رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تباً سأجن من تتباع الأحداث، لا استطيع الانتظار لمعرفة ما سيحدث، هل قام ستيفن بجعل جنية تتشبه على صورة لوسيا بينما الله كان قد خطفها سابقاً... هافن للمرة المليون أنت لا توصفين..🦋✨

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ الأحداث

      حذف
    2. لم انتبه انني أخطأت في كتابة التعليق*** لقد أضفت كلمة ﷲ لا أعلم كيف... فقط أحببت أن ان اذكر هذا لأنني اعتقد من واجبي تعديله اذ كان يمس الذات الإلهية.... بالإضافة اريد القول بانني اشتقت لكِ جداً وأشعر بالحزن ونقص في ايامي عندما لا اقرأ لكِ عزيزتي كوني بخير وبانتظار عودتك اتمنى ان تكوني بخير ومن تحبين...✨

      حذف
    3. لا بأس حبيبتي عرفت بأنكِ كتبتها بالخطأ فلا تقلقي
      ولا تشعري بالحزن حبيبتي سأعود إليكم قريبا إنشاء اللّه
      في الأسبوع القادم سأعود للكتابة والنشر من جديد

      حذف
  2. فخامة و عظمة وجمال وابداع لا حدود لهم هافن انتي نابغة اجمل رواية عن الفانتازيا شفتها في حياتي

    ردحذف
  3. رغم إني عارفه قصة حياتها كلها بس متشوقه أسمع قصة عذابها مرة تانية 💔♥️♥️

    ردحذف
    الردود
    1. جميلة قلبي أشكركِ من أعماق قلبي على محبتكِ الكبيرة لرواياتي

      حذف
  4. واو الاحداث اصبح رائعة وتجنن تسلم ايدك ❤

    ردحذف
  5. ما هذا الأحداث متسارعة وغير متوقعه ابن من يكون اذا لم نفهم وماذا حل بزوجة لايسن بعد أن أغمي عليها فورتونا.. هافن قلبتي دماغنا رأسا على عقب

    ردحذف
    الردود
    1. أعلم يا قلبي
      ولكن طبعا ستعرفين كامل الحقيقة في البارت القادم

      حذف
  6. ممتازة كالعاده متى تنزيل الجزء التالى

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا قلبي
      أخذت إجازة نهاية هذا الأسبوع
      سأنشر الأربعاء والخميس والجمعة بارتات

      حذف
    2. ما تتاخري علينا 😘😘😘😘😘😘متشوقه مثير للجزء التالي

      حذف
  7. مبدعة هافن يسلمو ايديكي

    ردحذف
  8. اتمنى ان يكون لها جزء ثاني
    من أجمل ما قرأت
    هاي المره ثانيه الي بقرأها

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ جزيلا لأنكِ أحببتِ روايتي
      أُفكر فعلا بكتابة جزء ثاني لها قريبا

      حذف
    2. ياريت والله متشوقه كثير الها من هسه وانشالله دايما بخير حبي من أجمل الكاتبات الي قرأت الهم عسا ما تشوفي شر 😘🌹

      حذف
  9. انتي حكيتي بدك تنزلي البارت يوم الاربعا ويوم الخميس والجمعه 😭😭😭😭

    ردحذف
    الردود
    1. ظرف طارئ منعني من ذلك
      بعد أسبوع انشاء اللّه سأعود للكتابة والنشر

      حذف
  10. هافن بليييز نزلى البارت الجديد بليييز + دى تالت مرة اقرا الرواية

    ردحذف
    الردود
    1. حياتي أشكركِ من قلبي لأنكِ أحببتِ روايتي
      بعد أسبوع سأعود للنشر بإذن اللّه

      حذف
  11. متي موعد تنزيل الاحزاء الاالية

    ردحذف
    الردود
    1. بعد أسبوع سأعود للكتابة والنشر

      حذف
  12. اين انت يا هافن مستنين بقيه الفصول لا تتاخري علينا

    ردحذف
  13. هافن حبيبتي اشتقنا كتير وينك 🥺😔😔

    ردحذف
  14. أين الباقي أننا ننتظر منذ أسابيع

    ردحذف

رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي



الأميرة سيرنيتي




وحش الجبل لايسن**


 

الغضب جعلني لا أرى أمامي سوى نار مُشتعلة وتسبب في غليان الدم في جسدي وتصلبت جميع عضلاتي..

 

ستيفن حفر قبرهُ بيديهِ الآن ولا شيء سيردعني عن قتله.. هذه المرة لن أستمِع إلى لوسيا مهما فعلت وتوسلت إليّ.. على ستيفن أن يدفع ثمن كل ما فعلهُ بها.. وسأحرص على جعلهِ يدفع الثمن غالياً قبل أن أقتلهُ بنفسي..

 

انحنيت قليلا وأخفضت رأسي إلى الأسفل وفورا تمزقت سترتي من الخلف وظهرت أجنحتي الكبيرة..


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

رفعت رأسي ونظرت أمامي بغضب عارم وهمست بفحيح

 

" ستيفن لقد حان الوقت ليُحاسبكَ وحش الجبل "

 

حلقت عالياً في السماء بسرعة الريح باتجاه قرية الروج..

 

وقفت على الأرض وأخفيت أجنحتي واستخدمت سحري وبدلت ملابسي بسرعة وعلى شفتاي ظهرت ابتسامة شيطانية خبيثة عندما رأيت رجالي يهجمون على قرية الروج وبدأوا يتقاتلون مع ذئاب القطيع..

 

فجأة شعرت بموجة غضب كبيرة تجتاحني واشتعلت النيران في كامل عروقي عندما استنشقت رائحة دماء لوسيا.. لقد فعلها من جديد ذلك الحقير.. لقد أذاها القذر!!!...

 

رفعت رأسي عالياً وأغمضت عيناي بشدّة

 

" لوسياااااااااااااااااااااااا... "

 

صرخة متألمة غاضبة متوعدة حقودة خرجت من فمي جعلت الجميع يتوقفون عن القتال ويقفون بجمود وبصدمة كبيرة ونظروا إليّ برعب و بخوف أغرق أرواحهم ونفوسهم ناحيتي وسكون مخيف لف القرية بأكملها

 

رفعت كلتا يداي عاليا وضباب كثيف لفني للحظات ليختفي بعدها وتظهر أظافري و أنيابي وتتحول عيناي إلى اللون الأحمر الدامي من شدة غضبي وهتفت بحدة

 

" أين هو ذلك اللعين ستيفن؟!!!... كيف تجرأ على أذية لوسيا ذلك السافل القذر؟.. أين هو تكلموااااااااااااااااااا؟ "

 

صوتي خرج بنبرة تشبه صوت الأسد صوت متوحش ممزوج بفحيح مرعب جعل أجساد الجميع تهتز من كثرة الرعب والفزع.. وعندما لم يستطع أحد من هؤلاء الروج النطق بحرفٍ واحد هجمت عليهم وبثانية واحدة كنتُ قطعت أجساد أكثر من عشرين مستذئب إلى أشلاء لأقف بوسطهم وأنا أتنفس بسرعة بسبب غَضبي العارم وأنظر إلى عيون الجميع المرتعبة والصادمة والذين كانوا يحدقون بي و من بينهم قومي..

 

" سأجعلهُ يندم أشد الندم على ما فعلهُ بها "

 

همست بحقدٍ كبير وركضت بسرعتي الخارقة ودخلت إلى المنزل الذي فاحت منه رائحة دماء لوسيا.. نظرت إلى سرير ذلك القذر بصدمة عندما رأيت بقعة كبيرة من دمائها تلطخهُ..

 

لقد علمت على الفور بأن إيفوس أخرج لوسيا من هذه القرية اللعينة لكنني غضبت لأنني عرفت بأن ذلك اللعين ستيفن قد أذاها..

 

" لقد لمس لوسيا وأذاها مجدداً ذلك النذل الحقير.. لن أرحمه "

 

همست بوعيد و بغضب وخرجت من المنزل ووقفت أمام الجميع بينما عروق جسدي بأكملها كانت نافرة ودمائي كانت تنفجر بداخلها من شدة الغيلان لأصرخ مجدداً بغضبٍ مُميت عليهم قائلا

 

" أين هو تكلموااااااااااااااااا؟ " 

 

رأيت أحد الذئاب يتحول ليتخذ شكله البشري ويقف أمامي وهو يرتعش بشدة ويقول بصوتٍ مرتجف

 

" هو.. هو ليــ.. ليس.. هنا.. إنه في مملكة.. الســ.. العمالقة السحرة.. لقد.. خرج منــ.. منذ مدة و.. ولم يعد.. "

 

اقتربت منه بغضب وأمسكت بوجهه وضغطت يدي بشدة وعصرت وجهه وصوت مخيف لتكسر العظام خرج لدرجة أن رأسه تحول إلى فتات بين يدي.. نفضت يدي بقرف من دمائه وأشلاء دماغهِ بينما كنتُ أسمع شهقات كثيرة مرتجفة مرتعبة تصدر من أفواه الجميع من بينهم رجالي..

 

فجأة تجمد جسدي بأكمله واستدرت ببطء ونظرت ناحية الغابة لأرى بصدمة رؤية أمامي...


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

جحظت عيناي على وسعهما لدرجة أن بؤبؤ عيناي توسع عندما رأيت غرفة المعيشة في منزلي المنعزل تظهر أمامي في بقعة محدودة على شكل صورة مباشرة كأنني أقف بداخلها.. وشاهدت بصدمة ذلك الملعون كلاوديوس يُقبل عبدتي المتوحشة في منزلي وسمعتُها تهمس مستنجدة بإسمي لأرى بغضب أعمى روحي جسدها يرتخي بين يدين ذلك الحقير وتفقد وعيها...

 

" فورتوناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا....... "

 

صرختي كانت كفيلة بجعل الأرض والسماء تهتز بعنف حولنا وسرب كبير من الخفافيش ظهر من لا مكان وحجب السماء بأكملها فوقنا...

 

رفعت يدي اليمنى عاليا ووجهتُها ناحية غرفة المعيشة التي ظهرت أمامي وأنا أعلم جيداً أن لا أحد يراها سواي.. ظهرت أجنحتي ورفعتها عاليا ونظرت حولي لأرى مئات الخفافيش السوداء أصبحت تُحلق بجانبي بانتظار أوامري.. رفعت رأسي عاليا وأشرت لها بعيوني ناحية الغرفة وهتفت بقوة

 

" اهجموا عليه و أبعدوه عن امرأتي واخرجوه من منزلي بسرعة ة ة ة ة ة ة.. "

 

وبلمح البصر رأيت الخفافيش تتشكل على شكل مثلث وتتجه ناحية الغرفة لأراها تدخل وتنقض عليه وتحمل ذلك القذر كلاوديوس وتخرجُه من منزلي ورأيتهُ يحاول تحرير نفسه منها وفجأة تحول إلى شكله العملاق وبدأ يستخدم سحره وهو يركض هاربا لكي يتفاداها وعندما رأيته يبتعد عن حدود مملكتي أخفيت أجنحتي لأرى سرب الخفافيش ابتعد عن كلاوديوس واجتمعوا وبدأوا بالدوران على شكل إعصار صغير واختفوا وانغلقت الرؤية بعدها من أمامي ورأيت معالم الغابة...

 

استدرت لأرى الجميع بمن فيهم قومي ينظرون بصدمة وبعدم الفهم و الاستيعاب وهم يفتحون أفواههم بذهول لما حصل منذ دقائق.. فهم شاهدوا سرب الخفافيش يُحلقون حولي ويتجهوا بعدها نحو الغابة ويختفون وكأنهم عبروا إلى مكانٍ غير مرئي أمامهم والسبب لأنهم لم يشاهدوا الرؤية التي شاهدتُها..

 

لقد حصل ذلك لأن دمائي امتزجت مع زوجتي البشرية وخاصةً لأنني أعطيتُها القليل من قوتي عندما ذهبت لأُنقذها من ذلك العملاق الغبي ماركوس الذي خطفها.. فهي عندما تكون في خطر وتستنجد بي أصبح بإمكاني رؤية ما يحصل معها وانقاذها فوراً حتى لو كنتُ بعيداً عنها بأميالٍ كثيرة..

 

ذلك العملاق اللعين سأجعلهُ يندم لأنه لمسها.. فكرت بغضبٍ عاصف واستدرت وبدأت النيران تخرج من أسفل الأرض أمامي لتشق طريقها بسرعة نحو منزل ذلك الحقير ستيفن لأنظر ببرود تام وأنا أراه يشتعل في ثواني بأكمله ويتحول لرماد..

 

استدرت وأمرت رجالي بالانسحاب وكلمت أروس قائلا

 

" هجومنا على الروج قد انتهى في الوقت الحالي.. دع رجالي يحاوطون الغابة الشمالية ولا يهاجمون قطيع الذئاب الدموية حتى أعود.. سأذهب لأرى ذلك الخسيس كلاوديوس وأريه الجحيم لأنه لمس ما هو لي وبعدها سنذهب إلى قصر كلاي "

 

اقترب أروس ووقف أمامي قائلا

 

" مولاي سأذهب برفقتك.. اسمح لي بذلك لو سمحت "

 

أشرت له بيدي كي يتبعني وحلقت عاليا في السماء وتوجهت ناحية مملكة ذلك اللعين كلاوديوس..

 

فور وصولي إلى مملكة العمالقة السحرة انحنى العمالقة أمامي برعب عندما شاهدوني أُحلق فوق قصر ملكهم..

 

وما أن وقفت أمام باب القصر حتى انفتحت البوابة على مصراعيها أمامي.. دخلت ورأيت ذلك اللعين بانتظاري مع جيش من حرسه.. خبطت قدمي بالأرض ورأيت البلاط بدأ يتطاير من أمامي وجعل جميع العملاقة والذين كانوا يقفون في الصالة تطير أجسادهم عاليا ويخبطون في زوايا الغرفة عدا ذلك القذر كلاوديوس..

 

كان يقف بجمود في وسط الصالة وهو ينظر بصدمة إلى حراسهِ العمالقة غائبين عن الوعي حوله.. بدأ جسدي يتضخم حتى أصبحت بحجم هؤلاء العمالقة وطرت بِسرعتي الخارقة ناحية كلاوديوس وأمسكتهُ من عنقه وجذبته حتى ارتطم جسده بقوة في الحائط..

 

نظرت إليه بكره فقد أعماني الغضب الكامن في صدري واستولى على كل ذرة في جسدي.. أحكمت شد قبضتي على عنقه أكثر وبدأت أسلبهُ أنفاسه فقد جعل صبري ينفذ أمام وقاحته الغير محدودة وتصرفه الجريء.. النذل لمس ما هو لي وكان ينتظرني مع حراسه أيضا.. لقد عرف بأنني قادم إليه لأقتله بسبب فعلتهِ الشنيعة تلك...

 

نظرت إليه بعيوني الحمراء بحقدٍ كبير والسافل كان يُجاهد لفك حصار عنقه وإنقاذ روحه المقرفة التي تكاد تزهق بين يدي وجسده كامن بين قبضتي.. وعندما تذكرت شكل عبدتي المتوحشة بين يديه اشتدت عروق عنقي ونفرت بقوة وهتفت بوجههِ بغضبٍ مرعب

 

" لقد تجرأت على الدخول إلى منزلي ولمستَ زوجتي أيها العملاق الغبي.. سوف أُرسلكَ بيدي إلى الجحيم لأنك تجرأتَ ولمستها وأخفتها أيها القذر "

 

أصبح وجه كلاوديوس أحمر بينما كان ينظر إليّ بعيونهِ الصفراء بصدمة وهو يُجاهد لإبعاد يدي عن عنقه لكن دون جدوى.. وعندما أردت كسر عنقه سمعت صرخة أنثوية مرتعبة

 

" أرجوك توقف.. لا تقتل أخي.. أرجوك وحش الجبل لا تقتله.. أرجوك توقف.. أتوسل إليك لا تقتله.. "

 

التفت ناحية اليمين ورأيت أروس يمسك بفتاة عادية ليست بعملاقة من خصرها ويمنعها من الاقتراب نحونا.. ضحكت بقوة وقلتُ لها بنبرة تهديد

 

" أنظروا من هنا؟!... الأميرة سيرنيتي شقيقة كلاودويس الصغيرة والهجينة المُدللة.. لماذا تُريدينني أن أتركهُ بعد أن تجرأ ولمس أملاكي أيتها الأميرة المُدللة؟ "

 

كانت الأميرة سيرنيتي تبكي برعب وهي تحاول جاهدة الإفلات من قبضة أروس وعندما يئست استكانت بين يديه وقالت لي بتوسلٍ وبكاء

 

" أرجوك إنه أخي الملك.. هو.. هو لم يقصد إيذاء أحد.. لا تقتله أتوسل إليك.. لا أعرف ما الذي فعلهُ حتى أغضبك إلى هذه الدرجة!!.. لكن أنا أرجوك أترُكه وأعدُك سأكون فداءً له.. أقتلني بدلا عنه.. افعل بي ما تشاء لكن فقط لا تقتله فهو كل ما تبقى لي من عائلتي "

 

بالرغم من هذا كله لم أُحرر عنقه حتى اللحظة.. فقد كانت أناملي تتشوق لأخذ الحياة من هذا الكائن البغيض والحقير بنظري..

 

فجأة لمعت فكرة شريرة في رأسي وابتسمت بخبث.. فأنا أعرف جيداً كم الأميرة سيرنيتي غالية على كلاوديوس.. أفلت يدي عن عنقه لأسمعهُ يشهق بقوة وبدأ يقول لشقيقته بنبرة مخنوقة و مُرتعبة واضحة

 

" سيرنيتي هل جُننتِ؟!!!... عودي إلى غرفتكِ على الفور وهذا أمر "

 

نظرت إليه بقرف وقلتُ له

 

" كلاوديوس.. لا أظن بأنك في وضع يسمحُ لك بإعطاء الأوامر في حضوري.. عليك أن تعرف مكانتك في وجودي.. فأنتَ جرذ بالنسبة لي وأستطيع سحقك بقدمي ساعة ما أشاء "

 

بدأت أمشي حولهُ ببطء بينما كنتُ أنظر بتفكيرٍ عميق إلى عيونهِ المُرتعبة.. ثم وقفت أمامهُ وقربت وجهي منه وقلتُ له بنبرة جعلت أوصالهُ ترتعد من الخوف

 

" أستطيع قتلك بغمضة عين الآن دون أن يسمح لك الوقت بأن ترمش رمشةً واحدة... لكن يجب أن تشكر شقيقتك سيرنيتي لأنها أنقذتك من الموت.. سأقبل عرضها.. ستكون هي قربان خلاصك من الموت على يدي "

 

ابتعدت عنه وسمعته يشهق بصدمة لكنني لم أكترث.. كتفت يداي وقلتُ بأمر

 

" أروس.. خذ الأميرة إلى قصري وضعها في غرفة القائد إيفوس.. ستكون هديتي له عندما يعود "

 

أجابني أروس قائلا باحترام

 

" كما تأمر مولاي.. سأضعها في غرفة القائد إيفوس.. لكنني سأذهب بعدها وانتظرُكَ مع الرجال "

 

" جيد.. "

 

أجبته ببرود ليحني لي رأسه باحترام ويحمل الأميرة على كتفه

 

" سيرنيتي.. لااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

صرخ كلاوديوس برعب عندما سمع شقيقته تصرخ بخوف ورأى أروس يحملها على كتفه ويركض خارجا من القصر..

 

وعندما حاول كلاوديوس اللحاق بها وقفت أمامه ومنعته من التقدم أكثر.. رأيته يقف جامدا أمامي وهو ينظر برعب إلى عيناي.. نظرت إليه ببرود وقلتُ له

 

" سوف تنسى بأنه كان لك شقيقة صغيرة أيها العملاق.. لقد أصبحت من أملاكي الآن "

 

ضحكت بشر عندما رأيته يبلع ريقهُ بصعوبة فاقتربت منه خطوة واحدة وقلتُ له بحدة

 

" لا أريدُكَ بالقرب منها مجدداً.. ابتعد عن زوجتي فورتونا... إن تجرأت واقتربت من زوجتي مرةً أخرى سوف تحفُر قبركَ بيديك أيها العملاق كلاوديوس.. ولن يخلصُكَ مني في المرة القادمة أحد حتى شقيقتك "

 

حاول أن يتكلم إذ همس بألم الروح

 

" أنا أعـــ.... "

 

قاطعته قائلا بغضب

 

" لن تقترب منها مجدداً.. فهمت؟ "

 

تأملني بعنفوان وقال بغصة

 

" وحش الجبل.. أنا لن أوافق أنـــ... "

 

نظرت إليه بقرف وقاطعته قائلا ببرودٍ مخيف

 

" أنا لم أسمح لك بالتكلم... سوف تسمعني جيداً لأنني لن أعيد كلامي مجدداً.. هذه المرة سأتعامل معك بأسلوب الحوار فقط.. إن تجرأت واقتربتَ من زوجتي مجدداً لن أرحمك.. أنا أفهم عقلك الخبيث هذا جيداً وأعرف ما تفكر فيه دون أن تتكلم لذلك سوف تنسى أنك رأيت زوجتي وسوف تنسى أن لك شقيقة هجينة أيضا.. اعتبر كلامي كتحذيرٍ لك "

 

نظرت إليه بقرف وسألته ببرود

 

" أين ذلك القذر ستيفن؟... أنا أعلم جيداً بأنهُ كان هنا.. لكن كما يبدو لي لقد ذهب قبل قدومي.. للأسف كنتُ سأستمتع أكثر لو وجدتهُ هنا "

 

نظر إليّ بنظرات مذهولة وقال بصوت حاول أن يكون جامدا لكنه خرج من فمه مُرتعشا رغما عنه

 

" ستيفن؟!... هو ليس هنا لقد ذهب منذ فترة.. كما أتمنى أن تُعيد شقيقتي إلى قصري فهي لا ذنب لها بما فعلته.. كما أنني أعدُك بأنني لن أقترب من زوجتك مرة أخرى.. فقط أعد لي سيرنيتي "

 

ضحكت بشر على منظره المتفاجئ والخائف و قلتُ له عندما هدأت من نوبة الضحك

 

" هل أصبحتَ ضعيفا لدرجة تحتاج إلى مساعدة ذلك الحقير الخائن ستيفن؟.. تؤ تؤ تؤ.. ملك العمالقة السحرة أصبح يحتاج إلى حليف قذر لمساعدتهِ.. كما أنه أصبح يتوسل إليّ لكي أُعيد له شقيقتهُ الصغرى.. يا للسخرية "

 

نظرت إليه باشمئزاز وتابعت قائلا له بحدة

 

" بطلب من لوسيا لقد غضيت النظر عن أفعالك مُسبقا ولم أقتلك عندما ساعدتَ ستيفن بسحرك لكي يُصبح منيعاً على سحر لوسيا.. لكن صدقني هذه المرة لن يمنعني أحد من قتلك أيها اللعين وقتل ذلك القذر ستيفن أيضا.. و وفر توسلاتك لي لأنني لن أُعيد سيرنيتي إليك فهي فدتك بروحها وبفعلتها تلك أنقذتك من الموت وأصبحت من أملاكي الخاصة.. تذكر ذلك جيدا أيها العملاق.. ولا تقلق عليها ستكون بخير في مملكتي فأنا قررت أن أقدمها كهدية لـ إيفوس "

 

كان جسده يهتز أمامي بوضوح ووجهه أصبح شاحباً جداً..

 

استدرت وأنا أضحك على شكلهِ المُحطم وخرجت من القصر وحلقت عاليا باتجاه الغابة الشمالية.... 

 

 

كلاي**

 

 

كنتُ أعقد اجتماعا مع أفراد قطيعي في قاعة الاجتماع في قصري عندما فجأة استطعت استنشاق رائحة رائعة جعلتني أرتعش بِقوة في جلستي..

 

وقفت بسرعة وركضت خارجا من القاعة ومن القصر ودخلت إلى الغابة دون أن أكترث إلى همهمات الجميع المُعترضة وندائهم لي.. ركضت دون أن أشعر وتوغلت في الغابة التابعة إلى قطيعي لأقف فجأة بصدمة بسبب ما رأيتهُ وما سمعتهُ...


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

هل يمكن أن نفقد الشعور بما حولنا فَننفصل عن الزمان والمكان الذي نحن فيه منتقلين إلى بُعدٍ آخر ومكانٍ آخر بمجرد أن تلتقي أعيننا بعيني شخص ظننا سابقا أنه قد مات فتصيبنا تلك العينان فجأة بالشلل في جميع أطرافنا فلا نقوى على الحراك أو التنفس أو حتى التكلم والشعور بما حولنا!!...

 

هذا ما شعرت به عندما رأيت لوسيا أمامي بين أحضان ذلك المصاص الدماء القذر.. لقد كانت عارية وجرحٌ كبير يشبه عضة مستذئب واضحة على كتفها رغم أن جسدها كان ملفوف بغطاء رقيق إلا أنني استطعت رؤية الجرح في كتفها..

 

ظننت نفسي أحلم وبدأت أفتح وأُغلق عيناي لأكثر من عشر مرات ولكن لم يتغير المشهد أمامي.. لوسيا زوجتي الحبيبة على قيد الحياة وهي أمامي بين أحضان ذلك اللعين إيفوس..

 

" هذا أنا إيفوس... لا تخافي حبيبتي.. أنتِ بأمان.. أنا معكِ.. اهدئي من أجلي حياتي... "

 

قلبي خفق بعنف عندما سمعت ذلك القذر يُنادي زوجتي بحبيبتي... لقد أوهمتني كل تلك السنوات بأنها ماتت حتى تُصبح عشيقة لذلك القذر؟!!...

 

اهتز جسدي بعنف بسبب الغضب الذي كان يعصفُ بكياني.. وعيناي بدأت تلمع بقوة من جراء غضبي


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

كم كنتُ أحمقاً.. لقد لعبت بي كل تلك السنوات من أجل أن تكون مع ذلك القذر!!!... كانت نيران الجحيم تعتمر بداخلي من شد الغضب وكورت يداي بقبضة شديدة حتى شعرت بأظافري تنغرس وتسلخ اللحم في كف يدي..

 

فتحت عيناي على وسعهما بصدمة عندما رأيت لوسيا تنظر إلى ذلك اللعين بحنية وتقول له بصوتٍ ضعيف وهي ترفع يدها ببطء وتضعها على وجنته وتمسح دموعهُ بأناملها

 

" إيفوس.. هذا أنت؟!!.. لا تبكي حبيبي... لا تبكي.. "

 

حبيبي؟!!!!... جُن جنوني أنا وذئبي لدى سماعي بما تفوهت به.. واهتز جسدي أكثر من شدة الغضب وخاصةً عندما سمعت ذلك اللعين إيفوس يضحك بخفة و أحنى رأسه وأغرقهُ بعنقها وهو يقول لها بِألم

 

" سامحيني.. سامحيني لوسيا لأنني ظننتكِ نائمة ولم أنقذكِ منه في الأمس.. سامحيني أرجوكِ... "

 

زفرت بقوة وتحول جلد وجهي وعنقي إلى اللون الأحمر من شدة الغضب وسمعت لوسيا تشهق بصدمة وهي تهمس برعب

 

" لقد أتى.. إنه هنا... هنا.... "

 

وهنا كنتُ قد اكتفيت من المشاهدة.. إذ جُنَّ جنوني بالكامل واندفعت راكضا نحوهما وانتشلت لوسيا بيدي اليسرى من بين أحضان ذلك الحقير وبيدي اليمنى وجهت لهُ ضربة قاضية قوية على معدته جعلته يطير ويرتطم بقوة على جذع شجرة ليسقط على الأرض وهو غير مستوعب ما حصل له..

 

نظرت إليه بكرهٍ شديد وهتفت بجنون

 

" سأقتلُك أيها السافل اللعين و القذرررررررررررر.. "

 

ثم أمسكت لوسيا من أكتافها وبدأت أهزها بعنف وأنا أصرخ بألم مزق أحشائي و روحي و كياني

 

" وأنتِ لن أرحمكِ.. لقد أوهمتني بأن وحش الجبل قد قتلكِ بينما أنتِ أيتها العاهرة تركتني حتى تذهبي إلى عشيقكِ القذر.. فضلتِ عليّ مصاص دماء قذر لوسيااااااااااااااا... "

 

كنتُ أنظرُ إليها بألم مزق فؤادي و كياني.. أردت قتلها لكنني لم أستطع فعل ذلك فهي حُب حياتي.. هي رفيقتي وحبيبة قلبي.. هي رفيقتي أنا.. هي امرأتي المُقدرة..

 

تألمت بشدّة عندما رأيت دموعها تنساب برقة على وجنتيها الشاحبتين ولكن تجمدت فجأة عندما سمعت ذلك القذر يهتف بغضب جنوني

 

" أتركها أيها اللعين.. سوف أقتلك.. أتركهاااااااااااا... "

 

تألمت لمعرفتي بمدى حبهِ الكبير لرفيقتي لوسيا.. إنه يُحبها!!!... هو يُحب زوجتي!!!!..

 

فقدت ما تبقى لي من أعصاب متماسكة ورميت لوسيا على الأرض بعنف وركضت باتجاه ذلك المصاص الدماء القذر وهاجمته..

 

كنتُ أوجه له اللكمات وأحاول جاهدا أن أتفادى لكماتهِ لكنه قوي جدا ذلك الملعون.. سمعت لوسيا تهمس بضعف وبرعب تطلب منا لنتوقف عن القتال لكنني والجحيم لم أكترث.. لقد أردت قتله لأنه أحب رفيقتي وأخذها مني..

 

وجَه لي ضربة قوية على كتفي الأيسر ولكمة قوية على وجهي جعلتني أرجع بخطواتي إلى الخلف.. بصقت الدماء من فمي ورأيته ينظر إلى لوسيا بقلق جعل ذئبي ديغون يطلق عواءً غاضبا بداخلي من شدة غضبه وحقده.. ودون أن أتردد ركضت ورفعت يداي ووجهت له ضربة قوية على صدرهِ جعلتهُ يطير ويرتطم بعنف على الأرض ورأسه خبط بقوة على حجرٍ كبير..

 

وبسرعة تحولت إلى ذئبي ديغون وهجمت على ذلك الحقير وحاصرت جسده بسيقاني ثم فتحت فمي وكشرت عن أنيابي وما أن كنتُ على وشك قطع رأسه بأنيابي تجمدت بصدمة عندما سمعت لوسيا تصرخ برعبٍ كبير

 

" لااااااااااااااااااا.. كلاي لا تقتله إنه ابنك ك ك ك ك ك ك ك ك..... "

 

ابني!!!!!!!!....

 

همسنا معاً أنا و ذئبي ديغون بصدمة كبيرة ونظرنا إلى ذلك المصاص الدماء أسفلنا بذهولٍ تام..

 

كنا ننظر إلى بعضنا بصدمة كبيرة وشعرت بقلبي ينتفض بعنف داخل قفصي الصدري.. القائد إيفوس هو ابني أنا؟!!!...

 

( كيف واللعنة يكون ابننا مصاص دماء كلاي؟!!!!.. هو حتى ليس بمستذئب!!!.. )

 

هتف ذئبي ديغون بصدمة في رأسي لكنني أمرتهُ قائلا بهدوء

 

( لا فكرة لدي ديغون.. دعنا نتحول ونتكلم مع رفيقتنا لوسيا فهي الوحيدة التي تستطيع شرح كيف أصبح لنا إبن وهو مصاص دماء و.. لحظة واحدة.... )

 

استنشقت رائحتهُ أكثر وشتمت بغضب مُخاطباً ذئبي قائلا

 

( ابننا هجين ن ن ن ن ن!!.... نصفهُ جني ونصفهُ الآخر مصاص دماء!!.. واللعنة كيف؟!..... )

 

هتفت بغضب بداخلي بينما كنتُ أُخاطب ذهنياً ذئبي.. ابتعدت عن ذلك المدعو إيفوس والذي كان ما زال جامداً بصدمة أسفلي بوضعيته على الأرض وتحولت إلى شكلي البشري وركضت ناحية لوسيا..

 

انحنيت وأمسكت بأكتافها ورفعتُها برقة وقلتُ لها بألم بينما كنتُ أراها تبكي وتشهق بشكلٍ هستيري

 

" لوسيا.. هذا المخلوق هو ابني؟!!... القائد إيفوس هو ابننا؟!.. هل أنتِ متأكدة؟!!!!... أجبيني أرجوكِ.... "

 

شهقت بقوة وقالت لي بأنفاسٍ مُتقطعة

 

" إيــ... إيفوس.. يكون.. ابنك كلاي.. هو ابنك... "

 

تجمدت الدماء في عروقي ونظرت إليها بذهولٍ كبير وبألم أحرق كياني وهتفت بوجهها بقوة

 

" لماذا تركتني وأنتِ حامل بابني؟... لماذا؟!!!.... لماذا ابتعدتِ عني و أبعدتني عن ابني  لوسيا؟!!!... لماذا؟.. لماذا؟!... لماذا فعلتِ ذلك بي؟!!.. "

 

أغمضت لوسيا عينيها بألم وقالت بهمس

 

" أنا.. لم.. لم أبتعد عنك.. بإرادتي.. أنا لـــ.... "

 

توقفت عن متابعة ما كانت تقوله لأرى رأسها يتجه ناحية اليمين وجسدها ارتخى بين يداي.. رفعت يدي اليمنى وبدأت أهز رأسها برقة علها تستفيق وأنا أهتف لها بذعر

 

" لوسيا.. لوسيا.. حبيبتي.. استفيقي أرجوكِ.. لوسياااااااااااا..... "

 

" أمي ي ي ي ي.... "

 

رفعت رأسي ونظرت إلى إيفوس.. كان قد وقف وصرخ برعب عندما رآها مغمى عليها بين أحضاني.. ركض وجثى أمامنا على ركبتيه وعانق جسد لوسيا بيده اليسرى وقرب وجههُ منها وبدأ يبكي بألم وهو يهمس لها دون انقطاع وهو يُبعد خصلات شعرها التي التصقت على وجنتها برقة بأنامله

 

" أمي.. أمي... استفيقي أرجوكِ... أمي... أمي.... "

 

ابني.. إنه ابني!!.. القائد إيفوس هو ابني أنا....

 

نظرت إليه بألم إذ لم أستطع أن أُصدق بأن لدي ابن وأنا أراه أمامي الآن.. ابن من زوجتي لوسيا.. ومن يكون؟.. إيفوس القائد الثاني لذلك دراكولا الشيطان..

 

لقد حرمتني لوسيا منها ومنهُ لسنين طويلة.. شعرت بقلبي يعتصر من شدة الحزن.. أردت أن أعانقهُ وأضمهُ إلى صدري وأستنشق رائحته ولكن ذلك كان مستحيلاً لأنه بالتأكيد لن يسمح لي بفعل ذلك فهو يكرهني..

 

تنهدت بألم وهمست له برقة قائلا

 

" لا تخف.. ستكون والدتك بخير "

 

نظر إلى عيناي بحزن ثم أومئ لي برأسه موافقا ووقف على قدميه جامدا أمامنا.. أحكمت إمساك جسد لوسيا ووقفت وحملتها بين يداي وقلتُ لـ إيفوس

 

" اتبعني "

 

وبدأت أركض بسرعتي الخارقة باتجاه قريتي.. دخلت إلى القرية  ثم إلى القصر ورأيت الجميع يقفون بجمود وهم ينظرون بذهول و بصدمة كبيرة و بعدم التصديق لدى رؤيتهم لونا القطيع لوسيا بين يداي و إيفوس يتبعنا في الخلف..

 

اقترب جيفري ووقف أمامي وهمس قائلا بصدمة

 

" لونا لوسيا!!!!!.. هي... هي على قيد الحياة؟!!!... لكن كيف؟!.. كيف ذلك؟!!... "

 

نظرت إليه وابتسمت له بحزن لأراه ينظر إلى إيفوس ويعقد حاجبيه باستنكار وسألني بتعجُب

 

" ماذا يفعل قائد الثاني لمصاصي الدماء في قريتنا ألفا؟!!!... "

 

تأملتهُ بنظرات جادة وأجبتهُ ببرود وبأمر

 

" إنه ابني جيفري وعليك احترامه.. أرسل وراء الحكيمة أريدُها أن تكشف على لوسيا بسرعة "

 

تابعت المشي بخطواتٍ سريعة ولم أكترث لسماعي شهقات الجميع الصادمة بسبب ما تفوهت به للتو.. وصلت إلى جناحي ودخلت إلى غرفة نومي ووضعت لوسيا على سريري ثم ارتديت ملابسي بسرعة..

 

كنتُ أنظر إليها بحزن وأنا أمسح برقة الدموع التي لطخت وجنتيها ودون أن التفت إلى الخلف سألت إيفوس برقة

 

" هل تريد أن تبقى هنا حتى تستيقظ لوسيا؟ "

 

سمعتهُ يجيبني بنبرة جامدة

 

" لن أذهب من هنا ولن أترك أمي بمفردها.. سأبقى معها "

 

تنهدت براحة على الأقل هو ليس غاضبا من لوسيا لإخفائها عنه بأنني أكون أباه... طرقاتٍ على الباب قاطعت تفكيري وعلمت على الفور بأنها الحكيمة روسنا

 

" أدخلي "

 

دخلت روسنا وأحنت رأسها باحترام ثم رفعته واقتربت من السرير وقالت

 

" من بعد إذنك ألفا.. أرغب بالبقاء مع لونا القطيع بمفردنا حتى أكشف عليها.. لو سمحتما يمكنكما الانصراف "

 

" بالطبع روسنا "

 

أجبتُها بهمس ثم وقفت وأشرت لـ إيفوس لكي يتبعني لكنه وقف أمام السرير وكتف يديه بعناد.. وقال لي بهمسٍ غاضب

 

" أنا لن أتركها.. لن أذهب إلى أي مكان بعيداً عنها "

 

تنهدت بحزن ثم اقتربت منه وقلتُ له

 

" إيفوس دع الحكيمة تكشف على لوسيا فهي تحتاج للمساعدة.. فكما ترى لوسيا ضعيفة ولديها جرح عميق في كتفها.. روسنا ستهتم بها لا تقلق.. إن أردت يمكنك أن تبقى في الخارج أمام الباب بُني... "

 

قاطعني إيفوس هامساً بغضبٍ شديد

 

" لا تناديني بُني.. إياك ثم إياك أن تفعل ذلك من جديد "

 

أجبته ببرود وأنا أخرج من الغرفة

 

" أنتَ ابني إن أعجبك ذلك أو لم يُعجبُك.. وسوف أناديك كما يحلو لي لذلك إياك أن تعترض.. وأمك هي زوجتي لوسيا وهي تحتاج حاليا لمساعدة روسنا لذلك اتبعني وإلا عاقبتك "

 

تبعني إيفوس بغضب خارج الغرفة ثم وقف أمامي وقال بفحيحٍ غاضب وهو يصر على أسنانه بشدة بغيظ

 

" تُعاقبني؟!... هل تظنني مُراهق لعين أم طفلاً؟!... ثم من تظن نفسك؟... لقد تخطيت فترة الطفولة والمراهقة منذ أكثر من ثمانمائة سنة.. ثم إياك أن تكلمني بهذه الطريقة فأنا قائد الثاني للملك لايسن ثورم و أنتَ لا شيء بالنسبة لي و.... "

 

قاطعته قائلا بغضب

 

" نعم... نعم... أعرف بأنك قائدهُ الثاني ولكنني والدك.. لذلك عليك باحترامي.. فهمتَ إيفوس؟... أم تريدني أن أُعيد كلامي!.. أنتَ ابني أنا.. أنت ابن ألفا قطيع الذئاب الدموية.. ابن كلاي أستور.. والآن توقف عن التذمر لأنني والدُك و اجلس على الأريكة والتزم الصمت حتى تسمح لنا روسنا بالدخول "

 

تحولت عيونه إلى اللون الأحمر وبدأ يهمهم باعتراض وبغضب ثم زفر بقوة ورأيته يجلس على الأريكة وهو يكتف يديه بغيظ..

 

ابتسمت بحنية وكم تمنيت لو باستطاعتي أن أُعانقه وأُخبره عن مدى فرحتي بأنه ابني.. لكنني قررت أن أنتظر قليلا حتى تستفيق لوسيا وأعرف منها كامل الحقيقة..

 

أريد أن أعرف لماذا تركتني في المقام الأول وأخفت عني بأنها كانت حامل بابني وثانيا أريد أن أعرف كيف والجحيم لم تمت.. لقد دفنتها بنفسي عندما رأيت ذلك القذر وحش الجبل يضع جثتها في غابتي....

 

بعد ساعة خرجت روسنا ونظرت إليّ بحزن.. وقفت بسرعة وسألتُها بقلق

 

" هل هي بخير؟!!.. كيف حالُها؟!.. "

 

نظرت إليّ بأسف وأشارت لي ولـ إيفوس كي نتبعها وندخل إلى الغرفة..

 

دخلنا ورأيت إيفوس يركض ويجلس على طرف السرير بجانب لوسيا النائمة ويمسك بيدها بينما دموع حزينة بدأت تنساب ببطء على وجنتيه..

 

شعرت بغصة عميقة و بالألم الشديد على حال حبيبتي  و ابني.. ألم قلبي كان لا يُحتمل.. وقفت أمام السرير ونظرت إلى روسنا وسألتها بهدوء

 

" كيف حالها؟ "

 

نظرت إليّ بنظرات قلقة وأشارت لي ناحية إيفوس لأتنهد بحزن وأقول لها

 

" إنه ابننا.. يمكنكِ التكلم أمامه "

 

" ابنك؟!!!! "

 

همست روسنا بدهشة كبيرة وجحظت عينيها برعب ثم قالت بصدمة

 

" لكن كيف يكون ابنك ألفا؟!.. فهو نصف مصاص دماء ونصف جني.. ولونا لوسيا بحكم أنها جنية كان يجب أن تموت بعد أن تلد طفلك!.. كيف لم تمت بعد ولادتها؟.. بل كيف عادت من الموت بعد أن ماتت ودفنتها بنفسك ألفا؟!!!!.. "

 

رأيت إيفوس ينظر بكره و بصدمة ناحية روسنا ثم كشر بغضب ليعاود النظر إلى لوسيا بحزن.. تأملت الحكيمة بحزن قائلا

 

" هذا ليس الوقت المناسب روسنا لهذه الأسئلة.. أخبريني أولا كيف حال لوسيا "

 

نظرت بحزن إليّ وقالت بأسف

 

" وضعها خطير جدا ألفا.. لقد.. لقد تم اغتصابها بعنفٍ شديد و.... "

 

" ماذاااااااااااااا؟؟!!!..... "

 

هتفت أنا و إيفوس في ذات الوقت بغضب وذهول لأرى روسنا تنتفض برعب وبدأ جسدها يرتعش بأكمله أمامنا..

 

وقف إيفوس وبدأت دموعه تسيل بكثرة على وجنتيه وهو ينظر بألم و بحزن و بصدمة إلى لوسيا.. شعرت بقلبي ينفطر على لوسيا و ابني.. لم أستطع أن أُصدق ما سمعته أذناي!.. لقد تم اغتصابها بعنف!!!.. زوجتي تم اغتصابها بعنف؟!!!..

 

قلبي كان يعتصر من شدة الألم عليها أحسست بأنهُ سيتوقف في أي لحظة عن الخفقان بسبب آلامهِ الكبيرة.. وهنا شعرت بغضبٍ عظيم.. الغضب أعمى بصري وبصيرتي والدم المغلي الذي يتدفق في شراييني كان أقوى بكثير من أن تتصدى له أي قوى في العالم أجمع..

 

حاولت لجم غضبي وبدأت أتنفس بقوة حتى أُهدئ من أعصابي و غضب ديغون ذئبي... اقتربت من روسنا وأمسكت بأكتافها وقلت لها بألم مزق قلبي

 

" روسنا أعيدي ما قلته.. كيف علمتِ أنه تم اغتصابها؟... تكلمي... "

 

أغمضت عينيها ثم فتحتها ثم التفتت ونظرت إلى لوسيا بحزن وقالت

 

" لقد كشفت على لونا لوسيا.. ألفا لا أعرف كيف سوف تستوعب ما سأقولهُ لك.. لكن عليك أن تتحمل لأجلها.. لقد تم اغتصابها بشكلٍ عنيف و.. و لقد تم اغتصابها من قبل ذئب أيضا.. لقد أخرجت من مهبلها و جسدها شعيرات تعود لفراء ذئب أسود اللون.. كما.... كما أنها تلقت عضة قوية من مستذئب على كتفها والغريب أنها لم تُشفى من جراحها رغم أنها جنية.. فعضوها التناسلي متضرر جدا و جسدها به علامات شنيعة.. وكما ترى العضة واضحة على كتفها وأنا متأكدة بأنها عضة تعود إلى مستذئب متوحش وهو ليس من قطيعنا.. ولكن هناك ما جعلني أتحير ألفا... "

 

أبعدت يداي عن كتفيها وحاولت جاهدا كتم غضبي وألمي وألم ديغون ذئبي وقلتُ لها بأمر وبصوتٍ مُختنق

 

" تكلمي روسنا قبل أن أفقد أعصابي.. ما هو الذي جعلكِ تتحيرين؟.. ماذا فعل ذلك القذر بزوجتي؟!... أخبريني أرجوكِ "

 

تنهدت بحزن ثم نظرت إلى عيناي بجدية وقالت

 

" علامتُك ألفا ليست موجودة على عنقها "

 

نظرت إليها ببلاهة ثم سألتُها بهمس

 

" ما الذي تقصدينه؟!.. وضحي لي أكثر!!.. كيف علامتي ليست موجودة على عنقها؟!! "

 

رأيتها تبلع ريقها بتوتر ثم استدارت واتجهت ناحية السرير ووقفت قرب لوسيا ثم انحنت و أمسكت بوجهها برقة وأدارته ناحية اليمين وقالت بهدوء

 

" تعال وانظر ألفا بنفسك.. على عنقها علامة لمستذئب ولكنها ليست علامتك.. لقد وشمها بعلامتهِ أحد المستذئبين ومن شكلها هي تبدو واضحة أنها ليست رفيقته.. ألفا كلاي أنا آسفة لكن كما يبدو من شكل العلامة هي ليست لك.. هناك ذئب تجرأ ووضع علامته على لونا رغم أنها ليست رفيقته.. وكما ترى لا أثر لوشمك عليها.. أظن عندما وشمها اختفت علامتك على عنقها "

 

ارتعش جسدي بعنف بينما كنتُ أنظر إلى عنق لوسيا بصدمة وهمست بعدم التصديق

 

" غير ممكن!!!.. مستحيل!!.. أنا قمت بوشم لوسيا في ليلة زفافنا بعد أن أصبحت لي بالكامل.. لقد وشمتُها بعلامتي على عنقها في تلك الليلة "

 

مشيت بخطوات بطيئة ووقفت بجانب روسنا لأراها تبتعد حتى تسمح لي برؤية عنق لوسيا.. نظرت إلى عنقها وشهقة متألمة مخنوقة خرجت من حنجرتي بالرغم عني..

 

احترق قلبي على حبيبتي وهمست بعدم التصديق

 

" هذه ليست علامتي!!!.... كيف حصل ذلك؟!!!!... من تجرأ وأذى حبيبتي لوسيا بهذا الشكل؟! "

 

أغمضت عيناي بقوة وقشعريرة غزت كل ظهري وأحكمت شد قبضة يدي بعصبية وحاولت أن أُهدئ من غضبي وغضب ديغون..

 

كنتُ أسمع شهقات إيفوس المتألمة مع كل كلمة كانت تنطقها روسنا.. ابني يتألم على ما حصل لوالدته وهذا ألم قلبي و روحي أكثر.. فتحت عيناي ونظرت إلى لوسيا بحزن ثم تحولت نظراتي إلى حاقدة وهمست بفحيح مرعب

 

" سأقتل ذلك المستذئب اللعين الذي تجرأ على اغتصابها ووضع وشمهُ القذر عليها.. سأقتلهُ بطريقة لن يتخيلها عقله القذر لأنه تجرأ على لمسها "

 

سمعت إيفوس يشتم بغضب ثم قال بهمسٍ متألم

 

" إنه ستيفن.. شقيقك القذر من فعل بها ذلك "

 

رفعت رأسي بسرعة ونظرت بصدمة إلى عيون إيفوس الغاضبة..

 

شهقت روسنا برعب وبدأت تُتمتم بكلماتٍ مُرتعبة وصادمة لكنني لم أسمعها.. أحسست بأن الغرفة قد أظلمت أمامي ولم أعد أستطيع رؤية شيء أمامي أو حتى سماع أي شيء سوى سرعة أنفاسي ونبضات قلبي المتسارعة بعنف...

 

الغضب الذي شعرت به لا يُعبر عن ما يعتري في كياني أنا وذئبي الآن.. ستيفن أخي اللعين الذي تم طرده من القطيع وأصبح ملكا على الروج هو من تجرأ على لمس زوجتي؟!!!..

 

رفعت رأسي عاليا وأغمضت عيناي بقوة أمنع نفسي من الصراخ بغضبٍ كبير.. وحاولت أن أتحكم بذئبي ديغون ولا أتحول وأذهب لقتل ذلك القذر وقطيعه.. وكل ما كان يجول بتفكيري الأن أنني فشلت في حماية زوجتي..

 

ألم رهيب عصفَ بكياني بأكمله.. نظرت إلى إيفوس وسألته بنبرة باردة لا تُعبر عن الجحيم الذي أعيشهُ الآن

 

" كيف علمتَ بأنه من فعل بها ذلك؟! "

 

نظر إيفوس بغضب ناحيتي بينما عيونه كانت متسعة بشر وقال لي بنبرة متألمة غاضبة وهو يلهث بقوة

 

" لأنه خطفها من قصر الملك لايسن وذهبت بنفسي وأخرجتُها من منزلهِ النجس.. هو أحقر مخلوق رأته عيناي.. سأقتلهُ لأنه لمس أمي وألمها.. وأنتَ أقذر منه لأنك تركتها تتألم بمفردها كل تلك السنوات.. أنتَ وشقيقك القذر من نفس المعدن تتوارثان نفس الدماء النجسة والقذرة.. أنا لا أعتبرُكَ والدا لي.. أنا أمي هي لوسيا فقط وأنا لا أب لي.. فلا يشرفني أن يكون لي أب مستذئب ضعيف ترك شقيقهُ يغتصب زوجته و يوشمها بعلامتهِ القذرة.. أنتَ أحقر منه.. أنتَ حقير و...... "

 

" إيفوس.. يكفي.... "

 

توقف إيفوس عن متابعة ما كان يقوله عندما سمعنا صوت وحش الجبل.. نظرت ناحية الباب لأرى بصدمة وحش الجبل يقف أمام الباب وهو ينظر إلى إيفوس بغضب..

 

استدرت ناحية السرير ونظرت بحزن إلى لوسيا دون أن أكترث لوجود لايسن في قصري وفي غرفتي بالتحديد لأن الألم كان يمزق قلبي وروحي وكياني.. 

 

شعرت بالعجز و بالحزن بسبب كلمات إيفوس المؤلمة.. ابني يكرهني وهو يظنني لعين وحقير وضعيف مثل ذلك النذل ستيفن..

 

كان لايسن يتكلم مع إيفوس بعد أن أمر روسنا بالخروج من الغرفة لكنني لم أسمع كلمة واحدة تفوه بها.. كنتُ أنظر إلى زوجتي بألم وأحاول جاهدا حبس الدموع التي كانت تهدد بالهطول من مقلتاي..

 

زوجتي تتنفس وعلى قيد الحياة أمامي لكن تم اغتصابها بعنف من قبل شقيقي اللعين.. وابني يكرهني بشدة لأنني لم أستطع حماية والدته..

 

أي أب أنا؟!.. أنا أكره وأضعف أب في المملكة كلها.. أنا أحقر زوج و حبيب و أب في هذا العالم..

 

ابني إيفوس معه حق أنا نذل وحقير لأنني لم أستطع حماية لوسيا.. وهنا حسمت أمري وقررت أن أنتظرها حتى تستيقظ لأعلم منها كامل الحقيقة وبعدها سأذهب لأقتل بنفسي ستيفن...

 

 

سيرنيتي**

 

 

كنتُ أجلس على الأريكة في غرفتي وأنا أنظر بحزن إلى السوار الذي أهداني إياه شقيقي الراحل ماركوس.. 


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

هدية؟!.. لا هذا السوار ليس بهدية بل لعنة.. لا يمكنني اعتباره هدية لأنني بسببه لم أعد أستطيع التحول..

 

لقد صنعهُ شقيقي ماركوس بمساعدة الغيلان وأهداني إياه في ليلة عيد ميلادي الثلاثمائة سنة.. لقد خدعني وجعلني أرتديه ولم أعد أستطيع إزالته عن يدي أبدا..

 

وبفضل هذا السوار لقد فقدت قوتي التي ورثتُها عن والدتي وهي التحول.. كان عذر ماركوس على فعلتهِ تلك أنه خاف عليّ إن تحولت إلى شكل أحد الحيوانات أن يدهسني أحد العمالقة بالخطأ ولكن أنا و كلاوديوس لم نصدق عذره الغبي أبداً..

 

لقد حاول أخي الحبيب كلاوديوس مساعدتي و إزالة هذا السوار اللعين عن يدي لكنهُ لم يستطع.. وغضب على ماركوس وكاد أن يقتله لو لم أمنعه في أخر لحظة..

 

صحيح أنني شقيقة الملك كلاوديوس وصحيح أنني ابنة الملك الراحل طوباس ملك العمالقة السحرة ولكنني أكون أيضا ابنة عشيقته وحبيبة قلبه سيتكا المتحولة.. أمي الجميلة لم تكن عملاقة بل كانت من المتحولين..

 

المتحولون يعيشون بسلام في قرية منعزلة في هذا العالم وذلك بفضل وحش الجبل.. فبسببه لم يتجرأ أحد على الاقتراب من قبيلة أمي وشن حربا عليهم أو جعلهم عبيداً كما كان يحصل سابقا.. وذلك لأنهم حاولوا مساعدة الأميرة فيري في أحد الأيام لكسر لعنة والدها لكنهم لم يستطيعوا مع الأسف..

 

المتحولون يستطيعون أخذ شكل إنسان أو حيوان أو جماد وأنا اكتسبت هذه القوة عن والدتي ولكنني لم أمتلك قوة السحر ولا أستطيع التحول إلى عملاقة..

 

دموع حزينة سالت من عيوني عندما تذكرت أمي.. لقد توفيت أمي سيتكا بطريقةٍ غامضة منذ مائة سنة وأبي توفي بسبب حزنه الشديد عليها.. لكنني أعلم جيدا بأن ذلك ليس بصحيح فأنا أعرف من قتل أبي طوباس.. إنه ماركوس أخي...

 

دمعة حزينة شقت طريقها إلى وجنتي وشعرت بأنها أحرقت بشرتي الرقيقة... مسحتها بسرعة بأناملي المرتجفة وتنهدت بحزنٍ شديد وفكرت بمرارة.. لقد خسرت شقيقي ماركوس.. رغم قساوته معي ومعرفتي لأفكاره الدنيئة والشريرة إلا أنني أحببته ولم أستطع كرهه رغم كل ما فعلهُ بي فهو في النهاية يبقى أخي..

 

كانت لدي دائما شكوكا حولهُ فأنا أعلم بِأنهُ من قتل أمي وأبي وتأكدت من شكوكي عندما علمت ما كان يُخطط لفعله بشقيقي كلاوديوس... أخي كلاوديوس رائع وأنا أحبهُ جدا وعلاقتي معه قوية ومتينة جدا.. فهو صديقي المفضل لا يستطيع أحد استبداله وأخذ مكانتهِ في قلبي.. هو ببساطة رائع ولا أستطيع تخيل الحياة من دونه...

 

وقفت وقررت الذهاب لكي أراه.. لقد غضِبَ مني في الظهيرة عندما شتمت ذلك اللعين المستذئب أمامه وأمرني بالذهاب إلى غرفتي وعدم الخروج منها.. كم كرهت ذلك الذئب الحقير ستيفن لقد كان ينظر إليّ بطريقةٍ بشعة مليئة بالرغبة وأخي الحنون كلاوديوس لم ينتبه له و إلى نظراتهِ الحقيرة لي والتي كانت تلتهمني التهاما..

 

تأففت بضجر ونظرت حولي بملل.. رغم أنني أُعتبر قزمة بالنسبة للعمالقة إلا أن أبي الراحل أمر ببناء غرفة خاصة بي بل يمكن القول قصر صغير يُناسب حجمي قرب جناح أخي كلاوديوس فهو من كان يهتم بي منذ صغري إذ كان يُقلص حجمه ويدخل إلى قصري ويبقى معي معظم أوقات فراغه..

 

وعندما أنوي على الخروج من قصري كان يتم مرافقتي من قبل حارسين حتى لا يتم دهسي وقتلي بطريقة خاطئة دون أن ينتبه لي أحد..

 

تنهدت بحزن لأن حياتي مملة جداً لا أستطيع فعل شيء من دون حُراس ومرافقين خاصةً بعد أن أهداني ماركوس هذا السوار اللعين الذي منعني من استخدام قواي والتحول..

 

خرجت من غرفتي ومن قصري لأنظر بصدمة عندما لم أرى الحراس بانتظاري كما العادة.. رمشت بقوة وأنا أفتح فمي من الصدمة.. هذه المرة الأولى التي لا أرى بها حراس خارج قصري بانتظاري مثل العادة..

 

نظرت باستفهام أمامي وهمست بذهول

 

" ما الذي يحدث هنا؟!... "

 

فجأة ارتج القصر بأكمله وسمعت دوي صوت مرعب كأن القصر ينهار.. صرخت برعب وبدأت أركض في الممرات والغرف وأنا أصرخ إلى كلاوديوس برعب

 

" أخي... أخي.. أين أنت؟!!!... كلاوديوس س س س "

 

كنتُ خائفة جدا ومرعوبة خاصةً لأنني لم أرى أمامي أحد من الحُراس أو حتى العمال العمالقة.. وارتعش جسدي بقوة إذ علمت أن مكروها ما قد حدث لأخي..

 

ركضت و ركضت وبدأت أبكي وأنا أصرخ بقوة لأخي لكن دون جدوى.. هو لم يسمعني ويأتي بسرعة كما كان يفعل مسبقا وهذه المرة الأولى التي يحدث بها ذلك.. شعرت بالرعب وقررت أن أتخذ الطريق المختصرة إلى قاعة القصر الرئيسية والتي بناها لي أخي كلاوديوس خصيصا باستخدام سحره..

 

عندما وصلت وقفت جامدة بأرضي بصدمة..


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي


كانت قبضة وحش الجبل تطوق عنق أخي الحبيب في عنقه بشدة.. هو يريد قتل أخي!!!... بدأ جسدي يرتجف بعنف وعندما حاولت الركض ناحيتهم شعرت بيدين تطوق خصري وتمنعني من التقدم.. شهقت برعب و التفت لأرى القائد أروس هو من يمسكني..

 

ابتسم ببرود وقال بنبرة هادئة وبتحذير

 

" اهدئي أميرة سيرنيتي ولا تجعلي الملك لايسن يغضب أكثر "

 

خذلتني الدموع فأخذت أبكي بمرارة وهتفت بألم و بخوف لذلك دراكولا

 

" أرجوك توقف.. لا تقتل أخي.. أرجوك وحش الجبل لا تقتله.. أرجوك توقف.. أتوسل إليك لا تقتله.. "

 

سالت دموع الرعب أكثر على وجنتاي عندما التفت وحش الجبل ونظر نحونا ببرود وقال بشر أرعب روحي

 

" أنظروا من هنا؟!... الأميرة سيرنيتي شقيقة كلاودويس الصغيرة والهجينة المُدللة.. لماذا تُريدينني أن أتركهُ بعد أن تجرأ ولمس أملاكي أيتها الأميرة المُدللة؟ "

 

حاولت جاهدة الإفلات من قبضة أروس ولكن لم أستطع.. استكنت بين يديه وقلت لوحش الجبل بتوسل وبكاءٍ مرير

 

" أرجوك إنه أخي الملك.. هو.. هو لم يقصد إيذاء أحد.. لا تقتله أتوسل إليك.. لا أعرف ما الذي فعلهُ حتى أغضبك إلى هذه الدرجة!!.. لكن أنا أرجوك أترُكه وأعدُك سأكون فداءً له.. أقتلني بدلا عنه.. افعل بي ما تشاء لكن فقط لا تقتله فهو كل ما تبقى لي من عائلتي "

 

تنهدت براحة عندما أبعد يده عن عنق أخي لكنني شعرت بألمٍ كبير عندما رأيت أخي بهذا المنظر.. لا ألومه فالجميع يخافون من الملك لايسن لدرجة أننا كنا نخاف أيضا من لفظ اسمه على شفاهنا.. كنا نلقبهُ بوحش الجبل لأنه استطاع إرهاب جميع الممالك وإخضاعها لسلطتهِ بسبب قوته المُرعبة.. فهو يستطيع إبادة مملكة بأكملها بمفرده بلحظات..

 

أغمضت عيناي بانكسار عندما سمعت أخي يقول لي وهو يشهق بلهجة مخنوقة مرتعبة واضحة ألمت قلبي

 

" سيرنيتي هل جننتِ؟!!!... عودي إلى غرفتكِ على الفور وهذا أمر.... "

 

فتحت عيناي ونظرت إلى أخي بحزنٍ عميق لكن جسدي ارتعش بجنون عندما قال له وحش الجبل

 

" كلاوديوس.. لا أظن بأنك في وضع يسمحُ لك بإعطاء الأوامر وأنا موجود.. عليك أن تعرف مكانتك في وجودي.. فأنتَ جرذ بالنسبة لي وأستطيع سحقك بقدمي ساعة ما أشاء "

 

لأراه برعب يمشي حول أخي وهو يفكر بعمق ثم وقف أمامهُ وقرب وجه حتى أصبح لا يبعد عنه سوى إنشاتٍ قليلة وقل لشقيقي كلاوديوس بنبرة جعلت روحي ترتعد من شدة الخوف

 

" أستطيع قتلك بغمضة عين الآن دون أن يسمح لك الوقت بأن ترمش رمشةً واحدة...... "

 

سمعتهُ بذهول يُهدد شقيقي أمامي.. أغمضت عيناي وتنهدت براحة.. هو لن يقتل أخي.. لكن الرعب شل عقلي وتفكيري وكياني عندما سمعته يقول بأمر


" أروس.. خذ الأميرة إلى قصري وضعها بغرفة إيفوس.. ستكون هديتي له عندما يعود "

 

جحظت عيناي برعب وشُل جسدي بأكمله من شدة الفزع ولم أستطع أن أُصدق ما قالهُ للتو.. أنا سأكون هدية لذلك المدعو إيفوس؟!!!... من يكون؟!!.. وكيف يريد وحش الجبل أن يُقدمني له كهدية؟!..

 

سمعت القائد أروس يقول

 

" كما تأمر مولاي.. سأضعها بغرفة إيفوس.. لكنني سوف أذهب بعدها وانتظرك مع الرجال "

 

" جيد.. "

 

هنا أفقت من صدمتي عندما شعرت بجسدي يرتفع وأصبحت على كتف أروس وبدأت أصرخ بخوفٍ رهيب وأنا أبكي دون انقطاع واستنجد بأخي ولكن آخر ما سمعته قبل خروج القائد أروس من القصر هو صرخة أخي

 

" سيرنيتي.. لااااااااااااااااااااااااااا.... "

 

ولم أستطع رؤية شيء أمامي بسبب بكائي الأليم.. كان القائد أروس يركض بسرعتهِ الخارقة والهواء البارد كان يجعل جسدي يرتعش بشدة.. وعندما بدأت أسمع أصوات الترحيب بالقائد أروس علمت أنني أصبحت في غابيغا وأنني لن أرى أخي كلاوديوس مجدداً.. وهنا انهرت بالكامل وسقطت غائبة عن الوعي على كتف القائد من شدة رعبي وألم فراق أخي الحبيب......

 

 

لايسن**


 

وصلت إلى الغابة الشمالية التابعة لقطيع كلاي ورأيت جنودي و أروس بانتظاري... وقف أروس أمامي وسألني بهدوء

 

" مولاي.. ما هي أوامرك؟ "

 

نظرت إليه بنظرات جامدة وسألته

 

" هل فعلتَ أروس كما أمرتك؟ "

 

أومأ لي موافقا ثم قال

 

" نعم جلالتك.. لقد تركت الأميرة سيرنيتي في غرفة إيفوس.. كما أنني أمرت أربعة حُراس بحراسة باب غرفة إيفوس.. فكما تعلم سيدي هي متحولة قد تستطيع استخدام قوتها.. ههههه.. من شدة رعبها أغمى عليها قبل دخولي إلى القصر "

 

ضحكت بخفة وقلتُ له

 

" سوف تعتاد على حياتها الجديدة في قصري.. والآن هيا بنا حتى نذهب إلى قصر كلاي لأن مصيبة جديدة ستقع هناك ويجب أن أكون بجانب لوسيا و إيفوس "

 

نظرت حولي وضحكت بشدة وقلت لـ أروس

 

" ماذا فعلت بحراس حدود الغابة أروس؟ "

 

ابتسم بشر وأجابني بخبث

 

" لقد أمرت الرجال حتى يجلبوا هؤلاء الحراس كي لا يُنبهون كلاي أو يتخاطرون معه ذهنياً و يخبروه بقدومنا مولاي "

 

نظرت إلى حراس كلاي وقلتُ لهم بنبرة جعلت أوصالهم ترتعد من شدة الخوف

 

" أنا الليلة ومع الأسف لا أريد شن هجوم على قطيعكُم وقتل ألفا كلاي.. سأسمح لكم بالذهاب وأريدكُم أن تعودوا إلى مواقعكم و تحرسوا الحدود جيداً.. لا أريد للروج بالدخول إلى حدودكُم ولا أريدكُم أن تتخاطروا مع أي فرد من القطيع و تُعلمونهم بقدومي... مفهوم؟ "

 

أجابوني بصوتٍ واحد مرتعب

 

" نعم وحش الجبل "

 

ضحكت بخفة ونظرت إلى أروس قائلا

 

" دعهم يذهبون.. فهم لن يتجرئوا على عصياني و التخاطر ذهنيا مع أحد.. والحق بي مع الرجال سأذهب لرؤية لوسيا و إيفوس "

 

" حاضر سيدي "

 

أجابني أروس وبدأت أركض بسرعتي الخارقة ناحية قرية كلاي وعندما دخلتُها وقف الجميع برعب و بجمود وهم ينظرون ناحيتي بفزع أرهق أرواحهم لكنني لم أكترث لهم وتابعت طريقي ودخلت إلى قصر كلاي..

 

تتبعت رائحة لوسيا و إيفوس ووقفت أمام غرفة كلاي بصدمة عندما سمعت ما كانت تلك المرأة تقول لألفا كلاي... شعرت بدمائي تغلي في عروقي من شدة الغضب وسمعت أمي تُكلمني بحزن

 

( لاااااااا.. لقد أذى لوسيا من جديد ذلك السافل و الحقير.. لوسيا صديقتي المسكينة لا تستحق ما حدث لها.. ساعدها بُني.. وساعد إيفوس أرجوك )

 

لم أُجيب والدتي لأن غضبي كان جنوني.. هذا ستيفن اللعين أعاد فعلتهُ مجدداً.. هذه المرة لن أرحمه حتى لو طلبت مني لوسيا ذلك.. سأتكفل بجعله عشاءً لذيذا لأسودي قريبا.. لكن ليس قبل أن أقوم بتعذيبهُ وبعدها سأجعلهُ يذهب إلى الجحيم..

 

لكن كلمات إيفوس جعلتني أعقد حاجبي بغضب.. لقد تمادى إيفوس جدا هذه المرة.. فهو لا يعلم الحقيقة الكاملة بعد..

 

رغم أنني لا أحب كلاي بسبب حماقتهِ وغبائهِ إلا أنه لا يستحق أن يسمع هذه الكلمات المؤلمة من فم ابنه.. فتحت الباب وقاطعت إيفوس قائلا بحدة

 

" إيفوس.. يكفي.... "

 

توقف إيفوس عن متابعة ما كان يقوله ونظر ناحيتي بصدمة.. رأيت كلاي ينظر بألم نحو ابنه ثم نظر إليّ بعدم اكتراث واستدار لينظر إلى لوسيا..

 

تألم قلبي على رؤيتي لها نائمة بلا حول ولا قوة على ذلك الفراش ثم رأيت تلك المرأة تقف وهي ترتعش بقوة وتنظر إليّ برعب.. تأففت بعدم الصبر وطلبت منها الخروج من الغرفة.. عندما خرجت اقتربت من إيفوس وقلتُ له بحدة

 

" أنا لن أسمح لك بالتكلم مع والدك بهذه الطريقة إيفوس.. هل فهمت؟.. أنت لا يجب أن تحكم عليه من دون أن تعلم كامل الحقيقة "

 

نظر إلى عيناي بصدمة وهمس بألم

 

" جلالتك.. أنتَ كنتَ تعرف بأن ذلك المخلوق الكريه هو والدي؟!.. كنتَ تعرف؟!!!! "

 

تنهدت بِخفة واقتربت منه وقلتُ له بهدوء

 

" كنتُ أعرف.. نعم... لكن هذا ليس سرّي كي أبوح به.. إيفوس.. عليك أن تنتظر كي تستيقظ لوسيا وتخبرُك بكامل الحقيقة وما حصل.. أما الآن أريدُك أن تخرج وتنتظرني في صالون الجناح.. أريد أن أتكلم مع كلاي على انفراد "

 

" كما تأمر سيدي.. "

 

أجابني بحزن ثم أحنى لي رأسه باحترام وخرج من الغرفة.. اقتربت من السرير بينما كنتُ أنظر بقلق إلى لوسيا.. وقفت بجانب كلاي وتنهدت بعمق


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

كتفت يداي وسألته بهدوء

 

" كيف هي؟ "

 

وبدل أن يُجيبني سألني بمرارة وبحزنٍ عميق

 

" لماذا أخفت لوسيا عني أنها ما زالت على قيد الحياة وأنها كانت حامل بطفلي؟!.. بل كيف بحق الجحيم هي ما زالت تتنفس؟!!!.. لقد دفنتُها بنفسي عندما ماتت.. لقد تألمت جدا على فراقها وكرهتُك لأنني ظننت بأنكَ قتلتها.. أنا رأيتُكَ بأم عيناي وأنتَ تضع جثمانها في غابتي وتذهب.. أخبرني الحقيقة وحش الجبل لأن عقلي لم يعد يستوعب كل هذا الغموض والألم "

 

اقتربت وانحنيت وقبلت جبين لوسيا برقة ثم وقفت ببطء ونظرت إلى كلاي..


رواية وحش الجبل - فصل 16 - الأميرة سيرنيتي

 

رأيت دموعه تسيل ببطء وعيونه تلمع من شدة الحزن والألم.. شتمت بداخلي بغضب و أجبته بصوتٍ هادئ

 

" سوف تبكي دموعا من الدماء كلاي عندما تعرف الحقيقة.. لكن ليس مني أنا.. فـ لوسيا هي الوحيدة من يجب أن تخبرك بها.. سأخرج لأتكلم مع إيفوس قليلا لكنني لن أخرج من القصر إلا عندما تستيقظ لوسيا.... "

 

ثم استدرت لمواجهته وتابعت قائلا له بتحذير

 

" كما أردت أن أقول لك بأنني أنا من سيقتل ستيفن.. لا أحد يستطيع لمسهُ وقتلهُ سواي كلاي.. لذلك لا أريد أن أعرف بأنك قتلتهُ قبل أن أفعل أنا.. إياك أن تفعل ذلك أو تتصرف بتهور نحو ستيفن دون علمي مُسبقاً "

 

وخرجت بعد أن رأيته ينظر إليّ بصدمة بسبب كلماتي تلك.. المسكين لا يعلم بأنهُ سيعيش في الجحيم بسبب ما حصل....

 

 

كلاي**

 

بعد مرور ساعة على خروج لايسن من غرفتي.. كنتُ ما زلتُ أجلس بجانب لوسيا وأنا أمسح برقة على يدها.. ثم بدأت أمسح جبينها وشعرها وأُقبل يديها كل ثانية بينما كنتُ أنظر إليها بانكسار وبألمٍ شديد وبحزنٍ دفين..

 

رغم تشوش عقلي وحزني على حالها إلا أنني سعيد بأنها حية تُرزق.. كم تألمت لفراقها أنا و ذئبي ديغون.. وحش الجبل لا يعرف بأنني كنتُ أعيش في الجحيم بسبب بُعد لوسيا عني كل تلك السنوات..

 

يا ترى ما الذي قصدهُ بقوله أنني سأبكي دموعا من الدماء؟!!.. لقد علمت ما فعلهُ بها ذلك الحقير ستيفن.. يبدو أن هناك المزيد.. عليّ أن أُحضر نفسي لسماعه..

 

" كلاي... "

 

انتفضت بقوة عندما سمعت صوت لوسيا الرقيق يهمس بإسمي بضعف.. نظرت إليها بحزن ودون شعور مني بدأت أبكي بشدة وأغرقت رأسي في عنقها وأنا أهمس لها بألم

 

" حبيبتي لوسيا.. سامحيني.. سامحيني أرجوكِ.. أنا آسف.. آسف.. آسف... لم أستطع إنقاذك.. سامحيني حبيبتي... "

 

شعرت بيد لوسيا تُربت بضعف على رأسي وسمعت شهقاتها المتألمة.. رفعت رأسي وبدأت أمسح دموعها وأنا أقول لها بحزن

 

" لا تبكي أرجوكِ.. لا أستطيع رؤية دموعكِ حبيبتي... فقط لا تبكي "

 

ابتسمت بحنان وقالت بهمسٍ ضعيف

 

" اشتقتُ إليك بجنون كلاي "

 

نظرت إليها بألم وبكيت بشدة و عاودت معانقتها وأنا أحاول كي لا أؤلمها وقلتُ لها بينما شهقاتي لم تتوقف

 

" أنا أكثر... لقد اشتقتُ إليكِ لحد الجنون.. كم تمنيت الموت لأكون معكِ.. في كل ليلة فعلت.. صدقيني.. زوجتي الحبيبة لم تمر ليلة لا بل ثانية لم أُفكر بكِ.. لماذا؟!!.. لماذا حبيبتي أخفيتِ عني أنكِ ما زالتِ على قيد الحياة وأنكِ كنتِ حامل بطفلي؟!.. لماذا لوسيا ابتعدتِ عني؟! "

 

رفعت رأسي ورأيتُها تُغمض عينيها بقوة بينما دموعها لم تتوقف عن السيل بكثرة وتبلل وجنتيها.. بدأت أمسحها برقة بأناملي وعدت وسألتها بألم

 

" أرجوكِ لوسيا.. أنظري إليّ واخبريني لماذا أخفيتِ عني كل تلك السنوات بأنكِ على قيد الحياة؟!... لماذا أخفيتِ ابننا إيفوس؟!!.. لماذا أبعدتهِ عني لوسيا؟!!!... "

 

فتحت عيونها بضعف ونظرت إلى عيناي بعذاب و بألم.. وقالت من بين شهقاتها

 

" إيفوس ابنُك أنت.. لــ... لكنهُ ليس ابني "

 

تجمد جسدي بأكمله وشعرت برأسي يتخبط بعنف وقلبي اهتز بقوة داخل قفصي الصدري.. ظننت أنني لم أسمعها جيداً.. فسألتها بهمس وبصوتٍ خرج مُرتعش

 

" لم.. لم أفهم!!!.. ماذا قلتِ لوسيا؟!!.. أعيدي ما قلتهِ للتو.. أظن لم أسمعكِ بوضوح "

 

شهقت بقوة وقالت وهي تمسك يدي بيدها وتضغط عليها بضعف

 

" إيفوس هو من لحمك ودمك.. هو ابنك.. لكنني لستُ من أنجبته.. أنا لم أكن حامل منك كلاي.. أنا لستُ والدة إيفوس "

 

وكان وقع كلماتها تلك ثاني أكبر صدمة تلقيتُها في حياتي.....


انتهى الفصل








فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©