رواية وحش الجبل - فصل 8 - بشرية ضعيفة
مدونة روايات هافن مدونة روايات هافن
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

أنتظر تعليقاتكم الجميلة

  1. تسلمي حبيبتي انتي ♥♥♥

    ردحذف
  2. روعه شكرااا حبيبتي

    ردحذف
  3. والله انا حايرة وقت اللي يحب يطلع التعليق يطلع وقت ما يحب ما يطلع هههههه

    ردحذف
    الردود
    1. أحيانا يأتي في الخاص لدي لأوافق على نشره وعندما أفتح المدونة أسمح بنشر التعليقات العالقة لدي

      حذف
  4. البارت تحفه....تسلم ايدك💓

    ردحذف

رواية وحش الجبل - فصل 8 - بشرية ضعيفة

 

رواية وحش الجبل - فصل 8 - بشرية ضعيفة



بشرية ضعيفة





روبن غراد**



كنتُ أشعرُ بسعادة لا توصف.. سعادة لا مثيل لها.. أخيرا سأصبح من أثرى أثرياء العالم وليس ذلك الدجال القذر الذي لا يعرف أحد شيئا عن ماضيه..

 

دخلت إلى  إلى قرية مجاورة من قريتي الملعونة  وترجلت من سيارة الأجرة بعد أن دفعت لذلك السائق النصاب وشتمتهُ لأنه طلب مبلغاً من المال لا يُستهان به لقاء أجرته.. ولكن لا يجب أن أعترض لأنني قريبا سأبيع هذه القلادة ولن ينقصني شيء بعدها..

 

كنتُ أقف على الرصيف ورأيت بعض من الناس يسيرون بسرة وتختبئون في منازلها والبعض يتكلم ويصرخ عن هجوم وقع في القُرى القريبة وزلزال عنيف ضربها ولكنهم غير متأكدين من الخبر لأن كل الاتصالات انقطعت معهم..

 

تأملت المارة بذهول وفكرت بغرابة.. هل حصل هجوم إرهابي في إحدى القرى؟!.. هههههه لابد أنه مُجرد زلزال.. يا لسخافة الناس وأفكارهم الغريبة فهم يرتعبون من لا شيء..

 

توجهت ناحية شارع راقي مبانيه ومتاجرهُ فخمة للغاية.. دخلت إلى محل لبيع المجوهرات وطلبت مقابلة المدير ولكن الموظفة الحمقاء لم توافق وقالت لي بأنها من سوف تُساعدني بينما كانت تتأمل ثيابي بعينيها باشمئزاز واضح..

 

نظرت إليها بكبرياء وهتفتُ بوجهها قائلا

 

" لا تستخفي بي أيتها الموظفة.. وإن كنتُ أرتدي هذه الملابس فهذا لا يعني بأن تُعاملينني بحقارة.. عندما يعلم مديرُكِ سبب دخولي إلى متجره الفخم سأجعلهُ يطردكِ من العمل أيتها الحمقاء "

 

نظرت الفتاة بدهشة إليّ ثم قالت لي ببرود أعصاب

 

" آسفة سيدي.. إن لم توافق على مُساعدتي لك يمكنك الذهاب إلى متجرٍ آخر "

 

غضبت منها وأمسكت بالكيس الذي أضع به القلادة وهتفت بوجهها

 

 " سوف ترين ما الذي أحملهُ في يدي وأريد بيعه أيتها الحمقاء.. حبة واحدة من قلادتي لن يستطيع مالك هذا المتجر أن يدفع لي ثمنها.. وسوف تندمين جداً على معاملتي بتلك الطريقة  "

 

فتحت الكيس  و أخرجت القلادة.. سمعت قهقهة الموظفة بينما كنتُ أنظر بصدمة إلى تلك العقود التي كنتُ أمسكها بيدي.. تجمد عقلي من الصدمة وتشنج جسدي بالكامل.. ما الذي حصل ؟!.. أين قلادة فيري؟!.. ما اللعنة التي أحملها بيدي الآن؟!.. أين قلادتي؟!..

 

شعرت بقلبي على وشك أن تتوقف نبضاته وشحب وجهي بشدة بينما كنتُ أفكر برعب أين اختفت قلادتي الثمينة.. سمعت تلك الموظفة الحقيرة تقول لي بسخرية

 

" سيدي... ههههههه.. نحن لا نبتاع الخردة هنا.. آسفة لأنني لا أستطيع مساعدتك.. فالعقود التي معك لا تساوي دولارا واحدا.. لو سمحت اذهب فهناك زبائن ينتظرون دورهم "

 

تأملت تلك الموظفة بغضب أعمى ثم جحظت عيناي و...

 

" فورتوناااااااااااااا... "

 

صرخت بغضبٍ هائل باسم ابنتي اللعينة إذ عرفت فورا بأنها من أخذت قلادتي.. رميت بالعقود بوجه البائعة وبدأت بالشتم والصراخ و أتوعد لابنتي بعقاب مميت لن أرحمها به..

 

تأملتني بخوف تلك الموظفة لتهتف بفزع وتطلب الحقيرة الحراس والذين حاصروني بسرعة وحملوني وقاموا برميي خارج المتجر وطلبوا مني بعدم القدوم مجددا وإلا طلبوا الشرطة..

 

شتمتهم ومشيت في الشارع أتوعد بالجحيم لابنتي الغبية فورتونا.. لم أكن أرى أمامي وأنا أمشي على الطريق بخطوات سريعة وقد أعماني الغضب.. لقد أعماني بالكامل وقررت العودة إلى قريتي.. ابنتي الجميلة سأجعلها تندم على فعلتها تلك.. سوف أذيقها المرّ على سرقتها لـ قلادتي...

 

 

لايسن***


خلعت قميصي الملطخ بالدماء بغضب وركضت بسرعة باتجاهها.... وقبل أن يقتربوا منها رجالي رفعت يدي فاهتزت الأرض وسرب بعدد هائل من طيور الخفافيش ظهر فجأة وحلقت باتجاه فتاتي المنشودة وحملت جسدها عاليا ولكن فجأة خافت طيوري و أفلتت فتاتي لتقع على الأرض واختفى سرب الخفافيش فجأة..

 

" تبا أمي... "

 

همست بغيظ  ثم هتفت بقوة مرعبة

 

" ابتعدوا عنهااااااااا.... "

 

صرختي كانت كفيلة بزعزعة قلوب قومي الذين اختفت بسمتهُم و سعادتهم في لمح البصر..

 

حتى السماء السوداء تلبدت أكثر بالغيوم الرمادية و أرسلت رياحها الباردة .. جثم الجميع وسط السكون يتطلعون بعدم تصديق على ما يقع أمام مرئ عيونهم ..

 

ركضت وقفزت بسرعة


رواية وحش الجبل, بقلم الكاتبة هافن - فصل 8

 

استخدمت قوتي في الحركة السريعة واقتلعت بيدي قلوب هؤلاء الحمقى في ثانية وابتعدت ورفعت يدي عاليا و أزحت بعض الغيوم لأجعل أشعة الشمس تحرق أجسادهم لتجرئهُم على الاقتراب منها واخافتها..

 

أعدت الغيوم واقتربت من تلك الفتاة بخوف لم أعرف سببه.. انحنيت ونظرت إليها بقلق.. تباً.. إنها جميلة.. جميلة جداً..

 

تجمدت عيناي على عيونها والتي هي أجمل عينين رأيتهما في حياتي.. عينين خضراوين ممزوجة بخليط صغير من اللون الأزرق سحرتني بالكامل.. وأنفها الجميل و شفتيها المكتنزتين باللون الكرز ووجهها الصغير والمستدير والمتكامل.. ياه مجرد النظر إلى وجهها الفاتن اشتعلت نار الرغبة في جسدي..

 

 فجأة توقفت عن التفكير بجمالها الفاتن ونظرت إليها بدهشة عندما سمعتُها تهمس لي قائلة قبل أن تغلق عينيها الساحرة

 

" هل أنتَ ملاك؟ " 

 

توسعت عيناي بذهول وفكرت بدهشة.. اللعنة هل تظنني هذه البشرية ملاك؟!!.. هههه.. فقط لو تعرف هذه البشرية الضعيفة من أكون..

 

ابتسمت بخبث ونظرت إلى القلادة وهمست لها بسعادة

 

" مرحبا أمي.. "

 

سمعت صوتها في رأسي مثل العادة تُخاطبني قائلة

 

( مرحبا بُني.. إذن لقد وصلت.. ولكن متأخراً كعادتك )

 

ضحكت بخفة وأجبتُها بخث

 

" طعم دماء البشر لذيذ جداً.. لا أعرف فيري كيف استطعتِ إقناع والدي بأن يتوقف عن امتصاص دماء البشر؟! "

 

سمعتُها بغيظ تُجيبني

 

( هذا محزن.. ولا تناديني فيري أنا أمك لا تنسى ذلك.. وهذا يُسمى الحب وعليك أن تعرف بأنني أقنعت والدك بقوته.. عندما تُحب ستفهم لماذا والدك لم يرفض لي طلباً واحداً.. وهذه الفتاة هي المنشودة لك لايسن عليك أن... ) 

 

قاطعتها هامساً بغضب

 

" لا تتكلمي عنها لأنني لن أستمع إليكِ.. هذا لن يحدث حتى في أحلامكِ أمي "

 

سمعتُها بذهول تُجيبني بغضب

 

( إذاً تحمل ما سأفعله.. كما يجب أن تعلم بأنني سأعاقبك لأنك تذوقت دماء البشر )

 

قلبت عيناي بمللٍ شديد.. أمي تُهددني الآن وكأن تهديدها لي يُخيفني.. ابتسمت بخبث وأمسكت القلادة حتى أزيلُها عن عنق هذه الفتاة.. ولكن يدي احترقت عندما لمستُها.. أبعدت يدي لتُشفى بسرعة وهتفت بغضب

 

" تبا فيري.. لماذا؟!.. واللعنة هذا لن يحدث... "

 

طالت أنيابي واقتربت بغضب من عنق الفتاة حتى امتص دمائها ولكن أمي اللعينة منعتني عن فعل ذلك إذ قذفتني على بعد أمتار عديدة بعيداً عنها.. طار جسدي عاليا وهبطت واقفا على قدماي.. اقتربت ووقفت أمام جسد تلك الفتاة البشرية ونظرت إليها بغضب أعمى وهتفت من أعماقي بحدة

 

" هي لا شيء بالنسبة لي.. لا شيء.. افهمي ذلك... "

 

سمعتها تُجيبني بهدوء

 

( لن تأخذ القلادة ولن تمس هذه الفتاة بأي سوء.. إن أذيتها لايسن سأُخرج ذلك الخنجر من جيبك وأُحطم به حجر قلادتي.. لذلك إياك أن تُعاند.. وإن أردتني أن أذهب برفقتك عليكَ بأخذ هذه الفتاة إلى عالمنا لأنني لن أسمح لك بإزالة القلادة عن عنقها )

 

نظرت إلى القلادة بذهولٍ تام وحاولت السيطرة على غضبي.. اصطكت أسناني وتشنجت عضلاتي بأكملها.. أمي للتو هددتني وبشكلٍ واضح وبجدية تامة بسبب هذه البشرية الضعيفة والتي لا قيمة لها عندي.. ولكن لن أسمح أبداً بأن تُحقق والدتي مُبتغاها.. سترى.....

 

تنفست بقوة وأجبتُها بحدة من بين أسناني

 

" حسناً فليكن.. "

 

ثم رفعت رأسي وهتفت بقوة

 

" إيفوس... "

 

صرخت باسم قائدي الثاني ليقترب بسرعة ويقف أمامي ويسألني باحترام وبخوف

 

" نعم سمو الملك.. ما هي أوامرك الآن ؟ "

 

تأملتهُ بنظرات حادة وأمرته

 

" ستأخذ هذه البشرية إلى غابيغا فورا.. وأريدُك أن تضعها في إحدى الزنزانات.. مفهوم؟ "

 

تأملني بصدمة كبيرة وقال بصوتٍ مبحوح

 

" ولكن جلالتك هذه البشرية ترتدي القلادة.. الملكة فيري معها "

 

نظرت إليه بغضبٍ عاصف وهتفت بجنون بوجهه

 

" لا أهتم.. نفذ بسرعة ما أمرتُكَ به وإلا أخرجت دماغك من رأسك الغبي هذا وأطعمته إلى الخفافيش والغربان في مملكتي "

 

ارتعش جسد إيفوس بالكامل واعتذر مني بسرعة لأنهُ أغضبني ورأيته يذهب ويحمل تلك الفتاة على كتفه ويركض بسرعة البرق إلى غابيغا..

 

كانت النساء مع أطفالهم وبعض من رجال القرية الذين نجوا من الهجوم مُحاصرين من قبل رجالي وصوت بكائهم أزعجني جداً فصرخت بغضب عليهم

 

" اخرسوااااا... "

 

وبأقل من ثانية عم السكون المكان فجأة باستثناء بعض الشهقات الخفيفة للأطفال.. ابتسمت بسعادة ووقفت أمام أروس المنحرف والذي كان يحمل فتاة على كتفه بينما كانت تبكي وتشهق بصمت وجسدها يرتعش بوضوح من الخوف.. اقتربت منه وسألته

 

" هل هذه هي امرأتك؟ "

 

ابتسم قائدي الأول بسعادة وأجابني بفرح

 

" نعم جلالتك إنها المنشودة لي.. أتمنى أن تسمح لي بأن أُدخلُها إلى عالمنا وإلى قصرك سيدي "

 

تأملتهُ بمودة وأجبته بصدق

 

" لا مانع لدي.. ولكنك ستكون المسؤول الوحيد عن حمايتها أروس.. لا حُراس خاصين لها.. وحتى أساعدك قليلا سأقوم بتنبيه الجميع كي لا يقتربوا منها ومن تلك الفتاة التي تحمل قلادتي "

 

شكرني أروس بفرحٍ كبير قائلا

 

" أشكرُكَ سمو الملك.. ولا تقلق مولاي سأحرس امرأتي جيداً وأحميها.. لن يتجرأ أحد من الاقتراب منها "

 

هززت رأسي برضا تام وأمرته

 

" والآن أريدُك أن تأمر الجميع بالرجوع إلى غابيغا ولا يأخذوا أي بشري معهم سوى ذلك الكاهن.. مفهوم؟.. ولا تتركوا جثث أحد من جنودنا هنا خذوها معكم وقبل ذهابكُم امسحوا ذاكرة ما حصل اليوم بعد الزلزال في رؤوس الناجين واذهبوا بعدها بسرعة قبل أن يستفيقوا.. سأذهب حالا إلى غابيغا وأرتاح قليلا.. اوه وقبل أن أنسى أيضا.. عندما تدخلون إلى قرية فورن أغلقوا جميع المعابر التي فتحناها لا أريد لأحد بالدخول إليها.. وأحرقوا جثث الرهبان فيها.. هل كلامي واضح أروس؟ "

 

أجابني بسرعة و باحترام

 

" نعم جلالتك "

 

تأملت أروس بتقدير وبمودة.. فهو صديقي المُقرب قبل أن يكون قائد جيشي الأول..  ابتسمت بخفة وكلمتهُ بهدوء

 

" جيد.. سأذهب الآن.. ولا تقلقوا بخصوص الشمس سوف تشرق في هذا العالم بعد أن تذهبوا وتدخلوا إلى شجرة الدماء "

 

ركضت بسرعتي الخارقة باتجاه قرية فورن وأنا أُخطط بشر بالقضاء على تلك البشرية الضعيفة الجميلة..

 

دقائق قليلة وصل الملك لايسن إلى مملكته.. كان يجلس على كرسي عرشه في قصره المهيب يفكر بعمق..


رواية وحش الجبل, بقلم الكاتبة هافن - فصل 8

 

كيف واللعنة تكون فتاتي المنشودة بشرية؟!.. كيف أمي عرفت بها؟!.. أنا الوحش الذي يهاب منهُ الجميع في جميع الممالك تكون امرأته المنشودة بشرية!!!.. بشرية ضعيفة لا تناسبني ابداً..

 

هناك شيء فيري تُخفيه عني.. وما دامت ترفض أن أُزيل القلادة عن عنق تلك الفتاة فهذا يعني بأنها تريد حماية تلك البشرية مني وخاصةً من رفضي لها..

 

أنا غاضب من والدتي وبشدة.. منذ أن فتحت عيناي على هذه الدنيا وأمي تٌرافقني وتُكلمني دائما.. صحيح لا أحد سواي يسمعها ولكن الجميع في المملكة يعرفون بأنها تُكلمني وبسبب قواها قوتي تضاعفت أضعافا..

 

أنا نصف جني ونصف مصاص دماء حتى دماء الملائكة تسري في عروقي فأبي كان ملاكا سابقا و بسبب وقوفه مع شقيقه لوسيفر عمي الأحمق في حربه تم نفيه من الجنة وأصبح ملك على مصاصي الدماء بينما عمي لوسيفر أصبح شيطان و ملك الجحيم.. زفرت بغضب وتمتمت بشك

 

" فيري.. ما الذي تخططين له يا ترى و تخفينهُ عني؟!.. "

 

طيلة حياتي لم أرفض لكِ طلبا ولم أعاندكِ عندما طلبتِ مني أن أبقى على اتفاقية أبي مع البشر والآن حتى فهمت السبب....

 

هي كانت تعرف جيداً أنه سيأتي يوم ويتم سرقة القلادة مني.. وهي كانت تعرف جيداً من هي فتاتي المنشودة.. لكن كيف؟!.. لطالما كنتُ معارضاً لذلك ولكنها لم تستمع لي ولم تخبرني بالمزيد...

 

فليكن لتبقى مع تلك الفتاة في الزنزانة حتى تمل وتسمح لي باستعادة قلادتي وبعدها ربما امتص دماء تلك الفتاة البشرية أو أُعيدها إلى عالمها كي لا تغضب والدتي...

 

تأففت بقهر وفكرت بحقد.. إنها بشرية!!.. بشرية لعينة ضعيفة.. كيف تتوقع مني فيري أن أحملها وأجلب تلك الفتاة إلى مملكتي وقصري و كأن شيئا لم يكن!!.. فأنا لا زلتُ غاضباً حتى الموت بسبب ذلك ولا أدري ما الذي سأفعله بالبشرية إن استفردت بها..

 

لذلك الأفضل لها أن تبقى في تلك الزنزانة حتى تقتنع أمي بأنني لن أسمح لها بأن تتدخل في حياتي الشخصية.. لن أسمح أن تكون تلك البشرية الضعيفة امرأتي.. لن أسمح بذلك أبداً...

 

أمسكت بخنجر فورن وبدأت اتفحصهُ جيداً.. طالت أظافر يدي وثقبت مسكة الخنجر.. وقفت وذهبت إلى جناحي.. دخلت إلى الغرفة الذهبية والتي تحتوي على جميع هدايا الرهبان التي أرسلوها من أجل والدتي.. فتحت صندوق وأخرجت منه سلسلة ذهبية وعلقت الخنجر بها ثم خبأت القلادة وقررت الاستحمام....

 

 

دينا***

 

 

ولا حتى في أغرب أحلامي تصورت أن يحصل معي ذلك.. لم أتخيل في حياتي كلها أن أرى شيئا خارج عن الطبيعة يحصل أمامي وخاصة في قريتنا..

 

كنتُ أقفُ خلف فورتونا وجسدي يرتعش برعبٍ مخيف عندما رأيت خمسة من مصاصي الدماء تقترب منها وقبل أن أصرخ لها أو حتى أقترب منها لحمايتها منهم اهتزت الأرض وسرب كبير ومخيف من الخفافيش ظهر فجأة من لا مكان وحمل فورتونا وحلق بها عاليا ثم ضوء غريب وعجيب خرج من فورتونا وأبعد الخفافيش عنها لتختفي الخفافيش فجأة وسقطت فورتونا على الأرض بقوة..

 

" فورتوناااااااااااااا.... "

 

هتفت باسمها بلوعة و بخوفٍ شديد وقبل أن أركض باتجاهها قفز فجأة رجل وقتل بلمح البصر مصاصي الدماء الخمسة بشكلٍ مُخيف..

 

لقد اقتلع قلوبهم بيده ثم ابتعد قليلا ورفع يدهُ نحو السماء وجعل الشمس تشرق عليهم فقط واحرقتهم ليصبحوا هياكل عظمية فقط أمام أنظارنا... شهقات الخوف والبكاء المُخيف صدح عاليا.. نظرت خلفي ورأيت الجميع يبكون وينتحبون من الرعب بسبب ما شاهدوه للتو ووجوههم اسودت من الخوف..

 

وبسبب ذهولي وصدمتي لم أنتبه لذلك الكائن الذي رأيته في منزلي يقترب مني.. إذ فجأة شعرت بجسدي يعلو عن الأرض.. نظرت بدهشة إلى ظهر ذلك الكائن وشعرت بالخوف ينهش عظامي..

 

لم أتوقف عن البكاء بعد أن حملني ذلك المخلوق مُجددا.. قاومته وقاومته ولكن دون جدوى.. بكيت أكثر عندما رأيت أحد هؤلاء الوحوش يحمل جسد فورتونا ويختفي بها في لمح البصر من أمام أنظارنا.. كتمت شهقاتي عندما سمعت ملكهم يصرخ بنا حتى نخرس.. رعب كبير هشم عقلي وقلبي عندما سمعت ذلك المخلوق المُرعب يتكلم مع هذا الحقير الذي يحملني الآن على كتفه ويخبره أنه سمح له بأن يأخذني معه إلى مملكتهم..

 

بعد ذهاب ملكهم أمسكت بشعر ذلك الحقير برعب و جذبتهُ بقوة وأنا أهتف بخوف

 

" أتركني أيها القذر... أريد أمي وأبي.. أتركني لا أريد الذهاب معك... لااااااا... اعععععععع... " 

 

صرخت بألم عندما أنزلني على الأرض أمامه ووجه لي صفعة محكمة أمالت رأسي إلى الجهة الأخرى وشعرت بسخونة وألمٍ رهيب في فكي الأيمن وسواد مخيف لف عيوني.. أغمضت عيناي وبدأت أشهق و أبكي بألمٍ كبير فهذه المرة الأولى التي يصفعني بها أحد..

 

 شهقت بصدمة عندما سمعت صوت أمي تهتف باسمي بلوعة وتجمد جسدي برعب عندما سمعت ذلك القذر يأمرهم بقتلها..

 

فتحت عيني برعب وجثوت على ركبتاي أمامه وهتفت له برجاء من بين شهقاتي

 

" أرجوك.. أتوسل إليك لا تدعهم يقتلونها.. إنها أمي.. سأذهب معك إلى أي مكان تريده ولن أقاومُك.. فقط أرجوك لا تدعهم يقتلونها... "

 

شعرت بأنامله تمسك ذقني ورفع رأسي عالياً لأنظر إليه.. كانت عيونهُ الزرقاء تلمع بشكلٍ مُخيف.. رأيتهُ يتأملني بطريقة غريبة وكلمني قائلا بغرور

 

" امرأتي لا تركع أمامي وتتوسل مني لأرحم والدتها.. قفي.. "

 

وقفت بصعوبة ونظرت إليه بخوف وسمعتهُ يأمر رجاله قائلا

 

" لا تقتلوها.. واحملوا جثث جنودنا وابدأوا بمسح ذاكرة الجميع كما أمر الملك ولنذهب فوراً إلى فورن.. وأريدكم أن تحرقوا جثث موتى البشر هنا ولدى مرورنا من القُرى الأخرى.. أنا شخصيا أفضلُ ذلك.. ولا تنسوا بأن تأخذوا معكم ذلك الكاهن الحقير  "

 

حملني مجددا على كتفه فتوسلت إليه قائلة بينما كنتُ أسمع بوضوح صوت صرخات وبكاء أمي

 

" أرجوك.. دعني أودعها على الأقل.. أرجوك... "

 

" لا.. "

 

قالها بصوتٍ صارم أخافني بشدة ودموع حارقة سالت من عيناي.. تمسكت بملابسهِ باستِنجاد وتوسلت إليه مجددا

 

" أرجوك.. ليس لديها غيري هي وأبي.. أتوسل إليك أمي ستموت من الحزن عليّ.. دعني أودعُهَا أرجوك "

 

" لا تعني لا.. والآن اخرسي وإلا قتلتُها أمامكِ "

 

الجميع كانوا يتطلعون نحوي بألم  و بوجع و غير قادرين على فعل أي شيء لمساعدتي سوى متابعتي بحزن وأنا أبكي وأشهق و أرتجف بينما كنتُ أنظر إلى والدتي المنهارة بحزن مزق قلبي... ومشى بي ذلك الحقير ببطء خارج القرية..

 

" أبي؟!!!... إنهُ أبي.. لاااااااااااا.. أبي لاااااااااا.. "

 

صرخت بقوة عندما رأيت وتعرفت على إحدى الجثث الملقاة أمامنا على الرصيف.. إنه أبي لقد قتلوه هؤلاء الوحوش..

 

انتابتني نوبة هستيرية وبدأت أتخبط بين يدي ذلك القذر وأضربه و أركلهُ.. فأمسك بشعري بقوة ورفع جسدي ورأسي عن كتفهِ بينما كنت أتأوه و أصرخ بألم واهتز جسدي برعب عندما صرخ بغضب شل عقلي

 

" سوف تندمين "

 

شعرت بضربة قوية على رقبتي وأظلم المكان فجأة أمامي...

 

 

روبن***

 

دخلت أول قرية لأقف برعب عندما رأيت الدمار الذي شملها والذي أفزعني أكثر الجثث المحترقة في كل مكان.. سكون مخيف شملَ القرية بأكملها ورائحة الموت هي كل ما استطعت تنفسه..

 

ما الذي حصل هنا بحق الجحيم؟!.. فكرت بذعر وركضت بخوف بينما كنت أنظر أمامي علني أجد أحداً على قيد الحياة ولكن كان ذلك من سابع المستحيلات.. لقد حصلت إبادة جماعية هنا وجثث الجميع تم حرقها..

 

ركضت أبحث عن سيارة ليست محطمة أستطيع قيادتها والذهاب إلى قريتي حتى وجدت لحُسن حظي سيارة بحالة جيدة كانت نوافذها مفتوحة والمفتاح بداخلها..

 

أخذتها وقدت بسرعة جنونية باتجاه قريتي.. وكنتُ في كل قرية أدخلها أرى نفس الدمار والجثث المحترقة.. وصلت أخيراً إلى قريتي قبل حلول الظلام.. ركنت السيارة في وسط الشارع وخرجت وأنا أنظر بذهول كبير أمامي... النساء في الشوارع مع أطفالهم يبكون على رجالِهم وأبنائهم..

 

مشيت بخطوات مرتجفة و غير متوازنة أتطلع على الجميع بنظرات غير مفسرة في حين أنهم كانوا يبكون بلوعة.. ذهبت نحو والدة دينا والتي كان الجنون متفشي فيها.. أمسكتها من ذراعيها وسألتها على ما حصل هنا.. صرخت قائلة برعب بأن زلزالا عنيفا ضرب المكان وعندما انتهى كان نصف سكانها قد ماتوا وهي لا تستطيع إيجاد دينا ولا تعرف إن كان زوجها من بين هؤلاء الموتى..

 

ولكن هناك شيء شغلَ بالي.. لماذا جثثهم مُحترقة؟!!.. أكيد هناك شيء أخر مستحيل أن يكونوا احترقوا بفعل الزلزال..

 

ركضت باتجاه منزلي لأبحث عن ابنتي ولكن لا أثر لها.. خرجت بعدها وبدأت أسأل عن كاهن رعيتنا وابنتي ولكن لا أحد يعرف أين هما وإن كانا في الأصل على قيد الحياة..

 

تجمدت فجأة في أرضي إذ حقيقة مخيفة ضربت عقلي.. أنا متأكدة بأن ابنتي الملعونة أخذت قلادتي وما قاله لي ذلك الراهب تأكدت وأيقنت بأن دراكولا دخل إلى عالمنا ليبحث عن قلادته..

 

إذن كل هذا الدمار والجثث المحترقة هي بسببه.. هل يعقل أن تكون فورتونا قد ارتدت القلادة؟!!... تبا واللعنة عليكِ أيتها الفتاة المغفلة.. أخرجت هاتفي ونظرت إلى الصور التي التقطُها للخريطة وقررت الذهاب فورا إلى قرية فورن المخفية.. قرية الرهبان المقدسيين.....

 

 

فورتونا***

 

استيقظت منزعجة عاقدة الحاجبين بغضب و أنا أشتم بأفظع الألفاظ بصوت مكتوم بسبب ألم رأسي وظهري ثم زفرت بقوة وجلست بعد جهدٍ كبير ونظرت حولي ليتجمد جسدي برعب إذ رأيت نفسي داخل زنزانة حقيرة لا تتعدى ثلاثة أمتار طولا و مترين عرضا..

 

لماذا أنا محبوسة في هذه الزنزانة؟!.. ما الذي فعلته؟!.. آخر ما أتذكره بعد هجوم مصاصي الدماء لقريتي هو رؤيتي لعيون خضراء ساحرة ووجه ملائكي لرجل وسيم جدا..

 

وقفت واقتربت ببطء وبخوف من الباب فأنا أخاف جدا من الأماكن الضيقة والمُغلقة.. كنتُ خائفة جداً وزادت سرعة تنفسي وضعت يدي من بين قضبان الباب ألوح بها بجنون وهتفت بأعلى صوت أمتلكه أُنادي على أي شخص ليفتح لي هذا الباب..

 

" افتحوا لي الباب.. أخرجوني من هنااااااااااا.. أرجوكم أخرجوني من هنا.. ساعدوني... "

 

لم أتلقى رداً من أحد سوى دموعي وشهقاتي كإجابة عن طلبي .. كنتُ مصدومة أرى بعيوني لكنني غير قادرة على فعل أي شيء كأني مربوطة بالحبال .. لم أتقبل الصمت فأصبحت مثل المجنونة أصرخ واستنجد بأحد ليُخرجني فورا من هنا..

 

" أرجوكم.. لا تفعلوا بي ذلك.. ليس مجدداً.. أرجوكم أخرجوني "

 

أدرت رأسي ونظرت إلى الزنزانة برعب وسط الظلام الدامس الذي ينيره فقط ضوء القمر من بين قضبان النافذة الصغيرة و الشمعة الوحيدة التي ما تزال مشتعلة في زاوية الغرفة..

 

نظرت إلى البوابة الحديدية وبدأت أبكي بهستيرية.. كنتُ أتمتم و أهذي بكلمات غير مفهومة و أنادي على الجميع مثل المجنونة حتى ظهر طيف امامي..

 

اقترب مني حارس وهتف بوجهي لأخرس وإلا امتص دمائي.. لم أكترث له كان كل تفكيري مُنحصر بالخروج من هذه الزنزانة والتي كانت تكتم أنفاسي بسبب صغر حجمها.. صرخت أترجاه قائلة

 

" أرجوك.. أخرجني من هنا أنا أخاف من الأماكن الضيقة والمُظلمة.. لا أستطيع التحمل أخرجني أرجوك "

 

" اخرسي وإلا قتلتكِ "

 

هتف بوجهي بحدة وهو يقترب ليقف أمام بوابة الزنزانة.. بدأت أبكي وأشهق وعندما كنتُ على وشك أن أترجاه ليخرجني مجددا ولكنني خرست فجأة عندما رأيته يحدق برعب في نقطة ما في عنقي وعرفت بأنه ينظر إلى القلادة.. فجأة ودون سابق إنذار خرجت النيران من القلادة وأحرقته بالكامل ثم انفتح باب الزنزانة بدون أي مجهود أو أي شخص يفتحه من الخارج..

 

لم أستطع استيعاب الذي حصل للتو أمامي.. انتظرت قليلا حتى أستفيق من دهشتي ونظرت إلى القلادة وهمست لها

 

" أنتِ رائعة.. تدهشينني دائما.. هل أستطيع أن أطلب منكِ معروفا من بعد إذنك؟.. هل تستطيعين شفاء ظهري وتجعلي ألم رأسي يختفي لو سمحتِ "

 

شعرت بذبذبة ونار سارت في عروقي صعودا إلى رأسي واختفى الألم بسرعة.. ابتسمت بسعادة وشكرتها وخرجت من الزنزانة.. ركضت في الممر ناحية الباب لأجده مغلقا!.. نظرت إليه بخوف وهمست بفزع

 

" ما العمل الآن؟!.. كيف سأخرج من هنا؟! "

 

همست إلى قلادة وابتسمت بسعادة بعدها عندما انفتح الباب على مصراعيه.. كانت كل غرفة أمر بها تجعلني أقف بدهشة وبذهول.. هذا القصر عبارة عن فخامة لا توصف.. كل شيء به قديم الطراز وأثري.. اقتربت من نافذة عملاقة ونظرت إلى الخارج..

 

أين أخذوني هؤلاء السفلة؟!.. القصر الموجودة أنا به على قمة جبل شاهق الارتفاع وفي أسفله مدينة كبيرة على مد النظر.. أين أنا؟!.. غير ممكن!.. لا!.. هل أخذوني إلى عالمهم؟!.. ولكن لماذا؟!..

 

إلهي بالتأكيد أخذوني إلى عالمهم ليمتص دمائي ملكهم الملعون دراكولا.. ما قاله الرهبان حقيقي.. كيف أعود إلى عالم البشر؟!.. كيف سأخرج من هنا دون أن ينتبه لي أحد؟!!.. لقد حالفني الحظ وهربت من الزنزانة دون أن يرونني هؤلاء الشياطين ولن أتقبل مصيري وهو الموت المحتم على يد كائن شيطاني..

 

طيلة حياتي لم أُصدق بهذه التخاريف ولكن بين ليلة وضحاها كل شيء تغير.. أنا بالفعل فتاة منحوسة.. أمسكت القلادة وهمستُ لها برجاء

 

" أرجوكِ ساعديني لأخرج من هنا ولا تدعيهم يستنشقوا دمائي.. أرجوكِ "

 

نظرت برعب عندما اضاءة القلادة وغشاوة بيضاء لفت جسدي بأكمله.. نظرت إلى جسدي و رأيته يتوهج بنور أخافني..

 

نظرت إلى انعكاس وجهي على النافذة الزجاجية ورأيت وجهي يتوهج كذلك..


رواية وحش الجبل, بقلم الكاتبة هافن - فصل 8

 

" ماذا فعلتِ؟!!!... "

 

همست برعب وشعرت بساقي تتحرك لأنظر بدهشة وأرى بأنني كنتُ أمشي دون أن أشعر داخل هذا القصر.. دخلت إحدى الغرف وتجمدت الدماء في عروقي عندما رأيت أكثر من عشرين مصاص دماء أمامي ولكن لدهشتي مررت من أمامهم دون أن يراني أحد وحتى دون أن يشعروا بي.. ابتسمت بسعادة ولكن ابتسامتي اختفت فجأة عندما رأيت نفسي أصعد على سلالم..

 

" لا!.. لا!!.. لا.. ماذا تفعلين؟!!... نحن نصعد.. أنتِ لم تفهمينني أريد الخروج من هنا وعلى الفور.. أرجوكِ توقفي.. "

 

هتفت لها ولكن تلك القلادة الملعونة لم تستجب لي بل جعلتني أكمل سيري صعودا.. كنتُ أبكي بسبب غبائي لثقتي بها.. بكيت لأني حمقاء وقمتُ بارتدائها مجددا.. كنت مثل المنومة لا أستطيع فعل شيء لمنعها..

 

فجأة وقفنا أمام حارسين ضخام جدا يقفون أمام باب ضخم لم أرى مثله في حياتي.. إلى أين جلبتني؟!.. فكرت برعب ولكن شل تفكيري فجأة عندما رأيت نفسي أدخل من الباب المغلق وأعبره كأنني شبح لأرى نفسي في جناحٍ ملكي فخم للغاية..

 

شهقت برعب ونظرت إلى جسدي.. هل مُت وأصبحت شبحا وكل الذي أراه مجرد خيال؟!..

 

نظرت ورأيت صالون بحجم منزلي على عشرة مرات وبابين ضخام واحد ذهبي اللون على جهة اليمين وواحد أسود اللون على اليسار.. بدأت قدماي تسير حتى وصلت الباب الأسود وقبل أن أدخله لفني هواء ساخن مخيف واختفى شعوري به فجأة نظرت بصدمة عندما رأيت أنني أرتدي فستان أبيض اللون مثل فستان الأميرات ضيق على الصدر والخصر ومنفوش جدا في الأسفل..

 

نظرت في الأرجاء بضياع وهمست برعب

 

" ما اللعنة!.. ما الذي تفعلينه؟!.. أنا لا أريـــ.. "

 

وقبل أن أُكمل كلامي انفتح الباب على مصراعيه وجبرتني القلادة على الدخول.. فتحت فمي بصدمة عندما رأيت نفسي داخل غرفة نوم ملوكية سوداء اللون واسعة جدا وفي وسطها سرير ملكي أسود بحجم كبير يستطيع عشرة أشخاص النوم به و بارتياح..

 

كان يوجد على يمينه منضدة كبيرة وعلى يساره قرب الحائط خزانة كبيرة جدا وعريضة بحجم منزلي المتهالك.. وكان يوجد أريكتين كبيرتين ومقعدين جانبيين وطاولة مستديرة مع كرسي واحد و موقد حطب وعلى يميني باب ضخم آخر أسود اللون.. لابد أنني مت ودخلت إلى الجنة.. جنة بغرفة سوداء بالكامل..

 

نظرت إلى موقد الحطب وهمست بتعجُب

 

" لماذا يوجد موقد للحطب في قصر دراكولا؟!.. فهم لا يشعرون بالبرد كما أظن.. هذا غريب "

 

فجأة انغلق الباب ولم تعد قلادتي تضيء واختفى النور الذي لفني.. رفعت الفستان ورأيت أنني أرتدي حذاء كريستالي ذو كعب رفيع وعالي  مليء بالأحجار الكريمة مناسب للفستان الذي كنتُ أرتديه..

 

" أنا مُت من دون شك.. لا محال.. للأسف لقد أخذني الموت وأنا صغيرة في العمر "

 

همست بأسف على نفسي واقتربت من الباب الذي دخلت منه للتو لأفتحه ولكن لم أستطع فتحه.. حاولت وحاولت لكن دون جدوى.. أمسكت القلادة بغضب وهمست لها بغيظ

 

" لماذا جلبتني إلى هنا؟!.. أردت الخروج من هذا القصر.. وليس دخول غرفة سوداء ملوكية.. جعلتني أيضا أرتدي فستان أبيض كالأميرات.. أخرجيني من هنا فورا.. أرجوكِ... و.... "

 

" ماذا تفعلين في غرفتي؟.. وكيف خرجتِ من الزنزانة؟!.. وهذا فستان الزفاف لدى الجنيات.. ما اللعنة التي تحاولين فعلها أمي؟!.. "

 

انتفضت برعب و استدرت ونظرت بصدمة كبيرة إلى الكائن الواقف أمامي....


رواية وحش الجبل - فصل 8 - بشرية ضعيفة

 

إلهي إنه هو ملاكي.. إنه أجمل و أوسم رجل رأته عيناي.. كان قلبي يقرع كالطبول.. كنتُ أنظر بهيام إليه و أتأمل بدقة جسده الرجولي والمنحوت بإتقان وعضلاتهُ الجميلة والمثيرة.. كان يضع فقط منشفة على وسطه ولكن عضلات صدره البارزة ومعدته المُقطعة جعلوا الدم يغلي في عروقي.. ولكن عندما استوعبت ما قاله تجمدت بصدمة..

 

هل ناداني بأمي؟!!.. أم القلادة؟!!... لا!.. لا!.. مستحيل!... إنه ابنها.. إنه دراكولا.. من يقف أمامي هو دراكولا

 

" اععععععععععععععععععع... "

 

صرخت بملء صوتي إذ شعرت بالذعر واستدرت ناحية الباب وبدأت أحاول بخوف مزق أحشائي فتحه ولكنني لم استطع.. بدأت أطرق على الباب بعنف واخبطهُ وأنا أهتف بجنون

 

" لااااااااااااا.. افتحوا لي الباب.. ارجوكم.. افتحوا لي الباب.. ساعدوني.. افتحوا الباب.. "

 

وفجأة توقفت عن طرق الباب و تجمدت برعب عندما سمعته يهتف بصوت أصم أذناي

 

" مستحيل فيري.. لن يكون هناك زفاف.. أنا لا أريدها.. وبما أنكِ مُصممة على ذلك سوف ترين ماذا سأفعل بها.. وإياكِ أن تحميها لأنني سأحطم بنفسي أحجار القلادة بالخنجر "

 

أطلق ضحكة غريبة جعلتني أنفر و ساورني رعب شلني بالكامل.. استدرت ونظرت برعب عندما رأيته يتجه نحوي ببطءٍ مخيف أرعبني.. حاولت الفرار إلا أنه أمسك معصمي بقوة يمنعني عن السير بعيدا عنه وقال بنبرة خبيثة

 

" إلى أين تريدين الذهاب يا عبدتي الجميلة "

 

ارتجف جسدي بالكامل وجحظت عيناي وتأملتهُ برعب أحرق روحي.. هذا الوحش سيمتص دمائي ويقتلني الآن.. بدأت أتلوى وأحاول إبعاد يده ولكن ذلك كان من المُستحيل أن أفعله.. شرعت أبكي برعب وأترجاه قائلة

 

" دعني.. دعني أذهب أرجوك...أترك يدي أرجوك.. "

 

قهقه بخبث مما جعل بدني يهتزّ من الهلع ثم قال و هو يُشير إليّ بيده اليسرى و كأنني شيء رخيص

 

" أنتِ.. سوف تكونين عبدتي الخاصة.. عليكِ أن تُمتعيني وتنفذين جميع أوامري.. أنا أرغب بتمزيقكِ لأشلاء ولكن للأسف أمي تحميكِ من الموت ولكنها وافقت أن أفعل ما أريدهُ بكِ.. هيا أريني ما عندكِ فأنا بالكاد متماسك.. اللعنة عليك كم تبدين فاتنة بثوب الزفاف هذا.. و لكن للأسف لن يكون هناك زفاف فأنا لن أتزوج ببشرية ضعيفة حقيرة.. "

 

توسعت عيناي برعب بينما كنتُ أنظر إليه ببلاهة.. ابتسم بشر وتابع قائلا بفحيحٍ مُخيف

 

" أنا وحش الجبل.. الوحش الذي يهابه ويحسب له ألف حساب جميع الكائنات في الممالك حتى في عالم البشر ويخافون من لفظ اسمه.. أنا تكون فتاتي المنشودة بشرية!.. هذا لن يحصل أبداً.. و هيا تحركي و ابدئي في خلع ثوبك و دعينا نستمتع.. لم يسبق لمصاص دماء أن عاشر بشرية سأكون الأول.. أتمنى أن لا يكون سبقني أروس بذلك وعاشر فتاته.. ههههه.. ولكن فقط ادعي أن أجدكِ عذراء لأنني أكره المستعملات والعاهرات.. إن كنتِ المنشودة لي عليكِ أن تكوني عذراء عبدتي.. وإن لم اجدكِ كذلك سوف تساورني رغبة ملحة حينها بجعلكِ تتعذبين وبشدة "

 

شهقت بصدمة كبيرة وسالت دموعي أكثر على وقع كلماته.. تأملتهُ بفزع  وهتفت بوجهه بهيستيريا

 

" هل فقدتَ عقلك؟!.. أنا لستُ عبدة لك.. وأنا إسمي فورتونا غراد أيها الوحش.. ولن اسمح لكَ بلمس شعرة واحدة مني "

 

ودون أن أشعر رفعت يدي المتحررة وصفعته على وجنته..

 

سكون.. سكون تام.. سكون مُرعب غرقت به الغرفة.. وقفت أرتعش بصدمة بسبب ما فعلته للتو خاصةً عندما رأيت نظراته القاتلة لي..

 

توقف قلبي عن الخفقان وارتعش جسدي بشدة وعرفت بأنني ارتكبت أكبر خطأ في حياتي لأنني بسبب صفعتي تلك أخرجت شياطينه من قبورها وأغضبت الوحش دراكولا.....


انتهى الفصل

















فصول ذات الصلة
رواية وحش الجبل

عن الكاتب

heaven1only

التعليقات


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

لمدونة روايات هافن © 2024 والكاتبة هافن ©