رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي ايدك يا هافن
    هافن لاتغيبى علينا

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك حبيبتي
      لن أغيب عنكم حبيبتي

      حذف
  2. تسلم ايدك .... بس احس انو مونرو من شاف بانبي بهالوضع وشلون متأذيه كلش من وكعتهه انعاد عليه موت رالبيكا انو ممكن يخسر بانبي بسبب هالوكعه هي عالاكيد بانبي عايشه بس موقف مونرو من شافهه بدمهه صعب

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ تسلمي
      سنرى في بارت 17 ما سيحدث مع مونرو و بانبي

      حذف
  3. اة هافن نفسي في انتقام حلو كدة للافعي دي اللي اسمها ايميليا

    ردحذف
  4. البارت جميل جدا و انا احببته جدا

    ردحذف
  5. هل من الممكن لو وجدتي فرصه انشري لنا بارت قبل السبت رجاءاً

    ردحذف
  6. احسنت حبيبتي روووووعة كالعادة

    ردحذف
  7. يا حقيرة ايميليا اتمنى أن يكتشف مونرو فعلتها ويسلخ جلدها تلك الحقودة الطامعة بالمال .. مبدعة هافن شكرا لك

    ردحذف
  8. بني ادمه والله مش ﻻقيه وصف يوصف اد ايه انها احقر واقذر اسفل ما خلق الله
    تسلم ايدك وتسلم دماغك وافكارك اﻻلماظات

    ردحذف
  9. مونرو لست غبي 😂😁 وياريت لو وضعت رصاصه في راسها وخلصتنا من الحقيرة.
    وحدة انانية وحقيرة اكيد لن تهتم لموت اختها وكلامك مونرو ياريت تضع لها حدا.
    عجبني انه تذكر بانبي وخاف ان تسمع صراخه ياريت يفهم انها بريئه ولايؤذيها مرة اخرى.
    ياريت بانبي تكون قويه امام الحقيرة ايميليا وتعلمها درسا جيدا وماري تعتني بها جيدا.
    بانبي انا معك الاسد هذا فعلا غبي 🤣🤣🤣🤣 وانت ايها الاسد ابحث عن الحقيقة واكتشفها واعترف لنفسك انك وقعت بالحب وسوف تجن بسببها وتصرفاتها الطفولية 😁❤.
    حزنت على ماري ياريت تعرف كاتي امرها.
    الحقيرة السافله ياربت مونرو يقتلها...بانبي المسكينه دائما يوجد من يؤذيها😥.
    البارت روعة والاحداث جميله جدا خاصة تطور علاقه مونرو وبانبي تسلم ايدك ❤❤.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث حياتي

      حذف
  10. مسكينه بانبي 🥺 ياريت يكون شافها الأسد الغبي 🤦🏻‍♀️
    البارت أكثر من رائع❤️

    ردحذف
  11. رائعه رائعه رائعه تسلم ايدك انتى مبدعه هافن والله

    ردحذف
  12. البارت كان روووعة

    ردحذف
  13. لم أتكلم عن إيميليا سوى بشكل مُبهم وبالطريقة التي تراها رالبيكا.. انتبهي جيداً كتبت من وجه رالبيكا كيف ترى شقيقتها وعندما ماتت كتبت بارت صغير عن صدمة إيميليا لموت شقيقتها ولكن شخصيتها لم أذكرها.. ولكنها شريرة وستعرفين كم كانت أنانية وتُحب نفسها وتغار من شقيقتها رالبيكا قريبا.. رالبيكا كانت مخدوعة المسكينة بشقيقتها

    ردحذف
  14. تحفه كما تعودنا هافن💞

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار



الفشار





مونرو بيلاتشو**



أغمضت عيناي وهمست برقة

 

" رالبيكا.. حبيبتي... "

 

لكن صدى اسم رالبيكا تردد في رأسي مراراً وتكراراً.. وهنا استفقت على نفسي.. فتحت عيناي ونظرت بصدمة كبيرة إلى السقف..

 

شعرت بقبلاتها اللعينة والمُقرفة على صدري وشعرت بأصابعها القذرة تلمس معدتي وصدري بلمسات ناعمة مُغرية..

 

جحظت عيناي وشعرت بالقرف من لمساتها وقبلاتها وهمست بذهول غير مُصدق بما تفعله هذه اللعينة الآن

 

" ما اللعنة؟!!!!... "

 

انتفضت بعنف وأمسكت خصرها النحيل بكلتا يداي ورميتُها بقوة بعيداً عني.. جلست بغضب أنظر إلى جسدها يطير ويرتطم بعنف على الأرض..

 

" اااااععععععععععععههه... "

 

صرخت إيميليا بألمٍ شديد ورأيت ظهرها يرتطم بالطاولة الصغيرة خلفها فوقعت وتحطمت المزهرية على الأرض وإطار الصورة الذي كان موضوعاً عليه.. صورة أمي التي كنتُ أحتفظ بها منذ هروبي معها من المنزل وموتها.. وهذه اللعينة والحمقاء حطمت إطار صورة أمي والتي هي مُقدسة بالنسبة لي ولا تُقدر بثمن.. في الحقيقة أنا أقتل كل من يحاول لمس صورة والدتي الحبيبة.. وهذه اللعينة حطمت إطار صورة والدتي..

 

" لعنة الله عليكِ.. سأقتلكِ الآن "

 

همست بفحيح وبغضب أعمى بتلك الكلمات واشتعل جسدي بأتون النار والحقد..

 

تملكني غضب عنيف.. غضب وحقد وسخط لا حدود لهم اشتعلوا بداخلي من هذه اللعينة إيميليا.. وقفت وخلعت قميصي ورميتُها بقرف بعيداً ثم اقتربت بخطوات بطيئة وفرقت قدماي ووقفت فوق جسد تلك الحمقاء إيميليا ونظرت إليها بحدة بينما كنتُ أراها تبكي وهي تتلوى من الألم..

 

فتحت عينيها وتأملتني بنظرات خائفة دون أن تتوقف عن البكاء.. نظرت إليها بحدة ثم أمسكت بكلتا يداي بالسلسلة على عنقي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

وهمست لها بحقد من بين أسناني

 

" هل ترى عينيكِ هذه السلسلة وما يتدلى منها؟.. تكلمي واللعنة.. هل ترينها؟ "

 

تكورت على نفسها أسفلي وشهقت بقوة وأومأت بفزع موافقة ثم همست بخوف عندما شاهدت نظراتي الغاضبة لها

 

" نــ.. نعم.. رأيــ.. رأيتُها... "

 

رفعت السلسلة قليلا وهتفت بوجهها بحدة

 

" هذه الرصاصة اللعينة التي تراها عينيكِ الآن هي الرصاصة التي دخلت في جسد شقيقتكِ.. هذه الرصاصة دخلت في جسد المرأة التي عشقتُها بجنون وماتت لتنقذ حياتي.. وهذه المرأة التي أتكلم عنها الأن هي شقيقتُكِ الكبرى.. هي المرأة التي ضحت بالكثير من أجلكِ.. ضحت وخسرت نفسها من أجلكِ ومن أجل تأمين مُستقبل لعين جيد لكِ "

 

انحنيت ونظرت في عمق عينيها الباكيتين والخائفتين وتابعت بحدة قائلا

 

" وأنتِ من أجل ذكراها تريدين ممارسة اللعنة معي.. "

 

شهقت إيميليا بقوة ورأيتُها ترتعش بعنف أسفلي وهي تبكي برعبٍ شديد.. حررت السلسلة من قبضتاي وأمسكت عنقها الصغير بقبضتي اليمنى ورفعت جسدها اللعين وأصبح وجهها مُقابلا لوجهي..

 

بدأت تختنق وحاولت تحرير قبضتي عن عنقها وهي تهمس بذُعر و باختناق وبأنفاس مُتقطعة

 

" أرجــ.. أرجوك لـ.. لا تقــ.. تقتلني... "

 

تأملتُها بغضب ونظرت في عمق عينيها بسخط وهمست بفحيح

 

" لن أقتلكِ والسبب الوحيد هو لأن شقيقتكِ تركتكِ أمانة لدي.. وأنا من المستحيل أن أقوم بالتفريط بهذه الأمانة.. لأنها من رالبيكا.. "

 

كنتُ أتنفس بسرعةٍ كبيرة وأُحاول جاهداً السيطرة على غضبي منها وعدم قتلها.. أرخيت قبضتي قليلا عن عنقها فشهقت بقوة وشرعت تبكي بفزعٍ شديد..

 

تأملتُها بحدة وبحقد لا يوصف وقلتُ لها بتهديد

 

" إياكِ أن تُعيدي فعلتكِ اللعينة مرة أخرى فحينها قد أنسى أمانتي وأجعلكِ تُشاهدين الجحيم أمامكِ.. أنتِ لا تعرفين من أكون وما أستطيع فعله بمن يلمسني ويجعلني أغضب.. تجنبي إغضابي إيميليا فحينها قد أتحول لوحش لعين وأجعلكِ تدفعين الثمن غاليا "

 

أومأت بذعر موافقة ثم قالت ببكاء

 

" آسفة مونرو.. سامحني أرجوك.. لا أدري ما أصابني.. سامحني و... "

 

رفعت يدي اليسرى ووضعت أصبعي السبابة على شفتيها القذرة أمنعها من تكملة حديثها اللعين واعتذارها السافل والغير الصادق.. وهمست لها بحدة

 

" هشششش.. لا أريد سماع صوتكِ اللعين الآن.. لا تدعيني أغضب أكثر منكِ وأنسى من تكونين وأقتلكِ "

 

توسعت عينيها بذعر وأومأت موافقة وسالت دموعها بكثرة على وجنتيها.. لمست دموعها أصبعي فسحبته بسرعة ومسحت أصبعي بقرف بـ بنطالي..

 

استقمت ورفعتُها لتقف من عنقها ثم حررته من قبضتي.. كان جسدها يرتعش بجنون وكانت تترنح أمامي.. تأملتُها بقرف ثم جذبتُها من مرفقها وسحبتُها كالخردة وكيس القمامة خلفي ولم أكترث لشهقاتها المتألمة وبأنها وقعت عدة مرات لأنها بالكاد كانت تسطيع السير على قدميها المرتعشتين..

 

خرجت من غرفة نومي ورميتُها على الأرض بعنف ثم أمسكت بروبها اللعين واستدرت ونظرت إليها بقرف ورميت الروب على جسدها وأمرتُها بحقد

 

" إياكِ أن تدخلي جناحي مرة أخرى.. وإياكِ أن تحاولي إغرائي واللعب بالنار معي.. نيراني سوف تُحرقكِ للموت "

 

حضنت الروب إلى جسدها المُرتعش وبكت بعنف أمامي لكنني لم أُشفق عليها بتاتاً.. تأملتُها بكراهية وهتفت بعنف

 

" قفي.. قفي وارتدي هذا الروب اللعين وغادري جناحي في الحال.. تحركي واللعنة "

 

انتفضت إيميليا بفزع وارتدت الروب وغادرت بخطوات فزعة ومُترنحة جناحي.. نظرت إلى باب جناحي بعد مُغادرتها وهمست بغضب

 

" ملعونة.. كيف أمكنها خيانة ذكرى شقيقتها؟!.. لعينة عن حق "

 

فجأة توسعت عيناي بدهشة وهمست بتوتر

 

" تباً.. بانبلينا!!... "

 

استدرت وركضت باتجاه الباب الفاصل لجناحي وغرفتها وأمسكت بالمفتاح عن المنضدة وفتحت القفل.. دخلت بهدوء إلى الغرفة ثم تنهدت براحة عندما رأيت تلك الطفلة نائمة بعمق..

 

ابتسمت برقة رغماً عني عندما رأيتُها تتقلب على سريرها وهي تتنهد براحة.. اقتربت من سريرها ونظرت إليها بنظرات هادئة..

 

من الجيد بأنها لم تستيقظ على صراخاتي الغاضبة.. طبعاً لا يهمني تبرير تصرفاتي وما يحدث معي لها.. ولكن...

 

نظرت إلى وجهها وهمست بدهشة

 

" ولكن ماذا مونرو؟!.. تباً.. لا يهمني بتاتاً لو سمعت بانبي شجاري مع تلك اللعنة.. اللعنة.. "

 

دخلت إلى جناحي وأقفلت الباب ووضعت المفتاح في مكانه المعتاد ثم أمسكت بسماعة الهاتف الأرضي واتصلت بـ ماري.. ثواني سمعتُها تُجيبني

 

( نعم سيدي.. كيف يمكنني أن أخدمك؟ )

 

نظرت باتجاه غرفة نومي بقرف وهتفت بحدة

 

" ليصعدوا الخدم إلى جناحي اللعين.. أريد أن يتم تنظيفهُ بأكمله.. وغرفة نومي اللعينة أريد أن يتم تنظيفها و تغيير ملاءات السرير.. لا تغسليها بل إرمي الملاءات اللعينة في القمامة إذ إن ما يتراكم عليها من فطريات وبكتيريا الأن تجعلني أشعر بالغثيان اللعين.. ويوجد قميص و بنطال على الأرض إرميهم كذلك.. تخلصي منهم.. احرقيهم.. واللعنة لا أريد رؤيتهم أمامي "

 

انهيت المكالمة وخلعت بنطالي ورميتهُ على الأرض بينما كنتُ أشتُم تلك الحمقاء إيميليا ثم سحبت صورة والدتي وقبلتُها برقة ووضعتُها في الدُرج في المنضدة ودخلت إلى الحمام لأستحم من جديد وأُزيل أثار لمساتها المُقرفة وقبلاتها القذرة عن جسدي...

 

 

ماري**

 

خرجت من غرفة الأنسة بانبي وأنا أبكي بندم وبعذاب الضمير.. مسحت دموعي ونزلت عن السلالم المُخصص للخدم ثم خرجت من القصر ودخلت إلى المبنى المُلحق بالقصر والمُخصص للخدم ودخلت إلى غرفتي وأغلقت الباب وأقفلت القفل بالمفتاح..

 

شهقت بقوة وجلست على الأريكة ونظرت بشرود وبتعاسة أمامي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

في حياتي كلها لم أظلم أحد.. حتى ابنتي الوحيدة ماريا.. رغم كل ما فعلتهُ بي ورغم خسارتي لها إلى الأبد إلا أنني لم أظلمها ولم أُعاتبها في يوم على ما فعلته.. لأنني أنا السبب ولأنني لم أُجيد تربيتها..

 

خسرت ابنتي الوحيدة بطريقة مؤلمة وخسرت بعدها عملي وحياتي.. ثم الله عوضني عن خسارتي بحفيدتي الجميلة.. ولكن هذه الفتاة بانبلينا بيلوني لقد ظلمتُها.. ظلمتُها وبشدة..

 

شهقت بقوة وبكيت بحرقة كبيرة.. هذه الفتاة بريئة جداً وليست عشيقة لذلك الملعون ريكو.. بانبلينا ما زالت عذراء ولم يلمسها رجل..

 

شهقت بقوة وهمست ببكاء وبحرقة قلب

 

" إلهي.. إلهي.. ما الذي فعلته؟!.. لقد ظلمت هذه الفتاة.. ظلمتُها.. سامحني إلهي لأنني ظلمتُها وكذبت عليها.. سامحني.. "

 

شهقت بأسى وفكرت بمرارة.. لقد كذبت عليها منذ قليل وقلتُ لها بأن ما فعلهُ السيد بها هو شيء طبيعي يحدث بين رجل وحبيبته أو زوجته.. لكن هذا ليس صحيحاً.. ما فعلهُ بها السيد يُعتبر تعذيب وانحراف وعلاقة غير مسموح بها.. السيد قام بأذيتها جسدياً ونفسياً..

 

سالت دموعي بعذاب على وجنتاي وهمست بحرقة

 

" ما كان يجب أن أكذب عليها وأقول لها بأن ما فعلهُ السيد بها أمر طبيعي.. ما كان يجب أن أؤذيها أكثر.. فهي بريئة جداً "

 

مسحت دموعي وفكرت بندم.. كنتُ أكره بانبلينا لظني بأنها عشيقة من حاول قتل السيد.. كرهتُها لأنني فكرت مثل الجميع بأنها عاهرة لذلك الملعون ريكو بيلوني.. وذهبت وراقبتُها وأخبرت السيد بأن بينها وبين ذلك الحارس القذر علاقة جنسية..

 

المسكينة ظنت بأنني أنقذتُها من ذلك الحارس اللعين.. لكنني لم أفعل ذلك بل قمتُ بأذيتها..

 

لأول مرة أظلم إنسان.. وعذاب ضميري الآن يقتلني.. بانبي بريئة جداً ويجب أن أُخبر السيد بذلك وبسرعة..

 

نظرت أمامي بحزن وابتسمت بحنان عندما تذكرت كيف سألتني عن العلاقة الجنسية بين الرجل و زوجته وإن كانت ألعاب الساديّة أمر طبيعي في العلاقة الحميمة بينهما.. لقد خجلت المسكينة بأن تقول لي بما فعلهُ بها السيد.. لكنني عرفت طبعاً ما فعلهُ بها لأنني اهتممت بجراحها بنفسي..

 

وقفت وقررت أن أصعد إلى جناح السيد وأتكلم معه لكنني ترددت بسبب خوفي منه.. فهو عندما يصعد إلى جناحه الخاص ممنوع على أحد أن يُزعجه..

 

خرجت من غرفتي ومن مبنى الخاص بسكن الخدم ودخلت إلى القصر وقررت أن أنتظر السيد ليخرج من جناحه وحينها سأتكلم معه بموضوع بانبلينا بيلوني..

 

ولكن لساعات لم يخرج السيد بيلاتشو من جناحه وقبل موعد العشاء اتصل بي وهتف بغضب بأن يتم تنظيف جناحه وغرفة نومه بسرعة..

 

صعدت بسرعة برفقة الخدم وأشرفت على مُراقبة العُمال وهم ينظفون الجناح.. كنتُ أنظر بتوتر باتجاه غرفة بانبلينا لكنني لم أجد الجرأة لأذهب وأطمئن عليها..

 

بل كيف لي أن أنظر إلى وجهها بعد اليوم بسبب أذيتي لها.. ستكرهني بانبي إن عرفت بما فعلت بها..

 

وبينما كان يتم تنظيف غرفة نوم السيد خرج السيد بيلاتشو من الحمام وهو يضع الروب على جسده وهتف بجنون بنا

 

" إن عدت في المساء ولم أجد غرفتي هذه والجناح بكامله نظيفاً كما أريد سأقتلكم بنفسي "

 

ودخل إلى غرفة ملابسه.. وقفت أمام باب غرفة ملابس السيد وانتظرته ليخرج.. بعد مرور نصف ساعة انفتح الباب ورأيت السيد مونرو يقف أمامي وهو بكامل أناقته..

 

تأملني بنظرات غاضبة ثم رفع حاجبيه قليلا وانحنى قليلا أمامي وتأملني بنظرات حادة أخافتني


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

 وقال بهدوءٍ مُخيف

 

" ماذا تريدين ماري؟.. تكلمي فأنا على عجلة من أمري "

 

بلعت ريقي بقوة وأجبته بخوف

 

" بخصوص الأنسة بانبي أريد أن أُخبرك بأنـــ.... "

 

استقام بسرعة وقال بنفاذ صبر مُقاطعاً حديثي

 

" لا وقت لدي للتكلم عنها.. بل لا أريد أن أتكلم عنها معكِ خصيصاً.. لا تختبري صبري ماري.. صحيح أنا أعتبركِ فرداً من عائلتي ولكن لن أسمح لكِ بأن تتخطي حدودكِ معي وبأموري الشخصية وما أفعلهُ في قصري وخاصةً مع ابنة البروفيسور.. هل كلامي واضح ماري؟ "

 

تأملتهُ بفزع ومع ذلك أجبته بصوتٍ مُرتعش

 

" لكن سيدي يجب أن تعـــ.. "

 

قاطعني هاتفاً بحدة

 

" يكفي.. لا تجعلينني أندم على الساعة التي رأيتُكِ بها.. تابعي عملكِ ولا تُزعجينني "

 

استدار باتجاه مدخل الرئيسي للجناح ولكن قبل أن يخطو خطوة واحدة قلتُ له بتوتر

 

" حسناً سيد بيلاتشو لقد فهمت.. لكن هل لديك أي معلومات جديدة عن مكان الأنسة كتالينا؟.. هل هي بخير؟.. هل اتصلت بك من جديد؟ "

 

التفتَ وتأملني بنظرات هادئة.. يبدو بأن غضبهُ استكان قليلا عندما سألتهُ عن الأنسة كاتي.. تنهد السيد بعمق وقال بهدوء

 

" تلك الكابوس لم تتصل بي مرة أخرى.. ولكن لا تقلقي عليها ماري أنا متأكد بأنها بخير.. بل متأكد بأنها تلهو في مكان قريب جدا من هنا وتستمتع بتعذيب أعدائي وقتلهم.. إنها الكابوس بنفسه.. ولكن عندما تعود إلى قصري سوف أُعاقبها.. وهذه المرة سيكون عقابي لها قاسيا جداً "

 

شحب وجهي بشدة عندما سمعت ما تفوه به وعقابه للأنسة كاتلينا.. لكن السيد غمزني وقال بهدوء قبل أن يُغادر جناحه

 

" لن أكون على العشاء الليلة.. أيقظي بانبلينا في الوقت المُحدد واجعليها تتناول وجبتها كاملةً.. وهذا أمر "

 

شعرت بالأسى لأنني لم أستطع مُصارحة السيد عن حقيقة الأنسة بانبي.. ربما عندما يهدأ قليلا سأتكلم معه..

 

وهكذا تابعت عملي بهدوء مع الجميع في جناح السيد...

 

 

بانبلينا**

 

 

معد مرور يومين منذ حادثة دخول تلك اللعينة إيميليا إلى غرفتي قررت أن أنهض من السرير وأتوقف عن التكاسل والنوم ومشاهدة الأفلام..

 

اقتربت من خزانة الملابس وفتحتُها.. شهقت بصدمة كبيرة واحمرت وجنتاي بشدة عندما شاهدت الملابس المثيرة أمامي.. ولكن احتقنت عيناي وهمست بكره

 

" إيميليا اللعينة.. أكرهُكِ "

 

إذ تذكرت عندما قال لي الأسد بأن انتقامهُ مني انتهى وبأن الحقيرة إيميليا هي من اختارت لي ملابس جديدة.. الخسيسة لقد اختارت لي ملابس تُصلح لعاهرة مثلها..

 

انفجرت من الغضب وبدأت أرمي الملابس كلها على الأرض وأنا أشتُم بألفاظ سيئة جداً تلك الحقيرة إيميليا..

 

" عاهرة.. لعينة.. مُنحطة.. خسيسة.. سافلة.. عليها اللعنة.. أكرهُها.. "

 

عندما انتهيت من رمي الملابس ركضت باتجاه المنضدة ورفعت سماعة الهاتف وضغطت رقم اثنان وفورا سمعت السيدة ماري تُجيبني بنبرة حنونة

 

( نعم أنسة بانبي )

 

تنفست بقوة وسألتُها بهدوء

 

" هل يمكنكِ لو سمحتِ أن تأتي الآن إلى غرفتي؟ "

 

أجابتني بسرعة موافقة وانهيت المُكالمة.. نظرت إلى الملابس بحقد وهمست بغضب

 

" سترين ما سأفعلهُ بكِ أيتُها الشمطاء والخبيثة "

 

ثواني معدودة سمعت طرقات خفيفة على الباب.. ركضت وفتحت الباب بنفسي ورأيت السيدة ماري تتأملني بذهولٍ شديد عندما أمسكت بمعصمها وجعلتُها تدخل إلى غرفتي ثم أغلقت الباب..

 

تأملتني ماري بنظرات مُتعجبة وسألتني

 

" أنتِ بخير أنسة بانبي؟ "

 

كتفت كلتا يداي وقلتُ لها بقهر

 

" تلك اللعينة  اختارت لي ملابس تُناسب العاهرات.. ولكن قمصان النوم جلبتها مُناسبة للأطفال.. قمصان النوم والمنامات أعتبرها جميلة.. أما ملابس العادية فهي تُناسب عاهرة شمطاء مثل إيميليا "

 

توسعت عيون ماري بصدمة كبيرة ثم نظرت نحو الملابس المُلقاة على الأرض ثم نظرت إليّ وابتسمت بوسع ثم غمزتني وقالت لي بهمس

 

" ما رأيكِ أن نُلقنها درساً لن تنساه؟ "

 

نظرت إليها بفرحٍ طفولي


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

ثم سألتُها بلهفة

 

" حقاً.. تريدين أن نفعل ذلك معاً! "

 

قهقهت ماري برقة وقالت بنبرة جادة

 

" بالطبع.. فقد مللت من تلك الشمطاء هنا في القصر.. تظن نفسها سيدة القصر وهي ليست سوى مُجرد ضيفة مُزعجة "

 

تأملتُها بسعادة وقلتُ لها بلهفة كبيرة

 

" ما رأيكِ أن أحمل هذه الملابس وأرميها بوجهها؟!.. هل تعرفين أين هي غرفتها؟ "

 

ابتسمت ماري بخبث وقالت

 

" فكرتكِ رائعة.. لكن مهما قالت لكِ تلك الأفعى لا تخافي منها.. ثم سأكون برفقتكِ.. والآن احملي الملابس واتبعيني أنستي "

 

ضحكت بسعادة وركضت وحملت الملابس بكلتا يداي وخرجت من غرفتي برفقة السيدة ماري.. نزلنا إلى الطابق الثاني وهمست لي ماري بينما كنا نمشي في الرواق الجميل

 

" غرفتها الثالثة من جهة اليسار "

 

وقفت أمام الباب وهنا تحركت ماري وطرقت الباب بقوة.. لكن لا رد.. فطرقت ماري الباب ثلاث مرات وفجأة انفتح وظهرت تلك الأفعى أمامنا وهي تهتف بغضب أعمى

 

" ماذا تريدين؟... و.. اوه أنظروا من تقف أمام مدخلي.. العاهــ.. بانبي "

 

نظرت إليها بكُره ثم رميت الملابس كلها عليها.. فشهقت بخوف اللعينة ولكن قبل أن تشتُمني هتفت بوجهها بكُره

 

" هذه الملابس تُصلح لعاهرات.. يمكنكِ أن ترتديها بنفسكِ إيميليا.. لأنها تُناسب عاهرة مثلكِ "

 

شهقت إيميليا بذهول ثم سحبت الثوب الذي سقط على رأسها ورمته بغضب بعيداً وقالت بتهديد

 

" سوف تدفعين الثمن غاليا.. وقريباً "

 

لكن لدهشتي لم أخف منها بل اقتربت منها خطوة ورفعت رأسي ونظرت إليها بكبرياء قائلة

 

" سبق ودفعت الثمن كثيراً في حياتي على أشياء لم يكن لي أي ذنبٍ بها.. أنا لا أخاف منكِ ومن تهديداتكِ اللعينة "

 

ابتعدت عنها ووسط نظراتها المذهولة ابتسمت لها بوسع وقلتُ لها

 

" هذه الملابس هدية مني لكِ لأنها تُناسبكِ ومن اختياركِ الخاص.. الوداع أفعى "

 

غادرت برفقة السيدة ماري وركضنا معا باتجاه غرفتي  وما أن دخلناها ضحكنا بجنون بسبب ما فعلته بتلك الأفعى السامة.. عندما هدأت نظرت إلى السيدة ماري وقلتُ لها بسعادة

 

" شكراً لكِ سيدتي لأنكِ ساعدتني.. أحبُكِ جداً سيدة ماري "

 

حضنتُها بقوة وبادلتني العناق وقالت برقة

 

" وأنا أحبكِ جداً أنسة بانبي "

 

ابتعدت عنها وقلتُ لها بمرح

 

" لا أرغب بتناول العشاء الليلة.. أريدُ وعاء كبير من الفشار.. وعصير من البرتقال الطازج.. أرغب بمشاهدة أفلام جميلة الليلة "

 

لم تعترض ماري إذ قالت لي بمرح

 

" سأُجهز لكِ وبنفسي أكبر وعاء فشار الليلة.. ولا تقلقي السيد لديه عشاء عمل الليلة لذلك لن يعترض على عدم تناولكِ لوجبة العشاء "

 

ابتسمت لها بوسع ثم قلتُ لها ببراءة

 

" عندما يأتي السيد لزيارتي سأطلب منه مبلغ صغير من أموالي الخاصة وأعطيها لكِ لتجلبي لي ملابس جديدة تُناسبني "

 

ابتسمت ماري بوسع وطلبت مني لأستريح قليلا ثم ذهبت..

 

بعد مرور ساعتين.. كنتُ أقف أمام المرآة أُسرح شعري وأُدندن بنعومة بأغنيتي المفضلة للمغنية سيلين ديون..

 

فجأة سمعت قفل باب يدور وانفتح الباب وسمعت الأسد يهتف مثل عادته بغضب وهو يدخل إلى غرفتي

 

" بانبي.. لماذا مزقتِ جميع الملابس التي اختارتها لكِ إيميليا؟.. هل تظنين بأنني أجد أموالي على الطريق؟.. تكلمي و... "

 

توقف عن الصُراخ وساد السكون الغرفة.. استدرت لأُواجهه ورأيته يقف جامداً بأرضه وهو يتأملني بطريقة غريبة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

ثم سألني بدهشة كبيرة

 

" هل هذه منامة للأطفال؟!.. ما هذه الرسوم الغريبة عليها؟ "

 

ابتسمت له بوسع وقلتُ له بمرح

 

" إنها أليس من بلاد العجائب.. ثم أنا لم أُمزق الملابس.. بل رميتُها بوجه تلك الأفعــ.. أعني بوجه إيميليا "

 

عقد حاجبيه واقترب مني بخطوات بطيئة ثم وقف أمامي بعيداً عني بخطوة صغيرة فقط.. رغماً عني شعرت بالخوف منه.. تسارعت دقات قلبي وأنفاسي ثم رفعت رأسي عاليا ونظرت إليه بخوف..

 

كان يتأملني بنظرات هادئة غريبة جداً.. ثم شهقت بدهشة عندما كلمني قائلا بهدوء

 

" لكن إيميليا قالت لي للتو وقبل أن أُغادر القصر بأنكِ ذهبتِ إلى غرفتها برفقة ماري وشتمتها وأهنتها ومزقتِ الملابس ورميتها بوجهها.. ثم هددتها بأن لا تقترب مني ومنكِ.. لماذا هددتِها ومنعتها من عدم الاقتراب مني؟.. همممم!!.. أخبريني بانبي "

 

توسعت عيناي بصدمة وهتفت بقهر

 

" تلك الكاذبة.. أنا لم أُهددها وأمنعها من الاقتراب منك.. هي كاذبة "

 

رأيتهُ يقترب مني ببطء تلك الخطوة دون أن يُبعد عينيه عن وجهي.. بلعت ريقي بخوف ورجعت بخطواتي إلى الخلف.. لكنهُ في النهاية حاصرني على الحائط ووضع كلتا يديه على الحائط مُحاصراً رأسي بهما من الجهتين..

 

قرب وجهه مني حتى لامس أنفهُ أنفي وقال بهمس وهو ينظر في عمق عيناي الخائفة والضائعة

 

" حرب النساء هذه!!.. هممم.. هل هذه حرب النساء بانبلينا؟ "

 

شعرت بأنني أغرق في بحر عيونه الجذابة.. وبضياع همست له

 

" هاه!!.. حرب؟!!!... "

 

حرك أنفه قليلا على أنفي وقال بهمس

 

" نعم.. حرب النساء.. في الحقيقة أنا أكرهها ولا تهمني.. حرب النساء هذه تُسبب لي بصُداع لعين وسافل.. ولعبة الحرب هذه التي تخوضينها خطيرة جداً.. بانبلينا عليكِ الانسحاب وفوراً من هذه الحرب الخاسرة لكِ.. لأنكِ خاسرة من الأساس معي "

 

توقف قلبي عن النبض لثانية وعاد ونبض بنبضات مؤلمة وسريعة جداً.. لا أعلم لماذا شعرت بالألم بسبب كلماتهِ لي.. نظرت إليه بحزن وأومأت له موافقة دون أن أفهم على ماذا وافقت..

 

ابتعد عني خطوتين ووضع يديه بجيب بنطاله وقال بهدوء وبتحذير

 

" جيد.. أحسنتِ.. فأنا أكره حرب النساء اللعينة.. وأكره هذه الألاعيب القذرة من النساء.. أتمنى أن تنتبهي جيداً في المستقبل على تصرفاتك خاصةً لأنني سأسمح لكِ بالتجول في القصر من الغد.. ولكن غير مسموح لكِ من الخروج خارج قصري بتاتاً "

 

توسعت عيناي بذهول ثم سألته بسعادة

 

" حقاً سيدي؟.. ستسمح لي بالتجول في القصر  وفي الحديقة؟ "

 

قلب عينيه بملل وأجابني بحدة

 

" نعم.. ولكن سيتم مراقبتكِ جيداً من قِبل بابلو وحُراسي و ماري.. أي غلطة سأعيدكِ إلى القبو "

 

لم أهتم لتهديدهُ لي في النهاية إذ قفزت أمامهُ بسعادة وهتفت بقوة

 

" شكرا لك سيدي.. شكرا "

 

هز رأسه بعجز ولكن ما أن كان على وشك أن يستدير ويغادر من الباب الفاصل لغرفتي وجناحه توقفت عن القفز وهتفت

 

" سيدي لو سمحت لا تذهب.. أريد طلب شيئاً منك "

 

تجمد بوقفته وتأملني بنظرات مُتعجبة وسألني بملل

 

" ماذا تريدين؟ "

 

فركت أصابعي ببعضها بتوتر وقلتُ له

 

" هل يمكنك أن تسحب لي مبلغ عشرة ألاف يورو من حسابي الخاص في المصرف؟.. أريد إعطائها للسيدة ماري لتشتري لي ملابس مناسبة لي "

 

تأملني بنظرات عجيبة وهتف بدهشة كبيرة

 

" ماذاااااااااا؟!!.. "

 

انتفضت بخوف وقلتُ له بسرعة لكي لا يغضب مني

 

" هل هو مبلغ كبير؟!.. حسنا اسحب لي من حسابي مبلغ خمسة ألاف يورو.. ستكفي "

 

" ماذااااااااااا؟!!!!... "

 

هتف من جديد ولكن بغضب هذه المرة.. بلعت ريقي بقوة وأجبته بصوتٍ مبحوح من الفزع

 

" هل المبلغ كبير؟!.. حسنا ألف يورو ستكفيني "

 

" ما اللعنة؟!!!!!... "

 

هتف بحدة وبغضب هذه المرة وجعلني أرتعش منه بخوفٍ شديد.. نظرت إليه بخوف وأجبتهُ بقهر

 

" لكنني أحتاج للملابس سيدي.. تلك التي جلبتها لي إيميليا بطلبٍ منك كانت تُناسب فتيات الليل و... "

 

" ماذااااااااااااااااا؟!... "

 

قاطعني هذه المرة هاتفاً بغضبٍ عاصف.. انتفضت بعنف وشعرت بأنني على وشك البكاء بسبب خوفي الشديد منه.. فنظرت إليه بعيون تترقرق بها الدموع وقلتُ له بغصة وبفزع

 

" توقف عن الصراخ في وجهي.. أنتَ مُخيف من دون أن تصرخ.. ثم ما الخطأ إن طلبت منك سيدي أن تسحب من حسابي مبلغ من المال لأشتري بها ملابس؟ "

 

اقترب مني بسرعة ولكن عندما قفزت إلى الخلف برعب وخوفاً منه تجمد فجأة ثم رفع أصبعهُ السبابة في وجهي ولوح به بقوة هاتفاً بحنق

 

" أنتِ ماذا؟!.. أنتِ كارثة.. كارثة ولعنة حلت عليّ.. وطفلة غبية عديمة المسؤولية.. ألا تفكرين في رأسكِ الفارغ هذا ولو قليلا؟.. اللعنة.. سأقتلكِ في يوم.. "

 

توقف عن التكلم ورأيتهُ يتنفس بغضبٍ شديد.. حتى أنفاسهُ غضبت مني.. ماذا قلتُ له ليغضب؟!.. غبي هذا الأسد..

 

تأملني بنظرات حادة وقال بعصبية

 

" زوجة مونرو بيلاتشو غير مسموح لها بلمس أموالها الخاصة طالما أنا موجود وطالما هي زوجتي.. فهمتِ؟ "

 

نظرت إليه بقهر وأجبته

 

" ولكن من أين لي بالمال لأُعطيها للسيدة ماري وتشتري لي ملابس و... "

 

قاطعني هاتفاً بغضب جنوني

 

" ااااااعععععععععع.. اخرسي.. توقفي عن التكلم قبل أن أقتلكِ.. تباً.. لم تفهمي لغاية الآن.. أنا من سيدفع ثمن ملابسكِ اللعينة.. وإن أردتِ في المستقبل أي شيء تطلبينه مني شخصياً.. فهمتِ؟ "

 

أومأت له موافقة بخوف ورأيته يستدير وهمس بحدة قبل أن يدخل إلى جناحه

 

" طفلة غبية "

 

وصفع الباب خلفه بقوة وأقفله بالمفتاح.. زممت شفتاي وكتفت يداي ونظرت بغضب وبحزن إلى الباب الفاصل وهمست بقهر

 

" لستُ غبية.. بل أنتَ هو الغبي.. "

 

جلست على الأريكة وأدرت التلفاز وبدأت بحزن أقلب القنوات لأجد الفيلم المناسب لأشاهده..

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

كانت الساعة الثانية عشر والربع بعد منصف الليل عندما وصلت إلى القصر.. كان لدي عشاء عمل مهم مع باغو بالوفا اللعين والسيناتور فابيانو والعميد هنري.. وطبعاً رافقني بابلو إلى العشاء..

 

دخلت إلى جناحي ورميت سترتي على الأريكة ثم أرخيت ربطة عنقي قليلا.. مشيت باتجاه غرفة نومي ولكن قبل أن أصل إليها وقفت جامداً بصدمة عندما سمعت صوت صرخات مُرتعبة قادمة من غرفة بانبي..

 

" اااااعععععععععع.. لااااااااااااااا.. لا تفعل.. لا تفعل أرجوك... لاااااااااااااااااااا.. ااااااااااااااعععععععععععععععع.... "

 

" بانبي.... "

 

همست بقلق باسمها وفورا سحبت مُسدسي عن خصري وركضت باتجاه الباب وفتحته بالفتاح واقتحمت الغرفة وأنا أرفع المسدس أمامي وهتفت بغضب أعمى

 

" دعها في الحال وإلا قتلك و... "

 

توقفت عن الصراخ وتجمدت ملامحي بصدمة كبيرة عندما رأيت بانبي تجلس بمفردها على الأريكة أمام التلفاز وهي تُشاهد فيلم لعين وملعون وقذر..

 

انتفضت بانبي بذعر ونظرت إليّ بنظرات فزعة ومتفاجئة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

أخفضت مسدسي بسرعة ووضعته على خصري من الخلف وثبته بالحزام ووقفت أنظر إليها بنظرات قاتلة.. وهمست لها بفحيح

 

" سأقتلكِ بنفسي الآن.. وليذهب وعدي لـ بابلو إلى الجحيم "

 

بلعت ريقها بقوة ووقفت بسرعة وهربت راكضة باتجاه باب الحمام.. لكنني كنتُ أسرع منها بكثير إذ ركضت بسرعة باتجاهها وقبل أن تفتح الباب أمسكتُها بكتفها وجذبتها بعنف وحاصرتُها على الحائط ونظرت في عمق عينيها بنظرات قاتلة مُدمرة..

 

بلعت ريقها بقوة وشعرت بجسدها يرتعش بجنون.. تأملتني بنظرات فزعة وقالت بخوف

 

" ماذا فعلت لك الآن لتقتلني سيدي؟!.. كنتُ فقط أُشاهد فيلم رعب.. و.. وشعرت بالخوف الشديد و... "

 

قاطعتُها هاتفاً بجنون

 

" اااععععععععععع.. اخرسي واللعنة.. سوف تتسببين لي بجلطة دماغية بسبب غبائكِ اللعين هذا.. أصبحت أكره هذا التلفاز اللعين بسببكِ "

 

لكمت الحائط بجانب رأسها بعنف فانتفضت بقوة وبدأت تبكي بفزع.. ابتعدت عنها بسرعة ولكي أُنفس من غضبي ركضت باتجاه التلفاز وسحبته بكلتا يداي من الحائط ورميتهُ بكامل قوتي على الأرض..

 

صوت قوي لتحطم التلفاز ملأ الغرفة بكاملها.. وقفت أمامه وبدأت أدوس عليه بقدمي وأنا أهتف بجنون

 

" اللعنة عليك أيها التلفاز اللعين.. واللعنة على الأفلام.. تُشاهدين فيلم رعب هاااا.. والآن لقد حطمت هذا القذر.. لنرى كيف ستجعلينني أفقد أعصابي من جديد بسببكِ بانبلينا بيلوني "

 

توقفت عن ركل وتحطيم التلفاز ثم سحبت مسدسي وأطلقت النار عليه حتى أفرغت ذخيرته بالكامل.. ساد الصمت الغرفة لثواني وشعرت بالتعجب.. لماذا لا أسمع صوت بكائها وشهقاتها؟!!!..

 

أدرت رأسي بسرعة باتجاه بانبي وشهقة عميقة خرجت من فمي عندما رأيتُها على الأرض غائبة عن الوعي..

 

" بانبي... "

 

هتفت بقلقٍ شديد باسمها ولا أعرف السبب ولا أعرف فعلياً لماذا ركضت وجلست على ركبتاي بجانبها ورفعت رأسها بيد وبيدي اليمنى بدأت أصفع بخفة خديها لتستيقظ...

 

لكنها لم تستيقظ..

 

شتمت بعصبية وحملتُها بسرعة ووضعتُها على السرير ثم بدأت أبحث عن قارورة لعطر.. تعجبت لأنني لم أجد أي قارورة لعطر لها مع أنني أتذكر جيداً بأنني طلبت من إيميليا لتشتري لـ بانبلينا خمسة أنواع عطور فاخرة مع الثياب.. لكنها لم تفعل كما أرى..

 

شتمت بغضب وركضت باتجاه غرفة نومي.. جلبت قارورة عطر وركضت إلى غرفة بانبي.. جلست بجانبها ثم رفعت رأسها وجسمها قليلا وأسندته على كتفي ثم جعلتُها تستنشق رائحة العطر.. ثواني قليلة تنهدت براحة عندما رأيتُها تُحرك جفونها ببطء..

 

فتحت عينيها ورأيتُها تتأمل وجهي بنظرات هادئة غريبة.. فجأة ارتعشت بعنف وبدأت تبكي وتشهق مثل طفلة صغيرة.. تنهدت بقوة ومسدت بخفة على رأسها وقلتُ لها بندم

 

" آسف أخفتكِ.. لم أقصد.. توقفي عن البكاء "

 

شهقت بانبي بقوة ولم تفتح عينيها لتنظر إليّ بل قالت ببكاء وبحرقة وبحزنٍ شديد وهي تشهق

 

" اعععععع.. لقد.. لقد.. حطمتَ تلفازي وأطلقتَ النار عليه.. أخفتني للموت.. ثم تلفازي كان الشيء الوحيد الذي يُسليني ويؤنس وحدتي.. أنا أعشق مُشاهدة التلفاز كثيراً.. لقد حُرمت منه لفترة خمس سنوات بينما كنتُ سجينة لدى كاسترو وذلك اللعين ريكو.. ااااععع.. دمرتَ تلفازي الجميل.. ااااععععع... "

 

تجمدت ملامحي واشتدت عصب عنقي عندما سمعت ما قالتهُ لي.. هذه الفترة كنتُ أسمع الكثير من التلميحات البريئة منها وحاولت تجاهلها.. ولكن شيء بداخلي يُجبرني على التفكير بما تتفوه به بانبلينا عن كاسترو و ريكو القذرين..

 

سأكتشف الحقيقة قريباً.. حقيقة بانبي سأكتشفها قريبا..

 

فكرت بتصميم بذلك ثم لأجعلها تهدأ وتتوقف عن البكاء قلتُ لها دون تفكير

 

" حسنا طفلتي توقفي عن البكاء.. أعدُكِ في الغد سأشتري لكِ تلفاز كبير "

 

يبدو بأنها لم تسمعني إذ لم تتوقف عن البكاء.. شعرت بالغضب وقلتُ لها بتأنيب وكأنني أقوم بتأنيب طفلة صغيرة.. حسنا هي بالفعل طفلة

 

" توقفي عن البكاء.. لقد قلتُ لكِ سأشتري لكِ تلفاز كبير وضخم جدا في الغد.. لماذا ما زلتِ تبكين؟ "

 

فتحت عينيها ومسحت دموعها بكف يدها مثل الأطفال وقالت بحزن وهي تشهق

 

" أريد تكملة الفيلم سيدي.. كيف سوف أُشاهد الفيلم الآن وأعرف نهايته؟ "

 

أين يمكنني أن أضرب رأسي الآن؟.. سوف تُصيبني بذبحة قلبية هذه الطفلة الغبية..

 

حاولت لجم غضبي منها وقمتُ بالعد بداخلي إلى العشرة.. عندما هدأت قلتُ لها رغما عني

 

" حسناً.. يمكنكِ مُتابعة الفيلم في جناحي.. هل أنتِ راضية الآن؟ "

 

فجأة توقفت عن البكاء وتوسعت عينيها ثم قفزت مُبتعدة عني وهتفت بسعادة

 

" حقاً سيدي.. ستسمح لي بمُتابعة الفيلم في جناحك الخاص؟ "

 

سأقتل نفسي هذه المرة وليس هي.. فكرت بمرارة وبيأس بذلك وأجبتُها مُرغما

 

" نعم سأسمح لكِ "

 

وما أن تفوهت بتلك الكلمات توسعت عيناي بذهولٍ شديد عندما قفزت بانبي عن السرير وركضت وحملت وعاء كبير وكوب من العصير كبير ثم ابتسمت بوسع وقالت

 

" لو سمحت شاهد معي الفيلم كي لا أخاف وأصرخ.. لو سمحت وافق.. معي فشار و عصير يكفي لكلينا.. ما رأيك سيدي؟ "

 

رأي بأن الموت أهون لي.. تباً..

 

تنهدت بهم كبير ووقفت وقلتُ لها رغما عني لأتخلص من بكائها نهائيا

 

" موافق.. سأُبدل ملابسي وبعدها سأشاهد الفيلم برفقتكِ "

 

لدهشتي شكرتني بسعادة وركضت قبلي ودخلت إلى جناحي.. أغمضت عيناي وهمست بيأس

 

" الرحمة إلهي والصبر.. اوه نعم الصبر.. لأنني أحتاجه وبشدة الآن "

 

دخلت إلى جناحي وأدرت التلفاز للطفلة بانبي في غرفة الجلوس الخاصة بي ثم دخلت إلى غرفة ملابسي.. ولأول مرة أُبدل ملابسي وأرتدي منامتي قبل أن أستحم..

 

عندما انتهيت دخلت إلى غرفة الجلوس وجلست بجانب بانبي على الأريكة.. وضعت بانبي الفشار على الأريكة بيني وبينها وقالت وهي تمضغ الفشار

 

" إنهُ لذيذ.. ماري العزيزة صنعتهُ بنفسها لي.. تذوقه ولن تندم "

 

نظرت إلى وعاء الضخم من الفشار الموضوع بيننا وتذكرت بحزن عندما كانت أمي تصنع لي الفشار وتجلس بجانبي على الأرض ونشاهد الأفلام معاً.. مضى زمن طويل جداً لم أتناول الفشار به ولم أُشاهد فيلماً.. زمن طويل جداً...

 

بدأت بتناول الفشار ومُشاهدة الفيلم.. وبالفعل استمتعت دون أن أنتبه.. كنتُ أضحك بمرح بسبب خوف بانبي ومُحاولتها لعدم الصُراخ بفزع أمامي.. وكنتُ أضحك بمرح عندما تتذمر من ضحكاتي عليها.. وضحكت بقوة عندما تشاجرنا في النهاية على من يأكل الكمية الأخيرة من الفشار اللذيذ..

 

في النهاية بانبي اقترحت أن نتقاسم الكمية.. وبدهشة رأيتُها تأكل حبة بنفسها ثم تُطعمني حبة.. تجمدت لربع ساعة كاملة وبطاعة كاملة كنتُ أفتح فمي وأسمح لها بوضع حبة فشار في فمي..

 

نظراتي كانت مُركزة على بانبي.. لم أكترث لمتابعة الفيلم ولم أكترث لشيء فقط كنتُ أتأملها بهدوء وبصفاء ذهن أي بدون تفكير..

 

" مُحزن جداً.. لقد ماتوا جميعهم المساكين.. ولم يتم كشف الحقيقة في النهاية.. الفيلم مُخيف ومُحزن "

 

سمعت بانبلينا تهمس بحزن بتلك الكلمات وهنا أفقت من شرودي وتأمُلاتي لوجهها.. نظرت إليّ بحزن وسألتني

 

" ما هو رأيك في نهاية الفيلم؟.. هل أعجبتك؟ "

 

نظرت إليها بهدوء وأجبتُها

 

" الشر لا ينتهي.. وهنا الكاتب أراد إظهار بأن الخير لا ينتصر دائماً كما يحدث في جميع الأفلام.. الشر موجود في هذا العالم.. الحسنات والسيئات أو الخير والشر هي الأعمال الخيرة والشريرة ودائماً ما يُقارن اسمهما على الصراع الدائم بين طيبة القلب وقسوته.. ونهاية هذا الفيلم أراها جيدة.. الكاتب أراد أن يُظهر بأن الشر موجود وينتصر أحيانا للأسف.. الصراع بين الخير والشر لا ينتهي أبداً "

 

تأملتني بانبي بحزن وقالت بهمس

 

" لا أريد للشر أن ينتصر عليّ "

 

ودون شعور مني أجبتُها بنبرة حنونة

 

" لن أسمح له بأن ينتصر عليكِ و... "

 

توسعت عيناي بصدمة شديدة بسبب ما تفوهت به.. وقفت بسرعة وقلتُ لها بنبرة باردة

 

" طالما أنتِ زوجة مونرو بيلاتشو لن يُصيبكِ أي مكروه.. لن أسمح لأحد بأن يلمس زوجتي ويؤذيها.. والآن حان وقت النوم لقد تأخر الوقت كثيراً "

 

تأملتني بانبي بنظرات غريبة ثم رأيت وجنتيها تحمران من الخجل.. رائع.. هي تشعر بالخجل الآن بسبب كلماتي.. هذا ما كان ينقصني..

 

وبينما كنتُ شارداً بتفكيري بخجلها فجأة توسعت عيناي بصدمة لعينة عندما وقفت بانبي واقتربت مني وقبلتني برقة على وجنتي اليمنى وقالت بخجل

 

" شكراً لك على هذه الأمسية الجميلة.. لقد استمتعت برفقتك سيدي.. واستمتعت بتناول الفشار معك.. سأطلب من السيدة ماري أن تصنع لنا الفشار دائما لأنك تحبه وأنا كذلك.. أحلام سعيدة سيدي "

 

أخذت معها الوعاء وكوب العصير وغادرت الجناح ودخلت من الباب الفاصل الداخلي لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء..

 

لا أعرف ما أصابني لكنني رفعت يدي ووضعتُها على خدي مكان قبلتها.. ثم سحبت يدي بسرعة وكأنها احترقت.. شتمت بهمس وبعصبية

 

" ماذا يحدث لي واللعنة؟!.. ما بك مونرو؟!.. لا تنسى رالبيكا.. إياك.. إياك أن تخون ذكراها.. إياك.. لا يجب أن تتكرر هذه الأمسية مرة أخرى.. لا يجب.. "

 

استدرت ودخلت بغضب إلى الحمام لأستحم...

 

 

بانبلينا**

 

كنتُ سعيدة جداً.. بل في قمة سعادتي.. فبعد تلك الليلة التي حطم بها السيد مونرو تلفازي تغيرت مُعاملته لي كلياً.. أولا في اليوم الثاني تم وضع تلفاز كبير جدا في غرفتي وتم جلب كمية كبيرة من الملابس الجميلة لي.. ثم سمح لي فعلا السيد بيلاتشو بأن أخرج وأتجول براحتي في القصر..

 

رغم المشاكل التي تفعلها تلك الأفعى إلا أنني تعلمت من السيدة ماري كيف أُواجه تلك الأفعى السامة وأتغلب عليها بمفردي.. أصبحت الأفعى إيميليا تتخذ حذرها مني هذه الفترة..

 

مضى شهرين كاملين على ليلة الفشار الجميلة.. صحيح السيد كان يتجنبني قليلا ولكن عندما كان يراني كان يُكلمني بنبرة هادئة ومُتفهمة.. وكان يجلب لي كل ما أطلبهُ منه.. طلبت منه منذ أسبوع أُرجوحة كبيرة.. وبالفعل في اليوم نفسه وفي الظهيرة تم وضع أُرجوحة كبيرة لي في الحديقة..

 

كنتُ سعيدة جداً ومشاعر جديدة وغريبة كانت تتملكني كلما رأيت السيد.. كما أصبحت أحلم به في كل ليلة وأحلم به يُقبلني..

 

وقفت بهدوء ونظرت إلى انعكاس صورتي في المرأة وهمست برقة

 

" لماذا أشعر بتلك المشاعر نحوه؟!.. لماذا أحلم به في كل ليلة؟!!.. لماذا أشعر بقلبي يرقص بسعادة كلما رأيته؟!... "

 

أغمضت عيناي وفكرت بأسى.. أنا أتوق إلى لمساتهِ الحارة والشعور بشفتيه الني قبلت شفتاي للمرة الأولى في يوم زفافنا.. صحيح قبلني بهمجية وبقسوة وبصق بعدها بقرف ومسح فمه.. ولكنه أول رجل يُقبلني.. وهو الرجل الوحيد الذي حرك مشاعر عميقة بداخلي..

 

شعرت بالنار تشتعل في أحشائي عندما تذكرت كيف كنتُ أختلس النظر إليه دائما وهو يخرج من القصر برفقة بابلو الوسيم والرائع.. وكنتُ أختلس النظر إليه عندما كان يسبح في حوض السباح في كل صباح..

 

عضلاته وجسده الجميل ووسامته وجاذبيته يقتلونني..

 

تنهدت بحزن عندما تذكرت شعوري بالغيرة كلما رأيته يتكلم مع إيميليا الأفعى.. كانت تنتابني مشاعر الغيرة القاتلة كلما رأيت إيميليا بجانبه..

 

توسعت عيناي بذعر وهمست بخوف

 

" إلهي.. هل أنا مغرمة به؟!!!.. "

 

ترقرقت الدموع في عيناي واعترف أخيراً لنفسي بأنني مغرمة بالأسد مونرو بيلاتشو.. أنا أحبهُ.. بل أحببتهُ من المرة الأولى التي رأيتهُ بها في قصر والدي منذ خمس سنوات ونصف..

 

قلبي نبض بجنون له في ذلك اليوم عندما أتى إلى قصر والدي لزيارته.. إنهُ رجلي وزوجي لكن مع الأسف لا أستطيع إظهار مشاعري له فهو لا يُحبني بل ما زال يُحب رالبيكا..

 

سالت دموعي ببطء على وجنتاي وهمست بألم

 

" هو لن يُحبني في يوم من الأيام.. خاصةً لأنه يظنني عشيقة ذلك الحيوان ريكو.. "

 

ثم فكرت بعذاب.. يجب أن أُخفي حُبي ومشاعري أمامه.. إن اكتشف مونرو بيلاتشو بأنني أحبه لن أستطيع تحمُل نظرة الكُره والاشمئزاز في عينيه.. لن أتحملها أبداً..

 

مسحت دموعي وقررت أن أخرج من الغرفة وأنزل إلى الحديقة وأتمشى قليلا.. نزلت السلالم بهدوء وما أن وصلت إلى الطابق الثالث سمعت صوت إيميليا تتكلم بنبرة حزينة قائلة

 

" أرجوك مونرو سامحني.. لقد مضى شهرين ونصف على تلك الليلة.. لقد أخطأت وفعلت ما فعلته.. واعتذرت لك كثيراً لكنك ترفض الاستماع إليّ.. أرجوك صدقني أنا أحبُك ولا أريدُك أن تكرهني "

 

تجمدت على آخر درجة وارتعش جسدي بجنون بسبب ما قالته.. لا أعرف كيف تحركت واقتربت من الممر واختبأت خلف الحائط واختلست النظر إليهما


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار

 

رأيت مونرو يقف أمامها وهو يتأملها بنظرات هادئة.. بينما إيميليا كان تمسك بيده اليمنى وتبكي.. توسعت عيناي بذهول عندما رأيتُها تضع يدهُ على قلبها وقالت له ببكاء

 

" أنا أحبك بصدق مونرو.. هل تشعر بقلبي كيف ينبض من أجلك؟.. كل ما أريدهُ منك أن تسامحني على غلطتي تلك.. أرجوك سامحني "

 

رأيتهُ بصدمة كبيرة يتنهد بعمق ثم عانقها برقة وقال لها بهمس

 

" توقفي عن البكاء إيميليا.. لقد سامحتكِ.. "

 

ثم تنهد بقوة وابتعد عنها وأمسك بيدها وقال لها برقة

 

" تعالي لندخل إلى مكتبي ونتكلم بهدوء "

 

رأيتهُ بصدمة يفتح باب مكتبه ودخلا معاً إلى غرفة المكتب ثم أغلق الباب بهدوء..

 

سالت دموعي بكثرة على وجنتاي وقبل أن تخرج شهقاتي المتألمة وضعت يدي على فمي لأكتمُها وسقطت بانهيار على الأرض أبكي بوجعٍ كبير..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 16 - الفشار


" أنسة بانبي أنتِ بخير؟!.. لماذا تبكين ابنتي؟!.. ماذا حصل؟!!!!! "

 

سمعت السيدة ماري تُكلمني بقلق وبخوف.. رفعت رأسي ونظرت إليها بتعاسة.. انحنت ماري أمامي وبدأت تمسح دموعي بأناملها وهي تتأملني بقلق وتسألني بخوف

 

" لماذا تبكين ابنتي؟!.. هل أذاكِ السيد؟!.. هل وبخكِ أو... "

 

قاطعتُها قائلة ببكاء

 

" لا.. السيد لم يفعل شيئاً.. أنا فقط اشتقت لوالدي وبجنون.. "

 

وانفجرت ببكاءٍ عنيف لأنني فعلا كنتُ بحاجة ماسة إلى والدي الحنون الآن.. كنتُ بحاجة ماسة لحضنهِ الدافئ.. كنتُ بحاجة ماسة لأُخبرهُ عن ما يؤلمني.. كنتُ بحاجة ماسة لأُفضفض له عن مشاعري وكل ما يُحزنني.. كنتُ بحاجة ماسة لأخبرهُ عن ما حصل لي منذ غيابهُ عني..

 

ساعدتني السيدة ماري ماري لأقف ثم تركتُها تأخذني إلى أي مكان تريده.. رأيت السيدة ماري تُدخلني إلى غرفة نوم جميلة ثم أغلقت الباب وساعدتني لأجلس على الأريكة ثم جلست بجانبي وعانقتني بحنان وتركتني أبكي براحتي...

 

عندما هدأت أخيراً سمعتُها تقول بحزن

 

" كنتُ شابة صغيرة عندما أحببت ماتياس.. ورغم أنهُ فقير تزوجته وأنجبت منه طفلة جميلة واسميتُها ماريا.. كنتُ أعيش أجمل أيام حياتي في ذلك الوقت.. ولكن بعد مرور خمس سنوات توفي ماتياس عندما كان يعمل في الحانة بطلقة نارية وتركني وحيدة برفقة ابنتي ماريا الطفلة "

 

رفعت رأسي عن صدرها وأسندته على كتفها ونظرت إليها بحزن عندما تابعت بألم قائلة

 

" عملت خادمة في القصور في النهار وعملت في مقهى دوام مسائي حتى أستطيع تربية ابنتي الوحيدة.. ولكن عندما أصبحت ماريا في عمر الثامنة عشر غادرت المنزل وتركتني.. تركتني من أجل رجل يدعى غويدو.. حاولت التكلم معها وإعادتها إلى صوابها وأجعلها تترك ذلك الرجل المتزوج لكنها لم تستمع إليّ "

 

شعرت بالحزن على ماري وما فعلت بها ابنتها الوحيدة.. تأملتُها بحزنٍ شديد عندما تابعت قائلة بغصة

 

" وبعد مرور سنتين عادت ابنتي ماريا إلى منزلي وهي حامل.. لم ألومها ولم أُعاتبها ولم أغضب منها بل استقبلتُها بفرحٍ كبير وقلتُ لها بأنني سأعمل ليلا نهاراً حتى أعتني بها وبطفلها.. وبعد مرور أشهر أنجبت ابنتي ماريا طفلة جميلة جداً ورفضت إعطائها اسم بل قالت لي بأن والدها من سيفعل ذلك.. "

 

شهقت ماري بقوة وتابعت بغصة قائلة

 

" بعد مرور شهر على إنجابها للطفلة عُدت إلى المنزل ورأيت بأن ابنتي ماريا غادرته مع طفلتها.. بحثت عنها لسنوات.. سنوات طويلة جداً.. ولم أفقد الأمل بأن أجدها في يوم.. ولكن بعد مرور ستة سنوات على غيابها طرق باب منزلي رجل غريب.. وذلك الزائر لم يكن سوى السيد مونرو بيلاتشو "

 

تعجبت من ذلك ونظرت إليها بدهشة كبيرة.. حضنتني ماري برقة وقالت بغصة

 

" كان شاباً في ذلك الوقت.. وطبعا لم أكن أعرف من يكون هذا الشاب الوسيم الذي طرق بابي في ليلة مُظلمة.. استقبلته دون أن أشعر بالخوف منه.. وفي تلك الليلة أخبرني السيد مونرو بأنهُ كان يبحث عني منذ سنة ونصف تقريباً وذلك بسبب.. بسبب.. "

 

توقفت ماري عن التكلم وأغمضت عينيها ورأيت بألم دموعها تسيل على وجنتيها الشاحبتين.. وتابعت قائلة بمرارة

 

" والسبب بأنهُ يريد أن يُخبرني بأن والدهُ غويدو بيلاتشو قتل ابنتي ماريا منذ سنوات وأرسل طفلتها إلى ميتم.. وأخبرني بأنه وجد حفيدتي كتالينا أخيرا منذ سنة ويريدني أن أكون بجانبها لأنني جدتُها "

 

توسعت عيناي بذهول وابتعدت عن ماري وهمست لها بصدمة كبيرة

 

" أنتِ جدة الأنسة كتالينا شقيقة السيد مونرو؟!!!!! "

 

تأملتني ماري بنظرات حنونة وأومأت موافقة ثم قالت بغصة

 

" نعم أنا هي جدة كتالينا الجميلة.. إنها حفيدتي الوحيدة وروح قلبي.. وأنتِ الوحيدة الآن التي تعرف بهذا السر.. طبعا باستثناء السيد مونرو و السيد بابلو "

 

تأملتُها بذهول ثم سألتُها بتعجُب

 

" ولماذا تعملين رئيسة للخدم هنا في القصر؟ "

 

نظرت بشرود أمامها وقالت بحزن

 

" أنا من طلبت من السيد أن أعمل كمربية لحفيدتي حتى تكبر.. لم أرغب أن يعرف أحد بأنني جدتها.. أردت حمايتها وإخفاء حقيقة والدتها عنها.. كتالينا تظن بأن والدها بعد وفاة والدتها كالا بيلاتشو والتي هي والدة السيد وضعها في ميتم لأنه يكرهها.. كتالينا لا تعرف بأن أمها ليست كالا بل ابنتي ماريا والتي كانت عشيقة غويدو الحقير "

 

شهقت بذهول بسبب سماعي لهذا السر.. وشعرت بالحزن على ماري و كتالينا..

 

سمعت ماري تُكلمني بألم

 

" مهما فعل السيد بيلاتشو لا تغضبي منه ولا تكرهينه.. إنه رجل جيد وطيب القلب.. عندما يرغب بإظهار طيبته سوف يُدهشكِ.. السيد رجل رائع وشهم جداً.. فقط تحمليه هذه الفترة فهو ما زال مجروحاً ويتألم بسبب خسارته لحبيبته.. ولكن الحياة تستمر والسيد سينسى ألمه وخسارتهُ في يوم.. وأنتِ تستحقين الحصول على قلبه.. لذلك أريدكِ أن تكوني قوية وشجاعة.. أريدُكِ أن تُبعدي تلك الأفعى السامة عنه.. إيميليا تختلف عن شقيقتها المرحومة كثيراً فهي حسودة وجشعة وبغيضة.. لا تستسلمي أمامها وتتركي السيد لها "

 

نظرت إليها بخجل ولم أستطع التفوه بحرف من خجلي.. ابتسمت ماري وقالت

 

" الحُب ليس مُخجلا يا ابنتي.. وأنا رأيت نظراتكِ للسيد وفهمتُها.. ولا تقلقي سركِ في أمان معي.. لذلك ثابري من أجل حُبكِ له وستنالين السعادة في النهاية "

 

ابتسمت لها بوسع وأومأت لها موافقة بخجل.. وقفنا وخرجنا من غرفة كتالينا.. نزلت ماري إلى الأسفل بينما أنا كنتُ أصعد السلالم باتجاه غرفتي بشرود..

 

وقفت على الدرجة العلوية من السلالم ثم استدرت ونظرت إلى الأسفل.. سأذهب لأرى السيد وأتكلم معه.. يجب أن أخبره عن تلك الأفعى وما تفعله بي..

 

ولكن قبل أن أتحرك سمعت همسة خلفي

 

" الوداع أيتُها العاهرة "

 

ثم تم دفعي بقوة إلى الأسفل ولم أرى نفسي إلا وجسدي يطير ثم ارتطم بعنف على درجات السلالم وبدأ جسدي يتدحرج بعنف إلى الأسفل وأنا أصرخ بألمٍ شديد..

 

فجأة استكان جسدي في أسفل السلالم وشعرت بنار حارقة في رأسي وفي ظهري ثم سمعت صوت أسدي الجميل يهتف بذعر

 

" بانبلينااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

وبعدها شعرت بشيء ساخن يخرج من فمي ومن أنفي وبعدها ظلام.. ظلام مُخيف وبرودة....


انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©