أثيا
كلاوديوس**
تأففت بضيق
بينما كنتُ أقف في وسط حديقة قصري أنظر إلى الحارسين أمام بوابة مملكتي والذين
حولهما لايسن إلى تماثيل من الحجر عندما أتى لينقذ أميرتي فورتونا..
مع الأسف أفضل
حارسين لدي لم أستطع باستخدام سحري إعادتهما إلى الحياة بعد ذهاب وحش الجبل..
مشيت بخطوات
بطيئة بينما كنتُ أُفكر بعمق.. لم أستطع النوم الليلة بسبب تفكيري بأميرتي فورتونا
وخاصةً عندما سمعت صرخات وحش الجبل الغاضبة واهتزت المملكة بكاملها بنا بفعلها..
كنتُ في الحديقة
عندما سمعت صرخاتهِ واهتزت الأرض أسفلي بقوة وعندما هدأت فورا أطلقت صفيرا قويا
ورأيت طائري المفضل سوسان وهو من فصيلة الغراب يطير متجها نحوي.. رفعت ذراعي
اليسرى عاليا وحطّ طائري عليها..
رفعت يدي اليمنى
وبدأت أُمسد ريشه برقة وهمست قائلا له
" سوسان..
أريدُك أن تُحلق باتجاه مملكة وحش الجبل وعندما تجده راقبه.. ولا تعود إلا عندما
أطلب منك ذلك "
وفورا رفرف
أجنحته وحلق عاليا باتجاه غابيغا... غرابي سوسان سحرته منذ زمنٍ طويل وهو يستطيع
أن يفهمني ويُنفذ ما أطلبهُ منه..
بعد دقائق قليلة
تحولت عيوني وأصبحت سوداء اللون ونظرت أمامي بفضول..
ورأيت كل ما حدث
مع وحش الجبل عندما حطّ سوسان على غصن شجرة..
أنا أستطيع أن
أرى من خلال عينيه لذلك أرسلتهُ حتى أعرف ما الذي أغضب وحش الجبل..
ضحكت بشدة عندما
رأيت ما فعلهُ بذلك المستذئب الحقير ستيفن.. واستمتعت فعلا بذلك.. وهمست بدهشة
" هذا ما
لم أكن أتوقعه... ستيفن أيها الغبي أنتَ لا تنفع لشيء.. "
ثم تابعت بحقارة
قائلا
" تستحق ما
سيفعلهُ بك وحش الجبل "
ثم نظرت أمامي
باستمتاع عندما رأيت كل ما حدث وشعرت بالذهول الشديد عندما رأيت وحش الجبل يعود
إلى غابيغا ثم في الصباح ذهب إل مملكة الجن..
كنتُ جامد في
وقفتي ولم أستطع أن أُصدق ما رأته عيناي..
"
مستحيل!.. أميرتي البشرية هي حفيدة ديوس وهذا ما أعرفهُ فعلا لكن بن أصبح بشرياً!!...
إذا فيري حولت شقيقها إلى بشري.. هذا رائع... "
ثم عقدت حاجبي
بانزعاج وهمست بغضب
" اللعنة
وحش الجبل بدأ يُحبها بالتأكيد!... وذلك ليس جيداً أبداً لي... وأخيراً وضع التاج
الملكي على رأسه.. ديوس كم أنتَ غبي... "
كنتُ غاضب وبشدة
إذ أصبحت متأكدا بأن وحش الجبل بدأ يحبها لأميرتي وخاصة لأنهُ أصبح الملك الشرعي
على جولام.. نظرت أمامي بكرهٍ شديد ثم تواصلت ذهنيا مع طائري سوسان وأمرته كي
يعود..
" يبدو بأن
خطتي سوف تتغير.. حان الوقت حتى أتصرف بنفسي.. "
همست بخبث بتلك
الكلمات بينما كنتُ أُفكر بعمق وبتركيز بخططي الجديدة.. ثم لمعت فكرة جهنمية في
رأسي ونظرت ناحية غابيغا قائلا
" سيرنيتي
يا شقيقتي الغالية.. يبدو أنني سوف أستعملكِ كعذرٍ لغايتي.. سامحيني حبيبتي "
ودون تردد أشرت
لأحد الحراس وقلتُ له بأمر
" سأذهب خارج
مملكتي وربما أتأخر قليلا.. لا أريد لأحد أن يتبعني "
أجابني موافقا
بطاعة وذهبت فورا خارجا من مملكتي وسلكت الطريق الغربي..
وبينما كنتُ
أمشي باتجاه وجهتي همست بوعيد وأنا أبتسم بشر
" يجب أن
تنجح خططي مهما كان الثمن.. لأنني أريد فورتونا.. أريدُها لي.. لي وحدي.. وأيضا
أريد استعادة سيرنيتي.. ولن أهدأ حتى أُحقق ذلك "
وتابعت السير
حتى رأيت تلك المملكة الصغيرة أمامي....
في قرية المتحولين**
أثيا**
كنتُ في مرسمي
الخاص المتواجد خلف القصر والذي أمرت ببنائه منذ عدة سنوات.. كنتُ أجلس على الكرسي
أمام تلك اللوحة البيضاء أرسم مثل العادة ملامح وجه طفلتي الصغيرة فورتونا..
ابنتي التي لا
أعلم عنها شيئا سوى اسمها وشكلها فقط.. كل ما أتذكره هو أنني أنجبتُها وأسميتُها
فورتونا.. أراها في رأسي كلما أغلقت عيناي.. أراها في زمن ومكان آخرين..
لا أعلم أين ولا
أعلم من هو والدها ولا أعلم كم تبلغ من العمر الآن.. كل الذي أعرفه أن لدي ابنة اسمها
فورتونا.. ابنة أراها في أحلامي في كل ليلة.. أراها جميلة وبريئة وسعيدة وهي
تناديني و تخبرني كم تُحبني وكل ما حولها يلمع بوميض نور خفي..
بدأت أراها من
الليلة الأولى التي عدتُ بها إلى مملكتي منذ ما يقارب الثماني سنوات.. استيقظت لأرى
نفسي في غرفتي في القصر مثل العادة ولكن الذي أخافني عندما استقمت ورأيت انعكاس
صورتي في المرآة..
لقد كبرت وأصبحت
معالم وجهي غريبة عليّ.. أنا كمتحولة لا أشيخ أبداً فنحن يتوقف نمو شكلنا في عمرٍ
مُحدد.. حسنا في عالمنا جميع الكائنات المتواجدة به لا تشيخ مثل البشر ولكن أنا
كنتُ استثناء عنهم ولم أعرف السبب..
عندما رأيت شكلي
ارتعبت وذهبت فورا لأرى العرافين في مملكتي ولكن لصدمتي اندهش الجميع لدى رؤيتهم
لي وشعرت بصدمة لا حدود لها عندما أخبروني أنني اختفيت عن المملكة لمدة ستة عشرة
سنة كاملة ولكن لم يعرفوا أين كنت طيلة هذه الفترة التي اختفيت بها..
انصدمت وارتعبت
لأنني لم أتذكر شيئا عن ذلك وكل ما أعرفه أنني ذهبت في الليلة السابقة لرؤية ابنة
شقيقتي سيتكا الوحيدة وهي صغيرتي سيرنيتي الجميلة
والتي تسكن في قصر شقيقها كلاوديوس.. وأتذكر جيداً بأنني عُدت إلى قصري وذهبت
للنوم لأستيقظ في الصباح وأرى نفسي كبرت في العمر وتغيرت ملامح وجهي وعرفت بأنني
اختفيت لفترة زمنية طويلة عن المملكة..
حاولوا العرافين
معرفة أين كنت طيلة هذه المدة وما هو السبب لفقداني ذاكرتي ولماذا أصبحت ملامح
وجهي هكذا لكن كل ما استطاعوا إخباري به أنه تم لعني لكي أُصبح بشرية للأبد..
ويبدو أنني كنت في عالم البشر طيلة هذه الفترة ولم يعرفوا من ألقى عليّ هذه
اللعنة..
لعنة البشرية
والتي لن يستطيع أحد إبطالها.. لكن بيني وبين نفسي عرفت من فعل بي ذلك.. الملك
ديوس بالتأكيد..
ستة عشر سنة
اختفيت وانمحت كل تلك الأيام في رأسي.. حاولت وجاهدت لأتذكر لكنني لم أستطع.. كل
ما كنتُ أتذكره هو ما عشتهُ هنا في عالمي.. هل الملك ديوس من فعل بي ذلك؟!!.. أم
الأميرة فيري؟!.. تساءلت وتساءلت وحاولت معرفة الحقيقة لكنني لم أستطع..
وفي تلك الليلة
عندما غرقت في النوم رأيت نفسي أنجب طفلة جميلة وأسميتها فورتونا..
استيقظت مُرتعبة
وظننت بأنهُ مجرد حلم سخيف لكنني كنتُ مخطئة لأنني مع مرور الأيام والليالي كنتُ
أراها باستمرار في أحلامي وفي مخيلتي كلما أغلقت عيناي.. كنتُ أراها تكبر أمامي في
العمر حتى أصبحت في سن الثانية عشرة..
كنتُ أراها
بشكلٍ مستمر وأحياناً عندما أغلق عيناي لم أكن أستطيع الوقوف بشكل مستقيم بسبب
الثقل في رأسي فأكتفي بالالتواء كالعجائز.. وقبل أن يحدث ذلك كنت أرى في عيناي
وميضاً مثل البرق يستمر لدقائق ويختفي.. وبعدها أرى ابنتي بوضوح وهي تبتسم لي
بسعادة.. وهنا علمت أنني لا أتهيئ أو أتخيل.. أنا لدي طفلة اسمها فورتونا وهو في
عالم البشر..
وعندما اكتشفت
هذه الحقيقة بكيت بألمٍ شديد لأنني لا أعرف عنها شيئا.. بكيت لأنني لا أعرف أين هي
ومن يهتم بها ومن يرعاها.. بكيت لأنني لم أستطع معرفة إن كانت بخير وسعيدة..
ومنذ ذلك النهار
بدأت أرسمُها ولم أتوقف عن رسمها لغاية اليوم.. ملأت القصر بلوحات كثيرة لها حتى
أنني أرسلت بعضا منها لابنة شقيقتي وكلمتُها عنها.. سيرنيتي هي الوحيدة التي
صدقتني.. هي الوحيدة من صدقت بأن لدي ابنة تُدعى فورتونا تتنفس وتعيش في مكان ما
لا أعرفه.. في مكانٍ ما داخل عالم البشر.. سيرنيتي الوحيدة التي شجعتني بعدم
نسيانها وأن أُصدق حدسي بأنني أم..
أنا أم ليست مثل
باقي الأمهات.. أنا أم لفتاة لا أعرف أين هي ومن هو والدها.. أنا أم ليست كباقي
الأمهات.. أم لا تستطيع أن تُقبل ابنتها وتحتضنها.. أنا أم لا تستطيع إخبار ابنتها
أنها تعشقها بجنون رغم عدم معرفتها بها.. أنا أم لا تستطيع أن تُسرح شعر طفلتها..
أنا أم لا تستطيع أن تمسح دموع طفلتها إن كانت حزينة أو تتألم.. أنا أم لا تستطيع
تذكر صوت ابنتها الوحيدة وتذكر كيف عاشت معها منذ أن أنجبتها...
تنهدت بحزن وأنا
التقط الريشة وبدأت أمزج الألوان بها ثم رفعت يدي نحو اللوح الأبيض وبدأت أُخطط
وأرسم معالم وجه طفلتي الحبيبة..
منذ أسبوعين
رأيتُها في حلمي تبكي بتعاسة وهي تقف أمامي وترفض الاقتراب مني.. هذه هي المرة
الأخيرة التى رأيتُها بها في أحلامي ولم أعرف السبب.. لم أعرف لماذا لم أعد أراها
في أحلامي لأنني كنتُ أراها في كل ليلة و لفترة ثماني سنوات طويلة.. لذا سأحتفظ
بصورتها فى رأسي كما هي و أرسمها وأفكر بها وأتمنى أن أراها مجددا في أحلامي وفي
حياتي الواقعية..
" سمو
الأميرة.. الملك كلاوديوس بيرون في صالون الشرف يطلب رؤيتكِ لأمرٍ عاجلٍ وضروري
جداً "
دخلت إحدى
مساعداتي إلى المرسم وانتشلتني من تفكيري الحزين.. تجمدت يدي وضغطت بأنمالي بشدة
على الريشة وسألتها فورا برعب دون أن أنظر إليها
" هل
سيرنيتي بخير؟!.. هل قال لماذا يريدُ رؤيتي؟ "
أجابتني وصيفتي هانيتا باحترام
" اسفة سمو
الأميرة.. الملك لم يقل سوى بأنهُ يريد رؤيتكِ لأمرٍ ضروري "
أغمضت عيناي إذ
شعرت بالخوف على سيرنيتي وفكرت برعب.. كلاوديوس لم يتنازل أبداً ويأتي إلى مملكة
المتحولين مُسبقاً.. ما الذي جعلهُ يأتي إلى هنا؟!.. لا بد أن مكروها ما قد أصاب
سيرنيتي بالتأكيد...
وقفت ورميت
الريشة على الطاولة الصغيرة أمامي وخرجت مُسرعة متجهة إلى القصر.. وبالطبع الملك
كلاوديوس قلص حجمه العملاق حتى يستطيع الدخول إلى قصري المتواضع..
دخلت إلى صالون
الشرف ورأيت كلاوديوس يجلس على الأريكة أمامي وهو يضع ساقا فوق الأخرى يهزها بنبل
وأرستقراطية وهو يعقد ذراعيه على صدره وينظر ناحية الباب بملل..
عندما شاهدني ابتسم
بكبرياء وقال لي بصوتٍ متعالٍ
" أثيا
العجوزة.. تبدين بخير.. "
ثم ابتسم بتكلف
وتابع قائلا
" لقد
تغيَّرت المملكة كثيرًا.. أصبحتم أكثر رُقي وتمدُناً منذ أخر مرة رأيت بها مملكتكم
عن بُعد.. تلك الأيام التي كنتُ أنتظر بها رجالي بعيدا حتى يذهبوا لجلب الجواري
والخدم لنا من مملكتهم قبل أن يمنع ذلك وحش الجبل.. أتذكر جيدا ذلك اليوم إذ كانت
شقيقتكِ سيتكا من بين الجاريات التي اختاروها رجالي لجلبها من أجل والدي.. هه.. من
كان يتصور أن يُغرم والدي بشقيقتكِ ويجعلها تحمل منه!.. الشيء الوحيد الجيد في ذلك
هو أنها أنجبت شقيقتي سيرنيتي "
تنفست بقوة بينما
كنتُ أقترب لأجلس أمامه على الأريكة المقابلة له ولم أعر أهمية بما تفوه به بل نظرت
إليه بسخرية
ثم ابتسمت له
ببرود وقلتُ له بهدوء رغم غضبي منه والخوف الذي كان يعتري جسدي بسبب مجيئه
" مرحبا
جلالة الملك كلاوديوس بيرون.. إلى من أدين بشرف مجيئك إلى هنا؟!.. زيارتك لي مفاجئة
بالفعل.. كان يجب أن أُقيم احتفالا خاصا في مملكتي لزيارتك لي الملكية.. يا ترى
لمن أدين بهذا الشرف؟ "
تجمدت ملامحه وأجابني
ببرود
" وحش
الجبل أخذ سيرنيتي مني "
نظرت إليه برعب
ووقفت فورا وهتفت بصدمة كبيرة
" ما الذي
قلتهُ للتو؟!!!... سيرنيتي صغيرتي أصبحت في قبضة وحش الجبل؟؟!!.. كيف سمحتَ بحدوث ذلك؟..
بل لماذا أخذها دراكولا؟! "
غمغم كلاوديوس
بضيق ثم أنزل ساقه ووقف.. اقترب مني وفجأة رأيته ينظر باتجاه الحائط ناحية الشمال
وشاهدت بدهشة وجههُ يتجمد وهو ينظر بصدمة إلى لوحة طفلتي..
" كيف
ذلك؟!!.. مستحيل!!!... إنها.. إنها هي.... "
همس بذهول
ورأيته بغرابة يسير بسرعة ليقف أمام اللوحة وبدأ يتأملها بتمعن وبعدم التصديق..
عقدت حاجباي
وسألتهُ بتوتر
" هل تعرف ابنتي
فورتونا؟!.. ملك كلاوديوس هل تعرف ابنتي؟!.. أجبني أرجوك "
أدار رأسه بسرعة
ونظر إلى وجهي بذهولٍ تام وهتف بصدمة كبيرة
" البشرية هي
ابنتكِ؟!!.. بحق الجحيم كيف ذلك؟؟!!! "
ارتعشت أوصالي و
اهتز جسدي بعنف ولم أعد قادرة على الوقوف.. انهرت جالسة على الأريكة وأنا أنظر
بصدمة إلى كلاوديوس.. هو يعرف ابنتي؟!!.. لكن كيف؟!!...
بدأت دموعي تسيل
بكثرة على وجنتاي وسألته بينما كنتُ أشهق بجنون
" أ..
أنتَ.. تعــ.. تعرف.. ابنتي؟!.. كيــ.. كيف تعرفُها؟!!.. أخبرني أرجوك "
تأملني بنظرات
جادة وسألني بهدوء
" أثيا..
هل هي فعلا ابنتكِ؟.. إن كانت كذلك كيف واللعنة لم أعرف مُسبقا؟!!.. ثم كيف لا
تعلمين بأن ابنتكِ هنا في عالمنا وهي زوجة وحش الجبل؟! "
رفع يده وفرك
جبينه وقال بهمس كأنه يُكلم نفسه
" الأن
فهمت كل شيء... لذلك هي بشرية لأنه تم إلقاء لعنة البشرية عليكِ أيضا.. فيري لم
تكن غبية أبداً.. "
ثم سمعته يشتُم
بعصبية قائلا
" اللعنة
كم كنتُ أحمقاً.. عندما كانت سيرنتي تطلب مني الدخول إلى غرفتها في قصرها الخاص
لأرى صور ابنة خالتها وكنتُ أرفض وأتحجج بأمور كثيراً لأنني لم أكن مُهتما برؤية
صور ابنتكِ الوهمية.. لكن اتضح لي الآن بأنها ليست وهمية كما ظن الجميع "
وقفت بسرعة
وجحظت عيناي ونظرت برعب إلى كلاوديوس.. أصابت جسدي رعشة مجنونة وسقطت جاثية على
الأرض بانهيار ونظرت إلى كلاوديوس دون أن أراه..
سالت دموعي
بكثرة على وجهي وهمست بصدمة وبلوعة
" ابنتي.. ابنتي
أنا هي زوجة وحش الجبل!!!.. ابنتي هنا!!!!... "
وبدأت أبكي
بهستيرية فائقة.. لم أستطع التصديق بأن ابنتي هنا وأيضا عقلي رفض تصديق بأنها زوجة
دراكولا..
شهقت بقوة وصرخت
بعذاب
" لاااااااااااااااااااااا..
مستحيل أنتَ تكذب؟!!.. ابنتي بشرية.. بشرية.. هل تفهم ما معنى ذلك؟.. مستحيل أن
تكون زوجة وحش الجبل.. ثم كيف دخلت ابنتي إلى هذا العالم وأصبحت زوجة دراكولا؟!!.. "
بدأت انتحب شوقا
وخوفا على طفلتي.. رأيت كلاوديوس يقترب مني ووضع يديه على كتفي ورفعني وجعلني أجلس
على الأريكة وجلس بجانبي وكلمني بنبرة هادئة
" أثيا..
توقفي عن البكاء واهدئي قليلا واسمعيني جيداً.. سأخبركِ كل ما حدث منذ البداية
"
حاولت التوقف عن
البكاء وعندما نجحت بدأ يُخبرني بالتفصيل ما حدث.. عندما انتهى من سرد كل شيء كنتُ
أنظر إليه بجمود وأنا أفتح فمي من شدة الصدمة.. ثم بكيت بألم وأنا أهمس بتعاسة
" لا
أستطيع التصديق... ابنتي أنا من بن؟!!.. بن أمير الجن هو والد طفلتي؟!!.. و ديوس
الحقير هو جدها!!.. وفيري هي من حولتنا إلى بشر أنا وشقيقها!!!... لكن لماذا فعلت
ذلك بي؟!.. لماذا أبعدتني عن ابنتي؟!... "
ارتعشت أوصالي
بشدة وهتفت بوجهه بغضب أعمى بصيرتي
" ثم كيف
ذهبتَ إلى منزل وحش الجبل وتحرشتَ بطفلتي؟!!.. بسببك سيرنيتي أصبحت هدية للقائد
الثاني لوحش الجبل.. وبسببك ابنتي سوف تتألم لأنك أغضبتَ زوجها؟!.. كيف سوف
أساعدهم الأن؟!!.. كيف يمكنني إخراج ابنتي و سيرنيتي من قصر وحش الجبل؟!.. أنا لا
أستطيع مُساعدتهما "
وقفت وبدأت أمشي
بغضب وأنا أفكر بتعاسة ماذا عساي أن أفعل حتى أنقذ ابنتي وابنة شقيقتي..
فجأة توقفت بأرضي
عندما سمعت كلاوديوس يُكلمني بنبرة خبيثة
" عليكِ أن
تُباغتي وحش الجبل في عرينه وتشني حربا عليه "
التفت بسرعة
ونظرت إلى كلاوديوس بدهشة وسألتهُ بذهول
" تريدني
أن أشن حربا على دراكولا؟!.. هل أنتَ جاد؟!! "
ضحك بخفة وقال
ببرود
" نعم
أريدُكِ أن تفعلي ذلك.. شعبكِ من المتحولين يستطيعون التحول لأي كائن يريدونه..
صحيح أنتم في طبيعتكم مسالمين ولكن أميرات مملكتكم في خطر.. سيرنيتي و فورتونا في
قبضة وحش الجبل وبالطبع هما يتعذبان ويتم معاملتهما بشكلٍ سيء.. وأنتِ أثيا لا
ترغبين بمعرفة أن ابنتكِ تتعذب مع زوجها وكذلك ابنة شقيقتكِ سيتكا.. سيرنيتي أصبحت
هدية لذلك الهجين اللعين إيفوس والآلهة وحدها تعلم ما يفعلهُ بها الآن "
تأملني بنظرات هادئة
وقال بثقة
" هذه هي
فرصتكِ الوحيدة.. انتقمي واجعلي وحش الجبل يدفع الثمن غاليا.. وانقذي ابنتكِ
وشقيقتي منه "
توسعت عيناي
بذهول بسبب اقتراحه الغير منطقي.. تنفست بقوة وهتفت بحدة بوجهه
" هل جُننتَ
كلاوديوس؟!!.. لا أحد يستطيع التغلب عليه وعلى شعبه.. ثم أنا شعبي مُسالم ولا يعرفون
القتال.. المجلس سوف يرفض أن أشن حربا على مملكة غابيغا.. ثم لماذا لا تفعل أنتَ
ذلك؟!.. اذهب وانقذ شقيقتك و ابنتي منه "
ضحك كلاوديوس
بخفة ثم وقف واقترب ليقف أمامي وقال بنبرة باردة
" أنا
شخصيا كنتُ سأفعل ذلك لكن تذكري جيداً أنا وشعبي العمالقة قمنا بعقد هدنة مع وحش
الجبل منذ سنين عندما اجتاح جميع الممالك.. ولا أرغب بنقض هذه الهدنة أثيا.. لذلك
سوف أساعدكِ لكن بطريقة غير مباشرة "
تأملتهُ بنظرات
مُتعجبة وسألتهُ
" كيف سوف
تُساعدني؟ "
ابتسم بوسع وقال
بهدوء
" سوف
تذهبين برفقتي إلى مملكة الغيلان وكذلك إلى مملكة العمالقة المتحجرين.. سوف
يساعدونكِ أثيا إن طلبتِ منهم أن ينضموا معكِ بالحرب ضد وحش الجبل.. الغيلان و
المتحجرين يكرهون بشدة دراكولا لايسن.. سيوافقون على مساعدتكِ وخاصة إن كنتُ برفقتكِ
"
هززت رأسي
بالرفض وقلتُ له بخوف
" ما
تطلبهُ مني مستحيل.. لن يوافقوا على الانضمام إليّ في حربي ضد وحش الجبل.. ثم
النتيجة محسومة.. لن نستطيع التغلب عليه أبداً "
تأملني كلاوديوس
بخبث وقال
" سوف يوافقون
وسوف نتغلب على دراكولا وشعبه.. في البداية أتيت اليوم حتى أطلب منكِ شن الحرب
عليه لنستطيع تحرير سيرنيتي ولكنني تفاجأت عندما رأيت لوحة لزوجة وحش الجبل هنا..
ورغم أنها تبدو في اللوحة صغيرة في السن إلا أنني استطعت التعرف عليها.. لقد تعرفت
عليها فورا ولم يخطر في بالي أبدا أن تكون فورتونا هي ابنتكِ.. لقد أخبرتني
سيرنيتي عنها مسبقا حتى أنها طلبت مني رؤية اللوحات في غرفتها والتي بنفسكِ رسمتها
لابنتكِ لكنني لم أعر الأمر أهمية وظننتكِ تهلوسين.. لكن يبدو أنني كنتُ مخطئا..
لذلك وافقي أثيا على اقتراحي من أجل ابنتكِ فورتونا "
نظرت إليه بخوف وترددت بالإيجابية عليه.. تأملني كلاوديوس بجدية وقال
" ما هو
قراركِ أثيا؟.. هل تريدين شن الحرب عليه؟.. أنا باستطاعتي أن أُقنع المتحجرين
والغيلان بالانضمام إليكِ في هذه الحرب.. فما هو رأيكِ؟ "
شعرت بالخوف
وبالتردد بينما كنتُ أُفكر بعمق ما عساي أن أفعل.. هل أوافق على ما قاله
كلاوديوس؟.. أم أذهب ببساطة إلى غابيغا وأطلب من وحش الجبل كي يسمح لي برؤية ابنتي
فورتونا و سيرنيتي!!... لكن ذلك اللعين لن يوافق أبداً..
انتشلني
كلاوديوس من تفكيري العميق عندما سمعتهُ يقول
" لقد علمت
في الصباح بأن ابنتكِ فورتونا هربت من لايسن وذهبت إلى مملكة جدها ديوس.. كما عرفت
أن وحش الجبل ذهب ودمر قرية الروج وذهب في الصباح إلى مملكة جولام وكاد أن يقتل كل
كائن جني متواجدا بها وفي النهاية أخذ ابنتكِ بالقوة معه وأعادها إلى غابيغا.. ابنتكِ
في خطر مع ذلك الشيطان.. لذلك يتوجب عليكِ كأم أن تحميها منه "
ارتعش جسدي بعنف
وسالت دموع الخوف بكثرة على وجنتاي.. كلاوديوس مُحق.. ابنتي في خطر مع ذلك دراكولا..
رفعت رأسي بكبرياء وقلتُ له بجدية
" أنا لن
أسمح أبداً أن تتعذب ابنتي على يد ذلك الشيطان.. ولن أسمح أن تكون سيرنيتي هدية
لقائدهُ الحقير.. أنا موافقة.. سوف أشن الحرب على وحش الجبل وشعبه.. سوف أُخلص ابنتي
منه حتى لو كان الثمن هو حياتي "
ابتسم كلاوديوس
بسعادة وقال
" إذا ماذا
تنتظرين؟.. اجتمعي فورا مع المجلس واخبريهم بقراركِ.. سوف أنتظركِ هنا حتى نذهب
بعدها ونتكلم مع الغيلان و المتحجرين "
وبسرعة خرجت
وطلبت من مستشاري أن يطلب من جميع أعضاء المجلس أن يجتمعوا فوراً في قاعة
الاجتماعات الكبرى لأمرٍ ضروري..
لم يتطلب مني
الأمر سوى أقل من ساعة حتى استطعت إقناعهم وأخذ موافقة كامل الأعضاء بشن الحرب على
وحش الجبل.. ثم ذهبت برفقة كلاوديوس باتجاه مملكة الغيلان..
استقبلنا ملك
الغيلان خاصة لأن كلاوديوس كان برفقتي.. أخبرته بطلبي و لدهشتي وافق بسرعة لينضم
معي بالحرب وعندما سألته عن سبب كرهه لوحش الجبل أجابني قائلا بكرهٍ شديد
" ذلك
الوحش قتل نصف شعبي وجميع أبنائي الذكور عندما تجرأت وواجهته بأنني لن أكون خاضعا
له.. لذلك سوف أساعدكِ لأنتقم من أجل أولادي.. لكن يجب أن نهاجمهم في المساء فكما
ترين نحن لا نستطيع الخروج في النهار حتى لو كانت الشمس لا تشرق في غابيغا.. لذلك
نحن نعيش أسفل الأرض لأننا لا نُحب الشمس وخاصة الضوء سمو الأميرة.. كما سوف أُسلح
شعبكِ وأعطيهم بعض من الأسلحة مثل الفؤوس والسيوف فأنا أعلم جيدا بأنكم مُسالمون
لحد اللعنة ولا تمتلكون أسلحة في مملكتكم الهادئة.. أتمنى أن تطلبي من شعبكِ كي
يتحولوا إلى وحوش حتى يستطيعوا التهام مصاصي الدماء "
أجبتهُ ببرود
" نحن لا
نستطيع التحول إلى وحوش فقط نستطيع التحول إلى أي حيوان نريده "
ولكن رغم ذلك هو
كان مُحقاً فنحن المتحولون جداً مُسالمون وبسبب ذلك تم استعبادنا و إرهابنا لعقود
من قبل جميع الممالك هنا حتى قرر وحش الجبل إنهاء ذلك في أحد الأيام ..
قلب ملك الغيلان
عينيه بنفاذ صبر قائلا
" لا يهم.. اجعليهم يتحولون إلى أي حيوان مفترس ترغبينه ومع ذلك سأُرسل الأسلحة إلى مملكتكِ فقد
تحتاجونها من يدري.. سوف نلتقي بعد الغروب في مملكتكِ حتى نتجه ناحية غابيغا
"
شكرته وذهبت
برفقة كلاوديوس إلى مملكة المتحجرين.. كنا نسير ببطء عندما توقفت وأنظرت أمامي
بذهولٍ تام.. رفعت يدي وأشرت بأصبعي السبابة نحو الأمام وسألت كلاوديوس
" هل هذا
تمثال أم أحد المتحجرين يجلس هناك؟!!... "
ضحك كلاوديوس
بخفة وقال وهو يُتابع السير
" لا إنه
حارس المملكة وليس تمثال.. ودعيني أتكلم معه عندما نصل فهو يعرفني وسوف يسمح لنا
بالدخول إلى مملكتهم "
تابعت السير
وأنا أنظر بدهشة إلى ذلك المخلوق.. تبا من يراه يظنهُ جبل تم نحته على شكل عملاق..
أنا لم أرى مسبقا كائن من المتحجرين.. كنتُ أسمع عنهم الكثير لكن لم أتخيل أن
يكونوا بالفعل مثل العمالقة السحرة ولكن بفرق فأجسادهم من الأحجار وهم ليسوا
بسحرة..
تنهدت بقوة
وتابعت السير بصمت وأنا أُقنع نفسي بأن ما أفعلهُ هو لمصلحة ابنتي الوحيدة و
سيرنيتي بالطبع.. يجب أن أنقذهما مهما كلفني الأمر...
توقفنا في أسفل
الجبل أمام ذلك الكائن وخفق قلبي بعنف عندما سمعت صوت مرعب ومخيف كأن الجبل
سينهار.. لقد تحرك ذلك الكائن المتحجر.. أغمضت عيناي برعب وانتفضت بفزع عندما شعرت
بيد توضع على كتفي.. فتحت عيناي ورأيت كلاوديوس يبتسم بهدوء وهمس قائلا
" لا تخافي
هو لن يؤذينا.. استرخي أثيا "
أومأت له برأسي موافقة
فأبعد كلاوديوس يدهُ عن كتفي ورأيت جسده بدأ يتضخم ليتخذ شكله العملاق.. رأيت ذلك
المتحجر يرفع رأسه ونظر إلى كلاوديوس وقال بصوت ضخم مُخيف جعلني أرتعش بقوة من شدة
الرعب
" ملك
العمالقة السحرة كلاوديوس بيرون.. ما الذي تريده؟ "
" أريد
رؤية الملك "
أجابه كلاوديوس
ببرود فتحرك ذلك المُتحجر وشعرت كأن الجبل سوف ينهار فوق رأسي..
اللعنة إنه ليس
جبل أثيا.. أفيقي إنه مجرد كائن عملاق مُتحجر.. فكرت بداخلي أُحاول أن أهدئ من رُعبي
ولو قليلا..
" ومن يوجد
برفقتك؟ "
سأله ذلك الكائن
فتنهد كلاوديوس بقوة وأجابه
" أثيا
أميرة المتحولين.. فهي ترغب بمقابلة الملك لأمرٍ ضروري "
أخفض رأسه ذلك
الكائن وقربه إلى الأسفل ونظر إليّ.. رجعت عدة خطوات إلى الخلف رعبا منه.. تبا فهو
مخيف وجداً.. أشعر كأن جبلا أمامي بدأ يتحرك ويتكلم.. المتحجرين مخيفون عن فعل...
رفع رأسه وقال
" إنها لا تُشكل
خطرا على أحد.. يمكنك الدخول ملك العمالقة وهي برفقتك.. لكن يجب أن تحملها كي لا
يتم دهسها من قبل أحدٍ ما بالخطأ "
شكره كلاوديوس
ورأيته ينحني قليلا وأمسكني بأصابعه ورفعني ووضعني بخفة في كف يده الأخرى ودخل بعد
أن أفسح له الطريق ذلك الكائن...
كنتُ أنظر أمامي
بدهشة كبيرة إذ كل ما كنتُ أراه جبال ضخمة في جميع الجهات أمامي ولكن عندما بدأت
تتحرك علمت فورا بأنها هذه الكائنات..
وقف أمامنا
واحدا منهم وكتف يديه على صدره ونظر إلينا بنظرات مُخيفة
ثم وجه حديثه لـ
كلاوديوس وسأله باحترام
" ما الذي
جاء بك إلى هنا ملك العمالقة السحرة؟ "
ثم رفع يده
وأشار بأصبعه ناحيتي قائلا
" ولماذا
هذه البشرية برفقتك؟ "
صوت تحرك جسده
وضخامة صوته أرعبا روحي.. ما الذي ورطت نفسي به؟!!... فكرت برعب لكن شعرت بالصدمة
عندما قال له كلاوديوس بأمر
" ابتعد
أيها الحارس ولا تُخاطبني بهذه اللهجة.. تذكر من يقف أمامك هو ملك العمالقة
السحرة.. أين هو الملك كودورو؟ "
ابتعد ذلك
الكائن وأشار بيده باتجاه الشمال ثم أخفضها وقال
" إنه
نائم.. ليس من الجيد أن توقظه "
" لا يهم..
"
أجابه كلاوديوس
وذهب ناحية الشمال ووقف فجأة أمام جبلٍ ضخم للغاية.. حسنا علمت بأنه ليس جبل بل
ملك المتحجرين بسبب رؤيتي لـ معالم جسده ووجهه بوضوح ولضخامتهِ المُرعبة وخاصة
لأنه كان نائماً وبعمق..
وقف كلاوديوس
أمامه وقال بصوتٍ قوي
" ملك
كودورو.. أنا آسف لإيقاظك من غفوتك.. لكنني أحتاج منك معروفا "
وفورا رأيتهُ
يفتح عينيه ونظر إلى كلاوديوس.. بلعت ريقي بتوتر بينما كنتُ أنظر إلى عينيه.. لا
نسيج أبيض بها ولا وجود لقرنيّة أيضا وحتى رموش.. عيونه حجرية بالكامل.. كيف
يستطيع أن يرى من خلالها؟!!...
فكرت بصدمة بذلك لكن انتفضت برعب عندما سمعت صوتهُ القوي والمُخيف.. من قوة صوته العميق سُمع صوت الصدى في أرجاء المملكة كلها.. كان يرتد إلينا الصوت على هيئة الصدى شاقا الصمت وحدته المطبقة والعميقة.. كان شيئا مخيفا بالفعل..
" كلاوديوس
بيرون.. ما الذي جاء بك إلى هنا بعد هذه الغيبة الطويلة؟ "
تحرك قليلا
ورأيت بدهشة أنه استقام بوقفته وكان أطول من كلاوديوس بكثير..
" كودورو..
لم أراك منذ زمنٍ طويل بالفعل.. "
أجابهُ كلاوديوس
ورفع يده التي كان يحملني بها ووجهها أمام كودورو وتابع قائلا
" أميرة
المتحولين تريد طلب خدمة منك "
وقفت في وسط كف
كلاوديوس وطلبت مساعدة كودورو لي بعد أن أخبرته ما فعلهُ وحش الجبل..
نظر إليّ وكلمني
بهدوء قائلا
" رغم كُرهي
الكبير لذلك دراكولا إلا أنني لن أُخاطر وأشن الحرب عليه بعد أن تركنا نعيش بسلامٍ
هنا دون أن يقوم بتدمير ما تبقى من سُلالتي.. جوابي هو الرفض أيتها الأميرة "
أجابني كودورو
برفضه وشعرت بالرعب إذ شعبي والغيلان لا يستطيعون التغلب على لايسن وشعبه بمفردهما..
سمعت كلاوديوس
يُكلمهُ قائلا
" كودورو
تذكر جيداً بأن سيرنيتي تكون شقيقتي وهي في قبضة دراكولا.. ساعدني كي أستعيدها كما
ساعدتُك سابقا "
تحرك بسرعة أمامنا
واقترب من كلاوديوس.. شعرت بقلبي ينبض بجنون من شدة الرعب و سقطت جالسة على مؤخرتي
في وسط كفه خوفا منه رغم عدم اكتراث
كلاوديوس بذلك..
" لقد
ساعدتني سابقا وحررت شعبي عندما سجنهم ذلك الشيطان دراكولا داخل جبل مُظلم..
ولكن رغم أنني مدين لك ورغم كرهي الكبير لذلك دراكولا لايسن إلا أنني لن أوافق كي
أنضم معكم في هذه الحرب.. أنا لن أُخاطر بما تبقى من سُلالتي كلاوديوس "
تنهد كلاوديوس
بعمق ثم اقترح عليه قائلا
" كودورو..
ما رأيك أن تُرسل خمسة فقط من حُراسك مع الأميرة أثيا.. لن أطلب منك أن ترسل الجميع
فقط خمسة منهم.. وجودهم سوف يساعد أثيا بعبور قرية غابيغا و الدخول إلى القصر..
وأعدك إن جمدهم لايسن سوف أستخدم سحري و أعيدهم إلى هنا.. ما رأيك؟ "
رفع رأسه كودورو
عاليا وأجابه
" موافق..
لكن ليكن في علمك كلاوديوس.. أنا لم أعد مدينا لك بشيء "
تنهدت براحة
عندما رأيته يبتعد وبدأ يؤشر بيده لحراسه ثم نظر إلى كلاوديوس وقال
" سوف
يرافقونك الأن ولكنهم سيستمعون إلى أوامر أثيا فقط لكن بشرطٍ واحد.. إن رأت دراكولا
أمامهم يجب فورا أن تأمرهم بالانسحاب.. إن جمدهم وحش الجبل لايسن سأذهب إلى قريتها
و أسحقها بنفسي.. أنتَ كلاوديوس لا تستطيع الدخول إلى غابيغا واستخدام سحرك لذلك
هذا هو شرطي الوحيد "
وافق كلاوديوس
بسرعة وشكره وخرجنا من مملكة المتحجرين برفقة خمسة منهم متجهين إلى قريتي....
بعد الغروب كنتُ
أقف في وسط القاعة البيضاء والتي وضع بها الغيلان الأسلحة التي جلبوها معهم من أجل
شعبي.. كنتُ أنظر إلى الأسلحة بغصة فشعبي لا يعرفون كيفية استخدامها ورغم ذلك
وافقوا بأخذها معهم حتى يستخدمونها في الحالة القصوى.. تم توزيع الأسلحة على
الجميع وأنا شخصيا اخترت سيفا وحملته في يدي وعندما حانت اللحظة الحاسمة وقفت أنظر
برقة إلى لوحة ابنتي وهمست قائلة
" سوف
أنقذكِ طفلتي مهما كلفني الأمر.. انتظريني فورتونا أنا قادمة.. "
استدرت وخرجت من
القصر وأنا أنظر أمامي بجمود...
وقفت أمام
الجميع.. نظرت إليهم ثم رفعت يدي التي كنتُ أمسك بها بالسيف ووجهتهُ عاليا وقلتُ
لهم بأعلى صوتٍ أمتلكه
" سوف
نُعيد مصاصي الدماء الليلة إلى موطنهم الأصلي.. الجحيم.. وسوف ننقذ الأميرتين من
يد وحش الجبل مهما كلفنا ذلك غاليا.. النصر سيكون لنا الليلة أمام هؤلاء الشياطين
"
أشرت بسيفي إلى
الأمام وفورا صدحت الهُتافات المتحمسة عاليا خاصة عندما أمسكني أحد المتحجرين بيده
و رفعني عاليا وبدأ بالسير إلى الأمام و خلفنا سار الجميع ناحية قرية غابيغا....
سيرنيتي**
كنتُ أمسك بيد
فورتونا وأنا أضعها برفق على قلبي وأنظر إليها بسعادة لا توصف.. أنا لا أُصدق
لغاية الآن بأنها أمامي.. ابنة خالتي أثيا هنا في قصر وحش الجبل... لكن لماذا؟!..
لم أهتم لمعرفة
السبب حاليا بسبب سعادتي الكبيرة برؤيتها.. خالتي اختفت لمدة ستة عشر سنة وعادت
دون أن تتذكر أين كانت وما حدث معها طيلة هذه الفترة.. ولكنها عادت ليس كمتحولة بل
كبشرية..
ما زلنا لغاية
الآن وبعد مرور ثماني سنوات لم نعرف من فعل بها ذلك وما حدث معها بالفعل.. وكل ما
كانت تتذكره خالتي هو بأن لديها طفلة جميلة اسمها فورتونا..
لم يصدقها أحد
في مملكة المتحولين وظنوا أن أحد أفراد العائلة المالكة في مملكة الجن ألقى عليها
لعنة البشرية بعد أن أعطتها حريتها الأميرة فيري وسمحت لها بالذهاب.. فخالتي أثيا
تم أخذها من قبل الجن لتُصبح خادمة في مملكة جولام.. أما والدتي تم أخذها من قبل
العمالقة السحرة لتصبح جارية لدى ملكهم توباس والدي الحبيب..
"
مستحيل... مستحيل.. أمي.. أمي..... "
صرخت فورتونا
برعب وشعرت بالفزع عندما رأيتها تسقط على الأرض غائبة عن الوعي..
كنتُ ما زلتُ
أمسك بيدها الموضوعة على قلبي وبسرعة سقطت جالسة على الأرض بجانبها.. سحبت يدي
وبدون قصد وضعتها على معدتها وتجمدت بصدمة...
صوت صرخات
مُرتعبة خرجت من أفواه الجنيات الثلاثة ولكنني كنتُ غائبة في عالمٍ آخر.. نبضات..
نبضات صغيرة شعرت بها كانت تخرج من داخل رحمها.. فورتونا حامل من وحش الجبل....
تجمدت بصدمة كبيرة
بينما كنتُ أنظر إلى يدي الموضوعة على معدتها وفجأة أحسست بيدين تمسك بكتفي وتم
رفعي وإبعادي عن فورتونا بعنف..
رأيت الملك
لايسن يحمل فورتونا بذراعيه ونظر إلى الشخص خلفي بغضب قائلا بأمر وهو يؤشر بعينيه
ناحيتي بعيونٍ متوعدة ومشتعلة كالجحيم
" أريدُها
في صالون جناحي على الفور إيفوس "
ثم استدار وركض
مسرعا صاعدا إلى جناحه وجسد فورتونا بين يديه... كنتُ جامدة لم أستطع أن أتفوه
بحرف.. بعد أن أزال يديه عني رأيت إيفوس يقف أمامي وعيونه تقذف بنيران الغضب
"
آاااااااااااااه.... "
صرخة متألمة
مرتعبة خرجت من فمي وسقطت على الأرض من قوة الصفعة التي تلقيتها على وجنتي
اليمنى.. صوت شهقات مرتعبة خرجت من أفواه الجنيات الثلاثة وسمعت إيفوس يهتف بهم
قائلا بغضب أعمى
" اذهبوا
إلى غرفتكم فورااااااااا... "
كانت دموعي تسيل
بكثرة وتحرق عيوني من شدة الألم.. رفعت يدي المرتعشة ووضعتها على وجنتي المتورمة
أصلا.. لقد انتفخت أكثر بسبب صفعته ولم أستطع تحمل الألم الشديد فوجهي أصلا ملامحهُ
ما زالت غير واضحة بسبب ضربه لي منذ قليل..
كنتُ أبكي
وأنتحب من شدة الخوف والألم ولم أنتبه لذهاب الوصيفات إلا عندما رفعني إيفوس من
كتفي وبدأ يهزني بقوة حتى شعرت بأن عظام كتفي سوف تتهشم من قوة ضغطه عليها
" ماذا
قلتِ للأميرة حتى غابت عن الوعي أيتها العاهرة اللقيطة؟ "
رماني بقوة لأقع
على الأرض على مؤخرتي.. تأوهت بشدة بينما جسدي كان يرتعش بعنف خوفا ورعبا منه..
عاد وأمسكني من معصمي وقال بحدة
" سوف
يقتلكِ الملك الأن قبلي أيتها اللعينة... ادعي كي يفعل ذلك لأنني لن أرحمكِ إن
خرجتِ من جناحه على قيد الحياة "
وجذبني خلفه وهو
يمشي بسرعة صاعدا على السلالم... تعثرت بخطواتي وسقطت أرضاً دون أي سابق إنذار عدة
مرات لكنه كان يضغط على معصمي ويسحبني بعنف رافعا جسدي وهو يسحبني خلفه مجددا..
تألمت كثيرا
وأحسست بمعصمي سوف ينخلع من مكانه.. بكيت أكثر وارتعشت أوصالي رعبا عندما وقفنا
أمام باب ضخم جدا يقف أمامه حارسين وقاموا بفتح الباب لنا..
دخلنا وجذبني
إيفوس حتى وقف فجأة ورأيت أننا كنا نقف في وسط صالون أثاثه كله باللون الأسود..
رماني إيفوس على الأرض أمامه وسقطت على جنبي.. أنين متألم خرج من فمي وأنا أحاول
جاهدة كبت شهقاتي والتوقف عن البكاء لكنني لم أنجح بفعل ذلك.. شهقاتٍ كثيرة خرجت
من فمي بينما كنتُ أنظر برعبٍ كبير إلى إيفوس الغاضب أمامي..
كل خلية في جسدي
كانت تصرخ من شدة الألم بينما سكن الرعب في قلبي.. وشعرت بأنني سأفقد الوعي عندما
سمعت باب إحدى الغرف ينفتح ويُغلق بهدوء ورأيت بعد ثواني الملك لايسن يقف أمامي
وعيونه حمراء من شدة الغضب.....
سيقتلني..
سيقتلني بكل تأكيد.. فكرت برعب نهش عظامي وبكيت بفزع أمامه....
لايسن**
بعد مرور بعض
الوقت سمعت صرخة قوية وبعدها صرخات الجنايات الثلاثة.. كانوا يصرخون برعبٍ كبير و
بخوفٍ شديد.. خفق قلبي بعنف في قفصي الصدري ووقفت بسرعة وهمست قائلا بصدمة
" فورتونا...
"
خرجت مُسرعا من
مكتبي بعاصفة وركضت وصعدت بسرعة الريح على السلالم ووقفت جامدا بأرضي بينما كنتُ
أنظر بذهولٍ تام أمامي.....
كانت متوحشتي
على الأرض غائبة عن الوعي وبجانبها تجلس شقيقة ذلك اللعين.. شعرت بـ إيفوس يقف
خلفي ولكنني لم أهتم..
ارتعشت أناملي
بشدة ونبض قلبي بعنف لدى رؤيتي لها بهذا المنظر.. ما الذي حدث لها؟!!.. فكرت بقلق
وهذا الشيء لم يُعجبني.. ولكن رغما عني تقدمت ببطء وانحنيت وحملتها بخفة..
نظرت إلى وجهها
ولم يعجبني بتاتا رؤيتي لشحوب وجهها.. شعرت بالغضب وعلمت فورا أن السبب لحالتها هي
تلك اللعينة المتحولة..
رفعت رأسي ببطء
ونظرت إلى إيفوس.. كان قد أمسك بتلك اللعينة وأبعدها عن زوجتي قبل أن أقترب منها..
" أريدُها
في صالون جناحي على الفور إيفوس "
أمرته بنيرة
باردة بينما كنتُ أُشير له بـ عيناي ناحية تلك القذرة بوعيد وعيون مُشتعلة من كثرة
الغضب.. سوف أجعلها ترى الجحيم إن أذت فورتونا.. هذا ما كان يجول في خاطري بينما
كنتُ أصعد بسرعة متجها ناحية جناحي..
وضعت فورتونا
على الفراش وجلست بجانبها.. أمسكت بيدها وبدأت أُدلكها لها برقة بأناملي وهمست
قائلا
" كوني
بخير لأجلي متوحشتي "
وبصدمة رأيت
نفسي أُخفض رأسي وأرفع يدها وأُقبل راحتها بخفة.. أشياء كثيرة بدأت تتغير بي وهذا
لم يُعجبني أبدا...
قبلت جبهتها
بخفة وهمست أمام شفتيها
" متوحشتي
الجميلة.. سأقتل كل من يحاول أذيتكِ غيري.. أعدُكِ بذلك "
وقفت وخرجت
بهدوء من الغرفة ودخلت إلى الصالون لأرى إيفوس يقف و أمامه تلك الفتاة مرمية على
الأرض وهي تبكي برعب وتنظر إليّ بفزعٍ كبير..
وقفت أمامها
وأمرتها قائلا بحدة
" قفي..
"
وعندما وقفت بعد
عناء وبينما كانت تحاول بجهدٍ جهيد رفع جسمها إلى وضعية الاستقامة تأففت بملل
وقلتُ لها بنفاذ صبر
" توقفي عن
الحركة... "
تجمدت فجأة
ورأيت جسدها يرتعش بشدة.. لم أهتم وأمرتها قائلا بغضب
" من
الأفضل لكِ أن تخبريني فورا بما حدث لزوجتي.. وإن عرفت بانكِ تكذبين سأقتلكِ على
الفور "
نظرت بذهولٍ تام
إليّ عندما عرفت أن فورتونا هي زوجتي وارتعش جسدها أكثر ولم تتوقف عن البكاء
للحظة.. احمرت عيوني من شدة الغضب وهتفت بوجهها
" تكلمي...
"
انتفضت برعب
وقالت بتلعثم
" فورتــ..
فورتونا.. تـ.. تكون... ابنة.. خالــ.. خالتي أثيا.. "
سمعت شهقة إيفوس
المُندهشة ولكن ظننت نفسي لم أسمعها بوضوح تام.. رفعت حاجبي وأمرتها قائلا ببرود
" أعيدي
مجددا ما قلتهِ لي للتو... "
ارتعشت أكثر في
وقفتها وقالت بذعر
" فورتونا
هي ابنة خالتي أثيا "
وبسرعة أمسكت
كتفها وقمتُ بهزها بعنف وهتفت بوجهها بحدة
" كيف ذلك
واللعنة؟!.. إن كنتِ تكذبين سأقتلكِ.. تكلمي.. كيف تكون زوجتي ابنة تلك المتحولة
أثيا؟ "
توقفت عن هزها
ورأيتها تبكي برعب وهي تشهق بجنون وبدأت تُخبرني بصوتٍ مُتقطع من كثرة البكاء كيف
عرفت بأن زوجتي هي ابنة خالتها.. ثم أخبرتني ما حدث مع أثيا وكيف عادت إلى قرية
المتحولين منذ ثماني سنوات وهي لا تتذكر أي شيء سوى ابنتها...
كنتُ أنظر بدهشة
أمامي عندما توقفت سيرنيتي عن الحديث وفكرت بغضب.. ما هذا الجنون؟!.. ما الذي كانت
تخطط لفعلهِ أمي؟!.. استدرت وقبل أن أخرج من الصالون أمرت إيفوس قائلا
" خذها من
هنا.. لا أريد رؤيتها أمامي.. ولا أريدها أن تقترب من زوجتي حاليا "
خرجت ودخلت إلى غرفة
النوم وجلست طيلة النهار بجانبها أتأملها دون ملل.. أتت الحكيمة وقالت لي أنها
بخير لكنها لا تعلم متى سوف تستيقظ.. وقبل الغروب وقفت وخرجت من غرفتي ودخلت إلى
الغرفة الذهبية ونظرت إلى الكنوز أمامي..
أمسكت قلادتي
وكلمت أمي قائلا بجدية
" أخبريني
فوراً.. هل صحيح ما قالته لي تلك المتحولة؟ "
( لايسن... )
قاطعتُها قائلا
بحدة
" أمي لا
أريد أن تُخفي عني المزيد من الأسرار بعد الأن.. أريدكِ أن تُخبريني بالتفصيل
الممل ما فعلتهِ ولماذا؟ "
سمعتُها تُجيبني
بصوتٍ مُنهك
( أنا متعبة
بُني ولا طاقة لدي للتكلم.... )
قاطعتها قائلا
باستهزاء
" بالطبع..
فأنتِ استخدمتِ كل طاقتكِ كي تتواصلي مع ذلك الملعون والدكِ "
أخرجت التاج من
جيب ردائي ورميته على الأرض وتابعت قائلا بحدة
" الملعون
أراد تتويج فورتونا ملكة على جولام حتى يصبح الحُكم بيدها وحدها.. لذلك قررت أخيرا
أن أدع حداً له.. كيف فعلتِ ذلك بي؟!.. كيف خطر في بالكِ أنه قد يتغير؟!.. لا يهم
ما يهمني الآن أن أعرف الحقيقة الكاملة ومنكِ أنتِ بالتحديد "
أجابتني والدتي
بصوتٍ ضعيف وبحزن
( سوف أخبرُك..
ثم لقد حان الوقت حتى أفعل ذلك وتعرف كل الحقيقة )
سكتت فجأة ثم
تابعت قائلة
( عندما أخبر بن
والدي ديوس بأنني أرى والدك بالخفاء وضعني أبي في زنزانة تُضعف قوتي وجعل إحدى
الخادمات تهتم بي.. وتلك الخادمة كانت أثيا.. فقد أبعد عني لوسيا حتى لا يسمح لها
بتهريبي )
عقدت حاجباي
ونظرت أمامي بحدة وسمعت والدني تُتابع قائلة بحزن وبضعف
( أثيا كانت
خادمة في قصرنا منذ سنوات فقد تم جلبها من قريتها لتكون خادمة في قصرنا.. لطالما
عاملتُها بلطف وعرفت بأنها تعشق شقيقي بن رغم عدم افصاحها عن مشاعرها وأحاسيسها
تلك لأحد لكنني عرفت.. عرفت من نظراتها كلما رأت شقيقي بن أمامها.. فهي كانت تخجل
كلما رأته وتتورد وجنتيها وكانت تنظر إليه بهيام وبعشقٍ كبيرين.. )
توسعت عيناي بذهول
وفكرت بصدمة كبيرة.. من يستطيع أن يُحب خالي بن اللعين؟!.. تباً... ثم سمعت والدتي
تقول
( أما شقيقي بن لشدة
غطرستهِ لم ينظر إليها أبدا ولو لمجرد لمحة واحدة صغيرة فهو كان يكره كل كائن ليس
بجني.. وعندما كنتُ في الزنزانة كانت تأتي وتجلب لي الطعام بانتظام.. في إحدى
الأيام توسلت إليها كي تخرجني وقلتُ لها أنني سأجعل شقيقي يحبها ويجعلها زوجته
لكنها ارتعبت ورفضت ثم استهزأت مني وقالت لي أنني لا أملك القوة لفعل ذلك وإلا
كنتُ حررت نفسي من هذه الزنزانة.. )
توقفت والدتي عن
التكلم وعرفت بأنها تُخفي شيئا آخر عني لكن لزمت الصمت عندما تابعت قائلة والدتي
( حزنت بعد
ذهابها وغضبت.. نعم غضبت لأنها بطريقة غير مباشرة استهزأت بقوتي.. وعندها وبسبب
غضبي تملكتني قوة عجيبة واستطعت خرق السحر الذي وضعه والدي على الزنزانة وهربت..
ولكن قبل أن أذهب كتبت مرسوما بتحرير أثيا وأعطيتها حريتها.. والدي لم يتذكر أن
يسحب مني سلطتي في المملكة لذلك كتبت المرسوم و ختمته وهربت.. وهكذا أصبحت أثيا
حرة وعادت إلى مملكتها.. لكنني لم أنسى أبدا ما قالتهُ لي أثيا وما فعلتهُ بي..
وعندما خطفني خالك وهربتني لوسيا ذهبت والقيت لعنة البشرية عليه وبالطبع لم أنسى
أثيا... عندما انتهيت من بن ذهبت إلى غرفة أثيا في قصرها والقيت عليها لعنة
البشرية أيضا.. ولكي أنتقم من بن ومنها كانت لعنتي تتضمن أنها ستموت في عالم البشر
حتى يتألم بن على فراقها ولكن هي فعليا لن تموت لأنه بعد دفنها ستعود إلى عالمها
من جديد وتنسى كل شيء ولكي أجعلها تتألم كما فعلت بي لن تتذكر سوى ابنتها التي ستنجبُها..
استطعت رؤية مُستقبل أثيا وعرفت بأنها ستنجب فتاة.. كما أنها ستكون بشرية ولن
يتغير ذلك أبدا... كما بفعلتي تلك انتقمت من والدي أيضا لأنه كان.. كان يُحب
أثيا.. )
توسعت عيناي
أكثر بذهول وهتفت بصدمة كبيرة
" ما العنة؟!!!!..
جدي الحقير أحب أثيا والدة زوجتي؟.. تباً "
سمعت والدتي
تُكلمني بإرهاق قائلة
( لايسن.. اسمعني
بُني قبل أن تزول قوتي حاليا )
بعد لحظاتٍ
قليلة تنهدت بعمق وتابعت قائلة
( أعلم أن
ما فعلتهُ بها كثير.. لكنها ألمتني.. فأنا لم أؤذيها أبدا وكنتُ حنونة
معها.. كما أردت إبعاد أبي عنها كي لا يجعلها جاريته.. وفعلا أردت
مساعدتها وجعل شقيقي يحبها.. وبطريقة ما فعلت ففي عالم البشر عندما وجدت أثيا بن
جعلتهُ يُحبها ويعشقها بجنون ولذلك عندما ظن أنها ماتت ودفنها تغير وأصبح أسوء مما
كان.. أردته أن يتألم ويعرف معنى فقدان أحد تُحبه بجنون بسبب ما فعله بوالدك وبي
وبابني البكر الذي أجهضته بسبب شقيقي.. لم يعد يهم ذلك الأن فهناك ما يجب أن أُخبرك
به وهو في غاية الخطورة... )
بدأت تكلمني
وعندما انتهت ابتسمت بمكر وقلتُ لها
" أمي يبدو
أنكِ نسيتِ شيئا مهما.. أنا ابنكِ و ابن دراكولا مالون.. تذكري ذلك جيدا "
( ماذا تُخطط
لفعله إذا؟ )
سألتني بشك
فضحكت بخفة وقلتُ لها
" سوف
تعرفين فيري.. انتظري قليلا واصبري "
فجأة تجمد جسدي
وفورا ركضت خارجا وخرجت من الجناح بسرعةٍ قصوى وتوجهت إلى الأسفل وخرجت من القصر
ونظرت إلى البعيد وهتفت بدهشة
" لا
أستطيع التصديق.. كيف تجرأوا على فعل ذلك؟ "
ثم صرخت بقوة
" أروس..
إيفوس... كلايتون... "
وبأقل من ثانية
كانوا يقفون أمامي وهم ينظرون إليّ بذهول بسبب نظراتي الغاضبة وفورا أمرتهم قائلا
" بسرعة
نبهوا الجميع.. سوف يتم مهاجمتنا قريبا.. و كلايتون.. احمي زوجتي واحرس القصر ولا
تدع أحدا يدخله.. فهمت؟ "
أجابني موافقاً
وذهب إلى القصر.. نظرت إلى أروس وقلتُ له بأمر
" أطلق
أسودي من الحظيرة.. فقد حان الوقت لها لتأكل لحوم المتحولين والغيلان "
رأيته يذهب وبعد
لحظات أتى وبرفقته أسودي.. وقفوا أمامي وبدأت أداعب رؤوسهم واحدا تلو الأخر..
أسودي الشيطانية الجميلة والتي يخاف منها الجميع.. ولكن الليلة سأجعل الجميع
يخافوني مني عن حق..
ابتسمت بخبث ثم
هتفت بقوة
" أروس..
إيفوس.. ستبدأ الحرب بعد قليل.. لا أريدكم أن ترحموا أحدا من هؤلاء الملاعين..
أعطوا الأوامر بقتل كل من تطأ قدمهُ مملكتي.. اجلبوا أسلحتكم سوف أنتظركُم هنا
"
بعد ذهابهم نظرت
إلى أسفل الجبل ورأيت المتحجرين يدخلون إلى مملكتي.. رفعت حاجبي وهمست بحدة وبوعيد
" يبدو
أنهم لم يتعلموا.. ما فعلتهُ بهم سابقا كان قليلا.. ما سوف أُريهم إياه الليلة لن
يخطر على بال أحدا منهم.. ستكون الجحيم أهون لهم بكثير من ما ينتظرهم على يدي.. حان
الوقت ليمرح وحش الجبل "
ابتسمت بشر
ورأيت أروس و إيفوس يقفون بجانبي و أسودي حولي وبدأت أسير متجها إلى القرية وهم
خلفي مع عدد كبير من الجنود..
اتسعت ابتسامتي
الشريرة وفكرت بكُره.. سوف أريهم جحيمي الخاص.. ففي جحيمي الرحمة لن يكون لها
وجود... تحضروا لما ينتظركم....
تسلمي حبيبتي 🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰♥♥♥
ردحذفWaw ibda3
حذفالبارت القادم اكيد حماس....تسلم ايدك ❤❤
ردحذفMomkin tsswrina tetbi9 wax n9dro nhmloh
ردحذفموجود على غوغل
حذفاكتبي مدونة روايات هافن وعندما تظهر لكِ الاختيارات تجدين
AppsGeyser.io مدونة روايات هافن
اضغطي عليها وستفتح لكِ صفحة ويمكنك تحميل المدونة كتطبيق على هواتف أندرويد
ما هذا كمية أعداء غير طبيعية ويصعب التخلص منها لايسن حقا في أزمة حقيقية محاط بأشخاص يتمنون نهايته ... انت مبدعة هافن ولكن فورتونا حااااامل معقول
ردحذفنعم حياتي كلامكِ صحيح
حذفف انتظار علي نار🎇🎆🔥🔥🔥🔥
ردحذفحياتي شكرا
حذف