.. آسفة... "
كان في عيون فيري الواسعتَين غضب وحزن ودموع.. لكنها لزمت الصمت ولم
تتفوه بكلمة واحدة..
وقبل أن أخرج وقفت باتجاه السرير وأدارت رأسها إلى الخلف ونظرت إليّ
بعينَين دامعتَين ولم تقُل شيئًا.. نظرت إليها بأسف وخرجت بسرعة من الزنزانة بينما
كنتُ ألوم نفسي لأنني أصبحت مثلهم حقيرة ودون قلب...
وبالفعل طلبت من المستشار أن يُعفيني من هذه المهمة لكنه رفض وفي
المساء علت صرخات الملك ديوس الغاضبة وارتعب الجميع إذ الأميرة فيري قد هربت و
لصدمتي كانت قد كتبت مرسوما تُحررني به قبل هروبها....
عودة إلى الحاضر***
أثيا**
كنتُ أجلس على كتف ذلك المتحجر وأنا أبكي بحزن عندما تذكرت كل ما
فعلتهُ بالأميرة فيري..
لقد ظننتُها سامحتني عندما اعتذرت منها قبل أن أذهب.. ظننتُها سامحتني
لأنها قبل أن تهرب من قصر والدها كتبت مرسوم حررتني به.. ظننتها حررتني لأنها
سامحتني.. لكن الآن حتى علمت بأنها لم تفعل...
لا أستطيع أن ألومها على ما فعلتهُ بي لكن بابنتي لا... أتمنى أن تكون
ابنتي فورتونا بخير.. لقد أبعدتني فيري عنها وجعلت ابنها يتزوج من ابنتي الوحيدة..
ابنها من ذلك دراكولا اللعين مالون.. رغم أن لايسن وضع حدا لما يحدث
مع شعبي وحرره إلا أنني لا أحبه لأنه ابن مالون... لقد خسرت شقيقتي سيتكا بسببه
كما خسرت معظم رفيقاتي..
لقد تم قتلهم بسبب محاولتهم للهروب.. أما سيتكا شقيقتي ماتت بظروفٍ
غامضة... في البداية ظننت الملك توباس ملك العمالقة السحرة هو من قتلها لكنني كنتُ
مخطئة لأنه مات بعد فترة قصيرة من وفاة شقيقتي بسبب حزنهُ الشديد عليها...
مسحت دموعي ونظرت أمامي وشعرت بغصة في صدري عندما رأيت مملكة غابيغا
أمامنا.....
وشعرت بقشعريرة باردة تسير في جسدي.. وتمنيت الانتصار لشعبي وانهاء
وحش الجبل من أجل ابنتي و سيرنتي...
لوسيا**
كلاي العنيد لقد تركني في القصر وشدد الحراسة عليّ كي لا أذهب خلفه
إلى غابيغا.. جلست بقهر ونظرت بقلق أمامي..
ماذا سيفعل لايسن الآن؟!... ما الذي يُخطط لفعلهِ؟!.. ولماذا طلب حضور
كلاي إلى قصره؟!..
أسئلة كثيرة مُحيرة شغلت تفكيري.. والخوف والفزع كانا يملآن قلبي..
وتوقف تفكيري لحظة ثم اتجه ذهني إلى سؤال آخر.. يا ترى كيف هو إيفوس الآن؟!..
صغيري المسكين والحنون لا بُد أنهُ تألم جداً بعد أن عرف الحقيقة.. يجب أن أكون
معه في هذه المرحلة وأقف بجانبه وأرعاه..
أغمضت عيناي وفكرت بحزن.. أنا لا أستطيع ترك كلاي والعودة إلى
غابيغا.. كلاي يحتاجني أيضا لأكون معه وبجانبه.. حبيب قلبي الرقيق.. هو يتألم بسبب
ما حدث معي ويتألم لآن إيفوس ابنه الوحيد يكرهه....
ماذا عساي أن أفعل حتى أُصلح كل شيء وأجمع كلاي مع ابنه الوحيد؟!!..
فكرت وفكرت حتى في النهاية انتابني النعاس الشديد.. وقفت ومشيت ببطء ثم تسطحت على
السرير وغرقت بنومٍ عميق..
استيقظت عندما شعرت بأنفاسٍ حارة تُلامس و تداعب وجنتي.. انتفضت برعب
وأنا أشهق و أنظر بفزعٍ كبير أمامي.. هدأت فورا عندما رأيت كلاي أمامي وهو يبتسم
لي برقة..
تأملته بنظرات حنونة وابتسمت له برقة لكنه الأن كان يتأملني بحزن..
تنهد كلاي بقوة وقال بتوترٍ ملحوظ
" صباح الخير لوسيا.. لم أقصد أن أوقظكِ.. أنا آسف.. لم.. لم
أقصد أن إخافتكِ لوسيا.. "
رفعت يدي ووضعتها على خده وقلتُ له بأسف
" صباح الخير كلاي.. أنا أعتذر.. كنتُ نائمة بعمق و.. "
قاطعني قائلا وهو يبتعد عني
" لا عليكِ.. هل أنتِ جائعة؟ "
وقف بتوتر أمامي فتنهدت بعمق وقلتُ له وأنا أُبعد الغطاء عن جسدي وأقف
بقربه
" لستُ جائعة.. يبدو أنك أتيت للتو.. هل كنتَ برفقة لايسن لغاية
الآن؟.. أخبرني ماذا أراد منك؟.. لماذا طلب منك أن تذهب إلى قصره؟ "
أشاح بنظراته بعيدا وقال بتوتر
" لا تُشغلي بالك.. هو يريدني أن أذهب إلى قصره مرتين في الأسبوع
حتى أُُحسن و أقوي علاقتي بابني إيفوس "
ابتسمت بسعادة وهتفت بفرحٍ كبير
" هذا رائع.. سأذهب برفقتك في المرة القادمة و... "
قاطعني قائلا بسرعة
" لا.. لا داعي لذلك.. يجب أن أكون بمفردي كي أستطيع كسب محبة ابني..
أعدُكِ عندما تتحسن الأمور سوف أخذكِ معي إلى غابيغا "
كنتُ أنظر إليه بشك لأنني استغربت توتره ثم فكرت.. حسنا كلاي مُحق
ربما لا يجب أن أتدخل بينه وبين إيفوس في البداية لكنني سأفعل إن عرفت بعدم تجاوب
إيفوس مع والده..
تنهدت براحة وأجبتهُ برقة
" حسنا.. كما ترغب حبيبي "
نظر كلاي بسرعة إليّ و تأملني بنظراتٍ رقيقة حنونة.. ابتسمت له بخجل
ثم أخفضت نظراتي ونظرت إلى الأرض.. شعرت بأصابع كلاي تمسك ذقني ورفع رأسي برقة
وقال بهمس
" لوسيا.. لا تخجلي أبداً من قول هذه الكلمة لي.. عندما تلفظُها
شفتاكِ أشعر بالجنة أنا و ذئبي ديغون "
نظرت إليه بخجل وتوردت وجنتاي بحمرة خفيفة.. قهقه كلاي بخفة ثم اقترب
مني أكثر وطبع قبلة خفيفة على وجنتي وقال بهمس
" أحبكِ أيضا زوجتي الجميلة "
احمرت خدودي أكثر ونظرت إليه بحبٍ كبير.. أمسك يدي اليمنى ورفعها وقبل
راحتها ثم وضعها على صدره مكان القلب وقال بعاطفة وبنبرة حنونة
" أحبكِ وسأظل أحبكِ لآخر رمق في حياتي "
أخفض رأسه و قبلني على شفتاي قبلة حنونة رقيقة ثم ابتعد وقال
" سوف أستحم وبعدها سأنام قليلا.. وعندما أستيقظ سأرى ما توصلوا
إليه حُكماء مملكتي بخصوص الــ.. العلامة.. "
ابتسم وذهب بسرعة ناحية الحمام.. عندما أغلق الباب خلفه أغمضت عيناي
ورفعت يدي وبدأت ألمس شفتاي بأصابعي بينما كنتُ أتذكر طعم قبلته.. وفكرت بتصميمٍ
قوي.. إن لم يجد الحكماء حلا لإخفاء العلامة عن عنقي لن أدعها تكون السبب في جعلي
تعيسة.. سوف أبقى مع كلاي وأكون له مهما كان الثمن ولن تردعني هذه العلامة عن فعل
ذلك...
بعد الغروب كنتُ أتمشى برفقة كلاي في حديقة القصر وأنا أُصغي إلى
حديثه بينما كان يُخبرني عما حدث أثناء اجتماعه مع الحكماء في الظهيرة
" لقد قالوا لي أنهم وجدوا حلا لوسيا.. لكن ما أخبروني به لم..
لم يُعجبني أبدا.. لقد اجتمعوا مع جميع حكماء القطعان الأخرى والجميع توصلوا إلى
حلٍ واحد فقط.. وهو... "
سكت فجأة ورأيته يُغمض عيونه ثم يفتحها ونظر حوله بضياع وتابع قائلا
بصوتٍ مُنخفض وبتردد
" والحل هو.. هو... أنتِ يجب أن تقفي أمام ستيــ.. أمامه وعليه
أن يرفضكِ كرفيقة له لأنه وضع علامة مُلكيته عليكِ.. وعندما يفعل سأستطيع أن أضع
علامتي على عنقكِ فوق علامته وعندها سوف تختفي ليبقى وشمي فقط "
توقفت عن السير وأغمضت عيناي وشعرت بموجة كبيرة من الذُّعر تجتاحني..
لقد ارتعبت.. ليس من فكرة أن أرى ذلك النذل مجددا بل ارتعبت لأنني أعرف جيدا بأنه
لن يوافق ولن يرفضني...
" لوسيا.. أنظري إليّ.. "
همس كلاي بحنية وأحسست بيده تمسك بيدي المُرتعشة وقربني منه.. فتحت
عيوني ونظرت إليه بحزن..
تنهد كلاي بقوة وتابع قائلا
" أنا أعلم بأنكِ خائفة منه ولا تريدين رؤيته مجدداً.. لكن..
"
وقبل أن يُكمل حديثه اهتزت الأرض بعنف أسفلنا بشكلٍ مُخيف.. عانقني
كلاي بشدة ضاما راسي إلى صدره..
" ما الذي يحدث كلاي؟!!... "
صرخت لهُ بخوفٍ شديد بينما كل خلية في جسدي كانت ترتعش من الخوف.. ضم
جسدي أكثر وقال بتوتر
" لا أدري حبيبتي!! "
مع كل هزة كنا نسمع صوت قوي يشبه صوت خطوات ثقيلة كانت الأرض ترتج
بفعلها أسفلنا.. أبعدني كلاي عنه فجأة ورأيته يرفع رأسه عاليا نحو السماء وفجأة
شهق بصدمة..
رفعت بصري فاستقر على جسد و وجه مخلوق لم أتصور أنني سأراه مجددا منذ
زمنٍ بعيد..
رأيت خمسة منهم وشعرت بصدمة كبيرة.. هذه المخلوقات تشبهنا إلى حدٍ
كبير لكن هي عملاقة وجسدها من الصخر.. كانت هذه المخلوقات تسير ببطء متجهة ناحية
غابيغا...
وبذعر سمعت كلاي يهتف بذهولٍ شديد
" ما اللعنة؟!!!... لماذا المتحجرون هنا؟!.. تبا هم يتجهون نحو
غابيغا "
أخفضت بصري ونظرت إلى كلاي برعب.. رأيتهُ يستنشق الهواء بقوة ثم هتف
بصدمة
" غيلان و متحولون!!!... ما الجحيم الذي يحدث هنا؟!!!.... "
شعرت برعبٍ كبير وقبل أن أتكلم رأيت كامل أفراد القطيع يُحاوطوننا
وهتف جيفري قائلا
" ألفا كلاي.. هناك حربا على وشك أن تندلع في غابيغا "
خفق قلبي بقوةٍ رهيبة وشعرت بخوفٍ كبير على لايسن و إيفوس
" لا!!... لا... لااااااااا... مستحيل!!!!... كلاي تصرف أرجوك..
لايسن و إيفوس في خطر.. يجب أن نحذرهم و... "
أمسكني كلاي بكتفي وقال بجدية
" اهدئي لوسيا.. لا تخافي.. وحش الجبل لن يصيبهُ أي مكروه وكذلك إيفوس "
ثم أدارني باتجاه القصر وقال بأمر
" جيفري.. خذ لوسيا إلى القصر وابقى معها "
نظرت إليه برعب وهتفت بفزعٍ كبير
" كلاي.. ما الذي تنوي فعله؟ "
عانقني بشدة ثم ابتعد ووضع يده على وجنتي وداعبها بأنامله برقة قائلا
" سأذهب مع المحاربين من قطيعي لنساعد مصاصي الدماء في حربهم..
لقد فات الأوان حتى نحذرهم.. لذلك يجب أن أذهب وأُحارب معه.. لقد أقسمت على ولائي
لوحش الجبل.. إفهميني أرجوكِ إنه واجبي أن أنضم إليه في هذه الحرب.. كما ابني هناك
"
أبعدني عنه وقال لي بتصميم
" يجب أن أذهب.. يجب أن أحمي ابني "
أومأت له بتفهم موافقة وفورا ابتسم بوسع وقبلني على جبيني ثم استدار
وقال بأمر
" داستر.. اجمعي جميع المحاربين في قطيعي فورا.. سوف نذهب إلى
غابيغا ونُحارب بجانب وحش الجبل "
" حاضر ألفا "
أجابتهُ داستر وهي تكون حارسة كلاي والمسؤولة عن تدريب المُحاربين في
القطيع.. ثم رأيت جيفري يقف أمامي وكلمني قائلا باحترام
" لونا.. يجب أن تأتي معي إلى القصر "
مشيت خطوات عديدة ثم توقفت فجأة واستدرت وركضت بسرعة وعانقت كلاي بقوة
وقلتُ له بأمر
" أريدُك أن تعود حيا إلى هنا.. هل فهمت؟ "
ضحك كلاي بخفة وأجابني بحنان
" كما تأمرين زوجتي الجميلة "
ابتعدت عنه وقبلتهُ على شفتيه بسرعة ثم استدرت وركضت ناحية جيفري
وتابعت السير ودخلت إلى القصر.....
سيرنيتي**
كنتُ أرتجف خوفا وهلعا ورعبا وإرهاباً في مكاني وقد سرت الدماء في
جسدي كأنها حمم بركانية وأسناني تصطك من شدّة الفزع والقلق.. شعوراً بالهلاك
تملكني.. نعم أنا هالكة لا مُحال الآن...
استدار الملك لايسن وقبل أن يخرج من الصالون أمر إيفوس قائلا
" خذها من هنا.. لا أريد رؤيتها أمامي.. ولا أريدُها أن تقترب من
زوجتي حاليا "
وفوراً أمسك إيفوس بمعصمي و سحبني خلفه خارجا من جناح الملك باتجاه
غرفته.. دخل إلى الغرفة ورماني بقوة على الأرض.. تأوهت بألمٍ شديد ثم أغمضت عيناي
بقوة وأنا أحاول حبس دموعي بينما قلبي الصغير لم يتوقف عن الخفقان بجنون وجسدي لم
يتوقف للحظة واحدة عن الارتعاش..
سالت دموعي بكثرة على وجنتاي عندما سمعت إيفوس يهتف بحدة وبغضب أعمى
" أيتها العاهرة اللعينة والقذرة.. سأجعلكِ تندمين لأنكِ اقتربتِ
من زوجة الملك "
فتحت عيناي ببطء عندما أيقنت بأنه خرج من الغرفة.. تنهدت براحة وأنا
أرى بأنه لم يغلق الباب خلفه بل تركه مفتوحا على مصراعيه..
بدأت أتحسس وجهي المتورم بيدي ولم أتجرأ لأقف وأجلس على الأريكة..
مسحت دموعي وتنهدت وفكرت بحزن.. كيف لي أن أتحمل كرههُ لي؟!!.. إيفوس هو رفيق روحي
المقدر..
أتمنى أن يستيقظ ذئبه ويتعرف عليّ في أسرع وقت.. ثم هناك فورتونا.. يا
للهول هي لا تعلم بأنها حامل من وحش الجبل ويبدو بأن لا أحد يعلم بذلك!!.. يبدو أن
الملك لم يسمع نبضات قلب طفله في رحمها؟!..
ماذا عساي أن أفعل؟!.. أنا لن أُخبر أحدا بذلك حاليا سأدعهم يكتشفون
حمل فورتونا بمفردهم.. وخالتي أثيا المسكينة سوف يُصيبها الجنون عندما تعلم أن ابنتها
هنا وهي زوجة دراكولا وحامل منه أيضا..
تنهدت بحزن وفجأة ارتعشت أوصالي بعنف والتفت ناحية الباب عندما سمعت
صوت خطوات إيفوس تقترب.. وقف أمامي بقامته الضخمة ووجهه الأسمر الشاحب يُكحلهُ
شعرهُ الأسود الفاحم وهو ينظر إليّ بشرّ و بوعيد.. نظراته كانت مُرعبة ومُخيفة
وابتسامة خبيثة ماكرة علت ثغره جعلت جسدي يرتعش بشدّة..
" لدي هدية لكِ.. سوف تُعجبكِ أيتُها القبيحة "
نظرت إليه برهبة و برعب شديدين إذ عرفت فورا أنه ينوي على إيذائي..
رفع حاجبه بسخرية عندما شاهد مدى رُعبي منه.. تقدم خطوة واحدة ووقف أمامي وقال لي
باستهزاء
" لماذا كل هذا الخوف يا قبيحة؟.. فأنتِ لم تعرفي بعد ما هي
هديتي لكِ "
انحنى قليلا ونظر إلى وجهي بتمعن ثم ضحك بقوة.. انكمشت على نفسي
وانقبض قلبي بشدة في قفصي الصدري عندما سمعته يقول
" أصبحتِ أقبح من السابق.. ههههههه.. "
استقام عندما سمع طرقاتٍ خفيفة على باب جناحِه.. نظر ببرود ناحيتي
قائلا
" أدخل "
رأيت حارسا يقف أمام الباب وهو يمسك بيده قضيب حديدي طويل وفي أسفله
شكل علامة كان قد تم تسخينها لدرجة الاحمرار.. جحظت عيناي وأنا أنظر برعبٍ كبير
إلى ذلك القضيب الحامي..
" اخلعي ثوبكِ "
حدقت بوجه إيفوس وقد اتسعت عيناي من الصدمة جراء تلك الكلمات التي
قالها لي.. وبصوتٍ يملأه الخوف قلتُ له
" لم.. لــ.. لم.. أفهم؟!!... "
تأفف بضيق ثم انحنى أمامي و أمسكني بكتفي وهزني بعنفٍ شديد وهو يهتف
بقوة
" لصبري حدود أيتها اللقيطة.. "
فجأة توقف عن هزي و أدارني عكسيا وجعلني أتسطح على معدتي على الأرض
وجلس على خصري لكن ليس بكامل ثقله وصوت تمزق قماش فستاني سُمعَ في كامل أرجاء
الغرفة..
ابتلعت كتلة خوف وقفت في حلقي وجعلتني أشعر بغصة رهيبة بينما كنتُ
أنظر بصدمة إلى بلاط الأرض..
ماذا ينوي أن يفعل بي؟!!.... فكرت برعب عندما شعرت بأناملهِ تتحسس جلد
ظهري برقة.. شعرت بِـ جلد ظهري يحترق بلذة بسبب لمساته الحارة وتجمدت دمائي في
عروقي عندما سمعتهُ يهمس
" خُسارة أن تتشوه هذه البشرة "
اقشعر بدني بشدة وشهقت برعب عندما رفع جسده قليلا عن وسطي ثم أمسكني
وجعلني أستدير و أتسطح على ظهري.. كنتُ أنظر إليه بفزعٍ شديد وأنا أُجاهد لالتقط
أنفاسي.. ابتسم بمكر وقال
" يكفي أن وجهكِ قبيح لذلك لن أوشمكِ بعلامة العبيد على ظهرك
بل.. "
شملني بنظراتهِ المتفحصة وهو يفكر بعمق.. فجأة ابتسم بخبث ورجع إلى
الخلف ومزق الفستان من جهة فخذي الأيسر إلى الأسفل.. كنتُ جامدة بصدمة ولم أستطع
أن أتحرك بسبب رعبي الكبير..
" سلمني إياه "
قال إيفوس بأمر لذلك الحارس والذي كان ينظر إلى مفاتني بنظراتٍ
شهوانية أرعبتني أكثر من نظرات إيفوس الكريهة.. أوشكت عيناي المتسعة بدهشة على
الخروج من محجريهما وأنا لا أستطيع تصديق ما رأته عيناي وما سمعته أذناي للتو..
" سأضع وشم العبيد الخاص بمملكتنا على فخذكِ الجميل.. عندها لن
تكوني أميرة هنا بل فقط مُجرد عاهرة لي تُمتعني.. وعندما أمل منكِ سأرميكِ للحُراس
حتى يستمتعوا بكِ "
توقف قلبي عن الخفقان وأحسست أن حجمه تقلص في صدري بسبب الألم الذي
شعرت به من كلماته الجارحة..
رأيت إيفوس يأخذ ذلك القضيب الحديدي الحامي من الحارس بيده اليمنى وهو
ما زال جاثيا فوق ساقاي.. وهنا أفقت من صدمتي وحاولت ركلهُ وإبعاد جسدي عنه
والفرار لكنه جلس على ساقاي بكامل ثقله وصفعة قوية تلقتها وجنتي اليسرى جعلت رأسي
يلتف وغباشة بيضاء حاوطت عيوني..
بدأت أبكي برعب وصرخت بفزعٍ كبير
" لاااااااا.. أرجوك.. لا تفعل.. ابتعد عني.. أرجوك.... "
ضحك إيفوس بشرّ وفجأة أمسك خصلة من شعري وجذبها بعنف وأدار رأسي لأنظر
إليه.. من كثرة دموعي لم أستطع أن أرى بوضوح ولكنني استطعت أن أرى يده تفلت شعري
ثم قام بوضعها فوق فمي كاتمًا أنفاسي لتصدر عني صرخة مكتومة وأنا أحاول التقاط
أنفاسي بصعوبة بفعل ضغط يدهِ القوية..
حاولت ازاحت يده عن فمي ولكنني تجمدت برعبٍ شديد عندما أحسست بلهيب مُخيف
فوق فخذي الأيسر.. رمشت بقوة ونظرت إلى الأسفل و بصدمة رأيت العلامة المحمرة تقترب
على فخذي...
اهتز جسدي بجنون وصوت الجلد يحترق هو كل ما سمعته قبل أن يقع جسدي في
صدمة عنيفة وينتفض بقوة.. وفورا أغمضت عيناي بشدّة وصرخة.. صرخة قوية متألمة خرجت
من أعماق روحي لدرجة أن حنجرتي قد تأذت بفعلها..
صرخة مكتومة أزهقت روحي وكياني بسبب الألم الرهيب الذي شعرت به.. ألم
فاق كل احتمالي.. ألم جعل قلبي يتضخم من شدته وجعل عروقي كلها تنفر..
صرختي تلتها صرخاتٍ عديدة لا تُحصى.. صرخات تم كتمُها بيده الموضوعة
على فمي.. و رعشة مجنونة اجتاحت جسدي بأكمله ولم أستطع السيطرة عليها.. رغم أنه
وضع العلامة لثواني قليلة على جلد فخذي قبل أن يُسلم القضيب الحامي لذلك الحارس
لكن كان الضرر قد حدث..
لقد كوى جلدي بعلامة العبيد ورائحة جلدي المُحترق ملأت الغرفة.. نار مُلتهبة
اشتعلت في كامل أنحاء جسدي وفقدت الإحساس بفخذي.. كنتُ أبكي وأشهق بهستيرية بينما
جسدي لم يتوقف عن الارتعاش بجنون..
" اخرج فورا من هنا "
هتف إيفوس بخضبٍ شديد جعل قلبي يغور بين أضلعي من كثرة الرعب.. شعرت
به يبتعد عني وبعدها أحسست بيدين ترفعني وتحملني..
أنين رهيب خرج من فمي وتلته شهقات كثيرة.. كانت أناملي تهتز بعنف
وجسدي لم يتوقف عن الارتعاش بجنون..
" توقفي عن البكاء والأنين أيتها العاهرة المقرفة "
الألم الذي شعرت به في قلبي كان أشد إيلاما من الحرق في فخذي.. وضعني
إيفوس في حوض الاستحمام ثم جلس على حافته وفتح صنوبر المياه الباردة لينساب ببطء
في الحوض..
شهقت بقوة بسبب البرودة ولكن أغمضت عيناي براحة لأن المياه الباردة
خففت من وهج الحرق.. انتفضت بعنف وفتحت عيناي بصدمة عندما أحسست بـ إيفوس يمسك
فستاني ويمزقه عن الصدر بالكامل ثم رفعه ورماه على الأرض..
سترت صدري بسرعة بيد ومنطقتي السفلية بيدي الأخرى بسبب نظراتهِ المُتفحصة
والتي كانت تلتهم مفاتن جسدي بجوعٍ شديد.. بينما علت حُمرة الخجل وجهي بالكامل..
كنتُ أحاول كتم شهقاتي وأنيني المتألم كي لا أغضبهُ وأنا أنظر إليه
بخجلٍ رهيب.. هو الوحيد الذي رآني عارية بالكامل.. أخي كلاوديوس كان يُبالغ في
حمايتي بشكلٍ كبير ومُبالغ به.. لم يكن يسمح لرجال مملكته بالنظر إليّ أو حتى الاقتراب مني..
كان صارم من هذه الناحية رغم إخباري له بأنني كنصف متحولة سيكون لي
رفيق مقدر وأنا من المستحيل أن أكون لشخص غيره ومع ذلك كان يحميني كأنني كنزه
الثمين..
دموع حزينة سالت من عيناي بكثرة.. لقد اشتقت لشقيقي و جدا فرغم كل ما
يفعله بي إيفوس إلا أنني لم أستطع أن ألقي اللوم على أخي وأفعاله.. أخي طيب القلب
وحنون فقط لو يعرف إيفوس بمدى حنية كلاوديوس وطيبته قد يسامحهُ رغم عدم معرفتي لماذا
يكره إيفوس شقيقي إلى هذه الدرجة ويريد الانتقام منه من خلالي..
" توقفي عن البكاء فدموعكِ لن تجعلني أشعر بالشفقة عليكِ.. كما
وفري هذه الدموع لوقتٍ آخر لأنني لم أبدأ بعد بانتقامي "
ارتعشت بشدّة على كلماته المؤلمة والمحزنة لي ونظرت إليه بتعاسة..
لماذا لا يشعر بي؟!!.. تساءلت بأسى وأنا أتابع تحركاته بفزع.. رأيته يحمل الصابونة
وبدأ يفرك كتفي وظهري بها نزولا إلى الأسفل..
أغمضت عيناي وتركته يفعل ما يريده خاصة عندما أمسك بيدي التي كنتُ
أستر بها صدري وأبعدها ليبدأ بفرك صدري بخفة بالصابونة...
شعرت بخجلٍ كبير عندما فعل نفس الشيء في منطقتي السفلية.. صوت أنفاسه
المتسارعة التقطتها أذناي ولم أستطع أن أنظر إليه..
انتفضت بعنف عندما مرر أصابعهُ على العلامة وأنين متألم خرج من فمي
رغما عني.. توقف عن لمسها ثم تابع فرك ساقاي.. عندما انتهى سكب المياه على جسدي ثم
شعري ثم وقف ورفعني بخفة بذراعيه..
كنتُ أريد أن أعترض على حمله لي لأنني بللت ثيابه لكنني قررت أن ألتزم
الصمت وخاصة عندما شعرت بالتهاب فخذي من جديد..
وضعني على الكرسي في الحمام ثم أخرج منشفتين من الخزانة وبدأ يجفف لي
شعري.. رمى المنشفة على الأرض ثم بدأ يُجفف جسدي بالأخرى.. ارتعشت بعنف عندما جفف
مكان العلامة والذي كان يؤلمني كالجحيم..
عندما إنتهى من تجفيف جسدي حملني مجددا وسار ببطء ودخل إلى الغرفة
ووضعني على الأريكة برقة.. طيلة هذه المدة كنتُ أتأمله بنظراتٍ مندهشة.. لماذا
يعاملني بهذه الرقة الآن؟!!.. لم أفهم سبب تصرفاتهِ ومع ذلك شعرت ببعض السعادة
لأنه ساعدني في الاستحمام..
رأيته يبتعد ووقف أمام المنضدة وفتح الدُرج وأخرج صندوق صغير خشبي
مربع الشكل.. فتح غطائه وأخرج شيئا منه ثم استدار واتجه نحوي وجلس القرفصاء
أمامي..
رأيتهُ يمسك بيده قارورة زجاجية صغيرة بها سائل أبيض اللون.. فتح
غطائها الصغير وقرب القارورة من فخذي وبدأ يصب السائل على العلامة.. انتفضت بعنف
وصرخة قوية متألم خرجت من فمي وحركت يداي بنية إيقافه عن سكب ذلك السائل على الحرق
لكنني تجمدت عندما هتف بوجهي بغضب
" إياكِ أن تفعلي.. اثبتي وتوقفي عن الاهتزاز.. سوف تشعرين بتحسن
بعد قليل أيتها الحمقاء "
استكان جسدي فجأة وأرخيت يداي وهدأت بالكامل خاصة عندما بدأت أشعر
بوهج الحرق بدأ يزول شيئا فشيئا.. أبعد إيفوس القارورة ثم أعاد الغطاء ووقف وقام
بوضعها بالصندوق ثم وضعه مجددا في مكانه..
" شـ.. شكراً لك.. "
همست لهُ بخجل عندما استدار و تأملني ببرود.. ابتسم بسخرية وقال
" لا تشكريني أيتها الغبية.. فأنا لم أفعل ذلك لكي أريحكِ بل لأستمتع
بهدوء دون سماع صرخاتكِ المتألمة بسبب العلامة.. في الحقيقة أريد سماع تأوهاتكِ
المستمتعة بينما أضاجعكِ "
اتسعت عيناي بينما كنتُ أنظر إليه برعب.. ماذا ينوي أن يفعل الآن
بي؟!!... فكرت بفزع وبدأت أرتجف بقوة عندما رأيته يُزيل ثيابه المبللة عن جسده
قطعة تلو الأخرى حتى وقف عاريا أمامي بالكامل...
شهقت برعب بينما كنتُ أنظر إلى انتصاب عضوه الذكري وفورا أشهت نظراتي
بعيداً عنه وحاولت النهوض بسرعة لكي أفر هاربة منه..
إيفوس ينوي على امتلاكي بالكامل الأن..
وما أن وقفت وأردت الركض حتى أختبئ منه رغم معرفتي بأنني لن أستطيع
فعل ذلك لكن بسبب خوفي الكبير منه لم أكترث إلا أن إيفوس وقف أمامي بسرعة وضحك
بشرٍ كبير وهو يرميني على الأريكة ويتسطح فوقي محاصرا جسدي الصغير بجسده الكبير
والعضلي...
كان صدري يعلو ويهبط بجنون بينما كنت أتنفس بسرعةٍ رهيبة وأنا أنظر
إلى وجهه بفزعٍ كبير.. رفع يده اليمنى وأزاح بعض من خصلات شعري عن وجهي برقة وقال
بهمس
" لا داعي للخوف مني.. سأجعلكِ تستمتعين وبشدّة "
انتباه: مشهد حميم**
أخفض رأسه وبدأ يستنشق عنقي بأنفه الذي كان يتجول على بشرتي.. ثم شعرت
بقبلة رقيقة عليه.. ارتعش جسدي بقوة وتسارعت أنفاسي أضعافا عن السابق خاصة عندما
شعرت بيده تداعب صدري وحلماته..
" لــ.. لا.. لا تــ.. لا تـ.. توقف.. أرجوك.... "
همست له برجاء و برعب عندما بدأت قبلاته تتحول إلى قبلاتٍ شرسة
ونهمة.. كان بالفعل قد بدأ يلتهم بشرة عنقي بأكملها ويمتصها بجنون..
أغمضت عيناي برعب لأنني لا أستطيع مقاومتهُ فهو رفيقي لكنني لا أريده
أن يمتلكني وهو يكرهني..
حاولت مقاومته وإبعاده عني لكنه صفعني بقوة على خدي الأيمن.. بكيت
بألم و بذل لأن رفيقي لا يحبني ولا يشعر بي وهو يؤلمني بتصرفاته القاسية معي..
قررت أن أستسلم له و أدعه يفعل ما يريد بجسدي ففي النهاية هو ملكا له
وحده إن كان بموافقتي أو بالغصب..
كانت دموعي تسيل بصمت على وجنتاي وحاولت كتم تأوهاتي عندما بدأ يداعب
مهبلي بأصابعه..
كان يقبل حلمتي بجوع وهو يمتصها ويداعبها بلسانه بجنون.. ورغم حزني
إلا أنني شعرت بإحساس يفوق التصور.. شعرت بموجة من الأحاسيس الجديدة عليّ.. أحاسيس
جعلت قلبي يطوف في قفصي الصدري بمتعة وسعادة.. من يلمسني الآن هو رفيقي المقدر
وحبيبي.
نعم أنا أُحب إيفوس.. لقد
أحببتهُ من اللحظة الأولى التي رأيتها بها وعرفت بأنه المايت الخاص بي.. أي هو
رفيقي المُقدر...
توقف عن تقبيل صدري وشعرت بيده تمسك ساقي اليسرى وترفعها وتم وضعها
على كتفه..
فتحت عيناي بصدمة و رأيته يقف على ركبتيه بين ساقاي وهو يمسك بعضوه الذكري
المنصب ويوجهه ناحية مهبلي.. لا أعرف ما أصابني لكنني شعرت بالذعر وفورا اخفضت
ساقي عن كتفه واستقمت بسرعة رافعة جسدي بعيدا عنه و باغته عندما أزحتهُ بيداي
ووقفت أنوي الهروب ناحية الحمام لكي أختبئ..
انتهى المشهد الحميم**
وبالفعل بسبب صدمته استطعت الدخول إلى الحمام وإغلاق الباب بسرعة
وأدرت القفل لينزلق جسدي فوق الأرض الرخامية وأنا أبكي بحرقة و بخوف وأضم ركبتاي
إلى صدري محتضنة جسدي المُرتجف بقوة وانا أشعر بالعجز والخوف والقهر والذل لأسمع
بعد وقت ليس بطويل صرخة إيفوس الغاضبة
" أيتها اللقيطة سوف تندمين... افتحي الباب
حالاااااااااااااااا.. "
ارتعش جسدي أكثر ثم انتفضت بعنف مبتعدة عن الباب عندما إرتج الباب
بقوة بفعل طرقات إيفوس المتتالية والقوية عليه
" افتحي الباب وإلا أريتكِ الجحيم.. افتحيه فورااااااااااااااا...
"
كنتُ أجلس على الأرض وأنا أنظر إلى الباب برعبٍ كبير ولم أعرف كيف
أتتني الجرأة لكي أُجيبه قائلة بخوف
" لــ.. لا.. لن أفتحه... "
" أيتها اللعينة.... "
صرخ إيفوس بغضب ثم توقف عن طرق الباب وفجأة سمعت صوت ركلة وتبعها صوت
دوي شديد ومُرعب أرعب كياني وخاصة عندما رأيت الباب ينفتح بقوة ويرتطم بعنفٍ شديد
على الحائط..
اهتز بدني بعنف عندما رأيت إيفوس يقف عاريا أمامي وهو ينظر إليّ بعيون
حمراء كالدم.. تقدم ناحيتي ببطء وفورا بدأت أزحف إلى الخلف مبتعدة عنه لكن وبلمح
البصر أصبح أمامي و أمسكني من شعري ورفعني عاليا..
صرخت بألمٍ شديد وبرعب عندما بدأ يسحبني خلفه باتجاه الغرفة ليرميني
بعدها بعنف على الأرض..
تأوهت بألم وأغمضت عيناي لكن صرخة أخرى خرجت من أعماقي عندما سحبني
إيفوس مجددا من شعري وجرني ناحية السرير ورماني أمامه.. فتحت عيناي ونظرت برعب في
أرجاء الغرفة لأرى إيفوس يفتح خزانته ويخرج منها سوطا.. ثم يستدير ويتقدم ببطء وهو
يتأملني بوعيد وبغضبٍ مهول..
" آااااااااااااااااه.... أرجوك.. توقففففففففففففف.... "
صرخت بألم أزهق روحي وكياني عندما وجه ضرباتٍ متتالية بالسوط على
جسدي.. رفعت كلتا يداي وحاولت حماية وجهي بينما جسدي بأكمله كان يهتز ويرتعش بجنون
من جراء الألم وضربات السوط التي لم ترحم جلدي الرقيق..
توقف عن ضربي فجأة ورمى السوط بعيدا ثم سحبني من ساقي لوسط الغرفة
وجثى فوقي وحاصرني بجسده..
كنتُ أبكي وأنا أشهق بهستيرية..
انتباه مشهد جريء**
أظلم وجهه وهو يتأمل جسدي بعينيه وبدا كأنه انفصل عن العالم حوله وذهب
إلى مكانٍ آخر.. كان يلتهمني بعينيه..
أمسكني من خصري بيد وبيده الأخرى بدأ يتحسس بطني صعودا إلى صدري..
أبعد يده عن خصري وبدأ يداعب صدري بأصابعه.. حلماتي كانت منتصبة في كفيه يتحسسُهما
و يضغط عليهما ويقبلهما و يمتصهما بشغفٍ كبير.. كنتُ خائفة وأنا أرتجف بين يديه
بعنف..
ولكن بكائي تضاعف أضعافا عندما رفع ساقاي على كتفه وصرخة قوية خرجت من
حنجرتي معذبة متألمة مكسورة عندما اقتحمني إيفوس دفعة واحدة بعضوه الذكري.. ودون
رحمة بدأ يضاجعني بجنون وبعنف بينما جسدي كان قد إكتفى هنا وانهار بين يديه..
ارتخت عضلاتي وأدرت رأسي بانكسار على الأرض وأغمضت عيناي ودموعي
الحزينة و المُنكسرة لم تتوقف للحظة عن السيل بكثرة بينما أنيني المتألم لم يتوقف
للحظة عن الخروج من بين شفتاي..
" آه... اللعنة كم أنتِ ضيقة عاهرتي... "
تأوه إيفوس بمتعة وهو ينهال على جسدي المتورم بقبلاتٍ لا تحصى بينما
كان يدفع عضوه بداخلي بعنفٍ شديد..
بدأ يوزع قبلاته على صدري وعنقي وهو يُخرج أنين مستمتع.. جسدي كان
يعلو ويهبط بفعل احتكاك إيفوس السريع ومضاجعته العنيفة لي.. كنتُ أشعر أنه شطرني
إلى نصفين في الأسفل..
لم أكن أعرف على أي ألم كنتُ أبكي الآن.. هل أنا أبكي الآن لأنه قسم
قلبي إلى نصفين؟!!.. أم أبكي لأنه وشمني بالحديد الحامي بعلامة لن تزول أبدا عن
جسدي.. أم ضربه لي صباحا.. أم ضربه لي بالسوط منذ قليل.. أم تمزيقه العنيف
لمهبلي؟!!!!... لم أعرف بالفعل لكنني كنتُ أبكي بشدة وبصمت أحاول أن أكتم شهقاتي
وأنيني..
" لي.. لي.. لي.. أنتِ لي.. لي... "
كان يهمس بجنون وهو يمتص عنقي وكتفي ثم ترقوتي نزولا إلى صدري.. خفق
قلبي بشدّة وفكرت بصدمة.. هل عرف بأنني رفيقتهُ المقدرة؟!!!.. مستحيل!!.. لا يمكن
أن يكون عرف بذلك وهو يعاملني بتلك الطريقة!.. لا.. لا أظن أنه يعرف....
بعد وقتٍ طويل بدأ يتحرك بعنف أشد وهو يتأوه بشدة.. فجأة أخرج عضوه من
مهبلي وشعرت بسائل دافئ يقذف على بطني وصدري.. حركت رأسي بجهد ونظرت إلى الأسفل..
رأيت إيفوس يمسك بعضوه وهو يمسده ويحركه بينما سائل أبيض يخرج منه ويحط على معدتي
وصدري..
" عذراء لعينة.. أنظري إلى قطرات الدماء التي سالت من مهبلكِ
المقرف.. هه.. لم أتخيل أن تكوني عذراء يا قبيحة.. ولكن عليكِ أن تشعري بالسعادة
فأنتِ لم تحصلي على الشرف بأن أقذف سائلي بداخلكِ يا لقيطة.. أنا لا أريد أطفالا
منكِ قبيحين مثلك "
أنيت بألم وأغمضت عيناي وبدأت أبكي بتعاسة.. فجأة جمع شعري بيده وجذبه
عاليا ورفعني بعنف.. صرخة قوية خرجت من فمي تلاها أنين متألم..
" أنا لم أنتهي منكِ بعد عاهرتي "
نظرت إليه بصدمة ورأيته يجلس على الأرض وفورا جذبني من شعري من جديد
ورفع جسدي وجعلني أجلس على حجره.. اتسعت حدقتا عيناي وشهقت بصدمة عندما أبعد يده
عن شعري ووضع يديه على خصري ورفعني ثم جعلني أجلس على عضوه المنتصب...
تأوهت بألم عندما دخل بي.. صرخاتٍ متتالية متألمة خرجت من فمي عندما
أمسكني بخصري وبدأ يرفع جسدي بسرعة صعودا وهبوطا.. إنهار جسدي فوقه وتركته يفعل ما
يريده في جسدي...
انتهى المشهد الجريء**
بعد مرور ساعة كنتُ نائمة على الأرض على جنبي الأيمن أبكي بقهر وبحزن
شديدين.. لقد تركني منذ قليل ولم يهتم بي بل دخل إلى الحمام واستحم ثم خرج وارتدى
ملابسه حتى أنه عبر من فوقي وخرج من الغرفة دون أن يكترث لي..
كان جسدي ممتلئ بالرضوض و بعلامات قبلاته وحتى بسائله المنوي.. كان قد
قذف سائله على جسدي ثلاثة مرات دون أن يشعر بالتعب أو حتى يُشفق على حالي...
حاولت النهوض لكنني لم أستطع فبدأت أبكي أكثر حزنا على نفسي.. سمعت
باب الجناح ينفتح وينغلق ثم سمعت صوت خطواتٍ عديدة قادمة.. ارتعش جسدي بعنف خوفا
من أن يكون إيفوس قد أدخل الحُراس عليّ.. لكن تنهيدة مطمئنة خرجت من فمي عندما
سمعت شهقات الجنيات الثلاثة الصادمة ثم صوت رومان تقول
" سولان.. أرنيكا.. ساعدوني بسرعة... "
شعرت بيدين تمسك جسدي وتديره ببطء ومن جديد سمعت صوت شهقاتهم
المصدومة..
" رومان.. لقد.. إنه.. أليس هذا وشم العبيد في مملكة غابيغا؟!..
غريب!!.. فحسب معلوماتي لقد توقفوا عن استخدامه بعد أن حرر الملك لايسن المتحولون
وأعطاهم حريتهم ومنع جميع الملوك من مهاجمتهم وأخذ نسائهم بالقوة لكي يصبحوا
خدمـــ... "
" يكفي سولان هذا ليس الوقت المناسبة لهذه المناقشة.. ثم لم يلفت
نظركِ سوى الوشم!.. لم ترى عيناكِ علامات السوط و.. حسنا يكفي ساعدوني حتى نحملها
ونُدخلها إلى الحمام بسرعة.. ثم أرنيكا نظفي الأرض من دماء عذريــ.. فقط نظفي
الأرض بينما أنا و سولان سوف نُساعدها في الاستحمام "
كنتُ أسمع كل كلمة كانوا يتفوهون بها الجنيات الثلاثة لكنني لم أفتح
عيناي ولم أُتعب نفسي لأعترض على أي شيء.. حملوني ووضعوني في حوض الاستحمام..
ارتخت عضلاتي المتشنجة فور شعوري بالمياه الدافئة تغمر جسدي وتركت لهم حرية التصرف
ومساعدتي...
وضعوني على الأريكة وجعلوني أرتدي فستان أسود اللون طويل كان ضيق على
الصدر بأكمام واسعة.. ثم أجبرتني سولان على تناول كل الأطعمة التي جلبتها لي..
عندما انتهيت ابتسمت لي رومان وقالت
" بالهنا والشفا أميرة سيرنيتي.. "
ثم نظرت إليّ بحزن وقالت
" لقد طلب منا القائد إيفوس كي نذهب ونساعدكِ.. سوف تتحسن جراحكِ
سريعا.. أنا أعلم بأنكِ كمتحولة لا تُشفى جراحكِ بسرعة مثل المستذئبين ومصاصي الدماء..
ولكن لا تقلقي سوف نساعدكِ حتى تُشفى أسرع.. ثم.. امممم.. الوشم على فخذكِ لقد
انتبهت أنه قد تم وضع مسحوق سحري عليه يتم صنعه فقط من قبل الجن.. أظن لوسيا من
صنعته.. هذا المسحوق يُخفي الآلام.. لذلك أنتِ لن تشعري بألم الحرق مجددا.. والأن
من بعد إذنكِ يجب أن نذهب.. نراكِ لاحقا سمو الأميرة "
بعد خروجهم أرحت رأسي على الوسادة التي وضعتها لي أرنيكا سابقا ثم
أغمضت عيناي وبكيت بحزن..
أنا هنا لم أعد أميرة.. لقد تم وشمي بتلك العلامة وهذه العلامة مثل
السوار في يدي لن تزول وتختفي إلا إن وافق إيفوس على ذلك.. لقد أصبحت له وامتلكني
و بفعلته تلك سوف تتغير أمور كثيرة معه وقريبا جداً سوف يشعر بهذه التغيرات..
أتمنى أن لا يكرهني أكثر...
بعد مرور بعض من الوقت سمعت صوت صرخات قوية خارج جناح إيفوس
" أفسحوا لي الطريق.. أريدُ الدخول ورؤيتها... "
" لكن سموكِ القائد إيفوس منعنا من إدخال أحد إلى جناحه من دون
إذنه و.... "
" افتحوا لي الباب فوراااااااااااااا... أنا زوجة الملك وإن
عصيتم أوامري سأطلب من زوجي قطع رؤوسكم يا حمقى وحرقكم.. هيا إبتعدواااااااااا...
"
سمعت صوت انفتاح الباب وتلاه صوت خطواتٍ مُسرعة.. فجأة انفتح باب
الغرفة أمامي ورأيت فورتونا تقف بجمود أمامي وهي تتأملني بنظراتٍ مبهمة فاحصة حذرة
مصدومة متوترة وحائرة.. رفعت رأسي وابتسمت لها بعذوبة وقلتُ لها
" مرحبا.... "
لايسن**
" يبدو أنهم لم يتعلموا.. ما فعلتهُ بهم سابقا كان قليلا.. ما
سوف أُريهم إياه الليلة لن يخطر على بال أحدا منهم.. ستكون الجحيم أهون لهم بكثير
من ما ينتظرهم على يدي... "
همست بشر ورأيت أروس وإيفوس يقفون بجانبي وأسودي حولي وبدأت أمشي
متجها إلى القرية وهم خلفي مع عدد كبير من الجنود..
ابتسمت بشر وبوعيد.. سأريهم جحيمي الخاص.. ففي جحيمي الرحمة لن يكون
لها وجود... تحضروا لما ينتظركم....
وقفت فجأة وقبضت فكي بغضب وكورت يدي بجانبي عندما عرفت باقترابه منا
وسمعت خطواته..
" وحش الجبل.. أنتَ لا تريد أن تحصل على المتعة الكاملة بقتل
الغيلان و المتحجرين بمفردك.. سوف أتي معك لأُحارب "
زأرت أسودي بقوة و استدرت لأرى سيرنوك يرفع يديه حول أسودي التي
حاصرته يحاول أن يهدئها قائلا
" وووواو.. اهدئي.. "
ثم نظر إليّ وقال
" أنتَ لن تدع أسودك تأكلني.. أنا حارس سمو الأميرة وإن أصبحت
وجبة لأسودك ذلك سوف يُحزنها "
قلبت عيناي بغيظ وأجبته بحدة وبكره وبسخرية
" لقد غاب عنك بأن المتحولون معهم.. ثم من قال بأنني سأدع أسودي
تأكلك؟.. لن أسمح لها بذلك لأنها إن تذوقت دمائك العفنة قد تتسم وتموت "
وفورا ضحك أروس بشدة وتبعهُ إيفوس ورأيت سيرنوك ينظر بعدم الرضا إليّ
بسبب ما قلته..
أشرت لأسودي لكي تبتعد عنه قائلا بنبرة حنونة لهم
" صغاري.. ابتعدوا عنه ولا تزمجروا بوجهه.. هناك وجبات ألذ منه
بكثير بانتظاركم في القرية "
ثم نظرت إلى سيرنوك وسألته بحدة
" ولماذا تريد أن تُحارب في صفي؟.. أنتَ هنا بصفتك حارسا لزوجتي
فقط "
تنهد بخفة وقال لي وهو يسير بخطواتٍ بطيئة حتى وقف أمامي
" سوف أحميها إن حاربت معك في ساحة القتال.. أنا لن أظل في القصر
أقف مكتوف الأيدي.. ثم كيف المتحولون هنا؟!.. أليسوا مسالمون في طبعهم؟!.. ولماذا
يريدون شن الحرب على مملكتك؟! "
كورت قبضتاي بشدة ومنعت نفسي من قتله الآن من أجل زوجتي فقط.. تنفست
بقوة وأجبته من بين أسناني بحدة
" أسئلتك كثيرة سيرنوك.. سوف تعرف الجواب لاحقا "
استدرت وتابعت السير وأنا أشعر بحنق شديد و برغبة قوية لقتله والتخلص
منه ومن غلاظته المُقرفة..
كان يسير بجانبي من ناحية الشمال بينما أروس و إيفوس من ناحية اليمين
و خلفي أسودي والجنود...
" ماذا فعلت للمتحولين وحش الجبل؟!!.. إنهم ضعفاء ولن يستطيعوا
أن ينجوا على يد شعبك.. ذلك من سابع المستحيلات.. و... "
هتفت بغضب مُقاطعاً حديثه اللعين
" إن تفوهتَ بكلمة أخرى سأقطع لك رأسك وبعدها سوف أقتلع لك قلبك وأُطعمهُ
إلى تلك الأفعى أمامك.. "
شهق سيرنوك بصدمة عندما توقفت فجأة وظهرت أمامي أفعى ضخمة جداً برأسٍ
واحد وعشرة قُرُونٍ سوداء وخضراء اللون..
كانت تُحرك الجزء الأمامي من جسمها إلى الأمام وتلفه قليلا ضاغطة على
السطح لتثبت نفسها وهي تمد لسانها وتُحركه أمامي وما أن حاولت التحرك و مُهاجمتي أمسكت
بعنقها بسرعة بيدي و ضغطت بشدة عليه وعصرته حتى انفصل رأسها عن جسمها وطار عاليا
وسقط أمام أسودي على الأرض..
رميت جسدها.. وفورا اتخذ جسد ورأس الأفعى شكله الحقيقي لأحد
المتحولين.. نظرت إلى جثة المتحول أمامي ببرود وقلتُ بملل لأسودي الجميلة
" تناولوه أحبائي.. فهذه أول وجبة لذيذة لكم الليلة "
وبسرعة هجمت بعض من أسودي والتهموا المتحول الغبي وتابعت السير قائلا
لـ سيرنوك والذي كان ما زال يقف بجمود في مكانه ينظر بصدمة إلى أسودي بينما أروس و
إيفوس لم يكترثان للأمر
" تحضر.. هناك المزيد سوف تراه عينيك ولن تصدقهُ أيها الجني..
عليك أن تقتل كل حيوان تراه عينيك في قريتي الأن وإلا أصبحتَ وجبة لذيذة لهم...
هيا تحرك... "
" جلالتك.. كيف دخل هذا المتحول حدود الجبل دون أن ينتبه له أحد
في القرية؟ "
سألني إيفوس بغرابة.. تنهدت بقوة وتابعت السير وقلتُ له
" أعطي الأوامر للجنود كي يحرسون حدود الجبل.. يبدو أنه تسلل من
المعركة ودخل الجبل دون أن ينتبه له أحد من شعبي.. "
" حسنا سيدي "
أجابني بسرعة وذهب إلى الخلف ليُعطي الأوامر للجنود... وقفت أمام حدود
قريتي وفورا أظلمت عيناي بسبب ما رأيته..
تحولت قريتي إلى ساحة معركة ضارية بين شعبي و المتحولون والغيلان
والعمالقة الخمسة المتحجرين.. لقد دمروا معظم المنازل ولكن شعبي قوي وجدا.. كانوا
يقاتلون الحيوانات المفترسة التي اتخذوا شكلها المتحولون وكانوا شعبي يرمون
جثامينهم بعيدا بعد تقطيعها..
أما الغيلان.. هاه.. ضحكت بخفة عندما رأيت معظمهم يهربون ويخرجون من
غابيغا فور رؤيتهم لي.. مؤسف فات الأوان على ذلك.. لأنني لن أرحم أحد...
نظرت إلى الأعلى ورأيت أثيا تجلس على كتف أحد المتحجرين وهي تتشبث به
وتعطيه التعليمات لكي يدمر ويسحق قريتي وجنودي.. سمعتها نعم لأن قوة سمعي خارقة
وأنا أستطيع التحكم بها أيضا وحجب الأصوات والذبذبات البعيدة والقريبة كما أرغب..
وشعبي يمتلك قوة السمع أيضا مثل حاسة الشم ولكنهم يتحكمون بقوة سمعهم وذلك بأمرٍ
مني.. فأنا لا أرغب أن يعرفوا ويسمعوا ما أقوله وأُخطط له.. وإن خالف أحد أوامري
أنتشل قلبه وأحرق جثته فورا دون تردد ودون أن أهتم لأسبابه..
فجأة نظرت خارج حدود غابيغا ورأيت قطيع من المستذئبين يركضون بسرعةٍ
رهيبة ناحية غابيغا وذئب كلاي يترأسهم..
" ما اللعنة!!!!!... "
هتف إيفوس بصدمة عندما دخلت الذئاب الضخمة حدود قريتي وبدأوا يهاجمون
الغيلان والمتحولون وحولوهم إلى أشلاء.. شعبي تركهم لأنني سبق وأعطيت أوامري كي لا
يقتربوا من كلاي أو من أي فرد من قطيعه عندما سمحت له بالدخول إلى مملكتي..
" من سمح له ليأتي مع قطيعهُ إلى غابيغا ويُحارب معنا؟ "
هتف إيفوس بغضبٍ شديد من جديد لكنني لم أكترث.. فجأة رأيت ذئب كلاي
يقترب باتجاهنا ومعه ذئب أبيض اللون.. وقفوا أمامي ورأيت كلاي يتحول إلى شكله
الآدمي ونظر إلى إيفوس ثم إليّ قائلا وهو يُخفض رأسه ويرفعه باحترام
" وحش الجبل.. سامحني لأنني أعطيت الأوامر لقطيعي لينضموا إليك
في الحرب دون إذنٍ منك.. لقد رأيتهم يعبرون الغابات نحو مملكتك وعرفت فورا ما
سيحدث "
ثم نظر إلى الذئب الأبيض بجانبه وقال
" هذه داستر.. هي أقوى مُحاربة في قطيعي و حارستي الشخصية..
وبالطبع من بعد إذنك مولاي داستر ستكون مرافقة إيفوس وتبقى معه دائما.. إيفوس هو ابني
وبقانون قطيعي يجب أن أُعين له حارسا و مرافقا له ليرافقهُ أينما كان و... "
" أيها الحقير و النذل.. كيف تجرؤ؟... "
صرخ إيفوس بغضب وانقض على والده يمسكه من عنقه بيده وتابع قائلا بغضبٍ
شديد بينما كلاي لم يُحرك ساكنا كي يُبعد يد إيفوس عن عنقه أو حتى مُقاومته
" أنا إيفوس القائد الثاني من بعد القائد أروس ومساعدهُ الشخصي..
لا أحتاج لذئبة ضعيفة حقيرة من قطيعك كي تكون حارسة لي "
كشرت عن أنيابها الذئبة البيضاء وفورا رفع كلاي يده نحوها وهدأت بسرعة
و أخفضت رأسها إلى الأسفل..
" إيفوس.. ابتعد عنه فورا عن والدك "
أمرتهُ بهدوء وبسرعة نفذ أمري وابتعد إيفوس عن كلاي وأفلتَ يده عن
عنقه.. سعل كلاي بقوة وبدأ يلتقط أنفاسه وهو ينظر بحزن إلى ابنه..
ثم نظر إليّ وقال بأنفاسٍ مُتقطعة
" أنا أعلم أنك لا تحتاج مساعدتي.. لكنني سبق وأخبرتُك أنني
أعلنت ولائي لك.. لذلك أتيت مع أفراد قطيعي لنُحارب في صفك.. و داستير لن تعود إلى
قريتي فهي ستبقى برفقة إيفوس وتكون حارستهُ الشخصية "
زمجر إيفوس بغضب وحاول أن يهجم مجددا على كلاي لكنني رفعت يدي ناحيته
وأمرته قائلا
" يكفي إيفوس.. أنا موافق على ما قالهُ والدُك.. والأن أريدكم أن
تهجموا قبل أن يدمروا ما تبقى من قريتي.. سوف أتصرف مع المُتحجرين "
تأفف إيفوس بضيق و لكنه رضخ لطلبي.. ثم رأيت الذئبة البيضاء تقف
بجانبه
رفع إيفوس و أروس و سيرنوك سيوفهم عاليا وركضوا ناحية القرية وخلفهم
أسودي..
حركت رأسي يمينا وشمالا وسمعت طقطقة عنقي بينما كنتُ أُشاهد بغضب أحد
المتحجرين يدهس بقدمه بعض من رجالي و المستذئبين.. وواحد آخر من المتحجرين كان
يمسك باثنين من شعبي ويشطر أجسادهم إلى نصفين بيديه..
أظلمت عيناي وتحولت إلى لونها الأحمر وظهرت أنيابي وطالت أظافري وهمست
بوعيد بينما كنتُ أنظر إليهم بحقد
" لقد اكتفيت من المشاهدة.. حان الوقت لأتدخل "
رفعت رأسي عاليا ثم صرخت بغضبٍ عاصف
وصرختي جعلت السكون يلف المكان لثواني وبعدها عادوا شعبي للهجوم مع أعدائي ..
رفعت يدي اليمنى عاليا ناحية العمالقة المتحجرين وفورا ظهر ظل ضخم
أسود اللون خلفهم.. حركت يدي وبسرعة عانق الظل أجساد المتحجرين وسحب الحياة
منهم...
تجمدت أجسادهم بسرعة واختفت الحياة منهم وأصبحوا فقط مثل التماثيل
وبعد ثانية اختفوا بالكامل من غابيغا...
صرخة مُرتعبة خرجت من فم أثيا وهي تسقط من علو شاهق إلى الأسفل.. رفعت
يدي وتحرك الظل الأسود وعانق جسدها ومنع سقوطها.. طافت في الهواء ورأيتها تنظر
برعب ناحيتي..
" حماتي اللعينة.. "
همست بغضب وحركت يدي ناحية الأسفل أمامي وبسرعة انخفض الظل ووضع جسدها
على الأرض أمامي واختفى بعدها..
رأيتُها تنظر برعبٍ كبير إليّ ثم التفتت ناحية الشمال وتكورت على
نفسها وصرخت بفزعٍ كبير...
نظرت لأرى أحد أسودي تقفز باتجاهها بنية التهامها...
" توقف.. "
أمرتهُ بحدة وفورا حاوط جسدها أسفل جسده وكشر عن أنيابه قرب رأسها
لكنه لم يأكلها..
أبعدتهُ عنها وأمرته أن يعود إلى الساحة ويأكل من يحلو له من
المتحولين والغيلان..
كان جسد أثيا يرتجف بعنف وهي تبكي برعب وتنظر إليّ بخوفٍ كبير...
" لا أستطيع التصديق.. البشرية أثيا أميرة المتحولين أرادت شن
الحرب عليّ وعلى شعبي.. أجبتني جرأتك "
أمسكت برسغها ورفعتها بقوة لتقف ثم أمسكت بذقنها بأظافري المُسننة
ورفعت رأسها عاليا وقلتُ لها ببرود
" حسنا.. سأدعكِ الآن تُشاهدين ما سيحدث لشعبكِ بسبب اتخاذكِ
لهذا القرار "
أدرتُها ناحية القرية ورفعت رأسها أكثر وقلتُ لها بأمر
" شاهدي كيف يتم قتل شعبكِ الآن أيتها الأميرة.. لن يبقى مخلوقا
على قيد الحياة منكم حتى يُخبر ما حدث هنا في غابيغا مع الأسف.. فالموتى لا
يستطيعون التكلم مع الأحياء.. أليس كذلك؟ "
شهقاتها المُرتعبة ونحيبها ازداد أضعافا بينما كنتُ أُجبرها على فتح
عينيها حتى تُشاهد كيف يتم إبادة شعبها أمامها الآن..
أسودي كانت تأكل معظمهم أما شعبي كانوا يقتلون بطريقة همجية ودموية
الغيلان والمتحولون الذين اتخذوا أشكالا كثيرة من الحيوانات المفترسة..
صرخت أثيا برعب كبير وغابت عن الوعي بين يداي.. وضعتها على الأرض
وأمرت أحد الجنود بحراستها وقررت أن أحصل على بعض المرح..
رفعت يدي وفورا ظهر سيفي أمامي..
حملته وركضت بسرعة باتجاه ساحة المعركة.. نشوة عارمة اجتاحت جسدي
وبسرعة بدأت أقتل كل من أراه أمامي من الغيلان والمتحولين.. كنتُ أقطع أرجلهم ثم
رؤوسهم وبعدها أغرز سيفي في قلوبهم دون رحمة... يستحقون ذلك لانهم تعدوا على
مملكتي..
بعد أن قتلت أكثر من ثلاثمائة وستون منهم في دقيقة تملكني الملل.. استخدمت
سحري وأخفيت سيفي لأنني أردت أن أستخدم قوتي و امرح قليلا..
رفعت كلتا يداي وطالت أظفاري وكل مخلوق كنتُ أراه أمامي من هؤلاء
الملاعين كنتُ أضع يدي في صدروهم ناحية القلب وأجعلها تغوص للداخل وأمسك قلوبهم
بأظافري و اقتلعُها و أمعصها بشدة و أرميها على الأرض لأبدأ بتقطيعهم إلى أشلاء
بعدها.. أما البقية كنتُ اقتلع لهم عيونهم بأظفاري وبعدها احولهم لأشلاء..
نحن على وشك الانتهاء في حرب لم نستعد لها على الإطلاق.. ولكن رغم ذلك
كنا المنتصرين.. هذه المعركة محسوم أمرها وواضح ولم أعلم كيف خطر ببال أثيا أنها
قد تستطيع كسب الحرب.. كم هم حمقى لأنهم تجرؤوا بالقدوم إلى غابيغا و مهاجمتنا..
ألم يعرفوا ما سيكون مصيرهم على يدي ويد شعبي؟!.. ستكون مجزرة بشعة الليلة...
رجالي وشعبي بأكملهم كانوا يصرخون بلذة ونشوة وهم يقاتلون.. أصواتهم
وحدها كانت كفيلة بإرعاب الغيلان والمتحولين الحمقى.. وكذلك أصوات زئير أسودي المُرعب..
أخيرا أسودي الضخمة كانت سعيدة لأنني سمحت لها بحرية الأكل ما تريده
من الغيلان والمتحولين...
نصف شعبي لم يكونوا يقاتلون بالسيف بل بأجسادهم وقوتهم.. يركضون
ويقفزون على المتطفلين في مملكتي ويقطعونهم ليتحولوا إلى أشلاء..
أما البقية من جنودي يأتي دور السيف هنا.. فهم لا يخطئون أبدا
باستعماله وخاصة لأن أروس من علمهم كيفية المُحاربة بالسيوف.. ناهيكم عن إيفوس كان
يقتل دون رحمة باستخدام سيفه.. في النهاية هو يعرف القتال جيدا به فأنا من علمتهُ
شخصيا كيفية استخدامه..
الغيلان سيكونون جميعهم موتى لا مُحال. والمتحولون فلقد ودعوا أرواحهم
كلها مُسبقا.. إذ لم يتبقى متحول واحد في أرض غابيغا على قيد الحياة...
فجأة ساد سكون مُخيف في أرجاء غابيغا و رائحة الدماء كانت منتشرة في
كل مكان.. كان قطيع كلاي يقفون في الوسط بينما شعبي يقفون في كامل الأنحاء..
نظرت بسرعة إلى الأشلاء والجثث وقدرت فورا حجم الخسائر.. مات واحد
وثلاثون من مصاصي الدماء و أربعون من المستذئبين.. بينما آلاف الجثث من الغيلان
كانت منتشرة في كل مكان مع أشلاء المتحولين بأكملهم عدا طبعا ما أكلتهُ أسودي...
فجأة صدحت الهتافات السعيدة عاليا في كامل أنحاء غابيغا و أحنت الذئاب
رؤوسها أمامي.. مشيت ببطء فوق الجثث ووقفت أمام الجميع وقلتُ لهم بأمر
" اجمعوا الجثث بأكملها وأخرجوها من غابيغا واحرقوها "
ثم نظرت إلى سيرنوك وقلتُ له بأمر
" وليبقى سيرنوك مع أميرة المتحولين.. إن استيقظت لا تدعها تتحرك
لحين عودتي.. لقد حان الوقت حتى أقوم بتصفية أعدائي "
ثم نظرت إلى أروس و إيفوس وأمرتهم قائلا
" أريدكما أن تُرافقاني.. فأنا لم انتهي بعد من تصفية أعدائي
"
توجهت ناحية كلاي ووقفت أمامه.. كان قد تحول إلى شكله الآدمي و أحنى
لي رأسه باحترام ثم رفعه ونظر إلى داستر وهي ما زالت على شكل ذئبتها البيضاء والتي
كانت تقف خلف إيفوس
" وحش الجبل.. أتمنى أن تسمح لـ داستير كي ترافق إيفوس.. فهي...
"
قاطعته قائلا بملل
" سوف ترافقه.. لقد سبق ووافقت على وجودها معه رغم اعتراضه على
ذلك.. ثم يمكنك أخذ جثامين رجالك حتى تستطيع دفنهم بشكل لائق وفق معتقداتكم.. أنا
لن أُمانع ذلك "
مشيت مبتعدا عنه ثم وقفت فجأة والتفت ناحية كلاي وقلتُ له
" أنا أُقدر موقفك معي الليلة كلاي.. ولا تنسى.. أنتظرك غدا في
قصري حتى تفعل ما اتفقنا عليه مُسبقا "
ثم استدرت وتابعت السير خارجا من غابيغا..
سمعت أروس يسألني بدهشة
" سمو الملك.. إلى أين نحن ذاهبون؟! "
نظرت إليه قائلا ببرود
" سأذهب لتصفية بعض الحسابات مع الغيلان وأيضا مع الملك كودورو..
ما فعلوه لن يمر على خير أبداً "
ابتسم أروس بمكر و بدأنا نركض بسرعتنا الخارقة حتى وصلنا إلى مملكة
الغيلان.. وقفت أمام الممر أسفل الجبل وابتسمت بشر وقلتُ بأمر
" إيفوس.. أنتَ وحارستك داستر يمكنكما أن تتسليا قليلا بقتل بعض
الغيلان.. سأتكفل أنا و أروس بالبقية "
دخلنا مملكة الغيلان وفورا بدأ إيفوس مع تلك المستذئبة يقتلان كل من
تراهم أعينهم من الغيلان أمامهم..
تابعت السير وأشرت لـ أروس كي يذهب ناحية الشمال ويقتل من يحلو له
وتابعت السير ببطء وأنا أقتل كل من أراه أمامي من هؤلاء القذرين بدمٍ بارد..
كنتُ أقطع رؤوسهم بأظافري بملل والبقية كنتُ أضع يدي في معدتهم و أفصل
أجسادهم لنصفين في الوسط وأنا أبحث حولي عن ذلك اللعين ملكهم..
بعد دقائق رأيته يختبئ في غرفة مع أولاده وهم يتأملونني برعب.. وقفت
أمامه وقلتُ له ببرود
" لقد أصبح لديك الكثير من الأطفال أيها العفن.. لنغير ذلك
قليلا.. "
وفي لمحة عين استخدمت قوتي وبأقل من ثواني معدودة كانت جثث جميع
أولاده القبيحين مرمية أمامه على الأرض مقطعة ومشوهة بالكامل..
نفضت يدي من دمائهم السوداء القذرة واقتربت منه.. جثى أمامي على
ركبتيه وقال لي برجاء و بتوسل
" لا تقتلني وحش الجبل.. أرجوك.. لقد أخطأت.. أعترف بذلك..
سامحني أرجوك.. سوف أفـــ.... "
أمسكت وجهه بيدي وأغرقت أظافري بعينيه و اقتلعتها من شلوشها.. صرخاته
المتألمة جعلتني أشعر بالنشوة.. رفعت جسده عاليا ثم رفعت يدي الأخرى ووضعتها خلف
رأسه وقلت له بفحيحٍ مُرعب
" لا أحد.. وأنا أعنيها.. لا أحد يشن الحرب على مملكتي دون سبب
وينجو بفعلته تلك "
ضغطت يداي بشدة على رأسه وفورا انتشرت أشلاء دماغه المُقرفة في كل
مكان..
" مُقرف... "
همست بقرف وأنا أرمي جثته على الأرض ثم أخرجت منديلا من جيب سترتي
ومسحت وجهي وكلتا يداي من دمائهِ وأشلاء دماغه القذرة ثم رميت المنديل فوق جثته
وخرجت ببرود من تلك الغرفة...
صوت الصرخات المُرتعبة كانت قد ملأت أسفل الجبل.. صرخت لقائدي ثم لـ
إيفوس و تلك المستذئبة كي يتركوا من تبقى على قيد الحياة ونخرج..
كنتُ أتجه ناحية مملكة المتحجرين عندما سألني إيفوس بهمس
" هل حقا سوف تترك تلك المستذئبة اللعينة معي تلاحقني أينما ذهبت
مثل ظلي؟ "
" قائد إيفوس..أنا لستُ مستذئبة لعينة.. أنا داستر حارستك
الشخصية "
سمعنا بذهول صوت فتاة تُجيب إيفوس بنبرة واثقة.. توقفنا عن السير
ونظرنا بذهول إلى بعضنا البعض..
ثم استدرنا إلى الخلف بسرعة وهنا نظرت بذهول تام إليها.. كانت قد
تحولت واتخذت شكلها الطبيعي.. كانت عارية بالكامل ولم تكترث لذلك..
كانت تقف أمام إيفوس وهي تضع يدها على خصرها و تتأملهُ بغيظ وبعض
الكبرياء..
أما إيفوس كان يتأملها بصدمة وهو يفتح فمه بذهول و أروس فعل المثل..
المنحرفين كانا يتأملان جسدها العاري بتمعن وبإعجاب واضح.. تلك الذئبة
جميلة.. جميلة جدا.. هههه.. إيفوس سوف يحصل على بعض المُتعة معها بالتأكيد.. فكرت
بمكر ثم نظرت إلى القائدين وقلتُ لهما بحدة
" توقفا عن تفحص مفاتنها وهيا بنا ليس لدي الوقت للتفهات.. ونعم
إيفوس هي ستكون ظلك الثاني لذلك لا تشتكِ وتتذمر "
بدأ أروس يضحك بشدة وهو يتقدم ليقف قرب إيفوس.. وضع يده على كتفه وقال
له بهمس
" أيها اللعين.. سوف تحصل على كل المرح بمفردك.. استمتع "
نظر إليه إيفوس بصدمة ثم رأيناها تتحول لتتخذ شكل ذئبتها وبدأت تركض أمامنا..
زمجر إيفوس بغضب ثم هتف بغيظ
" أنا لا أريدها.. ثم هي ليست رفيقتي.. كما أنها من قطيع ذلك
اللعين كلاي.. لا أريد أن يذكرني به أحد "
نظرت إليه بشك وسألته
" لماذا لا تريدها؟.. هل وجدتَ رفيقتك إيفوس؟ "
تجمد بأرضه ونظر حوله بتوتر ثم قال بغضبٍ شديد
" لا.. لا.. أنا لم أجد رفيقتي لغاية الآن.. ولا يهمني ذلك
"
ضحك أروس بقوة ثم قال له
" إذا ما المانع!.. استمتع مع تلك المستذئبة الجميلة والمثيرة
واحصل على بعض المرح.. لن يضرك ذلك.. أم أنك اكتفيت بتلك المتحولة سيرنيتي؟ "
تجمد إيفوس و نظر بذهول إلى أروس ثم قال له من بين أسنانه بغضب
" تلك اللعينة جعلت معدتي تتقلب عندما عاشرتها بالقوة.. إنها
قبيحة ومقرفة وأنا أكرهها لحد اللعنة "
ضحك أروس بخفة وقال له
" إذا ما دامت مقرفة تخلى عنها وقدمها للجنود حتى يتسلوا بها..
في النهاية هي هدية لك من لايسن.. إن لم تُعجبك ارميها حتى يستمتع بها غيرك "
" مستحيل ل ل ل ل ل..... "
صرخ إيفوس باعتراض و بغضب كبيرين.. وهنا نظرت إليه بشك وفكرت بغضب..
هو يُخفي عني شيئا بالتأكيد.. سأعرف لاحقا ما يُخفيه عني إيفوس..
نظرت إلى القائدين وهتفت بحدة وبنفاذ الصبر
" يكفي.. لا مزيد من الحديث الآن عن نساء إيفوس.. لدي شيء أهم
عليّ تصفيتهُ حاليا.. هيا بنا "
بدأت أركض بسرعة كبيرة حتى وصلت إلى مملكة ذلك الحقير كودورو.. وفور
وصولي سحبت الحياة من من ذلك العملاق الساحر ودخلت إلى المملكة.. وما أن وطئت قدمي
أرضهم انحنى جميع العمالقة المتحجرين أمامي..
مشيت ببطء ووقفت أمام كودورو
وجهاً لوجه.. ابتسمت بخبث وسمعت إيفوس يهتف بقوة
" كودورو.. انحني فوراً واجثي أمام الملك لايسن ثورم "
رأيت الملك كودورو يقف وجثى أمامي على ركبتيه.. عندما جثى كودورو
أمامي فورا جثى جميع شعبه.. نظرت إليه بغضب وقلتُ له
" لقد سبق وعفوت عنك وعن ما تبقى من سُلالتك.. ولكنك اليوم
ارتكبت خطأ فادحا و جسيما عبر إرسالك لخمسة من حرسك إلى مملكتي لكي يُدمروا غابيغا
ويقتلوا شعبي.. أنا أعلم بأنهم تلقوا الأوامر منك لذلك تحضر لما سأفعلهُ بك "
لم ينظر كودورو إلى وجهي بل ظل ينظر باتجاه الأرض وقال باحترام
" وحش الجبل.. أنا لم أوافق على شن الحرب ضدك.. لقد كنتُ مديناً
لملك كلاوديوس بيرون بخدمة.. وهو طالبني بتسديد ديني له.. لذلك وافقت فقط على
إرسال خمسة من حراسي كما طلب هو لكي يحاربوا مع أميرة المتحولين أثيا "
رفعت حاجبي بدهشة وسألتهُ بذهولٍ تام
" كلاوديوس بيرون طلب منك ذلك؟! "
نظر كودورو إلى وجهي وأجابني بصدق
" نعم.. لقد أتى إلى مملكتي وبرفقتهِ أثيا.. أميرة المتحولين
طلبت مني كي أُحارب معها لكنني رفضت وعندها طلب كلاوديوس مني بتسديد ديني له
واضطررت لفعل ذلك.. يمكنك أن تعاقبني لكن لا ذنب لـ سُلالتي بذلك "
شعرت بغضبٍ رهيب أعمى بصيرتي.. كلاوديوس النذل لا يعرف ما أوقع نفسهُ
به.. نظرت إلى كودورو بعيون حمراء مُلتهبة من شدة الغضب وقلتُ له
" سأعزل مملكتك عن باقي الممالك.. لن يستطيع أحد دخولها أو
الخروج منها مجدداً.. اعتبر ذلك رحمة مني "
استدرت وخرجت من المملكة وبرفقتي أروس و إيفوس وتلك الذئبة.. وقفت
أمام مملكة المتحجرين ورفعت كلتا يداي وفورا ظلا عملاق أسود اللون أغرق المملكة
بأكملها وفي أقل من ثانية اهتزت الأرض بعنف واختفت مملكة المتحولين عن الأنظار..
استدرت وقررت أن أذهب إلى غابيغا لأُصفي حسابي مع أثيا وبعدها سوف
أتفرغ لـ كلاوديوس الحقير.....
فورتونا**
" آااااااااااه.. رأسي... "
تأوهت وأنا أشتكي من ألم رأسي والدوار الذي شعرت به فور استيقاظي..
تأففت بضيق ورفعت جسدي وفتحت عيناي ورأيت نفسي في غرفة ذلك الخنزير..
" رائع... "
همست بازدراء و جلست وفوراً شعرت بالغرفة تدور بي.. وضعت يدي على رأسي
وأغمضت عيناي..
" تبا.. ما الذي يحدث لي؟!!!... "
همست بخوف وأنا أحاول أن أتمالك نفسي كي لا أشعر بالذعر... فجأة فتحت
عيناي على وسعها وهتفت برعب
" لاااااااااااا.. أمي ي ي ي ي ي.... "
سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وبدأت أبكي بهستيرية غير مصدقة.. أمي
أثيا على قيد الحياة!!!..
أبعدت غطاء السرير عن جسدي ووقفت بسرعة.. تجمدت عندما شعرت بالأرض
تميدُ بي لكنني تحاملت ومشيت ببطء وجلست على الأريكة ونظرت إلى الشرفة..
كانت الشمس قد غابت وأخذت الظلمة تنتشر بسرعة.. كان اللون الرمادي
الكئيب الذي يغلف الدنيا في الخارج كان يغلف قلبي أيضا..
تنهدت بحزن ثم انحنيت و ارتديت حذائي ثم خرجت من الغرفة ومن جناح ذلك
اللعين دون أن أكترث لحراسه الملاعين وتوجهت إلى الأسفل.. نظرت أمامي ورأيت إحدى
الخادمات تقف أمامي وهي تنظر إليّ بخوفٍ كبير..
لماذا هذه الغبية تتأملني بنظراتٍ خائفة؟!.. أنا من يجب أن تخاف منها
لا هي... وقفت أمامها وقلتُ لها بأمر
" أين هي تلك الفتاة؟.. تلك التي كانت تقف هنا مع الجنيات
الثلاثة.. اممم.. نسيتُ اسمها.. المهم أين هي؟ "
أخفضت رأسها أمامي وقالت باحترام
" سمو الأميرة.. إنها المتحولة سيرنيتي.. وهي متواجدة الآن في
جناح القائد إيفوس "
ابتسمت بسعادة وقلتُ لها بلهفة
" جيد.. أريدُكِ أن تأخذيني إليها فورا.. أريدُ رؤيتها في الحال
"
" لكن سمو الأميرة أنا لا... "
قاطعتها قائلة بأمر
" لا لا لا لا لا لا.. توقفي عن الاعتراض ونفذي أوامري فورا
وإلا... "
فكرت رغما عني كي أهددها به.. تبا له.. لكنني أحتاج لإخافتها.. تأملتُها
بكبرياء وقلتُ لها بثقة
" وإلا أخبرت زوجي بأنكِ لم تنفذي أوامري.. حينها من يدري ما قد
يفعلهُ بكِ "
نظرت برعبٍ كبير إليّ وقالت برجاء
" أعتذر منكِ سمو الأميرة.. سوف أرشدكِ إلى جناح القائد "
تبعتها وأنا أضحك بداخلي على خوفها.. مسكينة هي صدقت بأنني سأخبر ذلك
اللعين.. هاه.. كأنه سيهتم إن اشتكيت له.. سوف يغضب ويصرخ ويوبخني بعنف ويمتص
دمائي حتى تجف.. خنزير حقير..
وقفنا أمام باب ضخم يحرسه أربعة حراس ضخام.. تبا لهم لماذا جميع مصاصي
الدماء ضخام و وسيمون؟!.. ولكن ذلك الخنزير أوسمهم.. ما اللعنة؟!!.. همست بداخلي
بذهول بسبب تفكيري.. حسنا لأكون واقعية هو وسيم جداً لكن أخلاقه وتصرفاته المقرفة
تُمحي وسامته..
" افتحوا الباب أريد الدخول "
لم يستجيبوا لي بل ظلوا جامدين في وقفتهم مثل الأصنام.. شعرت بدمائي
تغلي بشدّة في عروقي وصرخت بوجوههم قائلة بأمر و بنفاذ صبر
" أفسحوا لي الطريق.. أريدُ الدخول ورؤيتها... "
نظر إليّ حارسا وقال
" لكن سموكِ القائد إيفوس منعنا من ادخال أحد إلى جناحه من دون
إذنه و.... "
" افتحوا لي الباب فوراااااااااااااا... أنا زوجة الملك وإن
عصيتم أوامري سوف أطلب من زوجي قطع رؤوسكم يا حمقى.. هيا إبتعدواااااااااا...
"
هتفت بملء صوتي عليهم وبغضبٍ رهيب وفورا أخفضوا رؤوسهم باحترام أمامي
و أفسحوا لي الطريق بعد أن فتح لي الباب واحدا منهم..
شعرت بقلبي يخفق بجنون.. أخيرا سأرى تلك الفتاة وأعرف منها كل الحقيقة
المتعلقة بوالدتي..
دخلت مسرعة ورأيت باب ضخم آخر أمامي.. أمسكت بالمقبض وفتحته ووقفت
جامدة أنظر إليها..
كانت تجلس على الأريكة وهي تريح رأسها على الوسادة.. مشاعر كثيرة اجتاحتني وبدأت أتفحصها كأنني أراها للمرة الأولى أمامي.. رفعت رأسها وابتسمت لي
بعذوبة وقالت لي
" مرحبا.... "
ابتسمت لها بينما كنتُ أقترب منها ورأيتها تجلس بصعوبة حتى تُفسح لي
مكانا لأجلس بجانبها.. جلست ونظرت إلى وجهها المتورم بحزن وهمست لها
" مرحبا.. "
أجابتني بسعادة
" أنا سعيدة لأنكِ بخير فورتونا.. لقد قلقت عليكِ جداً عندما..
عندما فقدتِ الوعي.. هل.. هل أصبحتِ أحسن الآن؟! "
تأملتني بنظرات متوترة فابتسمت لها بدفء وأجبتها
" أنا بخير.. أشعر بتحسن لا تقلقي.. "
تنهدت بعمق ثم نظرت إليها بجدية قائلة
" سيرنيتي.. أريدُ منكِ أن تخبريني كل ما تعرفينه عن والدتي
أثيا.. أريدُ أن أعرف كيف خرجت من هذا العالم وذهبت إلى عالم البشر.. وأريدُ أن
أعرف كيف لم تمت وعادت إلى هنا.. أخبريني بالتفصيل كل شيء لو سمحتِ "
تأملتني بنظراتٍ حزينة وقالت
" أنا لا أعرف بالفعل كيف اختفت خالتي من القرية.. لقد زارتني في
إحدى الأيام وعادت إلى منزلها وبعد أسبوع عندما لم تأتي لزيارتي كعادتها انتابني
القلق عليها وطلبت من شقيقي كلاوديوس كي يرسل أحدا من رجاله ويذهب إلى قرية
المتحولين حتى أعرف سبب عدم مجيئها وزيارتي.. "
توقفت عن التكلم وتأملتني بحزن وتابعت قائلة بهدوء
" أرسل شقيقي أحد حرسه إلى القرية وعندما عاد أخبرنا بأن خالتي
أثيا قد اختفت ولا أحد يعلم أين هي.. شعرت بالرعب وطلبت من شقيقي كي يبحث عنها
لكننا لم نجدها.. وظننت بأن الملك ديوس قد خطفها لكن أكلاوديوس استطاع معرفة أنها
ليست في مملكة جولام وأن الأمير بن قد اختفى أيضا.. وهنا شعرت بالحيرة ولم أسمع
عنها شيئا إلا بعد مرور سنوات كثيرة.. "
نظرت إليها بذهول خاصة عندما تابعت قائلة
" فمنذ ثماني سنوات فجأة عادت خالتي وهي.. حسنا كانت كـ بشرية
وليس كـ متحولة وأيضا كانت قد كبرت في العمر و... و.. هي لا تتذكر شيئا عن تلك
السنوات التي اختفت بها.. لكن بدأت تحلم بكِ وتراكِ كل ليلة في أحلامها.. وعرفت
خالتي هنا أنها أنجبت طفلة اسمها فورتونا.. وبدأت ترسمكِ وملأت القصر بلوحاتٍ
كثيرة لكِ.. صحيح كانت ترسمكِ وأنتِ صغيرة كما كانت تراكِ في أحلامها لكنني فور أن
رأيتكِ استطعت أن أتعرف عليكِ "
تنهدت بحزن وبدأت تخبرني كل ما عانته والدتي قبل أن تختفي وشعرت
بالصدمة عندما أخبرتني عن ما فعلته والدتي بالأميرة فيري.. شهقت بدهشة ونظرت إليها
بعدم التصديق فابتسمت لي بحزن وقالت
" أنا الوحيدة التي تعرف بما فعلتهُ خالتي بأميرة الجن فيري..
لقد أخبرتني خالتي كل الحقيقة وكان الندم يأكلها بسبب ما فعلتهُ بها.. لكن عندما اختفت
لم أفكر بأن الأميرة فيري هي السبب إذ ظننت بأنها سامحت خالتي لأنها كتبت مرسوم
وأعطتها حريتها قبل أن تهرب من القصر.. لا أعلم لكنني عندما رأيتكِ هنا و.. وعرفت
بأنكِ زوجة الملك لايسن وحامــ.. أعني تعيشين هنا.. عرفت فورا بأن الأميرة فيري هي
السبب باختفاء خالتي كل تلك السنوات "
وقفت فجأة ونظرت حولي بضياع.. ما هذا الجحيم؟!!!.. لقد لعبت عمتي فيري
بحياة الجميع.. لقد حركت مصيرنا كأننا قطع في لعبة الشطرنج..
نظرت بغضبٍ شديد أمامي.. أنا لن أسمح بحصول ذلك أبداً.. سأجعلهم
يندمون جميعا.. فيري وابنها الخنزير سوف يدفعون الثمن غاليا...
انتفضت فجأة عندما وقفت سيرنيتي و نظرت برعب إلى الخارج..
" مستحيل!!... "
همست برعب ورأيتها تسير ببطء ناحية النافذة وتنظر إلى الخارج..
" لااااااااا.. خالتي.... "
صرخت برعب وفورا ركضت ووقفت بجانبها وجحظت عيناي وأنا أنظر بصدمة كبيرة بسبب ما رأيته.....
تسلم ايدك.البارت تحفه والاحداث عم تصير حماس ❤
ردحذفتسلمي حبيبتي
حذف