رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند



ديزني لاند





فورتونا**


 

ودون أن أعي ما أفعله أغمضت عيناي وبادلته القبلة.... أوه لقد أحببت القبلة.. أحببتُها جداااااااااا.....

 

شعرت بمشاعر غريبة تجتاح جسدي وكياني وخاصةً قلبي لكنني لم أهتم لتفسيرها.. كنتُ سعيدة.. نعم سعيدة لأول مرة منذ سنوات ولم أرد أن أُعكر هذه السعادة بتفكيري السوداوي الأن...

 

توقف لايسن عن تقبلي ورغما عني خرج أنين معترض من فمي.. سمعتهُ يضحك بخفة وخفق قلبي بشدة بسبب ضحكتهِ الجميلة..

 

فتحت عيناي ببطء ونظرت إليهِ بضياعٍ كامل.. الذي يقف أمامي شخص مُختلف كليا وغريب عني.. هو ليس بتاتاً ذلك الوحش الذي أكرهه و أعرفه..

 

توقف لايسن عن الضحك وابتسم لي تلك الابتسامة الساحرة.. إلهي سوف يقتلني بابتسامتهِ تلك.. لماذا أصبح كثير الابتسام الآن؟!.. هذا ليس جيداً أبدا...

 

رغماً عني ابتسمت له بخجل وشعرت بيده تمسك يدي اليمنى برقة وقال بحماس وهو يجذبني خلفه

 

" لدي مفاجأتين لكِ سوف تُعجبكِ بالتأكيد "

 

ابتسمت بسعادة وتركتهُ يسحبني خلفه حتى وقفنا أمام طاولة العشاء.. أفلت يدي ورأيتهُ يقترب من كرسيه ثم انحنى وأخرج ثلاجة للرحلات متوسطة الحجم ووضعها على الكرسي وفتح غطائها ثم أخرج منها علبة كبيرة وقدمها لي..

 

استلمت العلبة ونظرت إليها بنظرات مُتعجبة ثم فتحت غطائها وضحكت بسعادة قائلة له وأنا أنظر إليه بدهشة كبيرة

 

" مثلجات بالفراولة!!... إنها المفضلة لي.. كيف عرفت؟! "

 

ابتسم برقة ثم رفع يدهُ اليمنى واستقرت على عنقه ومسحهُ بتوتر وقال بهدوء

 

" أصبت التخمين أظن "

 

نظرت إليه بشك ولكن لم أستطع سوى أن أضحك بسعادة وأنا أُمرر يدي وأضع أصبعي في العلبة وأخرجت منها القليل و تذوقتها بنهم وأنا أتأوه بسعادة..

 

امتصصت أصبعي بنهم وأخرجت أنين مستمتع.. سمعت لايسن يتأوه بضعف.. رفعت نظراتي وتأملته بنظرات متسائلة فرأيتهُ ينظر إلى أصبعي والذي ما زال في فمي وهو يبلع ريقهُ بتوتر..

 

ابتسمت بخجل وأخرجت أصبعي من فمي ووجهت العلبة ناحيته وقلتُ له بحياء

 

" هل تُحب المثلجات بالفراولة أيضا؟!.. يمكنك أن تتناولها معي.. في الحقيقة أنا أشعر بالانتفاخ ولا أستطيع تناولها كلها "

 

تأملني بنظرات غريبة وأجابني بتوتر

 

" لا.. أعني إنها لكِ.. لقد جلبتُها من أجلكِ أميرتي "

 

احمرت وجنتاي بشدة إذ شعرت بالسعادة لمجرد أنهُ فكر بي ولأنهُ كان يُناديني بأميرتي.. كلمة أميرتي كانت تخرج من بين شفتيه بطريقة جميلة وساحرة ومُغرية..

 

ساعدني لايسن لأجلس على الكُرسي ثم جلس مُقابلا لي وبدأت بتناول المثلجات بنهم وعندما أكلت نصف العلبة تنهدت بسعادة وأنا أضع الملعقة على الطاولة وفركت بطني ببطء وتنهدت بسعادة وبراحة..

 

كان لايسن طيلة ذلك الوقت يتأملني بنظرات سعيدة ولم يتفوه بحرف.. ابتسمت له بوسع وكلمتهُ دون أن انتبه على نفسي

 

" شكرا.. لقد استمتعت كثيرا الليلة "

 

لا أعلم من منا كان مُنصدم أكثر.. إنها المرة الأولى لي التي أشكرهُ بها و من قلبي على شيء.. وقف واقترب مني ورفع يده اليمنى ناحيتي وفتح كفهُ وقال برقة

 

" حان الوقت للمفاجأة الثانية "

 

كنتُ أنظر إليه وأنا لا أستطيع التصديق بأن وحش الجبل هو بنفسه من يقف أمامي.. هو لا ينفك الليلة عن مفاجأتي باستمرار..

 

ضحكت بسعادة ووضعت يدي بكف يده وساعدني بالوقف ثم بدأنا نسير باتجاه الأشجار.. فجأة توقفنا ونظرت بصدمة بسبب ما رأيته..

 

كان أمامي على العشب دمية الدب العملاق اللطيف الناعم المناسب للأطفال وللكبار طبعاً مثلي..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

سحبت يدي من قبضة لايسن وهتفت بسعادة لا توصف بينما كنتُ أركض وأمسك بالدب وأحتضنه بشدة

 

" هذا لي؟.. لي أنا!!.. أوه شكراً.. شكراً.. شكراً لك.. لقد أحببتهُ جدااااااااااااااا "

 

لطالما تمنيت وحلمت منذ الصغر أن أمتلك دمية محشوة وكبيرة الحجم بحجمي تماما.. وها هو وحش الجبل حقق لي هذه الأمنية..

 

أغرقت رأسي بعنق الدمية وضحكت بسعادة وبلهفة وبفرحٍ شديد.. رفعت رأسي قليلا ناحية لايسن ونظرت إلى عيونه الخضراء الجميلة واستطعت أن أرى فيها حنانه.. كما رأيتهُ يبتسم لي ابتسامة نابعة من القلب..

 

مشاعر كثيرة متضاربة أصابتني فاضطربت لكنني ابتسمت ابتسامة صادقة له.. أخفضت نظراتي إلى الأسفل بخجل وشعرت بتلك العاصفة الغريبة من الأحاسيس تجتاح كياني وقلبي من جديد..

 

لم أفهم ما الذي يحدث لي!!.. ولم أفهم ما الذي يحدث له!!.. هل يعاملني معاملة حسنة من أجل طفله الذي هو في أحشائي؟!!..

 

لا أعلم لكنني شعرت بالحزن بسبب تفكيري و بدهشة تمنيت أن لا يكون يُعاملني بتلك الطريقة فقط من أجل طفله.. تنهدت بحزن وسمعت لايسن يُكلمني بنبرة حنونة ورقيقة

 

" أنا سعيد لأنكِ أحببتِ مفاجأتي.. وأظن الآن قد حان الوقت لنعود إلى القصر.. لا بد أنكِ مُتعبة وتشعرين بالنعاس "

 

نظرت إليه وتمنيت أن لا نذهب من هنا وتنتهي هذه الأمسية الرائعة.. لكن لكل شيء نهاية..

 

أومأت لهُ موافقة ورأيته يقترب مني وعانقني وأحكم إمساك الدب أكثر ومثلما حدث سابقا شعرت بجسدينا يرتفعان عن الأرض ورأيت الضباب يحاوطنا وما هي سوى ثواني معدودة وأصبحنا في غرفتهِ في القصر في مملكتهِ غابيغا..

 

ابتعد لايسن عني ونظر حوله بارتباك وقال بتوترٍ ملحوظ

 

" يمكنكِ أن تنامي على السرير.. أممم.. أنا.. أنا سأنام على الأريكة "

 

نظرت إليه بدهشة إذ لم أستوعب ما قالهُ لي للتو.. هل فعلا تخلى عن سريره الملوكي من أجلي؟!!!.. هل سمعتهُ جيدا بأنه سينام على الأريكة بدلا عني؟!!!...

 

لم أستطع أن أتفوه بحرف بسبب صدمتي وسمعتهُ يُتابع قائلا بنبرة حنونة

 

" في الصباح لدي مفاجأة أخرى لكِ.. أتمنى أن تُعجبكِ "

 

نظرت إليه بعدم التصديق وجحظت عيناي وتأملتهُ بذهولٍ شديد.. ما به هو والمفاجآت؟!!. لكنني شعرت بسعادة كبيرة لأنني أعشق المفاجآت كثيرا.. من لا يفعل ذلك؟!.. وشعرت بفضولٍ كبير لمعرفة ما ستكون مفاجأته لي في الصباح..

 

سمعت لايسن يقول برقة

 

" يمكنكِ أن تستحمي وتنامي.. سأخرج قليلا.. لدي بعض الأعمال يجب أن أُنجزها الليلة "

 

ابتسم برقة ثم استدار وخرج من الغرفة بهدوء.. كنتُ أنظر ناحية الباب وأنا ما زلتُ أُعانق دمية الدب.. شعرت بالحزن لأنه ذهب.. كشرت بغرابة ثم هززت رأسي بالرفض.. ما الذي يحدث لي؟!!.. تساءلت بدهشة ثم توجهت ناحية السرير ووضعت الدب أمامه وقررت أن أستحم وأنام...

 

 

سيرنوك**


 

عندما استيقظت في الصباح بعد ليلة الأمس الحافلة وقفت ونظرت بحزن من النافذة إلى مملكة غابيغا..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

ليلة أمس كانت حافلة جدا.. حرب عنيفة اندلعت في غابيغا وبعد انتهائها حزنت على أثيا فالملك لايسن لن يرحمها بسبب ما فعلته.. ولكن الصدمة الكبيرة لي كانت تلك المستذئبة الحمقاء المدعوة بـ داستر..

 

تلك المستذئبة الغبية لقد تجرأت وقالت بأنني مايت الخاص بها أي بأنني رفيقها المُقدر.. ههه في أحلامها لن أكون كذلك.. ثم اللعينة كم هي وقحة كانت تستحم في حمامي عندما دخلت إلى غرفتي لأستحم وأستريح..

 

وقحة وجريئة ومستهترة.. على أحد أن يُعلمها التهذيب والأدب من جديد.. ورغما عني ابتسمت بخفة بينما كنتُ أتذكر الحديث الذي دار بيننا في الحمام..

 

سنسونتي!!!.. هههه حمقاء فعلا يا له من اسم دلع غبي.. إن نادتني به مجددا سوف أقتلع لسانها من مكانه..

 

لكن بيني وبين نفسي كنتُ أعلم بأنني لن أفعل ذلك بها ولكن لا ضير من التفكير..

 

تنهدت بحزن وتذكرت الأميرة فيري.. حبيبة قلبي الجميلة.. كيف لي أن أنساها؟!!.. لقد حاولت وحاولت كثيرا أن أنساها لكنني لم أستطع.. حُبها تملك قلبي وكياني إلى الأبد.. يا ليتها أحبتني بدلا عن مالون.. يا ليتها....

 

بسبب حُبي وعشقي الكبير لها لم أستطع أن أكره ابنها وحش الجبل.. لطالما كنتُ أُفكر بأنهُ كان سيكون ابني لو أميرتي فيري أحبتني ووافقت على الزواج مني..

 

 

استدرت وخرجت من غرفتي ورأيت أمامي الجنيات الثلاثة يخرجون من غرفتهم وهم يضحكون بسعادة.. عندما شاهدوني أقف أمامهم توقفوا بسرعة عن الضحك ثم احنوا رؤوسهم لي باحترام ورفعوها ونظروا إليّ بترقب..

 

كتفت يداي خلف ظهري وقلتُ لهم بجدية

 

" عليكم أن تكونوا أكثر حذرا هنا في قصر الظلام.. أنتم لستم في مملكة جولام تذكروا ذلك جيداً.. مهمتكم أن تعتنوا بسمو الأميرة جيدا وتلبون جميع احتياجاتها وأوامرها.. أنتم لستم هنا للمرح.. كما إياكم أن تفعلوا شيئا غبيا وتجعلوا الملك لايسن يغضب منكم.. حينها سوف يُرسلنا جميعا إلى مملكة الجن والملك ديوس سوف يأمر بقطع رؤوسنا.. ونحن لا نريدُ ذلك بالتأكيد.. مفهوم؟ "

 

أجابوني بصوتٍ واحد باحترام

 

" نعم سيدي المستشار "

 

تنهدت بخفة وطلبت منهم ليتبعوني.. كنا نسير في الرواق وعندما وصلنا إلى نهايته وأردنا أن ننزل على السلالم توقفت بأرضي فجأة بصدمة بسبب ما سمعته.. 


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

كان هناك خادمتين تمران من أمامنا ويتهامسان قائلتين

 

" الملك لايسن سوف يصبح أب.. أتتخيلين ذلك؟!!.. تلك البشرية حامل منه و... "

 

لم أعد أسمع شيء بسبب صدمتي ولكن تناهى لي بوضوح شهقات المصدومة والتي خرجت من أفواه الجنيات الثلاثة..

 

الأميرة فورتونا حامل من وحش الجبل؟!!!!... صدمة كبيرة تملكتني وفورا استدرت وسحبت الجنيات الثلاثة معي قائلا بأمر

 

" يجب أن نتكلم في غرفتي فورا "

 

أغلقت الباب خلفي ونظرت إلى الجنيات الثلاثة وقلتُ لهم

 

" يبدو أن سمو الأميرة فورتونا حامل من وحش الجبل و... "

 

توقفت عن تكملة حديثي عندما أجهشت سولان بالبكاء بشكلٍ هستيري ثم تبعتها إرنيكا ثم رومان.. نظرت إليهم بعجز وسألتهم بهمس قائلا

 

" لماذا البكاء الآن؟!... هلا توقفتم عن البكاء حتى نتكلم.. علينا أن نتكلم بجدية وبسرية تامة الآن ونجد حلا لهذه المصيبة التي وقعت على رؤوسنا "

 

مسحت رومان دموعها وقالت لي وهي تشهق بقوة

 

" الملك.. ديوس.. سوف.. سـ.. سوف يغضب كــ.. كثيراً عندما يعــ.. يعرف بحمل سمو.. الأميرة "

 

نظرت إليهم بجدية قائلا

 

" لذلك هو لا يجب أن يعرف أبدا بحملها.. فهمتم؟.. إن استطاع التواصل معكم إياكم أن تخبروه بذلك "

 

توقفت سولان ثم إرنيكا ثم رومان عن البكاء ونظروا إليّ بدهشة جميعا.. تنهدت بخفة وقلتُ لهم

 

" كما سمعتم.. الملك ديوس لا يجب أن يعرف بحمل الأميرة من وحش الجبل.. على الأقل حاليا.. هنا في مملكة مصاصي الدماء لن يخبروا أحدا بذلك.. هو لا يجب أن يعرف وخاصةً منا.. إن كنتم تريدون حمايتها لا تخبروه.. لأنني متأكد إن عرف بحملها سوف يؤذي الطفل ويؤذيها.. هو يكره الملك لايسن رغم أنه حفيده لذلك قد يؤذي الجنين.. وبفعلته تلك قد يؤذي أيضا الأميرة.. انتبهوا جيدا ولا تجعلوا الأميرة تغيب عن أعينكم للحظة واحدة.. احموها جيداً.. فهمتم؟ "

 

أجابوني مجددا وبصوتٍ واحد

 

" كما تأمر سيدي المستشار "

 

ابتسمت لهم بخفة وأمرتهم قائلا

 

" يمكنكم الانصراف.. اذهبوا واهتموا بالأميرة "

 

بعد خروجهم تركت لنفسي العناء لكي أخاف.. نعم لقد شعرت بالخوف على الأميرة فورتونا.. سوف أحميها حتى لو كان من الملك ديوس.. سوف أحميها مهما كلفني الأمر وأحمي حفيد حبيبتي فيري بدمي إن تطلب الأمر....

 

 

إيفوس**

 

 

كنتُ أبكي بندم و بألم على ما فعلتهُ بجميلة قلبي سيرنيتي.. لم أستطع أن أذهب و أتناول الغداء مع الملك وزوجته لأنني لا أريدهُ أن يرى مدى تعاستي..

 

عرفت قيمة سيرنيتي بعد أن فقدتها.. لا.. لا أنا لم أفقدها سأفعل المستحيل حتى أُعيدها إليّ وأجعلها تسامحني..

 

تبا لأخيها وتبا للقدر.. لماذا كان عليها أن تكون شقيقة كلاوديوس؟!!.. لماذا؟!!.. يا ليتها لم تكن شقيقته..

 

كنتُ أبكي دون توقف وأنا أندب حظي وحماقتي وأشتم غضبي.. لقد أتت سيرنيتي إليّ بوقت غير مناسب بتاتاً.. كنتُ اكتشفت الحقيقة المقرفة وكان غضبي يُعميني.. وبسبب حماقتي أفرغت غضبي على جميلة قلبي الرقيقة...

 

عندما هدأت من البكاء حاولت أن أفكر بطريقة للتودد إليها.. وخطرت على بالي فكرة رائعة سوف أُنفذها الليلة..

 

كنتُ طيلة النهار أترقب بحماس حلول الليل لأذهب إلى جميلة قلبي سيرنيتي.. رغم أن الملك أخبرني بعد الظهر بأنني سأذهب غدا برفقة أروس إلى قصر كلاي إلا أنني لم أُزل فكرتي من رأسي وقررت أن أذهب لأراها بعد أن ينام الجميع..

 

وطبعا اندهشت عندما علمت بأن الملك لايسن يحب الأميرة فورتونا.. حسنا أنا والقائد أروس عرفنا فورا ولكن لا نمتلك الجرأة لنقولها بوجهه وتركناه يظن بأننا صدقنا سبب تغيره ومحاولته للتقرب منها من أجل طفله..

 

وعندما ظهر القمر في السماء ونام الجميع تسللت من غرفتي وخرجت من القصر دون أن ينتبه لي أحد من الحراس وركضت بسرعتي الخارقة متجها إلى قرية الذئاب الدموية..

 

استخدمت سحري حتى أُخفي رائحتي وتسللت بهدوء خلف القصر واستخدمت حاسة الشم لدي حتى أتتبع رائحة جميلتي وبدأت أتسلق الحائط والجدران والشرفات حتى وصلت إلى وجهتي..

 

قفزت على الشرفة بخفة وابتسمت بسعادة.. مشيت بخطوات بطيئة ودخلت إلى الغرفة.. وقفت ونظرت أمامي بنظرات حنونة وأنا لا أستطيع تصديق عيناي لأنني أخيرا رأيت جميلتي...


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

كانت نائمة على الجانب الأيسر من السرير العريض وكان الجانب الأيمن خاويا.. اقتربت ببطء وأزلت الغطاء عنها بخفة وبلعت ريقي بغصة.. اللعنة لقد كانت عارية.. عارية تماماً..

 

نظرت بجوع إلى جسدها وفورا شعرت بعضوي الذكري ينتصب.. اللعنة أنا أريدُها.. أريدُها وأرغبها بجنون.. هي لي.. لي أنا فقط...

 

" أععععععععععه.. ممممممممممممم... "

 

استفاقت سيرنيتي وعندما رأتني صرخت برعبٍ حقيقي وفورا وضعت يدي على فمها كي أكتم صرختها.. كانت تتأملني بفزعٍ كبير وهذا أحزنني جدا.. جلست على طرف السرير بجانبها وقلتُ لها بهمس

 

" لا تخافي سيرنيتي.. أنا لن أؤذيكِ.. صدقيني.. أتيت لأراكِ و.. ونتكلم "

 

هدأت ونظرت إليّ بشك.. تأملتها بحزن وقلتُ لها بهمس

 

" سوف أُبعد يدي عن فمكِ.. فقط رجاءً لا تصرخي.. أعدُك أنا لن أؤذيكِ "

 

أشارت لي بعينيها موافقة وفورا أزلت يدي عن فمها.. رفعت جسدها وبسرعة سترت نفسها بالغطاء ونظرت إليّ بترقب وبخوف..

 

تنهدت بحزن وقلتُ لها بنبرة متألمة وبندم حقيقي

 

" أنا أعلم بأنني ألمتكِ وجرحتكِ وأذيتكِ كثيرا.. لكن ذلك لم يكن في يدي.. في الليلة التي رأيتكِ بها في غرفتي كانت أسوء ليلة عُشتها في حياتي كلها.. كنتُ حزيناً ومصدوماً وغاضباً بسبب معرفتي لحقيقة من هم أهلي الحقيقيين.. و.. وكنتُ غاضباً و أتألم بشدة بسبب اكتشافي بما عانتهُ والدتي لوسيا.. لقد.. لقد.. "

 

قاطعتني سيرنيتي قائلة بهمس

 

" أعلم.. لقد أخبرتني لوسيا بما.. بما حدث في تلك الليلة "

 

نظرت إليها بدهشة وهمست قائلا بذهول

 

" حقا!!.. أمي لوسيا أخبرتكِ بالحقيقة؟! "

 

نظرت سيرنيتي إليّ بحزن وقالت

 

" نعم.. أخبرتني كامل الحقيقة وما حدث معها ومع ألفا كلاي.. رغم أنني أعلم بأن شقيقي كلاوديوس قد أخطأ لأنه ساعد ذلك النذل ستيفن.. ورغم أنني شعرت بالصدمة وحزنت على ما فعله.. إلا أن ذلك لا يُعطيك الحق بفعل ما فعلتهُ بي.. أنا لا ذنب لي بأخطاء شقيقي.. أنا لم أساعد ذلك الحقير كي يُصبح منيعا على سحر لوسيا ويفعل ما فعلهُ بها.. أنا لم أكن أعرف حتى بما اقترفهُ أخي.. لقد دمرتني.. سمعت؟.. دمرتني بالكامل "

 

سالت دموعها على وجنتيها بألم وأغمضت عينها وقالت لي بتعاسة

 

" جعلت مني أداة لانتقامك الذي لم يرحمني.. ألمت روحي قبل جسدي خاصة وأنتَ تعلم بأنني رفيقتك المُقدرة "

 

تنهدت جميلتي بأسى وتابعت قائلة بهمس

 

" أرجوك اذهب من هنا.. اذهب ولا تعد إلى هنا مرة أخرى.. أنا لا أريدُ منك شيئا ولا أرغب كذلك برؤيتك.. ولا تخف أنا لم أُخبر لوسيا بأنك رفيقي المُقدر.. ولن أخبر أحدا بذلك مهما حييت "

 

شعرت بغصة مؤلمة تفتك في قلبي وفي روحي.. هي محقة بما قالته.. لكن سأكون ملعونا إن تركتها...

 

اقتربت منها أكثر واحتضنتها إلى صدري.. انتفضت برعب بين يدي وحاولت أن تبتعد عني لكن احتضنتُها بتملُك وهمست قائلا لها بحنان

 

" هششش.. اهدئي.. أنا أعدُكِ أنني لن أؤذيكِ مجددا.. "

 

استكانت بين يداي وأجهشت بالبكاء.. وضعت رأسها على قلبي وأرحت رأسي على رأسها وأغمضت عيناي بحزن بينما كنتُ ألمس ظهرها وأشدد عناقي لها قائلا

 

" لا تبكي أرجوكِ.. أنا آسف.. أسف جميلتي.. آسف على كل ما فعلتهُ بكِ.. سامحيني أرجوكِ.. سامحيني جميلة قلبي "

 

ارتعش جسدها بعنف بين يداي وبكت أكثر وشهقاتها ألمت روحي.. قبلت رأسها برقة وهمست لها قائلا

 

" أنا لستُ مثل أي شخص قابلتهِ يوماً.. هل تعلمين لماذا؟.. لقد فتحت عيناي على هذه الدنيا وكنتُ منبوذا من الجميع باستثناء لوسيا و لايسن.. كانوا في المملكة يكرهونني لأنني جني وكانوا يؤلمونني بكلماتهم السامة ويعاملونني جميعهم بسوء.. حاولت لوسيا المستحيل لكي تجعلني سعيدا وأنا شخصيا اكتفيت بحبها لي.. لكن عندما عرف الملك لايسن بالصدفة بما أُعانيه من شعبه عاقب الجميع على تصرفاتهم السيئة معي وحولني إلى مصاص دماء وبدأ يُعلمني القتال والمبارزة ويهتم بي أكثر.. وفي يوم جعلني قائدهُ الثاني واستطعت أن أكسب احترام ومحبة الجميع لي "

 

تنهدت بعجز وتابعت قائلا لها بحزن

 

" لوسيا كانت بالنسبة لي أمي.. كانت عالمي الجميل.. عندما اكتشفت اختفائها من القصر في ذلك اليوم شعرت برعبٍ كبير وخاصةً عندما رأيت ثياب ذلك النذل أسفل الشجرة قرب القصر.. لا تتخيلي كم تألمت عندما رأيتُها مرمية فاقدة الوعي على سرير ذلك الحقير وجرح عميق وكبير في كتفها.. شعرت بعالمي ينهار بسبب رؤيتي لها بهذا المنظر.. وفجأة اكتشفت الحقيقة.. "

 

شهقت بقوة وتابعت بمرارة قائلا

 

" اكتشفت الحقيقة التي أخفتها عني لوسيا لسنوات طويلة.. لم أستطع أن أستوعب ما حدث لها.. كان الألم يحرق قلبي و روحي عليها.. وعندما ذهبت إلى القصر ورأيتكِ في غرفتي وعرفت بأنكِ شقيقة كلاوديوس.. حينها تملكني غضب أعمى بصيرتي.. "

 

سالت دمعة حزينة على وجنتي وتابعت بغصة قائلا

 

" تألمت أكثر منكِ بسبب ما فعلتهُ بكِ.. كنتُ أعلم أن لا أحد معكِ في تلك الفترة ولا أحد سوف يُخفف من معانتكِ.. وأنا أعلم بأنني تصرفت معكِ بحقارة لكنني نادم.. نادم جدا صدقيني.. لكنني أعدُكِ أنا معكِ الآن ولن أترككِ أبداً.. أفهميني أرجوكِ.. أنا لن أؤذيكِ ولن أجعلكِ تُعانين بسببي مجددا.. أنا لن أقوى على فعل ذلك بكِ مجددا ولن أقوى على جرحكِ.. أنا لن أقوى على فعل شيء يؤلمكِ ويحزنكِ ويؤذيكِ بعد الآن.. أنا أعلم بأنه مجرد كلام الآن لكن صدقيني أرجوكِ.. فقط أعطني فرصة واحدة حتى أثبتُ لكِ صحة ما أقولهُ.. فقط فرصة واحدة أطلبها منكِ الآن "

 

رفعت سيرنيتي رأسها وابعدت رأسي ونظرت إليها.. كانت تبدو ضعيفة أمامي لكنها اصطنعت القوة ونظرت إليّ بعدم التصديق وضحكت باستهزاء وهي تمسح دموعها بكف يدها وقالت بألم

 

" الآن تطلب أن أعطيك فرصة حتى تتقرب مني.. بعد ماذا؟!!.. بعد أن شوهتني ودمرتني وأحرقت روحي بيديك!! "

 

حاولت أن تبتعد عني لكنني جعلتها تتسطح على ظهرها وحاصرتها بجسدي وقلتُ لها بصوتٍ خشن ممزوج بالخوف من فكرة ابتعادها عني إلى الأبد

 

" أنا أعلم بأنني أخطأت بتصرفي معكِ وأنا هنا لأعتذر منكِ.. ولن أسمح لكِ بالابتعاد عني سيرنيتي.. ليس بعد اليوم.. أنتِ لي وأنا لكِ مهما أنكرتِ ذلك.. لقد سبق وأنكرت الأمر لكنني لم أعد أقوى على فعل ذلك بعد اليوم "

 

قربت وجهي منها وقبلتها بتملك.. كانت تضرب صدري بقبضتيها وهي تُخرج أنين رافض  من فمها وهي تهز رأسها تحاول أن توقف تقبيلي لها..

 

جمدت رأسها بيدي اليمنى وبدأت بتعميق قبلتي لها.. كنتُ أمتص شفتيها بجوع وعندما استكانت بين يداي تحولت قبلتي إلى هادئة وشغوفة..


 

انتباه: مشهد جريء**

 

 

شعرت بيديها على عنقي وبدأت تداعبه بأناملها.. تأوهت بجنون وأبعدت غطاء السرير عن جسدها وبدأت بمُداعبة صدرها بيدي.. انتصب عضوي الذكري أكثر عندما سمعت تأوهاتها الجميلة..

 

أبعدت يدي عن صدرها ووضعتها خلف ظهرها ورفعت جسدها قليلا وفصلت القبلة وبدأت بتوزيع قُبلاتي على عنقها وأمتصه بجنون..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

كانت مستسلمة لي وشعرت بسعادة لا توصف.. بدأت بتقبيل حلمات صدرها و ألعقهم بجنون وهي لم تتوقف عن التأوه بمتعة..

 

جعلتُها تستلقي على ظهرها على الفراش وبدأت أُزيل ملابسي وأرميها عشوائيا على الأرض.. عندما انتهيت تأملت جسدها بعيوني بشهوة مُميتة وبدأت بتقبيل فخذها مكان العلامة..

 

شعرت بجسدها يرتعش بقوة أسفلي وبدأت بمُداعبة مهبلها بيدي.. كنتُ أُقبل مكان العلامة وبدأت أصعد بقبلاتي وبدأت ألحس منطقتها بلساني.. كنتُ في قمة سعادتي لأنها مستسلمة بين يداي وتركتني أفعل ما يحلو لي معها وحتى لا تمنعني قررت أن أمارس معها الحب بسرعة..

 

رفعت جسدي وحاوطها به وبدأت أقبلها بنهم وبيدي الأخرى أمسكت عضوي الذكري والمنتصب ووجهته إلى فتحتها وأدخلته برقة.. تقوس ظهرها وأنين متألم خرج من بين شفتيها..

 

توقفت عن دفع عضوي بداخلها حتى تعتاد قليلا عليه وعاودت دفعهُ ببطء حتى دخل بكامله..

 

تأوهت بمتعة وبدأت بمُداعبة صدرها بكلتا يداي وبدأت أدفع بداخلها ببطء.. لم أكن أريد أن أكون عنيفا معها كما فعلت في السابق.. أردت أن أريها حُبي لها هذه المرة.. و لساعتين متتاليتين لم أتوقف عن ممارسة الحب معها بشغف وبحنية..

 

وهذه المرة أفرغت سائلي بداخلها لمرتين.. نعم فعلت ذلك و برحابة صدر وبداخلي تمنيت أن تُصبح سيرنيتي حاملا مني.. حامل بطفلي...

 

انتهى المشهد الجريء**

 

 

مارست معها الحب بعاطفة وحنان كبيرين وعندما انتهينا رأيتها تتأملني بحزن.. شعرت بالحيرة ونظرت إليها بتساؤل.. ابتعدت عني و بإرهاق وقفت وقالت لي وهي تسير ببطء وتدخل إلى الحمام

 

" هل اكتفيتَ الآن من عاهرتك؟.. إن اكتفيت يمكنك الذهاب وعدم العودة من جديد لأنني لا أرغب برؤيتك مجددا "

 

ثم رفعت يدها التي بها تلك السوار وقالت بغصة

 

" لا تقلق أنا لن أُصبح حاملا منك.. فبفضل هذا السوار لن أستطيع أن أحمل منك.. يبدو أنه غاب عن بالك في المرة الأولى عندما قذفت سائلك على جسدي أن هذا السوار سحري يمنع عني قوتي.. تذكر هذا السوار يمنع عني التحول ويمنعني كذلك من الحمل.. والآن الأفضل عندما أخرج من الحمام أن لا أراك أمامي "

 

ودخلت سيرنيتي إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها بهدوء.. كنتُ أنظر إلى الباب بصدمة وشعرت بحزنٍ كبير.. هل ظنت أنني مارست معها الجنس لأنها عاهرتي؟!!..

 

شعرت بألمٍ كبير في صدري وبدأت أرتدي ملابسي وقررت أن أذهب و أتركها قليلا حتى ترتاح وغدا في المساء سوف أتي مجددا لرؤيتها.. أنا لن أستسلم أبدا ولن أتركها أبدا...

 

 

 

سيرنيتي**

 

 

 

بعد الغذاء رافقتني لوسيا إلى الغرفة التي خصصتها من أجلي.. جلست بجانبي على الأريكة وقالت بحزن

 

" لا أعرف ما فعلهُ بكِ إيفوس.. ولكن أريدُكِ أن تعرفي أولا الحقيقة الكاملة مني بسبب ما اقترفهُ بحقكِ.. ربما تعرفين السبب الحقيقي لماذا تصرف معكِ بهذه الطريقة.. أنا لا أريد أن أبرر تصرفاته معكِ لكن أريدُكِ أن تفهمي وتعرفي مني ما حدث له.. وبعدها ربما تُخبريني ما فعلهُ بكِ "

 

تنهدت لوسيا بحزن وبدأت تخبرني بالتفصيل ما حدث لها سابقا وخاصة في ذلك النهار الذي أنقذها به إيفوس.. في مساء ذلك اليوم بالتحديد تم إرسالي إلى غرفته كهديةٍ له... توقيت سيء فعلا.. أنا لا أُبرر له ولكن فعلا حظي كان سيئاً..

 

عندما انتهت لوسيا من سرد الحقيقة الكاملة لي كنتُ أبكي بألمٍ شديد على ما عانته.. كما أنني كنتُ أشعر بالصدمة الشديدة لأنني اكتشفت أن ما أصابها يعود بسبب مُساعدة شقيقي كلاوديوس لذلك القذر ستيفن..

 

عانقت لوسيا وشرعت أبكي بشدة.. كانت تُربت على ظهري وتواسيني بدل أن أفعل لها ذلك.. إنها امرأة عظيمة بالفعل.. عندما هدأت من البكاء رفعت رأسي ونظرت إليها بحزن وقلتُ لها بمرارة

 

" أنتِ لم تكرهيني كما فعل إيفوس لأنني شقيقة كلاوديوس؟ "

 

ابتسمت لوسيا بحنان وأجابتني

 

" بالطبع أنا لا أكرهكِ حبيبتي.. أنتِ لا ذنب لكِ على الإطلاق بسبب ما فعلهُ شقيقكِ.. كما أنكِ ابنة أعز صديقة لي.. والدتكِ سيتكا كانت أعز صديقة لي هي والأميرة فيري "

 

وبدأت تخبرني عن والدتي وكيف التقت بها عندما ذهبت برفقة الأميرة فيري إلى قرية المتحولين ليساعدوا الأميرة بإيجاد حلٍ لها كي لا تموت وهي تلد وإيجاد حل لمنع لعنة والدها التي ألقاها على زوجها وشعبه في حال ماتت وهي تلد..

 

ولكن للأسف لم يستطيعوا أن يجدوا حلا لها.. ومنذ ذلك الوقت أصبحت أمي رفيقة لـ لوسيا.. كانت تأتي لوسيا لزيارتها خاصة بعد وفاة الأميرة فيري وموت الملك مالون.. ولكن انقطعت صداقتهم عندما دخل العمالقة إلى قرية أمي وأخذوها كجارية لوالدي..

 

تنهدت لوسيا بحزن وقالت

 

" عندما عرفت بما حدث لها لم أستطع مساعدتها كنتُ في تلك الفترة أهتم بـ لايسن.. كان مجرد مُراهق.. وبعد فترة طويلة سألت عنها وأخبروني بأنها ماتت وشعرت بالحزن عندما عرفت بموتها بطريقة غامضة.. ولم أستطع أبدا أن أذهب إلى مملكة العمالقة السحرة لرؤيتكِ والتعرف عليكِ بسبب الخلافات القائمة بين شقيقكِ ولايسن "

 

ثم تأملتني بجدية وقالت

 

" والآن أريدُكِ أن تُخبريني بما حدث معكِ وبالتفصيل الممل.. وكيف أصبحتِ هدية لابني التيس إيفوس؟ "

 

ابتسمت لها بحزن وبدأت أُخبرها بما حدث ولكن طبعا أخفيت عنها بأن إيفوس هو رفيقي المُقدر.. لم أردها أن تعرف كي لا تُشفق عليّ أكثر.. لم أردها أن تعرف كم أنا بائسة وتعيسة لأنه رفيقي وعاملني بتلك الطريقة.. عندما انتهيت نظرت إليّ بحزنٍ شديد ثم لمعت شرارات الغضب في عينيها وقالت بغصة

 

" ابني إيفوس عاملكِ بتلك الطريقة الشنيعة؟!!! "

 

لم أستطع أن أنطق واكتفيت بهز رأسي موافقة.. شهقت بصدمة و وقفت ونظرت بدهشة إليّ وقالت لي بأسف

 

" يا للهول حبيبتي.. أنا آسفة.. آسفة لما مررتِ به على يد ابني الأحمق "

 

نظرت إليها بحزن وهمست قائلة

 

" لا تتأسفي سيدتي.. فلا ذنب لكِ بما فعلهُ بي "

 

جلست بجانبي وعانقتني بشدة إلى صدرها وقالت بحزنٍ كبير

 

" بل ذنبي أنا لأنني لم أجد تربيته.. أعدُكِ سوف أحميكِ منه و أُعاقبه على أفعاله.. لن أسامحه أبدا بسبب ما فعلهُ بكِ.. آسفة طفلتي "

 

انهرت أمامها وعانقتها بشدة وبدأت أبكي بلوعة و بحزنٍ كبير على حالي.. عندما هدأت طلبت مني لوسيا كي أستريح قليلا قبل العشاء إذ مضى الوقت ونحن نتكلم دون أن ننتبه..

 

أثناء العشاء كنتُ أنظر إلى ألفا كلاي و لوسيا.. ألفا كلاي كان رائع.. عاملني بعطف و بحنية وسألني إن كانت غرفتي مريحة.. شكرته بسعادة وبدأت أتأملهم.. هو يحب لوسيا كثيرا وتمنيت بداخلي أن يسامحوا أخي لأنه كان السبب بتعاستهم.. وتمنيت أيضا لو شقيقي لم يساعد ذلك المقرف ستيفن لكان كل شيء تغير..

 

ولكن لا أحد يستطيع أن يعود بالزمن إلى الوراء ويُصلح أخطاء الماضي.. عندما انتهى العشاء توجهت إلى غرفتي وقررت أن أنام..

 

استيقظت برعب ورأيت إيفوس أمامي.. ظننت في البداية أنني أرى كابوسا لكنني كنتُ مخطئة.. شعرت بذهولٍ شديد عندما بدأ يُبرر لي تصرفاته معي.. أنا أعلم أن توقيت التقائي به كان في النهار الخطأ ولكن ذلك لا يبرر له أفعاله وتصرفاته معي..

 

بكيت بألمٍ كبير وطلبت منه أن يذهب ولكن لكثرة غبائي استسلمت له رغما عني.. استسلمت له بسبب قلبي الخائن.. كنتُ قد وعدت نفسي أن أكون قوية وأنساه ولكن لغبائي تركته يمارس معي الحب و برضاي الكامل..

 

نعم علمت بأنه مارس معي الحب وليس الجنس فهو لم يتوقف عن الهمس لي بينما كان يضاجعني برقة أفقدتني عقلي

 

" لي.. جميلتي لي.. أنتِ جميلة قلبي.. أنتِ لي.. لي.. "

 

و كالحمقاء شعرت بسعادة لأنه ناداني بتلك الكلمات الجميلة.. أنا لم أعد قبيحة بنظره.. عندما انتهى من ممارسة الحب معي شعرت بالحزن من نفسي.. هل أنا رخيصة إلى تلك الدرجة حتى استسلمت له بسهولة؟!!.. لقد أصبحت فعلا عاهرته وبرضاي أيضا..

 

شعرت بالغضب من نفسي فأنا لم أسامحه بعد فكيف بمجرد قبلة منه استسلمت له.. وقفت وكلمته ببرود وطلبت منه في النهاية أن يذهب ولا يعود إلى هنا لأنني لا أرغب برؤيته..

 

دخلت إلى الحمام وأغلقت الباب خلفي.. عندما شعرت بذهابه انهرت جالسة على الأرض وضممت ركبتاي نحو صدري وأخفيت وجهي بينهما وبدأت أبكي بحرقة وهمست بعذاب

 

" كم أنا غبية.. غبية.. لم أستطع مقاومته.. يجب أن أكون أقوى.. يجب أن لا أضعف أمامه مجددا "

 

عندما هدأت من عاصفة البكاء ولوم ذاتي وقفت وقررت أن أستحم.. ارتديت قميص نوم جلبته لي لوسيا سابقا وما أن قررت لأخلد إلى النوم سمعت طرقاتٍ خفيفة على الباب..

 

نظرت باتجاه الباب بدهشة..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

من سوف يطرق الباب بهذا الوقت المتأخر من الليل؟!..

 

" تفضل "

 

همست بقليل من الخوف لكن تنهدت براحة عندما رأيت لوسيا تدخل.. أغلقت الباب خلفها بهدوء واقتربت ووقفت أمامي وكتفت يديها أمام صدرها وقالت ببرود

 

" همممم.. هل أخيراً ذهب؟ "

 

فتحت عيناي على وسعها وشعرت بالاختناق وبدأت أسعل بقوة.. عندما هدأت نظرت إليها بتوتر وأجبتُها

 

" أممــ.. مــ.. من ذهب أخيرا؟!!.. "

 

تأملتني لوسيا بنظرات ماكرة وأشارت لي لأجلس على الأريكة وفعلت ذلك بسرعة.. جلست بجانبي وقالت بهدوء

 

" تعرفين جيدا عن من أتكلم سيرنيتي.. عن إيفوس.. "

 

نظرت إليها برعب وقلتُ لها بسرعة

 

" لا.. لم يكن هنا بالطبع "

 

ضحكت لوسيا بخفة وقالت بخبث

 

" لا تكذبي عليّ سيرنيتي.. إيفوس كان هنا والدليل على ذلك هو.. "

 

رفعت يدها اليمنى وأشارت على عنقي ثم أمسكت ذقني برفق وأدارت رأسي إلى اليمين ونظرت إلى عنقي بنظرات فخورة 


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند


ثم قالت بنبرة خبيثة

 

" أرى جيداً ما يوجد على عنقكِ.. حسنا لأنه يوجد الكثير والكثير من علامات الملكية أو لنقل عضات الحب والتي تكون ناجمة عن تقبيل أو امتصاص الجلد.. واضحة كوضوح الشمس على عنقكِ عزيزتي.. ثم لقد سمعنا جميعا في القصر تأوهاتكم المستمتعة لأكثر من ساعتين "

 

أفلتت ذقني وأخفضت رأسي خجلا.. شعرت بإحراجٍ كبير وتحول وجهي إلى اللون الأحمر بكامله.. ولم أستطع أن أُجيبها بكلمة واحدة.. قهقهت لوسيا بخفة ثم قالت

 

" لماذا أخفيتِ عني بأن ابني إيوس هو رفيقكِ المُقدر سيرنيتي؟ "

 

رفعت رأسي بسرعة ونظرت إليها بصدمة وحاولت أن أكذب قائلة بتلعثم

 

" لــ.. لا.. لا.. هو.. ليـ.. ليس رفيقي المقدر و.. "

 

قاطعتني قائلة بسرعة

 

" لا تكذبي عليّ سيرنيتي.. أنا أعلم جيدا أنكِ كمتحولة لن تسمحي لأحد بلمسكِ إن لم يكن برضاكِ وإن لم يكن رفيقكِ المُقدر.. وبسبب سماعي لأنينكِ المستمتع علمت بأن إيفوس هو مايت الخاص بكِ.. أي هو رفيقكِ المُقدر "

 

نظرت إليها بأسف وأجهشت فورا بالبكاء ورميت نفسي بحضنها وقلتُ لها بمرارة

 

" سامحيني أرجوكِ.. لم أقصد أن أكذب عليكِ وأُخفي الأمر عنكِ.. شعرت بالعار من نفسي.. ولم أكن صريحة معكِ لأنه لا يريد أن يعلم أحد بأنني رفيقتهُ المقدرة.. أنا آسفة لم أستطع أن أمنعه.. عن.. عن.. هو.. هو.. "

 

عانقتني لوسيا أكثر وضمتني إليها وهي تُربت برقة على رأسي وتمسح شعري قائلة

 

" أعلم حبيبتي.. أعلم.. أنا أعرف بأنكِ لم تستطيعي منعه لأنه رفيقكِ المقدر.. ثم يا له من غبي هل ظن فعلا أننا لن نسمع تأوهاتكم؟!.. لقد عرفت فورا أنا و كلاي الحقيقة.. وسوف نساعدكِ حتى تجعليه يركع أمامكِ ويطلب مسامحتكِ بطريقة لبقة "

 

توقفت عن البكاء ورفعت رأسي بسرعة ونظرت إليها بدهشة.. ابتسمت لوسيا ابتسامة حنونة ومسحت دموعي وقالت

 

" نعم.. لقد قررت أنا و كلاي أن نساعدكِ.. لذلك عندما عرفت أنه ذهب صعدت حتى أراكِ ونتكلم.. لدي خطة سوف تجعلهُ يندم أشد الندم على ما فعلهُ بكِ.. رغم محبتي الكبيرة له إلا أنني لم أسامحه على ما اقترفهُ بحقكِ.. لذلك اسمعيني جيدا ولا تعترضي على ما سنفعلهُ به.. مفهوم؟ "

 

أشرت لها برأسي موافقة بسعادة ولساعة كاملة كانت تخبرني ما سنفعله به.. رغم خوفي إلا أنني لم أعترض ووافقت على كل كلمة قالتها لي لوسيا.. بعد ذهابها ولأول مرة منذ زمن أنام وأنا أبتسم بسعادة لا توصف.. مسكين إيفوس لا يعرف ما ينتظره.....

 

 

لايسن**

 

كنتُ أقف في الغابة وأنا شارد بتفكيري بعمق.. بعد خروجي من الغرفة قررت أن أتمشى قليلا حتى أُصفي ذهني وما يدور من أفكار به.. ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أتذكر مدى سعادتها الليلة..

 

لأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة.. السعادة الحقيقة.. فقط لأنني جعلت متوحشتي الجميلة تبتسم بسعادة وخاصةً لي.. أحببت هذا الشعور الجديد بداخلي.. لم أكن أعرف ما تعنيه السعادة إلا الليلة...

 

فجأة شعرت بحركة وتأهبت لأي هجوم ولكن هدأت عندما استنشقت رائحة كلايتون ورائحة دماء بشري معه.. يبدو أنه ذهب إلى عالم البشر كما أمرته.. بعد دقائق رأيتهُ أمامي وهو يحمل جسد امرأة على كتفه.. اقترب ووقف أمامي وقال باحترام

 

" جلالة الملك.. لقد جلبت ما طلبتهُ مني.. هذه المرأة هي أهم صانعة للمجوهرات في القرية التي ذهبت إليها.. لقد استخدمت قوتي وأمحيت ذاكرة عائلتها عنها وعلى جميع السكان في القرية.. لن يتذكرها أحد.. تأخرت لأنه لم يكن سهلا أن أتوجه إلى كل منزل في تلك القرية وأمحي ذاكرتهم عنها.. ماذا تريدني أن أفعل بها الآن؟! "

 

نظرت إليها ورفعت يدي واستخدمت سحري عليها لكي أُخفي رائحة دمائها عن شعبي وقلتُ له بأمر

 

" خذها إلى تلك الغرفة التي خصصتها لأجلها وانتبه جيدا لكي لا يراك أحد.. وفي الصباح عندما تستيقظ هذه البشرية لا تُخيفها فقط أُطلب منها أن تفعل ما أمرتُك به "

 

أجابني موافقا وركض باتجاه القصر.. تنهدت بحزن وهمست قائلا

 

" أتمنى أن يسير كل شيء كما أريده وليس العكس.. أتمنى ذلك فعلا... "

 

استدرت وقررت أن أعود إلى غرفتي.. كنتُ حتى طلوع الفجر أجلس على طرف السرير وأنا أمسك بخفة بيد فورتونا وأتأملها بحزن..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

تنهدت برقة وفكرت بحزن.. يا ليتها تُحب ولو قليلا الوحش.. فقط لو تُحبني ولو قليلا.. هذا كل ما أتمناه..

 

ولكن كيف لها أن تُحبني بعد كل ما فعلتهُ بها؟!!.. فكرت بذلك بحزن وعندما حل الصباح قررت أن أتركها وتوجهت إلى الحظيرة لأرى أسودي وحصاني المُجنح رايجين..

 

قضيت ساعة برفقة أسودي أشكي لهم همي.. أسودي هي الوحيدة التي تفهمني ولا تُخالفني الرأي أو تعترض أو تُخبر أحداً بمشاعري...

 

نظرت إلى حصاني رايجين واقتربت منه وكلمتهُ بينما كنتُ أُداعب رأسه برقة

 

" ما رأيك أن نذهب في نزهة أنا وأنتَ فقط؟ "

 

صهل رايجين بقوة وكأنه فهم ما قلته له وهز رأسه علامة الموافقة.. حسنا سلالة البيغاسوس هي أحصنة ذكية جدا وتستطيع أن تفهم كل كلمة نتفوه بها أمامها.. ابتسمت بسعادة لحصاني و أخرجته من الحظيرة وتركته يركض بحرية قليلا بمفرده


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

ثم اقتربت منه وامتطيته بخفة.. ركض بسرعة ثم رفع أجنحته وحلق بعدها في السماء..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

كنتُ أنظر أمامي برضا وأمرته قائلا بعد مدة أن يعود إلى القصر.. فجأة ومن بعيد رأيت متوحشتي الجميلة تقف في ساحة القصر وهي ترفع رأسها ناحيتنا... ابتسمت بخفة وأمرت رايجين كي يحط أمامها..

 

وقف رايجين وقفزت بسرعة عن ظهره.. وقفت ونظرت إلى أميرتي.. كانت تتأمل حصاني بدهشة وهي تبتسم بسعادة ثم اقتربت منه وسألتني بهمس

 

" هل أستطيع مداعبة رأسه؟.. إنه جميل.. جميل جدا.. لا أستطيع التصديق بأن هناك حصان وليده أجنحة بهذا الجمال "

 

اقتربت منها و الابتسامة لم تفارق ثغري وقلتُ لها

 

" نعم إنه جميل.. ونعم يمكنكِ أن تداعبي رأسه.. هو لن يؤذيكِ "

 

رفعت يدها اليمنى بتردد ونظرت إليّ ببعض من الخوف.. ابتسمت لها بوسع وطمأنتها بنظراتي وأشرت لها لتداعب رأسه.. قربت يدها من رأسه وعندما داعبته ضحكت بسعادة وقالت بفرحٍ طفولي

 

" إنه رائع.. لقد أحببتهُ جداااااا "

 

ضحكت بخفة ثم سألتها

 

" هل تريدين أن تمتطي رايجين وتذهبي في جولة؟ "

 

نظرت فورتونا إليّ بعدم التصديق وهتفت بسعادة قائلة

 

" حقا!!.. يمكنني فعل ذلك؟!.. لكن طبعا ليس بمفردي لأنني لا أعرف كيف أمتطي حصان.. سوف تأتي معي أليس كذلك؟ "

 

" بالطبع "

 

أجبتها بسعادة وفورا أمسكتها من خصرها ورفعتها بخفة ووضعتها على ظهر رايجين وقفزت بسرعة وجلست خلفها.. ركض بسرعة الريح وبحرية ثم رفع أجنحته وطار بنا عاليا في السماء..

 

كانت فورتونا تضحك بسعادة وهي تُشير لي بيدها ناحية الممالك وتسألني عنها.. كنتُ أجيبُها لمن تنتمي تلك الممالك وعندما أشارت لي على واحدة من بعيد ناحية الشمال أجبتها بغصة بأنها مملكة جدها..

 

سكتت فورتونا ثم طلبت مني فجأة أن نعود إلى القصر لأنها تشعر بدوار.. ودون تردد استجبت لطلبها..

 

أنزلتها بخفة عن ظهر رايجين وطلبت من أحد حراسي كي يدخلهُ إلى الحظيرة.. يجب أن أبني له إسطبل قريبا فكرت بذلك وأنا أرى فورتونا تدخل إلى القصر.. علمت بأنها حزينة وعرفت بأن السبب يعود عندما رأت مملكة جدها ولم أرد أن أعرف السبب كي لا يتعكر مزاجي..

 

في الظهيرة دخل أروس إلى مكتبي وقال

 

" لايسن.. ريغ هنا في الزنزانة كما أمرت برفقة إيفوس وكلاي والحراس.. كلاي رفض أن يتم أخذه ونجلبه إلى غابيغا من دونه.. ماذا تريدنا أن نفعل؟ "

 

وقفت بسرعة وقلتُ له

 

" اتبعني "

 

عندما دخلت إلى زنزانة ريغ نظرت إليه بقرف.. كان هادئ وهو يجلس على الأرض مُكبل اليدين والساقين و إيفوس يقف على يمينه بينما كلاي على يساره والحراس يحاوطونه..

 

أمرت الحراس بالخروج وعندما ذهبوا وقفت أمام ريغ وقلتُ له بحدة

 

" يبدو أن اليوم سيكون نهار سعدك ريغ "

 

رفع رأسه ونظر إليّ بحقد قائلا

 

" ولماذا سيكون نهار سعدي؟!.. هل لأنك سوف تقتلني وحش الجبل؟.. إفعلها بسرعة.. لا يهمني بتاتاً إن قتلتني "

 

ضحكت بشر وعندما هدأت قلتُ له بسخرية

 

" أوه لا.. لقد أخطأتَ التفكير ريغ.. اليوم فعلا سيكون نهار سعدك.. سوف تضاجع أحدا بعد هذه الفترة الطويلة.. لا بد أن يدك ألمتك كثيرا وأنت تستمني في الزنزانة بمفردك طيلة هذه السنوات التي كنتُ بها مسجونا.. لكن اليوم سوف يتغير ذلك.. سوف تُضاجع ستيفن اللعين.. وأريدك أن تتحول لذئبك أيضا وتضاجعه.. إياك أن تسمح له ليتحول لذئبه وإلا قتلتك.. فهمت؟ "

 

نظر إليّ بعدم التصديق ثم ابتسم بسعادة قائلا

 

" أنتَ لا تمزح معي صحيح؟!.. إن كنتَ لا تمزح أنا موافق.. تبا عضوي الذكري يؤلمني جدا.. كما لقد مضت فترة طويلة جدا ولم أدخله بمهبل أو فتحة مؤخرة ضيقة "

 

ضحكت بقوة ثم قلتُ له بجدية

 

" ستفعل اليوم صدقني.. وأنا لا أمزح.. لكن عندما تنتهي منه سوف تعود برفقة كلاي ويتم سجنك مجددا في تلك الزنزانة.. أي محاولة للهروب رأسك سوف يطير من مكانه "

 

ضحك بقوة وقال

 

" هاهاهاها..  لا تقلق وحش الجبل فأنا لن أهرب.. لقد أرسلتَ جيشا بكامله لكي يجلبني إلى هنا.. في النهاية لا مانع لدي من العودة إلى تلك الزنزانة الحقيرة ما دمتُ سأضاجع أحد أخيرا "

 

نظرنا جميعا إليه بقرف ورأيت كلاي يتأملني بقليل من الندم.. أشرت له لكي يتبعني وتركت ريغ برفقة أروس و إيفوس فأنا لا أثق به ربما حاول الهروب.. فهذه زنزانة عادية وليست من صنع الغيلان وقد يتحول ويهرب..

 

خرجت ووقفت في منتصف الممر وكلمت كلاي بنبرة هادئة

 

" لا تشعر بالندم عليه.. هو لم يرحمك ولم يشعر ولو بقليل من الندم على ما فعلهُ بك.. سوف ندخل الآن إليه وسوف أسأله مجددا إن كان سيرفض لوسيا.. إن إعترض سوف نرميه في الزنزانة برفقة ريغ وندعه يستمتع به.. يجب أن توافق على ذلك كلاي كي تستعيد لوسيا نهائيا إليك وتعيش بسعادة معها "

 

تأملني كلاي بحزن وقال

 

" هو شقيقي في النهاية رغم كل ما فعلهُ بي و بزوجتي.. لكن أنتَ مُحق.. إن كنتُ أريد أن أعيش حياةً طبيعية مع لوسيا يجب أن أوافق "

 

ربتت على كتفه بخفة وقلتُ له بتفهم


" لا تحزن.. أنا أعلم جيداً ما تمر به.. لكن من يعلم قد يُغير رأيه ويرفض لوسيا دون أن نحتاج لـ ريغ "

 

ولكن بالطبع ستيفن لم يفعل.. عندما دخلت إلى زنزانته برفقة كلاي استشاط من الغضب و بصق باتجاه كلاي وهتف بكره

 

" أنا لن أرفضها أبداااااااااا.. سمعت؟.. هي لي أيها القذر.. لي وإلى الأبد... "

 

تملك كلاي غضب رهيب وما أن حاول أن يهجم عليه أوقفته وقلتُ له

 

" اهدئ ولا تسمح لذلك الحقير أن يُغضبك ويستفزك "

 

ثم نظرت إلى ستيفن وقلتُ له بشر

 

" إذا حان الوقت حتى تستمتع بهديتي لك ستيفن "

 

فورا ظهر على وجهه معالم الخوف وهمس برعب

 

" ماذا ستفعل بي؟!.. ماذا ستفعل بي وحش الجبل؟! "

 

لم أُجيبه بل اقتربت منه وأخرجت السلاسل من الحائط وسحبته بعنف ليقف ثم سحبتُه خلفي خارج الزنزانة.. كان ينظر إلى شقيقه كلاي وهو يصرخ برعبٍ له

 

" كلاي.. أخبرني ما الذي ينوي أن يفعلهُ بي وحش الجبل؟!!... ساعدني... كلاي لا تدعه يؤذيني.... "

 

ظل كلاي جامداً في مكانه في الزنزانة ولم يخرج وتفهمت أسبابه.. ثم نظرت إلى ذلك القذر وهمست بكره

 

" حقير وجبان.. أعطيتُك فرصتين حتى ترفض لوسيا لكنك مع الأسف لم تغتنمها.. تحمل نتيجة قرارك "

 

جذبته خلفي حتى وصلت إلى زنزانة ريغ وفورا فتح الحراس لي الباب.. كان ريغ يقف في وسط الزنزانة وكان أروس قد فك قيوده مسبقا.. رميت ستيفن بعنف على الأرض وحط جسده أمام ريغ.. رفع ستيفن رأسه وعندما رأى من يقف أمامه صرخ برعبٍ كبير

 

" لا لا لا لا لا.. لاااااااااااااااااا... أخرجوني من هناااااااااااااااااااااا... لاااااااااااااااااا... "

 

حاول النهوض لكن ريغ كان قد جلس على ظهره وصفع مؤخرته وقال له بمرح

 

" أين ستذهب دُميتي.. سوف نستمتع جدا.. أعدُك بذلك.. واو لديك مؤخرة جميلة جداً دُميتي "

 

ضحكنا بقوة أنا و أروس و إيفوس وخرجنا من الزنزانة ولكن لم نبتعد كثيراً وقررنا أن نقف بجانب الزنزانة كي لا يحاول ريغ الهروب..

 

لأكثر من ساعة ونصف كانت صرخات ستيفن وبكائه المرير قد ملئوا القصر بأكمله حتى في النهاية لم يعد يقوى على الهمس.. وطبعا ريغ لبى أوامري له وتحول إلى ذئبه وضاجع ذلك اللعين.. لم أُشفق عليه أبدا فليتذوق قليلا بعض من الألم الذي ألحقه بـ لوسيا..

 

بعد مرور نصف ساعة سمعنا ريغ يصرخ بمتعة للمرة الرابعة وهو يقول

 

" تبا... كم فتحة مؤخرتك ضيقة أيها اللعين.. أخيرا بعض من المتعة الحقيقية.. هل غبت عن الوعي دُميتي.. استيقظ فأنا لم أنتهي منك بعد "

 

سمعنا صوت صفعات ثم شهقات خفيفة صدرت عن ستيفن وتلاها بكاء مرير وشهقاتٍ متألمة.. فجأة سمعناه يهمس باستسلام

 

" سوف أرفضها.. أعدكم سأفعل ذلك.. فقط أبعدوه عني أرجوكم... أتوسل إليكم أخرجوني من هنا.. سوف أرفضها.. سوف أرفضها.. صدقوني... "

 

وفورا أشرت للقائدين ليدخلوا برفقتي.. أبعدت ريغ عنه واعترض قائلا

 

" هاااااي.. لماذا أبعدتني عن هذا الوسيم؟!.. لماذاااااااااا؟.. أنا لم أنتهي منه بعد وحش الجبل.. ما زال عضوي الذكري منتصبا "

 

تأملته بنظراتٍ غاضبة ثم رفعت جسد ستيفن العاري ورأيت الدماء تخرج من فتحة مؤخرته ومن ظهره المليء بالخدوش وكان هناك عضة ذئب على كتفه.. كما علامة الأنياب كانت واضحة على كتفه..

 

ابتسمت برضا تام وأمرت قائداي كي يتكفلون بـ ريغ وسحبت ستيفن من السلاسل باتجاه زنزانته...

 

وضعت السلاسل في مكانها على الحائط ورأيت كلاي يرمي ملابس أمام شقيقه وقال له قبل أن يخرج بهدوء من الزنزانة

 

" غدا ستكون لوسيا هنا.. سوف ترفضها كرفيقةٍ لك أمامنا.. إن لم تفعل سوف نترك ريغ معك في الزنزانة لمدة شهرٍ كامل.. لذلك إن كنتَ تملك عقلا يُفكر سوف تفعل دون أي تردد وترفضها "

 

بعد ذهابه أمرت حارسي كي يساعده بارتداء الثياب وخرجت.. عاد كلاي إلى قريته برفقة أروس و إيفوس والحراس وطبعا ريغ.. وتوجهت إلى جناحي..

 

وقفت بصدمة عندما رأيت فورتونا تنتظرني أمام الباب


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

ثم أميرتي ابتسمت بخجل.. وقفت جامداً بأرضي أتأملها بنظرات عاشقة وحنونة


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

ثم ابتسمت لها بوسع ابتسامة نابعة من قلبي العاشق لها.. وكيف لي أن لا أبتسم لها وأنا أراها بهذا المنظر الجميل أمامي وأيضا تنتظرني؟!!..

 

نظرت إليها بحنان وسألتها

 

" هل هناك شيء ترغبين بقوله لي؟ "

 

فتحت عينيها وتأملتني بدهشة قائلة

 

" كيف عرفت؟! "

 

قهقهت بخفة وأجبتُها بصدق

 

" لأنه واضح على ملامحكِ.. هيا أخبريني ما الذي تريدينه؟ "

 

نظرت إلى عيناي بخجل وقالت

 

" في الأمس أخبرتني أن هناك مفاجأة لي في الصباح.. ولكن أصبحنا في الظهيرة ولم.. أعني.. حسنا.. ثم.. كما أنا أشتهي و بشدة تناول رقاقات البطاطس المقلية.. و أشتهي سندويشة محشوة بشرائح دجاج مقليّة و معها جبنة موتزاريلا و مايونيز "

 

فتحت فمي ببلاهة ونظرت إليها بعمق.. ما اللعنة؟!!.. ما الذي تفوهت به منذ قليل؟!!.. لأنني والجحيم لم أفهم كلمة.. رأيتُها تضحك على شكلي المذهول وبسرعة حمحمت وقلتُ لها بتوتر

 

" أعيدي ما قلتهِ لي للتو... لأنني فعلا لم أفهم كلمة واحدة تفوهتِ بها الآن "

 

ضحكت بقوة وأعادت جملتها كاملة لي.. نظرت إليها بغرابة وسألتها

 

" ما هي رقاقات البطاطس المقلية؟!!.. وما هو هذه السندويشة المحشوة بشرائح دجاج مقليّة و معها جبنة موتزاريلا و مايونيز؟!!... وما قصدكِ بأنكِ تشتهين تناولها؟!! "

 

ضحكت أكثر وعندما هدأت أجابتني بمرح

 

" لا أعلم كيف أشرح لك ما معنى أشتهي!.. لكن بسبب حملي أنا فجأة بدأت أرغب و بشدة بتناول أطعمة محددة.. هذا ليس ذنبي بل ذنب الطفل.. هو يريد تناول هذه الأطعمة وأنتَ يجب أن تجلبها لي.. ثم هذا طعام بشري أيضا رغم أنكم تأكلون مثلنا لكن هناك الكثير من الأصناف لا تعرفون بها "

 

" أوه... "

 

همست بدهشة وادعيت بأنني فهمتها.. اللعنة أنا لن أُخبرها أبدا بأنني لم أفهم كلمة واحدة تفوهت بها الآن.. ثم هل طفلي يعرف بطعام البشر؟!!.. كيف ذلك واللعنة؟!.. وكيف سأجلب لها ما طلبته؟!...

 

فكرت ماليا وقررت أن أسأل دينا عن الموضوع قبل أن أنفضح بأنني لم أفهمها.. ابتسمت لها بوسع وقررت أن ألهيها حاليا بمفاجأتي لها..

 

اقتربت منها وأمسكت بيدها وأخرجتها من الجناح وتوجهت إلى الغرفة الملاصقة له ناحية اليمين.. كانوا حُراسي يتأملونني بدهشة وفورا فتحوا لي الباب وأحنوا رؤوسهم أمامنا..

 

دخلنا إلى الغرفة وقلتُ لها وأنا أشير لها بيدي باتجاه اليسار

 

" هذه الأغراض كلها لكِ.. أما تلك ناحية اليمين فهي لي.. أتمنى أن يعجبكِ ما جلبته لكِ "

 

أفلتت يدي وركضت ناحية الأكياس وهتفت بسعادة وبدهشة كبيرة

 

" كل هذه لي؟!.. لي أنا!!... "

 

وقفت في وسط الغرفة وكتفت يداي وقلتُ لها بحنان

 

" نعم.. إنها كلها لكِ "

 

نظرت إليّ بدهشة ثم ابتسمت بخفة ثم استدارت وبدأت تفتح الأكياس واحدا تلو الآخر وهي تهتف بسعادة عندما ترى ما بداخلها..

 

فجأة قفزت وصرخت بقوة.. انتفضت بمكاني إذ ظننت أن شيئا أصابها وما أن كنتُ على وشك الركض ناحيتها تجمدت عندما رفعت فستان أبيض بين يديها وعانقته إلى صدرها وبدأت تدور حول نفسها وهي تصرخ بفرحٍ شديد قائلة

 

" ااااااااااع.. هذا أجمل فستان رأيته في حياتي.. أحببته جدااااااااااااااااا.. "

 

ابتسمت بسعادة بينما كنتُ أنظر إليها بعشق.. تبا أصبحت تلقائيا أبتسم لها ومن أعماق قلبي أيضا وليس إجبارا كما أخبرتني دينا أن أفعل.. اقتربت منها ووضعت يدي على خدها والغريب أنها لم تخف مني أو تحاول إبعاد وجهها من لمسة يدي..

 

نظرت إلى عينيها بحنية وقلتُ لها

 

" سأترككِ بمفردكِ قليلا وبعدها سأجلب لكِ ما طلبتي مني.. أعني تلك السندويشة والبطاطس المقلية و.. "

 

نظرت مباشرةً إلى عيناي وقاطعتني قائلة بهمس

 

" هل ذهبت إلى عالم البشر وابتعتَ لي كل هذه الملابس؟ "

 

عندما أجبتها موافقا تابعة قائلة بدهشة

 

" كيف عرفت مقاسي؟! "

 

شعرت بالتوتر وفورا أجبتها كما علمتني دينا

 

" أصبتُ التخمين مجددا "

 

ابتسمت فورتونا برقة وهمست قائلة

 

" شكرا لك "

 

شعرت بقلبي سيقفز من مكانه وحاولت جاهدا كي أمنع نفسي من تقبيلها الآن.. ابتسمت بخفة ثم أبعدت يدي عن خدها وخرجت بهدوء.. أمرت حراسي كي يرسلوا وراء دينا وتأتي إلى مكتبي على جناح السرعة..

 

دخلت دينا إلى مكتبي ونظرت إليّ بترقب .. أشرت لها بيدي لتجلس على المقعد أمامي وفعلت.. تأملت وجهي بتركيز وسألتني بلهفة

 

" هممم... أخبرني كيف كان العشاء الرومانسي؟!... هل فعلتَ كما أخبرتُك؟.. هل شعرت فورتونا بالسعادة؟.. هل أحبت الهدية؟.. هل أحـــ.. "

 

نظرت إليها ببرود وقاطعتُها قائلا

 

" هلا توقفتِ رجاءً عن طرح الأسئلة "

 

نظرت إليّ بتأسف وقالت

 

 " آسفة.. لكنني متحمسة جدا لمعرفة ما حدث.. لا تلمني فأنا متشوقة لمعرفة ما أحست به صديقتي.. وحاولت جاهدة اليوم لكي لا أذهب إليها حتى لا تشك بالموضوع وتعرف بأنني ساعدتك "

 

تنهدت بخفة وقلتُ لها

 

" أولا أريدُ أن أشكركِ و... "

 

جحظت دينا عينيها وقاطعتني هاتفة بصدمة كبيرة

 

" ماذاااااااااااااااااااا؟!!!.. دراكولا بنفسه يريدُ أن يشكرني!!!!!!!.... واوووووو... "

 

هززت رأسي بعجز وكلمت نفسي.. مسكين أروس رفيقتهُ المُقدرة مجنونة بالكامل.. ابتسمت بخفة وأجبتُها

 

" نعم صدقي.. أريدُ أن أشكركِ إذ كانت أمسية لا يمكن نسيانها.. وبفضلك جعلت فورتونا سعيدة.. كما أنها بدأت تتغير قليلا معي.. و... "

 

خرست فجأة عندما قفزت دينا واقفة وبدأت تصفق بيديها بسعادة هاتفة

 

" هذا رائع.. يايييييييييي.. أخبرتُك بأنها ستشعر بالسعادة لأن ذلك كان حُلمها.. "

 

ثم توقفت عن التصفيق والقفز وقالت لي بجدية

 

" الليلة سيد دراكولا يجب أن تأخذ فورتونا إلى باريس وتحديدا إلى منطقة تسمى بـ مارني لا فالي.. ديزني لاند تقع هناك.. لن تجد أي صعوبة بذلك استخدم سحرك فقط واذهب مباشرة إلى المكان الذي أريتُك إياه على النت في الأمس.. اليوم هو السبت وعندما استخدمت الإنترنت في الأمس ونحن في القرية علمت أن ديزني لاند في باريس أيام الأحد والسبت خاصةً  تبقى مفتوحةً حتى الساعة العاشرة ليلاً.. وتكتظ نهاية الأسبوع بالزوّار الفرنسيين والسواح لكونها عطلة الأسبوع لديهم.. سوف تستمع فورتونا كثيرا الليلة.. ياه كم أتمنى لو باستطاعتي الذهاب معكم.. ربما أذهب لاحقا إليها... "

 

أغمضت عيناي وحاولت أن اُهدئ أعصابي.. هذه الفتاة غريبة فعلا.. فتحت عيناي وأشرت لها من جديد لتجلس وفعلت.. تنهدت بقوة وبدأت أخبرها ما قالته لي فورتونا منذ قليل..

 

انصدمت عندما بدأت تضحك وشرحت لي أن المرأة الحامل في بداية حملها تشعر برغبة قوية لتناول أطعمة مختلفة وغريبة ونصحتني كي أُلبي بسرعة طلباتها كي لا يُخلق ابني بوجه يشبه الساندويشة أو رقائق البطاطس.. ثم شكرتني على الثياب والهدايا التي اشتريتها لها و لـ إيفوس وعندما غادرت كان فمي ما زال مفتوحا بسبب صدمتي..

 

رمشت بقوة وهمست بصدمة وبتوتر

 

" إن لم أجلب لها ما تشتهيه من الأطعمة سوف يُخلق طفلي على شكل سندويشة ورقائق البطاطس المقلية!!.. واللعنة لاااااااااا.. "

 

صرخت بصدمة لا حدود لها في النهاية وقررت أنه حان الوقت لكي أخذ فورتونا إلى ديزني باندي تلك.. أعني ديزني لاند..

 

عندما صعدت إلى غرفتي كانت فوتونا ترتدي ملابس جديدة وهي تنظر بفرح إلى المرآة.. كانت ترتدي كنزة حمراء اللون مع جيفس.. أوه لا اسمه جينز.. نعم جينز.. كانت ترتدي جينز أسود وحذاء رياضي.. وكانت تبدو جميلة جداااااااااا..

 

" تبدين جميلة جدا "

 

همستُ لها بما أفكرُ به دون أن أنتبه لنفسي.. 

 

استدارت ونظرت إليّ بدهشة


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

 ثم ابتسمت بخجل وقالت بحياء

 

" أحببت جدا الثياب.. شكراً لك "

 

ابتسمت لها برقة ثم اقتربت منها وقلت لها بحنان

 

" أنا سعيد لأنها أعجبتكِ.. والآن أريدُكِ أن تُغمضي عينيكِ ولا تفتحيها حتى أخبرُكِ بذلك "

 

أجابتني موافقة وفورا عانقتُها واستخدمت سحري.. كنا نقف في المكان المحدد الذي أرتني إياه دينا على تلك الشاشة الغريبة عندما كنا في إحدى المحلات في عالم البشر..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

لحسن حظي كانت السماء ملبدة بالغيوم ولم أحتاج لحجب الشمس بسحري وأيضا لم يكن هناك بشر أمامي.. كنتُ سأستخدم قوتي وامحي ذاكرتهم لو شاهدوني أظهر أمامهم فجأة..

 

طلبت من فورتونا حتى لا تفتح عينيها وجذبتُها من ذراعها وسحبتها خلفي .. مشينا ببطء وعندما وصلت إلى وجهتي أفلت يدها وهمست لها قائلا

 

" يمكنكِ أن تفتحي عينيكِ الآن "

 

فتحت عيونها ببطء ثم تجمدت نظراتها على اللوحة أمامنا.. 

 

فتحت فمها وأغلقته لأكثر من مئة مرة ثم بدأت ترمش عينيها بسرعة.. كنتُ أراقب ردة فعلها بسعادة وكتمت ضحكتي عندما رأيتها ترفع يديها وتفرك عينيها وتُعاود النظر أمامها ثم إلى تلك اللوحة..

 

فجأة نظرت إليّ وصرخت بأعلى صوتٍ تمتلكه لدرجة أنني انتفضت في مكاني بدهشة

 

" اااااااااااااااااااااااااع.. أنا في باريس س س س س س.. وفي ديزني لاند تحديداااااااااااااااااااا... ااااااااااااااااااااااااااع... "

 

ثم عانقتني بشدة.. تجمد جسدي للحظات ولم أستطع التصديق بأنها عانقتني برضاها وبتلقاء نفسها.. أغمضت عيناي ولم أهتم لنظرات المارة بقربنا وبادلتها العناق..

 

وقفنا لدقائق متعانقين أمام مدخل ديزني لاند ورغما عني في النهاية قررت أن أبتعد عنها.. ولصدمتي عندما ابتعدت عنها عادت وعانقتني من جديد وهي تهمس بفرح

 

" شكراً.. شكراً لك.. لا أعلم كيف عرفت لكن ذلك لا يهم.. المهم أنا جدا سعيدة لأنك حققت حُلمي.. شكراً لك.. "

 

حاوطت خصرها بكلتا يداي وعانقتها وهمست لها برقة

 

" العفو.. لقد جعلتني سعيدا أيضا بسعادتكِ "

 

رفعت رأسها ونظرت في عمق عيناي لثواني ثم ابتسمت لي وابتعدت عني وأمسكت بيدي وقالت بفرحٍ طفولي

 

" ما الذي تنتظره.. نحن في ديزني لاند.. هيا بنا لندخل "

 

وجذبتني خلفها بينما كنتُ أقهقه على تصرفاتها الطفولية.. توقفنا أمام لوحة كُتب عليها أرض الخيال وفوراً سمعت فورتونا تهتف بسعادة

 

" أرض الخيال هيا بنا لندخل إليها أولا "

 

ضحكت بقوة وتركتها تسحبني معها.. كان هناك جمع غفير من البشر مع أطفالهم بمختلف الأعمار.. فجأة رأيت أمامنا بشر بأشكال غريبة عجيبة يستقبلوننا..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

توقفت فورتونا وصفقت بيديها بسعادة.. نظرت إليها ثم إليهم ثم إليها من جديد وانحنيت وهمست بأذنها

 

" لماذا هؤلاء البشر أشكالهم غريبة؟!.. أستطيع أن أستنشق دمائهم إنهم بشر.. لكن أشكال أجسادهم و وجوههم غريبة "

 

ضحكت فورتونا بقوة ثم همست بأذني

 

" لا إنهم من البشر لكنهم يرتدون ثياب تنكرية على أشكال ميكي وميني ماوس و بطوط.. إنهم أبطال قصص الأطفال الشهيرة "

 

ثم أشارت لي إلى المنازل والقصور أمامنا وقالت

 

" هذه منازل وقصور أشهر الأبطال لأفلام ديزني الشهيرة.. مثل منزل بينوكيو والجميلة النائمة.. ومنزل بياض الثلج.. أوه وهذا قصر في فيلم فروزن.. "

 

ضحكت بفرح لا يوصف وقالت وهي تشير لي إلى مكان معين


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

" أنظر هذه ملكة الثلج إلسا من فيلم فروزن وشقيقتها آنا .. وهذا أولاف رجل الثلج الذي صنعته إلسا ووهبتهُ الحياة بسحرها "

 

نظرت إليهم وشعرت بالغباء لأنني لم أفهم ما قالته لي ولكنني قررت مجاراتها والتصنع بأنني فهمتها..

 

كانت تمشي وهي تهتف بفرح في كل ثانية عندما ترى شخصية غريبة أمامنا.. كانت تسحبني خلفها وتذهب لتعانق هذه الشخصيات التي أخبرتني أنهم يرتدون فقط ملابس تنكرية..

 

عندما خرجنا من أرض الخيال رأيت أمامنا سلسلة من المطاعم.. حسنا دينا شرحت لي كيف يتم شراء الطعام منهم.. كنتُ قد سبق ووضعت حفنتين كبيرتين من الدولارات في جيب سترتي حتى أستطيع أن أشتري لـ فورتونا ما ترغب به..

 

جذبت فورتونا باتجاه تلك المطاعم وقلتُ لها بجدية

 

" حان الوقت لأبتاع لكِ ذلك السندويش مع رقائق البطاطس "

 

ثم فكرت.. لأنني لا أريد أن تلدي طفلي ويكون رأسه يشبه السندويشة ورقاقات البطاطس.. وخاصة لا أريد أن أعرف بأنكِ جائعة ولم أطعمكِ...

 

لم أستطع أن أتفوه بذلك أمامها ودخلنا إحدى المطاعم.. وطبعا اشتريت لها ما أرادته كما أنها طلبت لي نفس الطلبية.. سلمت الموظف ورقتين نقدية واستدرت ولكن قبل أن أذهب سمعت ذلك الموظف يُكلمني

 

" يا سيد.. يجب أن أرد لك المال.. المبلغ عشرين يورو وأنت سلمتني مئتان دولار "

 

نظرت إليه بغرابة وحركت كتفي بعدم اهتمام وقلتُ له

 

" احتفظ بالباقي "

 

استدرت ورأيت فورتونا تنظر إليّ بدهشة.. أشرت لها بـ عيناي بماذا فضحكت وقالت

 

" لم أكن أعلم بأنك كريم أيضا!.. "

 

نظرت إليها بغرابة وسألتها

 

" كريم أيضا؟!!!.. "

 

نظرت إليّ بخجل وهمست

 

" أعني.. هو.. أنتَ مرح وكريم أيضا "

 

ابتسمت لها برقة وتابعنا السير.. دخلنا إلى مكان يوجد به الكثير من الألعاب الغريبة.. سمعت فورتونا تقول لي وهي تُشير لي بأصبعها

 

" هذه الألعاب مسلية جدا.. فهذه مثلا اسمها المراجيح.. وهذه المنزلقات المائيّة.. وهذا القطار السريع والمخيف.. وهنا سباقات السيّارات.. وهذه عربات متحرّكة داخل سكّة لولبيّة تدور360 درجة.. ياه دعنا نركبها أرجوك.. أرجوك "

 

نظرت إلى تلك السكة ثم إلى فورتونا وقلتُ لها بضيق

 

" تبدو خطيرة عليكِ.. ماذا سأفعل لو تأذيتِ؟ "

 

ساد الصمت بيننا لحظات ورأيتها بتوتر تتأملني بدهشة.. ثم ابتسمت ابتسامة حنونة رقيقة وهمست قائلة

 

" أنتَ معي.. سوف تحميني "

 

شعرت بقلبي ينبض بعنفٍ شديد وشعرت أن حجمه تضخم أكثر بفعل ذلك..  وغمرت كياني و روحي سعادة لا توصف.. هي تثق بي بأنني سأحميها.. أنا فعلا سأحميها بحياتي لكن فكرة أنها متأكدة من ذلك جعلت عقلي يطير من كثرة السعادة..

 

بلعت ريقي بتوتر وتحكمت برغبتي القوية بتقبيلها.. لم أرد أن تغضب مني إن فعلت وقبلتُها..

 

ابتسمت لها بسعادة وسمحت لها بركوب ذلك القطار.. وكان ذلك أكبر خطأ ارتكبتهُ في حياتي لأننا عندما نزلنا منه بدأت فورتونا تتقيأ داخل كيس سلمه لها أحد الموظفين.. كنتُ أقف بجانبها وأنا ألعن غبائي لأنني سمحت لها بركوبه.. عندما أفرغت كل ما يوجد بمعدتها نظرت إليها بحزن وقلتُ لها

 

" لا مزيد لكِ من تلك الألعاب الخطيرة أميرتي.. لقد تأذيتِ "

 

نظرت إليّ بإرهاق ثم مسحت فمها بمنديل وقالت لي برجاء وهي تتأملني بنظرات أفقدتني صوابي

 

" أوه لا.. لا تُفسد أمسيتنا أرجوك.. نحن في ديزني لاند لنمرح ونستمتع بكل تلك الألعاب.. أرجوك لا ترفض "

 

اللعنة كيف أستطيع الرفض وهي تنظر إليّ بتلك الطريقة؟!!... ابتسمت لها بحنان ووافقت رغما عني ولكن بشرط أن تتناول بعدها ما تشاء من الأطعمة..

 

ولأكثر من ساعتين جربنا تقريبا جميع تلك الألعاب دون تعب وملل.. عندما شعرت فورتونا بالبرد أزلت سترتي وجعلتها ترتديها..

 

مشينا جنباً إلى جنب ثم جلسنا على مقعد وكنا نضحك ونتكلم دون أن نشعر بالوقت..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

فجأة انطفأت الأضواء في كل مكان.. نظرت فورتونا بسعادة وقالت لي

 

" لايسن سوف تبدأ الألعاب النارية "

 

ألعاب النارية؟!.. فجأة أضيئت السماء وصوت قوي ملأ الأرجاء..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

وقفت بسرعة وجعلت أميرتي تقف خلفي وتأهبت لأي هجوم خاصةً لحماية فورتونا إذ ظننت بأن البشر يتعرضون لهجومٍ ما..

 

ضحكت فورتونا ووقفت أمامي وقالت لي بهدوء

 

" اهدئ.. أنظر... "

 

و أشارت لي ناحية السماء وقالت لي برقة

 

" أليست جميلة؟.. إنها الألعاب النارية لايسن.. لا تقلق.. أنظر حولك.. الجميع سعيدون بها.. هيا لنجلس ونتابع مُشاهدتها "

 

كانت المرة الأولى التي تناديني بها بإسمي بمنتهى الرقة والحنان.. شعرت بإحساسٍ جميل.. متوحشتي الجميلة بدأت تتقبلني.. ابتسمت بسعادة لا توصف وجلست على المقعد بجانبها وبدأنا نشاهد تلك المفرقعات النارية.. 

 

فجأة أحسست بأنها تنظر إليّ.. التفت ناحيتها وتلاقت نظراتنا..

 

كانت تتأملني كأنها تراني أمامها للمرة الأولى.. نظراتها لي كانت غريبة ولكن جميلة..

 

غرقت عيوننا ببعضها ودون شعورٍ منا اقتربنا من بعضنا ببطء


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند


وما أن أصبح وجهها قريباً جداً من وجهي أغمضت عيناي وبعدها التحمت شفتينا ببعضها..


رواية وحش الجبل - فصل 28 - ديزني لاند

 

كانت قبلة رقيقة رومانسية هادئة جعلت قلبينا ينبضون بشدة.. كيف عرفت بأن قلبها ينبض مثل قلبي؟.. هذا سهل لأنني سمعت نبضاتهِ السريعة والجميلة..

 

كانت أعيننا مُغمضة ونحن نتبادل القبلة برقة و بشغف و برومانسية..

 

وهذه القبلة على أرض ديزني لاند كانت ثاني أجمل قبلة لي مع أميرتي المتوحشة........



انتهى الفصل













فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©