رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. شكرا حبيبتي قلبى ❤❤❤❤❤

    ردحذف
  2. البارت حلو بس مستفز كثير
    لايسن الحقير كيف يعامل فورتونا ويناديها عبدتي وهي تنفذ كلامه! يقهر
    وبعد يبيها تقول له شكرا!! شكرا ف عينك يا واطي من جمال تصرفاتك!!

    ردحذف
    الردود
    1. هههههههههههه أحببت جدا ما كتبته عن وحش الجبل
      أولا اشكركِ لأنكِ أحببتِ البارت يا قلبي
      وثانيا ستكرهين وحش الجبل كثيراً قريباً ولكن بعدها ستحبينهُ بجنون

      حذف
  3. حلو
    انتي حكيتي انك بدك تغير أحداث من القصه
    ممكن ما تموتي الذئبه الي بتحب الجني مش متذكره اسمها صح دكستر لا تموتيهم 😭😭😭😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      لا أنا لم أقل أنني سأغير أحداث رواية وحش الجبل بل سأُغير قليلا في رواية حياتي سجنٌ وعذاب

      حذف
    2. ايوة هافونتي مش عايزاها تموت ولا هي ولا جني وسيم 🥹🥹🥹

      حذف
  4. لايسن دا مستفز جدا وحقير لماذا يعذبها هكذا لاذنب لها....تسلم ايدك البارت كان تحفه 💓

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي لأنكِ أحببتِ البارت
      ولكن تذكري كلامي جيداً
      في البداية ستكرهين وحش الجبل بجنون ولكن لاحقا ستعشقينهُ بجنون
      لن تتخيلي ما سيفعلهُ وحش الجبل من أجل فورتونا

      حذف
  5. روووووووعه تحفه تسلم إيدك

    ردحذف
  6. روعة متى الجزء الموالي من فضلك

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي حبيبتي
      الليلة سأنشر بارت

      حذف
  7. جميلة جدا ومبدعة دوما هافن ويبدو أن وحش الجبل فعلا سيقع في مشكلة كما نبهته والدته عموما ربما تحتاج فورتونا إلى ما يجعلها أكثر لطفا وحبا لوحش الجبل وهو أيضا يحتاج أن يراها في خطر حقيقي .

    ردحذف
    الردود
    1. أشكركِ حياتي على تعليقكِ الجميل
      وأنا أتفق معكِ على وحش الجبل أن يشعر بزوجته الآن وهي كذلك

      حذف
  8. تأخرتي في موعد البارات الجديد

    ردحذف

رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق



العملاق




فورتونا**



استيقظت وأنا أشعر بالبرد الشديد.. لم أستطع فتح عيناي من شدة البرد وبدأت أتحسس مكان الغطاء حتى أرفعه على جسدي وأشعر  ببعض من الدفء ولكنني لم أجده..

 

تنهدت بحسرة بينما أسناني كانت تصطك بشدة وأحسست بألمٍ خفيف في عنقي.. رفعت يدي وبدأت أتحسس عنقي ثم رفعت يداي ومسحت وجهي وأنا أتساءل إن كان كل ما مررت به مجرد حلمٍ مخيف..

 

فتحت عيناي و شهقت برعب عندما رأيت نفسي في غرفة ذلك الشيطان وعلى الفور انتفضت برعب وجلست وبدأت دموعي تتساقط بغزارة على وجنتاي...

 

لاااااااااا.. لا يمكن!!.. لم يكن حُلماً!!.. كل ما مررت به هو حقيقة دامغة.. يا ليتهُ كان مُجرد حُلم لعين.. عقلي رفض هذه الحقيقة وقلبي ألمني بشدة لقد صرخ صرخةً مزق بها ضلوعي فما مررت به صعب على قلبي وعقلي أن يستوعبونه...

 

رأيت نفسي نائمة على أريكة ذلك الحقير.. هل تركني نائمة على الأريكة؟!!.. هذا جيد.. على الأقل لم يضعني على سريره ولم يلمسني..

 

فجأة توست عيناي برعب إذ سمعت صوت أنفاسٍ منتظمة.. رفعت جسدي أكثر ثم أدرت رأسي ببطء ونظرت ناحية السرير وجحظت عيناي عندما رأيتهُ نائماً بعمق ولا يرتدي سوى بنطال وهو لا يرتدي القلادة.. أين فيري؟!.. لا يهم فهي السبب بما حدث لي..

 

كان جسد الوحش مشدوداً وجامداً وكان يُكتف يديه فوق معدته المقطعة كأنه جثة سوف يتم وضعها في تابوت.. أتمنى ذلك هههههههه...

 

نظرت إليه بحقارة وهمست

 

" ألا ينام دراكولا في تابوت؟!!.. في الأفلام يفعلون ذلك.. يبدو بأنهُ ليس صحيحاً كل ما يكتبونهُ عن دراكولا في الأفلام "

 

وقفت وأنا أرتعش من شدة البرودة اقتربت من السرير ببطء ونظرت إليه بكرهٍ كبير.. حقير ولعين كم أتمنى لو أستطيع قتله بيداي..

 

فجأة خطرت على بالي فكرة جُهنمية وبدأت أنظر في أرجاء الغرفة أبحث عن غايتي وأخيراً وجدته..


رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

ابتسمت بخبث وذهبت ناحية المنضدة القريبة من السرير في الجهة الثانية وحملت تمثال متوسط الحجم من الخشب شكله مخيف ولديه قرون من العاج.. 

 

اللعنة.. إنهُ ثقيل رغم صغر حجمه.. فكرت بتذمر ومشيت بخطواتٍ بطيئة ووقفت أمام السرير ونظرت إلى ذلك المُغفل بنظرات شريرة..

 

رفعت كلتا يداي عاليا وما أن هممت حتى أهوي بالتمثال على رأس هذا الوحش الكريه وأُحطم جُمجمته بهذا التمثال صرخت برعب عندما رأيت يد تمسك بالتمثال وتسحبهُ بقوة من قبضتاي وقذفت به بعيداً وسُمِعَ دوي صوت تحطم قوي ومرعب..

 

وفجأة رأيتُ نفسي نائمة على السرير أسفل جسد ذلك اللعين دراكولا وهو يُحاصر جسدي بجسده مُلتصقا بي تقريبا دون أن يمسني وقد قيد حركتي بوضع كلتا يديه التي كانت تتكئ على الوساد حول رأسي من الجهتين...

 

وبمجرد أن التقت نظراتنا فجأة أصابني الشلل في جميع أطراف جسدي ولم أعد أقوى على الحركة أو حتى التنفس من شدة الرعب..

 

لقد كان غاضبا وعينيه تحولت إلى اللون الأحمر وهو عقد حاجبيه بشدة.. انتزعت عيناي قصرًا عن عينيه وحاولت أن أتراجع إلى الخلف بسرعة لكنه أخفض جسده أكثر مانعا عني الحركة وبدأت بذعر أُعنف نفسي بسبب غبائي.. كيف فكرت بتحطيم رأسه بهذا التمثال؟!!.. أين كان عقلي؟!!... سوف يقتلني الآن!!.. أنا في عداد الأموات لا محال..

 

أغمضت عيناي لثواني وأنا ألتقط أنفاسي لعل الأكسجين يصل إلى عقلي ويعود للتفكير السليم.. أنا لا أعرف كيف يمكنني مواجهتهُ الآن بعد أن أمسك بي وأنا أحاول تحطيم جمجمته بالتمثال وقتله!!!..

 

بدأت يداي ترتعشان بشدة وشحب وجهي و وجنتاي كانت تحترقان من شدة الخوف وبدأت أُردد في ذهني برعب.. ماذا سأفعل؟!!.. ماذا سأفعل؟!!!.. ماذا سأقول له؟!!!.. إلهي ساعدني..

 

فجأة إهتز كياني من الرعب عندما هتف الوحش متوعداً بلهجة خشنة غاضبة شلت قلبي وأوقفت نبضاتهِ من الرعب

 

" كنتِ تحاولين قتلي يا زوجتي العزيزة؟.... تكلمي واللعنة... "

 

أملت رأسي جانبيًا رافضة النظر إليه وأغمضت عيناي من كثرة الخوف وارتعش جسدي بشدة وفجأة صرخت بقوة و برعب

 

" لااااااااااااااااا.. أنا آسفة.. لا تقتلني أرجوك "

 

هتفت بذعر لأنه خبط يديه الوسادة بقوة جعلت رأسي يعلو ويهبط بشدة عليها ولو لم يرفع رأسه كان حطم رأسي به.. سالت دموعي بكثرة وبدأت أشهق بقوة لأشعر بجسدي ينتفض عندما لامست أصابعه الطويلة بخشونة ذقني مجبر وجهي على الالتفاف نحوه بإصرار ولفحت وجهي أنفاسه الساخنة عندما هتف بغضب وبحدة

 

" أنظري إليّ وأخبريني.. أردتِ قتلي عبدتي المتوحشة؟.. هممممم.. أليس كذلك؟.. تكلمي واللعنة "

 

فجأة شعرت بأنامله تفلت ذقني وتمسك بفكي بقوة ألمتني جعلتني أتأوه بشدة وهز رأسي يمينا ويساراً بغضب وقال بفحيحٍ مرعب

 

" لقد أمرتُكِ بفتح عيونكِ والنظر إليّ.. نفذي أوامري و حالااااااااااااااااا "

 

شهقت برعب بشهقاتٍ متتالية وأذعنت لأمرهِ وفتحت عيناي ونظرت إلى عينيه الحمراء برعب.. 

 

تلاقت نظراتنا وشعرت بمغناطيس يجذبني إليها رغم لونها ولكنها كانت جميلة.. تبا ما الذي أفكر به الآن وأنا على وشك الموت؟!!..

 

شعرت بنار عينيه المحدقة بي بتمعن وبغضب عاصف أحرقت روحي.. وفجأة لا أعرف من أين أتتني تلك الشجاعة أو كيف تمالكت نفسي واستعدت شجاعتي إذ نظرت إليه بعنفوان وقلتُ له وأنا أحاول إبعادهُ عني بكلتا يداي

 

" نعم.. نعم لقد أردت قتلك وسحق رأسك القذر بالتمثال.. لا تلومني ولا تحاسبني على ذلك لأنك أجبرتني على الزواج بك وخدعتني عندما طلبت منك ترك الكاهن مارتن.. لذلك لدي كل الحق لأفعل ذلك.. وصدقني سأحاول مجدداً فعلها لأنك تستحق الموت أيها الوحش القذر "

 

نظرت بصدمة عندما رأيت عروق رقبته تنفر وتشنج حنكهُ بشدة وفجأة رأيته بلمحة عين يبتعد عني لأرى بعدها جسدي يطير عاليا ليرتطم ظهري بقوة على السقف ثم رأيت نفسي أسقط على السرير بقوة على معدتي.. تأوهت بألمٍ شديد ولكنني صرخت بقوة عندما أمسك الوحش بخصلات شعري ورفع رأسي وهتف بحدة جعل دمائي تتجمد من الرعب

 

" وقحة وقليلة الأدب أيضا.. هل تظنين باستطاعتكِ قتلي يا زوجتي العزيزة؟.. هذا أغبى ما سمعتهُ في حياتي وخاصةً من بشرية عديمة النفع.. سأريكِ الجحيم ولكن ليس الآن لأنه لدي أمر بالغ الأهمية عليّ معالجته أولا وبعدها سأتفرغ لكِ عبدتي.. تحضري لعقابكِ الآتي "

 

ثم ابتسم بخبث وقرب وجهه مني وهمس بخبث

 

" ولمعلوماتكِ أنا وشعبي لا ننام في توابيت بل على أسِرّة مثل البشر تماماً.. غبية وحمقاء عن صحيح "

 

رمى برأسي بقوة على الفراش وبعدها سمعت خطواته تبتعد ودخل إلى الحمام وأغلق الباب بعنف هز معه الحيطان وارتعش جسدي برعب بسبب ذلك..

 

حاولت الحركة لكن ظهري كان يؤلمني وبكيت بألمٍ شديد و بحسرة على ذاتي وفكرت بخوف.. ماذا سيفعل بي؟!!.. تبا ما سيحصل لي كله بسبب لساني السليط.. هل كان من الضروري أن أشتمه و أخبرهُ بالحقيقة؟!!... تجمد جسدي عندما سمعتهُ يفتح الباب ويقترب من السرير وكلمني بحدة

 

" لن أتأخر عبدتي فأنا متشوق جداً لمعاقبتكِ.. سأرى ماذا ستفعلين و تقولينهُ ساعتها..هاهاهاهاهاههه.. غبية.... "

 

خرج وهو يضحك باستهزاء وضحكاتهِ جعلتني أرتعش من شدة الفزع.. فجأة اختفى خوفي وهمست لهُ بوعيد

 

" لن أنكسر لك أبداً ولن أضعف أعدُك بذلك.. سترى من هي فورتونا غراد أيها الحقير.. تبا لا أعرف حتى ما هي كنيتي الجديدة بعد زواجي من ذلك الشيطان؟!!.. لا يهم وكأنني أهتم ولكنني حقا لن أجعلك ترى ضعفي وخوفي.. وسترى ما تستطيع زوجتُك البشرية فعله "

 

حاولت الحركة لكنني تألمت مجدداً.. ضربت قبضتاي بشدة على السرير بقهر وهتفت بغيظ

 

" ذلك اللعين كسر ظهري.. كيف سأتحرك الآن؟!.. اللعنة عليك وعلى الساعة التي أخذت بها تلك القلادة كانت ساعة نحس.. ساعة ملعونة و... "

 

طرقاتٍ خفيفة على الباب أخرستني عن اللعن.. أدرت رأسي ونظرت ناحية الباب ورأيت لوسيا تدخل إلى الغرفة وهي تبتسم بسعادة وتحمل بيديها صينية وبيدها الأخرى ملابس ولكنها عندما رأتني نائمة على معدتي وما زلت بفستان زفافي اختفت ابتسامتها بسرعة وحل الرعب على ملامحها..

 

نظرت إليها بتعجُب وفكرت.. ما بها تتأملني بنظرات مُرتعبة؟!!.. هل شكلي مُرعب؟!..

 

رأيت لوسيا تضع الصينية على الطاولة ثم رمت بالثياب على الأريكة وتأملتني بذهولٍ شديد


رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

ثم ركضت ناحيتي بخوف وجلست بجانبي على طرف السرير وقالت وهي تضع يدها على خدها بلوعة

 

" فورتونا ما زلتِ ترتدين فستان الزفاف؟!!.. هو لم يلمسكِ؟!.. لم يحصل شيئا بينكما؟!!.. يا للمصيبة!!!... "

 

قلبت عيناي بملل وقلتُ لها بعدم اكتراث

 

" لقد امتص دمائي حتى جفت ذلك الوحش القذر وجعلني أغيب عن الوعي بسبب ذلك.. ثم لماذا أنتِ قلقة وخائفة؟!!!..هيه.. وكأنني سأسمح له بلمسي.. في أحلامهِ لن أسمح لهُ بلمسي و.. مممممممم.... "

 

وضعت لوسيا يدها على فمي حتى تُخرسني وقالت بفزع

 

" لا تقولي ذلك أمام أحد سواي وإلا قتلكِ الملك.. والملك لايسن كان يجب أن.. أن.. يمارس معكِ حتى يُكمل الطقوس.. غريب!!.. لماذا لم يفعل وهو يعلم جيداً بأنه إن لم يفعل سوف يضعفكِ ذلك لأن دمائكم قد التحمت و... "

 

حاولت الحركة ولكنني تأوهت بألم وذلك أوقف لوسيا عن الكلام.. نظرت إليها بألم و بحزن وقلتُ لها

 

" لوسيا.. ساعدني أنا أتألم من ظهري "

 

نظرت بقلق إلى عيناي وقالت وهي تُمسد برقة على وجنتي

 

" ما بكِ فورتونا؟!.. ما الذي حصل بينكما؟.. ولماذا تتألمين من ظهرك؟!.. "

 

أغمضت عيناي بحزن وقلتُ لها بمختصر مفيد

 

" لقد أمسكت تمثال وحاولت سحق رأسه وجمجمته وهو نائم ولكنه استيقظ.. أو يمكنكِ القول بأنه لم يكن نائماً أصلا.. خبيث "

 

انتفضت لوسيا برعب وجحظت عينيها بفزع وقالت بصدمة

 

" يا للهول!!!.. ما الذي فعلتهِ؟!!... لماذا؟.. لماذا فعلتِ ذلك؟!!.. سوف يعاقبكِ بشدة ولن تستطيعي أن تتحملي عقابه.. أنتِ لا تعرفين ما حجم الورطة التي أوقعتِ نفسكِ بها!.. لم يتجرأ أحد على فعل ذلك به.. هو لا يُسمى بوحش الجبل من لا شيء فورتونا.. عليكِ أن تحترسي جيداً في المستقبل وتتجنبي إغضاب الملك "

 

أرحت راسي على الفراش وقلتُ لها بعدم اكتراث

 

" أردت قتلهُ بكل بساطة ولا تلومينني على ذلك فهو يستحق.. والآن ساعدني أرجوكِ حتى أجلس لآن ظهري يؤلمني جداً "

 

نظرت إليّ بعطف وقالت بحنان

 

" سوف أشفيكِ لا تقلقي "

 

وضعت يديها على ظهري وفجأة خرج نوراً منهما وأغمضت عيناي بسبب الحريق الهائل الذي ألم ظهري و لسعهُ ولكنه اختفى بعد ثواني ثم وقفت لوسيا وهي تبتسم برقة وقالت

 

" هيا يمكنكِ الوقوف الآن.. سأُجهز لكِ الحمام "

 

جلست دون عناء ثم وقفت وركضت ناحية باب الحمام وقلتُ لها بذهول وأنا أقف بجانبها

 

" لوسيا.. أنتِ تمتلكين قوة سحرية مثل فيري؟!! "

 

استدارت ونظرت بجدية إليّ وقالت

 

" الأميرة فيري لا أحد يمتلك مثل قوتها.. حتى والدكِ لم يكن يتمتع بمثل قوتها لذلك كرهها مع الأسف.. وأنا حقا لا ألومها على ما فعلتهُ به لأنه يستحق أكثر من ذلك بكثير.... "

 

توقفت عن التكلم وتأملتني بحزن وتابعت قائلة

 

" قوة الأميرة فيري لا مثيل لها.. فعمتُكِ كانت تُعتبر أقوى جنية في عالمنا وكانت تستطيع أن ترى المستقبل أيضا ولكن ليس مستقبلها ولكنها عندما كانت حامل بـ لايسن رأت موت زوجها وذلك ألمها إذ علمت على الفور بأنها ستموت وهي تلد طفلها ولكنها لم تُخبر أحداً بذلك سواي.. "

 

شهقت بذهول ونظرت إلى لوسيا بدهشة كبيرة.. تأملتني لوسيا بألم وتابعت بحزن قائلة

 

" الأميرة فيري كانت قوية جداً وما فعلته هو تضحية كبيرة من أجل ابنها وشعبه.. عندما كانت على وشك الولادة أخذت قرارها أن تحبس روحها في القلادة حتى تحمي لايسن وشعبه من لعنة والدها.. أنا جنية صحيح ولكن قوتي محدودة وهناك أشياء كثيرة لا أستطيع فعلها.. أما الملك لايسن فهو يتمتع بقوة الجن.. وأنا متأكدة بأنهُ يمتلك قوة والدتهِ وأنا متأكدة من ذلك رغم أنه لم يستخدم قوتهُ السحرية أبداً.. أظن أنه لم يفعل لأن قوته هائلة ولكن أنا متأكدة بأنه يمتلك قوة أمه فيري وذلك ما كان يُخيف ملك الجن والمجلس منه.. وما زالوا يخافون منه لغاية الآن "

 

نظرت إليها بحزن وسألتُها بهمس

 

" هل حقا والدي كان قاسيا عليها إلى هذه الدرجة؟!! "

 

وضعت يدها برقة على خدي الأيمن وقالت بحزن

 

" كان ظالم وحقير وقلبهُ أسود.. أسفة ولكنها الحقيقة ورغم ما فعلتهُ الأميرة فيري به هو لم يتغير حتى عندما أصبح بشري.. لا تحزني بسبب ما فعلهُ بكِ فأفعالهُ لا تُقارن أبداً بما فعلهُ بشقيقته.. لا أستغرب ذلك منه أن يبيع ابنته ولا يسأل عنها فهو لم يرحم شقيقته من لحمه ودمه "

 

ابتسمت بمرارة وقالت لوسيا بهمس

 

" والآن دعينا نتوقف عن التكلم عنه.. حان الوقت لأساعدكِ بالاستحمام.. لقد جلبت لكِ ثوبا رائعا حتى ترتدينه "

 

بعد انتهائنا أمرتني أن أتناول فطوري.. تناولت طعامي بشهية كبيرة فقد كنتُ أشعر بالجوع الشديد لعدم قدرتي على تناول أي شيء من الطعام بالأمس وخاصة لأن ذلك اللعين امتص دمائي وذلك جعلني أشعرُ بالضعف..

 

فجأة سمعت لوسيا تسألني بتعجُب

 

" لماذا لم يُعاشركِ الملك؟.. كان باستطاعتهِ أن يجعلكِ تفيقي ويُكمل طقوس الزفاف!.. هذا غريب! "

 

تجمدت يدي فوق قطعة الخبز التي كنتُ أضع فوقها المربى والزبدة بالسكين عند سماعي لسؤالها ونظرت إليها بغرابة وسألتها

 

" لماذا أنتِ مهتمة إلى هذه الدرجة لأنه لم يفعل؟!.. سأشكرهُ جزيل الشُكر لأنه تركني نائمة ولم يلمسني.. هاه.. وكأنني كنتُ سأسمح له بفعل ذلك.. أُفضل الموت على أن يلمسني ذلك الوحش الكريه "

 

نظرت لوسيا برعب إليّ وهي تضع يدها على فمها ثم أزالتها وقالت بفزع

 

" لا تقولي ذلك فورتونا.. أنتِ لا تعرفين ما سيحصل لكِ لعدم إكمالهُ الطقوس!!.. سوف تشعرين بالضعف وتمرضين حتى لو كنتِ بشرية لأنه تزوجكِ ودمائكم امتزجت مع بعضها.. عدم معاشرته لكِ ليس جيداً لكِ بتاتا "

 

قلبت عيناي بملل ثم أكملت مضغ لقمتي الأخيرة وتنهدت بسعادة وأنا أُمسد معدتي التي انتفخت من كثرة الأكل.. مسحت فمي ويداي بالمنديل ونظرت إلى لوسيا والتي كانت تقف أمام الطاولة لأنها رفضت الجلوس بجانبي عندما طلبت منها فعل ذلك وقلتُ لها

 

" صحيح كيف نسيت.. كيف جلبتِ لي طعام بشري؟!.. هل تأكلون هنا منه؟!!.. ولماذا السماء مُلبدة بالغيوم اليوم؟ "

 

نظرت إليّ بحزن إذ علمت بأنني تجاهلت حديثها وغيرت الموضوع وقالت لي بجدية

 

" مصاصي الدماء لا يتغذون على الدماء فقط بل أيضا يتناولون الطعام العادي الذي تقولين عنه طعام البشر.. الجميع في الممالك هنا يفعلون ذلك.. كما أن الشمس هنا في غابيغا لا تشرق أبداً لأن الغيوم تكسو سمائها دائما.. أما في الممالك الأخرى تشرق ولكن عندما يدخل الملك لايسن هذه الممالك تحجب الشمس الغيوم بلمحة عين بأمرٍ منه.. والآن أعذريني حبيبتي يجب أن أذهب وأُحضر وجبة الفطور للقائد إيفوس فهو سوف يستيقظ بعد قليل "

 

نظرت إليها بنظرات ماكرة وقلتُ لها بخبث

 

" من يكون إيفوس بالتحديد بالنسبة لكِ لوسيا؟!.. أخبريني بصدق "

 

رقت نظراتها ونظرت بحنية فائقة أمامها وقالت بهمس

 

" هو القائد الثاني بعد القائد الأول أروس وله مكانة عظيمة هنا... الشُكر للملك لايسن بذلك فهو من رباه وعلمهُ فنون القتال والمبارزة بالسيف.. الملك يعتبر إيفوس كشقيقهُ الصغير "

 

سألتُها بخبث لأُغيظها

 

" لم تقولي لي ماذا يكون بالنسبة لكِ؟.. هل تحبينه؟!!... "

 

جحظت عينيها برعب وقالت بصدمة

 

" ماذااااااا؟!!!... أنا أحبه!!!.. أنا بالفعل أحبه ولكن كابنٍ لي.. فأنا من ربيتهُ في النهاية منذ نعومة أظافره "

 

غمزتها بمكر وقلتُ لها

 

" وإن كان.. ففرق العمر بينكما ليس بالشيء المهم لوسيا كما أنكِ تبدين أصغر منه في السن "

 

تجهم وجهها فجأة وقالت لي بجدية فائقة

 

" أميرة فورتونا.. أرجو أن لا تقولي لي ذلك مجدداً فأنا من المستحيل أن أُحب إيفوس كامرأة عاشقة.. هو بالنسبة لي كأخ أو كابنٍ لي.. كما أنني أُحب كلاي زوجي "

 

عندما ذكرت لي اسم كلاي تذكرت على الفور بأنهُ طلب مني أن ألتقي بهِ مساء الغد في الغابة حتى يُعيدني إلى عالم البشر.. شتمت بداخلي وفكرت بحزن.. كيف واللعنة سأستطيع الهروب من هذا القصر ومن القرية في أسفل هذا الجبل اللعين؟!!.. يجب أن أجد طريقة في أسرع وقت.. فأنا يجب أن أهرب من هنا مهما كلفني الأمر..

 

نظرت إليها بأسف وقلتُ لها

 

" أعتذر لوسيا لم أقصد أن أحزنُكِ.. يمكنكِ الذهاب فأنا لا أحتاج لشيء الآن "

 

ابتسمت بلطف وذهبت بعد أن قالت لي إن احتجت إليها يمكنني الطلب من الحُراس بأن يندهوا لها.. بعد خروجها وقفت ونظرت بشرود من النافذة العملاقة إلى الخارج وبدأت أُفكر بخطة للهروب من هنا....

 

 

لايسن**


 

خرجت بغضب من غرفتي وتوجهت ناحية غرفة الطعام ورأيت أروس بانتظاري وهو يبتسم بسعادة.. تأملتهُ بنظرات حادة بينما كنتُ أجلس على الكُرسي ثم نظرت إلى كأس الدماء الخاص بي


رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

وعلى الفور قلتُ له بينما كنتُ أمسك بكأسي

 

" لا تفرح كثيراً أروس.. فأنا لم ألمس زوجتي المتوحشة.. أي لا يمكنك مضاجعة امرأتك الليلة "

 

تجهم وجهه وجلس على الكُرسي على يميني وبدأ يرتشف من كأسه بحزن ثم وضعه على الطاولة وقال بجدية

 

" بن خرج منذ ساعة إلى قرية فورن "

 

ابتسمت مستندًا للخلف على ظهر الكرسي ممسكا بكأسي الفضي أديره على الطاولة بين أصابعي وقلتُ له بخبث

 

" هل أغلقت في الأمس جميع المعابر كما أمرت؟ "

 

تأملني باحترام وأجابني

 

" بالطبع سموك.. لقد تم إغلاق جميع المعابر التي تؤدي إلى القُرى الأخرى والرجال حاليا يتمركزون في أماكنهم السرية حتى تأتي.. الشمس أشرقت في فورن وهم لا يستطيعون الخروج من مخابئهم لحين قدومك.. وتم تجهيز كل شيء هنا كما أمرت "

 

ابتسمت بخبث ثم رشفت كأسي بأكمله ووضعته على الطاولة وقلت لـ أروس

 

" هذا جيد أروس.. لندعهُ الآن يحلم ويشعر بقليل من السعادة فلا ضير من ذلك.. والآن أريدُك أن تُرسل بعض العمال إلى منزلي المنعزل على قمة الجبل لأنني أريد أخذ زوجتي العزيزة إليه.. دعهم ينظفون غرفتي فقط أما باقي المنزل لا أريدهم أن يُنظفوه أريدهم أن يتركوه على حاله.. وأريدك أن تأخذ ستة من أسودي الجميلة وتضعهم في فقصهم الخاص في الحظيرة هناك واجلب لهم طعام يكفيهم لأسبوع "

 

نظر إيفوس بدهشة إليّ وسألني بدهشة

 

" هل تريد الذهاب أنتَ والأميرة إلى هناك لفترة أسبوع كامل؟!! "

 

نظرت إليه بجدية ولمعت عيناي بمكر وقلتُ له

 

" نعم سأفعل الليلة والأفضل أن لا تتدخل أروس بقراراتي.. افعل كما قلت لك ولا تسأل عن السبب وعليك أن تهتم أنت و إيفوس بالمملكة حتى رجوعي.. ولا أريد لأحد أن يذهب إلى هناك ويقطع عليّ خلوتي مهما كانت الأسباب.. هل كلامي واضح؟ "

 

أجابني باحترام وبسرعة

 

" واضح جلالتك.. سأهتم شخصيا بكل شيء وأعود قبل موعد ذهابك إلى قرية فورن "

 

" جيد... "

 

أجبته وأنا أقف ثم سألته

 

" أين هو إيفوس؟ "

 

ضحك أروس بشدة وأجابني بمرح

 

" ذلك اللعين يتناول إفطاره بالتأكيد وهو جالس باسترخاء على سريره.. فكما تعلم لوسيا تدلعهُ جدا "

 

ابتسمت برقة عند ذكره لـ لوسيا وقلتُ له قبل أن أخرج

 

" لا تشعر بالغيرة منه أروس فأنتَ الآن لديك هذه البشرية حتى تدلعُك.. وإياك بلمسها قبل عودتي "

 

ضحكت بشدة عندما سمعته يتذمر بغيظ كالعادة

 

" واللعنة ما هذا الجحيم؟!!.. كيف واللعنة تريدني أن أبتعد عنها كل هذه الفترة؟!!.. أنا بالكاد أستطيع إبعاد يدي عنها.. هذا ليس عادلا واللعنة.. "

 

قهقهت بقوة وهتفت لهُ بمرح

 

" واللعنة عليك أن تفعل ما أمرتُك به وإلا قطعت لك عضوك الذكري أيها القائد "

 

سمعتهُ يعتذر مني وذهبت إلى مكتبي وجلست على الكرسي وبدأت أُخطط بما سأفعله بخالي العزيز وابنته المصون..

 

في الظهيرة أخرجت القلادة من جيب سترتي وارتديتها وعلى الفور سمعت صوت أمي الغاضب

 

( لايسن.. إياك أن تزيل القلادة عن عنقك مجدداً.. هل فهمت؟ )

 

قلبت عيناي بملل وقلتُ لها

 

" لا تغضبي أمي.. والآن أريدُكِ أن تُشاهدي ما سأفعله بشقيقكِ العزيز وابنته.. لقد حان موعد انتقامي منهما "

 

لدهشتي الكبيرة سمعت والدتي بقول

 

( بني أنا لن أردعك عن الانتقام من خالك ولكن تذكر جيداً بأنه بشري ولن يتحمل عقابك.. وفورتونا ما ذنبها؟!!.. لا تنسى فهي أصبحت زوجتك رغم عدم إكمالك للطقوس ومعاشرتها.. عليك أن تعاشرها بني لأنك إن لم تفعل ذلك سوف تُصبح ضعيفة و.... )

 

قاطعتُها بغضب هاتفاً

 

" هي مثله لعينة وحقيرة ودمائهُ النجسة تسري في عروقها.. لقد حاولت قتلي تلك المتوحشة وسوف اُحاسبها على فعلتها تلك "

 

كلمتني والدتي بحزن قائلة

 

( أعرف ما فعلته فورتونا.. ولكن لا تلمها على ذلك فهي خائفة منك.. ولكن الذي يدهشني أنني لم أستطع أن أرى مستقبلها القريب في الأمس ومستقبلك لذلك عليك أن تمارس معها حتى أستطيع فعل ذلك ومساعدتك.. وأنا لستُ مطمئنة لذهابك وأخذها برفقتك إلى منزلك ذاك.. لستُ مطمئنة لايسن.. الأفضل أن لا تذهب إلى منزلك المُنعزل )

 

أجبتُها بنبرة هادئة

 

" لا تقلقي أمي لن يحدث شيء.. سيكون كل شيء على ما يرام.. ثم الجميع يخافون مني ولن يتجرأ أحد على الاقتراب من منزلي "

 

رغم ما قلتهُ لوالدتي إلا أنها أجابتني بقلق

 

( لا أدري لايسن ولكنني أشعر بأن أمراً خطيراً سيحدث.. لا تذهب إلى هناك بني.. لدي إحساس قوي بأن فورتونا ستكون في خطر )

 

طرقات على الباب قاطعت حديثي مع والدتي.. نظرت باتجاه الباب وطبعاً عرفت من يوجد خلفه فأمرتهُ بهدوء

 

" أدخل.. "

 

دخل أروس إلى المكتب وبرفقته إيفوس ووقفا أمامي وكلمني أروس


" سمو الملك.. لقد تم تجهيز كل شيء في منزلك والجميع جاهز للذهاب إلى قرية فورن "

 

ابتسمت بخبث وقلتُ لهما

 

" رائع.. هيا بنا حتى نتناول الغداء وقبل المغيب سنذهب إلى فورن "

 

بعد وقتٍ طويل وقفت أمام المخرج الذي يؤدي إلى فورن قرية الرهبان وأنا أبتسم بسعادة.. أخيراً سيرى ذلك اللعين كيف سيكون انتقامي منه..

 

ومع أول خطوة لي على الأرض تلبدت الغيوم السوداء وحجبت الشمس عن القرية بأكملها والتي كانت على وشك المغيب بعد دقائق واهتزت الأرض بشدة..

 

وقفت وأنا أضحك بشدة لسماعي صرخات الخوف والرعب التي أطلقها بن.. توجهت ناحية الجبل بعد أن توقفت الهزة وخلفي كان أروس برفقة إيفوس مع عدد قليل من الجنود..

 

وقفت أمام الجبل ونظرت باستهزاء إلى العربة والتي كانت مليئة بأحجار الألماس ثم رفعت رأسي ونظرت عاليا ورأيت ذلك اللعين ينزل الجبل وهو يرتعش من الرعب.. وقف أمامي وهو ينظر بصدمة إليّ.. ثم تأملني بنظرات حادة غاضبة


رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

اقتربت منه وقلتُ له بسخرية

 

" انتهى وقتك بن.. لقد علمت بأنك سوف تتأخر لكثرة شجعك ولذلك أتيت قبل دقيقتين فقط من حلول المغيب.. والآن لنرى ما الذي سوف يحدث لك "

 

نظر بن إليّ بغرور وبدأ يضحك بشدة بينما أنا كنتُ جامد ببرود أمامه ورأيتهُ يرفع يده اليسرى ويريني ساعته وهو يقول بغرورٍ فائق

 

" لقد أخطأت يا ابن شقيقتي.. مازال هناك خمسُ دقائق حتى يحل الغروب كما ترى وليس دقيقتين.. والآن دع رجالك يفسحون لي الطريق حتى أذهب "

 

نظرت إليه بقرف ثم تأملتهُ بنظرات ماكرة جعلته يبلع ريقه بخوفٍ واضح.. ابتسمت بخبث وقلتُ له

 

" همممم.. صحيح.. يبدو أنك مُحق.. هيا اسرع بالخروج لأنه لديك بالتحديد أربعة دقائق وعشرين ثانية بالتحديد.. "

 

لعن بن بغضب وأمسك بالعربة ذو أربعة عجلات وبدأ يدفعها ناحية المخرج الرئيسي للقرية.. أشرت لأروس بيدي وأشار للرجال في مخابئهم بيده ليخرجوا جميعا ويقفوا أمام المعابر التي تم إغلاقها كليا بالأخشاب والأحجار لمنع دخول وخروج أحد إلى القرية..

 

نظرت إلى خالي العزيز وهو يصرخ بغضب و بخوف عندما رأى بأن المعابر تم مُحاصرتها من رجالي رغم إغلاقها وصرخ بعد أن بدأ يفقد الأمل من الخروج

 

" هذا يُعد غشاً.. لقد كذبتَ عليّ.. أنتَ أعطيتني كلمتك بأنني أستطيع الخروج مع أحجار الألماس قبل الغروب.. لقد خدعتني وحش الجبل "

 

اقتربت منه ببرود وقلتُ له

 

" لا خالي العزيز أنا لم أغشك.. أنظر... "

 

أشرت له ناحية المعبر الأخير للقرية والذي أمرت بترك فتحة صغيرة به تكفي بالكاد للسماح له بالمرور وبصعوبة.. ثم أمسكت بيده اليسرى وقلت له

 

" أسرع خالي لديك دقيقة ونصف حتى تخرج من هنا مع عربتك.. الأفضل لك أن تتركها وتملأ جيوبك بالألماس وتذهب فورا.. عليك أن تسرع "

 

أدهشني عندما سحب يدهُ من قبضتي وبدأ يدفع العربة باتجاه المعبر بسرعة ووقف أمام الفتحة وبدأ يحاول توسيعها أكثر عبر إزالته الأخشاب والأحجار ولكن لحماقته انهارت الأحجار أكثر وغطت الفتحة ولم يعد يستطيع الخروج منها..

 

ضحكت بشدة وأنا أراه يقف برعب وبدأ يحاول إزالة الأحجار والأخشاب بهستيرية وهو يصرخ برعب

 

" لا!!.. لا لا لا لا !!.. هذا لا يحصل!!!.. أنا لن أبقى هنا سجينا لديك.. أنا لا أريدُ أن أموت!!!... افتح لي المعبر بسرعة و دعني أخرج فوراااااااااااا... "

 

أشرت للجنود برأسي وبسرعة اقتربوا منه وأمسكوا به بينما خالي العزيز بدأ يقاومهم وهو يصرخ ويشتم ويركل.. وقفتُ أمامه وتحولت عيناي للون الأحمر بينما كنتُ أنظر إليه بغضب ورأيته يتجمد من كثرة الخوف..


رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

نظرت إليهِ بحقدٍ كبير وقلتُ له

 

" انتهى الوقت خالي العزيز.. لقد كنتُ كريماً جداً معك وتركتُ لك معبراً واحداً حتى تخرج ولكن لشدة طمعك أردت إخراج العربة بأكملها.. الطمع لم يُفيدك سابقاً ولن يُفيدك حاليا..  لقد حذرتك إن لم تخرج قبل غروب الشمس سيكون مصيرك الموت على يدي "

 

اقتربت منه أكثر وقربت وجهي من وجهه وهمست له بوعيد

 

" لكن موتك لن يجعلني أُشفي غليلي منك على ما فعلته بوالدي وبأمي وبشعبي.. لذلك تحضر جيداً لأن انتقامي سيكون عظيماً "

 

شَهق بن برعب وارتجف جسدهُ بوضوح.. ابتعدت عنه وأنا أضحك بشدة وأشرت للرجال ليمسكوه ويتبعوني ودخلت إلى غابيغا وذهبتُ ناحية القصر..

 

دخلت إلى مكتبي وأنا أنظر بشر وأمرت بعض الحراس بجلب زوجتي العزيزة وأنا أتوعد لها ولوالدها بداخلي بأبشع انتقام....

 

 

 

فورتونا**

 

 

كنتُ أجلس سارحة بتفكيري على الأريكة عندما انفتح باب الغرفة ورأيت أحد الحراس يقف أمام الباب وهو يحني لي رأسه وقال باحترام

 

" سمو الأميرة فورتونا.. الملك يطلب حضوركِ فوراً إلى مكتبه.. رافقيني لو سمحتِ "

 

ارتعش جسدي من الرعب وفكرت بخوف.. يطلب!!.. هو يقصد بالأحرى يأمر لأن زوجي اللعين لا يعرف معنى هذه الكلمة بالتأكيد..

 

أغمضت عيناي وأنا لا أعرف كيف سأتصرف فأنا لا أستطيع الرفض وإلا سأجدهُ يقتحم الجناح مُطالبا بتنفيذ أوامرهُ ولا أستطيع المجازفة بردة فعله فقد يقتلني هذه المرة..

 

لكن كيف سوف أواجهه بعد ما حدث في الصباح؟!!.. هل حان وقت عقابهُ لي؟!!..

 

بلعت ريقي بصعوبة وفتحت عيناي وتنهدت مستسلمة فليس بيدي حيلة.. الأفضل لي أن أذعن لأمره وأتحمل ما سيفعلهُ بي ولكنني لن أريه أبداً أنني خائفة منه...

 

وصلت إلى أسفل الدرج لأقف ضائعة لا أعلم إلى أين يأخذونني الحُراس أو خلف أي باب من تلك الأبواب يقبع مكتب وحش الجبل..

 

أوقفوني أمام باب كبير خشبي و بُني اللون حُفر عليه شكل أنياب مصاص دماء.. أشار لي أحد الحراس لأتقدم.. اقتربت من الباب مترددة وتوقفت للحظات أمامه أُحاول جمع شجاعتي المبعثرة وثقتي المُشتّت..

 

أخذت نفساً عميقا وزفرتهُ بهدوء لأطرق الباب الخشبي بيد مُرتعشة وارتجفت كلتا يداي عندما سمعت صوتهُ الرجولي الذي يعبث بلا رحمة بنبضات قلبي يسمحُ لي بالدخول لأفتح الباب ببطء وأنا أتمنى بداخلي أن أكون في مكانٍ آخر بعيداً جداً عن هنا وعنه خاصةً..

 

رفع لايسن عينيه الخضراء عند دخولي إلى مكتبهِ وابتسم لي ابتسامتهُ الخبيثة بوضوح وهو يسند جسده إلى الخلف على الكرسي وبدأ يراقبني بينما كنتُ أتقدم بخطى بطيئة حتى وقفت أمام مكتبهِ وقد ظهر رغما عني الارتباك والتردد على ملامح وجهي الشاحب..

 

اعتدل في جلستهِ مائلا للأمام وهو يُشير بيده ناحية المقعد الذي أمامه لأجلس عليه ووضع يديه بهدوء على المكتب.. شعرت بقلبي ينبض بقوة ورأيته يراقبني بعينيه بينما كنتُ أتقدم لأجلس أمامه على المقعد دون أن أنظر إليه مباشرة وكتفت يداي ببعضها بتوتر.. وفجأة سمعته يقول بأمر

 

" أدخلوا "

 

نظرت ناحية الباب ورأيت بصدمة ذلك الشاب الذي كان يحمل دينا في ذلك اليوم المشؤوم ومعه إيفوس وهم يمسكون بوالدي.. ما الجحيم الذي يحدث هنا؟!!!... لماذا والدي معهم؟!!.. لم يذهب إلى قرية الرهبان حتى يجمع الألماس ويذهب بعدها؟!!!....

 

نظرت إلى والدي بدهشة ثم شعرت بألم في صدري بسبب رؤيتي له يبكي.. ماذا فعلوا به؟!!.. أو بالأحرى ماذا ينوي وحش الجبل أن يفعل به؟!!!...

 

أدرت رأسي ونظرت إلى لايسن بتساؤل ولكن دمائي تجمدت عندما رفعتني يدين فجأة ورأيت بدهشة اثنان من الحُراس يمسكون بي بإحكام.. نظرت إلى لايسن برعب رغما عني وسألته بخوف

 

" ما الذي يجري هنا؟!!... أنا لا أفهم و.... "

 

قاطعني لايسن قائلا بأمر

 

" سوف تفهمين بعد قليل.. "

 

وقف واقترب ناحية الباب وقال بأمر

 

" اجلبوهم "

 

رأيتهُ برعب وهو يخرج من المكتب ويخرجون والدي وأخرجوني هؤلاء الحراس بعدها خلفهم.. بدأت دموعي تسيل بكثرة على وجنتاي بينما كنتُ ضائعة بتفكيري ولم أستطع أن أستوعب حتى الآن ما الذي يحدث..

 

رأيت نفسي في ممر مظلم لا تنيره سوى بعض قناديل الشموع وبدأنا ننزل السلالم.. وصلنا أمام باب ضخم جداً تم فتحه من قبل أربعة حُراس ودخلناه..

 

شهقت بصدمة عندما عرفت أين أنا.. لقد كنتُ هنا سابقا عندما فيري ساعدتني بالخروج.. نحن في الزنزانات أسفل الأرض..

 

لا!!!... لالالالالالاااااااااااا... هو يريدُ سجني مجدداً ولكن هذه المرة برفقة والدي...

 

بدأت أشهق برعب وأبكي من شدة الخوف عندما دخلنا غرفة تبدو كغرفة للتعذيب.. لقد رأيت الكثير من أدوات التعذيب جعلت بدني يقشعر من شدة الرعب...

 

وقف لايسن في وسط الغرفة وأمرهم قائلا

 

" أروس يمكنكم البدء "

 

نظرت إليه بصدمة ولكنني شهقت بفزع عندما رأيت ذلك المدعو أروس يبتسم وهو يومئ برأسه علامة موافقته وطلب من إيفوس قائلا

 

" هيا ضعه على الكُرسي و كبل يديه وقدميه "

 

بدأ والدي يتخبط بين يديهم وهو يصرخ برعب قائلا

 

" لايسن.. أنت لن تفعل ذلك بي!!... أنا خالك.. لا يمكنك فعل ذلك بي!!!.. "

 

ثم نظر إليّ برجاء وقال

 

" ابنتي أرجوكِ أُطلبي منه أن يرحمني.. لقد أخطأت بترككِ معه.. سامحيني طفلتي وساعديني أرجوكِ "

 

ارتعش جسدي بشدة وبدأت أُحاول تحرير نفسي من الحراس الذين كانوا يمسكون بي وصرخت لـ لاسن برجاء

 

" أرجوك أتركه.. إنه والدي لا تؤذيه.. أتركه أتوسل إليك لا تؤذيه.... "

 

أشار لايسن للحُراس بيده حتى يتركوني وفعلوا.. ركضت ووقفت أمام لايسن و توسلت إليه ببكاء

 

" أرجوك لا تؤذيه.. لن يتحمل ما ستفعلهُ به.. ارحمه.. سأفعل لك كل ما تريده لكن دعه يذهب إلى عالم البشر أرجوك "

 

نظر لايسن إليّ ببرود وقال

 

" لقد فات الأوان على ذلك.. أعطيتهُ نهاراً كاملا حتى يخرج من قرية فورن ولكنه فضل أن يجمع الألماس حتى أخر لحظة لكثرة جشعه.. ولا تنسي يا زوجتي العزيزة أنه باعكِ لي برحابة صدر ولم يسأل عنكِ ولم يهتم بما قد يحدث لكِ.. لذلك اعفيني من توسلاتكِ وشاهدي ما سأفعلهُ به "

 

جحظت عيناي برعب ونظرت إلى والدي بصدمة عندما هتف بفزع

 

" إنه يكذب فورتي.. فهو أغلق جميع المعابر التي تؤدي إلى القُرى الأخرى وترك لي فتحة بالكاد تتسع لرأسي.. لا تصديقيه ابنتي فهو يكذب.. هو... "

 

" كمموا له فمه لأنني لا أريد سماع صوتهُ المزعج "

 

قاطعه لايسن هاتفا بحدة أصم أذناي ورأيتهم وهم يكممون فمه لوالدي بينما دموعه بدأت تسيل بكثرة على وجنتيه.. شعرت بغضب أعمى بصيرتي واستدرت وبدأت أضرب صدر لايسن بقبضتي بشدة وأنا أصرخ به

 

" أيها الكاذب.. لقد خدعتهُ مثلما فعلت بي.. أتركه يذهب.. دعه أيها الحقيــ..... آهههه.. "

 

تأوهت بألم عندما أمسك بكلتا يداي بقوة ألمتني وجذبني إليه وقال بفحيح أرعب روحي

 

" إياكِ أن تكلميني معي مجدداً بهذه الطريقة وإلا قطعت لكِ لسانكِ.. والآن شاهدي ما سيحدث لوالدكِ العزيز "

 

أمسك بـ كتفاي و أدارني ثم أمسكني بإحكام بيد على صدري وبيدهِ الأخرى رفع رأسي عاليا حتى أُشاهد ما سيفعلهُ بوالدي..

 

بدأت أبكي بشدة واهتز جسدي برعبٍ مميت عندما رأيت أروس يجلب آلة حديدية مستطيلة وشكلها غريب وأحكم وضع أصابع يد والدي اليمنى بين فكّي هذه الأداة وأغلقها ببطء حتى سُمع صوت تهشّم عظام أصابه وتفتت لحمه أمامي وبدأ أنين والدي المتألم بشدة يملئ الغرفة واهتز جسدهُ بقوة من الألم..

 

ارتعش جسدي و صرخت بخوف و بألم على والدي فرغم كل ما فعلهُ بي هو والدي في النهاية.. أجهشت ببكاءٍ مرير بينما كنتُ أُحاول التحرر من بين يدين الوحش و صرخت بفزعٍ مهول عندما أزال إيفوس الأداة ورأيت أصابع والدي المهشمة والدماء تغمرها وتسيل من أصابعه بكثرة..

 

شعرت بغثيان قوي بسبب المنظر المُرعب ودموعي لم تتوقف عن السيل بكثرة.. وضعوا أصابع يده الأخرى بالأداة وأغلقها إيفوس وهنا جن جنوني وركلت ساق الوحش بقوة بحذائي فتركني وهو يشهق بصدمة..

 

ركضت ناحية والدي وأبعدت إيفوس عنه وهو لم يقاوم فعلتي تلك ولم يتجرأ أحد على الاقتراب مني وبدأت أفتح الأداة حتى يخف ضغطها على أصابع والدي وأزلت الأداة الحديدية التي تُكمم فم والدي و عانقتهُ بشدة وتقطع قلبي عليه وبدأت أبكي على حالهِ وبكائهِ الشديد وأنينه المتألم..

 

نظرت إليه بحنان وهمست له برقة

 

" لا تخف أبي ستكون بخير.. لن أدعهُ يؤذيك أكثر.. تحمل أبي.. لا تبكي أرجوك "

 

فجأة شعرت بجسدي يرتفع ورأيت نفسي محمولة على الخصر بين يدين الوحش الكريه وجعلني لمدة ساعة كاملة أُشاهد بحرقة روح ما يفعلهُ لوالدي من تعذيب..

 

لقد قاموا بتعذيبه بأبشع و أفظع أدوات التعذيب قد يتخيلها العقل وفي النهاية عندما غاب عن الوعي تركوه و أفلتني لايسن وأمر رجاله بوضع والدي في الزنزانة..

 

ركعت أمامه وأنا أتألم بشدة على حال والدي ورفعت رأسي ونظرت إليه بتوسل وتوسلت إليه قائلة

 

" أرجوك.. دعني أُداوي له جراحه على الأقل.. سوف يموت إن ظل ينزف ولم يتم تضميد جراحه.. أرجوك اسمح لي بمساعدته "

 

نظر إليّ ببرود ثم رفع رأسه وقال

 

" إيفوس أُطلب من لوسيا أن تأتي وتساعد زوجتي ولكن قل لها ممنوع عليها باستخدام سحرها وتُشفي ذلك القذر "

 

وخرج بعدها دون أن يوجه لي كلمة.. تنهدت بثقل ووقفت ولحقت بهم بحزن إلى داخل الزنزانة التي وضعوا بها والدي..

جلست بجانبه على ذلك السرير الضيق والعفن وبدأت أمسح برقة على وجهه وأُبعد خصلات شعره عن جبهته المُتعرقة وسالت دموع حزينة على وجنتاي بألم بسبب رؤيتي له بهذا الشكل..

 

دخلت لوسيا وهي تنظر برعب ولكنها أغمضت عينيها براحة عندما رأتني سليمة ولا أشكو من شيء.. رأيتها تضع صينية على الطاولة الصغيرة ونظرت إليها بحزن وقلتُ لها بألم مزق قلبي

 

" لقد عذبهُ بشدة ذلك الوحش الكريه وأجبرني على مُشاهدة ذلك.. إنه ظالم أكثر من ما كنتُ أظن.. لقد جلدوه وكسروا له أصابع يديه وقدميه وركبته اليمنى وأحرقوا جسده بأدواتٍ مخيفة.. أنا أكرهه أكثر من السابق.. أكرهه لدرجة أتمنى له الموت.. أنا أكره ذلك الوحش اللعين بجنون "

 

وقفت أمامي لوسيا وهي تنظر بحزن إليّ وإلى والدي ثم انحنت وعانقتني بشدة وبدأت أبكي وأشهق بكثرة بينما كانت تُمسد برقة على ظهري ثم سمعتُها تهمس بنبرة حزينة

 

" توقفي عن البكاء أميرة فورتونا سوف تمرضين.. ثم ساعديني حتى نداوي جراحهُ.. لقد جلبت معي أعشاب سوف تساعده فالملك منعني من شفائه بقواي.. ولا تحزني من الملك فأنتِ لا تعرفين ما فعلهُ والدكِ بأمه وكم عذبها "

 

هدأت قليلا بينما شهقاتي لم تتوقف.. ابتعدت عنها وقلتُ لها بغضب

 

" لا تدافعي عنه لوسيا.. مهما فعل والدي سابقا لا يعطيه العذر لما فعلهُ به منذ قليل.. والدي عاقبتهُ فيري ودفع غاليا جراء ما فعلهُ بها "

 

نظرت لوسيا بحزن إليّ وقالت

 

" ربما أنتِ محقة ولكن الملك معذور فوالدكِ استفزه عندما أتى و لغروره ذكرهُ بما فعلهُ بوالدته وهذا أكبر خطأ اقترفهُ والدكِ.. لا أحد يمكنهُ أن يستفز الملك لايسن وينجو بفعلته "

 

تنهدت لوسيا بحسرة وهي تقف وذهبت ناحية الطاولة الصغيرة لتجلب الصينية التي وضعت عليها أدوات وأعشاب بها ثم اقتربت ووضعتها على الأرض أمامي وقالت

 

" أميرة فورتونا ساعديني حتى نداويه بسرعة "

 

بعد فترة تنهدت لوسيا بإرهاق وقالت

 

" لقد ربطت ركبتهِ ولكن عندما يستيقظ أخبريه كي لا يُحركها حتى تلتحم العظام وتشفى.. في الخارج ينتظركِ القائد إيفوس حتى يعيدُكِ إلى الجناح "

 

شكرتها برقة وبعد خروجها نظرت إلى والدي بحسرة وهمست له بأسف

 

" يا ليتك لم تأخذ القلادة من الراهب ولم أرها.. يا ليتني لم أرتديها.. كلهُ ذنبي أنا.. سامحني أبي "

 

شهقت عندما رأيته يبكي وعلى الفور أجهشت بالبكاء وعانقته برقة كي لا أؤلمه وهمست له ببكاء

 

" سامحني أبي.. ما حصل لك بسببي.. أنا السبب سامحني.. "

 

شهق بحزن وقال لي بصوتٍ متألم وخافت

 

" لا تلومي نفسكِ طفلتي.. أنا الملام الوحيد لما حصل لكِ ولي.. سامحيني لما فعلتهُ بكِ.. سامحيني طفلتي لقد أعماني الطمع.. أنا أستحق ما فعلهُ بي لايسن.. أنا أستحق أكثر من ذلك بكثير وخاصةً لأنني بُعتكِ له بسبب حماقتي.. سامحيني فورتي أنا السبب في تعاستكِ وما حصل لي "

 

اعتدلت بجلستي وقلت له وأنا أمسح دموعه بأناملي

 

" يكفي أبي.. لقد سامحتك.. توقف عن البكاء من أجلي أرجوك.. لقد داوينا جراحك أنا و لوسيا ووضعت لك أعشاب على حروقك وأصابع يديك وقدميك ووضعنا رباط على ركبتك المُحطمة فلا تُحركها حتى تشفى تماما.. سوف تتحسن قريبا لا تقلق وسأجد طريقة حتى نهرب من هنا معاً مهما كلفني ذلك.. أعدُك "

 

تأملني بنظرات حزينة وقال بهمس

 

" أنا لا أستحق ابنة رائعة مثلكِ.. سامحيني ابنتي لأنني تأخرت لأعرف قيمتكِ.. لذلك إن استطعتِ الهروب من هنا أُهربي من دوني.. أنا انتهيت وسأتحمل عقابي.. ولكن أنتِ يجــ.. "

 

قاطعتهُ هامسة ببكاء

 

" لا أبي لن أتركك هنا تحتَ رحمة ذلك الوحش.. تحمل قليلا من أجلي وأعدُك سنهرب قريباً من هنا "

 

تأملني والدي بنظرات حنونة ثم أغمض عينيه ورأيت بحزن دموعهُ تسيل على وجنتيه.. مسحت دموعي ووضعت رأسي على صدره برقة لكي لا أؤلمه وقلتُ له بحب وبحنان

 

" أحبك جداً والدي.. فأنتَ أبي ولن أتخلى عنك أبداً "

 

ظللت لوقتٍ طويل على تلك الوضعية أضع رأسي على صدره وأستمع إلى دقات قلبهِ الرتيبة.. في النهاية سمعت صوت أنفاسه المنتظمة وعرفت بأنه غرق في نومٍ عميق..

 

رفعت رأسي ونظرت إليه بحنان ثم قبلت جبينهُ برقة ووقفت..

 

بعد خروجي من الزنزانة رأيت القائد إيفوس بانتظاري.. ابتسم ابتسامة رقيقة واحنى لي رأسه باحترام فقلتُ له بسرعة

 

" لا تحني لي رأسك قائد إيفوس وهذا أمر "

 

رفع رأسه وضحك بخفة وقال بتهذيب

 

" أوامركِ مطاعة أميرتي "

 

أجبته ببرود

 

" ولا تناديني بأميرتي لأنني لستُ كذلك.. ناديني فورتونا فقط "

 

كنا نصعد السلام وفجأة توقفت وقلت له

 

" إيفوس هل أنتَ مصاص دماء مثلهم؟ "

 

توقف عن السير ونظرَ إليّ بدهشة وسألني بذهول

 

" لماذا هذا السؤال سمو الأميرة؟.. أقصد فورتونا "

 

نظرت إليه بتمعن وقلتُ له

 

" لأنك تختلفُ عنهم.. أقصد تبدو طيب القلب ومُهذب.. أعني.. أنا.. "

 

ضحك بخفة وقال

 

" لا بأس لقد فهمت ما تقصدينه.. ومعكِ حق فأنا لستُ مصاص دماء كامل.. أعني أنا هجين نصفي مصاص دماء ونصفي الآخر جني "

 

تابع المشي بينما كنتُ أنظر إليه بصدمة.. هو هجين!!.. هو نصف مصاص دماء ونصف جني!!.. هذا غريب!.. ركضت خلفه وسألته بذهول

 

" كيف ذلك؟!!.. هل أمك كانت جنية ووالدك مصاص دماء؟!!... و.. وهل والدتك ماتت وهي تلدُك؟!!!... "

 

تابع سيره وهو يقول

 

" أبي لم يكن مصاص دماء.. في الحقيقة لا أعرف من هو والدي أو حتى من هي أمي لأنه تم رميي في غابة غابيغا عندما كنتُ طفلا رضيعا والملك لايسن و لوسيا هما من وجدوني.. يبدو بأن أمي كانت جنية ولكن لا أحد يعلم من هي ولماذا رمتني هناك وبالتحديد في غابيغا.. أظنها ولدتني وتوفيت وأحد أقاربها رماني في الغابة.. ولأظل هنا عندما أصبحت مراهقا اضطر الملك إلى تحويلي إلى مصاص دماء حتى يوقف شعبهُ عن التذمر لوجودي بينهم وهكذا أصبحت نصف مصاص دماء ونصف جني "

 

وقبل أن نصل إلى الجناح سألته بتعجُب

 

" ولكن لوسيا جنية وتعيشُ هنا "

 

وقف واستدار ونظر إليّ بجدية قائلا

 

" لوسيا وضعها مُختلف تماماً.. فهي كانت صديقة الملكة فيري ولذلك لا يتجرأ أحد على قول كلمة مُسيئة عنها أمام الملك وخاصة لأنها من اعتنت به وربته "

 

ابتسمت له برقة وقلتُ له

 

" آسفة تدخلت بأمورك لم أقصد أن أزعجك أو.... "

 

قاطعني وهو يقول برقة

 

" لا تتأسفي لقد أسعدني التكلم معكِ سمو الأميرة "

 

ضحكت بخفة وقلت له

 

" عدنا إلى سمو الأميرة مجدداً... انسى هذه الكلمة إسمي فورتونا.. "

 

فجأة تجهم وجهي عندما رأيت نفسي أمام جناح وحش الجبل وفتح الحراس لي الباب.. أحنى لي إيفوس رأسه وذهب بعدها..

 

تنهدت بحسرة ودخلت إلى الجناح و انتفضت برعب عندما سمعت صوت الوحش الكريه يهتف بغضب أرعبني

 

" لقد تأخرتِ.. وكثيراً "

 

وقفت جامدة من الرعب ولكنني نظرت إليه بكبرياء ولم أُظهر خوفي له بل قلتُ له بعنفوان

 

" لقد انتظرت والدي حتى يستفيق وأطمئن عليه "

 

ضحك بخبث واقترب مني وبدأت أرجع بخطواتي إلى الخلف.. وقف فجأة أمامي وتشنج جسده ورأيت برعب أجنحة سوداء كبيرة تظهر خلف ظهره وبلمحة عين أمسكني من مرفقي وجذبني إليه وعانقني وفتح باب الشرفة وطار بي بعيدا..

 

كنتُ أصرخ من شدة الرعب وأنا مُغمضة العينين و لصدمتي سمعته يضحك.. ذلك اللعين و المغرور و الحقير يضحك بسبب خوفي..

 

توقفت عن الصراخ و فتحت عيناي ببطء وارتعشت برعب عندما رأيت بأنه يُحلق عالياً في السماء.. نظرت إلى الأسفل وتوقفت عن التنفس بفزع عندما رأيت الجبل والغابات أسفلنا وارتعش جسدي من شدة الخوف..

 

و بفزعٍ كبير توقف قلبي عن الخفقان عندما التف فجأة و أحنى رأسه ناحية الأسفل وبدأنا نسقط من السماء.. صرخت برعبٍ كبير وتشبثت به بشدة وأنا أحاوطُ عنقهُ بكلتا يداي وفجأة شعرت به يستقيم ويرفرف بجناحيه ووقف على الأرض..

 

لم أترك عنقه إلا عندما تأكدت أنني أقف على الأرض وهنا ابتعدت عنه بسرعة ونطرت برعب أمامي إذ رغم الظلام الذي لف المكان إلا أنني رأيت منزلا خشبي كبير شكله مرعب..


رواية وحش الجبل - فصل 13 - العملاق

 

تباً يبدو كأنه منزل مسكون بالأشباح.. ارتعشت بخوفٍ شديد عندما رأيت الوحش الكريه يذهب باتجاه المنزل وتركني بمفردي ودخل إلى ذلك المنزل..

 

واللعنة لن أظل هنا بمفردي.. ودون تفكير مني ركضت ولحقت به ودخلت إلى المنزل وأنا أرتجف من الخوف والبرد..

 

أغلقت الباب ونظرت بدهشة أمامي.. كانت الشموع تضيء المكان بأكمله ورغم شكله المخيف في الخارج إلى أنه جميل من الداخل..

 

كان أثاثه قديم الطراز ورغم لونه الداكن إلا أنه مريح ولكنه يحتاج إلى التنظيف بل إلى الكثير من التنظيف.. انتفضت برعب عندما رمى الوحش فجأة أمامي سطل حديدي فارغ مع قماشة به تبدو مثل ممسحة..

 

نظرت إليه بدهشة ولكنني جحظت عيناي عندما جلس أمامي على الأريكة وهو يضع ساقاً فوق الأخرى وبيده يحمل كأسا به دماء وقال لي وهو ينظر إليّ بسخرية

 

" نظفي المكان عبدتي ولمعي الأرضية جيداً لأنني أكره أن أكون في مكانٍ قذر ويملئهُ الغبار "

 

فتحت فمي بصدمة ثم شعرت بغضبٍ كبير وركلت السطل بقوة باتجاهه لكنه أوقفه بقدمه ورماه بقوة باتجاهي وخبأت فوراً وجهي بكلتا يداي خوفاً أن يصيبني لكنه لم يصب وجهي بل أصاب ساقي اليسرى.. تأوهت بألم بسبب ذلك وانحنيت وبدأت أُدلك ساقي مكان الإصابة ومنعت نفسي من البكاء أمامه حتى لا أريه ضعفي وألمي وسمعتهُ بغضب يقول بصوتٍ خشن و بوعيد أرعبني

 

" إن لم تبدئي فوراً بالتنظيف سأقطع لكِ تلك الساق التي ركلتِ بها السطل.. لديكِ دقيقتان حتى تبدئي والمطبخ أمامكِ على اليسار.. هيا تحركي... "

 

كتمت شهقة ألم كادت تخرج من بين شفتاي وبرعب أذعنت لطلبه لأنني علمت أنه لن يتوانى عن بتر ساقي إن لم أقم بتنفيذ أوامرهُ اللعينة..

 

دخلت إلى المطبخ بخطواتٍ عرجاء وحزنت على حاله فهو يحتاج للتنظيف لأسابيع حتى يُصبح نظيفاً وقررت تركه للأخير وانظفه بعد أن أنتهي من تنظيف المنزل..

 

كنتُ أملأ السطل بالمياه وأنا أشتم ذلك القذر بكل الشتائم التي أعرفها في عقلي.. أخذت قطعة قماش نظيفة وجدتها في أحد الجوارير لأمسح بها الغبار وحملت السطل وخرجت من المطبخ ودخلت غرفة المعيشة..

 

بدأت التنظيف بغضب وأنا أتوعد لذلك القذر بشتى أنواع التعذيب التي تخيلها عقلي أفعلها به ولأول مرةٍ تمنيت لو أنني أمتلك قوة خارقة حتى أستطيع قتله.. بعد ساعة تنهدت بتعب وأنا أمسح حبيبات العرق عن جبيني و انتفضت برعب عندما سمعته يقول

 

" لا تَتكاسلي عبدتي وعودي إلى العمل.. و إلاااااا... "

 

استدرت بسرعة ورأيتهُ بغيظ يقف أمامي وهو يبتسم بمرح.. اللعين هو سعيد برؤيتي منهكة وعلى وشك السقوط من شدة الإرهاق والجوع.. نظرت إليه بكبرياء وهتفت بوجهه

 

" لقد تعبت من كثرة التنظيف وأنا حاليا مُرهقة وجائعة وعطشانة.. أعذرني لكن يحق للعبيد ببعض الراحة وكسرة خبز "

 

ضحك بشدة وهو يتأملني بتمعن وعندما هدأ قال بخبث

 

" صحيح لقد نسيتُ ذلك.. على عبدتي أن تتغذى جيداً لتستطيع تنفيذ جميع أوامري "

 

تأملتهُ بغضب ورأيتهُ يبتسم بوسع وذهب وعاد بعد دقيقة وهو يحمل بيده كأسا من المياه وقطعة خبز لا تُشبع فأر.. نظرت إليه بصدمة وسألته بدهشة وأنا أشير إلى قطعة الخبز الصغيرة

 

" هل هذا هو طعامي؟!!!... "

 

نظر بغضب إلى عيناي وقال بلهجة أخافتني

 

" إن لم تعجبكِ سأرميها ولن تتناولين شيئا الليلة.. القرار قراركِ إن لم تأخذيها الأن سوف تنامين بمعدة فارغة "

 

تأففت بغيظ وأمسكتها من يدهِ وأخذت كأس الماء وشربته جرعة واحدة لشدة عَطشي وأكلت قطعة الخبز بلقمة واحدة.. عندما انتهيت رأيتهُ يقف أمامي وهو يُكتف يديه وينظر إليّ بغضب..

 

تأملتهُ بنظرات مُتعجبة وسألتهُ بغرابة

 

" ماذا؟!!!.. "

 

اقترب مني بسرعة مُخيفة وأمسك بمعصمي وضغط عليه بعنف جعلني أتأوه بشدة وقال هاتفاً بحدة

 

" يبدو بأن والدكِ الملعون لم يعلمكِ الأصول.. يقولون شكراً يا زوجتي العزيزة.. من الآن وصاعداً عندما أعطيكِ شيئا أو  أسمح لكِ بعمل شيء ستقولين لي شكراً وإلا قطعت لكِ لسانكِ السليط هذا.. هل فهمتِ؟ "

 

أجبته بسرعة كي لا أُغضبه أكثر

 

" نعم فهمت "

 

ضغط على يدي أكثر وتلويت من شدة الألم وعاد وهتف بحدة

 

" ماذا ستقولين؟.... "

 

أجبته بتلعثم بسبب ألمي

 

" شكـ.. شكرا.. على.. الـ.. الطعام "

 

ابتسم بغرور وقال بحدة

 

" أحسنتِ عبدتي "

 

حرر معصمي من قبضته وقبل أن يذهب قال بنبرة خبيثة وبوعيد

 

" أريد أن أرى في الصباح المكان يلمع من النظافة.. ولا تفكري بالهروب من هنا لقد أطلقت أسودي من أقفاصها وهي لن تتوانى عن أكلكِ.. كما أنني لا أريد أن أستيقظ صباحا وأراكِ محشورة بين أسنانهم "

 

توسعت عيناي بذهولٍ شديد بسبب ما قاله.. لديه أسود؟!!.. هل هو جاد؟!.. شتمته بغيظ وعاودت تنظيف المنزل مُرغمة..

 

كنتُ نائمة على الأريكة عندما فجأة شعرت بمياه تغمر رأسي.. شهقت بفزع و انتفضت جالسة وأنا أحاول أن ألتقط أنفاسي وبدأت أمسح المياه عن وجهي وشعري..

 

نظرت بصدمة عندما رأيت وحش الجبل الكريه يقف أمامي وهو يضحك بشدة.. اللعين يبدو وسيماً جداً وهو يضحك.. ما اللعنة التي أفكر بها الآن؟!!.. هتفت به حتى يتوقف عن الضحك

 

" ما الذي فعلته؟!!.. هل هذا تصرف يليق بملك؟ "

 

توقف عن الضحك وتجهم وجه وأمسك بكتفي بسرعةٍ مخيفة وأوقفني أمامه وبدأ يهزني بشدة وهو يهتف بغضب أعمى

 

" إياكِ أن تُقللي من قيمتي أيتها العبدة الحقيرة وتتكلمي معي بتلك الطريقة "

 

ثم رمى جسدي على الأرض بقوة وتألمت بشدة بسبب قوة السقطة وقال لي بينما جسدي بدأ يرتعش من الرعب

 

" نظفي الأريكة فورا وحضري لي وجبة الفطور بسرعة "

 

وقفت بألم وأنا أتحسس مؤخرتي وذهبت وأنا أعرج إلى المطبخ.. بعد أن نظفت الأريكة جهزت له الإفطار ووضعت صحنين على الطاولة في غرفة الطعام وندهت له بأن الطعام أصبح جاهزاً.. دخل إلى غرفة الطعام ووقف بجمود وهو ينظر إلى الطاولة وأشار لي بيده ناحية الصحن الثاني وقال لي بتساؤل

 

" لمن هذا الصحن؟ "

 

ارتعشت أناملي برعب وأخفيت بسرعة يداي خلف ظهري كي لا يلاحظ ذلك وأجبته

 

" إنه لي "

 

أمسك بالصحن ورماه على الأرض وجلس وبدأ يتناول إفطاره كأنه لم يفعل شيئا.. سالت بصمت دموع حزينة على وجنتي وانحنيت وبدأت أجمع قطع الزجاج.. دخلت إلى المطبخ ورميت بالقطع في سلة المهملات ومسحت دموعي بكم فستاني وتحسرت على نفسي بحزن..

 

كان يجب أن أهرب الليلة والتقي بـ كلاي ولكن ذلك مستحيل.. و الأفظع أنني جائعة وأشعر بالقذارة من نفسي فثوبي أصبح وسخا وأنا بحاجة ماسة لأستحم.. انتفضت برعب واستدرت عندما رأيته يقف أمام الباب وقال بأمر

 

" لقد انتهيت.. يمكنكِ تناول ما تبقى من طعام وأكملي التنظيف بعدها "

 

أجبته بحزن

 

" شكرا "

 

بعد ذهابه تناولت ما تبقى من الطعام وأنا أشتمه لأنه لم أستطع أن أمس ما يوجد من طعام في المطبخ لانه يعلم بالكمية وهددني بمعرفتهِ بذلك..

 

" ذلك الوحش اللعين القذر والخسيس أكرههُ بجنون "

 

همست بغيظ بينما كنتُ أُنظف الطابق الثاني.. في المساء طلب مني تنظيف الحظيرة وقال لي كي لا أخاف لأن أسوده في الأقفاص وطبعا قال لي كي لا أحاول الهروب لأنه يراقبني..

 

دخلت إلى الحظيرة وأنا أرتعش بسبب الزئير الغاضب الذي سمعته.. نظرت برعبٍ كبير عندما رأيت الأسود داخل أقفاصٍ كبيرة وهي تنظر إليّ بشر وتفتح فمها وتزمجر بوعيد.. تبا حتى أسوده لديها من طباعهِ.. تقدمت منها ببطء وأنا أرفع يداي وأُكلمها برقة

 

" مرحبا أيتها الأسود اللطيفة.. تبدون جائعون!.. لنرى أين وضع سيدكم الطعام "

 

نظرت حولي وبدأت أتفحص المكان.. كان يبدو نظيفا ولكن لفتَ نظري وجود صندوق كبير الحجم في الزاوية.. تقدمت وفتحته و شهقت برعب عندما رأيت غزلان مُقطعة.. المساكين هم طعام لهذه الأسود..

 

أغلقت أنفي من الرائحة الكريهة وأمسكت بقطعة كبيرة بيدي الأخرى ثم اقتربت من القفص ورميت برعب القطعة داخل القفص ورأيت بصدمة كيف بدأ يلتهمها ذلك الأسد.. ابتسمت بخفة وبدأت أجلب قطع اللحم وارميها في الأقفاص..

 

وهذه كانت حياتي لفترة ثلاثة أيام أخرى ولكن الذي كان يُسعدني ذهابي إلى الحظيرة في المساء وإطعام الأسود فوحش الجبل لم يكن يعرف أن علاقتي توطدت معهم وأصبحوا لا يزمجرون في وجهي عندما يرونني..

 

كنتُ أشكي لهم ما يحصل معي يوميا وأنا أطعمهم وأخبرهم عن قسوة ملكهم.. في اليوم الخامس طفح كيلي لآن رائحتي باتت لا توصف من شدة القذارة وهو يمنعني من استخدام الحمام والاستحمام..

 

خبأت صابونة في جيب فستاني الوسخ وقررت أن استكشف المكان في المساء لأنني سمعت صوت شلال قريب من المنزل وأنا كنتُ أعرف جيداً بأن وحش الجبل بعد العشاء يدخل إلى غرفته ولا يخرج منها إلا بعد ساعة.. أي لدي ساعة كاملة لأذهب وأُطعم الأسود و أستحم وأغسل ثيابي وأعود..

 

أطعمت الأسود وودعتها وخرجت بحذر من الحظيرة وتسللت إلى الغابة باتجاه صوت تلاطم مياه الشلال.. مشيت ومشيت حتى بدأ الرعب يتسلل إلى قلبي.. وقفت بخوف أمام صخرة غريبة الشكل كأنها قدم كبيرة الحجم و همست برعب

 

" لقد تهت!!.. كم أنا غبية.. سيقتلني الآن ذلك الوحش الكريه "

 

ولكنني تجمدت عندما سمعت صوت المياه بوضوحٍ أكبر.. تسلقت الصخرة ونزلت عنها وابتسمت بسعادة بسبب المنظر أمامي.. كان ضوء القمر ينير البحيرة الكبيرة والشلال في آخرها والزهور تحاوطها من كل جانب مع الأشجار ومنظرها كان رائع وخلاب..

 

ركضت بسعادة وأخرجت الصابونة وأزلت الفستان وثيابي الداخلية ودخلت المياه بسعادة وبدأت أُنظف فستاني وثيابي الداخلية و أفركُها بالصابونة حتى نظفت.. عندما انتهيت وضعتهم على صخرة حتى يجفو وبدأت أستحم وأنا أُغني بسعادة.. 

 

خرجت بعد مدة وأنا أعصر شعري ولكنني تجمد برعبٍ كبير بسبب ما رأيته وبدأ جسدي يهتز بفزع وشعرت بشللِ في جميع أطرافي ورفعت رأسي عاليا بخوف وأنا أرى عملاقا يجلس على صخرة كبيرة عارٍ وهو ينظر إليّ بدهشة.. عملاق!!.. أمامي يجلس عملاق!!!..

 

ارتعش جسدي بقوة وشعرت بأنني سأُصاب بذبحة قلبية بسبب خوفي.. ارتعش فكي بعنف وهمست بذعر أحرق روحي

 

" عملاق!!.. إنهُ عملاق... "

 

ذلك العملاق المنحرف كان يُشاهدني طيلة الوقت بينما كنتُ أستحم؟!!.. إلهي لقد كانت قدمه هي التي تسلقتُها وظننتها صخرة!!!...

 

ارتعش جسدي العاري من الرعب ولم أستطع أن أتحرك وفجأة رأيتهُ يقف واحنى وجهه حتى أصبح قريبا جدا من وجهي وشعرت أنني سأطير من قوة أنفاسه.. 

 

نظرت إلى عينيه الزرقاء الكبيرة وخفق قلبي برعب بسببها لأنها كانت تنظر إليّ بهيام وفجأة استقام ورأيت يدهُ الضخمة تتجه نحوي وأمسكت بجسدي العاري والمرتعش ورفعني عاليا..

 

أفقت من صدمتي وصرخت برعبٍ نهش قلبي وعقلي عندما بدأ يسير مبتعداً

 

" لاااااااااااااااااااااا... لايسن... النجدة....... "


انتهى الفصل









فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©