رواية وحش الجبل - فصل 12 - لوسيا غرين
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

رواية وحش الجبل - فصل 12 - لوسيا غرين

 

رواية وحش الجبل - فصل 12 - لوسيا غرين



لوسيا غرين



أروس**


دخلت إلى جناحي الخاص ثم إلى غرفة النوم ورأيت امرأتي نائمة و عارية بالكامل كما تركتها منذ ساعتين..

 

وقفت أتأملها بنظرات حنونة وهي متكورة على نفسها وأثار دموعها شكلت مسارات جافة على وجنتيها..

 

لقد كانت تبكي امرأتي الجميلة.. حسناً لا بأس قريباً سوف تعتاد عليّ وعلى الحياة هنا.. سأجعلها تنسى عالم البشر بأكمله وتعشقني بجنون..

 

نظرت بشهوة إلى مؤخرتها المستديرة والرائعة وبلعت ريقي بقوة.. تبا لقد انتصب عضوي الذكري.. ما أجمل مؤخرتها وما أجمل جسدها..

 

طبعاً لم يعُد باستطاعتي أن أتحكم بنفسي أمام جمال امرأتي ولكن لا أستطيع لمسها بسبب صديقي وملكي لايسن.. لذلك تحركت واقتربت من السرير ورفعت جسدها برقة ووضعت رأسها على الوسادة ثم وضعت غطاء السرير فوقها برفق وهمست بغيظ

 

" لايسن.. أيها الأناني اللعين.. كيف تريدني أن أبتعد عن امرأتي؟!!.. تبا أنا أحترق بنار جهنمية الآن.. أفضل حل أن أستحم بمياه باردة.. والجحيم كأن المياه الباردة سوف تُساعدني الآن في مشكلتي الكبير "

 

تحكمت بصعوبة بشهوتي ومنعت نفسي من لمس امرأتي.. تأملتُها بنظرات سعيدة وحنونة وهمست بفرح

 

" ما أجملكِ امرأتي.. صحيح أنتِ بشرية ولكنني لا أهتم.. كل ما يهمني الآن هو أنني أخيراً وجدتُكِ "

 

قبلت وجنتها برقة وضحكت بداخلي.. ههههههه.. إنها امرأتي و ما زلتُ لا أعرف اسمها لغاية الآن.. حسنا سأُصحح هذا الوضع عندما تستيقظ..

 

استقمت بوقفتي ودخلت بأسف إلى الحمام لاستحم بمياه مُثلجة علني أُطفئ ناري واشتعال عضوي الذكري ورغبتهُ الجنونية ليحصل على امرأتي..

 

 

دينا**

 

استيقظت على صوت مياه تجري من ناحية الحمام وتيبس جسدي على الفور.. إنه هنا.. ذلك الحقير هنا!!.. ماذا أفعل؟!!!...

 

بدأ جسدي يرتعش من الرعب وفكرت بتصميم يجب أن أهرب.. أبعدت غطاء السرير عني بضعف وحاولت جاهدة النهوض عن الفراش فقد كنتُ مرهقة بدنياً ونفسياً.. وقفت وأنا أتمايل يمناً ويساراً واقتربت وانحنيت بجهد لألتقط ثيابي والتي كانت مرمية على الأرض..

 

بدأت بارتدائها وشعرت بالغيظ لأن سروالي الداخلي مُعلق في الحمام.. حسنا لا يهم لن أرتديه..

 

عندما انتهيت رفعت رأسي ورأيت المرآة أمامي.. نظرت إلى وجهي ولاحظت فوراً شحوب وجهي ووجود هالات سوداء حول عيناي..

 

نظرت بحزن إلى نفسي في المرآة..


رواية وحش الجبل - فصل 12 - لوسيا غرين

 

ثم فكرت بكره.. كله بسبب ذلك المُتخلف الوسيم أبدو قبيحة الآن.. تبا له أتمنى أن يتعفن في الجحيم..

 

تنهدت بعمق واتجهت ناحية الباب وما أن هممت لأفتحه تجمدت برعب وشهقت بفزع عندما أمسكتني يدين بإحكام في خصري ورفعت جسدي عاليا وسقط خصري على كتف ذلك اللعين..

 

توسعت عيناي بفزع وصرخت برعب حطم حنجرتي

 

" اعععععععع.. دعني أيها المُتخلف.. دعني.. إياك أن تلمسني وإلا قتلتك.. أنزلني والآن.. هيا أنزلني.. "

 

رماني على السرير بقوة و انتفضت جالسة وأنا أُحاول جاهدة الابتعاد قدر المستطاع عنه لكنه أمسك ساقي اليمنى وسحبني بعنف لوسط السرير وحاصرني بجسده العاري..

 

توسعت عيناي وهتفت بذعر بداخلي.. هو عارٍ؟!!!..

 

نبض قلبي بعنف إذ كان هذا المُتخلف عارٍ فوقي ولا يُغطي عورته في الأسفل سوى منشفة صغيرة.. ما اللعنة؟!!!..

 

بدأت أقاومه وأضرب صدره بقبضتي لأجعلهُ يبتعد عني لكنه كتلة عضلات مُتحجرة.. كيف واللعنة سيبتعد عني؟!!.. أغمضت عيناي برعب و توسلت إليه بفزع

 

" أرجوك ابتعد.. لا تلمسني.. أرجوك لا تلمسني.... "

 

تجمد جسدي بصدمة وتوقفت عن ضربه عندما سمعته يضحك.. ما به هذا المُتخلف الغبي؟!.. هل يظن أنني ألعب معه وأخبره النكات؟!!..

 

ولكن ثواني قليلة بينما كنتُ غارقة بأفكاري شعرت بالصدمة عندما سمعتهُ يقول

 

" لا تخافي.. أنا لن أفعل لكِ شيء.. حاليا.. فقط أريد النوم بجانبكِ "

 

تأملتهُ بذهول وفكرت بتعجُب.. هذا الرجل مُتخلف ومُنفصم الشخصية.. لا يهمني بتاتا المهم أنهُ لن يلمسني..

 

رأيتهُ يبتسم بمرح وفجأة سألني

 

" أوه على فكرة.. ما هو اسمكِ؟.. أنا لن أناديكِ امرأتي طيلة حياتي ولمدى العُمر "

 

فتحت عيناي بدهشة ثم نظرت إليه بغيظ وقلتُ له بصوت غاضب يحمل من الكره ما يبوح به صدري

 

" في أحلامك أن أبقى معك طيلة هذه الفترة.. سأهرب منك ما أن تسمح لي الفرصة.. سترى "

 

نظر إليّ بدهشة ثم انفجر ضاحكا وعندما هدأ كلمني بنبرة حنونة

 

" سأحب أن أراكِ تحاولين الهروب مني ومن غابيغا خصيصا.. عليكِ المرور بين آلاف من مصاصي الدماء أولا حتى تستطيعين الهروب حبيبتي.. ولكن مع الأسف سأجدُكِ قبل أن تخرجي من القصر حتى.. والآن أخبريني ما هو اسمكِ؟ "

 

ابتعد عني جالسا ولكنه أمسكني وجعلني أجلس بدوري.. انتفضت برعب بين يديه لظني بأنه سوف يهجم عليّ لكنه فاجأني إذ فقط جلس بجانبي على السرير وابتسم ابتسامة ساحرة جعلتني أشرد بها..

 

أفقت من شرودي و لغبائي ابتسمت له كالحمقاء ابتسامة خجولة وقلتُ له بهمس

 

" دينا.. إسمي هو دينا.. و أنت؟!! "

 

تأملني بنظرات جميلة جداً سحرتني بالكامل ثم همس برقة

 

" دينا... جميل.. أحببته.. أنا أُدعى أروس جميلتي "

 

توردت خدودي من الخجل.. تبا ما الذي يحصل معي؟!!!.. لماذا قلبي ينبض بشدة وبطريقة غير منتظمة؟!!.. رأيته ينظر إلى عنقي بشرود وعلى الفور ارتعش جسدي وسألته بسرعة وبرعب

 

" هل سوف تمتص دمائي؟!!.. لا تفعل أرجوك.. أنا مريضة بمرض مُعدي جداً وقد أنقل إليك المرض عندما تمتص من دمائي وحينها ستموت "

 

نظرت إليه بصدمة كبيرة عندما بدأ يضحك بقوة وقال لي بسخرية وبمرح

 

" أنتِ رائعة.. لم يُضحكني أحد مُسبقا لهذه الدرجة.. أنا أستطيع شم دمائكِ وتمييزه ومعرفة إن كان نظيف أو يحمل وباء عن بُعد آلاف الكيلومترات.. دينا جميلتي عليكِ أن تفكري بحجة أخرى "

 

كشرت بطفولية ليضحك أكثر ثم فاجأني عندما أمسك ذقني برقة ورفع وجهي قليلا وقرب وجهه مني ونظر في عمق عيناي بشرود وهمس بنبرة حالمة

 

" أنتِ جميلة جداً.. لقد انتظرتكِ منذ زمنٍ بعيد.. لم أتخيل في أحلامي أن تكون امرأتي بشرية.. بشرية جميلة ورقيقة وخفيفة الظل أيضا.. لا تخافي مني أبداً.. أنا لن أمتص دمائكِ إلا عندما أريد وضع علامتي عليكِ.. وذلك يجب أن يكون في وقتٍ قريب حتى أستطيع حمايتكِ أكثر "

 

لم أفهم ما قصده بكلماته الأخيرة لي ومع ذلك شعرت بالأمان.. وفعلا لم أعرف لماذا وثقت به!.. على الأقل عرفت بأنه لن يمتص دمائي ولن يُعاشرني الليلة بالقوة..

نبض قلبي بعنف  عندما قبلني قبلة ناعمة رقيقة على وجنتي ثم ابتعد وتأملني بنظرات جميلة..

 

عليه أن يتوقف عن النظر إليّ بتلك الطريقة الجميلة.. نظراتهِ تجعل قلبي ينبض بجنون و فراشات كثيرة تحوم في معدتي..

 

بعد فترة قصيرة وقف وأخرج ملابسه من الخزانة واتجه ناحية الحمام.. أرحت رأسي على الوسادة إذ شعرت بالنعاس.. أغمضت عيناي وبعد ثواني لم أعد أشعر بشيء....

 

 

لايسن**

 

 

( لايسن.. توقف وابتعد عنها على الفور )

 

توقفت عن تقبيل صدر متوحشتي الجميلة عندما سمعت أمي تهتف داخل رأسي لأتوقف.. رفعت رأسي ونظرت إلى عبدتي بنظرات حادة..

 

كان جسدها يرتعش بشدة ووجهها أحمر مثل الدم وعيونها كانت مُغمضة ودموعها تسيل بكثرة على وجنتيها وكانت تشهق دون توقف..

 

هذه البشرية الغبية تبكي دون سبب.. لماذا تعترض على امتلاكي لها؟!.. فبعد قليل ستصبح زوجتي هذه الغبية الباكية..

 

قلبت عيناي بملل وهمست بحدة لأمي

 

"لماذا تريدين أن أتوقف فيري؟.. بعد قليل سوف تصبح زوجتي.. ما المانع أن امتلكها الآن؟!.. كما أنها أغضبتني فقد كلمتني بوقاحة وطريقتها لم تُعجبني أبداً.. لو أحداً غيرها كلمني بتلك الطريقة كنتُ علقته في وسط  ساحة غابيغا وأحرقتهُ حيا "

 

فتحت فورتونا عينيها بصدمة عندما سمعتني أتكلم مع أمي.. عبدتي لا تستطيع سماع أمي لذلك لم أهتم.. سمعت والدتي تقول برقة ثم بغضب

 

( أنتَ نسخة عن والدك مالون.. أوه حبيبي مالون كان يغضب عندما أتكلم معه بتلك الطريقة ويفعل بي ذلك لكن برضاي وليس بالغصب.. لذلك عليك أن تصبر.. أقل من ساعة وتكون فورتونا لك.. ولا تفعل ذلك أمامي لايسن.. فأنا أرى كل شيء لا تنسى ذلك )

 

نظرت أمامي بغيظ وهمست بسخرية

 

" شيه.. لقد مارست الجنس مع الكثيرات وأنا أرتدي القلادة يا أمي العزيزة وذلك لم يزعجك بتاتًا.. لماذا بالتحديد انزعجتِ الآن؟ "

 

سمعت أمي تُجيبني بغضب

 

( قليل الأدب صحيح.. كنتُ أنام عندما تفعل ذلك.. وعلى فكرة لقد سمحت لـ فورتونا كي تسمعني.. هههههه.. هي الآن تستطيع سماعي بُني وبوضوح )

 

" رائع "

 

تأففت بغضب ثم قبلت عبدتي قبلة سريعة على شفتيها جعلتها تجفل ثم وقفت وقلتُ لها بحدة

 

" أراكِ في مراسم الزفاف عبدتي "

 

غمزتُها بينما كنتُ أبتسم بخبث ثم قفزت واقفاً بعيداً عنها وغادرت لأُجهز نفسي...

 

 

فورتونا**

 

 

بعد خروجه ارتعش جسدي بشدة واصطكت أسناني بقوة.. هذا الوحش اللعين كاد أن يغتصبني للمرة الثانية... يجب أن أهرب من هنا وبسرعة.. أنا لا أريد أن أتزوج به.. وذلك الأحمق كلاي لا يريد مساعدتي سوى بعد يومين.. وقفت واتجهت نحو باب الشرفة وحاولت فتحه لكن لم أفلح..

 

همست بغيظ عندما فقدت الأمل بفتحه

 

" تبا لذلك الوحش الغليظ و المغرور و الشهواني و الحقير.. تبا له.. كيف أقفل الباب؟!! "

 

" ياه.. لم يتجرأ أحد على نعت الملك لايسن بتلك الألفاظ  سابقا.. الأجدر أن تلتزمين الصمت في هذا القصر و انتبهي كي لا يسمعكِ أحد غيري.. فهم سوف يخبرونهُ بسعادة بكل كلمة تتفوهين بها.. هذا إن لم يسمعكِ هو "

 

انتفضت برعب واستدرت ورأيت فتاة تبدو في الثلاثين من عمرها أو أكبر بقليل تقف أمامي وهي تحمل بيدها فستان أبيض يشبه كثيرا الفستان الذي البستني إياه فيري وبيدها الأخرى حذاء أبيض.. 

 

فجأة نظرت إليّ بدهشة واضحة ثم تلألأت عينيها بالدموع ووضعت كل ما تحمله بيدها على السرير ثم اقتربت ووقفت أمامي وأمسكت وجنتاي بيديها برقة وفاجأتني عندما عانقتني بقوة وبدأت تبكي بكثرة وهي تشهق.. كنتُ أنظر أمامي بصدمة.. ما بها؟!!.. لماذا عانقتني وبدأت تبكي؟!!..

 

ابتعدت عني ومسحت دموعها وتأملتني هي تبتسم بفرح


رواية وحش الجبل - فصل 12 - لوسيا غرين

 

ثم كلمتني بنبرة حنونة

 

" آسفة إن أزعجتكِ.. ولكن لم أستطع تمالك نفسي فأنتِ تشبهينها كثيراً.. تشبهين عمتكِ فيري كثيراً.. نفس لون العيون والأنف واستدارت الوجه.. حتى لون أطراف شعركِ أخذت القليل من لون شعرها الأحمر.. ياه... لقد جعلتني أشعر كأنني أراها للمرة الأولى بعد مرور عقود.. أنا سعيدة لأنكِ هنا "

 

تأملتُها بذهول بينما هي تنهدت بحزن ثم تابعت قائلة

 

" أنا لوسيا غرين.. لقد طلب مني الملك كي أُجهزكِ للزفاف.. وأتمنى أن تسمحي لي بفعل ذلك "

 

نظرت إليها بتمعن وسألتُها بتعجُب

 

" هل كنتِ تعرفين عمتي فيري؟!! "

 

ابتسمت بسعادة وأردفت قائلة

 

" نعم كنتُ أعرفها.. فأنا كنتُ أعز صديقة لها.. كما أنني جنية "

 

توسعت عيناي ونظرت إليها بصدمة فضحكت وقالت بنبرة رقيقة

 

" أنتِ لطيفة جداً وجميلة جداً.. وطبعا الآن تتساءلين كيف جنية تسكن في قصر الملك دراكولا وتعيش في مملكة مصاصي الدماء؟.. إنها قصة طويلة جداً سوف أرويها لكِ في وقتٍ آخر.. ولكن سأخبركِ الآن أنني سكنت في هذا القصر بعد أن أنقذت الأميرة فيري من أخيها بن.. أي أباكِ.. و.. "

 

نظرت إليها بصدمة كبيرة و هتفت بذهول

 

" أنتِ لوسيا حبيبة ذلك الرجل؟.. أنتِ هي حبيبة كلاي؟!!!.. أنتِ حبيبة ذلك المُستذئب؟!.. لكن كيف ذلك؟!!..لقد قال لي بأن لايسن قد قتلكِ.. كيف يظن ذلك وأنتِ ما زلتِ على قيد الحياة؟!!!!... "

 

نظرت إلى عيوني برعب ثم بحزن ثم بسعادة وقالت بشوقٍ واضح وبلهفة كبيرة

 

" هل التقيتِ كلاي؟!!.. تعرفتِ عليه؟!.. كيف هي حالهُ الآن؟!!.. هل هو بخير؟!!.. هل كلمكِ عني؟!!.. هل مازال يتألم على فُراقي؟!!... أما زال يُحبني؟!!.. هل لديه رفيقة جديدة؟!!.. هل... "

 

قاطعتها ضاحكة

 

" ههههههه.. إذاً أنتِ هي بالفعل حبيبته.. إنها أنتِ لوسيا.. أنتِ هي حبيبة ذلك الغبي كلاي.. هههههههه.. ولكن كيف واللعنة يظنكِ فارقتِ الحياة؟!!.. لقد أخبرني بأن ذلك الوحش قد قتلكِ "

 

تأملتني بنظرات حزينة ثم استدارت وجلست على الكُرسي و أحنت ظهرها وغطت عينيها بيديها وبدأت تبكي وتنتحب بشدة..

 

شعرت بالحزن على حالها و أنبني ضميري لأنني نعت حبيبها بالغبي.. اقتربت منها وقلتُ لها بأسف

 

" أنا آسفة لوسيا.. لم أقصد أن أنعت حبيبكِ بالغبي.. لا تحزني أرجوكِ.. لو سمحتِ توقفي عن البكاء "

 

رفعت رأسها قليلا ونظرت إليّ بألمٍ واضح ثم عادت وأجهشت بالبكاء مجدداً.. كنتُ أقف بجانبها متوترة ولا أعرف كيف أتصرف معها وتذكرت ما كانت تفعلهُ معي دينا عندما أكون بتلك الحالة ودون تفكير جثوت أمامها وأمسكت كلتا يديها وقلتُ لها بحزن

 

" أرجوكِ توقفي عن البكاء "

 

عانقتها وبدأت أُمسد على ظهرها حتى تهدأ وبالفعل نجحت إذ خفت شهقاتها وبدأ تنفسها ينتظم.. ابتعدت لوسيا عني بعد دقائق وقالت بابتسامة صغيرة وهي تمسح دموعها

 

" سامحيني سمو الأميرة.. لم أقصد أن أنهار أمامكِ هكذا أميرة فورتونا.. أنا فقط عندما تذكرت ما حصل انهرت و.. و كلاي هو حبيبي الغبي وهو يظن بأنني مُت "

 

نظرت إليها بحزن وقلتُ لها

 

" أنا لستُ أميرة.. فقط ناديني فورتونا.. أما بخصوص كلاي.. هو مازال يُحبكِ بجنون ويتألم على فقدانهِ لكِ.. لقد كان يريد قتلي كي ينتقم من ذلك المعتوه لأنه يظن بأن الوحش قد قتلكِ.. هل سوف تخبريني ما هي قصتكِ؟.. ولماذا يظن حبيبكِ كلاي بأن دراكولا قد قتلكِ؟ "

 

تنهدت بحزن ثم وقفت وقالت لي بخوف

 

" يا للمصيبة لقد تأخرت.. يجب أن أساعدكِ لتجهزي على الفور.. هيا تعالي معي كي أساعدُكِ في الاستحمام وأجهزُكِ للزفاف قبل أن نُغضب الملك "

 

أمسكت بيدي وجذبتني خلفها وأدخلتني إلى الحمام ثم تركت يدي وبدأت تملئ الحوض بالمياه وتُعدل سخونتها وقالت بحنان

 

" هيا انزعي ملابسك وادخلي الحوض سمو الأميرة.. "

 

 و بذهول انصعت إلى كلماتها وفعلت ما طلبتهُ مني وبدأت تغسل لي شعري... بعد أن ألبستني الثوب وسرحت شعري أدارتني لأرى نفسي في المرآة أمامي.. سالت دمعة حزينة على وجنتي وهمست لها برجاء

 

" لوسيا أرجوكِ ساعديني.. أنا لا أريد الزواج منه.. ساعديني لأهرب من هنا.. أرجوكِ "

 

أمسكت بكتفي وأدارتني لكي أواجهها.. كانت تنظر إلى عيناي بحزن وقالت بهمس

 

" ليتني أستطيع.. سامحني ولكن لا يمكنني مساعدتكِ "

 

أبعدت يدها عن كتفي وقلتُ لها ببكاء

 

" لماذا؟!!.. لماذا لا يمكنكِ مساعدتي؟!.. فقط اخرجيني من هنا وأنا سأهرب.. أريدُ فقط أن أعود إلى عالم البشر وأعيش بهدوء وبراحة بال "

 

لكنها هزت رأسها بيأس وقالت بأسف

 

" آسفة حبيبتي.. فأنا لا أستطيع الخروج من القصر في الأساس وإلا عرف أنني حية أُرزق.. وخاصةً الجميع هنا سوف يشمون رائحتكِ.. عندما هربتِ  اختبأوا جميع مصاصي الدماء في بيوتهم رعباً من الملك ولكنه نبه الجميع منذ قليل إن هربتِ مجدداً سيقتل الجميع إن لم يمسكوا بكِ.. آسفة "

 

أمسكت يدها وقلتُ لها برجاء

 

" لا يهمني.. أنا لستُ خائفة منهم ومن ذلك الوحش.. ثم أنتِ جنية يمكنكِ مساعدتي بالهروب.. لماذا أنتِ خائفة؟!.. من كلاي؟.. ما دمتِ تحبينهُ وهو كذلك لا يجب أن تخافي إن عرف بأنكِ ما زلتِ على قيد الحياة.. ساعديني ودعينا نخرج من هنا معا وفي أسرع وقت.. أرجوكِ ساعديني "

 

بكت بحزن واغمضت عينيها بيأس وقالت

 

" أنتِ لا تفهمين.. أنا لستُ خائفة من حبيبي كلاي بل من شقيقهُ القذر ستيفن.. لقد تم طرده من القطيع منذ فترة طويلة وأصبح ملك على ذئاب الروج أي الذئاب المنفية والتي لم تعد فرداً من أي قطيع.. إنهُ ظالم وحقير لقد استطاع خطفي عندما كنتُ مع كلاي لأنه استطاع أن يحصل على مُساعدة العمالقة السحرة "

 

نظرت إليها ببلاهة وهمست بذهول

 

" مهلا لحظة... لم أفهم شيء... هل يوجد عمالقة حقا وهم سحرة أيضا؟!!!!.. وشقيق كلاي تم طردهُ من القطيع وأصبح ملك على الروج؟!!.. ولماذا خطفكِ بحق الجحيم؟!.. ولماذا كلاي يظن لايسن قد قتلكِ؟!!.. أخبريني فورا ولكن دعينا نهرب في المقام الأول "

 

ضغطت يدها على يدي وقالت بحزن

 

" إنها حكاية طويلة فورتونا.. وأنا لا أستطيع أن أخرج من القصر قد يعرف ستيفن أنني ما زلتُ على قيد الحياة ويأتي ويخطفني مجدداً.. وأيضا لا أستطيع ترك إيفوس بمفرده هنا.. مستحيل "

 

وما أن هممت لكي اسألُها من يكون إيفوس حتى سمعنا طرقات قوية ثم انفتح الباب بهدوء ودخل شاب رائع الجمال


رواية وحش الجبل - فصل 12 - لوسيا غرين

 

وقف باحترام أمامنا ثم نظر إلى لوسيا بنظرات حنونة وقال

 

" لوسيا الجميع بانتظار الأميرة فورتونا في الصالة.. والملك طلب مني القدوم لكي أرافقكُم بنفسي "

 

ابتسمت لوسيا برقة وقالت له

 

" الأميرة جاهزة.. هيا بنا "

 

نظرت إليها برجاء و لكنها أشاحت نظراتها بعيداً عني وابتعدت وهي تقول لي

 

" هيا بنا سمو الأميرة.. لا يجب أن نتأخر على الملك "

 

خرجت ببطء وأنا أرتجف من الرعب.. كيف سأتخلص منهُ وأهرب قبل أن أتزوج به؟!!!.. أنا لا أريد أن أتزوجه.. لا أريد..

 

وقفنا أمام الصالة ورأيت والدي يقف أمام الباب بانتظاري..

 

نظرت إليه بغضب بينما هو كان يتأملني ببرود وبعدم اكتراث وكأنه لم يبع ابنته للتو إلى دراكولا وينوي تركها لكي تتعفن معه لمدى الحياة.. اقترب مني بخطوات بطيئة ثم وقف أمامي وقال بنبرة باردة وبملل

 

" أعطيني يدكِ حتى أُسلمكِ بنفسي إلى عريسك وزوجكِ المُستقبلي "

 

رفعت يدي وصفعت يده الممدودة  أمامي وقلتُ له بقهر

 

" أنتَ لستَ والدي.. وأنا لا أريد رؤية وجهك حتى.. كيف استطعت فعل ذلك بي؟!!.. كيف؟!!.. أنا ابنتك الوحيدة وقمت ببيعي كأنني سلعة إلى وحش من أجل مصالحك.. أنا أكرهك "

 

نظر إليّ بكره ورفع يده ليصفعني.. أغمضت عيناي بانتظار أن أتلقى الصفعة لكن لم يحدث شيء.. فتحت عيناي ونظرت بصدمة عندما رأيت ذلك الشاب الذي رافقنا يمسك بيده ومنعهُ عن صفعي وسمعته يقول لوالدي

 

" إياك أن تتجرأ على رفع يدك مجدداً على ملكتنا المستقبلية وإلا قطعتُها لك.. هل فهمت؟ "

 

نفض يد والدي بقرف ثم نظر إليّ برقة ورفع يده اليمنى وقال لي باحترام

 

" من بعد إذن سموكِ.. اسمحي لي بأن أرافقكِ بنفسي أميرتي "

 

تأملتهُ بخوف رغم أنني كنتُ ممتنة لهُ لأنهُ منع والدي من صفعي.. لكنني كنتُ مُجبرة على الرضوخ فلن يُساعدني أحد هنا.. وضعت يدي المرتعشة بيده وأدخلني إلى الصالة ولم يفتني بالطبع رؤية نظرات والدي الغاضبة والحقودة..

 

كنتُ أنظر أمامي برعبٍ كبير إذ رأيت عدداً كبيراً من هؤلاء الوحوش وتوسطهم ملكهم الحقير.. اللعنة عليه كم هو وسيم..

 

كانت نظراته باردة لا تُعبر عن ما يُفكر به.. ولكن عندما تلاقت نظراتنا لمعت عيونه وابتسم بخبث أرعبني.. الحقير بالتأكيد هو يفكر كيف سوف ينالني بعد قليل.. أكرهه..

 

ورغم الفزع في داخلي إلا أنني تسمرت في مكاني أُحدق به.. سكن خوفي فجأة وتباطأت دقات قلبي وأنا أشعرُ بالهيبة والعظمة الطاغية التي يبدو عليها مظهره واتساع صدره وعضلاته البارزة من بدلته السوداء..  هو يرتدي بدلة؟!.. تبا.. كيف واللعنة يرتدي ثيابا عصرية هنا؟!!..

 

حسناً أعترف بدلتهُ موضتها قديمة ولكنهُ يبدو وسيماً جداً بها.. هذا الوحش الحقير يتمتع بوسامة مُدمرة..

 

وقفت أمامه بقهر و بأسى وأغمضت عيناي بحزن لأنني عرفت أن لا مفر لي من الزواج بذلك الوحش الكريه.. وشعرت بدمعة ساخنة وحيدة تسري على وجنتي عندما أمسك دراكولا بيدي وسمعته يقول

 

" شكراً لك  إيفوس.. والأن أحضر لي ذلك الكاهن "

 

فتحت عيناي بدهشة ونظرت أمامي بضياع.. أوه.. إذاً هذا الشاب هو إيفوس الذي كلمتني عنه لوسيا.. لما لا تريد تركهُ والخروج من هذا القصر اللعين؟!!.. هل يا ترى هو أصبح حبيبها الجديد؟!!... ولكنها قالت عن كلاي حبيبي!!!..

 

تبا عقلي الآن لا يعمل بكل طاقته.. أفكاري تشوشَت بين يميني ويساري... حسنا لا يمكنني أن أُلقي اللوم على لوسيا فهذا المدعو إيفوس جذابٌ جداً.. تبا ما هذا اللغز!!.. لن أستطيع حلهُ أبداً.. ياه ما بالي الآن أفكرُ بهم؟!!.. كأنه الوقت المناسب لذلك.. أفيقي فورتونا أنتِ سوف يتم تزويجكِ بالقوة إلى دراكولا ملعون.. إلهي سوف أتزوج من دراكولا..

 

شهقت برعب عندما رأيت من دخل إلى الصالة برفقة إيفوس وعلى الفور حاولت سحب يدي من قبضة الوحش والركض باتجاهه ولكن ذلك اللعين منعني عن ذلك إذ ضغط على يدي بقوة ألمتني وهمس قائلا لي بفحيح أرعبني

 

" الأفضل أن تبقي جامدة بجانبي وإلا أريتُكِ الجحيم "

 

لم أهتم لكلماته بل نظرت أمامي وهتفت بقوة

 

" كاهن مارتن.. ما الذي تفعلهُ هنا؟!!.. أُخرج من هنا بسرعة.. عليك أن تهرب.. آههههههه.. "

 

تأوهت بألم لأن ذلك القذر دراكولا جذبني إليه بقوة وأطال ظفر أصبعه السبابة ووضعهُ على عنقي وضغط على بشرتي وقال للكاهن مارتن والذي ركض باتجاهي ووقف بصدمة أمامنا

 

" والآن أيها الكاهن البشري.. سوف تزوجنا على طقوسكم البشرية وبعدها سوف أتزوجها على طقوسنا.. لأنني لا أريد أي أخطاء.. فأنا سوف أربطها بي وإلى الأبد هنا في عالمي وكذلك في عالم البشر "

 

نظرت إلى الكاهن برعب ولكنه حرك شفتيه بكلمة آسف وبكيت بأسف على حالي إذ علمت أنه لن يستطيع مساعدتي أبداً..

 

أزال الوحش الكريه ظفره عن رقبتي وأمسك يدي وجعلني أقف بجانبه أمام الكاهن مارتن الذي بدأ برجفة و برعب يتلو طقوس الزفاف.. وفجأة همس الوحش لايسن بأذني قائلا بتهديد

 

" عندما يسألكِ الكاهن إن كنتِ توافقين على هذا الزواج سوف تقولين له نعم.. وإلا.. همممم.. صديقتُكِ الوفية دينا في قبضتي وسأكون أكثر من سعيد عندما أقطع رأسها وأُهديكِ إياه عبدتي "

 

اقشعر بدني برعب وأدرت رأسي ببطء ونظرت إليه بصدمة وارتعدت فرائصي رعباً.. في تلك اللحظة عرفت أن مصيري قد تم تحديده..

 

رأيت الوحش الكريه يتأملني باستمتاع ثم أخفض رأسهُ وهمس من جديد في أذني

 

" رغم أنني لا أهتم إن وافقتِ أو اعترضتِ فأنتِ ستكونين زوجتي شئتِ أم أبيتي.. ولكن أمام شعبي العظيم عليكِ أن توافقي وإلا قتلت صديقتكِ البشرية تلك "

 

إلهي.. دينا هنا في القصر.. لن أسمح لهُ بأذيتها مهما كلفني ذلك..

 

فكرت بتعاسة بذلك وكتمت أنفاسي وأذعنت لما يجري لأنه ما كان في استطاعتي المقاومة ورفض الزواج به ولم يكن أمامي سوى القبول بالأمر الواقع..

 

بكيت طيلة فترة المراسيم وعندما سألني الكاهن إن كنتُ أقبل بالوحش الكريه زوجاً لي لم أُجيبهُ بسرعة ولكن تأوهت بألم عندما أمسك ذلك الوحش اللعين معصمي بشدة وقال للكاهن مارتن

 

" اسألها من جديد ولكن بصوتٍ أعلى.. فهي لم تسمعك جيداً "

 

كان الكاهن مارتن ينظر إليّ بأسف واعتذار كأنه يخبرني.. أنا آسف على تزويجكِ به.. و أعاد سؤالي بصوتٍ أعلى.. هطلت دموعي بكثرة و قلتُ بتلعثمٍ واضح من بين شهقاتي

 

" نعــ.. نــ.. نعم.. أقــ.. أقبــ.. أقبل "

 

رأيت وحش الجبل القذر يبتسم بغرور وبكبرياء وكم تمنيت قتلهُ الآن بنفسي ومسح تلك الابتسامة اللعينة عن ثغره..

 

سمعت بتعاسة الكاهن مارتن يسأل ذلك الشيطان إن كان يوافق أن أكون زوجة له.. وأجابهُ الحقير موافقاً.. ثم سمعت بحزن الكاهن مارتن يقول بترددٍ واضح

 

" بالسلطة ألــ.. المخولة لدي.. أعلنكما زوجاً و زوجة.. يمــ.. يمكنك.. تقــ... تقبيل.. العروس "

 

رغم بكائي الواضح وسماعهم شهقاتي إلا أن الحضور صفقوا بسعادة واضحة لنا عندما أمسك دراكولا وجهي و أدارهُ وطبع قبلة خفيفة على شفتاي.. قبلتهُ جعلت قلبي يحترق من الحزن رغم التيار الكهربائي الذي سار بجسدي بسبب قبلته القصيرة..

 

لم أتخيل في حياتي كلها أنني سأتزوج رغماً عني وأنا أنوح وأبكي بحزن.. ما هذا العذاب الذي أعيشهُ الآن؟!!..

 

ابتعد عني وأمسك بيدي اليسرى وأدخل خاتم ذهبي اللون في أصبعي البنصر ونظر إلى إيفوس وأمره قائلا

 

" خذ الكاهن إلى زنزانته "

 

نظرت إلى الكاهن ثم انتبهت أن خلفهُ يقف بسعادة ذلك الرجل الذي رأيته يحمل دينا.. ثم نظرت إلى ذلك الوحش برعب وقلتُ له بتوسل

 

" أرجوك.. دع الكاهن مارتن يذهب.. لا ترسله إلى الزنزانة.. أتوسلُ إليك "

 

حدق الوحش في عمق عيناي المذعورتين وقد أصبحت عيناه أقل حدة مما كانت.. أخفض رأسه وكلمني بهمس وهو يبتسم بخبث

 

" وما المقابل الذي سأحصلُ عليه لتركه؟ "

 

تأملتهُ بنظرات مُندهشة ثم اشتعل الغضب بداخلي وفكرت بحقد.. الحقير والقذر يريد مُقابلا ليعفو عن الكاهن.. أكرهُك وحش الجبل..

 

بلعت ريقي بغصة وعلى الفور فهمت ما يريده مني ذلك المنحرف.. فهو على أية حال سيحصل عليّ برضاي أو بعدمه.. أخفضت رأسي خشية وخضوع و همست له قائلة بتعاسة وباستسلام

 

" سأكون خادمتُكَ لمدى العمر.. وأعدُك أن لا أحاول الهروب من هنا إن تركته "

 

سمعت الكاهن مارتن يهتف بذعر

 

" لاااااااا.. فورتونا لا تفعلي ذلك يا ابنتي.. لا تُضحي بنفسكِ من أجلي.. أنا عجوز ولا... "

 

قاطعهُ وحش الجبل وهو يضحك بقوة قائلا

 

" هاهاهاهاها.. اخرس أيها الكاهن الغبي.. لقد فات الأوان "

 

ثم رفع دراكولا ذقني بأصبعه الوسطى والسبابة ونظرت إليه برعب بينما هو كان يحدق بوجهي بتمعن وبخبث.. نظراتهِ أخافتني للموت ولكنني قررت أن لا أجعلهُ يكتشف ذلك..

 

لا أعرف كيف استطعت النظر في عمق عينيه دون أن يرف لي جفن أو حتى دون أن أرتعش من خوفي منه.. رأيتهُ بدهشة يبتسم ابتسامة صغيرة  ثم كلمني بنبرة هادئة وباردة

 

" لقد وافقت على شرطكِ يا زوجتي العزيزة.. لن أضع الكاهن داخل زنزانة لكنه سيبقى هنا لمدى العمر "

 

شهقت بصدمة وعندما كنتُ على وشك أن أحتج صارخة بوجهه قال بسرعة وبخبث

 

" إياكِ أن تعترضي.. أنتِ يا عبدتي الجميلة لم تُحددي أن أرسلهُ إلى عالم البشر بل قلتِ فقط أن أتركه.. لذلك لن أدعه يذهب إلى عالمكم بل سأتركهُ هنا في ضيافتي.. ربما أستفيد منه لاحقا لا أحد يعلم "

 

حررت وجهي من قبضته بعنف وهمست له بغضب

 

" لقد خدعتني.. هذا ليس عادلا.. أنتَ مجرد ماكر و... "

 

قاطع حديثي هاتفاً ببرود أرعبني

 

" تؤ تؤ تؤ.. الزوجة والخادمة الجيدة و الكفؤة لا تتكلم مع زوجها وملكُها بهذه الطريقة.. سأغض النظر هذه المرة فقط ولكن إن كررتِ فعلتكِ فلا تلومي سوى نفسكِ "

 

ثم نظر مجددا إلى إيفوس بنفاذ صبر وقال

 

" خذه للكاهن إلى إحدى الغُرف المُخصصة للخدم وممنوع عليه من الخروج منها إلا بأمرٍ مني.. والآن فلنبدأ طقوس زواجنا على طريقتنا الخاصة "

 

شاهدت بلوعة و بأسى الكاهن مارتن وهو يذهب وعادت دموعي تسيل بغزارة من عيناي.. رأيت بغباشة بسبب كثافة دموعي رجلا بملامح مُرعبة يرتدي السواد من رأسه حتى أخمص قدميه يقف أمامي وأمسك بيدي اليسرى وأطال ظفر أصبعهُ السبابة وقام بغرزه في راحة يدي وبدأت دمائي تسيل بغزارة من الجرح..

 

صرخت بألم وحاولت تحرير يدي من قبضته لكنني لم أستطع.. رأيت بصدمة لايسن يرفع يدهُ اليسرى أيضا ليفعل ذلك الرجل نفس الشيء بيده ثم وضع يد لايسن النازفة بيدي وشعرت على الفور بتخدر في يدي ثم في كامل ذراعي ولسعة حارقة سارت من يدي صعودا باتجاه قلبي جعلتني أتأوه بألم..

 

سمعت ذلك الرجل المخيف يقول بصوتهِ المُرعب

 

" دمائكم التحمت ولن يفرقكُم شيء بعد الآن سوى الموت.. يمكنك وضع علامتك على عنقها الآن أيها الملك العظيم لايسن ثورم "

 

لم أفهم ما قصده بكلماته تلك إلا عندما أمسك لايسن فكي بيده ورفع وجهي عاليا و أداره ناحية الشمال ومن ثم تجمدت برعب عندما بدأ يقبلني على رقبتي برقة وبعدها صرخت بألمٍ كبير عندما شعرت كأن سكين يثقب جلدي مرتين ويغرز عميقا في أوردتي وشعرت به يمتص دمائي بجوعٍ مُخيف وعلى الفور دارت بي الدنيا وهمست له قبل أن أفقد الوعي بين يديه

 

" أرجوك.. توقف "


ولم أعد أشعر بشيء حولي بعدها...

 

 

لايسن**

 

عندما حان الوقت لكي أوشمُها بعلامتي شعرت بالسعادة وأخيرا سأتذوق دمائها براحة.. واللعنة رائحة دمائها أسكرتني.. رائحته كانت تقتلني عندما خرج من الجُرح في يدها واستنشقته..

 

رفعت رأسها و أدرته للجهة الأخرى وأخفضت رأسي وبدأت بتقبيل عنقها ببطء بينما كنتُ أستنشق رائحتها ورائحة دمائها والتي لم أستنشق بجمالها طيلة حياتي..

 

رأيت عرقها النابض وعلى الفور ظهرت أنيابي الحادة ومزقت جلدها باثنان من الثقوب ووضعت أنيابي في وريدها وعلى الفور بدأ تيار من الدماء يتدفق خارجا من وريدها وبدأت أمتص دمائها بدون رحمة وشبع..

 

تبا طعم دمائها ألذ مما كنتُ أتخيل.. طعمه لا يوصف ولم أتذوق شيئا بهذه اللذة في حياتي كلها.. بسبب دمائها شعرت بأن قوة غريبة تملكت جسدي.. وما جعلني أتوقف عن شرب دمائها سماعي لهمسها الضعيف وهي تقول

 

" أرجوك.. توقف "

 

وسقطت بين ذراعاي غائبة عن الوعي.. أحكمت إمساك جسدها بيدي وفكرت.. حسنا هي في النهاية بشرية ولم تتحمل امتصاصي لدمائها اللذيذة..

 

اختفت أنيابي على الفور وقمت بلعق علامتي على عنقها حتى أوقف نزيف دمائها وأجعل جُرحها يلتئم بسرعة ونظرت بسعادة على علامة الثقبين الواضحة في عنقها..

 

رفعت جسدها وحملتها بـ ذراعاي مثل العروسة ونظرت إلى الجميع بفرح.. لقد كان الجميع يهنئونني ويهتفون بسعادة ويصفقون.. فجأة تكدرت فرحتي عندما رأيت الحقير خالي الملعون يقف أمامي وهو يتأملني ببرود ويقول

 

" أنا وفيت بجانبي من الاتفاق.. لقد أرسلت موافقتي على زواجك من ابنتي للمجلس وهم وافقوا على ذلك.. غدا في الصباح سأذهب إلى قرية فورن لأجمع الألماس كما اتفقنا وأذهب بعدها قبل غروب الشمس "

 

نظرت إليه بقرف.. هذا اللعين لم يسأل عن ابنته من كثرة الجشع بداخله.. ولكن هو لا يعرف ما ينتظرهُ غدا.. سأريك الجحيم خالي العزيز وسأجعلك تدفع الثمن غالياً على كل ما فعلته بأمي و بأبي.. ستدفع الثمن غاليا أنتَ وابنتك الجميلة.. سترى..

 

تأملتهُ بنظرات باردة وأجبته ببرود قبل أن أخرج

 

" الأفضل لك أن لا تريني وجهك القبيح بعد الآن.. أفسح الطريق هيا... "

 

ابتعد عني بخوف ونظرت إليه بحقد وصعدت إلى غرفتي..

 

وضعتها على الأريكة ونظرت إليها بشر.. تبا هي تبدو مثل الملاك وهي نائمة.. رفعت يدي ثم أزحت لها خصلات شعرها المتمردة دائما وقلتُ لها بهمس بينما كنتُ أتفحص وجهها الجميل بدقة

 

" الليلة تكرمت وجعلتُكِ تنامين على الأريكة.. "

 

توقفت عن الهمس ثم ابتسمت بخبث وتابعت هامساً لها بحقد

 

" ولكن غداً سوف تكون الأرض هي فراشُكِ الجديد عبدتي.. أحلاما سعيدة لكِ الليلة.. ولكن فقط لهذه الليلة أيتها المتوحشة الجميلة .. فقريباً سأجعل حياتكِ كابوساً مُرعباً.. وغدا سوف يبدأ كابوسكِ المرعب وكابوس والدكِ الحقير بن "

 

ابتسامة شريرة ظهرت على ثغري قبل أن أبتعد عنها.. وبينما كنتُ أتجه إلى الحمام همست بمرح وبخبث

 

" بدأ المرح أيتُها المتوحشة.. سأجعلكِ تتعرفين على حقيقة وحش الجبل المُظلمة.. تحضري للجحيم "


انتهى الفصل








فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©