رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. جميلة جدا من يصدق وحش الجبل أصبح رومانسيا لعل فورتونا تدرك أنه يحبها حقا و تتوقف عن محاولة ايذائه ... انت مبدعة هافن وبانتظارك دائما

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      وقريبا سنرى رومانسية لا مثيل لها

      حذف
  2. حقيقى انتى رائعة فى كتباتك بجد اسلوبك جميل وجعلتينى استنى البارت إلى جاى بتشويق وبتمنى منستناش كتير

    ردحذف
  3. بوماسية 🤣🤣 انها طريقة جديدة لايسن...ياريت فورتونا تدرك حبه لها حقا قبل فوات الاوان.
    تسلم ايدك ❤❤

    ردحذف
  4. أكثر من راءعة هافن ابدعتي

    ردحذف

رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي



عشاء رومانسي





لايسن**



توقف قلبي عن النبض عندما شعرت بقلبها ساكن.. لم أستطع أن أسمع نبضات قلبها أو نبضات قلب طفلي..

 

عانقتها إلى صدري وبدأت أهمس لها برعب

 

" تنفسي.. تنفسي أرجوكِ.. أرجوكِ تنفسي.. "

 

لكنها لم تفعل.. اهتز جسدي برعبٍ حقيقي وهمست لها بتوسل

 

" أرجوكِ تنفسي.. لا تموتي أرجوكِ "

 

لأول مرة في حياتي أتوسل أحد.. لكن رغم توسلاتي لها لم تتنفس ولم تستجب لي.. رفعت رأسي عاليا نحو السماء وهتفت بكامل قوتي

 

" فورتوناااااااااااااااااااااااااااا... "

 

اهتزت الأرض أسفلي بعنف وأظلمت السماء أكثر إذ حجبتها غيوم كثيفة بشكلٍ كبير.. وشعرت بروحي تُغادر جسدي.. لقد خسرتُها.. خسرت متوحشتي الجميلة.. خسرت طفلي.. وخسرت حبيبتي.....

 

حضنتُها أكثر إلى صدري إذ عقلي رفض أن أتركها.. ألم كبير.. ألم لا يوصف فتك بقلبي..

 

أحسست بنبضات قلبي بدأت تضعف شيئا فشيئا وعرفت بأنه سيموت من جديد وتختفي الحياة منه.. أغمضت عيناي وتوسلت إليها من جديد وبألمٍ كبير أحرق روحي

 

" متوحشتي الجميلة.. لا تتركيني أرجوكِ.. ليس الآن.. ليس بعد أن علمتني كيف أحبُكِ.. أرجوكِ.. لا تتركينني... "

 

كنتُ أضع رأسها أسفل عنقي وجسدي يرتعش بقوة خوفا عليها.. و روحي كانت تحترق من الألم و قلبي كان ينزف من الوجع..

 

شهقت بقوة وهتفت لها بعذاب

 

" حبيبتي.. لا تتركينني.. أرجوكِ لا تفعلي ذلك بي.. أنا أُحبكِ.. أُحبكِ متوحشتي الجميلة "

 

نظرت إلى وجهها الشاحب بفزع وقبل أن أفقد ما تبقى لي من أعصاب سمعت والدتي تهتف برأسي

 

( لايسن.. ضع بسرعة القلادة على عنقها.. بسرعة بُني.. )

 

توسعت عيناي ونظرت إلى وجه فورتونا بسعادة وحركت يدي بسرعة وأخرجت القلادة ووضعتها على عنق فورتونا..

 

كنتُ أنظر إليها بتوتر وبأمل عندما رأيت قلادتي تُضيئ وخرج منها ضوء أبيض وحاوط جسد فورتونا بأكمله.. ثواني معدودة و اختفى الضوء..

 

كنتُ أتنفس بسرعة وأنتظر بتوتر ما سيحدث.. رأيت جميع جراح جسدها قد شُفيت بالكامل وكذلك كاحل قدمها.. نظرت برعب إليها إذ لم أسمع نبض قلبها.. أزلت القلادة عن عنقها وارتديتها بسرعة وبدأت أهمس بفزع

 

" هيا.. هيا تنفسي.. أرجوكِ تنفسي.. تنفسي فورتونا.. "

 

قربت وجهي من خاصتها وبدأت أقبلها على جبينها بقبلاتٍ لا تحصى.. من فرط الألم في قلبي أحسست أنني مدفوع إلى الجنون.. كنتُ أشعر بروحها وهي تناديني إليها طالبة مني الحماية.. لكنني كنتُ عاجزا عن فعل ذلك..

 

بدأت أهمس لها برجاء بينما كنتُ أحتضنُها بقوة إلى جسدي

 

" لا تتركيني.. لا تتركيني أنتِ أيضا.. أرجوكِ... "

 

تجمد جسدي ونبض قلبي بسرعةٍ كبيرة من جديد عندما سمعت صوت نبض بداخلها تلاه نبضات أخرى قوية متتالية مع نبضات صغيرة ترافقه...

 

ضحكت بسعادة لا توصف وأبعدت وجهي عنها ونظرت إلى عينيها بفرحٍ كبير.. هي بخير.. هي وطفلي بخير..

 

اتسعت ابتسامتي أكثر عندما رأيت رموشها تتحرك.. فتحت فورتونا عينيها بضعف وتلاقت نظراتنا.. ارتبك نبض قلبي بطريقةٍ غريبة لم أعهدها مُسبقا.. علمت أنني أُحبُها.. نعم اعترفت لنفسي بذلك لأنني ومثل الغبي وقعت بعشقها لحد الجنون..

 

ابتسمت لها كالأبله ولم أستطع أن أُبعد نظراتي عن عينيها الجميلتين والساحرتين..

 

تأوهت متوحشتي بضعف وهمست

 

" آااه.. أين أنا؟!.. "

 

تأملتني بنظرات غريبة ثم أغمضت عينيها.. تأملتُها برعب وقلتُ لها بخوف

 

" فورتونا.. أنتِ بخير؟.. لا تخافي.. أنتِ ما زلتِ في الغابة القريبة من قصري.. هل تتذكرين ما حدث معكِ؟ "

 

فتحت عينيها من جديد ونظرت في عمق عيناي ثم تأملت ملامح وجهي وقالت بهدوء

 

" ابتعد عني قليلا.. تكاد تخنقني من شدة احتضانك لي.. سأختنق بسببك "

 

ضكت بسعادة وابتعدت عنها قليلا وهمست لها بأسف

 

" أعتذر.. لم أقصد.. "

 

نظرت إليّ بذهول وفتحت فمها بدهشة.. ابتسمت لها ابتسامة حنونة إذ عرفت بأنها اندهشت لأنني اعتذرت منها لأول مرة.. حسنا فعليا إنها المرة الأولى في حياتي التي أعتذر بها لأحد.. ولكن فوتونا ليست بأي أحد.. إنها شُعلتي الجميلة..

 

وبالطريقة التي كانت تتأملني بها تعني بأنها تذكرت ما حدث معها.. رأيت وجنتيها تصطبغان باللون الزهري بسبب الخجل ثم نظرت للبعيد وقالت بنبرة مُتعجبة

 

" هل أكلني التمساح وأنا مُت الآن وأصبحت في الجنة؟.. ولماذا أنتَ هنا معي في الجنة؟ "

 

ضحكت بقوة ومن أعماق قلبي على تعليقها السخيف وقلتُ لها عندما توقفت عن الضحك

 

" لا.. أنتِ لم تموتي.. أنتِ ما زلتِ في جنتي وفي مملكتي الخاصة يا شُعلتي الجميلة "

 

رفعت نظراتها وتأملتني بنظرات مصدومة ثم قالت بعد لحظات وهي تتصنع الغضب لكي تغيظني

 

" هذا مؤسف.. ظننت نفسي في الجنة وبعيدة عنك.. كنتُ سأستريح منك "

 

لم أشعر بالغضب منها بل على العكس ابتسمت لها بسعادة كبيرة فكشرت بدهشة ونظرت إلى ناحية اليمين.. فجأة انتفضت بقوة وصرخت برعب وحاوطت عنقي بكلتا يديها ولصقت جسدها بي وهي تصرخ بفزع

 

" أااااااااااااااااااااااااع.. تمساح.. تمساح.. أنقذني منه.. اااااااااااااااااااااااااع... "

 

ضحكت بقوة بينما كنتُ أُعانقها ومسدت على ظهرها بخفة قائلا

 

" لا تخافي هو لن يؤذيكِ.. لقد كان يحميكِ من الغرق.. هو لن يؤذيكِ أبداً.. ثم أنا هنا ولن يجرؤ أحد على اذيتكِ.. لن أسمح لأحد بأذيتكِ بعد الآن متوحشتي الجميلة "

 

لم أنتظر ردها إذ فورا وقفت على قدماي وحملتها بـ ذراعاي وظهرت أجنحتي وحلقت بها عائدا إلى قصري..

 

وقفت على الشرفة الخاصة بغرفة نومي ثم أخفيت أجنحتي وقلتُ لها وأنا أدخل إلى الغرفة

 

" لم أقصد أن أستمع إلى حديثكِ مع صديقتكِ.. أنا حاسة السمع لدي قوية جدا لذلك استطعت أن أسمع حديثكما.. لم أقصد أن أفعل ذلك كما لم أرد أن أُخيفكِ وأجعلكِ تقعين.. أعدُكِ لن يحدث ذلك مرة أخرى "

 

وضعتها بخفة على السرير ثم استقمت وقلتُ لها

 

" سوف أُجهز لكِ الحمام حتى تستحمي.. و.. مممم.. سوف أترككِ حتى تستريحي قليلا "

 

وذهبت بسرعة إلى الحمام وبدأت بتجهيز حوض الحمام لها مع العطور.. لم أردها أن ترى نظراتي الفرحة والعاشقة لها.. لا أريدها أن تعرف بأنني ومثل الغبي وقعت في المحظور..

 

مثل الغبي نكست بوعدي لنفسي وأحببتُها رغما عني... للأسف أصبحت نسخة عن والدي.. لذلك لا يجب أن تعرف هي أو أي أحد في المملكة عن عشقي الكبير لها... سوف أوهمهم بأنني أُعاملها برقة بسبب حملها فقط..

 

عندما انتهيت خرجت من الحمام ووقفت في وسط الغرفة ودون أن أنظر إليها قلتُ لها برقة

 

" هل تريدين أن أساعدكِ كي تدخلي إلى الحمام؟.. أو أنده للجنيات الثلاثة كي يأتون ويساعدونكِ؟!.. لا أريدُكِ أن تُرهقي نفسكِ.. أعني.. أنا.. أريدُكِ فقط أن تكوني بخير "

 

وفورا أجابتني بهمس

 

" لا داعي لذلك.. أنا بخير.. يمكنني أن أستحم بمفردي.. لستُ طفلة "

 

نظرت ناحية باب غرفتي وقلتُ لها

 

" حسناً.. كما تريدين.. أراكِ لاحقا "

 

تقدمت بخطوات سريعة وما أن هممت لأفتح الباب تجمدت يدي على المقبض وتوقفت جامدا بأرضي ونظرت بدهشة كبيرة أمامي عندما سمعتها تُكلمني بنبرة رقيقة وناعمة

 

" شكرا لك.. لقد أنقذتَ حياتي "

 

أغمضت عيناي وقلبي اللعين نبض في صدري بقوة حتى كاد أن يخرج من مكانه.. فتحت عيناي ببطء ثم أدرت رأسي ناحيتها وابتسمت لها برقة ثم قلتُ لها بحنان

 

" لا تشكريني.. أمي هي من أعادتكِ إلى الحياة.. أنا لا أمتلك هذه القدرة فقط والدتي.. لقد كانت الوحيدة في مملكة الجن تمتلك هذه القوة والقدرة على شفاء و.. اممم.. المهم أنكِ بخير الآن "

 

كانت تجلس على طرف السرير وهي تُكتف يديها في حضنها وتنظر ناحيتي بدهشة.. لم أنتظر ردها وخرجت بسرعة وأغلقت الباب خلفي بهدوء..

 

القيت بظهري أسندهُ على الباب وأنا أنظر أمامي دون أن أرى شيئا.. أردت أن أركض نحوها وأحتضنها إلى صدري وأقبلها بشغف كما لم أفعل مسبقا وأُخبرها بأنها عالمي كله وأنني سأحميها بروحي.. لكنني لم أستطع فعل ذلك.. لم أستطع...

 

تنهدت بحزن وأكملت طريقي خارجا من الجناح وقررت أن أذهب إلى زنزانة ذلك اللعين ستيفن...

 

فتح الحارس باب الزنزانة ودخلت.. رأيت ذلك القذر يجلس على الأرض وهو ينظر إليّ بجمود وطبعا الخوف كان ظاهر على محياه بوضوح رغم أنه حاول إخفائه.. ابتسمت بشر واقتربت منه ووقفت أمامه قائلا باستهزاء

 

" مرحبا بك في زنزانتي الجميلة ستيفن... أتمنى أن تكون إقامتك هنا مريحة.. أما أنا فسوف أستمتع بتعذيبك مع كلاي و إيفوس.. وأظن أنك سوف تستمع أيضا بما ينتظرك قريبا "

 

ضحكت من أعماق قلبي عندما رأيت جسدهُ يرتعش بقوة.. الجبان والحقير سأُحول حياته إلى جحيم...

 

انحنيت قليلا ونظرت إلى وجهه مباشرة وقلتُ له

 

" سأعقد معك اتفاقية.. إن كنتَ ذكيا بما فيه الكفاية سوف توافق على ما سأعرضهُ عليك "

 

نظر إليّ بذهول وقال بهمس

 

" اتفاقية؟!!.. "

 

استقمت وكتفت يداي ناحية صدري ونظرت إليه ببرود


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

ثم ابتسمت بسخرية وقلتُ له

 

" نعم اتفاقية.. سوف أُخفف من عقابك وأتركك سجين هنا لمدى الحياة بشرطٍ واحدٍ فقط.. وهو.. يجب أن ترفض لوسيا كرفيقةٍ لك "

 

جحظ عينيه على وسعهما واللعين بدأ يضحك بقوة.. تأملتهُ بنظرات حادة وانظرتهُ حتى يتوقف عن الضحك.. وعندما توقف أخيراً عن الضحك تأملني بحقد وقال

 

" هيه... أرفض لوسيا كرفيقةٍ لي!!... تريدُني أن أرفضها كرفيقةٍ لي؟!.. في أحلامكم لن أفعل ذلك.. هاهاهاهاهاها... هل تظنني أحمق؟.. أنا أعلم جيداً ما ستفعلهُ بي فور رفضي لها.. سوف تقتلني أنتَ وذلك اللعين شقيقي.. لن أرفضها أبدا حتى أنتقم منه لأنهُ السبب بموت رفيقتي وحُب حياتي.. أريدهُ أن يشعر بما شعرت به عندما غرقت حبيبتي.. أريدهُ أن يتألم ويتعذب طيلة حياته كما فعل بي "

 

توقف عن التكلم فجأة وتوقف عن الضحك وتأملني بخوفٍ شديد عندما رأى شرارات الغضب تلتمع في عيناي... بلع ريقهُ بخوف عندما رأى ردة فعلي الهادئة والباردة ثم ارتعشت يديه بقوة عندما أجبته ببرود قائلا

 

" إذا تحضر غدا.. سأجلب لك هدية لن تخطر على بالك أبدا.. ولاحقا سوف أرى إن كنتَ سترفض لوسيا أم لا "

 

وخرجت من الزنزانة وبدأت أضحك بخفة عندما سمعت صوت صرخاتهِ وهو يتخبط بالسلاسل قائلا

 

" عن أي هدية تتكلم؟!!... لا تذهب... لا تذهب.. أخبرني ما الذي ستفعلهُ بي وحش الجبل؟.. مهما فعلتَ بي لن أنكرهاااااااا.. سمعت؟.. لن أفعل.. أقتلني ولن أفعل.. لن أرفضهااااااااااا... "

 

لم أهتم بالرد عليه وخرجت وأمرت الحارس أمامي

 

" اذهب فورا إلى غرفة القائد أروس.. قل له بأنني أنتظرهُ في مكتبي "

 

ذهب الحارس وأكملت طريقي ناحية مكتبي... كنتُ أقف أمام لوحة والدي أتأملها بحزن.. ها أنا قد أصبحت مثله.. عاشق حتى النخاع بزوجتي ولكن الفرق هنا هي تكرهني أما أمي كانت تُحب والدي بجنون..

 

أنا أعلم بأن فورتونا أصبحت نقطة ضعفٍ لي وهذا ليس بجيد أبدا.. سأحاول أن أجعلها تُحبني ولو قليلا فأنا سأكتفي بذلك.. لن أطلب منها أن تعشقني يكفيني فقط أن تتقبلني..

 

أنا أعرف بأنها لن تُحبني أبدا وهذا ما يؤلمني.. فمن يُحب وحش و دراكولا؟!.. من ستُحب وحش الجبل؟!.. لا أحد... لا أحد يفعل.. فورتونا لن تُحبني أبداً..

 

تنهدت بحزن وبعد لحظاتٍ قليلة دخل أروس وو قف خلفي قائلا

 

" أردتَ رؤيتي مولاي! "

 

استدرت ونظرت إليه قائلا

 

" أروس.. عندما نكون بمفردنا ناديني لايسن فقط "

 

ثم أشرت له ليجلس على الأريكة وعندما فعل تابعت قائلا

 

" غدا أريدُك أن تذهب برفقة إيفوس إلى قرية كلاي.. هناك سجين لديه أريدُك أن تجلبهُ إلى هنا "

 

نظر أروس بعدم الفهم إليّ وسألني

 

" سجين؟!!.. لم أفهم لايسن.. من هو هذا السجين ولماذا تريدُ مني أن أجلبهُ إلى القصر؟! "

 

ابتسمت بخفة وأجبتهُ بخبث

 

" إنه ريغ "

 

وقف أروس بسرعة ونظر بصدمة كبيرة إليّ وهتف بذهولٍ شديد

 

" ريغ الشيطان!!!!.. تريدُني أن أجلب ريغ القذر إلى هنا؟!!.. لكن لماذا؟!! "

 

ابتسمت بخبث وأجبتهُ بهدوء

 

" اجلس أروس وسوف أشرح لك لماذا أريدهُ هنا "

 

عندما جلس أروس بدأت أخبرهُ بالسبب.. عندما انتهيت ساد الصمت للحظات في المكتب وبعدها انفجر أروس ضاحكا بقوة.. ثم هتف وهو يضحك

 

" ههههههههه.. لا أستطيع التصديق... يا للهول.. ههههههه.. يا لها من فكرة جُهنمية لايسن.. لم أتوقع أبدا أنك قد تُفكر بتلك الطريقة.. ذلك اللعين ستيفن سوف يرفض لوسيا فور رؤيته لـ ريغ.. ههههههههههه "

 

ابتسمت بمكر وأجبته

 

" أعلم.. كما هو يستحق ما سأفعلهُ بهِ لاحقا.. دعنا من سيرته الآن ولنتكلم عن إيفوس "

 

توقف أروس عن الضحك وسألني بقلق

 

" نتكلم عن إيفوس؟!.. ما به؟.. هل هو بخير؟!.. هل يشكو من شيء؟!! "

 

تنهدت بهدوء واستدرت وجلست على الكرسي خلف مكتبي وقلتُ له

 

" سيرنيتي بيرون هي الرفيقة المُقدرة لـ إيفوس "

 

وقف أروس بسرعة وهتف بصدمة كبيرة

 

" اللعنة... هل أنتَ متأكد لايسن؟! "

 

أشرت له بـ عيناي ليجلس وكلمتهُ بثقة قائلا

 

" نعم متأكد.. لم تسمعه وهو يبكي في غرفته أثناء تناولنا للطعام؟ "

 

أجابني أروس بسرعة

 

" كان يبكي؟!!.. تبا.. إيفوس لم يبكي أبدا إلا من أجل لوسيا.. ثم لا أنا لم أسمعه يبكي.. تذكر لايسن أنتَ جعلتنا نتحكم بحاسة السمع لدينا بأمرٍ منك.. لذلك لم أسمعه.. ماذا تُخطط لفعله لايسن؟.. إيفوس لم يعترف لك أو لأحد بأن سيرنتي هي رفيقتهُ المقدرة "

 

نظرت أمامي بحزن وأجبتهُ بهدوء

 

" لقد فكرت مليا بهذا الموضوع.. هو لم يكن صريحا معي كما أنه عذبها رغم معرفته بأنها رفيقتهُ المُقدرة.. أنا لن أعاقبه على ما فعلهُ بها لكن سوف أعاقبهُ لأنهُ لم يكن صريحا معي وأخفى عني أمرا مهما يخصه.. حاليا سوف أتركه لأرى كيف سوف يتصرف وبعدها سوف أُعاقبه "

 

توقفت عن التكلم ورأيت أروس يتأملني بنظرات حزينة.. تنهدت بعمق وتابعت قائلا

 

" أريدُك أن تراقبهُ شخصيا ولا تدعهُ يعلم بذلك.. أريد أن أعرف كل ما يفعلهُ وكل خطوة يخطوها.. وإياك أن تدع أحدا أخر يراقبه غيرك.. هل فهمتَ أروس؟ "

 

أجابني موافقا ثم ندهت للحارس وطلبت منه كي يذهب إلى غرفة إيفوس ويعلمه أنني أريده في مكتبي..

 

بعد ذهاب الحارس سألني أروس بقلق

 

" لماذا تُريد من إيفوس أن يأتي؟! "

 

نظرت بشرود أمامي وقلتُ له بنبرة مُنخفضة

 

" سوف تعرف السبب قريبا "

 

دخل إيفوس ونظر إليّ ثم إلى أروس ثم إليّ من جديد بنظرات متوترة


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

ثم بلع ريقهُ بقوة وسألني

 

" هل أردتَ رؤيتي لايسن؟ "

 

أشرت له بيدي ليجلس على المقعد أمامي وقلتُ له

 

" غدا سوف تذهب برفقة أروس إلى قرية ألفا كلاي من أجل مُهمة ضرورية.. أروس سوف يشرح لك ما هي المهمة لاحقا "

 

رأيت عينيه تضيئان وشبح ابتسامة خفيفة ظهرت على ثغره.. يبدو بأنهُ شعر بالسعادة لأنه ذاهب إلى قصر كلاي غدا!!.. على الأقل هذا جيد بالنسبة لـ كلاي ربما يتقرب من إيفوس..

 

تنهدت بخفة ثم وقفت وتقدمت ووقفت أمام قائداي ونظرت إليهم بتوتر


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

حاولت أن لا أتوتر أكثر بسبب ما أنا مُقدم على طلبهِ منهما.. تشجعت وقلتُ لهما بتوتر

 

" أريد طلب المساعدة منكما بشيءٍ شخصي.. هل.. هل تعرفون كيف أكون أكثر بوماسي مع زوجتي؟ "

 

تأملني أروس بصدمة وفتح فمه بذهول ثم سألني بعدم الفهم

 

" بوماسي؟!!.. بوماسي!!!... ما الذي تعنيه بهذه الكلمة لايسن؟!.. لم أفهم!!! "

 

بلعت ريقي بقوة ثم تنهدت بعمق وقلتُ له بصوتٍ مُنخفض

 

" إنها بوماسي.. أنت تعلم البشر يقولون أنهم يحبون البوماسية مع.. مع شريك حياتهم.. يحبون أن يعاملهم شريك حياتهم بطريقة بوماسية و.. "

 

قاطعني إيفوس هاتفاً بدهشة

 

" لايسن أنتَ تعني الرومانسية.. تريدُ أن تكون رومانسي مع الأميرة؟!! "

 

اللعنة.. ما هذا الإحراج؟!.. الحُب يذل النفوس فعلا.. فكرت بقهر بذلك وشعرت بالقليل من الإحراج بسبب طلبي وقلتُ لصديقي إيفوس بتوتر

 

" إيه نعم.. أقصد رومانسي.. فكما تعرفان هي حامل مني وأنا يجب أن أجعلها سعيدة من أجل طفلي.. وأنا فكرت بالموضوع وقررت أن بعض البوماسية.. أعني بعض من الرومانسية معها لن تضر.. سأجعلها سعيدة و تتقبل طفلي ولا تُفكر بأذيتهِ أبدا "

 

نظر أروس إليّ بذهول وكأنني من عالم آخر ثم حركت نظراتي ورأيت إيفوس كذلك يتأملني بذهولٍ شديد..

 

نظرت إليهما بتكشيرة وقلتُ لهما بقهر

 

" ماذا؟!!!.. لماذا تنظران إليّ هكذا؟.. أنا يهمني طفلي أولا.. ما المانع أن أتصرف معها ببعض البوماسية.. تبا أعني ببعض الرومانسية!! "

 

سعل إيفوس بشدة ثم فتح فمه بدهشة مجددا.. حمحم أروس وقال بتوتر

 

" أممممم.. في الحقيقة سمو الملك.. أنا.. احمممم... أنا لا فكرة لدي كيف يفكرون البشر بخصوص الرومانسية مع رفيق حياتهم وما يحبونه؟ "

 

" وأنا أيضا لايسن.. لا فكرة لدي عن الموضوع "

 

أجابني إيفوس بذهول.. نظرت إلى أروس وقلتُ له بتردد

 

" رفيقتك البشرية.. ما هو اسمها؟!.. أوه نعم دينا.. اجلبها إلى هنا حتى تساعدني.. هي بشرية وأيضا صديقة زوجتي.. سوف تساعدني وتُخبرني كيف أتصرف مع فورتونا برومانسية وأجعلها سعيدة "

 

وقف أروس ونظر إليّ بصدمة وهمس بعدم تصديق

 

" تريدُني أن أجلب دينا إلى هنا حتى تُساعدك وتُخبرك كيف تتعامل مع زوجتك بطريقة رومانسية!!!.. اوه!... "

 

كتفت يداي ونظرت إليهِ بغيظ وأجبته ببرود

 

" نعم.. هل لديك أي مانع أروس؟ "

 

نظر إلى يديه ثم إليّ وقال بتوتر

 

" بالطبع ليس لدي أي اعتراض.. آسف لايسن لكنك أدهشتني بطلبك.. هذا شيء رائع.. أعني أن تتقرب من الأميرة وتحاول إسعادها.. أقصد من أجل طفلكما.. سأذهب لجلب دينا.. لن أتأخر "

 

وخرج أروس هارباً من المكتب ورأيت إيفوس يقف ووقف أمامي وقال بحزن

 

" أنا سعيد من أجلك لايسن.. سوف تُصبح أب كما أنك سوف تُصلح ما بينك وبين الأميرة.. أتمنى لك السعادة لأنك تستحقها "

 

شكرته بهدوء ثم استأذن مني وذهب.. تنهدت بعمق ونظرت باتجاه اليمين بتوتر


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

ثم همست بقهر

 

" تباً.. كيف لي أن أعرف بأنها ليست بوماسية بل رومانسية!!.. تباً.. البشر غريبون لماذا يحبون البوماسية؟!.. اللعنة أقصد رومانسية.. لكنني سأفعل أي شيء لأُسعد متوحشتي الجميلة "

 

بعد دقائق دخل أروس برفقته دينا.. وقفت أمامي وكانت تتأملني بخوف وهي ترتعش بوضوح..


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

نظرت إليها ببرود وقلتُ لها

 

" لا تخافي مني وتوقفي عن الارتعاش برعب أمامي.. لن أقتلكِ "

 

اهتز جسدها أكثر وأغمضت عينيها واختبأت خلف أروس تحتمي به.. تنهد أروس بقوة وتأملني برجاء وقال

 

" مولاي.. لقد أخفتها أكثر.. ما رأيك أن تجلس خلف مكتبك ونتكلم بهدوء "

تنهدت بغيظ وفعلت كما طلب مني.. جلس أروس أمامي وجعل دينا تجلس على المقعد المقابل.. كانت تحني ظهرها إلى الأمام وهي تُخفض رأسها وتنظر إلى الأرض..

 

نظرت إلى أروس بعصبية وأشرت له بـ عيناي كي يُكلمها.. ابتسم بخفة ونظر إليها وكلمها بنبرة حنونة

 

" دينا.. الملك لايسن يحتاج إلى مساعدتكِ.. أتمنى أن تساعديه لأنكِ الوحيدة التي تقدر على فعل ذلك "

 

رفعت دينا رأسها بسرعة ونظرت بدهشة إلى أروس وقالت له بهمس و بتلعثم واضح

 

" أنـــ... أنا؟!!!... دراكولا يريدُ مني مُساعدته؟!!.. أعني.. أقصد.. أنا!!.. كيف أستطيع فعل ذلك؟!.... "

 

ابتسم لها أروس بوسع ليُخفف من توترها وأجابها بحنان قائلا

 

" أنتِ تعلمين بأن صديقتكِ حامل.. وتعرفين أنها حزينة وهذا ليس جيدا لصحتها وللجنين.. الملك قرر أن يُسعدها ويفعل أشياء تكون رومانسية وهي تُحبها.. أعني هو يريد جعلها سعيدة.. هل يمكنكِ مُساعدته بذلك؟ "

 

فتحت فمها دينا ونظرت بذهولٍ إليه ثم إليّ وقالت لي بهمس

 

" تريدُ أن تكون رومانسي معها؟!.. أوه...... "

 

تبا.. للضرورة أحكام.. أنا لم أكن أبدا سأطلب مساعدتها لكنني لا أفهم شيئا عن الرومانسية وكيف أتصرف لأجعل متوحشتي الجميلة تشعر بالسعادة و تُحبني قليلا..

 

نظرت إليها ببرود وحاولت جاهدا كي أُجيبها بطريقة هادئة وغير مُرعبة

 

" نعم أريدُكِ أن تُساعديني بذلك.. ونعم أريدكِ أن تُعلمينني كيف أكون رومانسي معها وأفعل لها أشياء تُسعدها.. أنا لا أفهم شيئا عن هذه الأمور لذلك أحتاج إلى مساعدتكِ "

 

استقامت في جلستها ولأول مرة تبتسم أمامي وتأملتني من دون خوف.. لكن هذه المرة أنا من شعرت بالصدمة عندما سمعت ما قالتهُ لي وهي تثرثر دون توقف

 

" أنتَ تُحبها؟!.. واوووو.. كنتُ أعرف أن دراكولا  يستطيع أن يُحب أيضا مثلما يحدث في الأفلام في عالمنا.. فورتونا كانت مُخطئة بظنها.. لطالما كانت تقول لي أن لا قلب لكم ومن المستحيل أن تحبوا مثل البشر و... "

 

سعل أروس بقوة حتى يجعلها تتوقف عن الثرثرة لكن لصدمتي تابعت قائلة له برقة

 

" هل غصصت أروس؟!... سلامتك.. "

 

ثم نظرت إليّ وقالت بفرحٍ كبير

 

" أنا سعيدة جدا لأنك تُحبها.. فورتونا حامل منك ولن يكون صعباً عليك أن تجعلها تقع في عشقك "

 

ثم وضعت يديها على قلبها وقالت بسعادة

 

" ياه ما أجمل قصة حبكما.. إن عُدت إلى عالم البشر سوف أكتبها كرواية وأعرضها على مُخرج حتى يحولها إلى فيلم سينمائي.. سوف يحصد المراتب الأولى في عالم السينما في عالمنا و... "

 

قاطعها أروس قائلا بجدية

 

" دينا.. لو سمحتِ توقفي عن الثرثرة بأشياء لا نفهمها وساعدي الملك "

 

ولدهشتي ضحكت بفرح وقالت له

 

" أوه.. نعم.. آسفة لقد ذهبت بخيالي إلى البعيد و تحمست جدا.. المهم... "

 

التفتت ناحيتي ووقفت وقفزت بسعادة ثم قالت لي

 

" فورتونا رغم تمثيلها للبرودة هي أرق وألطف وأطيب فتاة تعرفت عليها في حياتي كلها.. كما أنها رومانسية حتى النخاع.. كانت دائما تحلم أن يأخذها فتى أحلامها إلى عشاء رومانسي على ضوء الشموع على شاطئ البحر.. وأيضا أن لا ينسى أن يجلب لها المثلجات المفضلة لديها وهي بنكهة الفراولة.. "

 

توقفت دينا عن التكلم وصفقت بسعادة بينما أنا كنتُ أتأملها وكأنها كائن خُرافي لم أرى من فصيلتهِ بحياتي كلها.. ما اللعنة التي تكلمت بها الآن؟!!..

 

ووسط ضياع أفكاري تابعت دينا قائلة بسعادة 

 

" كما صديقتي الجميلة فورتونا كانت تحلم أن يرقص معها فتى أحلامها على صوت أمواج البحر في منتصف الليل وتحظى في النهاية على قبلةٍ رومانسية هادئة وشاعرية منه.. كما كانت تحلم أن يأخذها إلى ديزني لاند أو يورو ديزني في باريس.. وهي أكبر مُجمع للألعاب الترفيهية في أوروبا.. يُصلح للصغار والكبار على حد سواء.. سوف تكون في قمة سعادتها إن أخذتها إليها.. ستكون فرصتك لتُحقق لها أحلامها وتجعلها تنغمس في خيالها وأيضا.. "

 

غمزتني وتابعت قائلة بفرحٍ طفولي

 

" وأيضا سوف تجعلها تقع في حُبك بسهولة "

 

ثم اكتسى وجهها معالم الجدية وقالت

 

" أرجو أن لا تُخبرها بأنني أخبرتُك عن أحلامها.. وأيضا عليك أن تُغير من طباعك القاسية.. لقد ألمت صديقتي كثيرا لذلك سوف نعمل أكثر على تهدئة طباعك ونغير قليلا بطريقة ارتدائك للملابس القديمة الطراز وكأنك خرجت من رواية من العصر الفيكتوري.. وأيضا سأحاول مساعدتك لتكون رومانسي أكثر معها.. وأول درس لك يجب أن تبتسم أكثر لها لأنها تُحب أن يبتسم لها الأخرون لقد اكتفت المسكينة من كثرة الكراهية التي تلقتها من أهالي قريتنا بسبب والدها.. ثانيا سوف نذهب للتسوق في أقرب وقت.. علينا أن نبتاع لك الكثير من الملابس الجديدة والعصرية سيد دراكولا و أظن الآن هو الوقت المناسب "

 

عندما انتهت من حديثها كنتُ و أروس نتأملُها بذهولٍ تام ونحن نفتح أفواهنا مثل الأغبياء...

 

ابتسمت لنا وقالت بحماس

 

" ماذا؟!!.. إن أردت إسعادها سيد دراكولا عليك أن تجلب حُفنة كبيرة من الدولارات ونذهب إلى عالم البشر ونبدأ بفعل ما أخبرتُك به.. سأذهب لأتجهز.. ربع ساعة و سأكون جاهزة.. لن أتأخر أكثر.. انتظرني "

 

وخرجت من المكتب وهي تُصفق بسعادة و بحماس كبيرين ولم تنتظر جوابي لها حتى..

 

أغلقت فمي ثم نظرت إلى أروس وهمستُ قائلا له

 

" هل هي مجنونة؟!!.. هي حتما مجنونة لكنني أحببتها.. ثم ما هي حفنة الدولارات؟.. هل تعلم ما هي؟.. ثم كيف والجحيم سوف أخذ فورتونا إلى عشاء رومانسي على شاطئ البحر؟!!!.. في عالمي لا يوجد بحر بل مُجرد مستنقعات وبحيرات صغيرة.. ثم كيف واللعنة سوف أخذها إلى ديزني باندي أو.. ما كان اسمها؟!!.. تباً.. نسيت بالكامل ما هو اسم ذلك المكان العجيب "

 

ضحك أروس بقوة وعندما هدأ قال بجدية

 

" أظن الدولارات إن لم أكن مخطئا هي أوراق يستخدمونها البشر ليبتاعوا بها ما يرغبون به.. فقط  خذ عقد أو عقدين من غرفتك الذهبية ويمكنك بيعها هناك والحصول على الدولارات.. وعندما تطأ قدمك عالم البشر لا تفتعل زلزالا فقط أخفي الشمس ببعض الغيوم.. ثم لا تقلق من ناحية العشاء سوف تُساعدُك دينا.. كما بعض السحر لن يضرك.. استخدم سحرك وقوتك لتأخذ فورتونا إلى ديزني تلك "

 

ثم تأملني بنظرات جادة وهادئة وقال

 

" لا تقلق.. سوف تُبلي حسنا لايسن.. فورتونا سوف تعرف قريبا كم أنتَ مخلوق رائع "

 

وقف وابتسم باحترام وقال قبل أن يذهب

 

" سأذهب وأرى ما الذي تفعلهُ دينا وبعدها سأجعلها تنتظرك أمام مدخل القصر.. أنا لن أذهب برفقتكم إلى عالم البشر سأكون منشغلا في القرية حتى أرى كيف يتم ترمميها وأشرف على العمل بها "

 

بعد ذهابه ابتسمت بسعادة وتمنيت لأول مرة في حياتي أن أنجح وأجعل فورتونا تحبيني ولو قليلا...

 

 

دينا**

 

 

كنتُ في الغرفة برفقة أروس وكان يقبلني وهو يداعب كتفي وعنقي بيديه.. الجنة هي ما شعرتُ بها بينما كان يقبلني..

 

ابتعد عني فجأة وشتم بهمس عندما سمعنا طرقاتٍ خفيفة على الباب.. تأملني بحزن بينما وجهي كان أحمر من شدة الخجل.. أروس يجعلني أنسى من أكون وأين أنا عندما يكون بقربي..

 

كان يتكلم مع حارسه بهمس لذلك لم أستطع أن أسمع حديثهم.. بعد ذهاب الحارس اقترب مني أروس ونظر إليّ بحنية قائلا

 

" يجب أن أذهب.. لن أتأخر حبيبتي.. هممم.. "

 

نظرت إليه بخجل و أومأت لهُ موافقة.. قبلني على وجنتي برقة ثم ابتعد ونظر بعمق إلى عيناي وابتسم بحنية ثم خرج..

 

بعد ذهابه تنهدت بخفة وجلست على الأريكة أنظر بشرود أمامي.. هل صحيح ما قالته لي فورتونا؟!!.. هل صحيح أنا أحب أروس؟!!!..

 

أغمضت عيناي وسالت دمعة حزينة على وجنتي.. نعم أنا أحبهُ.. لا بل أعشقه.. سالت دموعي أكثر وفكرت بـ تعاسة.. لماذا أحببته؟!.. هو مصاص دماء.. بني جنسهُ قتلوا أبي كما أنه أبعدني عن أمي ولم يتركني أودعها.. ومثل الحمقاء وقعتُ بحبه..

 

مسحت دموعي وهمست بعذاب

 

" غبية دينا.. غبية.. غبية.. كيف أحببت كائن ليس بشري؟! "

 

تنهدت بأسى وفكرت بمرارة.. أروس لا يجب أن يعرف بأنني أحبه... أنا لا أظن بأنهُ يحبني فعلا.. هو فقط يريد أن يحصل عليّ لا أكثر.. أنا مجرد بشرية ضعيفة لا حول لها ولا قوة.. كيف سوف يحبني أروس؟!!.. مستحيل أن يفعل....

 

تنهدت بحزن وقررت أن أنتظره.. لكن عندما عاد أراد مني أن أذهب معه لرؤية دراكولا.. شعرت بالرعب وتوسلت إليه أن يخبرني السبب لكنه ببساطة قال لي

 

" توقفي دينا.. سوف تعرفين السبب قريبا.. فقط كوني مهذبة معه و أجيبيني على أسئلته بهدوء ولا تجعليه يغضب "

 

شعرت بالخوف أكثر بدل أن اهدأ.. هل ينوي أروس على تقديمي كوجبةٍ لذيذة لملكه دراكولا؟!!... كاد أن يغمى عليّ من كثرة الخوف عندما دخلنا إلى مكتبه ورأيت دراكولا أمامي..

 

لم أتخيل أبدا وفي أبشع أحلامي أن دراكولا يريد مساعدتي من أجل أن يجعل فورتونا تحبه...

 

من كان يتخيل أن يطلب مُساعدتي دراكولا بلحمهِ وشحمه!!... وفورا وافقت.. بالطبع سأفعل من أجل صديقتي وجنينها.. هي تختلف عني.. فورتونا من الأصل من سلالة الجن كما أنها زوجة دراكولا..

 

أردت مساعدتها لتعيش بسلام هنا وإلى الأبد.. في عالم البشر كانت تعيش في الجحيم وعلى صديقتي أن تنسى عالم البشر وتعيش بسعادة وإلى الأبد مع زوجها وطفلها.. كما يبدو لي دراكولا يحبها..

 

شعرت بسعادة لا توصف وبدأت أُملي عليه ما يجب أن يفعله وكيف يتصرف وعندما انتهيت خرجت بسعادة وتوجهت إلى جناح أروس كي أتجهز للخروج برفقة دراكولا بنفسه...

 

كنتُ أنتظر وحش الجبل أمام بوابة القصر برفقة أروس.. وعندما أتى قال لي أروس بأنه لن يذهب معنا ولكن الغريب أنني لم أخف بل على العكس تماماً ودعتهُ وذهبت برفقة دراكولا...

 

لم أتخيل أبدا أن نذهب سيرا على الأقدام إلى عالم البشر.. كانت هذه المرة الأولى التي أخرج بها من القصر والمرة الأولى التي أرى بها مملكتهم.. مملكة مصاصي الدماء كبيرة جدا..

 

رأيت الكثير من العمال يقومون بترميم المنازل والكثير من الحُراس معهم.. كان الجميع ينحني لنا.. حسنا فعليا كانوا يحنون رؤوسهم لملكهم دراكولا عندما كان يمر من أمامهم..

 

وقفنا في النهاية أمام شجرة ضخمة للغاية وجميلة جدا.. رأيت الملك يدخلها وتبعته.. رأيت أمامي قرية كبيرة ولكن الغريب كانت مبانيها مُدمرة وكان هناك جبل كبير خلفها متشقق من الأسفل إلى الأعلى..

 

فجأة رأيت دراكولا يقف أمام كومة كبيرة من الأحجار ورفع يده وبسرعة طافت الأجحار عاليا ثم حطت بهدوء بعيدا على الأرض ليظهر أمامنا معبر يؤدي إلى خارج القرية.. توقف الملك وكلمني ببرود

 

" عندما تطأ قدمي عالم البشر سوف أحجب الشمس بالغيوم كي لا أتأذى.. فلا تخافي "

 

نظرت إليه بدهشة وهتفت قائلة بمرح

 

" واووووووووو.. إذا فعلا الشمس تؤذيكم مثلما يقولون في الأفلام.. رائع.. أعني ظننت أن ذلك مُجرد تخاريف.. لكن عندما هاجمتم قريتنا حدث زلزال أيضا!!.. أتذكر ذلك جيداً "

 

تنهد بملل ولم يكترث بالرد وتابع المشي.. أول قرية وصلنا إليها وقف دراكولا وأخرج قلادتين من جيب سترته وقال

 

" أين يمكنني بيعها حتى أحصل على الدولارات؟ "

 

نظرت بصدمة إلى القلادتين وقلتُ لهُ بدهشة كبيرة

 

" تبا.. أنت لن تحتاج لبيعهم.. فقط حجر واحد يكفي وسوف نحصل على مليون دولار من خلاله "

 

وبالفعل دخلنا محل لبيع المجوهرات وعندما عرضنا على المدير قلادة واحدة فتح فمه بصدمة وقال أنه لن يستطيع دفع ثمنها.. في النهاية أخرج حبة من الماس كبيرة الحجم منها وبعد ساعة استطاع أن يؤمن المبلغ لنا ودفع مليون دولار نقدا... اللعنة إنها المرة الأولى لي التي أرى بها كل هذا المال.. استلم لايسن منه حقيبة النقود دون أن يكترث بعده وأمرني بالذهاب...

 

من كان يتخيل أن أذهب للتسوق في يوم من الأيام برفقة دراكولا بنفسه؟!!.. ولدهشتي كان ممتعا..

 

لقد استمتعت جدا برفقته ولدهشتي كان يفعل كل ما أطلبهُ منه.. حسنا تجادلت معه في إحدى أرقى المحلات والتي تبيع ماركات عالمية لثياب الرجال.. أراد شراء جميع ملابسهُ باللون الأسود وطبعا رفضت و أصريت أن يشتري بعض من القمصان والبدلات و البناطيل باللون الأبيض والأزرق..

 

في النهاية رضخ عندما أخبرته أن لون فورتونا المفضل هو الأزرق ولدهشتي اشترى الكثير من الثياب بذلك اللون ولكن طبعا الأسود كان أكثر..

 

عندما خرجنا من المحل نظرت بحزن إلى الأكياس أمامنا.. كانت بالألاف.. لقد ابتعنا نصف المحل تقريبا وما زلنا نحتاج لثياب رياضية له..

 

نظرت إليه بقهر وقلتُ له بحزن

 

" كيف سوف نحملها معنا؟.. أنا لا أستطيع مساعدتك وحمل جميع تلك الأكياس.. كما ليس معنا سيارة أو حتى أحد من حراسك لكي  يساعدنا.. ما العمل الآن؟! "

 

نظر بتمعن إلى الأكياس وقال ببرود

 

" انتظريني لحظة.. "

 

فجأة ركض ثم اختفى من أمامي وما هي سوى لحظاتٍ معدودة عاد وبرفقته أربعة عشر من الحراس من مملكته.. تبا حتى لم أجد الوقت لأُفكر بالهروب وها هو أمامي مع حُراسه..

 

فتحت فمي على وسعه بينما كنتُ أنظر إليه ثم إلى حراسه وهم يحملون الأكياس ثم أمرهم لايسن كي يضعوها في الغرفة الملاصقة لجناحه وطلب منهم العودة وانتظاره ثم نظر إليّ ببرود وقال

 

" أغلقي فمك قبل أن تدخل حشرات مُقرفة من عالمكِ إليه.. لقد استخدمت قوتي الخارقة بالتنقل كما أنني لا أستخدمها إلا للضرورة "

 

لكنني أبقيت فمي مفتوحاً بسبب ما قاله لي.. تنهد بخفة وتمتم قائلا بغيظ

 

" لا أفهم لماذا أنتم البشر أغبياء أحيانا.. من الجيد أنني لا أسكن في عالمكم وإلا أصابني الغباء أيضا "

 

كتفت يداي ونظرت إليه بغضب وقلتُ لهُ بحدة

 

" هاييي.. نحنُ لسنا أغبياء.. ثم ليس ذنبنا إن كنا لا نمتلك قوة خارقة مثلكم.. من الطبيعي أن أندهش عندما أرى ما فعلتهُ منذ قليل.. ثم إن أردت أن أساعدُك عليك أن تحترمني على الأقل.. هممم.. ثم لم تخف أن أهرب قبل أن تصل؟! "

 

جحظ عينيه و تأملني بدهشة ثم شرع يضحك بعاصفة وعندما هدأ عقد حاجباه وكلمني ببرود

 

" أنا أستلطفكِ يا فتاة.. ثم لو لم تكوني صديقة الحميمة لزوجتي كنتُ قطعت رأسكِ فورا.. كما لم يكن باستطاعتكِ الهروب لأنني كنتُ سأجدُكِ بثانية واحدة فقط "

 

والغريب بدل أن أخاف منه ضحكت بسعادة.. هز رأسه بعجز وقال وهو يُشير لي بيده  ناحية محل لبيع الألبسة النسائية

 

" لقد أعجبني هذا الفستان.. أريدُ أن أشتريه من أجل متوحشتي "

 

توسعت عيناي بذهول ثم هتفت باعتراض

 

" ماذاااااااا؟!.. سيد دراكولا ثاني درس لك يجب أن تتوقف عن تسمية فورتونا بـ متوحشتي.. هذا ليس رومانسي بتاتاً.. ما رأيك أن تُدلعها وتقول لها.. حبيبة قلبي.. أو جميلة قلبي.. أو أميرتي الجميلة.. أوه لا لا لا لا.... ما رأيك بروحي الجميلة.. أو شمسي المشرقة أو.. "

 

توقفت عن تكملة حديثي عندما رأيته يستدير وهو يهز رأسه بأسف ويذهب باتجاه المتجر.. تنهدت بغيظ وتبعته..

 

رغم أنه متخلف إلا أنه يمتلك ذوقا رفيعا لقد اشترى الكثير من الملابس الجميلة لـ فورتونا وطبعا مع هدية مميزة.. في النهاية أرسلنا الأغراض مع الحراس وبدأت بتحضير العشاء الرومانسي للمساء....

 

عدنا إلى المملكة قبل حلول الظلام ولشدة إرهاقي استحممت بسرعة وذهبت للنوم دون أن أتناول العشاء أو حتى أنتظر أروس...

 

 

 

فورتونا**

 

 

عندما فتحت عيناي بعد تلك السقطة ظننت نفسي مُت وذهبت إلى الجنة.. لكن كيف أكون في الجنة وهو أمامي ويكاد يخنقني من شدة عناقهُ لي!!..

 

الذهول هو ما شعرت به بسبب تصرفاته الغريبة.. منذ متى هو يكترث ليُبرر لي أفعاله!.. ومنذ متى يعتذر لي؟!!... وأيضا جهز لي الحمام لأستحم!!.. هو يريد أن يجعلني أُصاب بالجنون بالتأكيد...

 

بعد ذهابه استحممت وارتديت ملابسي ثم قررت أن أذهب لأرى دينا.. عندما كنتُ أستحم سمعت أحدا يدخل إلى الجناح ثم خرج بسرعة لكنني لم أكترث لمعرفة من لأنني كنتُ متأكدة بأنه لايسن..

 

خرجت من الجناح لكن لدهشتي أعلموني الخدم بأن دينا ذهبت ولم يخبروني إلى أين.. هل أبعدها عني من جديد؟!.. فكرت بقهر بذلك وشعرت بالغضب منه وقررت أن أعود إلى الجناح وأبحث مجددا عن الخنجر بعد أن تأكدت من الخدم بأن لايسن ليس في القصر..

 

تنهدت بغضب لأنني لم أجد شيئا وما زال أمامي الكثير من الصناديق لكي أبحث بها... في النهاية قررت أن أستريح ودخلت إلى غرفة النوم وتسطحت على الأريكة..

 

كنتُ أسمع صوت جلبة في الممر وفي الغرفة الملاصقة للجناح لكنني لم أهتم لمعرفة ماذا يحدث.. بعد غروب الشمس دخلت الجنيات الثلاثة إلى غرفتي وهم يبتسمون بفرح.. كانت إرنيكا تحمل ثوبا بيدها أزرق اللون وضعته على السرير وقالت لـ سولان

 

" ضعي الحذاء على الأرض ولنبدأ بتجهيز سمو الأميرة "

 

نظرت إليهم بدهشة وسألتهم

 

" ما الذي يحدث هنا؟!! "

 

اقتربت رومان وقالت لي بسعادة

 

" الملك ينتظرك.. لقد طلب منا أن نجهزكِ وعندما ننتهي سوف نعلمهُ بذلك "

 

لم أتجادل معهم ولم أهتم لأعترض.. لماذا عشاء في قصره المظلم يحتاج إلى كل هذه الجلبة؟!.. أحمق...

 

تركتهم يساعدونني بارتداء الفستان ودُهشت لأنه عصري وجميل جدا وخاصة لأنه باللون الأزرق لوني المفضل.. دون شعورٍ مني شعرت بالسعادة لأنه جلبهُ لي..

 

عندما انتهوا نظروا إليّ بسعادة وهتفوا بصوتٍ واحد

 

" سمو الأميرة.. تبدين جميلة جدا "

 

ابتسمت لهم و شكرتهم ثم خرجوا من الغرفة.. كنتُ أنظر إلى انعكاس صورتي في المرآة عندما شعرت بأحد يقف خلفي.. غريب في المرآة لم أرى سوى نفسي.. لماذا أشعر بوجود أحد خلفي؟!.. التفت بسرعة وتجمدت بذهول عندما رأيت لايسن أمامي..


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي


هل هذا الوحش الخنزير الذي أكرهه أمامي؟!!!!... هتفت بداخلي بذهولٍ تام لأنه واللعنة من كان أمامي شخص مُختلف تماماً.. كان يرتدي ثيابا عصرية جميلة جدا تظهر عضلاته وأكتافه العريضة وجمال جسده.. كان يرتدي طقما رسمي أسود وقميص بيضاء اللون ويبدو من ماركة عالمية.. كيف ذلك؟!..

 

ولكن المدهش هو أنه كان يبتسم لي.. هو يبتسم لي؟!!!... تبا ابتسامته جعلت قلبي يخفق مثل خفاقة الحليب داخل قفصي الصدري...

 

بدا وسيما جدا.. اللعنة عليه هو وسيم جدا.. كان يتأملني بنظرات مندهشة ممزوجة بالإعجاب..

 

وقفت أمامه وحاولت التكلم ولكن لساني كان قد لصق بسقف حلقي فوقفت أنظر إليه وأتأمل جماله الأخاذ مثل المراهقة الغبية..

 

قلبي كان ينبض بسرعة رهيبة بينما سارت بجسدي قشعريرة لذيذة وشعرت بمعدتي ترقص.. تبا هل هذا الجنين؟!.. لم أفهم ما يحدث معي لكن لشدة صدمتي اتسعت ابتسامتهُ أكثر لدرجة أنني نظرت إليه ببلاهة.. هل حقا هو يبتسم لي.. لي أنا هذه الابتسامة!!... سقط قلبي إلى معدتي من شدة خفقاته..

 

رفع لايسن يده وفتح كفه أمامي.. ودون شعور مني رفعت يدي وتلامست أصابعنا برقة


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

وشعرت بتيار كهربائي يسير من أصبعي ويصعق جسدي بكامله.. وضعت يدي بكف يده وتلامست أصابعنا كلها...

 

شبك أصابعي بأصابعه بخفة وهمس قائلا بنبرة حنونة جعلت عقلي يطير وقلبي يتوقف عن النبض للحظة

 

" تبدين جميلة جدا أميرتي.. هل نذهب؟ "

 

أميرتي؟!!.. ماذا حدث لعبدتي ولمتوحشتي؟!!!... بلعت ريقي ببطء ونظرت إلى عينيه بضياع.. كنتُ ضائعة ولا أستطيع التصديق أن من يقف أمامي هو الوحش الذي أكرهه..

 

بلعت ريقي بقوة وهمست له دون أن أنتبه

 

" ماذا فعلت بـ لايسن؟!.. أين هو؟!.. "

 

ضحك بخفة ثم تأملني بنظرات حنونة جعلتني أطير بسببها وقال برقة

 

" أنا هنا أميرتي الجميلة.. هيا.. يجب أن نذهب وإلا تأخرنا "

 

كنتُ أفتح فمي وأنا أنظر إليه بدهشة.. هل أنا أحلم؟!.. يبدو كذلك.. لكنه حُلم جميل ولا أعلم لكنني لا أرغب بأن أستيقظ وينتهي الحلم.. وقررت أن أعيش هذا الحلم..

 

ابتسمت له بخجل وقلتُ له

 

" هيا بنا.. "

 

لكن لدهشتي هو لم يسير ويجذبني معه بل حاوط جسدي بيده الأخرى وظل يضم يدي بيده الثانية.. رأيت بصدمة جسدينا يرتفعان عن الأرض ثم بدأنا نلتف وشاهدت مثل الضباب الأبيض أمامي.. أغمضت عيناي لأنني شعرت بالدوار وأرحت رأسي على كتفه..

 

فجأة أحسست بجسدينا يحطان على الأرض برفق.. أبعدت رأسي قليلا ورأيت أننا كنا نقف داخل خيمة أمامها أشجار وخلفها  البحر...

 

أين نحن؟!!.. فكرت بصدمة واندهشت عندما ابتعد عني لايسن و أفلت يدي وقال لي وهو يُشير لي بيديه

 

" ابقي هنا.. سأعود فورا.. لا تخرجي "

 

ابتسم ابتسامة جميلة ورأيته يستدير وأزاح الستائر الشفافة بيده وخرج.. نظرت حولي بدهشة ولم أستطع أن أرى ما يوجد في الخارج بسبب الظلام..


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

بعد لحظات دخل لايسن وهو يبتسم بوسع ورفع لي يده مجددا وقال لي بنبرة حنونة

 

" لدي مفاجأة لكِ أميرتي "

 

أميرتي؟!.. اللعنة ما هذا الحُلم الغريب؟!!.. لقد ناداني بأميرتي للمرة الثالثة!!.. لكنني أحببت ذلك...

 

ابتسمت له برقة ووضعت يدي بكف يده فضغط عليها برقة وأخرجني من الخيمة.. كنتُ أسمع أصوات تلاطم الأمواج وشعرت بالسعادة عندما رأيت شاطئ البحر أمامي.. المنظر كان جميل.. كم اشتقت للبحر... فجأة توقف لايسن وحمحم.. نظرت أمامي وتجمدت بذهول وخفق قلبي بعنف بسبب ما رأيته...


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

توسعت عيناي بدهشة كبيرة وهمست بتعجُب وبذهول تام

 

" أين نحن؟!!.. هذه ليست غابيغا!!... "

 

سمعت لايسن يُجيبني برقة

 

" نحن في عالم البشر أميرتي.. أردت أن نتناول العشاء بمفردنا الليلة وفي عالم البشر "

 

لايسن جهز عشاء رومانسي لي ومزين بشكل مثالي وفي عالم البشر؟!... فكرت بصدمة بينما كنتُ أرمش بـ عيناي وأنا لا أستطيع تصديق ما أراه..

 

كان أمامي أجمل طاولة لعشاء رومانسي رأيتها في حياتي.. كانت الشموع والقناديل تضيء المكان حولها والورود تزين الطاولة والخيمة الصغيرة والتي كانت مصنوعة من القصب.. أما على الطاولة كان هناك شموع مُعطرة مُتعددة الأحجام تطلق روائح كثيرة مختلفة وجميلة..

 

عشاء رومانسي لي أنا؟!!!... تساءلت بذهول وشعرت بسعادة لا توصف.. لطالما حلمت بذلك..

 

اقتربنا من الطاولة وساعدني لايسن بالجلوس ثم جلس مواجها لي.. جلست وأنا لا زلتُ أرمش بـ عيناي وأنظر بصدمة خاصة عندما رأيت أمامي طبق الذي أحبه والمفضل لدي..


رواية وحش الجبل - فصل 27 - عشاء رومانسي

 

اتسعت عيناي وهتفت بسعادة وبشهية

 

" سباغيتي بالقريدس؟!!.. همممم.. يبدو لذيذاً.. كيف عرفت؟!!!!... "

 

ابتسم بسعادة وأجابني بنبرة حنونة

 

" أصبت التخمين أظن.. هيا لنتناول الطعام قبل أن يبرد "

 

لا أعلم لكن هو جعلني أشعر بسعادة لا توصف لأنه فكر بفعل كل ذلك لي.. كان العشاء لذيذا وشاعريا.. كنا بمفردنا على الشاطئ ولم أكترث لمعرفة كيف استطاع التحضير لهذا العشاء..

 

لايسن كان ساحرا و هادئا.. كان مُختلف كأنه شخص آخر.. كنتُ كلما أمعنت النظر إليه ازددت دهشة وعجباً و إعجابا.. حتى لم أستطع أن أخفي دهشتي فقلتُ له في النهاية

 

" هل تلقيت ضربة على رأسك؟!!.. تبدو مُختلفاً.. "

 

ضحك بقوة وشردت بضحكته.. كنتُ أنظر إلى فمه بشرود إذ لأول مرة يضحك أمامي ضحكة نابعة من القلب.. ضحكتهُ كانت جميلة.. لا بل خلابة.. ودون أن أشعر ضحكت بفرح معه..

 

كان هذا أجمل عشاء في حياتي كلها.. لايسن جعلني أضحك من قلبي وجعلني أنسى حقيقته وجعلني أعيش حُلمي.. كنتُ سعيدة.. نعم كنتُ في قمة سعادتي ونسيت كل شيء مررت بهِ سابقا..

 

وعند منتصف الليل وقف لايسن وساعدني بالوقوف وقال برقة

 

" دعينا نتمشى قليلا على الشاطئ "

 

أجبته موافقة ولدهشتي انحنى ورفع الفستان قليلا ثم رفع قدمي اليمنى وأزال حذائي وفعل بقدمي اليسرى نفس الشيء.. عندما استقام وضع حذائي على الكرسي ثم أمسك يدي وضغط عليها بخفة وبدأنا نسير على الشاطئ الرملي..

 

بدل أن أنظر إلى البحر كنتُ أتأمل لايسن كأنني أراه للمرة الأولى في حياتي.. كان يبدو مختلفا.. ابتسامته جعلته يبدو أكثر وسامة و طبعه الناري والغاضب والشرس اختفى ليحل مكانه الرقة والحنية والرومانسية.. لم أكن أعلم بأنه رومانسي إلى تلك الدرجة.. وهذا جميل.. جميل جداااااااااااااااا...

 

أما من ناحية لايسن هو فعل ما أراد أن يفعله من تلقاء نفس وليس كما علمته دينا.. فقط أخذ بعين الاعتبار أن لا يغضب ويكون رقيقا ودائم الابتسام أمام فورتونا... وذلك بالنسبة له لم يكن صعبا لأنه لم يستطع أن يتوقف عن الابتسام لها برقة لأنها كانت تبدو جميلة جدا كالملاك.. هو لم يصدق عينيه عندما رآها ترتدي هذا الفستان.. وقلبه العاشق نبض بجنون لها..

 

فجأة توقف لايسن عن السير ووقف أمامي قريبا جدا مني.. لم يكن يُبعدنا عن بعض سوى بضع إنشات.. تأملني بنظرات جميلة وهمس برقة

 

" هل تسمحين لي بهذه الرقصة أميرتي؟ "

 

وكالمسحورة أومأت لهُ موافقة رغم عدم وجود أي موسيقى هنا..

 

أمسكني لايسن من خصري وجذبني برقة إليه فوضعت كلتا يداي على صدره ونظرت إليه كالمسحورة وبدأنا  نرقص على صوت تلاطم الأمواج..

 

أحسست بأنني أطير.. أحسست بأنني في عالم آخر.. ولأول مرة في حياتي أكون سعيدة إلى تلك الدرجة.. عندما توقفنا عن الرقص كنتُ أتنفس بسرعة وأنا أنظر إليه بضياع.. تملكني شعورٌ قوي لأقبلهُ ولم أعرف السبب..

 

قرب وجهه مني وتلامست أنوفنا وهمس قائلا

 

" فورتونا.. أميرتي الجميلة... "

 

نظرت إلى  شفتيه ثم أنفه ثم عينيه وشعرت بأنني غارقة في عمق عينيه.. 

 

ما الذي يفعله بي؟!.. فكرت بصدمة لأنني لم أعد أحتمل وأريده أن يقبلني..

 

ابتعد عني قليلا ورغما عني تأوهت باستنكار.. ابتسم برقة ثم رأيته يُغمض عينيه وهو يُقرب وجهه مني.. وعرفت هنا بأنهُ سيقبلني..

 

فراشات كثيرة حامت حولي وفي معدتي بسبب قبلته الرقيقة.. قبلته كانت شاعرية وفي قمة الرومانسية.. قبلته كانت قبلة أحلامي...

 

كان يمتص شفتي السفلية برقة وكأنه خائف عليها من شفتيه.. قلبي وعقلي وكياني و روحي كانوا في عالم آخر بسبب قبلته الرائعة..

 

ودون أن أعي ما أفعله أغمضت عيناي وبادلتهُ القبلة.... أوه لقد أحببت القبلة.. أحببتُها جداااااااااا.....


انتهى الفصل












فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©