رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. ياه تمنيت أن لا ينتهي الفصل😔 حقاً تخرجيني من أعماق حزني بسحر حروفكِ، بانتظاركِ بكل شوق... اعتذر انني لم اعلق لكِ في آخر بارتات في كلا الروايتان لأنني لا أشعر بأنني بخير ولكن حقاً مع ما تكتبين انسى كل شيء مؤلم... اكتفيت بالقراءة بصمت وانا اتمنى من أعماقي ان لا ينتهي البارت... هافن حقاً انتي مذهلة أحبكِ جداً🦋🖤

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبة قلبي أتمنى أن تكوني بخير
      مهما واجهتكِ الصعاب كوني قوية وتغلبي عليها
      وأنا سعيدة لأنني بطريقة ما أجعلكِ تنسين ولو قليلا ما يُحزنكِ حبيبتي
      أحبكِ جدا وشكرا لكِ من القلب لأنكِ أحببتِ الأحدث

      حذف
  2. بصراحة تعجز الكلمات عن مدي إعجابي بيكي ياقلبي انتي اللة لا يحرمنا منك ياكاتبتنا الرائعة وياريت لو تخلي بقة مونرو يمتلكها علشان يتأكد انها فعلا بريئه

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي على رسالتكِ الجميلة لي ولأنكِ أحببتِ البارت
      و مونرو سيعرف قريباً الحقيقة وعندها يبدأ عذابه

      حذف
  3. نهاية جميله جدا بس ربنا يستر من الجاي

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      وفعلا الاتي لا يمكن أن يتوقعه أحد

      حذف
  4. واو كثير حلوة تنمية أن لا تنتهي متحمسة لبارت الليلة على نار حارقة مبدعة كعادتك 👏👏👏👏👏

    ردحذف
  5. جميلة كالعادة لقد قرأتها في الصباح الباكر وتمنيت ان لا تنتهي اكثر من رائعة ياهافن عقلك هذا ذهب لديكي افكار تنبض القلب من جديد

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنتِ أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ البارت
      أتمنى أن يعحبكِ بارت الليلة كذلك

      حذف
    2. لقد اصبحت مراهقة عمري تعدى الاربعين ولكن عندما اقرأ رواياتك اعيش قصة حب جديدة آخ لقد انسيتني همي ووجعي سوف القبك يامن ارجعتي شبابي وحياتي من جديد دمتي لنا كاتبتنا الجميلة ياذات العقل الذهبي

      حذف
  6. انا حزينة حقا هافن لأن البارت انتهى ماهذا الابداع الذي لديك تجعلين القارئ ينسى همومه وحياته وينسجم مع أحداث القصة يا الهي حبست انفاسي في اللقطة الأخيرة اتمنى حقا أن تسعد معه بعد ما واجهت من مصائب وهو ايضا لم يكن سعيدا يوما ويستحق امرأة مثلها لكن خوفي من تلك الافعى التي تسكن معهم ...
    وانت هافن لا مثيل لك كاتبة رائعه لقلبك السعادة عزيزتي ♥️🌹♥️🌹

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أنا سعيدة جدا لأنكِ أحببتِ البارت والأحداث وشكرا لكِ حياتي
      قريبا ستتحول الأحداث إلى نارية وجنن مطلق
      أتمنى أن تعجبكِ كذلك

      حذف
    2. اكيد ستعجب الجميع مادمت انت الكاتبة

      حذف
  7. بالمناسبة لا اعلم ماذا يحدث لا استطيع التعليق في قصة وحش الجبل ولا تظهر عندي خانة التعليقات

    ردحذف
    الردود
    1. لا بأس لقد لغيتها بالخطأ وعلى التحديث ستظهر لاحقا حبيبتي

      حذف
  8. شكرا حبيبتي ❤❤❤❤❤❤

    ردحذف
  9. يييييعععع حقيرة سافله فعلا لاتوجد كلمه ووصف يعبر عن حقارة تلك ايميليا شخصيه انانية مخادعه حتى اختها لم ترحمها بافعالها ياريت تتلقى درسا من مونرو.
    صوفيا الغبيه لاتملك عقل تفكر به لماذا قتلها بسرعة هكذا كان ممكن تحكي ويفهم ان الحقيرة تلك لها يد.
    ايها الاسد الظريف مونرو اعترفت لنفسك بحك لبانبي ولكنك تنكر هذا فقط الى متى
    شخصيه بانبي رائعة مثل الطفله البريئه 🤣🤣🤣 مونرو شكلو راح يجن بسبب الطفله بانبي.
    اليوم البارت كان اكثر من رائع تتمنين ان لاينتهي اتمنى ان يكونو مونرو وبانبي سوا ويعرف انها بريئه.
    تسلم ايدك انتي فعلا مبدعه ❤❤

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث والبارت

      حذف
  10. البارت تحححححفة احسنت حبيبتي 💕💕

    ردحذف
  11. للأسف البارت انتهي ورغم انني اقرأ الروايه بعد اكتمالها إلا انني اشعر بالأسف لانتهاء البارت

    ردحذف

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17

 

رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها



عيد ميلادها





إيميليا**



كنتُ أمشي بتوتر في غرفتي وأنا أفرك يداي ببعضهما بعنف.. نظرت أمامي بحقد وفكرت بقهر وبغيظ.. لماذا مونرو يبتعد عني بدل أن يتقرب مني بسبب شبهي اللعين بشقيقتي والتي كان يموت عشقاً بها الغبي؟!..

 

تسارعت أنفاسي وشعرت بأنني على وشك أن أنفجر.. كل ما فعلتهُ لأجعلهُ يتقرب مني ذهب سُدى.. الملابس المغرية وعطر رالبيكا الرخيص و طريقة تسريحة شعري مثلما كانت تفعلها عندما طال شعرها.. كل شيء فعلته لم ينجح معي.. حتى أنني دخلت إلى غرفة نومه وأردتهُ أن يمارس الحُب معي لكنه رفض ورماني خارج جناحه بطريقة مُهينة جداً..

 

أهانني بسبب تلك العاهرة زوجته.. كم أكرهها وأرغب بأن تموت في أسرع وقت..

 

سمعت طرقات على باب غرفتي وهنا التفت ونظرت باتجاه الباب بعد أن سمحت للطارق بالدخول.. وفوراً التمعت فكرة شريرة في رأسي ما أن رأيت الخادمة الغبية صوفيا تدخل إلى غرفتي وهي تحمل مناشف نظيفة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

 

 

 

 

استدرت ونظرت إليها ببراءة وبإرهاق وقلتُ لها بضعف

 

" مرحباً صوفيا.. كيف حالكِ اليوم؟.. من الجيد بأنكِ هنا فأنا لستُ بخير بتاتاً "

 

تأملتني بنظرات قلقة ثم هتفت بخوف

 

" أنستي هل أتصل بالطبيب؟.. تبدين مُتعبة جداً "

 

وضعت الغبية المناشف على الأريكة ثم ركضت وأمسكت بيدي وساعدتني لأجلس على الأريكة.. جلست وطلبت منها لتجلس بجانبي وما أن فعلت أملت رأسي وأرحتهُ على كتفها وقلتُ لها بضعف

 

" أنا بخير صوفيا لا تقلقي.. أنا فقط مُغرمة وحزينة جداً "

 

رفعت نظراتي ورأيت الغبية تتأملني بدهشة وبشفقة.. وكأنني أحتاج لشفقتها لهذه الغبية.. سمعت صوفيا تكلمني بقلق قائلة

 

" مغرمة أنستي؟!.. ولكن لماذا أنتِ حزينة؟.. وكيف يمكنني مُساعدتكِ؟ "

 

استقمت وأمسكت بيدها وضغطت عليها برقة وقلتُ لها بمرارة مزيفة

 

" أنا مغرمة بالسيد بيلاتشو بجنون.. أنا أحبهُ صوفيا.. ولكن تلك الفتاة بانبي تغريه وتبعده عني.. كما أنها تُخبرهُ الأكاذيب عني وهو يصدقها "

 

شهقت صوفيا بذهول ثم هتفت بغضب

 

" لذلك السيد أصبح يتجنبكِ ولا يرغب بالتكلم معكِ منذ شهر ونصف تقريباً "

 

الخدم الملاعين لا يفعلون شيء سوى الثرثرة.. قذرين فعلا.. فكرت بحقد بذلك ثم سألتُها ببراءة

 

" هل كرهه لي واضح للجميع؟ "

 

تأملتني صوفيا بتوتر وأجابتني بارتباك واضح

 

" لــ.. لا.. أعني.. هو.. أنسة إيميليا أنا فقط انتبهت لذلك.. أعني بأن السيد لا يتكلم معكِ كثيرا هذه الفترة "

 

تصنعت البكاء وأخفضت رأسي إلى الأسفل وشهقت بطريقة مُصطنعة وقلتُ لها وأنا أفرك عيناي بكلتا يداي لأجعلهما تحمران

 

" كلهُ بسبب بانبي.. فهي تكرهني بشدّة ولفقت الأكاذيب عليّ وهو صدقها.. "

 

رفعت رأسي ومسحت وجنتاي لأجعلها تظن بأنني أمسح دموعي ثم تابعت قائلة لها بحزن مُصطنع

 

" هو أصبح يكرهني بسببها بينما أنا واقعة بعشقه لحد الجنون.. ماذا سأفعل صوفيا؟!.. فأنا أحبهُ بقوة بينما هو أصبح يكرهني "

 

تأملتني صوفيا بنظرات جامدة وقالت بجدية

 

" لا أحد يُحب تلك العاهرة هنا سوى ماري.. ولا أفهم كيف تلك العاهرة بانبي جعلت السيدة ماري تُحبها وتُدافع عنها أمام الجميع وتمنعنا عن التكلم عنها بكلمات سيئة.. لا تقلقي أنسة إيميليا أنا معكِ.. فلقد كنتُ أحب جدا شقيقتكِ المرحومة رالبيكا.. وأتمنى فعلا أن يُحبكِ السيد ويتزوجكِ.. سوف أساعدكِ "

 

ابتسمت لها بوسع وعانقتُها بشدة ونظرت أمامي بشر.. لقد صدقتني بسهولة الغبية.. هذا جيد سوف أستفيد منها قريباً..

 

وفي كل يوم عندما تدخل صوفيا إلى غرفتي كنتُ أحشو دماغها الغبي بالأكاذيب عن بانبي والغبية صوفيا صدقتني.. حتى في يوم انفجرت أمامي وتمنت الموت للحقيرة بانبي..

 

كنتُ في غرفتي مثل العادة ودخلت صوفيا وهي تبتسم بسعادة وتضع لي صينية الفاكهة التي طلبتها.. سمحت لها مثل العادة لتجلس بجانبي وبدأت أبكي بتمثيلية أمامها وشكيت لها مدى حزني بمعاملة السيد الباردة لي..

 

انتفضت صوفيا وقالت بغضب

 

" كم أرغب لو تموت تلك العاهرة ونستريح منها جميعنا.. لقد تخطت حدودها معكِ أنستي.. سأفعل أي شيء لمساعدتكِ "

 

نظرت إليها ببراءة وقلتُ لها

 

" لدي مبلغ صغير من المال.. أنا أستسلم صوفيا.. سأذهب من هذا القصر اليوم وإلى الأبد.. والمبلغ بحوزتي سيكفيني لعدة أشهر.. سأتخلى عن دراسة الطب وأعمل في أحد المقاهي وأعيش بسلام "

 

كنتُ أتلاعب بها نفسياً كما كنتُ أفعل مع شقيقتي رالبيكا..

 

رالبيكا كانت ساذجة جداً وغبية جداً منذ صغرها.. بصراحة كنتُ أغار منها كثيراً لأن والداي كانا يُحبانها أكثر مني.. وعندما توفيا والدينا في حادث اغتيال رئيس الوزراء بيترو بوربون رالبيكا أخذت على عاتقها تربيتي والصرف عليّ..

 

في الحقيقة هذا كان من واجبها.. فأنا شقيقتها الصغيرة وهي كان عليها أن تهتم بي وتحميني وتصرف عليّ وعلى دراستي.. ولم أهتم بأنها تخلت عن دراستها وعملت كخادمة في قصر إيثان بوربون لتصرف عليّ.. فهذا واجبها..

 

وعندما كانت تتذمر من مصاريفي الكثيرة كنتُ أبكي أمام رالبيكا وأُخبرها بأنني سأتخلى عن دراستي وأعمل لمساعدتها بالمصاريف ولكنها كانت ترفض.. لدي موهبة كبيرة بالتلاعب بالناس ومشاعرهم..

 

وشقيقتي رالبيكا كان سهلا جداً أن ألعب بعواطفها.. ثم الغبي خطيبي السابق أنطونيو.. عائلته كانت ثرية وكان صيداً سهلا بالنسبة لي لأجعلهُ يقع بحبي ويطلب يدي للزواج.. ولكن بعد وفاة رالبيكا ومُساعدة مونرو بيلاتشو لي أصبحت ثرية جداً ولا أحتاج للغبي أنطونيو فتخلصت منه..

 

اعترفت لنفسي بتلك الحقائق بينما كنتُ أنظر بحزن مُصطنع إلى الحمقاء صوفيا وهي تشتُم بانبي بكرهٍ شديد وتقول

 

" تلك اللعينة والعاهرة كم أكرهها.. لا ترحلي أنسة إيميليا أرجوكِ.. لا ترحلي بسببها.. سنجد حلا سريعاً لنتخلص من تلك اللعينة بانبي "

 

 

نظرت إليها بحزن وقلتُ لها

 

" للأسف لا نستطيع سأتكلم مع السيد بيلاتشو الآن وأُخبره بقراري "

 

وقفت وسط بكاء صوفيا وتوسلاتها لي لأبقى ولا أستسلم.. قبلت وجنتها برقة وقلتُ لها برقة

 

" ستظلين أفضل صديقة بالنسبة لي.. لن أنساكِ أبدا صوفيا "

 

خرجت من الغرفة وابتسمت بشر بينما كنتُ أمشي باتجاه مكتب مونرو.. فهو في مثل هذا الوقت يكون هناك..

 

ومثل عادتي ذهبت لأراه وأطلب منه السماح بسبب ما فعلته في تلك الليلة.. ولكن اليوم جعلني أتفاجئ إذ سامحني وبسهولة تامة..

 

دخلت إلى مكتبه وطلب مني لأجلس.. وما أن جلست على الأريكة وقف أمامي وكتف يديه على صدره وكلمني بهدوء قائلا

 

" اعتذارك مقبول إيميليا وأنا فعلا سامحتكِ.. ولكن إن كررتِ فعلتكِ مرة أخرى سيكون عقابي وخيماً معكِ "

 

استدار ومشى خلف مكتبه ثم جلس على كرسيه وقال بنبرة حازمة وجادة

 

" سأكون صريحاً معكِ.. حبكِ لي لا يهمني بتاتاً.. المرأة الوحيدة التي أحببتها ومن المستحيل أن أنساها هي رالبيكا موسيني.. ومهما كان شبهكِ بها كبيراً فهو لا يعني لي شيئاً لأنكِ لستِ هي "

 

ارتعشت ساقاي من فرط عصبيتي وغضبي وحاولت عدم إظهار ذلك له.. تأملني بنظرات باردة وحادة وكأنهُ كان يُراقب ردة فعلي..

 

تنهد مونرو بعمق عندما التزمت الصمت ثم تابع قائلا بجدية

 

" ولأنكِ شقيقتها وافقت على استضافتكِ هنا في قصري.. ولكن لا أرغب بسماع اعترافك عن حُبكِ لي بعد الآن.. أنتِ ما زلتِ شابة وألف رجل يتمنى نظرة واحدة منكِ.. لكن أنا لا.. ثم تذكري جيداً إيميليا أنا رجل متزوج وأنا ألتزم دائما بوعودي والتزاماتي و... "

 

قاطعتهُ باستنكار قائلة

 

" لكنك تزوجتها رغما عنك بسبب وصية والدك الروحي.. وتلك الفتاة بانبي كانت عشيقة من تسبب بوفاة شقيقتي "

 

رفع مونرو صدره وأكتافه ورأسهُ عاليا فظهرت عضلاته القوية من خلف قميصهُ الحريري.. وتمنيت بجنون لو يمكنني لمس تلك العضلات الجميلة والوشوم على جسده..

 

هب مونرو واقفا وكلمني ببرود

 

" لا يهمني.. هي تبقى زوجتي مهما كان سبب زواجي منها.. والآن بالإذن منكِ إيميليا "

 

وقفت بسرعة وقلتُ له بتوتر

 

" حسنا مونرو موافقة.. لن أتفوه بتلك الكلمة أمامك.. هل يمكنك أن ترافقني إلى الحديقة ونشرب معا فنجان من القهوة؟ "

 

تأملني بنظرات جامدة ثم ابتسم ببرود وأشار لي بيده باتجاه الباب وقال

 

" موافق "

 

ابتسمت بوسع وخرجت برفقته إلى الحديقة..

 

كنتُ أحتسي فنجان القهوة برفقة مونرو بهدوء بينما هو كان يتأمل شاشة هاتفه بملل.. فجأة صدح رنين هاتفه وتلقى المكالمة بسرعة..

 

استأذن مني ثم وقف وغادر داخلا إلى القصر وهو يتكلم عبر هاتفه.. قلبت عيناي بقهر وشربت فنجاني دفعة واحدة وهمست بغضب

 

" تبا.. هو حتى لم ينظر إليّ ولم يُكلف نفسه عناء التكلم معي منذ أن جلسنا هنا "

 

ثواني انتفضت واقفة عندما سمعت مونرو يهتف بقوة من داخل القصر

 

" بانبلينااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

نظرت باتجاه القصر ثم ركضت برفقة الحرس إلى الداخل ووقفت جامدة أمام السلالم أنظر باتجاه الأرض إلى مونرو وهو جاثياً على ركبتيه أمام جسد بانبلينا الفاقدة الوعي على الأرض..

 

نظرت إلى الأسفل وتأملت بانبلينا بكره وبسعادة


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

وتمنيت أن تكون ماتت.. في الحقيقة هي تبدو وكأنها ماتت..

 

ابتسمت بخبث ثم سمعت صرخة ماري الفزعة وهنا قلبت عيناي بقرف.. حركت نظراتي باتجاه السلالم ورأيت صوفيا تنزل السلالم برفقة خادمتين وهي تنظر إليّ بخوفٍ شديد ثم إلى بانبي..

 

وفوراً عرفت ما حدث.. هذه الغبية خدمتني بالفعل ودفعت العاهرة بانبي عن السلالم.. ان اكتشف مونرو أمرها أنا لا دخل لي بما فعلتهُ تلك الحمقاء..

 

" بابلو.. جهز سيارتي بسرعة.. ابتعدوا من أمامي يا حمقى... "

 

هتف مونرو بغضب أعمى على الجميع وهنا بقرف قررت أن أتدخل لأجعل مونرو يتقرب مني...

 

 

مونرو بيلاتشو**

 

 

كنتُ أجلس بملل ورغما عني في الحديقة برفقة إيميليا.. قررت مُسامحتها اليوم لأنني مللت من توسلاتها لي وطلبها مني لأسامحها منذ أسابيع.. لو لم تكن شقيقة رالبيكا كنتُ رميتُها خارج قصري ومن اليوم الأول..

 

أمسكت هاتفي وفتحت بريدي الإلكتروني وبدأت أتفحص الرسائل بعدم اكتراث.. قلبت عيناي بقرف عندما رأيت رسالة من إيثان الغبي.. فتحتُها وقرأتُها بملل وبصمت لكنني كتمت ضحكتي عندما قرأت رسالتهُ اللعينة لي عبر بريدي الخاص..

 

( أيها العاهر بيلاتشو.. زوجتي حامل.. حبيبتي شارلي حامل بطفلي.. سأسميه مونرو حتى أصفع مؤخرتهُ كلما أغضبني.. ههههه.. ويجب أن تعلم بأنني أخذت عنوان بريدك الإلكتروني من هنري لأنك يا حقير حظرتَ رقمي.. أراك قريباً أيها العاهر.. وتذكر إياك أن تقتل ابنة البروفيسور أيها الغبي وإلا قتلتك بنفسي.

                                                                         الوحيد الذي يستطيع إغاظتك للموت إيثان بوربون. )

 

خرجت من الرسائل وأزلت الحظر على رقم إيثان وكتبت له رسالة وأنا أضحك بداخلي بشر..

 

( أيها العاهر بوربون.. كيف يمكنني التخلص منك؟.. إن حظر لك أحد رقمك فهذا يعني بأنهُ يريد أن يستريح من غبائك اللعين.. ومسكينة شارلي.. كيف جعلتها تحمل بطفل ثاني لك؟.. فأنتَ مُخنث لا نفع لك.. المهم إن أعطيتَ ابنك اسم مونرو يجب أن تعرف بأنهُ سيتمتع بوسامتي المدمرة للقلوب وسيجعلك أيها الغبي تتذكرني دائما.. وأنا ما زلتُ أرى زوجتك جميلة جداً.. وعلى فكرة لم أنسى بأنك سرقتها مني في تلك الليلة في الملهى أيها اللعين رغم أنني انتقمت منك..

                                                     الشخص الوحيد الذي يكرهك بجنون في هذه الحياة مونرو بيلاتشو. )

 

وأرسلت الرسالة له وأنا أضحك بداخلي.. سوف ينفجر إيثان الآن لأنني تغزلت بزوجتهِ الجميلة وذكرتهُ بتلك الليلة..

 

وقبل أن أحظر رقمهُ صدح صوت رنين هاتفي عاليا ورأيت بخبث رقم إيثان.. استأذنت من إيميليا وتلقيت المكالمة ومشيت باتجاه القصر.. ولكن ما أن وضعت الهاتف على أذني حتى سمعت إيثان يهتف بغضب

 

( بيلاتشو.. أيها القذر واللعين إياك أن تتغزل بزوجتي.. إنها زوجتي الآن أيها اللعين ولن أسمح لك بالتغزل بها.. سأقتلك )

 

قهقهت بخفة وأجبتهُ بهدوء

 

" جيد.. أنا في القصر أنتظرُك لتأتي وتقتلني بوربون.. وأرسل تحياتي الحارة لزوجتك الجميلة شارلي مع قبلة كبيرة على.. "

 

لم يسمح لي بتكملة الجملة إذ قاطعني صارخاً بجنون

 

( انتظرني أيها اللعين.. سأقتلك اليوم.. )

 

قهقهت بخفة وأجبتهُ ببرود أعصاب

 

" مع أنهُ ليس مُرحباً بك كثيراً في قصري ولكن لا بأس سأنتظرك لتأتي وتقتلني بوربون.. ومبروك ستصبح أب لطفلين مسكنين الآن.. الأول بيترو المسكين والآن هذا الجنين في بطن زوجتك "

 

ضحكت بقوة عندما هتف بغضب

 

( لعين.. عندما تتزوج سترى ما سأفعلهُ بك.. الوداع أيها الجبان )

 

وأنهى المكالمة بينما كنتُ أضحك من قلبي على غيرتهِ العمياء.. وضعت الهاتف بجيب سترتي ولكن فجأة تجمدت بأرضي عندما رأيت جسد على الأرض ودماء و...

 

توسعت عيناي بذهول وشعرت بقلبي يكاد أن يتوقف عن النبض من جراء صدمتي الكبيرة.. ارتعشت يداي بقوة وهتفت بملء صوتي

 

" بانبلينااااااااااااااااااااااااااا..... "

 

لا أعرف كيف ركضت وجلست على ركبتاي بجانبها وبدأت أنظر إليها بخوف.. وضعت كلتا يداي على رأسها ورفعتهُ على أقل من مهلي وشعرت بسرعة بشيء لزج على أصابعي..

 

رفعت يدي اليمنى ورأيت دماء على أصابعي..

 

" لا.. لا.. لا... لا!!!... "

 

همست بقلق بينما كنتُ أسمع صوت خطوات كثيرة تقترب.. بدأت بذعر أفحص جسدها ثم وجهها والكدمة المتورمة في جبينها..

 

نبض قلبي بعنف وبسرعة حملتُها بحذر ورأيت الجميع يُحاوطوني.. نظرت إليهم بغضب أعمى وهتفت بجنون

 

" بابلو.. جهز سيارتي بسرعة.. ابتعدوا من أمامي يا حمقى... "

 

ولكن قبل أن أتحرك اقتربت إيميليا وقالت لي بهدوء

 

" أنا طبيبة.. ضعها على الأريكة مونرو واسمح لي بأن أفحصها.. قد تؤذي عنقها بحملك لها بهذه الطريقة.. ما كان يجب أن تُحركها و... "

 

قاطعتُها هاتفا بغضب جنوني

 

" ابتعدي إيميليا من أمامي.. هي تنزف من رأسها.. يجب أن أخذها وبسرعة إلى أقرب مستشفى "

 

ركضت مُسرعاً برفقة حرسي خارج القصر وجلست في المقعد الخلفي داخل سيارتي الرباعية الدفع وأمرت بتوتر بابلو

 

" قُد السيارة بسرعة.. إنها تنزف.. ستموت.. ستموت.. لا أريدها أن تموت.. لن أخسرها هي كذلك.. قُد بسرعةةةةةةةةةة.. خذنا إلى أقرب مستشفى لعين "

 

لم أكن واعياً على نفسي وما كنتُ أتفوه به.. كنتُ أتذكر رالبيكا وكيف حملتُها بكلتا يداي وركضت بجنون لأنقذها.. لكنني لم أستطع..

 

شحب وجهي بعنف عندما رأيت سترتي تبللت بدماء بانبي.. ارتعش فكي بعنف وبدأت أمسح برقة على وجهها الشاحب وأنا أهمس بضياع وبخوف

 

" لن تموتي بانبي.. لن تموتي.. سوف تكونين بخير.. لن أسمح لكِ بأن تموتي.. لن أسمح بذلك.. لن أسمح... "

 

سمعت صوت الفرامل تحتك بالأرض بعنف وهنا سمعت بابلو يهتف بخوف

 

" وصلنا سيدي إلى مستشفى مارينو.. سوف أُساعدُك بحمل السيدة "

 

فتح لي الباب ولكنني لم أسمح لهُ بأخذ بانبي من بين ذراعاي إذ حملتُها وركضت مُسرعا إلى الطوارق وأنا أهتف بجنون

 

" ساعدوها.. إنها تنزف.. ساعدوها بسرعةةةةةةة.. "

 

ركضوا الممرضات برفقة ثلاثة أطباء وطلبوا مني وضعها على السرير النقال.. وقفت جامداً كالتمثال أُشاهد الأطباء والممرضات يفحصون بانبي ويُسعفونها.. وتذكرت بوجعٍ كبير ذلك اليوم..

 

تذكرت رالبيكا عندما لفظت أنفاسها الأخيرة في أحضاني.. تذكرت بمرارة كيف ماتت أمامي دون أن أستطيع فعل شيء لإنقاذها.. تذكرت بمرارة خسارتي الكبيرة لها وموت قلبي مع آخر نفس لها..

 

وقف طبيب أمامي وبدأ يُكلمني لكنني لم أسمع كلمة واحدة منه إذ كنتُ غاباً في عالم آخر..

 

اقترب بابلو وتكلم مع الطبيب ثم وضع يدهُ على كتفي وهمس بحزن

 

" مونرو.. أنتَ بخير؟ "

 

هنا أفقت من شرودي ونظرت إليه بانكسار وهمست له بحرقة

 

" لا لستُ بخير.. لستُ بخير بابلو.. إن ماتت بانبي لن أُسامح نفسي أبداً "

 

تأملني بابلو بنظرات مُتفهمة ثم كلمني قائلا بثقة

 

" لن تموت بانبي.. وأنتَ لا ذنب لك بما حدث لها.. لقد وقعت عن السلالم.. ربما زلت قدمها و... "

 

لم أسمع كامل حديثهُ إذ انتبهت لشيء مهم جداً وخطير.. أبعدت بابلو من أمامي واقتربت من الأطباء وسألتهم بحدة

 

" هل لديها كسر أو التواء في قدميها وساقيها؟ "

 

نظر إليّ طبيب وأجابني بسرعة

 

" لا سيد مونرو.. لحُسن الحظ لا يوجد كسور في جسدها فقط جرح عميق في رأسها ونحن الآن نهتم به.. كما لديها رضوض في جسدها وفي جبينها.. ولنتأكد سنقوم بتصوير جسدها في جهاز التصوير المقطعي لإنشاء صور مقطعية (شرائح) للعظام والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة داخل الجسم.. لنتأكد بأن عظام جسدها سليمة ولا يوجد نزيف داخلي "

 

أومأت له موافقاً ولكن رغم شعوري بالارتياح بأنها بخير إلا أن غضب مصدرهُ الجحيم تملكني..

 

استدرت ونظرت إلى بابلو وهمست بفحيح وبأمر

 

" هناك من دفعها عن السلالم.. لو هي وقعت بمفردها كان حتماً ستكسر ساق أو يلتوي كاحلها من سقطتها.. اتصل برجالي في القصر.. أريد جميع الخدم في غرفة الاستجواب في القبو "

 

أجابني بابلو موافقا ثم سحب هاتفه واتصل برجالي..

 

استدرت ووقفت بجانب بانبي طيلة الوقت حتى انتهوا الأطباء من تقطيب جرح رأسها ثم رافقتها إلى الطابق السفلي نحو قسم صور الأشعة..

 

بعد مرور ساعتين طمأنني الطبيب عن صحتها وبأنهُ لا يوجد نزيف داخلي وأي كسور في العظام.. ثم طلب مني أن نجعلها تتغذى أكثر ولا تستحم الليلة حتى لا تتضرر القطب في رأسها.. ثم أخبرني بأن بانبي مستيقظة ويمكنني رؤيتها في الغرفة التي تم وضعها بها..

 

شكرتهُ ورافقته إلى غرفة بانبي.. دخلت إلى الغرفة ورأيتُها نائمة على السرير وهي تبكي بصمت.. تنهدت بخفة ومشيت ووقفت أمام السرير..

 

نظرت بانبي إليّ من بين دموعها وقالت ببكاء

 

" إيميليا.. إنها هي من دفعتني عن السلالم.. أنا متأكدة من ذلك "

 

نظرت إليها بتعجُب ثم جلست بجانبها ونظرت إليها بجدية قائلا

 

" أولا كيف تشعرين؟ "

 

تأملتني بقهر وقالت ببكاء

 

" أشعر وكأن شاحنة دهستني "

 

ابتسمت لها بخفة وقلتُ لها برقة

 

" هذا شيء طبيعي.. فقد سقطي عن السلالم "

 

تأملتني بأسى وقالت بقهر

 

" لم أسقط.. أنا متأكدة بأن هناك من دفعني.. ومن فعل ذلك هي إيميليا "

 

تنهدت بقوة وأجبتُها بإرهاق

 

" إيميليا كانت في الحديقة أثناء وقوع الحادث لكِ.. لذلك من سابع المستحيلات أن تكون هي.. هل تتذكرين ما حدث لكِ بانبي؟ "

 

توسعت عينيها بذهول وقالت بتوتر

 

" لكن.. لكن أنا متأكدة بأنني لم أسقط من تلقاء نفسي.. هناك من دفعني.. لكن.. لكن لا أتذكر من هو؟ "

 

عقدت حاجباي وقلتُ لها بتصميم

 

" سأكتشف ما حدث لكِ وفي أسرع وقت.. والآن حان الوقت لنعود إلى القصر "

 

اقتربت وحملتُها بحذر وأمرتُها بهدوء حتى لا أجعلها تخاف مني

 

" ضعي ذراعيكِ على عنقي وأريحي رأسكِ على كتفي "

 

فعلت ما أمرتُها به ورأيتُها تتأملني بنظرات غريبة.. ثم سمعتُها بذهول تسألني

 

" قميصك عليها دماء جافة.. كيف لم تقرف من دمائي؟ "

 

وقفت بأرضي ونظرت إليها بذهول.. إذ فعلا لم أشعر بالقرف لآن قميصي مُلطخ بالدماء.. تنهدت بقوة وتابعت السير وأجبتُها بسخرية

 

" لقد ذكرتني الآن بذلك وبفضلكِ عاد الوسواس إليّ.. عليكِ أن تشكري حظكِ بأنني لم أرميكِ على الأرض الآن وأركض بجنون في ممرات المستشفى وأصرخ بأن قميصي ملوث وأريد إزالته على الفور ”

 

قهقهت بانبي بخفة ثم تنهدت بقوة وقالت بهمس

 

" أنتَ ظريف أحياناً ومُضحك "

 

وقفت من جديد بأرضي ونظرت إليها بعدم الرضا.. أنا ظريف ومُضحك؟!.. هي فعلا طفلة غبية...

 

تابعت السير وغادرت المستشفى برفقة بابلو والبعض من حرسي وأنا أحمل بانبي..

 

وصلت إلى القصر ودخلت إلى غرفة بانبي ووضعتُها برقة على السرير.. كانت نائمة بعمق وهذا أفضل فقد حان الوقت لأرى الخدم في قصري اللعين..

 

خرجت من غرفتها وتوجهت برفقة بابلو إلى القبو.. وقفت أمام جميع خدمي والذين كانوا يرتجفون بذعر أمامي.. وقفت أمامهم ورفعت أكمام قميصي الملوث بدماء بانبي وهتفت بحدة بهم

 

" من دفعها عن ذلك السلالم؟.. تكلموا "

 

لكنهم شرعوا جميعهم بالبكاء بخوف أمامي.. أشرت بيدي لحارس ليجلب لي كُرسي وفورا ركض ووضع كُرسي أمامي.. جلست ووضعت ساق فوق الأخرى ثم كتفت يداي وسألتهم من جديد

 

" من دفع بانبلينا؟.. إن لم تتكلموا سأجعلكم تتكلمون على طريقتي الخاصة.. لذلك الأفضل أن تتجنبوا ذلك وتعترفوا الآن "

 

لكن لم يتكلم أحد..

 

وقفت بغضب ثم أمسكت بالكرسي ورفعته عاليا وقذفتهُ باتجاههم ليطير فوق رؤوسهم ويتحطم بعنف على الحائط خلفهم..

 

لم يتوقفوا عن البكاء والتوسل مني الرحمة وهم يقولون لي بالدور وببكاء بأنهما لم يفعلوا شيء للأنسة بانبي.. بدأت أستوجبهم واحداً تلو الآخر واكتشفت من كانوا في ذلك الطابق ينظفون أثناء وقوع ذلك الحادث.. وكانوا ثلاثة فتيات.. صوفيا و ناتالي و مارينا..

 

أمرت رجالي بإخراج الجميع من الغرفة باستثناء الفتيات الثلاثة.. حركت عنقي ببطء يميناً ويساراً وسُمع صوت طقطقتها في الغرفة..

 

ارتعشوا الفتيات بذعر أمامي عندما سألتهم بحدة

 

" ماذا كنتم تفعلون أثناء وقوع بانبي عن السلالم؟.. أريد الحقيقة وكامل الحقيقة وإلا لن تخرجوا بتاتاً من هذه الغرفة سوى جثث مُتعفنة.. "

 

شرعوا يبكون بذعر وسمعت ناتالي تقول ببكاء هستيري

 

" سيدي.. كنتُ برفقة مارينا و صوفيا ننظف جناحك.. صدقني سيدي لم أخرج من الجناح بتاتاً "

 

ثم هتفت مارينا بذعر وببكاء

 

" صحيح سيدي كنتُ أُنظف الجناح الخاص بك برفقة ناتالي و صوفيا.. ثم دخلت إلى غرفة الجلوس برفقة ناتالي وتركنا صوفيا في غرفة الجلوس بمفردها "

 

وفور سماعي بما تفوهت به نظرت إلى صوفيا ورأيت وجهها أصبح أبيض مثل الثلج.. ودون أن أُزيل نظراتي الغاضبة والمُرعبة عن وجهها اللعين أمرت رجالي بحدة

 

" أخرجوا الفتاتين من هنا.. تحركوا "

 

وفوراً تم إخراج الفتاتين من الغرفة ونظرت بغضب إلى تلك اللعينة والتي كانت على وشك أن تُبلل نفسها من الرعب وهتفت بجنون بوجهها

 

" اعترفي في الحال بما فعلتهِ بـ بانبي.. إن لم تعترفي لي سأجلب والدتكِ وشقيقتكِ وأقتلهما أمام عينيكِ.. اعترفي "

 

قفزت برعب ثم أجهشت بالبكاء وقالت بهستيرية

 

" سيدي.. لقد دفعتُها بالخطأ و... "

 

وما أن تفوهت بتلك الكلمات استدرت وسحبت مُسدس بابلو عن خصره ثم أطلقت رصاصتين في وسط جبينها لتسقط على الأرض جثة لا روح فيها..

 

تنهدت بعمق ونظرت إلى بابلو المذهول وقلتُ له بهدوء

 

" هذا مُسدسك.. ثم لا تنظر إليّ بتلك الطريقة.. هذه الحقيرة كذبت عليّ وقالت بأنها دفعت بانبي بالخطأ.. ولكنها دفعتها عن قصد.. فليتم تنظيف المكان والتخلص من جثتها "

 

وغادرت الغرفة وصعدت إلى جناحي..

 

 

مضى أسبوع على ذلك الحادث بهدوء.. كنتُ أرتدي ملابسي في الصباح لأذهب إلى الشركة عندما فجأة سمعت شهقات أتية من غرفة بانبي..

 

عقدت ربطة عنقي ووضعت من عطري الخاص وقررت تجاهل بكاء تلك الطفلة الغبية ولكن عندما اقتربت من الصالون وقفت ونظرت باتجاه غرفتها بتفكير وبتردد


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

هي تبكي وهذا واضح من صوت شهقاتها.. ربما تُشاهد فيلماً لعيناً عن ذلك جاك اللعين!!.. أو ربما رأسها يؤلمها!!.. اللعنة كم أكره اسم جاك.. لا يهم سبب بكائها المهم هي بخير..

 

حركت كتفي بعدم اكتراث وما أن رفعت قدمي لأمشي تجمدت عندما سمعتُها تهتف ببكاء وبنحيب

 

" ااااااااااااااعععععع... لماذا أنا؟!!.. لماذا؟!!.. أبي أين أنت؟!.. لماذا تركتني؟.. أحتاج إليك وبجنون.. أبي... اااااعععع.. "

 

زفرت بقوة وهمست بغضب

 

" الرحمة منك إلهي.. ما بها هذه الطفلة الغبية الآن؟!.. اللعنة... "

 

شتمت في النهاية عندما سمعتُها تشهق وتبكي بعنف.. مشيت مُرغماً باتجاه غرفتها وفتحت القفل بالمفتاح ثم فتحت الباب ودخلت وأنا أهتف بغضب

 

" لماذا تبكين صباح هذا اليوم اللعين؟!.. أي فيلم لعين تُشاهدين الآن؟!.. تباً كم أكره التلفاز "

 

وما أن وقفت في وسط غرفتها رأيت بذهول بأنها لا تُشاهد فيلم بل هي تجلس على الأريكة وتنظر إليّ وهي تضع علبة المحارم في حضنها وتبكي بلوعة وتمسح دموعها وأنفها الأحمر بالمحرمة وتبكي وتبكي و تبكي..

 

قلبت عيناي بنفاذ الصبر وهمست بغيظ

 

" إلهي الرحمة والصبر منك دائما والعقل السليم.. نعم العقل السليم والقوة لأواجه هذه الطفلة الغبية وبكائها اللعين "

 

اقتربت ووقفت أمامها وقلتُ لها بحدة

 

" ما سبب بكائكِ اليوم بانبي؟ "

 

شهقت بقوة وتأملتني بحزن


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

ثم قالت بحزن دفين وبلوعة

 

" اليوم عيدُ ميلادي "

 

رفعت حاجبي بسخرية وقلتُ لها بينما كنتُ أُحاول كتم ضحكتي

 

" وهل هذا سبب يدعو لكل هذا البكاء والنحيب؟ "

 

تأملتني بحزن ثم أغمضت عينيها وبكت أكثر وقالت من بين شهقاتها

 

" ااااااااااعععععععع.. نعم.. نعم.. إنه سبب بكائي الآن.. اااااااااعععععع "

 

تأففت بضجر وجلست على الأريكة المقابلة لها وسألتها بجدية وبحدة

 

" ولماذا بحق اللعنة يكون عيد ميلادكِ سببا لكل هذا البكاء اللعين؟ "

 

مسحت دموعها بالمحرمة ثم رمتها في سلة المهملات والتي أصبحت ممتلئة بالمحارم.. ثم نظرت بانبي إليّ وقالت بأسى

 

" أنا لم أحتفل بعيد ميلادي منذ أكثر من خمس سنوات مؤلمة.. اااااااااععععععع.. "

 

قلبت عيناي وتنفست بقوة وقلتُ لها

 

" والسبب؟!.. لم تحتفلي بعيد ميلادكِ مع ذلك القذر ريكو؟.. امسحي دموعكِ فأنتِ لستِ طفلة لتبكي من أجل سببٍ تافه مثل هذا "

 

فتحت عينيها على وسعها ثم أجهشت بالبكاء وقالت من بين شهقاتها اللعينة

 

" أُفضل الموت على أن أحتفل بعيد ميلادي مع ذلك الحيوان.. ثم نعم إنهُ سبب مهم وليس تافهاً.. فأنا لم أحتفل بمناسبة عيد ميلادي منذ خمس سنوات.. آخر عيد احتفلت به كان مع والدي.. اااااععععععععع... "

 

عقدت حاجباي وتأملتُها بشك.. هذه الفترة بانبي تتفوه بالكثير من الأمور عن ريكو ولكن بكراهية..

 

وبينما كنتُ أفكر بذلك سمعت بانبي تنتحب وتُكلمني قائلة ببكاء

 

" وأنتَ لم تأتي لزيارتي منذ وقوع الحادث لي على السلالم.. حتى لم تسأل عني إن تحسنت "

 

نظرت إليها بسخرية وأجبتُها

 

" كان لدي الكثير من الأعمال المهمة.. ثم ماري كانت تُخبرني وبالتفصيل الممل عن وضعكِ.. كما أنني كنتُ أسمع بكائكِ اللعين كلما كنتِ تشاهدين تلك الأفلام اللعينة في المساء "

 

تأملتني بحزن ثم شهقت بقوة وقالت بخجل

 

" كان يجب أن تأتي وتطمئن عليّ.. ثم أنا أتمنى اليوم أن أحتفل بعيد ميلادي "

 

تجمدت نظراتي عليها وقلتُ لها بعدم اكتراث

 

" هل تريدين قالب حلوى كبير من الشكولاتة؟.. سأطلب من الشيف لدي ليصنع لكِ قالب كبير و... "

 

قاطعتني ببكاء قائلة

 

" لا أريد قالب حلوى كبير.. حسنا أريدهُ ولكن أرغب بالخروج اليوم من القصر والاحتفال بعيد ميلادي.. أنا الآن في الثالثة والعشرين من عمري وما زلت حبيسة داخل أربعة جدران منذ أن كنت في السابعة عشر.. ااااااااععععع.. أريد أن أحتفل بعيد ميلادي.. "

 

حبيسة داخل أربعة جدران؟!!!... فكرت بتلك الكلمات ثم تنهدت بعمق ولأجعلها تتوقف عن البكاء سألتُها دون أن أنتبه لنفسي

 

" ماذا ترغبين بفعله حتى أُحققهُ لكِ اليوم بمناسبة عيد ميلادكِ؟ "

 

توقفت فجأة عن البكاء وقفزت أمامي وتأملتني بسعادة وهتفت بفرحٍ كبير وكأنها لم تكن تبكي منذ لحظات وتندُب حياتها اللعينة

 

" حقااااااااااا.. سوف تُحقق لي كل ما أريدهُ اليوم؟ "

 

نظرت إليها بملل وفكرت.. حسنا ما المانع بأن أُحقق لها أمنيتها السخيفة.. طبعا ستطلب مني بأن أسمح لها بالخروج مع ماري.. سأسمح لها بذلك ولكن رجالي سوف يرافقونها..

 

وقفت ونظرت إليها بهدوء وأجبتُها بثقة

 

" نعم بانبي.. سوف أُحقق لكِ اليوم كل ما تريدينهُ "

 

صفقت وقفزت بسعادة ثم لدهشتي الكبيرة عانقتني بشدة ثم ابتعدت عني وقالت بحماس طفولي

 

" أريد أن أخرج برفقتك اليوم وبمفردنا ودون أي حراسة وتأخذني إلى أي مكان أطلبهُ منك "

 

توسعت عيناي بذهول وهتفت بصدمة كبيرة

 

" ما اللعنة؟!!.. واللعنة لا... لا وألف لا.. لا.. لا.. لا.. أطلبي شيئاً آخر وسأنفذهُ على الفور "

 

تباً لقد ارتكبت أكبر خطأ في حياتي عندما وافقت على طلبها.. اللعنة..

 

وبينما كنتُ أُفكر بقهر بذلك رأيت الابتسامة تختفي من وجه بانبي ثم عادت الدموع تترقرق في عينيها ورأيتُها تجلس على الأريكة وعادت تبكي مثل السابق..

 

مسحت وجهي بنفاذ صبر وهتفت من بين أسناني بحدة

 

" توقفي عن البكاء واللعنة.. سوف يُصيبني صداع لعين بسببه.. "

 

تأملتني بعينيها الحمراوين وقالت ببكاء

 

" لقد وعدتني لكنك كذبتَ عليّ "

 

زفرت بقوة وأجبتُها بغيظ

 

" لدي الكثير من الأعمال ومن سابع المستحيلات أن أفعل ما طلبتهِ مني.. لكن يمكنكِ أن تذهبي برفقة ماري وحارسين إلى أي مكان تريدين الذهاب إليه "

 

زمت شفتيها بطريقة طفولية وهتفت ببكاء

 

" ااااااااااااااعععععع.. لا أريد الذهاب مع ماري بل برفقتك "

 

أغمضت عيناي بشدة وشتمت نفسي بمليون شتيمة أعرفها بسبب تسرُعي.. واللعنة كيف كان لي أن أعرف بأمنيتها اللعينة؟!!.. تبا للحظ..

 

تنهدت بقوة وقلتُ لها بحدة

 

" حسناً.. حسناً.. موافق.. فقط توقفي عن البكاء وارتدي ملابسكِ.. لديكِ فترة عشرُ دقائق فقط لتكوني أمام مدخل القصر.. فهمتِ؟ "

 

وكأن لكلماتي هذه مفعول سحري إذ فجأة توقف بانبي عن البكاء وقفزت بسعادة ورمت بنفسها عليّ ولدهشتي الكبيرة رفعت نفسها وقبلتني على خدي قبلة سريعة وهتفت بسعادة وهي تنظر في عمق عيناي بفرحٍ كبير

 

" شكراً لك سيدي.. لن أتأخر "

 

ولصدمتي ابتعدت عني وركضت باتجاه الخزانة وبدأت تختار ملابسها.. هززت رأسي بعجز وغادرت الغرفة وأنا أشتُم نفسي بمليون شتيمة ملعونة على تسرُعي اللعين..

 

اتصلت بسكرتيرتي وطلبت منها بأن تُلغي جميع المواعيد اليوم وتؤجلها للغد.. وما أن وصلت إلى الطابق الأرضي رأيت بابلو بانتظاري كعادته أمام الباب الرئيسي للقصر..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

نظرت إليه بقهر وقلتُ له بغيظ

 

" لن نذهب اليوم إلى الشركة.. إنهُ عيدُ ميلادها "

 

تأملني بتعجُب وسألني

 

" عيدُ ميلادها؟! "

 

قلبت عيناي وأجبتهُ بقهر

 

" بانبي.. اليوم هو عيدُ ميلادها.. وأنا بحماقة قلتُ لها سأُحقق لكِ كل ما تطلبينهُ مني.. وهي اللعينة طلبت الخروج برفقتي وبمفردنا.. هيا قُلها.. لن أغضب منك.. لقد تفوقت عليّ طفلة غبية وبذكاء لعين غير متوقع "

 

ابتسم بابلو بوسع وكلمني باحترام قائلا

 

" إذا استمتع برفقتها سيدي.. ولا تجعلها تحزن في يومها المميز هذا.. هل مسدسك بحوزتك سيدي؟ "

 

سقط فكي إلى الأسفل وتأملتهُ بعدم التصديق.. تباً له.. بابلو يقف بصف بانبي الآن.. لعين..

 

نظرت إليه بغضب وأجبته بحدة

 

" نعم مسدسي اللعين بحوزتي.. ولكن لا تقلق لن أضع رصاصة جميلة في وسط جبينك اللعين حتى لا أُحزن بانبي اليوم بقتلي لك "

 

لدهشتي الكبيرة قهقه بابلو بمرح ثم قال باحترام

 

" إذا الأنسة بانبي أنقذت حياتي اليوم دون أن تدري.. سأشكرها لاحقاً وأتمنى لها عيد سعيد.. استمتع برفقتها سيدي "

 

تأففت بضيق وخرجت مُسرعا من القصر قبل أن أُغير رأيي وأقتل بابلو وأستريح منه.....

 

 

بانبلينا**

 

كنتُ سعيدة جداً وأقفز بسعادة لأن أسدي الجميل وافق على تحقيق أمنيتي اليوم.. هو لا يعرف كم حلمت في الأسبوع الماضي أن أذهب برفقته في يوم عيد ميلادي وأقضي أجمل يوم في حياتي برفقته..

 

ارتديت ملابسي بسرعة وخرجت راكضة إلى الأسفل وما أن وقفت في الخارج حتى رأيت السيد ينتظرني بسيارته السوداء الجميلة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

ركض حارس بسرعة وفتح لي الباب.. جلست على المقعد الأمامي بجانب سيدي وضحكت بسعادة ثم سمعت الأسد يسألني بمللٍ شديد

 

" إلى أين ترغبين بالذهاب أولا؟ "

 

نظرت إليه بسعادة وأجبته

 

" إلى محل لبيع الزهور "

 

رمش بقوة ثم تأملني وكأنهُ لم يسمعني.. فابتسمت بخجل وقلتُ له

 

" أريد شراء باقة ورود كبيرة وبعدها سنذهب لزيارة والدي في المدافن "

 

تجمدت نظراته على وجهي وهتف بعدم التصديق

 

" ماذا تريدين؟!!... "

 

تأملتهُ بحزن وأجبته

 

" أريد زيارة قبر والدي.. فأنا لم أودعه الوداع الأخير و.. وأريد أن أذهب اليوم وأضع له باقة من الورود المفضلة لديه ثم سنذهب إلى مكان آخر "

 

أومأ لي متفهما بينما كان يتأملني بنظرات غريبة.. تأملت ملامح وجهه بنظرات عاشقة.. كم هو وسيم أسدي العصبي.. كم أحبه.. أتمنى أن يُحبني في يوم ويكتشف بأنني بريئة.. أتمنى ذلك..

 

أدار المُحرك وقاد سيارته بسرعة مُخيفة.. ولكن لم أخف من قيادتهِ السريعة لأن مونرو حبيبي معي.. وأنا أثق به وبقيادته..

 

كنتُ أنظر إلى المباني والطرقات والعالم والأشجار كأنني أراها للمرة الأولى في حياتي.. كانت الابتسامة على ثغري ثابتة بينما كنتُ أتأمل المناظر الجميلة أمامي..

 

وبسبب سعادتي هتفت بفرحٍ كبير

 

 

" دي فالكوني جميلة جداً كما أتذكُرها.. بل أصبحت أجمل الآن.. و... ااااااااااااااااعععععععععععع.. ماذا حدث؟!!.. "

 

هتفت بذعر في النهاية عندما أوقف مونرو السيارة بعنف في وسط الطريق ونظر إليّ بذهول.. تأملتهُ بتوتر ثم سألتهُ بخوف بسبب نظراتهِ الغريبة لي

 

" لماذا أوقفت السيارة في وسط الطريق سيدي؟ "

 

احتقنت عينيه وقال بشرود وكأنهُ يُكلم نفسه

 

" سأعرف قريباً.. وقريباً جداً... "

 

تأملتهُ بتعجُب ولكنهُ عاد ليقود سيارتهُ بسرعة.. بعد مرور نصف ساعة كنتُ أدخل برفقة مونرو إلى المقابر.. وقفت جامدة أمام قبر والدي ودموعي هي الوحيدة التي أخبرته عن مدى حزني وتعاستي وآلامي على خسارتي له..

 

وضعت باقة الورود على القبر ووقفت أبكي بصمت ولكن بداخلي كنتُ أشكي لوالدي عذابي وجميع أوجاعي.. وفي النهاية أخبرت والدي عن مدى حُبي الكبير لزوجي..

 

لم أستطع التفوه بحرف فالأسد مونرو كان يقف خلفي بصمت.. شعرت بالخوف من أن يغضب مني إن سمعني أشكي همومي وأوجاعي لوالدي..

 

عندما انتهيت استدرت وتجمدت بالكامل عندما رأيت عيون مونرو حمراء قليلا.. هل كان يبكي؟!..

 

ابتسمت لهُ برقة ثم أمسكت بيده وقلتُ له بنبرة حنونة

 

" شكراً لأنك جلبتني اليوم لزيارة والدي.. شكرا لك سيدي "

 

تأملني بنظرات هادئة غريبة ثم تنهد برقة وقال

 

" يمكنكِ زيارتهُ متى ما رغبتي.. فقط أُطلبي من بابلو أن يجلبكِ إلى هنا إن لم يكن مشغولا معي.. والآن هل يمكننا الذهاب؟ "

 

ابتسمت له بوسع وأجبتهُ موافقة.. جلس مونرو خلف المقود وسألني بملل

 

" والآن.. أين ترغبين بالذهاب؟ "

 

ابتسمت بوسع وأجبته بسعادة

 

" إلى محل لبيع الألعاب "

 

سقط فكه إلى الأسفل ورمش بقوة ثم هتف بذهول

 

" ما اللعنة؟!!.. محل لبيع الألعاب؟.. لماذا بحق الجحيم؟ "

 

تأملتهُ بتوتر وقلتُ له بصوتٍ مُنخفض

 

" أرغب بشراء ألعاب لي مثل باربي و دبدوب كبير و... "

 

قاطعني مونرو هاتفا بعذاب

 

" إلهي.. لماذا أنا؟!.. لماذا هذا العذاب؟!.. "

 

ثم تأملني بغضب وهمس بحدة

 

" هل تظنين نفسكِ طفلة لتشتري ألعاب لعينة؟ "

 

عندما رأى نظراتي الحزينة تنهد بعمق وقال باستسلام

 

" حسنا.. حسنا سنذهب.. المهم أن لا تبكي "

 

ابتسمت بوسع ثم طلبت منه بينما كان يقود السيارة

 

" هل تسمح لي بوضع أغنية؟ "

 

أجابني بشرود موافقا وهنا أدرت المذياع وبدأت أبحث عن أغنية مناسبة أعرفها على الأقل ولكن جميع الأغاني كانت جديدة وصاخبة.. فجأة سمعت صوت مغنيتي الثانية المُفضلة عندي جينيفر لوبيز.. قفزت بسعادة وهتفت

 

" إنها جينيفر لوبيز.. أحبهاااااااااااا... هي ما زالت تُغني "

 

رفعت الصوت وبدأت أستمع بسعادة إلى أغنيتها الجديدة بالنسبة لي إذ لم أعرف إن كانت أغنيتها هذه قديمة أم جديدة.. لم أنتبه لنظرات مونرو المتعجبة لي بينما كنتُ أتمايل قليلا على اللحن الجميل للأغنية..

 

وصلنا إلى مركز تجاري كبير ودخلته برفقة الأسد.. وقفت جامدة بأرضي ونظرت بسعادة وبذهول وبإعجابٍ كبير إلى ضخامة المركز التجاري للألعاب..

 

أمسكت بيد مونرو وهتفت بفرحٍ كبير

 

" تعال بسرعة لنذهب إلى قسم ألعاب باربي "

 

ركضت وجذبتهُ خلفي باتجاه القسم الخاص بألعاب باربي.. كنتُ أتأمل الألعاب الجميلة بدهشة وإعجاب كبير.. وقفت موظفة أمامنا ونظرت إلى مونرو بإعجاب وكلمتهُ بنبرة ناعمة مُغرية قائلة

 

" مرحباً سيدي.. كيف يمكنني مُساعدتك؟ "

 

كشرت بغضب ونظرت إليها بغيرة عمياء خاصة عندما رأيت الأسد المنحرف اللعين يتأملها بنظرات مُنحرفة مثله.. اشتعل بي الغضب ووقفت أمام تلك اللعينة أحجب نظرها عن مونرو وكلمتُها بحدة قائلة

 

" لا نريد مُساعدتكِ لنا أنا و زوجي.. يمكنكِ الذهاب الآن.. هيا اذهبي وساعدي الزبائن "

 

ثم استدرت ونظرت إلى مونرو بغضب ورأيتهُ يتأملني بذهول.. أمسكت بيده وقلتُ له بحدة

 

" لم تعجبني أي من هذه الألعاب في هذا القسم.. لنذهب إلى قسم آخر "

 

وجذبتهُ خلفي باتجاه قسم آخر لألعاب باربي.. لزم مونرو الصمت لتعجُبي ولم يُعلق على ما فعلته.. كنتُ أختار الألعاب بسعادة وأُسلمها لزوجي الوسيم وهو بدوره كان يُسلمها للموظف الشاب الذي رافقنا..

 

في النهاية عندما وقفنا لدفع ثمن الألعاب التي اخترتُها سمعت موظفة الصندوق تقول لنا بسعادة

 

" يبدو بأنكما لديكما الكثير من الأطفال "

 

توسعت عيناي بذهول عندما أجابها مونرو بسخرية

 

" اوه فعلا.. ولكن لدي طفلة واحدة كبيرة جداً.. أعني طفلة تعشق الألعاب كثيراً.. وهي تبكي دائماً إن لم تحصل على لعبة "

 

هتفت دون انتباه مني وبقهر

 

" غير صحيح "

 

حمحمت بخجل بسبب نظرات الموظفة المُتعجبة ثم قلتُ لها لأغيظ مونرو

 

" لدينا أربعة أطفال.. وزوجي يعشق تدليلهم بجنون "

 

دفع مونرو الحساب بينما كان يتأملني بتهديد.. ركضت هاربة منه خارج المتجر باتجاه السيارة بعد أن طلب بإرسال ألعابي إلى القصر..

 

صرخة مُرتعبة خرجت من فمي عندما أمسكني مونرو بمرفقي وأدارني بعنف لأواجهه وجذبني إليه بقوة ليلتصق صدري بجسدهُ العضلي الجميل..

 

غاب عقلي عن ما حولي عندما استنشقت رائحة عطره وشعرت بنبضات قلبه السريعة بيدي الموضوعة على صدره.. أغمضت عيناي وارتعشت بلذة عندما همس مونرو بأذني

 

" لا تلعبي بالنار بانبي.. فأنا الجحيم المُشتعلة بنفسها.. لن تتحملي نيراني بانبلينا "

 

اه قلبي.. طريقة لفظهِ لاسمي جعلتني أذوب بين يديه.. شهقت بحزن عندما ابتعد عني وقال بمللٍ شديد

 

" والآن إلى أين ترغبين الذهاب؟ "

 

جلست على المقعد وهتفت بحماس

 

" إلى مدينة الملاهي "

 

" حقاً؟!! "

 

سألني بغيظ ولكن قلتُ له بحماس

 

" نعم فأنا لم أذهب إليها منذ ستة سنوات تقريبا "

 

تأفف بانزعاج وقاد بسرعة وهو يتمنى الموت لكنني لم أهتم لأنني أعرف جيداً بأنهُ سيستمتع برفقتي في مدينة الملاهي..

 

ضحكت بسعادة بينما كنتُ في القطار السريع ومونرو بجانبي يهمس بحدة وبغضب

 

" لقد أصابتني لعنة ملعونة اسمها بانبلينا بيلوني.. أنا مونرو بيلاتشو أجلس في قطار لعين مقعدهُ ملوث ومليء بالجراثيم القاتلة وأنا في بدلتي الرسمية والتي تساوي مائة وخمسون ألف دولار لعينة.. كيف بحق الجحيم حدث ذلك؟!.. الموت أهون لي.. لقد غيرت رأيي لنعود إلى القصر.. وفي الحال "

 

وبدل أن أخاف منه هتفت لهُ بمرح وأنا ألكز كتفهُ بكتفي وأتشبث بقوة بالمقبض أمامي

 

" توقف عن التذمر.. سوف تستمتع.. لا تُفكر بالأوساخ والجراثيم.. استمتع بوقتك فقط وانسى الأوساخ والوسواس القهري لديك.. لا تُفكر به "

 

تأملني بنظرات غاضبة لكن بعفوية قربت وجهي منه وقبلت طرف أنفهُ وهتفت لهُ بسعادة

 

" استمتع الحياة قصيرة أسدي "

 

لم أنتبه بأنني هتفت له بكلمة أسدي ولم أنتبه بأن نظرات مونرو تجمدت على وجهي بصدمة كبيرة.. وما أن أقلع القطار بدأت أصرخ بجنون وتشبثت بمونرو وهتفت لهُ بفزع

 

" لا تتركني.. لا أريد الموت.. لا تتركني... "

 

ضحك مونرو بجنون واحتضني إليه ثم هتف لأسمعهُ

 

" وماذا حدث بـ استمتع فالحياة قصيرة.. أيتُها الجبانة كوني قوية وانظري أمامكِ "

 

لكنني تشبثت به أكثر إذ شعرت بالسعادة لأنني أُعانقهُ بقوة وهو كذلك.. خوفي من القطار السريع ذهب أدراج الرياح.. فقط مونرو كان يمتلك عقلي الآن وقلبي و روحي و كياني...

 

عندما انتهت الجولة شعرت بالحزن لأنهُ أبعدني عنه بسرعة لكنهُ أمسك بيدي وساعدني بالخروج من القطار ثم جعلني ألعب بجميع الألعاب الموجودة في مدينة الملاهي..

 

بعد مرور ساعتين خرجنا من المدينة وسألني مونرو بمرح

 

" والآن إلى أين أنستي ترغبين بالذهاب؟ "

 

نظرت إليه بخجل وأجبته

 

" منذ يومين شاهدت فيلم رومانسي.. والبطل أخذ البطلة إلى ملهى ليلي ورقص معها.. هل يمكننا الذهاب إلى ملهى ليلي لو سمحت؟.. أنا لم أذهب إلى مثل هذا المكان مُسبقاً "

 

تأملني بذهول ثم بغضب وهتف بحدة

 

" بالطبع لااااااااا.. لا لملهى ليلي لكِ.. زوجة مونرو بيلاتشو لا تدخل إلى تلك الأماكن "

 

نظرت إليه بحزن وقلتُ له

 

" ولكنها أُمنيتي.. أرجوك وافق "

 

ضغط على أسنانه بقوة ثم كلمني بتصميم وبحدة

 

" لا.. سنذهب إلى مكان آخر.. ثم أنا أشعر بالجوع.. تعالي "

 

جذبني من مرفقي وقادني باتجاه السيارة وساعدني بالدخول.. لزمت الصمت بسبب حُزني لأنهُ رفض تلبية أمنيتي الأخيرة لليوم.. كنتُ أرغب فقط بأن أرقص معه..

 

أوقف مونرو سيارته أمام مبنى عملاق ثم ترجل منها بعد أن فتح موظف له الباب ثم فتح موظف آخر لي الباب.. ترجلت من السيارة ونظرت إلى المبنى بتعجُب..

 

أمسكني مونرو من معصمي وقال بهدوء

 

" اتبعيني "

 

دخلنا إلى المبنى ورأيت فوراً الموظفون يقفون أمامه واستقبلوه باحترام.. صعدنا إلى طابق الرابع وفورا استقبلتنا امرأة جميلة..

 

شعرت بالغيرة عندما تكلمت تلك المرأة مع مونرو بسعادة وقبلته على خده بعد أن صافحته.. ابتسم مونرو بسعادة لها وتمنيت لو تكون هذه الابتسامة لي وليس لها.. ثم كلمها بهمس ولم أستطع سماع حديثهما وشعرت بالإحباط...

 

فجأة سمعتهُ يقول لتلك المرأة

 

" إيف اهتمي بابنة شقيقتي بانبلينا من أجلي.. وبعد ساعتين سأعود لأصطحبها "

 

توسعت عيناي بذهول ثم رأيت مونرو يتأملني بنظرات هادئة وكلمني كأنني طفلة صغيرة قائلا

 

" بانبي.. اسمعي كلام إيف ونفذي كل ما تقولهُ لكِ.. اتفقنا؟ "

 

مددت لهُ لساني وكشرت بطفولية.. ضحك بخفة وقرص خدي بأصابعهُ ثم قرب وجهه مني وهمس بأذني بتهديد

 

" سوف أُعاقبكِ على مدكِ للسانكِ الجميل لي طفلتي.. أراكِ قريبا.. كوني مُطيعة "

 

وذهب وهو يضحك بمرح اللعين.. وقفت تلك المدعوة إيف أمامي وغمزتني وقالت بهمس

 

" أنا أعلم جيداً بأنكِ لستِ ابنة شقيقته.. ولكن هذا سيكون سراً صغيراً بيننا "

 

تأملتُها بغضب وأجبتُها بغيظ

 

" أنا زوجتهُ ولستُ ابنة شقيقته "

 

قهقهت الغبية بمرح وقالت لي وهي تضحك

 

" هو ليس متزوج عزيزتي لذلك دعينا نختار الاخيار الأول فهو الأنسب.. ابنة شقيقتهِ أفضل بكثير.. "

 

ثم وقفت فجأة وهتفت بقوة

 

" بنات.. تجمعوا بسرعة أمامي.. "

 

رأيت عدد كبير من الموظفات يركضون ويقفون أمامنا ثم تابعت إيف قائلة

 

" أُعرفكم على ابنة شقيقة السيد مونرو بيلاتشو.. اسمها بانبلينا.. والسيد مونرو يريدُنا أن نحولها اليوم إلى أميرة.. فاليوم عيدُ ميلادها.. ليس لدينا الكثير من الوقت لذلك يجب أن نتحرك بسرعة "

 

شهقت بذهول عندما ركضوا الفتيات نحوي وسحبوني خلفهم إلى احدى الغرف.. كنتُ داخل صالون للتجميل كبير جداً وفخم..

 

شعرت بالسعادة عندما بدأوا الفتيات بالاعتناء بي ووضع مساحيق تجميلية لي وتسريح شعري.. ثم بعد ساعة وصل طرد كبير إلى الصالون وأدخلوني الفتيات إلى غرفة خاصة وساعدوني بارتداء الفستان الجميل والذي اختارهُ لي مونرو بنفسه مع الحذاء والحقيبة..

 

وقفوا الفتيات برفقة السيدة إيف ونظروا إليّ بنظرات غريبة.. تأملتهم بقلق وسألتهم بتوتر

 

" ماذا؟!.. هل أبدو فظيعة؟!.. أخبروني الحقيقة لو سمحتم "

 

شهقوا بقوة وهتفوا جميعهم بصوتٍ واحد

 

" تبدين مُذهلة.. أنتِ جميلة جداً "

 

ابتسمت لهم بوسع ثم احمرت خدودي من الخجل بينما كانوا يُكلمونني بمدح وبكلمات جميلة وصادقة..

 

فجأة سمعت إيف تهتف بحماس.. السيد وصل.. أدخلوا جميعكم إلى الغرفة الأخرى بسرعة "

 

ثم أمسكت بيدي وقالت بسعادة

 

" أنتِ جميلة جداً والسيد مونرو محظوظ بكِ.. سوف تسرقين قلبهُ الليلة "

 

ابتسمت لها بخجل وشكرتُها.. ابتسمت إيف بوسع وقالت

 

" لا تدخلي الآن إلى صالون الاستقبال.. انتظري قليلا وابهري السيد مونرو بجمالكِ الأخاذ "

 

وافقت بخجل ورأيتُها تخرج لتستقبل مونرو بنفسها.. تنهدت بعمق ونظرت بخجل إلى انعكاس صورتي في المرأة.. لم أرى نفسي جميلة منذ زمنٍ طويل.. ولم أتأنق منذ زمنٍ طويل.. أتمنى أن يُعجبَ بي أسدي الوسيم..

 

تنهدت بقوة ثم مشيت وخرجت من الغرفة.. رأيت مونرو يقف أمام إيف وهو يتكلم معها بملل.. فجأة ارتفعت نظراتهِ وتجمدت بالكامل عليّ..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

ابتسمت له بخجل ثم وقفت أمامهُ كما شاهدت في فيلم سابقاً البطلة تقف أمام حبيبها وتتدلل عليه


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

رأيت مونرو يبلع ريقهُ بقوة ثم همس بدهشة

 

" إلهي!!.. "

 

ابتسمت له بوسع ورأيتهُ يقترب مني ببطءٍ شديد ووقف يتأملني بنظرات إعجاب واضحة.. نبض قلبي بجنون بسبب نظراتهِ لي.. وشعرت بأنني أطير في السماء عندما همس برقة قائلا وكأنهُ يُكلم نفسه

 

" تبدين جميلة جداً.. بل فاتنة ومُذهلة "

 

احمرت خدودي بشدة وأجبته بحياء وبارتباك وبسعادة

 

" شكراً سيدي "

 

رفع ذراعة وأمسك بيدي وجذبني إليه قليلا ثم نظر في عمق عيناي وقال بهمس وكأنهُ فعلا يُكلم نفسه

 

" تحولتِ إلى أميرة فعلا الليلة بانبي.. ربما أخطأت باختيار هذا الفستان لكِ.. لكنهُ يناسبكِ بجنون وقد أقتل الكثيرين اليوم بسببه وبسبب جمالكِ "

 

احمرت وجنتاي أكثر وارتعشت أمامهُ بسبب تغزلهِ بي.. شبك أصابعهُ بأصابعي وخرجنا من الصالون.. فتح مونرو لي باب السيارة بنفسه ورفض أن يُساعدني الموظف..

 

قاد سيارته بهدوء ولزم الصمت.. كنتُ أنظر إليه بتوتر إذ شعرت بالتعجُب بسبب صمته.. توقف فجأة أمام مبنى جميل.. رأيت الحراس يحاوطون المكان من جميع الجهات وعرفت بأنهم من حُراس مونرو..

 

ترجل من السيارة ثم ساعدني لأخرج وأمسك بيدي ورافقني إلى الداخل.. استقبلنا المدير وشعرت بالدهشة عندما عرفت بأن المطعم محجوز بكاملهِ لنا..

 

جلست على الكرسي وتأملت مونرو بخجل بينما كان يطلب أن يتم تقديم الأصناف التي اختارها بنفسه.. ثم نظر إليّ وسألني إن كنتُ أرغب بصنف مُعين لكنني أجبتهُ بالرفض فالطعام لم يكن يُشغل عقلي كما تُشغل عقلي وسامتهُ وجاذبيتهُ المدمرة لقلبي وكياني..

 

استمتعت برفقتهِ وتناولت الطعام بهدوء بينما كنتُ أستمع إليه بهدوء وهو يُكلمني عن شقيقته كتالينا.. فجأة توقف عن التكلم وسألني

 

" هل كان لديكِ رفيقة مميزة منذ صغركِ؟ "

 

تنهدت بقوة وأجبته

 

" لا مع الأسف.. الجميع كانوا يتجنبونني في المدرسة لأنني ابنة البروفيسور.. وأبي لم يسمح لي بأن أتكلم مع أحد.. كان يحميني طيلة الوقت ويخاف عليّ من لسعة ذبابة.. لم أعترض على ذلك أبداً فوالدي كان أميري وصديقي منذ صغري ولكن.. "

 

توقفت عن التكلم عندما تذكرت صديقي العزيز.. تأملني مونرو بنظرات هادئة وسألني برقة

 

" ولكن ماذا؟ "

 

ابتسمت برقة وأجبته

 

" كان لي صديق خاص.. حسنا يمكنني أن أقول عنه خاص لأنهُ كان فريداً من نوعه ولأن والدي كان يسمح له بزيارتي أحيانا "

 

تشنجت عضلات عنق مونرو بينما كان يتأمل بانبي واحتدت نظراته وسألها بحدة دون أن تنتبه بانبي لنبرتهِ الحادة

 

" ومن يكون ذلك الصديق الخاص؟ "

 

ابتسمت له بوسع وأجبته

 

" هو ابن رئيس الوزراء السابق بيترو بوربون.. صديقي الخاص يُدعى إيثان بوربون "

 

توسعت عيون مونرو وهتف بذهول

 

" بحق اللعنة ماذاااااااااا؟!.. كيف واللعنة ذلك اللعين يكون صديقاً لكِ!!!؟!!.. "

 

انتفضت بذعر وأجبته

 

" إيثان كان يأتي إلى قصرنا برفقة والده بيترو رحمهُ الله.. وأنا كنتُ صغيرة وكان يلعب معي ويجلب لي الكثير من الحلوى.. كنتُ أعتبره بمثابة الأخ الكبير لي.. ولكن عندما توفي والده كان بالكاد يأتي إيثان لزيارتي أنا و والدي "

 

ضغط مونرو شفتيه ببعضهما بغضب ثم همس دون أن تسمعهُ بانبي

 

" اللعين.. كان صديق زوجتي منذ صغرها ولم يُخبرني القذر بذلك.. سأقتله.. لذلك يطلب مني دائما أن لا أقتلها.. سأشرب من دمائهِ العفنة قريباً "

 

ابتسم مونرو ببرود ولكنني لم أهتم بل تابعت قائلة لهُ بشوق

 

" اشتقت لصديق طفولتي إيثان كثيراً.. أظن بأنهُ تزوج الآن ولديه أطفال.. ولكنني من المستحيل أن أنساه في يوم لأنهُ كان صديقي الوحيد رغم فارق العمر بيننا "

 

ضاقت نظرات مونرو واشتعلت بألسنة من النار.. كور قبضتيه بعنف وحاول أن يتحكم بغضبهِ الأعمى أمام بانبي كي لا يُخيفها..

 

رفع مونرو يده وأشار للنادل بيده.. ثواني قليلة انطفأت الأنوار في المطعم بكامله.. نظرت بخوف أمامي وهمست لـ مونرو

 

" ماذا حدث؟!.. لماذا انطفأت الأنوار؟! "

 

سمعتهُ يُجيبني بنبرة هادئة قائلا وهو يقف

 

" لا تقلقي بانبي.. عليكِ أن تخافي مني وليس من الظلام "

 

شعرت به يقف أمامي ثم أمسكني من معصمي وجعلني أقف ووضع يده على خصري بتملك ثم سمعت بذهول أغنية  تصدح عاليا خاصة بمناسبة عيد ميلادي ثم رأيت خمس موظفين يسحبون طاولة كبيرة باتجاهنا تم وضع قالب كبير من الحلوى بسبع طبقات عالية وبالونات وشموع..

 

ترقرقت الدموع في عيناي وابتسمت بسعادة عندما أوقفوا الطاولة أمامنا وسلم النادل سكين كبير لـ مونرو والذي بدوره سلمني إياه وقال برقة

 

" اقطعي القالب وتمني أمنية "

 

ابتسمت بسعادة كبيرة وبينما كنتُ أقطع قالب الحلوى تمنيت من أعماق قلبي أن يُحبني مونرو بيلاتشو في يوم كامرأة ويجعلني مُلكاً له إلى الأبد..

 

عندما انتهيت وضعت السكين على صينية يحملها النادل وسمعت مونرو يقول لي بنبرة حنونة

 

" عيد ميلاد سعيد بانبي.. كل سنة وأنتِ طيبة "

 

استدرت ونظرت إليه بسعادة ثم شهقت بدهشة كبيرة عندما أخرج عُلبة مخملية سوداء اللون من جيب سترته ووضعها بكف يدي وقال

 

" إنها هدية لكِ "

 

توسعت عيوني بذهول وهتفت بسعادة لا توصف

 

" هدية لي أنا منك سيدي!!!.. شكرااااااااااااا "

 

فتحتُها وتجمدت عيناي على قلادة جميلة جداً من الذهب تدلى منها حروف باسم بانبلينا.. نبض قلبي بعنف ورفعت نظراتي عن القلادة وهمست بسعادة

 

" إنها جميلة جداً.. لقد أحببتُها فعلا "

 

ابتسم برقة وقال

 

" اسمحي لي بأن أضعها لكِ "

 

أومأت له موافقة واستدرت وشعرت بأصابعهُ تُلامس بشرتي فاحترقت بشرتي بشدة أسفل لمسات أصابعه.. عندما انتهى أدارني بخفة ونظر في عمق عيناي ثم سمعت بذهول صوت موسيقى تصدح عاليا وأغنية المغنية المشهورة و المفضلة لدي سيلين ديون تصدح عاليا..

 

ابتسم مونرو بخفة وقال

 

" طلبتِ مني الليلة أن تذهبي إلى ملهى ليلي.. رغم أنني أمتلك ملهى ليلي إلا أنني لا أسمح لزوجتي بالدخول إلى أي ملهى في البلد.. وكنتِ ترغبين بالرقص.. لذلك.. احمممم... هل توافقين على الرقــ.. "

 

قاطعتهُ بخجل قائلة

 

" نعم.. موافقة "

 

ابتسم بوسع وأمسك يدي وقادني إلى حلبة الرقص الخالية ثم وقف بوسطها ووضع كلتا يديه على خصري وجذبني إليه وقربني منه كثيراً حتى التصق جسدي به..

 

تنهدت بنعومة ووضعت رأسي على كتفه وأغمضت عيناي وتمايلت بهدوء على إيقاع موسيقى لأُحبك أكثر للمغنية سيلين ديون..

 

سمعت كلمات الأغنية ونبض قلبي بجنون.. نعم لقد انتظرتهُ كثيرا ليأتي إليّ.. انتظرته كثيراً لحبيبي مونرو.. فأنا هي من ستحبهُ بصدق وأكثر من أي شخص في الكون.. وأريد وبصدق أن أحبهُ بجنون وبأن يسمح لي في يوم بذلك.. أن يسمح لي أن أحبهُ بحرية وأمام الجميع.. مونرو.. حبيبي...

 

" أحبُك "

 

همست بتلك الكلمة بصوت من المستحيل أن يسمعهُ بسبب الموسيقى.. ورقصت معه ورقصت وهمست لهُ أكثر من مائة مرة بأنني أحبهُ..

 

أحبهُ وأعشقهُ بجنون..

 

ولكن عندما انتهت الموسيقى وقفنا جامدين في وسط الحلبة ولم نتحرك بتاتا.. فتم إعادة الأغنية من جديد.. ومن جديد تمايلت مع حبيبي على وقع ألحان وصوت الرائع لمغنيتي المُفضلة سيلين ديون..

 

تمنيت أن لا تنتهي هذه الرقصة أبداً.. تمنيت أن لا يبتعد عني مونرو أبداً.. تمنيت أن لا يُزيل يديه أبداً عن خصري.. وتمنيت أن لا أتوقف عن احتضانه بهذه الطريقة الرومانسية..

 

وتمنيت أن يُحبني.. يُحبني كما أحبه...

 

ومن جديد انتهت الأغنية ووقفنا جامدين للحظات طويلة.. رفع مونرو يديه عن خصري ووضعهما على كتفي ثم أبعدني قليلا عنه..

 

لم أفتح عيناي إذ شعرت بأنفاسهِ الحارة تحرق وجنتاي.. ضرب قلبي قفصي الصدري بجنون وطالبني بالخروج.. كان يريد أن يستريح من نبضاتهِ المجنونة والسريعة..

 

ولكن فتحت عيناي ونظرت بحزن إلى وجه مونرو عندما قبلني بخفة على جبيني ثم ابتعد عني وقال بهدوء

 

" هل نغادر؟.. لقد تأخر الوقت "

 

أومأت له موافقة بحزن.. ولكن كيف لي أعترض بعد أن جعلني أسعد إنسانة اليوم..

 

خرجنا من المطعم وقاد مونرو سيارته بسرعة مُعتدلة..

 

وصلنا إلى القصر ورافقني إلى غرفتي.. فتح لي الباب ثم رافقني إلى الداخل.. وقف أمامي جامداً للحظات.. كنتُ أنظر إليه بغرام.. نعم بنظرات الغرام ولم أهتم بأن يعرف في هذه اللحظات بأنني مُغرمة به للموت..

 

" بانبي... "

 

سمعت مونرو يهمس بطريقة غريبة باسمي.. بلعت ريقي بوقة وأجبته برقة و بنعومة

 

" نعم!... "

 

اقترب مني خطوة لكنني لم أبتعد.. ثم اقترب مني خطوة ثانية ولم أبتعد.. لكنه تجمد في مكانه وسألني بتوتر

 

" هل لديكِ أمنية أخيرة لعيد ميلادكِ اليوم ترغبين مني أن أُحققها لكِ؟  "

 

كنتُ غارقة في سحر عينيه.. فأجبتهُ كأنني مسحورة

 

" قبلني "

 

رفع حاجبه عاليا وهمس بضعف

 

" ماذا؟ "

 

اقتربت منهُ تلك الخطوة الفاصلة بيننا وهمست له بعشق

 

" أمنيتي أن تُقبلني.. "

 

رأيت فكهُ يرتعش بينما كان يتأملني وكأنهُ يُحارب نفسه بداخله.. كأنهُ كان واقع بصراع كبير بداخله.. فجأة شهقت بقوة عندما أمسكني بكتفي وجذبني نحو الباب وحاصرني عليه وهمس وكأنهُ يُعارض نفسهُ قائلا بحدة

 

" سأكون ملعوناً إن لم أفعل ذلك "

 

وشهقة لذيذة خرجت من حنجرتي عندما شعرت بشفتيه تسحق شفتاي بقبلة نارية حارقة وعاطفية و مُتملكة..


رواية جحيم قلب آل بيلاتشو - فصل 17 - عيد ميلادها

 

وكنتُ سأموت بسبب جمال هذه القبلة.. قبلتي الأولى الحقيقية مع زوجي..

 

هذه المرة قبلني بشغف وليس بقرف.. هذه المرة كان يُقبلني بطريقة ساحرة.. هذه المرة قبلني بطريقة جعلتني أفقد روحي قبل أنفاسي... هذه المرة قبلني من أعماق قلبه.. قلبه المجروح.. قلبه والذي أعشقهُ بجنون..


هذه المرة تلقيت أجمل هدية في عيد ميلادي.. قبلة حارة وشغوفة من حبيبي وأسدي الوسيم مونرو بيلاتشو...



انتهى الفصل












فصول ذات الصلة
رواية جحيم قلب آل بيلاتشو

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©